طالب الخير
2008-10-20, 02:07 AM
استضافت قناة المجد الليلة الكاتب الصحفي عبدالعزيز قاسم ليتحدث عن موضوع ( إسقاط الرموز ) ويقصد بالرموز ( العلماء الشرعيين ) ، وذلك في برنامج ساعة حوار ، وكان البرنامج رائعاً في الجملة بما طرحه الضيف والمقدم والمداخلون ، إلا أن الضيف في آخر البرنامج تعرض لمحاولات إسقاط الرموز مع التمثيل بشواهد في التأريخ ، هذه المحاولات التي ذكرها جعلها في ثلاثة أمور :
الأمر الأول : محاولات ناجحة تماماً ، واستشهد بقصة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وإسقاطه ، وبين وجه نجاحها من ناحية تحقيق ما أرادوا من ذلك حيث قُتل عثمان رضي الله عنه بالفعل .
الأمر الثاني : محاولات نصف ناجحة ( هكذا عبر الأخ عبدالعزيز ) ، واستشهد بمحاولات إسقاط دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وذكر بأن هذه المحاولات حققت نصف النجاح الذي أرادوا ، حيث إن تداعيات ذلك مستمرة إلى اليوم من قِبَل بعض الطوائف الشاتمة للوهابية .
الأمر الثالث : محاولات انعكست سلباً على فاعلها ، واستشهد بمحاولات إسقاط الشيخ اللحيدان، وبين أنها لم تحقق ما أرادوا بالكلية ، بل على العكس ، فأصبح الجميع من أهل السنة بمن فيهم السعوديين إلى الوقوف معهم بينما في السابق لديهم تحفظات على الشيخ اللحيدان ، ولديهم إنكار لبعض مايطرحه القرضاوي ، ووضح انعكاس محاولات إسقاطهم في توحيد أهل السنة للوقوف صفاً واحدا حتى مع الذين اختلفوا معه في السابق .
انتهى كلام الأخ عبدالعزيز قاسم ووافقه على ذلك بإعجاب المقدم فهد السنيدي .
ولدي تعقيب على الأمرين الأول والثاني ، فأقول :
بالنسبة للأمر الأول :
فليس من العدل أن نُصنف ماحصل في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه بأنه محاولة ناجحة لإسقاط رمز ، لأن القوم الذين أسقطوه مؤيدون في نفس الوقت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو رمز وأيضاً على منهج عثمان رضي الله عنه ، بينما لو كان إسقاط عثمان رضي الله عنه بيد التغريبيين لاجتهدوا في ترشيح مَنْ على شاكلة عبدالله بن أبي سلول لأجل إقناع المجتمع بأنه مصلح .
هذه المقارنة المستغربة بين انحراف الفكر المعاصر عما كان من انحرافات في الفكر القديم تجعلنا نحرر برامج القوم المعاصرين وأهدافهم ، ولايصح مقارنتهم مقارنة غير صحيحة بما حصل قديما من أشخاص منحرفين قديما ، ولا حرج من المقارنة إن كانت صحيحة .لكن فيما استشهد به الأخ عبدالعزيز في الأمر الأول فهو غير صحيح .
ثم إن الحق يعلو ولايُعلى عليه ، وإن أي محاولة لإسقاط الرموز الشرعيين فهي محاولة فاشلة ، وإن من اعتقد نجاحها فهو متوهم نجاحها ولو على منظورهم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو رمز الأمة الاسلامية الأول وجد محاولات لاسقاطه ، وكلها باءت بالفشل مع حصول المضايقات له صلى الله عليه وسلم ، ولذلك لايمكن لأحدٍ أن يَصِفَ إخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة بأنه نجاح لكفار قريش ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما وقف على شفير خارج مكة : ( والله إنك لأحب البقاع إلى الله ، ووالله إنك لأحب البقاع إلي ولو أن قومك أخرجوني ما خرجت ) . ولاشك بأن العلماء ورثة الأنبياء ، ومن هنا تحصل مكانتهم ومنزلتهم .
وإن الهدف واحد في اسقاط الرموز الشرعيين قديماً وحديثاً وإ اختلفت بواعثه ، ولكن العجب أن يكون هناك خلط بين الأفكار المنحرفة قديماً ، وبين الأفكار المنحرفة المعاصرة .
وبالنسبة للأمر الثاني : فإن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوة مباركة لم ينجح خصومها في إسقاطها ولو حتى نجاحاً نسبياً ، وكل مافي الأمر أنهم يسبون ويشتمون ويلفقون كما هو ديدن المعارضين للحق من قديم باختلاف بواعثهم لذلك .
وهل إذا لايزال هناك من ينتقد ويقول وهابية يُعتبر حصول نجاح لهم ؟!
هل يريد أخونا عبدالعزيز أن يكون هناك صفاء تماماً ولا يحصل صراع بين الحق والباطل في هذه الدنيا ؟! ، وماذا يسمي صراع أهل الباطل إذا حققوا شيئاً مما يريدون ؟!
هل يصح شرعاً أن نسميه نجاحاً ولو نسبياً ؟!
وهل سمى الله تعالى حصول كفار قريش لشيء من مبتغاهم نجاحاً ؟
حتى لو كان في لغة القوم بأنه نجاح فنحن لا ينبغي أن ننجر ونتأثر بمقولاتهم ، فهذا مثل قول المنافقين عن أنفسهم أنهم مصلحون ، فهل يصح لنا شرعاً أن نسميهم مصلحين ولو على تفكيرهم ولغتهم ؟ لاسيما والأخ عبدالعزيز ليس في مقام حكاية أقوالهم بالنجاح ، فحاكي القول ليس كالقائل وهذا معروف ، لكن أن يذكر ذلك ويُصنفه على أنه نجاح بمقياس وتعريف النجاح ، فهنا الخلل .
الأمر الأول : محاولات ناجحة تماماً ، واستشهد بقصة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وإسقاطه ، وبين وجه نجاحها من ناحية تحقيق ما أرادوا من ذلك حيث قُتل عثمان رضي الله عنه بالفعل .
الأمر الثاني : محاولات نصف ناجحة ( هكذا عبر الأخ عبدالعزيز ) ، واستشهد بمحاولات إسقاط دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وذكر بأن هذه المحاولات حققت نصف النجاح الذي أرادوا ، حيث إن تداعيات ذلك مستمرة إلى اليوم من قِبَل بعض الطوائف الشاتمة للوهابية .
الأمر الثالث : محاولات انعكست سلباً على فاعلها ، واستشهد بمحاولات إسقاط الشيخ اللحيدان، وبين أنها لم تحقق ما أرادوا بالكلية ، بل على العكس ، فأصبح الجميع من أهل السنة بمن فيهم السعوديين إلى الوقوف معهم بينما في السابق لديهم تحفظات على الشيخ اللحيدان ، ولديهم إنكار لبعض مايطرحه القرضاوي ، ووضح انعكاس محاولات إسقاطهم في توحيد أهل السنة للوقوف صفاً واحدا حتى مع الذين اختلفوا معه في السابق .
انتهى كلام الأخ عبدالعزيز قاسم ووافقه على ذلك بإعجاب المقدم فهد السنيدي .
ولدي تعقيب على الأمرين الأول والثاني ، فأقول :
بالنسبة للأمر الأول :
فليس من العدل أن نُصنف ماحصل في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه بأنه محاولة ناجحة لإسقاط رمز ، لأن القوم الذين أسقطوه مؤيدون في نفس الوقت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو رمز وأيضاً على منهج عثمان رضي الله عنه ، بينما لو كان إسقاط عثمان رضي الله عنه بيد التغريبيين لاجتهدوا في ترشيح مَنْ على شاكلة عبدالله بن أبي سلول لأجل إقناع المجتمع بأنه مصلح .
هذه المقارنة المستغربة بين انحراف الفكر المعاصر عما كان من انحرافات في الفكر القديم تجعلنا نحرر برامج القوم المعاصرين وأهدافهم ، ولايصح مقارنتهم مقارنة غير صحيحة بما حصل قديما من أشخاص منحرفين قديما ، ولا حرج من المقارنة إن كانت صحيحة .لكن فيما استشهد به الأخ عبدالعزيز في الأمر الأول فهو غير صحيح .
ثم إن الحق يعلو ولايُعلى عليه ، وإن أي محاولة لإسقاط الرموز الشرعيين فهي محاولة فاشلة ، وإن من اعتقد نجاحها فهو متوهم نجاحها ولو على منظورهم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو رمز الأمة الاسلامية الأول وجد محاولات لاسقاطه ، وكلها باءت بالفشل مع حصول المضايقات له صلى الله عليه وسلم ، ولذلك لايمكن لأحدٍ أن يَصِفَ إخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة بأنه نجاح لكفار قريش ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما وقف على شفير خارج مكة : ( والله إنك لأحب البقاع إلى الله ، ووالله إنك لأحب البقاع إلي ولو أن قومك أخرجوني ما خرجت ) . ولاشك بأن العلماء ورثة الأنبياء ، ومن هنا تحصل مكانتهم ومنزلتهم .
وإن الهدف واحد في اسقاط الرموز الشرعيين قديماً وحديثاً وإ اختلفت بواعثه ، ولكن العجب أن يكون هناك خلط بين الأفكار المنحرفة قديماً ، وبين الأفكار المنحرفة المعاصرة .
وبالنسبة للأمر الثاني : فإن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوة مباركة لم ينجح خصومها في إسقاطها ولو حتى نجاحاً نسبياً ، وكل مافي الأمر أنهم يسبون ويشتمون ويلفقون كما هو ديدن المعارضين للحق من قديم باختلاف بواعثهم لذلك .
وهل إذا لايزال هناك من ينتقد ويقول وهابية يُعتبر حصول نجاح لهم ؟!
هل يريد أخونا عبدالعزيز أن يكون هناك صفاء تماماً ولا يحصل صراع بين الحق والباطل في هذه الدنيا ؟! ، وماذا يسمي صراع أهل الباطل إذا حققوا شيئاً مما يريدون ؟!
هل يصح شرعاً أن نسميه نجاحاً ولو نسبياً ؟!
وهل سمى الله تعالى حصول كفار قريش لشيء من مبتغاهم نجاحاً ؟
حتى لو كان في لغة القوم بأنه نجاح فنحن لا ينبغي أن ننجر ونتأثر بمقولاتهم ، فهذا مثل قول المنافقين عن أنفسهم أنهم مصلحون ، فهل يصح لنا شرعاً أن نسميهم مصلحين ولو على تفكيرهم ولغتهم ؟ لاسيما والأخ عبدالعزيز ليس في مقام حكاية أقوالهم بالنجاح ، فحاكي القول ليس كالقائل وهذا معروف ، لكن أن يذكر ذلك ويُصنفه على أنه نجاح بمقياس وتعريف النجاح ، فهنا الخلل .