تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : متي يكفر الجالس في المجالس الكفرية؟



المغيرة
2008-10-18, 11:38 PM
هل يكفر الجالس في المجالس الكفرية ان لم ينكر بلسانه ولم يفارق المجلس؟ ام يشترط لتكفيره الرضي بالكفر؟ وهل يعد عدم انكاره اللساني وعدم مفارقته للمجلس رضي بالكفر؟ وهل يجوز الجلوس في تلك المجالس في حالة الضرورة؟ وهل يختلف الحكم في هذه المسالة على حسب الدار ؟وماهو المجلس الكفري حقيقة ؟ هل هو الذي أسس للكفر ام اي مجلس قيل فيه الكفر ؟ وهل يختلف ان كان الكفر الذي يقال في المجالس كفر استهزاء وتنقص للادلة الشرعية وبين كفر الكافرين من تمجيدهم لا اهلهتم الباطلة؟ وجزاكم الله خيرا"

أبو البراء الأندلسي
2008-10-19, 01:21 AM
قال تعالى
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعً

قال ابن جرير _جامع البيان في تفسير القرآن_
يعني: وقد نزل عليكم أنكم إن جالستم من يكفر بآيات الله ويستهزئ بها وأنتم تسمعون، فأنتم مثله يعني: فأنتم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحال، مثلُهم في فعلهم، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آياتِ الله يكفر بها ويستهزأ بها، كما عصوه باستهزائهم بآيات الله. فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتَوْه منها، فأنتم إذًا مثلهم في ركوبكم معصية الله، وإتيانكم ما نهاكم الله عنه.

قال القرطبي _أحكام القرآن_
فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر، لان من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر، قال الله عزوجل: (إنكم إذا مثلهم).
فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية.
وقد روي عن عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه أنه أخذ قوما يشربون الخمر، فقيل له عن أحد الحاضرين: إنه صائم، فحمل عليه الادب وقرأ هذه الآية (إنكم إذا مثلهم) أي إن الرضا بالمعصية معصية، ولهذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة المعاصي حتى يهلكوا بأجمعهم.

قال ابن كثير _تفسير القرآن العظيم_
أي: إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم، ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزأ وينتقص بها، وأقررتموهم على ذلك، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه. فلهذا قال تعالى: إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ أي في المأثم، كما جاء في الحديث: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يُدَار عليها الخَمْر"

قال البغوي _معالم التنزيل_
أي: إن قعدتم عندهم وهم يخوضون ويستهزئون ورضيتم به فأنتم كفار مثلهم


قال الألوسي _روح المعاني_
ومن هنا قيل : إن مدار الإعراض عن الخائضين فيما يرضي الله تعالى هو العلم بخوضهم ، ولذلك عبر عن ذلك تارة بالرؤية وأخرى بالسماع ، وأن المراد بالإعراض إظهار المخالفة بالقيام عن مجالستهم لا الإعراض بالقلب أو بالوجه فقط ، وعن الجبائي{المعتزل } إن المحذور مجالستهم من غير إظهار كراهة لما يسمعه أو يراه ، وعلى هذا الذي ذهب إليه بعض المحققين

قال الشوكاني _فتح القدير_
تعليل للنهي أي : إنكم إن فعلتم ذلك ، ولم تنتهوا ، فأنتم مثلهم في الكفر . قيل : وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات ، ولكنه إلزام شبه بحكم الظاهر

ثم قال

قوله : { إِنَّ الله جَامِعُ المنافقين والكافرين فِى جَهَنَّمَ جَمِيعاً } هذا تعليل لكونهم مثلهم في الكفر ، قيل : وهم القاعدون ، والمقعود إليهم عند من جعل الخطاب موجهاً إلى المنافقين .

قال البيضاوي _أنوار التنزيل و أسرار التأويل_
{إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ }في الاثم لأنكم قادرون على الاعراض عنهم والإِنكار عليهم ، أو الكفر إِن رضيتم بذلك ، أو لأن الذين يقاعدون الخائضين في القرآن من الأحبار كانوا منافقين.

قال الخازن _ لباب التأويل في معاني التنزيل_
{ إنكم إذاً مثلهم } يعني أنكم يا أيها الجالسون مع المستهزئين بآيات الله إذا رضيتم بذلك فأنتم وهم في الكفر سواء . قال العلماء وهذا يدل على أن من رضي بالكفر فهو كافر ومن رضي بمنكر أو خالط أهله كان في الإثم بمنزلتهم إذا رضي له وإن لم يباشره فإن جلس إليهم ، ولم يرض بفعلهم بل كان ساخط له وإنما جلس على سبيل التقية والخوف فالأمر فيه أهون من المجالسة مع الرضا وإن جلس مع صاحب بدعة أو منكر ولم يخض في بدعته أو منكره فيجوز الجلوس معه مع الكراهة وقيل لا يجوز بحال والأول أصح{رجح الأول}


قال مقاتل _تفسير مقاتل_
فنهى الله عز وجل عن مجالسة كفار مكة ومنافقى المدينة عند الاتسهزاء بالقرآن ، ثم خوفهم : إن جالستموهم ورضيتم باستهزائهم ، { إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ } فى الكفر




سُئل الشيخ عن معنى قوله تبارك وتعالى: {إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ}، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله).




الجواب:

أن معنى الآية على ظاهرها، وهو؛ أن الرجل إذا سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، فجلس عند الكافرين المستهزئين، من غير إكراه ولا إنكار، ولا قيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره؛ فهو كافر مثلهم، وإن لم يفعل فعلهم، لأن ذلك يتضمن الرضاء بالكفر، والرضاء بالكفر كفر.

وبهذه الآية ونحوها؛ استدل العلماء على أن الراضي بالذنب كفاعله.

فإن ادعى أنه يكره ذلك بقلبه؛ لم يقبل منه لأن الحكم على الظاهر، وهو قد أظهر الكفر، فيكون كافراً.

ولهذا لما وقعت الردة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وادعى أناس أنهم كرهوا ذلك؛ لم يقبل منهم الصحابة ذلك، بل جعلوهم كلهم مرتدين، إلا من أنكر بلسانه وقلبه.

وكذلك قوله في الحديث: (من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله)؛ على ظاهره، وهو أن الذي يدعي الإسلام، ويكون مع المشركين في الاجتماع والنصرة والمنزل معهم، بحيث يعده المشركون منهم؛ فهو كافر مثلهم، وإن ادعى الإسلام، إلا إن كان يظهر دينه، ولا يوالي المشركين.

ولهذا لما ادعى بعض الناس الذين أقاموا بمكة بعد ما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، فادعوا الإسلام إلا أنهم أقاموا في مكة، يعدهم المشركون منهم، وخرجوا معهم يوم بدر كارهين للخروج، فقُتلوا، وظن بعض الصحابة أنهم مسلمون، وقالوا: "قتلنا إخواننا"، فأنزل الله تعالى فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ... الآية}.

قال السدي وغيره من المفسرين: (إنهم كانوا كفاراً، ولم يعذر الله منهم إلا المستضعفين).

ويجب على كل مسلم أن يصارم المستهزئين بدين الله وبما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو كانوا أقرب الناس إليه، وأن لا يجالسهم، لئلا يكون منهم؛ كما قال الله جلا وعلا: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) [78].

فمن سمع آيات الله يكفر بها، ويستهزأ بها وهو جالس معهم مع رضاه بالجلوس معهم، فهو مثلهم في الإثم والكفر والخروج عن الإسلام؛ كما قال تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ) [79]، أي: شبهاءهم ونظراءهم.


قال الشيخ عبد المنعم حليمة _فتوى للشيخ_
ويجب على كل مسلم أن يصارم المستهزئين بدين الله وبما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو كانوا أقرب الناس إليه، وأن لا يجالسهم، لئلا يكون منهم؛ كما قال الله جلا وعلا: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) [78].

فمن سمع آيات الله يكفر بها، ويستهزأ بها وهو جالس معهم مع رضاه بالجلوس معهم، فهو مثلهم في الإثم والكفر والخروج عن الإسلام؛ كما قال تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ) [79]، أي: شبهاءهم ونظراءهم.


أخي الكريم هذه بعض أقوال أهل العلم في المسألة و الآية واضحة أخي الكريم على أن الواجب هو القيام من مجلسهم حيث قال تعالى{فلا تقعدوا معهم}و بالتالي لا يكفي مجرد القعود مع الإنكار أو بغض ذلك.

و الله تعالى أعلم.

و لي عودة إن شاء الله تعالى.

و الله تعالى أعلم.

المغيرة
2008-10-19, 07:44 PM
جزاك الله خيرا" ولكني اريد معرفة ماهو المناط المكفر هل هو فعل الجلوس ؟ ام الرضي بالكفر؟

أبو البراء الأندلسي
2008-10-19, 10:50 PM
اخي الكريم الآية واضحة في وجوب القيام من المجلس و أن القادر على مغادرته و لم يغادره فهو كافر مثلهم {فلا تقعدوا معهم}
ما بقوا يكفرون و يستهزءون.

قال تعالى
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعً


و الله تعالى أعلم.

سعودالعامري
2008-10-20, 05:54 AM
الراضي كالفاعل قال تعالى: (فعقروها( والعاقر واحد. وقال تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا( [النساء: 14] أي إذا قعدتم مع الرضى.

أبو شعيب
2008-10-20, 06:16 AM
(المغيرة) ،

مناط الكفر هو : الرضى بالكفر .. والجلوس بينهم وهم يكفرون بالله ويستهزئون بآياته دون إنكار ودون إعراض عنهم ، هو دليل على رضاه بالكفر .. إذ لو كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان لقام عن هذه المجالس أو أنكر أقوال أصحابها ..

لذلك عندما جيء إلى عمر بن عبدالعزيز ررر بأناس قد شربوا الخمر ، حكم على جميعهم حكماً واحداً .. فقيل له : إن بينهم رجلاً كان صائماً .. فقال : حكمه من حكمهم .. ثم استدل بهذه الآية ..

ولكن يُقال في هذا الباب إنه الحكم الظاهر وليس الحكم الباطن .. وقد يكون في باطنه معذوراً .. كأن يخشى على نفسه إن هو قام أن يؤذوه ، خوفاً لا يرقى إلى الإكراه .. ولكنه يرقى إلى الضرورة .. ولكنه في باطنه كاره لذلك ، منكر له ، مبغض لأهله .

وقد يفعله لمصلحة شرعية عظيمة ، كالتجسس على هؤلاء الكفرة لصالح المسلمين .. أو يترصد لبعضهم ليقتله بعد انفراده به .. أو يجمع أقوالهم لدحضها لاحقاً والردّ عليهم .. كما يفعل بعض العلماء من دراسة أديان الكفر وسماع أقوالهم للرد عليهم .

وقول الله تعالى : ففف إنكم إذن مثلهم ققق .. لم يقل : ففف قد كفرتم مثلهم ققق .. وهو كقول النبي (ص) : ‏«‏ من ساكن المشرك وعاشره فهو مثله ‏» ..

‏أما من جعل مناط الكفر هنا هو مجرّد الجلوس ، فيُقال له : هل كان هذا الفعل كفراً قبل نزول هذه الآية أم لا ؟

إن قال نعم ، لزمه الدليل .. ولن يجد إلا أدلة كفر من رضي بالكفر .

وإن قال لا ، فهذا أظهر من أن يُردّ عليه .. إذ أن مسائل الكفر والإيمان هي من أصل الدين ، ولا يمكن لكفر أن يكون جائزاً ثم صار كفراً .. كما ذكر ذلك ابن تيمية - رحمه الله - .

هذا فضلاً عن كون الآية مدنية !!

الإمام الدهلوي
2008-10-20, 10:01 AM
ذكر بعض المفسرون عند تفسير قوله تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون . لا تعتذروا قد كفـرتم بعـد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة ) سورة التوبة .
قيل أنهم كانوا ثلاثة نفر، هزئ اثنان وضحك واحد، فالمعفو عنه هو الذي ضحك ولم يتكلم.
و قال خليفة بن خياط في تاريخه : اسمه مخاشن بن حمير، وقيل إنه كان مسلماً، إلا أنه سمع المنافقين فضحك لهم ولم ينكر عليهم ) إهـ
قلت : إن صح هذا فالظاهر أن الله قد عذره لاختلاف موقفه عن أؤلئك القاصدين الإستهزاء ، ولم يجعل عدم الإنكار أو ترك القيام كفراً مجرداً على كل حــال . والله أعلـم .

أبو البراء الأندلسي
2008-10-20, 02:00 PM
ذكر بعض المفسرون عند تفسير قوله تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون . لا تعتذروا قد كفـرتم بعـد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة ) سورة التوبة .
قيل أنهم كانوا ثلاثة نفر، هزئ اثنان وضحك واحد، فالمعفو عنه هو الذي ضحك ولم يتكلم.
و قال خليفة بن خياط في تاريخه : اسمه مخاشن بن حمير، وقيل إنه كان مسلماً، إلا أنه سمع المنافقين فضحك لهم ولم ينكر عليهم ) إهـ
قلت : إن صح هذا فالظاهر أن الله قد عذره لاختلاف موقفه عن أؤلئك القاصدين الإستهزاء ، ولم يجعل عدم الإنكار أو ترك القيام كفراً مجرداً على كل حــال . والله أعلـم .

الأخ الدهلوي

قبل الحديث عن آية التوبة و ما يتعلق بها,أريد التعليق على شيء

هل مناط الكفر في الجلوس مع المستهزئين هو الرضى؟

إن قلت نعم

فهل الضحك ليس علامة على الرضى؟

أبو البراء الأندلسي
2008-10-20, 02:06 PM
[quote=أبو شعيب;151690] إذ أن مسائل الكفر والإيمان هي من أصل الدين Quote]

عجيب أنت يا أبا شعيب

إما أنك متناقض أو أني لم أفهم كلامك في موضوع أصل الدين و أسأل الله أن أكون كذلك

ذكرت في موضوعك الفارط أن أصل الدين هو ما لا يعذر المرء بتركه سواء جاهلا أو متأولا و يكون بذلك كافر.{او ما يقارب هذه اللفظة}

و الآن تقول لي مسائل الكفر و الإيمان من أصل الدين,أي جميع مسائل الكفر و الإيمان جعلتها من أصل الدين,و مما لا شك فيه أن من مسائل الكفر ما يعذر فيه المرء بجهله و و بتأويله.

كيف ذلك أخي الكريم وضح لي بارك الله فيك لعلي أنا المخطئ في الفهم.

الإمام الدهلوي
2008-10-20, 02:53 PM
أخي الكريم أبو البراء الأندلسي وفقك الله تعالى
أنا قلت : في المشاركة السابقة أنه إن صح هذا الدليل فقط عـذره الله لأنه موقفه كان مغاير للقوم المستهزيئن حقيقة ويكون الضحك وقع منه على وجه الغفلة كما وقع من أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها حين رأت أبو يزيد سهيل بن عمرو مجموعة يداه إلى عنقه بحبل بعد أن أُسر في غزوة بدر قالت : فلا والله ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت أي أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألاَّ مِتُّم كرامًا فواللهِ ما أنبهني إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت: ( يا سودة أعَلى الله وعلى رسوله تحرضين . فقالت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت) إهـ .
فمثل هذا قـد يُعذر به المـرء لأنه وقع عن غفلة والله أعلم .
وهــذه المسألة قد طرحت في المنتدى منذ فترة
إليك الرابط :
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19816
وأمـا مجرد الجلوس فقد لا يكون دليل على الرضا القلبي في كل الأحوال ، لأن الجالس قد يكره المنكر بقلبه ولكن منعه عن القيام مانع شرعي معتبر .
وقد سرد لك أخوان أبو شعيب بعض هذه الأحوال وهي : ( كأن يخشى على نفسه إن هو قام أن يؤذوه ، خوفاً لا يرقى إلى الإكراه .. ولكنه يرقى إلى الضرورة .. ولكنه في باطنه كاره لذلك ، منكر له ، مبغض لأهله .
وقد يفعله لمصلحة شرعية عظيمة ، كالتجسس على هؤلاء الكفرة لصالح المسلمين .. أو يترصد لبعضهم ليقتله بعد انفراده به .. أو يجمع أقوالهم لدحضها لاحقاً والردّ عليهم .. كما يفعل بعض العلماء من دراسة أديان الكفر وسماع أقوالهم للرد عليهم .) إهـ
وهذا النوع الأخير من الجلوس أذكر أني قرأت للإمام ابن حزم رحمه الله أنه كان يحضر مجالس أهل البدع والضلال خفية ويسمع أقوالهم لكي يرد عليها والله أعلم .
وسوف أنقل لك قول الشيخ عبد المجيد الشاذلي لعل يخدم المسألة فقال : ( قول الله عزوجل : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون ) .
فلم يأمر جلَّ وعلا باعتزال مجالسهم مطلقًا بل وقت الخوض فقط وإذا نسي يقوم عندما يتذكر وإذا منعه شيء أن يقوم عندما يتذكر فليس عليه شيء من حسابهم ولكن الأحسن أن يقوم لتحصيل كمال التقوي والمعنى واضح جدًا.
وكذلك في قول الله : ( إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ) .
المعفو عنه رجل جاز أن يسمى طائفة لاختلاف موقفه عنهم أحجم عن أن ينكر بلسانه خوفًا من تطاولهم عليه وأنكر بقلبه ولم يعتزل مسيرهم فكان جرمه غير جرمهم، وكذلك قالوا عن الذين لم ينكروا على أصحاب السبت أن الربَّ سبحانه أغفلَ ذكرهم وذكر من أنكر بالخير إشادة بهم وسكت عن هؤلاء الذين سكتوا عن الإنكار ولكنهم أنكروا بقلوبهم فلم يشاركوا من احتال على الشرع في جرمهم ولم يأخذوا حكمهم ولم يهلكوا معهم وهم في محل العفو أو المؤاخذة ولكن دون جرم الكفر بالاحتيال على الشرع مثل أصحاب السبت.
أما قول الله عزوجل : ( إنكم إذاً مثلهم ) فهذا مناط معين كثَّر فيه المنافقون سواد الطاعنين في دين الله ترويجًا لباطلهم ابتغاءً للعزة عندهم وهم بهذا الفعل كفَّار في الدرك الأسفل من النَّار. ) إهــ البلاغ المبين .
وإن كان عندك شيئ على آية التوبة فياليتك تطلعنا عليه جزاك الله خيراً .

الإمام الدهلوي
2008-10-20, 03:11 PM
أخي أبو شعيب تقول : ( .. ‏أما من جعل مناط الكفر هنا هو مجرّد الجلوس ، فيُقال له : هل كان هذا الفعل كفراً قبل نزول هذه الآية أم لا ؟

إن قال نعم ، لزمه الدليل .. ولن يجد إلا أدلة كفر من رضي بالكفر .

وإن قال لا ، فهذا أظهر من أن يُردّ عليه .. إذ أن مسائل الكفر والإيمان هي من أصل الدين ، ولا يمكن لكفر أن يكون جائزاً ثم صار كفراً .. كما ذكر ذلك ابن تيمية - رحمه الله - . هذا فضلاً عن كون الآية مدنية !! ) إهـ
أقول : جزاك الله خيراً على هذا التوضيح و كلام موفق ويأيده قوله تعالى في سورة الأنعام : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون ) .
بارك الله فيك .

أبو شعيب
2008-10-20, 03:15 PM
ذكرت في موضوعك الفارط
أخي الكريم ،

عوضاً عن أن تصف موضوعاً بأنه فارط .. قم وأدل بحججك وانقض مذهب صاحبه .. أما أن تبطله هكذا دون حجة ، فهذا لا يصح .

أما ما أشكل عليك من كلامي .. فاعلم أن كل كفر يتعلق بأصل الدين .. لأنه لولا ذلك لما نقضه أصلاً ، ولما صار صاحبه كافراً .

ومسائل الكفر والإيمان المعنية هي المناطات ..

فإن صاحب الموضوع يسأل عن مناط الكفر .. هل هو مجرد الجلوس أم الرضى ؟ .. فبيّنت له أن المناط هو الرضى ، والجلوس دليل على هذا المناط .

ثم كي أثبت ذلك قلت إن مسائل الكفر والإيمان من أصل الدين (والمسائل هنا بمعنى المناطات .. وهذا بدلالة اللفظ ودلالة السياق ، ولم أقل أفعال الكفر والإيمان .. فانتبه) .. فلو كان المناط هو مجرد الجلوس .. لكان علمه جميع المسلمين بمجرد نطقهم بالشهادة ..

وهناك فرق شاسع بين المناط .. وبين دليل هذا المناط (أي الفعل) .. (والدليل هو ما قد يُعذر به المرء إن انتفى المناط في حقه) .

فمناطات الكفر بسيطة .. وهي :

- الجهل بألوهية أو ربوبية الله تعالى . (عكس العلم)
- الشك في الله تعالى . (عكس اليقين)
- بغض الله تعالى . (عكس المحبة)
- الكذب على الله . (عكس الصدق)
- خيانة الله . (عكس الإخلاص)
- الإعراض ، وما في معناه من إباء واستكبار وجحود . (عكس الانقياد وما في معناه من قبول ورضى وإقرار وطاعة) .

هذه هي المناطات التي أجمع عليها أهل العلم .. وكل أفعال الكفر إنما هي أدلة على هذه المناطات ..

فمثلاً ، سبّ الله تعالى دليل على مناط البغض .. وترك الصلاة دليل على مناط الإعراض .. والأدلة الشرعية إنما تؤكد كون هذه الأفعال أدلة قطعية على هذه المناطات (إن تحقق في صاحبها الشروط وانتفت عنه الموانع) ..

وهكذا في كل فعل مكفّر ، هناك مناطات تنقض أصل الدين ..

أما الأفعال المكفرة المنتفية فيها هذه المناطات ، فلا يكفر بها المرء حتى تتحقق عنده هذه المناطات .. وهذا يكون بإقامة الحجة ، واستيفاء الشروط وانتفاء الموانع ، فإن أعرض ، فقد تحقق عنده مناط الإعراض .. أو البغض .. أو الكذب .. بحسب اجتهاد الحاكم في تحديد هذا المناط .

=================

وحتى تفهم هذه المسألة بصورة أوضح ..

يقول الله تعالى : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ [65] لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ [66] }

هؤلاء لم يعلموا أن الاستهزاء بالله - عز وجل - كفر .. لذلك فقد اعتذروا بأنهم كانوا يخوضون ويلعبون ، ويظنون أنهم بذلك يخرجون من الكفر .. ولكن مناط بغض الله متحقق في هذا الفعل ، سواء أجهل صاحبه كونه كفراً أم لم يجهل .. لذلك فقد كفروا من فورهم ، ولم ينفعهم جهلهم .

ثم يقال .. هل كان الاستهزاء بالله ورسوله كفراً قبل نزول هذه الآية أم لا ؟

فمن قال نعم .. فإنه يستدل بآيات البغض والاستكبار وجهل حق الله تعالى .. وغير ذلك .. ويقول : إن الاستهزاء بالله تعالى دليل على هذه المناطات الكفرية .. وهذه الآية جاءت لتأكيد ذلك .

ومن قال لا .. فكلامه أظهر من أن يُدحض .

وفي مسألتنا هذه ، أي : الجلوس .. فإن ذات الفعل ليس دليلاً على شيء .. وليس هو كالمكفرات الصريحة ، كسب الله تعالى مثلاً .. فإنه في ذاته دليل قطعي على الكفر .. أما الجلوس ، فهو ليس كفراً إلا لما اعتراه من أحوال عارضة تجعله كفراً ..

لذلك ، فإن كونه دليلاً على الكفر الباطن لا يستقيم .. ولكنه دليل على الكفر الظاهر (بمعنى : يؤخذ المرء بجريرة جماعته .. أو ما يسمى بـ حكم التبعية) .. وحاله كالذي في صفوف المشركين يكثّر سوادهم ، مع بغضه لكفرهم .. فهذا ليس بكافر .. ولكن يُعامل معاملة الكافر . .. وكحال من يساكن المشرك ويجامعه .. فقد جاء في الحديث الذي ذكرته أن حكمه كحكمه .. ولا يقتضي ذلك ضرورة أن يكون كافراً في باطنه .

هذا ، والله أعلم .

أبو البراء الأندلسي
2008-10-20, 05:18 PM
أخي الكريم ،
عوضاً عن أن تصف موضوعاً بأنه فارط .. قم وأدل بحججك وانقض مذهب صاحبه .. أما أن تبطله هكذا دون حجة ، فهذا لا يصح .
.

أخي الكريم لم أقل أنك مخطئ أو أنك تخالفني في المسألة,قلت أنك متناقض في تعريف أصل الدين.


أرجو منك أن تعرفه لي في كلمات موجزة هنا.

مع العلم أني لا يهمني كثيرا مسألة المصطلحات بقدر ما تهم حقيقتها و مدلولاتها.
إلا ما كان من مصطلح شرعي توقيفي فلا يجوز العدول عنه.

المغيرة
2008-10-20, 07:30 PM
جزاكم الله خيرا" من جعل مناط الكفر هو فعل الجلوس فليس لديه برهان في ذلك لان المسلمون كانوا يجالسون المشركون في مكة وهو يخوضون فنزل النهي بقوله ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) ولم تبين الاية حكما" على الجالس .

المغيرة
2008-10-20, 07:40 PM
(ابو شعيب) قلت :والجلوس بينهم وهم يكفرون بالله ويستهزئون بآياته دون إنكار ودون إعراض عنهم ، هو دليل على رضاه بالكفر . واقول : لماذا لم يعتبر جلوس المسلمون انذاك دليل رضي ؟

أبو البراء الأندلسي
2008-10-20, 08:20 PM
أخي المغيرة قولك لا دليل آتيتك بآية كاملة قال فيها عز وجل {فلا تقعدوا معهم إنكم إذا مثلهم}
لعل الآية واضحة صريحة بينة لا مجال للتأويل فيها.
مجرد الجلوس من غير إنكار هو أدنى الرضى أخي الكريم,فهو ما أجلسه بينهم وهم يستهزءون بالله؟

أما قولك أن الآية التي ذكرتها لم يثبت فيها حكم وهي قوله تعالى{ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين },

الآية جاء فيها النهي عن الجلوس مع الذين يخوضون في آيات الله وهذا حق بنص الآية,و لكن جاءت آية أخرى بينت الحكم{إنكم إذا مثلهم}فما المشكل في هذا؟{مع العلم أن الآية الأولى مدنية و التي ذكرتها أنت مكية}

فالكفر منهي عنه كما ينهى عن المعاصي,قال تعالى{فلا تجعلوا لله أندادا و أنتم تعلمون} هذه الآية فيها نهي عن اتخاذ الأنداد و لكن هل فيها أنه شرك؟لا بالطبع,فمن أين لنا أن ذلك شرك,قلنا بمجموع النصوص الأخرى حكم الله على ذلك بالشرك و أنه لا يغفر.

فيمكن النهي على أمر ما ثم يكون هو شركا أو كفرا,لأن الكفر و الشرك مما نهى الله عنه.

قال أبو حيان الأندلسي _البحر المحيط_
{ إِنكم إذاً مثلهم } حكم تعالى بأنهم إذا قعدوا معهم وهم يكفرون بآيات الله ويستهزئون بها ، وهم قادرون على الإنكار مثلهم في الكفر ، لأنهم يكونون راضين بالكفر ، والرضا بالكفر كفر . والخطاب في أنكم على الخلاف السابق أهو للمنافقين؟ أم للمؤمنين؟ ولم يحكم تعالى على المسلمين الذين كانوا يجالسون الخائضين من المشركين بمكة بأنهم مثل المشركين ، لعجز المسلمين إذ ذاك عن الإنكار بخلاف المدينة ، فإن الإسلام كان الغالب فيها والأعلى ، فهم قادرون على الإنكار ، والسامع للذم شريك للقائل

و الله تعالى أعلم.

المغيرة
2008-10-20, 09:20 PM
(ابو البراء) ان كان فعل الجلوس كفرا" لما رخصه الله في مكة عند الضرورة فالكفر لايرخص الا بالاكراه فقط.

المغيرة
2008-10-20, 09:37 PM
تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )


يقول تعالى ذكره: ومن اتقى الله فخافه فأطاعه فيما أمره به واجتنب ما نهاه عنه، فليس عليه بترك الإعراض عن هؤلاء الخائضين في آيات الله في حال خوضهم في آيات الله شيء من تبعه فيما بينه وبين الله، إذا لم يكن تركه الإعراض عنهم رضا بما هم فيه وكان الله بحقوقه متقياً، ولا عليه من إثمهم بذلك حرج، ولكن لِيُعْرِضوا عنهم حينئذ. { ذِكْرَى } لأمر الله. { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } يقول: ليتقوا. ومعنى الذكرى: الذكرُ، والذكر والذكرى بمعنى وقد يجوز أن يكون ذكرى في موضع نصب ورفع فأما النصب فعلى ما وصفت من تأويل: ولكن ليعرضوا عنهم ذكري وأما الرفع فعلى تأويل: وما على الذين يتقون من حسابهم شيء بترك الإعراض، ولكن إعراضهم ذكرى لأمر الله لعلهم يتقون. وقد ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالقيام عن المشركين إذا خاضوا في آيات الله، لأن قيامه عنهم كان مما يكرهونه، فقال الله له: إذا خاضوا في آيات الله فقم عنهم ليتقوا الخوض فيها ويتركوا ذلك. ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عنا بن جريج، قال: كان المشركون يجلسون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحبون أن يسمعوا منه، فإذا سمعوا استهزءوا، فنزلت:
{ وإذَا رأيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنَا فأَعْرِضْ عَنْهُمْ حتى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غيرِهِ }
.. الآية، قال: فجعل إذا استتهزءوا قام فحذروا وقالوا: لا تستهزءوا فيقوم فذلك قوله: { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } أن يخوضوا فيقوم. ونزل: { وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ } إن قعدوا معهم، ولكن لا تقعدوا. ثم نسخ ذلك قوله بالمدينة:
{ وَقَدْ نَزَلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أنْ إذَا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حتى يَخُوضُوا فِي حَديثٍ غيرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِثْلُهُمْ }
فنسخ قوله: { وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ }... الآية.

حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قوله: { وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ } يقول: من حساب الكفار من شيء. { وَلَكِنْ ذِكْرَى } يقول: إذا ذكرتُ فقم. { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } مساءتكم إذا رأوكم لا تجالسونهم، استحيوا منكم فكفوا عنكم. ثم نسخها الله بعد، فنهاهم أن يجلسوا معهم أبداً، قال: وَقَدْ نَزَلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أنْ إذَا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها... الآية.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ } إن قعدوا، ولكن لا تقعد.

حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك: { وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى } قال: وما عليك أن يخوضوا في آيات الله إذا فعلت ذلك.

تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ){ وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }


قال ابن عباس: لما نزل لا تقعدوا مع المشركين وهو المراد بقوله: «فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ» قال المسلمون: لا يمكننا دخول المسجد والطّواف؛ فنزلت هذه الآية. { وَلَكِنْ ذِكْرَى } أي فإن قعدوا يعني المؤمنين فليذكّروهم. { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } اللَّهَ في ترك ما هم فيه. ثم قيل: نسخ هذا بقوله:
{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ }
[النساء: 140]. وإنما كانت الرُّخْصَة قبل الفتح وكان الوقت وقت تَقِيّة. وأشار بقوله: «وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ» إلى قوله: «وذَرِ الَّذِينَ ٱتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً». قال القُشَيْرِيّ: والأظهر أن الآية ليست منسوخة. والمعنى: ما عليكم شيء من حساب المشركين، فعليكم بتذكيرهم وزجرهم فإن أبوْا فحسابهم على الله. و { ذِكْرَى } في موضع نصب على المصدر، ويجوز أن تكون في موضع رفع؛ أي ولكن الذي يفعلونه ذكرى، أي ولكن عليهم ذكرى. وقال الكسِائِيّ: المعنى ولكن هذه ذكرى.

أبو البراء الأندلسي
2008-10-20, 09:39 PM
أين رخص لهم بالجلوس في مجالس الكفر؟

و هل موضوعنا يتحدث عن الضرورة؟ نحن نتحدث عن حكم عام في القعود في مجالس الكفر و لا داعي للإستثناءات الآن حتى نكمل الحوار في نقطة الجلوس هل هو مناط كفر أم لا.


فالآية أخي الكريم أرشدتنا إلى وجوب القيام من المجلس ثم قال بعدها{إنكم إذا مثلهم}.

المغيرة
2008-10-20, 10:04 PM
لتقرير مسألة لابد من جمع النصوص التي تتحدث عن تلك المسألة .والاضربنا النصوص ببعضها البعض , وكما نقلت لك تفسير اية الترخيص عندما كانوا المسلمين مستضعفون في مكة وهي قوله تعالي ( وماعلي الذين ...الاية ) وقولك بان فعل الجلوس كفر يلزمك بان تقول ان الله عزوجل رخص في الكفر بغير اكراه ولا اظن انك تقول به ,راجع قول المفسرون في الاية . واية النساء (وقد نزل عليكم ...الاية ) تحمل على تكفير الراضي والله اعلم.

أبو البراء الأندلسي
2008-10-20, 10:22 PM
أنا الذي نقلت لك تفسير أهل العلم و قد ذكروا أن الواجب عليه القيام بنص الآية.


أخي الكريم كيف يكون الرجل راضيا بالكفر في مجالس الكفار؟

و ما تقول في قوله تعالى{إنكم إذا مثلهم}؟

و هل يجوز الجلوس معهم بدون إنكار؟

أجبني بارك الله فيك عن أسئلتي.

المغيرة
2008-10-21, 09:50 PM
( ابو البراء) قولك:أنا الذي نقلت لك تفسير أهل العلم و قد ذكروا أن الواجب عليه القيام بنص الآية < نعم لا اخالفك في النهي ولكني اخالفك في حكم الجالس غير الراضي لضرورة وغيرها فانه يعذر ولاينطبق فيه حكم الخائضين كما عذر من كان بمكة لضرورة فحكم الكفر لايتغير من شخص لا اخر, فالله يقول للنبي صلي الله عليه وسلم (لان اشركت ليحبطن عملك ...الاية ) وحاشاه من ذلك.> وقولك : أخي الكريم كيف يكون الرجل راضيا بالكفر في مجالس الكفار؟< فالرضي مكانه القلب ولكن قد تظهر من الجالس بعض القرائن التي تدل على رضاه مثل ان يضحك او يهز راسه او غير ذلك او يكون جالس بغير ضرورة والله اعلم> وقولك:و ما تقول في قوله تعالى{إنكم إذا مثلهم}؟>تحمل على الراضي كما ذكرت لك فهناك من جلس بمكة ولم يكن كافرا" بجلوسه < وقولك :و هل يجوز الجلوس معهم بدون إنكار؟< يجوز في بعض الحالات كالضرورة مثلا" او للتخزيل , والكفر أما ان يكون قولا" أو فعلا" أو اعتقادا" مالذي فعله الجالس ليكفر به غير ان يكون راضي بكفرهم ؟ان قلت فعل الجلوس فاقول لك ماتقول في اية الانعام (وماعلى الذين يتقون...الاية ) هل تقول ان الله رخص في الكفر بالضرورة؟وأعلم أن الاية الاظهر انها ليست منسوخة, وان ثبت نسخها فافعال الكفر لاتنسخ ونسخها يدل على ان فعل الجلوس ليس بكفر فلايجوز الكفر في بعض الحالات ولايجوز في غيرها. وكما اسلفت لك لتقرير مسألة لابد من جمع النصوص وتوافقها لا بضربها ببعضها البعض , فاني سالك ماذا تقول في قوله تعالي ( وماعلى الذين يتقون ...الاية ) واعلم لابد ان تتوافق مع أية النساء (وقد نزل عليكم ... الاية )؟

أبو شعيب
2008-10-21, 10:32 PM
الأخ (أبو البراء الأندلسي) ،

قول الله تعالى : { إنكم إذن مثلهم } .. هو كقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (( من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله )) .

والله أعلم .

الإمام الدهلوي
2009-01-01, 01:16 AM
هــذه إضافة أخرى :
----------------
يقول الشيخ محماس بن عبد الله الجعلود في كتابه " الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية : ( وينقل الشيخ سليمان بن سحمان عن ابن تيمية قوله : « أنه قال - أي شيخ الإسلام - في قوله تعالى: ( إِنْ نَعْفُ عَـنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، إن الطائفة المعفو عنها كانت عاصية ، لا كافرة إما بسماع الكفر دون إنكاره أو بالجلوس مع الذين يخوضون في آيات الله ، أو بكلام هو ذنب وليس كفر» ) إهـ (2/865 )
وكـلام الشيخ ابن سحمان رحمه الله موجود في رسالته " الجواب الفائض في الرد على أرباب القول الرائض " .
والله أعلـم .

المغيرة
2009-05-17, 06:47 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..

أطلعت على بعض أقوال المفسرين حول قوله تعالى (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ)

فأحببت أن انقله لكم للفائدة:




قال : بن عادل في تفسيره:




والمعنى: أنكم إذاً مِثْلُهُم، إن قعدْتُم عندهم وهُم يَخُوضُون ويَسْتهزِئُون، ورضيتم بِهِ، فأنتم كُفَّار مِثْلُهم، وإن خَاضُوا في حَدِيث غَيْرِه، فلا بأس بالقُعُود مَعَهم مع الكَرَاهَة.





قال الحَسَن: لا يجوز القُعُود معهم وإن خَاضُوا في حَدِيث غَيْره؛ لقوله - تعالى -:

{ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }
[الأنعام: 68] والأكثرون على الأوَّل، وآية الأنعام مَكِّية وهذه مَدَنِيَّة، والمتأخِّر أوْلَى.


فصل


قال بعض العُلَمَاء: هذا يدل على أنَّ من رَضِي بالكُفْرِ، فهو كافِرٌ، ومن رَضِيَ بمنكر يَرَاه، وخالط أهْلَه وإن لَمْ يُبَاشِر ذلك، كان في الإثْمِ بمَنْزِلة المُبَاشِر لهذه الآية، وإن لم يَرْض وحَضَر خَوْفاً وتقية، فلا.








قال الامام البغوي في هذه الأية (انكم اذا مثلهم)




{ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ } ، أي: إن قعدتم عندهم وهم يخوضون ويستهزؤون ورضيتم به فأنتم كفار مثلهم،







وقال الامام بن الجوزي في تفسيره:




. { إِنكم } إِن جالستموهم على ما هم عليه من ذلك، فأنتم { مثلهم } وفي ماذا تقع المماثلة فيه، قولان.


أحدهما: في العصيان. والثاني: في الرضى بحالهم، لأن مُجالس الكافر غير كافر.








قال البيضاوي رحمه الله في تفسيره:





{ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ } في الاثم لأنكم قادرون على الاعراض عنهم والإِنكار عليهم، أو الكفر إِن رضيتم بذلك، أو لأن الذين يقاعدون الخائضين في القرآن من الأحبار كانوا منافقين، ويدل عليه: { إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلْمُنَـٰفِقِ نَ وَٱلْكَـٰفِرِين فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }








قال الامام الطبراني في تفسيره:




قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ }؛ أي من جَالَسَهُمْ راضياً بما هُم عليه من الكُفْرِ والاستهزاءِ بآيَاتِ الله فهو مِثْلُهُمْ في الكُفْرِ؛ لأن الرِّضَا بالكفرِ والاستهزاء كُفْرٌ، ومَن جَلَسَ معهُم سَاخِطاً لذلكَ منهم لم يَكْفُرْ، ولكنه يكونُ عاصِياً بالقعودِ معهم؛ فيكونُ معنى قولهِ تعالى: { إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ } أي في أصْلِ العِصْيَِانِ وإن لم تبلُغْ معصيةُ المؤمنين معصيةَ الكفَّار، إذا لم يكن جلوسُ المؤمنينَ معهم لإقامةِ فَرْضٍ أو سُنَّةٍ، أما إذا كان جلوسُه هنالكَ لإقامةِ عبادَةٍ وهو سَاخِطٌ لتلكَ الحالِ لا يقدرُ على تغييرها، فلابأسَ بالجلوسِ. كما روي عن الحسن: (أنَّهُ حَضَرَ هُوَ وَابْنُ سِيْرِيْنَ جِنَازَةً وَهُناكَ نَوْحٌ؛ فَانْصَرَفَ ابْنُ سِيْرِيْنَ؛ فَذُكِرَ ذلِكَ لِلْحَسَنِ فَقَالَ: إنَّا كُنَّا مَتَى رَأَيْنَا بَاطِلاً تَرَكْنَا حَقّاً؛ أشُرِعَ ذلِكَ فِي دِيْنِنَا!).








قال الامام الخازن في تفسيره:




إنكم إذاً مثلهم } يعني أنكم يا أيها الجالسون مع المستهزئين بآيات الله إذا رضيتم بذلك فأنتم وهم في الكفر سواء. قال العلماء وهذا يدل على أن من رضي بالكفر فهو كافر ومن رضي بمنكر أو خالط أهله كان في الإثم بمنزلتهم إذا رضي به وإن لم يباشره فإن جلس إليهم، ولم يرض بفعلهم بل كان ساخط له وإنما جلس على سبيل التقية والخوف فالأمر فيه أهون من المجالسة مع الرضا وإن جلس مع صاحب بدعة أو منكر ولم يخض في بدعته أو منكره فيجوز الجلوس معه مع الكراهة وقيل لا يجوز بحال والأول أصح





قال الامام النسفي في تفسيره:





{ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ } أي في الوزر إذا مكثتم معهم، ولم يرد به التمثيل من كل وجه فإن خوض المنافقين فيه كفر ومكث هؤلاء معهم معصية







قال الامام الرازي في تفسيره :


{ إِنَّكُمْ إِذاً مّثْلُهُمْ }.

والمعنى: أيها المنافقون أنتم مثل أولئك الأحبار في الكفر. قال أهل العلم: هذا يدل على أن من رضي بالكفر فهو كافر، ومن رضي بمنكر يراه وخالط أهله وإن لم يباشر كان في الإثم بمنزلة المباشر بدليل أنه تعالى ذكر لفظ المثل ههنا، هذا إذا كان الجالس راضياً بذلك الجلوس، فأما إذا كان ساخطاً لقولهم وإنما جلس على سبيل التقية والخوف فالأمر ليس كذلك، ولهذه الدقيقة قلنا بأن المنافقين الذين كانوا يجالسون اليهود، وكانوا يطعنون في القرآن والرسول كانوا كافرين مثل أولئك اليهود، والمسلمون الذين كانوا بالمدينة كانوا بمكة يجالسون الكفار الذين كانوا يطعنون في القرآن فإنهم كانوا باقين على الإيمان، والفرق أن المنافقين كانوا يجالسون اليهود مع الاختيار، والمسلمين كانوا يجالسون الكفار عند الضرورة

أحمد البكري
2014-09-06, 07:03 AM
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=5079)، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَا كَانَ مِنْ نَبِيٍّ إِلا كَانَ لَهُ حَوَارِيُّونَ يَهْدُونَ بِهَدْيِهِ ، وَيَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ ، وَيَعْمَلُونَ مَا تُنْكِرُونَ ، مَنْ جَاهَدَهْمُ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ " [صحيح مسلم]