المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية الأسد والأنعام



عصام البشير
2008-10-18, 10:06 AM
الحمد لله
كنتُ قرأت في (الشوقيات) حكايات نظمها أحمد شوقي، في موضوعات مختلفة، يبث فيها على ألسنة الحيوانات ألوانا من الحكمة.
وله في طريقته هذه سلف في الشرق والغرب، يحضرني منهم في الشعر الشاعر الفرنسي (لافونتين)، وفي النثر الأديب البليغ ابن المقفع في كتابه المشهور (كليلة ودمنة). لكن لشوقي تميز لا أنشط الآن لبيانه.

وهذه محاولة أولى على هذا النهج، يُقرأ ما بين سطورها، ويبحث في باطنها قبل ظاهرها.


حكاية الأسد والأنعام

في روضة مريعة غناءِ = تختال بين خضرة وماء
كانت سوائمٌ من الأنعام = تعيش في سعد وفي وئام
فتلك ثيران، وذي خرفان = وذي حمير .. كلهم إخوانُ
العشب فيما بينهم مقسومُ = وليس في نظامهم مظلومُ
***
وكان في جوارهم هزبرُ = فيه جراءةٌ، وفيه مكرُ
لعابُه لذي اللحومِ سائلُ = لكن تنكرتْ له الوسائلُ
فهؤلاء القوم قد توحدوا = ومنْ يهددْهم هو المهدَّدُ
لكنْ إذا بعضهمُ قد انفردْ = فليس ينجو من براثن الأسدْ
***
وذات يوم أحدُ الثيران = من طيشه قام إلى الميدان
ينازل الليث بلا تدبّر = لما جنى في فعله من منكر
فعاد توا للثرى ضجيعا = يبث من أوداجه النجيعا
أما الهزبر فانبرى خطيبا = يكثر في مقاله النحيبا
يقول: يا قومِ أنا المظلومُ = فهل أنا في فعلتي ملومُ؟
وهذه الثيران في الإجرام = تاريخها أسود ذو قتام
وبغيتي استئصال هذي الطائفة = فإنها لشرعنا مخالفة
***
هنا انبرى مقدم الحمير = يصيح في نهيقه الجهير
مستنكرا منددا مسفّها = صار الحمار من أولي النهى !!
وقال في فور من الحماس = هذي يدي لبيعة الدّرباس
أطيعه في نهيه والأمر = وليس لي في عهده من غدر
فراق للهزبر ذي الأفكارُ = وقال: أنت أنت يا حمارُ
لك الرضا مني بلا تأخيرِ = دوما، وعاشت فطنة الحميرِ !
***
ثم أتى من وسط الصفوف = كأنه يساق للحتوف
كبش عليه ذلة الخرفان = مطأطئٌ، مرتعش الأركان
فلم يذرْ مقالة لقائل = وما استحق لومة من عاذل
وكان مما قال في الخطاب = مستلهما روائع الآداب:
يا سيدي رضاك منه نسعد = وفيه عزنا، وفيه السؤدد
إن شئت فاجعل بعضنا وزيرا = أو مستشارا بارعا قديرا
فنعم شغل المرء في السياسة = فإنها مجامع الكياسة
هناك صاح الليث في حبور: = مرحى لهذا المصقع الخطير
مني لك الرضا مدى الأزمان = يا كبشُ: عاشت عزة الخرفان !
***
وانفض هذا المجلس المشؤوم = والليث فيه غالب لئيم
وقام للثيران بالتقتيل = وصحبُهم أذل من ذليل
وبعد حينٍ قام للحمير = يجعلهم من أكله الأثير
ثم إلى الطائفة الذليلهْ = يروي بتقتيلهمُ غليله
حتى إذا لم يبق غيرُ واحدِ = قال له الليث بصوت بارد
(كيف ركبتمْ هذه الأهوالا؟) = فطأطأ المسكينُ ثم قالا:
(لا يحصل العدى على المطلوبِ = إلا بما فينا من العيوب)

الواحدي
2008-10-18, 04:39 PM
الأستاذ الفاضل: عصام البشير
جوزيت خيرا على هذه التحفة، لا فض فوك. وإن كان لم يرقني تشبيهك للعدو بالأسد... فالأسد لا يستعار اسمه إلا في مواطن المدح. وإذا كان المواجه لمن وصفته بالأسد ثورا، ومن ندّد بالثور حمارا، ومن سالم الأسد خروفا؛ فماذا تقترح من أجناس الحيوان لغلبة الأسد؟
كما لم ترقني عبارة "كلهم إخوان" في قولك
فتلك ثيران، وذي خرفان = وذي حمير .. كلهم إخوانُ
عدا ذلك، فإن في البال علامتي استفهام حول بيتين اثنين (فقط)، أرجو أن تتفضل بإزالتهما، توضيحا أو تصحيحا:
_ مستنكرا منددا مسفّها = صار الحمار من أولي النهى !!

_ فراق للهزبر ذي الأفكارُ = وقال: أنت أنت يا حمارُ
وبارك الله فيك مرة أخرى.

عصام البشير
2008-10-18, 08:10 PM
الأستاذ الفاضل: عصام البشير
جوزيت خيرا على هذه التحفة، لا فض فوك. وإن كان لم يرقني تشبيهك للعدو بالأسد... فالأسد لا يستعار اسمه إلا في مواطن المدح. وإذا كان المواجه لمن وصفته بالأسد ثورا، ومن ندّد بالثور حمارا، ومن سالم الأسد خروفا؛ فماذا تقترح من أجناس الحيوان لغلبة الأسد؟

أخي الكريم
أعجبني نقدك هذا، فإنه دليل ملكة أدبية رفيعة.
وما ذكرتَه في هذا الفصل، خطر ببالي منذ شروعي في النظم، وترددت بين ذكر الضبع والنمر والببر والثعلب وغيرها، ولكنني أثبتّ الأسد لأن العبرة في هذه الأمثال المضروبة مطلق المشابهة، ولو من وجه واحد. ولا تشترط المشابهة من كل وجه. فكما أن المشابهة غير واقعة من كل وجه في الحيوانات الأخرى من الثيران والحمير والخرفان، فإنها أيضا غير حاصلة من كل وجه في حالة الأسد.
وقد ظهر لي من المشابهة أمور:
- أولها القوة البدنية.
- والثاني التسلط بالافتراس، وشدة الرغبة في اللحم.
- والثالث أن الناس يدعون له أنه الملك المتوج على الغابة كلها.
وأما ما يذكر من مدحه، فإنما يمدح بالجراءة، وهو مع ذلك معروف بألوان من الجبن. ذكر بعضها صاحب نهاية الأرب. ومما قاله (9/143): (وإن ألجئ الأسد إلى الهرب أو أحس بالصيادين تولى وهو يمشي مشيا رفيقا، وهو مع ذلك متلفت يظهر عدم الاكتراث، فإن تمكن منه الخوف هرب عجلا حتى يبلغ مكانا يأمن فيه، فإذا علم أنه أمن مشى متئدا، وإن كان في سهل وألجئ إلى الهرب جرى جريا شديدا كالكلب).
فالأسد – سلمني الله وإياك من براثنه - يظهر الشجاعة حيث لا خطر، وإلا عاد جبانا كالكلب. وهذا وجه من الشبه رابع.
وأما سؤالك عن الذي أقترحه من أجناس الحيوان للانتصار على الأسد، فلست أقترح جنسا واحدا، فالفرق في القوة البدنية كبير بين الأسد وبين الحيوانات الأخرى. وإنما أقترح أمرين:
- اتحاد الأجناس فيما بينها.
- ترك العيوب الفردية التي يتخبط فيها كل جنس. وهذا بيت القصيد.
ثم فوق هذا كله، فإن للأسد أسماء كثيرة تيسر ذكره في النظم بصيغ مختلفة (ابتسامة).
ومع ذلك فلستُ أدعي أن اختياري هذا هو الصواب قطعا.



كما لم ترقني عبارة "كلهم إخوان" في قولك
فتلك ثيران، وذي خرفان = وذي حمير .. كلهم إخوانُ

إن كان من جهة المعنى، فأظن المعنى صحيحا.
وإن كان من جهة الذوق الشعري، فلم يظهر لي في الكلمة عيب.
وإن كان من جهة علوم اللغة، فلا أدري ما الإشكال؟
فليتك توضح مرادك أكثر، بارك الله فيك.



عدا ذلك، فإن في البال علامتي استفهام حول بيتين اثنين (فقط)، أرجو أن تتفضل بإزالتهما، توضيحا أو تصحيحا:
_ مستنكرا منددا مسفّها = صار الحمار من أولي النهى !!


هذا على سبيل الاستهزاء، ولذلك جعلتُ بعد الشطر علامتي تعجب.
فهذا الحمار – أعزك الله – تكلف شيئا مخالفا لطبيعته، وهو الإنكار على الآخرين، وبيان أخطائهم، فكأنه من أصحاب الرأي، ومن أهل العقول الراجحة.
فلذلك استحق أن أسخر منه بهذا الكلام.



_ فراق للهزبر ذي الأفكارُ = وقال: أنت أنت يا حمارُ
وبارك الله فيك مرة أخرى.

ذي: اسم إشارة فاعل لـ(راق). و(الأفكار) نعت أو بيان أو بدل، تابع لاسم الإشارة في رفعه.
وقد تقرر أن الفاعل إذا كان مؤنثا تأنيثا مجازيا، جاز في عامله التأنيث والتذكير. قال تعالى: (ما كان صلاتهم عند البيتِ) وقال (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم).
وذكروا أن التأنيث أرجح، لكونه الأغلب في القرآن، ونازع بعض النحاة في هذه الأرجحية. (يراجع شرحي الصوتي على شرح شذور الذهب، عند قول الناظم: يؤنث الفعل لتأنيثهما ..الخ).
وعلى كل حال فهو جائز اتفاقا، راجحا كان أو مرجوحا.
بل حتى الفاعل حقيقي التأنيث، يجوز في عامله الوجهان (التأنيث والتذكير) إن كان مفصولا بغير (إلا)، كما في بيتي هذا.
وعليه قول الشاعر:
إنَّ امرأ غرّه منكن واحدةٌ بعدي وبعدك في الدنيا لمغرورُ
والله أعلم.

أبو -الطيب
2008-10-18, 09:30 PM
الأخ الفاضل عصام البشير بارك الله فيك
أرجوزة ماتعة
لكن ألا ترى في قولك (صار الحمار من أولي النهى) كسرا : أوليس تقطيعه : صارَلحِْمَا [مستفعلن] ... رُمِنْ أُلِنْـ [متفعلن] ... نُهَا [فعو] فما هذه الأخيرة؟؟؟
وجزاك الله خيرا

عصام البشير
2008-10-18, 10:00 PM
الأخ الفاضل عصام البشير بارك الله فيك
أرجوزة ماتعة
لكن ألا ترى في قولك (صار الحمار من أولي النهى) كسرا : أوليس تقطيعه : صارَلحِْمَا [مستفعلن] ... رُمِنْ أُلِنْـ [متفعلن] ... نُهَا [فعو] فما هذه الأخيرة؟؟؟
وجزاك الله خيرا

أحسنت بارك الله فيك.
الصواب: (قد أصبح الحمار من أولي النهى!!).

الواحدي
2008-10-20, 05:45 AM
الأستاذ الفاضل: عصام البشير
اعذرني إذا ما تأخرت في الإجابة، فمثلك لا يُحتجَب عنه. ولكن صرفني عنك الإمام الشوكاني، وأخشى أن ينصرف عني بسببه بعض الناس...
وكان من فوائد تأخري أن كفيتني علامة الاستفهام الثانية، والفضل يعود إلى اللبيب "أبي الطيب" حفظه الله.
ولو كنت أدري أنك ستمطرني بوابل من فوائدك، لاختلقت لك استفهامات وهمية أخرى لأحظى بالجلوس إلى موائدك...
واعذرني إذا ما تجاسرت على اقتراح يضاف إلى التصويب الذي أجريتَه على أحد أبيات منظومتك الرائقة، ولن أقول "اطبخوا لي جُبّةً وقميصا".. وأنا متردد في ذلك، لعلمي أن الشعراء يغارون على أبكار إبداعاتهم ومبتكرات قرائحهم، ولا يسمحون لأحد بالاقتراب منها، بلْه لمسها أو المساس بها؛ وكأنها عرش ملكي أو نجم فلكي، فالأول منسوب إلى من ورثه، والثاني إلى من اكتشفه..
لكن دعني أفضي لك باقتراحي، وإن كنت أعلم أنك "تجيد مثله"، ثم اعتبرني حلماً عابرا لن يعود، وانس ما قرأت مقلتاك وكذِّبهما.
تقول: قد أصبح الحمار من أولي النهى!!
وأنت أدرى أنّ "قد" تكأة الشعراء؛ يتوكأون عليها، ويهشون بها على أبياتهم، ولهم فيها مآرب وأخرى... وهي منقذتهم من الفراغ الذي ينتابهم في بناء قصيدهم. فهي و "طُراًّ" أختان شقيقتان. لذا، فإنني كلما رأيت "قد" في قصيدة استثقلتها، بالحق وبالباطل، واتهمتها بأنها جاءت حشواً لا عفوا؛ باستثناء "وكأنْ قَدِ" الجميلة الوقع والموقع.
ولحساسيتي المفرطة تجاه هذا الحرف، أقترح عليك أن يكون البيت كالتالي:
صار الحمار اليومَ مِن أُولي النهى!!
أو "الآنَ" مكان "يوماً".
أمّا عن تخريجك لتشبيه العدو بالأسد، فهو في غاية السداد. بيد أن لي تخريجا آخر أتمنى أن يروقك، وهو: أن الأسد ليس أسدا على الحقيقة، بل ضبع من ألأم الضباع، لكن نحن الذين نراه كذلك؛ وأن كل واحد منّا يحمل بين جنبيه أسداً كامناً، لكنه يتجاهله أو يتناساه بسبب حب الدنيا وكراهية الموت. وكأن صورة العدو انعكاس لذاتنا التي نود التنكر لها، لكنها مسلوبة من العدل والإنسانية لأنها مجرد قناع يخفي وراءه ضبعاً قذراً..
وقديما قال جحظة:
أُصِبنا به فاستأسد الضبع بَعده ---- ودَبَّ إلينا مِن أناس عقارب
وأما استغرابي لقولك:
فتلك ثيران، وذي خرفان = وذي حمير .. كلهم إخوانُ
فكان منشأَه التحرجُ من المؤاخاة بين الخرفان والحمير. لكنني بعد إعمال النظر أدركت أن الجامع بينهم الانتماء إلى حظيرة "المغلوبية" و"المهزومية"، على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم، فاهتديت إلى ما رميت إليه، وندمت على إتعاب نظرك وناظرك بسبب قصور بصري.
جزاك الله خيرا، وأدامك لنا مفيد نافعا كما عهدناك..
وسأعرج فيما بعد على قصيدتك الغراء الأخرى، فإن لي فيها مقالا... جميلاً!

عصام البشير
2008-10-20, 06:27 PM
تقول: قد أصبح الحمار من أولي النهى!!
وأنت أدرى أنّ "قد" تكأة الشعراء؛ يتوكأون عليها، ويهشون بها على أبياتهم، ولهم فيها مآرب وأخرى... وهي منقذتهم من الفراغ الذي ينتابهم في بناء قصيدهم. فهي و "طُراًّ" أختان شقيقتان. لذا، فإنني كلما رأيت "قد" في قصيدة استثقلتها، بالحق وبالباطل، واتهمتها بأنها جاءت حشواً لا عفوا؛ باستثناء "وكأنْ قَدِ" الجميلة الوقع والموقع.
ولحساسيتي المفرطة تجاه هذا الحرف، أقترح عليك أن يكون البيت كالتالي:
صار الحمار اليومَ مِن أُولي النهى!!
أو "الآنَ" مكان "يوماً".

أخي الكريم
يندر أن أجد في المنتديات ناقدا أديبا أريبا، يناقش بخبرة العارف، وحنكة المبدع. وغالب ما يقع لي نقد المعاني، وتقليب وجوه النظر فيها. وهذا على أهميته، ليس إلا جانبا واحدا من النقد.
كلامك - أخي الكريم - عن (طرا) صحيح بلا ريب، وكنتُ في صباي لا تكاد تخلو قصيدة لي من هذه الكلمة السحرية، التي تأتي كالماء البارد على الظمأ!
وأما (قد) فأقل قبحا في أغلب أحوالها.
هكذا يبدو لي - والله أعلم.
ومع ذلك، فالشاعر المتقن لصنعته اللفظية، لا يحتاج إلى هذه الزوائد، إلا لماما.
ولذلك، فإن بيتك الذي اقترحتَه، أفضل بلا ريب، لأن كل كلمة فيه، مستحقة لموضعها، غير نابية عنه.



أمّا عن تخريجك لتشبيه العدو بالأسد، فهو في غاية السداد. بيد أن لي تخريجا آخر أتمنى أن يروقك، وهو: أن الأسد ليس أسدا على الحقيقة، بل ضبع من ألأم الضباع، لكن نحن الذين نراه كذلك؛ وأن كل واحد منّا يحمل بين جنبيه أسداً كامناً، لكنه يتجاهله أو يتناساه بسبب حب الدنيا وكراهية الموت. وكأن صورة العدو انعكاس لذاتنا التي نود التنكر لها، لكنها مسلوبة من العدل والإنسانية لأنها مجرد قناع يخفي وراءه ضبعاً قذراً..
وقديما قال جحظة:
أُصِبنا به فاستأسد الضبع بَعده ---- ودَبَّ إلينا مِن أناس عقارب

أحسنت بارك الله فيك.



وسأعرج فيما بعد على قصيدتك الغراء الأخرى، فإن لي فيها مقالا... جميلاً!


أحمد الله أنك أتيتَ بالنعت، ولو بعد النقط (ابتسامة).
مرحبا بنقدك، أيها الكريم.

همع الهوامع
2008-11-06, 06:16 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...

الرياضي
2009-10-03, 12:27 AM
ذي: اسم إشارة فاعل لـ(راق). و(الأفكار) نعت أو بيان أو بدل، تابع لاسم الإشارة في رفعه.
وقد تقرر أن الفاعل إذا كان مؤنثا تأنيثا مجازيا، جاز في عامله التأنيث والتذكير. قال تعالى: (ما كان صلاتهم عند البيتِ) وقال (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم).
وذكروا أن التأنيث أرجح، لكونه الأغلب في القرآن، ونازع بعض النحاة في هذه الأرجحية. (يراجع شرحي الصوتي على شرح شذور الذهب، عند قول الناظم: يؤنث الفعل لتأنيثهما ..الخ).
وعلى كل حال فهو جائز اتفاقا، راجحا كان أو مرجوحا.
بل حتى الفاعل حقيقي التأنيث، يجوز في عامله الوجهان (التأنيث والتذكير) إن كان مفصولا بغير (إلا)، كما في بيتي هذا.
وعليه قول الشاعر:
إنَّ امرأ غرّه منكن واحدةٌ بعدي وبعدك في الدنيا لمغرورُ
والله أعلم.

الأستاذ عصام دمت في عز
قرأت قصيدتك الرائعة وردودك المقنعة فإلى الأمام
فقط لي ملاحظة وهي أنك ذكرت أن اللفظ المجازي يجوز تذكيره وتأنيثه وجئت بالشواهد
هذا صحيح فإنه يجوز أن يقال ( طلع الشمس ) و ( طلعت الشمس ) لكن موضوعك غير هذا
لأن أسماء الإشارة لا تدخل في هذه القاعدة فالمؤنث منها لا يذكر والمذكر لا يؤنث
لذا يقول ابن مالك في ألفيته
( بـ ذا لمفرد مذكر أشر @ بذي وذه تي تا على الأنثى اقتصر )
وكلمة اقتصر معناها واضح .

إنعام الحق
2010-05-25, 07:59 PM
لا يناسب هذه القصة