تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟



أبو شعيب
2008-10-17, 07:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ،

بعد أن حررنا مسألة "تكفير المشركين" ، وبيّنا أنها من لوازم أصل الدين .. والحمد لله .. إذ لا دليل على كونها من الأصل .. نأتي الآن إلى ذكر المقابل لهذه المسألة وهو : "أسلمة الموحدين" .

الجواب : إن أسلمة الموحدين من لوازم أصل الدين ، وليست من أركانه .. وهذه للعلل السابقة التي ذكرتها ، والتي منها :

1- المعنى اللغوي لكلمة التوحيد لا يتضمن هذا المعنى .
2- لم يصرّح النبي - صلى الله عليه وسلم - لأيّ من الداخلين في الإسلام بوجوب الإقرار على أسلمة الموحدين .. كما ألزمهم بوجوب الإقرار على توحيد الله - عز وجل - وعلى رسالة نبيه - صلى الله عليه وسلم - .. فدلّ ذلك على أن الأصل هو الشهادتين .. وأن اللوازم هي ما ترتب عليهما .

لماذا التفريق بين اللازم والأصل ؟؟ .. وما الفرق بينهما في الحكم الشرعي ؟

اللازم هو ما ترتب على الأصل وليس داخلاً فيه .. والتفريق بينهما مهم جداً ..

فأما اللازم : فيكفي أصله حتى يصحّ ما بُني عليه .. وعلى ذلك ، فقد يُخالف المرء فيه بجزئيات ، قلّت أو كثرت .. مع بقاء الأصل .. فلا ينفي ذلك مبناه .. وقد يُعذر صاحبه بالجهل أو التأويل أو قد يفعله وهو مصر ، آثم ، عاص لله ولرسوله .

وأما الأصل : فهو ما لا يصح المخالفة فيه بحال .. بل إن الخلاف الجزئي فيه هادم له ..

وقد ذكرت مثالاً في ذلك .. وقلت :

إن من معاني وأركان التوحيد المحبة .. فمن لا يحب الله تعالى فهذا كافر .

وقد جعل الله تعالى دليل محبته متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. فقال : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم (*) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين } .

فجعل الله - تعالى - الأصل هو : المحبة .. وجعل متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وطاعته من لوازمها ومتقضياتها ..

فمن خالف في جزئية من جزئيات المحبة ، فقد كفر من فوره وخرج من الدين .. كمن قام في قلبه شيء من البغض لله تعالى (والعياذ بالله ) .

ولكن من خالف في جزئية من المتابعة ، فهذا لا يكفر إن كان أصل المتابعة متحققاً عنده .. وسواء أكانت هذه المخالفة ظاهرة (كأصحاب المعاصي) .. أم باطنة (كحال أهل البدع) .

ومتى انتفى أصل اللازم (وهو المتابعة هنا) فقد انتفت محبة الله تعالى .. لأن ما كان لازمه باطلاً ، كان باطلاً في نفسه ..

فهذا ما يفيدنا معرفته من كون المسألة من أصل الدين أم من لوازمه ..

فعليه نقول .. إن أسلمة الموحدين من لوازم أصل الدين .. وهو من أصول الدين العظيمة التي لم ينازع فيها أحد ..

وقد بيّنت أدلة هذا الأصل في غير هذا الموضع ..

ولذلك ، فإن العلماء لم يروا أن الخوارج خالفوا في أصل الدين .. وهذا ما ولّد عندهم الخلاف في تكفيرهم ، مع أن الجمهور على القول بإسلامهم ..

قال ابن حجر العسقلاني – رحمه الله – في [فتح الباري : 12/300]:‏
‏[-- وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة إلى أن الخوارج فساق ، وأن حكم الإسلام يجري عليهم ‏؛ لتلفظهم بالشهادتين ، ومواظبتهم على أركان الإسلام ، وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمين ، مستندين إلى ‏تأويل فاسد ، وجرّهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم ، والشهادة عليهم بالكفر والشرك‏ .‏ ‏

وقال الخطابي ‏:‏ أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج - مع ضلالتهم - فرقة من فرق المسلمين ، ‏وأجازوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم ، وأنهم لا يكفرون ما داموا متمسكين بأصل الإسلام‏‏ --]‏

وقال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى : 28/518]:‏
‏[-- فَكَلَامُ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ فِي الْخَوَارِجِ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ لَيْسُوا كُفَّارًا كَالْمُرْتَدِّي نَ عَنْ أَصْلِ الْإِسْلَامِ ، وَهَذَا هُوَ ‏الْمَنْصُوصُ عَنْ ‏الْأَئِمَّةِ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ ، وَلَيْسُوا مَعَ ذَلِكَ حُكْمُهُمْ كَحُكْمِ أَهْلِ الْجَمَلِ وصفين ، بَلْ هُمْ ‏نَوْعٌ ثَالِثٌ ‏--]‏

ويجدر التنويه هنا إلى أن العلماء الذين كفّروا الخوارج ، إنما فعلوا ذلك بعلة أن الخوارج خالفوا النصوص الصريحة في القرآن بعدالة الصحابة ونزاهتهم ، بل وقد وردت النصوص الصريحة بإيمان أعيانهم وإيجاب الجنة لهم .. وليس لأنهم نقضوا أصل الدين في نفس الأمر .

-----------------------

فيقال حينها لهؤلاء الذين كفروا من امتنعوا عن تكفير بعض أعيان المشركين لكونهم يرون الجهل عذراً (بغض النظر عن تصوراتهم) .. لماذا لا تكفّرون من زاد في شروط الإيمان فكفّر المسلمين على مقتضاه ؟

فهذا أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - كفّر ذلك الرجل الذي نطق بالشهادة ، وقد زاد شرطاً في قبول إيمانه أن يقولها وهو مطمئن النفس آمناً .. فإن قالها خوفاً لم يصح إيمانه .. فلماذا لا يكفره هؤلاء بحسب منطقهم لأنه زاد شرطاً في الإيمان ما أنزل الله به من سلطان ؟

لماذا لم يكفّر ابن عمر - رضي الله عنه - نجدة الحروري ، الغالي في التكفير ، الذي يكفر المسلمين من غير وجه حق .. بل صلى خلفه واعتد بإمامته في الصلاة ؟

لماذا لم يكفّر الإمام أحمد من كفّره من أهل البدع الذين جعلوا مسألة خلق القرآن من أصل الدين ، ومن لم يأت بها فهو كافر .

لماذا لم يكفّر الشيخ ابن تيمية من كفّره من الأشاعرة ومعطلة الصفات الذين كفّروه بالباطل والبهتان ..

والقائمة تطول ..

هذا مع التشديد على مسألة هامّة في هذا الباب .. وهي :

أن تكفير المنتسب للإسلام وإخراجه من الدين ، أعظم عند الله من إبقاء حكم الإسلام على كافر منتسب إليه .

ولذلك وردت الأحاديث الكثيرة في الزجر والتغليظ في تكفير المسلمين .. ولم يرد حديث واحد بمثل هذه الأحاديث في الامتناع عن تكفير الكافرين .. وإنما كان هذا الحكم استباط شرعي محض ..

هذا ، والله أعلم .

الإمام الدهلوي
2008-10-17, 09:53 AM
أخي أبو شعيب جزاك الله خير
وهل نفهم من كلامك أنك تريد أن تقول أن من نظر في بعض النصوص الشرعية فـأداه ذلك إلى أن يقع في الخطأ فيكفّر المسلم المعلوم إسلامه بالأدلـة القطعية والإجماع الذي لا يُستارب فيه كالصحابة مثلاً أنه لا يكفر ويمكن عذره بموانع التكفير من جهل وتأويل وخطأ ولا يصح أن نقول أنه قد نقض أصل دينه ؟؟ .

أبو شعيب
2008-10-17, 10:15 AM
بارك الله فيك أخي ..

نعم ، هو كذلك .. ويدخل ضمن ذلك :

- من كفّر مسلماً بالمعاصي التي أجمعت الأمة على عدم التكفير بها .. فهو يدخل في هذا الأمر .
- من كفّر مسلماً بطاعته .. كما كفّر الخوارج الصحابة لتحكيمهم الرجال .. أو لعدم سبيهم لنساء البغاة وسلب أموالهم . وهذا أشد
- من كفّر مسلماً بتوحيده ، كما كفّر أهل الضلال الإمام أحمد لقوله بانتفاء خلق القرآن ، وكما كفروا ابن تيمية وابن القيم لأقوالهما في الصفات .. وهذا أشد .

---------

ثم اعلم أخي أن كل كفر ناقض لأصل الدين .. وإلا لما كفر صاحبه .. ولكن من الكفر ما يكون على اللوازم ، بحيث يبطل أصل هذا اللازم ، فيبطل بموجبه أصل الدين .

ومن الكفر ما يبطل أصل الدين في نفسه ، دون ارتباط بلازم .

وحيث إن هذه المسألة متعلقة باللوازم .. فصاحبها لا يكفر إلا بعد إقامة الحجة .

وكما ترى ، أن العلماء عدّوا بدعتهم غير ناقضة لأصل الدين في نفسها .. لذلك أثبتوا لهم هذا الأصل ، مع الحكم بفسقهم ..

فإن كانت هذه المسألة من أصل الدين ، كما يقول بعض الغلاة ، فكفّروا بما يقابلها كل من أخطأ في تكفير المشرك .. فلماذا لا يكفرون عندهم من أخطأ في تكفير الموحد ؟؟ .. ولماذا جعل العلماء بدعتهم غير ناقضة لأصل الدين في نفسها ؟

هذا ، والله أعلم

الإمام الدهلوي
2008-10-21, 05:00 PM
يقول العلامة ابن بطين رحمه الله في ذكر الخلاف على كفر من أخطأ في باب أسلمة الموحدين : ( وقد صرح طائفة من العلماء : أنه إذا قال ذلك متأولاً ، لا يكفر، ونقل ابن حجر الهيتمي عن طائفة من الشافعية ، أنهم صرحوا بكفره إذا لم يتأول ، فنقل عن المتولي أنه قال : إذا قال لمسلم : يا كافر، بلا تأويل كفر ، قال: وتبعه على ذلك جماعة . واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما ". ، والذي رماه به مسلم ، فيكون هو كافراً ، قالوا: لأنه سمى الإسلام كفراً ؛ وتعقب بعضهم هذا التعليل ، وهو قولهم : إنه سمى الإسلام كفراً ، فقال: هذا المعنى لا يفهم من لفظه، ولا هو مراده، إنما مراده ومعنى لفظه: إنك لست على دين الإسلام ، الذي هو حق ، وإنما أنت كافر، دينك غير الإسلام، وأنا على دين الإسلام، وهـذا مـراده بلا شك ، لأنه إنما وصف بالكفر الشخص ، لا دين الإسلام ، فنفى عنه كونه على دين الإسلام ، فلا يكفر بهذا القول ، وإنما يعزر بهذا السب الفاحش بما يليق به ؛ ويلزم على ما قالوه أن من قال لعابد : يا فاسق، كفر، لأنه سمى العبادة فسقاً، ولا أحسب أحدا يقوله ، وإنما يريد: إنك تفسق ، وتفعل مع عبادتك ما هو فسق ، لا أن عبادتك فسق ، إنتهى.
وظاهر كلام النووي في شرح مسلم ، يوافق ذلك ، فإنه لما ذكر الحديث ، قال: وهذا مما عده العلماء من المشكلات ، فإن مذهب أهل الحق : أن المسلم لا يكفر بالمعاصي، كالقتل والزنى، وكذا قوله لأخيه: يا كافر من غير اعتقاد بطلان دين الإسلام.
ثم حكى في تأويل الحديث وجوها:
أحدها: أنه محمول على المستحل ، ومعنى (باء بها) أي بكلمة الكفر، وكذا (حارت عليه) في رواية، أي: رجعت عليه كلمة الكفر، فباء وحار ورجع بمعنى .
الثاني: رجعت عليه نقيصته لأخيه ومعصية تكفيره.
الثالث: أنه محمول على الخوارج ، المكفرين للمؤمنين: وهذا نقله القاضي عياض عن مالك، وهو ضعيف، لأن المذهب الصحيح المختار، الذي قاله الأكثرون، والمحققون: إن الخوارج لا يكفّرون، كسائر أهل البدع.
الرابع: معناه : أنه يؤول إلى الكفر، فإن المعاصي كما قالوا: بريد الكفر، ويخاف على المكثر منها، أن يكون عاقبة شؤمها المصير إلى الكفر، ويؤيده رواية أبي عوانة، في مستخرجه على مسلم: "فإن كان كما قال، وإلا فقد باء بالكفر".
الخامس: فقد رجع بكفره، وليس الراجع حقيقة الكفر، بل التكفير، كونه جعل أخاه المؤمن كافرا، فكأنه كفر بنفسه، إما لأنه كفر من هو مثله، وإما لأنه كفر من لا يكفره إلا كافر، يعتقد بطلان الإسلام ، انتهى.
وقال ابن دقيق العيد في قوله:صلى الله عليه وسلم "ومن دعا رجلا بالكفر، وليس كذلك، إلا حار عليه" أي: رجع عليه: وهذا وعيد عظيم لمن كفر أحداً من المسلمين ، وليس هو كذلك؛ وهي ورطة عظيمة، وقع فيها خلق من العلماء، اختلفوا في العقائد، وحكموا بكفر بعضهم بعضا.
ثم نقل عن الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، أنه قال: لا أكفر إلا من كفرني.
قال: وربما خفي هذا القول على بعض الناس وحمله على غير محمله الصحيح والذي ينبغي أن يحمل عليه أنه لمح هذا الحديث الذي يقتضي: أن من دعا رجلا بالكفر وليس كذلك رجع عليه الكفر.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "من قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما".
وكان هذا المتكلم أي: أبو إسحاق يقول: الحديث دل على أنه يحصل الكفر لأحد الشخصين ، إما المكفِّر أو المكفَّر، فإذا كفرني بعض الناس، فالكفر واقع بأحدنا، وأنا قاطع أني لست بكافر، فالكفر راجع إليه، انتهى.
فظاهر كلام أبي إسحاق: أنه لا فرق بين المتأول وغيره، والله أعلم.
وما نقله القاضي عن مالك من حمله الحديث على الخوارج ، موافق لإحدى الروايتين عن أحمد، في تكفير الخوارج، اختارها طائفة من الأصحاب وغيرهم، لأنهم كفروا كثيراً من الصحابة، واستحلوا دماءهم وأموالهم، متقربين بذلك إلى الله، فلم يعذروهم بالتأويل الباطل: لكن أكثر الفقهاء على عدم كفرهم، لتأويلهم، وقالوا: من استحل قتل المعصومين، وأخذ أموالهم بغير شبهة ولا تأويل كفر، وإن كان استحلالهم ذلك بتأويل كالخوارج لم يكفر، والله أعلم ) إهـ الدرر السنية (10/361).

أبو عبد الرحمن المغربي
2008-10-21, 07:45 PM
الذي يقول بأن من لا يعذر من أخطأ في التكفير هو من الخوارج غلاة المكفرة
الحمقى المغفلين ....
فها هو الاستاذ أبو إسحاق يقول بذلك
فهل تُسحب عليه الأوصاف السابقة؟؟؟
لا أظن ذلك
فهو يصلح أن يُدخل في قائمة الاستثناء
رحم الله ابن تيمية الذي التزم أن يرد على مخالفيه بعين ما يستدلون به
لا أدري إلى متى يستمر هذا العبث بعقول القراء !

أحمد الغزي
2008-10-21, 08:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ،
بعد أن حررنا مسألة "تكفير المشركين" ، وبيّنا أنها من لوازم أصل الدين .. والحمد لله .. إذ لا دليل على كونها من الأصل .. .
افتراء ..
تلبيس ...
عناد ...
تنكر الأدلة الشرعية وتفتري هذه الافتراء كيف تدعي أنه لا دليل وقد نقلت لك الأدلة في موضوعك السابق متظافرة ولم تعلق أو ترد وهنا تفتري وبكل ... وتقول لا دليل على كونها من أصل الدين ...
بل والله إن تكفير المشركين من أصل الدين شئت أم أبيت أنكرت أم أقررت

وإليك الأدلة .. إن كنت لم تراها وإن كنت رأيتها في للأعضاء كي يظهر تلبيسك عليهم وافتراءك

الدليل الأول :- قوله تعالى :- "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ "
وإن لم تفهم منها بأن تكفير المشركين من أصل الدين .. إرجع لإبن كثير كي يفهمك بأنه من أصل الدين
الدليل الثاني :-قول الرسول صلى الله عليه وسلم :- "بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان"
أرأيت ما معنى لا إله الا الله في الحديث " أن يُعبد الله ويكفر بما دونه"
الدليل الثالث:- قوله تعالى :-" وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".
ولم يقل ولا مرة وما كان مشركا أو مثل ذلك. ومعنى ذلك في لغة العرب كما بيّن إمام المفسرين الطبري رحم الله في الآية 108 من سورة يونس ""وما أنا من المشركين" ، يقول: وأنا بريءٌ من أهل الشرك به ، لست منهم ولا هم منّي."
الدليل الرابع :-قوله صلى الله عليه وسلم :-"من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله "

وإليك أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي تثبت عقيدته وأن تكفير المشركين من أصل الدين :-

القول الأول :-" أصــل دين الإسلام وقاعدته أمرأن :
الأول : الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ، والتحريض على ذلك والمولاة فيه وتكفير من تركه .
الثاني : الإنذار من الشرك في عبادة الله ، والتغليظ في ذلك ، والمعاداة فيه ، وتكفير من فعله ".
القول الثاني للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
" أما صفة الكفر بالطاغوت ، أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها ، وتكفر أهلها وتعاديهم "
القول الثالث للشيخ محمد بن عبد الوهاب :-
" ومعنى الكفر بالطاغوت ، أن تتبرأ من كل مايعتقد فيه غير الله من جني ، أو أنسي ، أو شجرة ، أو حجر أو غير ذلك ، وتشهد عليه بالكفر والضلال وتبغضه ، ولو كان أنه أبوك وأخوك ، فأما من قال : أنا لا أعبد إلا الله وأنا لاأتعرض للسادة والقباب على القبور وأمثال ذلك ، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله ، ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت..."
القول الرابع للشيخ رحمه الله :-
وأنت يامن منّ الله عليه بالإسلام وعرف أن مامن إله إلا الله ، لاتظن أنك إذا قلت هذا هو الحق ، وإنا تارك ما سواه ، لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئاً ، لاتظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام ، بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم ومعاداتهم ، كما قال أبوك إبراهيم والذين معه : ﴿ إنا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ .."
القول الخامس للشيخ رحمه الله:-
ولو يقول رجل : أنا إتبع النبي  وهو على الحق ، لكن لاأتعرض للات والعزى ولاأتعرض أبا جهل وأمثاله ، ماعلي منهم ، لم يصح إسلامه

إن كنت صاحب حق وتتبع الدليل الشرعي أقر ما أثبته الدليل الشرعي ولا تأخذك العزة بالإثم
أعدك إن التزمت بما أثبت الدليل الشرعي بأن تكفير المشركين من أصل الدين .. أن نستكمل مباحثة ومناقشة ما طرحت .. أما أن أصررت على مخالفة الدليل الشرعي .. فلا مجال للحديث معك

أبو موسى
2008-10-21, 08:44 PM
الذي يقول بأن من لا يعذر من أخطأ في التكفير هو من الخوارج غلاة المكفرة
الحمقى المغفلين ....
فها هو الاستاذ أبو إسحاق يقول بذلك
فهل تُسحب عليه الأوصاف السابقة؟؟؟
لا أظن ذلك
فهو يصلح أن يُدخل في قائمة الاستثناء
رحم الله ابن تيمية الذي التزم أن يرد على مخالفيه بعين ما يستدلون به
لا أدري إلى متى يستمر هذا العبث بعقول القراء !

العضو (أبو عبد الرحمن)

هل من الممكن أن تذكر لنا قول الأستاذ أبو إسحاق الذي تشير إليه مع ذكر المرجع
جزاك الله خيرا

أبو شعيب
2008-10-21, 09:03 PM
الذي يقول بأن من لا يعذر من أخطأ في التكفير هو من الخوارج غلاة المكفرة
الحمقى المغفلين ....
فها هو الاستاذ أبو إسحاق يقول بذلك
فهل تُسحب عليه الأوصاف السابقة؟؟؟
لا أظن ذلك
فهو يصلح أن يُدخل في قائمة الاستثناء
رحم الله ابن تيمية الذي التزم أن يرد على مخالفيه بعين ما يستدلون به
لا أدري إلى متى يستمر هذا العبث بعقول القراء !
مرحباً أبا عبد الرحمن ..

إذن نحن معذورون بتكفيركم وتكفير جماعتكم ومن هو على منهجكم ؟ .. فنحن نأخذ بمذهب الشيخ أبي إسحاق .

وليتك وعيت كلام الشيخ أبي إسحاق إذ قال : (( لا أكفر إلا من كفرني )) .. ولم يقل : (( إلا من كفر من أرى إسلامه )) .. وذلك لأنه - كما قال - : (( وأنا قاطع أني لست بكافر )) .. ولا أحد يقطع بإسلام أحد أو كفره ، إلا من شهد له النص بالإسلام (كالعشرة المبشرين بالجنة) .. أو بالنار (كأبي جهل) .

فهو حصرها في قضية معيّنة ، ولم يطلق في ذلك حكماً عاماً بحيث يجعلها قاعدة شرعية في كل من يرى إسلامه .

ولو كان فهم البعض لكلامه صحيحاً ، لكان الأولى بهذا الشيخ تكفير عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .. لأنه كفّر حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - . (وهو ولا شك يقطع بإسلام حاطب) .

والأولى به أن يكفّر العلماء الذين خالفوه في مسائل التكفير (كمسألة ترك الصلاة مثلاً) .

فالشيخ أبابطين يقول :

فظاهر كلام أبي إسحاق: أنه لا فرق بين المتأول وغيره، والله أعلم.
ويجب علينا أن نكفّ ألسنتنا عمّن يكفّر الإمام أحمد بن حنبل .. لأنه من يأخذ بمذهب ابن تيمية في إعذار من يقول بخلق القرآن بالجهل ، سواء أكان داعية أم تابعاً .. فعليه أن يكفّر الإمام أحمد .. لأنه يرى تكفير الداعية وتفسيق المتابع ..

فكل هؤلاء الذين يكفّرون الصالحين من الأمة ، إنما يكفرونهم بتأويل الشيخ أبي إسحاق ، لأنه لا يرى عذراً لمن كفّر شخصاً هو يرى إسلامه !!! وويل لمن يقول عنهم غلاة أو خوارج .. لا يقول ذلك إلا أحمق مغفّل .

ولكن ضعف فهم أقوال العلماء ، ومن قبلها كلام الله وسنة رسوله ، هو ما يورث الغلو والضلال .

-------------

ثم يا شيخ أبو عبد الرحمن .. لم تجبني عن سؤالي الذي طرحته في أكثر من موضع ..

لماذا لسنا نعذر الخوارج بالتأويل ، ونقول إنهم من أهل الاجتهاد ؟؟ .. ونعذر باقي الأئمة بالاجتهاد ؟

أم أن الأئمة عندك داخلون في قائمة الاستثناء ؟

أبو شعيب
2008-10-21, 09:06 PM
الأخ (أبو موسى) ،

تجد الكلام في آخر المشاركة رقم #4 :


ثم نقل عن الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، أنه قال: لا أكفر إلا من كفرني.
قال: وربما خفي هذا القول على بعض الناس وحمله على غير محمله الصحيح والذي ينبغي أن يحمل عليه أنه لمح هذا الحديث الذي يقتضي: أن من دعا رجلا بالكفر وليس كذلك رجع عليه الكفر.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "من قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما".
وكان هذا المتكلم أي: أبو إسحاق يقول: الحديث دل على أنه يحصل الكفر لأحد الشخصين ، إما المكفِّر أو المكفَّر، فإذا كفرني بعض الناس، فالكفر واقع بأحدنا، وأنا قاطع أني لست بكافر، فالكفر راجع إليه، انتهى.
فظاهر كلام أبي إسحاق: أنه لا فرق بين المتأول وغيره، والله أعلم.

أبو عبد الرحمن المغربي
2008-10-22, 01:59 AM
التفاف حول السؤال و الالزام
و الكلام كله فيما اتهمت أنت به الناس
و ها أنت الآن تحاول إلزامي مرة أخري بأمور لا تلزمني
فأنا لم أتهم أحد و لم أشنع لا على غال و لا على متساهل
أنت تصديت للكتابة و من المفروض أن تكون جاهز للاجابة على كل سؤال و إلزام و بصدر رحب.
و ظنك أن من لم يكتب و لم يشنع يلزمه ما يلزمك هو بعض ما لم تستوعبه حتى الآن .
أما بخصوص ما كتبته
فالجواب على تفسيرك لكلام أبي إسحاق هو في ما نقلته
يعني قول أبو بطين:" فظاهر كلام أبي إسحاق: أنه لا فرق بين المتأول وغيره، والله أعلم"
و هو كما قال
و هذا يستفاد من و ضوح كلامه فهو لم يقصر الأمر على نفسه كما ادعيت
و إنما قال :" وكان هذا المتكلم أي: أبو إسحاق يقول: الحديث دل على أنه يحصل الكفر لأحد الشخصين ، إما المكفِّر أو المكفَّر"
و أرجوا أن لا تكون أهملت هذه العبارة متعمداً
فهذا ينسف ادعائك للحصر فلا أبو بطين قال ذلك
و لا الزركشي من قبله تعقبه بشئ
و هذا من توجيه الكلام وجهه مسبقة للافلات من الالزام أو من سوء الفهم و أرجح الأول
أما قضية حاطب رضي الله عنه
فظاهره حين ما فعل ما فعل هو أنه تلبس بمُكفر فإذا كان عمر رضي الله عنه لم يجزم حينها بإسلام حاطب فكيف يجزم به أبو اسحاق !!!
فهذا لا حجة لك فيه إن كنت تقصد حكم حاطب بعد الحادثة
أما عند الحادثة فهو كما وصفته لك
أما قضية القول بخلق القرآن و ما تدعيه من الالحاح في السؤال و عدم تلقيك لاجابة
فانظر إلى ما خاطبتك به من فترة:
"
الإنكار على عباد المشايخ من فرائض الاسلام
و يتأكد الفرض على من اشتغل بالعلم الشرعي
و شرط بديهي و أولي في من يتصدى لهذا الانكار
أن لا يكون متلبساً بهذا الداء
و عليه
نطرح السؤال التالي على من يُنكر عبادة المشايخ:
ما حكم من يعذر من يعتقد بتحريف القرآن و يقول أنه لا يكفر إلا بعد الحجة!!!
(لا تسألوني بماذا سيقيم عليه الحجة بما أن القرآن محرف عنده... فليس عندي جواب)
فإن عذرتموه( و لا أظنكم تفعلون) طلبنا منكم إعذار من تسمونهم خوارج غلاة مكفرة
و لا سبيل لعدم إعذارهم عند من أنصف
و إن لم تعذروه و هو ما يقتضيه مذهبكم
علمنا أنكم من أهل الانصاف
و حاورناكم بعلم فيما نخالفكم فيه
ودعونا الله أن يظهر لنا الحق على أيديكم
و على من تفضل بالاجابة ألا ينقلنا لموضوع آخر كمناقشة حكم من قال بتحريف القرآن و من هو و من قال بكفره و من لم يقل...
نريد قوله هو ومذهبه هو.
فلقد مللنا من هذا التحوير و التفلت
بعد هذا نعلم من من الناس يعبد المشايخ و من يحق له أن يتهم غيره بهذا
فعلى من يرمي الناس بهذه العظيمه أن يثبت أنه غير متلبس بها
و إلا فمن يسمع لقوله !"
فمن تتهمهم بالبدعة على أساس أنهم زادوا من شرائط الاسلام فهم على أقل تقدير مثل من ينقص من شرائط الايمان (الايمان بالكتب) فعذر أحدهم ليس بأولى من الآخر.
الآن أرنا إجابتك على هذا الكلام الموجه إليك قبل عشرة أيام فيمن يعذر من يقول بتحريف القرآن حتى نناقش بعد ذلك قضية القول بخلق القرآن.
وليس هذا فقط ما لم تجب عليه
و إن أردت ذكرت لك نظائر هذا
فلا تكن أول من يتلبس بما ينكره على الناس
فعدم إجابتك في بعض الأحيان هو لعدم الدخول في مسائل أخرى كثير منها لا علاقة لها بالموضوع
و لقد سبق أن قلت لك أن مما لا يُشجع على الدخول في نقاشات موسعة معك هو أني لا ألمس موضوعية فيما تكتب...فبعض الناس عندك غلاة مكفرة خوارج... و من أُخذ عنهم هذا "الغلو" فهم مخطؤون!! أو أن الناس بلهاء لا يفهمون كلامهم و هذا في حد ذاته تناقض.
هدانا الله و إياك

أبو شعيب
2008-10-22, 06:12 AM
ألم أقل لك يا أبا عبد الرحمن أن ضعف فهم أقوال العلماء ، ومن قبلها القرآن والسنة ، هو سبب الضلال ؟

وأرجو ألا يحملّنك بغض صاحب الكلام على ردّ الحق الذي قد يتفوّه به ..


التفاف حول السؤال و الالزام
و الكلام كله فيما اتهمت أنت به الناس
عندما تتهمني بالالتفاف حول الإلزام ، لإخراج الشيخ أبي إسحاق من هذا الإلزام ، عليك أن تثبت ذلك بوضوح ..


و ها أنت الآن تحاول إلزامي مرة أخري بأمور لا تلزمني
فأنا لم أتهم أحد و لم أشنع لا على غال و لا على متساهل
مع أن لي هنا مقالاً .. لكنني أوثر السكوت .. فأقول : إن لم تكن تقصد ذلك ، فأنا أعتذر إليك .


أنت تصديت للكتابة و من المفروض أن تكون جاهز للاجابة على كل سؤال و إلزام و بصدر رحب.
و ظنك أن من لم يكتب و لم يشنع يلزمه ما يلزمك هو بعض ما لم تستوعبه حتى الآن .
الأولى متفق معك فيها ، والثانية لم ترد على بالي يوماً .


فالجواب على تفسيرك لكلام أبي إسحاق هو في ما نقلته
يعني قول أبو بطين:" فظاهر كلام أبي إسحاق: أنه لا فرق بين المتأول وغيره، والله أعلم"
و هو كما قال
أقول : ظاهر أي كلام ؟ .. كلامه الذي قال : (( لا أكفر إلا من كفّرني )) ؟؟ [ أي أنه جعل القضية حكماً خاصاً في واقعة معيّنة ] .. وقد أجبت عن ذلك إذ قلت :

وليتك وعيت كلام الشيخ أبي إسحاق إذ قال : (( لا أكفر إلا من كفرني )) .. ولم يقل : (( إلا من كفر من أرى إسلامه )) .. وذلك لأنه - كما قال - : (( وأنا قاطع أني لست بكافر )) .. ولا أحد يقطع بإسلام أحد أو كفره ، إلا من شهد له النص بالإسلام (كالعشرة المبشرين بالجنة) .. أو بالنار (كأبي جهل) .

فهو حصرها في قضية معيّنة ، ولم يطلق في ذلك حكماً عاماً بحيث يجعلها قاعدة شرعية في كل من يرى إسلامه .
أما قولك :

و هذا يستفاد من و ضوح كلامه فهو لم يقصر الأمر على نفسه كما ادعيت
إن كنت تعني كلام الشيخ أبابطين .. فكلامه لا يلزمني .. إذ هو يشرح كلام الشيخ أبي إسحاق .. فهذا كلامه واضح أمامنا ..

مع أن الشيخ أبابطين قصد ظاهر كلامه في ما قاله .. (( وهو تكفيره لمن يقطع بإسلامه )) .

و إنما قال :" وكان هذا المتكلم أي: أبو إسحاق يقول: الحديث دل على أنه يحصل الكفر لأحد الشخصين ، إما المكفِّر أو المكفَّر"
و أرجوا أن لا تكون أهملت هذه العبارة متعمداً
فهذا ينسف ادعائك للحصر فلا أبو بطين قال ذلك
و لا الزركشي من قبله تعقبه بشئ
لا ، لم أغفلها .. ولا أرى فيها أي شيء ..

فكلام الشيخ أبي إسحاق صحيح .. وقد دلّ عليه أحاديث أخرى ..

وكلام الشيخ أبي إسحاق واضح في تكفير من يكفّر من يقطع بإسلامه ..

انظر جيداً فيما قال أبو إسحاق في تعليله لتكفير من كفّره .. قال : (( فإذا كفرني بعض الناس، فالكفر واقع بأحدنا، وأنا قاطع أني لست بكافر، فالكفر راجع إليه، انتهى. )) ..

فهل هو يقطع بإسلام أي رجل لم يقطع له الوحي بالإسلام ؟؟

أما إن قلت لي إنه يعني بذلك كل من يرى إسلامه .. فهذا يعني أنه يكفّر كل من يكفّر من يرى إسلامه .. فإن كان يرى إسلام تارك الصلاة ، فيلزمه أن يكفّر من يكفّره ..

وهذا يعني أنه يكفّر كل من اختلف معه في التكفير .. فلا يسلم بذلك حتى كبار الأئمة ..

أما موقف أبابطين والزركشي ..

فإن تحقق أن الشيخ أبا إسحاق يرى كفر من يقطع هو بإسلامه ، فعليه يكون موقفهما في هذه القضية المحصورة .. لا أكثر .


أما قضية حاطب رضي الله عنه
فظاهره حين ما فعل ما فعل هو أنه تلبس بمُكفر فإذا كان عمر رضي الله عنه لم يجزم حينها بإسلام حاطب فكيف يجزم به أبو اسحاق !!!
حاطب كان قاطعاً بإسلامه .. فكان عليه - حسب مذهب أبي إسحاق - أن يكفّر عمر ؟

بل إن جميع المسلمين متفقون وقاطعون أن حاطباً كان مسلماً في ذلك الموقف .. وأنه لم يكفر بفعله .. ومن هؤلاء أبو إسحاق نفسه .. بنص الحديث النبوي .. فعليه أن يكفر عمر لأنه كفّر من هو مقطوع بإسلامه .

أما سؤالك : كيف يجزم به أبو إسحاق .. فالجواب هو : بنص الحديث النبوي .. فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قطع بأن حاطباً لم يكفر .. وأن فعله هذا لم يخرجه من الدين ..

فإن كان فهمك لكلام أبابطين صحيحاً .. وهو أن أبا إسحاق لا يرى العذر بالتأويل لمن كفّر مسلماً .. فعليه أن يقول بكفر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ..


أما قضية القول بخلق القرآن و ما تدعيه من الالحاح في السؤال و عدم تلقيك لاجابة
لا أدري ما تقصده وقد قلت :

لماذا لسنا نعذر الخوارج بالتأويل ، ونقول إنهم من أهل الاجتهاد ؟؟ .. ونعذر باقي الأئمة بالاجتهاد ؟

أم أن الأئمة عندك داخلون في قائمة الاستثناء ؟
من أتى على ذكر القول بخلق القرآن ؟؟ .. لعله سقط أو وهم منك .

أما باقي كلامك ، فسآتي عليه لاحقاً إن شاء الله .

أبو عبد الرحمن المغربي
2008-10-22, 09:38 AM
تدفعني لأن أعتقد أنك تتعمد التحريف
ووالله لم أحس أنك مُبطل منذ أن بدأت الكلام معه كما أحسست به عند قرائتي ردك السابق
فهل تريد ان تُقنعني أن الاستاذ أبا إسحاق و ضع حكماً مختصاً به لا يشاركه فيه أحد؟
دعنا نُسقط منطقك على القضية
هو ما قال مقالته إلا لأنه مُتيقن من إسلامه و لا يُكمن طرد هذا في غيره لتخلف اليقين .
ممتاز
فهو يرى أن كل من كان متيقن من إسلامه في نفسه فهذا ما يجب أن يكون عليه
فمن كان يشك في إسلام نفسه فهو غير معني بكلامه بداهةً
الذي يشك في إسلام نفسه ليس معنياً بأن يُكفر غيره كذلك
لأنه لم يُثبته لنفسه إسلاماً
فهذا كافر عند نفسه قبل أن يكون كافراً عندنا (عندما يظهر لنا شكه)
تبَقى الذي لا يشُك و هم عموم المسلمين
فالكلام عليهم
هذا هو مفهوم كلامه بلا أدنى شك
ما يزيد الأمر وضوحاً إستعماله لصيغة النكرة (شخص,مُكفِر,مُكف )
فمن من الناس و في أي لغة يُعبر المرء عن نفسه بالنكرة ثم يُتبع الكلام عن نفسه بضمير المُتكلم و هذا في عبارة واحدة.؟!!!
و هذه هي عبارته(الحديث دل على أنه يحصل الكفر لأحد الشخصين ، إما المكفِّر أو المكفَّر، فإذا كفرني بعض الناس، فالكفر واقع بأحدنا، وأنا قاطع أني لست بكافر، فالكفر راجع إليه،)
و الاستاذ أبو إسحاق من أذكياء العالم فيبعد كل البعد أن يُبين عن نفسه بهذه البلادة.
فغاية كلامه أنه أطلق القول(شخص,مُكفِر ,مُكفر)
ثم استأنف الكلام و مثَل بنفسه
لم أتصور يوماً أن تحتاج مثل هذه العبارة لشرح
و لم أتصور أن يصدر هذا الفهم ممن يُشنع على الناس لجهلهم بالعربية بزعمه.
أما قضية حاطب فهي تُعزز أن موقفك لا يعدو المُكابرة

قبل أن يُبرئ النبي- صلى الله عليه و سلم- حاطبا
ظن عمر أنه نافق
و هذا الظن لم يأت من فراغ
إنما كان حال حاطب مُحتمل و لهذا سأله النبي-صلى الله عليه وسلم-
فمن شك في إسلامه فهو بسبب ما تلبس به
و لهذا قال الشافعي أن فعله لم يكن بالكفر البين
أما بعد ما برأه النبي فمن شك في إسلامه بسب هذه الحادثة و بعد علمه ببراءته فهو كافر
فالذي يعنينا هو حكمه قبل البراءة
أما ماهو حكم الاستاذ عليه في هذه الحالة فالله أعلم
فهو من يُسأل لا أنا
ولو شك في إسلامه أو ظن به النفاق عند ذلك الموقف
فقد صدر هذا ممن هو خيرٌ منه بمراحل بل لا مقارنه أصلاً
أما القول بأن حاطباً كان مقطوعاً بإسلامه قبل البراءة و بعد ما تلبس به فهو مجازفة و تهور
معناه أن النبي-صلى الله عليه و سلم - تبين ممن هو مقطوع بإسلامه
وهذا من نتائج المكابرة
أم أن هذا اللازم لا يلزم كذلك !
لعله الآن تبين من هو أولى بمقالتك حين قلت :
ألم أقل لك يا أبا عبد الرحمن أن ضعف فهم أقوال العلماء ، ومن قبلها القرآن والسنة ، هو سبب الضلال ؟


أما قولك:"فإن كان فهمك لكلام أبابطين صحيحاً .. وهو أن أبا إسحاق لا يرى العذر بالتأويل لمن كفّر مسلماً .. فعليه أن يقول بكفر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .."
فأنت تريدني أن ألزم أبا إسحاق بقول أبي بطين مع أن أبو بطين ينقل قول أبي إسحاق نفسه
فعاد الامر إلى إلزام أبي إسحاق بكلام أبي إسحاق
و قد قال السابقون : الجنون فنون .
دعنا من هذا بالله عليك و لا تجعل من هذا الحوار مهزلة


أما قولك :"من أتى على ذكر القول بخلق القرآن ؟؟ .. لعله سقط أو وهم منك ."
لا سقط و لا وهم و هو مما كتبته يداك حيث قلت :
"ويجب علينا أن نكفّ ألسنتنا عمّن يكفّر الإمام أحمد بن حنبل .. لأنه من يأخذ بمذهب ابن تيمية في إعذار من يقول بخلق القرآن بالجهل ، سواء أكان داعية أم تابعاً .. فعليه أن يكفّر الإمام أحمد .. لأنه يرى تكفير الداعية وتفسيق المتابع .." و هذا في نفس المشاركة التي رددتُ عليها !

عندما قلت لك في السابق أنك لا تدري ما تكتب كنت أقصد أنك لا تدري معنى ما تكتب
أما الآن فتعدى الأمر إلى رسم ما تكتب !
وأظنك تعلم حكم من يفحش تخليطه و غفلته حتى لا يدري ما يقول

أما قولك:" أما باقي كلامك ، فسآتي عليه لاحقاً إن شاء الله "
فلك ذلك
لكن رجاءاً لا تكرر ما فعلت سابقاً
فبعد أن رفعت التحدي ووعدت بإحضار أقوال القوم
و طلبت مهلة لذلك
رجعت بقيل و زعموا ...و لم تأتنا بحرف واحد من أقوال القوم إلى اليوم .


لعل الله ييسر لكتابة بعض الملاحظات على ما كتبت مما لم أستطع كتابته الايام السابقة.
و في انتظار بقية ردك

أبو شعيب
2008-10-22, 12:20 PM
يبدو جلياً أنك تأخذ بظاهر الكلام ولا تريد أن تُعمل عقلك فيه لبرهة من الزمان .. وتظن أنك بذلك تدحض كلامي من أساسه .


تدفعني لأن أعتقد أنك تتعمد التحريف
ووالله لم أحس أنك مُبطل منذ أن بدأت الكلام معه كما أحسست به عند قرائتي ردك السابق
اشعر كما تشاء ، فنحن لم نكن على وفاق أبداً منذ بدأنا الحديث ..


فهل تريد ان تُقنعني أن الاستاذ أبا إسحاق و ضع حكماً مختصاً به لا يشاركه فيه أحد؟
هذا أحد الأدلة على أنك لا تفهم ما هو مكتوب ..

لقد قلت في مشاركتي :

ولا أحد يقطع بإسلام أحد أو كفره ، إلا من شهد له النص بالإسلام (كالعشرة المبشرين بالجنة) .. أو بالنار (كأبي جهل) .
الحكم الذي ذكره في نفسه إنما عنى به من جزم وقطع بإسلامه .. وليس كما تظن من كلامي أنه عنى نفسه فقط .. وقد بيّنت ذلك مرتان ، وهذه المرة الثالثة .


دعنا نُسقط منطقك على القضية
هو ما قال مقالته إلا لأنه مُتيقن من إسلامه و لا يُكمن طرد هذا في غيره لتخلف اليقين .
ممتاز
فهو يرى أن كل من كان متيقن من إسلامه في نفسه فهذا ما يجب أن يكون عليه
فمن كان يشك في إسلام نفسه فهو غير معني بكلامه بداهةً
الذي يشك في إسلام نفسه ليس معنياً بأن يُكفر غيره كذلك
لأنه لم يُثبته لنفسه إسلاماً
فهذا كافر عند نفسه قبل أن يكون كافراً عندنا (عندما يظهر لنا شكه)
من الجيد أنك فهمت هذه النقطة .


تبَقى الذي لا يشُك و هم عموم المسلمين
فالكلام عليهم
هذا هو مفهوم كلامه بلا أدنى شك
ما يزيد الأمر وضوحاً إستعماله لصيغة النكرة (شخص,مُكفِر,مُكف )
فمن من الناس و في أي لغة يُعبر المرء عن نفسه بالنكرة ثم يُتبع الكلام عن نفسه بضمير المُتكلم و هذا في عبارة واحدة.؟!!!
هذا باعتبار ظاهر كلامه المذكور ، مجرداً عن أي اعتبارات وأي أقوال أخرى له.. صحيح ، ولم أخالف في معنى الظاهر في هذه العبارة .. مع أنه قد جاء بعبارة أخرى فقال : (لا أكفر إلا من كفرني) .. ولم يقل : (لا أكفر إلا من أرى إسلامه) .. [وهذا غاية أسلوب الحصر .. فلو كان يكفّر من يرى إسلامه هو ، لم يكن لحصره الحكم في نفسه معنى .. فعُلم أنه يعني : يكفرني ويكفر من هو في حكمي]

ولكن عند تغييب العقل ، والالتزام بظاهر اللفظ ، دون أخذ بعوالق المسألة والاعتبارات الأخرى ، وباقي كلامه ، سيكون هذا الحكم من أبطل الباطل .. لا يقول به جاهل فضلاً عن عالم ..

وأنت الآن تحاول أن تبيّن للناس أن من أخطأ في التكفير فهو كافر عند أبي إسحاق وغيره .. وهذا ما تدندن عليه وتحاول جاهداً أن تثبته .. وهذا باعترافك إذ تقول :


الذي يقول بأن من لا يعذر من أخطأ في التكفير هو من الخوارج غلاة المكفرة
الحمقى المغفلين ....
فها هو الاستاذ أبو إسحاق يقول بذلك
فإما أن يكون أبو إسحاق راشداً ولم يعن الذي تقوله ، بل أراد معنى آخر غاب عنك .. وإما أن يكون أحمقاً يكفّر كل من أخطأ في التكفير .. حتى يطال حكمه هذا الأئمة الكبار الذين اختلفوا في تكفير البعض .


و هذه هي عبارته(الحديث دل على أنه يحصل الكفر لأحد الشخصين ، إما المكفِّر أو المكفَّر، فإذا كفرني بعض الناس، فالكفر واقع بأحدنا، وأنا قاطع أني لست بكافر، فالكفر راجع إليه،)
و الاستاذ أبو إسحاق من أذكياء العالم فيبعد كل البعد أن يُبين عن نفسه بهذه البلادة.
فغاية كلامه أنه أطلق القول(شخص,مُكفِر ,مُكفر)
ثم استأنف الكلام و مثَل بنفسه
لم أتصور يوماً أن تحتاج مثل هذه العبارة لشرح
بل أنا الذي لم أتصور أنك فهمت من كلامي أن القضية محصورة بنفسه فقط .. مع أنني كررت الكلام مرتين ، وهذه ثالث مرة .. وقلت لك : من كان مقطوعاً بإسلامه .

وهو لا يقطع بإسلام أي أحد سوى من جاء فيه نص .. كالعشرة المبشرين ، أو أهل بدر .. أو أهل بيعة الرضوان .. وغيرهم ..

أو .. نفسه ..

لذلك هو ضرب المثل في نفسه .. لأنه قاطع بأنه مسلم ..


لم أتصور يوماً أن تحتاج مثل هذه العبارة لشرح
و لم أتصور أن يصدر هذا الفهم ممن يُشنع على الناس لجهلهم بالعربية بزعمه.
لا تعليق ..


أما قضية حاطب فهي تُعزز أن موقفك لا يعدو المُكابرة

قبل أن يُبرئ النبي- صلى الله عليه و سلم- حاطبا
ظن عمر أنه نافق
و هذا الظن لم يأت من فراغ
إنما كان حال حاطب مُحتمل و لهذا سأله النبي-صلى الله عليه وسلم-
فمن شك في إسلامه فهو بسبب ما تلبس به
و لهذا قال الشافعي أن فعله لم يكن بالكفر البين
أما بعد ما برأه النبي فمن شك في إسلامه بسب هذه الحادثة و بعد علمه ببراءته فهو كافر
فالذي يعنينا هو حكمه قبل البراءة
فلينظر الجميع إلى التلبيس ..

يقول : ظن عمر أنه منافق .. وحاطب كان يقطع بأنه لم يكفر .. وكان يقطع بأنه ما زال على الإسلام ..

ألم يكن هذا هو الشاهد من الاستدلال ؟؟ .. هل نحن نتكلم عن فهم هذا الرجل لمذهب أبي إسحاق الذي يقول فيه إنه يكفّر المخطئ في التكفير .. ولا يعذره بالتأويل ..

ويقول صاحبنا :

و الاستاذ أبو إسحاق من أذكياء العالم فيبعد كل البعد أن يُبين عن نفسه بهذه البلادة.
هو من أذكياء العالم .. وهو الآن يجعله من أغبى أغبياء العالم ..

فنحن نتكلم في مذهب أبي إسحاق .. وهذا الكلام لمن يفهم ..

فصاحبنا يقول : هو لا يعذر أحداً أخطأ في التكفير ، لا بالتأويل ولا بغيره .. حسب ظاهر كلامه .. وحسب ما فهمه هو من كلامه ..

ثم قلت له لنقض هذه الدعوى :

حاطب كان قاطعاً بإسلامه .. فكان عليه - حسب مذهب أبي إسحاق - أن يكفّر عمر ؟

بل إن جميع المسلمين متفقون وقاطعون أن حاطباً كان مسلماً في ذلك الموقف .. وأنه لم يكفر بفعله .. ومن هؤلاء أبو إسحاق نفسه .. بنص الحديث النبوي .. فعليه أن يكفر عمر لأنه كفّر من هو مقطوع بإسلامه .

أما سؤالك : كيف يجزم به أبو إسحاق .. فالجواب هو : بنص الحديث النبوي .. فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قطع بأن حاطباً لم يكفر .. وأن فعله هذا لم يخرجه من الدين ..

فإن كان فهمك لكلام أبابطين صحيحاً .. وهو أن أبا إسحاق لا يرى العذر بالتأويل لمن كفّر مسلماً .. فعليه أن يقول بكفر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ..
لدينا هنا مسألتنا بسيطتان ..

أولاً : حاطب كان قاطعاً بإسلامه عندما كفّره عمر .. فحسب مذهب أبي إسحاق الذي يفهمه صاحبنا ، يجب على حاطب تكفير عمر ..

ثانياً : الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان قاطعاً بإسلام حاطب عندما كفّره عمر .. فعلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، حسب مذهب أبي إسحاق ، تكفير عمر .. لأنه كفّر من هو مقطوع بإسلامه عنده ..

ثم ليتهرب صاحبنا ويراوغ ، ناقض نفسه فقال :


ظن عمر أنه نافق

إنما كان حال حاطب مُحتمل و لهذا سأله النبي-صلى الله عليه وسلم-
يعني عمر - رضي الله عنه - كان ظاناً وليس متيقناً .. وهذا يسمى التأويل ..

وكان فعل حاطب محتملاً ولم يكن قاطعاً .. والحكم عليه كان بالتأويل ..

وحسب ما فهمه صاحبنا من كلام أبي إسحاق الذي هو (من أذكياء العالم) .. فعمر غير معذور بالتأويل .. فعليه هو كافر - حاشاه - على مذهب أبي إسحاق !!!

هل يفهم أحد من البشر غير هذا ؟؟

فإن كان أبو إسحاق لم يكن بهذا الغباء والحمق .. وهو مشهود له بالعلم والتقوى والفطنة والذكاء .. فهذا يدلّ أن لكلامه تأويلاً آخر غير ما فُهم من ظاهره ..


أما القول بأن حاطباً كان مقطوعاً بإسلامه قبل البراءة و بعد ما تلبس به فهو مجازفة و تهور
معناه أن النبي-صلى الله عليه و سلم - تبين ممن هو مقطوع بإسلامه
هل قال الله تعالى لأهل بدر : (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) .. والتي استدل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - على إسلام حاطب .. هل قالها بعد حادثة حاطب ؟؟

ثم وما يضير تأكد النبي - صلى الله عليه وسلم - من عذر حاطب ؟؟ هل كان شاكاً في إسلامه ؟ .. أم إنه أراد كما أراد إبراهيم - عليه السلام - إذ قال : { ولكن ليطمئن قلبي } ؟؟

هل ترى إن إبراهيم - عليه السلام - عندما أراد رؤية دلائل معجزات الله تعالى ، كان شاكاً - حاشاه - بالله وبقدرته ؟؟

ودليل ما أقول هو : أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قبل عذر حاطب دون بيّنة ، فقال : لقد صدق ، فلا تقولوا له إلا خيراً ، وهو ما تعجّب منه عمر .. ولذلك أعاد قوله للرسول - صلى الله عليه وسلم - بتكفير حاطب وطلب ضرب عنقه ..

يعني الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول للناس : حاطب صادق في اعتذاره .. وهو لم يكفر .. ثم يُعيد عمر - رضي الله عنه - تكفير حاطب وطلب ضرب عنقه .. لأنه لم يرَ بيّنة على صدق اعتذار حاطب .

الآن هل يشك أحد في هذا الموقف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان قد قطع بإسلام حاطب عند تكفير عمر له ؟؟

ولكن ، على حسب مذهب أبي إسحاق ، الذي هو من أذكياء العالم ، بفهم صاحبنا له .. فإن عمر غير معذور بالتأويل !!!!


وهذا من نتائج المكابرة
أم أن هذا اللازم لا يلزم كذلك !
حقاً .. مكابرة مقيتة .


أما قولك:"فإن كان فهمك لكلام أبابطين صحيحاً .. وهو أن أبا إسحاق لا يرى العذر بالتأويل لمن كفّر مسلماً .. فعليه أن يقول بكفر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .."
فأنت تريدني أن ألزم أبا إسحاق بقول أبي بطين مع أن أبو بطين ينقل قول أبي إسحاق نفسه
فعاد الامر إلى إلزام أبي إسحاق بكلام أبي إسحاق
و قد قال السابقون : الجنون فنون .
دعنا من هذا بالله عليك و لا تجعل من هذا الحوار مهزلة
الجنون هو في ضرب أقوال العلماء بعضها ببعض .. دون أخذ بالاعتبارات الأخرى وعوالق المسألة .. حتى يخرج العالم بكلامه من أشد الناس حمقاً وغباء ..

وقد ذكرت لك مسألة لم تجب عنها .. وهذا يدلّ على أنك قد وقعت في مأزق بخطئك في تأويل كلام الشيخ أبي إسحاق ..

قلت لك :

والأولى به أن يكفّر العلماء الذين خالفوه في مسائل التكفير (كمسألة ترك الصلاة مثلاً) .
فحسب مذهب أبي إسحاق بفهمك له ، فإنه لا يعذر من يكفّر الذي يراه لا يكفر ..

فإن كان أبو إسحاق يرى إسلام تارك الصلاة .. فعليه أن يكفّر من يرى كفره ، لأنه - بحسب فهمك لمذهبه - لا يعذر في الخطأ في التكفير !!!!!

مسكين أبو إسحاق .. لقد حقّ فيه المثل القائل : (ومن الحب ما قتل) ..

يريد البعض أن يدافع عنه ، وإذ به يجعله من أحمق الناس .. والله المستعان .


عندما قلت لك في السابق أنك لا تدري ما تكتب كنت أقصد أنك لا تدري معنى ما تكتب
أما الآن فتعدى الأمر إلى رسم ما تكتب !
وأظنك تعلم حكم من يفحش تخليطه و غفلته حتى لا يدري ما يقول
والله يا أبا عبد الرحمن ، يبدو أنك تهرف بما لا تعرف ..

فلينظر الجميع من هو الذي لا يعي ما يقول ..

قال في مشاركته السابقة :

أما قضية القول بخلق القرآن و ما تدعيه من الالحاح في السؤال و عدم تلقيك لاجابة
وكان السؤال الذي ألححت فيه عليك لا علاقة له أصلاً بقضية خلق القرآن ..

وهذا هو جوابه لقولي التالي :

ثم يا شيخ أبو عبد الرحمن .. لم تجبني عن سؤالي الذي طرحته في أكثر من موضع ..

لماذا لسنا نعذر الخوارج بالتأويل ، ونقول إنهم من أهل الاجتهاد ؟؟ .. ونعذر باقي الأئمة بالاجتهاد ؟
وقد كررته له مرة أخرى ..

ثم هو قال معقباً .. أنني ادعيت الإلحاح وعدم تلقيّ للإجابة ..

هل أنا ألححت على مسألة خلق القرآن ؟؟ وهل ادعيت أنني لم أتلق الإجابة فيها ؟؟ .. بل ألم يكن السؤال فيها طارئاً وليس أصلاً ؟؟

فأريد أن أفهم .. من الذي لا يفهم ؟؟

ثم حاولتُ أن أحسن الظن به فقلت :

لعله سقط أو وهم منك .
فأبى إلا أن يثبت أنه لا يعي ما يقول ..


لكن رجاءاً لا تكرر ما فعلت سابقاً
فبعد أن رفعت التحدي ووعدت بإحضار أقوال القوم
و طلبت مهلة لذلك
رجعت بقيل و زعموا ...و لم تأتنا بحرف واحد من أقوال القوم إلى اليوم .
بل ظننتك قد انسحبت أصلاً .. فقلت لا فائدة من استقصاء أقوالهم ..

كانت هناك أسئلة تنتظرك في ذلك الموضوع .. ولم ترع لها بالاً .. فلماذا أضيّع وقتي إذن ؟؟

===========================
===========================

خلاصة القول في هذا الباب هي :

أن صاحبنا يقول : إن الشيخ أبا إسحاق لا يعذر المخطئ في التكفير بالتأويل ..

فعلى حسب فهمه هو لكلامه ، فإنه يكفّر كل من اختلف معه في التكفير .. وإنه يكفّر كل من تأوّل في التكفير وأخطأ .. كأسامة بن زيد - رضي الله عنه - الذي قتل ذلك الرجل الذي نطق بالشهادة .. وكعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي كفّر حاطباً .. وكباقي الأئمة الذين اختلفوا في كفر الأفعال والأقوال .. والذين اختلفوا في الأعذار الشرعية ..

فإن قال هؤلاء معذورون بالتأويل عند أبي إسحاق .. فقد ناقض نفسه ..

وإن قال هؤلاء غير معذورين .. فقد جعل أبا إسحاق من غلاة المكفرة وأحمقهم ..

الإمام الدهلوي
2008-10-22, 02:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخــواني الكرام لقـد وجدت الكلام الذي نقله العلامة أبا بطين عن الإمام ابن دقيق العيد رحمهما الله تعالى وسوف أنقل لكم نص الكلام كاملاً لعلكم تستفيدوا منه
قال شيخ الإسلام ابن دقيق العيد رحمه الله : ( وَأَمَّا مَنْ وَصَفَ غَيْرَهُ بِالْكُفْرِ فَقَدْ رَتَّبَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ " حَارَ عَلَيْهِ " بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ : أَيْ رَجَعَ قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - : { إنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ } أَيْ يَرْجِعَ حَيًّا ، وَهَذَا وَعِيدٌ عَظِيمٌ لِمَنْ أَكْفَرَ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، وَهِيَ وَرْطَةٌ عَظِيمَةٌ وَقَعَ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ الْمُتَكَلِّمِي نَ ، وَمِنْ الْمَنْسُوبِينَ إلَى السُّنَّةِ وَأَهْلِ الْحَدِيثِ ، لَمَّا اخْتَلَفُوا فِي الْعَقَائِدِ فَغَلَّظُوا عَلَى مُخَالِفِيهِمْ ، وَحَكَمُوا بِكُفْرِهِمْ ، وَخَرَقَ حِجَابَ الْهَيْبَةِ فِي ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْ الْحَشْوِيَّةِ ، وَهَذَا الْوَعِيدُ لَاحِقٌ بِهِمْ إذَا لَمْ يَكُنْ خُصُومُهُمْ كَذَلِكَ . وَقَدْ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي التَّكْفِيرِ وَسَبَبِهِ ، حَتَّى صُنِّفَ فِيهِ مُفْرَدًا ، وَاَلَّذِي يَرْجِعُ إلَيْهِ النَّظَرُ فِي هَذَا : أَنَّ مَآلَ الْمَذْهَبِ : هَلْ هُوَ مَذْهَبٌ أَوْ لَا ؟ فَمَنْ أَكْفَرَ الْمُبْتَدِعَةَ قَالَ : إنَّ مَآلَ الْمَذْهَبِ مَذْهَبٌ فَيَقُولُ : الْمُجَسِّمَةُ كُفَّارٌ ؛ لِأَنَّهُمْ عَبَدُوا جِسْمًا ، وَهُوَ غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى ، فَهُمْ عَابِدُونَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، وَمَنْ عَبَدَ غَيْرَ اللَّهِ كَفَرَ ، وَيَقُولُ : الْمُعْتَزِلَةُ كُفَّارٌ ؛ لِأَنَّهُمْ - وَإِنْ اعْتَرَفُوا بِأَحْكَامِ الصِّفَاتِ - فَقَدْ أَنْكَرُوا الصِّفَاتِ وَيَلْزَمُ مِنْ إنْكَارِ الصِّفَاتِ إنْكَارُ أَحْكَامِهَا ، وَمَنْ أَنْكَرَ أَحْكَامَهَا فَهُوَ كَافِرٌ . وَكَذَلِكَ الْمُعْتَزِلَةُ تَنْسِبُ الْكُفْرَ إلَى غَيْرِهَا بِطَرِيقِ الْمَآلِ . وَالْحَقُّ أَنَّهُ لَا يَكْفُرُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، إلَّا بِإِنْكَارِ مُتَوَاتِرٍ مِنْ الشَّرِيعَةِ عَنْ صَاحِبِهَا ، فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يَكُونُ مُكَذِّبًا لِلشَّرْعِ ، وَلَيْسَ مُخَالَفَةُ الْقَوَاطِعِ مَأْخَذًا لِلتَّكْفِيرِ وَإِنَّمَا مَأْخَذُهُ مُخَالَفَةُ الْقَوَاعِدِ السَّمْعِيَّةِ الْقَطْعِيَّةِ طَرِيقًا وَدَلَالَةً . وَعَبَّرَ بَعْضُ أَصْحَابِ الْأُصُولِ عَنْ هَذَا بِمَا مَعْنَاهُ : إنَّ مَنْ أَنْكَرَ طَرِيقَ إثْبَاتِ الشَّرْعِ لَمْ يَكْفُرْ ، كَمَنْ أَنْكَرَ الْإِجْمَاعَ ، وَمَنْ أَنْكَرَ الشَّرْعَ بَعْدَ الِاعْتِرَافِ بِطَرِيقِهِ كَفَرَ ؛ لِأَنَّهُ مُكَذِّبٌ . وَقَدْ نُقِلَ عَنْ بَعْضِ الْمُتَكَلِّمِي نَ أَنَّهُ قَالَ : لَا أُكَفِّرُ إلَّا مَنْ كَفَّرَنِي ، وَرُبَّمَا خَفِيَ سَبَبُ هَذَا الْقَوْلِ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ ، وَحَمَلَهُ عَلَى غَيْرِ مَحْمَلِهِ الصَّحِيحِ ، وَاَلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ : أَنَّهُ قَدْ لَمَحَ هَذَا الْحَدِيثَ الَّذِي يَقْتَضِي أَنَّ مَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ - وَلَيْسَ كَذَلِكَ - رَجَعَ عَلَيْهِ الْكُفْرُ ، وَكَذَلِكَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ { مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ : كَافِرٌ : فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا } وَكَأَنَّ هَذَا الْمُتَكَلِّمَ يَقُولُ : الْحَدِيثُ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَحْصُلُ الْكُفْرُ لِأَحَدِ الشَّخْصَيْنِ : إمَّا الْمُكَفِّرُ ، أَوْ الْمُكَفَّرُ فَإِذَا أَكْفَرَنِي بَعْضُ النَّاسِ فَالْكُفْرُ وَاقِعٌ بِأَحَدِنَا ، وَأَنَا قَاطِعٌ بِأَنِّي لَسْت بِكَافِرٍ فَالْكُفْرُ رَاجِعٌ إلَيْهِ . ) إهـ إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام
هــذا هو نص الكلام كاملاً ... وأنا أرى أن الجدال حول هذه النقطة قد يخرج أصل الموضوع عن سياقه الذي وضع له وهو : هل أسلمة الموحدين من أصل الدين أو لازمــه .
فأرجوا من الأخوة الكرام أن يناقشوا هذه المسألة الأهم وفقكم الله تعالى .

أبو شعيب
2008-10-22, 03:21 PM
جزاك الله خيراً أخي الدهلوي ..

الآن بان كل شيء .. وتوضحت المسألة .. فالكلمة هي : "كأن" .. وليست "كان" ..


وَكَأَنَّ هَذَا الْمُتَكَلِّمَ يَقُولُ : الْحَدِيثُ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَحْصُلُ الْكُفْرُ لِأَحَدِ الشَّخْصَيْنِ : إمَّا الْمُكَفِّرُ ، أَوْ الْمُكَفَّرُ فَإِذَا أَكْفَرَنِي بَعْضُ النَّاسِ فَالْكُفْرُ وَاقِعٌ بِأَحَدِنَا ، وَأَنَا قَاطِعٌ بِأَنِّي لَسْت بِكَافِرٍ فَالْكُفْرُ رَاجِعٌ إلَيْهِ .
فهذه العبارة تفسير لكلام الشيخ أبي إسحاق ، وليست من كلامه ..

---------

ثم يا أخي ، هذه قاصمة في ظهور هؤلاء القوم .. لا يستطيعون عنها جواباً ..

دائماً ما يدندنون أن الولاء والبراء من أصل الدين .. وهم في البراء لا يجاريهم أحد .. وعندما تأتي مسألة الولاء .. تراهم كأجهل ما يكون المرء .. بل إن البعض قد يخرج الولاء من أصل الدين ، ويثبت البراء فقط .. كما هو ملاحظ على البعض ممن يروق له أن يقول : إن الخطأ في تكفير ألف موحد لا يخرج المرء من الإسلام .. ولكن الخطأ في تكفير مشرك واحد يخرج المرء من الإسلام من فوره !!!

سأدرج ما نقلته أخي في البحث في طبعته الثانية ، إن شاء الله .. وإن لديك المزيد فهاته .. فإن البحث بات يحوي الكثير من الإيضاحات المتعلقة بهذه المسألة .

والحمد لله رب العالمين .

الإمام الدهلوي
2008-10-22, 04:19 PM
أخي الكريم أبو شعيب
صدقت في قولك .. لماذا إذا تكلمنا عن ركن ( البراء ) تجد القوم يشاكون في النقاش وإذا تلكمنا عن الركن الثاني ( الـولاء ) أحجم القوم عن البيان ؟.
السؤال هنـا بسيط جـداً :
هــل أسلمت الموحـدين من أصل الـدين أو لازمــه ؟ .
هــل مــن مجيب ؟! .

أحمد الغزي
2008-10-22, 06:25 PM
صدقت في قولك .. لماذا إذا تكلمنا عن ركن ( البراء ) تجد القوم يشاكون في النقاش وإذا تلكمنا عن الركن الثاني ( الـولاء ) أحجم القوم عن البيان ؟.

لو أنك ألتزمت بما أفضى النقاش وسلمت لما أثبت الدليل الشرعي في ركن البراء ولم تتنكر لما أثبت الدليل لكان هناك مجال لمحاورتك في أي نقطة كانت ..
ولكن ما دمت على التنكر للدليل الشرعي .. فلا مجال لحديثك
وإن كنت صادقا في دعواك أنك تريد الحق ومن متبعي الدليل الشرعي..
أنتظر اقرارك بما أثبته الدليل الشرعي على أن تكفير المشركين من أصل الدين .. وإن لم تعرف عما أتحدث .. فها هي المشاركة رقم #6 امامك

الله المستعان...


السؤال هنـا بسيط جـداً :
هــل أسلمت الموحـدين من أصل الـدين أو لازمــه ؟ .
هــل مــن مجيب ؟! .

الإجابة موجودة عند كل من يعتقد بعقيدة الولاء والبراء ..
ولكن من أخل ولبس في ركن البراء ..
لا يُمكن أن يُناقش في ركن الولاء ..
إلا بعد إقراره وإلتزامه بما ثبت بالادلة الشرعية
لأننا لسنا أصحاب جدل .. ولكننا نتبع الأدلة من الكتاب والسنة ولا نتبع منهج ضرب أقوال العلماء ببعضها ..

أبو شعيب
2008-10-22, 07:21 PM
أخي الدهلوي ،

وجدت في هذا النقل تصوراً لبعض العلماء يخرج من وقع في الكفر من ناحية الولاء من الكفر ..

انظر :

ونقل ابن حجر الهيتمي عن طائفة من الشافعية ، أنهم صرحوا بكفره إذا لم يتأول ، فنقل عن المتولي أنه قال : إذا قال لمسلم : يا كافر، بلا تأويل كفر ، قال: وتبعه على ذلك جماعة . واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما ". ، والذي رماه به مسلم ، فيكون هو كافراً ، قالوا: لأنه سمى الإسلام كفراً ؛ وتعقب بعضهم هذا التعليل ، وهو قولهم : إنه سمى الإسلام كفراً ، فقال: هذا المعنى لا يفهم من لفظه، ولا هو مراده، إنما مراده ومعنى لفظه: إنك لست على دين الإسلام ، الذي هو حق ، وإنما أنت كافر، دينك غير الإسلام، وأنا على دين الإسلام، وهـذا مـراده بلا شك ، لأنه إنما وصف بالكفر الشخص ، لا دين الإسلام ، فنفى عنه كونه على دين الإسلام ، فلا يكفر بهذا القول ، وإنما يعزر بهذا السب الفاحش بما يليق به ؛ ويلزم على ما قالوه أن من قال لعابد : يا فاسق، كفر، لأنه سمى العبادة فسقاً، ولا أحسب أحدا يقوله ، وإنما يريد: إنك تفسق ، وتفعل مع عبادتك ما هو فسق ، لا أن عبادتك فسق
هذه قاصمة لهؤلاء القوم ..

فطائفة من الشافعية قالت إن من كفّر مسلماً دون تأويل كفر .. وطائفة من العلماء ردّت هذا القول وقالت بل يفسق ولا يكفر ..

فهل نقول بكفر هؤلاء العلماء الذين وقع عندهم هذا التصور الذي أخرجوا به هذا الرجل - الذي كفّر مسلماً يعلم إسلامه - من الكفر ؟؟

أليس هذا مثل من يقول : من أسلم مشركاً فقد فسق ولم يكفر ويجب عليه التعزير ؟؟ ..

خلاف العلماء في ذلك كله يدل على أن هذه المسألة من لوازم أصل الدين ، وليست منه .

أظن أن في هذا القدر كفاية يا أخي ..

ولعلنا نبحث مسألة أخرى وهي : ما يكفي المسلم من الولاء والبراء .. وهل الخطأ في التكفير يعني موالاة الكافر ؟

أظن أن هذه مسألة تحتاج إلى ضبط .

ما قولك ؟

الإمام الدهلوي
2008-10-22, 08:42 PM
أخي أبو شعيب جزاك الله خيراً
ونبـدأ الأن في توضيح مسألة ما هو القـدر الكافي من الولاء والبراء الذي تتحقق به النجاة .
ويـا حبـذا تجعله موضعاً مستقلاً بارك الله فيك .
وإن شاء الله عندما ينتهي بحث كل المسائل سوف أجمع الروابط في صفحة .

أبو عبد الرحمن المغربي
2008-10-23, 12:54 AM
(أبا شعيب)
الظاهر أن لا جدوى من إطالة الكلام عند الرد عليك
لأنك لا تُسلم لمن خالفك في كل الأحوال
و هذا حالك مع جميع من يخالفك هنا ممن يرد عليك رداً مباشراً
ولقد سلمت لي في بعض ما انتقدته عليك في السابق لما كان الكلام لا يتوجه إليك مباشرة
أما بعد أن صار الكلام موجه إليك مباشرة فقد جعلتني لا أقول إلا باطلاً !
و الهدف ليس أن توافق فالناس يختلفون لكن لبيان أنه حتى لو تناطحت الجبال بين يديك فلن تقنع إلا أن يشاء الله .
بالنسبة لقول أبي أسحاق فإن كنت لا تقتع بظاهر كلامه و بكلام العلماء الذين "فسروا " كلامه فلست أنا من يستطيع إقناعك وبخاصة أنك تطالب بباطن الكلام لا بظاهره !.
ثم لا تحاول أن تعرض الأمر بطريقة توحي أنني أنا من يستدل بقول أبي إسحاق
فأنا انتقدت من يستدل على مذهبه بعكس مذهبه و لو كنت في مقام الاستدلال لما أعتقد لما أحتجت لهذا القول...عليك أن تستحضر هذا فأنا أنقد و حسب.
فكونك لا تُقر بفهم العلماء للكلام و تخترع مفهوماً باطنيا للكلام لا يقدح في انتقادي للاستدلال.
و من اعترضت عليه لم يأت بأقوال أبي إسحاق الأخرى( حبذا لو تذكرها لنا إن وجدت) ثم أهملتها حتى تطالبني بالنظر فيها
فهذا من التعسف في الرد
و حتى لو وجدت و لم ترق لك فسيكون لها معنى باطني كما هو الحال بالنسبة لكلامه السابق و كلام غيره من قبل لما طلبت منا عدم فهمه على ظاهره.
فاعتمادك على ما تتخيله من بواطن الكلام هو الذي يجعل منا حمقى و مُغفلين بالنسبة لك و هذا ما لا يجعلني أتضايق عندما تُسقط علي هذه الأوصاف.
و شطرك لكل فقرة أكتبها و تجيب على كل شطر وحده مع أن عبارات الفقرة مترابطة وبعضها يُكمل بعض أسلوب لا يخفى الغرض منه عند القارئ الفطن.
أما ما ذكرته عن قصة حاطب فهو من الفلسفة الباردة التي لم يحتج إليها كل من تكلم في قصته .
بقي أمر أخير وهو قولك:" بل ظننتك قد انسحبت أصلاً .. فقلت لا فائدة من استقصاء أقوالهم .."
هذا ما قلته معتذراً عن عدم نقلك لكلام من تصفهم بالمبتدعة
فالننظر لكلامي في هذا
كان البدء هنا :
قُلتُ:
أبا شعيب
من ممن تسميهم "خوارج, غلاة مكفرة" تكلم في إعذار من عبد القبور أو دعى الأموات أو ذبح للضيف...
إن كان لهم كلامٌ في هذا فأخرجه لنا
فإن لم تجد فما يمنعك من مناقشة ما يُكفرون به؟!!
أم تريد أن تناقشهم في مسائل أخرى و تلزمهم بنتائجها و هم ما تكلموا فيها أصلاً
لقد قلت في ديباجة بحثك أن هؤلاء " الخوارج " زادوا في أصل الدين
و نتج عن ذلك تكفيرهم لبعض " المشايخ الفضلاء" أو كلاماً في هذا المعنى
فهلم بنا نناقش ما كفروا به الناس فهو أولى بالنقاش
أما غير هذا
فهو من قبيل مطاعنة طوحين الهواء
و القتال في غير عدو
و لقد عرضت عليك هذا العرض من قبل فأهملته
فما السر في إحجامك عن مناقشة القضايا التي يُكفر بها القوم و القفز إلى أمور أخرى؟؟
و هب أن أحد " الغلاة " طلب منك ان تبين له غلوه و خارجيته
بشرط أن تناقشه فيما يُكفر به لا في غيره
فهل ظلم؟؟
أم أنك ستقول له
لا نقاش معك إلا في المسائل التي لم تُكفر بها...أم غيرها فلا !!!

فكان رده:
أما بشأن مشاركتك السابقة ، فسأجيب عنها لاحقاً - بإذن الله - ، حتى أجمع أقوالهم في المسألة ، فلا أكون من المفترين .. مع أن بعض هذه الأقوال لم يدوّنوها .. لكن يكون خيراً إن شاء الله .
فأجبته قائلا:
( بانتظار الرد على مشاركتي السابقة و لو على الشطر الذي لا يتطلب منك نقل الأقوال التي وعدت بها)
فأعاد القول الأول:
أرجو أن تكون المسألة قد توضحت ..
أما ما ورد في مشاركتك السابقة ، فسآتي عليها لاحقاً - إن شاء الله - .. فأمهلني .
ثم كتب مشاركة طويلة(56) يرد فيها على بعض ما اعترضت به عليه و لم يذكر ما وعد به من أقوالهم و لم أشارك بعدها في الموضوع .
ثم أعدت مطالبته بما و عد في هذا الموضوع قائلاً:
أما قولك:" أما باقي كلامك ، فسآتي عليه لاحقاً إن شاء الله "
فلك ذلك
لكن رجاءاً لا تكرر ما فعلت سابقاً
فبعد أن رفعت التحدي ووعدت بإحضار أقوال القوم
و طلبت مهلة لذلك
رجعت بقيل و زعموا ...و لم تأتنا بحرف واحد من أقوال القوم إلى اليوم .

و كما هو ملاحظ لم أقُل و لم أُشر أني منسحب من الحوار
ولعل هذا نتيجة الفهم الباطني للكلام

فهذا يصلح للتمثيل على كيفية رده والتزامه بما يعد
و إلى اليوم و لا حرف مما نسبه إليهم مع خطورة ما يرميهم به
و مع كل هذا فإن كنت تُصر على ما كتبت فلم يفُت الوقت
فيمكن انتظارك مرة أخرى
فإن عجزت
فكيف تريدنا أن نحاورك و أنت تعجز عن إقامة صلب دعواك و بحثك؟!

الإمام الدهلوي
2008-10-23, 10:27 AM
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى
لقد قمت بنقل مشاركتك الأخيرة من صفحة موضع :( مسألة للبحث : ضبط مسألة أصل الدين ، وهل تكفير المشركين ركن فيه ، أم من لوازمه ؟ ) إلى هــذه الصفحة ( مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟ )
لأن الكــلام مكانه هنا ولعله حصل له سهو عند كتابة المشاركة بارك الله فيك
هــذه هي مشاركتك الأخيرة كاملة :
تقول أبو شعيب :
بعث إليّ أحد الإخوة بتعقيب الشيخ مدحت آل فراج على هذا القول :
اقتباس:
ونقل ابن حجر الهيتمي عن طائفة من الشافعية ، أنهم صرحوا بكفره إذا لم يتأول ، فنقل عن المتولي أنه قال : إذا قال لمسلم : يا كافر ، بلا تأويل كفر ، قال : وتبعه على ذلك جماعة . واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما ". ، والذي رماه به مسلم ، فيكون هو كافراً ، قالوا : لأنه سمى الإسلام كفراً ؛ وتعقب (1) بعضهم هذا التعليل ، وهو قولهم : إنه سمى الإسلام كفراً ، فقال: هذا المعنى لا يفهم من لفظه ، ولا هو مراده ، إنما مراده ومعنى لفظه : إنك لست على دين الإسلام ، الذي هو حق ، وإنما أنت كافر ، دينك غير الإسلام ، وأنا على دين الإسلام ، وهـذا مـراده بلا شك ، لأنه إنما وصف بالكفر الشخص ، لا دين الإسلام ، فنفى عنه كونه على دين الإسلام ، فلا يكفر بهذا القول ، وإنما يعزر بهذا السب الفاحش بما يليق به ؛ ويلزم على ما قالوه أن من قال لعابد : يا فاسق ، كفر ، لأنه سمى العبادة فسقاً ، ولا أحسب أحدا يقوله ، وإنما يريد : إنك تفسق ، وتفعل مع عبادتك ما هو فسق ، لا أن عبادتك فسق .
(1) قال الشيخ مدحت آل فراج - وفقه الله - تعليقاً على هذا الكلام :
اقتباس:
وهذا التعقيب ، يرد أيضاً على من كفّر من حكم بالإسلام على المشركين ، بحجة أنه سمى الشرك : إسلاماً .
فهو إنما سمى نطق المشرك بالشهادتين ، والتزامه ببعض الفرائض : إسلاماً ، دون ما أحدثه من الشرك ، ولكن لو سمى شركه إسلاماً ، كفر بلا ريب ، كما لو سمى التوحيد كفراً ، و الله تعالى أعلى وأعلم
المصدر : [فتاوى الأئمة النجدية : 3/270] - مكتبة الرشد
وكلام الشيخ يدلّ على أن تكفير الكافر المظهر لشعائر الإسلام ليس من أصل الدين ..
وهذا الكلام أورده على سبيل الاستئناس وليس الاستدلال .
أنتهت مشاركة أبو شعيب
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

الإمام الدهلوي
2008-10-23, 10:34 AM
أخي أبو شعيب وفقك الله
هــذا قول أخر في المسالة .
يقول العلامة ابن الوزير اليماني رحمه الله : ( وأمـا مـن كفـر أخـاه متعمـداً غير متـأول فـاختلفوا فيه وأشـار مـن تقـدم إلى كفـره ووجهـه الغـزالي بأنه لما كان معتقد الإسلام أخيه كان قوله إنه كافر قولاً بأن الذي هو عليه كفر والذي هو عليه كفر دين الإسلام فكأنه قال إن دين الإسلام كفـر وهـذا القـول كفـر من قائله وإن لم يعتقد ذلك .
على أن أبا هاشم وأصحابه من المعتزلة لا يكفرون من تعمد النطق بالكفر من غير إكراه عليه كالمكره وإن كانا يفترقان في الإثم كما تقدم ، وهـذا بعد كثير من التكفير في هذه الصورة ، فلوا طردوا الإحتياط لتركوا التكفير بالقياس ومآل المذهب لكنهم كفروا بهما وهو أضعف من التكفير بتعمد النطق بالكفر اختياراً بلا إكراه .
وأمـا النووي فقال في شرح مسلم في هذا الحديث الذي يقتضي كفر من كفر أخاه ، هـذا الحديث مما عده بعض العلماء من المشكلات فإن مذهب أهل الحق أن المسلم لا يكفر بالمعاصي وهذا منها فقيـل في تأويله وجوه :
الأول : أنه محمول على المستحل لذلك وبهذا يكفر . إن الثاني : أن المعنى رجعت عليه نقيصته لأخيه ومعصية تكفيره . الثالث : أنه محمول على الخوارج . ورواه ابن بطال أيضاً عن مالك قال : فقيل له فيكفرون . قال لا أدري إنتهى كلام ابن بطال . قال النووي وهو ضعيف لمخالفته الأكثرين والمحققين في كفر الخوارج . قال النووي الرابع أنه محمول على أنه يؤول به إلى الكفر فإن المعاصي بريد الكفرواحتج عليه برواية أبي عوانة والإباء بالكفر ، وفي رواية فقد وجب الكفر على أحدهما إنتهى ، والظاهر أن هاتين الروايتين حجة عليه لا له . الخامس أن معناه فقد رجع عليه التكفير وليس الراجع عليه حقيقة الكفر بل التكفير لكونه جعل أخاه المسلم كافراً فكأنه كفر نفسه إما لأنه كفر من هو مثله ، وإمـا لأنه كفر من لا يكفره إلا كافر يعتقد بطلان الإسلام ، وهذا الذي ذكره ابن بطال في توجيه كلام البخاري في الفرق بين العامد والمتأول .
وترك النووي القول السادس وهو اختيار البخاري والغزالي والفقيه حميد في تأويل الحديث بالعامد دون المتأول بهذا التوجيه المذكور وترك أيضاً القول السابع وهو أن الحديث على ظاهره من غير تأويل وهو الذي حكاه الشيخ تقي الدين في شرح الهمدة كما سلف ولا حجة قاطعة مانعة من صحته وعدم الحجة القاطعة المانعة من صحة ظاهره يوجب الإحتياط البالغ بتركه احتياطاً للإسلام وتعظيماً له عن المخاطرة به وتعريضه لما لا يؤمن أن يبطله ويسلب نعمته العظمى وينظم صاحبه في جملة أهل الكفر والعمي ) إهـ إيثار الحق على الخلق (391) .

أبو شعيب
2008-10-23, 11:30 AM
أخي الكريم ،

أظنك أخطأت الحكم بإدراجك كلامي في مشاركتك رقم #21 .. ومشاركتي كانت في مكانها الصحيح ..

فإن الشاهد هو قول الشيخ مدحت آل فراج :

وهذا التعقيب ، يرد أيضاً على من كفّر من حكم بالإسلام على المشركين ، بحجة أنه سمى الشرك : إسلاماً .
فهو إنما سمى نطق المشرك بالشهادتين ، والتزامه ببعض الفرائض : إسلاماً ، دون ما أحدثه من الشرك ، ولكن لو سمى شركه إسلاماً ، كفر بلا ريب ، كما لو سمى التوحيد كفراً ، و الله تعالى أعلى وأعلم
فهم يقولون إن من أخطأ في تكفير المشرك فهو كافر .. وهو يرد عليهم في ذلك ..

بارك الله فيك ..

وفي مسألتنا هذه ، واضح جداً اختلاف العلماء في حكم من كفّر مسلماً وهو يعلم يقيناً إسلامه .. فلو كانت هذه المسألة من أصول الدين المجمع والمتفق عليها ، لما اختلف أحد من العلماء في ذلك ..

وأرى تصور العلماء في ذلك واضحاً .. وهو كالتالي ..

أولاً .. نرى أن الخلاف هو في (من يعتقد إسلام امرئ ثم هو يقول عنه كافر) .. لاحظ هذا جيداً .. معنى ذلك إن حكمه مخالف لما يعتقده ..

فعليه فهو قد خالف في تنـزيل حكم الكفر على بعض المسلمين عصياناً وبغياً ..

وحيث إن التكفير من الأحكام القضائية .. كما يشهد رجل على آخر بأنه زان .. أو بأنه سارق .. وهو يعلم أنه لم يزن ولم يسرق .. فهكذا الحال هنا .. فيكون حكمه كالحالكم بغير ما أنزل الله في قضية معينة .

وهنا فرق بين أن يكفّر جميع المسلمين .. (لأنه صنّفهم هنا بإسلامهم) .. أو يؤسلم جميع الكافرين (لأنه صنّفهم هنا بكفرهم) .. وبين أن يحكم على المعيّن من المسلمين بالكفر .. تشفياً منه وانتقاصاً ..

أما إن كفّره من أجل طاعته أو عبادته .. فهذا لا شكّ في كفره ..

بل إن سبّ المسلم أو الاستهزاء به من أجل عبادته ردّة عن الدين .

ومثل هذا .. أي التفريق بين الجمع وبين الفرد .. ورد في السنة .. في سبب نزول آية : { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب .. }

فإنهم كفروا عندما استهزأوا بجموع الصحابة .. فبذلك حكموا على جميع المسلمين بالكذب والخيانة والجبن .. فصار هذا حكماً على الإسلام .. فقال الله تعالى فيه : { قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون } ..

فالمسألة هنا هي : أن العلماء يفرّقون بين الحكم الشرعي العام .. وبين تنـزيل هذه الأحكام (أي الحكم القضائي) ..

فمن أخطأ في الأول متعمداً ، فهو كافر .. ومن أخطأ في الثاني متعمداً فهو فاسق (مع التفريق بين الجمع وبين الفرد) .. بحسب شروطهم في الحاكم بغير ما أنزل الله .

والله أعلم .

الإمام الدهلوي
2008-10-23, 12:08 PM
أبو شعيب وفقك الله
وأعتذر لك أولاً عن نقل المشاركة دون أذن منك فقد رأيت أن المسألة مرتبطة بهذا الموضوع أكثر وأقصد بالتحديد النقل الذي أورده ابن حجر الهيتمي عن بعض الشافعية في حكم من يخطئ في تكفير المسلم متعمداً
أما كلام الشيخ مدحت حفظه الله فصحيح أن كلامه مرتبط بالرد على المشاركة في الموضوع الأخر كما وضحت .
فأنا قصدت الأول ولم أقصد تعليق الشيخ مدحت على النقل وعلى كل حال أكرر أعتذاري لك مرة أخرى .
وأريد منك أن توضح مقصود كلامك بشكل أوضح عندما قلت :
( .. فالمسألة هنا هي : أن العلماء يفرّقون بين الحكم الشرعي العام .. وبين تنـزيل هذه الأحكام (أي الحكم القضائي) ..
فمن أخطأ في الأول متعمداً ، فهو كافر .. ومن أخطأ في الثاني متعمداً فهو فاسق (مع التفريق بين الجمع وبين الفرد) .. بحسب شروطهم في الحاكم بغير ما أنزل الله . والله أعلم . ) إنتهى .
لم أفهم المقصود من هذه العبارة جيداً هل تكرمت بتوضيحها أكثر جزاك الله خيراً .

أبو شعيب
2008-10-23, 12:40 PM
نعم .. حباً وكرامة ..

يبدو أنني أخطأت في التعبير .. إنما أردت "المخالفة" بكلمة "الخطأ" .

فالصواب أن يقال : فمن خالف في الأول متعمداً ، فهو كافر .. ومن خالف في الثاني متعمداً فهو فاسق (مع التفريق بين الجمع وبين الفرد) .. بحسب شروطهم في الحاكم بغير ما أنزل الله . والله أعلم .

وهذا مثل الحاكم بغير ما أنزل الله ..

إن كان قد خالف متعمداً في حدّ السرقة مثلاً .. ولا يرى أنه القطع .. فهذا كافر .
ولكن إن قطع يد من يعلم أنه لم يسرق .. فهذا قد وقع في الكفر الأصغر ، إن كان مقراً على نفسه بالإثم . (هذا في قضية معينة .. ولكن إن جعل هذا حكماً عاماً في جميع المسلمين الذين يعلم أنهم لا يستحقون هذا الحكم ، فهذا كافر .. لأن التعميم ، كما يقول الأصوليون ، هو تشريع ..

الإمام الدهلوي
2008-11-02, 12:05 AM
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( ... وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة إذا كان كل منهم يعتقد أن الحق معه وأنه على السنة فإن أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوى أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلا سيىء القصد ليس له علم ولا حسن قصد فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ويذموا من لم يذمه الله ورسوله وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله ... وأصل الدين أن يكون الحب لله والبغض لله والموالاة لله والمعاداة لله والعبادة لله والإستعانة بالله والخوف من الله والرجاء والإعطاء لله والمنع لله وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله الذي أمره أمر الله ونهيه نهي الله ومعاداته معاداة الله وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله ) إهـ منهاج السنة النبوية .
أقــول : هــذا شيخ الإسلام رحمه الله يقول أن الموالاة من أصل الدين ومع هذا لا يخفى على أحد أن شيخ الإسلام رحمه الله يعذر من اخطأ في باب التكفير كالذي يسيئ فهم بعض النصوص الشرعية فيقع في الخطأ فيكفّر المسلم المعلوم إسلامه بالأدلـة القطعية أوالإجماع الذي لا يُستارب فيه كالصحابة مثلاً فإنه لم يكفر الخوارج كما سبق نقل أقواله في ذلك ومثله عدم تكفيره للروافض بهذا الأمر والله أعلم .

الإمام الدهلوي
2008-11-02, 10:45 AM
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى : 28/518]:‏
‏[-- فَكَلَامُ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ فِي الْخَوَارِجِ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ لَيْسُوا كُفَّارًا كَالْمُرْتَدِّي نَ عَنْ أَصْلِ الْإِسْلَامِ ، وَهَذَا هُوَ ‏الْمَنْصُوصُ عَنْ ‏الْأَئِمَّةِ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ ، وَلَيْسُوا مَعَ ذَلِكَ حُكْمُهُمْ كَحُكْمِ أَهْلِ الْجَمَلِ وصفين ، بَلْ هُمْ ‏نَوْعٌ ثَالِثٌ ‏--]‏
أنظر كيف قال رحمه الله عن الخوارج أنهم ليسوا كفاراً ولم يجعلهم ناقضين لأصل الإسلام مع تكفيرهم للصحابة رضوان الله عليهم
مع أن شيخ الإسلام رحمه الله قال أن أسلمة الموحدين أي ( الموالاة ) من أصل الدين فقال رحمه الله : ( وأصل الدين أن يكون الحب لله والبغض لله والموالاة لله والمعاداة لله والعبادة لله والإستعانة بالله والخوف من الله والرجاء والإعطاء لله والمنع لله وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله الذي أمره أمر الله ونهيه نهي الله ومعاداته معاداة الله وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله ) إهـ منهاج السنة النبوية .
فما يقال في باب الإثبات ( الموالاة ) يقال مثله في باب النفي ( البراءة ) أيضاً والله أعلم .

أبو شعيب
2008-11-02, 11:09 AM
أخي الكريم ..

عندما يقول ابن تيمية - رحمه الله - أن الموالاة من أصل الدين .. فهو لا يعني بذلك من معناه ، بل من لوازمه .. وقد فصّل ذلك في مواضع أخرى ..

قال في [مجموع الفتاوى : 18/275]:
[-- وَالْمَقْصُودُ : أَنَّ لَفْظَ الْإِيمَانِ تَخْتَلِفُ دَلَالَتُهُ بِالْإِطْلَاقِ وَالِاقْتِرَانِ . فَإِذَا ذُكِرَ مَعَ الْعَمَلِ أُرِيدَ بِهِ أَصْلُ الْإِيمَانِ الْمُقْتَضِي لِلْعَمَلِ ، وَإِذَا ذُكِرَ وَحْدَهُ دَخَلَ فِيهِ لَوَازِمُ ذَلِكَ الْأَصْلِ --]

وقد بيّن في موضع آخر أن الموالاة من لوازم أصل الدين ، فقال في [مجموع الفتاوى : 28/190]:
[-- فَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَبَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ؛ وَالْكُفَّارُ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَأَعْدَاءُ الْمُؤْمِنِينَ . وَقَدْ أَوْجَبَ الْمُوَالَاةَ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبَيْنَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ لَوَازِمِ الْإِيمَانِ . وَنَهَى عَنْ مُوَالَاةِ الْكُفَّارِ ، وَبَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ مُنْتَفٍ فِي حَقِّ الْمُؤْمِنِينَ . وَبَيَّنَ حَالَ الْمُنَافِقِينَ فِي مُوَالَاةِ الْكَافِرِينَ --]

وهذا ما يقصده أئمة الدعوة النجدية عندما يقولون إن التكفير من أصل الدين .. فهم يعنون أصل الدين بمعناه العام ، الذي يدخل فيه لوازمه ..

وعلى أي حال ، فالخلاف لفظي لا أكثر .. مع أن هذا الخلاف اللفظي أورث ضلالاً عن طائفة من المتفيقهين .

البيان الإسلامي
2008-11-03, 10:16 PM
السلام عليكم

قال صاحب الموضوع: بأن تكفير المشركين والإعتقاد بإسلام المسلمين من لوازم أصل الدين ولا دليل على كونها من أركان أصل الدين.

أقول: أصل الدين هو التوحيد معناه ولوازمه التي لا يقوم المعنى إلا بها، وليس أصل الدين هو معنى كلمة التوحيد المباشر فقط، أن لا معبود بحق إلا الله، فهناك مسائل بديهية مرتبطة بالمعنى، كالإعتقاد بأن من يوحد الله مسلم ومن يشرك به كافر، ومحبة الله ورسوله والإسلام والمسلمين وبغض الكفر والكافرين، وهذا لا يدخل في المعنى المباشر الظاهر لكلمة : لا إله إلا الله، الذي يدل على بطلان عبادة غير الله وعدم استحقاقه للعبادة، والإعتقاد بأن المعبود العاقل الراضي كافر ليس من المعنى، ولكنه من لوازم المعنى، والإعتقاد بأن هذا الفعل مثل عبادة غير الله كفر وذلك الفعل إسلام أمر بديهي أيضا، وهو من لوازم الشهادة لا من معناها.

مثال: أركان الصلاة منها تكبيرة الإحرام والسجود، وشروطها أو لوازمها التي لا تصح إلا بها منها الإسلام والطهارة، وهكذا فلا يصح حذف الشرط كما لا يصح حذف الركن، والشرط يلزم من انتفائه انتفاء المشروط، والركن كذلك، واللازم أو المقتضى كذلك، ولذلك فالصلاة التي أمر الله بها هي أركان وشروط معا، ومن ترك شرطا منها فلم يصلّ، حتى وإن أدّّاها بأركانها كاملة.

كذلك ما اصطلح على تسميته بأصل الدين هو معنى التوحيد ولوازمه، وليس هناك لوازم لأصل الدين خارجة عنه، وإنما اللوازم لازمة للتوحيد، وأصل الدين يتضمن معنى التوحيد ولوازمه، ومن يخرج اللوازم من أصل الدين فلم يفعل شيئا في الحقيقة ولم يحذفها، ولكن عليه أن يقر بأن اللازم لازم.

ولكنه لم يتوقف عند حد الخطأ النظري، وإنما توصل إلى إمكانية انتـفاء اللازم وبقاء الأصل.

إننا نستعمل هذه المصطلحات والقواعد لأنها سلاح المخالف لنبين أنها لا تخالف عقيدة المسلم الحق، بل بالعكس هي أدلة عقلية لها، فالصحابة لم يكونوا يفرقون بين المعنى واللازم، ولو سئلوا ما أجابوا، فالناس في كل زمان يسألون: ما المطلوب منا لنكون مسلمين؟ ولم يعلمهم النبي (ص) هذه المصطلحات والقواعد، وإنما آمنوا بسورة (الكافرون)، بل آمنوا بها قبل أن تنزل فلم تكن حكما شرعيا إبتدائيا، ولا دليل على كونهم كانوا يجهلوا حكم الكفار قبل نزولها، ولم تبلغ هذه السورة كل المسلمين لكنهم يحققون معناها، مما يدل على أن المسألة لا يجهلها المسلم أصلا فهي من أصل الدين.
يتبع إن شاء الله ..

البيان الإسلامي
2008-11-03, 10:23 PM
قال: اللازم هو ما ترتب على أصل الدين وليس داخلا فيه.


أقول: هذا التعريف ناقص إن صح، حتى وإن سلمنا جدلا بصحة إخراج اللازم من أصل الدين، فيجب اعتبار اللازم لازما لا يصح الأصل إلا به مادام لازما، لكنه بعد أن أخرج اللازم من أصل الدين بحجة أنه ليس من معنى التوحيد حوّل اللازم غير لازم، فأصبح مترتبا عن التوحيد دون لزوم، كسائر شرائع الدين الفرعية.

واحتج أيضا بالقول: لم يصرح النبي (ص) لأي من الداخلين في الإسلام بوجوب الإقرار على أسلمة الموحدين كما ألزمهم على وجوب الإقرار على توحيد الله وعلى رسالة نبيه (ص)، فدل ذلك على أن الأصل هو الشهادتان، وأن اللوازم هو ما يترتب عليهما.


أقول: الكثير من معاني التوحيد لم يذكرها النبي (ص) لقريش فضلا عن اللوازم، فيلزم من حجته هذه أن كل ما لم يذكره يسقط من أصل الدين، ومن ذلك وجوب التفريق بين الخالق والمخلوق خلافا لعقيدة وحدة الوجود، وقد يحتج بهذا أهل وحدة الوجود، ولم يذكر لهم وجوب حب الله ودينه ورسوله والمسلمين، ولم يذكر لهم وجوب بغض الكفر والكافرين، ولم يذكر لهم حتى أن دعاء غير الله كفر بالله، وإنما كان يطالبهم بعبادة الله وحده وخلع ما دونه من الأنداد، فهل يكفي هنا مجرد الترك مع الإعتقاد بكونها كفرا أصغر أو معصية أو مجرد الترك فقط مادام لم يذكر شيئا من ذلك؟

هذه أمثلة بنيتها على حجته: بما أن النبي (ص) لم يذكر كذا أثناء دعوته فهو ليس من أصل الدين،
ولو أراد حجة لقال: إن قوم النبي (ص) خالفوه في هذه الأمور التي لم يذكرها وأقرهم على إسلامهم، إذ هي ليست من أصل الدين.

لأننا نطالب بدليل على كافر دخل في الإسلام وبقي يجهل أن عبادة الأصنام كفر أو يجهل أن التحاكم إلى الطاغوت كفر أو يجهل أن من اتبع دين محمد فهو على دين الله ومن اتبع غيره كافر بالله، أو بقي يحب الكفار ويكره المسلمين ويجهل هذا.

إن هذه الأمور لم ترد على ذهن أحد منهم حتى يدعوهم النبي (ص) إليها، وكيف يتبعه وهو يكرهه ؟ وقد ورد أن الأعرابي يكون رسول الله أبغض إليه من أهل الأرض كلهم فما إن يسلم حتى يصبح أحب إليه منهم أجمعين، دون أن يلقّن ذلك، وكيف يهاجر إلى المسلمين وهو يكرههم ويكره دينهم أو يعتقد بأنهم كافرون بدين الله، أو يقاتل الكفار على كفرهم وهو يعتقد أنهم مسلمون؟ كما يفعل قوم اليوم، يتكلم عن بغض الكفار ولا يتكلم عن بغض الكفر وتكفيره، فكيف يمكن أن يبغض من يعتقد بإسلامه، ولا يعتقد أن فعله كفر؟

يتبع إن شاء الله ..

البيان الإسلامي
2008-11-03, 10:41 PM
قال: الأصل هو ما لا يصح المخالفة فيه بحال، بل إن الخلاف الجزئي فيه هادم له.
وهو القائل: من لم يعتقد أن دعاء غير الله شرك أكبر بل أصغر ففعله لا يعذر بجهله.

أقول: و قد تبين أنه يجعل حتى ما يقر بدخوله في إطار الأصل لا ينهدم بخلاف جزئي، فلم يكفّر ابن حزم الذي يقول على حد قوله أن التحاكم إلى الطاغوت معصية غير مخرجة من الإسلام، والله هو القائل جل وعلا: ففففلا تدعو مع الله أحداققق وهو القائل: ففف إن الحكم إلا للهققق، فلا دعاء إلا لله ولا حكم إلا لله.


قال: اللازم يكفي أصله حتى يصح ما بني عليه، فقد يخالف المرء في جزئيات قلّت أو كثرت مع بقاء الأصل فلا ينفي ذلك مبناه، وقد يعذر صاحبه بالجهل أو التأويل أو قد يفعله وهو مصر آثم عاص لله ولرسوله.

أقول: إذا طبقنا كلامه هنا على الإعتقاد في إسلام المسلمين أو تكفير الكافرين نجده يتكلم عن التطبيق على المعينين، إذ أن الإعتقاد بكفر فلان أو إسلامه لا يتجزأ حتى يقال: فيه أصل وملحقات أو فروع أو جزئيات وإنما إذا لم يطبق هذا اللازم في الواقع وهو ما يسميه بالجزئيات أو تنزيل الأحكام قلّت أو كثرت فقد يعذر صاحبه بالجهل أو التأويل أو قد يفعله وهو مصرّ آثم عاص لله ورسوله، وبالتالي تحول إلى اعتقاد غير لازم، سواء كان صاحبه جاهلا أو عالما قد قامت عليه الحجة، كسائر الشرائع الفرعية، مع العلم أنه كان يستدل من قبل بالعذر بالجهل في هذه اللوازم.


قال: العلماء الذين كفّروا الخوارج بعلة مخالفة النصوص الصريحة بعدالة الصحابة وإيمان أعيانهم وإيجاب الجنة لهم لا لأنهم نقضوا أصل الدين.

أقول: تكفير من ورد النص بكونه مسلما من أهل الجنة يعتبر تكذيبا بالنص، وهذا كافر بتكذيبه، لكن إن كانت له شبهات في ثبوت النص أو دلالته فلا يكفر بتكفيره، ومن ورد النص بكونه كافرا يكفر بعدم تكفيره، والمسألة فيمن لم يرد النص تعيينا لهم بكونهم كفارا ولا بكونهم مسلمين، لا من أهل الجنة ولا من أهل النار، وهم غالبية البشر.


قال: يقال لمن كفروا من لم يكفّر بعض الأعيان من المشركين لكونهم يرون الجهل عذرا بغض النظر عن تصوراتهم لماذا لا تكفّرون من زاد في شروط الإيمان فكفّر المسلمين على مقتضاه، فأسامة كفّر الرجل الذي نطق بالشهادة وقد زاد شرطا في قبول إيمانه أن يقولها وهو مطمئن النفس آمنا، فإن قالها خوفا لم يصح إيمانه فلماذا لا تكفّرونه بحسب منطقكم، ولماذا لم يكفّر ابن عمر نجدة الخارجي ولم يكفّر أحمد أهل البدع الذين جعلوا خلق القرآن من أصل الدين ومن لم يأت بها فهو كافر.

أقول: نتفق في أن أسامة والخوارج والمعتزلة وغيرهم من الذين كفروا المسلمين خطأ قد حققوا أصل الدين، لكنهم تأولوا نصوصا أدخلوا بها بعض الأمور في أصل الدين، كمن أدخل الصلاة في أصل الدين وكفّر تاركها، هل هدم أصل الدين؟ لا، وإنما زاد عليه فلم ينخرم الأصل.

وإذا كان يقر بأن الخوارج لم ينازعوا في هذا اللازم فلماذا احتج بهم، وجعله إذن غير ضروري لثبوت عقد الإسلام، هذا يبطل علة قياسه التي يستدل بها دوما وأقام عليها موضوعه من أساسها.

وفي أول الأمر أخرج اللوازم من أصل الدين ثم جرد اللوازم من معناها فأصبحت غير لازمة أي غير ضرورية، ليقول في الأخير أن الخوارج لم يخالفوا أصل الدين بتكفير المسلمين، وفي المقابل من اعتقد بإسلام المشركين فلم يخالف أصل الدين، رغم اعترافه هنا أن ما قام به الخوارج خارج عن موضوعنا، وركّز على عذر من أخطأ في حكم المنتسبين إلى الإسلام، لكن انتهى به المطاف إلى عذر من أخطأ في حكم الكفار الذين لا ينتسبون إلى دين الإسلام، فمحى هذا اللازم من أساسه نظريا وتطبيقيا. ( أنظر الحوار في المشاركتين: 15 و 17 من موضوع: بحث 'نقض معتقد الخوارج الجدد' كاملا (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20622)).

يتبع لاحقا إن شاء الله...
نسأل الله الهداية وأن يجمعنا على كلمة سواء بيننا وبينكم آمين والحمد لله رب العالمين.

أبو عبد الرحمن المغربي
2008-11-04, 12:31 AM
وفي أول الأمر أخرج اللوازم من أصل الدين ثم جرد اللوازم من معناها فأصبحت غير لازمة أي غير ضرورية، ليقول في الأخير أن الخوارج لم يخالفوا أصل الدين بتكفير المسلمين، وفي المقابل من اعتقد بإسلام المشركين فلم يخالف أصل الدين، رغم اعترافه هنا أن ما قام به الخوارج خارج عن موضوعنا، وركّز على عذر من أخطأ في حكم المنتسبين إلى الإسلام، لكن انتهى به المطاف إلى عذر من أخطأ في حكم الكفار الذين لا ينتسبون إلى دين الإسلام، فمحى هذا اللازم من أساسه نظريا وتطبيقيا.
نعم هذا ما صرح به بل و عذر به بعض من لا يكفرون بعض أئمة الكفر
فلا حول و لا قوة إلا بالله
فقد سبق و أن نبهت لهذا في موضع آخر لما قلت :

"البيان الاسلامي
واصل وفقك الله
و اعلم فقط أن الأمر لم يتوقف عند مشركي قريش
فلقد سبق لأبي شعيب أن قال :"فأما من قال إن بابا الفاتيكان مسلم .. فهذا لا نستطيع تكفيره ... .. يجب إقامة الحجة عليه لنعرف المنطلق الذي حدا به للحكم عليه بالإسلام .وهذه القاعدة شاملة في كل أحد .. "
فكيف نصدق أن قائل هذا الكلام يعتقد أن تكفير المشرك من لوازم التوحيد القطعية الضرورية؟؟!
فهو قعد قاعدة عامة بقوله :"وهذه القاعدة شاملة في كل أحد "
و هو ما يعني بالضرورة أن كل من لم يكفر أي مُشرك يبقى على إسلامه حتى تقام عليه الحجة وهو يستثني من جاء فيه النص فلعل بابا الفتكان لم يأت فيه النص و هو رأس النصارى !
فلم يعد تكفير المشرك قطعيا و لا ضروريا و لا حتى لازماً
فهو لم يُطبق على من جاء فيهم النص (وهو رد للنصوص) فضلاً عن غيرهم"

فالله در الشيخ أبا بطين لما قال :" وقد ذكر العلماء من أهل كل مذهب أشياء كثيرة لا يمكن حصرها من الأقوال والأفعال والاعتقادات أنه يكفر صاحبها ، ولم يقيدوا ذلك بالمعاند. فالمدعي أن مرتكب الكفر متأولاً أو مجتهدًا أو مخطئًا أو مقلدًا أو جاهلا معذور مخالف للكتاب والسنة والإجماع بلا شك مع أنه لا بد أن ينقض أصله فلو طرد أصله كفر بلا ريب كما لو توقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم" [الإنتصار]

بل وصل الأمر إلى إعذار من لم يكفر أئمة الكفر الذين جاء فيهم النص !!
بقي أن تعلم ياشيخ أنهم لن يجرؤا على تصنيفك مع "غلاة المكفرة" على الأقل في العلن
لأنهم قبل الحكم على أي شخص بهذا ينظرون إلى سخط أحبارهم أو رضاهم
و أحبارهم لن يرضوا بهذا
ليس لعلمك و تقواك و جهادك(نحسبك كذلك) و لكن لشهرتك

أبو شعيب
2008-11-04, 07:19 AM
السلام عليكم ،

(البيان الإسلامي) ،

هدانا الله وإياك .. هذه الأمور قد تم التطرق إليها بإسهاب طويل ، حتى أشبعنا المسألة بحثاً .. ولكن ، حيث إنك لا تتابع ، فسأجيبك بأدلة مختصرة ، إن شاء الله تعالى .


أقول: أصل الدين هو التوحيد معناه ولوازمه التي لا يقوم المعنى إلا بها، وليس أصل الدين هو معنى كلمة التوحيد المباشر فقط، أن لا معبود بحق إلا الله، فهناك مسائل بديهية مرتبطة بالمعنى، كالإعتقاد بأن من يوحد الله مسلم ومن يشرك به كافر، ومحبة الله ورسوله والإسلام والمسلمين وبغض الكفر والكافرين، وهذا لا يدخل في المعنى المباشر الظاهر لكلمة : لا إله إلا الله، الذي يدل على بطلان عبادة غير الله وعدم استحقاقه للعبادة، والإعتقاد بأن المعبود العاقل الراضي كافر ليس من المعنى، ولكنه من لوازم المعنى، والإعتقاد بأن هذا الفعل مثل عبادة غير الله كفر وذلك الفعل إسلام أمر بديهي أيضا، وهو من لوازم الشهادة لا من معناها.
أولاً .. هذا الكلام لم يقل به أحد من أهل العلم ، بل الجميع متفقون على أن أصل الدين هو التوحيد .. ولعلك تخلط بين الدين وأصل الدين .

فإن لوازم التوحيد هي جميع أنواع الطاعات والعبادات .. ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يطلب من الكفار سوى الإقرار بالتوحيد وتحقيقه ، قبل تحقيق أي شيء .. والأدلة في ذلك مستفيضة .

قال شيخ الإسلام في [مجموع الفتاوى : 3/397]:‏
‏[-- وَعِبَادَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ : هِيَ أَصْلُ الدِّينِ ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ الرُّسُلَ ، وَأَنْزَلَ بِهِ الْكُتُبَ ‏، فَقَالَ تَعَالَى : { ‏وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } ‏--]‏

وقال في [مجموع الفتاوى : 15/438]:‏
[-- وَأَصْلُ الدِّينِ هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ ، الَّذِي أَصْلُهُ الْحُبُّ وَالْإِنَابَةُ وَالْإِعْرَاضُ عَمَّا سِوَاهُ ، وَهُوَ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَ عَلَيْهَا النَّاسَ ‏‏--] ‏

أما أن تأتي وتقول : أصل الدين هو التوحيد ولوازمه .. فهذا عجب .. ولعلّ الألفاظ اختلطت عليك كما اختلطت على من قبلك .. فظنوا أنه عندما يذكر العلماء أصل الدين ويضمّنوا فيه لوازمه ، فهذا يعني أن هذه اللوازم من هذا الأصل .. وهذا غير صحيح .. فيجب عليك التفريق بين المعنى العام لأصل الدين والمعنى الخاص ..

قال شيخ الإسلام في [مجموع الفتاوى : 18/275]:
[-- وَالْمَقْصُودُ : أَنَّ لَفْظَ الْإِيمَانِ تَخْتَلِفُ دَلَالَتُهُ بِالْإِطْلَاقِ وَالِاقْتِرَانِ . فَإِذَا ذُكِرَ مَعَ الْعَمَلِ أُرِيدَ بِهِ أَصْلُ الْإِيمَانِ الْمُقْتَضِي لِلْعَمَلِ ، وَإِذَا ذُكِرَ وَحْدَهُ دَخَلَ فِيهِ لَوَازِمُ ذَلِكَ الْأَصْلِ --]

أما قولك : (( ومحبة الله ورسوله والإسلام والمسلمين وبغض الكفر والكافرين، وهذا لا يدخل في المعنى المباشر الظاهر لكلمة : لا إله إلا الله ))

هل تعلم معنى كلمة الإله في اللغة ؟؟ .. الإله أي المعبود .. والمعبود معناه : المتذلل له ، المحبوب ، المعظّم ..

والعبادة لغة هي غاية المحبة مع غاية الذل للمحبوب .. فكيف تقول إن المحبة لا تدخل في معنى كلمة التوحيد ؟؟

أما بغض الكفر .. فهي داخلة في معنى الكفر بالطاغوت .. فإن أنت نفيت الألوهية عمّن سوى الله تعالى ، فقد نفيت عبادة غيره واعتقدت بطلانها .. ومن اعتقد بطلان عبادة غيره لا بد له من بغضها .. وإلا فهو كاذب في محبة الله تعالى التي من أركانها الإخلاص .

حيث إن من أحبّ عبادة الله .. كره وأبغض عبادة غيره (وعبادة غيره هي الكفر) .. وهذا معلوم بالعقل والفطرة .. لأن محبة الشيء ومحبة نقيضه لا تجتمعان في قلب امرء قط ..

والله - عز وجل - ذكر الكفر بالطاغوت في مواضع من كتابه .. والكفر بالشيء هو أعلى رتبة البغض .

قال تعالى : { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [البقرة : 256] .

أما محبة الإسلام .. فهذا أيضاً عجب أن لا تجعلها من معنى كلمة التوحيد ..

فإن الإسلام هو عبادة الله وحده .. وهل تصح عبادة دون محبة ؟؟

هل يمكن أن أقول : أنا أحب الله وأعبده وأعظمّه .. ولكنني لا أحب عبادته ؟؟ .. شيء عجيب .

فكل هذه الأمور من معاني كلمة التوحيد .


مثال: أركان الصلاة منها تكبيرة الإحرام والسجود، وشروطها أو لوازمها التي لا تصح إلا بها منها الإسلام والطهارة، وهكذا فلا يصح حذف الشرط كما لا يصح حذف الركن، والشرط يلزم من انتفائه انتفاء المشروط، والركن كذلك، واللازم أو المقتضى كذلك، ولذلك فالصلاة التي أمر الله بها هي أركان وشروط معا، ومن ترك شرطا منها فلم يصلّ، حتى وإن أدّّاها بأركانها كاملة.
جعلت شروطها بمعنى لوازمها .. والله المستعان ..

هل لك أن تبيّن لنا ما معنى اللازم في اللغة ؟؟ .. فإن بيّنته على أنه المقتضى .. فهل لك أن تبيّن لنا ما مقتضى الصلاة ؟؟ وهل بهذا المعنى يكون اللازم بمعنى الشرط ؟؟

بل حتى في اللغة لا يصح أن يقال إن الشرط بمعنى اللازم ..

ولكن حتى أنقض استدلالك بمسألة الصلاة من أصله .. أقول لك : من جهل جهلاً ملجئاً أن الطهارة شرط من شروط الصلاة .. بل ولم يسمع بها من قبل .. فصلى وهو غير طاهر ، فهل صلاته مقبولة ؟ .. أم أن الله لا يثيبه عليها ؟

وللتنبيه ، فأنا لا أقول إن من جهل اللازم القطعي في أصل الدين فهو مسلم .. إنما أوردت ذلك لبيان فساد الاستدلال بالصلاة .


كذلك ما اصطلح على تسميته بأصل الدين هو معنى التوحيد ولوازمه، وليس هناك لوازم لأصل الدين خارجة عنه، وإنما اللوازم لازمة للتوحيد، وأصل الدين يتضمن معنى التوحيد ولوازمه، ومن يخرج اللوازم من أصل الدين فلم يفعل شيئا في الحقيقة ولم يحذفها، ولكن عليه أن يقر بأن اللازم لازم.
بينا لك معنى أصل الدين .. وأنت تخلط بين الدين وبين أصل الدين .

ثم العجيب أنك تقر أن هناك توحيد .. وأن هناك لوازم .

فهل لك من فضلك أن تبيّن لنا ما هو التوحيد ؟ .. وما هي لوازم التوحيد ؟؟


ولكنه لم يتوقف عند حد الخطأ النظري، وإنما توصل إلى إمكانية انتـفاء اللازم وبقاء الأصل.
المعذرة .. فكلامك غير صحيح البتة .. ولم أقل به يوماً .. ولو كنت تقرأ المشاركة الأولى فقط بتمعن ، لوجدتني أقول بخلاف هذا .

فقد قلت :

ومتى انتفى أصل اللازم (وهو المتابعة هنا) فقد انتفت محبة الله تعالى .. لأن ما كان لازمه باطلاً ، كان باطلاً في نفسه ..


أقول: الكثير من معاني التوحيد لم يذكرها النبي (ص) لقريش فضلا عن اللوازم، فيلزم من حجته هذه أن كل ما لم يذكره يسقط من أصل الدين، ومن ذلك وجوب التفريق بين الخالق والمخلوق خلافا لعقيدة وحدة الوجود، وقد يحتج بهذا أهل وحدة الوجود، ولم يذكر لهم وجوب حب الله ودينه ورسوله والمسلمين، ولم يذكر لهم وجوب بغض الكفر والكافرين، ولم يذكر لهم حتى أن دعاء غير الله كفر بالله، وإنما كان يطالبهم بعبادة الله وحده وخلع ما دونه من الأنداد، فهل يكفي هنا مجرد الترك مع الإعتقاد بكونها كفرا أصغر أو معصية أو مجرد الترك فقط مادام لم يذكر شيئا من ذلك؟
أما الحب والبغض .. فقد تكلمنا عنهما .

أما أنه لم يذكر لهم أن دعاء غير الله كفر .. فهذا عجيب .. فما معنى العبودية إذن ؟؟ ما معنى الإله ؟؟

إذا كان العربيّ لا يفهم معنى كلمة الإله .. فهذا ليس بعربي حقيقة !! بل هو أحمق من الحمقى .

وقد جاء في القرآن ألفاظ كثيرة تبيّن أن العرب أنفسهم استعملوا لفظ الدعاء بمعنى العبادة ..

قال الله تعالى : { وَأَعْتَزِلُكُم ْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً } [مريم : 48] .

وقال تعالى : { وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَاءهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـؤُلاء شُرَكَآؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } [النحل : 86]

وقال تعالى : { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [النساء : 117]

وقال تعالى : { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ } [الأنعام : 56]

وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُ واْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [الأعراف : 194]

فأساس عبادتهم هو الدعاء .. بل إن كل عبادة لا تكون عبادة إلا بالدعاء ، الذي أساسه الرجاء والخوف والخشية .. لذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : { الدعاء هو العبادة } .

بل حتى إن كلمة الصلاة في اللغة تعني الدعاء ..

فعندما قال لهم : لا إله إلا الله .. أي لا معبود بحق إلا الله .. فهذا يدخل فيه جميع ما اتفق عليه أنه عبادة .. وهذا معلوم بالعربية قبل أي شيء .. بل هو معلوم بالفطرة كذلك .. وهذا في جميع أنواع العبادات .

والدعاء من العبادات المعلومة بالفطرة وباللغة .. لذلك تجد جميع المشركين يدعون غير الله ويتذللون إليهم .

أما قولك : (( ومن ذلك وجوب التفريق بين الخالق والمخلوق خلافا لعقيدة وحدة الوجود، وقد يحتج بهذا أهل وحدة الوجود ))

هذه سفسطة لا تصح في هذا المقام .. فهل ترى أن كلمة التوحيد لا تنفي هذه المعتقدات الشركية ؟؟

هل ترى أن قولنا لا إله إلا الله .. قد يصح في معناها : أن البشر هم الله ، والله هو البشر ؟؟ والعياذ بالله ؟؟

فجعلوا عبادة الله هي عبادة لأنفسهم .. فصار التوحيد عندهم هو عين الشرك ..

فهل هم حققوا معنى هذه الكلمة اللغوي قبل تحقيق معناه الشرعي ؟؟

هل بدأنا نتكلم في البديهيات كذلك ؟؟ .. فإن كان أصحاب وحدة الوجود فسدت عقولهم وفطرهم ، وقبل كل ذلك لغتهم .. فهل نستدل بحمقهم على كون هذه المسائل ليست من معاني كلمة التوحيد ؟؟ .. بل من لوازمها ؟؟

شيء عجيب حقاً .

وهل أنت حقاً عرفت معنى هذه الكلمة العظيمة (دعنا من لوازمها الآن) ؟؟ ..


لأننا نطالب بدليل على كافر دخل في الإسلام وبقي يجهل أن عبادة الأصنام كفر أو يجهل أن التحاكم إلى الطاغوت كفر أو يجهل أن من اتبع دين محمد فهو على دين الله ومن اتبع غيره كافر بالله، أو بقي يحب الكفار ويكره المسلمين ويجهل هذا.
يجهل أن عبادة غير الله لا تصح .. فكيف إذن يقول لا إله إلا الله ؟؟
ويجهل أن دين الإسلام هوا لحق .. فكيف أقرّ بأن محمداً رسول الله ؟

والتحاكم هو الاتباع على أيّة حال .. وقد عملت بحثاً مطولاً في ذلك .. وليس هنا محل بحث هذه المسألة ، بل تبحث في مواضعها .


إن هذه الأمور لم ترد على ذهن أحد منهم حتى يدعوهم النبي (ص) إليها، وكيف يتبعه وهو يكرهه ؟ وقد ورد أن الأعرابي يكون رسول الله أبغض إليه من أهل الأرض كلهم فما إن يسلم حتى يصبح أحب إليه منهم أجمعين، دون أن يلقّن ذلك، وكيف يهاجر إلى المسلمين وهو يكرههم ويكره دينهم أو يعتقد بأنهم كافرون بدين الله، أو يقاتل الكفار على كفرهم وهو يعتقد أنهم مسلمون؟ كما يفعل قوم اليوم، يتكلم عن بغض الكفار ولا يتكلم عن بغض الكفر وتكفيره، فكيف يمكن أن يبغض من يعتقد بإسلامه، ولا يعتقد أن فعله كفر؟
كلامك فيه تعقيد لا حاجة له لو كنت تعلم معنى كلمة التوحيد .

كيف يتبعه وهو يكرهه ؟؟ .. جميل .. فمن معاني الاتباع المحبة .
كيف يهاجر إلى المسلمين وهو يكرههم ويكره دينهم ؟؟ .. ألم نقل إن من معاني كلمة التوحيد المحبة ؟ ..

فإن كان يكره عبادة الله تعالى ، فكيف يكون عابداً له ؟؟ .. والعبادة أصلاً قائمة على المحبة ؟

ولا أدري من ذا الذي يتكلم عن بغض الكفار (أي أوجب بغضهم لأنهم كفار .. فكان التصنيف هو بحسب كفرهم) .. ثم لا يتكلم عن بغض كفرهم ؟؟ .. شيء عجيب .. وهل قال بهذا عاقل ؟

كأن يقول : اكرهوا أهل الباطل ولا تكرهوا الباطل .. فلماذا إذن نكره أهل الباطل ونحن لا نكره الباطل ؟؟

أما عن علاقة المسلم بالبشر وتصنيفهم .. فهذا كله من اللوازم التي ذكرتها سابقاً .. وبيّنت أحكامها .

والرد على باقي كلامك هو من جنس هذه الردود ، فلا يسعني سوى التكرار وإعادة الصياغة ، مع كون المعنى واحد .

ولكن .. حيث إنك أقررت إن محبة المسلمين والهجرة إليهم ومناصرتهم هي من أصل الدين ..

فهل نقض الخوارج عندك أصل الدين ؟ .. وهل نقض كل من أخطأ في تكفير بعض المسلمين أصل الدين ؟؟

وهل من أخطأ ولم يكفّر بعض الكافرين ، كتارك الصلاة ، تحكم عليه بمحبة الكفر (وهو ترك الصلاة) وأهله (وهو تارك الصلاة) ؟؟

ونصيحة مني .. لا أقولها استهزاءً أو انتقاصاً من شأنك .. لكن تعلّم معنى كلمة التوحيد (دون اللوازم) .. ثم ستعي كلامي جيداً .. إن شاء الله .

أبو عبد الرحمن المغربي
2008-11-04, 07:40 AM
إذا لم يُخاطب أحدكم طوال حياته بعبارة :" أنت لا تفهم"
فالينتقد أبا شعيب و أنا ضامن له _بعد إذن الله_ أنه سيسمعها

الإمام الدهلوي
2008-11-04, 09:37 AM
أبو شعيب وفقك الله
والـرد على كلام أخوان ( البيان الإسلامي ) كان واضح جــداً .
فجزاك الله خيراً ... وننتظر من أخونا ( البيان الإسلامي ) مشاركات أخرى حتى نستفيد مـن الحوار .

أبو عبد الرحمن المغربي
2008-11-04, 10:03 AM
من المفروض أن من لا يفهم لا فائدة من وراءه
و استفادكم أنتم هي إهانة كل من يتفضل عليكم حتى تفهموا دينكم!
و على كل حال ليس هو الأول و لن يكون الآخير
فهو لا يعدو أن يكون إسم في قائمتكم الطويلة للذين لا يفهمون
جرأتكم على عباد الله لا حدود لها
هداكم الله

الإمام الدهلوي
2008-11-04, 11:09 AM
الأخ الكريم أبو عبد الرحمن المغربي هدانا الله وإياك إلى الحق والتقوى ... اللهم أمين .
انظر أخي الكريم أنا أعرف أنك زعلان علينا ولكن صراحة لا يوجد مبررصريح إلى كل هذا الزعل
فإن كان موضوع المسائل الشرعية فهذه لا تناقش بالزعل .. والمنتدى بحمد لله مفتوح للحوار فتستطيع أن تفتح موضوع جديد وتأصل فيه هذه المسائل وترد على كلام المخالفين .
وأنـا - يعلم الله - لــم أسخر من الأخ البيان الإسلامي ولا من مشاركته كما تقول وإن كنت لا أوافقه في طرحه إن تضمن خطأ واضح .. وعندما طلبت منه أن يستمر في عرض كلامه كان الغرض هو أن لا ينقطع الحوار حتى نستفيد من الموضوع في ذاته لان هذا الموضوع يهم كثير من إخواننا الذين يقرأون مشاركات جميع المشاركين وهم سوف يعرفوا من صاحب الحجة ومن المخطئ .
وفقنا الله وإياك إلى الحق والصواب .

أبو عبد الرحمن المغربي
2008-11-04, 06:10 PM
زعلي سببه افتراءكم على الناس و نعتهم بما ليس فيهم
و لقد ظهر جليا أن صاحبك لم يخالفه أحد إلا ووصفه بعدم الفهم
فصار الفهم حكرا ً عليكما !
أما النقاش العلمي فلعلك لاحظت أني توقفت عنه
ليقيني أنكم لستم أهل له
و من مدة صرت لا أتدخل إلا لبيان تدليسكم و افتراءاتكم
فإن كنتم على بينة مما تقولون فلا يضركم ما أقوم به
ثم كيف تأتي الآن و تقترح علي أن أرد على المخالفين!!
أنت أحدهم (ولستم إلا إثنين)
فقد طلبت منك الدليل على معتقدك أمس فقط
فلم تجب بحرف واحد
و قلت أنك لن ترد علي مرة أخرى
الآن تأتي و تتكلم عن الرد على المخالف!!
فلا أنت و لا صاحبك قبلتم بعرض دليلكم فيما خالفناكم فيه
و لا مخالف غيركم
الحاصل أني أكتفي بالتعقيب السريع على ما تكتبون للغاية التي قلتها لك في الأعلى
و أرجوا التوفيق من الله
أما النقاش العلمي فلو كنتم أهل له لناقشتكم

أبو شعيب
2008-11-04, 06:48 PM
أخي الدهلوي ،

سامحك الله .. ما هكذا تورد الإبل .. اقرأ قول الله تعالى في البعض : { وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } [الأنعام : 25]

كل ما فهموه من كلام الله تعالى أنه أساطير الأولين .. فانتهت القضية عندهم ، فلا ينفع معهم جدال ولا إقناع ..

هم عندهم قناعة لا يتزحزحون عنها .. وهي : أن الجهاد في هذا الزمان شرك أكبر ، فكل مجاهد في هذا الزمان مشرك وكافر ، ولا يجوز الجهاد معه .. لذلك تراهم يسعون جاهدين في تكفير كل من يحمل السلاح في هذا الزمان .

وقد قابلت أحد هؤلاء الحمقى يوماً .. فقال لي : لا تقل أنت سلفي ، قل أنت جهادي !!!! .. وكأن الجهاد معرّة ورزية !!!

ويقول الله تعالى : { وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ } [يونس : 42]

ويقول الله تعالى : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [الشعراء : 3] .. فلا تحزن على هؤلاء .. ذرهم وباطلهم وضلالهم .. فإن لهم موعداً لن يخلفوه .. وسيجازون بما افتروه على الله الكذب وبجرأتهم العظيمة على تكفير عباد الله الموحدين .

وأخيراً ، يقول تعالى : { فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } [الطور : 45]

أبو عبد الرحمن المغربي
2008-11-04, 07:25 PM
من أمراضك النفسية يا أبا شعيب أنك تجعل من نفسك ناطقاً رسميا باسم الانبياء
و تجعل من مخالفيك أقوام الأنبياء الذين رفضوا دعوتهم !
و هذا من غرورك
فإن كنت تريد نهج الأنبياء فهو في اتباع الوحي الذي ندعوك إلى اتباعه منذ فتره
و قولك أننا ممن يعتقد أن آيات الله أساطير الأولين تكفير لنا لا نرد عليك بمثله
نفس الشئ بالنسبة لفريضة الجهاد فمن قال أنه شرك كان كافراً

و من قال بعدم توفر شروطه في وقت من الأوقات ...فلا يُكفره بهذا إلا من هان عليه دينه
و أنت تدعي محاربة الغلو في التكفير فإذا بك تتفوق على كل غال
فتكفر بالافتراء !
ثم مع كثرة الأعذار التي تجود بها على من ثبت كفره
لم تتكرم علينا بواحد منها!
و من قال لك أنك لست سلفياً بل جهادي
فقد صدقك في الأولى و غشك في الثانية ولعله أحسن الظن بك

أبو شعيب
2008-11-04, 08:18 PM
لعلي أختم هذا الموضوع بهذه الأحاديث العظيمة ، التي لم ترد بمثل هذه الصراحة في شأن أسلمة الكافر ..

فيالجرأة البعض على تكفير عباد الله !!

قال النبي (ص) : « أيما امرئ قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما ؛ إن كان كما قال ، وإلا ‏‏رجعت عليه » . [رواه مسلم].‏

وقال : « من دعا رجلاً بالكفر ، أو قال عدو الله ، وليس كذلك ، إلا حار عليه » [رواه مسلم] . ‏

وقال : « أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً ، فإن كان كافراً ، وإلا كان هو الكافر ‏» . [رواه أبو ‏داود بسند ‏صحيح].‏

وقال : « ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها : إن كان كافراً ، وإلا كفر بتكفيره‏ ‏» [رواه ابن ‏حبان بسند ‏صحيح]‏

وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله (ص) : « أخوف ما أخاف على أمتي رجل قد قرأ القرآن ، حتى إذا لم يبق عليه ألف ولا واو ، رمى جاره بالكفر ، وخرج عليه بالسيف ‏» . قال : قلت : يا رسول الله ، أيهما أولى بالكفر ؟ الرامي أو المرمي ؟ قال : « الرامي ‏» . روى نحوه البزار وابن عساكر في تبيين كذب المفترى وقال الهيتمي في مجمع الزوائد إسناده حسن .

أبو عبد الرحمن المغربي
2008-11-04, 09:37 PM
ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم حق لا مرية فيه
و كل منتسب للاسلام يدعي الانصاف في مسائل التكفير و غيرها
و كل أعلم بحاله
و من اتهم غيره بغلو أو بغيره
فعليه الدليل
و من افترى فالله حسيبه

أحمد الغزي
2008-11-05, 01:28 PM
لعلي أختم هذا الموضوع بهذه الأحاديث العظيمة ، التي لم ترد بمثل هذه الصراحة في شأن أسلمة الكافر ..
فيالجرأة البعض على تكفير عباد الله !!
قال النبي (ص) : « أيما امرئ قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما ؛ إن كان كما قال ، وإلا ‏‏رجعت عليه » . [رواه مسلم].‏
وقال : « من دعا رجلاً بالكفر ، أو قال عدو الله ، وليس كذلك ، إلا حار عليه » [رواه مسلم] . ‏
وقال : « أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً ، فإن كان كافراً ، وإلا كان هو الكافر ‏» . [رواه أبو ‏داود بسند ‏صحيح].‏
وقال : « ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها : إن كان كافراً ، وإلا كفر بتكفيره‏ ‏» [رواه ابن ‏حبان بسند ‏صحيح]‏
وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله (ص) : « أخوف ما أخاف على أمتي رجل قد قرأ القرآن ، حتى إذا لم يبق عليه ألف ولا واو ، رمى جاره بالكفر ، وخرج عليه بالسيف ‏» . قال : قلت : يا رسول الله ، أيهما أولى بالكفر ؟ الرامي أو المرمي ؟ قال : « الرامي ‏» . روى نحوه البزار وابن عساكر في تبيين كذب المفترى وقال الهيتمي في مجمع الزوائد إسناده حسن .
ما شاء الله تبدأ وتختم كما يروق لك
ثق تماماٌ أن هذه الأحاديث فيمن يُكفر المسلم وليس فيمن يُكفر الكافر
ولا أحد يخالف في هذه الأحاديث فكلها في تكفير المسلمين الذين لم يتلبسوا بشرك

ولكن هل لك أن توضح للأعضاء في المجلس حكم من يدافع باستماتة عن المشركين ومن يواليهم ويرقع لهم شركهم ؟!!!
ويهرب مما أثبت الدليل الشرعي ويلجأ للإستدلال بقضايا الأعيان وأقوال العلماء القابلة للتأويل ويضربها بالنصوص الشرعية ليميع مسألة الولاء والبراء ويجعلها وجهة نظر ...

الإمام الدهلوي
2008-11-06, 12:15 AM
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمهم الله تعالى : ( وقد رأيت سنة أربع وستين رجلين من أشباهكم المارقين بالأحساء قد اعتزلا الجمعة والجماعة، وكفّرا من في تلك البلاد من المسلمين، وحجتهم من جنس حجتكم، يقولون: أهل الأحساء يجالسون ابن فيروز، ويخالطونه هو وأمثاله ممن لم يكفر بالطاغوت، ولم يصرح بتكفير جده الذي رد دعوة الشيخ محمد ولم يقبلها وعاداها. قالا: ومن لم يصرح بكفره فهو كافر بالله لم يكفر بالطاغوت ، ومن جالسه فهو مثله. ورتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين الضالتين ما يترتب على الردة الصريحة من الأحكام ، حتى تركوا رد السلام، فرفع إلي أمرهم ؛ فأحضرتهم وهددتهم، وأغلظت لهم القول. فزعموا أولاً أنهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأن رسائله عندهم؛ فكشفت شبهتهم وأدحضت ضلالتهم، بما حضرني في المجلس، وأخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد والمذهب، فإنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله أو بشيء منها، بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر، كتكفير من عبد الصالحين، ودعاهم مع الله، وجعلهم أندادا فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية. وهذا مجمع عليه عند أهل العلم والإيمان، وكل طائفة من أهل المذاهب المقلدة يفردون هذه المسألة بباب عظيم يذكرون فيه حكمها، وما يوجب الردة ويقتضيها، وينصون على الشرك الأكبر. وقد أفرد ابن حجر هذه المسألة بكتاب سماه (الإعلام بقواطع الإسلام). وقد أظهر الفارسيان المذكوران التوبة والندم، وزعما أن الحق ظهر لهما، ثم لحقا بالساحل، وعادا إلى تلك المقالة؛ وبلغنا عنهم تكفير أئمة المسلمين، بمكاتبة الملوك المصريين، بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشايخ المسلمين، ونعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، والحور بعد الكور.
وقد بلغنا عنكم نحو من هذا ، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك بالله والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي ونحوهم من الجفاة، لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب . ومن رزق الفهم عن الله وأوتي الحكمة وفصل الخطاب. والكلام في هذا يتوقف على معرفة ما قدمناه، ومعرفة أصول عامة كلية لا يجوز الكلام في هذا الباب وفي غيره لمن جهلها وأعرض عنها وعن تفاصيلها؛ فإن الإجمال والإطلاق، وعدم العلم بمعرفة مواقع الخطاب وتفاصيله، يحصل به من اللبس والخطأ وعدم الفقه عن الله ما يفسد الأديان، ويشتت الأذهان، ويحول بينها وبين فهم القرآن.
وأما التكفير بهذه الأمور التي ظننتموها من مكفرات أهل الإسلام، فهذا مذهب الحرورية المارقين الخارجين على علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ومن معه من الصحابة ) إهـ الدررالسنية .

البيان الإسلامي
2008-11-07, 12:23 AM
لم يقل أحد من المسلمين أن أصل الدين الذي يثبت به عقد الإسلام ابتداء، وهو الحد الأدنى الذي تجب معرفته لدخول الإسلام هو: معنى الشهادة المجرد وحده دون ما يتعلق به من لوازم بديهية كتكفير من لم يأت بهذا التوحيد.

وقول المخالف أن الشرائع التفصيلية من العبادات وغيرها من أحكام المعاملات من لوازم أصل الدين، هو كلام الخوارج، لكن القائل هنا لا يعني أن اللازم لازم وإنما يعني به أنه غير لازم، واللازم هو ما لا يتم الملزوم إلا به، كما أن الشرط هو ما لا يتم المشروط إلا به.

المحبة ليست من معنى (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) وإنما هذه الكلمة خبر، ومحبتها تترتب على المعنى لزوما، وتزيد المحبة بزيادة العبادة وتنقص بنقصانها، مع بقاء أصلها حيث أنها تنتفي إذا تحولت إلى بغض فقط، والمخالف قال مع ذلك أنه إذا اختلت جزئية منها انتفت كلها وجعلها شيئا واحدا.

مثال الصلاة ذكرته أنا للتفريق بين الركن والشرط أو اللازم لا للتسوية بينها وبين الشهادة، فالوضوء شرط لصحة الصلاة، أما إن جهله فلا تبطل صلاته ولكن تبطل إذا تركه عمدا، أما شروط الشهادة فمن جهلها تبطل شهادته.

ليس هناك معنى عام لأصل الدين ومعنى خاص، والتعريف لا يصح أن يؤخذ من كلام عالم ابتداء وإنما يجب أخذه من مجمل النصوص، وتحاكم إليها أقوال العلماء أنفسهم، فإن وافقنا عالما ما فنعما ذلك، وإلا أخذنا بما صح عندنا دليله، لكني لا أعتقد بأن هناك فرق بين تعريف أصل الدين وتعريف أصل الدين بمعناه العام.

إلى هنا تبقى الخلافات كلها نظرية، والخطأ يقع عند عدم تحقيق ماهية (المعنى واللازم وأصل الدين).
نحن نتفق في أن أصل المحبة والبغض يجب تحقيقه لثبوت الإسلام ابتداء، سواء قال أحدنا أنه من المعنى أو من اللوازم، لكننا لم نتفق على تكفير الكافر، وفي الحقيقة لم نتفق أيضا على أن الإعتقاد في كون الفعل كفرا من أصل الدين، لا من المعنى ولا من اللوازم، وإذا لم نستطع الإتفاق على معاني هذه المصطلحات فلا يصح أن نتناظر بها، لأن كل طرف يقصد بها معنى غير الذي في ذهن صاحبه.

المخالف احتج بأن ما لم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم للناس أثناء دعوتهم صراحة فإن الإسلام يصح بدونه، وهذه الحجة تتضمن كل الأمور المضمنة تحت قوله (قولوا لا إله إلا الله) ولم يذكرها تفصيلا، فذكرت له أشياء لم يذكرها لهم في كل مرة ونحن نتفق في أن الإسلام لا يثبت بدونها، ومع عدم ذكره لها صراحة فقد حققوها، ومما لم يذكره وتضمنته الشهادة تكفير قريش.

فقلت: هذه ليست بحجة والحجة هي أن يأتينا بنص صريح على أن جاهل التكفير ليس بكافر، أو أن يذكر لنا مسلما واحدا جهل شيئا مما لم يذكره وبالتحديد تكفير الكفار ومع ذلك أقره النبي صلى الله عليه وسلم على إسلامه مع جهله ذاك، كما يفعل غالب الناس اليوم، عندها سنقر بأن الجهل بتكفير الكافر لا ينفي الإسلام.

البيان الإسلامي
2008-11-07, 12:29 AM
قال: فإن كانت المسألة من أصل الدين كما يقول بعض الغلاة، فكفروا بما يقابلها كل من أخطأ في تكفير المشرك، فلماذا لا يكفّرون عندهم من أخطأ في تكفير الموحد؟ لماذا جعل العلماء بدعة الذين كفّروا المسلمين غير ناقضة لأصل الدين في نفسها؟

أقول:
1ـ نتفق في أن من نظر في بعض النصوص فأدّاه ذلك إلى أن يخطىء فيكفّر المسلم أنه لا يكفر، ويعذر بموانع التكفير من جهل وتأويل وخطأ، ولا نقول أنه نقض أصل دينه، لأنه ظن بعض الأمور من أصل الدين كالصلاة مثلا، فظن أن تركها كفر مخرج من الملة لا كفر أصغر، وكذلك من تأول في الإدمان على الخمر أو قتال المسلمين أو رفع السلاح عليهم أو غشهم أو غير ذلك على أنها مخرجة من الملة لظاهر بعض الأحاديث، هذا فيمن يكفّر بالمعصية.

2ـ وأما من يكفّر بالطاعة ظنا بأنها كفر أكبر كتكفير الخوارج لعلي ومعاوية وأصحابهما لتحكيمهم الرجال مع أن الحَكَمين طُلِب منهما الحكم في إطار شرع الله لا الخروج عنه، وظن الخوارج أن هذا مخالف لقول الله تعالى: (إنِ الحكمُ إلا لله)، وكتكفير المعتزلة وغيرهم لأهل السنة في قولهم أن القرآن كلام الله غير مخلوق، فظنوا أن هذا كفر، حتى أن أحد الخلفاء المعتزلة كان يفادي الأسرى عند الروم باستثناء من يقول أن القرآن كلام الله، فظنهم كفارا، هذا وأمثاله لم ينقض أصل الدين، فلو أن الله شاء أن يخلق القرآن لخلقه وجعل له أجلا، لكن لا ينسب إلى الله ما لم يفعله، فهذا قد نسب إلى الله ما لم يفعله جهلا، وأضاف إلى أصل الدين ما ليس منه وما ليس من الدين تأويلا لبعض النصوص، لكنه لم يُدخل الكفر في أصل الدين، فلم يُدخل فيه ما يناقضه ولم يهدمه حتى يقال أنه كفر.
ففي هذين الصنفين المسألة غير متعلقة بأصل الدين.

كما يكون تكفير المسلم كفرا مخرجا من الملة، ويتضمّن الصنفين الأوّلين اللذين سبق ذكرهما في حالة ما إذا قامت الحجة على صاحبه، فيصبح الأمر تكذيبا للنصوص، فيكفر بذلك التكذيب ثم يكفر لتكفيره المسلمين بشيء قامت الحجة عليه بأنه ليس كفرا، وهذا كذب وافتراء على الله، إذا انتفت الشبهات التي يتعلق بها ، وهذا نادر جدا لأن أصحابه يكونون عادة من أهل الإخلاص والغيرة على الدين ولكن يُؤتوْن من سوء الفهم.

3ـ أما من يكفّر المسلم لتوحيده وما هو مقر بأنه من الإسلام، كتكفير النصارى المسلمين لعدم إيمانهم بالتثليث وتكفير أهل وحدة الوجود للمسلمين بسبب تفريقهم بين الخالق والمخلوق، فهذا التكفير كفر مخرج من الملة، حتى وإن تأولوا وجهلوا، وهذا لم يأتوه حتى كفروا باعتقاداتهم الكفرية ذاتها، لا بسبب تكفير المسلمين فقط.

والصنف الأخير معنى قوله صريح بأن الإسلام كفر، أما الصنفان الأوّلان فبعيدان كل البعد عن هذا.

وهذا الصنف الأخير هو الذي يقاس عليه القول بإسلام المشركين الذي يعتقده الأغلبية من الناس اليوم علماء وعوام، لكن من أين جاءهم هذا الإعتقاد؟ لقد جاء هذا من الجهل بالإسلام نفسه وعدم تحقيقه أصلا، وإلا لعلموا أن من لم يحقق أصل الدين فهو كافر، جاهلا أو عالما، فهم يعتقدون أن أصل الدين الذي يثبت به عقد الإسلام يتحقق بالتلفظ بالشهادتين والإعتقاد بوجود الله عز وجل والتصديق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والإقرار إجمالا بالدين على الغيب دون علم بأصل الدين، وهذا كفر بذاته.

والخطأ عندما نأمر هذا بتكفير الكافر، أو نطبق عليه قاعدة من لم يكفّر الكافر فهو كافر، فهذه القاعدة تطبق على المسلم أصلا، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكفّر أبا جهل أو غيره ثم طبق هذه القاعدة على سائر الكفّار، فالكلام عن فلان الذي يعتبر حركة حماس مسلمة بعيد عن الموضوعية، فهو يقول بإسلام الأمة بكاملها لقولها: لا إله إلا الله، ويعذر الناس بجهلهم أصل الدين، ولو حقق أصل الدين لما بقي له أي إشكال، ولعَلِم أن حماس ليست سوى جزءا من أمة، وهذه الأمة جزء من عالم يجهل دين الإسلام، كما كان عليه الحال زمن النبي صلى الله عليه وسلم، هذا إذا أردنا تحقيق قواعد الإسلام العلمية كما هي، أما البناء على الواقع فصاحبه يفعل ما يشاء.

إن الإختلافات التي وقعت بين السلف في العقائد لا تعنينا اليوم، كخلافاتهم في تكفير المسلمين تأويلا أو عصيانا أو شحناء لأنهم لم ينقضوا أصل الدين، ويوم نتفق على معنى لا إله إلا الله ولوازمها كما اتفق عليها أهل السنة والخوارج والمعتزلة وغيرهم عندها يمكننا أن نختلف فيما اختلفوا فيه، وأن نعطي أمثلة من واقعهم ونسقطها على واقعنا، أما والحال كما نرى فإن الأمر بصراحة هو أشبه بإسقاط تلك الأمثلة على اختلافات البروتستانت والكاثوليك.

وبهذا فإن قول من قال: (الخطأ في تكفير ألف موحد لا يخرج من الإسلام) كلام صحيح، إذا كان في مثل حال الصنفين الأوّلين، وهذان الصنفان هما اللذان يحتج بهما المخالف، فالأمر هنا لا علاقة له بأصل الدين، ولذلك فلا معنى لقوله: لو كان من أصل الدين لما اختلف فيه العلماء، فهو هنا يستدل بالعام على الخاص.

وإن كان المقصود الصنف الثالث أو التكذيب بعد الحجة فهذا القول كفر بذاته.

وقول من قال: (الخطأ في تكفير مشرك واحد يخرج من الإسلام) صحيح أيضا، إذا كان هذا الخطأ (أي القول بإسلام المشرك) ترتب عن جهل بحقيقة أصل الدين كما هو واقع، وهو الحال التي يسقط عليها المخالف استدلالاته، لا عن جهل الحال مثلا.

البيان الإسلامي
2008-11-07, 12:33 AM
قال: فالعلماء يفرقون بين الحكم الشرعي العام وبين تنزيل الأحكام (أي الحكم القضائي)، فمن خالف في الأول متعمّدا فهو كافر، ومن خالف في الثاني متعمّدا فهو فاسق.

أقول: التفريق هنا تفريق بين النظرية والتطبيق، وهو بلا معنى ما دام ليس هناك إسلام نظري وإسلام تطبيقي، وإن كان هناك فرق فيجب التفريق بين من يقال أن لديه الأصل بأن عبادة غير الله كفر ثم إذا وصل إلى تنزيل الأحكام على الواقع لم يعتبر دعاء هذا القبر كفرا، ولا يصح القول أن هذا فاسق، كما لا يصح القول أن من لم يكفر الكافر المعين في الواقع فاسق، وإن: قيل قد تكون له موانع، نقول: كذلك من لم يعتبر الشرك كفرا قد تكون له موانع.

نقل عن آل فراج قوله: ( التعقيب يرد أيضا على من كفّر من حكم بالإسلام على المشركين بحجة أنه سمى الشرك إسلاما، فهو إنما سمى نطق المشرك بالشهادتين والتزامه ببعض الفرائض إسلاما دون ما أحدثه من الشرك ولكن لو سمى شركه إسلاما كفر بلا ريب كما لو سمى التوحيد كفرا).

أقول: إن سمى الناطق بالشهادتين والملتزم ببعض الفرائض مسلما مع علمه بما أحدثه من الشرك أو مع علمه بأنه من قوم يشركون بالله ويصلون ويقولون : لا إله إلا الله، فقد بنى إسلامه على خيال، وهو كفر، وهي مسألة أخرى، ليست كحال الناس الذين يدافع عنهم المخالف، والذين لا يكفّرون الكافر لجهلهم بالإسلام.


قال: الخوارج أخرجوا من الإسلام بشبهة من دخل في الإسلام دخولا صحيحا ونزل فيه النص بأنه من أهل الجنة ولم نر أحدا من الصحابة حكم بكفرهم، ولم يقل أحد من العلماء أنهم نقضوا أصل الدين في نفس الأمر.

أقول: إذا وُجدت الشبهة لديهم فلا معنى للكلام عن النصوص المثبتة لإسلام الصحابة ما دامت مشتبهة عليهم، كشبهة عدم الثبوت أو عدم الدلالة، ونحن نتفق أن من علم من الخوارج أن عليا من أهل الجنة وكفّره فهو كافر مارق من دين الإسلام كسائر المكذبين، أما من ظن أنه معرّض للردة كسائر المسلمين فلا يكفر، ولم نر أن عليا أقام عليهم الحجة بأنه من أهل الجنة حتى يكفّرهم.

قال: مع التشديد على مسألة هامة وهي أن تكفير المنتسب إلى الإسلام أعظم عند الله من إبقاء حكم الإسلام على كافر منتسب إليه، ولذلك ورد الزجر عنه والتغليظ في تكفير المسلمين، ولم يرد حديث واحد مثل هذه الأحاديث في الإمتناع عن تكفير الكافرين وإنما كان هذا الحكم استنباطا شرعيا.

أقول: الإعتقاد في إسلام الناس أو كفرهم ليس استنباطا شرعيا من الكتاب والسنة، ولو كان كذلك لعلمه طالب العلم فقط، وإنما هو من البديهيات التي يحتمها تحقيق أصل الدين، وليس هناك تناقض بين القول أن هذه المسألة من أصل الدين والقول أن الخطأ في تكفير المسلم لا يكفر صاحبه، لكنه هنا يتكلم عن أمور خارجة عن موضوع أصل الدين، ولذلك يحتج بفعل الخوارج لما كفّروا المسلمين فلم يخرجوا من الإسلام.

قال: فالخوارج كفروا المقطوع بإسلامه وإيمانه بشبهة ظنوا بها أنهم نقضوا أصل دينهم وكفروا بالله، وأصحابنا هؤلاء أعذر من الخوارج بكثير، إذ أنهم تورعوا عن تكفير من أصل دينه الإسلام ولكنه متلبس ببعض مظاهر الشرك، وما منعهم شبهات وتصورات لها أدلتها من القرآن والسنة، ولا يعنون بإعذاره أن من عبد غير الله فهو مسلم.

أقول: من جهل أن الشرك يخرج من الإسلام فهذا ليس بمسلم أصلا ولم يحقق أصل الدين ولا حاجة للكلام عن تكفيره للمشرك أم لا، ولا يشترط لتكفيره القول بأن المسلم كافر بسبب توحيده، فالناس اليوم لا يكفرون فاعل الشرك منهم لعدم اعتقادهم بأنه شرك، فمنهم من يقول هو شرك أصغر أو مباح، ولا يشترط أن يقول أن الكفر توحيد والتوحيد كفر والمشرك هو المسلم ليكون كافرا، ولذلك يقولون: (أصل دينهم الإسلام وإنما تلبسوا ببعض مظاهر الشرك)، وهي معادلة غير منطقية البتة، مثل: (المسلم الكافر).

وشبهات وتصورات وقصور مثل هذا هو كفر بذاته لا يقوله مسلم، ولذلك لم يحدث يوم كان الناس يدركون معنى الإسلام، وهذا لا فرق فيه بين القول بإسلام أي فرد أو إسلام جماعة أو أمة من الناس، فالخوارج كفّروا جميع المسلمين بما لا يوجب الكفر ولم يكفروا.

ولا يقال أن الإعتقاد النظري بأن من عبد غير الله مسلم يكفي لتحقيق أصل الدين أو أنه حد أدنى لتحقيق الإسلام، دون تطبيق ذلك ومعرفة معنى الكفر المطلوب تركه والتوحيد المطلوب اتباعه، وقد يكون في خلده معنى آخر للتوحيد والكفر كما هو عند النصارى واليهود وعبّاد القبور والمتبعين لشرائع الطاغوت، وبالتالي فالقول بأنهم يملكون ما سمي هنا بالأصل (وهو أن من عبد غير الله فهو كافر ومن عبد الله وحده فهو مؤمن) يجعل منهم جميعا مسلمين وإن أشركوا، لأن لديهم شبهات وتصورات وتأويلات حتى من الكتاب والسنة، فالتأويلات الواردة في معنى الكفر مثل التأويلات الواردة في معنى الكافر، وكلها تأويلات في تنزيل الأحكام على الواقع.

أبو رقية الذهبي
2008-11-07, 04:21 AM
للمتابعة

أبو شعيب
2008-11-07, 08:48 AM
المحبة ليست من معنى (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) وإنما هذه الكلمة خبر، ومحبتها تترتب على المعنى لزوما، وتزيد المحبة بزيادة العبادة وتنقص بنقصانها، مع بقاء أصلها حيث أنها تنتفي إذا تحولت إلى بغض فقط، والمخالف قال مع ذلك أنه إذا اختلت جزئية منها انتفت كلها وجعلها شيئا واحدا.
ما معنى الإله ؟ .. معناه المعبود .. وما معنى المعبود ؟ .. معناه المحبوب المتذلل له (إذ أن معنى العبادة هو غاية الحب مع غاية الذل) .

فأن تقول إن الحب ليس من معنى كلمة التوحيد ، التي تعني : لا محبوب ولا مخضوع له إلا الله .. فهذا باطل .

لكن كما قلت .. الخلافات لا تعدو أن تكون لفظية على أي حال .


فقلت: هذه ليست بحجة والحجة هي أن يأتينا بنص صريح على أن جاهل التكفير ليس بكافر، أو أن يذكر لنا مسلما واحدا جهل شيئا مما لم يذكره وبالتحديد تكفير الكفار ومع ذلك أقره النبي صلى الله عليه وسلم على إسلامه مع جهله ذاك، كما يفعل غالب الناس اليوم، عندها سنقر بأن الجهل بتكفير الكافر لا ينفي الإسلام.
هل الدليل يكون على النفي أم على الإثبات ؟

بل أنت من يجب أن يأتي بالدليل الصريح على أن من جهل التكفير كافر .. فأنت صاحب الدعوى .. فإن لم يكن هناك دليل ، فإن جاهل التكفير يبقى مستصحباً لأصل الدين حتى يظهر الدليل الصريح الذي يكفر به .

ثم تقول (( أقره النبي صلى الله عليه وسلم على إسلامه مع جهله ذاك )) .. أنت تفترض أموراً ثم تريد للمخالف أن يأتيك بالدليل على هذه الافتراضات ..

إن لم يكن يسع المسلمين الجهل بهذه الأمور ، فلماذا لم يطلب منهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك ابتداء قبل دخولهم في الإسلام ؟؟ .. نحن ننتظر منك الدليل على أن هذه من الأمور التي لا يسع المسلم جهلها ..

لماذا طلب منهم الإقرار بوحدانية الله تعالى والشهادة له بالرسالة ، لا أكثر ؟؟ .. لماذا لم يطلب منهم معرفة أحكام التكفير (من تحقق شروط وانتفاء موانع) ؟؟

هل تظن أن جميع الناس في عصره كانوا أذكياء نوابغ ، لا يفوتهم إلا دقائق الأمور ؟؟ .. بل إننا نجد الكثير من الأعراب الجهلة دخلوا الإسلام بمجرد نطق الشهادتين ، وهم معروفون بالجهل والعناد وقلة التفكير .. فهل تظن أنه لم تعرض لأحد منهم مثل هذه الشبهات ؟؟

فإن كان هذا مما لا يسع المسلم الجهل بشيء منه .. فلماذا لم يأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجميع ؟؟

إن كان بعض من دخل الإسلام دخولاً صحيحاً في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ظنّ أن من يستهزئ بالله ورسوله لعباً ولهواً لا يخرجه من الإسلام ، فاعتذروا إليه وقالوا : إنما كنا نخوض ونلعب .. وظنوا أن ذلك عذر لهم ..

فإن كان وصل الجهل ببعضهم إلى هذا المعتقد الفاسد الذي كفروا به بعد نطقهم بالكفر .. أفلا يشتبه عليهم حال من وقع في بعض مظاهر الشرك جهلاً وهو يدّعي الانتساب إلى الإسلام ؟؟

أم أنهم كانوا يدخلون الإسلام ولا يعلمون معنى الشهادتين ، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقرّهم مع هذا على ذلك ، ويحكم بإسلامهم ؟؟

فأين دليلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كفّر من دخل الإسلام بمثل هذه الأمور ، ولم يعتبر الجهل فيها ؟؟

هل لك سوى دليل عقلي قياسي افتراضي ؟؟


أما من يكفّر المسلم لتوحيده وما هو مقر بأنه من الإسلام، كتكفير النصارى المسلمين لعدم إيمانهم بالتثليث وتكفير أهل وحدة الوجود للمسلمين بسبب تفريقهم بين الخالق والمخلوق، فهذا التكفير كفر مخرج من الملة، حتى وإن تأولوا وجهلوا، وهذا لم يأتوه حتى كفروا باعتقاداتهم الكفرية ذاتها، لا بسبب تكفير المسلمين فقط.
جميل جداً .. فالعلة هنا إذن هي : أن من كفّر المسلم لتوحيده وإيمانه بالله تعالى ، فهذا قد سمّى التوحيد كفراً .. لذلك يكفر .. وهذا ما أتفق معك فيه .


وهذا الصنف الأخير هو الذي يقاس عليه القول بإسلام المشركين الذي يعتقده الأغلبية من الناس اليوم علماء وعوام، لكن من أين جاءهم هذا الإعتقاد؟ لقد جاء هذا من الجهل بالإسلام نفسه وعدم تحقيقه أصلا، وإلا لعلموا أن من لم يحقق أصل الدين فهو كافر، جاهلا أو عالما، فهم يعتقدون أن أصل الدين الذي يثبت به عقد الإسلام يتحقق بالتلفظ بالشهادتين والإعتقاد بوجود الله عز وجل والتصديق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والإقرار إجمالا بالدين على الغيب دون علم بأصل الدين، وهذا كفر بذاته.
هذا من التناقض العجيب ..

ففي الأولى تقول : إن من كفّر المسلم لتوحيده .. فهذا هو الكافر ..
وفي الثانية تقول : إن من أسلم المشركين لغير شركهم ، فهؤلاء كفار !!!

فهلا عدلت وأنصفت في القياس ؟؟ .. لماذا لا تقول : من أسلم الكافر لكفره ، فهذا هو الكافر ؟؟

كمن يقول : أنا أحكم على تارك الصلاة بالإسلام لأنني أرى ترك الصلاة إسلاماً .. أو يقول : أحكم على سابّ الله ورسوله بالإسلام لأنني أرى السبّ إسلاماً ..

فهل هؤلاء المسلمون الذين اشتبه عليهم بعض أحكام التكفير أو جهلوها ، فأبقوا حكم الإسلام على من وقع في الشرك الأكبر .. لا لشركه ، ولا استحساناً لفعله ، ولكن لشبهات عرضت لهم .. يكفرون بهذا المعتقد ؟؟

إن قلت لي نعم .. لأنهم جهلوا معنى التوحيد ، كما تقول .. فأقول لك .. قل نفس الأمر في الخوارج .. أنهم جهلوا معنى الشرك ..

فإن كانت تصوّرات هؤلاء الجهلة وشبهاتهم جعلتهم يثبتون حكم الإسلام في المنتسب إليه .. مع كونهم لم يحكموا بإسلامه لشركه أو كفره .. بل هم يعتقدون - بلا شك - أن ما يفعله من شرك باطل وحرام .. بل وكفر .. ولكن قامت في عقولهم شبهات ظنوها أعذاراً شرعية .. فأبقوا وصف الإسلام على المنتسب إليه .. فقلت فيهم : جهلوا معنى التوحيد (مع أن هذا غير صحيح بما سبين لاحقاً إن شاء الله) ..

فعليه .. قل الشيء نفسه في الخوارج (الذين هم أعظم إثماً من هؤلاء) .

فإن تصوراتهم وشبهاتهم جعلتهم ينفون حكم الإسلام في المنتسب إليه .. مع كونهم لم يحكموا بكفره لإسلامه أو إيمانه .. بل هم يعتقدون - بلا شك - أن ما يفعله من توحيد حق وحلال .. بل وإيمان .. ولكن قامت في عقولهم شبهات ظنوها من محققات الكفر .. فنفوا حكم الإسلام عن المنتسب إليه .. فلماذا لا تقول فيهم : هؤلاء ما عرفوا معنى الكفر والشرك ؟؟

أليس معنى التوحيد : أن تعرف الله تعالى وتعبده .. ومعنى الكفر بالطاغوت : أن تعرف الطاغوت وتكفر به ؟

بل خذ مثالاً أوضح من ذلك كله ..

غلاة المرجئة من الجهمية والأشاعرة والكرامية .. يقولون : إن الكفر الظاهر لا ينقض الكفر الباطن !! فمن سب الله تعالى ورسوله ، نحكم عليه بالكفر ظاهراً ، مع جواز أن يكون في باطنه مؤمناً موحداً لله ..

هؤلاء ، لم يكفّر العلماء جهلتهم ، ولم يقولوا : إنهم نقضوا أصل الدين لأنهم لم يعلموا أن الكفر ينقض حقيقة التوحيد !!! .. هل لك أن تبيّن لنا لماذا ؟ .. أم أنك لا تعتبر بأقوال العلماء ، وما تعتبره فقط هو قياساتك وافتراضاتك وتصوراتك ؟

لماذا لا تقول في هؤلاء إنهم لم يعلموا معنى التوحيد ؟

ثم يُقال لك بعد هذا كله .. ما هو حدّ العلم الشرعي الذي لا يصح إسلام امرئ إلا به ؟

ما دلّت عليه النصوص الشرعية هو أن يعلم المرء أن الله هو الإله الأوحد ، فيعبده .. ويعلم أن الطاغوت ليس حقيقاً بالألوهية ، فيجتنب عبادته .

هذا هو أدنى العلم الشرعي الذي يحقق أصل دين الإسلام ..

ومن زاد على ذلك ، فعليه الدليل .. ودعنا من الافتراضات والقياسات والتخمنيات التي لم تجلب لنا سوى الوبال .

ومن حكم بالإسلام على الكافر لكفره .. فهذا لا شكّ في كفره ، لأنه جعل الشرك (عبادة الطاغوت) إسلاماً ، فلم يجتنب الطاغوت بذلك .


أقول: إن سمى الناطق بالشهادتين والملتزم ببعض الفرائض مسلما مع علمه بما أحدثه من الشرك أو مع علمه بأنه من قوم يشركون بالله ويصلون ويقولون : لا إله إلا الله، فقد بنى إسلامه على خيال، وهو كفر، وهي مسألة أخرى، ليست كحال الناس الذين يدافع عنهم المخالف، والذين لا يكفّرون الكافر لجهلهم بالإسلام.
مسألتنا المطروحة هي في تكفير من لم يكفّر المنتسب إلى الإسلام الواقع في بعض مظاهر الشرك الأكبر .

ثم من الذي بنى إسلامه على خيال ؟؟ .. هل من حقق التوحيد وعرف الله وعبده حق عبادته ، ثم تخبّط في شروط وموانع التكفير ، فزاد في الشروط أو الموانع ، ظناً منه أن الدليل يثبتها ، فلم يحكم على المشرك بالكفر ، لا لشركه ولا لباطله ، ولكن لما استصحبه من مظاهر الإسلام ..

كيف يكون هذا قد بنى إسلامه على خيال ؟؟


أقول: إذا وُجدت الشبهة لديهم فلا معنى للكلام عن النصوص المثبتة لإسلام الصحابة ما دامت مشتبهة عليهم، كشبهة عدم الثبوت أو عدم الدلالة، ونحن نتفق أن من علم من الخوارج أن عليا من أهل الجنة وكفّره فهو كافر مارق من دين الإسلام كسائر المكذبين، أما من ظن أنه معرّض للردة كسائر المسلمين فلا يكفر، ولم نر أن عليا أقام عليهم الحجة بأنه من أهل الجنة حتى يكفّرهم.
وإذا وجدت الشبهة عند بعض المسلمين ، فلم يُخرجوا الواقع في الشرك ممن ينتسب إلى الإسلام من الإسلام ؟ .. لماذا تعذر الخوارج ولا تعذر هؤلاء المسلمين ؟


أقول: من جهل أن الشرك يخرج من الإسلام فهذا ليس بمسلم أصلا ولم يحقق أصل الدين ولا حاجة للكلام عن تكفيره للمشرك أم لا، ولا يشترط لتكفيره القول بأن المسلم كافر بسبب توحيده، فالناس اليوم لا يكفرون فاعل الشرك منهم لعدم اعتقادهم بأنه شرك، فمنهم من يقول هو شرك أصغر أو مباح، ولا يشترط أن يقول أن الكفر توحيد والتوحيد كفر والمشرك هو المسلم ليكون كافرا، ولذلك يقولون: (أصل دينهم الإسلام وإنما تلبسوا ببعض مظاهر الشرك)، وهي معادلة غير منطقية البتة، مثل: (المسلم الكافر).
أولاً : هؤلاء لم يجهلوا أن الشرك مخرج من الإسلام .. بل هم مقرون بذلك ، وإنما وقع خلافهم في شروط وموانع التكفير .

وثانياً : ما الحد الأدنى من المعرفة المتعلقة بالشرك حتى يثبت للمسلم وصف الإسلام ؟؟ .. هل يجب عليه أن يعلم أن الفعل كذا وكذا يعتبر شركاً أكبر مخرجاً من الدين ؟؟ .. أم أن عليه فقط أن يعلم أنه باطل وحرام ولا يرضاه الله ؟؟

إن قلت بالأول .. فعليك الدليل .. أما أن تأتيني بالقياسات والافتراضات والمنطقيات والعقليات ، فهذا من أعظم الشر الذي وقع فيه المبتدعة ، فكفّروا المسلمين بأدلة ظنوها من أصول الدين ..

بل إن هذا القول هو حجة عليك .. فيلزمك أن من أدخل في معنى الشرك بعض المعاصي ، أو بعض أفعال التوحيد (كالقول بإثبات الصفات ونفي خلق القرآن) .. فهو كافر .. لأنه لم يعلم معنى الشرك .. ولم يعلم أن هذه الأمور لا تخرج من الدين ..


وشبهات وتصورات وقصور مثل هذا هو كفر بذاته لا يقوله مسلم، ولذلك لم يحدث يوم كان الناس يدركون معنى الإسلام، وهذا لا فرق فيه بين القول بإسلام أي فرد أو إسلام جماعة أو أمة من الناس، فالخوارج كفّروا جميع المسلمين بما لا يوجب الكفر ولم يكفروا.
أما شبهات الخوارج والمرجئة وتصوراتهم الباطلة ، فهي ليست بكفر البتة .. عجباً لكم !!!

تقول (( فالخوارج كفّروا جميع المسلمين بما لا يوجب الكفر ولم يكفروا )) ..

وهؤلاء أبقوا وصف الإسلام على المنتسب إليه بما لا يوجب الإيمان ، فلماذا كفروا ؟

مع أن القياس الصحيح على الخوارج هو أن نقيس أسلمة اليهود والنصارى على تكفير المسلمين ..

لكن على أية حال .. حتى يكون هذا الكلام خاتماً للموضوع .. أقول :

حال هؤلاء المسلمين الذين أثبتوا حكم الإسلام على الواقع في الشرك الأكبر هو :

- أنهم حققوا أصل المعرفة بالتوحيد .. فعرفوا أن الله حق ، وعبادته حق .. فعبدوه . وعرفوا أن الطاغوت باطل ، وعبادته باطلة ، فاجتنبوه .

- أنهم لم يروا الشرك توحيداً .. ولم يستحسنوه أو يقروه .. بل عرفوا أنه باطل وإثم ، فلم يُبقوا وصف الإسلام على الواقع فيه لأنهم يرونه محقاً .. بل يرونه مبطلاً .. ولكنهم تخبطوا في شروط التكفير وموانعه .. لشبهات وتصورات وتخيلات رفعت حكم الكفر عن صاحبه .

- أنهم اختلطت عليهم هذه المسائل ببعضها .. فلم يفرّقوا بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر ، مع إقرارهم أن هذا الفعل لا يُصرف إلا لله .. واختلطت عليهم موانع التكفير ، فظنوا أن الجهل مانع في الشرك الأكبر كما هو مانع في الكفر الأكبر .. واختلطت عليهم التصورات .. فظنوا أن من حقق أصل الدين في قلبه من توحيد الله تعالى ، ونفي الإله عمّن سواه ، ولكن خالف في الفعل الظاهر التعبّدي (الذي لا يثبت إلا بالدليل الشرعي) .. فهذا لا يكفر حتى يُبيّن له أن فعله هذا عبادة (ذكرت الشيء الكثير من ذلك في موضوع تصورات العلماء العاذرين للواقعين في الشرك الأكبر من المنتسبين للإسلام) .

- أنهم اختلفوا في الذين يصحّ الخلاف فيهم .. وهم : المنتسبون إلى دين الإسلام .. حيث إن هؤلاء يُعمل فيهم بشروط التكفير وموانعه ، ولم يختلفوا في المنتسب صراحة إلى غير دين الإسلام ، ممن لا يُعمل فيه بأيّ من شروط التكفير وموانعه .. فصار الخلاف بيننا وبينهم محصوراً في شروط التكفير وموانعه ، والتي لا يجادلنا المخالف في كون العلم بها ليس من أصل الدين ..

- أنهم لم يختلفوا في أصل القاعدة الشرعية التي تفيد : أن من عبد غير الله فهو مشرك .. بل هم يكفّرون العابد لغير الله بالعموم .. ولكن الخلاف معهم في تنزيل الأحكام الشرعية ، أي : الحكم القضائي .

- أن ضلالتهم أقل بكثير من ضلالة الخوارج .. فحيث إن الخوارج أخرجوا المنتسب إلى الإسلام من الدين بشبهة (أي أخرجوه من الأصل) .. فهؤلاء أبقوا الأصل في المنتسب إلى الإسلام (وهو الإسلام) لشبهة .. فكانت ضلالة الخوارج أعظم ضلالة من هؤلاء (إن صح وصفنا لها بالضلالة) .

وأخيراً ..

من أراد تكفير هذا الصنف من المسلمين .. فعليه دليل قطعي صريح مجمع عليه .. وليس قياسات وافتراضات وتخمينات ما أنزل الله بها من سلطان ..

فإن تكفير المسلم أمر عظيم في الدين .. وعقابه شديد عند رب العالمين ..

وللعلم ، فإن الأحاديث الشرعية لم تتطرق إلى مسألة تكفير المشرك كما تطرقت إلى تكفير المسلم ..

ففي حين علمنا أن تكفير المسلم كفر .. لتواتر الأدلة الشرعية الصريحة على ذلك .. ما علمنا أن أسلمة المشرك كفر إلا بالاستنباط الشرعي ، إذ لا دليل صريح عليه .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

الإمام الدهلوي
2008-11-07, 10:29 AM
أخي الكريم أبو شعيب ... جزاك الله خيراً على هذه الردود

البيان الإسلامي
2008-11-10, 09:41 PM
قال: كلمة التوحيد تعني: لا محبوب ولا مخضوع له إلا الله.
أقول: (لا إله إلا اله) لا تعني أن لا محبوب إلا الله مطلقا، ولو كانت تعني ذلك لكانت محبة غير الله شركا أكبر مطلقا، والمحبة منها الواجب كمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها المباح كمحبة الولد والبلد، ومنها المعصية كمحبة المال الحرام، ومنها الشرك كمحبة الكفر.

المحبة كالطاعة لا إسلام بدون طاعة لله أو محبة له، وقد أمرنا الله بطاعة رسوله وولاة الأمر، كما أن طاعة من أمرنا بعصيانهم عملا لا تخرج من الإسلام، كذلك محبة بعض من أمرنا ببغضه كالمعاصي لا تخرج من الإسلام.

قال: هل الدليل يكون على النفي أم على الإثبات؟ بل أنت من يجب أن يأتي بالدليل الصحيح على أن من جهل التكفير كافر، فأنت صاحب الدعوى، فإن لم يكن هناك دليل فإن جاهل التكفير يبقى مستصحبا لأصل الدين حتى يظهر الدليل الصريح الذي يكفر به.

أقول: الدليل يكون على الإثبات والنفي، فهذا دين، وليست دعاوى قضائية، والمشكلة أننا لم نتفق على الأصل المستصحب هل هو الإسلام أم الكفر؟ حتى نستصحبه ويبقى كما كان، فجاهل التوحيد الأصل أنه ليس موحدا، فقيل: الأصل فيه التوحيد والجهل عذر لهّ،وفي الحقيقة الجهل مانع من التوحيد.

قال: إن لم يكن يسع المسلمين الجهل بهذه الأمور فلماذا لم يطلب منهم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ابتداء قبل دخولهم في الإسلام.

أقول: إذا كان هذا دليلا، فإنه دليل لكل مشرك على مر الزمان، يحق له أن يستدل به.

قال: هل تظن أن جميع الناس في عصره كانوا أذكياء نوابغ لا يفوتهم إلا دقائق الأمور؟ إننا نجد الكثير من الأعراب الجهلة دخلوا الإسلام بمجرد نطق الشهادتين وهم معروفون بالجهل والعناد وقلة التفكر، فهل تظن أنه لم تعرض لأحدهم مثل هذه الشبهات؟

أقول: إذا كانوا قد دخلوا في الإسلام بمجرد النطق بالشهادتين وهم معروفون بالجهل، ألا يمكن أن يكونوا يشركون بالله ويجهلون ما تعنيه الشهادتان؟ وبالتالي يصبح كل ما لم يذكره لهم غير ضروري لثبوت إسلامهم باستثناء النطق بالشهادتين، فهم قد يجهلون المعنى المباشر لا التكفير فقط.
وإن كان عدم ذكر شيء دليلا على عدم وجوده فهو دليل على كل ما لم يذكر لا التكفير فقط، والشبهات تعرض في كل شيء وهم معروفون بالجهل والعناد وقلة التفكر، هذا إذا كنا نتفق في أن الشرك لا يعذر جاهله، والواقع أن قوله هذا هو الذي يستند إلى أن كل الناس كانوا أذكياء نوابغ لعدم عثور صاحبه على حالة واحدة جُهل فيها التكفير.

قال: إذا كان بعض من دخل الإسلام دخولا صحيحا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ظنوا أن من يستهزىء بالله ورسوله لعبا ولهوا لا يخرجه من الإسلام فاعتذروا إليه وقالوا: إنما كنا نخوض ونلعب، وظنوا أن ذلك عذر لهم، فإن كان وصل الجهل ببعضهم إلى هذا المعتقد الفاسد الذي كفروا به بعد نطقهم بالكفر أفلا يشتبه عليهم حال بعض من وقع في الشرك جهلا وهو يدعي الإنتساب إلى الإسلام؟

أقول: هم منافقون على علم بما يفعلون متعمدون للإستهزاء وأنه نوع من العداوة والحرب للدين وأهله، ولو جهلوا بأنه كفر لاعتذروا بالجهل بحكم الإستهزاء، ولا يجهل أحد هذا.

قال: تناقض عجيب، ففي الأولى تقول: من كفّر المسلم لتوحيده فهذا هو الكفر، وفي الثانية تقول: إن من أسلم المشركين لغير شركهم فهؤلاء كفار، هلا أنصفت، لماذا لا تقول: من أسلم الكافر لكفره فهو الكافر؟

أقول: ليس هناك تناقض، فأنا لم أحصر كفر من لم يكفّر الكافر فيمن يرى أن كفره إسلام، وإنما هو صورة منه، وقلت بأن وجه التشابه والقياس والمقابلة بين النصارى الذين يقولون بكفر المسلمين لإسلامهم ومن قال بإسلام الكافر هو: في أنهم لم يحققوا الإسلام جميعا، ولا يرون الكفر كفرا حتى وإن لم يروه إسلاما.

قال: كمن يقول: أنا أحكم على تارك الصلاة بالإسلام لأنني أرى ترك الصلاة إسلاما، أو يقول: أحكم على ساب الله ورسوله بالإسلام لأنني أرى السب إسلاما.

أقول: أن يقول أحد أن سب الله إسلام هو كفر مستقل( وهو افتراض ولا عيب في الإفتراض) وهذا الإعتقاد ليس شرطا في كفر من لم يكفّر الساب، كما أن من لم يعتقد في كون السب كفرا هو كافر، ولا يشترط في كفره أن يقول أن السب إسلام، فقد يقول: هو كفر أصغر، كما يقول ذلك بعض المشركين في دعاء القبور والتحاكم إلى الطاغوت، ومن لا يكفّر النصارى لا يُشترط في كفره أن يقول أن النصرانية هي دين الله، وإن قال ذلك فهو من أهلها، وكفر بذلك لا بعدم تكفير النصارى فقط، لكن قد يقول أن النصرانية أو الهندوسية أو عبادة القبور هي خرافات وأخطاء، أو يقع في تخبطات وتصورات وشبهات كأن يعذرهم بالجهل، ولا يصح قوله أن النصارى لا ينتسبون إلى الإسلام، فهم يظنون أنهم على دين الله وينتسبون لأنبيائهم السابقين، وأيضا فصاحب هذا القول لا يرى في الحقيقة فرقا بين عدم تكفير المشركين المنتسبين إلى الإسلام وغيرهم، وإن كان يصرح بغير ذلك، مادام لم يسحب استدلاله بأن النبي (ص) لم يذكر صراحة وجوب تكفير قريش وأتباع مسيلمة الذين يعتبرهم غير منتسبين إلى الإسلام.

يتبع إن شاء الله...

البيان الإسلامي
2008-11-10, 09:51 PM
قال: فهل هؤلاء المسلمون الذين اشتبه عليهم بعض أحكام التكفير أو جهلوها فأبقوا حكم الإسلام على من وقع في الشرك الأكبر لا لشركه ولا استحسانا لفعله، ولكن لشبهات عرضت لهم يكفرون بهذا المعتقد؟ إن قلت لي: نعم لأنهم جهلوا معنى التوحيد كما تقول، أقول لك: قل نفس الأمر في الخوارج أنهم جهلوا معنى الشرك.

أقول: عندما نتكلم عن جهل التوحيد نقصد عدم تحقيقه، ولا نقصد بجهل التوحيد والشرك أن يجهل التعريف النظري الذي يتضمن الفصل بين التوحيد والأحكام الشرعية التفصيلية الأخرى، والفصل بين الشرك والسرقة، بل نقصد التفريق بين التوحيد والشرك.

وإن كانت هناك فئة يقولون أنهم لا يفعلونه، ولكن يعتبرون أهله مسلمين فيؤاخونهم ويعاملونهم معاملة المسلم لأخيه المسلم، فهؤلاء لا دين لهم ما داموا يعتبرون من دان بهذا الدين وغيره سواء في الحكم، وذلك لأنهم لم ينطلقوا من التوحيد وإنما من موانع التكفير اتخذوها أصلا ومنطلقا، وإلا فالمسلم ينطلق من الأصل، فلا يقول مسلم أنه كان مسلما قبل أن يسلم، ولا يحتاج الأمر إلى نبوغ وذكاء، وإنما هو أمر بسيط يفهمه كل البشر، إلا من تنطع من أهل السفسطة، وعامة البشر لا يتنطعون.

ومادام الولاء اليوم هو على أساس الجهاد أو السنة لا التوحيد، فيفترضون في كل من وافقهم فيها الإسلام وأنه وحّد الله حق توحيده دون اطلاع على توحيده أو شركه، وبعدها يقولون هو مسلم أصلا عنده تخبّط وتصور بينما هو لم يحقق التوحيد.

مثال بسيط: لو مثلنا التوحيد بالنقاء ومثلنا الشرك بالوسخ، الذين يكفّرون المسلم بالمعاصي نظّفوا الثوب وراحوا يمسحون الألوان التي زين بها الثوب، ظنوها وسخا، فحافظوا على نظافة الثوب ونفوا عنه الوسخ لكن أساؤوا إلى الثوب، أما الذين يدافع عنهم المخالف فتركوا الثوب وسخا خشية على الألوان أن تفسد، هؤلاء اعتبروا الوسخ لونا للثوب والخوارج اعتبروا اللون وسخا، والوسط معلوم.

يأتي أحد ليقول: لماذا لا تقيسون من ظن الألوان وسخا على من ظن الوسخ لونا؟ نقول: من جهل فظن اللون وسخا فمحاه يكون قد نظف الثوب، ومن جهل فظن الوسخ لونا ترك الثوب وسخا، فهل هما سواء؟ عندها يظهر أن القياس والمقابلة هنا يراد بها المشابهة بين الوسخ والنقاء.

قال: ما هو حد العلم الشرعي الذي لا يصح إسلام امرىء إلا به؟ ما دلت عليه النصوص الشرعية هو أن يعلم المرء أن الله هو الإله الأوحد فيعبده، ويعلم أن الطاغوت ليس حقيقا بالألوهية فيجتنب عبادته.

أقول: هل يعلم هذا عموما ونظريا؟ أم يعلم معنى هذه القاعدة ويطبقها حقيقة بحيث لا ينفيها وإن كان جاهلا؟ فربما الجميع يقر بهذا التعريف المعمم النظري، لكن لا يرى الكثيرون حرجا في أنواع شتى من الكفريات.

إن كان السؤال عن الحد الأدنى واجب المعرفة للدخول في الإسلام، نسأل أين محل بغض الكفر والكفار من تعريفه هذا،
فإن قال: هو مضمّن فيه ولا أحد يجهله،
نقول: أيضا تكفير الفاعل مضمّن فيه ولا أحد يجهله.

وإن قال جهلته هذه الأمة المسلمة (وللعلم فإن له في حكم الأمة قولان) اليوم لشبهات وتصورات،
نقول: جهلت وجوب الإعتقاد ي كفر الفعل أيضا، ولم تر بغضه ما دام ليس كفرا، فالناس يقرون بهذا التعريف نظريا ويخالفونه واقعا، ومع ذك يحكم الجميع بأن الجميع على الإسلام.

وإن قال: لا يعقل أن يدخل أحد في هذا الدين ويعتقد بأن ما يخالفه إسلام،
نقول: وكذلك لا يعقل أن يدخل أحد في هذا الدين ويعتقد بأن من يخالفه مسلم.

وإن قال: لم يذكر النبي (ص) التكفير وإنما دعاهم لقول: لا إله إلا الله،
نقول: كذلك لم يذكر الإعتقاد بكون عبادة غير الله كفرا، ولم يفصّل لهم معنى الطاغوت في كل مرة ومعنى الكفر به، وإنما كل ذلك عرفوه، ولذلك لم يحدث جهله بين الصحابة، بخلاف الحال اليوم لما اكتفى العلماء بـ(قولوا: لا إله إلا الله)، ولو جهل الناس يومئذ ما جهله قومنا لدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعنى ولم يكتف بـ (قولوا: لا إله إلا الله) فقد كان يدعو لمخالفة الكفر واقعا لا نظريا فحسب.

يتبع إن شاء الله..

البيان الإسلامي
2008-11-10, 10:06 PM
قال: ما الحد الأدنى من المعرفة المتعلقة بالشرك حتى يثبت للمسلم وصف الإسلام؟ هل يجب عليه أن يعلم أن الفعل كذا وكذا يعتبر شركا أكبر، أم أن عليه فقط أن يعلم أنه باطل وحرام لا يرضاه الله؟

أقول: اتضح إذن أن المخالف يقول بإسلام من جهل أن الفعل كفرا، لا الفاعل فقط، فيختلف المسلمون في عبادة القبور هل هي شرك أم لا، وفي التحاكم إلى شرع الطاغوت وفي سب الله وهم مسلمون كلهم مع ذلك.

ولو كان مجرد الإقرار بأنها حرام وباطل لفعلها عصاة المسلمين كما شربوا الخمر، فالمهم أن يعتقدوا بأنها حرام وباطل إلا إذا استحلوها، فتوصلنا إلى أن الكفر لا يكفر صاحبه إلا إذا فعله مستحلا، ومع ذلك قال مرة أن من لم يعتقد أن دعاء غير الله شرك أكبر بل أصغر ففعله لا يعذر بالجهل.

قال: مع أن القياس الصحيح على الخوارج هو أن نقيس أسلمة اليهود والنصارى على تكفير المسلمين.

أقول: من يقول بإسلام اليهود والنصارى لم يحقق الإسلام وإن احتج بجهلهم (وللعلم فللمخالف قولان في هذه القضية)، ولا يمكن أن يكون موحدا وهو يجهل تكفيرهم إن عاين كفرهم، ومن يقول بكفر المسلم لمعاصيه كما فعل الخوارج يكون قد حقق التوحيد ولم يشرك بالله، ولا يهدم توحيده الإعتقاد جهلا بأن السارق كافر.

قال: تكفير المسلم أمر عظيم في الدين وعقابه شديد عند رب العالمين، وللعلم فإن الأحاديث الشرعية لم تتطرق إلى مسألة تكفير المشرك كما تطرقت إلى تكفير المسلمن، ففي حين علمنا أن تكفير المسلم كفر لتواتر الأدلة الشرعية الصريحة على ذلك ما علمنا أن أسلمة المشرك كفر إلا بالإستنباط الشرعي، إذ لا دليل صريح عليه.

أقول: إذن تكفير المسلم ذنب عظيم، أما الإعتقاد بإسلام الكفار كما هو واقع اليوم فهذا لا يوجد فيه نص صريح، وإنما هو اجتهاد واستنباط لا يعلمه إلا الراسخون في العلم، ويختلف فيه المسلمون كاختلافهم في الصلاة في الطريق إلى بني قريضة أو بعد الوصول إلى ديارهم، ولا ينكر هذا على هذا فهي مسائل اجتهادية، والكتاب والسنة ليس فيهما حكم صريح في الكفار، هكذا مطلقا، يعني حتى اليهود والنصارى وكفار قريش لا نص على كفرهم.

ويظن مع هذا أنه يمكن أن يكون الناس مسلمين ويكون لهم كيان وأمة، ويمكنهم أن يجاهدوا الكفار ويبغضوهم وبعضهم يعتقد في في كفرهم ويعاديهم وبعضهم يعتقد في إسلامهم ويواليهم، بل بعضهم يرى فعلهم معصية لا تنفي الإسلام عنهم، وبعضهم يراها كفرا.

يبدو أن الأمور قد خرجت عن نطاقها. فنحن أمام فسيفساء من العقائد المتناقضة، لأن همه الوحيد هو الإستماتة في الدفاع عن طائفة بما أوتي من قوة وإن خرّب عقيدة الإسلام.

قال عن الذين لا يكفّرون المشركين: أن ضلالتهم أقل بكثير من ضلالة الخوارج، فحيث إن الخوارج أخرجوا المنتسب إلى الإسلام من الدين بشبهة (أي أخرجوه من الأصل) فهؤلاء أبقوا الأصل في المنتسب إلى الإسلام( وهو الإسلام) لشبهة، فكانت ضلالة الخوارج أعظم ضلالة من هؤلاء إن صح وصفنا لها بالضلالة.

أقول: إن الخوارج عذروا بالشبهة لأنهم لم يشكوا في كون الكفر كفرا كما يشك هؤلاء الذين يدافع عنهم ويعذرهم إن جهلوا أن الكفر كفر، وهو لا يعتبرها ضلالة ولا بدعة ولا معصية، فهي حق حسب عقيدته أو اجتهاد يؤجرون عليه، إن لم يؤجروا مرتين فمرة على الأقل، ويكفي عنده الإعتقاد عموما وإطلاقا ونظريا بكفر العابد لغير الله، مع أنه يرى أن لا دليل عليه أيضا.

قال: هم يكفّرون العابد لغير الله بالعموم لكن الخلاف معهم في تنزيل الأحكام الشرعية أي الحكم القضائي.

أقول: يكفي عنده الإعتقاد عموما وإطلاقا أي نظريا بكفر العابد لغير الله، ولا ادري من اين اتى بالدليل على وجوب الإعتقاد عموما بكفر الكافر مادام ليس هناك نص صريح على التكفير كما يقول، وما دام يجيز إسلامهم حتى وإن لم يعتبروا الكفر كفرا، وإنما هو حرام فقط، ولا ندري ما هي الأحكام الشرعية التي ينزّلها ما دام ليس هناك نص كما يقول، وما دام من واجبنا رد الأمر إلى القاضي الذي لا يوجد أصلا اليوم، ولا أدري لماذا لا يكون الحكم بإسلام الناس بعد الرجوع إلى القاضي.

إن الإنطلاق من أحاديث تحريم تكفير المسلم هو الذي أدى إلى هدم التوحيد والتسوية بين المشركين ومبتدعة المسلمين، بل تفضيل المشركين عليهم، إنه عاقبة الإنطلاق من الفرع إلى الأصل، ومن الإستثناء إلى القاعدة.

نسأل الله أن يهدينا لما فيه الخير وأن يبعدنا عن العصبية ويجمعنا على كلمة سواء بيننا وبينكم، إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.

المغيرة
2009-03-29, 04:14 PM
(البيان الاسلامي)

جزاك الله خيرا"..

المشكلة كامنة في ان القوم جاهلون بالاسلام لذلك يتخبطون ولايستطيعون تنزيل الاحكام على الواقع
فيحصرون القضية في الأعتقاد ولا ادري اي أعتقاد يقصدون ؟
ومن تأمل في حال المشركين في وقت البعثة ودخولهم للاسلام يعلم يقيننا" أنهم يفهمون ان (لا اله الا الله ) تعني تكفيرهم
والبراة منهم.
ولذلك تجد كل من ياتي الى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الاسلام يحكم بكفر نفسه أولا" وكفر من خرج من دينهم والا
لايكون معني لدخوله الاسلام وعندماي ريد الفرد منهم الدخول في الاسلام يأتي بعد أن يتيقن من كفر نفسه والا لما أتي الى
النبي صلى الله عليه وسلم واراد الاسلام لان من المشركين من يظن انهم على الحق (ملة ابراهيم) عليه السلام ..

ولكن آني يفهم من لايريده ؟ بل يريد ما يؤيد مذهبه ومعتقده ..

والله المستعان..
والحمد لله رب العالمين..