احمد ابو انس
2025-06-03, 09:53 PM
قدوم فَرْوَة بن مسيك المراديّ
382 - وقد كان قدم على رسول الله في هذه السنة -أعني: سنة عشر- قبل قدوم عمرو بن معد يكرب، فرْوَةُ بن مُسَيك المُراديّ مفارقًا لملوك كِندة. فحدثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، قال: قدِم فَرْوة بن مُسيك المراديّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مفارقًا لملوك كِنْدَة، ومعاندًا لهم؛ وقد كان قبَيلَ الإسلام بين مُراد وهَمْدان وقعة أصابت فيها هَمْدان من مُرَاد ما أرادوا؛ حتى أثخنوهم في يوم كان يقال له: الرَّزْم؛ وكان الذي قاد هَمْدان إلى مُراد الأجدع بن مالك، ففضحهم يومئذ، وفي ذلك يقول فَرْوة بن مُسَيك:
فَإنْ نَغْلِبْ فغلَّابونَ قِدْمًا ... وإن نُهْزَمْ فغَيرُ مُهَزَّمِينا
وإنْ نُقْتَل فلا جُبْنٌ ولكن ... منايانا وطُعْمَةُ آخَرِينا
كَذَاك الدَّهْر دولته سِجَالٌ ... تكرُّ صُرُوفُه حينًا فحينا
فبَينَاهُ يُسَرُّ بِهِ وَيرضَى ... ولَو لُبِسَتْ غَضارَتهُ سِنِينَا
إذ انْقَلَبَتْ بِهِ كرَّاتُ دَهْرٍ ... فألفى للأولى غَبَطُوا طَحِينا
ومَنْ يُغْبَط برَيبِ الدَّهْرِ منهم ... يجِدْ رَيبَ الزّمَانِ لَه خَؤونا
فلَوْ خَلَدَ الملوكُ إذًا خَلَدْنا ... ولوْ بَقِيَ الكِرامُ إذًا بَقِينا
فأفْنى ذَاكُمُ سَرَوَات قوْمِي ... كما أفْنى القرون الأوّلينا
ولما توجّه فروة بن مُسَيك إلي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مفارقًا لملوك كِنْدة قال:
لما رَأَيتُ ملوكَ كِنْدَة أَعْرَضت ... كالرِّجْل خَانَ الرِّجْلَ عِرْقُ نسَائها
يمّمْتُ رَاحلتي أَؤُمُّ مُحَمَّدًا ... أرْجُوا فوَاضِلها وَحُسْنَ ثَرَائها
قال: فلمّا انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له رسول الله -فيما بلغني-: يا فرْوة، هل ساءك ما أصاب قومك يومك يوم الرَّزم؟ فقال: يا رسول الله، ومَنْ ذا يصيب قومَه مثل ما أصاب قومِي يوم الرّزم لا يسوؤه ذلك! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أما إنّ ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيرًا. فاستعمله رسولُ الله على مُراد وزُبَيد ومَذْحِج كلّها؛ وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصَّدَقة، وكان معه في بلاده حتى تُوفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (1). (3: 134/ 135).__________
(1) قال محقق كتاب تاريخ الطبري : هذا إسناد مرسل ضعيف، وقال ابن سعد في طبقاته: قدم فروة سنة عشر على رسول الله مفارقًا لكندة تابعًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم استعمل على مراد وزبيد ومذحج كلها وكان يسير فيها وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقات (تسمية من نزل اليمن من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - 5/ 342 / ح 1709). طبعة إحياء التراث.
وأخرج من طريق الواقدي عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: قدم فروة بن مسيك المرادي وافدًا على رسول الله مفارقًا لملوك كندة ... الخبر مختصرًا (1/ 158) والواقدي متروك.
الكتاب: صحيح وضعيف تاريخ الطبري
المؤلف: الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري
382 - وقد كان قدم على رسول الله في هذه السنة -أعني: سنة عشر- قبل قدوم عمرو بن معد يكرب، فرْوَةُ بن مُسَيك المُراديّ مفارقًا لملوك كِندة. فحدثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، قال: قدِم فَرْوة بن مُسيك المراديّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مفارقًا لملوك كِنْدَة، ومعاندًا لهم؛ وقد كان قبَيلَ الإسلام بين مُراد وهَمْدان وقعة أصابت فيها هَمْدان من مُرَاد ما أرادوا؛ حتى أثخنوهم في يوم كان يقال له: الرَّزْم؛ وكان الذي قاد هَمْدان إلى مُراد الأجدع بن مالك، ففضحهم يومئذ، وفي ذلك يقول فَرْوة بن مُسَيك:
فَإنْ نَغْلِبْ فغلَّابونَ قِدْمًا ... وإن نُهْزَمْ فغَيرُ مُهَزَّمِينا
وإنْ نُقْتَل فلا جُبْنٌ ولكن ... منايانا وطُعْمَةُ آخَرِينا
كَذَاك الدَّهْر دولته سِجَالٌ ... تكرُّ صُرُوفُه حينًا فحينا
فبَينَاهُ يُسَرُّ بِهِ وَيرضَى ... ولَو لُبِسَتْ غَضارَتهُ سِنِينَا
إذ انْقَلَبَتْ بِهِ كرَّاتُ دَهْرٍ ... فألفى للأولى غَبَطُوا طَحِينا
ومَنْ يُغْبَط برَيبِ الدَّهْرِ منهم ... يجِدْ رَيبَ الزّمَانِ لَه خَؤونا
فلَوْ خَلَدَ الملوكُ إذًا خَلَدْنا ... ولوْ بَقِيَ الكِرامُ إذًا بَقِينا
فأفْنى ذَاكُمُ سَرَوَات قوْمِي ... كما أفْنى القرون الأوّلينا
ولما توجّه فروة بن مُسَيك إلي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مفارقًا لملوك كِنْدة قال:
لما رَأَيتُ ملوكَ كِنْدَة أَعْرَضت ... كالرِّجْل خَانَ الرِّجْلَ عِرْقُ نسَائها
يمّمْتُ رَاحلتي أَؤُمُّ مُحَمَّدًا ... أرْجُوا فوَاضِلها وَحُسْنَ ثَرَائها
قال: فلمّا انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له رسول الله -فيما بلغني-: يا فرْوة، هل ساءك ما أصاب قومك يومك يوم الرَّزم؟ فقال: يا رسول الله، ومَنْ ذا يصيب قومَه مثل ما أصاب قومِي يوم الرّزم لا يسوؤه ذلك! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أما إنّ ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيرًا. فاستعمله رسولُ الله على مُراد وزُبَيد ومَذْحِج كلّها؛ وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصَّدَقة، وكان معه في بلاده حتى تُوفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (1). (3: 134/ 135).__________
(1) قال محقق كتاب تاريخ الطبري : هذا إسناد مرسل ضعيف، وقال ابن سعد في طبقاته: قدم فروة سنة عشر على رسول الله مفارقًا لكندة تابعًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم استعمل على مراد وزبيد ومذحج كلها وكان يسير فيها وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقات (تسمية من نزل اليمن من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - 5/ 342 / ح 1709). طبعة إحياء التراث.
وأخرج من طريق الواقدي عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: قدم فروة بن مسيك المرادي وافدًا على رسول الله مفارقًا لملوك كندة ... الخبر مختصرًا (1/ 158) والواقدي متروك.
الكتاب: صحيح وضعيف تاريخ الطبري
المؤلف: الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري