مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث وآثار صحيحة في فضائل أهل اليمن
احمد ابو انس
2025-05-29, 05:38 PM
عن عتبة بن عبد أنه قال إن رجلاً قال يا رسول الله العن أهل اليمن فإنهم شديد بأسهم كثير عددهم حصينة حصونهم فقال لا ثم لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مروا بكم يسوقون نساءهم يحملون أبناءهم على عواتقهم فهم مني وأنا منهم. رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين فارس والروم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مروا بكم أهل اليمن يسوقون نسائهم يحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم. وإسنادهما حسن. فقد صرح بقية بالسماع. وعن أبي ثور الفهمي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فأتى بثوب من ثياب المعافر فقال أبو سفيان لعن الله هذا الثوب ولعن من يعمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنهم فإنهم مني وأنا منهم. رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن.
وهذا من كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي.
قال الإمام أحمد بن حنبل في "المسند": حدثنا حيوة بن شريح، حدثنى بقية، حدثنى بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن عبد أنه قال: إنّ رجلا قال: يا رسول الله العن أهل اليمن فإنهم شديد بأسهم كثير عددهم حصينة حصونهم، فقال: «لا»، ثم لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأعجميين، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا مروا بكم يسوقون نساءهم يحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم منى وأنا منهم».
وقال ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني": حدثنا الحوطي وهشام بن عمار قالا: ثنا بقية، عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن عبد السلمي -رضي الله عنه-: أن رجلا قال: يا رسول الله العن أهل اليمن فأنهم شديد بأسهم كثيرة عددهم حصينة حصونهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-:"لا"، ثم لعن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- الأعجمين:فارس والروم، وقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-:" إذا مروا بكم -يعني أهل اليمن- يسوقون نساءهم ويحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم ".
وقال الطبراني في "مسند الشاميين": حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أبي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن عبد:أن رجلا قال: يا رسول الله العن أهل اليمن، فإنهم شديد بأسهم، كثير عددهم، حصينة حصونهم، فقال: «لا»، ثم لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأعجمين فارس والروم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مر بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم، ويحملون أبناءهم على عواتقهم، فإنهم مني وأنا منهم».
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد":"رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين فارس والروم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مروا بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون أبناءهم على عواتقهم، فإنهم مني وأنا منهم"، وإسنادهما حسن فقد صرح بقية بالسماع". والله الموفق.
أقول: إسناد الحديث صحيح، عند الطبراني في "مسند الشاميين"، لأن فيه متابعة إسماعيل بن عياش لبقية بن الوليد، وإسماعيل يروي هذا الحديث عن الشاميين وهو صحيح الرواية عنهم كما نصّ أئمة الحديث على ذلك، والله الموفق.
منقول
احمد ابو انس
2025-05-29, 05:43 PM
35 - " إن الله استقبل بي الشام ، و ولى ظهري اليمن ، ثم قال لي : يا محمد إني قد
جعلت لك ما تجاهك غنيمة و رزقا ، و ما خلف ظهرك مددا ، و لا يزال الله يزيد
أو قال يعز الإسلام و أهله ، و ينقص الشرك و أهله ، حتى يسير الراكب بين كذا
- يعني البحرين - لا يخشى إلا جورا ، و ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 46 :
رواه أبو نعيم ( 6 / 107 - 108 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 377 -
378 ط ) عن ضمرة عن السيباني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة
مرفوعا . و قال :
" غريب من حديث السيباني تفرد به ضمرة بن ربيعة " .
قلت : و هو ثقة و كذا السيباني و هو بفتح المهملة و وقع في " الحلية "
و " التاريخ " في مواطن عدة ( الشيباني ) بالمعجمة و هو تصحيف ، و اسمه يحيى
ابن أبي عمرو .
و أما الحضرمي هذا فوثقه العجلي و ابن حبان ، لكن قال الذهبي :
" ما علمت روى عنه سوى يحيى " .
قلت : و لشطره الثاني شواهد تقدم أحدها في المقال الأول ( رقم 3 ) .
و قد تابعه عبد الله بن هانىء عند ابن عساكر ، و لم أعرفه .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 141 / 1 ) للطبراني في
" الكبير " أيضا و ابن عساكر .
احمد ابو انس
2025-05-29, 05:44 PM
527 - " قد أقبل أهل اليمن و هم أرق قلوبا منكم ( قال أنس ) : و هم أول من جاء
بالمصافحة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 50 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 967 ) و أحمد ( 3 / 212 - 251 ) من طرق عن
حماد بن سلمة عن حميد عن أنس بن مالك قال : " لما جاء أهل اليمن قال النبي
صلى الله عليه وسلم ... " . و السياق للبخاري دون الزيادة و ظاهره أن قوله :
" و هم ... " من تمام الحديث المرفوع و على ذلك جرى الحافظ في " الفتح " ( 11 /
46 ) فقال بعد أن عزاه للبخاري : " بسند صحيح من طريق حميد ... " و في " جامع
ابن وهب من هذا الوجه : و كانوا أول من أظهر المصافحة " . ثم لم ينبه على أن
هذه الزيادة مدرجة فيه و أنها من قول أنس رضي الله عنه كما تدل عليه الزيادة
بين المعكوفتين و هي عند أحمد في رواية : حدثنا عفان حدثنا حماد به . و السند
صحيح على شرط مسلم و حميد قد صرح بالتحديث في رواية يحيى بن أيوب عنه قال :
سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقدم عليكم غدا
أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم " . قال : فقدم الأشعريون ، فيهم أبو موسى
الأشعري ، فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون :
غدا نلقى الأحبة محمدا و حزبه .
فلما أن قدموا تصافحوا ، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة " أخرجه أحمد ( 3 /
155 ، 223 ) . قلت : و إسناده صحيح أيضا على شرط مسلم .
احمد ابو انس
2025-05-29, 05:46 PM
1084 - " الملك في قريش و القضاء في الأنصار و الآذان في الحبشة و الشرعة في اليمن
و الأمانة في الأزد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 72 :
أخرجه أحمد ( 2 / 364 ) : حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن أبي صالح قال :
حدثني أبو مريم أنه سمع أبا هريرة يقول مرفوعا . و هذا إسناد صحيح رجاله
ثقات رجال مسلم غير أبي مريم و هو الأنصاري و هو ثقة كما في التقريب . و قد
أخرجه الترمذي ( 2 / 329 - طبع بولاق ) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا زيد بن حباب
به دون قوله : " و الشرعة في اليمن " . ثم رواه من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن
معاوية بن صالح به نحوه عن أبي هريرة و لم يرفعه . و قال : " و هذا أصح من حديث
زيد بن حباب " .
قلت : زيد ثقة صدوق كما في " الميزان " و قد رفعه ، و هي زيادة يجب قبولها كما
تقرر في المصطلح . و الحديث أورده في " المجمع " ( 4 / 192 ) و قال : " رواه
أحمد و رجاله ثقات " .
قلت : و لبعضه شواهد ، فانظر الحديث المتقدم مر بنا برقم ( 1039 ) و " الإرواء
" ( 513 ) .
احمد ابو انس
2025-05-29, 05:48 PM
1659 - " إن الله يبعث ريحا من اليمن ، ألين من الحرير ، فلا تدع أحدا في قلبه مثقال
حبة من إيمان إلا قبضته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 215 :
أخرجه مسلم ( 1 / 76 ) و البخاري في " التاريخ " ( 3 / 109 / 1 ) و السراج في
" مسنده " ( 5 / 88 - 89 ) و الحاكم ( 4 / 455 ) من طريق صفوان بن سليم عن عبد
الله بن سليمان الأغر عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد و لم يخرجاه
" . و وافقه الذهبي .
قلت : فوهما مرتين : استدراكه على مسلم و قد أخرجه . و تصحيحه تصحيحا مطلقا غير
مقيد بكونه على شرط مسلم . و لعل هذا الوهم هو منشأ تقصير السيوطي في " الجامع
الصغير " في عزوه الحديث للحاكم فقط . و انطلى ذلك على المناوي فلم يستدرك عليه
خلافا لغالب عادته ، و الغريب أنه قد عزاه في " الجامع الكبير " ( 1 / 156 / 2
) لمسلم أيضا ! فأصاب .
احمد ابو انس
2025-05-29, 05:49 PM
1775 - " أهل اليمن أرق قلوبا و ألين أفئدة و أنجع طاعة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 377 :
أخرجه الإمام أحمد في " المسند " ( 4 / 154 ) من طريق مشرح بن هاعان أنه سمع
عقبة بن عامر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن ، و رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مشرح هذا ، و قد
وثقه ابن معين ، و كذا ابن حبان . ثم تناقض فأورده في " الضعفاء " ! و الحديث
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 55 ) : " رواه أحمد و الطبراني - و قال
: و أسمع طاعة - و إسناده حسن " . ( أنجع ) أي أنفع .
احمد ابو انس
2025-05-29, 05:51 PM
2606 - " كان يعرض يوما خيلا و عنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري ، فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم : أنا أفرس بالخيل منك . فقال عيينة : و أنا أفرس بالرجال
منك ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : و كيف ذاك ؟ قال : خير الرجال رجال
يحملون سيوفهم على عواتقهم ، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم ، لابسو البرود من
أهل نجد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبت ، بل خير الرجال رجال أهل
اليمن ، و الإيمان يمان إلى لخم و جذام و عاملة ، و مأكول حمير خير من آكلها ،
و حضرموت خير من بني الحارث ، و قبيلة خير من قبيلة ، و قبيلة شر من قبيلة ،
والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما ، لعن الله الملوك الأربعة : جمداء و
مخوساء و مشرخاء و أبضعة ، و أختهم العمردة . ثم قال : أمرني ربي عز وجل أن
ألعن قريشا مرتين ، فلعنتهم . و أمرني أن أصلي عليهم ، فصليت عليهم مرتين . ثم
قال : عصية عصت الله و رسوله غير قيس و جعدة و عصية <1> . ثم قال : لأسلم و
غفار و مزينة و أخلاطهم من جهينة ، خير من بني أسد و تميم و غطفان و هوازن عند
الله عز وجل يوم القيامة . ثم قال : شر قبيلتين في العرب نجران و بنو تغلب ، و
أكثر القبائل في الجنة مذحج و مأكول " .
-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل ، و كذا في " جامع المسانيد " ( 10 / 19 ) و " المجمع " ، و لم
يتبين لي وجه استثنائه بعد إثباته ! . اهـ .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 208 :
أخرجه الإمام أحمد ( 4 / 387 ) : حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثني
شريح بن عبيد عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن عمرو بن عبسة السلمي قال :
فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات . ثم رواه أحمد من طريق يزيد
بن يزيد بن جابر عن رجل عن عمرو بن عبسة به مختصرا دون قوله : " ثم قال : أمرني
ربي أن ألعن قريشا ... " . و رجاله ثقات . و أخرج منه ابن أبي خيثمة في "
التاريخ " ( 2 / 10 / - مخطوطة الرباط ) من طريق أبي حمزة العبسي عن عبد الرحمن
بن جبير بن نفير و راشد بن سعد عن جبير بن نفير عن عمرو بن عبسة قوله : " لأسلم
و غفار ... " إلى آخره دون ذكر القبيلتين . و رجاله ثقات غير أبي حمزة العبسي
فلم أعرفه . ثم تبين أن الصواب ( العنسي ) بالنون الساكنة ، و اسمه عيسى بن
سليم الحمصي ، و هو صدوق من رجال مسلم . و الحديث أورده الهيثمي ( 10 / 43 )
بتمامه و قال : " رواه أحمد متصلا و مرسلا و الطبراني ، و رجال الجميع ثقات " .
و القدر الذي أخرجه ابن أبي خيثمة له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به دون
قوله أيضا : " و أكثر القبائل في الجنة مذحج و مأكول " . أخرجه مسلم ( 7 / 179
) .
احمد ابو انس
2025-05-29, 05:52 PM
3083- ( ليتَ شِعْري! متى تَخْرُجُ نارٌ من اليمن من جبل الوِرَاقِ؛ تضيء منها أعناقُ الإبل بُروكاً بِبُصرى كضَوْءِ النهارِ).
قال الالباني في السلسلة الصحيحة :
أخرجه أحمد (5/144): ثنا وهب بن جرير: ثنا أبي قال: سمعت الأعمش يحدث عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن حبيب بن جماز عن أبي ذر قال:
أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلنا (ذا الحليفة)، فتعجلت رجال إلى المدينة ، وبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وبتنا معه، فلما أصبح سأل عنهم ؟ فقيل: تعجلوا إلى المدينة. فقال :
"تعجلوا إلى المدينة والنساء! أما إنهم سيدعونها أحسن ما كانت ". ثم قال... فذ كره.
وأخرجه ابن حبان (1891- موارد) من طريق علي بن المديني: حدثنا وهب ابن جرير به، وزاد- بعد قوله: "أحسن ما كانت "- :
"وقال للذين تخلفوا معروفاً". وهي عند البزار في "مسنده " (2/53- 54).
قلت: وهذا إسناد جيد في نقدي، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير حبيب بن جماز؛ ترجمه البخاري وابن أبي حاتم برواية سماك بن حرب عنه أيضاً، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان في "الثقات " (4/139)؛ وكذا العجلي فقال (106/245):
"كوفي تابعي ثقة".
قلت: وروى عنه عمرو بن قيس أيضاً؛ كما يأتي قريباً، فهؤلاء ثلاثة من الثقات رووا عنه مع توثيق من ذُكر، وتصحيح ابن حبان لحديثه، وكذا الحاكم والذهبي كما سيأتي، فالنفس تطمئن لروايته والحالة هذه؛ ولا سيما أن لحديثه شواهد كثيرة في الجملة.
ثم أخرجه أحمد: ثنا معاوية بن عمرو: ثنا زائدة عن الأعمش بسنده المذكور عن أبي ذر قال:
كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -... فذكر معناه.
وبهذا الإسناد أخرج ابن أبي شيبة (15/78/19166) منه حديث الترجمة فقط، ومن طريقه: أخرجه ابن شبة في "أخبار المدينة " (1/ 280) بتمامه.
وأخرجه الحاكم (4/442) من طريق أبي أسامة: حدثني زائدة به بتمامه. وقال:
"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي.
وكذلك أخرجه ابن أبي شيبة أيضاً (19162): حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن رجل عن أبي ذر به.
وهذا إسناد جيد أيضاً؛ لأن الرجل هو حبيب بن جماز المصرح به فيما تقدم من إلأسانيد.
(تنبيه): اختلفوا كثيراً في ضبط "جماز"؛ فقيل هكذا (1)؛ وقيل: "جمار"؛ وقيل: " حمار"، وغير ذلك انظر " التعجيل "، والتعليق على " التاريخ " وغيرهما. وللحديث شاهد من حديث حذيفة بن أسيد مرفوعاً بلفظ:
"إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات.. " الحديث، وفيه:
"ونار تخرج من قعر عدن ". وفي رواية:
"وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ".
أخرجه مسلم (8/179)، وغيره كابن حبان (6804- الإحسان).
واعلم أن هذه النار التي تخرج من اليمن قبل قيام الساعة، هي غير النار التي خرجت في المدينة سنة (654 هـ) وفق قوله - صلى الله عليه وسلم - :
"لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى".
أخرجه البخاري(7118)؛و مسلم(8/180)؛و ابن حبان(6800- الإحسان)؛ وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " (1/147)، والحاكم (4/443) من حديث سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً. وهو من الأحاديث التي خلا منها "مسند أحمد" على سعته.
وللحديث شاهد آخر مختصر من حديث ابن عمر؛ صححه الترمذي وابن حبان، وهو مخرج في "فضائل الشام " رقم (11)، ورواه ابن أبي شيبة أيضاً (15/78).وراجع لشرح حديث الشيخين:"فتح الباري"(13/78- 79).*
__________
(1) وهو مارجحه ابن ماكولا(2/547).(الناشر)
احمد ابو انس
2025-05-29, 05:53 PM
3127- (خيرُ الرِّجالِ رِجالُ أهْلِ اليمنِ ، والإيمانُ يمانٍ إلى لَخْمٍ وجُذَامٍ وعاملةَ، ومأكولُ حِميرَ خيرٌ من آكلِها، وحَضْرَموتُ خيرٌ من بني الحارث، وقبيلةٌ خيرٌ من قبيلةٍ، وقبيلةٌ شرٌّ من قبيلةٍ، واللهِ! ما أبالي أن يَهْلِكَ الحارثانِ كلاهُما، لعنَ الله الملوكَ الأربعةَ: جَمدَاءَ، ومِخْوَسَاءَ، ومِشْرَحَاء، وأبْضَعَةَ، وأُخْتَهُم العمَرَّدَةَ .
ثُمَّ قَالَ:
أمَرَني ربِّي عز وجل أن ألعنَ قريشاً مرّتين، فلعنتُهم، فأمرني أن أُصلّيَ عليهم؛ فصلَيتُ عليهم مرتين. ثم قال:
"عصيَّةُ عصتِ الله ورسولَه؛ غير قيْسٍ وجعْدَة وَعُصَيَّةَ (1).
ثم قال:
لأسْلمُ، وغِفَارُ، ومزينةُ، وأخلاطُهم من جُهَيْنَةَ: خَيْرٌ من بني أسدٍ وتميم وغَطَفَانَ وهَوَازِنَ عندَ الله عزّ وجلّ يوم القيامة.
ثم قال:
شرُّ قبيلتين في العرب: نَجْرَان وَ بنُو تَغْلِب، وأكثرُ القبائل في الجنة مَذحجُ و مَأكُولٌ ) .
قال الالباني في السلسلة الصحيحة :
أخرجه الإمام أحمد (4/ 387) والسياق له، والحاكم (4/81) من طريق عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن عمرو بن عَبَسَة السُّلَمِيِّ قال:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض يوماً خيلاً، وعنده عُيَيْنَةُ بن حِصْن بن بدر الفَزَاري ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أفرس بالخيل منك "، فقال عُيَيْنَةُ وأنا أفرس بالرجال منك، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وكيف ذاك ؟ "، قال: خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم، لابسو البرود من أهل نجد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"كذبت، بل خير الرجال رجال أهل اليمن.. " الحديث.
وقال الحاكم:
"غريب المتن، صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وأخرج النسائي في "السنن الكبرى" (5/92/8351) الجملة الأخيرة منه، دون قوله: " ومأكول... ".
ثم رواه أحمد من طريق يزيد بن يزيد بن جابر، عن رجل، عن عمرو بن عبسة قال " فذكره مختصراً، وفيه:
"وما أبالي أن يهلك الحيان كلاهما، فلا قيل ولا مُلْكَ إلا لله عز وجل... ".
وقال الهيثمي عقبه (10/43):
"رواه أحمد متصلاً، مرسلاً والطبراني، وسمى الثاني: بسر بن عبيد الله. ورجال الجميع ثقات ".
وله شاهد نحو الرواية الأولى مختصراً: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/98/192) من طريق عبد الرزاق: أخبرني ثور بن يزيد عن
__________
(1)كذا الأصل،وكذا في"المجمع"برواية أحمد،وفي" المستدرك ": "وعصمة ".
__________
خالد بن معدان عن معاذ بن جبل... فذكره نحوه.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ، كما قال الهيثمي (1).
__________
(1) وقد سبق تخريج الشيخ لهذا الحديث في المجلد السادس من هذه "السلسلة" (2606)، ولا يخلو كلاهما من فائدة. *
احمد ابو انس
2025-05-29, 05:55 PM
3367- (إني أجد نفس الرحمن من هنا- يشير إلى اليمن).
قال الالباني في السلسلة الصحيحة :
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/60/6358): حدثنا أبو زرعة: ثنا أبو اليمان: ثنا إسماعيل بن عياش عن الوليد بن عبدالرحمن. (ح) ثنا بكر بن سهل: ثنا عبدالله بن يوسف: ثنا عبدالله بن صالح الحمصي: حدثني إبراهيم بن سليمان الأفطس عن الوليد بن عبدالرحمن الجرشي عن جبير بن نفير: حدثني سلمة بن نفيل السكوني قال:
دنوت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، حتى كادت ركبتاي تمسان فخذه، فقلت: يارسول الله! تركت الخيل، وألقي السلاح، وزعم أقوام أن لا قتال! فقال:
"كذبوا! الآن جاء القتال، لا تزال من أمتي أمة قائمة على الحق، ظاهرة على الناس، يزيغ الله قلوب قوم قاتلوهم لينالوا منهم ".
وقال وهو مول ظهره إلى اليمن:... فذكر الحديث، وزاد:
"ولقد أوحي إلي أني مكفوف (1) غير ملبث، وتتبعوني أفناداً، والخيل معقود
في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها".
قلت: واسناده صحيح من الوجه الأول عن الوليد بن عبدالرحمن، وهو ثقة
من رجال مسلم.
وفي الوجه الآخر بكر بن سهل؛ فيه ضعف.
وشيخ عبدالله بن صالح الحمصي لم أعرفه! ثم تبين أن اسم أبيه محرف، صوابه (سالم) ، فقد رأيت البيهقي قد أخرج الحديث في "الأسماء والصفات " (ص 462- 463) من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني: أنا عبدالله بن يوسف: أنا عبدالله بن سالم الحمصي: ثنا إبراهيم بن سليمان الأفطس به.
قلت: فهو إسناد صحيح أيضاً؛ لأن عبدالله بن سالم الحمصي- وهو الأشعري- ثقة اتفاقاً، ومن رجال البخاري.
ومن ضلال الشيخ الكوثري، ومعاداته للسنة وأحاديث الصفات، وتضليله للقراء : تعليقه في حاشية "الأسماء" على ابن سالم هذا بقوله:
"كان أبو داود يذمه "!
__________
(1) كذا الأصل! وفي " الجامع الكبير" (1/306) برواية الطبراني: "مقبوض "، وكذلك هو عنده في رواية أخرى.
__________
فتعامى عن أقوال الأئمة المجمعة على توثيقه، وتشبث بذم أبي داود إياه لمذهبه، وقد أخرج له في "سننه "، وهو يعلم أن ذلك لا يضر في عدالته وصحة حديثه عند العلماء تنصيصاً و تفريعاً ، مع أن الحديث ليس له علاقة بالصفات؛ كما يأتي عن ابن تيمية.
على أنه قد توبع في الوجه الأول كما رأيت، فلا يضره الذم المذكور لو كان قدحاً في ثقته، ولكن هذا هو شأن أهل الأهواء؛ لا يخلصون للبحث العلمي، وإنما يتبعون منه ما يوافق أهواءهم! والله المستعان.
واعلم أن هذا الحديث قد جاء في بعض طرقه زيادة أخرى بلفظ:
"عقر دار المؤمنين بالشام" .
وكنت خرجته في المجلد الراج (1935)، فأعدت تخريجه هنا لحديث الترجمة، مستدركاً به على تخريجي إياه في "الضعيفة" في المجلد الثالث (1097)، لكن من حديث أبي هريرة، فهذا شاهد قوي له من حديث سلمة بن نفيل، أوجب علي تخريجه هنا، والتنبيه على أن الحديث صار به صحيحاً ، والحمد لله على توفيقه، وأسأله المزيد من فضله.
هذا؛ ويبدو أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يذهب إلى ثبوت الحديث، فقد رأيته سئل عن حديث: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض "، وعن هذا الحديث في "مجموع الفتاوى" (6/397 ـ 398 ) ؟ فضعف الأول، دون هذا، وقال مبيناً معناه، وأنه ظاهر فيه؛ فقال:
"فقوله في: "اليمن " يبين مقصود الحديث؛ فإنه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك، ولكن منها جاء الذين يحبهم ويحبونه، الذين
قال فيهم: (من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )؛ وقد روي أنه لما نزلت هذه الآية؛ سئل عن هؤلاء؛ فذكر أنهم قوم أبي موسى الأشعري (1). وجاءت الأحاديث الصحيحة، مثل قوله: "أتاكم أهل اليمن، أرق قلوباً، وألين أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية " (2). وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار، فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات، ومن خصص ذلك بأويس؛ فقد أبعد".
قلت: وعلى هذا المعنى فليس الحديث من أحاديث الصفات، ولذلك لم يورده الحافظ الذهبي في جملة أحاديثها في كتابه "العلو" الذي كنت اختصرته، وهو مطبوع، خلافاً للشيخ زاهد الكوثري الذي غمز من صحته كما تقدم مع الرد عليه، ولذلك كذب ابن تيمية رحمه الله ما حكاه الغزالي عن بعض الحنابلة أن الإمام أحمد لم يتأول إلا ثلاثة أشياء؛ منها هذا الحديث، فقال (5/398):
"فهذه الحكاية كذب على أحمد، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه، وهذا الحنبلي مجهول لا يعرف ".
ثم رأيت ابن الأثير قد أورد الحديث في مادة (نفس) من "النهاية "، وقال:
"قيل: عنى به الأنصار؛ لأن الله نفس بهم الكرب عن المؤمنين، وهم يمانون؛ لأنهم من الأزد، قال الأزهري: (النفس) في الحديث اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من: (نفس ينفس تنفيساً ونفساً )، كما يقال:(فرج يفرج تفريجاً وفرجاً )؛ كأنه قال: أجد تنفيس ربكم من قبل اليمن ".
__________
(1) فيه عدة أحاديث يدل مجموعها على صحة ذلك؛ انظر الحديث الآتي.
(2) متفق عليه، وهو مخرج في "الروض النضير" (1045). *
احمد ابو انس
2025-05-29, 06:07 PM
3368- لما نزلت هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) ؛ أوْمأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي موسى بشيء كان معه، فقال:
"هم قوم هذا ").
قال الالباني في السلسلة الصحيحة :
أخرجه الحاكم (2/313)، وابن أبي شيبة في "المصنف " (12/125)، وابن سعد في "الطبقات " (4/107)، وابن جرير في "التفسير" (6/183)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/371/1016) من طرق عن شعبة عن سماك بن حرب عن عياض الأشعري قال:... فذكره. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي في "المجمع " (7/16):
"رواه الطبرا ني، ورجاله رجال الصحيح ".
وأقول: عياض: هو ابن عمرو الأشعري، مختلف في صحبته. فقال الحافظ
في التقريب:
"صحابي، له حديث، وجزم أبو حاتم بأن حديثه مرسل، وأنه رأى أبا عبيدة
ابن الجراح؛ فيكون مخضرماً " .
قلت: وقد جاء موصولاً ؛ فقال ابن جرير: حدثنا ابن المثنى قال: ثنا أبو الوليد قال: ثنا شعبة عن سماك بن حرب، قال: سمعت عياضاً يحدث عن أبي موسى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية... الحديث نحوه.
قلت: وهذا إسناد صحيح متصل؛ فإن أبا الوليد هذا- واسمه هشام بن
عبدالملك- ثقة ثبت من رجال الشيخين؛ كما في "التقريب "، فالظاهر أن شعبة كان يرسله تارة ويسنده أخرى، فقد تابعه على إسناده عبدالصمد بن عبدالوارث: حدثنا شعبة به:
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره " (3/13/1).
ويشهد لهذا المسند: أنه قد توبع عليه من عبدالله بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب به.
أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (5/ 351) من طريق عبدالله بن أحمد بن حنبل قال: ثنا أبو معمر: حدثنا عبدالله بن إدريس به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم أيضاً؛ غير عبدالله بن أحمد ، وهو ثقة، وكذلك من دونه.
وللحديث شواهد:
أولاً: عن معاوية بن حفص قال: حدثنا أبو زياد- يعني: إسماعيل بن زكريا-
عن محمد بن قيس عن محمد بن المنكدر عن جابر قال:
سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )؟ قال: "هؤلاء قوم من اليمن، ثم من كندة، ثم من السكون، ثم من تجيب ".
أخرجه ابن أبي حاتم أيضاً، والطبراني في "المعجم الأوسط " (2/232/1414)، وقال- والسياق له-:
"لم يروه عن محمد بن قيس الأسدي إلا أبو زياد، ولا عن أبي زياد إلا معاوية، تفرد به أبو حميد".
كذا قال! ولم يتفرد به- وهو ثقة-؛ فقد تابعه محمد بن المصفى عند ابن أبي حاتم، ولكنه مضعف، قال الحافظ:
"صدوق، له أوهام، وكان يدلس ".
قلت: وقد صرح بالتحديث، لكنه لم يذكر في إسناده: (محمد بن قيس الأسدي)، فلعل ذلك من أوهامه ! وعلى كل حال فالإسناد جيد ، رجاله كلهم ثقات؛ غير معاوية بن حفص- وهو الشعبي الحلبي-، قال الحافظ:
" صد وق ".
ولذلك قال الهيثمي:
"رواه الطبراني في "الأوسط "، وإسناده حسن ".
ثانياً: قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج: حدثنا عبدالله بن الأجلح عن محمد بن عمرو عن سالم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مثل حديث جابر؛ لكنه لم يذكر: "ثم من تُجِيبَ ".
وإسناده جيد حسن؛ ومحمد بن عمرو: هو ابن علقمة المدني، وسالم هو ابن عبدالله بن عمر. وقد روي عن أبيه شيء من هذا؛ وهو:
ثالثاً: أخرج البخاري في "تاريخه " عن القاسم بن مخيمرة قال:
أتيت ابن عمر، فرحب بي ثم تلا: (من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي
الله بقوم يحبهم )، ثم ضرب على منكبي؛ وقال:
أحلف بالله؛ إنهم منكم أهل اليمن (ثلاثاً ).
ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (2/292).
رابعاً : قال شريح بن عبيد:
لما أنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه...) إلى آخر الآية؛ قال عمر: أنا وقومي هم يا رسول الله؟! قال:
"لا، بل هذا وقومه "؛ يعني: أبا موسى الأشعري.
أخرجه ابن جرير. وإسناده مرسل صحيح رجاله كلهم ثقات؛ فهو شاهد قوي
في الجملة. والله سبحانه وتعالى أعلم. *
احمد ابو انس
2025-05-29, 06:08 PM
3369- (لما نزلت: (إذا جاء نصر الله والفتح )، قال: أتاكم أهل اليمن؛ هم أرق قلوباً، الإيمان يمان، الفقه يمان، الحكمة يمانية).
قال الالباني في السلسلة الصحيحة :
أخرجه عبدالرزاق في "تفسيره " (2/ 404) ومن طريقه أحمد في "مسنده " (2/277): أنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال: سمعت أبا هريرة يقول:... فذ كره.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وقد أخرجه مسلم (1/52) وغيره من طريق أخرى عن ابن سيرين به دون الآية.
وكذلك أخرجه هو، والبخاري (4388-4390 )، وابن حبان (7253 و7255
- 7256)، وأبو عوانة (1/59 ـ60) وغيرهم من طرق أخرى عن أبي هريرة به، وهو مخرج في "الروض النضير" (1045).
لكن لزيادة الآية شاهد قوي من حديث ابن عباس، وله عنه طريقان، بل ثلاثة:
الأولى: الحسين بن عيسى الحنفي: حدثنا معمر عن الزهري عن أبي حازم
عنه قال:
بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة؛ إذ قال:
"الله أكبر، الله أكبر، جاء نصر الله، وجاء الفتح، وجاء أهل اليمن، قوم نقية قلوبهم، لينة طاعتهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية ".
أخرجه ا بن حبان (2299- موارد)، والطبري في "تفسيره " (30/215)، والبزار (3/316/2837- كشف الأستار)- مختصراً-، ولفظه:
".. إذ قال: الله أكبر (إذا جاء نصر الله والفتح )، وجاء أهل اليمن... ".
وقال البزار:
"لا نعلم أسند الزهري عن أبي حازم غير هذا".
قلت: ورجاله ثقات؛ غير الحسين بن عيسى، وهو ضعيف.
وقد خالفه في إسناده ابن ثور ؛ فقال هذا: عن معمر عن عكرمة:
لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح )؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"جاء نصر الله والفتح، وجاء أهل اليمن... " الحديث.
أخرجه ابن جرير، وإسناده مرسل صحيح، وقد جاء عنه مسنداً عن عكرمة
عن ابن عباس، وهو التالي:
الثانية: عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال:
لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح... ) إلى آخر السورة؛ قال: نُعِيت
لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه حين أنزلت، فأخذ في أشد ما كان [قط ] اجتهاداً في أمر الآخرة، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك:
"جاء الفتح، وجاء نصر الله، وجاء أهل اليمن ".
فقال رجل: يا رسول الله! وما أهل اليمن؛ قال:
"قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يمان" .
أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (6/525/11712) والطبراني في "المعجم الكبير" (11/328ـ329)، و"الأوسط " (3/15/2017) .
وروى أحمد الجملة الأولى منه (1/217) من طريق عطاء عن سعيد عن ابن عباس. وقال الهيثمي (7/ 144) عقبه:
"رواه أحمد، والطبراني في حديث طويل.. وفي إسناده هلال بن خباب، قال يحيى: ثقة مأمون لم يتغير، ووثقه ابن حبان، وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال "الصحيح "، وفي إسناد أحمد عطاء بن السائب، وقد اختلط ".
أما حديث هلال بن خباب؛ فحسن الإسناد، وقد قال الذهبي في "الكاشف ": "ثقة".
والأقرب قول الحافظ في "التقريب ":
"صدوق تغير بأخرة".ولذلك سكت في "الفتح" (8/ 100)عن الحديث ،
وقد عزاه للبزار.
الثالثة: وهي متابعة لهلال بن خباب من عبدالملك بن أبي بشير عن عكرمة
عن ابن عباس قال:
كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت (إذا جاء)، فقال:
"هم أهل اليمن ".
هكذا رواه البخاري في " التاريخ " (3/2/195)؛ فقال: وقال عبدالعزيز: حدثنا الخضر: حدثنا عمر عن عبدالملك بن أبي بشير...
قلت: وهذا إسناد حسن أيضاً، ومتابعة قوية من عبدالملك هذا؛ فإنه ثقة، وكذلك من دونه.
وعمر: هو ابن مجاشع المدائني، وفي ترجمته ساقه البخاري ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وكذلك فعل ابن أبي حاتم، لكن ذكره ابن حبان في "الثقات " (7/184) من رواية الخضر هذا عنه- وهو ابن محمد الحراني-؛ لكن ذكر له في "اللسان " راويين آخرين، وأن ابن معين قال؛ "لا بأس به "، فراجعه إن شئت، أو "تيسير الانتفاع ".
قلت: له شاهد من حديث ميناء عن عبدالله بن مسعود به:
أخرجه أحمد (1/449)؛ لكن ميناء هذا متروك. وقد روي بإسناد آخر أسوأ منه عن ابن مسعود مطولاً، وقد خرجته في "الضعيفة" (6445).
قلت: إن من فضل الله علي أن وفقني لتخريج هذه الفضائل لأهل اليمن وإحيائها، وبخاصة حديث الترجمة، فقد خفي على كثير من الحفاظ والمخرجين فضلاً عن غيرهم، فإنه وإن كان هناك منهم من ذكر شيئاً من طرقه وألفاظه ؛ فما منهم من أحد من أحاط بطرقه وشواهده التي تقويه، ومن وجد شيئاً منها فبدون تحقيق وتصحيح، فلنذكر من وقفنا على كلامهم:
أولاً: الحافظ ابن كثير؛ فإنه مع كثرة استحضاره لأحاديث "المسند" وعزوه إليه كثيراً، حتى قيل: إنه من أعلم الناس به، ومع ذلك؛ فقد فاته حديث الترجمة، فلم يذكره في تفسير سورة (النصر) (4/562)، وإنما ذكر حديث ابن عباس من الوجهين عنه من رواية ابن جرير والطبراني، وحديث عكرمة المرسل، وفاتته رواية البخاري عنه عن ابن عباس!
ثانياً: الحافظ ابن حجر؛ فإنه مع توسعه المعروف في تتبع ألفاظ الحديث في "الفتح " وتخريجها، وتمييز صحيحها من ضعيفها في الغالب، بحيث إننا لا نعرف له نظيراً في ذلك، ومع ذلك؛ فقد فاته حديث الترجمة وما تحته؛ إلا حديث هلال ابن خباب، ومن رواية البزار فقط، مع أنه شرح قوله - صلى الله عليه وسلم - : "أتاكم أهل اليمن.." في أكثر من موضع من "الفتح "، وأورده في "أطراف المسند" (8/36/10223) من رواية عبدالرزاق، لكن دون آية النصر!
ثالثاً: الحافظ السيوطي؛ فإنه مع ذكره لحديث الترجمة في "الدر المنثور" (6/408)، ولحديث ابن عباس أيضاً؛ فإنه قد أبعد النجعة في تخريجهما، فإنه عزا الأول لابن مردويه فقط ! والآخر لابن عساكر فحسب ! وسكت عن إسنادهما على عادته الغالبة.
رابعاً وأخيراً: قول مصحح "تاريخ البخاري " والمعلق عليه تعليقات علمية مفيدة، وهو الشيخ الفاضل عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني؛ قال في التعليق على قوله في الحديث (إذا جاء):
"كذا في الأصل ، ولعل ما بعد : " إذا جاء " سقط من الأصل ، فالله أعلم أي: "إذا جاء " أراد".
قلت: قد تبين- والحمد لله- من هذا التحقيق والتخريج أنه أراد (إذا جاء
نصر الله والفتح ) وعندي أنه لا سقط فيه ، وأنه من اختصار البخاري نفسه، وهي عادة له- لا تخفى على الشيخ الفاضل- في كثير من أحاديث الكتاب التي يذكر في بعض التراجم، وقد يكون الاختصار أحياناً اختصاراً شديداً يشبه اللغز، مثل قوله في ترجمة (عمر بن مسكين):
"يروي عن نافع عن ابن عمر في الجنائز".
لكن الباحث- أو الحافظ- من السهل عليه أن يهتدي إلى الحديث المشار إليه. وبالله التوفيق. *
احمد ابو انس
2025-05-29, 06:24 PM
3437- (يطلُعُ عليكم أهلُ اليمن كأنّهم السّحاب، هم خيارُ من في الأرض. فقال رجلٌ من الأنصار: ولا نحنُ يا رسولَ الله؟! فسكت، قال: ولا نحن يا رسول الله؟! فسكت، قال: ولا نحن يا رسول الله؟! فقال في الثالثة كلمةً ضعيفةً: إلا أنتُم).
قال الالباني في السلسلة الصحيحة :
أخرجه أحمد في "المسند" (4/84) وفي "الفضائل " (2/863- 864/1613) قال: ثنا يزيد بن هارون قال: أنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبدالرحمن عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال:
بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطريق مكة؛ إذ قال:... فذكره.
وبهذا الإسناد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (12/183- 184/12482) بنحوه مختصراً.
وأخرجه أبو يعلى (13/398/7401)، والبزار (3/317/2838)- معلقاً- والطبراني (2/134/1549)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/353) من طرق عن يزيد بن هارون به.
وقد توبع يزيد؛ فقال الطيالسي في "مسنده " (2/127/945): حدثنا شعبة عن ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبدالرحمن به.
ومن طريق الطيالسي: أخرجه البزار (2837)، وكذا البخاري في "التاريخ " (1/2/272/2434).
وتابعه الحارث بن يزيد الحضرمي عن الحارث [خال] ابن أبي ذئب:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع رأسه إلى السماء، فقال:
"أتاكم أهل اليمن كقطع الليل المظلم- وفي رواية: كقطع السحاب-... "؛ والباقي نحوه.
أخرجه الطبراني (1550)، وأحمد (4/82)- والرواية الأخرى له-، كلاهما من طريق ابن لهيعة عنه؛ إلا أن أحمد قال:
عن الحارث بن يزيد عن الحارث بن أبي ذباب- إن شاء الله- عن محمد بن جبير...
قلت: هكذا وقع في "المسند": (.. ابن أبي ذباب)، وكذا هو في "أطراف المسند" (2/186- 187 /2073) لابن حجر (1). وفي "الطبراني ": (.. ابن أبي ذئب)، والزيادة بين المعكوفتين ظناً مني؛ أنه الصواب بناءً على الروايتين المتقدمتين، ومنعني من الجزم بذلك رواية أحمد هذه، وأني لم أجد من ذكر (ابن أبي ذباب) في الرواة عن (محمد بن جبير بن مطعم) أو في شيوخ (الحارث بن يزيد الحضرمي)؛ وهو الحارث بن عبدالرحمن بن عبدالله بن سعد بن أبي ذباب الدوسي، وهو صدوق يهم، ومن رجال مسلم؛ كما في "التقريب "، فالله أعلم! فالأمر بحاجة إلى مزيد من التحقيق، فمن وجد فليُدْلِ به، وجزاه الله خيراً.
والحديث أورده الهيثمي (10/54- 55)، وقال:
"رواه أحمد، وأبو يعلى..، والبزار بنحوه، والطبراني، وأحد إسنادي أحمد، وإسناد أبي يعلى والبزار رجاله رجال (الصحيح) ".
(تنبيه): ذكرت اًنفاً أن البخاري أخرج الحديث في "التاريخ "، وقد سبقني إلى العزو إلى (البخاري) الأخ الفاضل (وصي الله) في تعليقه على "الفضائل "، ولكنه أطلق العزو إليه، ولم يقيده بـ "التاريخ "، فأوهم أنه في "الصحيح "! فاقتضى التنبيه. *
__________
(1)ولم يذكر هذه الطريق الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد" (2/629).
احمد ابو انس
2025-05-29, 06:31 PM
4 ـ عن البراء بن عازب قال:
" بعث النبى صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام , فلم يجيبوه , ثم إن النبى صلى الله عليه وسلم بعث على بن أبى طالب وأمره أن يقفل خالداً ومن كان معه , إلا رجل ممن كان مع خالد أحب أن يبقى مع على رضى الله عنه فليعقب معه قال البراء: فكنت ممن عقب معه , فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا فصلى بنا على رضى الله عنه , وصفنا صفاً واحداً , ثم تقدم
بين أيدينا , فقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأسلمت همدان جميعاً , فكتب على رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب , خرّساجداً , ثم رفع رأسه فقال: السلام على همدان , السلام على همدان ". أخرجه البيهقى (2/369) من طرق عن أبى عبيدة بن أبى السفر قال: سمعت إبراهيم ابن يوسف بن أبى إسحاق عن أبيه عن أبى إسحاق عن البراء. وقال: " أخرج البخارى صدر الحديث عن إبراهيم بن يوسف , فلم يسقه بتمامه , وسجود الشكر فى تمام الحديث صحيح على شرطه ".
وأقره ابن التركمانى فلم يتعقبه بشىء.
وبالجملة , فلا يشك عاقل فى مشروعية سجود الشكر بعد الوقوف على هذه الأحاديث.
لاسيما وقد جرى العمل عليها من السلف الصالح رضى الله عنهم.
وقد ذكر المؤلف طائفة منهم كما يأتى.
الكتاب : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
https://majles.alukah.net/showthread.php?t=205315
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.