المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : : لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية



احمد ابو انس
2025-05-22, 10:14 AM
الشيخ محمد بن صالح العثيمين (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=shch&shid=6) / رياض الصالحين (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=shbovi&shid=6&boid=14)
شرح رياض الصالحين-94a (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=tadevi&id=12088)
شرح حديث عن أبي سليمان خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية. رواه البخاري. حفظ (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=pdit&cntid=214940)

القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين* :
" عن أبي سليمان ، خالد بن الوليد رضي الله عنه قال : ( لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية ) رواه البخاري .
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم واجتهد فأخطأ فله أجر ) متفق عليه .
وعن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ) متفق عليه .
وعنها رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من مات وعليه صوم صام عنه وليه ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث المتفرقة التي ذكرها النووي -رحمه الله- في آخر كتابه *رياض الصالحين* فمنها حديث خالد بن الوليد رضي الله عنه : ( أنه انقطع في يده تسعة أسياف في غزوة مؤتة ، ولم يبق معه إلا صفيحة يمانية ) : خالد بن الوليد رضي الله عنه مِن أشجع الناس ، وكان في غزوة أحد في جيش قريش المشركين ، وهو ممن كَرُّوا على الصحابة رضي الله عنهم من خلف الجبل جبل أحد ، وقاتلوا الصحابة ، وقاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم ، هو وعكرمة بن أبي جهل ، ثم منَّ الله عليهما بالإسلام ، فكانا من قواد المسلمين ، وفي قصتهما دليل على كمال قدرة الله عز وجل ، وأنه بيده أزمة الأمور ، وأنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، فكم من ضال هداه الله ، وكم من مهتد أضله الله والعياذ بالله .
وانظر إلى حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) : يعني الرجل يعمل حتى لا يبقى على أجله إلا ذراع ، يعني إلا مدة قريبة ، ثم يموت فيسبق عليه الكتاب .

احمد ابو انس
2025-05-22, 10:17 AM
سَمِعْتُ خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ يقولُ: لَقَدِ انْقَطَعَتْ في يَدِي يَومَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أسْيَافٍ، فَما بَقِيَ في يَدِي إلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ.
الراوي : قيس بن أبي حازم | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4265 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

كانَ خالدُ بنُ الوَليدِ رَضيَ اللهُ عنه مِن فُرْسانِ الصَّحابةِ الشُّجْعانِ، وقد سمَّاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَيفَ اللهِ المَسْلولَ؛ لقوَّتهِ، وبَسالَتِه، ودِفاعهِ عنِ الإسْلامِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي خالدُ بنُ الوَليدِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه قدْ تَكسَّرَتْ وتحطَّمَتْ في يَدِه يَومَ مُؤْتةَ تِسْعةُ أسْيافٍ؛ وذلك مِن قوَّةِ بأْسِهِ، وشِدَّتِه في القِتالِ، فما ثبَتَتْ في يَدِه رَضيَ اللهُ عنه إلَّا صَفيحةٌ يَمانيَةٌ، وهي سَيفٌ نَصْلُه عَريضٌ مِن صُنعِ اليَمنِ، وهذا يدُلُّ على أنَّ الحرْبَ كانت شَديدةً.
ويومُ مُؤْتةَ كان سَنةَ ثَمانٍ مِن الهِجْرةِ، وهو اليومُ الَّذي أعْطى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيه الرَّايةَ لزَيدِ بنِ حارِثةَ، وقال: إنْ قُتِلَ، فأميرُكم جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ، فإنْ قُتِلَ جَعفَرٌ فأميرُكم عبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ، فاستُشهِدَ الثَّلاثةُ، ثمَّ أخَذَها خالدُ بنُ الوَليدِ، واجْتَمَعوا عليه، وتأمَّرَ على الجَيشِ، ففتَحَ اللهُ عليه، وكان عِدَّةُ المُسلِمينَ ثَلاثةَ آلافٍ، وعِدَّةُ الكافِرينَ مِئتَيْ ألفٍ؛ مِئةُ ألفٍ منَ الرُّومِ، ومِئةُ ألفٍ مِن نَصارى العرَبِ، ولم يُقتَلْ منَ المُسلِمينَ يَومَئذٍ إلَّا اثْنا عشَرَ رَجلًا، وكان سَببُ هذه الغَزْوةِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَ الحارِثَ بنَ عُمَيرٍ الأزْديَّ إلى ملِكِ بُصْرى بكِتابٍ، فمَسَكَه ورَبَطَه، وضرَبَ عُنُقَه، فاشتَدَّ الأمرُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ودَعا النَّاسَ للقِتالِ، وبُصْرى تقَعُ في مِنطَقةٍ على أطْرافِ الشَّامِ، وهي تقَعُ اليومَ ضِمنَ حُدودِ الأُردُنِّ لتَضُمَّ عَمَّانَ، والزَّرْقاء، ومَأْدَبا، والسَّلْطَ.
وقدْ وقَعَتِ المَعرَكةُ عندَ مِنطَقةِ مُؤْتةَ الَّتي تقَعُ اليومَ بالأُردُنِّ ضِمنَ لواءِ المَزارِ الجَنوبيِّ في مُحافَظةِ الكَرَكِ، وتَبعُدُ عن مَدينةِ الكَرَكِ مَسافةَ 12 كم، وتَبعُدُ 140 كم جنوبَ العاصِمةِ الأُردُنِّيَّةِ عَمَّانَ.
وفي الحَديثِ: مَشْروعيَّةُ تَحدُّثِ الإنْسانِ بالخَيرِ الَّذي فعَلَه؛ ليَقتَديَ به غيرُه، ما لم يكُنْ بقَصدِ الرِّياءِ والسُّمعةِ.
الدرر السنية