مشاهدة النسخة كاملة : احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي، وكان احتجم على هامته
احمد ابو انس
2025-05-13, 11:05 AM
شرح حديث: (احتجم ثلاثاً في الأخدعين والكاهل)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير -يعني ابن حازم - حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم احتجم ثلاثاً في الأخدعين والكاهل. قال معمر : احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي، وكان احتجم على هامته) ]. أورد أبو داود حديث أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثلاثاً في الأخدعين -وهما عرقان في جانبي العنق- والكاهل) وهو بين الكتفين مقدم الظهر من فوق، وهو الموضع الذي ذكر في الحديث الماضي: (بين كتفيه)، فيعبر بين الكتفين بالكاهل، والكاهل يكون بين الكتفين أعلى الظهر. قوله: [ قال معمر : احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي، وكان احتجم على هامته ]. وقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم على هامته، قال بعض أهل العلم: يحتمل أن يكون حجم في مكان لا تصلح فيه الحجامة، أو حجم لمرض في رأسه لا تصلح فيه الحجامة؛ لأنه ليس كل وجع في الرأس يعالج بالحجامة. قوله: فذهب عقلي حتى كنت ألقن الفاتحة، يعني: كان يخطئ فيها.
تراجم رجال إسناد حديث: (احتجم ثلاثاً في الأخدعين والكاهل)
قوله: [ حدثنا مسلم بن إبراهيم ]. مسلم بن إبراهيم ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن جرير يعني ابن حازم ]. جرير بن حازم وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ حدثنا قتادة ]. قتادة بن دعامة السدوسي البصري ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن أنس ]. أنس رضي الله عنه قد مر ذكره. وهذا الإسناد رباعي، وهو من أعلى الأسانيد عند أبي داود .
أوقات استحباب الحجامة
الكتاب : شرح سنن أبي داود
المؤلف : عبد المحسن العباد
احمد ابو انس
2025-05-13, 11:11 AM
*الحديث الثامن
(1)
:
557 -
قال أبو داود رحمه الله (3860): حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا جرير يعني ابن حازم، ثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثلاثاً في الأخدعين
(2)
والكاهل
(3)
.
قال معمر: احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي وكان احتجم على هامته.
*
*التعليق:
هذا إسناد على شرط الشيخين.
وأخرجه الترمذي (2051) وفي الشمائل (364) وابن ماجه (3483) وأبو داود الطيالسي (1994) وأحمد (3/ 119، 192) وابن سعد (1/ 446) وابن حبان (6077) وأبو يعلى (3048) والحاكم (4/ 210) والبيهقي (9/ 340) والضياء في المختارة (2385)(2386)(2388) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (816) والبغوي (3234) كلهم من طرق عن جرير بهذا الإسناد.
(1)
رجال الإسناد:
مسلم بن إبراهيم الأزدي، أبو عمرو البصري، ثقة مأمون مكثر، عمي بأخرة، من صغار التاسعة، مات سنة 222 وهو أكبر شيخ لأبي داود، روى عنه البخاري ومسلم.
(2)
الأخدعان: عرقان في جانبَيْ العنق. كذا في النهاية، وفي القاموس الأخدع: عرق في المحجمتين وهو شعبة من الوريد.
(3)
الكاهل: ما بين الكتفين. كذا في النهاية وغيره، وهو مقدم الظهر.
ص: 443
وخالفه شعبة فرواه عن نصر القصاب، عن قتادة عن سعيد بن المسيب مرسلاً
(1)
.
وذكر العقيلي أن هماماً رواه عن قتادة كذلك كما سيأتي وهذا ما رجحه بعض أهل العلم على ما في نصر القصاب من كلام.
قال الإمام البخاري: قال عبدان عن أبيه عن شعبة حدثنا نصر القصاب عن قتادة عن سعيد بن المسيب: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في الأخدعين، إن لم يكن هذا نصر بن طريف فلا أدري.
وقال بعضهم: عن قتادة، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
(2)
.
ونقله ابن عدي عن البخاري وزاد فيه: (ولا يصح).
وقال العقيلي: حدثنا محمد بن موسى النهرتيري، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا عبدان عن أبيه عن شعبة قال: حدثني نصر القصاب عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في الأخدعين.
هذه رواية عمرو بن عاصم عن همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في الأخدعين والكاهل، ورواه جرير بن حازم عن قتادة عن أنس، وحديث همام أولى
(3)
.
قال ابن رجب: وقد أنكر عليه (جرير بن حازم) أحمد ويحيى
(1)
التاريخ الأوسط (2/ 157/ 2143) ومحمد بن المظفر البغدادي في حديث شعبة (13) والتاريخ الكبير (8/ 106).
(2)
الكامل (7/ 33).
(3)
الضعفاء (4/ 298).
ص: 444
وغيرهما من الأئمة أحاديث متعددة يرويها عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكروا أن بعضها مراسيل أسندها.
ومنها: حديثه في قبيعة سيف النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت من فضة.
ومنها: حديثه في الحجامة في الأخدعين والكاهل
(1)
.
قلت: مما سبق يتضح اختلاف أهل العلم في حديث جرير، فقد حسنه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم.
ونقل ابن رجب عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين أنهم أنكروا عليه هذا الحديث.
ونقل ابن عدي عن البخاري قوله: (ولا يصح).
وبالنظر إلى المتابعات نجد:
أن هماماً تابع جريراً في روايته هذه فقال: عن قتادة عن أنس.
رواه عن همام هكذا عمرو بن عاصم
(2)
، وعفان بن مسلم
(3)
، وكذلك تابعه الأوزاعي.
رواه تمام قال: أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي قراءة عليه، ثنا أبو الأصبغ عبد العزيز بن سعيد الهاشمي الدمشقي، ثنا إسحاق بن الضيف، ثنا محمد بن كثير، عن
(1)
شرح علل الترمذي (2/ 785).
(2)
الترمذي (2051) مقروناً مع جرير.
(3)
ابن سعد (1/ 446) وإسناده صحيح.
ص: 445
الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس فذكره
(1)
فينظر في إسناده.
أما حديث همام فقد رواه الترمذي عن عبد القدوس بن محمد عن عمرو بن عاصم عن همام وجرير بن حازم.
وذكر العقيلي أن عمرو بن عاصم إنما يرويه عن قتادة عن سعيد وهذا ذكره كما تقدم عقب كلام البخاري فلا أدري أهو قوله أم قول الإمام البخاري.
فإن كان هذا قول البخاري فيكون عبد القدوس بن محمد وهم على عمرو بن عاصم في روايته عن همام.
لكن رواه ابن سعد عن عفان بن مسلم عن عفان وإسناده صحيح، فتكون متابعة همام لجرير صحيحة.
قال الذهبي: حديث احتجم رسول الله على الأخدعين والكاهل، رواه نصر بن طريف أبو جزي عن قتادة عن سعيد بن المسيب مرسلاً وحدّث به شعبة عنه، لم يحدث به عن شعبة إلا عبدان ونصر هذا متروك الحديث
(2)
.
وقال ابن الجوزي: مرض نصر بن طريف فقال لعواده: قد حضر أمري ما ترون وإني كذبت في أحاديث وأستغفر الله، فقالوا: ما أحسن ما صنعت، تبت إلى الله عز وجل، ثم صحّ من مرضه فمر في تلك الأحاديث بعينها
(3)
.
(1)
تمام في الفوائد (90).
(2)
تذكرة الحفاظ (1/ 243).
(3)
الموضوعات (1/ 24) وانظر: الضعفاء للعقيلي (4/ 297) والكامل لابن عدي (7/ 31).
ص: 446
وقال يحيى بن معين: أبو جزي اسمه نصر بن طريف وليس هو بشيء، وقال مرة: ضعيف
(1)
.
وقال البخاري: نصر بن طريف الباهلي أبو جزي سكتوا عنه ذاهب
(2)
ومع ذلك كله فقد رجح أهل العلم روايته في هذا الحديث والذي قبله على رواية جرير بن حازم، والله تعالى أعلم.
(1)
تاريخ ابن معين برواية الدوري (4/ 128)(4/ 144).
(2)
التاريخ الكبير (8/ 105).
ص: 447
احمد ابو انس
2025-05-13, 11:15 AM
شرح الحديث من عون المعبود لابى داود
[3860] ( فِي الْأَخْدَعَيْنِ ) هُمَا عِرْقَانِ فِي جَانِبَيِ الْعُنُقِ كَذَا فِي النِّهَايَةِ
وَفِي النَّيْلِ
قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ الْأَخْدَعَانِ عِرْقَانِ فِي جَانِبَيِ الْعُنُقِ يُحْجَمُ مِنْهُ وَالْكَاهِلُ مَا بَيْنَ الكتفين وهو مقدم الظهر
قال بن الْقَيِّمِ فِي زَادِ الْمَعَادِ الْحِجَامَةُ عَلَى الْأَخْدَعَيْنِ تَنْفَعُ مِنْ أَمْرَاضِ الرَّأْسِ وَأَجْزَائِهِ كَالْوَجْهِ وَالْأَسْنَانِ وَالْأُذُنَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ وَالْأَنْفِ إِذَا كَانَ حُدُوثُ ذَلِكَ مِنْ كَثْرَةِ الدَّمِ أَوْ فَسَادِهِ أَوْ مِنْهُمَا جَمِيعًا
قَالَ وَالْحِجَامَةُ لِأَهْلِ الْحِجَازِ وَالْبِلَادِ الْحَارَّةِ لِأَنَّ دِمَاءَهُمْ رَقِيقَةٌ وَهِيَ أَمْيَلُ إِلَى ظَاهِرِ أَبْدَانِهِمْ لِجَذْبِ الْحَرَارَةِ الْخَارِجَةِ إِلَى سَطْحِ الْجَسَدِ وَاجْتِمَاعِهَا فِي نَوَاحِي الْجِلْدِ وَلِأَنَّ مَسَامَّ أَبْدَانِهِمْ وَاسِعَةٌ فَفِي الْفَصْدِ لَهُمْ خَطَرٌ انْتَهَى ( وَالْكَاهِلُ) هُوَ مَا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ ( حَتَّى كُنْتُ أُلَقَّنُ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ مِنَ التَّلْقِينِ يُقَالُ لَقَّنَهُ الْكَلَامَ فَهَّمَهُ إِيَّاهُ وَقَالَ لَهُ مِنْ فِيهِ مُشَافَهَةً ( وَكَانَ) أَيْ مَعْمَرٌ ( احْتَجَمَ عَلَى هَامَتِهِ) وَكَأَنَّهُ أَخْطَأَ الْمَوْضِعَ أَوِ الْمَرَضَ قَالَهُ السِّنْدِيُّ
وَقَالَ القارىء الْحِجَامَةُ لِلسَّمِّ وَفَعَلَهُ مَعْمَرٌ بِغَيْرِ سَمٍّ وَقَدْ أَضَرَّهُ انْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وبن مَاجَهْ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ غَرِيبٌ ( )
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.