المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فنور لي في أصابعي الخمس فأضاءت حتى جعلت ألقط ما شذ من المتاع: السوط والحبل وأشباه ذلك.



احمد ابو انس
2025-04-22, 01:12 PM
5621- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ إِحْدَى وَسَبْعِينَ سَنَةً ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : قَالَ حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو : لَمَّا كُنَّا بِتَبُوكَ وَانْفَرَّ الْمُنَافِقُونَ بِنَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَقَبَةِ حَتَّى سَقَطَ بَعْضُ مَتَاعِ رَحْلِهِ.
قَالَ حَمْزَةُ : فَنَوَّرَ لِي فِي أَصَابِعِي الْخَمْسِ فَأُضِيءُ حَتَّى جَعَلْتُ أَلْقُطُ مَا شَذَّ مِنَ الْمَتَاعِ السَّوْطَ وَالْحِبَاءَ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ . قَالَ : وَكَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ الَّذِي بَشَّرَ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ بِتَوْبَتِهِ وَمَا نَزَلَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَنَزَعَ كَعْبٌ ثَوْبَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ فَكَسَاهُمَا إِيَّاهُ.
قَالَ كَعْبٌ : وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي غَيْرُهُمَا ، قَالَ : فَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ مِنْ أَبِي قَتَادَةَ.
الكتاب : الطبقات الكبرى
المؤلف : محمد بن سعد أبو عبد الله البصري

احمد ابو انس
2025-04-22, 01:16 PM
الفصل الثالث والأربعون فى كرامة إضاءة الاصابع لبعض الصحابة فى غزوة تبوك
قال محمد بن سعد: قال محمد بن عمر: قال حمزة بن عمرو (1): لما كنا بتبوك، ونفر المنافقون بناقة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى العقبة، حتى سقط بعض متاع رحله -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال حمزة: فنور لى فى أصابعى الخمس، فأضئ، حتى جعلت القط ما شذ من المتاع والسوط، والحبل، وأشباه ذلك (2).
__________
(1) ترجم له الحافظ فى الإصابة ترجمة مختصرا جدا (396/ 1): ولم يأت الروايات التى تتعلق بهذا المعنى. وكذا ابن عبد البر فى الاستيعاب (375/ 1).
قلت: من غير المعقول أن يروى الواقدى عن حمزة بن عمرو الأسلمي مباشرة فالاسناد منقطع بلا شك. وليس هذا المعنى الذى ذكره محمد بن سعد غريبا فى حق الصحابة رضي اللَّه عنهم. أخرج الإمام أحمد فى مسنده (137 - 138/ 3): حديثا بهذا المعنى إذ قال رحمه اللَّه تعالى: حدثنا عبد الرزاق أنا معمر، عن ثابت، عن أنس، أن أسيد بن حضير ورجلا آخر من الأنصار تحدثا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة فى حاجة لهما، حتى ذهب من الليل ساعة، وليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا من عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ينقلبان، وبيد كل واحد منهما عصية، فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا، فى ضوئها حتى إذا افترق بهما الطريق، اضاءت للآخر عصاه، فمشى واحد منهما فى ضوء عصاه، حتى بلغ أهله. قلت: أخرج هذا الحديث الإمام أحمد فى عدة مواضع من مسنده، انظر المسند، (190 - 191/ 3) و (272/ 3) و (513/ 2) وأخرجه البخارى أيضا فى فضائل الصحابة (30/ 7) وجاء عند البخارى كان أسيد بن حضير، وعباد بن بشير عند النبي صلى اللَّه عليه وسلم.قلت هذه الأحاديث الصحيحة، تدل على أن هذا الذى أخرجه محمد بن سعد فى الطبقات الكبرى عن طريق الواقدى له أصل صحيح ثابت فى فضائل الصحابة رضي اللَّه تعالى عنهم. ولو لم يصح الاسناد عند محمد بن سعد، وقد أورد هذا الحديث السيوطى فى الخصائص الكبرى (103/ 2) وعزاه الى محمد بن سعد وقد صح عندنا قصة ناقة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى العقبة من قبل المنافقين واللَّه تعالى أعلم.
(2) الطبقات الكبرى (317 - 318/ 4). انظر حجة اللَّه على العالمين (607 - 608).
الكتاب: الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك
المؤلف: أبو محمد عبد القادر بن حبيب الله بن كورو عبد القادر بن حبيب اللَّه بن كورو، بن سجن، بن سبر السندى