مشاهدة النسخة كاملة : تعليقات على كتاب التمييز للإمام مسلم.
صفاء الدين العراقي
2025-04-17, 08:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد.. فهذه تعليقات كنت قد علقتها على النسخة المطبوعة من كتاب التمييز، وقد أتصرف في الأصل قليلا حيث أرى صعوبة في ضبط النص على النسخة الوحيدة من مخطوطته إذ القصد فهم النص لا التحقيق. راجيا من الله التوفيق والسداد.
بسم الله الرحمن الرحيم
قُرِىءَ على أبي حاتِمٍ مَكيِّ بنِ عَبدانَ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ) قالَ: سمعتُ مسلمَ بنَ الحجاجِ القُشيريَّ يقولُ: بالله نستعين، وبحوله نجيب ونرغب إليه في التوفيق للرشد والصواب، ولا قوة إلا بالله. أمّا بعدُ..
{سبب التأليف}
فإنك -يرحمك الله- ذكرت أن قِبَلَك قومًا يُنكرون قول القائل من أهل العلم إذا قال: "هذا حديث خطأ"، و"هذا حديث صحيح"، و"فلان يخطىء في روايته حديثَ كذا، والصوابُ ما روى فلانٌ بخِلافه"، وذكرت أنهم استعظموا ذلك من قول من قاله، ونسبوه إلى اغتياب الصالحين من السلف الماضينَ، وحتى قالوا: "إن من ادّعى تمييزَ خطأِ روايتِهم من صوابِها، متخرِّصٌ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ) بما لا علم له به، ومدعٍّ علمَ غيب لا يوصل إليه"([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
واعلم -وفقنا الله وإياك- أنْ لولا كثرةُ جهلةِ العوامِ مستنكري الحقِّ، ورادِّيهِ بالجهالةِ.. لما بانَ فضلُ عالمٍ على جاهلٍ، ولا تبيّنَ علمٌ مِن جهل، ولكن الجاهل يُنكر العلم لتركيب الجهل فيه، وضِدُّ العلم هو الجهل، فكل ضِدٍّ نافٍ لضدِّه، دافعٌ له لا محالةَ، فلا يَهُولَنَّكَ استنكارُ الجُهالِ، وكثرةُ الرُّعَاعِ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ) لما خُصَّ به قوم وحُرِموه، فإنَّ اعتدادَ العلمِ دائرٌ إلى معدَنِهِ، والجهلَ واقفٌ على أهله([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ).
وسألتَ أن أذكر لك في كتابي روايةَ أحاديثَ مما وَهِمَ قوم في روايتها فصارت تلك الأحاديثُ عند أهل العلم في عِداد الغلط والخطأ ببيان شافٍ أبينها لك حتى يتضح لك ولغيرك-ممن سبيلُهُ طلبُ الصوابِ سبيلُكَ([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) ) - غَلَطُ من غَلَطَ وصوابُ من أصابَ منهم فيها.
وسأذكرُ لك إن شاء الله من ذلك ما يُرْشِدُكَ اللهُ، وتَهْجُمُ على أكثرَ([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) ) مما أذكره لك في كتابي، وبالله التوفيق.
{أنواع الرواة في الحفظ}
وبعدُ فإنّ الناس متباينون في حفظهم لما يَحفظون, وفي نقلهم لما يَنقِلون، فمنهم:
الحافظ المتقنُ الحفظَ المتوقي لما يلزم توقيه فيه([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8) ).
ومنهم المتساهل المُشيبُ حفظَه بتوهمٍ يتوهَمُهُ أو تَلقينٍ يُلَقَّنُهُ من غيره([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9) ) فيَخْلِطُهُ بحفظه ثم لا يُميزه عندَ أدائِه إلى غيره([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10) ).
ومنهم من همته حفظُ متونِ الأحاديثِ دونَ أسانيدها فيتهاونُ في حفظ الأثر([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11)) ويَتخرَّصُها([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12)) من بعدُ فيُحيلها بالتوهم على قوم غيرِ الذينَ أُدِّيَ إليه عنهم.
وكل ما قلنا من هذا في رواة الحديث ونُقّال الأخبار.. فهو موجود مستفيض.
ومع ما ذكرتُ لك من منازلهم في الحفظ ومراتِبهم فيه فليس من ناقل خبر وحامل أثر من السلف الماضين إلى زماننا وإن كان من أحفظ الناس وأشدِّهم توقّيًا وإتقانا لما يحفظ ويَنقِل إلا والغلطُ والسهو ممكنٌ في حفظه ونقلِه، فكيف بمن وصفت لك ممن طريقُه الغفلةُ والسهوُ في ذلك.
([1]) مكي بن عبدان بن محمد أبو حاتم التميمي النيسابوري سمع مسلما وروى تصانيفه عنه، توفي سنة 325 هـ رحمه الله.
([2]) أي متكهن قائل بالظن والوهم.
([3]) ذكر اعتراضين: الأول: أن الكلام على الرواة وتجريحهم من باب الغيبة، الثاني: أن تمييز صحيح الروايات من خطئها قول بالتخرص.
([4]) أي العوام الذين لا نظر لهم.
([5]) يقصد أن العلم المعتد به يرجع فيه إلى معدنه وأصله وهم أصحاب العلم الذين يؤخذ منهم العلم، وأما الجهل فيقف على أهله لا يتعداهم.
([6]) أي كسبيلك.
([7]) أي سيذكر في الكتاب من الأمثلة والبيان ما يجعل الناظر الفطن يتبين له علل أحاديث أخر غير مذكورة في كتابه فإن الشيء يعرف بنظيره.
([8]) من الرواية بالتوهم، وقبول التلقين في الحديث.
([9]) التلقين هو أن يقرأ الرواي على الشيخ مروياته ويدخل فيها ما ليس من حديثه في متن أو سند فيقبله الشيخ ولا يميزه ويحفظه على أنه من حديثه.
([10]) فيجعل ما حفظه من شيخه وما لقنه من الحديث واحدا عند الأداء.
([11]) المراد من الأثر ما يشمل السند.
([12]) أي الأسانيد.
صفاء الدين العراقي
2025-04-18, 05:01 PM
{نوعا الخطأ في الرواية}
ثم أوَّلُ ما أذكرُ لك بعد ما وصفتُ مما يجبُ عليكَ معرِفته -قبل ذكري لك ما سألتَ من الأحاديثِ- السِّمَةُ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ) التي تَعرف بها خطأَ المخطِىءِ في الحديث وصوابَ غيره إذا أصابَ فيه.
فاعلم أرشدك اللهُ أنّ الذي يدورُ به معرفةُ الخطأ في رواية ناقل الحديث -إذا هم اختلفوا فيه- من جهتين:
{النوع الأول}
أحدِهما أن يَنقِلَ الناقلُ حديثا بإسناد فينسبَ رجلا مشهورا بنسب في إسناد خبره خلافَ نسبتِهِ التي هي نسبتُهُ، أو يُسميه باسمٍ سوى اسمِهِ فيكونُ خطأُ ذلكَ غيرَ خفيّ على أهل العلم حينَ يرِدُ عليهم:
كمَعْمَرِ بنِ راشدٍ حين حدّث عن الزُّهْرِيِّ فقال: عن أبي الطُّفَيْلِ عَمروِ بنِ واثلةَ، ومعلومٌ عند أهل العلم أن اسم أبي الطفيل عامرٌ لا عمرٌو([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ).
وكما حدَّث مالكُ بنُ أنسٍ، عن الزهري، فقال: عن عبّادٍ وهو من ولد المغيرةِ بنِ شعبةَ، وإنما هو عباد بن زياد بن أبي سفيانَ معروفُ النسب عند أهلِ النسب وليس من المغيرة بسبيلٍ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
وكرواية معمر حين قال: عن عُمرَ بنِ محمدِ بنِ عَمرِو بنِ مطْعِمٍ، وإنما هو عمر بن محمد بن جبير بن مطعم, خطأٌ -لا شكَّ- عند نُسّاب قريش وغيرهم ممن عرف أنسابهم، ولم يكن لجبير أخ يعرف بعمرو([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ).
وما وصفتُ من هذه الجهة من خطأ الأسانيد فموجود في متون الأحاديث مما يعرف خطأه السامع الفَهِمُ حين يرد على سمعه:
وذلك نحو رواية بعضهم حيث صحّف فقال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التحبير. ([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5))أراد: النجش([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).
وكما روى آخر فقال: "إنَّ أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرفة، وكذا، وكذا"([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7)). أراد: "ملحدا في الحرم"([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8)).
وكرواية الآخر إذ قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتخذ الرَّوْحُ عَرْضا"([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9)). أراد: "الرُّوح غَرَضا"([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10)).
فهذه الجهة التي وصفنا من خطأ الإسناد، ومتن الحديث هي أظهر الجهتين خطأ، وعارفوه في الناس أكثر.
{النوع الثاني}
والجهة الأخرى: أن يرويَ نفرٌ من حُفّاظ الناس حديثًا عن مثل الزهري، أو غيره من الأئمة بإسناد واحد ومتن واحد، مجتمعون على روايته في الإسناد والمتن، لا يختلفون فيه في معنى، فيرويه آخر سواهم عمن حدث عنه النفر الذين وصفناهم بعينه، فيخالفهم في الإسناد، أو يقلب المتن فيجعله بخلاف ما حكى من وصفنا من الحفاظ، فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة من الحفاظ دون الواحد المنفرد وإن كان حافظا.
على هذا المذهب رأَيْنا أهلَ العلم بالحديث يحكُمون في الحديث مثل: شعبة، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم من أئمة أهل العلم.
وسنذكر من مذاهبهم وأقوالهم في حفظ الحفاظ وخطأ المحدّثين في الروايات ما يستدل به على تحقيق ما فسرت لك إن شاء الله.
([1] ) أي العلامة.
([2]) انظر مصنف عبد الرزاق (20944).
([3]) انظر موطأ مالك (79) وسيأتي كلام مسلم عليه.
([4]) انظر مسند أحمد (16775).
([5]) قال ابن عبد البر في التمهيد 13/347: ورواه أبو يعقوب إسماعيل بن محمد قاضي المدائن قال أنبأنا يحيى بن موسى البلخي قال أنبأنا عبد الله بن نافع قال حدثني مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نهى عن التحبير. والتحبير أن يمدح الرجل سلعته بما ليس فيها.
([6]) حديث النجش أخرجه البخاري (2142).
([7]) لم أقف عليه.
([8]) أخرجه البخاري (6882) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: أبغض الناس إلى الله ثلاثة :ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومُطَّلِب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه.
([9]) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه 1/25 وفيه: فقيل له أي شيء هذا؟ قال: أن تتخذ كوة في حائط ليدخل عليه الروح. أي نسيم الهواء.
([10]) أخرجه مسلم 3/1549( 1957).
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-04-18, 09:10 PM
كمَعْمَرِ بنِ راشدٍ حين حدّث عن الزُّهْرِيِّ فقال: عن أبي الطُّفَيْلِ عَمروِ بنِ واثلةَ، ومعلومٌ عند أهل العلم أن اسم أبي الطفيل عامرٌ لا عمرٌو([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ).
([2]) انظر مصنف عبد الرزاق (20944).
وكذا ذكر البخاري في التاريخ الأوسط 175، فقال: اسم أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي، وقال معمر عمرو. وفي التاريخ الكبير أبهم القائل.
وهذا ورد في حديث عمر في فضل القرآن، ومداره على عبد الرزاق عن معمر.
والمصنف رواية الدبري، وتوبع عليه فيما أخرجه الطبري في تهذيب الآثار، فقال:
ذِكْرُ مَنْ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ فِيهِ: عَنْهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاثِلَةَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ , أَنْبَأَنَا مَعْمَرُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ وَاثِلَةَ.
قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ: هَكَذَا قَالَ مَعْمَرٌ. اهـ.
قلت: وقد رواه غيرهما على الصواب فيما أخرجه أبو عوانة في مستخرجه [3763]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهِلٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالا: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ، وذكر حديث عمر ونافع الخزاعي.
وتوبعا فيما أخرج ابن حبان في صحيحه [772]، فقال أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ، به.
وتابعهم أحمد في مسنده [233]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ.
ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، الْمَعْنَى، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ: وساق الحديث بلفظ معمر.
قلتُ: وأحمد هو من هو حافظ ضابط لحديث عبد الرزاق.
فلعل الوهم فيه من عبد الرزاق أو تصحيف سمعي لبعض الرواة، وهو مجود لحديث شيخه معمر؛ كما رواه إبراهيم بن سعد عن الزهري.
فقد خولف فيما أخرجه الأرزقي في أخبار مكة (2/152)، ومن طريقه أبو الفضل الرازي في فضائل القرآن (63)، فقال:
حَدَّثَنِي جَدِّي حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ: فذكره موقوفا على عمر، وأسقط ذكر أبي الطفيل.
وداود هذا العطار مكي يروي عن المكيين والمدنيين.
وقد روى عبد الرزاق عن معمر حديثا آخر لأبي الطفيل، وذكر اسمه على الصواب، ففيما أخرج الطبراني في مكارم الأخلاق [125]، فقال:
ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، فذكر أثر عمار بن ياسر رضي الله عنهما.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-04-18, 09:40 PM
جزاك الله خيرا.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-04-20, 01:38 AM
جزاك الله خيرا.
وجزاكم آمين.
وكما حدَّث مالكُ بنُ أنسٍ، عن الزهري، فقال: عن عبّادٍ وهو من ولد المغيرةِ بنِ شعبةَ، وإنما هو عباد بن زياد بن أبي سفيانَ معروفُ النسب عند أهلِ النسب وليس من المغيرة بسبيلٍ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
من أهل العلم بالنسب النسابة مصعب بن عبد الله الزبيري عم الزبير بن بكار تكلم في حديث مالك هذا، أخرجه عَبْد اللَّهِ في زوائد المسند، فقال:
حَدَّثَنَاه مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ.
قَالَ مُصْعَبٌ: وَأَخْطَأَ فِيهِ مَالِكٌ خَطَأً قَبِيحًا. اهـ.
وكرواية معمر حين قال: عن عُمرَ بنِ محمدِ بنِ عَمرِو بنِ مطْعِمٍ،
وإنما هو عمر بن محمد بن جبير بن مطعم, خطأٌ -لا شكَّ- عند نُسّاب قريش وغيرهم ممن عرف أنسابهم، ولم يكن لجبير أخ يعرف بعمرو
وكذا قال البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة عُمَر بْن مُحَمد بْن جُبَير: ولم يُقِم مَعمَر عَنِ الزُّهرِيِّ. اهـ.
وقد عقب الحافظ على قول مسلم في الإصابة، فقال: والحديث المذكور مشهور لجبير بن مطعم، كذا رواه أصحاب الزهري عنه.
وقد وقع عند إسحاق الدّبري عن عبد الرزاق في هذا الإسناد- أنّ أباه جبيرا أخبره، فذكر الحديث. وهذا أصرح ما يتمسّك به في ذلك. اهـ.
وقد حكى الدارقطني في العلل الخلاف على عبد الرزاق، ولم يقض فيه بشيء.
وأخرج ذلك أحمد في مسنده [16334]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، وذكر الحديث.
قال ابنه عبد الله عقب هذا الحديث: أَخْطَأَ مَعْمَرٌ فِي نَسَبِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. اهـ.
قلتُ: قد رواه جماعة كثيرة عن عبد الرزاق على الصواب منهم:
أحمد بن منصور الحافظ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، والحسين بن مهدي الأبلي، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن يحيى الذهلي، وقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَمْلاهُ عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، به.
حتى استغربت تفرد أحمد رحمه الله، حتى وجدت ما أخرجه أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم كما في أسد الغابة [3 : 402]، فقال:
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ عَنْ جَدِّهِ، وذكر الحديث.
قلتُ: كذا قال: "عمرو بن محمد بن عمرو"، قال ابن الأثير معقبا على هذا:
كذا أورده ابن أبي علي محيلا به على ابن أبي عاصم. ورواه غير واحد عن الزهري، فيهم معمر:
عن عمر بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه أن جبيرا أباه أخبره. وهو الصحيح،
وكذلك رواه الزبيري، عن عبد الرزاق. اهـ، لعله يقصد الدبري.
وقد رواه عن سلمة أحمد بن عمرو أبو بكر البزار على الصواب في مسنده [3418]، فقال:
أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالا: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، به.
فلعل عبد الرزاق حدث به على الوجهين، والوجه الصواب حدث به عبد الرزاق من كتابه كما قال الذهلي.
قلتُ: ووقع سقط ذكر جد عمر بن محمد بن جبير فيما أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق [144]، ومن طريقه ابن عساكر، فقال:
حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: فذكر الحديث مختصرا.
وقد رواه الخرائطي عن الرمادي في موضع آخر بذكر الجد، وتوبع على السقط فيما أخرجه البغوي في شرح السنة [3689]، من طريق الدَّبَرِيّ، قال:
نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فذكر الحديث.
والله أعلم.
وذلك نحو رواية بعضهم حيث صحّف فقال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التحبير. ([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5))أراد: النجش([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).
([5]) قال ابن عبد البر في التمهيد 13/347: ورواه أبو يعقوب إسماعيل بن محمد قاضي المدائن قال أنبأنا يحيى بن موسى البلخي قال أنبأنا عبد الله بن نافع قال حدثني مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نهى عن التحبير. والتحبير أن يمدح الرجل سلعته بما ليس فيها.
ثم قال ابن عبد البر: هكذا قَالَ: التحبير، وفسره، وَلَمْ يتابع عَلَى هَذَا اللفظ، وإنما المعروف: النجش. اهـ.
يريد عبد الله بن نافع الصائغ، وهو متكلم فيه، وقال عنه أبو زرعة: منكر الحديث.
وكرواية الآخر إذ قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتخذ الرَّوْحُ عَرْضا"([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9)). أراد: "الرُّوح غَرَضا"([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10)).
([9]) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه 1/25 وفيه: فقيل له أي شيء هذا؟ قال: أن تتخذ كوة في حائط ليدخل عليه الروح. أي نسيم الهواء.
ورواه ابن عساكر في تاريخه من طريق مسلم، قال: نا حَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ ، قَالَ: سَمِعْتُ شَبَابَةَ، يَقُولُ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الْقُدُّوسِ يَقُولُ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُتَّخَذَ الرُّوحُ غَرَضًا، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ قَالَ: يَعْنِي حَائِطًا لِيَدْخُلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ. اهـ.
وعبد القدوس بن حبيب الوحاظي، "أجمع أهل العلم على ترك حديثه"، كذا قال عنه الفلاس.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-04-20, 02:40 AM
هل وقفت أخي على أحد من الرواة قال: ملحد في الحرفة؟
صفاء الدين العراقي
2025-04-20, 02:41 AM
{فضل حفظ الحديث وتبليغه}
غير أن أول ما نبدأ بذكره في هذا المعنى الخبرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريضه الناس على حفظ الحديث وتبليغ من سمعه إلى غيره كما سمعه ودعائه بالخير لمن فعل ذلك.
1- حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عُمير عن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نضّر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلّغها فربَّ حامل فقه غيرُ فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.. وساقه([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ). ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) )
2- حدثني زهير بن حرب حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية حدثني أبو كبشة أن عبد الله بن عمرو حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
3- حدثنا هدّاب بن خالد حدثنا همام عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حدثوا عني ولا حرج وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ).
([1]) أي ساق مسلم الحديث وهذا اختصار من مختصر هذا الكتاب.
([2]) أخرجه الترمذي بهذا الإسناد (2658).
([3]) أخرجه البخاري (3461).
([4]) أخرجه مسلم بهذا السند في الصحيح 4/ 2298 (3004) ولكن فيه اختلافا ونصه: لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي - قال همام أحسبه قال - متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
وأخرجه أبو يعلى (1209) قال: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حدثوا عني ولا حرج، حدثوا عني ولا تكذبوا علي، ومن كذب علي متعمدا فقد تبوأ مقعده من النار، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.
صفاء الدين العراقي
2025-04-21, 10:36 PM
باب ما جاء في التوقي في حمل الحديث وأدائه والتحفظ من الزيادة فيه والنقصان
4- حدثنا ابن نمير حدثنا أبو خالد الأحمر عن أبي مالك عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بني الإسلام على خمسة: على أن يوحد الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج. فقال رجل: الحج وصيام رمضان. فقال: لا صيام رمضان والحج هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
5 -حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عثمان بن بزدويه عن يعفر بن روذي سمعت عبيد بن عمير وهو يقص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المنافق كمثل الشاة الرابضة بين الغنمين.
فقال ابن عمر: ويلكم لا تكذبوا على رسول الله إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ). ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) )
6- حدثنا الحلواني حدثنا محمد بن بشر حدثنا خالد بن سعيد-، قيل لمحمد من ذكرت يا أبا عبد الله؟ قال([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)) الثقة الصدوق المأمون خالد بن سعيد أخو إسحاق بن سعيد-عن أبيه قال: ما رأيت أحدا كان أشد اتقاء للحديث من ابن عمر([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ). ([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) )
7 - حدثنا يحيى بن حبيب قال حدثنا بشر بن المفضل حدثنا ابن عون عن مسلم أبي عبد الله عن إبراهيم بن يزيد عن أبيه عن عمرو بن ميمون قال: ما أخطأني خَميس إلا آتي فيه عبد الله بن مسعود، وما سمعته لشيء قط يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان عشية فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نكس فرفع بصره أو قال رأسه([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7))وإني لأنظر اليه.. فذكر الحديث([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8)).
8 - حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا سليم بن أخضر عن ابن عون عن محمد أن أنس بن مالك كان إذا حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا كان يقول: أو كما قال([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9) ). ([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10) )
([1] ) أخرجه مسلم 1/45 (16).
([2] ) العائرة هي المترددة الحائرة لا تدري لأيهما تتبع، والرابضة معناها قريب من العائرة.
([3] ) أخرجه أحمد (5610).
([4]) أي لما قال محمد بن بشر حدثنا خالد بن سعيد قيل لمحمد بن بشر وهو أبو عبد الله من ذكرت؟ فأعاد اسم شيخه مع توثيقه.
([5]) ومن تثبته وضبطه رضي الله عنه أنه كان لا يجيز الرواية بالمعنى.
([6]) أخرجه ابن عساكر 31/ 120 من طريق مكي بن عبدان عن مسلم به.
([7]) أي علاه شيء من الخشية والرهبة.
([8]) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٦٢٢٢).
([9]) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك خوف أن لا يكون نقله مطابقا تماما لما سمعه.
([10]) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٦٢٢3).
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-04-22, 03:46 PM
6- حدثنا الحلواني حدثنا محمد بن بشر حدثنا خالد بن سعيد-، قيل لمحمد من ذكرت يا أبا عبد الله؟ قال([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)) الثقة الصدوق المأمون خالد بن سعيد أخو إسحاق بن سعيد-عن أبيه قال: ما رأيت أحدا كان أشد اتقاء للحديث من ابن عمر([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ). ([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) )
([6]) أخرجه ابن عساكر 31/ 120 من طريق مكي بن عبدان عن مسلم به.
أخرجه ابن عساكر من طريق أبي حفص بن مسرور، عن مكي، به بتمامه.
وأخرجه الخطيب في الجامع ومن المزي في تهذيب الكمال عن الأرموي عن الجوزقي عن مكي، به وذكر حكاية توثيق خالد بن سعيد، فقط.
وتوبع فيما أخرجه السمعاني في الأدب من طريق السلامي عن الأرموي، به.
وقد روي الأثر من دون هذه الحكاية فيما أخرجه البغوي في المعجم ١٤٤١، ومن طريقه ابن عساكر، وعزاه إليه ابن حجر في الإصابة، فقال:
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، نا محمد بن بشر، قال:
سمعت خالد بن سعيد - وهو أخو إسحاق بن سعيد -، يذكره عن أبيه قال: ما رأيت أحدا كان أشد اتقاء لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن عمر. اهـ.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-04-22, 09:44 PM
فتح الله عليك.
صفاء الدين العراقي
2025-04-22, 10:55 PM
9 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الفضل بن موسى حدثنا الحسين بن واقد عن الرديني بن أبي مِجلز عن أبيه عن قيس بن عُباد قال: سمعت عمر يقول: من سمع حديثا فأداه كما سمع فقد سلم ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
10- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا مروان الدمشقي عن الليث بن سعد حدثني بكير بن الأشج قال قال لنا بسر بن سعيد: اتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثنا عن كعب، ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب، وحديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ).
11 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن رافع وعبد بن حميد قالوا: حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال:.. فلما ارتقى عمر المنبر أخذ المؤذن في أذانه فلما فرغ من أذانه قام عمر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن وعاها وعقلها وعلمها وحفظها فليتحدث بها حيث ينتهي به، ومن خشي أن لا يعيها فإني لا أحل لأحد أن يكذب علي([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
12 - حدثنا أبو بكر بن نافع حدثنا عمر بن علي عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
ثم لقيت عبد الله بن عمرو على رأس الحول فسألته فرد عليّ الحديث كما حدث قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله جل وعز لا ينتزع العلمَ.. ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ).
13 - حدثنا إسحاق أخبرنا مروان -يعني ابن معاوية- حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير قال: إنْ كان أبو معمر عبد الله بن سَخْبَرة [ليلحق أبا برزة أن] ([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)) يسمع منه.
14 - حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال: كنا نرد نافعا عن اللحن فيأبى إلا الذي سمع([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) ). ([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) )
15 -حدثنا الحلواني حدثنا سليمان بن حرب وعارم قالا حدثنا حماد بن زيد عن أشعث عن إبراهيم بن ميسرة عن مجاهد قال: صلى بنا مَسلمة بن مخلد صلاة الصبح فقرأ بالبقرة فما أسقط منها ألفا ولا واوا وأنا يومئذ غلام يافع([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8)).
([1] ) أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل 538.
([2] ) أخرجه ابن عساكر 67/359 من طريق مكي بن عبدان عن مسلم به.
([3] ) أخرجه البخاري (6830) ضمن حديث طويل.
([4]) أخرجه مسلم 4/2058 (2673).
([5]) هكذا في الأصل والمطبوع من التمييز " ليلحق أبا برزة أن" وأظنه تحريفا لعبارة [ليلحن إتباعا لمن] إذ الحديث أخرجه ابن أبي شيبة بنفس السند (26456) قال: حدثنا مروان بن معاوية، عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي معمر: أنه كان يتبع اللحن في الحديث، كي يجيء به كما سمع. اهـ. وفي الكنى والأسماء للدولابي (1803) قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر أنه كان يحدث الحديث فيلحن فيه اقتداء بما سمع.
([6]) نافع كان أعجميا فلعله سمع اللحن ممن هو مثله فيأبى الرجوع وإنما يؤديه كما سمع، وهو مذهب بعض المتقدمين.
([7]) رواه الخطيب في الكفاية 1/555.
([8]) أخرجه سعيد بن منصور في سننه 1/252.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-04-24, 08:57 PM
كنت كتبت تعليقا، فحذف، فأنقل المقصود، وحسب.
13 - حدثنا إسحاق أخبرنا مروان -يعني ابن معاوية- حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير قال: إنْ كان أبو معمر عبد الله بن سَخْبَرة [ليلحق أبا برزة أن] ([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)) يسمع منه.
14 - حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال: كنا نرد نافعا عن اللحن فيأبى إلا الذي سمع
أخرج الخطيب في الجامع [1060]، من طريق حَنْبَل بْن إِسْحَاقَ، قال:
نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ يَعْنِي: ابْنَ الأَصْبَهَانِيّ ِ، نَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو مَعْمَرٍ يَلْحَنُ فِي الْحَدِيثِ، يَتَّبِعُ مَا سَمِعَ ". اهـ.
وأخرج ابن أبي خيثمة في تاريخه ٤٤٩٤، فقال: حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ مَعِيْن وابن الأَصْبَهَانِيّ ، قَالا:
حدثنا مَرْوَان بْنُ مُعَاوِيَة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عِمَارَة، قَالَ: كَانَ أَبُو مَعْمَر يَلْحَنُ فِي الْحَدِيْث إِرَادَةً أَنْ يُتَّبَعَ مَا سُمِعَ. اهـ.
وتوبع مروان فيما أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى [6 : 414]، فقال:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ: " أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ، فَيَلْحَنْ فِيهِ، اقْتِدَاءً بِالَّذِي سَمِعَ ".
وفيما أخرج الخطيب في الجامع [1061] من طريق مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ العسقلاني، قال:
نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلَفٍ الرَّمْلِيُّ، نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ، نَا الأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، بنحوه.
وسقط ذكر سفيان بن عيينة بين عبد الجبار بن العلاء والأعمش سليمان بن مهران، ينظر في تفسير البستي.
وأخرج الدارمي في سننه [323]، فقال:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا عَثَّامٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: " إِنِّي لَأَسْمَعُ الْحَدِيثَ لَحْنًا، فَأَلْحَنُ اتِّبَاعًا لِمَا سَمِعْتُ ". اهـ.
والصواب الأول من مسند عمارة.
قال بعض الشراح: هكذا جاءت العبارة في المخطوط، وأحسبها من تحريفات الناسخ أو المختصر، فلم أقف عليه بهذا اللفظ، ولا شاهد تحتها - كما أراه - فما الجديد في لحوق التابعي للصحابي في طلب الحديث؟ ولم أقف على هذه القصة في موضع اخر، وهذا مما يقوي الظن بوقوع التحريف، فالذي وقفت عليه في مصنف ابن أبي شيبة بالسند نفسه عبارة أخرى؛ إذ قال فيه ٥/ ٣١٦ فـي مصنف ابن أبي (٢٦٤٥٦): حدثنا مروان بن معاوية عن الأعمش عن عمارة عن أبي معمر : أنه كان يتبع اللحن في الحديث كي يجيء به كما سمع». وهو أنسق مع ما تقدم وما سيأتي من كلام مسلم - رحمه الله تعالى -؛ أي : أن أبا معمر كان يتابع شيخه حتى في لحنه، ولا يحيد عنه، ولأهل العلم في ذلك أقوال سبق وأشرت إليها، وإنما أورده مسلم هاهنا؛ ليبين حرصهم على أداء الألفاظ بنحو ما سمعوا. اهـ.
ثم قال في أثر نافع: وهذا يؤيد ما سبق من حرص الرواة على أداء الرواية على وجهها - مع وقـوع اللحن فيها ـ تأدية للأمانة، وخشية من تحريفهم قولا ربما لم يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفون له وجها. اهـ.
وقال آخر: وهذا هو معنى الأثر المذكور أما لفظه من الأصل ففيه إشكال ورسمه: «كان أبو معمر عبد الله بن سخبرة ليلحق أبا برزة أن يسمع منه.
وهذا المعنى بعيد إذ أن المصنف ذكر بعد هذا الأثر الملحق، وموقف نافع منه، وهو كذلك ذكر عن أبي معمر أنه كان يروي الحديث كما سمعه ولو كان ملحونا». اهـ.
وأثر نافع، رواه ابن أبي شيبة في مصنفه [26867]، فقال:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلِ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: كُنَّا نُرِيدُ نَافِعًا عَلَى إِقَامَةِ اللَّحْنِ فِي الْحَدِيثِ " فَيَأْبَى ". اهـ.
وأخرجه الخطيب في الجامع [1062] من طريق الْبَغَوِيّ، قال:
نَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْرَائِيلَ، نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: " كُنَّا نَرُدُّ نَافِعًا عَنِ اللَّحْنِ، فَيَأْبَى، يَقُولُ: إِلا الَّذِي سَمِعْتُهُ ". اهـ.
وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى [2 : 219] أخبرنا عارم بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، عن عبيد الله، قَالَ: كان نافع لا يفسر. اهـ.
وقَالَ: أخبرت عن سفيان بن عيينة، قَالَ: قَالَ إسماعيل: كنا نرد نافعا عن اللحن فيأبى. اهـ.
قَالَ سفيان: أي حديث أوثق من حديث نافع ! اهـ.
وأخرج الرامهرمزي في المحدث الفاصل [605]، فقال: وَحَدَّثَنِي ابْنُ الْبُرِّيِّ، وَقَالَ سَلَمَةُ [يعني ابن شبيب]:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: " كُنَّا نُرِيدُ أَنْ نَرُدَّ نَافِعًا عَنِ اللَّحْنِ فَلا يَرْجِعُ ". اهـ.
قلتُ: هو من مسند إسماعيل بن أمية، يروي عنه ابن جريج.
قلتُ: واللحن عن نافع فيما قرأ، فقد أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى [2 : 219]، فقال:
أخبرنا محمد بن عمر، قَالَ: سمعت نافع بن أبي نعيم، يقول: " إذا أخبرك أحد أن أحدا من أهل الدنيا قرأ عليه نافع فلا تصدقه، كان ألحن من ذلك ". اهـ.
وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق ابن سعد، قال: أنا محمد بن عمر حدثني نافع بن ابي نعيم وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة وأبو مروان عبد الله ملك بن عبد العزيز بن ابي فروة قالوا:
كان كتاب نافع الذي سمع من عبد الله بن عمر في صحيفة، فكنا نقرؤها عليه فيقول يا أبا عبد الله إنا قد قرأنا عليك، فيقول حدثنا نافع فلا نصدقه كان ألحن من ذلك. اهـ.
وأخرج ابن سعد [4 : 396]، فقَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ " يَسْمَعُ بَعْضَ وَلَدِهِ يَلْحَنُ فَيَضْرِبُهُ ". اهـ.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-04-25, 12:24 AM
أحسن الله إليك.
صفاء الدين العراقي
2025-04-25, 12:25 AM
16 - قلت([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ) لمحمد بن مهران الرازي: أحدثكم حاتم بن إسماعيل قال: حدثنا أسامة بن زيد عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد قال: قلت لسالم بن عبد الله في أي الشق كان ابن عمر يُشعر([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ) بدنته؟ قال في الشق الأيمن. فأتيت نافعا فقلت في أي الشق كان ابن عمر يشعر بدنته؟ قال في الشق الأيسر، فقلت: إن سالما أخبرني أنه كان يشعر في الشق الايمن، فقال نافع: وهم سالم، إنما أتي ببدنتين مقرونتين صغيرتين فَفَرق([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ) أن يدخل بينهما فأشعر هذه في الأيمن وهذه في الأيسر فرجعت إلى سالم فأخبرته بقول نافع، فقال: صدق نافع، عليكم بنافع فإنه أحفظ لحديث عبد الله؟ فأقر به محمد بن مهران([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ).
17- حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال قال الشعبي: ما جالست أحدا مذ عشرين سنة حدث بحديث إلا وأنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو قد حفظه أحد من الناس كان به عالما. ([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) )
18 - حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال قال الشعبي: لشِبَاك أرد عليك؟! ما قلت لأحد قط ردّ علي([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) ). ([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) )
19 - حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال: قال قتادة لسعيد: احفظ عليّ المصحف قال: فافتتح سورة البقرة فقرأها حتى ختمها، ثم قال: هل أسقطت شيئا؟ قال سعيد: لا، فقال: أنا لصحيفة جابر أحفظ مني لسورة البقرة وما قرئت عليّ إلا مرة([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8) ).
20 - حدثنا حجاج بن الشاعر حدثنا عفان بن مسلم حدثنا بشر بن المفضل حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قال: ما استعدت حديثا قط، ولا شككت في حديث قط إلا حديثا واحدا فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9) ).
21 - حدثنا محمد بن عباد حدثنا سفيان عن عمرو قال: ما رأيت أحدا أبصر بالحديث من الزهري([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10)).
22 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي حدثنا شعبة قال: حدثني رجلان صادقان من لُبَاب([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11) ) الحديث: عمران بن حدير، وسليمان التيمي([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12)).
([1]) القائل هو مسلم بن الحجاج.
([2]) أي يعلم عليها بجرح يسيل منه الدم ليكون علامة على أنها هدي.
([3]) أي خاف أن يؤذى.
([4]) أخرجه الخطيب في الجامع 1/126 من طريق مكي بن عبد ان عن مسلم به.
([5]) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 14/145.
([6]) أي تعجب من طلبه أن يعيد له الحديث فإنه كان يحفظ من أول مرة.
([7]) أخرجه الدارمي (452) قال: أخبرنا بشر بن الحكم ، عن سفيان بن عيينة، عن ابن شبرمة، عنالشعبي أنه كان يقول: يا شباك، أرد عليك! -يعني: الحديث- ما أردت أن يرد عليّ حديث قط.
([8]) أخرجه ابن الجعد في مسنده (1019).
([9]) أخرجه ابن عساكر 55/330.
([10]) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/18.
([11]) أي من خالص وصفوة أهل الحديث.
([12]) لم أقف عليه.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-04-25, 05:04 AM
22 - حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي حدثنا شعبة قال: حدثني رجلان صادقان من لُبَاب([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11) ) الحديث: عمران بن حدير، وسليمان التيمي([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12)).
([12]) لم أقف عليه.
ورد عنه القول فيهما متفرقا.
وقال عبد اللَّه: قال أبي: وكان شعبة في جنازة عمران بن حدير وهو يقول: رحمك اللَّه ما علمتك صدوقًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (٣٥٤٩).
وقال ابن حبان: كان هو [أي جعفر بن الزبير] وعمران بن حدير في مسجد واحد، كان شعبة يقول:
أصدق الناس وأكذب الناس في مسجد واحد، يريد عمران بن حدير وجعفر بن الزبير. اهـ. المجروحين.
وقال أبو جعفر العقيلي في الضعفاء وَقَالَ [يعني يحيى بن معين]: حُدِّثْتُ عَنْ شُعْبَةَ أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ فَيَرَى بِشْرَ بْنَ نُمَيْرٍ يُحَدِّثُ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ قَائِمًا يُصَلِّي فَيَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ احْذَرُوا هَذَا الشَّيْخَ لَا تَسْمَعُوا مِنْهُ وَعَلَيْكُمْ بِهَذَا الشَّيْخِ الْمُصَلِّي يَعْنِي عِمْرَانَ بْنَ حُدَيْرٍ. اهـ.
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: حدثني أبي نا عبد الله بن دينار البصري قال ذكر شعبة عمران بن حدير فقال كان شيخا عجبا، كأنه يثبته. اهـ.
وأما سليمان التيمي، فقد أخرج أبو نعيم في الحلية [3 : 31] من طريق الربيع المرادي، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ:
" لَمْ أَرَ أَحَدًا قَطُّ أَصْدَقَ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ الْحَدِيثَ، فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَغَيَّرَ وَجْهُهُ ". اهـ.
والله أعلم.
أحسن الله إليك.
بارك الله فيكم وأحسن إليكم
صفاء الدين العراقي
2025-04-25, 01:18 PM
نفع الله بك.
صفاء الدين العراقي
2025-04-25, 01:19 PM
23 - حدثنا الحلواني حدثنا شبابة حدثنا شعبة قال: شكُّ ابن عون أصدق عندي من حديث آخر عندكم([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1))، صدوقٌ صدوقٌ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)). ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3))
24 - حدثنا الوليد بن شجاع قال سمعت علي بن مسهر يذكر عن سفيان قال: حُفاظ الناس أربعة: يحيى بن سعيد الأنصاري، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، وعاصم الأحول([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
25 - حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع قال سمعت شعبة يقول: سفيان الثوري أحفظ مني وما حدثني عن شيخ إلا وإذا سألت الشيخ حدثني على ما قال سفيان([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).
26 - حدثنا الوليد بن شجاع حدثنا الأشجعي قال: ذهبت مع سفيان إلى هشام بن عروة فجعل سفيان يسأل هشاما وهشام يحدثه حتى إذا فرغ قال له سفيان: أعيدها عليك؟ فأعادها عليه، ثم قام سفيان وأذن لأصحاب الحديث فدخلت معهم فجعل إذا حدث أرادوا الإملاء، فقال لهم هشام احفظوا كما حفظ صاحبكم، قالوا: لا نقدر أن نحفظ كما حفظ([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).
27 - حدثنا الحلواني حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قال كان ابن عون يسألني كيف قال أيوب كذا؟ فأخبره فإن كان خالفه ترك ابن عون ذاك الحديث فأقول له لم تتركه؟ فيقول: إن أيوب كان أعلمنا بالحديث([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7)).
28 - حدثنا حجاج بن الشاعر سمعت أبا أسامة يقول: اختلف الأعمش وطلحة في حديث فقال للأعمش أرأيت لو أنك سمعته سبعا وسمعته مرة أينا كان أحفظ؟ قال أنت([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8)).
قال ابن عيينة([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9) ) ما رأيت قط أثبت من عبد الكريم([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10) ).
قال عبد الرحمن: قتادة أحفظ من خمسين مثله([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11) ).
قال: دخلت على أبي موسى وهو يحتجم ليلا.. وساقه([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12) ).
وهارون الأعور كان صدوقا حافظا([13] (https://majles.alukah.net/#_ftn13) ).
وذكر([14] (https://majles.alukah.net/#_ftn14) ) حفظ شعبة وزهير بن معاوية.
29 - حدثنا الحلواني قال سمعت يزيد بن هارون يقول أدركت البصرة وإذا اختلفوا في حديث نطقوا بكتاب عبد الوارث ([15] (https://majles.alukah.net/#_ftn15) ). ([16] (https://majles.alukah.net/#_ftn16) )
قال قتادة([17] (https://majles.alukah.net/#_ftn17) ) لا تقل فلان أحفظ الناس والله أعلم ولكن قل هو أثبت وأعلم وأحفظ.
وذكر عن الزهري([18] (https://majles.alukah.net/#_ftn18) ). ([19] (https://majles.alukah.net/#_ftn19) )
([1]) أي يروى عندكم بلا شك، لشدة تحريه وضبطه وتوقفه في رواية الحديث في أدنى شك يعرض له ولا يروي على التوهم.
([2]) هذه عبارة توثيق ورفع من شأنه.
([3]) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل1/145 بلفظ: شك ابن عون أحب إليّ من يقين غيره.
([4]) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 14/166.
([5]) أخرجه الترمذي (2908) قال: سمعت أبا عمار يذكر عن وكيع قال: قال شعبة: سفيان أحفظ مني، وما حدثني سفيان عن أحد بشيء فسألته إلا وجدته كما حدثني.
([6]) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 10/232.
([7]) أخرجه الخطيب في الجامع 2/42.
([8]) لم أقف عليه.
([9]) مسلم لم يدرك ابن عيينة فالظاهر أن المختصر قد حذف السند.
([10]) في الكامل لابن عدي 7/42 قال: حدثنا أبو عروبة قال حدثني محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن يحيى قال: قال لي سفيان بن عيينة: يا بَكّائي ما كان عندكم أثبت من عبد الكريم.
([11]) في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/134 قال: حدثني أبي نا عمرو بن علي قال قلت لعبد الرحمن بن مهدي حميد الطويل في حديث فقال قتادة أحفظ من خمسين مثل حميد.
([12]) هذا اختصار أخل بكلام مسلم، أو لعله سقط من الناسخ، والحديث أخرجه النسائي في الكبرى (3200- 3201) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن قتادة، عن بكر بن عبد الله، عن أبي رافع، قال: دخلت على أبي موسى (https://www.hadithportal.com/show.php?show=show_tragem&id=5021)وهو يحتجم ليلا فقلت: ألا كان هذا نهارا ؟ قال: تأمرني أن أهريق دمي وأنا صائم؟ خالفه حميد الطويل. اهـ أي خالف قتادة حميد فرواه عن بكر بن عبد الله عن عن أبي العالية أنه دخل على أبي موسى.. الحديث وقتادة أحفظ من حميد.
([13]) أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (404) قال: حدثنا أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن بن عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي، ثنا سعيد بن محمد الجرمي، ثنا أبو عبيدة الحداد، ثنا هارون الأعور وكان صدوقا حافظا.. وساق حديثه.
([14] ) أي مسلم وهذا اختصار لكلام نقله مسلم عن حفظهما.
([15] ) أي رجعوا لكتاب عبد الوراث واعتمدوه في التثبت.
([16] ) لم أقف عليه.
([17]) هو من اختصار المختصر فإن مسلما لم يدرك قتادة.
([18] ) أي كره قتادة ومثله الزهري عبارة فلان أحفظ الناس مطلقة بل أحفظ وأثبت وأعلم من فلان.
([19] ) لم أقف عليه.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-04-26, 09:17 PM
قال ابن عيينة([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9) ) ما رأيت قط أثبت من عبد الكريم([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10) ).
([9]) مسلم لم يدرك ابن عيينة فالظاهر أن المختصر قد حذف السند.
([10]) في الكامل لابن عدي 7/42 قال: حدثنا أبو عروبة قال حدثني محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن يحيى قال: قال لي سفيان بن عيينة: يا بَكّائي ما كان عندكم أثبت من عبد الكريم.
قلتُ: السبب في تعليق مسلم لأثر ابن عيينة؛ لأنه من رواية محمد بن يحيى الذهلي، ولم يخرج مسلم له شيئا؛ لشيء كان بينهما.
لذلك قال عنه أبو زرعة الرازي: ليس لهذا عقل، لو دارى مُحَمَّد بن يحيى لصار رجلا. اهـ [تهذيب الكمال].
23 - حدثنا الحلواني حدثنا شبابة حدثنا شعبة قال: شكُّ ابن عون أصدق عندي من حديث آخر عندكم([1])، صدوقٌ صدوقٌ([2]). ([3])
([1]) أي يروى عندكم بلا شك، لشدة تحريه وضبطه وتوقفه في رواية الحديث في أدنى شك يعرض له ولا يروي على التوهم.
([2]) هذه عبارة توثيق ورفع من شأنه.
([3]) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل1/145 بلفظ: شك ابن عون أحب إليّ من يقين غيره.
وكذا فهم منه أبو داود على أنه توثيق، فقال في إسماعيل العبدي: ثقة، حدث [عنه] مسلم (ابن إبراهيم)، قال:
رأيت شعبة في جنازة إسماعيل بن مسلم العبدي وهو يقول: صدوقٌ صدوق. فقال بعضهم: شعبة أول من دلنا على إسماعيل بن مسلم. (آجري) ٤/ ق ٨.
وقريب من لفظ مسلم، أخرجه أبو طاهر المخلص في فوائده [52]، ومن طريقه ابن عساكر، فقال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ:
ثنا خَلادُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَذْكُرُ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: لأَنْ يُحَدِّثَنِي عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، يَقُولُ: أَرَى حَدَّثَنِي فُلانٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقُولَ غَيْرُهُ حَدَّثَنِي. اهـ.
ثم أخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق أبي بكر المقرئ، قال:
نا محمد بن جعفر الزراد المنبجي، نا عبيد الله بن سعد، نا ابن عائشة، نا رجل من القرشيين، قال: قال: شعبة شك أيوب ويونس وابن عون أحب إلي من يقين قوم كثير. اهـ.
28 - حدثنا حجاج بن الشاعر سمعت أبا أسامة يقول: اختلف الأعمش وطلحة في حديث فقال للأعمش أرأيت لو أنك سمعته سبعا وسمعته مرة أينا كان أحفظ؟ قال أنت([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8)).
وأخرج ابن الجعد في مسنده [2734] قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا خَالِدٍ الأَحْمَرَ، يَقُولُ: قَالَ الأَعْمَشُ:
" رُبَّمَا جَاءَ طَلْحَةُ فَيَجْلِسُ عَلَى الْبَابِ فَتَخْرُجُ إِلَيْهِ الْجَارِيَةُ وَتَدْخُلُ لا يَقُولُ لَهَا شَيْئًا، فَأَخْرُجُ فَأَجْلِسُ فَيَقْرَأُ،
فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَجُلٍ لا يُخْطِئُ وَلا يَلْحَنُ، فَإِنِ اتَّكَأْتُ عَلَى الْحَائِطِ، قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَيَذْهَبُ ". اهـ.
قَالَ أَبُو خَالِدٍ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ شُهِرُ بِالْقِرَاءَةِ، فَقَرَأَ عَلَى الأَعْمَشِ لِيَنْسَلِخَ ذَاكَ عَنْهُ. اهـ.
رواه أبو نعيم في الحلية [5 : 18]، من طريق أبي يعلى الثوري، عن سُفْيَان ابن عيينة، قَالَ: قَالَ الأَعْمَشُ:
" مَا رَأَيْتُ مِثْلَ طَلْحَةَ، " إِنْ كُنْتُ قَائِمًا فَقَعَدْتُ قَطَعَ الْقِرَاءَةَ، وَإِنْ كُنْتُ مُحْتَبِيًا فَحَلَلْتُ حَبْوَتِي قَطَعَ الْقِرَاءَةَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَمَلَّنِي ". اهـ.
قال قتادة لا تقل فلان أحفظ الناس والله أعلم ولكن قل هو أثبت وأعلم وأحفظ.
([18] ) أي كره قتادة ومثله الزهري عبارة فلان أحفظ الناس مطلقة بل أحفظ وأثبت وأعلم من فلان.
قلت: قيده قتادة مرة بالبلد، فأخرج البغوي في زوائد المسند، فقال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِلالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ:
مَا كَانَ بِالْبَصْرَةِ رَجُلٌ أَعْلَمَ مِنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، مَا اسْتَثْنَى الْحَسَنَ، وَلا ابْنَ سِيرِينَ، غَيْرَ أَنَّ التِّنَاوَةَ أَضَرَّتْ بِه. اهـ.
وقيد مرة بباب من أبواب العلم فيما أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى [5 : 320]، فقال:
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: " كَانَ عَطَاءٌ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْمَنَاسِكِ ". اه.
وأخرج ابن عدي في الكامل [6 : 471] من طريق ابن رُسْتَهْ، قال:
ثَنَا حَاتِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثَنَا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
" أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ الْحَسَنُ، وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِالْمَنَاسِكِ عَطَاءٌ، وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ عِكْرِمَةُ ". اهـ.
والله أعلم.
نفع الله بك.
ونفع الله بك ورفع قدرك وسلمك من كل سوء
صفاء الدين العراقي
2025-04-26, 09:46 PM
ونفع الله بك ورفع قدرك وسلمك من كل سوء
آمين وإياكم.
صفاء الدين العراقي
2025-04-26, 09:49 PM
30 - حدثنا عمرو بن علي حدثنا عفان قال كنا عند إسماعيل بن علية جلوسا قال: فحدث رجل عن رجل فقلت([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ) إن هذا ليس بثبت، فقال الرجل: اغتبته، قال إسماعيل: ما اغتابه ولكنه حكم أنه ليس بثبت([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ). ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) )
31 - حدثنا حجاج بن الشاعر قال حدثنا شبابة قال شعبة: لقد لقيت شهرا ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) )فلم أعتد به([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ).
32 - حدثنا حجاج حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قال قال: أيوب إن لي جارا ثم ذكر من فضله ولو شهد على تمرتين ما رأيت شهادته جائزة([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) ). ([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) )
33 - حدثني محمد بن المثنى قال قال لي عبد الرحمن بن مهدي: يا أبا موسى أهل الكوفة يحدثون عن كل أحد، قلت يا أبا سعيد هم يقولون إنك تحدث عن كل أحد، قال عمن أحدث؟ فذكرت له محمد بن راشد المكحولي، فقال لي احفظ عني: الناس ثلاثة: رجل حافظ متقن فهذا لا يختلف فيه، وآخر يهم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا يترك، ولو ترك حديث مثل هذا لذهب حديث الناس، وآخر الغالب على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8) ).
سمعت([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9)) أبا الحسين مسلم بن الحجاج يقول: وقد ذكرنا من مذاهب أهل العلم وأقاويلهم في درجات الحفاظ من وعاة العلم ونقال الأخبار والسنن والآثار ما يستدل به ذو اللب على تفاوت أحوالهم ومنازلهم في الحفظ وأسبابه([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10) )، فيعلم أن منهم المتوقي المتقن لما حمل من علم وما أدى منه إلى غيره، وأن منهم من هو دونه في رداءة الحفظ والتساهل فيه، وأن منهم المتوهم فيه غير المتقن، فهذا ليس كما يجب([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11) ) حاملا حين يحمل أو حاكيا حين يحكي.
وقد اشترط النبي صلى الله عليه وسلم على سامع حديثه ومبلغه حين دعا له أن "يعيه ويحفظ ثم يؤديه كما سمعه" فالمؤدي لذلك بالتوهم غير المتيقن مؤد على خلاف ما شرط النبي صلى الله عليه وسلم وغير داخل في جزيل ما يرجى من إجابة دعوته له والله أعلم.
فإن كان المؤدي جاء بخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالتوهم.. قد أزال معنى الخبر بتوهمه عن الجهة التي قاله بنقصان فيه أو زيادة حتى يصير قائلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يعلم.. لم يؤمن عليه الدخول فيما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12) )؛ لأن عليه أن يعلم أن عمد([13] (https://majles.alukah.net/#_ftn13) ) التوهم في نقل خبر النبي صلى الله عليه وسلم محرم، فإذا علم ذلك ثم لم يتحاش من فعله فقد دخل في باب تعمد الكذب، وإن كان لم يعلم تحريم ذلك فهو جاهل لما يجب عليه، والواجب عليه تعلم تحريمه والانزجار عن فعله.
([1] ) أي عفان.
([2] ) وفيه رد على من زعم أن هذا من باب الغيبة.
([3] ) أخرجه مسلم في المقدمة 1/26.
([4] ) هو ابن حوشب.
([5] ) أخرجه مسلم في المقدمة 1/17.
([6] ) فلا يلزم من فضل الرجل قبول شهادته وروايته.
([7] ) أخرجه مسلم في المقدمة 1/21.
([8] ) أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (422).
([9] ) السامع هو مكي.
([10] ) أي وأسباب الحفظ من حفظ الصدر والكتاب.
([11] ) أن يكون عليه الراوي في التحمل والأداء.
([12]) أخرجه البخاري (110) ومسلم 1/10 (3).
([13]) بأن يعلم من حاله سوء حفظه وغلبة الوهم عليه ومع هذا يروي الحديث بالتوهم.
صفاء الدين العراقي
2025-04-29, 10:31 PM
{الأحاديث المنقولة على الغلط}
وسنذكر الآن إن شاء الله الأحاديثَ المنقولةَ الموسومةَ عندَ أهلِ العلمِ بالأغاليطِ فيها: في أسانيدها ومتونها حديثا حديثا ونخبر فيها بالعلل التي من أجلها صارت أخبارَ أغاليط بشرح وجه الوهن بها وأشباهها ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1))لمن أراد معرفتها -إن وفق الله لجمعها- وبالله توفيقنا وإليه مرجعنا.
سمعت مسلما يقول: ذكر الأخبار التي نقلت على الغلط في متونها:
{الحديث الأول}
34- حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت حجرا أبا العنبس يقول حدثني علقمة بن وائل عن وائل عن النبي صلى الله عليه وسلم([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ).
35- وحدثنا إسحاق أخبرنا أبو عامر حدثنا شعبة عن سلمة سمعت حجرا أبا العنبس يحدث عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
كلهم عن شعبة عن سلمة عن حجر عن علقمة عن وائل.
إلا إسحاق عن أبي عامر فإنه لم يذكر علقمة وذكر الباقون كلهم علقمة([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ).
سمعت مسلما قال: أخطأ شعبة في هذه الرواية حين قال: "وأخفى صوته".
وسنذكر إن شاء الله رواية من حدث فيها فأصاب:
36- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قالوا حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ) عن وائل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ولا الضالين قال آمين يمد بها صوته([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) ).
37- حدثنا أبو كريب حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن أبي إسحاق([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) ) عن علقمة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بآمين([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8) ).
سمعت مسلما يقول: قد تواترت الروايات كلها أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بآمين. وقد روي عن وائل ما يدل على ذلك([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9) ).
38- حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أمّن الإمام فأمنوا([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10) ) فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11) ). ([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12) )
([1]) أي أشباه تلك الأحاديث التي بين وجه الوهن بها إذ الشيء يعلم بنظيره.
([2]) أخرجه أحمد (18854) عن وائل قال: قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" قال: "آمين" وأخفى بها صوته.
([3]) لم أقف عليه من طريق أبي عامر العقدي عند غير مسلم، ولكن هنالك من تابعه في روايته عن شعبة بدون ذكر علقمة فأخرج الطبراني 22/43 (109) قال: حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا العنبس يحدث عن وائل الحضرمي أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: "ولا الضالين" قال: "آمين "فأخفى بها صوته.
([4] ) فرواه عن (شعبة) عن (سلمة) عن (حجر) عن (وائل) فأسقط الواسطة وهو علقمة بن وائل.
([5] ) ويلاحظ أن سفيان الثوري قال: حجر بن عنبس، بينما شعبة قال حجر أبو العنبس.
([6] ) أخرجه ابن أبي شيبة (7960).
([7] ) في الأصل والمطبوع: شريك عن سماك، ولا أظنه محفوظا فقد رواه أحمد والبيهقي عن أسود بن عامر عن شريك عن أبي إسحاق عنه بلفظه. ولا يعرف هذا من حديث سماك.
([8] ) أخرجه أحمد (18869).
([9] ) كما في رواية سفيان فتكون روايته هي الصحيحة لموافقتها للمتواتر.
([10] ) وتأمين المأمومين يكون بعد سماعهم تأمين الإمام.
([11] ) أخرجه مسلم 1/307 (410).
([12] ) التلخيص: هذا الحديث رواه سلمة بن كهيل واختلف عليه:
فرواه الثوري عن سلمة عن حجر بن العنيس عن وائل. بالجهر في التأمين.
ورواه شعبة واختلف عليه:
فرواه محمد بن جعفر ومحمد بن سعيد القطان وغيرهما عن شعبة عن سلمة عن حجر أبي العنبس عن علقمة عن وائل في إخفاء التأمين.
ورواه أبو عامر العقدي عن شعبة عن سلمة عن حجر أبي العنبس عن وائل في إخفاء التأمين. من غير ذكر علقمة.
ورواه أسود بن عامر عن شريك عن أبي إسحاق السبيعي عن علقمة بن وائل عن أبيه. في الجهر بالتأمين.
التحليل: أولا: من حيث المتن: الصحيح المحفوظ هو الجهر لثبوته عن النبي (ص) بالتواتر ففيه أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة مرفوعا: إذا أمّن الإمام.
ثانيا: من حيث السند: الصحيح المحفوظ عن سلمة هو عن حجر عن وائل بدون زيادة علقمة؛ لأن الثوري رواه هكذا وهو أحفظ من شعبة، وقد اختلف على شعبة في إسناده فمرة وافق الثوري في رواية، ومرة زاد في الإسناد علقمة.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-05-02, 03:57 AM
{الحديث الأول}
34- حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت حجرا أبا العنبس يقول حدثني علقمة بن وائل عن وائل عن النبي صلى الله عليه وسلم([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ).
35- وحدثنا إسحاق أخبرنا أبو عامر حدثنا شعبة عن سلمة سمعت حجرا أبا العنبس يحدث عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
كلهم عن شعبة عن سلمة عن حجر عن علقمة عن وائل.
إلا إسحاق عن أبي عامر فإنه لم يذكر علقمة وذكر الباقون كلهم علقمة([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ).
([3]) لم أقف عليه من طريق أبي عامر العقدي عند غير مسلم، ولكن هنالك من تابعه في روايته عن شعبة بدون ذكر علقمة فأخرج الطبراني 22/43 (109) قال: حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا العنبس يحدث عن وائل الحضرمي أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: "ولا الضالين" قال: "آمين "فأخفى بها صوته.
قلتُ: توبع أبو الوليد فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [110]، فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثَنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجْرَ أَبَا الْعَنْبَسِ يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، به بتمامه متفردا بزيادة في المتن.
وتوبع فيما أخرجه أحمد في مسنده 18843، بعدما أخرج رواية الثوري، فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَقَالَ شُعْبَةُ: وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ. اهـ.
وتوبع عن حجر نازلا وعاليا فيما أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده [1117]، فقال:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجْرًا أَبَا الْعَنْبَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ وَائِلٍ، به بتمامه.
لذلك دافع عنه البيهقي في السنن الكبير رادا على البخاري، فقال:
أَمَّا خَطَؤُهُ فِي مَتْنِهِ فَبَيِّنٌ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: حُجْرٌ أَبُو الْعَنْبَسِ، فَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ،
وَأَمَّا قَوْلُهُ: عَنْ عَلْقَمَةَ، فَقَدْ بَيَّنَ فِي رِوَايَتِهِ: أَنَّ حُجْرًا سَمِعَهُ مِنْ عَلْقَمَةَ، وَقَدْ سَمِعَهُ أَيْضًا مِنْ وَائِلٍ نَفْسِهِ. اهـ.
ثم ذكر رحمه الله رواية عن أبي الوليد عن شعبة موافقة لرواية الثوري سندا ومتنا.
وذلك فيما أخرجه أبو العباس الأصم في الفوائد الكبير كما في السنن الكبير للبيهقي [2 : 57]، فقال:
ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ حُجْرًا أَبَا عَنْبَسٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ: " أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَالَ: {وَلا الضَّالِّينَ}، قَالَ: آمِينَ، رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ ". اهـ.
وتوبع أبو العباس وأبو الوليد فيما أخرجه الطحاوي في شرح معاني الأثار [1002]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، ح.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجْرًا أَبَا عَنْبَسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: وذكر التسليم الشطر الأخر من الحديث.
وقال البيهقي في معرفة الآثار: وَقَدْ رُوِّينَاهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ ، عَنْ شُعْبَةَ، كَمَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وتوبع مثله على الشك في السند فحسب، فيما أخرجه أحمد في مسنده [18374]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلٍ أَوْ سَمِعَهُ حُجْرٌ مِنْ وَائِلٍ، قَالَ: فذكره بتمامه بلفظ ابن مرزوق: "رافعا بها صوته".
وقول البيهقي بأن الثوري في رواية عنه كناه أبا العنبس فيه نظر كما سيأتي.
وإنما يعتذر لشعبة أنه سماه مرة حجر بن عنبس، فيما أخرجه الخطابي في غريب الحديث [2 : 837]، فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَالَ: {وَلا الضَّالِّينَ}، قَالَ: " آمِينَ يُخْفِي بِهَا صَوْتَهُ ". اهـ.
([4] ) فرواه عن (شعبة) عن (سلمة) عن (حجر) عن (وائل) فأسقط الواسطة وهو علقمة بن وائل.
وهناك وجه ثالث عن شعبة وهو سقط ذكر حجر فيما أخرجه حفص الدوري في قراءة النبي صلى الله عليه سلم [11]، فقال:
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حَجَرٍ:
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}، ثُمَّ قَالَ: " آمِينَ " وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ ". اهـ.
وتوبع عليه شعبة فيما أخرجه أبو داود في سننه [997]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فذكره مختصرا وزاد.
أخرجه الطبراني في الكبير [115]من طريق يَحْيَى بْن آدَمَ، قال:
ثنا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فذكره.
قال الطبراني: هَكَذَا رَوَاهُ مُوسَى بْنُ قَيْسٍ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ وَزَادَ فِي السَّلامِ: وَبَرَكَاتُهُ. اهـ.
قلتُ: وحفص الدوري صدوق قد خولف فيما أخرجه السراج في حديثه (429)، فقال: ثنا زياد بن أيوب،
ثنا يزيد بن هارون، أبنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، عن علقمة بن وائل، عن أبيه وائل بن حجر:
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين. وخفض بها صوته)). اهـ.
([5] ) ويلاحظ أن سفيان الثوري قال: حجر بن عنبس، بينما شعبة قال حجر أبو العنبس.
وما ذكره البيهقي رحمه الله أن حجرا أبا العنبس جاءت من رواية محمد بن كثير عن الثوري فيه نظر.
استند إلى ما أخرجه أبو داود في سننه [932]، ومن طريقه القزويني في أخباره رواية ابن داسة عنه، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ:
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَرَأَ: {وَلا الضَّالِّينَ}، قَالَ: آمِينَ وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ ". اهـ.
قلتُ: رواه على الصواب ابن عبد البر في التمهيد [7 : 14]، من طريق ابن داسة، عن أبي داود، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ الْعَنْبَسِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، به.
ووقع تحريف عند البغوي في الأنوار (524)، من طريق اللؤلؤي عن أبي داود، فقال:
نا محمد بن أبي كثير، أنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجر العنبس الحضرمي عن وائل بن حجر رضي الله تعالى عنه، به.
والصواب ما رواه ابن عبد البر وعليه توبع فيما أخرجه الدارمي في سننه [1247]، فقال:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنْبأَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ الْعَنْبس، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، به.
وتوبع فيما أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَقَبِيصَةُ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ حُجْرٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، به.
ورواه كذلك أخوان اثنان ابنا سلمة، فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [113]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي السَّكَنِ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيَّ، يَقُولُ: فذكر بنحوه.
وتوبع فيما أخرجه الدولابي في الكنى [1090]، فقال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ:
أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَكَنٍ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيَّ، يَقُولُ: فذكره بتمامه.
وتوبعا فيما أخرج الطبراني في المعجم الكبير [114] من طريق أبي كريب، قال:
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ، عَنْ وَائِلٍ، به.
37- حدثنا أبو كريب حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن أبي إسحاق([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) ) عن علقمة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بآمين([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8) ).
([7] ) في الأصل والمطبوع: شريك عن سماك، ولا أظنه محفوظا فقد رواه أحمد والبيهقي عن أسود بن عامر عن شريك عن أبي إسحاق عنه بلفظه. ولا يعرف هذا من حديث سماك.
([8] ) أخرجه أحمد (18869).
قلتُ: عمل المحقق أن يثبت ما أثبته الأصل ليس له التصرف فيه.
أما ما وقع في الرواية فإما أن يكون قد وهم فيه مسلم أو أحد الرواة عنه. وإما قد يكون له وجهان عن شريك.
وقد توبع الأسود فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [11]، من طريق التل، قال: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، به مرفوعا.
وقد روي عن شريك وجه ثالث موصولا فيما أخرجه أحمد في مسنده [18388]، فقال:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الصَّلاَةِ: " آمِينَ ". اهـ.
توبع فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [102]، من طريق يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قال:
ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَهَرَ بِآمِينَ ". اهـ.
قلتُ: روي من طريق عاصم بن كليب عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه بنحوه، رواه أبو مقاتل الفزاري عنه فيما أخرجه ابن يعقوب مسند الإمام.
قلتُ: ورواه جماعة كثيرة عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه وائل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه عنه زهير بن معاوية، وأبو بكر بن عياش، وأبو الأحوص سلام بن سليم، ومعمر بن راشد، وإسرائيل بن يونس السبيعي، وزيد بن أبي أنيسة الجزري، وزكريا بن أبي زائدة، وعبد الحميد بن أبي جعفر الفراء وتفرد هو بزيادة غريبة.
وخولفوا فيما أخرجه حفص الدوري في القراءة [12]، فقال:
حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، قَالَ: فذكره مرسلا مختصرا.
وتوبع أبو إسحاق على الوصل فيما أخرجه الحربي في غريب الحديث [2 : 838]، فقال:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: فذكره.
وتوبع فيما أخرجه أحمد في مسنده [18381]، فقال:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، ببعض الحديث.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-05-02, 11:15 PM
جزاك الله خيرا.
صفاء الدين العراقي
2025-05-02, 11:16 PM
{الحديث الثاني}
سمعتُ مسلما يقول: ذكر الأحاديث التي نقلت على الغلط في متونها:
39- حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال: سألت الأسود بن يزيد عما حدثته عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان ينام أول الليل ويحيي آخره وإن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ولم يمس ماء حتى ينام([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
سمعت مسلما يقول: فهذه الرواية ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) عن أبي إسحاق خاطئة؛ وذلك أن النخعي وعبد الرحمن بن الأسود جاءا بخلاف ما روى أبو اسحاق.
40- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن عليّة ووكيع وغندر عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
41- حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا حجاج عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجنب ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم ينام حتى يصبح([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ).
42- حدثنا يحيى بن يحيى وابن رمح وقتيبة عن الليث عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أنْ ينامَ وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام.([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)) ([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6))
([1]) أخرجه اسحاق بن راهويه (1515) عن زهير. وهو في صحيح مسلم 1/510 (739) بلفظ: سألت الأسود بن يزيد عما حدثته عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان ينام أول الليل ويحيي آخره، ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته، ثم ينام. فإذا كان عند النداء الأول قالت: وثب (ولا والله! ما قالت: قام) " فأفاض عليه الماء" (ولا والله! ما قالت: اغتسل وأنا أعلم ما تريد (وإن لم يكن جنبا توضأ وضوء الرجل للصلاة. ثم صلى الركعتين. " اهـ. وقوله: قالت: وثب وما قالت: قام، وقوله: فأفاض عليه الماء، وما قالت: اغتسل، وأنا أعلم ما تريد -أي أم المؤمنين- قصد به أنه قد أدى اللفظ الذي سمعه فلم يبدل وثب بقام مع أنه بمعناه، وما أبدل أفاض عليه الماء باغتسل مع أنه بمعناه وهو يعلم أنها تريد بأفاض اغتسل ولكن أدى كما سمع. وقد حذف مسلم موضع العلة من حديث الصحيح.
([2]) التي اشتملت على زيادة"ولم يمسّ ماء حتى ينام".
([3]) أي للصلاة، والحديث أخرجه مسلم 1/248 (305).
([4]) أخرجه أحمد (٢٥٨٧٩).
([5]) أخرجه مسلم 1/248 (305).
([6]) التلخيص: هذا الحديث رواه الأسود بن يزيد واختلف عليه:
فرواه أبو إسحاق السبيعي عن الأسود بن يزيد عن عائشة. فقال: "ولم يمس ماء حتى ينام"
ورواه إبراهيم النخعي وعبد الرحمن بن الأسود عن الأسود بن يزيد عن عائشة. فقالا: " كان إذا أراد أنْ ينامَ وهو جنب توضأ "
وكذا رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة. كان يتوضأ قبل النوم. فظهر خطأ أبي إسحاق السبيعي في روايته.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-05-03, 03:41 PM
جزاك الله خيرا.
وجزاكم آمين.
{الحديث الثاني}
سمعتُ مسلما يقول: ذكر الأحاديث التي نقلت على الغلط في متونها:
39- حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال: سألت الأسود بن يزيد عما حدثته عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان ينام أول الليل ويحيي آخره وإن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ولم يمس ماء حتى ينام([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
سمعت مسلما يقول: فهذه الرواية ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) عن أبي إسحاق خاطئة؛ وذلك أن النخعي وعبد الرحمن بن الأسود جاءا بخلاف ما روى أبو اسحاق.
([1]) أخرجه اسحاق بن راهويه (1515) عن زهير. وهو في صحيح مسلم 1/510 (739)، وقد حذف مسلم موضع العلة من حديث الصحيح.
([2]) التي اشتملت على زيادة"ولم يمسّ ماء حتى ينام".
لذلك استخرج عليه البيهقي في السنن الكبير [1 : 201]، وقال:
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ دُونَ قَوْلِهِ: قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ مَاءً،
وَذَلِكَ؛ لأَنَّ الْحُفَّاظَ طَعَنْوا فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ وَتَوَهَّمُوهَا ، .. وَاحْتَجُّوا عَلَى ذَلِكَ بِرِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ الأَسْوَدِ بِخِلافِ رِوَايَةِ أَبِي إِسْحَاقَ. اهـ.
قلتُ: وأما البخاري في صحيحه صنع غير ذلك، فأخرج من طريق شعبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ؟
قَالَتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ وَيَقُومُ آخِرَهُ فَيُصَلِّي ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ وَثَبَ، فَإِنْ كَانَ بِهِ حَاجَةٌ اغْتَسَلَ وَإِلَّا تَوَضَّأَ وَخَرَجَ ". اهـ.
فلم يقل شعبة لفظ: "من قبل أن يمس ماء"، وهو ممن روى عن أبي إسحاق قبل الاختلاط، ولكن خالفه مثله الثوري.
فيما أخرج أبو داود في سننه [228]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمَسَّ مَاءً "،
قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ، يَقُولُ هَذَا الْحَدِيثُ وَهْمٌ يَعْنِي حَدِيثَ أَبِي إِسْحَاقَ. اهـ.
وأنكر إسماعيل ابن أبي خالد ما رواه الثوري، فيما أخرج ابن ماجه في سننه [583]، فقال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، فذكر الحديث.
قَالَ سُفْيَانُ: فَذَكَرْتُ الْحَدِيثَ يَوْمًا، فَقَالَ لِي إِسْمَاعِيل: يَا فَتَى يُشَدُّ هَذَا الْحَدِيثُ بِشَيْءٍ. اهـ.
وقال ابن المنذر في الأوسط: قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي، وَقَالَ: هُوَ وَهْمٌ. اهـ.
وأخرجه الترمذي، ثم قال: وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " أَنَّهُ كَانَ يَتَوَضَّأُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ "،
وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ الْأَسْوَدِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاق هَذَا الْحَدِيثَ شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، وَيَرَوْنَ أَنَّ هَذَا غَلَطٌ مِنْ أَبِي إِسْحَاق. اهـ.
قلتُ: لا، رواية شعبة بخلافهم، قال ابن حزم في المحلى: وَمَنِ ادَّعَى أَنَّ سُفْيَانَ أَخْطَأَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَهُوَ الْمُخْطِئُ، بِدَعْوَاهُ مَا لا دَلِيلَ عَلَيْهِ.
فَإِنْ قِيلَ: قَدْ خَالَفَهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
قُلْنَا: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنْ زُهَيْرٍ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَمَا كَانَ فِي خِلافِ بَعْضِ الرُّوَاةِ لِبَعْضٍ دَلِيلٌ عَلَى خَطَأِ أَحَدِهِمْ، بَلِ الثِّقَةُ مُصَدَّقٌ فِي كُلِّ مَا يَرْوِي. اهـ.
قلتُ: يريد رواية زهير التي حذف مسلم زيادتها، ولكن كذلك شعبة روى بدونها، وتابعه إسماعيل بن أبي خالد فيما أخرجه الطبراني في الأوسط [2182]، من طريق أبي أسامة، فقَالَ:
نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: فذكر مثل حديث شعبة بدون ذكر الزيادة.
فلهذا الحديث نظر خاص؛ فإن أبا إسحاق قد اختلط بأخرة، وإن كان الثوري من القدماء لكن شعبة وإسماعيل أكثر عددا.
وذهب الطحاوي إلى أن المقصود به أنه لم يمس ماء الغسل فقال في شرح معاني الآثار[462]:
َقَدْ يَحْتَمِلُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ مَا أَرَادَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ: وَلا يَمَسُّ مَاءً، يَعْنِي الْغُسْلَ، فَإِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ، قَدْ رُوِيَ عَنْهُ مِنْ هَذَا شَيْئًا
فأخرج من طريق أَبِي حَنِيفَةَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَامِعُ، ثُمَّ يَعُودُ وَلا يَتَوَضَّأُ، وَيَنَامُ وَلا يَغْتَسِلُ ".
قلتُ: لعل هذا لفظ موسى بن عقبة وحده؛ فإن الصاحبين أبا يوسف القاضي وأبا الحسن الشيباني أخرجا في كتابيهما الآثار، فقالا:
أَخْبَرَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصِيبُ مِنْ أَهْلِهِ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، فَيَنَامُ، وَلا يُصِيبُ مَاءً، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ عَادَ وَاغْتَسَلَ ".
قَالَ مُحَمَّدٌ الشيباني: وَبِهِ نَأْخُذُ، لا بَأْسَ إِذَا أَصَابَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ أَنْ يَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ أَوْ يَتَوَضَّأَ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. اهـ.
وقد توبع موسى بن عقبة عليه فيما أخرج أبو نعيم في أخبار أصبهان [1 : 329]، من طريق شداد بن حكيم البلخي، قال:
ثنا زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَزَكَرِيَّاءَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
" كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَيُصَلِّي آخِرَهُ، وَيَكُونُ آخِرَ صَلاتِهِ الْوِتْرُ، يَنَامُ فِي فِرَاشِهِ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى أَهْلِهِ أَتَاهَا ثُمَّ يَنَامُ وَلا يَغْتَسِلُ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ إِلَيْهِنَّ حَاجَةٌ نَامَ، فَإِذَا كَانَ الأَذَانُ قَرِيبًا فَإِنْ كَانَ جُنُبًا أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جُنُبًا تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ". اهـ.
قلتُ: ولعل هذا لفظ رواية زكريا بن أبي زائدة؛ فإنه قد رواه أبو أسامة عن إسماعيل ابن أبي خالد، مثل رواية شعبة.
قلتُ: ولعله يحمل على الأغلب من حال النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتوضأ.
ويشد حديث أبي إسحاق بما أخرج مسلم رحمه الله في صحيحه من طريق مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِي الْجَنَابَةِ، أَكَانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ، أَمْ يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟
قَالَتْ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا اغْتَسَلَ، فَنَامَ، وَرُبَّمَا تَوَضَّأَ، فَنَامَ، قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً ". اهـ.
فلم تحصر هنا وتقل: لم يكن إلا أن يغتسل أو يتوضأ، بل عبرت لفظة: "ربما" وهي تفيد الغالب والأعم.
ولذلك قال ابن قتيبة في مختلف الحديث:
ونحن نقول: إن هذا كله جائز، فمن شاء أن يتوضأ وضوءه للصلاة بعد الجماع ثم ينام.
ومن شاء غسل يده وذكره ونام.
ومن شاء نام من غير أن يمس ماء، غير أن الوضوء أفضل.
وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يفعل هذا مرة، ليدل على الفضيلة، وهذا مرة ليدل على الرخصة، ويستعمل الناس ذلك.
فمن أحب أن يأخذ بالأفضل، أخذ، ومن أحب أن يأخذ بالرخصة أخذ.
انتهى.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-05-04, 08:37 PM
جزاك الله خيرا.
صفاء الدين العراقي
2025-05-04, 08:38 PM
{الحديث الثالث}
سمعتُ مسلما يقول: ومن الأخبار المنقولة على الوهم في المتن دون الإسناد:
43- حدثنا الحسن الحُلواني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَة أخبره أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين ثم سلم فقال: ذو الشمالين بن عبد عمرو يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال رسول الله: لم تقصر الصلاة ولم أنس. قال ذو الشمالين: قد كان ذلك يا رسول الله فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتمّ ما بقي من الصلاة ولم يسجد السجدتين اللتين تسجدان إذا شك الرجل في صلاته حين لقاه الناس.
قال ابن شهاب: وأخبرني ابن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله كلهم عن أبي هريرة مثله([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
سمعت مسلما يقول: وخبر ابن شهاب هذا في قصة ذي اليدين وهم غير محفوظ لتظاهر الأخبار الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ).
44- حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان حدثنا أيوب سمعت ابن سيرين يقول سمعت أبا هريرة... وساقه في هذا([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
45- حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ).
46- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ).
كلّ هؤلاء ذكروا في حديثهم أن رسول الله وسلم حين سها في صلاته يوم ذي اليدين سجد سجدتين بعد أن أتمّ الصلاة.
سمعت مسلما يقول: فقد صحّ بهذه الروايات المشهورة المستفيضة في سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي اليدين.. أنّ الزهري واهمٌ في روايته إذْ نفى ذلك في خبره من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) ).
([1] ) رواه أبو داود (1013)، والدارمي (1538).
([2] ) أي في سجوده للسهو يومئذ.
([3] ) أخرجه مسلم 1/403 (573).
([4]) أخرجه ابن أبي شيبة (4514).
([5]) أخرجه مسلم 1/404 (574).
([6]) التلخيص: هذا الحديث رواه صالح بن كيسان عن الزهري عن أبي بكر بن سليمان- تابعي- عن النبي (ص) مرسلا. ورواه أيضا عن الزهري عن ابن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة عن النبي (ص) موصولا. وذكر فيه أن النبي (ص) لم يسجد للسهو يوم ذي اليدين.
وقد خالف ما روى أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة في سجوده (ص) للسهو، كما خالف ما ثبت عن ابن عمر وعمران بن الحصين فدل على أنه وهم.
هذا وقد قالوا وهم الزهري أيضا في قوله "ذو الشمالين" الذي هو عمير بن عبد عمرو الذي استشهد في بدر، وإنما هو ذو اليدين واسمه الخرباق وقد أسلم متأخرا فهما شخصان لا واحد.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-05-08, 08:09 PM
{الحديث الثالث}
سمعتُ مسلما يقول: ومن الأخبار المنقولة على الوهم في المتن دون الإسناد:
43- حدثنا الحسن الحُلواني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَة أخبره أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين ثم سلم فقال: ذو الشمالين بن عبد عمرو يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال رسول الله: لم تقصر الصلاة ولم أنس. قال ذو الشمالين: قد كان ذلك يا رسول الله فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال أصدق ذو اليدين؟ قالوا: نعم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتمّ ما بقي من الصلاة ولم يسجد السجدتين اللتين تسجدان إذا شك الرجل في صلاته حين لقاه الناس.
قال ابن شهاب: وأخبرني ابن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله كلهم عن أبي هريرة مثله([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
سمعت مسلما يقول: وخبر ابن شهاب هذا في قصة ذي اليدين وهم غير محفوظ لتظاهر الأخبار الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ).
44- حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان حدثنا أيوب سمعت ابن سيرين يقول سمعت أبا هريرة... وساقه في هذا([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
45- حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ).
46- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ).
كلّ هؤلاء ذكروا في حديثهم أن رسول الله وسلم حين سها في صلاته يوم ذي اليدين سجد سجدتين بعد أن أتمّ الصلاة.
سمعت مسلما يقول: فقد صحّ بهذه الروايات المشهورة المستفيضة في سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي اليدين.. أنّ الزهري واهمٌ في روايته إذْ نفى ذلك في خبره من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) ).
لم ينف الزهري إلا أنه لم يبلغه أحد من أهل المدينة بسجود السهو.
أخرج البغوي في زوائد الجعديات [2851]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نَا يَزِيدُ، أنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ فِي صَلاةِ الْمَكْتُوبَةِ، فَقَالَ لَهُ ذُو الشِّمَالَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلاةُ أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: " كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ "، فَقَالَ النَّاسُ: قَدْ فَعَلْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَسَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ بِالْمَدِينَةِ فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى لِذَلِكَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ. اهـ.
أخرجه الدارمي في سننه [1497]، فقال:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: فذكر مثله، إلا أنه لم يقل: ثم انصرف.
قال الزهري في آخر الحديث: وَلَمْ يُحَدِّثْنِي أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي تِلْكَ الصَّلَاةِ "، وَذَلِكَ فِيمَا نُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ النَّاسَ يَقَّنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اسْتَيْقَنَ. اهـ.
قال ابن خزيمة في صحيحه سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: وَهَذِهِ الأَسَانِيدُ عِنْدَنَا مَحْفُوظَةٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِلا حَدِيثَ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، فَإِنَّهُ يَتَخَالَجُ فِي النَّفْسِ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ مُرْسَلا لِرِوَايَةِ مَالِكٍ، وَشُعَيْبٍ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَقَدْ عَارَضَهُمْ مَعْمَرٌ، فَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ.
قلتُ: وتابعهم عبد الزراق في مصنفه [3442] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ: فذكره مرسلا بنحو رواية مالك.
وتوبع معمر في وصله من عقيل فيما أخرجه النسائي في الكبرى إلا أنه زاد: " لَمْ يَسْجُدْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ قَبْلَ السَّلامِ، وَلا بَعْدَهُ ". اهـ.
وهذا ظاهر من قول الزهري.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ ابن خزيمة: فَقَوْلُهُ فِي خَبَرِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ فِي آخِرِ الْخَبَرِ: وَلَمْ يَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ حِينَ لَقَّنَهُ النَّاسُ، إِنَّمَا هُوَ مِنْ كَلامِ الزُّهْرِيِّ، لا مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَلا تَرَى مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ لَمْ يَذْكُرْ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فِي قِصَّتِهِ، وَلا ذَكَرَهُ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، وَلا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، وَلا أَحَدٌ مِمَّنْ ذَكَرْتُ حَدِيثَهُمْ، خَلا أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فَإِنَّهُ سَهَا فِي الْخَبَرِ وَأَوْهَمَ الْخَطَأَ فِي رِوَايَتِهِ، فَذَكَرَ آخِرَ الْكَلامِ الَّذِي هُوَ مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ مُجَرَّدًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْجُدْ يَوْمَ ذِي الْيَدَيْنِ وَلَمْ يَحْفَظِ الْقِصَّةَ بِتَمَامِهَا، وَاللَّيْثُ فِي خَبَرِهِ عَنْ يُونُسَ قَدْ ذَكَرَ الْقِصَّةَ بِتَمَامِهَا، وَأَعْلَمُ أَنَّ الزُّهْرِيَّ إِنَّمَا قَالَ: لَمْ يَسْجُدِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ، إِنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) سَجَدَ يَوْمَئِذٍ، لا أَنَّهُمُ حَدَّثُوهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) لَمْ يَسْجُدْ يَوْمَئِذٍ، وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنَ الطُّرُقِ الَّتِي لا يَدْفَعُهَا عَالِمٌ بِالأَخْبَارِ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ يَوْمَ ذِي الْيَدَيْنِ. اهـ.
قلت: ولم ينفرد به محمد بن كثير عن الأوزاعي، فقد تابعه مبشر بن إسماعيل الحلبي، فيما أخرجه من طريقه أبو يعلى في مسنده [5860].
وقد توبع الفريابي في إرساله من عبد الحميد إلا أنه زاد الزيادة، فقال ابن عبد البر في التمهيد:
وَرَوَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ،
وَقَالَ فِيهِ: فَأَتَمَّ مَا بَقِيَ مِنَ الصَّلاةِ لَمْ يَسْجُدِ السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ يُسْجَدَانِ فِي وَهْمِ الصَّلاةِ حِينَ ثَبَّتَهُ النَّاسُ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَسَّانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ فَذَكَرَهُ.
وَرَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنّ أَبَا بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ بَلَغَهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ،
وَفِيهِ: فَأَتَمَّ مَا بَقِيَ مِنْ صَلاتِهِ، وَلَمْ يَسْجُدِ السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ يُسْجَدَانِ إِذَا شَكَّ الرَّجُلُ فِي صَلاتِهِ حِينَ لَقَّنَهُ النَّاسُ.
قَالَ صَالِحٌ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي هَذَا الْخَبَرَ، سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدُ اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
وَرَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ،
قَالَ: كُلٌّ حَدَّثَنِي بِذَلِكَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ الظهر فَسَلَّمَ مِنَ اثْنَتَيْنِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ فِيهِ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ يُخْبِرْنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ.
فَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ، يَقُولُ: إِذَا عَرَفَ الرَّجُلُ مَا نَسِيَ مِنْ صَلاتِهِ، فَأَتَمَّهَا فَلَيْسَ عَلَيْهِ سُجُودُ سَهْوٍ. اهـ.
قلتُ: ولم ينفرد الزهري أنه لم يبلغه خبر سجود السهو، فقد تابعه عمران بن أبي أنس عن أبي سلمة فيما أخرج من طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار.
وقال البيهقي معرفة السنن والآثار: فِي تَرْكِ ذِكْرِ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ فِيهِ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ، لا يَحْفَظُهُمَا فِي حَدِيثِهِمْ، وَكَانَ قَدْ بَلَغَهُ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ،
رَوَى عَنْهُ، مَعْمَرٌ هَذَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا تفَرَغَ. اهـ.
رواه البيهقي في السنن الكبير من طريق أحمد بن منصور عن عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري.
رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن ابن أبي ذئب عن الزهري، كذلك.
هذا وقد قالوا وهم الزهري أيضا في قوله "ذو الشمالين" الذي هو عمير بن عبد عمرو الذي استشهد في بدر، وإنما هو ذو اليدين واسمه الخرباق وقد أسلم متأخرا فهما شخصان لا واحد.
روى ابن حبان في صحيحه من طريق معمر، عن الزهري الحديث، وقال: قَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ هَذَا قَبْلَ بَدْرٍ، ثُمَّ اسْتَحْكَمَتِ الأُمُورُ بَعْدُ. اهـ.
قال البيهقي في السنن الكبير:
وَرَوَى الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ مَازِنٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ السَّلامِ وَبَعْدَهُ، وَآخِرُ الأَمْرَيْنِ قَبْلَ السَّلامِ،
وَذَكَرَهُ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ حَرْمَلَةَ، إِلا أَنَّ قَوْلَ الزُّهْرِيِّ مُنْقَطِعٌ لَمْ يُسْنِدْهُ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَمُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ غَيْرُ قَوِيٍّ.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ صَلاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَسَهْوَهُ، ثُمَّ قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ ذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ ثُمَّ اسْتَحْكَمَتِ الأُمُورُ بَعْدُ،
وَهَذَا الَّذِي بَلَغَنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي هَذَا الْمَعْنَى إِلا أَنَّ الَّذِي حَدَّثَ الزُّهْرِيَّ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ، لَمْ يَذْكُرْ لَهُ سُجُودَ السَّهْوِ، وَكَانَ يَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ يَوْمَ ذِي الْيَدَيْنِ أَوْ ذِي الشِّمَالَيْنِ، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. اهـ.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-05-08, 08:15 PM
أحسن الله إليك.
صفاء الدين العراقي
2025-05-08, 08:19 PM
{الحديث الرابع}
سمعتُ مسلما يقول: الخبر المنقول على الوهم في متنه:
47- حدثني الحسن الحلواني وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قالا حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا كثير بن زيد حدثني يزيد بن أبي زياد عن كريب عن ابن عباس قال: بتّ عند خالتي ميمونة فاضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول الوسادة واضطجعت في عَرضها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ ونحن نيام ثم قام فصلى فقمت عن يمينه فجعلني عن يساره، فلما صلى قلت يا رسول الله... وساقه([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
سمعت مسلما يقول: وهذا خبر غلط غير محفوظ لتتابع الأخبار الصحاح برواية الثقات على خلاف ذلك أنّ ابن عباس إنما قام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فحوّله حتى أقامه عن يمينه.
وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سائر الأخبار عن غير ابن عباس أن الواحد مع الإمام يقوم عن يمين الإمام لا عن يساره.
سمعت مسلما يقول: وسنذكر إن شاء الله رواية أصحاب كريب عن كريب عن ابن عباس بخلاف ما روى يزيد بن أبي زياد، ثم نذكر بعد ذلك رواية سائر أصحاب ابن عباس عن ابن عباس بموافقتهم كريبا.
48- حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن كريب عن ابن عباس أنه بات ليلة عند ميمونة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فتوضأ، قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم ثم جئت فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ).
ومخرمة بن سليمان عن كريب([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
وسلمة بن كهيل عن كريب([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ).
ورشدين عن كريب([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ).
وسالم بن أبي الجعد عن كريب([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) ).
وهشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) ).
وأيوب عن عبد الله عن أبيه([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8) ).
والحكم عن سعيد بن جبير([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9) ).
وابن جريج عن عطاء([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10) ).
وقيس بن سعد عن عطاء([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11) ).
وأبي نضرة عن ابن عباس([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12) ).
والشعبي عن ابن عباس([13] (https://majles.alukah.net/#_ftn13) ).
وطاووس عن ابن عباس([14] (https://majles.alukah.net/#_ftn14) ).
وعكرمة عن ابن عباس([15] (https://majles.alukah.net/#_ftn15) ).
سمعت أبا الحسين يقول: فقد صح بما ذكرنا من الأخبار الصحاح عن كريب وسائر أصحاب ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامه عن يساره" وهم وخطأ غير ذي شك.
وكالذي صح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامه عن يمينه.. روايةُ جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة أبي حَزْرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت أتينا جابرا فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم جئت فقمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ثم جاء جبار بن صخر فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بأيدينا جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه ([16] (https://majles.alukah.net/#_ftn16) ).
وكذلك روى محمد بن المنكدر عن جابر([17] (https://majles.alukah.net/#_ftn17) ). ([18] (https://majles.alukah.net/#_ftn18) )
([1] ) أخرجه ابن أبي الدنيا (225).
([2]) أخرجه مسلم 1/528 (763).
([3]) أخرجه مسلم 1/528 (763) قال: وحدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك أخبرنا الضحاك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: بت ليلة عند خالتي... الحديث.
([4]) أخرجه مسلم 1/528 (763) قال: حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد-وهو ابن جعفر- حدثنا شعبة عن سلمة عن كريب عن ابن عباس.
([5]) أخرجه أحمد (3437) قال: حدثنا ابن فضيل، أخبرنا رشدين بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس.
([6]) أخرجه أحمد (2325) قال: حدثنا عثمان بن محمد وسمعته أنا منه قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس.
([7]) أخرجه البخاري (5919) قال: حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا الفضل بن عنبسة أخبرنا هشيم أخبرنا أبو بشـر (ح) وحدثنا قتيبة حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
([8]) أخرجه البخاري (699) قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس.
([9]) أخرجه البخاري (117) قال: حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا الحكم قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
([10]) أخرجه مسلم 1/531 (763) قال: وحدثني محمد بن حاتم حدثنا محمد بن أبي بكر أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء عن ابن عباس.
([11]) أخرجه مسلم 1/531 (763) قال: وحدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع قالا حدثنا وهب بن جرير أخبرني أبي قال سمعت قيس بن سعد يحدث عن عطاء عن ابن عباس.
([12]) أخرجه ابن خزيمة (1103) قال: نا أحمد بن المقدام العجلي، نا بشر يعني ابن المفضل، نا أبو مسلمة، عن أبي نضرة، عن ابن عباس.
([13]) أخرجه البخاري (728) قال: حدثنا موسى حدثنا ثابت بن يزيد: حدثنا عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس.
([14]) أخرجه أبو عوانة (2289) قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق والدقيقي، قالا: ثنا وهب بن جرير قال: ثنا أبي، قال: سمعت قيس بن سعد يحدث عن طاووس عن ابن عباس.
([15]) أخرجه أبو داود (1365) قال: حدثنا نوح بن حبيب ويحيي بن موسى، قالا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن عكرمة بن خالد عن ابن عباس.
([16]) أخرجه مسلم 4/2305 (3010) ضمن حديث جابر الطويل قال: حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد (وتقاربا في لفظ الحديث) والسياق لهارون قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبي حرزة عن عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت: قال خرجت أنا وأبي نطلب العلم... الحديث.
([17]) أخرجه مسلم 1/532 (766) قال: وحدثني حجاج بن الشاعر حدثني محمد بن جعفر المدائني أبو جعفر حدثنا ورقاء عن محمد بن المنكدر عن جابر.
([18]) التلخيص: روى يزيد بن أبي زياد عن كريب عن ابن عباس أنه قام عن يمين النبي (ص) فأقامه عن يساره، وقد خالف أصحاب كريب: (مخرمة وسلمة وسالم ورشدين) وأصحاب ابن عباس: (سعيد وعطاء وأبو نضرة والشعبي وطاووس وعكرمة) وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كجابر؛ قالوا: قام عن يساره فأقامه عن يمينه؛ فثبت خطأ يزيد وقلبه للحديث.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-05-08, 10:41 PM
{الحديث الرابع}
سمعتُ مسلما يقول: الخبر المنقول على الوهم في متنه:
47- حدثني الحسن الحلواني وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قالا حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا كثير بن زيد حدثني يزيد بن أبي زياد عن كريب عن ابن عباس قال: بتّ عند خالتي ميمونة فاضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول الوسادة واضطجعت في عَرضها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ ونحن نيام ثم قام فصلى فقمت عن يمينه فجعلني عن يساره، فلما صلى قلت يا رسول الله... وساقه([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
قلت في رواية ابن أبي الدنيا في التهجد (224) زاد:
فَقَامَ رَسُولُ اللهِ, فَتَوَضَّأَ وَنَحْنُ نِيَامٌ، قَالَ: يَا هَذَيْنِ الصَّلاَةَ, ثُمَّ رَشَّ عَلَيْهِمَا مِنْ وَضُوئِهِ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى, فَقُمْتُ عَنْ يَمِينِهِ، إلخ.
ونسب يزيد إلى أبيه زياد، وروايته عن كريب غريبة جدا.
وكثير بن زيد هو الأسلمي، نسبه ابن الغطريف في جزء له ٦٨، فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، وَكَانَ مَوْلًى لِأَسْلَمَ.
قال عنه ابن حبان في المجروحين 894:
كثير بن زيد يروي عن عبد الله بن كعب بن مالك وهو الذي يقال له كثير بن النضر روى عنه عبيد الله بن عبد المجيد.
كان كثير الخطأ على قلة روايته لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.
سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول سئل يحيى بن معين عن كثير بن زيد،
فقال ليس بذاك القوي وكان قال لا شيء ثم ضرب عليه. اهـ.
وقد ثبت عن بعض الصحابة فعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرج أبو الفضل الزهري في جزء له [91]، فقال:
نا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِالْهَاجِرَةِ فَوَجَدْتُهُ يُسَبِّحُ، فَقُمْتُ وَرَاءَهُ، فَقَرَّبَنِي، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا جَاءَ يَرْفَأُ تَأَخَّرْتُ، فَصَفَفْنَا وَرَاءَهُ ".
وقال: نا جَعْفَرٌ، نا قُتَيْبَةُ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُصَلِّي فِي الظَّهِيرَةِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَخْلَفَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ يَرْفَأُ، فَتَأَخَّرْنَا، فَقُمْنَا خَلْفَهُ ". اهـ.
وخولفا فيما أخرج يعقوب الفسوي المعرفة والتاريخ [2 : 273]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ، قَالَ:
" دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي بِالْهَاجِرَةِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ يَرْفَأُ حَاجِبُ عُمَرَ، فَتَقَدَّمَ عُمَرُ وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ ". اهـ.
قال يعقوب: هَكَذَا الرِّوَايَةُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ هِقْلُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالُوا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ.
ثم أورد رواية مالك، وقال:
وَتَابَعَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَشُعَيْبُ، وَمَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَيُونُسُ، وَعُقَيْلٌ، مَالِكًا، قَالُوا: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، وَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. اهـ.
قلتُ: تفرد الأوزاعي بلفظة: "فتقدم عمر"، وأما رواية الباقين ففي متونهم خلاف في مكان وقوف والد عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن شماله.
وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما فيما أخرج مسدد كما في المطالب العالية، فقال:
َحَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
" إِذَا كَانُوا ثَلاثَةٌ يَتَقَدَّمُ أَحَدُهُمْ، وَيَتَأَخَّرُ اثْنَانِ يَصُفَّانِ خَلْفَهُ، قَالَ: وَجِئْتُ مَرَّةً، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ". اهـ.
والله أعلم.
أحسن الله إليك.
وأحسن إليكم ونفع بكم، أخي العزيز.
جزاك الله خيرا.
وجزاكم، اللهم آمين.
صفاء الدين العراقي
2025-05-10, 03:21 AM
{الحديث الخامس}
سمعت مسلما يقول: ومن الأخبار التي يهم فيها بعض ناقليها:
49- حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب ومحمد بن حاتم قالوا: حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافي معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
سمعت مسلما يقول: وهذا الخبر وهمٌ من أبي معاوية لا من غيره([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ) وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح في حجته يوم النحر بالمزدلفة وتلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يأمر أم سلمة أن توافي معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة وهو حينئذ يصلي بالمزدلفة!
سمعت مسلما يقول: هذا خبر محال ولكنّ الصحيح من روى هذا الخبر غير أبي معاوية وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة وكان يومها([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ) فأحب أن توافي.
وإنما أفسد أبو معاوية معنى الحديث حين قال: توافي معه. ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) )
سمعت مسلما يقول: وسنذكر إن شاء الله رواية أصحاب هشام عن هشام هذا الحديث ليتبين من صواب مصيبهم فيه خطأ مخطئهم:
50- حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن تصلي الصبح يوم النحر بمكة وكان يومها فأحب أن توافقه([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ).
وروى هذا الحديث عبدة عن هشام([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) ).
ويحيى عن هشام([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) ).
فالرواية الصحيحة من هذا الخبر ما رواه الثوري عن هشام([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8) ).
وقد روى وكيع أيضا فوهم فيه كنحو ما وهم فيه أبو معاوية:
51- حدثنا أبو بكر حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن توافيه الصبح بمنى([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9) ).
سمعت مسلما يقول: وسبيل وكيع كسبيل أبي معاوية([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10) ) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح يوم النحر بالمزدلفة دون غيرها من الأماكن لا محالة ([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11).
([1]) أخرجه أحمد (26492).
([2]) لأنه رواه عنه جمع هكذا، وخالفه جمع رووه عن شيخه بخلافه؛ فلم يبقى إلا أن يكون الحمل عليه.
([3]) أي قسمتها من أزواجه.
([4]) فزاد معه، يقال: وافى فلان إذا أتى.
([5]) أخرجه الطبراني 23/408 (982) قال: حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تصلي الصبح بمكة.
([6]) أخرجه إسحاق بن راهويه (1956) قال: أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن تصلي الصبح يوم النحر بمكة، كان يومها فأحب أن يوافقه.
([7]) أخرجه أحمد في العلل 2/368 عن يحيى عن هشام عن أبيه.
([8]) عن أبيه مرسلا، ثم ظاهر سوق الكلام أن المقصود بسفيان من طريق ابن أبي عمر المتقدم هو الثوري، لكنه لا يروي عن الثوري بل عن ابن عيينة، وابن عيينة والثوري قد روياه معا عن هشام، ورواية الثوري أخرجها الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3520).
([9]) أخرجه ابن أبي شيبة (13756).
([10]) في الخطأ.
([11]) التلخيص: هذا الحديث رواه هشام بن عروة واختلف عليه:
فرواه أبو معاوية الضرير عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة أن النبي (ص) أمرها أن توافي معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة.
ورواه السفيانان وعبدة بن سليمان ويحيى بن سعيد القطان عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي (ص) أمر أم سلمة أن تصلي يوم النحر بمكة وكان يومها فأحب أن توافقه. وهذا هو الصحيح. فأخطأ أبو معاوية الضرير في سنده حين وصله والصحيح أنه مرسل، وأخطأ في متنه إذ إن خبره محال إذ إن النبي (ص) فجر يوم النحر لم يكن إلا في المزدلفة تلك سنته الثابتة عنه فكيف يكون في المزدلفة ومكة معا يصلي الصبح!
وقد رواه وكيع عن هشام عن أبيه مرسلا أيضا، ولكنه خالف في متنه فذكر أمر أم سلمة أن توافيه الصبح بمنى، وهو خطأ أيضا لأنه محال كما سبق.
صفاء الدين العراقي
2025-05-10, 03:23 AM
قلت في رواية ابن أبي الدنيا في التهجد (224) زاد:
فَقَامَ رَسُولُ اللهِ, فَتَوَضَّأَ وَنَحْنُ نِيَامٌ، قَالَ: يَا هَذَيْنِ الصَّلاَةَ, ثُمَّ رَشَّ عَلَيْهِمَا مِنْ وَضُوئِهِ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى, فَقُمْتُ عَنْ يَمِينِهِ، إلخ.
ونسب يزيد إلى أبيه زياد، وروايته عن كريب غريبة جدا.
وكثير بن زيد هو الأسلمي، نسبه ابن الغطريف في جزء له ٦٨، فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، وَكَانَ مَوْلًى لِأَسْلَمَ.
قال عنه ابن حبان في المجروحين 894:
كثير بن زيد يروي عن عبد الله بن كعب بن مالك وهو الذي يقال له كثير بن النضر روى عنه عبيد الله بن عبد المجيد.
كان كثير الخطأ على قلة روايته لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.
سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول سئل يحيى بن معين عن كثير بن زيد،
فقال ليس بذاك القوي وكان قال لا شيء ثم ضرب عليه. اهـ.
وقد ثبت عن بعض الصحابة فعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرج أبو الفضل الزهري في جزء له [91]، فقال:
نا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِالْهَاجِرَةِ فَوَجَدْتُهُ يُسَبِّحُ، فَقُمْتُ وَرَاءَهُ، فَقَرَّبَنِي، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا جَاءَ يَرْفَأُ تَأَخَّرْتُ، فَصَفَفْنَا وَرَاءَهُ ".
وقال: نا جَعْفَرٌ، نا قُتَيْبَةُ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُصَلِّي فِي الظَّهِيرَةِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَخْلَفَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ يَرْفَأُ، فَتَأَخَّرْنَا، فَقُمْنَا خَلْفَهُ ". اهـ.
وخولفا فيما أخرج يعقوب الفسوي المعرفة والتاريخ [2 : 273]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ، قَالَ:
" دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي بِالْهَاجِرَةِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ يَرْفَأُ حَاجِبُ عُمَرَ، فَتَقَدَّمَ عُمَرُ وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ ". اهـ.
قال يعقوب: هَكَذَا الرِّوَايَةُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ هِقْلُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالُوا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ.
ثم أورد رواية مالك، وقال:
وَتَابَعَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَشُعَيْبُ، وَمَعْمَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَيُونُسُ، وَعُقَيْلٌ، مَالِكًا، قَالُوا: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، وَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. اهـ.
قلتُ: تفرد الأوزاعي بلفظة: "فتقدم عمر"، وأما رواية الباقين ففي متونهم خلاف في مكان وقوف والد عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن شماله.
وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما فيما أخرج مسدد كما في المطالب العالية، فقال:
َحَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
" إِذَا كَانُوا ثَلاثَةٌ يَتَقَدَّمُ أَحَدُهُمْ، وَيَتَأَخَّرُ اثْنَانِ يَصُفَّانِ خَلْفَهُ، قَالَ: وَجِئْتُ مَرَّةً، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ". اهـ.
والله أعلم.
وأحسن إليكم ونفع بكم، أخي العزيز.
وجزاكم، اللهم آمين.
نفع الله بك.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-05-20, 11:59 PM
{الحديث الخامس}
سمعت مسلما يقول: ومن الأخبار التي يهم فيها بعض ناقليها:
49- حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب ومحمد بن حاتم قالوا: حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافي معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
كذا رواه أحمد وابن راهويه في مسنديهما وغيرهما عن أبي معاوية، به.
وأما رواية يحيى النيسابوري، وأبي كريب، فليس فيهما "معه".
فأما رواية يحيى النيسابوري فيما أخرج البيهقي في سننه من طريق دَاوُد بْن الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيّ، قال:
ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَمَرَهَا أَنْ تُوَافِيَ صَلاةَ الصُّبْحِ يَوْمَ النَّحْرِ بِمَكَّةَ ". اهـ.
ورواية يحيى النيسابوري فيما أخرج ابن عبد البر في الاستذكار من طريق ابن جرير الطبري، فقال:
حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هشام بن عروة، عن أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، بنحوه، ولم يذكر معه.
وكذا لم يذكر عنه عبد الله بن هاشم العبدري أخرجه الفاكهي في أخبار مكة عنه، وأبو خيثمة زهير بن حرب أخرجه أبو يعلى في مسنده عنه، وكذا روى الشافعي بدون ذكر معه.
وجاء في رواية أسد بن موسى عن أبي معاوية، بلفظ: " أَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ أَنْ تُوَافِيَ مَعَهُ صَلاةَ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ ".
أخرجها الطحاوي، وقال: وَوَجَدْنَا أَبَا مُعَاوِيَةَ قَدِ اضْطَرَبَ فِيهِ، فَحَدَّثَ بِهِ مَرَّةً كَمَا ذَكَرْنَا، وَحَدَّثَ بِهِ مَرَّةً أُخْرَى.
وَهَذَا خِلافُ مَا فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ؛ لأَنَّ فِي هَذَا أَمْرَهُ إِيَّاهَا يَوْمَ النَّحْرِ أَنْ تُوَافِيَ مَعَهُ صَلاةَ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ، فَهَذَا عَلَى أَنَّهُ أَمَرَهَا يَوْمَ النَّحْرِ بِهَذَا لِلْيَوْمِ الَّذِي بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ. اهـ.
ورد عليه البيهقي، فقال: فَتَعَلَّقَ بَعْضُ مَنْ يَدَّعِي تَصْحِيحَ الآثَارِ عَلَى مَذْهَبِهِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ أَمَرَهَا بِذَلِكَ يَوْمَ النَّحْرِ، لِتَوَافِيَ مَعَهُ صَلاةَ الصُّبْحِ مِنْ غَدِ يَوْمِ النَّحْرِ بِمَكَّةَ، وَاسْتَشْهَدَ بِرِوَايَةِ مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَخَّرَ طَوَافَ الزِّيَارَةِ إِلَى اللَّيْلِ، ثُمَّ نَقَلَ مَا حَكَى عن أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ مِنَ الطَّعْنِ فِي هَذَا الْخَبَرِ، وَلَيْسَ مِنَ الإِنْصَافِ أَنْ نتْرَكَ رِوَايَةُ الْجُمْهُورِ وَيُؤْخَذَ بِرِوَايَةِ وَاحِدٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ بِمِصْرَ بِالْحَافِظِ جِدًّا، كَيْفَ وَقَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، والدراوردي، وحماد بن سلمة، وداود بن عبد الرحمن، عَنْ هِشَامٍ، يَعْنِي رِوَايَةَ الْجَمَاعَةِ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ ورواية أسد بن موسى تحتمل أَنْ تَكُونَ مُوَافِقَةً لِرِوَايَتِهِمْ ، وَلَيْسَ فِيهَا، وَلا فِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ ذِكْرُ الْغَدِ. اهـ.
سمعت مسلما يقول: وهذا الخبر وهمٌ من أبي معاوية لا من غيره([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) ) وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح في حجته يوم النحر بالمزدلفة وتلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يأمر أم سلمة أن توافي معه صلاة الصبح يوم النحر بمكة وهو حينئذ يصلي بالمزدلفة!
سمعت مسلما يقول: هذا خبر محال ولكنّ الصحيح من روى هذا الخبر غير أبي معاوية وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة وكان يومها([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ) فأحب أن توافي.
وإنما أفسد أبو معاوية معنى الحديث حين قال: توافي معه. ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) )
ولعله رويت بالمعنى، ففيما أخرج الشافعي في الأم، فقال:
أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِي ُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
" دَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ إلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَمَرَهَا أَنْ تُعَجِّلَ الْإِفَاضَةَ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى تَرْمِيَ الْجَمْرَةَ، وَتُوَافِيَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ، وَكَانَ يَوْمَهَا، فَأَحَبَّ أَنْ تُوَافِيَهُ ". اهـ.أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
أخرجه البيهقي في السنن، ثم قال: وَكَأَنَّ الشَّافِعِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَخَذَهُ مِنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ، وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ مَوْصُولا. اهـ.
سمعت مسلما يقول: وسنذكر إن شاء الله رواية أصحاب هشام عن هشام هذا الحديث ليتبين من صواب مصيبهم فيه خطأ مخطئهم:
50- حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن تصلي الصبح يوم النحر بمكة وكان يومها فأحب أن توافقه([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ).
وروى هذا الحديث عبدة عن هشام([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) ).
ويحيى عن هشام([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) ).
فالرواية الصحيحة من هذا الخبر ما رواه الثوري عن هشام([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8) ).
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ
([5]) أخرجه الطبراني 23/408 (982) قال: حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تصلي الصبح بمكة.
([6]) أخرجه إسحاق بن راهويه (1956) قال: أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن تصلي الصبح يوم النحر بمكة، كان يومها فأحب أن يوافقه.
([7]) أخرجه أحمد في العلل 2/368 عن يحيى عن هشام عن أبيه.
([8]) عن أبيه مرسلا، ثم ظاهر سوق الكلام أن المقصود بسفيان من طريق ابن أبي عمر المتقدم هو الثوري، لكنه لا يروي عن الثوري بل عن ابن عيينة، وابن عيينة والثوري قد روياه معا عن هشام، ورواية الثوري أخرجها الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3520).
قلتُ: رواية قبيصة عن الثوري وعبد الجبار عن ابن عيينة. روياه هنا بذكر أم سلمة في الإسناد، وكأنهما أراد عن حديث أم سلمة رضي الله عنها.
وإلا فقد رواه أحمد عن ابن مهدي، عن الثوري، بدون ذكر أم سلمة في الإسناد، وكذا رواه أحمد عن ابن عيينة.
قال الطحاوي: وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ بَيْنَ عُرْوَةَ وَبَيْنَ أُمِّ سَلَمَةَ أَحَدًا، وَهَذَا مُنْقَطِعٌ ؛ لأَنَّ عُرْوَةَ لَمْ نَعْلَمْ لَهُ سَمَاعًا مِنْ أُمِّ سَلَمَةَ. اهـ.
وجاء في رواية السماع، ولا يصح فيما أخرج الطبراني في المعجم الكبير [570]، فقال:
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ،
ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ، قَالَتْ:
" قَدَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَنْ قَدِمَ مِنْ ضَعَفَةِ أَهْلِهِ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ "، قَالَتْ: فَرَمَيْتُ الْجَمْرَةَ بِلَيْلٍ، ثُمَّ مَضَيْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَصَلَّيْتُ بِهَا الصُّبْحَ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مِنًى. اهـ
وقد روى وكيع أيضا فوهم فيه كنحو ما وهم فيه أبو معاوية:
51- حدثنا أبو بكر حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن توافيه الصبح بمنى([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9) ).
سمعت مسلما يقول: وسبيل وكيع كسبيل أبي معاوية([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10) ) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح يوم النحر بالمزدلفة دون غيرها من الأماكن لا محالة ([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11).
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ
وقد رواه وكيع عن هشام عن أبيه مرسلا أيضا، ولكنه خالف في متنه فذكر أمر أم سلمة أن توافيه الصبح بمنى، وهو خطأ أيضا لأنه محال كما سبق.
وكذا حكاه الأثرم عن أحمد، فقال:
وقال: وكيع عن هشام، عن أبيه مرسلًا: إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرها أن توافيه صلاة الصبح يوم النحر بمكة، أو نحو هذا،
وهذا أعجب أيضًا أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم النحر ووقت الصبح، ما يصنع بمكة؟ كأنه ينكر ذلك. اهـ.
قال الخلال: سها الأثرم في حكايته: توافيه. وإنما قال: وكيع: توافي مني. وأصاب في قوله: توافي كما قال أصحابه وأخطأ في قوله: منى.
قلتُ: ورواية أبي بكر ابن أبي شيبة توافق ما حكاه الأثرم، وتنفي عنه السهو في حكايته عن وكيع: توافيه.
ثم قال البيهقي وهو يعضد حديث أبي معاوية، فقال: ثُمَّ قَدْ وَصَلَهُ الضَّحَّاكُ عن ابْنُ عُثْمَانَ وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ.
فذكر ما أخرجه أبو داود في سننه [1942]، فقال: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأُمِّ سَلَمَةَ لَيْلَةَ النَّحْرِ فَرَمَتِ الْجَمْرَةَ قَبْلَ الْفَجْرِ ثُمَّ مَضَتْ فَأَفَاضَتْ وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ الْيَوْمَ الَّذِي يَكُونُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَعْنِي عِنْدَهَا ". اهـ.
قال الإمام أحمد عن هذا الحديث: منكر. اهـ. "زاد المعاد" 2/ 249، "التلخيص الحبير" 2/ 258.
والله أعلم.
[quote=صفاء الدين العراقي;1009021]
صفاء الدين العراقي
2025-05-22, 01:38 AM
جزاك الله خيرا.
صفاء الدين العراقي
2025-05-22, 02:03 AM
{الحديث السادس}
سمعت مسلما يقول: ومن فاحش الوهم لابن لهيعة:
52- حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنا ابن لهيعة قال كتب إليّ موسى بن عقبة يقول حدثني بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد. قلت لابن لهيعة: مسجد في بيته؟ قال: مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
سمعت مسلما يقول: وهذه رواية فاسدة من كل جهة فاحش خطؤها في المتن والإسناد جميعا وابن لهيعة المُصَحِّف في متنه المُغَفّل في إسناده، وإنما الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجر في المسجد بخوصة أو حصير يصلي فيها. ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) )
وسنذكر صحة الرواية في ذلك إن شاء الله:
53- حدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز بن أسد حدثنا وهيب حدثني موسى بن عقبة قال سمعت أبا النضر يحدث عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ليالي حتى اجتمع إليه أناس ثم فقدوا صوته ليلة وظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح.. وساقه([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
54- حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) )
سمعت مسلما يقول: الرواية الصحيحة في هذا الحديث ما ذكرنا عن وهيب، وذكرنا عن عبد الله بن سعيد عن أبي النضر.
وابن لهيعة إنما وقع في الخطأ من هذه الرواية لأنه أخذ الحديث من كتاب موسى بن عقبة إليه -فيما ذَكَرَ- وهي الآفة التي نخشى على من أخذ الحديث من الكتب من غير سماع من المحدّث أو عرض عليه، فإذا كان أحد هذين: السماع أو العرض فخليق أن لا يأتي صاحبه التصحيف القبيح وما أشبه ذلك من الخطأ الفاحش إن شاء الله.
وأما الخطأ في إسناد رواية ابن لهيعة فقوله: "كتب إليّ موسى بن عقبة يقول حدثني بسر بن سعيد" وموسى إنما سمع هذا الحديث من أبي النضر يرويه عن بسر بن سعيد([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ).
([1]) أخرجه أحمد (21608).
([2]) فصحّف احتجر إلى احتجم والمسجد يصان عن ذلك، كما أنه أسقط من السند أبا النضّر.
([3]) أخرجه البخاري (731) ومسلم 1/540 (781).
([4]) أخرجه البخاري (6113) ومسلم/539 (781).
([5]) التلخيص: روى هذا الحديث ابن لهيعة أنه كتب إليه موسى بن عقبة عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله (ص) احتجم في المسجد، وقد خالفه وهيب بن خالد فرواه عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن بسر عن زيد بن ثابت أن رسول الله (ص) اتخذ حجرة في المسجد للاعتكاف. وتابع موسى بن عقبة-فيما رواه عنه وهيب- عبد الله بن سعد عن أبي النضر به، فدل على خطأ ابن لهيعة في المتن والإسناد، وإنما وقع في التصحيف بسبب أنه كُتب إليه الحديث ولم يسمعه من موسى.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-05-31, 07:33 PM
{الحديث السادس}
سمعت مسلما يقول: ومن فاحش الوهم لابن لهيعة:
52- حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنا ابن لهيعة قال كتب إليّ موسى بن عقبة يقول حدثني بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد. قلت لابن لهيعة: مسجد في بيته؟ قال: مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
سمعت مسلما يقول: وهذه رواية فاسدة من كل جهة فاحش خطؤها في المتن والإسناد جميعا وابن لهيعة المُصَحِّف في متنه المُغَفّل في إسناده، وإنما الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجر في المسجد بخوصة أو حصير يصلي فيها. ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) )
وسنذكر صحة الرواية في ذلك إن شاء الله:
53- حدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز بن أسد حدثنا وهيب حدثني موسى بن عقبة قال سمعت أبا النضر يحدث عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ليالي حتى اجتمع إليه أناس ثم فقدوا صوته ليلة وظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح.. وساقه([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
54- حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) )
سمعت مسلما يقول: الرواية الصحيحة في هذا الحديث ما ذكرنا عن وهيب، وذكرنا عن عبد الله بن سعيد عن أبي النضر.
وابن لهيعة إنما وقع في الخطأ من هذه الرواية لأنه أخذ الحديث من كتاب موسى بن عقبة إليه -فيما ذَكَرَ- وهي الآفة التي نخشى على من أخذ الحديث من الكتب من غير سماع من المحدّث أو عرض عليه، فإذا كان أحد هذين: السماع أو العرض فخليق أن لا يأتي صاحبه التصحيف القبيح وما أشبه ذلك من الخطأ الفاحش إن شاء الله.
وأما الخطأ في إسناد رواية ابن لهيعة فقوله: "كتب إليّ موسى بن عقبة يقول حدثني بسر بن سعيد" وموسى إنما سمع هذا الحديث من أبي النضر يرويه عن بسر بن سعيد([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ).
([1]) أخرجه أحمد (21608).
([2]) فصحّف احتجر إلى احتجم والمسجد يصان عن ذلك، كما أنه أسقط من السند أبا النضّر.
([3]) أخرجه البخاري (731) ومسلم 1/540 (781).
([4]) أخرجه البخاري (6113) ومسلم/539 (781).
([5]) التلخيص: روى هذا الحديث ابن لهيعة أنه كتب إليه موسى بن عقبة عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله (ص) احتجم في المسجد، وقد خالفه وهيب بن خالد فرواه عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن بسر عن زيد بن ثابت أن رسول الله (ص) اتخذ حجرة في المسجد للاعتكاف. وتابع موسى بن عقبة-فيما رواه عنه وهيب- عبد الله بن سعد عن أبي النضر به، فدل على خطأ ابن لهيعة في المتن والإسناد، وإنما وقع في التصحيف بسبب أنه كُتب إليه الحديث ولم يسمعه من موسى.
ننقل للفائدة فيما صنف الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله في كتاب جواب بعض الخدم لأهل النعم عن تصحيف حديث احتجم بعدما نقل كلام الإمام مسلم واستخرج عليه، قال:
وحاصل الأمر أن الرواية الصحيحة التي اتفق عليها الأئمة وخرجها أهل التثبت غير رواية ابن لهيعة، ولكن اختلف لفظها، ففي رواية: احتجر، وفي رواية: اتخذ حجرة.
فإن قيل: لم لم تقولوا بالتعداد وأن زيدا روى، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين:
أحدهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم: " احتجر في المسجد "، أي: اتخذ حجرة.
والثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم " احتجم في المسجد " من الحجامة.
كما قد قلتم فيما إذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان مختلفان، وأمكن حمل كل واحد منهما على محمل فهو أولى من إعمال أحدهما وإهمال الآخر.
نقول: هذا ليس هو من ذلك الباب، فإنما ذاك فيما إذا اتفق أئمة الحديث على أنه ورد لفظ كل منهما، ولم يقع فيه الخطأ من بعض الرواة.
وأما هنا فإنه قد اتفق الأئمة على وقوع الخطأ فيه والتصحيف، وأنه من قبل ابن لهيعة كما قد ذكرنا ذلك وبيناه.
وقد قَالَ الحافظ أبو الفرج بن رجب في شرح البخاري: وقد روى ابن لهيعة حديث زيد بن ثابت هذا بعينه، عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد، وذكر:
أن موسى كتب به إليه واختصر الحديث وصحفه، فقال: " احتجم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في المسجد ".
قيل لابن لهيعة: مسجد بيته؟ قَالَ: لا، مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم: وقد خرج حديثه الإمام هذا الإمام أحمد.
قَالَ: وقوله: احتجم.
غلط فاحش، وإنما هو احتجر، أي اتخذ حجرة.
انتهى كلامه.
فقد اتفق الأئمة على أنه حديث واحد ورجاله أيضًا الذين رواه عنهم عن ابن لهيعة هم الرجال الذين رواه عنهم ابن لهيعة.
فإن قيل: كما أن رواية غير ابن لهيعة رواها الأئمة، فرواية ابن لهيعة أيضًا رواها الأئمة مثل الإمام أحمد وكفى به.
قيل: ولو رواها الإمام أحمد، فإنه قد روى الرواية الأخرى في مسنده، كما رواها غيره من الأئمة، فالإمام أحمد روى ما رواه الأئمة وزاد عليهم بروايته الرواية الأخرى، وفي ذلك زيادة فائدة ليحصل الإطلاع على كلا الروايتين.
فإن قيل: لم لم يبين الإمام أحمد أمرها كما بينه غيره؟ قيل: ذلك أنه ليس من قاعدة الإمام أحمد الكلام على الأحاديث في المسند، إنما قاعدته فيه سياق الأحاديث فقط.
والثاني: أن ذلك يعلم بسياقهما معا وهو أمر مشهور عندهم.
فإن قيل: لم حكمتم بالتصحيف على هذه الرواية، ولم تقولوا بأن تلك الرواية هي المصحفة، فكما يجوز التصحيف والخطأ على هذه يجوز على تلك؟ قيل: إنما قلنا بذلك لخمسة أوجه: الأول: منها أن رواية احتجر فيها ما يمنع التصحيف وهو تمام الحديث من قوله: بخصفة أو حصير، وأنه صلى فيها، وصلى ناس بصلاته، فهذا السياق كله يوجب أن يكون: احتجر، ويمنع: احتجم.
الثاني: اتفاق أئمة الحديث على أن التصحيف في هذه الرواية، وكل ممن رواه عن موسى غير ابن لهيعة، فإن روايته: احتجر، ورواية ابن لهيعة فقط عنه فيها: احتجم، وقد صرح بذلك الأئمة مثل الإمام مسلم بن الحجاج، وغيره، ووافق على ذلك الأئمة بعده حتى من تأخر منهم مثل ابن الصلاح، والعراقي، وابن رجب، وابن حجر، وغير واحد.
الثالث أن الرواة لاحتجر أوثق وأقوى عدالة من ابن لهيعة، وهذا أمر كبير في الترجيح.
الرابع أن رواية غير ابن لهيعة مخرجة في الصحيحين، ورواية ابن لهيعة ليست فيهما، وهذا أمر يدخل في الترجيح أيضا.
الخامس: وهو أقواها، أن رواية ابن لهيعة متطرق إليها الخطأ والتصحيف أكثر من الرواية الأخرى، فإن تلك الرواية سمعها كل واحد من الرواة من لفظ من أخذ عنه وشافهه بها.
وأما رواية ابن لهيعة فلم يسمعها من لفظ من رواها عنه، وإنما أخبر أنه كتب إليه بذلك كتابا، ومن هنا ذكر الأئمة أنه وقع له الخطأ، فإن الكتاب حصل فيه التصحيف في قراءته، ويتطرق إليه الخطأ من الكاتب والقارئ، فربما كان الخطأ من الكاتب وأنه غلط في الكتابة أو سبق قلمه بذلك، وأنه أراد أن يكتب راء فكتب ميما، ويقع هذا في الكتابة كثيرا .
والثاني: أن يكون كتب راء بخط المتقدمين، فإن من قاعدتهم التعليق، فظنها القارئ لتعليقها أو مشقها ميما، فإنها تكتب هكذا............، وربما نقط الجيم فاختلطت نقطة الجيم بأول الراء، فصارت ميما حقيقة، فحصل الخطأ في القراءة، وربما كانت في الكتابة حيدة، وإنما غلط الكاتب من الكتاب فكتبها ميما أو سبقت يده بذلك.
فالحاصل أن هذه الرواية يتطرق إليها الخطأ والتصحيف أكثر من رواية السماع، حتى قَالَ أئمة الشان: أن الأمور المروية بالكتابة والمقروءة من الكتابة يتأتى عليها الخطأ كثيرا بخلاف المروي من لفظ الأشياخ، أو بالقراءة على الأشياخ، كما روينا عن حمزة الزيات أنه لما أراد أن يتعلم القرآن أراد قراءة في المصحف، فسمعه والده يقرأ: ألم ذلك الكتاب لا زيت فيه.
فقال له أبوه: يا بني، دع القراءة من المصحف واقرأ على الأشياخ.
ففعل.
وهذا كله يدل على صحة تلك الرواية، وأن الخطأ والتصحيف إنما هو في هذه الرواية.
والله أعلم بالصواب، وعليه التكلان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
انتهى.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-05-31, 09:40 PM
وابن لهيعة إنما وقع في الخطأ من هذه الرواية لأنه أخذ الحديث من كتاب موسى بن عقبة إليه -فيما ذَكَرَ- وهي الآفة التي نخشى على من أخذ الحديث من الكتب من غير سماع من المحدّث أو عرض عليه، فإذا كان أحد هذين: السماع أو العرض فخليق أن لا يأتي صاحبه التصحيف القبيح وما أشبه ذلك من الخطأ الفاحش إن شاء الله.
وأما الخطأ في إسناد رواية ابن لهيعة فقوله: "كتب إليّ موسى بن عقبة يقول حدثني بسر بن سعيد" وموسى إنما سمع هذا الحديث من أبي النضر يرويه عن بسر بن سعيد([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ).
ورواه بعضهم مصحفا عن ابن لهيعة، وقال: بشر بن سعيد بالمعجمة المثلثة.
قلتُ: وفي الإسناد تابعه غير واحد منهم: محمد بن عمرو الليثي فيما أخرج أحمد في مسنده [21091]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَسَمِعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ صَلَاتَهُ، فذكر الحديث.
أخرجه المحاملي في أماليه (ص: 400)، من طريق النَّضْر، قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، به بنحوه.
وسقط ذكر موسى بن عقبة فيما أخرجه البخاري في تاريخه، فقال: حدثني ابن سلام، قال:
أخبرنا عبدة، عن محمد بن عمرو، عن بسر بن سعيد، عن زيد، بنحوه مختصرا مرفوعا.
قلتُ: رواية الجماعة أولى.
وتوبعا فيما أخرج النسائي في السنن الكبرى [2 : 111]، فقال:
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ تَمِيمٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حَجَّاجًا، قَالَ:
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ:
أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَفْضَلُ الصَّلاةِ صَلاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلا الصَّلاةَ الْمَكْتُوبَةَ ". اهـ.
والله أعلم.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-05-31, 11:19 PM
52- حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنا ابن لهيعة قال كتب إليّ موسى بن عقبة يقول حدثني بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد. قلت لابن لهيعة: مسجد في بيته؟ قال: مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
سمعت مسلما يقول: وهذه رواية فاسدة من كل جهة فاحش خطؤها في المتن والإسناد جميعا وابن لهيعة المُصَحِّف في متنه المُغَفّل في إسناده، وإنما الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجر في المسجد بخوصة أو حصير يصلي فيها. ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) )
وسنذكر صحة الرواية في ذلك إن شاء الله:
53- حدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز بن أسد حدثنا وهيب حدثني موسى بن عقبة قال سمعت أبا النضر يحدث عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ليالي حتى اجتمع إليه أناس ثم فقدوا صوته ليلة وظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح.. وساقه([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
54- حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) )
قلتُ: ويتبين من سياق الأحاديث أن رواية وهيب عن موسى بن عقبة عن أبي النضر، إنما قال: اتخذ حجرة، ولم تقل: احتجر، وإنما قاله عبد الله بن سعيد عن أبي النضر.
ولذلك قال الحافظ ابن عبد الهادي: ولكن اختلف لفظها، ففي رواية: احتجر، وفي رواية: اتخذ حجرة. اهـ
ورواه غير وهيب عن موسى موافقا لرواية عبد الله بن سعيد فيما أخرج الطبراني في المعجم الكبير [4892]، فقال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَجَرَ حُجْرَةً حَسِبَهُ بِحَصِيرٍ، فَصَلَّى فِيهَا فَسَمِعَ بِذَلِكَ قَوْمٌ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: فذكره، وزاد: ، وَلَوْ كُتِبَتْ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهَا.
وتفرد إبراهيم بن أبي أبي النضر عن أبيه عَنْ بُسْرِ ابْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، مرفوعا بلفظ: " صَلاتُكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِكُمْ فِي مَسْجِدِي هَذَا، إِلا الْمَكْتُوبَةَ ". اهـ.
والله اعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-06-01, 08:12 AM
جزاك الله خيرا.
صفاء الدين العراقي
2025-06-01, 08:13 AM
{الحديث السابع}
سمعت مسلما يقول: ومن الأخبار المنقولة على الوهم في الإسناد والمتن جميعا:
55- حدثنا أبو بكر حدثنا أبو خالد عن أيمن عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: بسم الله وبالله والتحيات لله.. ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) )
قال أبو الحسين: هذه الرواية غير المشهورة من التشهد غير ثابتة الإسناد والمتن جميعا، والثابت ما رواه الليث وعبد الرحمن بن حميد -فتابع فيه في بعضه([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) )- فيما:
56- حدثنا قتيبة حدثنا الليث، وحدثنا أبو بكر حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عبد الرحمن بن حميد: حدثني أبو الزبير عن طاووس عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
سمعت مسلما يقول: فقد اتفق الليث وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، عن أبي الزبير عن طاووس.
وروى الليث فقال: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
وكل واحد من هذين([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ) عند أهل الحديث أثبت في الرواية من أيمن.
ولم يذكر الليث في روايته حين وصف التشهد "بسم الله وبالله".
فلما بان الوهم في حفظ أيمن لإسناد الحديث([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ) بخلاف الليث وعبد الرحمن في حفظهما إياه.. دخل الوهم أيضا في زيادته في المتن فلا يثبت ما زاد فيه.
وقد روي التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجه عدة صحاح فلم يذكر في شيء منها ما روى أيمن في روايته قوله: "بسم الله وبالله" ولا ما زاد في آخره من قوله: "أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار" والزيادة في الأخبار لا تلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يكثر عليهم الوهم في حفظهم([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)). ([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7))
([1]) وتمامه: والصلوات والطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أسأل الله الجنة، وأعوذ بالله من النار. أخرجه ابن ماجه (902).
([2]) أي تابع عبد الرحمن الليث في بعضه؛ وذلك أن الليث رواه عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن ابن عباس ، وتابعه عبد الرحمن عن أبي الزبير عن طاووس، ولم يذكر سعيد بن جبير، كما أن عبد الرحمن اقتصر على" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن" ولم يذكر ألفاظ التشهد بينما ذكرها الليث فقال: كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول التحيات المباركات الصلوات... ولم يذكر بسم وبالله.
([3]) أخرجه مسلم 1/302-303 (403).
([4] ) الليث وعبد الرحمن بن حميد.
([5] ) حيث جعله عن أبي الزبير عن جابر وهو من حديث ابن عباس.
([6] ) وليس كذلك أيمن بن نابل.
([7] ) التلخيص: روى أيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر حديث التشهد وفيه زيادة ألفاظ ليست في مشهور الحديث.
وخالفه الليث وعبد الرحمن فروياه عن أبي الزبير عن ابن عباس وهما أثبت في الرواية منه، فيكون أيمن قد أخطأ في جعله من مسند جابر، هذا وليس في حديث الليث تلك الزيادة في التشهد، وقد ورد التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجه عدة صحاح ولم يذكر في شيء منها تلك الزيادة فلا تثبت، ويكون أيمن قد أخطأ في الإسناد والمتن معا.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-01, 08:04 PM
55- حدثنا أبو بكر حدثنا أبو خالد عن أيمن عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: بسم الله وبالله والتحيات لله.. ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) )
قال أبو الحسين: هذه الرواية غير المشهورة من التشهد غير ثابتة الإسناد والمتن جميعا، والثابت ما رواه الليث وعبد الرحمن بن حميد -فتابع فيه في بعضه([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) )- فيما:
56- حدثنا قتيبة حدثنا الليث، وحدثنا أبو بكر حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عبد الرحمن بن حميد: حدثني أبو الزبير عن طاووس عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
سمعت مسلما يقول: فقد اتفق الليث وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، عن أبي الزبير عن طاووس.
وروى الليث فقال: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
وكل واحد من هذين([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ) عند أهل الحديث أثبت في الرواية من أيمن.
ولم يذكر الليث في روايته حين وصف التشهد "بسم الله وبالله".
فلما بان الوهم في حفظ أيمن لإسناد الحديث([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) ) بخلاف الليث وعبد الرحمن في حفظهما إياه.. دخل الوهم أيضا في زيادته في المتن فلا يثبت ما زاد فيه.
وقد روي التشهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجه عدة صحاح فلم يذكر في شيء منها ما روى أيمن في روايته قوله: "بسم الله وبالله" ولا ما زاد في آخره من قوله: "أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار" والزيادة في الأخبار لا تلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يكثر عليهم الوهم في حفظهم([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)). ([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7))
قلتُ: حديث البصريين عن أيمن بن وائل على الوهم، وما تابعهم إلا أبو خالد الأحمر الكوفي ولعله سمعهم معهم بالبصرة.
وخالفهم وكيع بن الجراح الكوفي فيما أخرجه أحمد في مسنده [22565]، فقال:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بنُ نَابلٍ، عَنْ أَبي الزُّبيْرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ. اهـ.
وهذا الصحابي المبهم هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كما بينت رواية الليث، فدلس عنه أبو الزبير مرة، فتكون العلة ها هنا من أبي الزبير المعروف بالتدليس.
وأما لفظ التشهد وزيادة التسمية في أولها، وزيادة الدعاء، فقد توبع فيها من طاوس راوي هذا الحديث.
فيما أخرج السراج في مسنده [826]، فقال: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ:
وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاؤُسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ فِي التَّشَهُّدِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
وَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ كَلِمَاتٍ كَانَ يُعَظِّمُهُنَّ جِدًا،
قُلْتُ فِي الْمَثْنَيَيْنِ كِلاهُمَا، قَالَ: بَلْ فِي الْمَثْنَى الآخِرِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ قُلْتُ: مَا هُوَ؟
قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ،
قَالَ: كَانَ يُعَظِّمُهُنَّ، وَأَخْبَرَ بِهِنَّ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
لذلك دافع الحافظ ابن حجر في هدى الساري عن أيمن، وقال: وتكلموا فيه لزيادة في حديث واحد لعلها مدرجة. اهـ.
وأما زعم الدارقطني بقوله: ليس بالقوي خالف الناس، ولو لم يكن إلا حديث التشهد، وخالفه الليث بْن سعد، وعمرو بْن الحارث، وزكريا بْن خَالِد، عن أبي الزبير. اهـ.
فليس كذلك وإنما لا يثبت إلا من حديث الليث بن سعد، فأما حديث عمرو بن الحارث فالإسناد إليه مسلسل بالضعفاء أخرجه الطبراني في معجمه والدارقطني في سننه.
وأما زكريا بن خالد، وكناه مرة بأبي الهيثم بياع القصب، فلم أجد له ترجمة، ولم أقف على إسناده، فإن كان كذلك فهو مجهول.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-06-01, 10:56 PM
جزاك الله خيرا.
صفاء الدين العراقي
2025-06-01, 10:59 PM
{الحديث الثامن}
سمعت مسلما يقول: ومن الأخبار التي رويت على الغلط والتصحيف:
57- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا قَبيصة حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عَياض عن أبي سعيد قال: كنا نورِّثه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعني الجد([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
سمعت أبا الحسين يقول: هذا خبر صَحَّف فيه قَبيصة، وإنما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) قال: كنا نؤديه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني الطعام في زكاة الفطر. ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
فلم يقم قراءته([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ) فقلب قوله "نؤديه" إلى أن قال: "نورثه" ثم قلب له معنى فقال يعني الجد.([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) )
([1]) أخرجه ابن أبي شيبة (31216).
([2]) عن أبي سعيد.
([3]) أخرجه أحمد (11698) قال: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن زيد بن أسلم حدثنا عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي السرح عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نؤدي صدقة الفطر على عهد رسول الله (ص) صاعا من شعير، صاعا من تمر، صاعا من زبيب، صاعا من أقط.
([4]) أي أنه كان يقرأ من كتابه أثناء التحديث فقلب قوله "نؤديه" إلى أن قال: "نورثه" ثم قلب له معنى من رأسه توهما فقال يعني الجد.
([5]) التلخيص: روى قبيصة عن سفيان عن زيد بن أسلم عن عياض عن أبي سعيد قال كنا نورِّثه على عهد رسول الله (ص) يعني الجد، وهو تصحيف؛ فإن المحفوظ بهذا السند عن عياض هو "كنا نؤديه على عهد رسول الله (ص)" فصحفه قبيصة.
وقد رواه البخاري عن قبيصة على الصواب (1505) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: كنا نطعم الصدقة صاعا من شعير. اهـ. وكأن قبيصة رواه على الخطأ مدة ثم نبه عليه فتنبه فرواه عنه البخاري على الصواب، وهكذا البخاري يتخير صحيح حديث الناس. أو لعله سمع الحديث من سفيان بلفظين: "نؤدي" و "نطعم" فتصحف عليه الأول وضبط الثاني.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-02, 12:20 AM
{الحديث الثامن}
سمعت مسلما يقول: ومن الأخبار التي رويت على الغلط والتصحيف:
57- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا قَبيصة حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عَياض عن أبي سعيد قال: كنا نورِّثه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعني الجد([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ).
قلتُ: ِعياض بكسر العين قولا واحدا، لا بفتحها، كما ذكر ابن نقطة في التكملة (4/224)، ولم يحكِ فيه خلافا.
سمعت أبا الحسين يقول: هذا خبر صَحَّف فيه قَبيصة، وإنما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) قال: كنا نؤديه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني الطعام في زكاة الفطر. ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ).
فلم يقم قراءته([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ) فقلب قوله "نؤديه" إلى أن قال: "نورثه" ثم قلب له معنى فقال يعني الجد.([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) )
ـــــــــــ
وقد رواه البخاري عن قبيصة على الصواب (1505) قال: حدثنا قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: كنا نطعم الصدقة صاعا من شعير. اهـ. وكأن قبيصة رواه على الخطأ مدة ثم نبه عليه فتنبه فرواه عنه البخاري على الصواب، وهكذا البخاري يتخير صحيح حديث الناس. أو لعله سمع الحديث من سفيان بلفظين: "نؤدي" و "نطعم" فتصحف عليه الأول وضبط الثاني.
ذكر بعضهم احتمال الخطأ من ابن أبي شيبة.
قلت: هو منتفٍ بمتابعة غير واحد له، فيما أخرج البزار في مسنده كما في كشف الأستار [1387]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ، ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
كُنَّا نُوَرِّثُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي: الْجَدَّ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَحْسَبُ أَنَّ قَبِيصَةَ أَخْطَأَ فِي لَفْظِهِ، وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدِي: كُنَّا نُؤَدِّيهِ، يَعْنِي: زَكَاةَ الْفِطْرِ، وَلَمْ يُتَابَعْ قَبِيصَةُ عَلَى هَذَا غَيْرِهِ. اهـ.
وحكاه عنه كذلك أبو زرعة وجزم بنسبة الخطأ إلى قبيصة، فيما ذكر ابن أبي حاتم في العلل [1641]، فقال:
وَسئل أبو زرعة عَنْ حديث رَوَاهُ قُبَيْصَةُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كُنَّا نُوَرِّثُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ". يَعْنِي الْجَدَّ.
فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذا خطأ، أخطأ فيه قبيصة، إنما هو كنا نؤدي صدقة الفطر على عهد رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم. اهـ.
والقول بتنبيه قبيصة أولا بتقديم ابن أبي شيبة عن البخاري في سماعه منه، ففيه نظر؛ لأن ابن هياج شيخ البزار - وهو في طبقة البخاري - رواه مصحفا عن قبيصة كذلك.
ورواه أبو زرعة الرازي رحمه الله وهو متأخر عن البخاري.
فيقال بأنه من انتقاء البخاري، وإلا فقد اختصر البخاري الخبر عن قبيصة اختصارا ظاهرا، فكأنه رواه بالمعنى كما أشار البيهقي.
فأسنده بتمامه في السنن الكبير [4 : 172] من طريق مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْوَهَّابِ، قال:
أنبأ قَبِيصَةُ يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قال:
" كُنَّا نُعْطِي زَكَاةَ الْفِطْرِ زَمَنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ ". اهـ.
أخرجه الطحاوي في شرح معاني الأثار [1990]، فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، بمثله.
قلتُ: وسماع قبيصة المصحف عن سفيان الثوري مع عبد الرزاق بلفظ: "نؤديه"، فربما أصابته الغفلة هذه المرة عن الثوري.
وما سمعه بلفظ: "نعطيه" فقد ضبطه، يدل على ذلك ما أخرجه الدارمي في سننه، فقال:
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كُنَّا نُعْطِي عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
وتوبع فيما أخرج البيهقي من طريق تَمْتَام، قال: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، إِلا أَنَّهُ قَالَ:
كُنَّا نُعْطِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وذكر نحوه، وزاد قصة معاوية رضي الله عنه.
ورواه الترمذي والنسائي في سننيهما من طريق وَكِيع، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قال:
كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ، فذكر الحديث، وزادا: إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وزاد الترمذي وحده في آخره قول أبي سعيد: فَلَا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ. اهـ.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا.
وجزاكم مثله وزيادة، أخي الفاضل، وفقك الله.
صفاء الدين العراقي
2025-06-04, 09:42 PM
أحسن الله إليك.
صفاء الدين العراقي
2025-06-04, 09:42 PM
{الحديث التاسع}
سمعت مسلما يقول: ومن الحديث الذي في متنه وهم:
58- حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا حجاج عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعتق نصيبا له في عبد ضَمِن لأصحابه في ماله إن كان موسرا وإن لم يكن له مال بذل العبدُ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ). ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) )
وروى هذا الخبر غير واحد هذه الرواية [عن حجاج] ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ) عن نافع في استسعاء العبد فأعتق.
والدليل على خطئه اتفاق الحفّاظ من أصحاب نافع على ذكرهم في الحديث المعنى الذي هو ضد السعاية، وخلاف الحفاظ المتقنين لحفظهم يبين ضعف الحديث من غيره.
وسنذكر إن شاء الله ما روى الحفاظ من أصحاب نافع بخلاف من قدمنا روايته في هذا الخبر:
59- حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعتق شِركا له في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد قُوِّم عليه قيمة العدل فأعطى شركاءه حصصهم وعَتَقَ عليه العبد وإلا فقد عَتَقَ منه ما أعتَق ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) ). ([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5) )
وروى عبيد الله عن نافع بهذا([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6) ).
وأيوب([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) ).
ويحيى بن سعيد([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8) ).
وجرير بن حازم([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9) ).
والليث([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10) ).
[وابن جريج] ([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11) ).
ومعمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12) ).
وسفيان بن عيينة عن عمرو عن سالم([13] (https://majles.alukah.net/#_ftn13) ).
وحبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر([14] (https://majles.alukah.net/#_ftn14) ).
وعبد العزيز عن أهل مكة عن ابن عمر([15] (https://majles.alukah.net/#_ftn15) ).
قد ذكرنا جملة من رواة هذا الخبر عن ابن عمر وليس في حديث واحد منهم ذكر السعاية إلا الذين قدمنا حديثهم من قبل([16] (https://majles.alukah.net/#_ftn16) ) .
وفيما ذكر مالك وعبيد الله وأيوب وجرير بن حازم في حديثهم "فإن لم يكن له مال عتق منه ما عتق" بيان أن السعاية ساقطة عن العبد.
وليس حجاج، وأشعث، والدالاني عن الصائغ([17] (https://majles.alukah.net/#_ftn17)) بشيء يعتبر بهم مع الرواية من أحد هؤلاء([18] (https://majles.alukah.net/#_ftn18) ) إذا خالفوه فكيف بهم جميعا وقد أطبقوا على الخلاف لهم.
فأما ابن أبي ذئب([19] (https://majles.alukah.net/#_ftn19) ) فلم يذكر ابن أبي فديك السعاية عنه في خبره وهو سماع الحجازيين. فلعل ابن أبي بكير حين ذكر عنه([20] (https://majles.alukah.net/#_ftn20) ) السعاية كان([21] (https://majles.alukah.net/#_ftn21) ) قد لقن اللفظ ([22] (https://majles.alukah.net/#_ftn22))؛لأن سماعه عن ابن أبي ذئب بالعراق -فيما نرى- وفي حديث العراقيين عنه وهم كثير([23] (https://majles.alukah.net/#_ftn23) ). ([24] (https://majles.alukah.net/#_ftn24) )
([1]) أخرجه البيهقي في الكبرى 10/ 479.
([2]) والمعنى هو إذا كان العبد مملوكا لسيدين فأكثر فأعتق أحدهما نصيبه كالنصف، فهذا الذي أعتق يدفع المال لباقي الشركاء ليكتمل العتق إن كان موسرا؛ فإن لم يكن له مال ليدفعه لهم فعلى العبد أن يعمل ويسعى لسداد باقي نصيب الشركاء فتكتمل حريته، وهذا الذي يسمى الاستسعاء والسعاية.
([3]) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل والمطبوع، وهي زيادة لا بدّ منها لأن الذي روى عنه هذه الرواية غير واحد هو حجاج لا نافع. اهـ من تحقيق صالح ديّان.
([4]) أي صار النصيب الذي أعتقه حرا، والنصيب الآخر تحت الرق.
([5]) أخرجه البخاري (2522) ومسلم 2/1139 (1501).
([6]) أخرجه البخاري (2523) ومسلم 2/1139 (1501).
([7]) أخرجه البخاري (2524) ومسلم 2/1139 (1501).
([8]) أخرجه مسلم 2/1139 (1501).
([9]) أخرجه البخاري (2553) ومسلم 2/1139 (1501).
([10]) أخرجه مسلم 2/1139 (1501).
([11]) أخرجه مسلم 2/1139 (1501)، وابن جريج إنما يرويه عن إسماعيل بن أمية عن نافع، وذكر صالح ديان أن هذا تصحيف وأن الصواب [جويرية] وحديثه في البخاري (2503).
([12]) أخرجه مسلم 2/1287 (1501) قال: وحدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر.
([13]) أخرجه البخاري (2521) ومسلم 2/1287 (1501).
([14]) أخرجه النسائي في الكبرى (4917) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن عبد العزيز، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر.
([15]) أخرجه النسائي في الكبرى (4919) قال: وعن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي، عن جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أشياخ من أهل مكة، عن ابن عمر.
([16]) لم يذكر من قدم روايتهم سوى الحجاج بن أرطاة عن نافع، ولعله من تصرف المختصر.
([17]) أما حديث الحجاج بن أرطاة فقد تقدم، وأما حديث أشعث بن سوار فلم أقف عليه إلا من روايته عن الحسن موقوفا عليه لا عن نافع فقد أخرجه ابن أبي شيبة (21858) قال: حدثنا حفص، عن أشعث، عن الحسن، قال: إن كان موسرا ضمن، وكان الولاء له، وإن كان معسرا سعى العبد، وكان الولاء بينهما.
وحديث الدالاني عن الصائغ عن نافع أخرجه ابن أبي شيبة (21857) قال: حدثنا عبد السلام، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن إبراهيم الصائغ، عن نافع، عن ابن عمر، في عبد بين اثنين فأعتق أحدهما نصيبه قال: عليه أن يعتق بقيته، فإن لم يكن عنده سعى العبد في بقية ثمنه، وكانوا شركاء في الولاء.
([18]) كمالك وعبيد الله وأيوب وجرير بن حازم.
([19]) وهو من الحفاظ الكبار وقد رواه عنه ابن أبي فديك- كما تقدم في صحيح مسلم- بدون ذكر السعاية، ورواه عنه ابن أبي بكير كما في سنن البيهقي الكبرى (21327) قال: حدثنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعتق شركا مملوكا وعند الذي أعتقه ما يبلغ ثمنه ضمن نصيب صاحبه. فلم يذكر فيه السعاية. أما ذكر السعاية عن فلم أقف عليه.
([20]) أي ابن أبي ذئب.
([21]) أي ابن أبي ذئب.
([22]) أي ذكر له بعضهم لفظ السعاية على أنه من حديثه فحدث به وقد كان في غير بلده.
([23]) فتحصّل أن حديث ابن أبي ذئب الوارد عنه من طريق الحجازيين أصحّ مما ورد عنه من طريق العراقيين.
([24]) التلخيص: روى حديث السعاية عن نافع: حجاج بن أرطاة وأشعث بن سوار الكندي، وإبراهيم الصائغ- رواه عنه أبو خالد الدالاني- وخالفهم الحفاظ المتقنون من أصحاب نافع كمالك، وعبيد الله، وأيوب، ويحيى بن سعيد، وجرير بن حازم، والليث، وإسماعيل بن أمية، وتابع نافعا على عدم ذكر السعاية، سالم، وحبيب بن أبي ثابت، وأشياخ من أهل مكة فلا تكون محفوظة في حديث ابن عمر، وأما ابن أبي ذئب فتترجح رواية الحجازيين عنه التي ليس فيها ذكر السعاية. والله أعلم.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-06, 12:13 AM
{الحديث التاسع}
سمعت مسلما يقول: ومن الحديث الذي في متنه وهم:
58- حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا حجاج عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعتق نصيبا له في عبد ضَمِن لأصحابه في ماله إن كان موسرا وإن لم يكن له مال بذل العبدُ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) ). ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) )
وروى هذا الخبر غير واحد هذه الرواية [عن حجاج] ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) ) عن نافع في استسعاء العبد فأعتق.
ـــــــــــــــ ـــــــ
ـ([3]) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل والمطبوع، وهي زيادة لا بدّ منها لأن الذي روى عنه هذه الرواية غير واحد هو حجاج لا نافع. اهـ من تحقيق صالح ديّان.
قلتُ: وبدون ذكر ما بين المعكوفتين، فهو سليم لا شيء في ذلك، فقد رواه غير الحجاج، ثم إنه عين في آخر الكلام، فذكر معه إبراهيم الصائغ، وأشعث بن سوار.
ثم إنه خولف محمد بن نمير في أبيه من ابن أبي شيبة في مصنفه [5 : 201]، فقَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ فِي عَبْدٍ ضَمِنَ لِأَصْحَابِهِ فِي مَالِهِ إنْ كَانَ لَهُ مَالٌ ".
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " إنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ سَعَى الْعَبْدُ ". اهـ.
وقد وافقه أشعث بن سوار وإبراهيم الصائغ كلاهما عن نافع عن ابن عمر موقوفا عليه كما سيأتي.
([1]) أخرجه البيهقي في الكبرى 10/ 479.
لم يسندها البيهقي، إنما أسند حكاية إعلال ابن مهدي هذا الحديث لمن سأله.
وقد أسندها محمد بن الحسن الشيباني في كتابه الأصل (5/97)، عن أبي يوسف، قال:
عن الحجاج بن أرطأة عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الرجل يعتق نصيبه في المملوك: فذكر نحوه.
[وابن جريج] ([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11) ).
ـــــــــــ
([11]) أخرجه مسلم 2/1139 (1501)، وابن جريج إنما يرويه عن إسماعيل بن أمية عن نافع، وذكر صالح ديان أن هذا تصحيف وأن الصواب [جويرية] وحديثه في البخاري (2503).
قلتُ: لا مانع أنه أراد أن يقول: وحديث ابن جريج في ذلك، وجاء بذكره؛ لكونه أشهر من إسماعيل بن أمية.
وليس حجاج، وأشعث، والدالاني عن الصائغ([17] (https://majles.alukah.net/#_ftn17)) بشيء يعتبر بهم مع الرواية من أحد هؤلاء([18] (https://majles.alukah.net/#_ftn18) ) إذا خالفوه فكيف بهم جميعا وقد أطبقوا على الخلاف لهم.
ذكر ابن حبان كلاما مثله في كتابه المجروحين في ترجمة الحجاج بعدما أسند الخبر عنه، فقال:
ذِكْرُ الاسْتِسْعَاءِ فِي خَبَرِ ابْنِ عُمَرَ بَاطِلٌ، رَوَى هَذَا الْخَبَرَ مَالِكٌ، وَأَيُّوبُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ نَافِعٍ شَبِيهًا، بِعشْرين نفسا مِنَ الثِّقَاتِ لَمْ يَذْكُرُوا فِي خَبَرِهِمْ ذِكْرَ الاسْتِسْعَاءِ، وَلَيْسَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، لَوْ كَانَ ثِقَةً بِالَّذِي يُحْكَمُ لَهُ عَلَى جَمَاعَةِ عُدُولٍ خَالَفُوهُ. اهـ.
([17]) أما حديث الحجاج بن أرطاة فقد تقدم، وأما حديث أشعث بن سوار فلم أقف عليه إلا من روايته عن الحسن موقوفا عليه لا عن نافع فقد أخرجه ابن أبي شيبة (21858) قال: حدثنا حفص، عن أشعث، عن الحسن، قال: إن كان موسرا ضمن، وكان الولاء له، وإن كان معسرا سعى العبد، وكان الولاء بينهما.
وحديث الدالاني عن الصائغ عن نافع أخرجه ابن أبي شيبة (21857) قال: حدثنا عبد السلام، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن إبراهيم الصائغ، عن نافع، عن ابن عمر، في عبد بين اثنين فأعتق أحدهما نصيبه قال: عليه أن يعتق بقيته، فإن لم يكن عنده سعى العبد في بقية ثمنه، وكانوا شركاء في الولاء.
حديث أشعث فيما أخرج سعيد في سننه كما في المحلى لابن حزم (8/177)، فقال:
نا هُشَيْمٌ نا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إذَا أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي عَبْدٍ فَعَلَى الَّذِي أَعْتَقَ أَنْصِبَاءُ شُرَكَائِهِ إنْ كَانَ مُوسِرًا، وَإِنْ كَانَ مُعْسِرًا اسْتَسْعَى الْعَبْدَ. اهـ.
ولكن كما ترى موقوف مثل رواية إبراهيم الصائغ.
فأما ابن أبي ذئب([19] (https://majles.alukah.net/#_ftn19) ) فلم يذكر ابن أبي فديك السعاية عنه في خبره وهو سماع الحجازيين. فلعل ابن أبي بكير حين ذكر عنه([20] (https://majles.alukah.net/#_ftn20) ) السعاية كان([21] (https://majles.alukah.net/#_ftn21) ) قد لقن اللفظ ([22] (https://majles.alukah.net/#_ftn22))؛لأن سماعه عن ابن أبي ذئب بالعراق -فيما نرى- وفي حديث العراقيين عنه وهم كثير([23] (https://majles.alukah.net/#_ftn23) ). ([24] (https://majles.alukah.net/#_ftn24) )
ـــــــــــــــ ــــــــ
([19]) وهو من الحفاظ الكبار وقد رواه عنه ابن أبي فديك- كما تقدم في صحيح مسلم- بدون ذكر السعاية، ورواه عنه ابن أبي بكير كما في سنن البيهقي الكبرى (21327) قال: حدثنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعتق شركا مملوكا وعند الذي أعتقه ما يبلغ ثمنه ضمن نصيب صاحبه. فلم يذكر فيه السعاية. أما ذكر السعاية عن فلم أقف عليه.
قلتُ: هذا الكلام يحتاج إلى نظر إن نظر مسلم القاعدة من هذا الحديث وحده.
فقد رواه أهل العراق عن ابن أبي ذئب بدون ذكر السعاية كرواية الجماعة.
فيما أخرج الطحاوي في مشكل الآثار [3023]، فقال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، وَكَانَ لِلَّذِي يَعْتِقُ نَصِيبُهُ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَهُ، فَهُوَ عَتِيقٌ كُلُّهُ ". اهـ.
توبع فيما أخرج البيهقي في سننه الكبير [10 : 276] من طريق يَزِيد بْن هَارُونَ، قال: أنبأ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به مرفوعا.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-06-07, 12:44 AM
جزاك الله خيرا.
صفاء الدين العراقي
2025-06-07, 12:45 AM
{الحديث العاشر}
سمعت مسلما يقول: ومن الحديث الذي نقل على الوهم في متنه ولم يحفظ:
60- حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا سعيد بن عبيد حدثنا بُشير بن يسار الأنصاري عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره: أن نفرا منهم(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم قتيلا فقالوا للذين وجدوه عندهم: قتلتم صاحبنا. قالوا: ما قتلنا ولا علمنا. فانطلقوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله أتينا خيبر فتفرقنا فيها فوجدنا أحدنا قتيلا فقلنا للذين وجدناه عندهم: قتلتم صاحبنا. قالوا ما قتلنا ولا علمنا. قال: تجيئون بالبينة على الذين تدعون عليهم. قالوا: ما لنا بينة. قال: فيحلفون لكم. قالوا: لا نقبل أيمان يهود. فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُطَلَّ دمُهُ(([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) فَوَداه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من إبل الصدقة(([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3).
[وروي عن سعيد بن عبيد من رواية أبي نُعيم](([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4). (([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5).
قال أبو الحسين: هذا خبر لم يحفظه سعيد بن عبيد على صحته، ودخله الوهم حتى أغفل موضع حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهته؛ وذلك أنّ في الخبر(([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6): حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالقسامة أن يحلف المدعون خمسين يمينا ويستحقون قاتلهم فأبوا أن يحلفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم تبرئكم يهود بخمسين يمينا فلم يقبلوا أيمانهم فعند ذلك أعطى النبي صلى الله عليه وسلم عقله(([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7).
وسنذكر هذا الخبر بخلاف ما روى سعيد.
61- حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يحيى عن بشير بن يسار(([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8).
وحماد بن زيد عن يحيى(([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9).
وبشر بن المفضل عن يحيى(([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10).
وعبد الوهاب عن يحيى. وسفيان بن عيينه عن يحيى(([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11).
وسليمان بن بلال عن يحيى(([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12).
وهشيم عن يحيى(([13] (https://majles.alukah.net/#_ftn13).
وعن ابن اسحاق(([14] (https://majles.alukah.net/#_ftn14)حدثني بشير بن يسار(([15] (https://majles.alukah.net/#_ftn15).
وابن شهاب أخبرني أبو سلمة وسليمان بن يسار عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية.
وروى هذا يونس عن ابن شهاب(([16] (https://majles.alukah.net/#_ftn16).
62- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن حُوَيِّصَة ومُحَيِّصَة أبناء مسعود، وعبد الله وعبد الرحمن ابنا فلان خرجوا.. وساقه(([17] (https://majles.alukah.net/#_ftn17).
63- حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني الفضل عن الحسن أنه أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بيهود فأبوا أن يحلفوا فرد القسامة على الأنصار فأبوا أن يحلفوا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العقل على يهود(([18] (https://majles.alukah.net/#_ftn18).
قال أبو الحسين: فقد ذكرنا جملة من أخبار أهل القسامة في الدم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلها مذكور فيها سؤال النبي صلى الله عليه وسلم إياهم قسامة خمسين يمينا وليس في شيء من أخبارهم أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم البينه إلا ما ذكر سعيد بن عبيد في خبره، وترك سعيد القسامة في الخبر فلم يذكره(([19] (https://majles.alukah.net/#_ftn19).
وتواطؤ هذه الأخبار التي ذكرناها بخلاف رواية سعيد يقضي على سعيد بالغلط والوهم في خبر القسامة.
وغير مشكل على من عقل التمييز بين الحفاظ من نقلة الأخبار ومن ليس كمثلهم أن يحيى بن سعيد أحفظ من سعيد بن عبيد وأرفع منه شأنا في طريق العلم وأسبابه؛ فلو لم يكن إلا خلاف يحيى إياه حين اجتمعا في الرواية عن بُشير بن يسار لكان الأمر واضحا في أن أولاهما بالحفظ يحيى بن سعيد و[أنه](([20] (https://majles.alukah.net/#_ftn20) دافع لما خالفه(([21] (https://majles.alukah.net/#_ftn21).
غير أن الرواة قد اختلفوا في موضعين من هذا الخبر سوى الموضع الذي خالف فيه سعيد:
وهو أن بعضهم ذكر في روايته أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ المُدَّعين بالقسامة(([22] (https://majles.alukah.net/#_ftn22) وتلك رواية بشير بن يسار ومن وافقه عليه وهي أصح الروايتين.
وقال الآخرون بل بدأ بالمدعى عليهم لسؤال ذلك(([23] (https://majles.alukah.net/#_ftn23).
والموضع الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم وداه من عنده وهو ما قال بشير في خبره ومن تابعه.
وقال فريق آخرون بل أغرم النبي صلى الله عليه وسلم يهود الدية.
وحديث بشير-يعني ابن يسار- في القسامة أقوى الأحاديث فيها وأصحها (([24] (https://majles.alukah.net/#_ftn24). (([25] (https://majles.alukah.net/#_ftn25)
([1] ) أي الأنصار.
([2] ) أي يبطل.
([3]) أخرجه مسلم 3/1294 (1669) ساق السند ولم يذكر المتن.
([4]) أخرجه البخاري (6898) قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سعيد بن عبيد، عن بشير بن يسار: زعم أن رجلا من الأنصار يقال له سهل بن أبي حثمة أخبره: أن نفرا من قومه انطلقوا إلى خيبر، فتفرقوا فيها.. الحديث.
([5]) في الأصل: وروى سعيد بن عبيد ثم من رواية أبي نعيم.
([6]) أي الثابت.
([7]) فموضع الوهم من سعيد بن عبيد أنه ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تجيئون بالبينة" بينما الرواة الآخرون لم يذكروا هذا بل ذكروا الأيمان الخمسين دون ذكر المطالبة بالبينة؛ فيكون ذكر البينة وهما.
([8]) أخرجه مسلم 3/1291 (1669) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن يحيى (وهو ابن سعيد)، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة- قال يحيى: وحسبت قال- وعن رافع بن خديج؛ أنهما قالا: خرج عبد الله بن سهل بن زيد ومحيصة بن مسعود بن زيد. حتى إذا كانا بخيبر تفرقا في بعض ما هنالك.. الحديث.
([9]) أخرجه البخاري (6143) ومسلم 3/1292 (1669) قال: وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري. حدثنا حماد بن زيد. حدثنا يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج؛ أن محيصة بن مسعود وعبد الله بن سهل انطلقا قبل خيبر. فتفرقا في النخل. فقتل عبد الله بن سهل. فاتهموا اليهود.. الحديث.
([10]) أخرجه البخاري (2702) ومسلم 3/1293 (1669) قال: وحدثنا القواريري. حدثنا بشر بن المفضل. حدثنا يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.
([11]) أخرج حديثهما مسلم 3/1293 (1669) قال: حدثنا عمرو الناقد. حدثنا سفيان بن عيينة. ح وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا عبد الوهاب (يعني الثقفي) جميعا عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة.
([12]) أخرجه مسلم 3/1293 (1669) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار؛ أن عبد الله بن سهل بن زيد ومحيصة بن مسعود بن زيد الأنصاريين، ثم من بني حارثة.. الحديث.
([13]) أخرجه مسلم 3/1293 (1669) قال: وحدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا هشيم عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار؛ أن رجلا من الأنصار من بني حارثة يقال له عبد الله بن سهل بن زيد. انطلق هو وابن عم له يقال له محيصة بن مسعود بن زيد. وساق الحديث بنحو حديث الليث إلى قوله: فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده.
([14]) متابعا يحيى.
([15]) أخرجه أحمد (16096) قال: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، قال: خرج عبد الله بن سهل أخو بني حارثة يعني في نفر من بني حارثة إلى خيبر... الحديث.
([16]) أخرجه مسلم 3/1295 (1670) حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى (قال أبو الطاهر: حدثنا. وقال حرملة: أخبرنا) ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب. أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار، مولى ميمونة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية.
([17] ) أخرجه ابن ماجه (2678) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو خالد الأحمر به.
([18] ) أخرجه عبد الرزاق (18255). وفي هذا الخبر مخالفة في قوله: أنه بدأ بأيمان اليهود، وفي جعله الدية على اليهود.
([19] ) فتفرد بذكر البينة ولم يذكر القسامة التي هي حلف خمسين يمينا.
([20]) أي ما رواه يحيى عن بشير، وهي زيادة من عندي يقتضيها المعنى.
([21]) فكيف إذا ضم لرواية يحيى ما سبق من المتابعة والشواهد.
([22]) وهم الأنصار.
([23]) أي سؤال النبي صلى الله عليه وسلم إياهم قسامة خمسين يمينا.
([24]) فيتحصل أن الصحيح في خبر القسامة خلوه من ذكر البينة خلافا لسعيد بن عبيد، وأن الأصحّ أنه صلى الله عليه وسلم بدأ المدعين بالقسامة، وأنه وداه من عنده صلى الله عليه وسلم.
([25]) التلخيص: روى سعيد بن عبيد عن بشير عن سهل حادثة الأنصار في خيبر وذكر في حديثه أنه صلى الله عليه وسلم سأل عن البينة وخالفه يحيى بن سعيد الأنصاري وهو أحفظ منه وقد تابعه ابن إسحاق ولخبره شواهد فتترجح روايته على رواية سعيد. ورواية يحيى عن بشير بن يسار في القسامة أقوى الأحاديث فيها وأصحها.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-09, 09:33 PM
{الحديث العاشر}
سمعت مسلما يقول: ومن الحديث الذي نقل على الوهم في متنه ولم يحفظ:
60- حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا سعيد بن عبيد حدثنا بُشير بن يسار الأنصاري عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره: أن نفرا منهم(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم قتيلا فقالوا للذين وجدوه عندهم: قتلتم صاحبنا. قالوا: ما قتلنا ولا علمنا. فانطلقوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله أتينا خيبر فتفرقنا فيها فوجدنا أحدنا قتيلا فقلنا للذين وجدناه عندهم: قتلتم صاحبنا. قالوا ما قتلنا ولا علمنا. قال: تجيئون بالبينة على الذين تدعون عليهم. قالوا: ما لنا بينة. قال: فيحلفون لكم. قالوا: لا نقبل أيمان يهود. فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُطَلَّ دمُهُ(([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) فَوَداه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من إبل الصدقة(([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3).
[وروي عن سعيد بن عبيد من رواية أبي نُعيم](([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4). (([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5).
،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،
([5]) في الأصل: وروى سعيد بن عبيد ثم من رواية أبي نعيم.
ولعل توجيه العبارة التي في الأصل: وروى سعيد بن عبيد ثَمَّ - بفتح الثاء المثلثة وتشديد الميم - من رواية أبي نعيم.
يعني أنه روى سعيد بن عبيد هنا من رواية أبي نعيم [بزيادة: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ انْطَلَقْنَا إِلَى خَيْبَرَ، فَوَجَدْنَا أَحَدَنَا قَتِيلًا، فَقَالَ: " الْكُبْرَ الْكُبْرَ].
وهذه الزيادة لم يذكرها عبد الله بن نمير، والحديث مشهور جدا من حديث أبي نعيم حتى تندر من يتابعه.
ومما ندر متابعة أخرجها ابن خزيمة في صحيحه [2232]، ولم يسق المتن بتمامه فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ،
حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ سُعَيْرِ بْنِ الْخِمْسِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِهِ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي حَثْمَةَ، أَخْبَرَهُ، وذكر موضع الشاهد من الحديث.
وروى بالمعنى مالك بن سعير - فيه كلام -، فقال: "ففداه"، بدلا من: "فوداه"، ولم يقل: قالوا: ما قتلنا ولا علمنا.
قال أبو الحسين: هذا خبر لم يحفظه سعيد بن عبيد على صحته، ودخله الوهم حتى أغفل موضع حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهته؛ وذلك أنّ في الخبر(([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6): حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالقسامة أن يحلف المدعون خمسين يمينا ويستحقون قاتلهم فأبوا أن يحلفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم تبرئكم يهود بخمسين يمينا فلم يقبلوا أيمانهم فعند ذلك أعطى النبي صلى الله عليه وسلم عقله(([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7).
قلتُ: لا يظهر لي الوهم الذي يقصده أبو الحسين، إنما زاد سعيد بن عبيد زيادة في أول الخبر، ونقص في آخر الخبر، فكان ماذا؟
ولا زال الثقات يزيد بعضهم على بعض في الروايات، وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح:
قوله: (تَأتُونَ بِالبَيِّنَةِ عَلَى مَن قَتَلَهُ، قالُوا: ما لَنا بَيِّنَة)، كَذا فِي رِوايَة سَعِيد بن عُبَيد، ولَم يَقَع فِي رِوايَة يَحيَى بن سَعِيد الأَنصارِيّ، ولا فِي رِوايَة أَبِي قِلابَةَ الآتِيَة فِي الحَدِيث الَّذِي بَعده لِلبَيِّنَةِ ذِكرٌ، ..
كَذا فِي رِوايَة سَعِيد بن عُبَيد لَم يَذكُر عَرض الأَيمان عَلَى المُدَّعِينَ كَما لَم يَقَع فِي رِوايَة يَحيَى بن سَعِيد طَلَب البَيِّنَة أَوَّلاً، وطَرِيق الجَمع أَن يُقال حَفِظَ أَحَدُهُم ما لَم يَحفَظ الآخَر، فَيُحمَل عَلَى أَنَّهُ طَلَبَ البَيِّنَة أَوَّلاً فَلَم تَكُن لَهُم بَيِّنَة، فَعَرَضَ عَلَيهِم الأَيمان فامتَنَعُوا، فَعَرَضَ عَلَيهِم تَحلِيف المُدَّعَى عَلَيهِم فَأَبَوا. اهـ.
قلتُ: وقد أخرج البخاري حديث سعيد بن عبيد في الصحيح مسندا، ورجحه النسائي وصوبه وغير واحد من أهل العلم.
وتوبع فيما أخرج الطبراني في المعجم الكبير [5628]، والدارقطني في سننه [3164]، من طريق عُمَر بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيّ، قال: نَا أَبِي، نَا قَيْسٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: " خَرَجَ قَوْمٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى خَيْبَرَ فَقُتِلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: بَيِّنَتُكُمْ، قَالُوا: مَا لَنَا بَيِّنَةٌ، قَالَ: فَتَنْفُلُكُمْ أَيْمَانُهُمْ، فَقَالُوا: إِذًا تَقْتُلُنَا الْيَهُودُ، قَالَ: فَأَيْمَانُكُمْ أَنْتُمْ، قَالُوا: لَمْ نَشْهَدْ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَالٍ أَتَاهُ ". اهـ.
ويروى عن قيس من طريق آخر، وقد زاد الحافظ شاهدين أذكرهما فيما بعد.
وسنذكر هذا الخبر بخلاف ما روى سعيد..
62- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن حُوَيِّصَة ومُحَيِّصَة أبناء مسعود، وعبد الله وعبد الرحمن ابنا فلان خرجوا.. وساقه(([17] (https://majles.alukah.net/#_ftn17).
قال أبو الحسين: فقد ذكرنا جملة من أخبار أهل القسامة في الدم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلها مذكور فيها سؤال النبي صلى الله عليه وسلم إياهم قسامة خمسين يمينا وليس في شيء من أخبارهم أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم البينه إلا ما ذكر سعيد بن عبيد في خبره.
قلتُ: الحجاج بن أرطأة المذكور في المثال السابق، قد زاد عليه من هو أوثق منه عن عمرو بن شعيب.
فيما أخرج النسائي في سننه [4720]، فقال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ ابْنَ مُحَيِّصَةَ الْأَصْغَرَ أَصْبَحَ قَتِيلًا عَلَى أَبْوَابِ خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَقِمْ شَاهِدَيْنِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ أَدْفَعْهُ إِلَيْكُمْ بِرُمَّتِهِ "، وذكر الحديث بتمامه.
قال الحافظ ابن حجر: وهَذا السَّنَد صَحِيح حَسَن وهُو نَصٌّ فِي الحَمل الَّذِي ذَكَرته فَتَعَيَّنَ المَصِيرُ إِلَيهِ.
وقَد أَخرَجَ أَبُو داوُدَ أَيضًا مِن طَرِيق عَبايَة بن رِفاعَة عَن جَدّه رافِع بن خَدِيج قالَ: أَصبَحَ رَجُل مِنَ الأَنصار بِخَيبَر مَقتُولاً، فانطَلَقَ أَولِياؤُهُ إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: شاهِدانِ يَشهَدانِ عَلَى قَتل صاحِبكُم، قالَ: لَم يَكُن ثَمَّ أَحَد مِنَ المُسلِمِينَ وإِنَّما هُم اليَهُود وقَد يَجتَرِئُونَ عَلَى أَعظَمَ مِن هَذا. اهـ.
وترك سعيد القسامة في الخبر فلم يذكره(([19] (https://majles.alukah.net/#_ftn19).
،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،
([19] ) لم يذكر القسامة التي هي حلف خمسين يمينا.
قلتُ: حلف خمسين يمينا بيان لمن لم يذكر عدد الحلف فلا يضر.
إنما يريد أن سعيد بن عبيد لم يذكر القسامة للأنصار، وإلا فقد ذكر القسامة لليهود.
والله أعلم.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-09, 09:38 PM
جزاك الله خيرا.
وجزاكم مثله وزيادة ونفع بكم.
صفاء الدين العراقي
2025-06-10, 05:59 AM
أحسن الله إليك.
صفاء الدين العراقي
2025-06-10, 06:01 AM
{الحديث الحادي عشر}
سمعت مسلما يقول: ذكر خبر واه يدفعه الأخبار الصحاح:
64- حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا سلمة بن وردان(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا من أصحابه فقال يا فلان هل تزوجت قال: لا... وساقه(([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2).
قال مسلم: هذا الخبر الذي ذكرناه عن سلمة عن أنس إنه خبر يخالف الخبر الثابت المشهور؛ فنقل عوام أهل العدالة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الشائع من قوله "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" فقال ابن وردان في روايته "إنها ربع القرآن"، ثم ذكر في خبره من القرآن: خمس سور يقول في كل واحد منها "ربع القرآن" وهو مستنكر غير مفهوم صحة معناه. (([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)
ولو أن هذا الكتاب قصدنا فيه الإخبار عن سنن الأخبار بما يصح وبما يستقيم لما استجزنا ذكر هذا الخبر عن سلمة بلفظه باللسان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عن روايته، وكذلك ما أخرجه من الأخبار المنكرة، ولكننا سوغنا روايته لعزمنا على إخبارنا فيه من العلة التي وصفنا.
وسنذكر إن شاء الله ما صحّ من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة "قل هو الله أحد" أنها تعدل ثلث القرآن:
فرواه مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد عن قتادة بن النعمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنها تعدل ثلث القرآن (([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4).
ورواه يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن سالم عن معدان عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا (([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5).
وجرير بن حازم عن قتادة عن أنس (([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6).
والزهري عن حميد عن أمه أم كلثوم عن النبي صلى الله عليه وسلم (([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7).
وسويد بن سعيد(([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8) حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن هلال عن ربيع بن خُثيم عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا (([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9).
وعن محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10).
وزكريا عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم (([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11).
وعمرو بن عثمان أخبرني موسى بن طلحة قال سمعت أبا أيوب (([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12). (([13] (https://majles.alukah.net/#_ftn13)
([1]) سلمة بن وردان أبو يعلى، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي - وسئل عن سلمة بن وردان - فقال: ليس بقوي، تدبرت حديثه فوجدت عامتها منكرة لا يوافق حديثه عن أنس حديث الثقات إلا في حديث واحد، يكتب حديثه. وقال أيضا: سمعت أبي وأبا زرعة - وذكرا سلمة بن وردان - فقالا: لا نعلم أنه حدث حديثا عن أنس شاركه فيه غيره إلا في حديث واحد: حديث أنس عن معاذ " من مات لا يشرك بالله شيئا " فإن هذا قد شاركه فيه غيره. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4/175.
([2]) وتمامه: وليس عندي ما أتزوج به قال: أليس معك قل هو الله أحد؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك يا أيها الكافرون؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا زلزلت الأرض؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا جاء نصر؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك: آية الكرسي الله لا إله إلا هو؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: تزوج، تزوج، تزوج، ثلاث مرات. أخرجه أحمد (13309).
([3]) إذْ كيف تكون خمس سور كل منها ربع القرآن، والربع جزء من أربعة؟!
([4]) أخرجه النسائي (995) عن قتيبة عن مالك به.
([5]) أخرجه مسلم 1/556 (811) قال: وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن بشار، قال زهير: حدثنا يحيى بن سعيد به.
([6]) أخرجه ابن ماجه (3788) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس فذكره.
([7]) أخرجه أحمد (27274) قال: حدثنا أمية بن خالد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري، عن عمه الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
([8]) هو شيخ مسلم.
([9]) أخرجه أحمد (23554) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة بن قدامة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة، من الأنصار، عن أبي أيوب.
([10]) أخرجه أبو داود الطيالسي (651) قال: حدثنا شعبة به.
([11]) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (689) قال: أخبرنا علي بن سعيد بن مسروق الكوفي قال حدثنا عبد الرحيم عن زكريا عن أبي اسحق عن عمرو بن ميمون قال حدثني بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن النبي (ص) قال: "قل هو الله أحد" ثلث القرآن.
([12]) أخرجه النسائي في الكبرى (10463) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عون، عن عمرو بن عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة: أن أبا أيوب، كان يقول: إن الله الواحد الصمد تعدل بثلث القرآن.
([13]) التلخيص: روى سلمة بن وردان حديثا جاء فيه أن سورة الإخلاص ربع القرآن وذكر أربعة أرباع أخرى من القرآن، وهو مخالف للخبر الثابت المشهور من أن "قل هو الله أحد" ثلث القرآن فيكون خبر سلمة منكرا.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-11, 11:18 PM
{الحديث الحادي عشر}
سمعت مسلما يقول: ذكر خبر واه يدفعه الأخبار الصحاح:
64- حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا سلمة بن وردان(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا من أصحابه فقال يا فلان هل تزوجت قال: لا... وساقه(([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2).
سبحان الله، مع أن هذا إسناد ثلاثي عالٍ عزيز أن يقع مثله لمسلم.
قال مسلم: هذا الخبر الذي ذكرناه عن سلمة عن أنس إنه خبر يخالف الخبر الثابت المشهور؛ فنقل عوام أهل العدالة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الشائع من قوله "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" فقال ابن وردان في روايته "إنها ربع القرآن"، ثم ذكر في خبره من القرآن: خمس سور يقول في كل واحد منها "ربع القرآن" وهو مستنكر غير مفهوم صحة معناه. (([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)
([3]) إذْ كيف تكون خمس سور كل منها ربع القرآن، والربع جزء من أربعة؟!
يمكن أن يؤول الحديث على أنها ربع القرآن في الجزاء لا الإجزاء كما في الصحيح من حديث أبي سعيد رضي الله عنه في فضل قل هو الله أحد.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
وفيه استعمال اللفظ في غير ما يتبادر للفهم لأن المتبادر من إطلاق ثلث القرآن أن المراد ثلث حجمه المكتوب مثلا، وقد ظهر أن ذلك غير مراد.
تنبيه: أخرج الترمذي والحاكم وأبو الشيخ من حديث بن عباس رفعه إذا زلزلت تعدل نصف القرآن والكافرون تعدل ربع القرآن.
وأخرج الترمذي أيضا وبن أبي شيبة وأبو الشيخ من طريق سلمة بن وردان عن أنس أن الكافرون والنصر تعدل كل منهما ربع القرآن وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن.
زاد بن أبي شيبة وأبو الشيخ وآية الكرسي تعدل ربع القرآن.
وهو حديث ضعيف لضعف سلمة وإن حسنه الترمذي.
فلعله تساهل فيه لكونه من فضائل الأعمال وكذا صحح الحاكم حديث بن عباس وفي سنده يمان بن المغيرة وهو ضعيف عندهم. اهـ.
قلتُ: ولعل التحسين لشواهده؛ وأيضا لرواية الثوري لبعضه عن سلمة بن وردان، والحديث تواتر بين أوساط التابعين.
ولو أن هذا الكتاب قصدنا فيه الإخبار عن سنن الأخبار بما يصح وبما يستقيم لما استجزنا ذكر هذا الخبر عن سلمة بلفظه باللسان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عن روايته، وكذلك ما أخرجه من الأخبار المنكرة، ولكننا سوغنا روايته لعزمنا على إخبارنا فيه من العلة التي وصفنا.
قلتُ: رواه بعضهم عن سلمة بلفظ ثلث القرآن.
فيما أخرج الترمذي في سننه [2895] وحسنه، فقال: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: " هَلْ تَزَوَّجْتَ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا عِنْدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ مَعَكَ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: ثُلُثُ الْقُرْآنِ، وساق الحديث.
وذكر بعضهم أنه اختلف على ابن أبي فديك، وذكر ما أخرجه ابن حبان في "المجروحين" ١/ ٣٣٦ من طريق:
سريج بن يونس، عن ابن أبي فديك، عن سلمة بن وردان، عن أنس بلفظ: «ربع القرآن».
قلتُ: وتوبع الترمذي فيما أخرج المستغفري في فضائل القرآن (١٠٢٦)، من طريق:
حاجب بن سليمان، قال: حدثنا ابن أبي فديك حدثنا سلمة بن وردان عن أنس بن مالك بلفظ: «ثلث القرآن».
وقد توبع على التثليث فيما أخرج ابن الضريس في فضائل القرآن [297]، فقال: أَخْبَرَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: سَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا فُلانُ، هَلْ تَزَوَّجْتَ؟ فَقَالَ: لا، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: ثُلُثُ الْقُرْآنِ، وساق الحديث.
فهو محفوظ عن القعنبي على الوجهين مثل ابن أبي فديك.
فيظهر أن هذا اضطراب من سلمة نفسه؛ لضعفه، والشواهد تقوي لفظة التثليث.
أما بقية الحديث في التزويج بالقرآن، فله أصل متفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.
وجرير بن حازم عن قتادة عن أنس
قلتُ: أنكره ابن عدي، وقال: وهذه الأحاديث عَن قتادة، عَنْ أَنَسٍ الَّتِي أمليتها لا يتابع جريرا أحد إلا حديث.
قلتُُ: توبع فيما أخرج أبو الشيخ في الطبقات [653]، فقال:
حَدَّثَنَـا ابْنُ الْجَارُودِ، قال: ثنا الْحَسَنُ، قال: ثنا التَّبُوذَكِيُّ ، قال: ثنا أَبُو هِلالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، رَفَعَهُ مَرَّةً، قَالَ: فذكره.
وتوبع فيما أخرج الطبراني في الأوسط [7287]، من طريق ابن التل عن أبيه، قال:
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" أَمَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ؟ " قَالُوا: وَمَنْ يُطِيقُ ذَاكَ؟ قَالَ: " يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ". اهـ.
قلتُ: خولف في وصله فيما أخرج ابن الضريس في فضائل القرآن، فقال:
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-06-13, 11:49 AM
أحسن الله إليك.
صفاء الدين العراقي
2025-06-13, 11:51 AM
{الحديث الثاني عشر}
سمعت مسلما يقول: ذكر رواية أخرى نقلها الكوفيون على الغلط:
(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) عن عطاء وأبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببيع المدبَّر في دين الذي دبّره. (([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)
وهشيم عن عبد الملك(([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) عن أبي جعفر محمد بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما باع خِدمة المدبر. (([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)
وعن محمد بن فضيل عن عبد الملك عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أمر ببيع خدمة المدبّر إذا احتاج(([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5). (([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)
65- حدثنا مسلم حدثنا أبو غسان حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن مَطَر عن عطاء بن أبي رباح وأبي الزبير وعمرو بن دينار أن جابرا حدثهم: أن رجلا من الأنصار أعتق مملوكه إن حدث به [حدث] (([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) فماتَ فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فباعه من نُعيم بن عبد الله أخي بني عدي (([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8).
سمعت مسلما يقول: قد ذكرنا رواية أهل الكوفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيع المدبر وقد ساعد بعضهم بعضا في أن النبي صلى الله عليه وسلم باعه في دين كان على سيده.
وذكر [شريك(([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9)] في روايته أن الذي باعه النبي صلى الله عليه وسلم باعه بعد موت السيد. (([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10)
وما ذكرنا من زيادتهم في الخبر غير البيع فخطأ لم يحفظ وسنذكر إن شاء الله رواية من حفظ هذا الخبر وأداه على جهته وصحته:
قال الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال: أعتق رجل من بني عُذرة عبدا له عن دُبُر فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألك مال غيره؟ قال: لا. قال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله بثمانمائة درهم. (([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11)
وأيوب عن أبي الزبير عن جابر(([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12).
ومعمر عن أيوب(([13] (https://majles.alukah.net/#_ftn13).
وسفيان عن أبي الزبير(([14] (https://majles.alukah.net/#_ftn14).
وحماد عن عمرو بن دينار عن جابر: أن رجلا من الأنصار (([15] (https://majles.alukah.net/#_ftn15).
وسفيان عن عمرو(([16] (https://majles.alukah.net/#_ftn16).
وأيوب عن عمرو(([17] (https://majles.alukah.net/#_ftn17).
وابن جريج عن عمرو(([18] (https://majles.alukah.net/#_ftn18).
وعبد المجيد بن سهيل عن عطاء عن جابر(([19] (https://majles.alukah.net/#_ftn19).
وأبو عمرو بن العلاء عن عطاء عن جابر(([20] (https://majles.alukah.net/#_ftn20).
وابن المنكدر عن جابر(([21] (https://majles.alukah.net/#_ftn21).
سمعت مسلما يقول: قد ذكرنا عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في بيع المدبر من وجوهه ونتبين سبيله إن شاء الله: وَهْمَهم وتمييزهم، إذ اتضح بما ذكرنا من روايتهم لهذا الخبر أن الذي رواه الكوفيون فيه وهمٌ، حين ألحقوا من الخبر "ذكر الدين على الذي دبره" وإلحاقهم فيه "البيع بعد موت السيد" وكذلك ذكر من ذكر منهم "بيع الخدمة".
وأن الصحيح من ذلك ما روى غيرهم وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم باع المدبر ودفع الثمن إلى سيده من غير ذكر دين كان عليه؛ فقد اتفق على ذلك أصحاب عمرو بن دينار مثل: أيوب السختياني، وابن جريج، وحماد، وشعبة(([22] (https://majles.alukah.net/#_ftn22)، وابن عيينه.
وكذلك الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر.
وابن أبي ذئب عن ابن المنكدر.
ومن ذكرنا روايتهم لا اختلاف بينهم في معنى الخبر.
فأما رواية ابن فضيل عن عبد الملك عن عطاء فوهم كله برمته الإسناد والمتن؛ وذلك أن عبد الملك إنما روى هذا الحديث عن أبي جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
وأما ذكر الخدمة فغلط لا شك فيه إن شاء الله(([23] (https://majles.alukah.net/#_ftn23).
([1]) السند إلى عطاء وأبي الزبير هو موضع الوهم فكان الأولى سوق كامل السند.
([2]) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4938) قال: حدثنا فهد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني قال: حدثنا شريك , عن سلمة بن كهيل, عن عطاء، وأبي الزبير عن جابر: أن رجلا دبر مملوكا له ثم مات، وعليه دين، فباعه النبي صلى الله عليه وسلم في دينه. اهـ والمدبّر هو العبد الذي علّق عتقه على موت سيده.
([3]) هو ابن أبي سليمان الكوفي.
([4]) أي لم يبع العبد نفسه بل باع منفعته وخدمته، والحديث أخرجه الدارقطني (4259) قال:حدثنا أبو بكر النيسابوري , نا محمد بن يحيى , نا يزيد بن هارون , نا عبد الملك بن أبي سليمان , عن أبي جعفر.
([5]) أخرجه الدارقطني (4261) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان , نا عبد الكريم بن الهيثم , نا محمد بن طريف , نا ابن فضيل , عن عبد الملك بن أبي سليمان , عن عطاء , عن جابر بن عبد الله , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا بأس ببيع خدمة المدبر إذا احتاج.
قال الدارقطني: هذا خطأ من ابن طريف , والصواب عن عبد الملك , عن أبي جعفر مرسلا.
([6]) وأخرج النسائي (5418) قال: أخبرنا *عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا *محاضر بن المورع قال: حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: أعتق رجل من الأنصار غلاما له عن دبر، وكان محتاجا وكان عليه دين، فباعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمان مائة درهم فأعطاه فقال: اقض دينك وانفق على عيالك.
وأخرج الترمذي في العلل الكبير (313) قال: حدثنا محمد بن طريف الكوفي حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم باع مدبرا في دين. سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرفه , وجعل يتعجب منه. اهـ والإسناد إلى عطاء كله كوفيّ.
([7]) سقط من الأصل والمثبت من مصادر الحديث.
([8]) أخرجه مسلم 3/290 (997) ذكر السند ولم يذكر لفظه بل قال بمعنى حديث حماد وابن عيينة عن عمرو، عن جابر. وأخرجه أبو عوانة (5807) قال: حدثنا مسلمبن الحجاج أبو الحسين إملاء ببغداد، قال حدثنا أبو غسان المسمعي، قال حدثنا معاذ بن هشام، قال حدثنا أبي، عن مطر، عن عطاء بن أبي رباح، وأبي الزبير، وعمرو بن دينار، أن جابر بن عبد الله حدثهم أن رجلا أعتق مملوكه إن حدث به حدث، فدعا به النبي صلى الله عليه وسلم، فباعه من نعيم بن عبد الله أخي بني عدي بن كعب. ولم يذكر لفظة "فمات، وظاهر سوق مسلم لهذا الحديث أن فيه خطئا وهو ذكر الموت، وقد وجهه البيهقي 10/524 بأن عبارة: " إن حدث به حدث فمات" من شرط التدبير، ولا تعني أن السيد قد مات.
([9]) في الأصل عبد الملك، لكن رواية عبد الملك المتقدمة هي في بيع الخدمة لا بيع العبد بعد موت سيده. والله أعلم.
([10]) إن بيع الرسول (ص) المدبّر ثابتٌ، والخطأ في أمور: ذكر الدين في البيع الذي تتابع أهل الكوفة عليه، وما ذكر من أن النبي صلى الله عليه وسلم باع المدبر بعد موت سيده فهذا خطأ ظاهر فقد باعه النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى ثمنه لسيده، وكذلك ما ذكر من بيع الخدمة.
قال البيهقي في السنن الصغرى 4/215: وفي ذلك دلالة على خطأ شريك في روايته عن سلمة بن كهيل عن عطاء، وأبي الزبير، عن جابر: أن رجلا مات وترك مدبرا. وإنما وقع هذا الخطأ لشريك عما هو مفسر في رواية مطر، عن عطاء، وأبي الزبير وعمرو عن جابر :أن رجلا أعتق إن حدث به حدث فماتَ، وهذا من قول الرجل في شرط العتق وليس بإخبار من جابر عن موت المعتق وقد أثبت هؤلاء الرواة: دفع النبي صلى الله عليه وسلم ثمنه إليه اهـ
قلت: وقد أخرج الترمذي في سننه (1219): قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر أنَّ رجلًا منَ الأنصارِ دبَّرَ غلامًا لَهُ، فماتَ ولم يترُكْ مالًا غيرَهُ، فباعَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فاشتراهُ نُعَيْمُ بنُ النَّحَّامِ. اهـ
فلفظة مات خطأ لعلها من سفيان بن عيينة كما ذكر الشافعي ص 328 في مسنده فراجع إن شئت.
([11]) وهذه هي الرواية الصحيحة وقد أخرجها مسلم 2/692 (997) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث. ح وحدثنا محمد من رمح. أخبرنا الليث عن أبي الزبير، عن جابر.
([12])أخرجه مسلم 2/693 (997) قال: وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا إسماعيل (يعني ابن علية) عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر.
([13])أخرجه عبد الرزاق (16681) وقد سقط معمر من المصنف.
([14]) أخرجه أحمد (14215) قال: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر.
([15]) أخرجه مسلم 3/1289 (997) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داوود العتكي حدثنا حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله.
([16]) أخرجه مسلم 3/1290 (997) قال: وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم عن ابن عيينة، قال أبو بكر: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: سمع عمرو جابرا يقول: دبّر رجل من الأنصار غلاما له.. الحديث.
([17]) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4926) قال: حدثنا أبو أمية قال: حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثنا جرير بن حازم , عن أيوب , عن عمرو بن دينار , عن جابر.
([18]) أخرجه عبد الرزاق (16662) قال: عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أعتق رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا له.. الحديث.
([19]) أخرجه مسلم 3/1290 (997) حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا المغيرة (يعني الحزامي) عن عبد المجيد بن سهيل، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله.
([20]) أخرجه ابن حبان (5496) قال: أخبرنا روح بن عبد المجيب أبو صالح ببلد الموصل، حدثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي عبد الله بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا وكيع، عن أبي عمرو بن العلاء، عن عطاء، عن جابر.
([21]) أخرجه البخاري (2415) قال: حدثنا عاصم بن علي: حدثنا ابن أبي ذئب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر.
([22]) أخرجه البخاري (2534) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة: حدثنا عمرو بن دينار: سمعت جابر بن عبد الله قال: أعتق رجل منا عبدا له عن دبر.. الحديث. ولم يتقدم لروايته ذكر من قبل.
([23]) التلخيص: حديث المدبر ورد فيه بعض الاختلاف، فورد أن النبي (ص) إنما باع خدمته دون رقبته مخالفا للأحاديث الصحيحة التي تنص على أنه قد بيع عينه، وقد ورد موصولا من طريق محمد بن فضيل عن عبد الملك عن عطاء عن جابر مرفوعا، وهو وهم والصحيح في الإسناد هو عن عبد الملك عن أبي جعفر محمد بن علي مرسلا، وورد أن النبي (ص) باعه في دين، وأنه باعه بعد موته، ورد ذلك عن عطاء وأبي الزبير والذين رووا عنهم ذلك هم أهل الكوفة، وقد خالفوا بذلك ما رواه جمع من الحفاظ عن عطاء وأبي الزبير الذين لم يذكروا الدين، وذكروا أنه بيع في حياة السيد لا بعد موته، وكذلك رواه غيرهما من أصحاب جابر وهم: عمرو بن دينار وابن المنكدر؛ فثبت خطأ تلك الألفاظ أعني الدين والبيع بعد موت السيد، وكذلك بيع الخدمة دون الرقبة. قال البيهقي في معرفة السنن والآثار 14/431 عقب ذكر جميع الروايات: قد أطال مسلم بن الحجاج الكلام في تخطئة هذه الرواية وأن الصواب رواية عبد الملك، عن أبي جعفر، ثم أطال الكلام في تخطئة رواية أبي جعفر أيضا في المتن، ثم رواية من روى أنه إنما باع المدبر بعد موت السيد، واستدل على خطأ هذه الروايات بما ذكرنا من رواية الحفاظ هاهنا وفي كتاب السنن. اهـ
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-14, 12:39 AM
{الحديث الثاني عشر}
سمعت مسلما يقول: ذكر رواية أخرى نقلها الكوفيون على الغلط:
(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) عن عطاء وأبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببيع المدبَّر في دين الذي دبّره. (([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)
وذكر [شريك(([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9)] في روايته أن الذي باعه النبي صلى الله عليه وسلم باعه بعد موت السيد. (([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10)،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،
([1]) السند إلى عطاء وأبي الزبير هو موضع الوهم فكان الأولى سوق كامل السند.
([2]) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4938) قال: حدثنا فهد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني قال: حدثنا شريك , عن سلمة بن كهيل, عن عطاء، وأبي الزبير عن جابر: أن رجلا دبر مملوكا له ثم مات، وعليه دين، فباعه النبي صلى الله عليه وسلم في دينه. اهـ والمدبّر هو العبد الذي علّق عتقه على موت سيده.
([6]) وأخرج النسائي (5418) قال: أخبرنا *عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا *محاضر بن المورع قال: حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: أعتق رجل من الأنصار غلاما له عن دبر، وكان محتاجا وكان عليه دين، فباعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمان مائة درهم فأعطاه فقال: اقض دينك وانفق على عيالك.
وأخرج الترمذي في العلل الكبير (313) قال: حدثنا محمد بن طريف الكوفي حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم باع مدبرا في دين. سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرفه , وجعل يتعجب منه. اهـ والإسناد إلى عطاء كله كوفيّ.
وكان لي مشاركة في التعليق على أحاديث العلل للترمذي أنقلها هنا للفائدة:
علته حبيب بن أبي ثابت، روايته عن عطاء مدلسة كما ذكر أهل العلم، ولعله أخذه من شريك.
([1]) أخرجه البيهقي في الكبرى (21601) وكذا أبو عوانة (6247) ولكنه جاء فيه مجودا من غير ذكر الدين.
رواه أبو عوانة عن جماعة من المشايخ وهم:
إِبْرَاهِيم بْن دَنُوقَا، وَالصَّغَانِيّ، وَجَعْفَر بْن الْهُذَيْلِ، وَدُرُسْت، وَأَبو زَيْدِ بْن طَرِيفٍ كلهم عن أبيه محمد بن طريف، به.
وقد توبعوا فيما أخرجه تمام في فوائده [45] من طريق أَبي صَالِحٍ الْحَسَن بْن زَكَرِيَّا الْعَلافُ، قال:
ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، به، بدون زيادة اللفظ.
رواه ابن عساكر من طريق تمام، وزاد في الإسناد: عَنْ حَبِيبِ ابْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عطاء، به، وقال: غَرِيبٌ، صَحِيحٌ. اهـ.
ولعله محفوظ بالوجهين، فقد رواه البيهقي بزيادة اللفظ من طريق الصغاني أحد مشايخ أبي عوانة في الحديث.
وتوبع الصغاني من الترمذي ومن غيره فيما أخرجه ابن الأعرابي في معجمه عن إبراهيم بن إسحاق الأطروش، ..
والخطيب البغدادي في تاريخه من طريق محمد بن صالح العكبري، .. كلاهما (الأطروش، العكبري)، عن محمد بن طريف، به بزيادة اللفظ.
فزيادة اللفظة مضطربة لا تثبت.
قلتُ: لم ينفرد حبيب، وقد رواه بعض أهل الكوفة كذلك أيضا.
فيما أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار [4938]، فقال:
كَمَا حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ ابْنِ الأَصْبَهَانِيّ ِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ:
أَنَّ رَجُلا دَبَّرَ مَمْلُوكًا لَهُ، ثُمَّ مَاتَ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، " فَبَاعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي دَيْنِهِ ".
وَكَمَا حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، ثُمَّ ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ. اهـ.
رواه الدارقطني في سننه، وقال: قَالَ أَبُو بَكْرٍ يعني شيخه النيسابوري:
قَوْلُ شَرِيكٍ: إِنَّ رَجُلا مَاتَ خَطَأٌ مِنْهُ، لأَنَّ فِي حَدِيثِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ: وَدَفَعَ ثَمَنَهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: اقْضِ دَيْنَكَ.
كَذَلِكَ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ سَيِّدًا لِمُدَبَّرٍ كَانَ حَيًّا يَوْمَ بَيْعِ الْمُدَبَّرِ. اهـ.
قال البيهقي رحمه الله: لا يَشُكُّ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الْحَدِيثِ فِي خَطَأِ شَرِيكٍ فِي هَذَا، وَإِنَّمَا وَقَعَ هَذَا الْخَطَأُ لَهُ وَلِغَيْرِهِ.
ثم أخرج في سننه الكبير [10 : 309] من طريق مَطَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَهُمْ:
أَنّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَعْتَقَ مَمْلُوكَهُ إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ فَمَاتَ فَدَعَا بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَبَاعَهُ مِنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَحَدِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. اهـ.
قال البيهقي: رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ، إِلا أَنَّهُ لَمْ يَسُقْ مَتْنَهُ، وَأَحَالَ بِهِ عَلَى رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
وَقَوْلُهُ: إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ فَمَاتَ، مِنْ شَرْطِ الْعِتْقِ وَلَيْسَ بِإِخْبَارٍ عَنْ مَوْتِ الْمُعْتِقِ.
وَمِنْ هُنَا وَقَعَ الْغَلَطُ لِبَعْضِ الرُّوَاةِ فِي ذِكْرِ وَفَاةِ الرَّجُلِ فِيهِ عِنْدَ الْبَيْعِ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي شَرْطِ الْعِتْقِ يَوْمَ التَّدْبِيرِ. اهـ.
قلتُ: خولف ذكر الموت عن شريك، فيما أخرج أحمد في مسنده [14774]، فقال:
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ " أَنَّ رَجُلًا دَبَّرَ عَبْدًا لَهُ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَبَاعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي دَيْنِ مَوْلَاهُ ". اهـ.
ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد مسند أبيه [13805]، فقال: حَدَّثَنَا عليُّ بن حَكِيم ألأوْديُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا:
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَاعَ الْمُدَبَّرَ ". اهـ. هكذا مختصرا كأن هذا لفظ أبي الزبير وحده.
ورواه أصح من روى عن شريك عن جابر بن يزيد الجعفي بلفظ الصحيح.
فيما أخرجه الطبراني في الأوسط [7864]، فقال:
حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ، ثَنَا تَمِيمٌ، ثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ:
أَنَّ رَجُلا أَعْتَقَ مَمْلُوكًا لَهُ عَنْ دَبْرٍ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَاعَهُ بِثَمَانِمِائَة ِ دِرْهَمٍ ". اهـ.
وتوبع على ذلك فيما أخرجه الطبراني في الأوسط [6701]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ صَدَقَةَ،
نَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، نَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرٍ:
" أَنَّ رَجُلا دَبَّرَ غُلامًا وَكَانَ مُحْتَاجًا، فَبَاعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ". اهـ.
رواه البخاري في صحيحه من طريق الحسين المكتب، عن عطاء عن جابر، به بنحوه.
ولعل الحاجة التي نزلت به هذه قد تفسر بالدين كما في الرواية الأخرى، والله أعلم.
وأما رواية الأعمش التي أشار إليها النيسابوري، ففيها نظر.
فقد أخرجه النسائي في الصغرى [5418]، فقال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، ..
وفي الكبرى [4985]، فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، ..
وأبو عوانة في مستخرجه [5809]، فقال: حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، ..
كلهم (عبد الأعلى، والدوري، والحراني)، عن مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ عن الْأَعْمَش، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قال:
أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ غُلَامًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ وَكَانَ مُحْتَاجًا، وَكَانَ عَلَيْهِ دَينٍ،
فَبَاعهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِثَمَانِ مِائَةِ دِرْهَمٍ فَأَعْطَاهُ، فَقَالَ: " اقْضِ دَيْنَكَ وَأَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ ". اهـ.
تفرد به محاضر بن المورع، وفيه مقال، ولا يتابع عليه.
والله أعلم.
قلتُ: رواه أهل الكوفة عن سلمة بن كهيل على الصواب.
فيما أخرج البخاري في صحيحه [2231]، فقال:
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " بَاعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُدَبَّرَ ". اهـ.
وهشيم عن عبد الملك(([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) عن أبي جعفر محمد بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما باع خِدمة المدبر. (([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)
وعن محمد بن فضيل عن عبد الملك عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أمر ببيع خدمة المدبّر إذا احتاج(([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5). (([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)
،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،
([5]) أخرجه الدارقطني (4261) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان , نا عبد الكريم بن الهيثم , نا محمد بن طريف , نا ابن فضيل , عن عبد الملك بن أبي سليمان , عن عطاء , عن جابر بن عبد الله , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا بأس ببيع خدمة المدبر إذا احتاج.
قال الدارقطني: هذا خطأ من ابن طريف , والصواب عن عبد الملك , عن أبي جعفر مرسلا.
وكذلك حكاه في العلل (3269) الخلاف على ابن فضيل، ووهم ابن طريف.
لكن لم يذكر غير ابن طريف عن ابن فضيل حتى يعتد بوجود خلاف.
فإن كان هذا خطأ من ابن طريف، ورواه غيره عن ابن فضيل على الصواب.
وكذلك إذا رواه بعض من أخطأ عن سلمة بن كهيل، فرواه غيره على الصواب.
فينبغي ألا يعمم الخطأ إلى أهل الكوفة، وإلا فإنه لا يقال خطأ ابن عيينة بخطأ أهل مكة مثلا.
فأما رواية ابن فضيل عن عبد الملك عن عطاء فوهم كله برمته الإسناد والمتن؛ وذلك أن عبد الملك إنما روى هذا الحديث عن أبي جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
قلتُ: وكذلك رواه غير عبد الملك عن أبي جعفر.
وأبو جعفر محمد بن علي الباقر ليس بكوفي إنما هو مدني، وحديثه مرسل كما قال أهل العلم.
والله أعلم.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-14, 12:41 AM
أحسن الله إليك.
وأحسن إليكم ونفع بكم وبارك فيكم سددكم وفقكم.
صفاء الدين العراقي
2025-06-14, 02:03 PM
بارك الله فيك.
لم لم يشر مسلم إلى رواية البخاري؟
صفاء الدين العراقي
2025-06-14, 02:04 PM
{الحديث الثالث عشر}
ومن الخبر الذي لم ينقل على الصحة وأخطأ ناقله في الإسناد والمتن:
أبو سنان(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة قال: جئت أنا ويحيى بن يعمر.. (([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)
وأبو عوانة، عن عطاء بن السائب، حدثنا محارب بن دِثار وعلقمة وحسين بن الحسن (([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) أن ابن بريدة(([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4).
وسفيان عن علقمة (([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5).
وشريك، عن الحسين بن الحسن الكندي، عن ابن بريدة. وساقه. (([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)
وقد ذكرنا رواية الكوفيين لحديث ابن عمر في سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام وقد وهموا جميعا في إسناده إذ انتهوا بالحديث إلى ابن عمر حكى ذلك من حضوره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عليه السلام وإنما روى ابن عمر عن عمر بن الخطاب أنه هو الذي حضر ذلك دون أن يحضره ابن عمر ولو كان ابن عمر عاين ذلك وشاهده لم يجز أن يحكيه عن عمر (([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7).
وسنذكر إن شاء الله رواية من أسند هذا الحديث إلى ابن عمر يرويه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال جبريل عليه السلام إياه ثم نذكر مواضع العلل في متنه ونبينها إن شاء الله.
وذكر(([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8): حديث: كهمس(([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9)، ومطر الوراق(([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10)، وعثمان بن غياث(([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11).
وسليمان التيمي(([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12)، عن يحيى عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذه رواية البصريين لهذا الحديث وهم في روايته أثبت وله أحفظ من أهل الكوفة إذ هم الزائدون في الإسناد عمر بن الخطاب، ولم يحفظ الكوفيون فيه عمر، والحديث للزائد الحافظـ؛ لأنه في معنى الشاهد الذي قد حفظ في شهادته ما لم يحفظ صاحبه، والحفظ غالبٌ على النسيان وقاض عليه لا محالة.
فأما رواية أبي سنان عن علقمة في متن هذا الحديث إذ قال فيه: إن جبريل عليه السلام حيث قال: "جئت أسألك عن شرائع الاسلام" فهذه زيادة مختلقة ليست من الحروف(([13] (https://majles.alukah.net/#_ftn13) بسبيل.
وإنما أدخل هذا الحرف في رواية هذا الحديث شرذمة زيادة في الحرف مثل ضرب النعمان بن ثابت (([14] (https://majles.alukah.net/#_ftn14) وسعيد بن سنان، ومن نحا في الإرجاء نحوهما وإنما أرادوا بذلك تصويبا في قولهم في الإيمان وتقعيد الإرجاء(([15] (https://majles.alukah.net/#_ftn15) ذلك ما لم يزد قولهم إلا وهنا وعن الحق إلا بعدا إذْ زادوا في رواية الأخبار ما كُفي بأهل العلم.
والدليل على ما قلنا من إدخالهم الزيادة في هذا الخبر: أن عطاء بن السائب، وسفيان روياه عن علقمة فقالا: "قال يا رسول الله ما الإسلام" وعلى ذلك رواية الناس بعد مثل سليمان ومطر وكهمس ومحارب وعثمان وحسين بن حسن وغيرهم من الحفاظ كلهم يحكي في روايته أن جبريل عليه السلام قال يا محمد ما الاسلام ولم يقل "ما شرائع الإسلام" كما روت المرجئة(([16] (https://majles.alukah.net/#_ftn16). (([17] (https://majles.alukah.net/#_ftn17)
([1]) سعيد بن سنان الشيباني الكوفي.
([2]) أخرجه الطحاوي في أحكام القرآن (1606) قال: وإذا علي بن معبد، قد حدثنا، قال: حدثنا يعلى بن عبيد الطنافسي، قال: حدثنا أبو سنان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، قال: كنت أنا ويحيى بن يعمر جالسين في المسجد، فجاء ابن عمر، فأنشأ يحدث، قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل حسن الوجه، حسن اللمة، طيب الريح، حسن الثياب، فسلم، فقال: أدنو منك يا رسول الله؟ قال: " ادن "قال: حيث أسألك عن شرائع الإيمان قال: " تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتقوم رمضان، وتحج البيت، وتغتسل من الجنابة " قال: صدقت فعجبنا من قوله: صدقت.
وقد أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير من طريق عبد العزيز 3/8-9 قال: حدثنا بشر بن موسى قال حدثنا خلاد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة قال بصر يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميدي بعبد الله بن عمر.. الحديث.. هكذا قال: "شرائع الاسلام" وتابعه على هذه اللفظة أبو حنيفة وجراح بن الضحاك وهؤلاء مرجئة. اهـ
([3]) عطاء ومحارب وعلقمة وحسين كوفيون.
([4]) أخرجه ابن أبي شيبة (14696) قال: حدثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن محارب، عن ابن بريدة، وردنا المدينة، فأتينا عبد الله بن عمر فقال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه رجل جيد الثياب، طيب الريح، حسن الوجه.. الحديث. ولم أجده من طريق عطاء عن علقمة وحسين.
([5]) أخرجه أحمد (374) قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن ابن يعمر، قال: قلت لابن عمر: إنا نسافر في الآفاق، فنلقى قوما يقولون: لا قدر، فقال ابن عمر: إذا لقيتموهم فأخبروهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء، وأنهم منه برآء - ثلاثا - ثم أنشأ يحدث: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وساق حديث حبريل.
([6]) أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (8902- 8903) قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز، قال: حدثنا شريك، عن حسين بن حسن الكندي، عن ابن بريدة، قال: حججنا فلقينا ابن عمر، فقلنا :إن قوما يقولون لا قدر؟ قال إن لقيتموهم فأبلغوهم أن عبد الله بن عمر منكم بريء وأنتم منه برءاء، قد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الإيمان؟ ثم ذكر الحديث.
حدثنا ابن الأصبهاني، قال: أخبرنا شريك، عن حسين بن حسن، عن ابن بريدة، قال: حججت أنا ويحيى بن يعمر، فلقينا ابن عمر.. فذكر نحوه إلى:"وأنتم منه برآء".
([7] ) فقصروا الإسناد إلى ابن عمر، وإنما هو حديث عمر.
([8] ) عن عبد الله بن بريدة عن يحيى.
([9]) أخرجه مسلم 1/36 (8) قال: أبو خيثمة زهير بن حرب. حدثنا وكيع، عن كهمس، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر. ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري. وهذا حديثه: حدثنا أبي. حدثنا كهمس، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر؛ قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر. فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد. فاكتنفته أنا وصاحبي. أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله. فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي. فقلت أبا عبد الرحمن! إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم. وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر. وأن الأمر أنف. قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني. والذي يحلف به عبد الله بن عمر! لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر. ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب.. الحديث.
([10]) أخرجه مسلم 1/38 (8) قال: حدثني محمد بن عبيد الغبري، وأبو كامل الجحدري، وأحمد بن عبدة. قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن مطر الوراق، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر؛ قال: لما تكلم معبد بما تكلم به في شأن القدر، أنكرنا ذلك. قال فحججت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حجة. وساقوا الحديث. بمعنى حديث كهمس وإسناده. وفيه بعض زيادة ونقصان أحرف.
([11]) أخرجه مسلم 1/38 (8) قال: وحدثني محمد بن حاتم. حدثنا يحيى بن سعيد القطان. حدثنا عثمان بن غياث. حدثنا عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، وحميد بن عبد الرحمن؛ قالا: لقينا عبد الله بن عمر. فذكرنا القدر وما يقولون فيه. فاقتص الحديث كنحو حديثهم. عن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه شيء من زيادة، وقد نقص منه شيئا.
([12]) أخرجه مسلم 1/38 (8) قال: وحدثني حجاج بن الشاعر. حدثنا يونس بن محمد. حدثنا المعتمر عن أبيه، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحو حديثهم.
([13]) أي ألفاظ الحديث.
([14]) الحديث في مسند أبي حنيفة ص11 (2) عن علقمة عن يحيى بن يعمر قال: بينا مع صاحب لي بمدينة رسول الله (ص) إذْ بصرنا بعبد الله بن عمر...وساقه بذكر لفظة الشرائع.
([15]) يعني أرادوا إخراج الأعمال من مسمى الإيمان.
([16]) مرجئة الفقهاء. قال ابن رجب في شرح علل الترمذي: وفي كلامه ما يدل على أن صاحب الهوى إذا روى ما يعضد هواه فإنه لا يقبل منه، لا سيما إذا انفرد بذلك. 2/543 تحقيق الدكتور همام.
([17]) التلخيص: روى الكوفيون حديث جبريل عن ابن بريدة عن يحيى عن ابن عمر عن النبي (ص)، فأسقطوا عمر، ورواه البصريون فاثبتوا عمر، وهم أحفظ له، كما تابع سليمان التميمي ابن بريدة بجعله من مسند عمر، واتفق الناس على لفظ "ما الإسلام" إلا فئة قليلة من أهل الكوفة كأبي سنان والنعمان بن ثابت عن علقمة بن مرشد فزادوا "ما شرائع الإسلام"، وهي زيادة مردودة مخالفة لحديث الناس حتى عامة أهل الكوفة والدليل على ما قلنا من الزيادة في هذا الخبر: أن عطاء بن السائب، وسفيان روياه عن علقمة فقالا في حديثهما: "قال يا رسول الله ما الإسلام".
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-18, 09:51 PM
{الحديث الثالث عشر}
ومن الخبر الذي لم ينقل على الصحة وأخطأ ناقله في الإسناد والمتن:
أبو سنان(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1) عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة قال: جئت أنا ويحيى بن يعمر.. (([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)
،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،
([2]) أخرجه الطحاوي في أحكام القرآن (1606) قال: وإذا علي بن معبد، قد حدثنا، قال: حدثنا يعلى بن عبيد الطنافسي، قال: حدثنا أبو سنان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، قال: كنت أنا ويحيى بن يعمر جالسين في المسجد، فجاء ابن عمر، فأنشأ يحدث، قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل حسن الوجه، حسن اللمة، طيب الريح، حسن الثياب، فسلم، فقال: أدنو منك يا رسول الله؟ قال: " ادن "قال: حيث أسألك عن شرائع الإيمان قال: " تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتقوم رمضان، وتحج البيت، وتغتسل من الجنابة " قال: صدقت فعجبنا من قوله: صدقت.
وقد أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير من طريق عبد العزيز 3/8-9 قال: حدثنا بشر بن موسى قال حدثنا خلاد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة قال بصر يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميدي بعبد الله بن عمر.. الحديث.. هكذا قال: "شرائع الاسلام" وتابعه على هذه اللفظة أبو حنيفة وجراح بن الضحاك وهؤلاء مرجئة. اهـ
قلتُ: وخولف أبو سنان من الثوري في هذه اللفظة، فلا أدري ممن هو الخطأ.
منهم من ينسب الخطأ إلى علقمة لإرجائه كمسلم وأبي داود، ولكن لم يترجم له الذهبي وابن حجر وغيرهما فوصفوه بالإرجاء.
وقد قال عنه أحمد مرة: مرجئ، وقال عنه مرة: كان يتهم بالإرجاء، فكأنه تبين له أنه لم تثبت عليه التهمة.
فعليه - إن صح إرجاؤه - قد روى الحديث مرتين مرة على الخطأ وهي رواية أبي سنان ومرة على الصواب وهي رواية الثوري.
وأما العقيلي، فاحتج برواية الثوري ولم ينسب علقمة إلى الإرجاء.
وأبو عوانة، عن عطاء بن السائب، حدثنا محارب بن دِثار وعلقمة وحسين بن الحسن (([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3) أن ابن بريدة(([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4).
،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،
([4]) أخرجه ابن أبي شيبة (14696) قال: حدثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن محارب، عن ابن بريدة، وردنا المدينة، فأتينا عبد الله بن عمر فقال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه رجل جيد الثياب، طيب الريح، حسن الوجه.. الحديث. ولم أجده من طريق عطاء عن علقمة وحسين.
وسفيان عن علقمة (([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5).
وشريك، عن الحسين بن الحسن الكندي، عن ابن بريدة. وساقه. (([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)
قلتُ: أما من طريق عطاء بن السائب عن محارب وعلقمة -وحسب- مقرونين.
فهي فيما أخرج ابن طهمان في مشيخته [84]، فقال:
عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فذكره.
وأما ذكر عطاء عن الحسين بن الحسن الكندي، فوهم؛ فإنه لم يرو عنه إلا شريك، ولم يذكر في ترجمته فيمن روى عنه إلا شريك.
وقد أخرج أسلم الواسطي في تاريخه (123) حديث:
شريك عن الحسين الكندي، بطوله تحت باب من حدث عنه شريك من أهل واسط ممّن لم يرو عنهم غيره.
وقد استدرك بعضهم بأنه روى عنه عبد الرحمن بن الغسيل لكن روى أثرا منقطعا، فعليه قد ارتفعت جهالته، وكان محارب بن دثار يكرمه.
وقد ذكرنا رواية الكوفيين لحديث ابن عمر في سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام وقد وهموا جميعا في إسناده إذ انتهوا بالحديث
إلى ابن عمر
وذكر(([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8): حديث: كهمس(([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9)، ومطر الوراق(([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10)، وعثمان بن غياث(([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11).
وسليمان التيمي(([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12)، عن يحيى عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذه رواية البصريين لهذا الحديث وهم في روايته أثبت وله أحفظ من أهل الكوفة إذ هم الزائدون في الإسناد عمر بن الخطاب، ولم يحفظ الكوفيون فيه عمر، والحديث للزائد الحافظـ؛ لأنه في معنى الشاهد الذي قد حفظ في شهادته ما لم يحفظ صاحبه، والحفظ غالبٌ على النسيان وقاض عليه لا محالة.
قلتُ: أولا حديث سليمان التيمي وحده هنا عن يحيى بن يعمر، وأما من سبق ذكره، فهم يروونه عن عبد الله بن بريدة عن يحيى.
وينبغي ألا يكون الحمل على أهل الكوفة -وهم ثقات- إنما يروونه عن سليمان بن بريدة، وإلا فقد روى بعضهم عن أخيه عبد الله مثل البصريين.
فإن كان الحمل على شيء، فأولى به سليمان بن بريدة الذي خالف أخاه عبد الله بن بريدة وهما بصريان.
بل وافق سليمان جماعة من البصريين، فقال ابن بطة العكبري في الإبانة الكبرى:
وَأَمَّا سُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عُمَرَ.
وَوَافَقَ سُلَيْمَانَ بْنَ بُرَيْدَةَ عَلَى ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، فَهُوَ يُخَرَّجُ فِي مُسْنَدِ ابْنِ عُمَرَ.
وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَالْمقبرِئِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ عُمَرَ مُوَافِقٌ لِسُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ.
وَسُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَثْبَتُ مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ. اهـ.
وهذا التفضيل قاله وكيع، وسفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل.
وذكره ابن عبد البر في التمهيد، وزاد:
وَقَدْ رَوَى الْمُطَالِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مِثْلَهُ سواء مُسْنَدًا بِتَمَامِهِ لَمْ يَذْكُرْ عُمَرَ.
وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مِثْلَهُ. اهـ.
قلتُ: ورواه الركين بن الربيع الكوفي عن يحيى بن معمر من مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قاله شريك.
ورواه عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قاله داود بن أبي هند.
ورواه عون بن ذكوان البصري عن مطر الوراق عن يحيى بن يعمر وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وإنما أدخل هذا الحرف في رواية هذا الحديث شرذمة زيادة في الحرف مثل ضرب النعمان بن ثابت (([14] (https://majles.alukah.net/#_ftn14) وسعيد بن سنان، ومن نحا في الإرجاء نحوهما
قلتُ: ورواه بعضهم عن أبي حنيفة على الصواب، لكن أبا حنيفة رحمه الله معروف في الحديث.
وإلا فعثمان بن غياث السابق ذكره مرجئ ولم يزد هذه اللفظة.
والله أعلم.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-19, 12:04 AM
بارك الله فيك.
لم لم يشر مسلم إلى رواية البخاري؟
لا أدري، في هذين المثالين ينقل الخطأ عن أهل الكوفة، وفيها نظر وتباحث.
وكان أنسب مثال في ذلك مثلا حديث: هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الأرقم رضي الله عنه في البدء بالخلاء.
يرويه جم غفير من أهل الكوفة الثقات الكبار بل شذ عنهم الثوري في رواية عنه، وتابعهم بعض أهل البصرة منهم شعبة وغيره.
وخالفهم الإمام مالك، وأهل البصرة، وزادوا رجلا، ويؤيدهم التاريخ أن عروة لم يسمع من ابن الأرقم رضي الله عنه.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-06-20, 05:46 AM
جزاك الله خيرا.
ولعل البخاري اختصر الحديث.
صفاء الدين العراقي
2025-06-20, 05:49 AM
{الحديث الرابع عشر}
سمعت مسلما يقول: ذكر رواية فاسدة بلا عاضد لها في شيء من الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفق العلماء على القول بخلافها:
66- حدثنا حجاج بن الشاعر أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني سعيد بن أبي هند عن رجل من المغرب من أهل البادية-وقليل من أهل البادية من يكذب في مثل هذا الحديث- أن أباه حدثه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله أرأيت من فاتته الدفعة من عرفات؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن وقفت عليها قبل الفجر فقد أدركت. فقلت: يا نبي الله أرأيت إن أدركتني الفجر؟ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن وقفت عليها قبل أن تطلع الشمس فقد أدركت(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1).
ذكر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف هذه الرواية، ثم عن الصحابة والتابعين من بعد:
67- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة وأتاه أناس من أهل مكة(([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) فقالوا يا رسول الله كيف الحج؟ قال: الحج عرفة فمن جاء قبل طلوع الفجر ليلة جمع فقد تم حجه، أيام منى ثلاثة أيام فمن تعجل في يومين فلا أثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه ثم أردف رجلا ينادي بهن(([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3).
68- حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن بكير بن عطاء(([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) بهذا(([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5).
69- حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن ابن أبي مُليكة عن ابن عباس وابن الزبير قالا: من نزل عرفة بليل فقد أدرك الحج(([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6).
وذكر: حديث جابر بن عبد الله(([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7)، وابن عمر(([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8)، أنه كان يلزم من لم يقف بعرفة من ليلة المزدلفة أن يحل بعمرة وأن يحج من قابل.
فقد تواطأت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين(([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9)، ومن بعدهم من علماء الأمصار أن إدراك الحج هو أن يطأ المرء عرفات مع الناس أو بعد ذلك إلى قرب الصبح من ليلة النحر فان أدركه الصبح ولمّا يدخل عرفات قبل ذلك فقد فاته الحج، لا اختلاف بين أهل العلم في ذلك.
ودل بما ذكرنا من تواطئ الأخبار واتفاق العلماء على ما وصفنا أن رواية ابن اسحاق التي رواها فجعل إدراك الحج فيها إلى بعد الصبح قبل طلوع الشمس.. رواية ساقطة وحديثا مُطّرحًا إذ لو كان محفوظا وقولا مقولا بمثل سائر الموجبات(([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10) لم يذهب عن جميعهم.(([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11)
([1]) لم أقف عليه عند غير مسلم. وقد جعلت هذه الرواية إدراك عرفة يمتد إلى قبل طلوع الشمس مع أن من طلع عليه الفجر ولم يكن في عرفة فقد فاته الحج اتفاقا.
([2] ) وفي رواية من أهل نجد.
([3]) أخرجه أحمد (18774).
([4]) عن عبد الرحمن بن يعمر مرفوعا.
([5]) أخرجه أحمد (18773).
([6]) أخرجه ابن أبي شيبة (13673).
([7]) أخرج البيهقي في الكبرى (9817) قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني ابن جريج عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله أنه قال: لا يفوت الحج حتى ينفجر الفجر من ليلة جمع .
([8]) أخرجه الشافعي ص 124 قال: أخبرنا أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، أنه قال: " من أدرك ليلة النحر من الحاج فوقف بحيال عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك عرفة فوقف بها قبل أن يطلع الفجر فقد فاته الحج، فليأت البيت فليطف به سبعا، ويطوف بين الصفا والمروة سبعا، ثم ليحلق أو يقصر إن شاء، وإن كان معه هديه فلينحره قبل أن يحلق، فإذا فرغ من طوافه وسعيه فليحلق أو يقصر، ثم ليرجع إلى أهله، فإن أدركه الحج قابل فليحجج إن استطاع، وليهد بدنة، فإن لم يجد هديا فليصم عنه ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله.
([9]) لم يذكر آثارا عن التابعين ولعله سقط في الاختصار، وقد أخرج ابن أبي شيبة (13679) قال: قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن الحسن، وعطاء أنهما قالا: إذا وقف الرجل بعرفات قبل طلوع الفجر ليلة النحر فقد أدرك الحج، وإن لم يدرك الناس بجمع.
([10] ) أي الأدلة.
([11]) التلخيص: روى ابن إسحاق عن رجل من أهل البادية عن أبيه أن رسول الله (ص) جعل إدراك عرفة يمتد إلى طلوع الشمس لا إلى طلوع الفجر وهو مخالف للأحاديث الصحيحة والآثار عن الصحابة والتابعين واتفاق العلماء فتكون تلك الرواية ساقطة.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-20, 04:18 PM
جزاك الله خيرا.
ولعل البخاري اختصر الحديث.
وجزاكم آمين.
لا، ليس مختصرا، بل هو في كثير من المصنفات كما روى البخاري.
فقد توبع البخاري متابعة تامة فيما أخرج ابن ماجه في سننه [2512]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " بَاعَ الْمُدَبَّرِ " اهـ.
وأخرج أحمد في مسنده [13804]، فقال:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَسُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَاعَ الْمُدَبَّرَ ". اهـ.
توبع فيما أخرج النسائي في سننه [4654]، فقال: أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، به مثله.
ورواه شريك كذلك إلا أنه زاد أبا الزبير فيما أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه [5 : 77]، وعنه أبو يعلى في مسنده وعبد الله بن احمد في زوائده على المسند، فقَالَ:
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه سلم بَاعَ مُدَبَّرًا. اهـ.
وفي هذا استدراك على مسلم أن شريكا رواه مرة على الصواب.
ويروى عن شعبة عن سلمة عن عطاء عن جابر كذلك كما في المعجم الصغير للطبراني.
نعم، وردت رواية بتمام القصة تفرد بها إسماعيل بن أبي خالد موصولا على الصواب مثل روايات أصحاب جابر.
فيما أخرج أحمد في مسنده [14554]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
" بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَعْتَقَ عَبْدًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَبَاعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَبْدَ بِثَمَانِ مِائَةٍ، وَدَفَعَهُ إِلَى مَوَالِيهِ ". اهـ.
توبع فيما أخرج النسائي في الكبرى [4984]، فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ ْبنُ عُبَيْدِ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، به مثله.
رواها البخاري في صحيحه [7186]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، بهذا الإسناد مثله.
تابعه شريك ولكنه زاد لفظة الدين، فيما أخرج أحمد في مسنده [14774]، فقال:
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ " أَنَّ رَجُلًا دَبَّرَ عَبْدًا لَهُ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَبَاعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي دَيْنِ مَوْلَاهُ ". اهـ.
تابعه محاضر عن الأعمش عن سلمة بزيادة ذكر الدين.
وروى بعض أهل الكوفة لفظ إسماعيل عن سلمة بتمامه مرسلا مخالفا لوصل سلمة.
فيما أخرج سعيد في سننه [441]، فقال: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ:
أَنَّ رَجُلا أَعْتَقَ غُلامًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ، لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ، وَدَعَا الْغُلامَ فَبَاعَهُ بِسَبْعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ دَفَعَ الثَّمَنَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: اسْتَنْفِقْهُ ". اهـ.
وقال سعيد: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوٍ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وقد رواه أبو داود في سننه عن أحمد بن حنبل عن هشيم، عن عبد الملك عن عطاء وإسماعيل عن سلمة، عن عطاء عن جابر به بتمامه، فأدرج الروايتين مما أوهم الوصل عنهما.
وقع فيه أبو عوانة في مستخرجه، فقال: وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ (وهو صاحب السنن)، قال:
قثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَإِسْمَاعِيلِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، به ولكن أورده مختصرا.
فلعل مسلما لم يخرجه أو لم يذكره من أجل هذه العلة، ولكن سلمة بن كهيل أوثق وأثبت وتابعه الأوزاعي عن عطاء عن جابر كما عند أبي داود.
وعلى كل فقد روى عبد الملك بن سليمان الكوفي هذا الحديث عن عطاء مثل رواية الجماعة وليس فيه ذكر الدين ولا الموت.
فهذا يدل على أن العلة ليس من الكوفي، إنما من أبي جعفر الباقر المدني.
وليس علة على الحقيقة أعني ذكر الدين، فقد ذكرنا رواية عند البخاري أنه كان به حاجة، فتحتمل الحاجة أنه كان مدينا.
والله أعلم.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-06-21, 12:46 AM
{الحديث الرابع عشر}
سمعت مسلما يقول: ذكر رواية فاسدة بلا عاضد لها في شيء من الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفق العلماء على القول بخلافها:
66- حدثنا حجاج بن الشاعر أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني سعيد بن أبي هند عن رجل من المغرب من أهل البادية-وقليل من أهل البادية من يكذب في مثل هذا الحديث- أن أباه حدثه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله أرأيت من فاتته الدفعة من عرفات؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن وقفت عليها قبل الفجر فقد أدركت. فقلت: يا نبي الله أرأيت إن أدركتني الفجر؟ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن وقفت عليها قبل أن تطلع الشمس فقد أدركت(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1).
([1]) لم أقف عليه عند غير مسلم.
وقد جعلت هذه الرواية إدراك عرفة يمتد إلى قبل طلوع الشمس مع أن من طلع عليه الفجر ولم يكن في عرفة فقد فاته الحج اتفاقا.
لم أقف عليه، وهذا يدل على سعة اطلاع الإمام مسلم رحمه الله تعالى، شيء عجيب، سبحان الله.
لكن يروي ابن إسحاق حديثا ظاهرا فيه إدراك صلاة الفجر بجمع وقال بشرطه أخذا بظاهره جماعة من أهل العلم.
فيما أخرج الطبراني في المعجم الكبير [386]، من طريق عَبْد اللَّهِ بْن سَعْدٍ الزهري، ..
والدارقطني في سننه [2492]، من طريق: عُبَيْد اللَّهِ بْن سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، كلاهما (عبد الله، وعبيد الله)، واللفظ للمكبر، قالا:
نا عَمِّي، نا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ، قَالَ:
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَوْقِفِ مِنْ جَمْعٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُكَ مِنْ جَبَلَيْ طَيِّءٍ أَكْلَلْتُ مَطِيَّتِي وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَاللَّهِ إِنْ تَرَكْتُ مِنْ حَبْلٍ إِلا وَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى مَعَنَا الْغَدَاةَ بِجَمْعٍ، وَقَدْ أَتَى عَرَفَاتٍ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلا أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ قَضَى تَفَثَهُ، وَتَمَّ حَجُّهُ ". اهـ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْفِقْه أَنَّ مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ وَقْفَة بَعْد الزَّوَال مِنْ يَوْم عَرَفَة إِلَى أَنْ يَطْلُع الْفَجْر مِنْ يَوْم النَّحْر فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجّ. اهـ.
ذكر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف هذه الرواية، ثم عن الصحابة والتابعين من بعد:
67- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة وأتاه أناس من أهل مكة(([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) فقالوا يا رسول الله كيف الحج؟ قال: الحج عرفة فمن جاء قبل طلوع الفجر ليلة جمع فقد تم حجه، أيام منى ثلاثة أيام فمن تعجل في يومين فلا أثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه ثم أردف رجلا ينادي بهن(([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3).
68- حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن بكير بن عطاء(([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4) بهذا(([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5).
قلتُ: وفي ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه وذكر الحديث الطويل عن الحج، وفيه قال:
"ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ". اهـ.
وفي حديث عروة بن مضرس رضي الله عنه شاهد أيضا على ذلك فيما أخرج ابن خزيمة في صحيحه [2649]، فقال:
ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ مُضَرِّسٍ، يَقُولُ:
كُنْتُ أَوَّلَ الْحَاجِّ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْمُزْدَلِفَ ةِ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ حِينَ بَرَقَ الْفَجْرُ، وساق بقية الحديث مثل حديث ابن إسحاق.
وقال ابن خزيمة: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي عَقِبِهِ: ثنا سُفْيَانُ، ثنا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ، أَنَّهُ خَرَجَ حِينَ بَرِقَ الْفَجْرُ.
وبوب عليه ابن خزيمة بقوله: بَابُ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلَوَاتِ، كَانَتْ صَلاةَ الصُّبْحِ لا غَيْرَهَا. اهـ.
69- حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن ابن أبي مُليكة عن ابن عباس وابن الزبير قالا: من نزل عرفة بليل فقد أدرك الحج(([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6).
وذكر: حديث جابر بن عبد الله(([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7)، وابن عمر(([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8)، أنه كان يلزم من لم يقف بعرفة من ليلة المزدلفة أن يحل بعمرة وأن يحج من قابل.
([7]) أخرج البيهقي في الكبرى (9817) قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب،
حديث جابر رضي الله عنه مخرج في موطأ ابن وهب (85).
وأما حديث ابن عمر، فرواه غير نافع، فيما أخرج الطحاوي في أحكام القرآن الكريم [1441]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: " مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ الصُّبْحِ فَقَدْ أَدْرَكَ ". اهـ.
وأما أثر ابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم فهو في المصنف بلفظ: (وطئ)، وفي إسناده الحجاج بن أرطأة، ثم روى ابن أبي شيبة عقبه، [13838]، فقَالَ:
حَدَّثَنَا وكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: " مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ بِلَيْلٍ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ إِنِ اتَّقَى وَبَرَّ ". اهـ.
وأما أثر ابن الزبير، فله شاهد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه [2629]، فقال:
ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:
" مِنْ سُنَّةِ الْحَجِّ أَنْ يُصَلِّيَ الإِمَامُ الظُّهْرَ، وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ، وَالْعِشَاءَ الآخِرَةَ، وَالصُّبْحَ بِمِنًى، ثُمَّ يَغْدُو إِلَى عَرَفَةَ، فَيَقِيلُ حَيْثُ قَضَى لَهُ حَتَّى إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ خَطَبَ النَّاسَ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ، وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، ثُمَّ يَفِيضَ فَيُصَلِّي بِالْمُزْدَلِفَ ةِ، أَوْ حَيْثُ قَضَى اللَّهُ، ثُمَّ يَقِفَ بِجَمْعٍ حَتَّى إِذَا أَسْفَرَ دَفَعَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ الْكُبْرَى حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حُرِّمَ عَلَيْهِ، إِلا النِّسَاءَ وَالطِّيبَ حَتَّى يَزُورَ الْبَيْتَ ". اهـ.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [14580]، فقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، ببعضه.
فقد تواطأت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين(([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9)،
([9]) لم يذكر آثارا عن التابعين ولعله سقط في الاختصار، وقد أخرج ابن أبي شيبة (13679) قال: قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن الحسن، وعطاء أنهما قالا: إذا وقف الرجل بعرفات قبل طلوع الفجر ليلة النحر فقد أدرك الحج، وإن لم يدرك الناس بجمع.
وأثر عطاء أخرجه ابن وهب في الموطأ [85]، فقال:
أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءَ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: " لَا يَفُوتُ الْحَجُّ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ ".
قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَبَلَغَكَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَطَاءُ: " نعم ". اهـ.
وورد عن نافع فيما أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه [13842]، فقَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ بِلَيْلٍ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ، وَمَنْ لَا فَقَدْ فَاتَهُ، إلخ.
وكذلك عن سالم فيما أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه [13841]، فقَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: " مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ، وَإِنْ لَمْ يُدْرِكِ النَّاسَ بِجَمْعٍ ". اهـ.
وكذلك عن عروة بن الزبير فيما أخرج مالك في الموطأ [860] رواية الليثي، فقال:
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَهُ الْفَجْرُ مِنْ لَيْلَةِ الْمُزْدَلِفَةِ ، وَلَمْ يَقِفْ بِعَرَفَةَ، فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ، وَمَنْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ مِنْ لَيْلَةِ الْمُزْدَلِفَةِ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ ". اهـ.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-06-21, 10:17 AM
جزاك الله خيرا.
صفاء الدين العراقي
2025-06-21, 10:19 AM
{الحديث الخامس عشر}
سمعت مسلما يقول: ذكر خبر ليس بمحفوظ المتن:
70- حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1).
71- حدثنا أبو بكر حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن المغيرة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر.. وساقه. (([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)
والأسود بن هلال عن المغيرة(([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3).
وعلي بن ربيعة خطبنا المغيرة(([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4).
وأياد بن لُقيط عن قبيصة بن بُرمة عن المغيرة بن شعبة(([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5).
وعن حمزة بن المغيرة عن أبيه(([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6).
و(([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7) عروة بن المغيرة عن أبيه(([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8).
والزهري عن عباد عن عروة(([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9).
وبكر بن عبد الله عن ابن المغيرة عن المغيرة(([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10).
وسليمان التيمي عن بكر عن الحسن عن ابن المغيرة بن شعبة عن أبيه(([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11).
وشريك عن أبي السائب عن المغيرة(([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12).
ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن المغيرة. (([13] (https://majles.alukah.net/#_ftn13)
وعامر وسعد بن عبيدة قالا سمعنا المغيرة(([14] (https://majles.alukah.net/#_ftn14).
وأبو العالية عن فضالة عن المغيرة(([15] (https://majles.alukah.net/#_ftn15).
وعمرو بن وهب، عن المغيرة(([16] (https://majles.alukah.net/#_ftn16).
وابن عون عن عامر عن [عروة] (([17] (https://majles.alukah.net/#_ftn17) عن المغيرة(([18] (https://majles.alukah.net/#_ftn18).
وابن سيرين عن عمرو عن المغيرة(([19] (https://majles.alukah.net/#_ftn19).
وقتادة عن الحسن وزرارة بن [أبي] (([20] (https://majles.alukah.net/#_ftn20) أوفى عن المغيرة(([21] (https://majles.alukah.net/#_ftn21).
وجبير بن حية الثقفي عن المغيرة(([22] (https://majles.alukah.net/#_ftn22).
سمعت مسلما يقول: قد بينا من ذكر أسانيد المغيرة في المسح بخلاف ما روى أبو قيس عن هزيل عن المغيرة ما قد اقتصصناه(([23] (https://majles.alukah.net/#_ftn23) وهم من التابعين وأجلتهم مثل مسروق-وذكرَ(([24] (https://majles.alukah.net/#_ftn24) من قد تقدم ذكرهم- فكل هؤلاء قد اتفقوا على خلاف رواية أبي قيس عن هزيل.
ومن خالف خلاف بعض هؤلاء(([25] (https://majles.alukah.net/#_ftn25)بيّن لأهل الفهم من الحفظِ في نقل هذا الخبر وتحملِ ذلك. والحمل فيه على أبي قيس أشبه وبه أولى منه بهزيل لأن أبا قيس قد استنكر أهل العلم من روايته أخبارا غير هذا الخبر سنذكرها في مواضعها إن شاء الله(([26] (https://majles.alukah.net/#_ftn26).
فأما في خبر المغيرة في المسح:
72- حدثنا مسلم قال: فأخبرني محمد بن عبد الله بن قُهْزاد، عن علي بن الحسن بن شقيق قال: قال عبد الله بن المبارك عرضت هذا الحديث يعني حديث المغيرة من رواية أبي قيس على الثوري فقال لم يجىء به غيره فعسى أن يكون وهما(([27] (https://majles.alukah.net/#_ftn27). (([28] (https://majles.alukah.net/#_ftn28)
([1]) أخرجه ابن أبي شيبة (1973).
([2]) أخرجه البخاري (363) ومسلم 1/229 (274) وفيه: فتوضأ وضوءه للصلاة، ثم مسح على خفيه ثم صلّى. وهذه هي الرواية الصحيحة وما قبلها الخاطئة.
([3]) أخرجه مسلم 1/229 (274) قال: وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي، أخبرنا أبو الأحوص عن أشعث، عن الأسود بن هلال، عن المغيرة بن شعبة؛ قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ... الحديث.
([4]) أخرجه ابن أبي شيبة (1876) قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد العزيز بن رفيع، عن علي بن ربيعة، قال: خطبنا المغيرة بن شعبة، فقال: أيها الناس... الحديث.
([5]) أخرجه أحمد (18170) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، حدثنا عبيد الله بن إياد، قال: سمعت إيادا يحدث، عن قبيصة بن برمة، عن المغيرة بن شعبة، قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض ما كان يسافر.. الحديث.
([6]) أخرجه أحمد (18172) قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن حميد، عن بكر، عن حمزة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه.
([7] ) وعن نافع بن جبير عنه.
([8]) أخرجه البخاري (182) ومسلم 1/228 (274) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث. ح وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه المغيرة بن شعبة.
([9]) أخرجه مسلم 1/317 (174) قال: حدثني محمد بن رافع وحسن بن علي الحلواني. جميعا عن عبد الرزاق. قال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق. أخبرنا ابن جريج. حدثني ابن شهاب عن حديث عباد بن زياد؛ أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره؛ أن المغيرة بن شعبة أخبره.
([10]) أخرجه مسلم 1/231 (274) قال: حدثنا أمية بن بسطام ومحمد بن عبد الأعلى قالا: حدثنا المعتمر عن أبيه؛ قال: حدثني بكر بن عبد الله عن ابن المغيرة، عن أبيه.
([11]) أخرجه مسلم 1/231 (274) قال: وحدثنا محمد بن عبد الأعلى. حدثنا المعتمر عن أبيه، عن بكر، عن الحسن، عن ابن المغيرة، عن أبيه.
([12]) أخرجه أحمد (18229) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا إسماعيل يعني ابن جعفر، أخبرني شريك يعني ابن عبد الله بن أبي نمر، أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة، يقول: سمعت المغيرة بن شعبة.
([13]) أخرجه أحمد (18171) قال: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن المغيرة بن شعبة.
([14]) أخرجه الدارقطني في الأفراد والغرائب (4313 الأطراف) عن أزهر بن سليمان البلخي كاتب ابن الرماح عن أبي الأشهب جعفر بن الحارث عن حصين عن سعد بن عبيدة وعامر الشعبي عن المغيرة. وقد وصله الذهبي في تذكرة الحفاظ 3/59 قال: أخبرنا أبو إسحاق بن الواسطي في كتابه أنا داود بن ملاعب أنا أبو الفضل الأرموي أنا عبد الصمد بن المأمون نا علي بن عمر الحافظ نا علي بن الفضل بن طاهر نا أحيد بن الحسين البلخي نا أزهر بن سليمان الكاتب أنا أبو الأشهب النخعي عن حصين عن عامر وسعد بن عبيدة قالا: سمعنا المغيرة بن شعبة يقول وهو على المنبر: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتبرز لحاجته فلما أقبل تلقيته بإداوة معي وعليه جبة ضيقة الكمين فأخرج يده من الجبة فتوضأ ومسح رأسه وخفيه.
([15]) أخرجه الطبراني 20/425 (1028) قال: حدثنا سعيد بن سيار الواسطي، ثنا عمرو بن عون، أنا خالد، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن فضالة بن عمرو الزهراني، عن المغيرة بن شعبة.
([16]) أخرجه أحمد (18182) قال: حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عمرو بن وهب الثقفي، قال: كنا عند المغيرة بن شعبة.
([17]) سقط من الأصل واستدركناه من مصادر الحديث.
([18]) أخرجه أحمد (18193) قال: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا ابن عون، عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه.
([19]) هذا تكرار وقد تقدم تخريجه.
([20]) سقط من الأصل واستدركناه من مصادر الحديث.
([21]) أخرجه أبو داود (152) قال: حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام، عن قتادة، عن الحسن وعن زرارة بن أوفى أن المغيرة بن شعبة.
([22]) أخرجه الطبراني 20/ 432 (1050) قال: حدثنا محمد بن علي بن شعيب السمسار، ثنا خالد بن خداش، ثنا عمرو بن الزبير، حدثني أبي، عن جبير بن حية، عن المغيرة بن شعبة.
([23] ) أي قصصناه.
([24] ) أي سرد مسلم أسماء من قد تقدم ذكرهم في الأسانيد كالأسود وعلي بن ربيعة..
([25]) أي قيس أو هزيل.
([26]) ليس لهذا المستنكرات من ذكر في قطعة التمييز التي بين أيدينا.
([27]) لم أقف عليه بهذا السياق، وفي سنن البيهقي الكبرى 2/341: قال عبد الرحمن بن مهدى: قلت لسفيان الثوري: لو حدثتنى بحديث أبى قيس عن هزيل ما قبلته منك. فقال سفيان: الحديث ضعيف. أو: واه. أو كلمة نحوها.
([28]) التلخيص: روى أبو قيس عن هزيل عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين، وقد خالفه أصحاب المغيرة كمسروق والأسود بن هلال وعلي بن ربيعة وقبيصة بن برمة وحمزة وعروة ابنا المغيرة، وغيرهم فكل هؤلاء اتفقوا على خلاف رواية أبي قيس عن هزيل فتكون خاطئة، والأولى أن يكون الحمل فيه على أبي قيس لأنه قد استنكر أهل العلم من روايته أخبارا غير هذا الخبر.
عبد الرحمن هاشم بيومي
2025-07-01, 12:30 AM
ومن خالف خلاف بعض هؤلاء(([25] (https://majles.alukah.net/#_ftn25)بيّن لأهل الفهم من الحفظِ في نقل هذا الخبر وتحملِ ذلك. والحمل فيه على أبي قيس أشبه وبه أولى منه بهزيل لأن أبا قيس قد استنكر أهل العلم من روايته أخبارا غير هذا الخبر سنذكرها في مواضعها إن شاء الله(([26] (https://majles.alukah.net/#_ftn26).
([26]) ليس لهذا المستنكرات من ذكر في قطعة التمييز التي بين أيدينا.
ومن أهل العلم الذين استنكروا عليه أحمد بن حنبل رحمه الله.
قال الْمَيْمُونِيُّ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي قَيْسٍ الْأَوْدِيِّ، مِمَّا رَوَى عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى النَّعْلَيْنِ، وَالْجَوْرَبَيْ نِ، فَقَالَ لِي: الْمَعْرُوفُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، لَيْسَ هَذَا إِلَّا مِنْ أَبِي قَيْسٍ، إِنَّ لَهُ أَشْيَاءَ مَنَاكِيرَ. اهـ. الجامع في العلل.
وقال عبد الله بن أحمد [2097]: حَدَّثْتُ أَبِي بِحَدِيثِ الْأَشْجَعِيِّ، وَوَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُذَيْلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: مَسَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ . قَالَ أَبِي: لَيْسَ يُرْوَى هَذَا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَيْسٍ. قَالَ أَبِي: أَبَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ، يَقُولُ: هُوَ مُنْكَرٌ، يَعْنِي حَدِيثَ الْمُغِيرَةِ هَذَا لَا يَرَوْنَهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَيْسٍ. اهـ.ورواية الأشجعي هنا عزيزة.
ومن أهل العلم أيضا يحيى لكن لا أدري القطان أم ابن معين، ذكره البخاري في تاريخه، فقال:
وَكَانَ يَحْيَى يُنْكِرُ عَلَى أَبِي قَيْسٍ حَدِيثَيْنِ هَذَا (يعني حديثه عن عمرو بن ميمون)، وَحَدِيثَ هُزَيْلٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ. اهـ.
ومن أهل العلم الدارقطني، فقال في العلل: وَرَوَاهُ كُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنِ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ هُزَيْلٌ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يُسَمِّهِ.
وَلَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ أَبِي قَيْسٍ، وَهُوَ مِمَّا يُعَدُّ عَلَيْهِ بِهِ ؛ لِأَنَّ الْمَحْفُوظَ عَنِ الْمُغِيرَةِ الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ. اهـ.
فأما في خبر المغيرة في المسح:
72- حدثنا مسلم قال: فأخبرني محمد بن عبد الله بن قُهْزاد، عن علي بن الحسن بن شقيق قال: قال عبد الله بن المبارك عرضت هذا الحديث يعني حديث المغيرة من رواية أبي قيس على الثوري فقال لم يجىء به غيره فعسى أن يكون وهما(([27] (https://majles.alukah.net/#_ftn27). (([28] (https://majles.alukah.net/#_ftn28)
([27]) لم أقف عليه بهذا السياق، وفي سنن البيهقي الكبرى 2/341: قال عبد الرحمن بن مهدى: قلت لسفيان الثوري: لو حدثتنى بحديث أبى قيس عن هزيل ما قبلته منك. فقال سفيان: الحديث ضعيف. أو: واه. أو كلمة نحوها.
قلتُ: رواية ابن المبارك عن الثوري، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [996]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْقَاضِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَالَ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى جَوْرَبَيْهِ وَنَعْلَيْهِ ". اهـ.
([14]) أخرجه الدارقطني في الأفراد والغرائب (4313 الأطراف) عن أزهر بن سليمان البلخي كاتب ابن الرماح عن أبي الأشهب جعفر بن الحارث عن حصين عن سعد بن عبيدة وعامر الشعبي عن المغيرة. وقد وصله الذهبي في تذكرة الحفاظ 3/59 قال: أخبرنا أبو إسحاق بن الواسطي في كتابه أنا داود بن ملاعب أنا أبو الفضل الأرموي أنا عبد الصمد بن المأمون نا علي بن عمر الحافظ نا علي بن الفضل بن طاهر نا أحيد بن الحسين البلخي نا أزهر بن سليمان الكاتب أنا أبو الأشهب النخعي عن حصين عن عامر وسعد بن عبيدة قالا: سمعنا المغيرة بن شعبة يقول وهو على المنبر: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتبرز لحاجته فلما أقبل تلقيته بإداوة معي وعليه جبة ضيقة الكمين فأخرج يده من الجبة فتوضأ ومسح رأسه وخفيه.
قلتُ: خولف في لفظه، فيما أخرج أبو بكر ابن الأنباري في جزء حديثي له [80]، فقال: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، قثنا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَسَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: فذكر نحوه، ولم يقل: رأسه.
ووهم بعضهم عن عبثر، فقال المغيرة بدلا من حصين، فيما أخرج أبو الشيخ في فوائده [9]، فقال: حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ رُسْتَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَسَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، قَالا: سَمِعْنَا الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، يَقُولُ: فذكره مثل لفظ ابن سابق.
والصواب رواية ابن سابق، وتوبع إلا أنه لم يذكر الشعبي في الإسناد فيما أخرج الطبراني في المعجم الكبير [997]، فقال: حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، وذكر نحوه، ولم يقل رأسه.
فإنه رواه غير واحد منهم ابن عيينة عن حصين عن الشعبي أنه سمعه ممن سمع المغيرة بن شعبة.
فيما أخرج الحميدي في مسنده [776]، فقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، بنجوه.
([15]) أخرجه الطبراني 20/425 (1028) قال: حدثنا سعيد بن سيار الواسطي، ثنا عمرو بن عون، أنا خالد، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن فضالة بن عمرو الزهراني، عن المغيرة بن شعبة.
وذكر في ذلك قصة مفترية على ابن مهدي، فيما أخرج أبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخ، [2 : 703]، فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مِرْدَاسٍ الْوَاسِطِيُّ أَبُو بَكْرٍ مِنْ حِفْظِهِ إِمْلاءً، قَالَ:، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سِنَانٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: عِنْدِي عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، ثَلاثَةَ عَشَرَ حَدِيثًا فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ،
فَقَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِي ُّ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عَمْرٍو الزَّهْرَانِيِّ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ "، قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فَاغْتَمَّ. اهـ.
عن يزيد بن هارون رواه ابن أبي شيبة في مصنفه كما في الإتحاف، والطبراني في المعجم الكبير، بهذا الإسناد بدون ذكر: "الجوربين". اهـ.
وقد تكون أصل القصة تصح بدون ذكر الجوربين، لكن ليس هذا الإسناد مما يغتم له إذا فات؛ فإن فضالة هذا غير معروف.
وقد خالفه أصحاب المغيرة كمسروق والأسود بن هلال وعلي بن ربيعة وقبيصة بن برمة وحمزة وعروة ابنا المغيرة، وغيرهم فكل هؤلاء اتفقوا على خلاف رواية أبي قيس عن هزيل فتكون خاطئة، والأولى أن يكون الحمل فيه على أبي قيس لأنه قد استنكر أهل العلم من روايته أخبارا غير هذا الخبر.
وهناك نقل عن مسلم بأنه حمله على أبي قيس وهزيل معا.
فيما نقل البيهقي في السنن الكبرى، فقال: وقال أبو مُحَمَّدٍ: رَأَيْتُ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ ضَعَّفَ هَذَا الْخَبَرَ، وَقَالَ أَبُو قَيْسٍ الأَوْدِيُّ، وَهُزَيْلُ بْنُ شُرَجْيلَ: لا يَحْتَمِلانِ هَذَا، مَعَ مُخَالَفَتِهِمَ ا الأَجِلَّةُ الَّذِينَ رَوَوْا هَذَا الْخَبَرَ عَنِ الْمُغِيرَةِ، فَقَالُوا: مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَقَالَ: لا نَتْرُكُ ظَاهِرَ الْقُرْآنِ بِمِثْلِ أَبِي قَيْسٍ، وَهُزَيْلٍ. اهـ.
أبو محمد هو يحيى بن منصور القاضي النيسابوري.
والله أعلم.
صفاء الدين العراقي
2025-07-01, 11:24 AM
جزاك الله خيرا.
صفاء الدين العراقي
2025-07-01, 12:22 PM
{الحديث السادس عشر}
ذكر خبر خطأ في متنه يدفعه الأخبار الصحاح غير أنا نبدأ بذكر الرواية الصحيحة ثم نتبعها بالفاسدة(([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)
73- حدثني زهير بن حرب حدثنا مروان حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: أعتَمَ(([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2) رجلٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فوجد الصبية قد ناموا فأتاه أهله بطعامه فحلف لا يأكل من أجل صبيته ثم بدا له فأكل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأتها وليكفر عن يمينه(([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3).
ومالك عن سهيل عن أبيه(([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4).
وسليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه(([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5).
وحماد بن زيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبي موسى(([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6).
وحماد، عن أيوب، عن أبي قلابة والقاسم بن عاصم، عن زَهدم(([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7).
وتركتُ طرقَ زهدم(([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8).
وأبو بردة عن أبي موسى (([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9).
وحميد عن أنس أن أبا موسى(([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10).
وبسر بن عبيد الله عن ابن عائذ عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم:.. مما أفاء الله فقال أبو موسى الأشعري يا رسول الله.. ثم قال في آخره فاذا حلفت على يمين.. (([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11)
وتميم بن طرَفة عن عدي(([12] (https://majles.alukah.net/#_ftn12).
والأعمش عن عبد العزيز بن رُفيع عن تميم(([13] (https://majles.alukah.net/#_ftn13).
والشيباني عن عبد العزيز(([14] (https://majles.alukah.net/#_ftn14).
وشعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن عمرو مولى الحسن بن علي عن عدي بن حاتم(([15] (https://majles.alukah.net/#_ftn15).
وأبو الزعراء عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن أبيه أتيت النبي صلى الله عليه وسلم(([16] (https://majles.alukah.net/#_ftn16).
وقد ذكرنا الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره الحالف على الشيء يرى غير ما حلف عليه أن يُكفّر عن يمينه ويأتي الذي هو خير؛ لأن الكفارة قبل الحنث غير واجبة على الحالف، وهي بعد الحنث واجبة باتفاق من الجميع؛ فلا يجوز أن يكون المقطوع بأداء كفارة ينويها مؤديها لغرض يجب في وقت ثان(([17] (https://majles.alukah.net/#_ftn17).
سمعت مسلما يقول: وسنذكر الرواية التي تخالف هذه الأخبار الثابتة التي قدمناها:
74- حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا هشيم عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين رأى غيرها خيرا منها فأتى الذي هو خير فهو كفارته. (([18] (https://majles.alukah.net/#_ftn18)
فلو لم يكن مما نتبين به فساد هذه الرواية إلا ما ذكرنا قبل من رواية سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، ويزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "فليأتها وليكفر عن يمينه".. لكفى ذلك، فكيف ومعه حديث أبي موسى، وعدي بن حاتم، وأبي الدرراء، وغيرهم.
بمثل هذه الرواية وأشباهها ترك أهل الحديث حديث يحيى بن عبيد الله لا يعتدون به.
وأما حديث ابن خياط عن عمرو بن شعيب فلا معنى في التشاغل به(([19] (https://majles.alukah.net/#_ftn19).(([20] (https://majles.alukah.net/#_ftn20)
([1] ) وكانت عادته ذكر الفاسدة أولا ثم يتبعها بالصحيحة.
([2] ) أي دخل في العتمة وهي شدة ظلمة الليل أي أنه تأخر عند النبي (ص).
([3] ) أخرجه مسلم 3/1271 (1650).
([4] ) أخرجه مسلم 3/1272 (1650) قال: وحدثني أبو الطاهر حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك عن سهيل بن صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ×: من حلف على يمين فرأى خيرا منها فليكفر عن يمينه ويفعل.
([5] ) أخرجه مسلم 3/1272 (1650) قال: حدثني القاسم بن زكرياء، حدثنا خالد بن مخلد، حدثني سليمان (يعني ابن بلال) حدثني سهيل في هذا الإسناد. بمعنى حديث مالك.
([6]) أخرجه البخاري (6623-6718) ومسلم 3/1268 (1649) قال: حدثنا خلف بن هشام وقتيبة بن سعيد ويحيى بن حبيب الحارثي (اللفظ لخلف) قالوا: حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في رهط من الأشعريين... الحديث.
([7]) أخرجه البخاري (3133) ومسلم 3/1270 (1649) قال: حدثني أبو الربيع العتكي حدثنا حماد (يعني ابن زيد) عن أيوب، عن أبي قلابة وعن القاسم بن عاصم، عن زهدم الجرمي قال أيوب: وأنا لحديث القاسم أحفظ مني لحديث أبي قلابة قال: كنا عند أبي موسى... الحديث.
([8] ) أي أن ثمة طرقا عديدة عن زهدم تركت اختصارا.
([9] ) أخرجه البخاري (4415) ومسلم (1649) عن أبي أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة به.
([10]) أخرجه عبد بن حميد كما في المنتخب (1391) قال: أنا يزيد بن هارون، أنا حميد، عن أنس بن مالك، أن أبا موسى استحمل النبي صلى الله عليه وسلم ... الحديث.
([11]) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1201) حدثنا علي بن عبد العزيز وعبد الله بن أحمد بن حنبل قالا :حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، قال: أفاء الله على رسوله إبلا ففرقها، فقال أبو موسى الأشعري: أجد لي يا رسول الله، فقال: لا، فقال له ثلاثا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والله لا أفعل، وبقي أربع غر الذرى، فقال: خذهن يا أبا موسى فقال :يا رسول الله إني استجديتك فمنعتني, وحلفت, فأشفقت أن يكون دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم فقال: إني إذا حلفت, فرأيت ذلك أفضل, كفرت عن يميني وأتيت الذي هو أفضل. وغر الذرى أي بيض الأسنمة.
([12]) أخرجه مسلم 3/1273 (1651): وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله (ص) من حلف على يمين... الحديث.
([13]) أخرجه مسلم 3/1273 (1651) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير ومحمد بن طريف البجلي (واللفظ لابن طريف) قالا: حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش، عن عبد العزيز بن رفيع، عن تميم الطائي، عن عدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حلف أحدكم على اليمين... الحديث.
([14]) أخرجه مسلم 3/1273 (1651) قال: وحدثنا محمد بن طريف حدثنا محمد بن فضيل عن الشيباني، عن عبد العزيز بن رفيع، عن تميم الطائي، عن عدي بن حاتم؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
([15]) أخرجه النسائي (4727) والطيالسي (1122) قال: حدثنا *شعبة، قال: أخبرني *عمرو بن مرة، سمع *عبد الله بن عمرو مولى الحسن بن علي يحدث أن *عدي بن حاتم سئل فحلف أن لا يعطي، ثم أعطى... الحديث.
([16]) أخرجه النسائي (4730) والحميدي (907) قال: ثنا سفيان، قال: ثنا أبو الزعراء عمرو بن عمرو، عن عمه أبي الأحوص عوف بن مالك الجشمي، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم...الحديث.
([17]) كأن الإمام مسلما يستظهر أن الكفارة إنما تكون بعد الحنث؛ لأن الكفارة قبل الحنث غير واجبة وبعد الحنث واجبة اتفاقا فلا يجوز أن يكون الحكم المقطوع بأداء الكفارة إنما ينويها فاعلها قبل الحنث لغرض يجب في وقت ثان وذلك بعد أن يحنث بيمينه.
([18] ) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى(19860) وظاهر هذه الرواية أنه لا كفارة عليه وهو مخالف للأحاديث الصحيحة.
([19]) أخرج أبو داود الطيالسي (2373) قال: حدثنا *خليفة الخياط ويكنى أبا هبيرة، عن *عمرو بن شعيب، عن *أبيه، عن *جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأتها هي كفارتها.
والظاهر أنه غير محفوظ من حديث عمرو بن شعيب فقد أخرجه النسائي (3781) قال: أخبرنا *عمرو بن علي قال: حدثنا *يحيى، عن *عبيد الله بن الأخنس قال: حدثنا *عمرو بن شعيب، عن *أبيه، عن *جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليكفر عن يمينه، وليأت الذي هو خير.
لهذا قال مسلم: إنه لا معنى للتشاغل برد هذه الرواية لأنه ليس بمحفوظ عن عمرو بن شعيب، ولو ثبتت الرواية عنه فترد لمخالفتها الأحاديث الصحيحة، وتكون الرواية من قبيل الخطأ كسابقتها.
([20]) التلخيص: روى يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة حديث ترك الكفارة، وهو مخالف للثابت من حديث أبي هريرة وغيره من الصحابة عن رسول الله (ص) فتكون تلك الرواية فاسدة.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.