المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخريج زيادة " وكانوا يلعنون الكفرة في النصف ... ثم يكبر ويهوي ساجدا "



المعيصفي
2025-04-07, 11:10 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :

تخريج زيادة " وكانوا يلعنون الكفرة في النصف ... ثم يكبر ويهوي ساجدا "


أخرج ابن خزيمة في صحيحه قالنا الربيع بن سليمان المرادي ( ثقة )، نا عبد الله بن وهب ( ابن حجر : ثقة حافظ عابد ) ، أخبرني يونس، عن ابن شهاب ( الزهري ) ، أخبرني عروة بن الزبير( ثقة ) ، أن عبد الرحمن بن عبد القاري ( ثقة ) ، وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال ، أن عمر ، خرج ليلة في رمضان فخرج معه عبد الرحمن بن عبد القارئ ، فطاف بالمسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل ، فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر : والله إني أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم عمر على ذلك ، وأمر أبي بن كعب أن يقوم لهم في رمضان ، فخرج عمر عليهم ، والناس يصلون بصلاة قارئهم ، فقال عمر : نعم البدعة هي ، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون ، - يريد آخر الليل فكان الناس يقومون أوله ، وكانوا يلعنون الكفرة في النصف : اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ، ولا يؤمنون بوعدك ، وخالف بين كلمتهم ، وألق في قلوبهم الرعب ، وألق عليهم رجزك وعذابك ، إله الحق ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير ، ثم يستغفر للمؤمنين قال : وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة ، وصلاته على النبي ، واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ، ومسألته : اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، ونرجو رحمتك ربنا ، ونخاف عذابك الجد ، إن عذابك لمن عاديت ملحق ، ثم يكبر ويهوي ساجدا )

قلت : الحديث بهذه الزيادة ( وكانوا يلعنون الكفرة في النصف ... ثم يكبر ويهوي ساجدا ) ضعيف


فقد أخرجه البخاري في صحيحه عن طريق الزهري دون الزيادة وكذلك أخرجه كل من الإمام مالك في الموطأ وعبد الرزاق الصنعاني في مصنفه والبيهقي في السنن الكبرى وفي فضائل الأعمال و محمد بن نصر المروزي في قيام رمضان وغيرهم دون ذكر الزيادة .

ومدار السند على الزهري وقد رواه عنه خمسة من الحفاظ الأثبات الثقات وهم البخاري ومالك بن أنس ومعمر بن راشد وإسماعيل بن أبي خالد والليث بن سعد كلهم لم يذكروا الزيادة !

وانفرد عنهم يونس بن يزيد في رواية ابن خزيمة فرواه عنه بتلك الزيادة .

ويونس بن يزيد من رجال البخاري ومسلم ووثقه العجلي والنَّسَائي وَقَال ابن خراش: صدوق. قال ابن المديني، عن ابن مهدي: كان ابن المبارك يقول: كتابه صحيح، قال ابن مهدي: وكذا أقول. وَقَال أبو زُرْعَة : لا بأس به. وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة: صالح الحديث، عالم بحديث الزُّهْرِيّ .


ووثقه أحمد بن حنبل مرة ولكنه جرحه جرحا مفصلا في عدة أقوال منها :

قال أبو بكر الأثرم قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يونس بن يزيد؟ فقال: لم يكن يعرف الحديث، يكتب اول الكتاب: الزهري عن سعيد وبعضه الزهري فيشتبه عليه .


وقال أيضا : يونس كثير الخطأ عَن الزُّهْرِيّ، وعقيل أقل خطأ منه.


وَقَال أبو زُرْعَة الدمشقي: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل يقول:فِي حديث يونس بْن يزيد منكرات عَن الزُّهْرِي


وَقَال أَبُو الحسن الميموني: سئل أحمد بْن حنبل: من أثبت فِي الزُّهْرِيّ؟ قال: معمر. قيل لَهُ: فيونس؟ قال: روى أحاديث منكرة.


وقال أيضا : ويونس يروي أحاديث من رأي الزُّهْرِيّ يجعلها عَن سَعِيد . وَقَال محمد بن عَبد الله بْن عمار الموصلي: مالك وسفيان ومعمر، هؤلاء أصحاب الزُّهْرِيّ، ويونس بْن يزيد عارف برأيه.


وقال الحافظ ابن حجر : ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا وفي غير الزهري خطأ .


قال احمد بن حنبل قال وكيع: رأيت يونس الأيلي وكان سيئ الحفظ.


وقال أبو حاتم، يذكر عن وكيع. قال: لقيت يونس بن يزيد بمكة فجهدت به الجهد أن يقيم حديثًا فلم يقدر عليه.


قال وكيع زاملت يونس إلى مكة، فلم يكن يحفظ شيئاً، كانت كتبه معه. وكان سيئ الحفظ


وقال البرذعي: قلت (لأبي زرعة): يونس بن يزيد الأيلي، عن غير الزهري ؟ قال لي: ليس بالحافظ


قال أبو زرعة: كان صاحبَ كتاب، فإذا أخذ من حفظه لم يكن عنده شيءٌ


قال ابن سعد: وكان بأيلة: يونس بن يزيد الأيلي، وكان حلو الحديث كثيره ، وليس بحجة، ربما جاء بالشيء المنكر


وكما هو مقرر فإن الجرح المفصل يقدم على التعديل المبهم فرواية يونس بن يزيد عن الزهري شاذة في حال مخالفته من هو أوثق منه وأكثر عددا كما في هذه الزيادة .

وأما الذين رووه بدون الزيادة فهم الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة ، رأس المتقنين ، وكبير المتثبتين حتى قال البخاري أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر


ورواه البخاري : قال عنه الذهبي : الإمام صاحب الصحيح و كان إماما حافظا حجة رأسا في الفقه و الحديث ، مجتهدا ، من أفراد العلم مع الدين و الورع و التأله


ورواه إسماعيل بن أبي خالد : قال الذهبي : الحافظ ووثقه النسائي وابن معين وبن مهدي . وقال الموصلي حجة ، إذا لم يكن إسماعيل حجة ، فمن يكون حجة ؟ وقال ابن حجر ثقة ثبت وقال عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري : حفاظ الناس ثلاثة : إسماعيل بن أبي خالد ، و عبد الملك بن أبي سليمان و يحيي بن سعيد الأنصاري ،


ورواه الليث بن سعد : قال الذهبي : الإمام ، ثبت من نظراء مالك وقال ابن حجر : ثقة ثبت فقيه وقال أحمد بن حنبل: ثقة ثبت .


ورواه معمر بن راشد : عده علي ابن المديني وأبو حاتم فيمن دار الإسناد عليهم . وعن ابن معين: أثبت الناس في الزهري: مالك ومعمر . وقال يعقوب بن شيبة: معمر ثقة ، وصالح ثبت عن الزهري. وقال النسائي: ثقة مأمون.


فتفرد هكذا راو وفي روايته عن الزهري الذي مدار سند الحديث عليه نكارة ومخالفته للحفاظ والأثبات والثقات من مثل الإمام مالك أو البخاري ومعمر بن راشد وإسماعيل بن أبي خالد والليث بن سعد وقد رووا الحديث بدون الزيادة التي رواها فإن روايته تكون شاذة . والله أعلم .

وقد أحسن الإمام محمد بن نصر المروزي صنعا إذ أخرج الحديث في قيام الليل مسندا بدون ذكر الزيادة ثم أخرج الزيادة وحدها بدون سند وجعلها من قول الزهري !

المعيصفي
5 شوال 1446 الموافق 7/4/2025