المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا



امانى يسرى محمد
2025-03-28, 02:53 PM
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ○ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح:١-٢]


سميت (سورة الفتح) لأن الله تعالى بشر المؤمنين بالفتح المبين فقال: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) [1]، أي: فتحنا لك يا محمد مكة فتحاً بينا ظاهراً، وحكمنا لك بالفتح على أعدائك، والمراد بالفتح صلح الحديبية، وعَدَه الله به قبل أن يكون، وذكره ويلفظ الماضي لتحققه.

وقيل المراد به فتح مكة، وفضل هذه السورة أنها نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد مرجعه من الحديبية، ولما نزلت قال -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أنزلت عليَّ الليلة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها" أخرجه أحمد.

وعلل الله الفتح بقوله: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا) [2-3]، أي: ليغفر لك ربك يا محمد جميع ما فرط منك من ترْكِ الأَوْلَى، ويكمل نعمته عليك بإعلاء الدين ورفع مناره، ويرشدك إلى الطريق القويم، وينصرك الله على أعدائك نصراً قوياً منيعاً.
في السنة السادسة حين رجع​​ ﷺ​​ منكسرا ممنوعا من دخول مكة أنزل الله له بشرى فقال: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا​​ لَكَ فَتْحًا مُّبِينا﴾ . فدخل مكة في السنة الثامنة فاتحا من غير حرب ولا خوف ولا هلع. حقق الله وجده من غير عناء..عاد فاتحا وليس معتمرا. عطاء الله إذا أتى فاق الأمنيات. .

﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ﴾ . قال الزهري: "لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم فتمكّن الإسلام في قلوبهم، أسلم في ثلاث سنين خلقٌ كثير، وكثُر بهم سواد المسلمين." .

قد يفتح الله على عبده في أمر ليكون باباً له إلى خيرات كثيره .. ثق بربك

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} الدروب المتعثرة أمامك ، والأبواب الموصدة بوجهك ، سيفتحها الله لك وسيفرجها عليك ، فأبشر وتفاءل ، فربك كريم ..

سمى الله تعالى صلح الحديبية (فتحاً) لتضاء القلوب بلون الفتح الجديد الذي لاتُجتاح فيه المدن ولاتُسحق فيه الأرواح .. والصلح خير

كان دعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (اللهم ثبّت قلبي على دينك) وهو الذي قال الله تعالى له : {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} فما حالنا نحن مع الدعاء ؟!!

{وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} هو درب الفلاح والخير والهدى الذي لن تسلكه ياعزيزي بفضلك ، بل بفضل الله ومنته عليك ورحمته بك .اللهم لك الحمد والشكر على ما أنعمت .

https://majles.alukah.net/imgcache/2025/03/119.jpg