المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ﴾



امانى يسرى محمد
2025-01-02, 06:58 PM
نحن في تعاملنا مع بعضنا، لو أن جهة قوية لا ترحم، علمها يطولك، وقدرتها تطولك، هل تعصيها؟ مستحيل، دقق في هذه الكلمة:
﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ﴾
[سورة الطور الآية: 7-8]

لعل عذاب البشر تتوسط لدى من هو أقوى من الذي أوقع العذاب فيسامحك، بضغط على من هو فوقك، لكن هذه الآية:

﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ﴾[سورة الطور الآية: 7-8] فالأولى أن نتكيف مع هذا الحدث؛ الحدث الذي يأتي بعد الموت.

يوجد حالة ثانية: إذا كان القوي علمه يطولك، وقدرته تطولك, فلا بد من أن تطيعه، هذا مع قوي الأرض، فكيف مع جبار السماء؟ قال تعالى:
﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾[سورة البروج الآية: 12]
النقطة الثانية: لو أن إنسانًا ارتكب جريمة قتل وحكم, فحكم عليه بالإعدام، ومحكمة النقض صدقت هذا الحكم، ورئيس الجمهورية صدق هذا الحكم، وعين وقتًا للتنفيذ، هذا الذي صدر عليه, حكم بالإعدام قبل أن يصعد لخشبة المشنقة، لو أنه بكى هل ينجو؟ لو ضحك, لو انهار، لو تجلد، لو رجا، لو أنه لم يرج، لو أنه شتم أو مدح؟ افعل ما شئت، هذا الحكم لا بد من أن ينفذ، فالبطولة ألا تصل مع الله إلى طريق مسدود، إذا مات الإنسان عاصياً, كافراً, منحرفاً, مرتكباً للمعاصي والآثام, وصل إلى الله بطريق مسدود، دقق في هذه الآية:﴿اصْلَوْه َا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا -إن صبرتم أو لم تصبروا فالأمر سيان-:إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[سورة الطور الآية: 16]
ما دمنا أحياء، وما دام القلب ينبض، وما دام في العمر بقية, كل شيء يصحح:﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾[سورة طه الآية: 82]﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾[سورة الزمر الآية: 53]﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[سورة الحجر الآية: 49] عبدي لو جئتني بملء السموات والأرض خطايا, غفرتها لك ولا أبالي.

لكن البطولة: أن تتوب وأنت في الدنيا، أن تتوب في الوقت المناسب لا بعد فوات الأوان.

قال تعالى:
﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ﴾[سورة الطور الآية: 7-8]﴿اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
https://majles.alukah.net/imgcache/2025/01/20.jpg


{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ○ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} [الطور : ٧ - ٨]

آية مؤثرة.. لكنها لاتؤثر إلا على قلب لين

إذا كان العذاب لابد واقع وليس له دافع ، أليس الجدير بنا أن نخاف؟؟!!! بلى والله . أقسم الله الجبار قسما تهتز له القلوب ، وتتوقف له الأنفاس..


اسمع و انتبه { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ○ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا.... إنها أمور مخيفة ، وزلازل مقلقة ، جعلت الأجرام العظيمة تضطرب فكيف بالبشر الضعفاء؟! كيف نغفل عن هذه الآية وكأن الأمر لايعنينا ؟!

لنراجع سجل أعمالنا ونصلح مافسد منها قبل فوات الأوان... ندفع الذنوب بالاستغفار ، والمعاصي بالتوبة وندفع الغفلة بالطاعة وكثرة السجود ليدفع الله عنا العذاب .. ولنتذكر فمنهم شقي وسعيد .. وياحسرة النفوس التي تعلقت بالدنيا وقدمت راحتها على مرضاة ربها وهنيئا لأصحاب الآية {متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان} في الآخرة سيرتاح الجسد الذي أطاع وبذل والنفس التي سجدت وصبرت أولئك هم الفائزون