تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دَعُوها فإنها جَبَّارة . يعني : امرأةً لم تأخُذْ حافةَ الطريقِ



احمد ابو انس
2024-12-19, 11:30 PM
6101 - ( دَعُوها فإنها جَبَّارة . يعني : امرأةً لم تأخُذْ حافةَ الطريقِ ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه أبو يعلى في "مسنده ، (6/34/3276) : حدثنا يحيى بن
عبدالحميد الحِمَّاني : حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال :
مَرَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في طريق ؛ ومرت امرأة سوداء ، فقال لها رجل : الطريق ،
فقالت : الطريق ثَمَّ! فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره .
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل ، (2/148) ، وأخرجه هو
والطبراني في "الأوسط" (2/215/ 8325) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/291) من
طرق أخرى عن الحماني ... به . وقال الطبراني :
"لم يروه عن ثابت إلا جعفر" .
قلت : هو ثقة من رجال مسلم ، وفي ترجمته أورد الحديث ابن عدي ، وساق
له أحاديث كثيرة ، الكثير منها صحيح ، وبعضها في "صحيح مسلم " ، وختم
ترجمته بقوله :
"وله حديث صالح ، وروايات كثيرة ، وهو حسن الحديث ، وهو معروف
بالتشيع " .
قلت : فكان الأولى أن يذكر الحديث في ترجمة الحماني ؛ فإنه متكلم فيه ،
حتى اتهمه بعضهم بالكذب وسرقة الحديث ، وقال الحافظ في "التقريب " :
"حافظ ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث" .
وقد أحسن الهيثمي حين أعل الحديث به ؛ فقال في "المجمع ، (1/99) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" وأبو يعلى ، وفيه يحيى الحماني ؛ ضعفه أحمد
ورماه بالكذب ، ورواه البزار ، وضعفه براوٍ آخر" .
قلت : ولم أره في "زوائد البزار ، للهيثمي ، ولا في "زوائد العسقلاني " ، وما
طبع من الأصل : "مسند البزار" ثلاث مجلدات ليس فيها "مسند أنس بن مالك "
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . ثم رأيته في "كشف الأستار" (3578) .
وقد ذكره الهيثمي أيضاً من طريق أخرى فقال :
لاوعن أبي موسى أن نبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان آخذاً بيد أبي موسى في بعض سِكَكِ
المدينة ، فأتى على سائلةٍ في ظهر الطريق ؛ تسفي الرياح في وجهها ، فقال لها أبو
موسى : تنحي عن سَنَن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقالت له : هذا الطريق له معرضاً ،
فليأخذ حيث شاء! فشق ذلك على أبي موسى حتى كبا (1) لذلك ، وعرف رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك في وجهه ؛ فقال :
"يا أبا موسى! اشتد عليك ما قالت هذه السائلة ؛ " ، قلت : نعم بأبي أنت
وأمي يا رسول الله ! لقد شق علي حين استخفت بما قلت لها من أمر رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فقال :
"لا تكلمها ؛ فإنها جبارة" . فقلت : بأبي وأمي ما هذه فتكون جبارة ؟ فقال :
"إن لا يكن ذلك في قدرتها ؛ فإنه في قلبها" .
رواه الطبراني في "الكبير" وفيه بلال بن أبي بردة" .
قلت : كذا الأصل ؛ لم يتكلم عليه بشيء خلافاً لعادته! فلا أدري أسقط من
قلمه أم ناسِخِه؟ والرجل له ترجمة واسعة في "تهذيب الكمال" للمزي ، ولم يذكر
فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وكان قاضياً على البصرة وأميراً ، وله حكايات غير مرضية ،
وقد روى عنه جماعة ، وذكره ابن حبان في "الثقات " (6/ 91) ، وقال الحافظ في
"التقريب" :
" مُقِلٌّ " .
ثم وقفت على إسناد الطبراني إليه ، فبدا لي أن علة الحديث ممن دونه ؛ فقد
أخرجه في ترجمته ابن عساكر في "تاريخ دمشق " (3/489) من طريق الطبراني
وغيره بسند مظلم عن الفضل بن عبد الرحمن بن عباس عنه عن أبيه عن جده
أبي موسى .
والفضل هذا ذكره المزي في الرواة عن بلال بن أبي بردة ، ولم أجد له ترجمة ،
ودونه من لم أعرفه .
(تنبيه) : حديث الترجمة ذكره القرطبي في تفسيره "الجامع " (8/ 170)
ساكتاً عنه كعادته ! مستدلاً به على أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كره السؤال ونهى عنه ، وليس
يظهر أن للحديث صلة بما ذكر ؛ بل هو بمعنى الحديث الآخر : "ليس للنساء وسط
الطريق" . وهذا مخرج في "الصحيحة " برقم (856) .

__________
(1) أي : ربا وانتفخ من الغيظ . "نهاية" . ووقع في ابن عساكر "بكا"، وهو خطأ من الناسخ .