المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فائدةٌ نفيسة لشيخ الإسلام، تتعلق بعدم إظهار النعمة لكل أحد



الحمادي
2006-11-21, 04:36 PM
ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- عند كلامه على قوله تعالى: (ادعوا ربَّكم تضرُّعاً وخُفيةً إنه لايحبُّ المعتدين...) عشرةً من فوائد إخفاء الدعاء، ومن ضمن تلك الفوائد قوله:

تاسعها/ أنَّ أعظمَ النعمة الإقبالُ والتعبُّد، ولكلِّ نعمة حاسدٌ على قَدْرها؛ دَقَّت أو جَـلَّت، ولا نعمةَ أعظم من هذه النعمة، فإنَّ أنفسَ الحاسدين متعلقةٌ بها، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد، وقد قال يعقوب ليوسف عليهما السلام: (لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً) الآية.
وكم من صاحب قلبٍ وجَمعيَّة وحال مع الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبر بها فسلبَه إياها الأَغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظِ السر مع الله تعالى، ولا يطلع عليه أحد، والقومُ أعظم شيئاً كتماناً لأحوالهم مع الله عز وجل، وما وهب الله من محبته والأُنس به وجَمعيَّة القلب، ولا سيَّما فِعلُه للمهتدي السالك، فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصول تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال.

وهذا بابٌ عظيمُ النفع، إنما يعرفه أهله، وإذا كان الدعاء المأمور بإخفائه يتضمَّن دعاءَ الطلب والثناء والمحبة والإقبال على الله تعالى فهو من عظيم الكنوز التى هى أحقُّ بالإخفاء عن أعين الحاسدين.

وهذه فائدة شريفة نافعة.

مجموع الفتاوى (15/18، 19).

الحمادي
2006-11-21, 05:53 PM
يُشكِلُ على ما قاله شيخ الإسلام أمرُه تعالى بالتحديث بالنِّعم في قوله: (وأما بنعمة ربِّك فحدِّث)
ولفظة (نعمة) مفرد مضاف؛ والمفرد إذا أضيف عَمَّ، فالنعمة في الآية عامةٌ لكلِّ النِّعم
ويدخل في هذا النعمُ الدينية من الإقبال على الله والتعبُّد

فما القولُ في هذا الإشكال؟

المحرر
2006-11-21, 08:55 PM
الذي يظهر لي - والله أعلم - من خلال النظر في الآيات دون الرجوع إلى كتب التفسير :

أن كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في مَحَلِّهِ ، وذلك : أنَّ سياق الآيات يدل على أنَّ المقصود بالنعم هي النعم الدنيوية ،
فقوله تعالى : " ألم يجدك يتيماً فآوى " = " فأمَّا اليتيم فلا تقهر " .
" ووجدك ضالاً فهدى " = " وأما السائل فلا تنهر " .
" ووجدك عائلاً فأغنى " = " وأما بنعمة ربك فحدث " .
فقابل الله - سبحانه وتعالى - في هذه الآيات بين ما كانت عليه حالُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين ما ينبغي أن يفعله تجاه هذه النعم التي مَنَّ الله بها عليه .
والنعمة التي أمره الله - سبحانه وتعالى - أن يحدث بها هي أنه كان فقيراً فأغناه الله ، ويدخل في ذلك النعم الدنيوية الأخرى .

والله أعلم .

الحمادي
2006-11-22, 10:20 AM
وفقكم الله يا أبا معاذ

قد يقال: إنَّ آية الضحى شاملةٌ لجميع النِّعم
ويؤيده تفسير بعض السلف لقوله تعالى: (ووجدك ضالاً فهدى) بالهداية للنبوة وقيل غير ذلك

وفُسِّرت النعمة في الآية بـ(القرآن) وبـ(النبوَّة)

وأسوق جملة من الآثار عن بعض السلف؛ كنتُ قيَّدتها على نسختي من الفتاوى قبل عشر سنوات:

قال الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:
(إذا أصبتَ خيراً أو عملتَ خيراً فحدِّث به الثقةَ من إخوانك)
وقال عمرو بن ميمون:
(إذا لقي الرجلُ من إخوانه من يثقُ به يقول له: رزقَ الله من الصلاة البارحة كذا وكذا)

وكان بعض السلف كعبدالله بن غالب وأبي رجاء العطاردي يحدِّثان بما عملا من صلاة وقراءة وغيرهما
وكان عبدالله بن غالب يستدلُّ بالآية


ويبدو أنَّه لابدَّ من النظر في جملة نصوص في هذه المسألة، ومن ذلك:
قوله تعالى عن يعقوب: (يابنيَّ لاتدخلوا من بابٍ واحد...) الآية
وقوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)
وحديث: (إنَّ الله يحبُّ أن يرى أثر نعمته على عبده) وهذا يُنظر فيه ثبوتاً قبل النظر في دلالته
وأحاديث وآثار أخرى ذكر جملة منها القرطبي في تفسيره
ويُنظر أيضاً: أحكام القرآن لأبي بكر ابن العربي

منال
2006-11-22, 10:24 AM
جزيت خيراً .

الحمادي
2006-11-22, 04:08 PM
جزيت خيراً .



وجزيت مثله
بارك الله فيك

المحرر
2006-11-23, 02:21 PM
وفقكم الله يا أبا معاذ

قد يقال: إنَّ آية الضحى شاملةٌ لجميع النِّعم
ويؤيده تفسير بعض السلف لقوله تعالى: (ووجدك ضالاً فهدى) بالهداية للنبوة وقيل غير ذلك

وفُسِّرت النعمة في الآية بـ(القرآن) وبـ(النبوَّة)

وأسوق جملة من الآثار عن بعض السلف؛ كنتُ قيَّدتها على نسختي من الفتاوى قبل عشر سنوات:

قال الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:
(إذا أصبتَ خيراً أو عملتَ خيراً فحدِّث به الثقةَ من إخوانك)
وقال عمرو بن ميمون:
(إذا لقي الرجلُ من إخوانه من يثقُ به يقول له: رزقَ الله من الصلاة البارحة كذا وكذا)

وكان بعض السلف كعبدالله بن غالب وأبي رجاء العطاردي يحدِّثان بما عملا من صلاة وقراءة وغيرهما
وكان عبدالله بن غالب يستدلُّ بالآية


ويبدو أنَّه لابدَّ من النظر في جملة نصوص في هذه المسألة، ومن ذلك:
قوله تعالى عن يعقوب: (يابنيَّ لاتدخلوا من بابٍ واحد...) الآية
وقوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)
وحديث: (إنَّ الله يحبُّ أن يرى أثر نعمته على عبده) وهذا يُنظر فيه ثبوتاً قبل النظر في دلالته
وأحاديث وآثار أخرى ذكر جملة منها القرطبي في تفسيره
ويُنظر أيضاً: أحكام القرآن لأبي بكر ابن العربي




جزاك الله خيراً أبا محمدٍ ،

وهذه الآثار التي نقلتها تؤيد كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في عدم إظهار النعمة لكل أحد .

جود
2006-11-25, 05:39 PM
الشيخ الفاضل :
جزاك الله خيرا على هذا البيان وإن سمحت لي أن أضيف هنا حديثا فيه دلالة واضحة لما ذهب
إلبه شيخ الإسلام رحمه الله في أن الخير هو في عدم إظهار النعمة لكل أحد وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث :(الرؤيا الحسنة من الله ، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدّث به إلا من يحب ........) _ أخرجه البخاري في الصحيح ، باب: إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها ، من كتاب التعبير رقم7044_ ولا شك أن الرؤية التي يراها المؤمن من نعم الله العظيمة للحديث :(رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) _أخرجه البخاري في الصحيح ، باب :الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ،كتاب التعبير_ وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن أن يحدّث بالرؤيا الصالحة إلا من يحب وقد ذكر ابن حجر في الفتح _12/450_ الحكمة من النهي فقال :الحكمة فيه أنه إذا حدّث بالرؤيا الحسنة من لا يحب قد يفسرها له بما لا يحب إما بغضا وإما حسدا فقد تقع عن تلك الصفة ، أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنا ونكدا ، فأمر بترك تحديث من لا يحب .انتهى كلامه .
دمت بخير وننتظر المزيد من بيانكم لمثل هذه المسائل التي نحتاج إليها

الحمادي
2006-11-25, 06:33 PM
جزاك الله خيراً أبا محمدٍ ،
وهذه الآثار التي نقلتها تؤيد كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في عدم إظهار النعمة لكل أحد .


وجزاك مثلَه يا أبا معاذ
الأمر كما ذكرتَ وفقك الله، وقد يقف المتتبِّع على آثار أخرى في المسألة

الحمادي
2006-11-25, 06:43 PM
الشيخ الفاضل :
جزاك الله خيرا على هذا البيان وإن سمحت لي أن أضيف هنا حديثا فيه دلالة واضحة لما ذهب
إلبه شيخ الإسلام رحمه الله في أن الخير هو في عدم إظهار النعمة لكل أحد وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث :(الرؤيا الحسنة من الله ، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدّث به إلا من يحب ........) _ أخرجه البخاري في الصحيح ، باب: إذا رأى ما يكره فلا يخبر بها ولا يذكرها ، من كتاب التعبير رقم7044_ ولا شك أن الرؤية التي يراها المؤمن من نعم الله العظيمة للحديث :(رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) _أخرجه البخاري في الصحيح ، باب :الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ،كتاب التعبير_ وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن أن يحدّث بالرؤيا الصالحة إلا من يحب وقد ذكر ابن حجر في الفتح _12/450_ الحكمة من النهي فقال :الحكمة فيه أنه إذا حدّث بالرؤيا الحسنة من لا يحب قد يفسرها له بما لا يحب إما بغضا وإما حسدا فقد تقع عن تلك الصفة ، أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنا ونكدا ، فأمر بترك تحديث من لا يحب .انتهى كلامه .
دمت بخير وننتظر المزيد من بيانكم لمثل هذه المسائل التي نحتاج إليها



شكر الله لك هذه الإضافة القيِّمة
فتعلُّقها بمسألتنا ظاهر، وهذه ثمرةٌ من ثمار المذاكرة العلمية

بارك الله فيك ونفع بعلمك

طالبة علم
2006-11-28, 07:50 AM
قوله تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية ) ألا يكون ذلك من مناسبة المقام ؟

فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ : رَفَعَ النَّاس أَصْوَاتهمْ بِالدُّعَاءِ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَيّهَا النَّاس اِرْبَعُوا عَلَى أَنْفُسكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمّ وَلَا غَائِبًا إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ سَمِيع قَرِيب "

والتنويع في كيفية العبادات أمر وارد في الشرع ، فقد أظهر النبي صلى الله عليه وسلم ورفع صوته بالدعاء ، كما َفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث عُمَر بْن الْخَطَّاب قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْم بَدْر نَظَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ , وَهُمْ أَلْف وَأَصْحَابه ثَلَاثمِائَة وَسَبْعَة عَشَر رَجُلًا , فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ مَادًّا يَدَيْهِ , فَجَعَلَ يَهْتِف بِرَبِّهِ ; وَذَكَرَ الْحَدِيث.


كقول الله تعالى : ( إن تبدوا الصدقت فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم)


غير أن السر أعظم من الجهر ولاشك، وقد يكون في إظهار العبادة مصلحة .

الحمادي
2006-11-28, 04:03 PM
الأخت الموفقة طالبة علم
أولاً: أشكرك على هذه المباحثة الدالة على اطِّلاعك وفقهك
ثانياً: ما يتعلق بالدعاء فلا يبدو أنَّ رفع الصوت به مستحبٌ، ولكنه جائز كما ذكر النووي وغيره، وإلا فالأصل هو: (ادعوا ربَّكم تضرُّعاً وخُفية) وفي الصحيح: "اربَعوا على أنفسكم..."
وأما رفع الصوت في بدر فهو عارضٌ، وأخذ منه أهل العلم الجواز
وما ذكرتِ من أمر الصدقة أمره ظاهرٌ مشهور، ومعلوم خلاف العلماء في المفاضلة بين إظهارها وإخفائها
وليس هذا مخالفاً لما ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة -كما في الاقتباس الآتي- وإنما يرى رحمه الله مراعاة حال الشخص المهتدي، فإن كان في بداية أمره في التعبُّد أو حفظ العلم أو نحو ذلك فيرى إخفاء حاله
حتى يقوى ويثبت، وحينها فليُظهِر ما كان يخفيه من أحوال؛ ليُقتَدَى به ويؤتمَّ به

وهذه نظرةٌ تربوية

وتأملي هذا المقطع من كلامه رحمه الله:


ولا سيَّما فِعلُه للمهتدي السالك، فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصول تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال.




أكرر شكري لك؛ سائلاً الله أن يوفقك ويصيب بك الحق

ظــاعنة
2006-11-28, 11:07 PM
أشكر لك هذه الوقفة الرائعة ..

الحمادي
2006-11-29, 02:24 PM
أشكر لك هذه الوقفة الرائعة ..





بارك الله فيك أختنا الكريمة

أبوعلي النوحي
2006-12-06, 02:28 PM
هذه بعض النقولات من كتب التفسير التي تؤيد أن النعمة هنا على العموم لكن بتقييد .

قال الشوكاني في فتح القدير
أمره سبحانه بالتحدث بنعم الله عليه وإظهارها للناس وإشهارها بينهم والظاهر النعمة على العموم من غير تخصيص بفرد من أفرادها أو نوع من أنواعها

وقال الكلبي في التسهيل لعلوم التنزيل
قيل معناه بث القرآن وبلغ الرسالة والصحيح أنه عموم في جميع النعم قال رسول الله التحدث بالنعم شكر ولذلك كان بعض السلف يقول لقد أعطاني الله كذا ولقد صليت البارحة كذا وهذا إنما يجوز إذا كان على وجه الشكر أو ليقتدي به فأما على وجه الفخر والرياء فلا يجوز

وقال الشنقيطي في أضواء البيان
وقوله ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) النعمة كل ما أنعم الله به على العبد وهي كل ما ينعم به العبد من مال وعافية وهداية ونصرة من النعومة و اللين

وقال السعدي
وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية أي أثن على الله بها وخصها بالذكر إن كان هناك مصلحة وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق فإن التحدث بنعمة الله داع لشكرها وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن أ.هـ

وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى (لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا )
ومن هذا يؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر كما ورد في حديث استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها فان كل ذي نعمة محسود أ.هـ

يتلخص من هذا أن للتحدث بالنعمة شروط :
1- أن توجد و تظهر
2- أن تكون على وجه الشكر لا على وجه الفخر و الرياء
3- أن يكون هناك مصلحة .

الحمادي
2006-12-06, 08:21 PM
شكر الله لك يا أبا علي هذا الجهد المبارك

وهذه النصوص وغيرُها تدعو لمزيد من البحث

حارث الهمام
2006-12-13, 08:24 PM
فائدة:

كما ذكرتم حفظكم الله النعمة ههنا عامة فالمفرد المضاف يعم عند جمهور الأصوليين.

بيد أن هذه مسألة ومسألة التحديث فيما يظهر مسألة أخرى.

فكل نعمة يشرع أن تحدث بها ولكن متعلق التحديث فيما يظهر مطلق فلا يلزم منه أن يكون لكل أحد.

وبهذا يظهر وجه كلام شيخ الإسلام ودقته المعهودة فرحمه الله ومن ترحم عليه.

الحمادي
2006-12-14, 05:04 AM
شرف موضوعي بمشاركتكم يا شيخ حارث الهمام
ومداخلتكم لها حظُّها من النظر، لكن لا أراها ملائمة لكلام شيخ الإسلام،، وإليكم هذا الاقتباس:






وكم من صاحب قلبٍ وجَمعيَّة وحال مع الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبر بها فسلبَه إياها الأَغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظِ السر مع الله تعالى، ولا يطلع عليه أحد، والقومُ أعظم شيئاً كتماناً لأحوالهم مع الله عز وجل، وما وهب الله من محبته والأُنس به وجَمعيَّة القلب، ولا سيَّما فِعلُه للمهتدي السالك، فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصولُ تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال.





فمن كلامه يتبيَّن أنه رحمه الله يميل إلى عدم التحديث مطلقاً في بداية حال السالك، وسيره إلى الله
وأما إذا ثبتت أصول الشجرة في قلبه، وتمكَّنت وقويت= فلا عليه إذا أبدَى حاله ليُقتَدَى به، ولايبالي حينها

حارث الهمام
2006-12-14, 10:17 AM
أحسن الله إليكم وشكر لكم..
هذا التعقيب قد تكون فيه ثرثرة لايحتاجها مثلكم ولكني أثبتها على سبيل التفكير بصوت عالى ليصحح محل الخلل إن كان ثمّ، ولي فيها مآرب أخرى!

الحديث قد كان على مدلول الآية: (وأما بنعمة ربك فحدث).
هل تقضي بأن كل نعمة يشرع أن يحدث بها كل أحد، فإذا تقرر أنه لاعموم يتناول من يحدث، بقي الأمر على إطلاقه والمطلق يصدق ولو كان متعلقه شخص واحد.

فإذا تقرر هذا وعلم أن الأغيار في كلام شيخ الإسلام هم الحساد كما يشعره تصدير كلامه بذكرهم وأن لفظ (الأغيار) لايفيد كل غير إذ هو خلاف الأصل في مثل هذه الـ(أل)، علم أنه ليس في كلامه ما يخالف الآية.

أما إن كان الاستشكال في الكلام المنسوب لبعض العارفين، فإما أن يكون محمولاً على ما قبله عائد عليه من الحساد الذين ذكرهم الشيخ وذكر هذا الكلام في معرض ذكرهم، أو يكون المأخذ عليه في لفظه منفصلاً عن سياقه فهو كلام بعض الناس إذاً لا كلام شيخ الإسلام، فهو إنما قرره في معرض محدد.

ثم يقال قول من قال: (يُحفظ السر مع الله ولايُطلع عليه أحد) أقره الشيخ سائغ، ولكن هل فيه إشكال أوتعارض مع الآية؟
الذي يظهر -وأنتم أخبر- أن الضمير في نحو هذا على: (..السر..)، وليس عموم النعم، ومرادهم الصحيح الذي أشار إليه شيخ الإسلام فيما يظهر ما قام بقلب العبد من عبادة سواء أثمرت أثراً ظاهراً لم يطالعه بشر أو باطناً فدمعت عين أو اقشعر جلد ثم لان لذكر الله أو دفع الأثر إلى صدقة أو صلاة أو غير ذلك مما قد خفي على الناس.

فهل يقال إن مثل هذا ينبغي التحديث به بمعنى ذكره أو قوله للناس بتفصيله؟
لا يظهر ذلك.
فقد أثنى صلى الله عليه وسلم على الذي تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. ولم يثن على ذاك الذي تصدق ثم جعل يتحدث بنمعة الله عليه إذ وفقه لبذل أموال لبد في أوجه البر!
وحرص السلف على إخفاء نحو هذا كثير.

ولا أظن أحداً يقول: لو سمعت الإمام يقرأ في التراويح -مثلاً- فدمعت للذكر الحكيم عينك فتلك نعمة من الله عليك يندب أو يجب أن تخبر بها الناس! والدليل الآية.

فليس التحديث يقتضي ذكر ما كان بتفصيله، بل إظهار ما يحسن إظهاره، مما اقتضى الشرع أو المصلحة إظهاره، وستر ما يحسن ستره بإجمال ما يحسن إجماله، وقد عد أهل العلم شكر النعم من التحدث بها، فلو قال قائل: اللهم لك الحمد على جميع نعمك، أو لك الشكر على ما أنعمت به علي كان ذلك من جملة التحدث بنعمة الله عليه.

وههنا في الخاطر خطر لم يختمر حول حذف متعلق التحديث في الآية (فحدث) ودلالته على شمول التحديث بمادل عليه أصله اللغوي الذي هو أكبر من أن يحصر في القول ولهذا قال من قال من السلف في قوله تعالى: (تحدث أخبارها) قال أي تنبئ بمعنى تخرج فذلك تحديثها، وعلى هذا قرأ بعض السلف، فعد الفعل تحديثاً.

ولذا عد بعض أهل العلم من جملة التحدث بالنعمة شكرها، ومعلوم أن الشكر يكون بالقول والعمل. وهذا المعنى يحتاج إلى نظر وأنتم أهل للنظر.
وأياً ما كان فليس التحديث بها لو كان متعلقه الناس يقضي بذكر تفصيلها.

الحمادي
2006-12-14, 09:22 PM
أحسن الله إليكم وشكر لكم..
هذا التعقيب قد تكون فيه ثرثرة لايحتاجها مثلكم ولكني أثبتها على سبيل التفكير بصوت عالى ليصحح محل الخلل إن كان ثمّ، ولي فيها مآرب أخرى!




وإليكم أحسن الله ولكم شكر وفيكم بارك ونفع
أتسمي هذه ثرثرةً!
إن كانت هذه ثرثرة فما أحوجنا إليها.





الحديث قد كان على مدلول الآية: (وأما بنعمة ربك فحدث).
هل تقضي بأن كل نعمة يشرع أن يحدث بها كل أحد، فإذا تقرر أنه لاعموم يتناول من يحدث، بقي الأمر على إطلاقه والمطلق يصدق ولو كان متعلقه شخص واحد.



أوافقكم على هذا، كما أشرتُ سابقاً





فإذا تقرر هذا وعلم أن الأغيار في كلام شيخ الإسلام هم الحساد كما يشعره تصدير كلامه بذكرهم وأن لفظ (الأغيار) لايفيد كل غير إذ هو خلاف الأصل في مثل هذه الـ(أل)، علم أنه ليس في كلامه ما يخالف الآية.

أما إن كان الاستشكال في الكلام المنسوب لبعض العارفين، فإما أن يكون محمولاً على ما قبله عائد عليه من الحساد الذين ذكرهم الشيخ وذكر هذا الكلام في معرض ذكرهم، أو يكون المأخذ عليه في لفظه منفصلاً عن سياقه فهو كلام بعض الناس إذاً لا كلام شيخ الإسلام، فهو إنما قرره في معرض محدد.



أصبتم
ولذا لم أذكر هذ الكلام لشيخ الإسلام، لمراعاته ذكر الحساد، ولكن ما بعده من تعميم يشكل عليه.




ثم يقال قول من قال: (يُحفظ السر مع الله ولايُطلع عليه أحد) أقره الشيخ سائغ، ولكن هل فيه إشكال أوتعارض مع الآية؟
الذي يظهر -وأنتم أخبر- أن الضمير في نحو هذا على: (..السر..)، وليس عموم النعم، ومرادهم الصحيح الذي أشار إليه شيخ الإسلام فيما يظهر ما قام بقلب العبد من عبادة سواء أثمرت أثراً ظاهراً لم يطالعه بشر أو باطناً فدمعت عين أو اقشعر جلد ثم لان لذكر الله أو دفع الأثر إلى صدقة أو صلاة أو غير ذلك مما قد خفي على الناس

فهل يقال إن مثل هذا ينبغي التحديث به بمعنى ذكره أو قوله للناس بتفصيله؟
لا يظهر ذلك.
فقد أثنى صلى الله عليه وسلم على الذي تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. ولم يثن على ذاك الذي تصدق ثم جعل يتحدث بنمعة الله عليه إذ وفقه لبذل أموال لبد في أوجه البر!
وحرص السلف على إخفاء نحو هذا كثير.

ولا أظن أحداً يقول: لو سمعت الإمام يقرأ في التراويح -مثلاً- فدمعت للذكر الحكيم عينك فتلك نعمة من الله عليك يندب أو يجب أن تخبر بها الناس! والدليل الآية.

فليس التحديث يقتضي ذكر ما كان بتفصيله، بل إظهار ما يحسن إظهاره، مما اقتضى الشرع أو المصلحة إظهاره، وستر ما يحسن ستره بإجمال ما يحسن إجماله، وقد عد أهل العلم شكر النعم من التحدث بها، فلو قال قائل: اللهم لك الحمد على جميع نعمك، أو لك الشكر على ما أنعمت به علي كان ذلك من جملة التحدث بنعمة الله عليه.



تقريرٌ جميل وموفق، ولكن ألا تراه مشكِلاً على كلام شيخ الإسلام الآتي بعده؟

ألا ترى أنَّ ما قرَّرتَه من كون هذا مراد العارفين بالسرِّ الذي يوصون بحفظه والذي أقرّه شيخ الإسلام في معرض كلامه = أنه يشكل على مابعده، حيث قال رحمه الله:
(...فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصول تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال).
فالسرُّ الذي ذكرتم أنه لايصلح إفشاؤه والتحديث به، وأنه هو المراد في إقرار الإمام ابن تيمية هو السرُّ الذي ذكره هنا.





وههنا في الخاطر خطر لم يختمر حول حذف متعلق التحديث في الآية (فحدث) ودلالته على شمول التحديث بمادل عليه أصله اللغوي الذي هو أكبر من أن يحصر في القول ولهذا قال من قال من السلف في قوله تعالى: (تحدث أخبارها) قال أي تنبئ بمعنى تخرج فذلك تحديثها، وعلى هذا قرأ بعض السلف، فعد الفعل تحديثاً.

ولذا عد بعض أهل العلم من جملة التحدث بالنعمة شكرها، ومعلوم أن الشكر يكون بالقول والعمل. وهذا المعنى يحتاج إلى نظر وأنتم أهل للنظر.
وأياً ما كان فليس التحديث بها لو كان متعلقه الناس يقضي بذكر تفصيلها.




بل أنتم أهل النظر في هذا وغيره
نفع الله بكم، وإنما أنا ناهلٌ من معين علمكم، وكريم أدبكم، زادكم الله من واسع فضله.
وإنما أذكر ما أذكر على وجه المباحثة، وإلا فرأيكم أحب، وفهمكم إلى القلب أقرب.

أبو تيمية
2006-12-15, 12:05 AM
أخانا الفاضل الشيخ الحمادي وفقكم الله ...
لما قرأت كلام شيخ الإسلام قدس الله روحه ، وما عقبتم به عليه = لم يظهر لي وجه التعارض ، فجئت لأكتب ما لعله يرفع الإشكال ، فوجدت أخانا حارث همام بادر لكتابة كثير مما كنت أود كتابته ...فجزاه الله خيرا ...
و أزيد ، فأقول- بعد أن تبين لكم أنه لا منافاة بين ما دلت عليه آية الضحى وما جاء في كلام شيخنا رحمه الله تعالى - تقريرا لما أكّد عليه شيخ الإسلام رحمه الله :
معلوم أن باب أعمال العباد القلبية والبدنية = الأصل فيها الستر والخفاء ، وهو تعليل يعلل به كثير من الفقهاء كثيرا من الأحكام الشرعية - كما لا يخفى على شريف علمكم - ، و من النصوص الجزئية الدالة على هذا المعنى :
ما جاء في صدقة السر ، فقد مدح النبي (ص) صدقة السر، وأثنى على فاعلها ، وأخبر أنه أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، و في كتاب الله : (إن تبدوا الصدقات فنعما هي و إن تخفوها و تؤتوها الفقراء فهو خير لكم و يكفر عنكم من سيئاتكم و الله بما تعملون خبير).
ومن جملة الفوائد في إخفائها -كما يقول ابن القيم - :الإخلاص وعدم المراءاة .
و نفس الآية التي شرحها الشيخ دالة على هذا المعنى .
و معلوم لديكم : أن الحاسد هو عدو النعم ، فإخفاؤها عنه lسبب لحفظها!
وما ساق شيخ الإسلام قول يعقوب ليوسف :" يا بني ، لا تقصص .." إلا لتضمنها المعنى الذي حرره !فتأمل .

و هاهنا فائدة عزيزة :شرح شيخ الإسلام لقوله تعالى :" ادعوا ربكم .." الآية = نقله برمته ابن القيم في بدائع الفوائد 3/2-18 ولم يعزه إليه ، اللهم إلا أن يكون العزو ساقطا من الطبعة المنيرية . ومن خلال المقارنة بين النصين : يتبين لك وجود تصحيفات كثيرة و سقط لا بأس به في النص المطبوع في مجموع الفتاوى ، منها جملة و ثلاثة أبيات بعد قوله رحمه الله : " و أن لا يطلعوا عليه أحدا .." و يتكتمون به غاية التكتم كما أنشد بعضهم في ذلك :..
و

أبو تيمية
2006-12-15, 12:14 AM
ملاحظة هامة للأخ المشرف :
فضيلة الأخ المشرف ...
إنه ليؤسفني أن أخبركم بأن موقعكم المبارك - الذي لا يزال فتيا وغضا طريا - بطيء للغاية ، وقد جعلني هذا أتنكب عن فتح الموقع و تصفح ما فيه ، فهو يضيع عليّ وقتا ثمينا انتظارا لفتح صفحات الموقع فتصفحها ، وتعلمون أخي المشرف : أنه ما جعلت هذه الشبكات و وضعت تلك الأقراص والبرامج الحاسوبية إلأ صيانة للوقت و حفظا له !
وبارك الله فيكم

الحمادي
2006-12-15, 07:50 AM
بارك الله فيك أخي الكريم
لعل ما ذكرتما أنت والشيخ الكريم حارث الهمام أقرب إلى الصواب في أنَّ مراد شيخ الإسلام ابن تيمية إخفاء النعمة عن الحساد لا عن كل أحد، فلايكون مخالفاً لظاهر الأمر بالتحديث.

ولو قيل بعدم التحديث بمثل هذه النعم -من حيث التفصيل- مطلقاً لما كان فيه حرجٌ فيما يبدو، لأنَّ الأصلَ إخفاؤها
أو قيل بعدم التحديث بها -من حيث التفصيل- مطلقاً لمن كان في بداية أمره، حتى يشتدَّ إيمانه ويقوى، ثم يبدي حاله فيما بعد ليُقتَدَى به = فالأمر أهون مما قبله.
ويقتصر التحديث بها من حيث الإجمال لا التفصيل -كما أشار أخونا الشيخ حارث الهمام-.



أمرٌ آخر:
ما ذكرت أخي أبا تيمية من الإحالة على كلام ابن القيم في بدائع الفوائد قد اطلعت عليه سابقاً، ولكني مررت عليه سريعاً فلم أفطن لما نبهتَ إليه من وجود زوائد فيما ذكره.

الحمادي
2006-12-15, 08:11 AM
ملاحظة هامة للأخ المشرف :
فضيلة الأخ المشرف ...
إنه ليؤسفني أن أخبركم بأن موقعكم المبارك - الذي لا يزال فتيا وغضا طريا - بطيء للغاية ، وقد جعلني هذا أتنكب عن فتح الموقع و تصفح ما فيه ، فهو يضيع عليّ وقتا ثمينا انتظارا لفتح صفحات الموقع فتصفحها ، وتعلمون أخي المشرف : أنه ما جعلت هذه الشبكات و وضعت تلك الأقراص والبرامج الحاسوبية إلأ صيانة للوقت و حفظا له !
وبارك الله فيكم





وفيك بارك الله
لعلك تنظر أخي الفاضل في هذا الرابط:

http://www.alalukah.com/showthread.php?t=167

بروق أندلسية
2007-03-28, 09:06 PM
جزاك الله خير
فائدة جميل أن تنشر بين الآباء والأمهات
إذ أنهم هم أكثر من ينشر هذه الصفات عن أبنائهم بين الناس بتلميح أو تصريح فيضرونهم أحيانا من حيث أرادوا نفعهم

سلمان أبو زيد
2007-03-29, 11:11 PM
بورك فيكم - أيها الفضلاء - .

الحمادي
2007-03-30, 05:50 AM
الفاضلان:
بروق أندلسية وسلمان أبو زيد
شكر الله لكما المرور، والكلمة الطيبة

ضمير مستتر
2007-06-26, 06:06 PM
ماشاء الله
ما أروع المذاكرة العلمية
هكذا فـ ليكن الزاد ,

بورك الجميع بدءاً بالأستاذ الحمادي

محب التوحيد
2007-06-27, 06:47 PM
ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- عند كلامه على قوله تعالى: (ادعوا ربَّكم تضرُّعاً وخُفيةً إنه لايحبُّ المعتدين...) عشرةً من فوائد إخفاء الدعاء، ومن ضمن تلك الفوائد قوله:
تاسعها/ أنَّ أعظمَ النعمة الإقبالُ والتعبُّد، ولكلِّ نعمة حاسدٌ على قَدْرها؛ دَقَّت أو جَـلَّت، ولا نعمةَ أعظم من هذه النعمة، فإنَّ أنفسَ الحاسدين متعلقةٌ بها، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد، وقد قال يعقوب ليوسف عليهما السلام: (لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً) الآية.
وكم من صاحب قلبٍ وجَمعيَّة وحال مع الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبر بها فسلبَه إياها الأَغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظِ السر مع الله تعالى، ولا يطلع عليه أحد، والقومُ أعظم شيئاً كتماناً لأحوالهم مع الله عز وجل، وما وهب الله من محبته والأُنس به وجَمعيَّة القلب، ولا سيَّما فِعلُه للمهتدي السالك، فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصول تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال.
وهذا بابٌ عظيمُ النفع، إنما يعرفه أهله، وإذا كان الدعاء المأمور بإخفائه يتضمَّن دعاءَ الطلب والثناء والمحبة والإقبال على الله تعالى فهو من عظيم الكنوز التى هى أحقُّ بالإخفاء عن أعين الحاسدين.
وهذه فائدة شريفة نافعة.
مجموع الفتاوى (15/18، 19).


بكل صراحة كلام في متنهى الجمال، والحكم، والفوائد الفرائد.
وجزى الله خيرا الشيخ الفاضل الحمادي خير الجزاء

عبد الله بن راضي المعيدي
2007-06-28, 06:09 AM
بورك فيكم - أيها الفضلاء - ..
وشكر الله لك إيه المشرف المبارك هذه الفائدة النفيسة ..

وعد بنت عبدالله
2007-06-28, 11:43 AM
/
مَجَالِسُكُم وِئَام ..
وأوْطَانُكُم سَلام ..
/
الفاضل ..
الحمادي ..
جَزاكُم اللهُ خيْراً ونفع بما طُرِحَ مِنْ ثَرَاء !!
وعُذْراً إِنْ خرجْتُ عنِ المَسَارِ الرَّئيسِي بـ طَريقٍ لـ الخدْمَةِ ليسَ بـ بَعِيد ..
لـِ نَيْلِ فَائِدَة وتحْقِيقِ مَصْلَحَة !!
/
ومَاذا إِنْ لجأَ صَاحِبُ النعْمَة ..
لـ التمَاسِ سُبُلَ الحَذر التي قَدْ تَصِلُ إلى الكَذبِ أمَامَ الحَاسِد ..
خَشْيَةَ زَوالَ مانالَ مِنْ نِعَم !!
وزِدْ على ذلك إذا كَانَ الحاسِدُ مِنْ الأقْرَبين ولَنْ تتمكَّنَ مِنْ تغيير دفَّة الحديثِ مَعهُ بـِ إِلحْاحِه ..
والحَسَدُ المُؤْذِي ( عَافَانَا الله وإياكُم ) مِنْ شِيَمِه !!
/
حَفظَكُم الله وحَفظَ لكُم ..
وزادكُم ونفعَ بكُم ..
أخي الكريم ..
/

الحمادي
2007-06-29, 06:41 AM
الفضلاء النبلاء
ضمير مستتر.. محب التوحيد.. عبدالله المعيدي.. وعد بنت عبدالله
أشكر لكم مروركم وحسن تعقيبكم

الحمادي
2007-06-29, 06:42 AM
ومَاذا إِنْ لجأَ صَاحِبُ النعْمَة ..
لـ التمَاسِ سُبُلَ الحَذر التي قَدْ تَصِلُ إلى الكَذبِ أمَامَ الحَاسِد ..
خَشْيَةَ زَوالَ مانالَ مِنْ نِعَم !!
وزِدْ على ذلك إذا كَانَ الحاسِدُ مِنْ الأقْرَبين ولَنْ تتمكَّنَ مِنْ تغيير دفَّة الحديثِ مَعهُ بـِ إِلحْاحِه ..
والحَسَدُ المُؤْذِي ( عَافَانَا الله وإياكُم ) مِنْ شِيَمِه !!
/


بارك الله فيك أختنا الكريمة

هذه الحال تمرُّ أحياناً على بعض الأحباب، وأنصح فيها وفي غيرها:
1-بصدق التوكل على الله، واليقين بأنَّ قضاء الله لا يجلبه حرص حريص ولا ترده كراهية كاره
2-وبتحصين النفس والمال والأولاد بالأذكار والتعاويذ الشرعية
3-إن أمكن تحويل مسار الحديث فحسن، ويمكن استعمال شيء من التورية

أسأل الله أن يكفينا جميعاً شر كل حاسد

وعد بنت عبدالله
2007-07-01, 10:15 PM
/
عَوْدَة وكُلِّي يقين بـ ثِقَلِهَا ..
وإن أنتُم تثَاقَلتُمُوها فـ لا بأس من عُبورِهَا عَجْلَى !!


هذه الحال تمرُّ أحياناً على بعض الأحباب، وأنصح فيها وفي غيرها:
1-بصدق التوكل على الله، واليقين بأنَّ قضاء الله لا يجلبه حرص حريص ولا ترده كراهية كاره

بـ حمدالله هُم متوكلون ولسانُ حالهِم يقول :
اللهم لا تكلْنا إلى أنفسنا فـ نعجز ولا إلى الناس فـ نضيع ..
فـ عليْه دون سِواه الاعتماد ..


2-وبتحصين النفس والمال والأولاد بالأذكار والتعاويذ الشرعية

( ماشاء الله )
لو كان هُناكَ وِسَامٌ مَحْسُوس يُمْنَحُ لـ مَن يُواظِبُوا عَلى الأذكار ..
فـ بالتأكيد سيُمْنحوهُ وبـ جَدَارَة !!


3-إن أمكن تحويل مسار الحديث فحسن، ويمكن استعمال شيء من التورية

هُنا محورَ الحيرة !!!
معنى ما ذكرتُم يا شيخنا ..
لا محظُور شَرعِي من اسْتِخْدَامِ الكَذبِ لـ دَرْءِ الضَّررِ ودفْعِه ؟؟


أسأل الله أن يكفينا جميعاً شر كل حاسد

اللهم آمين .. أجمعين ..
/
الفاضل ..
الحمادي ..
لا ضَيْر لو أدرجتُم إطارَ سؤالي بـ آخرِ جَدولَة مهَامِّكُم وأوْلَويَّاتِكُ م ..
سـ أنتظر ..
ودُمتُم بـِ اِصْطِبَار ..
أخي الكريم ..
/

الحمادي
2007-07-01, 11:44 PM
وفقك الله أختنا الفاضلة
ليس هناك استثقالٌ لما تفضَّلتِ بطرحه، بل هي مباحثة محمودة

أما الكذب الصريح فلا أدري أيجوز في هذه الحال أم لا؟
وقد حكى النووي وغيره عن طائفة جوازه للمصلحة
ولكن إن أمكن سلوك مسلك التورية فهو أورع من اللجوء إلى الكذب الصريح

المجلسي الشنقيطي
2007-07-03, 05:33 AM
الحمد لله و بعد
إخوتي الكرام
معذرة على السؤال...ولكن أين الدليل على أن المفرد المضاف يعم
مثلا لو قلت لولدي.....كلم صديقك...أو أعط صديقك هذا الكتاب
هل يعم هذا كل صديق..
أشك في هذا بل أجزم أنه لا يراد به العموم
والذي في علمي القليل أن النكرة هي التي تعم في حالات ذكرها الاصوليون مثل ان تكون في سياق النفي او النهي او الشرط أو الامتنان..هذا ما اذكره
اما المفرد المضاف فهذا معرفة و ليس بنكرة فأنى له العموم
واعود الى المثال...كلم صاحبك...أو أعط صاحبك...او كما في القرآن...ما بصاحبكم من جنة...ف صاحب هنا مفرد مضاف فهل هو بمعنى ما بكل اصحابكم من جنة لا شك ان هذا لا يستقيم
نعم ورد اسم الجنس مفردا يراد به الجمع في لغة العرب.والجمع مظنة العموم.. كقوله فقلنا اسلموا انا اخوكم...اي انا اخوانكم.....وقوله
بها جيف الحسرى فأما عظامها...فبيض و أما جلدها فصليب...والمقصود جلودها...ولكن للامر قرائن يفهم به ذلك وليس بالفهم من النص الواحداستقلالا
لذلك فلا تعارض بين امره سبحانه بإخفاء الدعاء و بين التحدث بنعمة الله...ويوجه هذا وهذا بحسب ما يظهر من القرائن
كما قال الاخوان...مثلا لا يحدث لكل أحد بالنعمة...ولا يحدث بكل النعم ...فالشرع الذي مدح الابداء للصدقات

في وقت هو الذي مدح اخفاءها في وقت...ولكل وجه
ويعقوب عليه السلام ما نهى عن حكاية يوسف له رؤياه ولا لامه على ذلك ..وفي الوقت ذاته نهاه عن حكايتها لاخوته
وخلاصة القول..لا يظهر للعبد الضعيف ما اورده الاخ المعترض على كلام شيخ الاسلام طالما انه لا وجه لتعميم المفرد المضاف نعمة ربك...ثانيا...مادا م التوجيه ممكنا و جاءت نصوص الوحي بالمعنى الذي قال به شيخ الاسلام رحمه الله...
والله اعلم

الحمادي
2007-07-03, 06:42 AM
حياك الله أخي المجلسي الشنقيطي

ذكر إفادةَ (المفرد المضاف) للعموم كثيرٌ من أهل العلم، ومثَّل له الإمام ابن القيم بقوله تعالى:
(وصَدَّقَت بكَلِمَاتِ ربها وكُتُبه)
وقوله: (هذا كِتَابنا ينطِقُ عليكم بالحقِّ)
ومثَّل السبكي بقوله تعالى: (وجاء فرعون ومَنْ قبلَه والمؤتفكات بالخاطئة)
ووجدت من مثَّل بقوله تعالى: (وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها)
وقوله تعالى: (فليحذر الذين يخالفونَ عن أمرِه أن تصيبَهم فتنةٌ أو يصيبَهم عذابٌ أليم)

وأما ما ذكرتَ من أمثلة فالعهد فيها ظاهر، ولذا لم يظهر إفادتها للعموم
وقد وقفت على من يقول بأنَّ المفرد المضاف يفيد العموم ما لم يتحقق إفادة العهد

المجلسي الشنقيطي
2007-07-03, 08:40 AM
الحمد لله رب العالمين
أخي الحبيب...شكر الله لك ...

أما مانحن بصدده فإنه لايظهر لي ان المفرد المضاف يفيد العموم الا بقرينة خارجية...

وحتى لو فرض وذكره العلماء ..فأشك أنهم ذكروه بهذا الاطلاق

ويكفيك في تفنيده ان الامثلة السابقة في كلامي الاول لم تطرد فيها القاعدة...بل لا يستقيم المعنى بها

وهاك ما يفند ذلك الاطلاق في مثال السبكي......وجاء فرعون ومن قبله و الموتفكات بالخاطئة

فهل كل من كان قبل فرعون جاء بالخاطئة

ألم يكن قبله انبياء وصالحون ...

الأمر في هذا واضح

اما كلمات ربها وكتبه بالجمع فالجمع هنا معرف فهو يعم.....و انت أخي الكريم انما تكلمت عن عموم

المفرد المعرف و اطلقت هذا القول اطلاقا يظهر انه يجانب الصواب

فإن قلت جاء الكتاب مفردا في قراءة و جمعا في اخرى فالجواب ان القرينة هاهنا على العموم واضحة تمام الوضوح

اذ التصديق بكتاب واحد يستلزم التصديق بكل الكتب طالما انها كلها من عند الله....فالذي جعل كلمة كتابه تعم

ليس كونه مفردا مضافا ولكن لازم التصديق بالكتاب الواحد هو الذي جعله كذلك...ولو فرضنا جدلا انه تعالى قال

وصدقت بالكتاب الالهي...فالكتاب هنا ايضا يعم مع انه مفرد معرف ليس لان المفرد المعرف يعم لكن لازم

التصديق جعله كذلك...

هذا و الله اعلى و اعلم...وما اردت قوله هو انه و ان صح كون المفرد المعرف يفيد العموم فليس على اطلاقه فيما

يظهر...

الحمادي
2007-07-03, 01:11 PM
إذن قد يأتي المفرد المضاف مراداً به العموم؟ فقد نفيتَه في مشاركتك الأولى
لعلك تعود إلى مشاركتي السابقة بقراءة متأنية

المجلسي الشنقيطي
2007-07-03, 03:59 PM
الحمد لله وبعد

ارجو ان تتنبه اخي الكريم الى اني وان نفيت ذلك وانكرته في المشاركة الاولى فقد قلت في المشاركة الاولى ذاتها ما يلي


/نعم ورد اسم الجنس مفردا يراد به الجمع في لغة العرب.والجمع مظنة العموم.. كقوله فقلنا اسلموا انا اخوكم...اي انا اخوانكم.....وقوله
بها جيف الحسرى فأما عظامها...فبيض و أما جلدها فصليب...والمقصود جلودها...ولكن للامر قرائن يفهم به ذلك وليس بالفهم من النص الواحداستقلالا/
فالذي اسميته انت المفرد المضاف هو ما سماه بعضهم اسم الجنس...وذكرت لك شواهد العلماء على مثله
ولو قلت انت ان اسم الجنس كما تعارف عليه اهل العلم ما نفيت هذا...ولكنك خاطبتني بمصطلح لم اسمعه من قبل..

ثم ان الاشكال في ايرادك اخي الفاضل انك اطلقت القاعدة عن كل قيد كما قلت في كلامك الذي اوردته

//ولفظة (نعمة) مفرد مضاف؛ والمفرد إذا أضيف عَمَّ،//

على أي بارك الله فيك فقد استفدت معكم وهذا لا يقدر بثمن

الحمادي
2007-07-03, 04:48 PM
ولكنك خاطبتني بمصطلح لم اسمعه من قبل..
ثم ان الاشكال في ايرادك اخي الفاضل انك اطلقت القاعدة عن كل قيد كما قلت في كلامك الذي اوردته
//ولفظة (نعمة) مفرد مضاف؛ والمفرد إذا أضيف عَمَّ،//



إذا كنتَ لم تسمع بهذا المصطلح من قبل فلا يعني عدم استعمال أهل العلم له
لو قلتَ إنَّ هذا قول بعض أهل العلم ويخالفهم غيرهم = لصح كلامك
وإلا فالأكثر يثبتون دلالة المفرد المضاف على العموم

ولعلك تراجع روضة الناظر لابن قدامة والمحصول للرازي وجمع الجوامع والإبهاج للسبكي
ومختصر أصول الفقه والقواعد والفوائد الأصولية؛ كلاهما لابن اللحام
وبدائع الفوائد لابن القيم
فقد نص هؤلاء وغيرهم على عموم (المفرد المضاف)

المجلسي الشنقيطي
2007-07-03, 06:10 PM
الحمد لله

اخي الكريم

كلام العلماء ليس هو الوحي المعصوم

وانت اطلقت القول بعموم المفرد المضاف في مشاركتك الاولى اطلاقا يجعل الامر لا محل فيه للخلاف

ثم بعد ذلك في المشاركة قبل الاخيرة استدركت وقلت بان العلماء منهم من قال بغير ذلك

ويكفيك في نقض هذا قولك ....وجاء فرعون ومن قبله و الموتفكات بالخاطئة

على قولك بالاطلاق...كل من كان قبل فرعون جاء بالخاطئة

فهل تقول بذلك ...وقد صرح القرآن وفصل في اخبار الانبياء قبله بضد هذا...ارجو الجواب عن هذا السؤال

بالذات...

ارجو ان تتأمل موضع الخلاف بيننا

ولو قلت كما قال صاحب قواعد التفسير نقلا عن علماء الاصول لسقط الخلاف بيني و بينك

قال

ثالثا اذا كان المفرد اسم جنس فإنه يكـــــثر اطلاقه مرادا به الجمع مع تنكيره او تعريفه

بالالف و اللام او الاضافة.شريطة الا يكون هناك عهد.

وعزى القاعدة ل الاشباه والنظائر للسبكي والاتقان و ارشاد الفحول و شرح مختصر الروضة

والبرهان للزركشي و الجويني و المستصفى للغزالي و اضواء البيان للشنقيطي وبدائع

الفوائدواخرى كثيرة....المصدر قواعد التفسير للشيخ خالد السبت ج2 ص553

فانظر بارك الله فيك الى القيد....يكثر....بم عنى ان الامر ليس على اطلاقه كما اطلقته انت

وحتى ولو فرض واطلقه العلماء...فليسوا بالانبياء....

لأن الدليل يخالف اطلاقهم هذا ...فكلامهم يستدل له و لا يستدل به

المجلسي الشنقيطي
2007-07-03, 06:30 PM
الحمد لله

مسألة أخرى

قوله تعالى فليحذر الين يخالفون عن أمره

فإن الله تعالى أمر فقال

فاصطادوا

وقال...فكاتبوهم

وقال..فانتشروا... اننكحوا...فاتوهن من حيث امركم الله

وقال فاتوا بسورة

وقال واعبدوا

وكل هذه في اللغة العربية يصدق عليها انها أمر....

فكلها من أمر الله....قال تعالى ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده /النحل

فهي أمر من جهة انها بصيغة الامر.....وهي من أمر الله تعالى ووحيه

فهل كل من خالف هذه الأوامر يشمله الوعيد المذكور في الآية

أرجو أن تفيدني أخي الفاضل....ونسال الله الصدق و الاخلاص

الحمادي
2007-07-03, 06:40 PM
كلام العلماء ليس هو الوحي المعصوم...

وحتى ولو فرض واطلقه العلماء...فليسوا بالانبياء....



وهل أنتَ نبي حتى يكون كلامك حجة!

ثم إنك أجبتَ عن بعض الأمثلة وظننتَ هذا كافياً، ولم تنظر في بقية الأدلة المذكورة
وقد أحلتك على مليء، وبيَّنت لك أنَّ هذا ليس من كيسي، بل وجدته بلفظه في كلام أهل العلم
وذكرت لك مصادر عدة وجدتهم أطلقوا هذه القاعدة
وكون بعض المالكية والحنفية يخالفون في هذا لا يلزمني بارك الله فيك

ألم تذكر أنك تشك في كون العلماء أطلقوا القول بعموم المفرد المضاف؟
وقد أحلتك على كلامهم، فراجعه بارك الله فيك

وأما الجواب عن الإشكال الوارد على كلام شيخ الإسلام فقد اتضح بمداخلة أخينا
الكريم حارث الهمام وفقه الله

الحمادي
2007-07-04, 01:39 AM
أما جوابك رعاك الله عن بعض الآيات فلا يشكل على إفادة المفرد المضاف فيها للعموم
إذ ليس من شرط دلالة اللفظ على العموم عدم خروج شيء من الأفراد التي يشملها ظاهر اللفظ

المجلسي الشنقيطي
2007-07-04, 04:56 PM
الحمد لله

ايها الاخ الكريم

انا لم اقل اني نبي...ولكن انت من يجعل كلام العلماء بمنزلة كلام الانبياء لا يقبل الرد....ويحتج به لا يحتج

له

الفرق بيننا انك تقبل كلام العلماء بمعزل عن نصوص الوحي

وانا احاول فهمه على ضوء الوحي

اما قولك ان قوله تعالى بنعمة ربك فحدث يفيد العموم فهذا يفنده القرآن بصريح العبارة

اذ لو أمر بالتحدث بكل نعم الله تعالى بفهمك انت لكان من قبيل التكليف بما لا يطاق

كيف لا و الله يقول وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها

فكيف بربك يؤمر النبي بالتحدث بنعم لا يحصيها دهر الداهرين...

لاريب ولا شك ان آية التحديث بنعمة الله لا يفهم منها كل النعم على سبيل العموم

فإشكالك الذي أوردته على شيخ الاسلام لا يرد اساسا

ولايهمني ان يصيب احدنا الحق

والله اعلم

المجلسي الشنقيطي
2007-07-04, 05:37 PM
الحمد لله

عذرا على الاكثار عليك اخي الكريم

ولكنني احببت فقط ان أذكرك الى انك في بداية الاشكال اوردت ان قاعدة عموم الاسم المفرد المضاف تعم وانها مطردة.

ثم لما ذكرت لك قوله تعالى ما بصاحبكم من جنة عدت فخصصت الاسم المفرد المذكور بكونه للجنس لا للعهد

ثم في رد بعد ذلك عدت لتقول إن من اهل العلم من خالف قول القائلين بها

ثم عدت بعد ذلك فقلت بخروج بعض الافراد...ما مقدار هذا البعض...الله اعلم

فبين قولك الاول ومجموع استدراكاتك ما تراه بنفسك

ولو أوردت قاعدتك بمجموع هذه الاستدراكات لكان افضل

فأنت تعلم مدى حرص العلماء على الحدود و التعريفات وضبطها و اتقانها...حتى لا ينسب للشرع الحنيف بناء عليها ما

ليس منه

وجزاك الله اخي الحبيب على صبرك و افادتك فقد و الله استفدت معكم...

الحمادي
2007-07-04, 05:56 PM
ولكنني احببت فقط ان أذكرك الى انك في بداية الاشكال اوردت ان قاعدة عموم الاسم المفرد المضاف تعم وانها مطردة.
ثم لما ذكرت لك قوله تعالى ما بصاحبكم من جنة عدت فخصصت الاسم المفرد المذكور بكونه للجنس لا للعهد
ثم في رد بعد ذلك عدت لتقول إن من اهل العلم من خالف قول القائلين بها
ثم عدت بعد ذلك فقلت بخروج بعض الافراد...ما مقدار هذا البعض...الله اعلم
فبين قولك الاول ومجموع استدراكاتك ما تراه بنفسك
ولو أوردت قاعدتك بمجموع هذه الاستدراكات لكان افضل
...



عذراً، هل يمكنني أن أطالبك بإثبات ما فهمتَه مني من خلال مشاركاتي؟
أود منك ذكرَ كلامي بالنصِّ عن طريق الاقتباسات، دون أن تُدخِلَ فهمك وتفسيرك لكلامي
فهل تتفضل بهذا سلمك الله؟

لأني حقيقةً من بداية كلامي معك ألحظ خللاً ظاهراً في طريقتك في عرض الكلام وفي فهمه

وتبيَّن هذا بوضوح في مشاركتك رقم (47)
فأنتظر منك -وفقك الله- تحديدَ النصوص التي فهمت منها ما ذكرتَ في مشاركتك الأخيرة

المجلسي الشنقيطي
2007-07-04, 09:17 PM
ولفظة (نعمة) مفرد مضاف؛ والمفرد إذا أضيف عَمَّ، فالنعمة في الآية عامةٌ لكلِّ النِّعم



الحمد لله...يبدو اني نجحت في الاقتباس لانه لاخبرة لي به

هذا كلامك ....القاعدة مطلقة عندك....لم تشر لا الى ضرورة كون الاسم المفرد للجنس

وعدم كونه للعهد هنا البته.....فكل مفرد مضاف عندك يعم هنا...وهذا لايصح ...

فقولك المفرد المضاف يعم خطأ وليس دقيقا...والصواب اسم الجنس المضاف..او ان تقول الاسم المفرد المضاف

اذا اريد به الجنس....





وأما ما ذكرتَ من أمثلة فالعهد فيها ظاهر، ولذا لم يظهر إفادتها للعموم
وقد وقفت على من يقول بأنَّ المفرد المضاف يفيد العموم ما لم يتحقق إفادة العهد




هنا بعد الامثلة التي ذكرت لك...زدت فقيدت ما اطلقته من أن الاسم المفرد يعم....ولم تفعل ذلك من قبل

فاشترطت الا يكون الاسم المفرد للعهد




وإلا فالأكثر يثبتون دلالة المفرد المضاف على العموم




هنا بدأت تشير الى ان القاعدة ليست محل اتفاق....على عكس ما يبدو من كلامك الاول اعلاه الذي يجعل من يقرأه يحس ان الامر كذلك......




أما جوابك رعاك الله عن بعض الآيات فلا يشكل على إفادة المفرد المضاف فيها للعموم
إذ ليس من شرط دلالة اللفظ على العموم عدم خروج شيء من الأفراد التي يشملها ظاهر اللفظ



هنا أشرت الى خروج شيء من الافراد....ما مقدار هذا الشيء....الله اعلم...



والذي احب ان اقوله اخي الكريم انه ولو فرض ان العالم كائنا من كان اذا اطلقها

بالاسم المفرد فتعبيره غير دقيق.....فيكون بذلك خطأ لا ريب...لأن اسم الجنس المضاف

هو الصواب او الاسم المفرد المضاف المراد به الجنس

وليس هذا انتقاصا لهم رضي الله عنهم

هذا كلامك بلا تحريف...فأين الخلل ! !

ولو قلت كما قال الشيخ السبت في كتابه قواعد التفسير نقلا عن امة من العلماء لكان أفضل..فقد قال

اذا كان المفرد اسم جنس فإنه يكثر اطلاقه مرادا به الجمع مع تنكيره او تعريفه بالالف و اللام او الاضافة شريطة

الا يكون هناك عهد

فانظر الى الفرق بين عبارتك و هذا الكلام

بارك الله فيك و رزقني واياك الصدق و الاخلاص...

الحمادي
2007-07-04, 09:53 PM
أما إطلاقي للقاعدة أولاً فهو بناء على ما قرأتُه في كلام علمائنا رحمهم الله، كابن القيم
وابن قدامة وابن اللحام والسبكي وغيرهم كثير
وكونهم أخطئوا في هذا الإطلاق فهذا ممكنٌ، لكني لم آتِ بدعاً من القول كما هوَّلتَ وزعمتَ
في مشاركتك الهجومية الأولى

ثم أتيتَني بأمثلة لا تطابق مثالَنا، فذكرتُ لك -بعد مراجعة كلام أهل العلم- أنَّ هذه الأمثلة لها
مخرجٌ، وليست موافقةً لمسألتنا
ولاشك أني لم أبحث المسألة بتوسع، ولم أقرأ كلامَ القرافي وغيره ممن له رأيٌ في هذه المسألة إلا
بعد هذه المباحثة، وحينها وجدتُ أنَّ من الأصوليين من يقول بإفادة المفرد المضاف للعموم إلا إذا دلَّ على معهود
فالأصل إفادة العموم إلا لقرينة، وهي ما يسميها صاحب المراقي (خصوص)
وشرحها بأن المرادَ بها إرادة العهد

وأما قولك بأني أشرتُ في مشاركة لي إلى أنَّ المسألة ليست محلَّ اتفاق، وأنَّ كلامي في الأول
يجعل القارئ يحسُّ بأنَّ المسألةَ محلُّ اتفاق= فأقول:
هذا الإحساسُ لا عبرةَ به، ولا تحاسبني بأحاسيسك وظنونك، إنما الذي يلزمني ما قلته أنا
وأما فهمك وظنونك فلا علاقةَ لي بها
فأنا لم أدَّع أنَّّ المسألة محلُّ اتفاق، ولستُ أجهل أنَّ عدمَ اطلاعي على الخلاف لا يسوِّغ لي
حكاية الاتفاق، فهذا من الأمور المعلومة

بينما أنتَ نفيتَ وشككتَ في صحة كلامي، وادَّعيتَ أنَّ هذه القاعدة من عندي
ومع ذلك أثبتُّ لك أنها قاعدة متداولة بنصِّها بين أهل العلم
ولو كنتَ أقررتَ بصحة القاعدة وسلَّمتَ بتداول أهل العلم لها وطلبتَ النظر في صحة إطلاقها
لكان مسار النقاش منضبطاً
وأنا تبيَّن لي بعد هذا النقاش أنَّ القاعدة ليست على إطلاقها، وأنَّ الأصلَ إفادة المفرد المضاف
للعموم، ما لم تدلَّ القرينة على إرادة العهد


وأما زعمك الأخير بأني عدتُ لأقول بجواز خروج بعض الأفراد عن اللفظ العام= فهو توضيحٌ
وجوابٌ لما ظننتَه لازماً لي، فوضَّحتُ لك أنَّ العمومَ لا يشترط فيه عدمُ خروج أيِّ فرد من الأفراد
وهذه مسألةٌ أصولية معروفة
ولا يخفى على من اطلع على علم الأصول أنَّ ألفاظَ العموم الصريحة لا يشرط فيها هذا
فكيف تجعله لازماً وحجةً على بطلان الاستدلال بالأمثلة التي ذكرها أهل العلم في
عموم المفرد المضاف!

ولعلي أكتفي بهذا، منتظراً من الأحباب ما يفيد

حارث الهمام
2007-07-04, 09:56 PM
الأخ الحبيب الشنقيطي هون عليك وماذا يضيرك لو حملت قولهم المفرد على معهود هو اسم الجنس أو علم الجنس، خاصة وأن المثال المذكور (نعمة) من هذا القبيل، والشيخ -وكثير من أهل العلم قبله وبعده- لم يقول ابتداء كل مفرد مضاف يعم، وإنما قالوا المفرد، وهذه التحلية بأل تحتمل هذا ولاسيما في هذا السياق.

ولعله تكون لي عودة إذ في البال ما يعلق والوقت لايتسع.

المجلسي الشنقيطي
2007-07-04, 10:52 PM
الحمد لله

سبحان الله

تقول هون عليك....

عندما يورد انسان اشكالا على شيخ الاسلام وهو من هو ...تنتقى العبارت في الرد..ويتلطف..

وعندما يورد اشكال على هذا الانسان يقال هون عليك ....ويقال ماذا يضيرك

والله عجيب

عندما اطالب الاخ بالبيان لكلامه المحتمل والبيان أمر محمود يقال لي ما ذا يضيرك لو بقي الامر محتملا

وماذا يضيرك لو بين الاخ كلامه ووضحه و أظهره

اليس يقرأ في الموقع الكثيرون..اليس يحتمل ان تتلقف هذه القاعدة هكذا فيعملها المتلقف في نصوص القرآن مطمئنا الى انها

ظاهرها هو المراد و لا فرق بين اسم جنس و اسم مفرد

على أي ...السلام عليكم و رحمة الله

أمل*
2007-07-04, 11:44 PM
ذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله- عند كلامه على قوله تعالى: (ادعوا ربَّكم تضرُّعاً وخُفيةً إنه لايحبُّ المعتدين...) عشرةً من فوائد إخفاء الدعاء، ومن ضمن تلك الفوائد قوله:
تاسعها/ أنَّ أعظمَ النعمة الإقبالُ والتعبُّد، ولكلِّ نعمة حاسدٌ على قَدْرها؛ دَقَّت أو جَـلَّت، ولا نعمةَ أعظم من هذه النعمة، فإنَّ أنفسَ الحاسدين متعلقةٌ بها، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد، وقد قال يعقوب ليوسف عليهما السلام: (لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً) الآية.
وكم من صاحب قلبٍ وجَمعيَّة وحال مع الله تعالى قد تحدَّث بها وأخبر بها فسلبَه إياها الأَغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظِ السر مع الله تعالى، ولا يطلع عليه أحد، والقومُ أعظم شيئاً كتماناً لأحوالهم مع الله عز وجل، وما وهب الله من محبته والأُنس به وجَمعيَّة القلب، ولا سيَّما فِعلُه للمهتدي السالك، فإذا تمكَّن أحدُهم وقَوِىَ وثبتَ أصول تلك الشجرة الطيبة التى أصلُها ثابتٌ وفرعها فى السماء فى قلبه بحيث لايخشى عليه من العواصف فإنه إذا أَبدى حالَه مع الله تعالى ليُقتدى به ويُؤتمَّ به لم يُبال.
جزاكم الله خيرا ، صدق والله شيخ الإسلام في هذا ، وفي هذا الزمان لابد أن يكون المرء أشد كتمانا لما يقوم به من الطاعات ومن طلبه للعلم ، وذلك لقلة السالكين لهذا الطريق ، فتجد أن
الناس يتعجبون من طالب العلم كيف تقضي الوقت الطويل بين الكتب ! ألا تمل من ذلك !
ثم كم تحفظ من القران ، وماأكثر الكتب في بيتك هل قرأتها كلها؟ نعوذ بالله من شر الحاسدين
فينبغي على طالب العلم ألا يتحدث عن طلبه للعلم إلا لمن يثق من أصدقائه ويعرف محبته له وصفاء نفسه ، وليس هناك نعمة يحسد عليها المرء أعظم من العلم ( أم يحسدون الناس على مااتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة )

وعد بنت عبدالله
2007-07-05, 03:17 AM
وفقك الله أختنا الفاضلة
ليس هناك استثقالٌ لما تفضَّلتِ بطرحه، بل هي مباحثة محمودة
أما الكذب الصريح فلا أدري أيجوز في هذه الحال أم لا؟
وقد حكى النووي وغيره عن طائفة جوازه للمصلحة
ولكن إن أمكن سلوك مسلك التورية فهو أورع من اللجوء إلى الكذب الصريح



/
اللهم آمين .. أجمعين ..
/
شيخنا الفاضل : الحمادي ..
لَعلَّهَا تنْدرِجُ ضِمْنَ ( إِلا مَاضْطُرِرْتُمْ إِلِيْه )
شاكرةً لكُم إيرَادكُم النُّصْحَ والفَائِدة لـِ مَنْ عَبَر ..
سائِلةً الموْلى ألا يحرمكُم الأجْرَ لـ فَسْحِكُم الطريقَ لِما أشْكَلَ عليّ ..
وأن يحفظَ الجمِيعَ ..
مِنْ حَسَدٍ في بعْضِ الأرْواحِ قد نمَى وثَار ..
ما حَلَّ ليْلٌ أوتنفَّسَ نهَار ..
/

حارث الهمام
2007-07-05, 09:38 AM
أخي الشنقيطي ربما لمعرفتي بالشيخ الحمادي علمت أنه لم يقصد الاعتراض والنقض بقدر ما يبحث إزالة إشكال عنّ له في فهم كلام شيخ الإسلام.

وإذا تأملت الردود السابقة وجدتني أحد الذين حاولوا كشفه، وللأسف لم أتابع الموضوع فلما دخلته بعد وجدت نفساً محموماً في مسألة سهلة لها وجه يمكن أن يكون صواباً.

وإذا فرضنا أن إطلاق القول بأن المفرد المضاف يعم غلط من قائله فليس هذا الغلط أجدر بتنبيهنا وزجرنا مما في كتب المذاهب وأنت أظنك مالكي، فهلا رأيت التنبيه أجدر على هذا الخطأ في كتب انتشرت وذاعت في الآفاق وهي أشهر من تعليق الحمادي هنا؟ فنص هذه القاعد مذكور في شرح الخراشي على خليل كثيراً، وفي حاشية العدوي على الكفاية، والدسوقي على الكبير، والبلغة على الصغير، ومنح الجليل وغيرها.

ولو حملت عبارة الشيخ الحمادي كما حملتها على المفرد من اسماء الأجناس، لأن الآية من هذا القبيل لانحصر النقاش فيما يفيد.

ولو فرضنا أن الأخ أخطأ في إطلاقها فأنتم كذلك قد أخطأتم في نفيها.
وأقول للإخوة جميعاً في الأمثلة الموردة كلام وعلى بعضها اعتراضات لا أحب أن يسترسل الإخوة في نقاشها فيخرج بهم ذلك عن أصل الموضوع.

والخلاصة أخي الحبيب الموضوع يسير لا يقتضي أن يوغر صدور بعضنا تجاه بعض.
ولو التمسنا العذر لبعضنا وغيرنا لغة الخطاب فربما ينرتق ثأياً ليس له ما يسوغه.

الحمادي
2007-07-05, 07:57 PM
الأختان الفاضلتان.. سارة... ووعد بنت عبدالله
جزاكما الله خيراً وبارك فيكما

الحمادي
2007-07-05, 08:01 PM
الشيخ الكريم والأخ المفضال حارث الهمام
علم الله لم أقصد الاعتراض على شيخ الإسلام، وإنما هي المباحثة في إيرادٍ عنَّ لي منذ قرأت كلام
شيخ الإسلام قبل خمس عشرة سنة، وباحثت فيه أحد المشايخ الفضلاء

والحمد لله، فقد جنيت من عرضه هنا فوائد جمة

المجلسي الشنقيطي
2007-07-06, 07:06 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الاخ الفاضل حارث

بارك الله فيك أخي....

لست مالكي المذهب أخي الكريم...ونسأل الله تعالى ان يحيينا و يميتنا على محبة سنة رسول الله

صلى الله عليه و سلم

أحب - منك - أخي الفاضل ان سمح به وقتك أن تزيل عني اشكالا

واسم الجنس المفرد المضاف يكثر وقوعه للعموم كما تبين

وقوله تعالى و أما بنعمة ربك فحدث

سواء كان الامر للوجوب او غيره....يظهر لنظري القاصر ان النعمة هنا لا تعم بدليل الآية

الاخرى...وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها....

فإن القول بعموم الاولى يظهر فيه تكليف بما لا يطاق...اذ كيف السبيل الى التحديث بكل ما انعم الله به على

شخص واحد والبشر مجتمعون لا يطيقون ذلك...فكيف بالشخص الواحد يحدث بكل النعم التي انعم الله عيه.

ومن العجيب ان الآية الأخرى يظهر جدا كون النعمة فيها للعموم

هذا سؤال سألته على سبيل التعلم...فلعلكم أخي الكريم تفيدونني..

والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حارث الهمام
2007-07-07, 11:56 AM
اسم الجنس المضاف إذا كان يستوي قليله وكثيره كلفظ الأرض؛ تطلق على القليل والكثير، وكذلك الذهب والفضة ونحوهما، فإنه يعم على ما قرر القرافي وغيره.
بل ما لم يكن يستوي قليله وكثيره كدرهم وقفيز قد يراد به العموم منعت العراق درهمها... الحديث.
والذي يعني المتباحثين هنا هو أن مثل لفظ النعمة من القبيل الأول فالأصل في مثله إن أضيف العموم على الصحيح.

وأما آية سورة الضحى فقد قال ابن القيم رحمه الله:
"في هذا التحديث المأمور به قولان:
أحدهما: أنه ذكر النعمة والإخبار بها، وقوله: أنعم الله علي بكذا وكذا، قال مقاتل: يعني اشكر ما ذكر من النعم عليك في هذه السورة: من جبر اليتم، والهدى بعد الضلال، والإغناء بعد العيلة، والتحدث بنعمة الله. شكرٌ كما في حديث جابر مرفوعاً: من صنع إليه معروف فليجز به، فإن لم يجد ما يجزي به فليثن، فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور.
:
:
:
وفي أثر آخر مرفوع: (من لم يشكر القليل، لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس، لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركه كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب).

والقول الثاني: أن التحدث بالنعمة المأمور به في هذه الآية: هو الدعوة إلى الله، وتبليغ رسالته، وتعليم الأمة، قال مجاهد: هي النبوة. قال الزجاج: أي بلغ ما أرسلت به، وحدث بالنبوة التي آتاك الله. وقال الكلبي: هو القرآن، أمره أن يقرأه.

والصواب : أنه يعم النوعين إذ كل منهما نعمة مأمور بشكرها والتحدث بها، وإظهارها من شكرها" .
وعليه فأما بنعمة ربك فحدث عام للنعم، وعدم إحصائها لا يقتضي ترك شكرها، بل الشكر مطلوب على النعم الخاصة والعامة، شكراً خاصاً ما أطاق العبد وأمكنه، وشكراً عاماً، شكراً مجملاً ومبيناً، وكذلك التحديث مشروع بأقسامه المذكورة.

وتعلمون -أحسن الله إليكم- أنه لم يقل أحد من أهل العلم بأن شكر النعم لايشرع (ندباً أو وجوباً) لأن الله قال: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).
فإن كان شكر النعم مشروعاً مأموراً به اتفاقاً علم أن قوله (لا تحصوها) لا يعارض شكرها، والتحديث بها من جملة شكرها.


"... قال الحسن: أكثروا من ذكر هذه النعم، فإن ذكرها شكر، وقد أمر الله تعالى نبيه أن يحدث بنعمة ربه فقال: (وأما بنعمة ربك فحدث)، والله تعالى يحب من عبده أن يرى عليه أثر نعمته، فإن ذلك شكرها بلسان الحال .
وقال على بن الجعدي سمعت سفيان الثوري يقول: إن داود عليه الصلاة والسلام قال الحمد لله حمدا كما ينبغي لكرم وجهه، وعز جلاله. فأوحى الله إليه: يا داود أتعبت الملائكة!
وقال شعبة، حدثنا المفضل بن فضالة، عن أبى رجاء العطاردي، قال: خرج علينا عمران بن الحصين وعليه مطرف خز لم نره عليه قبل ولا بعد، فقال: إن رسول الله قال: ((إذا أنعم الله على عبد نعمة، يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)) ، وفي صحيفة عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال: ((كلوا، واشربوا، وتصدقوا، في غير مخيلة ولا سرف، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)) .
وذكر شعبة: عن أبى إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله وأنا قشف الهيئة، فقال: ((هل لك من مال؟))، قال: قلت نعم. قال: ((من أي المال؟))، قلت: من كل المال قد آتاني الله؛ من الإبل، والخيل، والرقيق، والغنم، قال: ((فإذا آتاك الله مالا فليُرى عليك)) .
وفي بعض المراسيل: إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، في مأكله ومشربه . وروى عبد الله بن يزيد المقري، عن أبى معمر، عن بكير بن عبد الله رفعه: ((من أُعطي خيراً فرؤي عليه سمي حبيب الله، محدِثاً بنعمة الله، ومن أعطي خيراً ولم ير عليه، سمى بغيض الله، معادياً لنعمة الله)) . وقال فضيل بن عياض: كان يقال: من عرف نعمة الله بقلبه، وحمده بلسانه، لم يستتم ذلك حتى يرى الزيادة، لقول الله تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ) [إبراهيم:7]، وقال: من شكر النعمة أن يحدث بها. وقد قال تعالى: ((يا ابن آدم إذا كنت تتقلب في نعمتي، وأنت تتقلب في معصيتي، فاحذرني لاأصرعك بين معاصي، يا ابن آدم اتقني ونم حيث شئت)).
وقال الشعبى الشكر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله. وقال أبو قلابة: لا تضركم دنيا شكرتموها. وقال الحسن: إذا أنعم الله على قوم سألهم الشكر، فإذا شكروه كان قادراً على أن يزيدهم، وإذا كفروه كان قادراً على أن يبعث نعمته عليهم عذاباً.
وقد ذم الله سبحانه الكنود، وهو الذي لا يشكر نعمه، قال الحسن إن الإنسان لربه لكنود؛ يعد المصائب، وينسى النعم.
وقد أخبر النبي [صلى الله عليه وسلم] إن النساء أكثر أهل النار بهذا السبب، قال: ((لو أحسنت إلى إحداههن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط)) فإذا كان هذا بترك شكر نعمة الزوج، وهى في الحقيقة من الله، فكيف بمن ترك شكر نعمة الله!
يا أيها الـظالم فـي فعله × والـظلم مردود على من ظلم
إلى متى أنت و حتى متى × تشكو المصيبات وتنسى النعم" .

لكن التحدث بالنعمة معنى غير مقصور في ذكرها لكل أحد.
وهذا قد أشير إليه في ردود سابقة.
بل ذكرها لكل أحد لا تدل عليه الآية ولا يشمله عمومها.
بمعنى لو حدثت لي نعم فذكرتها أو شكرتها كنت محدثاً بها، ولو كان ذكري لها لرجل واحد فمتعلق التحديث مطلق.

وجزاكم الله خيراً.

المجلسي الشنقيطي
2007-07-07, 06:41 PM
الحمد لله

اسم الجنس المضاف إذا كان يستوي قليله وكثيره كلفظ الأرض؛ تطلق على القليل والكثير، وكذلك الذهب والفضة ونحوهما، فإنه يعم على ما قرر القرافي وغيره.
بل ما لم يكن يستوي قليله وكثيره كدرهم وقفيز قد يراد به العموم منعت العراق درهمها


جزاكم الله خيرا.....كلام نفيس ومقنع جدا

والله لقد سررت لاستفادته

شكر الله لكم

باسل العلي
2008-03-23, 01:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن مما يغمس القلب في قاموس فرحة أن يجد أمثال هذه الأقلام المؤمنة تسكب في آنية الألفاظ هذه الفوائد واللطائف العظام..التي تغذي الأرواح والقلوب باللطائف والمعارف ، لا سيما كلام شيخ الإسلام أبي العباس رضي الله عنه ورحمه..
وإن كان لي من مشاركة هاهنا..فإنّ في طِيّات هذه الكلمات وما يتدلى من ظلالها أنفاسَ أبي عبد الله ابن القيم رحمه الله ورضي عنه بلا شك عندي..وأظن ظنا يشبه اليقين أو هو من بابته أن جامعي تراث شيخ الإسلام قد نسبوا إليه بعض ما زبره تلميذه شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية رضي الله عنه..وهذا الكلام مثال على ذلك فإن ألفاظه شاهدة شهادة العدول على أنه من دواة أبي عبد الله نبع ، ومن سن قلمه تهادى..ولا يكفي في نسبة الكلام = في نظرأخيكم الفقير = أن يقال : إنه لشيخ الإسلام مع إضافات يسيرة لأبي عبد الله ابن القيم رحمهما الله ورضي عنهما..لأن كلام أبي عبد الله رضي الله عنه دالٌّ على صاحبه..ولم يكن هذا نمط شيخ الإسلام في تقرير المسائل ولا في صوغها وعرضها..وإنما كان أسلوبه أشبه ما يكون بالسيل الدفّاع من قلال الجبال..تسمع للكلام صليلا في نفسك..
وأما نمط كلام أبي عبد الله فما رأيته إلا متأنيا يبحث في السر والحكمة والتعليل والاستنباط..لا يزال يمد المسألة بزاد من الأناة والتأمل فيأتي كلامه متهاديا.. مصحوبا بتأمل..وانظر..وفي هذا سر عظيم..وباب شريف..بخلاف كلام شيخه.
والكلام فيه ما يأتي:
- كما قد ذكرناه في كتاب التحفة المكية 3/845. ومعلوم أنه لابن قيم الجوزية .
-وقد ذكرنا من طرق الرد على هؤلاء وهؤلاء في كتاب التحفة أكثر من مائة طريق. 3/846
-"ولقد حدثني رجل".. 3/850 ..فلابد أن يكون هذا الكلام لأحد الشيخين صرفا..
وقد كنت شككت في نسبة هذا الكلام بهذا النمط وهذا التقرير لأبي العباس قبل أن أطالع ما كتبه إخواني وأساتذتي الكرام أحبهم الله..
وأختم أخيرا قائلا: ما الذي يدعو أبا عبد الله ابن القيم رحمه الله ورضي عنه إلى تخلية الكلام من النسبة إلى شيخه رضي الله عنه؟ وهو الذي أكثر النقل عنه ونصره في أزمنة المحن العاصفة وبث علمه وهذبه ونشره بين العالمين؟!
وكم من مرة سار معه بقلمه ونفسه على حد السكين لا يبالي..أفلا ينسب إليه الكلام وما من عادته إلا نسبة الكلام إلى شيخه؟
وفي النهاية : الخطأ بي أولى..ولكن أحببت الإبانة عما في خزانة النفس- وإن كانت فقيرة- لعل هناك ما يدعم هذا الكلام أو يمحوه بدلائل العلم الذي نسأل الله أن يجعلنا من الطالبيه بما يحب..
وأستغفر الله وأتوب إليه

المخضرمون
2009-02-10, 11:07 AM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...

الحافظة
2009-02-10, 06:13 PM
ماأجملها من مدارسة جزى الله شيخنا الحمادي خير الجزاء وزاده من فضله على مايتحفنا دائما من الفوائد القيمة وجعلها ربي في ميزان حسناته وكل من شارك في هذه المدارسة ...

قال ابن القيم رحمه الله في تفسير سورة الفلق: تأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله (إذا حسد) لأن الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه ولايرتب عليه أذى بوجه ما لابقلبه ولابلسانه ولابيده بل يجد في قلبه شيئا من ذلك ولايعامل أخاه إلا بما يحب الله فهذا لايكاد يخلو منه أحد إلا من عصمه الله ..

وقيل للحسن البصري :أيحسد المؤمن ؟ قال : ماأنساك لإخوة يوسف ..

لكن الفرق بين القوة التي في قلبه من ذلك وهو لايطيعها ولايأتمر بها بل يعصيها طاعة لله وخوفا وحياء منه وإجلالا له أن يكرهنعمه على عباده فيرى ذلك مخالفة لله وبغضا لما يححب الله ومحبة لما يبغضه فهو يجاهد نفسه على دفع ذلك ويلزمها بالدعاء للمحسود وتمني زيادة الخير له بخلاف ما إذا حقق ذلك وحسده ورتب على حسده مقتضاه من الأذى بالقلب واللسان والجوارح فهذا الحسد المذموم هذا كله حسد تمني الزوال ....انتهى

ثم ذكر الشيخ ثلاث مراتب للحسد وسأذكر إحداها وهي حسد النعمة ..

قال رحمه الله : تمني استصحاب عدم النعمة فهو يكره أن يحُدث الله لعبده نعمة بل يحب أن يبقى على حاله من جهله أو فقره أو ضعفه أو شتات قلبه عن الله أو قلة دينه فهو يتمنى دوام ماهو فيه من نقص وعيب فهذا حسد على شيء مقدر .....انتهى

ثم قال في موضع آخر فهذه السورة من أكبر أدوية الحسد فإنها تتضمن التوكل على الله والإلتجاء إليه والإستعاذة به من شر حاسد النعمة فهو مستعيذ بولي النعم وموليها ..

كأنه يقول : يامن أولاني نعمته وأسداها عليّ أنا عائذ بك من شر من يريد أن يستلبها مني ويزيلها عني ....انتهى


ألا يكفي شيخنا الفاضل الدعاء والتوكل على الله والتحصن والرقى الشريعة للوقاية من العين ..كما ذكر ابن القيم رحمه الله أم لابد من الكتمان .. وهذا مايدل عليه ظاهر كلام شيخنا ابن تيمية رحمه الله ...؟؟؟؟

الحمادي
2009-02-11, 04:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن مما يغمس القلب في قاموس فرحة أن يجد أمثال هذه الأقلام المؤمنة تسكب في آنية الألفاظ هذه الفوائد واللطائف العظام..التي تغذي الأرواح والقلوب باللطائف والمعارف ، لا سيما كلام شيخ الإسلام أبي العباس رضي الله عنه ورحمه..
وإن كان لي من مشاركة هاهنا..فإنّ في طِيّات هذه الكلمات وما يتدلى من ظلالها أنفاسَ أبي عبد الله ابن القيم رحمه الله ورضي عنه بلا شك عندي..وأظن ظنا يشبه اليقين أو هو من بابته أن جامعي تراث شيخ الإسلام قد نسبوا إليه بعض ما زبره تلميذه شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية رضي الله عنه..وهذا الكلام مثال على ذلك فإن ألفاظه شاهدة شهادة العدول على أنه من دواة أبي عبد الله نبع ، ومن سن قلمه تهادى..ولا يكفي في نسبة الكلام = في نظرأخيكم الفقير = أن يقال : إنه لشيخ الإسلام مع إضافات يسيرة لأبي عبد الله ابن القيم رحمهما الله ورضي عنهما..لأن كلام أبي عبد الله رضي الله عنه دالٌّ على صاحبه..ولم يكن هذا نمط شيخ الإسلام في تقرير المسائل ولا في صوغها وعرضها..وإنما كان أسلوبه أشبه ما يكون بالسيل الدفّاع من قلال الجبال..تسمع للكلام صليلا في نفسك..
وأما نمط كلام أبي عبد الله فما رأيته إلا متأنيا يبحث في السر والحكمة والتعليل والاستنباط..لا يزال يمد المسألة بزاد من الأناة والتأمل فيأتي كلامه متهاديا.. مصحوبا بتأمل..وانظر..وفي هذا سر عظيم..وباب شريف..بخلاف كلام شيخه.
والكلام فيه ما يأتي:
- كما قد ذكرناه في كتاب التحفة المكية 3/845. ومعلوم أنه لابن قيم الجوزية .
-وقد ذكرنا من طرق الرد على هؤلاء وهؤلاء في كتاب التحفة أكثر من مائة طريق. 3/846
-"ولقد حدثني رجل".. 3/850 ..فلابد أن يكون هذا الكلام لأحد الشيخين صرفا..
وقد كنت شككت في نسبة هذا الكلام بهذا النمط وهذا التقرير لأبي العباس قبل أن أطالع ما كتبه إخواني وأساتذتي الكرام أحبهم الله..
وأختم أخيرا قائلا: ما الذي يدعو أبا عبد الله ابن القيم رحمه الله ورضي عنه إلى تخلية الكلام من النسبة إلى شيخه رضي الله عنه؟ وهو الذي أكثر النقل عنه ونصره في أزمنة المحن العاصفة وبث علمه وهذبه ونشره بين العالمين؟!
وكم من مرة سار معه بقلمه ونفسه على حد السكين لا يبالي..أفلا ينسب إليه الكلام وما من عادته إلا نسبة الكلام إلى شيخه؟
وفي النهاية : الخطأ بي أولى..ولكن أحببت الإبانة عما في خزانة النفس- وإن كانت فقيرة- لعل هناك ما يدعم هذا الكلام أو يمحوه بدلائل العلم الذي نسأل الله أن يجعلنا من الطالبيه بما يحب..
وأستغفر الله وأتوب إليه





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم وجزاكم خيراً أستاذ باسل
ما تفضلتم به وارد، لقرينتي الأسلوب وعدم تصريح ابن القيم بالنقل عن شيخه
وقد يظهر لاحقاً ما يوقف على تعيين كاتب هذه الفوائد
وإن لم يظهر فيبقى الاحتمال وارداً، والفائدة محصلة.

الحمادي
2009-02-13, 06:19 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...



وفيك بارك الله وجزاك خيراً أخي الفاضل (المخضرمون)

الحمادي
2009-02-13, 06:20 PM
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك أختنا الفاضلة (الحافظة)

لا يخفى عليك أنَّ لدفع الحسد والوقاية منه أسباباً معنوية وأخرى حسية
فصدق التوكل على الله والاعتماد عليه أسبابٌ معنوية
وكتمان النعمة عن الحاسد سببٌ حسي، فإن الحاسد إذا لم يعلم بتلك النعمة لم تتعلق نفسه بها

ولا مانع من استعمال الأسباب الحسية التي لا تعارض الشرع

عبده شايب
2009-02-17, 01:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله بارك الله في جهود الجميع وزادكم من نعيمه أما إظهار النعمة فهو بإعمالها في الواقع وان تظهر منفعتها سواء كانت مالية او بدنية او علمية {واما بنعمة ربك فحدث } ولو لم يذكر النعم التي عنده على التفصيل للناس والله اعلم

ابن تيميه الصغير
2009-02-17, 02:00 AM
غفر الله لك فقد أستفدت فائدة كبيرة جداً

الحمادي
2009-02-28, 05:11 PM
شكر الله لكما وبارك فيكما

حمدان الجزائري
2009-03-02, 11:34 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ،ويا حبذا تتحفنا بموضوع تتكلم فيه عن الحسد والعين

أبو الحارث السلفي
2009-03-03, 05:23 AM
بارك الله فيك على هذه الفائدة

الحمادي
2009-03-08, 12:58 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ،ويا حبذا تتحفنا بموضوع تتكلم فيه عن الحسد والعين



وجزاك ربي خيراً وبارك فيك
عسى أن يتيسر ذلك، وقد نُشرت بعض الكتابات نافعة

الحمادي
2009-03-08, 01:00 PM
بارك الله فيك على هذه الفائدة



وفيك بارك الله وبك نفع أبا الحارث

السلفية النجدية
2009-03-09, 03:33 AM
درة بهية ، وفائدة زكية ..

جزاك الله خيرا أخي الفاضل ..

الحمادي
2009-03-11, 05:38 PM
وجزاك ربي خيراً وبارك فيك

أبو سلمان الجزائري
2009-12-08, 01:48 AM
أحسن الله إليكم

أبوبكر الذيب
2009-12-08, 10:29 AM
جزاكم الله خيرا على هذا الطرح القيم وهذا النقاش الماتع لقد استفدنا كثيرا من هذه الحوارات وزالت لدينا إشكالات عديدة فجزاكم الله خيرا.

ابومصعب الكويتي
2009-12-08, 02:27 PM
صدق والله شيخ الإسلام في هذا ، وفي هذا الزمان لابد أن يكون المرء أشد كتمانا لما يقوم به من الطاعات ومن طلبه للعلم ، وذلك لقلة السالكين لهذا الطريق ، فتجد أن
الناس يتعجبون من طالب العلم كيف تقضي الوقت الطويل بين الكتب ! ألا تمل من ذلك !
ثم كم تحفظ من القران ، وماأكثر الكتب في بيتك هل قرأتها كلها؟ نعوذ بالله من شر الحاسدين
فينبغي على طالب العلم ألا يتحدث عن طلبه للعلم إلا لمن يثق من أصدقائه ويعرف محبته له وصفاء نفسه ، وليس هناك نعمة يحسد عليها المرء أعظم من العلم ( أم يحسدون الناس على مااتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة )

هذا موضوع مهم قلّ من يتفطن له ..وللأسف بعض طلبة العلم حاله كحال العوام بل الحجة عليه ابلغ ، تجده جامعا للكتب ، اما ان سألته عن نصيبه من القراءة والعناية بالاوراد والنوافل فحدث ولا حرج بل قد يتعجب من بعض الطلبة الذين له عناية والحرص على الحفظ والتحصيل والذين لهم عناية يعتني بالنوافل ...

يظن ان العلم مقتصر فقط على حضور الدورات ، وما ان تتوقف الدروس تتوقف عجلة الطلب فيصبح عامي ..فالله المستعان ...
بارك الله في الجميع ،، استفدت فوائد عظيمة من هذا الموضوع ..
فسأل الله ان يجزي كل من كتب ونفع اخوانه خيرالجزاء

الحمادي
2011-03-28, 11:48 PM
الإخوة الفضلاء.. أبا سلمان الجزائري، وأبا بكر الذيب، وأبا مصعب الكويتي
شكر الله لكم وجزاكم خيراً