تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجمع بين: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ} و «إن الميت يعذب ببكاء أهله»



احمد ابو انس
2024-11-24, 06:35 PM
الجمع بين: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ} و «إن الميت يعذب ببكاء أهله»السؤال:
يوجد حديث عند الإمام البخاري رحمه الله عن النبي ﷺ: أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه. وحديث آخر عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ترفض هذا القول وتقول: حسبكم القرآن: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164] فما جوابكم أثابكم الله عن هذه المسألة؟ هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه، أم أنه ليس للإنسان إلا ما سعى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى؟
الجواب:
ليس هناك تعارض بين الأحاديث والآية التي ذكرتها عائشة رضي الله عنها فقد ثبت عن رسول الله ﷺ من حديث ابن عمر ومن حديث المغيرة وغيرهما في الصحيحين وليس في البخاري وحده أن النبي ﷺ قال: إن الميت يعذب بما يناح عليه[1] (https://binbaz.org.sa/fatwas/5701/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B2%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AA-%D9%8A%D8%B9%D8%B0%D8%A8-%D8%A8%D8%A8%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%87#footn ote-1) وفي رواية للبخاري: ببكاء أهله عليه[2] (https://binbaz.org.sa/fatwas/5701/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B2%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AA-%D9%8A%D8%B9%D8%B0%D8%A8-%D8%A8%D8%A8%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%87#footn ote-2) والمراد بالبكاء النياحة وهي رفع الصوت، أما البكاء الذي هو دمع العين فهذا لا يضر، وإنما الذي يضر هو رفع الصوت بالبكاء وهو المسمى بالنياحة، والرسول ﷺ قصد بهذا منع الناس من النياحة على موتاهم وأن يتحلوا بالصبر ويكفوا عن النوح، ولا بأس بدمع العين وحزن القلب، كما قال عليه الصلاة والسلام لما مات ابنه إبراهيم: العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون[3] (https://binbaz.org.sa/fatwas/5701/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B2%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AA-%D9%8A%D8%B9%D8%B0%D8%A8-%D8%A8%D8%A8%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%87#footn ote-3).
فالميت يعذب بالنياحة عليه من أهله والله أعلم بكيفية العذاب الذي يحصل له بهذه النياحة، وهذا مستثنى من قوله تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164] فإن القرآن والسنة لا يتعارضان، بل يصدق أحدهما الآخر ويفسر أحدهما الآخر؛ فالآية عامة والحديث خاص، والسنة تفسر القرآن وتبين معناه؛ فيكون تعذيب الميت بنياحة أهله عليه مستثنى من الآية الكريمة ولا تعارض بينها وبين الأحاديث.
وأما قول عائشة رضي الله عنها فهذا من اجتهادها وحرصها على الخير، وما قاله النبي ﷺ مقدم على قولها وقول غيرها لقول الله سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10] وقوله : فَإِنْْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59] والآيات في هذا المعنى كثيرة، والله الموفق[4] (https://binbaz.org.sa/fatwas/5701/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B2%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AA-%D9%8A%D8%B9%D8%B0%D8%A8-%D8%A8%D8%A8%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%87#footn ote-4).
رواه الإمام أحمد في (مسند الكوفيين) من حديث المغيرة بن شعبة برقم (17737)، والبخاري في (الجنائز)، باب ما يكره من النياحة على الميت برقم (1291)، ومسلم في (الجنائز) باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه برقم (933).
رواه البخاري في (الجنائز) باب قول النبي ﷺ: "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه" برقم (1288).
رواه البخاري في الجنائز برقم 1220، واللفظ له، ومسلم في الفضائل برقم 4269.
من برنامج (نور على الدرب). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 13/ 417).

احمد ابو انس
2024-11-24, 06:39 PM
https://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-02-0080&value=&type=

احمد ابو انس
2024-11-24, 06:42 PM
الشيخ محمد بن صالح العثيمين (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=shch&shid=6) / تفسير القرآن الكريم (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=shbovi&shid=6&boid=12)
تفسير سورة الزمر-03b (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=tadevi&id=11794)
كيف الجمع بين قول الله تعالى : (( ولا تزر ولزرة وزر أخرى )) وبين ما جاء أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه .؟ حفظ (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=pdit&cntid=211803)

الطالب: يا شيخ أحسن الله إليك يا شيخ كيف نجمع بين .. (( لا تزر وازرة وزر أخرى )) وبين ما ورد أنَّ الميت يُعذَّب ببكاء أهله عليه؟
الشيخ : نعم هذا أيضًا صحيح ينبغي أن يورد على الآية وهو أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام ثبت عنه أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه عائشة رضي الله عنها قالت: " إنَّ المرادَ بذلك الكافر " ولا شكَّ أنها رضي الله عنها بشر تخطيء وتصيب وذلك لأنَّ الكافر يُعذَّب سواءٌ بكى عليه أهله أم لا، لكن هي أرادت أن تقول: إن معنى الحديث أنَّ الكافر لَيُعَذَّب وأهله يبكُون عليه .. هذا معنى الحديث واستدلت بالآية، ولكنا نقول: لا يستقيم هذا التأويل بل معنى الآية: أنَّ المراد بالعذاب التأَلُّم التأَلُّم النفسي وليس التألمَ البدني ونظيرُ هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( السفرُ قطعةٌ من العذاب ) مع أن المسافر لا يتعذَّب تعذُّبًا بدنِيًّا قد يكون مِن آنَس ما يكون إذا كانت الأرض مُخْصِبَة والإبل طيبة والرِّفاق أصحاب وش يكون السفر؟ نُزْهَة نزهة ومع ذلك فهو قطعة من العذاب القلبي، صح؟ نحن بالطائرة مسترِيحُون مُكَنْدَشَة دِفْءٌ في الشتاء وبرودة في النهار، لا، برودة في الصيف ونشرب القهوة والعصير ونأكل التمر وكلّ ما طلبنا يأتي، ومع ذلك القلب متأَلِّم مو هو مثل الإنسان المستقر في بيته، فالعذاب الذي في القبر هو هذا النوع من العذاب، وقال بعض العلماء: يعذَّب عذابًا بدنِيًّا يعاقب عقوبة بدنية ولكنَّ هذا في مَن أوصى أهلَه أن ينوحوا عليه وإن كان هذا لم يذكر بالحديث لكن يُحمَلُ الحديث على ما تقتضيه النصوص الأخرى، وقال بعضهم: هذا في الرجل الذي يعلم مِن أهله أن ينوحوا عليه ولم ينهَهُم والفرق بين القول هذا واللي قبله واضح: الذي قبلَه أوصاهم وهذا لم ينهَهم ما أوصاهم لكن يعلم أنهم يفعلون فلم ينهَهم، فهذه أربعة اقوال في الحديث وأصحُّها أنَّ المراد بالعذاب العذاب النفسي وليس العذاب البدنِي، لقوله تعالى: (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) نعم.
الطالب: بسم الله الرحمن الرحيم (( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) ))

احمد ابو انس
2024-11-24, 06:45 PM
https://www.youtube.com/watch?v=76Zhi05-2o8&ab_channel=%D9%81%D8%B6%D9%8A% D9%84%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%B4% D9%8A%D8%AE%D9%85%D8%AD%D9%85% D8%AF%D8%A8%D9%86%D8%B5%D8%A7% D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%B9% D8%AB%D9%8A%D9%85%D9%8A%D9%86

احمد ابو انس
2024-11-24, 07:11 PM
شرح حديث (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا هناد بن السري عن عبدة و أبي معاوية المعنى، عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الميت ليُعذب ببكاء أهله عليه)، فذُكر ذلك لعائشة فقالت: وَهِلَ -تعني ابن عمر - إنما مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قبر فقال: (إن صاحب هذا ليعذب وأهله يبكون عليه)، ثم قرأت: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]، قال عن أبي معاوية : على قبر يهودي ]. أورد أبو داود حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه)، ولما بلغ ذلك عائشة رضي الله عنها قالت: وَهِلَ، أي: أنه حصل له ذهول وعدم ضبط للأمر، وحقيقة الأمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر بقبرٍ وقال: (إنه يعذب وأهله يبكون عليه)، وفي بعض الروايات: أن الميت كان يهودياً، ومعنى ذلك: أنه في الوقت الذي يبكي فيه أهله عليه فهو يعذب، ولكن جاء في حديث ابن عمر : (يعذبُ الميت بما نِيْحَ عليه) يعني: بسبب النياحة عليه، و عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها قالت: وهِل، وأشارت إلى ذلك الذي ذَكرته في قصة الرجل الذي مر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُعذب وأهله يبكون عليه، ولم يقل: إنه ببكاء أهله عليه، وفي بعضها: أنه يهودي، ولما بلغها ذلك أنكرت، وقالت ما قالت، ثم استدلت بقوله تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]. والحديث ثابت عن عبد الله بن عمر ، وفيه: أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وقد ذكر العلماء أجوبة عن كون الميت يُعذب ببكاء أهله عليه، والله عز وجل قد قال: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]، وأن الإنسان لا يعذب بجريرة غيره، وبذنب غيره، وإنما يُعذب بعمله، فمن الأجوبة التي أجاب بها العلماء: أنه إذا أوصى بأن يُناح عليه فإنه يُعذب بسبب ذلك، ويكون هذا من عمله، وأنه يُعذب بشيءٍ من سببه، وأنه ما نهى عن ذلك، وإنما أمر بذلك وأوصى به، وهذا معلوم أنه لو أوصى فإنه يُعذب، أو أنه يستحق العذاب على ذلك، ولو لم ينح عليه؛ لأنه فعل أمراً منكراً، وهو الوصية بالأمر المحرم. ومن العلماء من قال: إذا كان معروفاً من عادة الناس ومن طريقهم أنهم ينوحون ولم يحذر من ذلك، ولم ينه عن ذلك، فإنه يعذب بسبب ذلك، ومنهم من قال: إن المقصود أنه يعذب مثلما جاء عن عائشة أنه إنما يُعذب في الوقت الذي كان أهله ينوحون عليه، ولكن هذا ليس فيه ذكر أن العذاب بسبب النياحة. والوجه الرابع من الوجوه التي أجاب بها العلماء: أنه ليس المقصود بكونه يُعذب في قبره أنه يُعاقب على فعلٍ فعله غيره، وهو النياحة، وليس هذا العذاب عقوبة على فعلهم ذلك الذي هو النياحة، وإنما المقصود: إخبار عن شيءٍ يحصل له وهو التألم والتأثر من فعلهم ذلك، وقد رجح هذا ابن القيم في تهذيب السنن، وقال: إنه قد جاء في الحديث الصحيح أنه يقال له بعد نوحهم عليه بقولهم: واجبلاه! واكذا! واكذا! فيقال: أنت كذلك؟ أنت كذا؟ أنت كذا؟ فيتألم بذلك الشيء وإن لم يكن عقوبة له على فعلٍ حصل منه، وقال: هذا من جنس قوله صلى الله عليه وسلم: (السفر قطعة من العذاب)، وليس معنى ذلك أن الإنسان يُعذب على ما يحصل له في سفره من تعبٍ ونصب، وإنما هذا إخبار عن شيءٍ قد حصل له، فيكون هذا من جنسه، وهذا هو الذي رجحه ابن القيم في تهذيب السنن .تراجم رجال إسناد حديث (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه...)
قوله: [ حدثنا هناد بن السري ]. هو هناد بن السري أبو السري ، وهو ثقة أخرج له البخاري في (خلق أفعال العباد) و مسلم وأصحاب السنن. [ عن عبدة ]. عبدة بن سليمان ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ و أبي معاوية ]. هو محمد بن خازم الضرير الكوفي، وهو ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن هشام بن عروة ]. هشام بن عروة ثقة أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن أبيه ]. أبوه هو عروة بن الزبير ، وهو ثقة فقيه، أحد فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن ابن عمر ]. هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الصحابي الجليل، أحد العبادلة الأربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قول ابن القيم في المراد بتعذيب الميت ببكاء أهله عليه قال ابن القيم رحمه الله: المسلك الرابع: أن المراد بالحديث: ما يتألم به الميت ويتعذب به من بكاء الحي عليه، وليس المراد أن الله يعاقبه ببكاء الحي عليه، فإن التعذيب هو من جنس الألم الذي يناله بمن يجاوره مما يتأذى به ونحوه، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (السفر قطعة من العذاب)، وليس هذا عقاباً على ذنب وإنما هو تعذيب وتألم، فإذا وبِّخ الميت على ما يُناح به عليه لحقه من ذلك تألم وتعذيب، ويدل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال: أُغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته عمرة تبكي: واجبلاه! واكذا! واكذا! تَعُد عليه، فقال حين أفاق: ما قلتِ شيئاً إلا قيل لي: أأنت كذلك؟! وقد تقدم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث عبد الله بن ثابت : (فإذا وجب فلا تبكين باكية)، وهذا أصح ما قيل في الحديث. قوله: إذا وجب، أي: أنه بعد حصول الموت، وهذا أصح ما قيل في الحديث، وهو الذي اختاره ابن القيم من المسالك الأربعة. ويقول: ابن القيم : ولا ريب أن الميت يسمع بكاء الحي ويسمع قرع نعالهم، وتعرض عليه أعمال أقاربه الأحياء، فإذا رأى ما يسوءه تألم له، وهذا ونحوه مما يتعذب به الميت ويتألم، ولا تعارض بين ذلك وبين قوله تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]. انتهى. هذا الكلام غير واضح، أي: كون الميت يسمع بكاء أهله وغير ذلك، فهذا الكلام غير واضح؛ لأن هذه من أمور الغيب التي لا يقال فيها إلا بدليل، وأما ما يتعلق بقرع النعال فقد جاءت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه يسمع قرع نعالهم، فأمور الغيب يقتصر فيها على ما ورد، وما لم يرد يُسْكت عنه، ومما يدل على أن الميت لا يعلم ما يجري بعده، ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يذاد أناس عن الحوض فيقول: أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)، فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ذلك فلا حاجة لأن يقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إذا كان يدري، فقولهم له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، يدل على أن أمور الغيب لا يثبت منها شيء إلا بدليل.
الكتاب : شرح سنن أبي داود
المؤلف : عبد المحسن العباد

احمد ابو انس
2024-11-24, 07:50 PM
الشيخ محمد ناصر الالباني (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=shch&shid=1) / متفرقات (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=shbovi&shid=1&boid=48)
متفرقات للألباني-204 (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=tadevi&id=9319)
هنالك من يقول إذا عارض الحديث آية من القرآن فهو مردود مهما كانت درجة صحته وضرب مثالا على ذلك بحديث ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ) واحتج بقول عائشة رضي الله عنها في ردها الحديث بقول الله عزوجل (ولا تزر وازرة وزر أخرى ) فكيف يرد على من يقول ذلك ؟ حفظ (https://alathar.net/home/esound/index.php?op=pdit&cntid=158087)

السائل : سؤال آخر فضيلة الشيخ هنالك من يقول إذا عارض الحديث آية من القرآن فهو مردود مهما كانت درجة صحته وضرب مثال على ذلك بحديث ( إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم واحتج بقول عائشة في ردها الحديث بقول الله عز وجل (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) فكيف يرد على من يقول ذلك ؟
الشيخ : رد هذا الحديث هو من مشاكل رد السنة بالقرآن وقد فصّلنا آنفا الكلام على انحراف ذلك عن الخط المستقيم أما الجواب عن هذا الحديث وبخاصة من تمسك بحديث عائشة فهو أولا من الناحية الحديثية حديث ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ) هذا الحديث لا سبيل لرده من الناحية الحديثية لسببين اثنين الأول أنه قد جاء بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنه والسبب الثاني أن ابن عمر لم يتفرد به بل تابعه على ذلك عمر بن الخطاب وهو وابنه لم يتفردا به فقد تابعهم المغيرة بن شعبة وهذا مما يحضرني في هذه الساعة لأن هذه الروايات عن هؤلاء الصحابة الثلاثة في الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم أما لو أن الباحث بحث بحثا خاصا في هذا الحديث فسيجد له طرقا أخرى وكل هذه الأحاديث الثلاثة كلها أحاديث صحيحة الأسانيد فلا تردّ بمجرد دعوى التعارض مع القرآن الكريم ذلك لأن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ) قد أجاب أو قد فسر العلماء هذا التفسير بوجهين اثنين، الوجه الأول أن هذا الحديث إنما ينطبق على الميت الذي كان في قيد حياته يعلم أن أهله بعد موته سيرتكبون مخالفات شرعية يعلم ذلك ثم هو لم ينصحهم ولم يوصهم أن لا يبكو عليه لأن هذا البكاء يكون سببا لتعذيب الميت، بعبارة عربية ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ) الميت هنا ال للتعريف ليست للاستغراق والشمول أي ليس الحديث بمعنى إن كل ميت يعذب ببكاء أهله عليه وإنما ال هنا ال العهد أي الميت الذي لا ينصح أهل بأن لا يرتكبوا بعد وفاته ما يخالف الشرع فهذا الذي يعذب ببكاء أهله عليه أما من قام بواجب النصيحة وبواجب الوصية الشرعية أن لا يبكوا أن لا ينوحوا عليه وأن لا يأتوا بالمنكرات التي تفعل خاصة بهذا الزمان فإذا لم يوص ولم ينصح عذّب وإذا نصح ووصّى لم يعذب، هذا التفصيل هو الذي يجب أن نفهمه من التفسير الأول لكثير من العلماء المعروفين والمشهورين كالنووي وغيره .
وإذا عرفنا هذا التفصيل وضح أن لا تعارض بين هذا الحديث وبين قوله تعالى (( ألا تزر وازرة وزر أخرى )) إنما يظهر التعارض فيما لو فهم الميت أن الـ هناك إنما هو للاستغراق و الشمول أي كل ميت يعذب حينئذ يشكل الحديث ويتعارض مع الآية الكريمة أما إذا عرفنا المعنى الذي ذكرناه آنفا فلا تعارض ولا إشكال لأن الذي يعذب إنما يعذب بسبب عدم قيامه بواجب النصح والوصية، هذا هو الوجه الأول مما قيل في تفسير هذه الحديث لدفع التعارض المدعى، أما الوجه الثاني وهو الذي فهو الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بعض مصنفاته أن العذاب هنا ليس عذابا في القبر أو عذابا في الآخرة وإنما هو بمعنى التألم وبمعنى الحزن أي إن الميت إذا سمع بكاء أهله عليه أسف وحزن لحزنهم هم عليه هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية وهذا لو صح لاستأصل شأفة الشبهة لكني أقول إما هذا التفسير يتعارض مع حقيقتين اثنتين لذلك لا يسعنا إلا أن نعتمد على التفسير الأول للحديث، الحقيقة الأولى إن في حديث المغيرة بن شعبة الذي أشرت إليه آنفا زيادة تبيّن أن العذاب ليس بمعنى التألم وإنما هو بمعنى العذاب المتبادر أي عذاب في النار إلا أن يعفو الله تبارك وتعالى كما هو صريح قوله عز وجل (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ما هو رواية المغيرة قال ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله يوم القيامة ) يعذب بسبب بكاء أهله عليه يوم القيامة وليس بالقبر الذي فسره ابن تيمية بالألم والحزن، الحقيقة الأخرى هي أن الميت إذا مات فالذي تدل عليه أدلة الكتاب والسنة أنه لا يحس بشيء يجري من حوله سواء كان هذا الشيء خيرا أم شرا اللهم إلا في بعض المناسبات التي جاء ذكرها في بعض الأحاديث إما كقاعدة لكل ميت أو لبعض الأموات حيث أسمعهم الله عزّ وجل بعض الشيء الذي يتألمون به .
من الأول الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا وضع الميت في قبره وانصرف الناس عنه إنه ليسمع قرع نعالهم وهم عنه مدبرون ) يسمع قرع نعالهم وهم عنه مدبرون في هذا الحديث الصحيح إثبات سمع للميت خاص في وقت دفنه وحين ينصرف الناس عنه أي في الوقت الذي يجلسه الملكان الذان يسألانه عن ربه عن دينه عن نبيه فقد أعيدت الروح إليه فهو في هذه الحالة يسمع قرع النعال فلا يعني الحديث بداهة أن هذا الميت وكل الأموات هكذا تعاد إليها أرواحهم إنهم يظلون يسمعون قرع نعال المارة بين القبور إلى يوم يبعثون لا إنما هذا وضعٌ خاص وسماع خاص من الميت لأنه أعيدت روحه إليه وحينئذ لو أخذنا بتفسير ابن تيمية وسّعنا دائرة إحساس الميت بما يجري حوله سواء عند نعشه قبل دفنه أو بعد وضعه في قبره معنى ذلك أنه يسمع بكاء الأحياء عليه هذا يحتاج إلى نص، النص أولا مفقود وثانيا بعض نصوص الكتاب والسنة الصحيحة تدل على أن الموتى لا يسمعون وهذا بحث طويل ولا أريد أن أضيع عليكم الجواب عن بقية الأسئلة بل لا أستطيع الإجابة عن بقية الأسئلة إنما على الأقل عن بعضها ولكني سأذكر شيئا أو حديثا واحدا وأنهي الجواب عن هذا السؤال، لا شك أنكم قرأتم أو سمعتم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) سيّحين طوّافين على المجالس فكلما صلى مسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهناك ملك موكل يوصل هذا السلام من ذاك المسلم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلو كان الأموات يسمعون لكان حق هؤلاء الأموات أن يسمع هو؟ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لم فضله الله تبارك وتعالى وخصه بخصائص على كل الأنبياء والرسل والعالمين .
فلو كان أحد يسمع لكان سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ثم لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسمع شيئا بعد موته لسمع صلاة أمته عليه ومن هنا تفهمون خطأ بل ضلال الذين يستغيثون ليس بالنبي صلى الله عليه وسلم بل وبمن دونه سواء كانوا رسلا أو أنبياء أو صالحين لأنهم لو استغاثوا بالرسول عليه السلام لما سمعهم كما هو صريح القرآن (( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم )) إلى آخر الآية.
فإذًا الموتى بعد موتهم لا يسمعون إلا ما جاء النص في قضية خاصة كما ذكرت أنفا من سماع الميت قرع النعال وبهذا ينتهي الجواب عن هذا السؤال .

احمد ابو انس
2024-11-24, 08:03 PM
3151- إن الميت يعذب ببكاء الحي عليه ، إذا قالت النائحة : واعضداه ، واناصراه ، واكاسياه ! جبذ الميت وقيل له : أنت عضدها ؟! أنت ناصرها ؟! أنت كاسيها ؟!.
قال الألباني : 7 /141 : ضعيف
أخرجه الحاكم (2/ 471) ، وأحمد (4/ 414) من طريق زهير ابن محمد عن أسيد بن أبي أسيد عن موسى بن أبي موسى الأشعري عن أبيه مرفوعًا.
فقلت : سبحان الله ! يقول الله عز وجل : (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ! فقال : ويحك ! أحدثك عن أبي موسى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وتقول هذا ؟! فأينا كذب ؟! فوالله ما كذبت على أبي موسى ، ولا كذب أبو موسى على النبي صلي الله عليه وسلم . وقال الحاكم : صحيح الإسناد" . وسكت عنه الذهبي !
قلت : زهير بن محمد هو أبو المنذر الخراساني الشامي ، وهو ضعيف ، وقد جاء الحديث من طرق عن جمع من الصحابة ، بدون هذه الزيادة : إذا قالت النائحة : ..." . فتفرده بها مما لا يحتمل .

احمد ابو انس
2024-11-24, 08:17 PM
https://binbaz.org.sa/audios/2439/524-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D9%85%D9%86-%D9%86%D9%8A%D8%AD-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%81%D8%A7%D9%86%D9%87-%D9%8A%D8%B9%D8%B0%D8%A8-%D8%A8%D9%85%D8%A7-%D9%86%D9%8A%D8%AD-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7 %D9%85%D8%A9

احمد ابو انس
2024-11-24, 08:18 PM
https://www.youtube.com/watch?v=LUjP2ppiIvc&ab_channel=%D9%81%D8%B6%D9%8A% D9%84%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%B4% D9%8A%D8%AE%D9%85%D8%AD%D9%85% D8%AF%D8%A8%D9%86%D8%B5%D8%A7% D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%B9% D8%AB%D9%8A%D9%85%D9%8A%D9%86

احمد ابو انس
2024-11-24, 08:19 PM
https://www.youtube.com/watch?v=HlLPzXiQyWI&ab_channel=%D8%A7%D9%84%D8%B9% D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9%D8%A7% D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88% D8%B1%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD% D8%A7%D9%84%D9%81%D9%88%D8%B2% D8%A7%D9%86