تصحيحات على نسخة مشهور حسن لكتاب السلسلة الصحيحة

[صفوان بن جلال]

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :

وإذ كنت شرعت في مجالس في التعليق على أحاديث السلسلة الصحيحة للعلامة محمد ناصر الدين الألباني ــ رحمه الله ــ وذلكم باللغة الفرنسية ،كنت أود أن أعتمد على النسخة التي طبعها فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان ــ حفظه الله ــ وهو تلميذ لمؤلف الكتاب لسهولة الوصول إلى أحاديثها.

فهي نسخة أرادها صاحبها (ترتيب وتلخيص) لأصل الكتاب ، فأراد حذف تخريج الأحاديث وإبقاء متونها مع ذكر الصحابي راوي الحديث ، ثم ترتيبها على الأبواب الفقهية حسب ما هو مذكور على غلاف نسخته.

ولكن لما قارنت هذه النسخة المختصرة والمرتبة زعمًا وجدت أنها غير مرتبة هذا أولا، وثانيًا فيها أخطأ كثيرة وكثيرة جدًّا ، بالرغم أن هذا العمل يبدو سهلا تحقيقه.

وإني أعتقد أن ذلك يعود إلى سببين اثنين ،

أولهما : هو الاستعجال على الإنتاج
والثاني : هو أنه ـــ حفظه الله ـــ لم يقم بهذا العمل هو نفسه ، وإنما كلف بعض الناس على القيام به ، ثم ألصق اسمه عليه ، هذا الذي يقتضيه حسن الظن به ــ حفظه الله تعالى ـ إذ نوعية الأخطأ التي سيقف عليها القاري اللبيب لا يليق بفضيلة الشيخ مشهور حسن أن يقع فيها هو نفسه.

ولأجل ذلك قررت أن أقوم بترتيب أحاديث هذه السلسلة المباركة إن شاء الله بشكل يبرز فائدتها ـ يسر الله إتمام هذا المشروع

وإني سأذكر بعض تلك الزلات من غير مراعة ترتيب النسخة ـ وإنما حسب ما ساقني إليه المقام ، والترقيم المذكور يكون ترقيم نسخة فضيلة الشيخ مشهور حسن ــ وفقني الله وإياه لما يحبه ويرضاه

[صفوان بن جلال]

[1]رقم( 2538 ) ؛قال ـــ حفظه الله ـــ :« عن شداد بن أوس »

قلت :إنما قال الألباني (1 / 32 ) : إنه "من حديث ثوبان ومن حديث شداد بن أويس إن كان محفوظًا"انتهى فالأولى جعله من مسند ثوبان.


[2] رقم( 2702 ) ؛قال ـــ حفظه الله ـــ : « عن جمع منهم المقداد وأبو ثعلبة وتميم الداري... »

قلت :إنما هو من حديث تميم الداري ، وأما حديث المقداد وأبي ثعلبة فجعل الألباني حديثهما مما يشهد لحديث تميم الداري ؛ يراجع "الصحيحة"( 1 / 32 ) و"تحذير الساجد"( ص159 ــالحاشية )


[3] رقم ( 2045 ) ؛قال ـــ حفظه الله ـــ : « عن أبي هريرة أن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ كان إذا ودَّع أحدًا قال "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. »

قلت :إنما اللفظ الذي صححه الألباني لحديث أبي هريرة هذا هو "أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه"وقال عن اللفظ الذي أثبته الشيخ مشهور :« فتأكدنا من خطئه »يراجع"الصحيحة"( 1 / 51 ) ؛ويلاحظ أن هذا يجب تصحيحه أيضًا في "السلسلةالصحيحة"للألباني نفسه فإنه لم يثبت اللفظ الراجح عنده في صلب الكتاب وإنما أثبته في تفاصيل التخريج.

[4] رقم( 3350 ) ؛قال ـــ حفظه الله ـــ : « روي من حديث ابن مسعود وثوبان وابن عمر وطاووس مرسلًا »

قلت :فالأولى الاقتصار على جعله من مسند ابن مسعود ؛
أماحديث ثوبان وابن عمر فضعفهما الألبانيُّ جدًّا فلم يعتمد عليهما في تصحيحه لهذا الحديث حيث قال (1 / 79 ) : « قد عرفت أن طرقه كلها ما عدا الأول ــ [يعني حديث ابن مسعود]ـــضعيفة جدًّا فلا يتقوى الحديث بها كما تقرر في علم أصول الحديث. »
وأما حديث طاووس مرسلًا إنما اعتمده الألبانيُّ لتقوية حديث ابن مسعود حيث قال : « ثم وجدتُ شاهدًا مرسلًا..عن ابن طاووس عن أبيه مرسلًا وهذا سند صحيح إلا إرساله ولكنه مع ذلك شاهد قوي لما قبله. »انتهى

[5] رقم ( 1622 ) قال ـــ حفظه الله ـــ : « عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه »

قلت :من تمام الحسن تبيين أي عبد الله هو ؟ إنما هو ابن مسعود

[6] رقم ( 434 ) قال ـــ حفظه الله ـــ : « عن معاوية بن قرة عن أبيه »

قلت :من تمام الحسن تبيين اسم الصحابي ، إنما هو قرة بن إياس المزني ، ويقال له قرة بن الأغر.


[7] رقم ( 2095 ) قال ــ حفظه الله ـــ :« عن عبد الله بن عمر مرفوعًا »

قلت :خرجه الألباني من حديث أبي هريرة أيضًا.


[8] رقم ( 2465 )قال ــ حفظه الله ـــ :« عن أبي هريرة قال :أتى نفر من أهل البادية إلى رسول الله فقالوا :يارسول الله ، إن أهل قرآن... »

قلت :إنما رجح الألباني لفظة "من قرابتنا"على لفظة "أهل قرآن"حيث قال ( 7 / 409 ،410 ) :« والحديث أخرجه البيهقي من طريق...وقال"من قرابتنا"مكان"أهل قرآن"ولعله أصح. »انتهى

[9] رقم ( 2443 ) قال ــ حفظه الله ـــ : « عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه »
قلت :لم لم يجعل من مسند سعد مباشرة ؟

[10] رقم ( 2471 ) قال ــ حفظه الله ــ :« عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن جلوس... »

قلت :لفظة"جلوس"غلط ؛ إنما جاء في "السلسلة الصحيحة" : «ونحن عنده ».

[صفوان بن جلال]

[11] رقم ( 2493 )قال ــ حفظه الله ـــ :« عن عبد الله بن مسعود قال حدث صفوان بن عسال المرادي... »
قلت :إنما رجح الألبانيُّ عدم ذكر (عبدالله بن مسعود)في سند هذا الحديث حيث قال ـــ رحمه الله ـــ( 7 / 1176) : «... وذكر في إسناده عبد الله بن مسعود ولم يذكره في الرواية الأخرى له من طريق (عارم)، وهي رواية ابن عبد البر وهي أصح لموافقتها لرواية أحمد... »انتهى

[12] رقم( 2540 ) و(3647 )...
قلت :هما حديث واحد ؛ وإنما أطال الألبانيُّ التخريج شيئًا ما في الموضع الثاني كما قال (6 / 638 ) : « ولقد تقدم حديث الترجمة في المجلد الأول مختصرًا عما هنا تخريجًا. »انتهى ؛ فما كان ينبغي أن يفرق بينما.

[13] رقم( 3650 )قال ـ حفظه الله ـ :« ورواه كثير بن زيد الأسلمي... »
قلت :إنما جعل الألبانيُّ هذه الطريقةَ الثانيةَ للحديث ثم أشار الألبانيُّ إلى أنها مرجوحة ؛ حيث ذكر بعدها طريقة ثالثة وقال عقبها (7 / 1469 ) : « وهذا هو الصواب الذي تشهد له الطريق الأولى على أن كثير بن زيد الأسلمي كان يخطئ كما في "التقريب". »انتهى

[14] رقم ( 484 ) قال ــ حفظه الله ــ :« روي من حديث أبي بن كعب وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وسلمان. »
قلت :لم يعتمد الألبانيُّ على حديث جابر للحكم على هذا الحديث إذ يراه شديد الضعف ؛ قال ــ رحمه الله ــ (2 / 549 ) بعد أن ذكر تحسين المناوي له : « وهذا الذي أراه أنه حسن لأن طرقه ــ إلا الثالث منها ــ ليس فيها ضعف شديد. »انتهى؛ والثالث منها هو حديث جابر.

[15] رقم( 486 ) و(487 ) قال ـ حفظه الله ــ :« عن رجل من أصحاب النبي »

قلت :عينه الألبانيُّ بأنه أبو رمثة ؛ نعم ضعف الطريق إليه الألباني (6 / 105 ) وهو المشار إليه هنا برقم (486 ) قائلًا : « وهو أبو رمثة كما في رواية أبي داود (1007 ) من طريق المنهال بن خليفة عن الأزرق بن قيسبه نحوه ، والمنهال ضعيف. »
لكن صححه في الموضع الآخر ــ المشار إليه رقم ( 487 ) ـــ قائلًا (7 / 524 ) : «... لذلك كنت أوردته في "ضعيف أبي داود"فلما وقفت على متابعة شعبة وعبد الله بن سعيد الفزاري لهما على الشطر الثاني من حديثيهما قررت نقله إلى "صحيح أبي داود"لأن الشطر الأول منه ليس فيه كبير شيء مع كونه موقوفًا ، وكذلك كنت ضعفته في تعليقي على"المشكاة"( 1 / 306 ـ307 )فليصحح إذن بالطريق الأولى. »انتهى

[16] رقم( 486 ) و(487 )
قلت :هما حديث واحد ؛ وإنما أطال الألبانيُّ التخريج في الموضع الآخر شيئًا ما لذلك قال (7 / 526 ) وهو المشار إليه برقم (487 ) : « وحديث الترجمة تقدم تخريجه برقم (2549 ) باختصار عما هنا. »انتهى؛ فما كان ينبغي أن يفرق بينهما

[17] رقم( 490 ) و(534 )
قلت :هما حديث واحد ؛ وكاد ــ حفظه الله ــ أن ينتبه إليه حيث قال في حاشية رقم (490 ) عنده :« تقدم نحوه عند الشيخ ــ رحمه الله ـــ في"الصحيحة"(رقم1430)وسيأتي في هذا الكتاب برقم (534). »؛ فليس "نحوه" إنما هو هو ؛ فما كان ينبغي أن يفرق بينهما

[18] رقم ( 512 ) قال ــ حفظه الله ـــ :« عن جبير بن مطعم مرفوعًا »
قلت : إنما صححه الألبانيُّ من حديث سهل بن أبي حثمة لا من مسند جبير بن مطعم ، إذ قال ــ رحمه الله ــ في "الصحيحة"( 3 / 375 ) : « وجملة القول أن أصح الأسانيد رواية ابن عيينة عن سهل بن أبي حثمة ، فالحديث من مسنده لامن مسند جبير بن مطعم أو غيره. »انتهى

[19] رقم ( 513 ) قال ــ حفظه الله ــ :« عن عصمة بن مالك الخطمي مرفوعًا »
قلت :إنما صححه الألبانيُّ من حديث معاوية بن أبي سفيان حيث قال ــ رحمه الله ــ في شأن حديث عمصة بن مالك : « سكت عنه الحافظ في "مختصر الديلمي"وإسناده ضعيف جدًّا. »ثم قال :« لكن الحديث صحيح فقد أخرجه مسلم وكذا ابن خزيمة وغيرهما من حديث معاوية بن أبي سفيان مرفوعًا. »انتهى، يراجع "الصحيحة"( 3 / 318 )

[20] رقم ( 514 ) قال ــ حفظه الله ــ :« عن عياض بن هلال قال :قلت لأبي سعيد... »
قلت :إنما صححه الألبانيُّ من طريق عطاء بن يسار عن أبي سعيد لا من طريق عياض بن هلال هذا ،حيث قال ــ رحمه الله ـ في "الصحيحة"( 3 / 350 ) : « لأن عياضًا هذا مجهول تفرد عنه يحيى بن أبي كثير كما في "التقريب" لكنه قد تابعه عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا به نحوه. »انتهى

[21] رقم (2412 ) قال ــ حفظه الله ـــ :« عن ابن عباس عن ميمونة قالت... »
قلت :فجعله من مسند ميمونة ، والصواب أن المؤلف جعله من مسند ابن عباس فقال ـــ رحمه الله ـــ في "الصحيحة"( 5 / 217 ) حديث رقم (2185 ) : « شريك سيء الحفظ وقد اضطرب في إسناده فرواه مرة هكذا جعله من مسند ميمونة نفسها ، ومرة قال "عن ابن عباس قال أجنب النبي وميمونة "فجعله من مسند ابن عباس لا ميمونة وهذا هو الصواب... »