المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة



احمد ابو انس
2024-10-14, 08:45 PM
689 - " أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 309 :
أخرجه محمد بن حمزة الفقيه في " أحاديثه " ( ق 215 / 2 ) و الواحدي في " الوسيط
" ( 1 / 180 / 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 127 / 1 ) من طريقين عن سويد بن
نصر حدثنا ابن المبارك عن سليمان التيمي ( زاد الأولان : عن حميد ) عن أنس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح و سليمان التيمي سمع من أنس ، فهو متصل سواء ثبتت
الزيادة أو لم تثبت و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم .
و الحديث عزاه في " الجامعين " للطبراني أيضا في " المعجم الكبير " ، و لم أره
في ترجمة أنس منه ، فالله أعلم و في " الفيض " : " قال في " الفردوس " : صحيح .
و رواه جمع عن عقبة بن مالك الليثي ، و سببه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث
سرية ، فأغاروا على قوم ، فشذ رجل منهم فاتبعه رجل من السرية شاهرا سيفه فقال :
إني مسلم ، فقتله ، فنهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال قولا شديدا ، ثم
ذكره " .
قلت : حديث عقبة أخرجه النسائي في " السير " ( 1 / 39 / 1 ) و أحمد ( 4 / 110 ،
5 / 288 - 289 ) من طريق حميد بن هلال عن بشر بن عاصم عنه و لفظه : " إن الله
عز وجل أبي على من قتل مؤمنا ، قالها ثلاث مرات " . و رجاله ثقات غير بشر هذا
و هو الليثي ، أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 360 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 48 - 49 ) و الحاكم ( 1 / 18 -
19 ) من هذا الوجه إلا أنهما قالا : " نصر بن عاصم الليثي " و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : و هو كما قالا إن كان قوله " نصر " محفوظا . و الله أعلم .

احمد ابو انس
2024-10-14, 08:46 PM
- أبى اللهُ أن يجعلَ لقاتلِ المؤمنِ توبةٌ

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 689 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه الضياء المقدسي في ((الأحاديث المختارة)) (2164)


أبى اللهُ أن يجعلَ لقاتلِ المؤمنِ توبةً
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 23 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه الضياء المقدسي في ((الأحاديث المختارة)) (2164)

الدِّماءُ هي أوَّلُ ما يُقضَى فيه يومَ القِيامَةِ بين الخَلائِقِ، وقد عظَّمَتِ الشَّريعةُ مِن شأنِها وتَوَعَّدَ اللهُ سُبْحانهُ وتَعالى قاتِلَ المؤمِنِ بِأشدِّ العَذابِ. كما في هذا الحديثِ الذي يَرْويهِ أنسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه، وله سبَبٌ -كما في رِوايةِ عُقبةَ بنِ مالِكٍ لهذا الحديثِ- وهو أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَعَثَ سَرِيَّةً"، أي: جَماعَةً مِنَ المُحارِبينَ "فَأَغَارُوا على قَوْمٍ"، أي: هَجَموا عليهم "فَشَدَّ رَجُلٌ مِنْهُم"، أي: جَرَى وهَرَبَ "فأَتْبَعَهُ رَجُلٌ منَ السَّرِيَّةِ شاهِرًا سَيْفَهُ"، أي: يَرْفَعُهُ "فَقَالَ"، أي: قال الرَّجُلُ الهارِبُ: "إِنِّي مُسلِمٌ، فَقَتَلَهُ؛ فَنُمِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالَ قوْلًا شديدًا ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أَبَى اللهُ"، "أنْ يَجْعلَ لِقاتِلِ المُؤمِنِ تَوْبَةً"، أي: ليس لمَنْ قَتَلَ مُؤمِنًا مُتعمِّدًا تَوْبَةٌ، ومَعْناهُ: أنَّ المُؤمِنَ في أيِّ ذنبٍ وقَعَ، كانَ له في الدِّينِ والشَّرعِ مَخْرَجٌ إلَّا قَتْلَ النَّفْسِ التي حَرَّمَ اللهُ قَتْلَها، فإنَّه إذا ارتكَبَهُ يُضيِّقُ على نفْسِهِ في دِينِهِ؛ وذلك لِأنَّه أوْقَعَ نفْسَهُ في العَمَلِ الَّذي توَعَّد عليه اللهُ سُبْحانهُ وتَعالى بأشَدِّ العَذابِ، فقال: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93].
قيل: إنَّ هذا في حَقِّهِ من بابِ التَّغْليظِ والتَّشْديدِ في أَمْرِ قَتْلِ المُؤْمِنينَ، والذي عليه أهْلُ السُّنَّةِ أنَّ للقاتِلِ تَوْبَةً، وأنَّه تحت المشيئةِ الإِلَهِيَّةِ؛ لأنَّ التَّوْبَةَ تَمْحو أَثَرَ الشِّرْكِ والسِّحْرِ وما هو أعْظَمُ إثمًا مِنَ القَتْلِ؛ فكيف تَقْصُرُ عن مَحْوِ أَثَرِ القَتْلِ، وهذا مِصْداقٌ لقَوْلِهِ تَعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، فجَعَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ الشِّرْكَ هو الذَّنْبُ الذي لا يُغْفَرُ، وما دُون ذلك يَغْفِرُهُ اللهُ عزَّ وجلَّ إذا قَبِلَ تَوْبَةَ عبْدِهِ، وقد قَبِلَ اللهُ تَوْبَةَ الكُفارِ الذين قَتَلوا أوْلِياءَهُ، وجَعَلَهُم من خِيارِ عِبادِهِ، وقيل: إنَّ القَتْلَ يتعلَّقُ به ثَلاثةُ حُقوقٍ: حقٌّ للهِ، وحَقٌّ للمَقْتولِ، وحَقٌّ للولِيِّ، فإذا سَلَّمَ القاتِلُ نفْسَه طَوْعًا واختيارًا إلى الولِيِّ، ونَدَمًا على ما فَعَلَ، وخَوْفًا منَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وتَوْبَةً نَصوحًا، سَقَطَ حقُّ اللهِ بالتَّوْبَةِ، وحَقُّ الولِيِّ بالاسْتيفاءِ أو العَفْوِ، وبَقِيَ حقُّ المَقْتولِ يُعوِّضَهُ اللهُ سُبْحانهُ يَوْمَ القِيامَةِ، عن عبْدِه التائِبِ المُحْسِنِ، ويُصلِحُ بينَه وبينَه، ولا يُذهِبُ ولا يُبطِلُ حَقَّ هذا ولا يَذْهَبُ دَمُه هَدَرًا، وقد يُؤخَذُ مِن حَسَناتِ القاتِلِ حينما يَجتمِعُ بقاتلِه يَومَ القِيامةِ، ويأتي ورأسُه في يَدِه، ويقول: يا رَبِّ سَلْ هذا فيمَ قَتَلني، أو يَتحمَّلُ اللهُ تعالى بفَضْلِه عنه إذا عَلِمَ صِدقَ تَوبةِ هذا القاتِلِ .
الدرر السنية

احمد ابو انس
2024-10-14, 08:49 PM
هل صح حديثٌ في نفي توبة قاتل المؤمن؟

السؤال:
كيف نُوفِّق بين قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، وبين قول النبي ﷺ: أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبةً؟


تحميل المادة (https://files.zadapps.info/binbaz.org.sa/fatawa/fatawa_dross/1057%D9%83%D9%8A%D9%81%20%D9%8 6%D9%88%D9%81%D9%82%20%D8%A8%D 9%8A%D9%86%20%D9%82%D9%88%D9%8 4%D9%87%20%D8%A3%D9%86%20%D8%A 7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D9%84%D 8%A7%D9%8A%D8%BA%D9%81%D8%B1%2 0%D8%A3%D9%86%20%D9%8A%D8%B4%D 8%B1%D9%83%20%D8%A8%D9%87%20%D 9%88%D8%A8%D9%8A%D9%86%20%D9%8 2%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D 9%86%D8%A8%D9%8A%20%D8%A3%D8%A 8%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D 9%87%20%D8%A2%D9%86%20%D9%8A%D 8%AC%D8%B9%D9%84%20%D9%84%D9%8 2%D8%A7%D8%AA%D9%84%20%D8%A7%D 9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%2 0%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%A9.mp3)

الجواب:
الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: فقد أجمع العلماء رحمهم الله على أنَّ جميع الذنوب تصحّ التوبة منها، حتى الشرك الذي هو أعظم الذنوب قَبِلَ اللهُ توبةَ أهله، لما أسلموا وتابوا تاب اللهُ عليهم، قال تعالى في سورة الزمر: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]، أخبر سبحانه أنه يغفر الذنوب جميعًا –يعني: للتَّائبين- أجمع أهلُ العلم على أنَّ هذه الآية في التَّائبين، وأن الذنوب كلها تُغفر: الشرك وما دونه، حتى سبّ الأنبياء، وحتى سبّ الله، مَن تاب؛ تاب الله عليه.
فالقتل دون ذلك، القتل دون الشرك، وقد نصَّ القرآنُ على توبة القاتل، قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ۝ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ۝ إِلَّا مَنْ تَابَ [الفرقان:68-70]، هذا نصُّ القرآن: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا، هذا يدخل فيه المشرك والقاتل والزاني بنصّ القرآن.
أما الحديث: فهذا غير صحيحٍ: أبى الله أن يقبل التوبةَ من القاتل هذا ليس بصحيحٍ، إنما يُروى عن ابن عباس، وابن عباس في هذا غلَّطه العلماء، والصواب أنَّ القاتل مثل غيره تُقبل توبته، والقول بأنه لا تُقبل توبة القاتل قولٌ غلطٌ مرجوحٌ مخالفٌ للأدلة الصَّحيحة، وإن كان ابنُ عباسٍ  معروفَ المنزلة في العلم، وترجمان القرآن، وحبر الأمة، لكن ليس معصومًا، له أقوال خالف فيها غيرَه، والدليل مع غيره، منها هذه المسألة، وإنما قال ذلك للتَّغليظ على القاتل، ولكن التَّغليظ على القاتل ما يكون إلا بالشرع، لا بغير الشرع، فالقاتل إذا تاب؛ تاب الله عليه، كالكافر من باب أوْلى.
لكن هنا نقطة في القاتل ينبغي التَّنبه لها، وهي: أنَّ حقَّ القتيل لا يضيع، حق الورثة يحصل لهم بالقصاص، أو بالدية إذا سمحوا بالدية، وحقّ الله سقط بالتوبة، وحقّ القتيل لا يضيع، يُرضيه الله عنه يوم القيامة، إذا تاب القاتلُ أرضَى اللهُ القتيلَ من فضله ، لا يضيع حقّه.

https://binbaz.org.sa/fatwas/21314/%D9%87%D9%84-%D8%B5%D8%AD-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%85 %D9%86

احمد ابو انس
2024-10-14, 08:50 PM
https://www.youtube.com/watch?v=_k8CYryWhRE