المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تحمل هم الرزق؟



امانى يسرى محمد
2024-10-03, 05:33 PM
يقول ابن القيم رحمه الله "لاتحمل هم الدنيا فإنها لله. ولا تحمل (https://forum.islamstory.com/showthread.php?t=154200) همَّ الرزق فإنه من الله. ولاتحمل هم المستقبل فإنه بيد الله. فقط احمل هماً واحداً كيف ترضي الله، لأنك لو أرضيت الله ، رضي عنك وأرضاك وكفاك وأغناك"


قيل لأعرابي لقد أصبح رغيف الخبز بدينار، فأجاب: والله ما همني ذلك ولو أصبحت حبة القمح بدينار، أنا أعبد الله كما أمرني وهو يرزقني كما وعدني.

لن تموت ولك حبّة أرز قُدّرت لك ولم تأكلها!
ما قدّر لك سيكون ولو وصل ‎الدولار 25 جنيه.
﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾


إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي ، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها ، فاتَّقوا اللهَ ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2085 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



إنَّ الأرزاقَ مقسومةٌ ومُقدَّرةٌ كالآجالِ، ولو فرَّ الإنسانُ من رِزْقِهِ كما يَفِرُّ من أَجَلِهِ لأَدْركَهُ رِزْقُه كما يُدْرِكُه أَجَلُه.
أن هذا المعنى من المعانى العظيمة التى توجه الإنسان وترشده فى أخطر القضايا التى قد تزعجه وتقلقه، والتى تقوم الصراعات الدموية حولها نتيجة الجهل بحقيقتها، إنها قضية الرزق وطلبه، فجبريل عليه السّلام يلقى فى قلب النبى صلّى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة.

ان الرزق مُقسم ولا بدّ أن تصل إلى كل نفس قسمتها، ولن تموت حتى توفى مالها من هذه القسمة، مشيرًا إلى أن مسألة الرزق بيد الرزاق ذى القوة المتين وحده وقد قسمه بين خلقه فيبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، وأمرنا بالسعى والحركة والعمل الجاد النافع، ليكون جلب هذه القسمة حلالًا يوافق ما يرضيه سبحانه، ولن يموت الإنسان إلا وقد استوفى ما كتب الله له من رزق، وما قدر له من مأكول ومشروب وملبوس وغيره.

ومعلومٌ أنَّ الرِّزْقَ لا يَتأخَّرُ عن وَقْتِهِ، ولكِنَّ الإنسانَ قد يَسْتعجِلُه قبْلَ وقْتِه المُقدَّرِ، فإذا لم يأْتِ قبْلَ ذلك الوَقْتِ اسْتَبْطَأَهُ فطَلَبَه من الحرامِ، وهو ما يُعرِّضُه للخَسارةِ، "فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه"، أي: من نَعيمٍ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، "إلَّا بطاعَتِهِ"، أي: بالتزامِ أوامِرِه واجْتِنابِ نَواهِيه؛ فإنَّ العَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصِيبُه، ولا سَبيلَ إلى طاعةِ اللهِ سُبحانَه إلَّا بتوفيقِه ومعونتِه، ومَن كان للهِ كما يُريدُ كان اللهُ له فوقَ ما يُريدُ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على الكَسْبِ الحَلالِ، وإنْ تَباطَأَ على الإنسانِ رِزْقُه.
وفيه: أنَّ تَقديرَ الرِّزقِ لا يَعني عَدَمَ السَّعيِ في تَحصيلِه




ثق تماماً أن رزقك يطلبك كما يطلبك أجلك،ومع ذلك فقد أرشدنا الله إلى أبواب وطرق لزيادة دخولنا وارزاقنا لا يعرفها كثير ممن تعلق بالأمور المادية فقط فمن تلك الأبواب التقوى فالله الرزاق العظيم يخبر بقوله : {..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا()وَيَر ْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.. } (الطلاق:2-3).هذا على مستوى الأفراد، أما على مستوى الدول والمجتمعات فاسمع لربك يخبرك عن أثر التقوى بقوله:{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(الأ عراف:96).ومعلوم أن التقوى من معانيها أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية باتباع أوامره واجتناب نواهيه فإن فعلت ذلك وعدك الله بالرزق من مكان لا يدخل في حسبانك،فالموظف اليوم يتوقع رزقه من مكان عمله، وصاحب العقارات يتوقع الرزق من إيجارات عقاراته وهكذا..،إلا أن الكريم سبحانه يعد المتقين برزق من مكان لا يدخل في حسبانهم أبداً وهو القادر على كل شيء سبحانه،

ومن أبواب الرزق المشرعة التي أخبرنا عنها رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم صلة الرحم تعال أخي واسمع معي له وهو يقول في الصحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ:((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ،أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ))(البخا ي،من أحب البسط في الرزق..،ح(2060)). ومن الأبواب التي تدر على الإنسان مصادر رزق متعدد الاستغفار أخبرنا عن ذلك ربنا حكاية عن نوح بقوله: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا()يُرْس ِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا() وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارً} (نوح:10-12).هل تأملتم في أنواع الرزق التي يجلبها الاستغفار: الأمطار وهي أساس الحياة على هذه الأرض،ثم الأموال وهي أساس حركة الاقتصاد، والبنين وهم قوام القوى العاملة في الاقتصاد،وهم عون للمرء في مختلف جوانب حياته إذا أصلحهم الله،ثم الجنات والبساتين الخضرة النضرة، فالله أكبر ما أعظمه من باب متسع لأصناف الرزق غفل عنه الغافلون، والاستغفار الذي يحقق ذلك أحبتي هو التوبة بشروطها المعروفة، معاشر المؤمنين هذا ربكم يوجهكم فاستمعوا لتوجيه ربكم إذ يقول: {... فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (العنكبوت:17).


فاتقوا الله عباد الله وعلقوا قلوبكم وآمالكم بالله الرزاق العظيم، واعلموا رحمني الله وإياكم أن ما تم ذكره من وسائل لزيادة الرزق في الخطبة الأولى لا يعني أن يتكل الإنسان ويقعد عن طلب الرزق ، فهذا مخالف لشريعة الله ولأمر الله ، فالله سبحانه وتعالى كما أمرنا بالصلاة والزكاة وغيرها من العبادات أمرنا سبحانه بالسعي والجد في طلب الرزق فقال سبحانه : {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}(المل ك:15).



وببين لنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن من أصل التوكل على الله بذل الأسباب في طلب الرزق بقوله : ((لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا))(سنن ابن ماجة،التوكل واليقين،ح(4154)).ثم إن من أكبر ما يحرم الإنسان التوفيق في طلب الرزق هي معصية من بيده خزائن السموات والأرض أخبرنا عن ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله : ((لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ))(الحا م،المستدرك على الصحيحين،ح(1814)[ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ]).