المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقْرَءُوا الْبَقَرَةَ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ



احمد ابو انس
2024-08-10, 09:42 PM
22146 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ شَافِعٌ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْن ِ: الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ يُحَاجَّانِ عَنْ أَهْلِهِمَا ". ثُمَّ قَالَ: " اقْرَءُوا الْبَقَرَةَ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ " (1)
__________


(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن يحيى بن أبي كثير الطائي اليَمامي لم يسمعه من أبي سَلاَّم -وهو ممطور الأسود الحبشي-، فيه بينهما حفيده زيد بن سَلاَّم بن أبي سَلاَّم، لكنه قد توبع كما في التعليق على الرواية التالية. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي.
وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (98) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1310) ، والبغوي في "شرح السنة" (1193) ، وفي "معالم التنزيل" 1/33 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد. ورواية القضاعي مختصرة بلفظ: "اقرؤوا القرآن، فإنه نعم الشفيع لصاحبه يوم القيامة".
وسيأتي من طريق يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن أبي سلام، عن أبي سلام، عن أبي أمامة بالأرقام (22147) و (22193) و (22213) .
وسيأتي أيضاً من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف، عن أبي أمامة برقم (22157) .
وأخرجه بأطول مما هنا ابن الضريس (92) من طريق عطاء بن عجلان، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة. وعطاء بن عجلان الحَنَفي البصري متروك الحديث، وشَهْر بن حَوْشَب ضعيف.
وفي الباب عن النواس بن سمعان عند مسلم (805) ، وسلف في "المسند" برقم (17637) ، وذكرنا شواهده هناك.
وقوله: "الزَّهْراوين": تثنية الزهراء، بمعنى: النَّيِّرة المضيئة، وسُميا بذلك لنورهما، وهدايتهما، وعظيم أجرهما.
وقوله: "يأتيان يوم القيامة"، أي: يجيء ثواب قراءتهما.
وقوله: "غمامتان"، أي: سحابتان فوق أهلهما. لوقاية حَرِّ ذلك اليوم.
وقوله: "غيايتان": الغَيايَةُ: كل شيء أظَلَّ الإنسانَ فوقَ رأسه من سحابة وغيرها.
وقوله: "فِرْقان" بكسر الفاء، وسكون الراء: جماعتان أو قطيعان.
وقوله: "صَوافَّ"، أي: مصطفة متضامَّة.
وقوله: "يحاجان"، أي: تدفعان النار والزبانية.
وقوله: "البَطَلة": قيل: هم السَّحَرة، سمُّوا بطلة؛ لأن ما يأتون به باطل، فسموا باسم عملهم، وقيل: أراد بالبطلة: أصحاب البطالة والكسالة، أي: لا يستطيع قراءة ألفاظهما، وتدبر معانيهما، والعمل بأوامرهما ونواهيهما البَطَلةُ والكسالى. قاله السندي.

الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون

احمد ابو انس
2024-08-10, 09:43 PM
22157 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ وَقَدْ ضَرَبَ عَلَيْهِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ ضَرَبَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ خَطَأٌ إِنَّمَا هُوَ عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ شَافِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ تَعَلَّمُوا الزَّهْرَاوَيْن ِ؛ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ يُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ؛ فَإِنَّ تَعْلِيمَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ " (1)
__________


(1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن معمراً -وهو ابن راشد الأزدي البصري- أخطأ فيه، فقال: عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، وإنما هو عن يحيى، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، أو عن يحيى، عن أبي سلام، كذا رواه العامة عن يحيى، ورواية معمر عن العراقيين يقع فيها الوهم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف
الزهري.
وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5991) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8118) ، والشجري في "أماليه" 1/107-108.
وانظر (22146) .

الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون

احمد ابو انس
2024-08-10, 09:46 PM
22213 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي شَافِعًا لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْن ِ: الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا، وَاقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ " (1)


(1) حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده عند الرواية (22146) .
يزيد: هو ابن هارون السُّلمي الواسطي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي اليمامي، وأبو سلام: هو ممطور الأسود الحبشي.

الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون

احمد ابو انس
2024-08-10, 09:51 PM
22950 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ". قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ (1) سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ (2) فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا (3) ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ. ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ (4) الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ، هَذًّا كَانَ، أَوْ تَرْتِيلًا " (5)

(1) في (م) و (ق) و (ظ 2) : "مكث"، والمثبت من (ظ 5) .
(2) قوله: "فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك" ورد في (م) وحدها مرتين.
(3) كذا في (ظ 5) ، وفي (م) و (ق) و (ظ 2) : "هذه".
(4) في (م) و (ق) و (ظ 2) : "درجة" بالإفراد، وما أثبتناه من (ظ 5) .
(5) إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل بشير بن المهاجر الغَنَوي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وحسنه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 1/62، ولبعضه شواهد يصح بها. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين المُلائي.
وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 84-85، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (7979) ، وفي "مصنفه" 10/492-493، والدارمي (3391) ، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (202) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (99) ، وابن عدي في "الكامل" 2/454، والحاكم 1/560، والواحدي في "الوسيط" 1/411، وأبو محمد البغوي
في "تفسيره" 1/33-34، وفي "شرح السنة" (1190) وحسنه بإثره - من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين. وبعضهم لم يسق لفظه. وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك البزار (2302 - كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/144، والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (24) ، وابن عدي 2/454، والحاكم 1/556 و560 و567-568، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1989) و (1990) من طرق عن بشير بن المهاجر، به. ورواية الحاكم في الموضع الأخير مختصرة بلفظ: "من قرأ القرآن وتعلمه، وعمل به، أُلبِس يوم القيامة تاجاً من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم بهما
الدنيا، فيقولان: بم كُسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن".
وسيأتي مختصراً عن وكيع بن الجراح، عن بشير بن المهاجر بالأرقام (22975) و (22976) و (23049) و (23050) .
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تعلموا سورة البقرة ... " إلى قوله: " ... أو فِرْقان من طيرٍ صوافّ" عن أبي أمامة الباهلي، سلف في مسنده برقم (22146) ، وهو صحيح، وعن النواس بن سمْعان، سلف في مسنده أيضاً برقم (17637) ، وهو عند مسلم (805) ، وانظر شرحه وتتمة شواهده عندهما.
وفي باب قوله: "وإن القرآن يَلْقى صاحبَه يوم القيامة حين يَنشَقُّ عنه قبرُه ... إلخ" رواه عبد الرزاق (6014) عن معمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، قال: بلغنا أن القرآن يأتي يوم القيامة ... فذكره، ووصله شريك بن عبد الله النَّخَعي عند الطبراني في "الأوسط" (5760) عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: وشريك بن عبد الله النخعي سيئ الحفظ.
وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (8119) ، وابن الضُّرَيس في "فضائل القرآن" (92) ، وهو ضعيف.
وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثم يقال له: اقْرَأْ واصْعَدْ في دَرَجِ الجنة.. إلخ" عن عبد الله بن عمرو، سلف في مسنده برقم (6799) ، وسنده حسن، وانظر شرحه وتتمة شواهده هناك.
وقوله: "الشَّاحب": هو المُتغيِّر اللَّونِ لعارضٍ من مرضٍ أو سَفَرٍ أو نحوهما.

الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون

احمد ابو انس
2024-08-10, 10:56 PM
- اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يَأتي شَفيعًا يومَ القيامةِ لصاحبِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَيايتانِ، أو كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقرةِ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلةُ.الراو : أبو أمامة الباهلي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 22193 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (804)، وأحمد (22193) واللفظ له
(https://api.whatsapp.com/send?text=%D9%85%D9%86%20%D8%A 7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8 8%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D 8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D 8%A9%20-%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8 %B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86 %D9%8A%D8%A9%20-%20https://dorar.net/h/DIyUVVEM) (https://dorar.net/feedback/error-report?link=https://dorar.net/h/DIyUVVEM)

اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ. [وفي رواية]: غيرَ أنَّه قالَ: وكَأنَّهُما في كِلَيْهِما، ولَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي.
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 804 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

القُرآنُ فيه الخَيرُ والبَرَكةُ لمَنْ يَقرَؤه ويَلتزِمُه؛ فهو حبْلُ اللهِ المَوصولُ، وفيهِ طُمَأنينَةُ النَّفسِ، وعَظيمُ الأَجْرِ، وفيه النَّجاةُ يومَ القِيامةِ، والحَصانةُ مِن كَيْدِ السَّحرةِ في الدُّنيا، وخاصَّةً سُورَةَ البقَرةِ وآلِ عِمرانَ.
وفي هذا الحَديثِ يحُثُّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على قِراءةِ القرآنِ، ويَأمُرُ بالمُداومةِ عليها، ويُخبِرُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ القرآنَ يَتمثَّلُ يومَ القِيامةِ بصُورةٍ يَراها النَّاسُ، كما يَجعَلُ اللهُ لأعمالِ العِبادِ صُورةً ووَزْنًا؛ لِتُوضَعَ في المِيزَانِ، ويَشفَعُ لِقارِئيهِ العامِلينَ به، ويُحاجُّ عنهم عِندَ اللهِ سُبحانَه وتعالَى طالبًا المَغفِرةَ لهم، وأنْ يُخلَّصوا مِن النارِ ويُدْخَلوا الجَنةَ، أو في رَفْعِ دَرجاتِهم في الجَنَّةِ.
وكرَّرَ «اقْرَؤوا»؛ حثًّا على قِراءةِ سُوَرٍ مُعَيَّنَةٍ، وتَأكيدًا لِخُصُوصِيَّتِه َا في الشَّفاعةِ، وقولُه: «الزَّهْرَاوَيْ نِ»، أي: المُنِيرَتَيْنِ ، وسُمِّيَت البقرةُ وآلُ عِمرانَ الزَّهراوينِ؛ لأنَّهما نُورانِ، أو لِكَثْرةِ أنوارِ أحكامِ الشَّرْعِ والأسماءِ الحُسنَى فيهما، ولا شكَّ أنَّ نُورَ كَلامِ اللهِ أشَدُّ وأكثرُ ضِياءً، وكُلُّ سُورةٍ مِن سُوَرِ القرآنِ زَهْراءُ؛ لِمَا فيها مِن أحكامٍ ومَواعِظَ، ولِمَا فيها مِن شِفاءِ الصُّدورِ، وتَنويرِ القلوبِ، وتَكثيرِ الأَجْرِ لِقَارِئِها. وخصَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالذِّكرِ قِراءةَ سُورَتَيِ البقرةِ وآلِ عِمرانَ؛ بيانًا لعِظَمِ مَنزلتِهما، وتأكيدًا لِخُصوصِيَّتِهم ا في الشَّفاعةِ لمَن داوَمَ على قِراءتِهما والعمَلِ بما فيهما، وبيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّهما تَتشكَّلانِ وتَتجسَّدانِ وتَحْضُرانِ، أو تَتصوَّرانِ كأنَّهما «غَمامتانِ»، أي: سَحابتانِ، تُظِلَّانِ صاحبَهما عن حَرِّ الموقِفِ، وإنَّما سُمِّيَ الغَمامِ غَمامًا لأنَّه يَغُمُّ السَّماءَ، فيَستُرُها، «أو كأنَّهما غَيايتانِ»، والغَيايَةُ: كُلُّ ما أَظَلَّ الإنسانَ فَوْقَ رأسِهِ؛ مِن سَحابةٍ، وغيرِها، «أو كأنَّهما فِرْقانِ»، أي: طائفتانِ وجَماعتانِ، «مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ»، وهي جَماعةُ الطَّيرِ الباسِطةُ أجنحَتَهَا متَّصلًا بعضُها ببعضٍ، والمرادُ أنَّهما يَقِيانِ قارِئَهما مِن حَرِّ الموقِفِ، وكَرْبِ يومِ القِيامةِ، وتُدافِعانِ الجحيمَ والزَّبانيَةَ، أو تُجادلانِ عنه بالشَّفاعةِ، أو عِندَ السُّؤالِ إذا لم يَنْطِقِ اللِّسانُ، وأطْبَقَتِ الشَّفَتَانِ، وضاعتِ الحُجَجُ.
وقولُهُ: «اقْرَؤُوا سُورةَ البقرةِ» تَخصيصٌ بَعْدَ تَخصيصٍ؛ فإنَّه عمَّم أوَّلًا بالقُرآنِ كلِّه، ثمَّ خصَّصَ الزَّهراوينِ، ثمَّ خَصَّ البقرةَ منهما؛ دَلالةً على عِظَمِ شأْنِها، وكَبيرِ فضْلِها؛ فقال: «فإنَّ أَخْذَها» وذلك بالمواظَبةِ على تِلاوتِها، والتَّدبُّرِ في مَعانيها، والعَمَلِ بما فيها، «بَرَكَةٌ»، أي: زِيادةٌ، ونَماءٌ، ومَنْفَعةٌ عَظيمةٌ لِقارئِها، «وَتَرْكَهَا حَسْرةٌ»، أي: تَلهُّفٌ وتأسُّفٌ على ما فاتَ مِنَ الثَّوابِ، ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه لا يَقْدِرُ عليها «البَطَلَةُ» وهم السَّحرةُ، والمقصودُ أنَّهم لا يَستطيعون قِراءتَها؛ لِزَيْغِهم عَنِ الحقِّ، وانْهِماكِهم في الباطلِ، أو أنَّهم لا يَستطيعون دَفْعَها، واختراقَ تَحْصِينِهَا لِمَنْ قَرَأَها أو حَفِظَهَا؛ فهي حِصْنٌ لِقارئِها وحافِظِهَا مِنَ السِّحْرِ، وَقِيلَ: البَطَلَةُ: أصحابُ البِطالةِ والكُسَالَى؛ فإنَّهم لا يَستطيعون حِفْظَهَا، ولا قِراءتَها؛ لِطُولِها، ولِتَعَوُّدِهم الكَسَلَ. وفي روايةٍ بواوِ العطفِ وليْست (أوْ): «وكَأنَّهُما غَيايَتانِ، وكَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ»، ويُجمَعُ بيْنهما أنَّ (أو) في الرِّوايةِ الأُولى ليْست للشَّكِّ، ولا للتَّخييرِ في تَشبيهِ السُّورتينِ، ولا للتَّرديدِ، بلْ هي للتَّنويعِ وتَقسيمِ القارئينَ؛ ففريقٌ منهم تكونُ السُّورتانِ لهما كالغَمامةِ، وفريقٌ كالغَيايَةِ، وفريقٌ كأنَّهما جَماعتانِ مِن الطَّيرِ الباسطةِ أجنِحتَها.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على قِراءَةِ القُرآنِ، وفَضيلةُ سُورَةِ البقَرةِ وآلِ عِمرانَ، وعِظَمُ سُورةِ البقَرةِ خُصوصًا.

الدرر السنية