تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عثمان جمعة ضميرية يقول إن الشيبانى من أوائل من كتب فى العلاقات الدولية



الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-05, 12:11 PM
منقول عن مجلة البيان وفيه أوضح الكاتب أن الشيبانى من أوائل من تحدث عن العلاقات الدولية فى الإسلام ، وليس مؤسسا للفكر السياسى ، بعامة إذ لم يضع الرجل نظرية سياسية متكاملة كما وضعها ابن حزم فى كتابه السياسة ، ولا الماوردى الذى نقل عنه فى كتابه الأحكام السلطانية ، وهذه دراسة الرجل بعد تقدمته عن كتاب السير إذ يقول :
كان الإمام محمد بن الحسن أول من أفرد للعلاقات الدولية في الإسلام مؤلفات
خاصة يتناول فيها أحكام الجهاد والحرب ، وأحكام الصلح والمعاهدات ، وأحكام
الأمان ، وإرسال السفراء والمبعوثين ، وآثار قيام الحرب ، وسياسة المسلمين في
تنظيم الحرب ، وما يجوز وما لا يجوز في ذلك كله ... الخ . وله في هذا كتابان :
أحدهما (السير الصغير) الذي كتبه أولاً ، وقد رواه عن أبي يوسف وقرأه عليه
توثقاً من النص وصحة نسبة الرأي ، والثاني ( السير الكبير) وهو أوسع من الأول ، كما أنه من آخر كتب الإمام محمد تأليفاً ، وفيه إفاضة وشرح أكثر وأوسع كما
يظهر من عنوان الكتابين ومن مادتهما من خلال الشروح التي وصلتنا وفي هذه
الكلمة التعريفية بالكتاب ، نخص فيها كتاب (السير الكبير) ومعه الشرح الممتع
القيم الذي وضعه عليه شمس الأئمة السرخسي المتوفى في القرن الخامس الهجري
ما بين (483-490ه) .
-4-
وعن سبب تأليف هذا الكتاب يقول السرخسي : ( إن السير الصغير وقع في
يد عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي - عالم أهل الشام - فقال : لمَن هذا الكتاب ؟
فقيل : لمحمد العراقى . فقال : وما لأهل العراق والتصنيف في هذا الباب ؛ فإنه لا
علم لهم بالسير . ومغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانت من
جانب الشام والحجاز دون العراق ، فإنها محدثة فتحاً . فبلغ ذلك محمداً ، فغاظه ذلك ، وفرغ نفسه حتى صنف هذا الكتاب .
فحكي أنه لما نظر فيه الأوزاعي قال : لولا ما ضمنه من الأحاديث لقلت إنه
يضع العلم من عند نفسه ، وإن الله عين جهة إصابة الجواب في رأيه . صدق الله
العظيم : [ وفوق كل ذي علم عليم ] (شرح السير الكبير : 1/3) . ويناقش الشيخ
محمد أبو زهرة وغيره من الباحثين هذا السبب لتأليف الكتاب ويرده ؛ إذ لا مجال
لتصديقه ، لأن الإمام الأوزاعي توفي سنة (157ه) والإمام محمد ولد سنة (132ه)
فيكون الأوزاعي قد توفي ومحمد عمره خمس وعشرون سنة ، ومكث محمد نحو
اثنتين وثلاثين سنة لا يؤلف ، إذ إنه توفي سنة (189) أي بعد الأوزاعي باثنتين
وثلاثين سنة ، وهذا غير معقول ولا مقبول ، ولا يتفق مع تاريخ الكتاب ولا مع
حياة محمد - رضى الله عنه - .
وعلى ذلك فإن كلام السرخسي عن سبب تأليف الكتاب غير مقبول ، وقد
يوجه توجيهاً صحيحاً بأن المقصود ( السير الصغير) ، أو أن نقول إن المراد بكلام
الأوزاعي هو( الرد على سير الأوزاعي ) لأبي يوسف وليس ( السير الكبير ) .
وقد نكون في غنى عن هذا كله ، إذا علمنا شغف محمد - رحمه الله - بالعلم
والتأليف ، وأن ذلك كان تلبية لحاجة العصر الذي عاش فيه ، فكان من الواجب
الملح بيان أحكام الإسلام في التعامل مع الآخرين ، والمسلمون يقومون بواجب
الجهاد ، فكتب " السير الصغير " أولاً ، ثم أوسع هذا الموضوع بحثاً في " السير
الكبير " .
-5-
ولبيان قيمة هذا الكتاب وأهميته نذكر أن محمداً - رحمه الله - لما فرغ من
الكتاب أمر أن يكتب هذا الكتاب في ستين دفتراً ، وأن يحمل على عجلة إلى باب
الخليفة ، فقيل للخليفة : قد صنف محمد كتاباً يحمل على العجلة إلى الباب . فأعجبه
ذلك وعدَّه من مفاخر أيامه . فلما نظر فيه ازداد إعجابه به . ثم بعث أولاده إلى
مجلس محمد - رحمه الله - ليسمعوا منه هذا الكتاب .
ومن الطريف في نقل الكتاب وروايته : أن إسماعيل بن توبة القزويني -
مؤدب أولاد الخليفة - كان يحضر معهم ليحفظهم كالرقيب ، فسمع الكتاب ، ثم اتفق
أن لم يبقَ من الرواة إلا إسماعيل بن توبة وأبو سليمان الجوزجاني ، فهما رويا ... عنه هذا الكتاب . شرح السير الكبير : (شرح السير الكبير : 1/3-4).
* وقد أثنى على هذا الكتاب كل الباحثين المهتمين بالعلاقات الدولية في
الإسلام ، ووجدوا فيه علماً غزيراً ، وأسلوباً ممتعاً ، وفقهاً أصيلاً ، فقال الدكتور
نجيب أرمنازي في كتاب (الشرع الدولي في الإسلام) (ص45) : ( هو كتاب
غزير المادة ، جم الفوائد ، قد استوعب أصول هذا العلم ، واستقصى غرائب مسائله ، ولم يقتصر فيه على ما ذهب إليه أعلام المذهب الحنفي ، بل أورد كثيراً من
مذاهب الآخرين وناقش أصحابها في حججهم . وطريق محمد في الترجيح في هذا
الكتاب هو أنه نظر فيما اختلف فيه أهل العراق وأهل الشام وأهل الحجاز ،
فرجح ما اتفق عليه فريقان ، فأخذ به دون ما تفرد به فريق واحد ، وهذا خلاف ما
هو ظاهر المذهب في الترجيح عند الحنفية ) .
* وتحدث الدكتور محمد الدسوقي في أطروحته (الإمام محمد بن الحسن
الشيباني وأثره في الفقه الإسلامي) فقال : " وأما كتاب " السير الكبير " فهو عمل
فريد في بابه ، لم يؤلف فقيه غير الإمام محمد مثله في موضوعه ، سواء الذين
تقدموا عليه أو تأخروا عنه . وليس معنى هذا أن الإمام محمداً اخترع كتابه اختراعاً ، فالمعروف أن بعض الفقهاء الذين تتلمذ لهم محمد تحدثوا عن السير ، كالإمام أبى
حنيفة والأوزاعي وأبي يوسف ، ولكن كل ما جاء عن هؤلاء الأئمة في هذا
الموضوع كان يدور في نطاق محدود من القضايا ، وكان أشبه بالمحاولات الأولى
بالنسبة للبحث الشامل المفصل الذي كتبه الإمام محمد ، فاستحق أن يكون - عن
جدارة - رائد التفكير في القانون الدولي في العالم كله .
لقد استقى الإمام محمد مادة كتابه من الآثار والأخبار من علماء عصره فقهاء
ومحدثين ، وكانت هذه المادة الأساس الذي أقام عليه محمد عمله المبتكر الرائع الذي
يشهد له بغزارة العلم وعمق التفكير ، وشمول النظرة ، ودقة التفصيل والتبويب
والتفريع " .
* وهذا كله يعلي من شأن هذا الكتاب وقيمته ، فهو بحق أول كتاب في
القانون الدولي العام والخاص في العالم كله ، وهذا يضع تاج فخار على هامة الإمام
محمد ، ويجعله رائد القانون الدولي ، قبل أن يتفطن علماء القانون الوضعي إلى
أهمية هذا الفرع من القانون والكتابة فيه ، مما جعلهم يلتقون على إنشاء جمعية
دولية باسم ( جمعية الشيباني للقانون الدولي) في (غوتنجن) بألمانيا ، وقد انتُخب
لرئاستها آنذاك (1955م) الفقيه المصري الدكتور عبد الحميد بدوي ، وتهدف هذه
الجمعية إلى التعريف بالشيباني وإظهار آرائه ونشر مؤلفاته المتعلقة بأحكام القانون
الدولي الإسلامي .
ثم أعاد تنظيم هذه الجمعية المستشرق العراقي الصليبي مجيد خدوري ، الذي
أخرج كتاب( السير الكبير) في طبعة جديدة ، وهو مأخوذ من كتاب (الأصل) ...
للإمام محمد ، وهو يختلف عن كتاب ( السير الكبير) الذي وضعه مستقلاً بهذا الاسم
وشرحه السرخسي ، وهذا يسلمنا إلى بيان شروح وطبعات الكتاب واللغات التي نقل إليها .
-6-
ذكر بعض مَن كتب عن الإمام محمد بن الحسن أن (السير الكبير) توجد منه
نسخ خطية في مكتبات إستانبول في تركيا . ولكن المعروف أنه لا يوجد مستقلا ،
وإنما توجد نسخ له ممزوجة مع شروحه ، ومن ذلك :
شرح الإمام محمد بن أحمد السرخسي (المتوفى سنة 495ه) ، وهذا الشرح له
نسخ كثيرة في برلين وفيينا وليدن وباريس وفي مكتبات تركيا : عاشر أفندي ،
وعاطف أفندي ، ونور عثمانية ... وقد ذكر أماكن وجوده فيها المستشرق بروكلمان
في كتابه (تاريخ الأدب العربي) (3/255) من الترجمة العربية . ...
وقد طبع هذا الشرح في حيدر آباد في الهند عام (1936م) ويقع في أربع
مجلدات . كما نشرته جامعة الدول العربية (معهد المخطوطات) بالقاهرة ما بين
عامي (1971-1972م) بتحقيق صلاح الدين المنجد للأجزاء الثلاثة الأولى ، ثم
أكمل بتحقيق الجزئين الرابع والخامس ، فاكتمل في خمسة أجزاء ضخمة ، ثم
صُورت عنها طبعة جديدة .
وقامت جامعة القاهرة بإخراج طبعة أخرى محققة له ، عام (1958م) ، فصدر
عن مطبعتها الجزء الأول فقط وقد كتب التمهيد والتعليقات الشيخ محمد أبو ... زهرة وحقق النصوص ووضع فهارسه مصطفى زيد ، ولم يكتمل هذا المشروع للجامعة .
وللسير الكبير شرح آخر بعنوان (التيسير على السير الكبير) بقلم محمد
المنيب العينتابي ، ومنه نسخة خطية بمكتبة عارف حكمة بالمدينة النبوية . وقد
ترجم شرح السرخسي وأصله إلى لغات أخرى ، فقام الشيخ محمد المنيب العينتابي
بترجمته إلى اللغة التركية في عهد السلطان محمود خان العثماني ؛ ليكون مصدراً
من مصادر معرفة أحكام الجهاد في الإسلام ، وليسهل على قواد الجيش والمجاهدين
في الدولة معرفة هذه الأحكام في الدولة العثمانية . وصدرت هذه الترجمة عام
(1241هـ) في إستانبول ، وتقع في مجلدين اثنين .
وترجمته منظمة اليونسكو إلى اللغة الفرنسية ، ونقل إليها جزءاً منه
المستشرق (دي كررواي) ونشره في جريدة آسية ، في الأعوام (1851 ،
1852 ، 1853م) .
-7-
وقد لا يساعدنا المقام على أن نعرض بالتفصيل لكل أبواب الكتاب بأجزائه
الخمسة ، ولا تقديم دراسة وافية عنها ، فحسبنا أن نشير إلى عدد أبواب كل جزء
وأهم محتوياته ، لعل ذلك يكون عاملاً يدفع إلى الاهتمام بهذا الكتاب النفيس ، الذي
لا يغني في التعريف به كتابة مقال في مجلة ، مهما يكن الجهد والاستيعاب .
يضم الجزء الأول من الكتاب خمسين باباً تنتظم (562) مسألة ، تقع بعد
المقدمة في (370) صفحة ، يليها فهارس للأحاديث والأعلام والأماكن
والاستدراكات والتصويبات .
ومن الأبواب التي يشتمل عليها هذا الجزء : فضيلة الرباط في سبيل الله ،
الإمارة ووصايا الأمراء ، مبعث السرايا ، الرايات والألوية ، القتال في الأشهر
الحرم ، السلاح والفروسية ، الحرب وكيف يعبأ لها ، من أسلم في دار الحرب ،
أموال المعاهدين ، الجهاد مع الأمراء ، الخُمس والصدقة ، ما يجب من طاعة ولي
الأمر وما لا يجب ، قتال النساء مع الرجال وشهودهن الحرب ، سجدة الشكر
وصلاة الخوف ، الأمان وفيه بحوث كثيرة .
ويقع الجزء الثاني في (818) صفحة يليها فهارس متنوعة كالتي سبقت
الإشارة إليها ، وهو يضم الأبواب من (51-90) وتشتمل على المسائل من (563-
1466) ، وفيه تتمة أبواب الأمان المتنوعة الشاملة لشروط الأمان وأركانه ومن
يعقده ، والحديث عن الرسل (لسفراء) والمستأمنين والحكم في أهل الحرب ، ثم
أبواب الأنفال ، مما كان خالصاً للرسول -صلى الله عليه وسلم- ، والنفل في دار
الحرب ، وما يبطل فيه النفل وما لا يبطل ، والسلب والنفل لأهل الذمة والعبيد ،
والاستثناء فيه ، وغير ذلك مما يتصل بهذه المباحث المهمة في سياسة المسلمين
الحربية .
وأما الجزء الثالث فيقع في (315) صفحة ويتضمن الأبواب (91-113) ،
وفيه تتمة أبواب الأنفال والسهمان للخيل وغيرها في دار الإسلام ودار الحرب ،
ودخول المسلمين دار الحرب ، والغنيمة ، وكيفية قسمة الغنيمة وبيان من يستحقها ،
وقسمة الخمس والغنائم .. الخ .
ويبحث الجزء الرابع في الأبواب (114-159) بمسائل كثيرة متنوعة ،
داخل الأبواب عن : الأسارى والحكم فيهم ، والتجار الذين يدخلون دار الحرب ،
وما جاء في الخيانة في الغنيمة ، والسبايا والنفقة عليهم والعدة ، وهدية أهل الحرب
، وما يكون إحرازاً للغنيمة وما لا يكون ، ثم ما يصيبه الأسراء والذين أسلموا من
دار الحرب ، والمستأمنين يأخذون أموال أهل الحرب ، وما يحرزه المشركون
ويظهرون عليه من أموال المسلمين ، والفداء ، والاستعانة بأهل الشرك ، وما يكره
إدخاله دار الحرب وما لا يكره ، وما قتله من أهل الحرب وما لا يكره وكيفية
سياسة الحرب بما فيها من قواعد إسلامية رائعة ... الخ .
وينتهي هذا السفر النفيس بالجزء الخامس الذي يقع في حوالي (650) صفحة
تضم الأبواب (160-218) وفيها المسائل من (3361-4572) وهو يتضمن أبواباً
مهمة مثل : أبواب الموادعة ، نكاح أهل الحرب ، إثبات النسب من أهل الحرب
ومن السبايا ، الحدود في دار الحرب ، ما يجب من النصرة للمستأمنين وأهل الذمة ، معاملة المسلم المستأمن مع أهل الحرب في دار الحرب ، مواريث القتلى ، باب
الأسير والمفقود ، باب المرتد في دار الحرب وما يتعلق بالمرتدين من أحكام مختلفة ، العين (الجاسوس) ، ما يختلف أهل الحرب وأهل الذمة في الشهادتين والوصايا ،
من أسلم على شيء فهو له ، الحبيس في سبيل الله ، الوصية بالمال في سبيل الله ،
باب العشور في أهل الحرب ، باب الجزية ، الخمس من المعدن والركاز يصاب في
دار الحرب ، ما يصدق فيه المسلم على إسلام الكافر ، الدعاء إلى الإسلام ، باب
الاستبراء ، خروج العبد بأمان من دار الحرب ، العبد يعتق بالإسلام أو لا يعتق ؟
-8-
وإذا أردنا أن نوجز ما في الكتاب باختصار شديد ، نقول : إنه يضع أسس
العلاقات الدولية في حال السلم والحرب ، فيبين معنى السير والجهاد ، وأهمية
الجهاد وغايته ، ويحدد علاقة أهل الذمة بالمسلمين ، وما يخصهم من أحكام ، وينظم
حالة السلم ، ويضع أسس التنظيم والعلاقات في حال الحرب مبيناً مشروعية الجهاد ، وإقليم الدولة ومدى سريان النصوص القانونية فيها من حيث الزمان والمكان ،
وسياسة الحرب في الإسلام وتحديد المقاتلين ، وبدء الدعوة للحربيين قبل الحرب ،
وما يتبع ذلك من آثار في الأموال والأشخاص ، كما يحدد العلاقة مع المحايدين ،
وينظم حال الحياد ، ويفصل أحكام المعاهدات والصلح والمستأمنين ... وغير ذلك
مما يبحثه اليوم علماء القانون الدولي .

أبو القاسم
2008-10-05, 01:21 PM
كنت قد أشرت إلى أن الإمام محمد بن الحسن الشيباني ,إن كانت المسألة بالسبق ,هو أول من أسس في بيان نظرية الفكر السياسي في الإسلام..ولست أدري أين ذهب الموضوع والتعليق..مما حدا بالدكتور الفاضل أن يعود فيذكر الإمام محمد بشيء من الفضل..
وأود أن أعقّب بأن هذه المسألة تقديرية ويدخلها التعصّب
ففي الحين الذي يُعدّ فيه الشاطبي مؤسس فقه مقاصد الشريعة..عند الكثير
هناك من يرى -وأجدني أميل لهذا القول- أن العز بن عبد السلام هو أول من فتح هذا الباب وأسس له
وعودا على القانون والسياسة فإن الفرنساويين والألمان كلاهما أسس منظمة حقوقية تدعى :مؤسسة محمد بن الحسن السيباني..إنصفا منهم وهم المطلعون على تراثنا ..مع ما استقر في آدابهم أن بروكل هو مؤسس القانون الدولي العام..
لكن حيث تبين لهم أن بروكل هذا مسبوق جعلوه على اسمه..
ولا فكاك بين القانون والسياسة..لأن القانون المذكور هو في الواقع سياسة
في المقابل نجد الإمام بن تيمية في كتابه الصغير الموسوم بالسياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية..
وضع المباديء الكبار في هذا العلم في غاية الوجازة فأصبح أشبه بالدستور كما غدا مرجعا لكل باحث في هذا الباب
ولهنري لاوس عناية بتراث ابن تيمية وقد أشاد بتفرده في الجانب السياسي وفقه الواقع
كما أشار غيره من المستشرقين..وذلك على المستوى العلمي والعملي التطبيقي جميعا
والأولى -بدل الانشغال بتعظيم إمام بعينه- ومحاولة بيان أنه الأول في كل شيء(هكذا!)
أن نتفقه في دين الله..ونحذو حذو هؤلاء الكبار..ونجاهد في الله حق جهاده..بالعلم والعمل
لأن آفة العصبية لعالم أو فكرة..لا تنفك تنخر في فكر طالب العلم حتى تجعله ذليلا أسيرا من حيث لا يشعر..
ثم لا يكون له من علمه إلا التهليل بذكر هذا العالم والتسبيح بحمد ذياك
والله الموفق

خلوصي
2008-10-05, 01:39 PM
..............
........
..
مما جعلهم يلتقون على إنشاء جمعية
دولية باسم ( جمعية الشيباني للقانون الدولي) في (غوتنجن) بألمانيا ، وقد انتُخب
لرئاستها آنذاك (1955م) الفقيه المصري الدكتور عبد الحميد بدوي ، وتهدف هذه
الجمعية إلى التعريف بالشيباني وإظهار آرائه ونشر مؤلفاته المتعلقة بأحكام القانون
الدولي الإسلامي .
ثم أعاد تنظيم هذه الجمعية المستشرق العراقي الصليبي مجيد خدوري ، الذي
أخرج كتاب( السير الكبير) في طبعة جديدة ، وهو مأخوذ من كتاب (الأصل) ...
للإمام محمد ، وهو يختلف عن كتاب ( السير الكبير) الذي وضعه مستقلاً بهذا الاسم
وشرحه السرخسي ، وهذا يسلمنا إلى بيان شروح وطبعات الكتاب واللغات التي نقل إليها .
-6-
ذكر بعض مَن كتب عن الإمام محمد بن الحسن أن (السير الكبير) توجد منه
نسخ خطية في مكتبات إستانبول في تركيا .
.....
............
.................

معلومات جميلة جليلة ..! !

و هل بحث أحد في تركيا أو غيرها ؟

جزاكم الله خيرا .

أبو محمد الطنطاوي
2008-10-05, 02:03 PM
أخى أبا القاسم
هذه هى الصفحة قبل أن يحذفها الشيخ على عبد الباقي
www.aldahereyah.net/book/aluka2116.htm

أبو القاسم
2008-10-05, 02:23 PM
أما قولك أخي الكريم العمري:إن هناك في ملتقى أهل الحديث من قال لو كان بعد النبي لكان ابن تيمية..
فهذا لا يلزمني بشيء..لاسيما ورسول الله ثبت عنه أنه قال:لو كان نبي بعدي لكان عمر..مع أن أبا بكر خير من عمر باتفاق..
لكن من الواضح الغلو في كلام الدكتور حيث ينسب لابن حزم التفوق في كل العلوم ..ولا أراه يستثني من ذلك شيئا قط..حتى الفلاحة والفلك وتأمل قوله:فابن حزم بشهادة منظرى الحضارة الإسلامية التى هى تخصصى لم يدانيه أحد من العلماء
ونحن لا نسلم له بهذا الإطلاق العجيب..فإن رسول الله نفسه قال في الفلاحة:أنتم أعلم بشؤون دنياكم..كما في حديث تأبير النخل عند مسلم..
وهذه المبالغات الممجوجة سئمنا منها..
ودونك الواقع المعاش فإني بيسر أقول ودون تكلف..إن ما أحدثه ابن تيمية من ثورة علمية..
كان تأثيره أوضح بكثير مما فعله ابن حزم..حتى قال محمد كرد علي:ابن تيمية في الإسلام كمارتن لوثر للنصرانية..
وكل الحركات الإسلامية المعاصرة..والبحو ث العلمية..تضج ببيان ذلك..
وحسبه فخرا أنه لم يكن أسير الفكرة الفلسفية التي ينافشها فلم يتأثر بها قط..
ولا غيرها من محدثات الأمور..ولينظر المنصف في كتابه الدرء والرد المنطقيين..وكفى.. فهل لهما نظير في بابهما في تاريخ الحضارة الإسلامية؟
بخلاف ابن حزم والغزالي فعلى عبقريتهما..تأثرا قطعا..بفلسفة اليونان كما هو واضح جدا
وهذا بحد ذاته مفخرة لا يدانيها شيء آخر من الخلال أعني التجرد عن التأثر بالحضارات الوافدة المشبوهة..
وهو يدلك على حقيقة العلم والرسوخ فيه خصوصا وقد نشأ ومجتمعه يعج بكل زبالات الأفكار الغريبة
ومع ذلك لا نحاول إثبات أن ابن تيمية فجر كل شيء لم يسبقه إليه أحد ولا ندعيه
فاتقوا الله..وكفوا عن العصبية
والله المستعان

أبو محمد الطنطاوي
2008-10-05, 02:28 PM
اتق الله يا أبا القاسم... تعصبك فَضَحك

أبو القاسم
2008-10-05, 02:33 PM
هل تستطيع أن تذكر خمسة أخطاء لابن حزم؟
أنا أعد لك عشرين خطأ لابن تيمية..
ونرى من المتعصب
ولاداعي لاستعمال عبارات :فضحك" ونحوها..
إن كنت ذا خلق إسلامي

أبو محمد الطنطاوي
2008-10-05, 02:38 PM
عندى أخطاء لابن حزم جمعتها تزيد عن كراس ومعظمها أخطاء في التطبيق لا التأصيل وقليل منها أخطاء في التأصيل .
ولكن تعصب أقرانك ضده الناتج عن أقوال المغفلين من المعاصرين أتباع المفترين من بعض المتقدمين يمنعنى من ذكرها.
وابن حزم له أخطاء كما لابن تيمية وغيره ولا معصوم إلا محمد صلى الله عليه وسلم وليتكم أنتم تفهمون هذا

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-05, 02:42 PM
أخى أبى القاسم هل قرأت ما كتب عن ابن حزم وـاثيره الحضارى لأكابر منظرى الحضارة الإسلامية مثل ما قرات ما قيل عن ابن تيمية لو فعلت ذلك لاستوت عندك الأقوال وأنا هنا أتحدث عن أمر حضارى أتعبت نفسى فيه أكثر من عقد من الزمان مع انشغالى بحمد الله بالفقه والحديث والأصول ولم يطغى هذا على ذاك لأن مهنتى هذه بفضل الله وأسأل الله المزيد من فضله
وأنا أعيدك بعض ما كتب فتأمله بإنصاف وأنتظر ردك وإن كان صوابا قبلته ووضعت تقريظا لكلامك فورا هكذا تعلمنا وأنا أشكرك على لفتتك الجميلة وتذكير الناس بقول النبى صلى الله عليه وسلم "لو كان بعدى نبى لكان عمرطإسناده حسن والحمد لله أولا ,اخير
وهذا كلامى الذى قلته آنفا
أخى أبى القاسم وما هو العيب أن علما كابن حزم أو ابن تيمية أو ابن القيم أو أبويوسف أو أبوحنيفة أوغيرهما تميز ليكون حضارة إسلامية وعلى العموم فابن حزم بشهادة منظرى الحضارة الإسلامية التى هى تخصصى لم يدانيه أحد من العلماء فما من علم ولا فكر إلا وطرح فيه وصنف فيه ومارسه حتى الطب والفلاحة والزراعة والشعر والأدب والفلك وله فيه اى الفلك آقوال ونتائج مذهلة أذهلت علماء الفلك المحدثون لو تابعت يا أخى ما أحدثه ابن حزم بعيدا عن التعصب لقبلت الكلام أو على الأقل لم
لما ظهر هذا التعصب نحن لا نتعصب لأحد إلا للدليل والبرهان ، وليس معنى أن محمد ابن الحسن الشيبانى وضع نظرية سياسية ناقصة أن يكون مؤسسا للفكر السياسى راجع ما كتب عن ابن حزم وجهوده السياسية وفكره السياسى أكثر من عشرات الموضوعات عن الفكر السياسى ، وغير ذلك من النتائج المذهلة التى توصل إليها الباحثون فى الاقتصاد والفقه والحديث والتفسير والمنطق وعلم الكلام والفلسفة فليس عيبا فى ابن حزم أن يكون مميزا ويأثر فى الحضارة الإسلامية هذا التأثير ، بل العيب فينا نحن ماذا قدمنا لحضارتنا هل نبخس مؤسسى الحضارة حقهم ام ماذا
أليس ابن حزم الذىأثبت كروية الأرض فى دراسة فلكية وتحدث عن فترات الكسوف والخسوف محددا وقوعهما كما هو الأمر فى عصرنا هذا مما اذهل علماء الفلك
ألم يؤسس ابن حزم علم الكلام على مذهب أهل السنة والجماعة منتقدا غيره مما فيه فساد
ألم يستخدم المنطق فى استنباط الاحكام الفقهية ثم جاء الغزالى بعده وأخذ بمنهجه
ألم يؤسس ابن حزم فلسفة التاريخ وسبق بها ابن خلدون وقد كتب أحد اساتذتى عن هذا الكشف الذى توصلت إليه وتحدث عنه فى كتبه وقدم عنه ورقة بحثية بالجزائر
ألم يضع ابن حزم أروع كتابا فى الفرق نقدا وعرضا وطرحا
لماذا عملت مصر والإمارات برأى ابن حزم فى الوصية الواجبة أليس كل هذا تميز أمماذا ايها الأخوة الكرام
فلنقل الحق ونظهره فالرجل مسلم ايها السادة ولم يضره أنه كان ينزع إلى الدليل البرهان ويقولبذلك ربى الله
لماذاعمل ابن تيمية برأى ابن حزم فى الطلاق البدعى ولماذا نقل ابن القيم فى الزاد نقولا كاملة عن ابن حزم فى المحلى
ولماذا تأثر شعراء التروبادور بابن حزم فى شعره فى طوق الحمامة
ولماذا ولماذا أنا لا أريد أن أخرج بالمشاركة والرد عن الحد ولعلى أضع مشاركة عن ذلك
على أمل لعودة إن شاء الله

أبو القاسم
2008-10-05, 02:43 PM
وماذا عن تعصبكم في موقع الظاهرية؟
فقد رأينا التدليس الظاهر هناك..
وحيث إنك عجزت عن ذكر الأخطاء..
فأي عذر تقدمه لا قيمة له
ذلك أنكم تقولون:
كيف له أن يخطيء وهو إنما يأخذ من الكتاب والسنة ولا قياس
أما كلامك عن أقراني..فأبشرك أنهم حذفوا لي أكثر مما حذفوا لك..
لكني لا أرميهم بما ترميهم به
ومما يدل على أننا لا نتعصب(على الأقل مثلك) دعني أخبرك أن ابن حزم أشعر من ابن تيمية..أعني توليف الشعر
لكنكم تقولون هو الأفضل في كل شيء..كل شيء! في الفلاحة والفلك والسياسة والدين والهندسة والعربية والفلسفة..إلخ
..ونحن حتى متعصبونا لا يقولونها..لا في ابن تيمية ولا في غيره
فشتان شتان!
وقد بات ظاهرا أن النقاش أصبح كالمباراة على أي أفضل
وهذا انحدار علمي سحيق..لا يليق..وأترفع عنه..
والله الهادي

أبو محمد الطنطاوي
2008-10-05, 02:53 PM
وحيث إنك عجزت عن ذكر الأخطاء..
ليس عجزاً كما تكذب
بل حرصاً على ألا أبذله إلى غير أهله
وعموماً خذ أمثلة لئلا يغتر بكلامك مغفل
من الأخطاء عنده في نظرى : مسألة إذن البكر إذا تكلمت انفسخ العقد ومسألة نجاسة الدم الآدمى وسفر المرأة للحج بدون محرم إذا كانت مستطاعة وليس لها محرم ومقوله إن الروضة الشريفة من رياض الجنة على الحقيقة قوله بعدم جواز صيام السنن إلا بنية من الليل وقوله بعدم حجية ما يحدث في عصر الرسول ما لم نتيقن أنه علمه وأقره وغيرها مما لا يحضرنى الآن .

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-05, 02:54 PM
أخى أبى القاسم لست وربى ممن يغالى فى أحد فقد نهانا النبى صلى الله عليه عن أن نغالى فيه وقال " لا تطرونى" وقال إنا أنا ابن امرأة الحديثان فكيف لا أغالى فى حضرة المصطفى وأغالى فى غيره لكن العلم والنتائج العلمية كما تعلمنا فوق كل شىء ومع ذلكعلى أن تكون بعيدة عن التعصب والغلو هل قرأت ما كتب عن سبق ابن حزم لابن العوام الإشبيلى الأندلسى مؤسس الفلاحة الأندلسية انا أحاول قدر الاستطاعة ضبط المصطلحات حتى لا يفهم الكلام خطا ، مع العلم أن ابن وحشية له كتاب فى الفلاحة لكنى هنا أتحدث عن الفلاحة الأندلسية فى هذا الامر فحسب
أما اتهامك باننا على الموقع ندلس فسامحك الله فما نحن بأهل تدليس وإنما يعلم الله مدى الدقة فى النقل
وأما القول عن الأخطاء فقلن لك سلفا الم يكفر السبكى ابن تيمية فى رسالته الدرة المضية واتهمه اتهامات كثيرة وكنت واحدا ممن دافعوا عن هذا الجبل الاشم لأننى أحترمه وأحترم كل مجتهد ، ولما انتقده الحافظ الغمارى رددت عليه هل تعلم ذلك
هذا شأن الظاهرية
واخبرك بأعجب من ذلك أننى صنفت رسالة فى المسائل الخلافية بين داود بن على الظاهرى وابن حزم فجاءت فيما يقرب من ستين مسألة فهل فعل أحد من غير الظاهرية هذا وأظهر الخطا بين الإمام وتابعه ليتضح الحق
هذا ما أردت قوله والله الهادى إلى سواء السبيل

أبو القاسم
2008-10-05, 02:57 PM
أما نقول بعض العلماء فما زال العلماء ينقل بعضهم من بعض..
ولا علاقة لهذا بما نحن فيه..
لكن الإشكال المبالغة..فمثلا منهج ابن حزم في الحديث غير مرضي,,مع اهتمامه به
فهو لايكاد يعترف بشيء اسمه علم العلل..بل ظاهري حتى في التصحيح والتضعيف
فهل يقال:ابن حزم أبرع في الحديث من أبي حاتم والنسائي زابن المديني وأحمد؟

إن القاريء لكلام كثير من الظاهرية..يشعر أن ابن حزم هو الإمام الأوحد في كل فن..
وهذا ما لا نرتضيه..
أما بيان إمامته وجلالة قدره وتميزه وتبحره..فنقول به قولا واحدا
والله من وراء القصد

أبو القاسم
2008-10-05, 03:00 PM
مادمت اتهمتني بالكذب..
جزاك الله خيرا..وهنا لا حوار
إذ كيف أحاورك وإني لكذاب في عينك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو محمد الطنطاوي
2008-10-05, 03:04 PM
كيف تغضب من اتهامك بالكذب وأنت تتهم الكثير من طلبة العلم في موقعنا بالتدليس وهم شيوخ أجلاء والكل يعلم هذا
أم تريد الفرار بأى حجة؟
هداك الله وعافاك

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-05, 03:11 PM
أخى أبى القاسمليتالحوار يظل قائما على الهدوء هكذا ومن الذى كذبك على العموم هذا كلامى ونحن لمنجعله كما قلت وإنكان هناك من يقول ذلك فأهل العلم منضبطون وحسبك أن تسمع لأهل العلم لا من يشتطفى كل مذهب فلا يخل أى مذهب أو أى فكر من شطط وشرود
ونحن لمنقل أن ابن حزم أعلى كعبا من ابن حنبل ولا النسائى وهو لميقل عن نفسه هذا وكبار الظاهرية سلفا وخلفا لم يقولوا هذا بل الرجل رحمه الله كان يقول عنسابقيه عم الأئمة النصحة فى الدين همائمةاللغة وائمةالدين هكذاكان يقول ناهيكعن تخطئته لقول واحد فهذا أمر متعارف عليه بين العلماء
وانا لما تحدثت عن الحضارة الإسلاميةما قصدت بها الجزء العلمى الخاص بالفقه والحديث قصدت الابتكارات والإبداعات فانظر ما قلته بارك الله فيك

أبو القاسم
2008-10-05, 03:13 PM
الاتهام الشخصي..شيء آخر
فأنت تطعن في أعز صفة للمؤمن..في محاورك دون بينة
ولطالما اتهمتَ أنت وغيرك هذا الموقع وغيره بالتدليس..
وإنما أحكم بناء على وقائع. فماذا فعلتم مع الشيخ أبي مالك العوضي؟
أما الفرار فمن أي شيء أفر؟
وأنصحك بعدم محاولة الدخول في النوايا..لأن ذلك يتضمن تعاليا على الخلق
كل ما أنادي به عدم العصبية..
فخذ بنصيحتي أو دعها
والله يتولانا برحمته

الدكتور الفاضل..الذي اتهمني بالكذب صاحبكم العمري
وشكرا

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-05, 03:43 PM
أخى أبى القاسم هل كل هذا الكلام لى أنا أم ماذا

أبو القاسم
2008-10-05, 03:45 PM
ليس لك يا حضرة الدكتور الفاضل..
ودمت ليّن العريكة رفيع الأدب
ونفع الله بك الإسلام والمسلمين

الحُميدي
2008-10-05, 03:50 PM
بوركتم إخواني الأفاضل ..،

عبد الرحمان المغربي
2008-10-05, 03:56 PM
السلام عليكم....
يا ابا القاسم الله يهديني وإياك لما فيه الصلاح....أنت ترد على مسألة قد توهمتها ولا علاقة لها بالموضوع ....
موضوع الشيخ عبد الباقي عن الفكر السياسي عند ابن حزم وعنايته به وأسبقيته في هذا المجال...فإذا بك - سامحك الله- تقول لاتتعصبوا لأبي محمد !!!
وكأن مسألة أسبقية الإمام لم ترقك فجعلت المسألة مسألة تعصب...
أنا أريد أن أعرف مالذي جعلك تنكر أسبقية الإمام؟
وأنا أعاهدك بالأتي : لو أتيتنا بما ينقض ما مع الدكتور عبد الباقي لأصيرن إلى قولك ...
على أنني أعتقد أنكم ايها السادة إنما أوتيتم من قلة اطلاعكم على كتب الإمام وما كتب حوله من دراسات حول منهجه المعرفي الذي يخول له عدة مزايا لن تجدها مع غيره.
وأنصحك بكتابين : * ابن حزم : المفكر الظاهري الموسوعي
* نظرية المعرفة عند ابن حزم
وأنا متأكد أنكم ستغيرون مقولاتكم القبلية عن الإمام وعن الظاهرية ...
وأنصح كل أخ يتوخى الحق أن لاينظر إلى المسائل المعروضة عليه بعين السخط وإلا لما توصل لشئ أبدا ....كما عليه أن ينظر بنظر علمي بحث وليس كما يفعل الكثير : يقرأ لابن حزم وفي عقله إمام آخر يحاكمه به !!!

أبو القاسم
2008-10-05, 04:21 PM
أخي المكرم المغربي..المسألة خاضعة للتقدير الشخصي
أنا أرى أسبقية محمد بن الحسن الشيباني في هذا المضمار..وكفى..
كما أني أحيل أسبقية الحديث عن مقاصد الشريعة للعز بن عبد السلام..
كما أني أرى أن نيوتن مسبوق بهبة الله أبي البركات في بعض قوانينه
وليس لأحد الحق أن يزعم أننا لم نقرأ..فيكيل الاتهامات
والله الموفق

أبو محمد الطنطاوي
2008-10-05, 07:20 PM
لكن الإشكال المبالغة..فمثلا منهج ابن حزم في الحديث غير مرضي,,مع اهتمامه به
فهو لايكاد يعترف بشيء اسمه علم العلل..بل ظاهري حتى في التصحيح والتضعيف
فهل يقال:ابن حزم أبرع في الحديث من أبي حاتم والنسائي زابن المديني وأحمد؟
منهجه في الحديث وسط بين من يرد الحديث بأي علة صحيحة أو متوهمة وبين من لا يلتفت للعلل... وله مجلد في علل الحديث لكنه مفقود .
وقولك إنه ظاهري في التصحيح والتضعيف قلدت فيها أحد أئمتكم ممن لم يفهم كلام ابن حزم في هذه الجزئية.
فهو يرد الحديث بالعلة بشرط أن تكون يقينية لا ظنية .
كذلك هناك من لم يفهم كلامه من المشرقيين فاتهمه بأنه يخطئ في الجرح والتعديل وحاكمه بكلام المشارقة
قال بعض شيوخنا :
واعلم – علمني الله وإياك – أن قول أئمة النقل عن حديث: ( هذا خطأ ) أو قولهم: ( هذا وهم ) ونسبوا ذلك إلى أحد الرواة الثقات العدول، فإنه موقوف: فإما أن يقوم برهان على صحة ما ادعاه هذا الإمام، وإما أن لا يقوم هذا البرهان: فيكون كلامه باطل ساقط لا عبرة به.
وتارة يكون البرهان من قول هذا الإمام بما هو حجة في بيان الخطأ، وتارة يكون من كلام غيره، فننظر في ذلك بقلب سليم خال من الظن والرأي والاعتقاد لشيء، أو التسليم لقواعد أحد من علماء المصطلح أو غيرهم، ونجعل قواعد ربنا تعالى التي أمر بها في قلوبنا، فهي التي تزيل كل شك وظن وحيرة، وهي الوقوف على البرهان واليقين في كل دعوى ادعاها أحد:
فنظرنا في قول فلان أن هذا الحديث خطأ، أو وهم ليس له برهان إلا أن المدعي ساق إسناد هذا الخبر من طريق آخر، ليبين أن فلان أخطأ فيه، وليس هذا من سبيل اليقين في بيان الخطأ أصلاً، وإنما هذا بيان لإسناد آخر فقط غير إسناد المدعى عليه الخطأ، فالذي يدعي خطأ أحد أو وهمه فإنه ينفي أمور، ومنها:
الأمر الأول: إثبات خطأ العدل الثقة: وهو إثبات متوقف على الدليل الموجب له، لا الظن والتخمين والكهانة !
الأمر الثاني: نفي سماع العدل الثقة لما روى: وهذه أيضاً كالأولى.
الأمر الثالث: نفي سماع شيخ العدل الثقة إلا ممن ذكره من ادعى عليه الخطأ حين ساق إسناده، وهذه لا تثبت على هذه الصفة إلا بالظنون والكهانة !

وهذه الأمور الثلاثة كافية في رد دعوى قبول قول إمام من أئمة النقل مطلقاً، بل الواجب المتعين على كل أحد عامل بيقين أن يطلب دليل لصحة هذه الدعوى، فإن لم يقم هذا الدليل: كانت الدعوى رد لا عبرة بها.
فإن كان في قول بعض الأئمة أن علمهم أو كلامهم في الحديث إنما هو كهانة قول يحتج به في إثبات الظنون والقول بلا يقين، فالله تعالى لم يكلفنا اتباع كهانة أحد، ولا ظن أحد، سواء أئمة النقل والحديث، أو أئمة التفسير، أو أئمة الأصول، أو أئمة الفقه، ومن فرق بين هؤلاء فهو متحكم، وإن نوقشوا في ذلك فسد احتجاجهم ولا بد، إذ البرهان قائم على سقوط هذه الدعوى والحمد لله رب العالمين.
أما قول إمام من أئمة النقل: أن فلان ضعيف، فإنه حق إذا كان المتكلم فيه لا تعرف عدالته وثقته، فكم من ثقة عدل طعن فيه إمام من أئمة النقل، ورده المتأخر بحجة أن هذا قول الأقران !

وقول الأقران مقبول إن كان بحق، فإن قال ابن معين عن أحد من أقرانه ضعيف، وهو معلوم العدالة والثقة، فنطالبه ببرهان قوله لتصح دعواه، وإلا فهي ساقطة لا عبرة بها.

لأننا ما قبلنا قول أئمة النقل إلا لأنها شهادة، والشهادة لا بد فيها من بيان يزيل الشك والإشكال، وقد أمرنا الله تعالى بقبول شهادة العدل الثقة، فكل ما جاءتنا من شهادات من هؤلاء نظرنا: هل هذا الرجل عدل ثقة، أو غير عدل أو ليس بثقة، فالعدل الثقة نحتاج من المدعي تضعيفه أن يقيم برهان ضعفه، من خطأ في كتابه وهو لا يحدث إلا من كتاب مثلاً، أو من وهم، أو تغير في عقله واختلاط، ونحو ذلك مما نعرف به سبب تضعيف هذا العدل الثقة، فلا نترك التعديل لأجل الجرح الغير مفسر.

وقد يقول الإمام أو العالم: ضعيف، أو ساقط، وليست الحجة في هذا القول بانفراده فقط، فنبحث عن سبب تضعيفه لهذا الرجل، ونعرف وجهه إما من قوله، أو من قول غيره من الأئمة.

فكل ما يتعلق بعلم المصطلح من قواعد ونقد وتعليل لا يثبت منها شيء إلا بيقين، وهو الذي أمرنا به، وما كان ظناً، أو كهانة فهو باطل، ومن عاند في ذلك طالبناه بالبرهان لتصحيح هذه الدعوى، وإن لم يقم هذا البرهان: فقد أمنا والحمد لله أن ما قلنا هو الحق، وأن الله تعالى لم يأمرنا باتباع كهانة أحد،
وقد قال أبو محمد بن حزم رحمه الله في كتاب أبي بكر في الصدقة بعد أن ذكر الكتاب وأن البخاري رواه في جامع الصحيح وغيره:
ورواه عن حماد بن سلمة يونس بن محمد، وشريح بن النعمان، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وأبو كامل المظفر بن مدرك، وغيرهم، وكل هؤلاء إمام ثقة مشهور.
والعجب ممن يعترض في هذا الخبر بتضعيف يحيى بن معين لحديث حماد بن سلمة هذا !
وليس في كل من رواه عن حماد بن سلمة ممن ذكرنا أحد إلا وهو أجل وأوثق من يحيى بن معين، وإنما يؤخذ كلام يحيى بن معين وغيره إذا ضعفوا غير مشهور بالعدالة، وأما دعوى ابن معين أو غيره ضعف حديث رواه الثقات أو ادعوا فيه أنه خطأ من غير أن يذكروا فيه تدليسا! فكلامهم مطرح مردود، لأنه دعوى بلا برهان، وقد قال الله تعالى: (قل: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) ولا مغمز لأحد في أحد من رواة هذا الحديث، فمن عانده فقد عاند الحق وأمر الله تعالى وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم، لاسيما من يحتج في دينه بالمرسلات، وبرواية ابن لهيعة، ورواية جابر الجعفي الكذاب المتهم في دينه: (لا يؤمن أحد بعدى جالسا) ورواية حرام بن عثمان الذي لا تحل الرواية عنه في إسقاط الصلاة عن المستحاضة بعد طهرها ثلاثة أيام، ورواية أبى زيد مولى عمرو بن حريث في إباحة الوضوء للصلاة بالخمر وبكل نطيحة أو متردية وما أهل لغير الله به: في مخالفة القرآن والسنن الثابتة، ثم يتعلل في السنن التي لم يأت ما يعارضها، بل عمل بها الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم وبهذا الحديث يأخذ الشافعي، وأبو سليمان وأصحابهما وقد خالفه قوم في مواضع (1).
نعم، صدق رحمه الله، لا يقبل قول ابن معين، ولا غيره إلا بحجة وبرهان، وقد رد ابن معين قول أحمد رحمه الله حين أرسل له أحمد رسولاً يخبره أنه أكثر من الرواية عن عبيد الله بن موسى العبسي الإمام الثقة، لأنه بلغ أحمد أنه يتناول معاوية رضي الله عنه، فقال ابن معين لرسول أحمد: أبلغه السلام، وأخبر أحمد: لا تحدث عن عبد الرزاق، فقد حضرناه أنا وأنت وهو يتناول عثمان، وعثمان أولى من معاوية !

أي ينكر عليه رفضه التحديث عن الإمام العبسي لما بلغه، وهو قد حضر عبد الرزاق الصنعاني وكتب عنه وحدث ما شاء الله له أن يحدث لنفس العلة والسبب، بل هي أولى على مذهب أهل القياس !

لذلك قلنا: ليس لأحد أن يدعي ضعف أحد، وهو مشهور العدالة إلا أن يبين سبب ذلك وبرهانه، فقد طعن في بعض الرواة بغير حجة، وذلك أنهم فضلوا علياً رضي الله عنه على غيره، ونسبوه إلى التشيع، وبعضهم نسبوه وقالوا : ( خشبي ) والخشبي هذا لو صح أنه خشبي لكان كافراً، لكن بعض أئمة النقل تشدد في ذلك، ووصف كل من فضل علياً رضي الله عنه على الشيخين، فوصفه بهذا الاسم والتي سميت به فئة عبدت خشبة أو كرسي لعلي رضي الله عنه كما يقول أهل السير، وكذلك الأمر بالنسبة للرافضي، فيجب أن يتفحص الناظر هذه الأقوال، وأن يعرف ترجمة هذا الرجل، وأن يسبر روايته ليعرف هل هو رافضي كما ادعى إمام من أئمة الحديث أو ليست كذلك، فقد وصف رجال بذلك وهم ليسوا برافضة ألبتة، بل رووا عن فضائل أبي بكر وعمر، وأن علي لم يخصه النبي صلى الله عليه وسلم بشيء ألبتة، وهذا كله بخلاف قول الرافضة، فمن استمر بوصفه هذا الرجل بأنه رافضي فقد كذب عليه، وليس ذلك منه إلا لجهل، أو لمكابرة لأن توثيق هذا الرجل يهدم له أصلاً من أصوله، كما نرى ممن ينكر المهدي في آخر الزمان، فكل من نسب إلى التشيع فحملوه على معنى الرفض والتشيع الذي يقول به رافضة اليوم، وهذا من أغث الاستدلال والحجج، وقائل ذلك يعاند الحق رغم ظهوره له، نسأل الله السلامة.

ومما يؤيد ما قلنا، وأنه قد قال به غيرنا على مذهب من يسأل ( من قال به قبلك ) أو ( من سلفك ) وقد قال ابن عبد البر رحمه الله :
جماعة الفقهاء وأئمة الحديث الذين لهم بصر بالفقه والنظر هذا قولهم: أنه لا يقبل من ابن معين ولا من غيره فيمن اشتهر بالعلم وعرف به، وصحت عدالته، وفهمه: إلا أن يتبين الوجه الذي يجرحه به على حسب ما يجوز من تجريح العدل المبرز العدالة في الشهادات، وهذا الذي لا يصح أن يعتقد غيره، ولا يحل أن يلتفت إلى ما خالفه (2)
وكذلك قال أبو عبد الله بن نصر المروزي:
كل رجل ثبتت عدالته برواية أهل العلم عنه، وحملهم حديثه: فلن يقبل فيه تجريح أحد جرحه حتى يثبت ذلك عليه بأمر لا يجهل أن يكون جرحه، فأما قولهم: فلان كذاب: فليس مما يثبت به جرح حتى يتبين (3)



فهذا قول ابن عبد البر ينقل عن أئمة الحديث، وكذلك قول ابن نصر المروزي، فأي سلف لهؤلاء الذين قبلوا كل قول لإمام من أئمة النقل دون معرفة وجهه وصحته !

على أن هذا القاعدة الكاذبة تلزم المدعي صحة قواعد المصطلح بما قال أصحاب المصطلح من المتأخرين، إذ ليس عندهم عن المتقدمين شيئاً من ذلك إلا بعض كتب ليس فيها أكثر ما استحدث من قواعد فاعتبرت متفق عليها، فنحن نرجعهم إلى السلف الذين يحتجون بهم إلى أن نبلغ بهم التابعي وتابع التابعي، فإن وجدوا عنهم هذه القواعد المستحدثة صدقوا في اتباعهم قاعدتهم ( هل لك سلف ) وإن لم يجدوا إلا ما أيده البرهان وما نقول به وهذا ما سيجدونه بلا شك: فقد صدق أننا الذين عملنا بقاعدتهم التي يستنصرون بها وإن كنا نبطلها ولا نلتفت إليها.

وقد قال بعض الأحباب: اتفاق أهل الحديث حجة !
قلنا: نعم اتفاقهم حجة، هذا إذا كان اتفاقهم عن برهان لا شك فيه، أما اتفاقهم على شيء وليس فيه برهان ولا دليل يؤيده من أمور الديانة وإثباتها: فاتفاقهم ليس بحجة، بل هو اتفاق باطل.

ووالله لو لم يقل به أحد، إلا أن الله تعالى قال عن الدعوى: { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } فما أحلاه من اجتماع مع قول الله تعالى، فلا يستوحش إذا عمل بما أمر الله تعالى.

ـــــــــــــــ ـــ
(1) راجع المحلى مسألة 674
(2) التمهيد لابن عبد البر 1/270
(3) التمهيد لابن عبد البر 1/271


** مما سبق أخلُص إلى القول بأن لابن حزم مذهب حديثي خاص قائم على أصوله البعيدة عن جميع أنواع الرأي والظن فلا يصح أن نحاكمه بفهم غيره وأصوله

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-05, 07:48 PM
بارك الله فى الأخوة جميعا والله لقد تم إثراء الموضوع وهذا ما نريده ونطالب الأخوان ابامحمد العمرى وأبا القاسم ان يلينا لبعضهما البعض لتثمر المناقشة أكثر فأكثر بارك الله فى الجميع وجزاكم اله خيرا على ما تفضلتم به ، واسأل الله تعالى أن يجعل حواراتنا كلها رصينة ودقيقة وعلمية بعيدا عن التعصب الممقوت من حق كل شخص أن يحب ما يريد ولكن ليعلم أن الحق أحب إلينا من كل شىء وصدق الإمام الذهبى رضى الله تعالى عنه لما بلغه عن ابن تيمية رضى الله عنه أمرا قال " شيخ الإسلام حبيب إلى قلوبنا ولكن الحق أحب إلينا منه" ، وهكذا نقول عن ابن حزم وداود وغيرهما من الظاهرية والحنابلة والشافعية والمالكية والأحناف وغيرهم ممن سبق ولحق

أبو القاسم
2008-10-06, 01:48 AM
كلامك في الحديث يا أبا محمد ليس صحيحا..ولولا أني في شأن وراء هذا لأريتك بطلان ما تقرره
وأما زعم أني أخذت هذا من أئمتي..فأرجو أن تسمي أئمتي هؤلاء..إذ كل اتهاماتك ظن سوء..لا غير
ومعلوم أنك ستجعل ابن حزم وسطا في كل شيء..ولأجل هذا أصلاً كلفت نفسي الرد على تعصبك المذموم قطعا..
والمتعصب لا يمكنه إخفاء هذا العيب..

كما يبدو أنك لم تفهم معنى كلامهم :كهانة..
ثم لا أسمح لك أن تخاطبني بلهجة العالم لتلميذه..:اعلم علمك الله!
عليك أن تعرف قدر نفسك..وتتواضع لله عز وجل..وتعتذر عن اتهامك لأخيك بالكذب أمام الناس كلهم

ولو كان منهجه في الحديث وسطا لما كان من منهجه أن الحديث الضعيف لا يتقوى بمجموع الطرق فهذا خلاف جماهير أهل الفن
ويقابله في الشطط صنيع السيوطي في توسعه في التقوية بالشواهد والطرق..والسوط غير هذا وهذا
كما أن كتاب العلل المفقود لا يمكنك أن تستدل به وهو مفقود!..حتى نعرف ما سطره فيه..
والعبرة ههنا باستقراء منهجه كما هو في كتبه الموجودة
إذ لهؤلاء العلماء الأجلاء اصطلاحاتهم الخاصة والمعروف من منهجه أنه لا يعترف بعلل الحديث الخفية..بل يحكم بظاهر الإسناد
ثم من المعروف أنه يجهّل الكثير من الرواة المعروفين عند غيره ولذلك خالفه النقاد في جملة كبيرة من الأحاديث التي ضعّفها

وأما حديثك عن رفض مبدأ الكهانة فهو تجهيل لأئمة الشأن..كأبي حاتم والدراقطني والبخاري وأبي زرعة
وفي هذا ما فيه من الاعتداء ما فيه..وإنما قالوا ذلك لبيان أن العلة قد تكون من الخفاء بمكان بحيث يصعب إيضاحها
وهذا متصور في كل الفنون وليس في الحديث وحده

ولبيان شيء من ذلك قال بن أبي حاتم الرازي:سمعت أبي يقول: جرى بيني وبين أبى زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنتُ أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم قلَّ من يفهم هذا! ما أعز هذا! إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا!وربما أشك في شيء أو يتخالجنى شيء في حديث فإلى أن التقى معك لا أجد من يشفينى منه، قال أبى: وكذاك كان أمري .انتهى

وقال العلائيّ:وهذا الفن أغمض أنواع الحديث، وأدقها مسلكاً، ولا يقومُ به إلاّ مَن منحه الله فهماً غايصاً، واطلاعاً حاوياً، وإدراكاً لمراتب الرواة، ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلمْ فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم كابن المدينيّ، والبخاريّ، وأبي زرعةَ، وأبي حاتم وأمثالهم"

وَقَالَ ابن رجب :"فالجهابذة النقاد العارفون بعللِ الحديثِ أفراد قليل من أهلِ الحديثِ جداً، وأوَّل من اشتهر في الكلام في نقد الحديث ابنِ سيرين، ثم خَلفه أيوب السختياني، وأخَذَ ذلك عنه شعبةُ، وأخذ عَنْ شعبة: يحيى القطان وابن مهدي، وأخذ عنهما: أحمد وعلى بن المديني وابن معين، وأخذ عنهم مثل: البخاريّ وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتم، وكان أبو زرعة في زمانه يقول: من قال يفهم هذا وما أعزّه إلا رفعت هذا عن واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا"

وقد قال الإمام أبو داودالسجستاني صاحب السنن في مزيد إيضاح الأمر في رسالته لأهل مكة:"لأنه ضررٌ على العامة أن يكشف لهم كل ما كان من هذا الباب فيما مضى من عيوب الحديث، لأنّ علم العامة يقصر عن مثل هذا"

وأربأ بك يا أخي أن تكون من العامة الذين يستكثرون ذلك على الأئمة..
وفي هدم مبدأ الكهانة المذكور بمعناه السابق..يُهدم علم علل الحديث من أصله..
ولا تكون هناك ثقة في أحكامهم إذا تصورنا الأمر كما سقته أنت


هؤلاء هم أئمتي..إن كنت لا تدري

وأختم بالقصة المشهورة التي ذكرها ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل لتقريب معنى الكهانة:
سمعتُ أبى رحمه الله يقولُ: جاءني رجلٌ من جِلةِ أصحابِ الرأي مِنْ أهلِ الفهم منهم، ومعه دفترٌ فعرضه علىَّ، فقلت في بعضها: هذا حديث خطأ قد دَخَل لصاحبه حديثٌ في حديث، وقلتُ في بعضه: هذا حديث باطل، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ منكر، وقلتُ في بعضه هذا حديث كذب، وسائر ذلك أحاديث صحاح، فقال: من أين علمتَ أنّ هذا خطأ، وأنَّ هذا باطل، وأنّ هذا كذب، أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطت وأني كذبت في حديث كذا؟ فقلت: لا ما أدري هذا الجزء من رواية من هو، غير أنى أعلم أن هذا خطأ، وأنّ هذا الحديث باطل، وأن هذا الحديث كذب، فقال: تدعى الغيب؟ قال قلت: ما هذا ادعاء الغيب، قال: فما الدليل على ما تقول؟ قلت: سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن فإن اتفقنا علمتَ أنَّا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم، قال: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟ قلت: أبو زرعة، قال: ويقول أبو زرعة مثل ما قلتَ؟ قلت: نعم، قال: هذا عجب!
فأخذ فكتب في كاغذ ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجع إليّ وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبا زرعة في تلك الأحاديث فما قلت إنه باطل قال أبو زرعة: هو كذب، قلتُ: الكذب والباطل واحد، وما قلت إنه كذب قال أبو زرعة: هو باطل، وما قلت إنه منكر قال: هو منكر كما قلتُ، وما قلت إنه صحاح قال أبو زرعة: هو صحاح، فقال: ما أعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما، فقلت: فقد علمت أنا لم نجازف، وإنما قلناه بعلم ومعرفة قد أوتينا، والدليل على صحة ما نقوله بأن ديناراً نَبْهَرَجا يحمل إلى الناقد فيقول هذا دينار نبهرج، ويقول لدينار: هو جيد، فان قيل له: من أين قلت إن هذا نبهرج هل كنت حاضرا حين بهرج هذا الدينار؟ قَالَ: لا فإن قيل له فأخبرك الرجل الذي بهرجه أني بهرجت هذا الدينار؟ قَالَ: لا، قيل: فمن أين قلتَ إن هذا نبهرج؟ قال: علماً رزقت، وكذلك نحن رزقنا معرفة ذلك، قلتُ له: فتحمل فصّ ياقوت إلى واحدٍ من البصراء من الجوهريين فيقول: هذا زجاج، ويقول لمثله: هذا ياقوت، فإن قيل له: من أين علمت أن هذا زجاج وأن هذا ياقوت هل حضرت الموضع الذي صنع فيه هذا الزجاج؟ قال: لا، قيل له: فهل أعلمك الذي صاغه بأنه صاغ هذا زجاجا، قَالَ: لا، قال: فمن أين علمت؟ قَالَ: هذا علم رزقت، وكذلك نحن رزقنا علما لا يتهيأ لنا أن نخبرك كيف علمنا بأنّ هذا الحديث كذب وهذا حديث منكر إلا بما نعرفه
انتهى

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

ابن رشد
2008-10-06, 03:53 AM
انا حنبلي
والشيباني اول من ألف في العلاقات الدولية....
خلافا لقول الغربيين أنه _جروتيوس_

أبو محمد الطنطاوي
2008-10-06, 08:08 AM
الأخ (أبو القاسم)
كل ما قلتَه معروف للجميع وليس خافياً عليَ أو على غيري وأنت ذكرت لى كلام هؤلاء العلماء الأفذاذ لتستدل به وليس هو دليل شرعى في ذاته .
أكرر ما قلته ((لابن حزم مذهب حديثي خاص قائم على أصوله البعيدة عن جميع أنواع الرأي والظن فلا يصح أن نحاكمه بفهم غيره وأصوله ))
* أما تقوية الحديث بتعدد الطرق والخلاف فيها فكل فريق يأخذ باتجاه وكل له أدلته فهى مسألة تختلف فيها الأنظار والأولون والمعاصرون كل مختلف فيها .
أما فولك :

ثم لا أسمح لك أن تخاطبني بلهجة العالم لتلميذه..:اعلم علمك الله!
فانظر قبل كلامى ولا تتسرع فقد قلت قبله : قال بعض شيوخنا . فهذه العبارة منه وهو لا يحدثك بها بل السياق مختلف !

عبد الرحمان المغربي
2008-10-06, 11:19 AM
أخي ابن رشد - ارشدك الله لخيري الدنيا والآخرة- أخشى أن يظن البعض أن تقديمك للعلامة الشيباني محض تشهي!!! فلو اكرمتنا بأدلتك لكنا لك من الشاكرين...
ملحوظة : الموضوع عن ابن حزم والشيباني ولا دخل لجروتيو هنا.

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-06, 11:33 AM
بارك الله فيك يا ابن رشد وهذا ماقررناه فى بداية الموضوع أن الشيبانى رضى الله عنه من أوائل من لفت الأنظار إلى العلاقات الدولية فى الإسلام ، لكنه لم يقدم نظرية سياسية متكاملة عن شروط الخليفة وواجباته وأعماله وكيفية إدارة الدولة ، وكيفية اختيار الولاة والمفتون والقضاة ، والوزراء ، والولاية على ذوى الأنساب ، وإمامة الصلاة ، والولاية على الح ، وعلى الصدقات ، وجمع الأموال فى بيت المال ، ومصادر بيت المال ، وكيفية بناء الجيش والأسطول ، وكيفية إرسال الرسل والسفراء ، وحالات الأسير وكيفية الفداء ، وفى إحياء الموات ، وأحكام الجرائم ، والحسبة ، ووضع الديوان ، والإقطاع ، وخلافه مما هو واضح عند الماوردى فى كتابه الأحكام السلطانية ، وعند ابن حزم فى كتابه السياسة ، وإن كان مفقودا فعندى منه نتفا فى صميم الموضوع فكيف لو عثرنا على الكتاب وقد نقل صاحب الشهب اللامعة نقولا كثيرة من كتاب السياسة لابن حزم

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-06, 11:47 AM
بارك الله فيك أخى عبدالرحمن المغربى لا لبس إن شاء الله ولا مشكلة إطلاقا ، فهناك فرق كبير عند منظرى الفكر الإسلامى بين من قدم فكرة من النظرية وبين من قدم نظرية سياسية متكاملة ، وليس هذا بخسا لحق الشيبانى رضى الله عنه وإعلاء لابن حزم والماوردى ، كلا وربى بل كل من العلماء قد منحه ربه منحا نسأل الله أن يمنحنا اياها ويجمعنا وإياهم فى جنة ونهر عند مليك مقتدر

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-06, 12:08 PM
يا ابن رشد أنت حنبلى فلما لم تتسم بابن تيمية أو ابن القيم ، أو ابن الجوزى ، أو ابن رجب ، أو أى علم من أعلام الحنابلة ، واتخذت علما كبيرا من أعلام المالكية ايا كان هو ابن رشد الجد أو ابن رشد الحفيد فكلاهما من كبار المالكية ، ألا يدل هذا على سعة أفق لك ، وثورة على المذهبية والتحيز والتعصب الممقوت
ههههههههههههههه ههههههههههههه

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-06, 12:10 PM
بارك الله فى الأخ أبى القاسم وفى الأخ العمرى بوركتما وبروك كل من شارك فى هذا الموضوع ولا زلت أطلب كل من الأخوين العمرى وأبى القاسم أن يلينا لبعضهما البعض ، ويحاولا قدر الاستطاعة أن يبتعدا عن نبرة الحدة فى الحوار كى يثمر إن شاء الله
بارك الله فيكما وتقبل الله منكما

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-06, 12:26 PM
هناك مسألة يا إخوانى أحب توضيحها أن الأسبقية فى الشىء لا تعنى التأسيس فمثلا الصديق ابوبكر رضى الله عنه أسبق من عمر بن الخطاب لكن تأسيس الدولة الإسلامية واتساعها ما تم إلا فى عهد عمر ، ولذا يعتبر المؤرخون أن عمر هوالمؤسس الحقيقى للدولة الإسلامية ، وليس فى ذلك هضم لحق أبى بكر فهو الأفضل وهو المقدم
وأبوالعباس السفاح أول خلفاء الدولة العباسية لكن المنصور وهو اللاحق هو المؤسس الحقيقى للدولة العباسية
وداود بن على أسبف فى المذهب الظاهرى ولكن لما مات المذهب بعد داود وجاء ابنه أبوبكر ، ونفطويه والمنذر بن سعيد البلوطى ، وابن المغلس وابوالخيار ، ومن قبل هؤلاء عبدالله بن قاسم الذى أدخل المذهب الأندلس كل هذا لا يعتى أنهم اسسوا المذهب بعد داود ، وكان حسب السبق لنا أن نقول إن مؤسس المذهب الظاهرى بالأندلس هو عبدالله بن قاسم لكنه لم يفعل شيئا إلا إدخال المذهب فكان له فضل السبق ، أما المؤسس الحقيقى فهو ابن حزم الذى أعاد المذهب من رقدته وأحياه بعد موات
والإمام أحمد بن حنبل رضى الله تعالى عنه أسبق من كل حنبلى هو السابق لكن أصحابه هم الذين أسسوا المذهب الفقهى بعد مماته رضى الله تعالى عنه ، ورفع فى العالمين ذكره
وهكذا هذا بالنسبة لمسألة الأسبقية والتأسيس
والله الهادى إلى سواء السبيل

أبو القاسم
2008-10-06, 05:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد
نسبة ابن تيمية للحنابلة..غير دقيق مع احترامي لك..
بل هو مجتهد مطلق مستقل كامل الاستقلال..
سابق لعصره بقرون ومحلق في آفاق ما أتى بعده من أزمان بقرون أيضا
وكذلك ابن القيم..لا يصح وصفه بالحنبلية إلا نشأةً..بل هو أتبع للدليل من كثير من الأكابر
ونسبة هذين للحنبلية..تنقيص لشأنهما..لا على اعتبار أن الحنبلية سبة..أبدا..
بل لأن فيه تشويها للواقع..وبخسا لمكانتهما العلمية..السامقة ولاسيما ابن تيمية
أما ابن رجب فنعم حنبلي..لكنه غير متعصّب للحنابلة

وأما محاولة تمرير الفكرة..بإعادة نفس الكلام
فهذا لا يتم..
وأما أخي الفاضل ابن رشد فذكر جروتيوس لبيان أنه وإن كان معظما عندهم في القانون الدولي
ويسند له السبق (من نحو ثمانية قرون)
فإنهم أسندوا بدء الفضل للإمام محمد..
وهذا فيه من الدلالة مالا يخفى..
وإن كنت أخالفه في التسمية بهذا الفيلسوف الذي أبعد النجعة في الاستسلام لأرسطو وتقديسه..
وضل في ذلك ضلالا بعيدا..فأفسد في الإسلام ما لا يعلمه إلا الله..تعالى


وأوافق الدكتور المكرم عبد الباقي فيما قرره من أن السبق لا يعني الأفضلية..كما لا يعني مطلق العلم..
ولذلك فسعة علم ابن حزم مقدمة عندي على الشيباني..

وأما التكامل ..فنحن نرى أن الشيباني غطى في شرح السير الكبير
جوانب سياسية كبيرة وكثيرة..وقد أجريت قديما بحثا يتعلق بالسياسة الدولية..
ولم أتطلب الشيباني في مسألة إلا وجدته أدلى بشيء فيها..
فهضم حقه بادعاء أنه إنما قدم نتفا..أو شيئا قليلا..لا يسلم به..

وأما أخي العمري فادعى أنه يعرف الكلام وكان قد تهكم بمصطلح الكهانة وأنكر مدلوله..
ثم ألزمنا بطريقة التقرير الحتمي الذي يشبه النص المقدس..وقد بينت انتقادات أهل الفن لابن حزم في بعض أمور من منهجه
وادعاء أن هذا لا يعني شيئا..وأن منهجه هو الصحيح..لا يخلو من الاستخفاف بالعقول

والله الموفق

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-10-06, 06:20 PM
بارك الله فيك أخى ابا القاسم هكذا يكون الحوار وبمثل هذا الرصانة تقبل الأقوال إن كانت حقة أو يقبل النصح
وبخصوص نسبة ابن تيمية وابن القيم للحنبلية فأنا أوافقك أن شيخ الإسلام مجتهد مطلق ولا خلاف فى ذلك ، وكذا كان الحافظ ابن القيم رضى الله عنهما ، وكلاهما من العظماء لا خلاف فى ذلك ، ولكن فى كتب الطبقات لا نستطيع أن ننفى عنهما حنبليتهما ، وليس هذا انتقاصا لا من شأنهما ولا من شأن الحنابلة ، وحسبنا أن نبصر الناس بأنهما من مجتهدى الأمة
أما بخصوص الشيبانى فكتابه ليس نتفا وأنا لم أقل عنه هذا إنما كتابه يقع فى عدة أجزاء كما هو موضح فى بداية الموضوع ، أما النتف فقصدت منها ما هو عندى من كتاب ابن حزم والموسوم بالسياسة ، وقلت إن في النتف ما يؤكد استفادة الماوردى من ابن حزم ونقله عنه حرفيا ، خاصة وأن كتاب ابن حزم عرف طريقه إلى بغداد قبل عام 434هـ وهو العام الذى صنف فيه الماوردى كتابه الأحكام السلطانية ، ثم إن ابنحزم صنف كتابه قبل هذا التاريخ بكثير ، ومن ثم إذا وجدنا الماوردى ينقل منه نظرية سياسية كاملة حرفا بحرف وكلمة بكلمة دون تغيير ، ودون أن يشير إلى مصدره كان علينا إذا ما عرفنا ذلك أن نشير إليه ، فمن المستحيل أن يوافق الواحد من الآخر فى كتابة صفحتين متكاملتين بحروفهما وكلمتاتهما دون أن يحدث خلاف بين الشخصين محال
ومن ثم اتفق كتاب الفكر السياسى على أن كتاب الشيبانى من أوائل ما صنف فى العلاقات الدولية فى الإسلام والتى هى بدورها فرع من فروع النظرية الساسية الإسلامية ، ولعل الموضوع يخرج بنا عن الغرض فإن شئت أخى أبا القاسم أن نضع مشاركة بخصوص نشأة الفكر السياسى الإسلامى بعامة بعيدا عن الأئمة وبعيدا عن ابن حزم والماوردى والشيبانى والفراء وابن أبى الربيع ، وابن رجب الحنبلى ، والجوينى وغيرهم من أساطين الفكر السياسى الإسلامى فعلت إن شاء الله
وأنتظر ردك بأسلوبك الرصين الذى اعتدت عليه ، وبارك الله جهودكم ونفع بنا بكم وجمعنا وإياكم مع إمامنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم فى جنات ونهر

أبو محمد الطنطاوي
2008-10-06, 06:40 PM
وأما أخي العمري فادعى أنه يعرف الكلام وكان قد تهكم بمصطلح الكهانة وأنكر مدلوله..
الكلام الذى ذكرته يعرفه كل طلبة علم الحديث فادعائي معرفته لا يزيدني أما إنكاري مدلوله فلمخالفته الأدلة في نظري وإن خالفنى غيري .

ثم ألزمنا بطريقة التقرير الحتمي الذي يشبه النص المقدس..وقد بينت انتقادات أهل الفن لابن حزم في بعض أمور من منهجه وادعاء أن هذا لا يعني شيئا..وأن منهجه هو الصحيح..لا يخلو من الاستخفاف بالعقول
انتقادات بعض أهل الفن لابن حزم شئ شائع بين أئمة الشأن فهناك مدرسة للمتقدمين وأخرى للمتأخرين فلا مانع من وجود مدرسة ثالثة حزمية (ابتسامة) .
ومنهجى هو الصحيح في نظرى ولو كنت أعتقد خطأه ما قلت به وكذلك أتباع المدرستين المتقدمين والمتأخرين كل يعتقد أنه معه الحق المطلق .
أخى الكريم....
لا يملك أحد الحقيقة والمعرفة المطلقة وإنما كل يعمل بما وفقه الله وترجح لديه فلا داعى للمصادرة والإقصاء .
وعيب إخواننا الحنابلة المعاصرين أن الكثير منهم يتبرأ من مقالات الظاهرية ليظهر أمام الجمهور أنه موافق لهم !
وسبب ذلك الضغط النفسي من الجمهور عليهم بأنهم لديهم نزعة ظاهرية مما أدى إلى ما يشبه العقدة النفسية والمبالغة في الحط من شأن مقالات الظاهرية... وخذوها نصيحة من مصري مسكين جاهل مثلى يقبع في آخر الصف من جهله وضعفه وقلة حيلته :
الجمهور لن يرضى عنكم ولو تبرأتم من الظاهرية كل لحظة كما لن يرضى اليهود والنصارى عن المسلمين إلا باتباع ملتهم.
وهذا ليس بقياس بل تشبيه حال بحال .(ابتسامة)
* أما اتهاماتى لك فإن كان يرضيك الاعتذار فسأعتذر وأخطئ نفسي لكن بشرط أن تعتذر عن اتهاماتك لإخوانى وشيوخي في موقعنا المبارك .
دمت بخير محباً للنص .
والله الموفق

أبو القاسم
2008-10-08, 08:51 AM
الفاضل المكرم الدكتور عبد الباقي وفيك أسأل الله أن يبارك..كون الحنابلة ذكروه في طبقاتهم..هذا باعتبار النشأة لا باعتبار المآل..
أخي العمري..كل بمقدوره أن يدعي أن هناك منهجا لفلان..فيقول إذا عورض الأشعري مثلا..له منهجه الخاص
وهكذا..لكن تأمل هذا الكلام للإمام ابن القيم في الفروسية"تصحيحه للأحاديث المعلولة، وإنكاره لتعليلها نظير إنكاره للمعاني والمناسبات، والأقيسة التي يستوي فيها الأصل والفرع من كل وجه، والرجل يصحح ما أجمع أهل الحديث على ضعفه, وهذا بين في كتبه لمن تأمله"
(قلت) لست مرددا لقالة ابن القيم عن جهل..فإني إن شئت قادر أن آتيك بالأمثلة..
والمعنى:حب ابن حزم وإجلاله واعتقاد إمامته ليس سببا كافيا للادعاء أنه مصيب في منهجه الحديثي بحجة ما يسمى احتكار الحقيقة وأن له منهجه المستقل...إلخ
ومن منهجه الذي هو غير صواب قطعا..اعتبار جهالة الصحابي..وهذا خلاف إجماع المحدثين..بل لا يخلو هذا القول عند التحقيق من إساءة أدب للصحابة..وإن كان لا يخفى علي إجلال ابن حزم للصحابة..ولكني أعني أن هذا يلزم منه..ولازم القول ليس بقول
وقد جمع القطب الحلبي المواضع التي سارع ابن حزم بتجهيل الرواة بعامة فيها وليسوا هم بمجهولين في نفس الأمر

ومامن شك أنه لا يقبل من عالم ظاهري يحترم عقله أن يكون إلمامه بالحديث غير موسوعي..
لذلك فنحن ندرك سعة علمه بالحديث الذي به يسد به ما يراه أقيسة والأقيسة فاسدة عنده بالكلية
لكن الكلام عن منهجه..في الحديث..
وإنما سمحت لنفسي الخوض في هذا لما أراه من تعصب..
ولو كنت متحدثا مع رجل يبغضه..لبينت له مناقبه الجليلة التي أعماه عنها التعصب أيضا في الغالب

وأما قولك:إن بعض الحنابلة هم من يقولون بذلك..
فغير دقيق..بل كثير من العلماء من المذاهب كلها ..لا الحنابلة وحدهم
بل الحق أن المذهب الحنبلي أقرب المذاهب للظاهرية لأن دائرة القياس فيه أصغر من غيره

أكتفي بهذا والله أعلم
والسلام عليكم

أبو القاسم
2008-10-08, 08:54 AM
طلب إلي أحد الفضلاء التوقف عن الكتابة..في نصيحة على الخاص
وأنا أقف تلبية لنصحه
والله أسأل أن يفقهنا جميعا في دينه..وصولا لمرتبة الإمامة في الدين
وأن يرزقنا الشهادة في سبيله..بعد حياة عامرة بالعمل له سبحانه