المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة عن الإلحاد الروحاني وصناعة الخرافة



أم علي طويلبة علم
2024-07-10, 07:53 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
هذه سلسلة سألخص فيها قدر المستطاع عن الإلحاد الروحاني وصناعة الخرافة في حركة العصر الجديد…


فالإلحاد نوعين مادي و روحاني
الإلحاد المادي يطلق على إنكار وجود الخالق - والعياذبالله-
وهناك نوع آخر وهو الإلحاد الروحاني يمثل انحراف عن العقيدة الصحيحة والتوحيد باسم الروحانية الباطنية.


فالروحانية ترجمة Spirituality وخلفياته الفلسفية ولاعلاقة للروحانية بلفظ الروح في سياقنا ولغتنا. كما ذكر د٠ مليباري.

والروحانية تعنى البحث الشخصي في الغيبيات والمصير والعوالم الخفية -الجن، الملائكة- ثم التعامل معها.
مصادرهم في المعرفة: الباطن وأساطير الأولين مع الابتعاد عن الأديان والوحي!!

لا يصح تداول مفهوم الإلحاد الروحاني دون العروج على مفهوم الباطنية (الإيزوتيرك) العلم الباطني الداخلي وعكسها (اكزوتيرك) العلم الظاهري.

والإيزوتيرك منظور ديني يقوم على اكتساب المعرفة الصوفية، خاصة في شكل الغنوصية القديمة (Gnosticism )، وتشير الغنوصية إلى مجموعة أفكار ومعارف من الديانات القديمة التي انبعثت من المجتمعات اليهودية في القرنين الأول والثاني الميلاديين.




نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-07-11, 01:13 PM
صناعة الخرافة:
هي الفكرة التي تقوم على مجرد تخيلات دون وجود سبب من النقل أو العقل أو المنطق، عدم الارتكاز على حقيقة علمية أو وحي، وترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثا تاريخيا تتناقله الأجيال. وهو معتقد لا عقلاني أو ممارسة لا عقلانية.


كيف تصنع الخرافة:
يستخدم فن التضليل وخبث التجهيل للناس باسم العلم، فتمرر دورات الشعوذة والعلاجات الوهمية بل والسحر والطقوس الشيطانية متنكرة بثوب العلم أو الطب أو علم النفس.
حركة العصر الجديد الباطنية والمشهورة بعلوم الطاقة الكونية الفلسفية، كلها ينطبق عليها تعريف الخرافة.


إذن عندما نقول "علم الطاقة خرافة " نعني أن التأثير المزعوم للشفاء بالطاقة لا ينتسب للطاقة إنما سببه أحد أمرين:
١) الإيحاء والتخييل، في أبسط أحواله .
٢) الاستعانة بالجن والشعوذة، في مراحله المتقدمة.

فلا يوجد شيء اسمه طاقة إيجابية وسلبية، إنما هو لعب على العقول، وهذا ما يسمى الخرافة.


-أهل علوم الطاقة والوعى الزائف…عندما يطلب منهم الدليل على صحة ادعاءاتهم :
فمجمعون على اجابة واحدة بقولهم: "مستوى الوعي لديك منخفض، لذا لن تستطيع أن تفهم، ارفع مستواك وستصلك الحقيقة"!


- الوقاية من الخرافة:
الطريق الأوحد المؤدي للسلامة من الخرافات والانحرافات العقدية هو الثبات على الصراط المستقيم، بالتحلي بالوعي الفكري السليم.

الوعي لغة: هو الفهم وسلامة الإدراك ويطلق على الحفظ واليقظة.
يتم الوعي من خلال إدراكنا للواقع والحقائق التي تجري من حولنا أثناء اتصالنا مع المحيط الذي نعيش فيه.
وبالتالي نصبح أكثر قدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في المواقف المختلفة.


أما الوعي الفكري: هو ما يمتلكه الإنسان من أفكار ووجهات نظر تتعلق يالحياة ومفاهيمها، وما يحيط به من بيئه، وله جانبان:
الجانب الإيجابي من الوعي الفكري فهو السليم: وعيا حقيقيا صادقا بطبيعة الأمور والقضايا المحيطة بالإنسان مما يجعل الأفكار والأحكام والسلوكيات تسير في طريق مستقيم لا عوج فيه ولا انحراف، لا يمكن الحصول عليه إلا عن طريق: الوحي أو العلم الحقيقي.
الجانب السلبي: هو عيا مضللا زائفا يحيط بطبيعة الأمور والقضايا المحيطة بالإنسان، وهو الوعي الذي لاتدرك معه الأمور على حقيقتها، بل يتخبط فيه الإنسان بتفسير القضايا على فهمه الخاص، وحتما يدخل في ذلك الهوى، مما سيجعل الحكم خاطئا فيسير صاحبها في طريق منحرف معوج يضيع في الضلالات.


-أساليب تنمية الوعي الفكري السليم:
١) الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، وطلب الهداية والإرشاد منه، وعدم الاتكال على النفس وذلك يتطلب عدم تضخيم الذات أو اتباع الهوى…
٢)الإقبال على العلم الحقيقي ونبذ الخرافة، لتحصيل السلامة من الانحراف العقدي.
٣)اتخاذ محفز على الوعي الفكري السليم، من صحبة وحضور المحاضرات والدورات …




نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-07-15, 08:34 AM
حركة العصر الجديد:

حركة فكرية إلحادية روحانية باطنية حديثة غربية، لاتحكمها عقائد دينية أو طقوس موحدة.
تتستر تحت كثير من جوانب الحياة البشرية المقبولة والمرغوب بها.
وكل ذلك ماهو إلا زورا وكذبا لتناولها الروحانيات والفلسفات الشرقية والغربية.

أساس حركة العصر الجديد هي فوضى فكرية وانحراف عقدي كبير بل نوازل عقدية خطيرة تكاد كلها بمفاهيمها وممارساتها تقوم على أساسين:
أ) التبادل الطاقي المزعوم مع الكون.
ب) عقيدة وحدة الوجود الكفرية.

وهي لا تكاد تخرج عن ثلاث حالات:
١) إما خرافة وخزعبلات.
٢) وإما سحر وشعوذات.
٣) وإما كفر وشركيات.

وجميع المنظمات والجهات التي تتبنى فكر العصر الجديد لها هدف وغاية مشتركة شبه موحدة وهو تأليه الذات والإغراق في روحانيات بلا حدود.

تكونت بذرة الحركة في الغرب النصراني، وهناك وضعت اللبنات الأولى لنشر أفكارها ثم انتشرت عبر المجتمعات الدينية الغامضة والميتافزيقية في السبعينيات والثمانينيات وأقوى مؤيدي الحركة هم من أتباع Esoteric (الباطنية الحديثية).




نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-07-15, 09:16 AM
أشهر رموز حركة العصر الجديد:

- هيلينا بلافانسكي، تعتبر من أسياد الحركة ففي أواخر القرن ١٩، أعلنت عن عصر جديد قادم.
وقد ولدت عام ١٨٣١م في لندن من أم روسية وأب ألماني
وهي ساحرة مشعوذة عرافة حشاشة أمية بلا مؤهلات علمية، هربت من زوجها فطافت العالم في كهوف التيبت ومعابد الهند فاعتنقت البوذية وجمعت كل وثنياتهم كقانون الجذب والطاقة الكونية والوعي المزعوم…
ثم تبنتها الماسونية في أمريكا وسمتها الفيلسوفة! وأمدتها بالمال والأعوان…
أسست منظمة الثيوصوفية ١٨٧٥م في الولايات المتحدة…
فأصبحت الأفكار والعقائد الهندوسية والبوذية بارزة في الثيوصوفيا ومن الظواهر المميزة فيها الاعتقاد بتناسخ الأرواح طبقا لفكرة الكارما الهندوسية. وكانت هيلينا تعتبر الشيطان هو إله كوكب الأرض.
نمت الباطنية وتمثلها الثيوصوفيا في أواخر القرن ١٩ (والثيوصوفيا تعني الحكمة الإلهية بالانجليزية Theosophia).
إلا أنه في أوائل القرن العشرين تضررت هذه الجمعية من خلال سلسلة من الفضائح الجنسية التي تورطت فيها قادتها.



- بيلي ١٨٨٠ - ١٩٤٩، مؤسسة مدرسة Arcane school الانجليزية (منظمة تنشر التعاليم الروحية).
بعد موت بيلي أنشأ أعضاء سابقون في المدرسة الآركانية مجموعة من الجماعات الثيوصوفية المستقلة الجديدة التي ازدهرت فيها الآمال بعصر جديد، حيث ادعت هذه المجموعات القدرة على نقل الطاقة الروحية إلى العالم وأنها تلقت رسائل موجهة من كائنات مختلفة خارقة للطبيعة.


- ديفيد سبانجلر ١٩٤٥، طور عام ١٩٧٠ الفكرة الأساسية لحركة العصر الجديد، حيث كان يعتقد بإطلاق موجات جديدة من الطاقة الروحية التي أشارت إليها بعض التغييرات الفلكية (على سبيل المثال: حركة الأرض في دورة جديدة تُعرف باسم عصر الدلو) فاقترح أن يستخدم الناس هذه الطاقة الجديدة لإظهار العصر الجديد.






نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-07-24, 08:58 AM
-ومع نمو الحركة نشرت الدوريات وافتتحت المكتبات المتخصصة لبيع كتب العصر الجديد ومقاطع الفيديو…مما أدى إلى تجرؤ أتباع الحركة دمج الممارسات السحرية الغامضة التقليدية -كقراءة التاروت، والتنجيم، واليوغا- مع الاستشارة النفسية القياسية… للذين خاصة لم يتمكنوا من الشفاء من خلال الطب التقليدي والعلاج النفسي، فدعت الحركة إلى ممارسات العلاج البديلة والطبيعية مثل التدليك، الوجبات الغذائية الطبيعية، وتقويم العمود الفقري، والوخز بالإبر.

-اكتشف العديد من أتباع العصر الجديد قدراتهم النفسية المزعومة، فبرزوا بالقنوات، وادعوا إقامة اتصال مع كيانات مختلفة خارجة عن الطبيعة، بل خارج عن كوكب الأرض، وتداولوا الجوانب الروحية والفلسفية والنفسية، ولكن في نهاية الثمانينيات تعرضت حركة العصر الجديد للسخرية لقبولها الأفكار والممارسات غير العلمية…

- وفي منتصف التسعينيات عادت للانتعاش واجتذاب مئات الآلاف من الأتباع الجدد…ومن المحزن أنها لاقت رواجا في بلاد التوحيد.

-معهد ايسالن [Esalen] يعتبر محضن الحركة الذي تأسس عام ١٩٦٢، والذي أنتج عشرات البرامج التي تقوم في أصلها على عقائد الغنوص "الروحانيات" التي تم تصميمها بعناية وربطها بمجالات الحياة المختلفة: كالصحة والرياضة، والعلاج النفسي، والتغذية، والتطوير وتحقيق الذات، والفن، وهندسة الديكور وتصميم المنازل، والحب والسلام، والتعليم، والوعي، بل حتى الدين… لتوافق احتياجات أكثر الناس ثم تم تسويقها بشكل برامج تدريبية متعددة المستويات لتضمن زرع الفكر والمبادئ في نفوس وعقول المتدربين بتدرج لا يواجه مباشرة معتقداتهم الدينية، وإنما يوافقها ثم يداهنها ثم يزاحمها فيقضيها!
أسلوب خبيث قد انطلى على كثير من الناس بما فيهم المسلمين الموحدين…





نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-07-24, 10:18 AM
كيف وصلت إلينا هذه الفتنة؟

مع الانفتاح الثقافي وفي ظل العولمة وامتدادها، انتشرت حركة العصر الجديد في العالم أجمع سنة ١٩٧٠-١٩٨٠، وظهرت في العالم الإسلامي بواسطة رموز عربية إسلامية… حيث انتشر عدد من الأفكار والممارسات التي يمكن تصنيفها تحت مظلة "العصر الجديد"، تحت ستار التطبيب البديل والتنمية البشرية والرياضة وغيرها… ومنها البرمجة اللغوية العصبية، قانون الجذب، الكارما، اليوجا بأنواعها، طاقة المكان، العلاج بالطفل الداخلي، الوقوف العائلي… وأخرى.



أبرز سمات حركة العصر الجديد:

١- النظرة الموحدة للكون والوجود:
وتتحقق من خلال عقيدتي الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، وتنص الحلول والاتحاد على أن الإله قد يحل في مخلوقاته، بل وقد يتحد معهم فتحصل بذلك الاستنارة أو الإشراق المتمثل باتحاد المخلوق بالخالق -تعالى الله عما يقولون- .
أما وحدة الوجود فعقيدة كفرية تنص على وجود قوة إلهية أو طاقة رئيسية واحدة خارج الإنسان تسمى طاقة كونية، ولديها وجود داخل الإنسان كجزء من روحه وتسمى الذات العليا الإلهية (الشرارة الإلهية)!
…وحدة الوجود والحلول والاتحاد خدعة شيطانية يوحي بها الشيطان إلى أوليائه تعظيما لنفسه، وكفرا وشركا بالله الواحد الأحد، فالله سبحانه لايحل في مخلوقاته ولا يتحد بهم… بل هو الله جل وعلا مستو على عرشه… وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

٢-الاعتقاد بنسبية الحق والدعوة إلى وحدة الأديان:
الحركة لاتؤمن بطريق واحد للنجاة، ولاتقدم منهجا محددا للحياة يتبين من خلاله المحرم من المباح، بل تهدف إلى خلق روحانيات بدون حدود أو قيود.
فنراها تشجع التيارات الباطنية داخل الديانات القائمة دون العمل على صرف أحد عن انتمائه الديني الأصيل وإن كانت هذه غايتهم،
ووحدة الأديان أي الاعتقاد ظاهريا بصحة جميع المعتقدات الدينية، وصواب جميع العبادات، وأنها كلها طرق إلى غاية واحدة، لذلك ينادون بدمج جملة من الأديان والملل في دين واحد مستمد منها جميعا، هذا ظاهريا، إلا أنها في حقيقتها تحارب جميع الأديان، ولكن بخبث ودهاء.
… قال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} فقد جاءت الرسالة الإسلامية واضحة صريحة في تحديد معيار الحق ووصف ما عداه بالباطل، لقوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل}.

٣-الاعتقاد بالوحي الذاتي المستغنى عن التوسط النبوي:
فيرون أن الوحي ممكن أن ينزل على إنسان في أوقات الصفاء الذهني بممارسات معينة من التأملات العميقة الموهومة، فيزعمون أنهم يمكنهم التواصل مع الملائكة الكرام ويطلبون منهم المدد والمساعدة والشفاء، وحتى الحكمة والجمال!!
وفي ذلك تناقض، فمرة يدعون الاستغناء بذواتهم، ومرة يطلبون المدد من الأرواح والملائكة!!
…قال تعالى: { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا}.
ومع الأسف أنه بالرغم من وضوح الإشكالات العقدية الشديدة في تطبيقات الباطنية الحديثة لأي متابع سواء مطلع أو مختص، إلا أنها انطلت على الكثير من المسلمين.


خطورة حركة العصر الجديد:
تكمن في كونها أخطر الدعوات والفتن التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم لما تحمله في طياتها من سمات باطنية روحية منزوعة التكاليف.
والتي تقدح في العقيدة بطريق غير مباشر، وربما تخرج المسلم من الملة والعياذ بالله دون أن يعي بذلك.
كما تكمن خطورتها في أنها عبارة عن دين جديد يؤله الذات، ويقوم على الخرافات والشعوذات…

قلنا ونؤكد أن حركة العصر الجديد تنتهج مع الدين السماوي أسلوب:
الموافقة ثم المداهنة ثم المزاحمة ثم الإقصاء.




نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-07-25, 05:14 PM
مفهوم الطاقة والوعي بين الحقيقة والزيف:

أولا: معنى الطاقة الكونية:
المراد بالطاقة في حركة العصر الجديد:
هي الاعتقاد بوجود قوة عظمى خلف كل شيء يقابل بالإله عند أصحاب الديانات السماوية.


- والطاقة الكونية هي أول ما يطلب من المتدرب في دورات التنمية البشرية التابعة لحركة العصر الجديد الإيمان به وبقوته وأهميته، ويمارس كيفية الشعور به واستمداده وفعل ما يساعد على تدفقه في جسده.
ففي حركة العصر الجديد يتم الاعتقاد بأن كل مافي الوجود هو الكلي الواحد وكل مافي الكون إنما هو تجل له.

-من كلام المشتغلين بهذا المجال فالطاقة الكونية هي طاقة ذات مفهوم فلسفي قائم على عقائد أديان الشرق خصوصا الصين والهند والتبت.
وتسمى بأسماء مختلفة بحسب المناطق واللغات والخلفيات الدينية،… فهو يسمى:
العقل الكلي عند فلاسفة الإغريق .
والطاو في فلسفات الصين.
وبراهما عند الهندوس.
والبرانا أو طاقة الحياة أو طاقة قوة الحياة عند قدماء الهندوس.

وتأخذ عند الصينيين اسم تشي، وعند اليابانيين اسم كي، وعند الفراعنة تسمى الكا، ومنها الريكي وهو العلاج بالطاقة، والنور الأعلى عند المانوية،

وفي الفلسفة الغربية الروحية وبرامج العصر الجديد إضافة لأسمائها الشرقية يطلق عليها قوة الحياة أو الطاقة الكونية أو المصدر أو الوعي.
كما أن هناك مسميات أخرى فلسفية تطلق على الطاقة الكونية…
ومهما تعددت مسمياتها فإنها جميعها تشير إلى أن هناك طاقة مبثوثة في كل مكان وفي كل شيء، في الإنسان والحيوان والنبات، وهي طاقة التي خلقت الكون وتدعمه!

- والطاقة التي يتحدث عنها هؤلاء المعالجون والمدربون مختلفة تماما عن الطاقة بمعناها الفيزيائي (الميكانيكية والكهربائية والضوئية وغيرها) كما تختلف تماما عن ما يقصد بالطاقة الحيوية الفيزيائية وهي الطاقة الحرارية الفيزيائية الصادرة من مصدر عضوي للإستخدام كوقود متجدد!،
فهي مفهوم ينتمي إلى المجال الروحاني، ومن أكثر الأسماء المتداولة الطاقة الكونية والطاقة الحيوية، وهي أسماء مستحدثة لها، وبينهما فرق بسيط.
أما الطاقة الكونية فهي الطاقة المتولدة المنبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود، ولها نفس قوته وتأثيره لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لامرئي ولا شكل له وليس له بداية وليس له نهاية).
وأما الطاقة الحيوية هي نفسها الطاقة الكونية الفلسفية عندما تكون متعلقة بالجسم وعلاجه ومقوماته الحيوية، (أي خارج الجسم تكون طاقة كونية وداخله تكون طاقة حيوية بزعمهم أنها تضيف عليه تغيرا في حيويته).

- والمروجون للطاقة الكونية أو الحيوية من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون يفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله، فيدعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون، وجعل لها تأثيرا عظيما على حياتنا… ويزعم مروجوها من المسلمين -جهلا أو تلبيسا- أنها المقصودة بمصطلح "البركة"، فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته.

- وهناك العديد من مروجي تطبيقات الطاقة الفلسفية يقومون بمحاولة الخلط بينهما أو تصوير الطاقة الحيوية الفلسفية على أنها طاقة كهرومغناطيسية لإضفاء صيغة علمية على كتبهم وأقوالهم فيغتر بها القارئ البسيط.

أم علي طويلبة علم
2024-07-27, 04:39 PM
ثانيا: خرافات الشاكرات كمراكز للطاقة:

يكاد لايخلو تطبيق من تطبيقات حركة العصر الجديد من الارتكاز على وهم وخرافة الشاكرات،
حيث يتم الادعاء بأن هناك مراكز للطاقة في الجسم (عددها سبعة).
وبحسب زعمهم يتم التبادل الطاقي بين الجسم والكون من خلالها،
وزعموا أنها تحتاج لجلسات تنظيف وإزالة (الانسدادات) عن طريق طقوس تأمل وغيرها،
كما زعموا أنها موجودة حقا في الجسم الأثيري (الجسم الطاقي)، لابد من تفعيلها (فتح الشاكرات) ليتم الشفاء التام ومن ثم الاستنارة!!

لماذا هي خرافة ؟
لأنه ينطبق عليها معنى الخرافة؛ الاعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة.
وترتبط بفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثا تاريخيا تتناقله الأجيال.

ما هي الشاكرات؟ وما هو الجسم الطاقي ؟
الجسم الطاقي أو الأثيري Etheric body عبارة عن جسم متخيل يُزعم أنه يوازي جسم الإنسان المادي، به مراكز للطاقة الحيوية المفترضة (الشاكرات)، ومسارات لهذه الطاقة تسمى الميريديانات Meridians، يتكون هذا الجسم من سبع طبقات كل طبقة ترتبط بشاكرا معينة.

والشاكرات مفهوم مأخوذ من النصوص الهندوسية، وهي عبارة عن مراكز دائرية اعتقد أتباع الأديان الشرقية قديما أنها تتموضع عموديا على الجسم من الرأس إلى أسفل العمود الفقري، وأنها مستعدة لاستقبال الطاقة من العالم الخارجي، عددها سبعة، جعلوا لكل واحدة منها لون خاص:
١- مولادارا (شاكرا الجذر)
٢- سفادستانا (شاكرا الحوض)
٣- مانيبورا (شاكرا البطن)
٤- أناهاتا (شاكرا القلب)
٥- فيشودا (شاكرا الحلق)
٦- اجنا ( شاكرا العين الثالثة)
٧- ساهاسرارا (شاكرا التاج)
وكل هذه الأسماء التي تم تعريبها هي باللغة السنسكريتية؛ وهي لغة طقوسية للهندوسية والبوذية…
الشاكرا… تعني العجلة الدائرة وهي مراكز القوى الروحية النفسية في الجسم، وتعتمد الممارسات الباطنية الهندوسية والبوذية بصورة بارزة على الشاكرات، وترتبط بزعمهم بألوان وأصوات ومانترا وآلهة محددة.

وقد ثبت في مصادر العقائد الباطنية علاقة الشاكرات بروحانيات الكواكب والتنجيم المحرم في الإسلام.
وقد ذكر في موسوعة الثيوسوفيا أن فتح هذه الشاكرات بطريقة غير صحيحة يقود في حالات كثيرة إلى الموت أو الجنون بل إلى انتهاكات أخلاقية!
وتؤكد الموسوعة أن هناك ٧ قوى روحية شمسية ( أو ١٢ ) تنتقل على شكل إشعاعات عبر الكواكب المقدسة السبعة، لتصل إلى الجسم الانساني! وبالتالى فإن كل واحدة من هذه القوى لديها مركز يناظرها ويستقبلها في الجسم البشري (الشاكرات).

-كما يزعمون أن الشاكرا في أسفل العمود الفقري تنطوي على قوة سرية غامضة "كونداليني"، والتي يسعى الشخص لإيقاظها باليوغا كي ترتفع للأعلى مرورا بالشاكرات الأخرى حتى تصل إلى الشاكرا السابعة فوق الرأس فيحصل للانسان بذلك الاستنارة!

-وأوضحت الموسوعة الثيوسوفية الشاكرات بأسمائها والكوكب المتحكم في كل منها:
زحل / المريخ / المشتري / الزهره / عطارد / القمر / الشمس.
وصرحت بلافانسكي -مؤسسة الثيوسوفيا في القرن ١٩ في كتابها- بأن المراكز السبعة في جسم الإنسان هي التي تصلها ذبذبات الاشعاعات الروحانية!

ويكمن السبب في فساد زعم وجود تلك الشاكرات في كونه ضرب من ضروب التقول والافتراء دون برهان أو دليل حقيقي، ويقول الله تعالى: { ولاتقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}
كما يقول الإمام السعدي مفسرا لهذه الآية: " ولا تتبع ماليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله"، كما يعزى السبب في تحريم الاعتقاد بالشاكرات لما ثبت من علاقتها بعلوم التنجيم والسحر المحرمان في الإسلام.





نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-07-27, 08:27 PM
ثالثا: خدعة الاستشفاء بالطاقة الكونية:

يزعم المعتقدين بالطاقة الكونية أن بإمكانهم شفاء الأمراض عن طريق إرسال طاقة شفائية -وذلك طبعا من الخرافات- التي تمرر بإلباسها تارة ثوب العلم وتارة ثوب الدين.
حيث يدعون بأن هناك طاقة مستمدة من الشمس أو الهواء أو النبات أو التراب يستطيع الإنسان بتدريبات (طقوس) معينة وتأملات عميقة استمداد هذه الطاقة الشفائية من الكون.
ثم يقوم المعالج ببثها إلى المريض الذي لجأ إليه ليشفى، سواء باللمس أو عن بعد، هذه الشعوذة المسماة (طاقة) لاتعمل إلا إذا استسلم الطرف المتلقي وتهيأ نفسيا لقبولها.
أما الرافض لها فلن يتمكن المعالج من التأثير عليه بإرسالها له !

ويصرح أحد المعالجين بالطاقة بأن الطاقة الحيوية هو علاج كان يستخدمه الفراعنة عبر تعاليم هرمس الحكيم وكانوا يسمونها "الكا"، ثم انتقلت إلى الصينيين وكانوا يسموها "تشي"، ثم سميت عند الهنود "برانا"، وأبقراط في كلامه عن الطب كان يقول أنها "طاقة الحياة".

ومن المفاهيم المرتبطة بالشفاء بالطاقة:
الين واليانغ
التاي تشي
المايكروبيوتك
الريكي




نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-07-31, 09:51 AM
ومن المفاهيم المرتبطة بالشفاء بالطاقة:

الين واليانغ:

في حركة العصر الجديد يتم الاعتقاد بأن كل مافي الوجود هو "الكلي الواحد" وكل مافي الكون إنما هو تجل له…
وتنبثق عن هذا الكلي بالإشراق أو الفيض أو التجلي أو الانقسام كل الكائنات -بحسب اعتقادهم- بشكل ثنائيات متناقضة ومتناغمة وتسمى بحسب الفلسفة الصينية "الين واليانج".
ومع هذا الانقسام يكون لها حظا أو روحا أو قوى أو طاقة كونية هي سر حياتها وقوتها وأساس بقائها واستمرارها، وهذه الطاقة المزعومة عبارة عن قوتين متضادتين سلبية (الين) وطاقة إيجابية (اليانغ).
فالين واليانغ رمز الديانة الطاوية، وتمثل المتضادات الظاهرية في الكون (النهار والليل، الخير والشر، التنور الظلام،…) وبحسب اعتقادهم أنه يحدث بينهما تناغم فيصبح الكون وحدة واحدة، لافرق بين خالق ومخلوق، أو بين إنسان وحيوان، أو بين نبات وجماد، أو لابين جنس وجنس، أو دين ودين.
ومن التلبيس الخطير الذي ينتهجه المتأثرين بالباطنية الحديثة والفلسفات الشرقية أنهم يطلقون عليها أسماء جذابة لا يظهر فيها قبح المحتوى المبطن، ومنها طاقة الأنوثة والذكورة، وهو نفسه مبدأ الين واليانغ الطاوي، فإطلاق "الطاقة" عندهم ناتج من منطلق تصور متكامل للكون والوجود.


التاي تشي:

أو التاي جي تتكون من جزئين: تاي وتعني العلو والسمو، وتشي وتعني الأقصى أو النهائي، فالتاي تشي تعني "التقدم نحو اللانهائي" وهي نوع من أنواع ممارسة (التشي كونغ) الممارسة الأكثر شهرة في عالم الرياضات الاستشفائية، وهي من الرياضات الصينية القديمة التي تجمع بين الدفاع عن النفس واللياقة البدنية، عبر تمارين بدنية بطيئة تأخذ شكل الدوران الذاتي، وتعتمد على التأمل والتنفس العميق.
…تلك الحركات في الحقيقة ترجمة وتجسيد لمعتقدات الديانة الطاوية التي تؤكد ضرورة مراعاة التوازن بين القوتين المتضادتين "الين واليانغ" وأهمية سريان الطاقة "تشي" في جسم الإنسان لضمان توحده مع المطلق وتناغمه معه، وهو جزء من معتقد وحدة الوجود الكونية…


المايكروبيوتك:

من أشهر تطبيقات طاقة الين واليانغ، وهو نظام غذائي يقوم على فلسفة شاملة يروج لها كثير ممن ظاهرهم الخير والصلاح في هذه البلاد مفتونين ببعض نفع حصل لهم باتباع حميته الغذائية، مع أن دراسات علمية كثيرة أثبتت ضرر التزامه على الصحة والعقل لعدم وجود توازن صحيح في الحمية بين المجموعات الغذائية التي يدل العقل السليم على أهميتها…
والنظام الغذائي الماكروبيوتيكي طوره الفيلسوف الياباني "جورج أوشاوا" جامعا فيه بين بوذية زن مع تعاليم النصرانية مع بعض سمات الطب الغربي -وهو يتضمن بلاشك- عادات غذائية وحياتية نافعة كالاهتمام بنوع الغذاء ومحاربة الشره، وأهمية مضغ الطعام جيدا، ولكن فيه مبالغة كبيرة حيث تقام دورات للتدريب على المضغ!
وشكلت هذه المنافع لباس الحق على جسد الباطل، فاشتبهت على كثيرين ممن فتنوا بها فحاولوا دراستها وتفسير النصوص والهدي النبوي في الغذاء على ضوئها، غافلين أو متغافلين عن المصادمات الفلسفية لأساسها وهو "الين واليانغ" مع معتقد المسلمين، وما يتبع ذلك من خرافات " جهاز الطاقة" و "الشاكرات" بالإضافة لوصايا تجنب الألبان واللحوم والعسل التي تتعارض مع منهج الإسلام في التغذية المبني على الحلال والحرام وفق الشريعة الغراء…


الريكي:

هو تقنية يابانية/ تبتية قديمة تركز على الشفاء النفسي من خلال التلاعب بــ "الطاقة الكونية للحياة" وفق زعمهم، وقد نشأ هذا المصطلح من دمج كلمتين يابانيتين: "ري" التي تعني الكوني، و"كي" التي تعني الطاقة الحيوية أو طاقة الحياة أو الطاقة الكونية.
هذا النظام يستخدم رموزا خاصة، ووضعيات يد، وتقنيات، وفلسفات، ولديه نظام حماية ذاتي، ورغم الكثير من الإضافات على النظام الاساسي إلا أن الريكي كنظام يعتبر "تقليدا"، وبدون تعلم هذا التقليد من معلم متخصص مهيأ فلن يستفيد المتدرب من نظام الحماية الخاص به.
تصريحات ساحر عن سحر الريكي: كريستوفر بنزاك، وهو مؤلف في مجال الوثنية والسحر… صرح في كتابه "سحر الريكي -الطاقة المركزه للشفاء والطقوس والتطوير الروحي" تصريحات واضحه عن العلاقة والارتباط والتشابه بين الريكي والسحر!
ومن تصريحاته عن سحر الريكي كريستوفر بنزاك:
"ترتبط كل التقاليد السحريه باستخدام الحروف والكلمات تعبيرا عن قوة النيه المكتوبة، وكذلك استخدام الرموز والتي تحمل معنا قويا، إضافة إلى القوة السحرية المتأصلة في اسمها وشكلها، ففي الريكي التقليدي المستوى الثاني يتعلم الطالب ثلاث من الرموز، للتقويه وتسهيل ممارسة العلاج".

وفي ماذكرته د. فوز كردي حول حكم العلاج بالريكي:
" الناس اليوم بين مبالغين يظنون السحر والشياطين قوى مطلقة القدرة لايقف أمام إرادتها شيء وعلى النقيض هناك من يظنونه مجرد خرافات وأساطير، لذا كان من الضروري أن نبرز العقيدة الصحيحة في السحر: عقيدة أهل السنة والجماعة قائمة على الاقتصار في التلقي على الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، وعليه فالسحر الذي نؤمن به هو ما أثبتته النصوص الصحيحة، له وجود، وله تأثير، وفيه استعانة بالشياطين، وهو من الموبقات السبع، وأنه يستدفع شره بما شرع الله من التحصن بالأذكار والدعاء والرقى وغيرها وقاية واستشفاء.
السحر الذي نؤمن به ليس قوه خارقة مطلقة، بحيث يكون الساحر قادر على تحقيق كل ما يريد!! فهذه المقاهيم لا تدعمها النصوص الصحيحة وإنما هي من المعتقدات الخرافية والديانات الوثنية…".





نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-08-05, 11:25 PM
رابعا : النقض العلمي للطاقة الكونية:

إن إضفاء الطابع العلمي على الخرافة هو ديدن رواد حركة العصر الجديد… فيستخدمون المصطلحات العلمية بهدف إلباس هذا الزيف "العلاج بالطاقة" لبوس العلم.
مثلما يعمل بعض المدربين على أسلمة ما يقومون به لاستقطاب الناس، بينما الأمر يتصل بفنون ومعتقدات آسيوية قديمة تنتمي إليها المصطلحات التي يستعملونها: كالجسم الطاقي - والجسم الأثيري، ومراكز أو عجلات الطاقة : الشاكرات.

… ويمكننا إجمال الدحض العلمي لوجود الطاقة الكونية وتوابعها بما يلي:
١-الطاقة التي تحدث عنها انيشتاين شيء والطاقة التي ذكرت في النصوص الهندوسية والبوذية القديمة شيء آخر… أما الطاقيون فيعنون الطاقة بمفهومها عند قدماء الهندوس والبوذيين والطاويين، هي البرانا أو طاقة الحياة وتشي عند الصينيين وكي عند اليابانيين، وهي التي ينتج عن اختلال سريانها في جسم الإنسان اعتلال صحي.
٢-الشاكرات التي ربطوها بالطاقة والتي زعموا أنها تشكل الكون؛ لاتمت للعلم بصلة، وليس هناك في الفسيولوجيا ولا السيكولوجيا شيء يسمى الشاكرات…
٣-ما يذكره الطاقيون -كتبرير منطقي زائف كلما سئلوا عن ماهية الطاقة التي يتحدثون عنها- بأن مكونات الذرة تدور حول النواة في مجال طاقي، وتفسير الطاقة بالطاقة الكهرومغناطيسية كلام يحتاج إلى تدقيق.
…فالمعلوم أن القوة الكهرومغناطيسية هي المسؤولة عن ربط الالكترونات بنوى الذرات… إن مستندهم هو الطب الشرقي القديم وما ينبي عليه من أفكار…إذا كان الأمر كذلك فما أدرانا أن الطاقة التي تحدث عنها الآسيويون القدماء هي الطاقة الكهرومغناطيسية !
لقد تحدث القدماء عن تكون المادة من وحدات منفصلة لكن ليس بالصورة التي أكدها العلم…
٤-إذا كان الكون يتشكل من طاقة، وأن المادة ماهي إلا طاقة متجسدة، فماذا يعني تقسيم الطاقة إلى إيجابية وسلبية؟!
…كما أن الطاقات التي يحدثنا عنها علم الفيزياء لا يمكن جلبها من الفضاء الخارجي عن طريق اليد، ونقلها باليد إلى العجلات الطاقية المزعومة (الشاكرات) كما يفعل المعالجون بالطاقة، ثم ماهي الميزة التي يتسم بها هذا المعالج ولا يستطيعه أي إنسان…
٥-دوران مكونات الذرة حول النواة لا ينتج عنه هالة أو أورا Aura، فضلا عن إمكانية قياسها بأجهزة أسموها أجهزة تصوير الهالة الأورا، والتي ادعوا بأنها تكشف عن الهالة، والحقيقة التي يعرفها المختصون في الطب والفيزياء عن طبيعة عمل الأجهزة لا تتعلق من قريب ولا من بعيد بطاقة كونية خيالية متدفقة في مسارات جسم أثيري وهمي!






نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-08-18, 10:52 PM
خامسا: ما الوعي عند الشرقيين ورواد حركة العصر الجديد؟

…فكثير من المبهورين في مايسمى بدورات الوعي الأسمى، أو الوعي المرتفع، أو الوعي الكامل، خاصة المبتدئين منهم لايعرفون أصلا ماذا يقصد المدرب بذلك!
وفي حين أن الوعي في اللغة -كما أوردنا سابقا- هو الفهم وسلامة الإدراك، أيضا ممكن أن يطلق على الحفظ واليقظة، والذي يتحقق لدينا من خلال إدراكنا للواقع والحقائق التي تجري من حولنا أثناء اتصالنا مع المحيط الذي نعيش فيه، إلا أن مفهوم الوعي عند الشرقيين في تعاليم الهندوس والبوذيين، وعند الغربيين رواد حركة العصر الجديد يختلف تماما عن ذلك…

الوعي عند الشرقيين في تعاليم الهندوس والبوذيين:
يشير إلى وعي الإله "كالكي" الذي يعتبر التجسد الثاني عشر والأخير للإله فيشنو… و"كالكي" هذا في النصوص المقدسة عند الهندوس والبوذيين يعتبر الملك والمخلص المستقبلي الذي سيظهر من "مملكة شامبالا" على رأس جيش عظيم ليحرر العالم من البربرية والطغيان، وسيبشر بعصر ذهبي يسود العالم من جديد، وأحيانا يطلق على كالكي مسمى "المسيح الكوني"..
وحسب زعم الهندوس والبوذيين لكي يصل البشر لمرحلة الوعي الأسمى يجب عليهم أن يتوصلون مع كالكي أو وعي المسيح، ولا يتم بلوغ أو ولوج عالمه إلا عبر تمارين وتأملات الطاقة المزعومة وغيرها من طرق الروحانيات!!

الوعي عند العصر الجديد:
في حين أن الوعي الطبيعي لدى الناس العاديين يتطلب استخدام البعد الفيزيائي المادي، أي الحواس الخمسة والإدراك، فإن الوعي الكلي المزعوم عند رواد العصر الجديد يتطلب أن تتجاوز وتتخطى في تجربتك البعد الفيزيائي المادي إلى البعد الروحاني،
فيزعمون بأنه عن طريق التأمل وتمارين الطاقة يرتقي المرء روحيا، هذا الارتقاء سيقوده لأبعاد وعوالم عليا سامية!
مع أنها في الحقيقة ليس لها إلا احتمالين:
أ) إما أنها هلاوس وتخيلات.
ب) وإما عوالم حقيقية غيبية نهانا الله تعالى عن التواصل معها (الجن والشياطين).

…إذن الوعي الكلي في العصر الجديد لايشير إلى إدراك حقيقة الأمور وهدف وجودنا، بل إلى إلغاء التمييز والحدود والفواصل بين كل شيء في الكون بالتوحد والاندماج والتكامل معه، يعني الوعي في العصر الجديد هو ألوهية مطلقة!
الوعي في اعتقادهم الباطل هو صانع الحياة، والتي يؤمنون أنها في كل شيء حتى في الجمادات التي لا حياة فيها! وما ذلك إلا تحقيقا لعقيدة وحدة الوجود الكفرية، فيخرج الإنسان … من دائرة التكريم الإلهي إلى الوحدة والمساواة والتكامل مع أقل المخلوقات وأخبثها في عقيدة وحدة الوجود! فالوعي هو العامل المشترك للكون كله!
أيضا الوعي له مدلول آخر خطير عند رواد العصر الجديد، فهو بزعمهم ذاكرة ثابتة ودائمة للكون، تسمى بالحقل الكوني، ويدعون زورا وتخريفا، بل تعديا على صفات الألوهية، أنه يمكن للإنسان ذو الوعي المرتفع بالتدريب المتطور أن يطلع على ما يسمونه "بحقل الأكاشا" وهو نفسه الوعي الكوني والذي يحمل سجل كل ما حدث على الأرض وفي الكون ويربطه بكل مالم يحدث بعد! (أي جعلوه كاللوح المحفوظ).
…هو خوض في الغيوب يحاول المسلمون من رواد العصر الجديد وأتباعهم الترويج له بمسميات تصرف عن حقيقته المنافية للشريعة،
فالغيب لا يعرفه إلا الله تعالى لقوله عز وجل: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} ..والادعاء بتجاوز قدرة البشر بادعاء معرفة الغيب هو تحدى صارخ لعظمة الله وقدرته، ومحاولة معرفة شيء من الغيب بواسطة الاتصال بكائنات غيبيه هو الكهانة والعرافة والتنجيم المحرم!…






نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-09-14, 11:15 PM
سادسا: أبرز رواد الوعي الزائف ومفهوم سلم الوعي:

ومن أشهر من تكلم في الوعي الباطني الملحد الروحاني "ديفيد هاوكينز"و وهو مؤلف كتاب السماح بالرحيل الملغوم بالكفريات الصريحة، بغض النظر عن الشركيات بل والإلحاد الصريح في هذا الكتاب، والانقياد لهذه المعتقدات الكفرية (مثل وحدة الوجود وتأليه الذات)، ما يهمنا في هذا المقام هو ما يتعلق بالوعي، فالوعي عند هاوكينز يعتبره "عقل الإله" ويبني مقياسا افتراضيا على هذه المعتقدات الباطلة.

فالكتاب ترجمة تطبيقية لفلسفة مقياس الوعي للروحانية المزعوم، فهو يرى بمبدأ التطور البشري أو الترقي في درجات الوعي لبلوغ مرتبة الإله أو إدراك الوحدة مع الإله ونفي الثنائية، فيتحرر حينئذ من كل قيد ويكون له القدرة والتصرف المطلق.
وهذه هي "الاستنارة" التي هي شبيهة بالاتحاد في الفلسفات الباطنية، وتكون فيها رؤية الإنسان للإله بأنه "الذات" ويتم قياس "الوعي" لشخص حاضر أو غائب باختبارات خرافية لا تستند على أي دليل من العقل ولا العلم التجريبي، كالداوزينج والبندول.

والداوزينج: أداة بدائية لدى الكهان، هي أشبه بالعصا تستخدم في الكشف عن المياه الجوفية والمعادن المخزونة في باطن الأرض، استخدمها الروحانيون للبحث الروحاني في أسرار الوعي الإنساني وعلاقته بالأرض، فادعى هاوكينز أنه توليف واع من حقل الوعي الذي يربط كل إنسان بالكون، في حين أن الداوزينج يصنف تحت ممارسات السحر والتنجيم.
أما البندول فهو أيضا أداة بدائية عبارة عن خيط رفيع، يتدلى في أسفله ثقل بأشكال متعددة، استخدمه الفراعنة لأغراض الكهانة، ولايزال يستخدمه الروحانيون للتواصل مع القوى النفسية؛ وللكشف عن المغيبات والتحكم بالأشياء عن بعد، من خلال تحريكه يمينا وشمال.

ومن إفرازات الاعتقاد الخاطئ بالوعي عند هاوكينز قوله: كل شيء بالكون ينقل ذبذبات، وكلما كانت الذبذبات مرتفعة كانت قوتها أكبر، ولأن المشاعر عبارة عن طاقة، أيضا فإنها تنشر ذبذبات، وهذه الذبذبات تؤثر في مجال طاقة الجسم!
كما يقرر أنك تستطيع أن تطلب ما تريد عبر ذبذبات الشخص التي يرسلها للكون ويعيد الكون تشكيل نفسه ويلبي ما تريد! إضافة إلى أن ذلك محض خرافة إلا أنه من صور الشرك في الربوبية.

الخلاصة أن مقياس هاوكينز ليس إلا وسيلة لنشر الفكر الباطني وتقريب عقائد الاتحاد والوحدة للناس بطرق تخفى على كثير منهم.





نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-09-16, 12:06 AM
سابعا: حقائق حول أحد أبرز تطبيقات الوعي الزائف:


وكمثال على المتاجرة بخرافة الوعي، نتناول ممارسة خطيرة متلبسة بلفظ الوعي أخذت في الانتشار، من لايعرفها قد يغتر بمسماها العلمي الحديث وينخدع بها، وهي: الأكسس بارز Access Consciousness ، يدعي مدربوها وممارسوها أنهم يشتغلون على مراكز الوعي أو الوصول إلى الوعي، وأنه علاج من الطب البديل!

ولكن حقيقة Access Consciousness أنه عبارة عن أفكار غامضة في السيَنتولوجيا وأحيانا تترجم جزئيا العِلمولوجيا، وهي مجموعة من المعتقدات والممارسات الدينية التي تم إنشاؤها من قبل كاتب الخيال العلمي الأميركي "رون هوبارد"، ولكن يتم إلقاؤها كطريقة جديدة "للوصول للوعي التام والبدء في العمل ككائن واعي".

بمعنى آخر، ما هو إلا نوع من أنواع الطقوس الغامضة، والغير أخلاقية للغاية، لأنها لا تنتمي لأي ميزان عقائدي أو علمي، فنتساءل كيف يمكن لشيء مثل هذا أن ينتشر؟ ،خصوصا في عالمنا الإسلامي وبين المثقفين!

وبداية انتشاره حديثا كان على يد شخص يدعى غاري دوغلاس في ١٩٩٠ في كاليفورنيا، كان يمارس توجيه وتلقي "الأفكار" من تحضير الجن والتواصل معهم، والذي يعتبرهم كيانات روحية مختلفة، وذلك باعتراف ابنته التي تروج لدورات كيفية التخاطب مع الأرواح والجن والذي يعتبر من صلب الأكسس بارز …
ويزعم فيه المدربون والمدربات أنهم يحررون المراكز العصبية في الجسد في حين أنه في واقع الأمر أصله تواصل مع الأرواح (الجن والشياطين) ويدرس في علم السحر قديما، علم ذلك الممارس أم جهله.



نكمل إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-07, 11:07 PM
اليوجا والتأمل والتنفس الطاقي في ميزان العلم والشرع



تعريف اليوجا:

"اليوغا باللغة الهندية المقدسة تعني الاتحاد والاتصال بالله، أي الاتحاد بين الجسم والعقل والله، وهي توصل الإنسان إلى المعرفة والحكمة، وتطور تفكيره بتطوير معرفته للحياة، وتجنبه التحزب أو التعصب الديني وضيق الأفق الفكري وقصر النظر في البحث، وتجعله يحيا حياة راضية بالجسد والروح".

ويأتي في تعريف اليوغا أنها الوحدة، أي: اتحاد الإنسان مع الروح! وهي الروح الكونية، ويعنون بها "الله" !!


أهم طقوس وتعليمات اليوجا:

تحتوي اليوغا تمارين وطقوس مختلفة، ولكن أهمها وأشهرها تمرين يدعى (ساستانجا سوريا ناماسكار) ويطلق عليه اختصارا: (سوريا ناماسكار)، وتعني باللغة السنسكريتية : " السجود للشمس بثمانية أعضاء" من الجسم!!
وقد حددوا هذه الأعضاء: بالقدمين والركبتين واليدين والصدر والجبهة، ويفضل لمن يمارس اليوغا إذا أراد يوغا صحيحة ونافعة أن يكون عاري الجسم، ولا سيما الصدر والظهر والأفخاذ، وأن يستقبل الشمس بجسمه عند شروقها، وعند غروبها!!

وعليه أن يرد كلمات معينة في أثناء قيامه بالتمارين ، وبصوت جهوري، وتدعى هذه الكلمات (المانترات)، وأشهرها مانترات "بيجا"… وكذلك يردد بعض المقاطع الأساسية في اليوغا مثل: أوم، وبالإضافة إلى ذلك لابد أن يردد أسماء الشمس الاثنى عشر…

أما "المودرا mudra" فهي الإشارات بالأيدي التي تعمل على تحريك الطاقة إلى مناطق لا تتمكن تمارين الأسانا من الوصول إليها، وهنا بزعمهم يتحول الوعي بالجسد إلى الإحساس القوي بمرور الطاقة داخل الجسد، وهذا أحد الأسباب الذي يجعل ممارسة اليوغا لا تشبه التمارين الرياضيه الأخرى.


تاريخ اليوجا وشعائريتها:

تتوالى التصريحات بشعائرية اليوجا وعدم فكاكها من الهندوسية مقابل تمسك ممارسين ومدربين اليوجا المسلمين من الجنسين بها ودفاعهم المستميت عنها..
فاليوجا هي بمنزلة الصلاة للبوذيين والهندوس، وهي عبادة بالنسبة لهم يبتغون بأدائها الاتحاد مع المصدر…



اليوجا كممارسة شيطانية:

صرح مدرب سابق لليوغا بأنها ممارسة روحانية شيطانية لا يجب ممارستها…
واليوغا الكونداليني Kundalini Yoga الأكثر شيطانية تقوم فلسفتها على أن هناك أفعى روحانية نائمة في أسفل العمود الفقري، ومن خلال ممارسة اليوغا تسعى إلى إيقاظها، عندها تتسلق هذه الأفعى في داخل الجسم صعودا عبر العمود الفقري مرورا بمراكز الطاقة (الشاكرات) حتى تصل إلى الغدة الصنوبرية والشاكرا التاجية، حينها يصل الإنسان إلى تحقيق ما يسمى بإدراك الألوهية حين بلوغ الأفعى المزعومة إلى نقطة تسمى العين الثالثة أو عين الحكمة.


حكم ممارسة اليوجا والرد على شبهات الممارسين:

"لا يجوز لمسلم ممارستها سواء أكانت ممارسة عن عقيدة أو عن تقليد أو كانت طلبا للفائدة المزعومة، ويرجع ذلك للآتي:

١- كون اليوغا تمس عقيدة التوحيد، وفيها إشراك مع الله سبحانه وتعالى معبودا أخرا سواه، لما فيها من سجود للشمس وترديد أسمائها…

٢- لأن فيها تقليدا للوثنيين ومشابهة لهم، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم).

٣- لأن بعض تمارينها تضر أغلب الناس، وتؤدي إلى عواقب ومخاطر صحية لديهم، كما أن في بعض طرقها الأخرى جلوس معيب، وخمول ، وذهول فقط، وهذا أيضا بضر من الناحية الصحية والنفسية، يقول صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار).

٤- لأن فيها إضاعة للوقت بما لا يرجع على صاحبه إلا بالأذى والثبور في الحياة الدنيا، والويل والقنوط في الحياة الآخرة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ : عن عُمرِهِ فيمَ أفناهُ ؟ وعن علمِهِ ماذا عمِلَ بهِ ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ، وفيمَ أنفقَهُ ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ ).

٥- لأنها دعوة فاضحة إلى التشبه بالحيوانات ونكس عن الإنسانية، ومن ذلك العري، والاعتماد على الأطراف الأربعة في أغلب تمارين (سوريا ناماسكار)، والوقفة الخاصة في التمرينين الثالث والثامن.

٦- لأنها قائمة على الكذب والتدجيل، وقد اعتمد كثير من مروجيها الغش وقلب الحقائق في أثناء نشرها والدعاية لها، وذلك لجذب أنظار أكبر عدد من السذج والبسطاء، وجرف كثير من ضعاف الإيمان.

٧- لأن عددا من المتمرسين في اليوغا، أو بعض الاتجاهات الغامضة والمنحرفة الأخرى قد تظهر على أيديهم خوارق للعادة يخدعون بها الناس، وهي في أغلبها إنما يستخدمون شياطين الجن كما في الاستدراج والسحر وغيره، وهذا محرم في الإسلام.

٨- كون أكثر الوصايا التي يوصي بها دعاة اليوغا ضارة ومؤذية للإنسان، والتي منها العري، وأضرار تعريض الجلد للشمس، وتركيز النظر إلى قرص الشمس وماله من أخطار، التشجيع على الحمية النباتية التي ما أنزل الله بها من سلطان.". [اليوغا في ميزان النقد العلمي د. فارس علوان]

يمكننا ممارسة أي نوع من الرياضات الغربية أو الشرقية، كالإيروبيك مثلا أو السويدي أو أي رياضة مبتكرة محلية أو مستوردة مالم يكن لها أصل عقائدي، فلا يمكن بتاتا فصل الجانب الصحي عن العقدي في اليوجا! فكما أن النجاسة لا تطهر، فكذلك اليوجا لايمكن بأي حال من الأحوال تهذيبها.

وليعلم أن ما يروج له بعض الممارسين بأن اليوجا تجلب راحة النفس أو صفاء الروح إنما هو خدعة من خدع إبليس…
وراحة النفس وصفاؤها الحقيقي في لزوم السنة والاتباع لمحمد صلى الله عليه وسلم وذكر الله بما شرع في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.




يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-09, 09:46 AM
التأمل meditation:

يعتبر التأمل بأنواعه من أكثر الممارسات التي انخدع بها كثير من المسلمين فمنهم من يوصي بالتأمل التجاوزي ومنهم من يروج للتيقظ الذهني وآخرين يدربون على تأمل القلبين التوأمين أو تأمل اكتمال القمر وهكذا… تتعدد الأسماء لإعطاء صفة العلمية، بينما تتطابق الأصول والمنابع والأهداف، ويبقى الصمت وإسكات العقل هو الممارسة التي تقوم عليها كل أنواع التأملات.

معنى التأمل وفلسفته الباطنية:

التأمل الذي يتداوله رواد حركة العصر الجديد الباطنية new age يعني الصمت مع إيقاف التفكير، وقد يظلون على هذه الحالة عدة ساعات، حتى وصل بهم الحال في تأملاتهم أنهم يشاهدون الملائكة بزعمهم، أو يسافرون عبر القارات أو يلتقون بمخلوقات جميله(على حد زعمهم) وله مسميات كالتأمل الذهني والتأمل التجاوزي وتأمل القلبين التوأمين وتأمل اكتمال القمر و… وكلها تنتمي لمدرسة الفلسفات الشرقية الوثنية.

…للدكتور أيمن العنقري حيث يقول: "يرى الروحانيون أن الصمت والسكون لغة الوعي، ويريدون بذلك الوعي الذي هو بمثابة الإله، فالصمت عندهم هو طريق سماع الصوت الداخلي للإله في الذات الإنسانية…".


التأمل الذهني Mindfulness meditation :

وهناك نوع من التأملات يمارسه بعض المتخصصين في العلاج النفسي في العيادات النفسية كعلاج للمصابين بالاكتئاب والقلق يعرف بالتأمل الذهني، وهو نوع من التأملات التي هي في أصولها ممارسة هندوسية قديمة، يعتقد ممارسوها إمكانية ارتقاء الإنسان إلى مستويات عليا لاكتساب صفات ألوهية!وتتطلب الخروج من قيود التفكير الواعي الذي يربط الإنسان بواقعه وحدود قدراته!

"جون كابات زن" -رائد التيقظ الذهني- وهو طبيب أمريكي… أدت ممارسته لليوغا ودراساته مع المعلمين البوذيين إلى دمج تعاليمهم مع النتائج العلمية، فأصبح يعلم اليقظة الذهنية MBSR، …ويدعي جون كابات أنه أزال الإطار البوذي، ومنذ ذلك الحين انتشر أسلوبه في اليوجا الواعية والذي يجمع بين التأمل واليوجا كتمرين يسمى "الوعي اللحظي" ،بالرغم من تدربه على البوذية وتبنيه لمبادئها، إلا أنه يرفض تسمية "البوذية".




يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-14, 09:20 PM
تأمل اكتمال القمر:

وهو التأمل في القمر في السماء في نصف الشهر الهجري لممارسة ما يعرف بتأمل اكتمال البدر، زعما باستمداد الطاقة من القمر، وقد يكون ذلك ضمن تجمعات في أماكن خاصة أو عامة، وهذا بالطبع محض خرافة وفيه التماس النفع من مخلوق دون الخالق،
فظاهرة اكتمال القمر سنن وآيات للتفكر، وإبداع كوني يدل على أن هناك خالق عظيم، وليست لخلق حدث والتعلق به، إضافة إلى أن العلم لم يثبت أية تأثير للأجرام السماوية بما فيها القمر والنجوم على أحداث الحياة وصفات الإنسان ومشاعره، فالتأمل المطلوب هو في الكون لمعرفة من وراءه، وليس لجذب طاقة وهمية والعلاج بها كما يزعمون.



يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-14, 11:05 PM
خطورة ممارسات التأملات الروحانية بأنواعها:

تكمن خطورة التأمل الروحاني في كون العقل إن لم يمارس وظيفته (وهي التفكير)، فإنه يكون معرضا لأن تسيطر عليه الأوهام وأحلام اليقظة أو يدخل في هلاوس أو تتلاعب به الشياطين فتخيل له أمور غريبة.

إن التأمل الذي يمارسونه ليس مجرد صمت هكذا، بل هم يرددون تعاويذ وعبارات كثيرة جدا فيها مناداة وتذلل للأصنام والآلهة، سواء تأملوا بصوت مسموع أو غير مسموع.

وقد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم الإتقان في أعمالنا والتركيز وعدم تشتت الذهن أثناء ممارسة أي مسؤولية، لتعطي كل ذي حق حقه دون الحاجة للتحرر من الماضي والعيش كما يقولون في اللحظة.
هذه كلها دعوات أساسها فلسفات شرقية مع "بهارات" غربية تهدف إلى تضخيم الذات والتحرر من كل معتقد، وهنا مكمن الخطر.

ولنا هنا كلمة نوجهها إلى من يدعو لممارسة التأملات أو الصمت للتحرر من المشاعر السلبية أو العيش في اللحظة أو لأكون هنا والآن كما يقولون،
نقول: لماذا تريدوننا العيش في اللحظة فقط ونسيان الماضي والمستقبل؟
لو رجعنا للشرع سنجد أن كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين، والتوبة لاتقبل إلا بثلاث شروط:
ندم على الخطأ (ماضي)
وإقلاع عنه (حاضر)
وعزم على عدم الرجوع إليه (مستقبل)
فإذا نسيت الماضي و "تحررت" منه، إذن كيف أحقق الشرط الأول؟
فأكبر نعمة أن لا ينسى الإنسان الماضي كي يتعلم من أخطائه، ويشكر الله على أن هداه للندم عليها ومن ثم تقويمها.



يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-15, 08:59 AM
الفرق بين التأمل الروحاني والتأمل في الإسلام:

هناك من يردد مرارا وتكرارا: التأمل مارسه النبي صلى الله عليه وسلم!
وهذا فيه من التلبيس مافيه، فالتأمل الروحاني الباطني ممارسة وثنية لاتمت بصلة بعبادة التفكر في ملكوت السموات والأرض، والذي يطلق عليه البعض زورا بالتأمل.

وشبهة عزو التأمل إلى الإسلام مردها ما ورد في مناهج التربية الإسلامية في البلاد العربية من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتأمل (بمعنى يتفكر) في غار حراء، فاقتبست حرفية الكلمة وأسقطت على التأمل الهندوبوذي!
إن التأمل بصفته الروحانية لم يذكر في القرآن إطلاقا، وهو طقس دني هندوسي لا علاقة له بالقرآن ولا بالإسلام، وكل المواقع الأجنبية المتخصصة في العلوم الروحية ترجع أصوله للهندوسية.
وربما يقول أحد الممارسين المسلمين بأنه لم يسمع من المدربين أن الهدف من التأمل هو محاكاة الديانات الوثنية، نقول إن تغيير الهدف لايبرر قبول الممارسة! ولو كانت علما تجريبيا بحتا لا يرتبط بعقائد باطلة مثل وحدة الوجود أو تأليه الذات لقبلناه كبقية العلوم المستوردة.



يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-15, 10:10 AM
التنفس الطاقي:

ادعاءات وتساؤلات حول التنفس العميق:

كثرت الدعاية إلى ممارسة التنفس العميق بشكل يومي على أنه وصفة مهمة لصحة الجسد والعقل وللتخلص من القلق والهموم، ومزجه بعض المسلمين بالأذكار واخرين بحفظ القرآن أو بالخشوع في الصلاة.
وهناك بعض الأطباء النفسيين يروجون لهذه الدعاية، وقد اعتمدت بعض المدارس ورياض الأطفال هذه الممارسة للطلاب في الطابور بدعوى نشاطهم وصحتهم، ومن ادعاءات مدربي تمرينات التنفس العميق:
التنفس العميق يعالج كل شيء!
التنفس العميق يحافظ على صحتك!
التنفس العميق يطيل العمر!
التنفس العميق يقضي على المشاكل!
فهل هذا صحيح؟ أم أن كل ذلك من المبالغات والتهويلات؟

قد يكون هناك بعض فوائد أخذ نفس عميق في حالات خاصة معينة، لكن هل له ذلك الآثار المنسوبة له؟
ولماذا يصر كثير من مدربي التنمية البشرية على بيعنا الهواء من خلال الادعاء بتعليمنا التنفس الصحيح مقابل مبالغ من المال؟!
في حين أن الله تعالى خلقنا فأحسن خلقنا، وألهمنا النَّفس بسهولة ويسر دون تكلّف، فالهواء متاح لكل الكائنات الحية بدون مقابل.
فهل ما يوصون باستنشاقه هو فعلا الهواء والأكسجين الذي نعرفه أم شيء آخر مريب؟!
ما حقيقة الدعوة للتنفس العميق من دعاة حركة العصر الجديد؟!
هل تمارين التنفس العميق علاج قائم بذاته أم هو فرع من الفروع التابعة للبرمجة العصبية؟
كل هذه التساؤلات والادعاءات سنجيب عليها لكشف السر والحقائق وراء دعوات التنفس العميق خارج إطار الطب الحقيقي بكل أنواعه (البطني- التحولي -…غيرها).




يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-16, 08:08 AM
صور التنفس العميق:

للتنفس العميق صورتان:

الأولى: تتعلق بممارسات الطب التكميلي البديل، حيث تهدف لإدخال المزيد من الأكسجين إلى خلايا الجسم، والتي يعتقد أن لها منافع صحية ونفسية كالاسترخاء وإزالة التوتر وخفض ضغط الدم ونحو ذلك، وهو في هذه الحالة ممارسة علاجية مؤقتة تقدم للمرضى لمساعدتهم، ويقيم صحتها وفائدتها الأطباء المتخصصون، وهي وصفة يوصى بها لمريض يراجع العيادات الطبية للتخلص من أمراض معينة، كبعض حالات الربو، ونقص الأكسجين في الدم وغيرها…، ويرجع لأهل الاختصاص في تقدير الحاجة إليها لمرضاهم.

الثانية: هي مايعرف بالتنفس الطاقي، ويزعم من خلالها إدخال مايعرف بطاقة البرانا أو طاقة الحياة المزعومة، هدفها الأهم الوصول إلى حالة من الشعور بالوحدة والاتصال مع مصدر وجودك أو إلهك الداخلى (باعتقادهم)، والمرور بتجربة روحانية كشفية عميقة (كما يسمونها).


حقيقية التنفس الطاقي:
هو ممارسة مهاريشية هندوسية مرتبط بالتأملات الروحانية والطقوس الشرقية، كاليوغا والتاي تشي ونحوها، وقد يكون للتنفس الطاقي أهدافا صحية ربما تمثل مدعاة للتلبيس والإيهام وإبعاد شبهة الممارسة الدينية عنها، إلا أن له بعدا دينيا وثنيا -وإن لم يصرح الممارسون المسلمون بحقيقته-…
فقد كشف رهبان البوذيين ذلك، مثل تصريح الراهب الفيتنامي Thich Nhat Hanh …حيث أكد في تسجيل مرئي له بأن التنفس العميق هو أن تتنفس مثل بوذا.
وهذا النوع من التنفس العميق (التنفس الطاقي) عادة يقترن بالمصطلحات الفلسفية مثل: تشي وبرانا والطاقة والكونداليني والوعي والإشراق والاستنارة وغيرها وبوضعيات اليوغا الجسدية، وبالنطق بألفاظ رتيبة مكررة أو سماعها وتسمى "مانترا"، ويوصف زورا بأنه منهج حياة وسلوك يومي للأصحاء، وقد يربطونه بالذكر والعبادات.
….وذكر في موقع هندو ويب سايت أن التنفس في الهندوسية يسمى برانا بجانب الذات والذات العليا…




يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-16, 09:55 AM
حقيقة التنفس التحولي:

لوحظ في الفترات الأخيرة كثرة تردد أخوات مسلمات على جلسات ما يسمى بالتنفس التحولي Transformational breath ، ومن خداع رواد التنفس التحولي إيهام الناس أن ما يشعرون به بعد هذا النوع من التنفس إنما هو بسبب كمية الأكسجين…!
فهل تنفس الأكسجين بهذه الصورة يمسح عقد الطفولة من الذاكرة ويحول الإنسان المعقد إلى إنسان سليم!؟
هل الأكسجين يشفي الصدمات النفسية والأمراض المستعصية؟
هل تنفس الأكسجين من الفم شهيق وزفير دون توقف لساعات يخلق حالة الحب الغربية وغير الطبيعية التي يشعرون بها بعد ممارسة هذا التنفس؟!
إن رواد التنفس التحولي في الغرب يصرحون في أقوالهم أن ذلك بسبب قوة طاقة الحياة (المشبوهة) Life Force ذات الترددات العالية، والتي هي ذاتها برانا وتشي و…و…، وغالبا يصاحب هذا النوع من التنفس ممارسات باطنية مثل ترديد التوكيدات، ووضع اليد على الصدر، وترديد أصوات وابتهالات…!
بل إن جوديث كرافيتز -مؤسسة هذا النوع من التنفس- ذكرت في مقالة لها أن الممارس للمستوى الثالث سيتعرض لرؤى وتجارب باطنية نتيجة انفتاحه عى أبعاد أخرى في الوجود والتي يتلقى منها الإرشاد!

فأي تنفس هذا الذي يغير وعيك تماما والذي يصرحون أنه يربطك بمصدر ذاتك الروحي؟
وأي تنفس هذا الذي تعترف فيه رائدته ومؤسسته بأنه لا يهدف لإدخال الأكسجين، بل البرانا؟!
ويصرح رواده بأن الهدف منه هو معرفة: من أنت؟ ولتحقيق تجارب روحية!

وقد اعتمدت "جوديث" …على طريقة تنفس…اخترعها ليونارد أور…وقد قامت "جوديث" بدمج هذه الممارسة مع بعض الإضافات لتطويرها، وسجلت الممارسة الجديدة -تجاريا- باسم "التنفس التحولي" والذي يبني على معتقدات بالية متخلفة، حيث تم تصنيفه بالعلم الزائف من قبل المحافل العلمية والطبية.


سنقوم ببيان أصل وحقيقة التنفس التحولي… من تصريحات في الموقع الرسمي لمؤسسة التنفس التحولي جوديث كرافتز:

أولا: قامت جوديث بدمج مبادئ مختلفة من دراسات الدكتوراه في الميتافيزيقا، ويوجا، الكونداليني،…
وغيرها من المبادئ العلاجية والروحية المصنفة عالميا كعلم زائف.
ثانيا: ثناء الملحد الروحاني ديباك شوبرا، والراهب البوذي التبتي Rinpoche Tulku Lama على جوديث وعلمها، وأن ماتقوم به هو الطريق المختصر للاستنارة.
والاستنارة عند البوذيين تعني أن نصبح بوذا، وهو أقصى نمو لكامل إمكانياتنا البشرية والهدف النهائي للبوذية.
ثالثا: تؤكد "جوديث" أن أحد برامج التدريب التمهيدية للتنفس التحولي لا يهدف فقط إلى الحصول على صحة جسدية، بل أيضا للكمال الروحي!
…وادعت أننا بممارسة التنفس التحولي نصل إلى المستويات الروحية الأعمق من وجودنا، وبلاشك أن المستويات العليا من الوعي عند الصوفيين والطاويين واليوجيين الهنود، تعني التواصل مع أرواح الحكماء والآلهة التي يقدسونها ويتواصلون معها في تأملاتهم، وهذه هي الروحانية التي تشير إليها "جوديث"، فهل ذلك يناسبنا كمسلمين موحدين؟
رابعا: ذكر في الموقع أن من أهداف التنفس التحولي التطوير الروحاني لأنه:
١- يعمق التأمل.
٢- يقوي الاتصال الإلهي.
٣- يوسع الوعي.
٤- يطور المواهب الروحانية.
٥- يسمح بالتعبير الأكمل عن الحب والفرح.
خامسا: تؤكد جوديث في موقعها على المعلومات المتوفرة على الموقع هو فقط للمعلوماتية، وليس للأغراض التشخيصية أو العلاجية لأي مرض أو حالة، وأنه لم يتم الإدعاء بأي فوائد صحية محددة، وأنه يجب استشارة الطبيب قبل القيام بالممارسة، وأن المؤسسة تخلي مسؤوليتها عن المخاطر المحتمل حدوثها لمن يستخدم المعلومات حول التنفس التحولي من هذا الموقع، حيث يتحمل هو كامل المسؤولية عن ذلك، كما أكدت أن المحتوى لم يتم تقييمه أو الموافقة عليه من قبل FDA (إدارة الغذاء والدواء الأمريكية)!
سادسا: هناك مقطع لجوديث وهي تصرح بأن الذي تعنيه في تقنيتها ليس الأكسجين، بل البرانا، فالتنفس التحولي "يسمح للخلايا بأخذ الدم المشبع بالأكسجين وطاقة البرانا الحيويه"، وطاقة البرانا هي طاقة فلسفية معروفة في مدرسة اليوغا الهندوسية.
…وتعترف أن ممارسة التنفس التحولي غير مرخصة دوليا، إلا أن المعالجات بهذه الممارسة المشبوهة تدعين فاعليتها في علاج الأمراض، السؤال هنا نوجهه للممارسات: كيف يسلم المريض نفسه لمن لا يحمل أي مؤهلات طبية؟!


يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-16, 09:43 PM
دحض ممارسة التنفس الطاقي:

إن التنفس العميق محل جدل مشهور، وقد يختلط الأمر على كثير، بل وحتى على بعض الأطباء الموثوق بهم، فلا يفرقون بين التنفس العلاجي الحقيقي وبين التنفس الطاقي المشبوه.
وفي الحقيقة إن انتشار الدعاية للتنفس العميق في العصر الحديث وفي غالب دورات التنمية البشرية ما هو إلا دعوة للتنفس الطاقي والذي له منافع مزعومة ومضار متوقعة فيما يتعلق بالأصحاء، بينما هو في حقيقته ترويج للتنفس الطاقي التابع للتيار البطني الروحاني ذو العلاقة الوثيقة بالفلسفات والروحانيات الباطنية وممارساتها الشرقية التي تسعى لإدخال الناس في حالات مغيرة للوعي، وهذا ضمن فلسفتها في الحياة.
فهل التنفس من الفم شهيق وزفير دون توقف هو التنفس الصحيح؟ أم أنه تغيير لخلق الله لقوله تعالى: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا}.

أ-المخاطر الصحية للتنفس الطاقي:
يدعي مروجوا التنفس الطاقي بأننا لانتنفس بالصورة الصحيحة، وأنه لابد من الرجوع إلى التنفس البطني الذي يمارسه الأطفال!
الرد عليهم بأنه لو كان ذلك صحيحا فلماذا لم يجعلنا الله تعالى -أحسن الخالقين- نستمر في التنفس البطني بعد أن كبرنا؟
يرى غالب الأطباء أن التنفس بالطريقة الطبيعية المعتادة والتي تتناسب مع الجهد المبذول هو كاف للأصحاء وهو أفضل الطرق وأنفعها في التنفس، بل هناك من ينبه على خطر المداومة على تمارين التنفس العميق، أو المبالغة في أدائها.


وحول المخاطر الصحية من جراء ممارسة التنفس الطاقي نورد التصريحات العلمية الموثقة التالية:

١) نشرت شركة aspd للتقدم العلمي والنشر… مقالا للدكتور Michael J. Parkes …نشرت مقالا يحذر فيه من المبالغة في التنفس قائلا:
"إن الذين يتفوقون في حبس النفس يعتمدون عادة على أربعة مبادئ جوهرية. فإطالة حبس النفس تسبب مجازفات خطيرة من فقد الوعي إلى أذى الدماغ وحتى إلى الموت. لذلك يجب أن تكون العناية الطبية دوما في حالة تأهب".

٢) نشرت مجلة العلوم النفسية…آثار زيادة معدل التنفس وخطورة إدخال كميات كبيرة من الأكسجين إلى الدماغ عبر ما يسمى بتمارين التنفس أو غيره دون رقابة طبية موثوقة:
* إن زيادة معدل التنفس Hyperventilation تعني التنفس بشكل يزيد عن حاجة الجسم ووجود اضطراب في عملية التنفس.
* إذا لم تكن العضلات بحاجة إلى الأكسجين الزائد، فيمكن أن يكون الأثر سيئا ومتعبا، ويمكن أن يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية:
- سرعة التنفس مع وجود صعوبة في التقاط الأنفاس.
- الشعور بضيق في الصدر.
- زيادة كبيرة في معدل ضربات القلب.
- زيادة نسبة التعرق.
- الشعور بعجز خفيف أو تنميل.
- الإغماء.
- تخيل أوهام.
- تشويش أو اضطراب في الرؤية.
- تيبس وشد في العضلات.
- ثورات انفعالية مفاجئة مثل البكاء.
- الشعور بحرارة أو برودة شديدة في الجسم.
- عندما تبدأ في التنفس بشكل زائد، يحدث اختلال في ميزان الغازات في الرئتين…

٣) في تقرير عن التنفس التحولي صادر عن "دان مارتن" خبير كبير في التخدير والرعاية الحرجة:
"إن زيادة كمية الأكسجين (حوالي ٦٠٪ ومافوق) يعد ضارا في الواقع، ويطلق عليه سمِّيَّة الأكسجين، ونفى "مارتن" ادعاء أصحاب التنفس التحولي أن ٧٠٪ من السموم في أجسادنا يتم القضاء عليها من خلال تنفسنا، لأن السموم تتم إزالتها عبر الكلى والرئتين، وتتم إزالة ثاني أكسيد الكربون بالفعل من الجسم عبر الرئتين".
كذلك نفى الادعاء بأن ٨٠٪ من طاقتنا يأتي من أنفاسنا، وأكد أن الغاز الذي نتنفسه لا يحتوي على أية طاقة على الإطلاق… فالهواء لا يحتوي على طاقة، حيث أن الأكسجين يستخدم كعامل أكسدة لإطلاق الطاقة من الكربوهيدرات التي نأكلها، أما الأكسجين فلا يتحول إلى طاقة.

٤) صدر عن مركز UC San Diego Health الطبي في موقعهم الالكتروني من تعريف لما يسمى بسُمِّية الأكسجين على أنه تلف للرئة يحدث من التنفس الإضافي للأكسجين، ويمكن أن يسبب السعال ومتاعب في التنفس، بل قد يؤدي حتى إلى الموت في الحالات الشديدة.



يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-16, 10:13 PM
ب- حكم ممارسة التنفس الطاقي:

أنه من الطقوس الشرقية التي لايجوز للمسلم ممارستها، لما في تلك الممارسات من مشابهة للكفار فيما هو من خصائص دينهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم)، وقال شيخ الإسلام في الاقتضاء: "وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم".
أما المنفعة الصحية المزعومة فليست حصرا على طقوس الهندوس، بل في ما افترضه الله من العبادات وما سنه الرسول من الهدايات وما أحله الشرع من الرياضات والتمارين الصحية العامة سعة للمؤمن وغنية عن هذه الروحانيات.
أما بالنسبة للتنفس التحولي بصورة خاصة فيمكن القول بأنها ممارسة ومنظومة محددة ترتبط بالفلسفات الاستشفائية الشرقية بشكل ظاهر، وتخلط بين الفوائد الجسدية والأهداف الروحانية الباطنية، مع عدم وجود منافع جسدية ثابتة علميا تميزها عن تمارين الاسترخاء والتنفس الأخرى، بل إن إدخال كميات كبيرة من الأكسجين لا يصلح لكل إنسان وفي أي حال لابد وأن يكون تحت إشراف طبيو لذلك Kravitz Judith في موقع مؤسسة التنفس التحولي تخلي مسؤوليتها إذا حصلت مضاعفات للممارسين أثناء التدريب كي لا تساءل قانونيا.
ثم أي خير يرتجى من ممارسة التنفس التحولي إذا كانت مؤلفته "جوديث كرافتز" خريجة العلوم اللاهوتية من جامعة تدرس هذه العلوم، وحاصلة درجة الدكتوراه ليس في العلوم الطبيعية بل في الميتافيزيقيا (علوم ماوراء الطبيعة)، والتي يتخصص فيها دعاة حركة العصر الجديد لترويج الخرافات والشعوذات المستندة على الديانات الوثنية والفلسفات الشرقية…

ومن خلال عرضنا لحقيقة التنفس التحولي تبين لنا أن الهدف من ممارسته ليس فقط التشافي الجسدي، بل أيضا الدخول في عالم الروحانيات من خلال التأملات العميقة، والتي يعتمد عليها أصحاب الديانات الشرقية الوثنية كالهندوس والبوذيين لخوض تجارب روحانية، والتي تعني لهم التواصل مع أرواح السابقين من الحكماء والمرشدين الروحيين لتحصل لهم الاستنارة، وهذا هو المقصود بالتطور الروحاني، والذي لا يمت بأي صلة بالروحانية في الإسلام..

وبناء على ذلك لا يجوز تعلمها ولا تعليمها ولا الاستشفاء بها، وفي ما أباحه الشرع مما لم يتلوث بالأفكار الباطنية غنية وكفاية، والله تعالى أعلم.



يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-17, 09:46 AM
جدلية قانون الجذب وتوابعه

تعريف قانون الجذب:
يلزم لمعرفة معنى أي مصطلح الرجوع إلى مصادره الرئيسية، ورواده الذين ابتدعوه أو روجوا له، فبالنسبة لما يعرف بقانون الجذب يعتبر فيلم وكتاب السر The Secret المرجعان الرئيسيان لرواده،
وهما لمنتجة الأفلام الأسترالية (روندا بايرن) المولودة ١٩٥١، والتي تنتمي لحركة الفكر الجديد، والتي يؤمن أصحابها بمجموعة من المبادئ (الميتافيزيقية) والمختصة بطرائق العلاج، وتطوير الذات، وتأثير الفكرة في الماديات.
وكتاب وفيلم (السر) يدوران حول هذه المفاهيم، ويروجان لها وفق منظومة هذه الحركة.
…إذن فالسر هو المصطلح الجديد للتعبير عن مبدأ "قانون الجذب" (The Law of Attraction).

وفيلم السر هو فيلم وثائقي عرض باللغة الإنجليزية يتحدث عن السر الذي أخفاه بعض الناس عن العامة كي يستأثروا بالمنافع العظيمة التي تأتي من وراء تطبيق هذا السر، والذي إن طبقته لم يعد شيء يقف بينك وبين كل أحلامك حتى المستحيلة منها والتي تظن أنه لا يمكن أن تحقق.
ثم يظهرون في الفيلم أشخاصا معروفين يتكلمون عن قانون جذب الأفكار وكيف حولهم هذا القانون من أناس بائسين…إلى أشخاص أنجح ما يكون ماديا وعاطفيا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا وحياتيا بشكل عام،
وعلى ذلك فإن هذا القانون حسب الكتاب والفيلم يدعو بكل بساطة إلى توجيه أفكار الشخص كاملة نحو الإيجابيات وليس السلبيات، ويتخيل كل مايريد أن يصل إليه ويستشعر ذلك بكل ذرة في كيانه، وهذا سوف يؤدي إلى إطلاق طاقة كامنة في جسده إلى الفضاء تجذب كل الظروف والأسباب التي تؤدي في النهاية إلى تحقيق أمنياته التي استشعرها بكل جوارحه.

ومن ذلك يمكننا تعريف "قانون الجذب" على أنه مبدأ (عند معتنقيه طبعا) يقوم على الاعتقاد بأن الوقائع والأحداث الحقيقية في هذا العالم من الكون والأفلاك إنما هي نتيجة المشاعر والأفكار التي في أذهان الناس، والتفكير في شيء يجذبه إلى حياة من يفكر به،

ويزعم أنصاره أنه قانون كوني يُمكِّن الإنسان من اجتذاب كل ما يريده من الحياة (الصحة، السعادة، الثروة، الحب…) إلى نفسه.


وللمزيد من التوضيح لمفهوم قانون الجذب نستعرض جملة من أقوالهم:"

*"إذا توافقت ذبذبات شيء تريده مع ذبذباتك فهذا شيء جيد، فذبذباتك تجذب الأشياء".
*" إن الكون يتكون من ذرات والذرات تتكون من نواة وإلكترونات وأن أساس النواة جزيئيات أصغر وأصغر حتى نصل إلى أنها مجرد ذبذبات، لذا فالكون كله ذبذبات وليس مادة".
*"ذبذبات السعادة والثراء عالية، وذبذبات الحزن والفقر منخفضة ولها قياس معين".
*"ارفع مستوى ذبذباتك ترتفع طاقتك".
*"الإنسان يجذب الأشياء".
*"الإنسان يؤثر في الكون ويجذب كل ما يريد".



يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-17, 10:58 AM
التفنيد العلمي لقانون الجذب:

القائلون بما يعرف بـ "قانون الجذب" يصرحون بأن هناك " قانون" وهناك "جذب"، فما هو القانون علميا؟ وماهي الخرافة؟ وهل الجذب قانون أم خرافة؟
أما القانون فهو خلاصة لفرضيات ونظريات أجمع على صحتها ولا تقبل النقض، فأي فكرة لموضوع معين أو لتحليل ظاهرة ما تبدأ بوضع فرضية نفترض حدوثها بشكل ما،
ثم نبدأ بعمل اختيارات من كافة الجوانب العلمية وللعديد من أمثلة هذه الظاهرة، فإذا أتت كلها بنتيجة واحدة ترتقي لجعلها نظرية، ثم يجب أن تخضع النظرية لاختبار آخر وهو التخطئة، أي نحاول جعلها خطأ، فأي نظرية مزعومة نستطيع نقضها لا تتعدى أن تكون مجرد توهمات أو خزعبلات لا أساس لها علميا، نستثني من ذلك الأمور العقائدية التي أثبتها الشرع.
أي أن الافتراض أو الفكرة المطروحة حتى تسمى قانونا لابد من إخضاعها للمنهج العلمي، والذي يقوم على أساس افتراضات مقبولة عقلا تدعمها شواهد كثيرة ونتائج تجارب تأكدت صحتها!
وأما الخرافة فهي الاعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة، وترتبط الخرافات عادة بفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثا تاريخيا تتناقله الأجيال.



يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-17, 08:22 PM
فهل قانون الجذب ينطبق عليه تعريف العلم أم تعريف الخرافة؟
سنعرف ذلك من خلال التفنيد العلمي لأقوال رواد الجذب وأفكارهم:


١- حقيقة خاصية الجذب في الدماغ:
يرى أصحاب الجذب أنه طالما أن هناك موجات كهرومغناطيسية في الدماغ، وتيار كهربي يمر بالخلايا العصبية، إذن هذا التيار يخلق مجالا كهرومغناطيسيا هو السر في قوة جذب الأمور والأشياء،
والرد العلمي على ذلك:
أنه بالرغم من ثبات وجود تلك الموجات في الدماغ والتيار الكهربي في الخلايا العصبية، إلا أن مجالها غاية في الضعف لدرجة أن العلماء يستخدمون أجهزة غاية في الدقة من أجل التقاطه،
أما كتاب "السر" فيدعي أن هذا المجال الخاص بدماغنا يمكن له ليس فقط أن يخرج منه -وهذا مستحيل- ولكن أيضا أن ينطلق ليسير في أجواء الكون كله!
إذن هذه هي الخرافة الأولى.

٢-حقيقة الذبذبات:
ليس للذبذبات أصلا خاصية الجذب، كما أن كل مادة أو جسم لايمكن أن يهتز إلا وفق ترددات محددة تعتمد على كتلة ومرونة تلك الأجسام، وحتى هذه الترددات أو الذبذبات الصادرة عن الماديات ليس لها خصائص جذب، فكيف يكون هناك خصائص جذب لترددات المعنويات التي أصلا لاوجود مادي لها؟

هم جعلوا للسعادة كيان وذبذبات عالية، وللثراء كيان ذبذبات عالية، وكذلك لغيرها من المعاني الإيجابية، وفي المقابل جعلوا للحزن والفقر كيان وذبذبات منخفضة، وكذلك لجميع المعاني السلبية، وابتدعوا لكل منها قياس معين، في حين أنه علميا المعنويات والمشاعر والأحاسيس الإيجابية منها والجميلة (كالسعادة والسكينة والغنى والصحة)، والسلبية منها والذميمة (كالحزن والغضب والفقر والمرض)، أصلا لاوجود لكيان مادي لها، وبالتالي لا ترددات لها، ولا تصدر ذبذبات، فضلا عن وجود أجهزة لقياسها تجريبيا؟
إذن هذه هي الخرافة الثانية.

٣- الفجوة بين المشاعر الإيجابية وجذب الأحداث:
في كتاب "السر"، وفي مفهوم قانون الجذب عموما هناك الكثير من القفزات مما هو علمي إلى ماهو محض هراء وخرافة، والتي لم يستطيعوا هم أنفسهم تبريرها،
أهمها وأبرزها تلك القفزة والفجوة الكبيرة غير المفهومة بين تأثير العلاج الوهمي (Placebo) والذي يعني أن بعض الحالات في بعض الأمراض قد واجهت تحسناً حينما تعرض المرضى إلى أدوية على أنها تعالج أمراضهم فتحسّنت حالاتهم بدرجات، لكن تلك الأدوية لم تكن بالأصل سوى حبات سكر، أو ادعاء الكتاب أن "العلم يقول" أن الأفكار الموجبة تحسن حالة أصحابها، ثم بعد ذلك يقفز الكتاب من هذه الفكرة المقبولة والثابتة علميا إلى أفكار ونتائج خيالية غير مفهومة الارتباط مع تلك الفكرة العلمية، ألا وهي كيفية جذب الثروة أو السعادة أو جلب الحبيب أو...أو…،
وهذه هي الخرافة الثالثة.

٤- حقيقة الطاقة في قانون الجذب:
هم يقومون بإيهام الناس بالحديث عن حقائق فيزيائية ليست ذات صلة بما يدّعون مستخدمين مصطلح "طاقة" ليلبسون الخرافة قناع العلم، فليست هي الطاقة التي يستخدمونها مجازا بمعنى القدرة، أو الهمة، أو الايمانيات العالية، بل يشيرون إلى طاقة كونية ذات مفهوم فلسفي قائم على عقائد أديان الشرق خصوصا الصين، والهند، والتبت، وتسمى بأسماء مختلفة حسب اللغة (التشي، الكي، البرانا، مانا،…) ويزعم مروجوها من المسلمين -جهلا أو تدليسا- أنها المقصودة بمصطلح البركة عند المسلمين، ويدّعون قياسها بواسطة أجهزة خاصة مثل: كاميرا كيرليان، وجهاز الكشف عن الأعصاب، وغيرها…، ويزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات الطاقة الكونية في الجسد ليلبسوها قسرا لبوس العلم، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس.
والنقد العلمي لقانون الجذب يطول شرحه وتفصيلاته.. ونستنتج من ذلك أن الجذب لا يقبل علميا،
وبالتالي فهو يصنف كخرافة وليس كقانون.




يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-17, 11:28 PM
النقض الشرعي لقانون الجذب:
بالنظر في كتاب السر وتفحص أقوال وتعريفات قانون الجذب المتداولة عند رواده، تبين وجود جملة من الانحرافات العقدية الخطيرة تتمثل في التصادم التام مع الركن السادس للإيمان (القضاء والقدر) ومراتبه الأربع (العلم، والمشيئة، الكتابة، الخلق)، ويتصادم مع المفاهيم الأخرى المرتبطة بالقضاء والقدر كالتسيير والتخيير،
حيث أن الفكرة الرئيسية لقانون الجذب تقوم على أن الإنسان يختار قدره، ومن قال غير ذلك فهو إما أنه يجهل مايعرف بقانون الجذب، أو أن لديه خلل عقدي في فهم القضاء والقدر،
وتتلخص أوجه المصادمة الشرعية كالتالي:

١- الدعوة إلى ترك العمل:
فيه دعوة للإعراض عن تحصيل الأسباب لنيل المطلوب، والاتكال على الأماني والأحلام،
فيزعمون أن الفكرة الواقعة في العقل تؤثر بذاتها في محيط الإنسان وما حوله، وتجتذب من خير الكون وشره مما هو على نفس الموجة،
في حين أن الله تعالى أمر بالعمل والسعي في الأرض، ورتب الرزق على بذل الأسباب، وليس على الأماني والخيالات، قال تعالى: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}.

٢- الغلو في تعظيم ذات الإنسان والكون:
أما تعظيم ذات الإنسان فبإعطائه هالة من القداسة والعظمة، بالاعتقاد أنه ذو قدرات مطلقة، وطاقات هائلة تبلغ به حد القدرة على الإيجاد والخلق، في حين أن الله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}.

فقانون الجذب يدفع معتنقيه إلى التقرير بأن الإنسان قادر بذاته، ويزعمون أن ذاتنا العليا تملك إمكانيات غير محدودة!
وهذا التعظيم للقدرات البشرية راجع إلى الاعتقاد بالطبيعة الإلهية للإنسان، وأنه ليس سوى تجسيدا للإله، وذلك الاعتقاد مستوحى من العقائد الشرقية، ولذلك غالبا من يؤمن بقانون الجذب يعظم الذات ويقدسها ويعطيها قدرات تفوق البشر،
والتناقض الرهيب الذي يضع فيه نفسه أنه يقول هو من الدين ثم يتلفظ بكلمات ليست من الدين، فيقول:
فكر في الهدف، تخيل أنك حصلت عليه، عش المشاعر، كن في اللحظة، كرر توكيدات إيجابية بصيغة الماضي وليس المستقبل بشرط لا تحتوى على كلمة لا، كرر الامتنان من قبل ومن بعد، أُشعر بالاستحقاق، أرسل النيه للكون، ثم انتظر من الكون يستجيب ليتجلى لك هدفك!
إذن أصبح الإنسان بذلك عندهم كالإله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

وفيه أيضا تعظيم للكون الذي هو من خلق الله تعالى، فمفردة الكون شرط أساسي في التطبيق، حيث أنه من شروط سريان قانون الجذب المزعوم أنك توجه للكون نواياك وتوكيداتك وتنتظر التجلي!
وهم بالطبع لا يستطيعون تغيير كلمة الكون لأن القانون لن يعمل معهم بزعمهم، بل هم مطالبون بإتمام شروط هذا القانون ومبادئه كاملة كما وصلهم من كتب الغرب، تلك الكتب التي تعتبر مناهج يسيرون عليها دون تغيير إلا لزوم الأسلمة!
فكيف رغم كل تلك الألفاظ والمفاهيم الشركية يقولون أن قانون الجذب من الدين؟!

٣-فيه إحياء لجملة من العقائد الشرقية والفلسفات الوثنية:
كديانات البوذيين والهنادكة وغيرهم، وقد قام أصحاب هذه الملل والأديان بالثناء والفرح بكتاب السر هذا لما قام به من نشر مبادئ هذه الأديان والترويج لها.

٤- نسبة الخير والشر للإنسان نفسه:
فأصحاب الجذب يعتقدون أن الإنسان هو وحده المسؤول الذي يجلب إليه الخير، كالنجاح والسعادة والصحة والثراء و…و…، كما أنه هو الذي يجذب لنفسه الضرر والشر، كالمرض والابتلاءات والفقر والشفاء، وحتى الموت وطريقة حدوثه،
وهذا فهم مغلوط في نسبة المصائب والابتلاءات، فيقولون: وهل الله يصيب عباده بالشر والضرر والمصائب؟ ويستدلون بقوله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}.

الرد على هذه الشبهة، وهو في الحقيقة رد على القدرية الذين يرون أن الإنسان مخير في كل شيء سواء كان خيرا أو شرا:
فسر المفسرون قوله: {فبما كسبت أيديكم}، أي عن سيئات اجترحتموها، فتأتي البلاءات هنا لتطهر هذا العبد من هذه السيئات، حتى يرجع إلى الله تعالى نقيا طاهرا،
وذلك ليس على إطلاقه، لورود آيات أخرى تقرر أنه قد يصيب الله عبده بالبلاء ليدفعه للصبر فيثيبه، مثل قوله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}.
...الله تعالى أصاب الأنبياء جميعهم بابتلاءات، وهم أقرب الخلق إليه، وقد اصطفاهم سبحانه ليكونوا أنبياء، فابتلى أيوب عليه السلام بالأمراض العضال، ونقص في الأولاد والمال، ويونس عليه السلام…تعرضوا لابتلاءات عظيمة، فالله تعالى قد يصيبنا بما نكره من أمراض و أوجاعو أو فقر، أو خوف، وغيرها والتي نحسبها شر لنا ولكنها خير.. يصيبنا بذلك ليس لأنه يحبه لنا، بل ليربينا، وليدفعنا لدعائه، والتذلل له، والانكسار بين يديه، ولنعرف قدرنا، وضعفنا وقلة حيلتنا،
وكي لاننسى أن الدنيا دار ابتلاء وفناء، وليست دار مجازاه وبقاء، فيها النعم وفيها النقم، وكله من عند الله، ولكن الله تعالى كما أن أنعمه تكون إما مجازاة أو اختبار لمدى شكرنا، فكذلك نقمه تكون إما عقابا أو اختبارا لدرجة صبرنا، فالرب يربينا بالنعم والنقم…

نقول سبحان الله! لو كنا مخيرين في كل شيء إذن فسيحاسبنا الله حتى على المرض لأننا اخترناه!
وهناك حديث صحيح هو أكبر دليل على أن الله قد يقسم لنا ويقدر ما لا نحبه من مرض أو بلاء،

كما أنه لاينبغي أن نقول: أن المرض والبلاء شر محض، لأن الله لا يقسم إلا الخير!
فالمرض ظاهره شر ولكن في باطنه خير إن صبر المريض واحتسب الأجر، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكرا فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)
إن هذا الحديث يهزم مزاعم قانون الجذب من أساسها.

وعلى ذلك فإن الرد على من ينسب للإنسان المسؤولية الكاملة في اختياره لنتائج سعيه يكون بالنفي،
لأن الإنسان مخير في اختيار الفعل فقط (كالسعي للرزق، اتخاذ سبل الوقاية من المخاطر أو الأمراض، اختيار الدواء، الجد والاجتهاد في الدراسة لنيل التفوق…)،
ولكنه غير مخير في اختيار النتيجة التي يصبو إليها كما يدعي أصحاب قانون الجذب، فنحن نبذل السبب فقط، ونسعى ونعمل لننال المرغوب، وفي نفس الوقت نتوكل على الله تعالى في حصول النتيجة التي يرضاها لنا، فقد يشاء الله مالا يشاء العبد، وهنا معنى قول الله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}،
فنقول عندما لا يحصل ما نريد: قدر الله وما شاء فعل، فنبدي الرضا والاستسلام لله تعالى مع عدم التذمر،
وما كانت صلاة الاستخارة إلا إقرارا للعبد بقلة حيلته في اختيار ما يصلح له في دنياه وآخرته…



يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-18, 04:59 PM
محاولات الأسلمة لقانون الجذب:

حاول رواد قانون الجذب من المسلمين أسلمته محكمين قناعاتهم الشخصية في الاستدلال على سريانه، وذلك فيه من الخطورة مافيه، فالقناعات الشخصية لايجب أن نعملها في العبادات، فما بالك في العقائد!
ولو أجيز لنا تحكيم عقولنا وتفسيراتنا وقناعاتنا في الأمور العقدية لجاز لنا من باب أولى تحكيمها في الأعمال التعبدية.

وتتمثل محاولات الأسلمة في التالي:


١- الزعم بأن قانون الجذب تفاؤل بالخير!

هل ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته تطبيقا للتفاؤل توجيه التوكيدات والامتنان للكون أم توجيه دعاء وشكر لرب الكون؟
وأصلا " تفاءلوا بالخير تجدوه" ليس بحديث!
وإن يحمل معنى يصح أحيانا، لكن ليس على إطلاقه، فكم من متفائل بالخير حدث له مالم يكن في الحسبان، فقد عزيز فجأة، أو فقد مال، أو صحة، في حين أنه محافظ ومتمسك بهذه النعم ولم يفكر يوما في زوالها.
أما حول التفاؤل، ففيما ذكرته د. مديحة بنت إبراهيم السدحان -دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الأميرة نورة-:
"إن الشخص الذي يعمل ويأخذ بالأسباب، ثم يتوقع الخير وينشرح صدره لأنه رأى أو سمع مايسره، وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع إذا خرج من بيته: يا راشد يا نجيح".
كما تقول: صاحب هذا القانون يكتفي بالأماني فلا يأخذ بالأسباب كأن يتعلم صنعة، أو يبيع ويشتري، كل هذا لا يساوي عندهم شيئا، فلا تتحقق أمانيك عندهم إلا بثلاث:
اطلب…آمن…تلق، أي: أطلق أمنيتك، ولا تشك في حصول مرادك، ثم استلمه!

أما التفاؤل بمعناه الصحيح فيجب ألا يعتمد عليه صاحبه، ولا يدفعه مارآه أو سمعه للعمل، وإنما يأخذ بالأسباب ثم ينشرح صدره ويتوقع الخير (يتفاءل)، مع اليقين بأن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأن عليه أن يعمل، فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، وسنن في الكون لا تحابي أحدا، للاستزادة في موضوع التفاؤل يمكن الرجوع إلى كتاب (الفأل المفترى عليه) د. هيفاء الرشيد.

ونرى من يتبنى " بقانون الارتداد"، وبأن ما تقوله أو تسلكه يرتد حتما إليك، ويستدل على ذلك بحث نوح عليه السلام قومه عى الاستغفار كي يرزقون المطر والزرع والمال والبنين،
وردنا على ذلك:
بأن هذه الطريقة في التفكير تضع أداء العبادات (كالصدقة والاستغفار وغيرها) في قوالب وكأنها مقايضة! وذلك يفرغ العبادة من روحانياتها!
ثم إن وعود الله تعالى لقوم نوح ووعوده بأن الصدقات تقي مصارع السوء و…و… لايصح أن نسميها قانون الارتداد ونعمم على كل الحالات، فكم من مستغفر لم يرزق، وكم من متصدق أصيب بمصارع السوء، إنما هي عبادات نؤديها لله تعالى ابتغاء رضاه والجنة، فإن رزقنا الدنيا وخيراتها حمدنا، وإن حرمنا رضينا،
وحول خطورة تحويل العبادة إلى قانون، تقول إحدى الأخوات الداعيات أن ذلك قد:
١- يُشعر بوجود النتيجة عند وجود السبب، مثل سقوط الشيء إلى الأسفل بفعل قانون الجاذبية.
٢- ينزع روح العبودية والتذلل لله سبحانه بالتعامل مع قانون وليس مع الله تعالى المدبر للأمور.
٣- القانون الجامد يسري على المسلم والكافر، لكن العبادات تصح فقط من المؤمن، وتقبل منه دون غيره.
٤- وعود الله مرتبطة بوجود الشروط وانتفاء الموانع، وهذا غفل عنه المتحدث.
٥- وقد توجد الشروط وتنتفي الموانع، ولا يُعطى العبد في الدنيا، بل يُدخر له الثواب في الآخرة.
وبذلك نرى أن المسألة أكبر من أن نضعها في قانون، ثم أن تسميته (ارتداد) لا يحمل معاني جميلة، كأنك أمام شيء جامد، شتان بين معاملة الله تعالى للعبد برحمته ولطفه وحكمته وعلمه، وبين قانون يرتد عليك!


يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-18, 06:35 PM
٢- الزعم بأن قانون الجذب هو نفسه إحسان الظن بالله!

مستدلين على ذلك بالحديث: (أنا عند ظن عبدي بي…)، وفي ذلك إساءة فهم لهذا الحديث الصحيح من قبل أهل قانون الجذب المزعوم، وكعادة متبني علم الطاقة والجذب يستدلون بنصوص مبتورة ويلوونها لياً لتتوافق مع أفكارهم المخالفة!

حديث إحسان الظن بالله عظيم، يتعلق بما وعد الله به عباده المؤمنين من المغفرة والأجور في الآخرة،
فإحسان الظن بالله تعالى ليس معناه أن نتأله على تعالى فننوي نحن أقدارنا، ونختارها، ونجذبها،
فإن لم تتحقق نلقي اللوم على طريقة جذبنا لها، وكأننا المتحكمين المتصرفين في الكون وتوزيع الأرزاق والنعم والعياذ بالله..
بل إحسان الظن معناه أننا لا نظن بالله تعالى إلا خيرا، فإن جاءت أقدارنا كما نرغب فرحنا وشكرنا ربنا المنعم،
وإن جاءت على عكس رغباتنا نحسن الظن بأن الله تعالى لا يقسم إلا مايصلح لنا.
فعسى أن نكره شيئا ويكون فيه خيرا كثيرا، قد يريد الله تعالى أن يربينا بهذا البلاء، أو يمحص إيماننا بالقضاء والقدر، أو يزيدنا رفعة وأجرا لرضانا ولصبرنا، أو لأي حكمة لا نعلمها.


٣- الزعم بأن قانون الجذب دعاء شرعي!
هذا قول مردود، فالدعاء الشرعي الذي نعرفه لله الواحد الأحد، وهم في القانون يوجهون التوكيدات ويكررونها ويجتهدون أن تكون صفتها صحيحه ويقررونها وكأنها تحققت، ثم يتوجهون بذلك لمن؟
للعقل الباطن، أو لذواتهم، أو للكون، وليس لله تعالى.

فأي دين هذا وأي دعاء في تعاليم الجذب التي تسقط الله سبحانه وتعالى من قاموسهم، وتحذف مشيئته من واقعهم، وتجعل مشيئتهم واختيارهم فوق كل شيء!
أي تعاليم تلك التي توهمك أنك قادر على صناعة واقعك!

لذلك، فإن كل ما يتداوله البعض من مفاهيم مغلوطة مثل:
أنت وماتريد، كن ما تشاء حكم القضآء أن الذي تنويه كائن، أجذب قدرك، اصنع حياتك، اختر بين الاحتمالات،
وغير ذلك من إفرازات قانون الجذب المخالف للعقيدة الصحيحة، هذه كلها مخالفات عقدية أتى بها رواد علم الطاقة الكونية الفلسفية من الديانات الوثنية البائدة.

الرد على من يقول: ولكننا استفدنا كثيرا من قانون الجذب، فتحققت أمانيينا،
نقول: لو كان تحقيق الأماني (إن صح قولهم) باستخدام قانون الجذب مبررا لقبوله، لقبلنا أيضا تحقيق الأماني بالسحر! لكن الغاية لاتبرر الوسيلة،
فقد يحقق الله لنا مانرجوه، وإن اتبعنا وسيلة لا يرضاها ليختبرنا،
وقد يحرمنا ليعرف مدى رضانا عن قدره، وصبرنا على البلاء، ولو كان في هذه العلوم خيرا لانتفع بها مكتشفوها وواضعوها من الديانات الأخرى الذين لم يهتدوا بهذه العلوم لمعرفة الله الواحد الأحد.




يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-18, 07:34 PM
٤- التبرير بمقولة: "الحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها فهو أولى بها":

وهذا طبعا ليس بحديث، لكنه قد يصح كمعنى بشرط صحة مصادر الحكمة: كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقوال علماء الأمة، أما الضلالة وأقوال الضالين من الوثنيين والملاحدة فليست ضالة المؤمن أبداً،
بل هي ما يجب أن يحذره و يتوقاه، فالعبرة بحقائق الأمور لا بالدعاوى القائمة عليها، فلن تكون الضلالة حكمة لمجرد تسميتها باسم الحكمة و توشحها بلباسها.
وقد سئل "جو فيتال" -أحد الذين أبرزهم فيلم السر- أثناء لقاء له على الهواء في برنامج عن الإله في كل هذا؟ (أي في موضوع الفيلم والكتاب) فكان جوابه: كلنا الإله، فالإله هو السر، وكل شيء عن السر هو الإله، وهذا قانون من الإله! فهل هذه حكمها يغتنمها المسلم؟!

صدق من قال في هذه الأسلمة المضللة أنها كما لو أن أحدا ظن ذبح الخنزير على الطريقة الإسلامية يجعله حلالا طيبا! الباطل يُرفض مهما تضمن من نفع أو تلبس بحق، وفي الحق غنية ولله الحمد.

في الحقيقة نحن في غنى عن هذه الجهود لأسلمة الجذب، فقد أغنانا عنه الله عز وجل بما زخر به ديننا بحمدلله تعالى، فكيف وأن منهج الإسلام ومنهج قانون الجذب متضادان تماماً في حقيقة الأمر وإن ظهر وجه من وجوه التشابه في الظاهر، فإنما سميت الشبهة شبهة لأنها باطل يلبس لباس الحق فيشتبه على الناس،
فمنهج الإسلام يقتضي أن يستشعر الإنسان فقره وحاجته وضعفه مقابل غنى ربه وملكه وقدرته ورحمته، وقربه ممن دعاه، فيطيعه العبد ويدعوه ويتوسل إليه ويرجوه…
بينما منهج قانون الجذب يقتضي أن يستشعر الإنسان قوته وقدرته غير المتناهية، ويستحضر مطالبه وأمانيه، ثم يرسل للكون بقوة تفكيره ذبذبات الجذب فيحصل على تلك المطالب والأمنيات، فإن أخفق لام نفسه وعاد فكرر المحاولة بتوجه أكبر!
فشتان بين المنهجين! هنا يتبين لنا ضرورة التسلح بالإيمان بالقضاء والقدر وفهمه تماما حتى لا يلتبس الأمر علينا.




يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-18, 08:52 PM
المفاهيم الملحقة بقانون الجذب:

١- ترديد التوكيدات:
جاء في معنى التوكيدات: أن الفكرة أو الكلمة هي التي تخلق الواقع والقدر، فحقيقته أن الإنسان هو الخالق والمدبر للأقدار، وهو الممرض والشافي، والمانع والمعطي، والنافع والضار، فلو تحدثت عن الفقر تملكه! ولو تحدثت عن الوفره تملكها! تحدث عن المرض تملكه! وتحدث عن الصحة تملكها!
وذلك خداع يوهم الإنسان تدريجيا أن أفكاره ومشاعره وكلماته هي التي تصنع واقعه وتجذب له الخير أو الشر، وأنه مسؤول عن كل ما يصيبه من أمراض وفقر، حتى الكوارث التي تحدث فهو الذي يجذبها.

فما يسمى بالتوكيدات خدعة تأخذ ممارسيها خطوة خطوة نحو تأليه الذات وتأليه الكون، وهذا الاعتقاد خطير جدا لأنه ينطلي على شرك الربوبية، بل منازعة لها، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا،
والتوكيدات في كل الأحوال استبدال للمنهج الصحيح في طلب المراد، حيث يظن أن الكون يحقق بالتأكيد ما أردده ويستجيب، وهذا غاية في الضلال، وهو قول القدرية بأن الإنسان يخلق قدره.

فإن قيل: التوكيدات هدفها التحفيز وتنشيط النفس،
فنقول: لدينا في اليوم والليلة من الأدعية المأثورة، والآداب النبوية الثابتة، والأعمال والأقوال ما هو كفيل بإمدادنا بالهمة، الإقبال على الأعمال، وإنجاز المسؤوليات بنشاط وحب،
كما أنه لدينا بما ثبت بالعقل والتجربة من طرق التخطيط، وترتيب الأولويات، والأخذ بأسباب النشاط والهمة ونحو ذلك ما يغنينا عن ممارسة تلك التوكيدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فالعدول عن ما تواتر بالنقل وما ثبت بالعقل من وسائل في تزكية النفس وإصلاح الذات إلى توكيدات تتمحور حول الذات أو الكون يعتبر طريقا إلى المذاهب الباطنية في تأليه النفس.
فالتوكيدات الإيجابية فكرة باطنية خبيثة الحقيقة، جميلة المظهر، من اعتقد فيها واعتمدها في نظامه اليومي سيجد أنها شيئا فشيئا ومع الأيام ستحل محل الدعاء الذي هو العبادة!
فالتوكيدات الإيجابية تفضي إلى العجب بالذات وتضخيمها.


٢- إطلاق النوايا:
النية من المصطلحات الإسلامية التي حرف دعاة الطاقة معناها، حيث زعموا أن إرسال النية للكون يحقق المراد! و كأنهم جعلوا الكون إله..
ويعرف رواد العصر الجديد ومعلمي الطاقة الغربيين النية: على أنها قوة تركيز بقصد الخلق المتعمد، وهو نفس المفهوم المتعارف عليه عند السحرة الوثنيين الشامان والويكا! فالنية ومعناها الفلسفي في الديانات الشرقية: تسمى بالسنسكريتية سانكالبا (Sankalpa) وترتبط في الديانات الهندية بعقيدتي الكارما وقانون الثواب والعقاب.
هذه عقيدتهم الباطله في النية، حيث يقول ديباك شوبرا في موقعه: " إن النية هي القوه الخلاقه التي تحقق مانريد".

فالنية في الدين تعني الاخلاص الذي يترتب عليه قبول العمل والثواب عليه، ونية العبادة ومحلها القلب كنية الصلاة فرض أو نفل وهكذا.
ولكن الباطنيون كعادتهم يلجؤون إلى تحريف معنى الحديث الصحيح: ( إنما الأعمال بالنيات)، وذلك بزعمهم أن للنية قدرة على تغيير القدر والعياذ بالله،
وما يقصدونه نيه لا تشبه النيه في الاسلام، لا شكلا ولا مضموناً، بل هي قوة تركيز ذهني أسمتها الروحانية إيستر هيكس: "التركيز عن قصد للخلق المتعمد لإنتاج ظواهر محسوسه!"، فكيف نشبهها بالنيه في الاسلام!

…فالنية في الإسلام شيء وما فسره رواد الطاقة الكونية شيء آخر،
الاسلام يتحدث عن النية بغرض الإقدام على الفعل، ولا علاقة بين نية العبد وانجذاب الأحداث والأرزاق له. باختصار:
انو عملك بعد التوكل على الله، ولا تنوِ نتيجته..
فالمسلم يتوكل على الله ثم ينوي القيام بالعمل الصالح والسلوك الصحيح، أما ثمرة عمله الصالح من سعادة في الدنيا أو الآخرة فليس من شأنه أن ينويها، إنما يرجوها، يدعو الله أن ينالها يتوسل إلى الله أن يجريها، يتذلل إلى الله أن يتقبل عمله الصالح ودعاءه، هذا هو معنى العبودية، فلنتأدب مع الخالق ونعظمه.




يتبع إن شاء الله

أم علي طويلبة علم
2024-10-18, 10:26 PM
٣- الشعور بالاستحقاق:

نسمع البعض يردد: أنا أستحق الثراء! أنا أستحق السعادة! أنا أستحق الجمال!
ويسمونه: قانون الاستحقاق!

ولطالما سمعت بعض المدربات في التنمية البشرية تجيب على من يسألها عن سبب عدم تجلي أمنياته، فتقول: ارفع درجة استحقاقك كي تحصل على ماتريد!

فما هو قانون الاستحقاق؟
قانون الاستحقاق مبني على فلسفة أن الإنسان يستطيع صنع قدره بنفسه عن طريق التواصل مع ذبذبات كونية تقوم مقام الخالق سبحانه في الخلق والإيجاد والتدبير.

…الاستحقاق أقل ما يقال عنه أن ليس فيه تلطف مع الله تعالى ولا تأدب في الطلب من رب العزة.. فسبحان الله!
لو كان لوزير حاجة عند ملك عادل حتما لا يقول له: أنا أستحق كذا وكذا.. تأدبا معه، هذا وهو وزير .. فكيف بحال عبد فقير حاجته عند ملك الملوك؟
وحقيقة الاستحقاق أنه موجّه للكون ليحصل توافق ذبذبي فيجذب الإنسان قدره! وهذا باطل لأنه محض خرافة واقتباس من شركيات الوثنيين.

نحن نسأل الله من فضله، فهل تقرير "أنا أستحق" نفس معنى "السؤال"؟
للسؤال والطلب من رب العالمين آدابه، فنحن نتوجه لله العطيم، المنان الكريم، المنعم والمتفضل، خالق السموات والأرض ومن فيهن، فنتذلل له ونخضع، وننكسر ونخنع، لنبدي له فقرنا وفاقتنا، ونعترف بقلة حيلتنا، ونعلن له مدى حاجتنا، فإن أعطانا مانريد شكرنا وحمدنا، وإن لم يعطينا ما نريد كررنا الطلب والدعاء، وإن أعطنا عكس مانريد حمدناه على كل حال ورضينا، وأحسنا الظن بربنا بأنه لا يعطينا إلا ما يصلح لنا،
لا أن نردد (سواء سرا أو جهرا): أنا أستحق! ثم من الذي يقرر أننا نستحق أو لا نستحق تلك النعمة أو ذاك الفضل؟! نحن لا نعلم إن كنا نستحقه أم لا! … أوليس الله أعلم من عبده بما يصلح له وما لا يصلح؟

وأجادت أستاذة جمانة بنت طلال -ماجستير كتاب وسنة ، جامعة الملك عبدالعزيز- أجادت في وصف الاستحقاق بأنه:
سير على منهج قارون حينما قال {إنما أوتيته على علم عندي}، وذكرت أن المفسرين لهذه الآية قالوا: أن قارون يقول للناس أن الله تعالى إنما أعطاه هذا المال لعلمه بأنه يستحقه، وكأنه يقول: إنما أُعطيته لعلم الله فيّ أني أهل له، وهكذا يقول من قل علمه إذا رأى من وسع الله عليه يقول: لولا أنه يستحق ذلك لما أعطي!
وجاء الرد على قارون في نفس الآية مباشرة، فقال تعالى: {أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون}.


٤- توجيه الامتنان:
…وصورته أن تشكر بعمق وامتنان كل من حولك، حتى الجمادات والمعنويات كالصحة والجمال والمال و…و… فتمتن للشمس التي ترسل إليك شعاعها، ولطعامك الذي يغذيك، يقولون: ردد أنا ممتن للطبيعة التي تمنحني السعادة بجمالها، ممتن للقلم الذي يكتب أفكاري، وللصحة التي تسكن جسدي،…وهكذا، فتناغم امتنانك مع الكون لتصل له ذبذبات الامتنان والسكينة، فيرسل لك ذبذبات السعادة والراحة فتعود له ويمتن لك في تناغم فريد بزعمهم!

ومن المخالفات العقدية في هذا التطبيق ارتباطه بفلسفة الطاقة الكونية، والتي يعبرون بها عن الوجود الكلي المطلق، وهي إحدى صور عقيدة وحدة الوجود الكفرية، وهذا يختلف تماما عن عبادة الشكر التي دعا إليها الإسلام، وهي شكر الله تعالى المتفضل المنان والرضا عن كل ما يقسم ويقدر.

ووجه الانحرافات العقدية في قانون الامتنان ما يلي:
١- ارتباطه بمعتقدات كفرية لدى الفلسفات الشرقية الوثنية، حيث يرون الطاقة -وهي عندهم الموجود الأول- بمثابة الإله فشكرها والانسجام معها يحقق السعادة.
٢-عدم ثبوت سببية قانون الامتنان، أو حتى وجوده كونا، فهو يدخل في الشرك في باب الأسباب، والشكر في الشرع إنما هو لله سبحانه وتعالى رب هذه الجمادات، وأيضا لمن أسدي إليك معروفا من البشر، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من لايشكر الناس لا يشكر الله)، أما شكر الجمادات فهو شكر لمن لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا.

….وقبل الختام، نورد ما ختم به الدكتور عبدالله العجيري كتابه (خرافة السر) بأن:
"سر السعادة الحقيقي هو لزوم العبودية واستشعار الافتقار ودوام التضرع والدعاء، قال ابن تيمية رحمه الله: ودعاء الله وحده لاشريك له دل الوحي المنزل والعقول الصحيحة على فائدته ومنفعته، ثم التجارب التي لا يحصى عددها إلا الله، فتجد المؤمنين قد دعوا الله وسألوه أشياء أسبابها منتفيه في حقهم، فأحدث الله لهم تلك المطالب على الوجه الذي طلبوه، فالتزام الدعاء، ودوام الاستماع لخطاب الوحي أمرا ونهيا وخبرا، والعمل بمقتضاه، ومنهجه في الحياة، هو سبب سعادة الدارين، وليس سرا مكتوما، بل هو هداية الله للعالمين، أرسل بها رسله، وأنزل لبيانها كتبه، سبحانه ما أرحمه وأعدله".
انتهى كلامه

وفي الختام نقول، إذا كان المطبق لقانون الجذب ينوي الشيء، ثم يكتبه وكأنه تحقق، ثم يردده ويكرر توكيدات بشأنه، ثم يتوجه للكون ليطلق النوايا، ويرسل امتنانه لكل الوجود، ويختار تجلي تلك النوايا، فإن تحقق قال: أنا جذبته!
إذن : ماذا أبقى لله عز وجل! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

… فعجبا لمن يمتلك قصورا، وما لذ وطاب من المآكل والمشارب، ثم يستجدي من الفقراء صدقة أو طعاما بائتا يسد به جوعه!
ذلك مثل المسلم الذي يمتلك هذا الدين القويم والنعمة العظيمة، ثم تبهره وتستهويه ثقافات وممارسات، بل ومعتقدات أديان وثنية سالفة مليئة بالخرافات والخزعبلات، ويعتبر ذلك رقياً وانفتاحا!







الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات، لخصت ونقلت من مذكرة : التأهيل الدعوي للتصدي للإلحاد الروحاني، د. هناء أيوب الأيوب -كبير اختصاصي إرشاد ديني في مركز تعزيز الوسطية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية-.

.