احمد ابو انس
2024-07-10, 07:31 PM
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في «التاريخ» قال: سمعت محمد بن عبد الأعلى يقول: سمعت أحمد بن عبد الرحمن الرَّقِّي يقول: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
ح. وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن أحمد بن عبد الأعلى المقري يقول: سمعت أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن يقول: سمعت المزني يقول:
سمعت الشافعي يقول: السخاء والكرم يغطي عيوب الدنيا والآخرة بعد أن لا تلحقه بدعة (3).
وقرأته في كتاب زكريا بن يحيى الساجي عن محمد بن إسماعيل قال:
سمعت الحسين بن علي يقول: سمعت الشافعي يقول: فذكره غير أنه قال: غطى عيوب الدنيا والآخرة.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو تراب الطوسي قال: حدثنا محمد بن المنذر الهروي قال: سمعت الربيع يقول:
سمعت الشافعي يقول: السخاء في اليمن.
ورواه أيضا ابن عبد الحكم عن الشافعي، رضي الله عنه.
وأخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: أخبرنا الحسن بن رشيق - إجازة - قال: حدثنا محمد بن يحيى الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: قال لنا الشافعي: نزلنا بامرأة من اليمن فجعلت تخرج إلينا الشيء بعد الشيء «وقلَّله» (1) فقلنا لها: إن معنا أشياء. قالت: فما تريدون بهذا؟ أتنزلون عندنا وتأكلون طعامكم؟ والله لا كان هذا، والله لئن فعلتم هذا لترون متاعكم مطرحا في الصحراء.
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا سعيد: أحمد بن محمد ابن رميح الحافظ يقول: سمعت أبا بكر: محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول:
ح. وأخبرنا محمد بن الحسين الصوفي قال: سمعت جدي إسماعيل بن نجيد (2) يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت وفاء بن سهل الكندي يقول:
سمعت الشافعي يقول: أمْلَقْتُ بمكة حتى لم يبق لي شيء، فقلت: إلى من
أصير؟ ففكّرت فيمن يقوم بي من قريش وغيرهم، ثم قلت: ما أجد لي خيرا من أن أصير إلى اليمن. قال: فتجهزت وخرجت إليها، فأتيت صنعاء فسألت عن رجل من أهل اليمن ممن يُؤْثَر، فوصف لي رجل وسمى لي موضعه، فخرجت نحوه حتى أتيت منزله، فإذا برجل قاعد وإذا بجماعة وإذا له دار ضيافة، فعدل بي إلى دار الضيافة فدخلت مع الضيفان، ثم أنه أقبل إلينا، فأرسل إليّ رسولا فسألني من أنا فأخبرته بنسبي، فحوّلني من ذلك الموضع إلى موضع وراءه فأقمت ثلاثة أيام لا يسألني عن شيء أكثر من أن يجيء (4) فيسلم، ثم ينصرف. قال: فلما كان اليوم الرابع سألني: أضيف أنا أم زائر؟ فقلت (3): زائر. فحوَّلني من ذلك المكان إلى مجلس وغيره، فكان يأتيني في كل وقت، ويؤانسنى وأؤانسه، فلما طال مكثي عنده أتاني، فقال لي: لعلك تريد الرجوع فقلت إلى أهلك؟: أي والله، لقد اشتقت إلى منزلي، فلم أعلم حتى أتاني بدنانير كثيرة وطرائف، وخرجت وخرج معي حتى جاز موضعا من مواضعهم فودّعني ثم رجع إلى منزله، فأقبلت إلى منزلي بما أجازني، وأعطاني، فأقمت دهرا أتمناه أن يوافيني بمكة فكنت أسأل عنه كل حين من يقدَمُ من تلك الناحية، حتى قدم رجل من مِخْلافِه (5) فسألته عنه، فأخبرني بقدومه، فأتيته وسلمت عليه، ثم إني صرت إلى منزلي فأمرتهم فأصلحوا لي المنزل وما يحتاج إليه وبحرت (6) بيتا واسطوانة، ثم أتيته فسألته أن يصير إلى منزلي، فكأنه تلكَّأَ، فلم أزل به (7) حتى صار معي إلى المنزل، فلما صرنا إلى المنزل جلس في الاسطوانة ولم يدخل البيت، فلم أزل به، وأطلب إليه حتى دخل المنزل، وأُتينا بطعام (1) فأكل وأكلنا معه، وكنا قد هيأنا طعاما كثيرا، فلما أكل وفرغ وتوضْأ التفت إليّ وقال لي: كأنك إنما أردت أن ترينا متاعك وطعامك وأثوابك يابن أخي، لو صيرت هذا في أعناق الرجال لكان أعظم لقدرك، وأسنى لذكرك.
__________
(1) ليست في ح.
(2) في ح: «محمد».
(3) في ا: «مما يجيء».
(4) في ح: «فأخبرته أني زائر».
(5) في اللسان 10/ 432: قال ابن بري: المخالف لأهل اليمن كالأجناد لأهل الشام، والكور لأهل العراق، والرساتيق لأهل الجبال، والطاسيج لأهل الأهواز.
(6) في ا: «يحدث» وبجر البيت: وسعه.
(7) من ح.
(8) في ح: «بطعامنا».
الكتاب: مناقب الشافعي للبيهقي
المؤلف: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي
ح. وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن أحمد بن عبد الأعلى المقري يقول: سمعت أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن يقول: سمعت المزني يقول:
سمعت الشافعي يقول: السخاء والكرم يغطي عيوب الدنيا والآخرة بعد أن لا تلحقه بدعة (3).
وقرأته في كتاب زكريا بن يحيى الساجي عن محمد بن إسماعيل قال:
سمعت الحسين بن علي يقول: سمعت الشافعي يقول: فذكره غير أنه قال: غطى عيوب الدنيا والآخرة.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو تراب الطوسي قال: حدثنا محمد بن المنذر الهروي قال: سمعت الربيع يقول:
سمعت الشافعي يقول: السخاء في اليمن.
ورواه أيضا ابن عبد الحكم عن الشافعي، رضي الله عنه.
وأخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: أخبرنا الحسن بن رشيق - إجازة - قال: حدثنا محمد بن يحيى الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: قال لنا الشافعي: نزلنا بامرأة من اليمن فجعلت تخرج إلينا الشيء بعد الشيء «وقلَّله» (1) فقلنا لها: إن معنا أشياء. قالت: فما تريدون بهذا؟ أتنزلون عندنا وتأكلون طعامكم؟ والله لا كان هذا، والله لئن فعلتم هذا لترون متاعكم مطرحا في الصحراء.
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا سعيد: أحمد بن محمد ابن رميح الحافظ يقول: سمعت أبا بكر: محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول:
ح. وأخبرنا محمد بن الحسين الصوفي قال: سمعت جدي إسماعيل بن نجيد (2) يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت وفاء بن سهل الكندي يقول:
سمعت الشافعي يقول: أمْلَقْتُ بمكة حتى لم يبق لي شيء، فقلت: إلى من
أصير؟ ففكّرت فيمن يقوم بي من قريش وغيرهم، ثم قلت: ما أجد لي خيرا من أن أصير إلى اليمن. قال: فتجهزت وخرجت إليها، فأتيت صنعاء فسألت عن رجل من أهل اليمن ممن يُؤْثَر، فوصف لي رجل وسمى لي موضعه، فخرجت نحوه حتى أتيت منزله، فإذا برجل قاعد وإذا بجماعة وإذا له دار ضيافة، فعدل بي إلى دار الضيافة فدخلت مع الضيفان، ثم أنه أقبل إلينا، فأرسل إليّ رسولا فسألني من أنا فأخبرته بنسبي، فحوّلني من ذلك الموضع إلى موضع وراءه فأقمت ثلاثة أيام لا يسألني عن شيء أكثر من أن يجيء (4) فيسلم، ثم ينصرف. قال: فلما كان اليوم الرابع سألني: أضيف أنا أم زائر؟ فقلت (3): زائر. فحوَّلني من ذلك المكان إلى مجلس وغيره، فكان يأتيني في كل وقت، ويؤانسنى وأؤانسه، فلما طال مكثي عنده أتاني، فقال لي: لعلك تريد الرجوع فقلت إلى أهلك؟: أي والله، لقد اشتقت إلى منزلي، فلم أعلم حتى أتاني بدنانير كثيرة وطرائف، وخرجت وخرج معي حتى جاز موضعا من مواضعهم فودّعني ثم رجع إلى منزله، فأقبلت إلى منزلي بما أجازني، وأعطاني، فأقمت دهرا أتمناه أن يوافيني بمكة فكنت أسأل عنه كل حين من يقدَمُ من تلك الناحية، حتى قدم رجل من مِخْلافِه (5) فسألته عنه، فأخبرني بقدومه، فأتيته وسلمت عليه، ثم إني صرت إلى منزلي فأمرتهم فأصلحوا لي المنزل وما يحتاج إليه وبحرت (6) بيتا واسطوانة، ثم أتيته فسألته أن يصير إلى منزلي، فكأنه تلكَّأَ، فلم أزل به (7) حتى صار معي إلى المنزل، فلما صرنا إلى المنزل جلس في الاسطوانة ولم يدخل البيت، فلم أزل به، وأطلب إليه حتى دخل المنزل، وأُتينا بطعام (1) فأكل وأكلنا معه، وكنا قد هيأنا طعاما كثيرا، فلما أكل وفرغ وتوضْأ التفت إليّ وقال لي: كأنك إنما أردت أن ترينا متاعك وطعامك وأثوابك يابن أخي، لو صيرت هذا في أعناق الرجال لكان أعظم لقدرك، وأسنى لذكرك.
__________
(1) ليست في ح.
(2) في ح: «محمد».
(3) في ا: «مما يجيء».
(4) في ح: «فأخبرته أني زائر».
(5) في اللسان 10/ 432: قال ابن بري: المخالف لأهل اليمن كالأجناد لأهل الشام، والكور لأهل العراق، والرساتيق لأهل الجبال، والطاسيج لأهل الأهواز.
(6) في ا: «يحدث» وبجر البيت: وسعه.
(7) من ح.
(8) في ح: «بطعامنا».
الكتاب: مناقب الشافعي للبيهقي
المؤلف: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي