احمد ابو انس
2024-07-08, 01:41 PM
2136 - " يا بني ! كل الكرفس ؛ فإنها بقلة الأنبياء ، مفعول عنها ، وهي طعام الخضر
وإلياس ، والكرفس يفتح السدد ، ويذكي القلب ، ويورث الحفظ ، ويطرد الجنون
، والجذام ، والبرص ، والجن " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 3/280 - الغرائب الملتقطة ) من طريق محمد
ابن هشام : حدثنا الوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي : حدثنا عيسى بن سليمان عن
الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم عن الحسن بن علي رفعه .
قلت : وهذا متن موضوع ، لعله من وضع بعض المتصوفة المتزهدة ، أوالأطباء
الجهلة ، وإسناده مظلم ، وقد أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص
139 ) ، وبيض له فلم يتكلم عليه بشيء ! فتعقبه ابن عراق في " تنزيه الشريعة "
فقال ( 2/263 ) :" قلت : لم يبين علته ، وفيه عيسى بن سليمان ، فإن كان هو ( أبو طيبة الدارمي ) فقد ضعفه ابن معين ، وقال : " لا أعلم أنه كان يتعمد الكذب ؛ ولعله شبه
عليه " ، وإن كان غيره فلا أعرفه . والوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي لا
أعرفه . والله تعالى أعلم " .
وأقول : وفيما قال نظر من وجوه :
أولا : قوله : " .. وقال : لا أعلم .. " إلخ . جعله من تمام قول ابن معين ،
وهو وهم ، وإنما هو من قول ابن عدي ، فإنه في أول ترجمة ( أبي طيبة الدارمي )
هذا روى عن ابن معين أنه قال ( 5/256 ) :
" أحمد بن أبي طيبة الجرجاني ثقة ، وأبو ه ( أبو طيبة ) ضعيف " .
ثم قال في آخر الترجمة ( ص 258 ) :
" وأبو طيبة هذا كان رجلا صالحا ، ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب .. " إلخ .
وإلى ابن عدي عزاه الذهبي في " الميزان " .
وذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7/234 ) :
" يخطىء " .
ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا .
ثانيا : هناك احتمال آخر في ( عيسى بن سليمان ) ، وهو أنه ( القرشي الحمصي )
المترجم في " ثقات ابن حبان " ( 8/494 ) ، وقال فيه ابن أبي حاتم عن أبيه :
" شيخ حمصي ، يدل حديثه على الصدق " .قلت : ولعل الأقرب أنه هذا ، بقرينة أن الراوي عنه شامي أنطاكي كما يأتي ،
ومن هذه الطبقة أيضا .
ثالثا : لعل علة هذا الحديث ( الوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي ) ، فإني لم
أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر ، وأستبعد أن يكون الذي في " التاريخ "
لابن عساكر ( 13/892 ) .
" الوليد بن محمد بن العباس بن الوليد بن محمد بن عمر بن الدرفس أبو العباس
القساني .. " .
ثم ترجمه برواية جمع من الحفاظ عنه ، وذكر وفاته سنة ( 326 ) . فهذا يعني أنه
متأخر الوفاة حتى عهد بعض طبقة الرواة عن ( محمد بن هشام ) ، وهذا ابن ملاس
الدمشقي ، الراوي عن ( الوليد الأنطاكي ) ، فقد روى عنه - أعني ابن هشام هذا ،
كما ذكر ابن حبان في " الثقات " ( 9/123 ) : ( محمد بن المنذر بن سعيد ) ،
وتوفي سنة ( 303 ) ، وروى عنه أيضا ابن أبي حاتم ، وتوفي سنة ( 327 ) .
فهو غير الأنطاكي ، فهو علة الحديث . والله أعلم .
( فائدة ) : الكرفس : عشب يشبه البقدونس معروف في بعض البلاد كالحجاز وفلسطين
، وقد ذكر له بعض المنافع ابن القيم في " الطب " من كتابه " زاد المعاد " ،
شيء منها منصوص عليه في هذا الحديث ، ولم يتعرض له بذكر ، ولكنه ذكر فيه
حديثا آخر بلفظ :
" من أكله ثم نام عليه ؛ نام ونكهته طيبة ، وينام آمنا من وجع الأضراس
والأسنان " ، وقال عقبه :
" وهذا باطل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن البستاني منه يطيب
النكهة جدا .. " .وهو في " ذيل الموضوعات " أيضا ( ص 141 ) من رواية الطيوري في حديث طويل .
وإلياس ، والكرفس يفتح السدد ، ويذكي القلب ، ويورث الحفظ ، ويطرد الجنون
، والجذام ، والبرص ، والجن " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 3/280 - الغرائب الملتقطة ) من طريق محمد
ابن هشام : حدثنا الوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي : حدثنا عيسى بن سليمان عن
الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم عن الحسن بن علي رفعه .
قلت : وهذا متن موضوع ، لعله من وضع بعض المتصوفة المتزهدة ، أوالأطباء
الجهلة ، وإسناده مظلم ، وقد أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص
139 ) ، وبيض له فلم يتكلم عليه بشيء ! فتعقبه ابن عراق في " تنزيه الشريعة "
فقال ( 2/263 ) :" قلت : لم يبين علته ، وفيه عيسى بن سليمان ، فإن كان هو ( أبو طيبة الدارمي ) فقد ضعفه ابن معين ، وقال : " لا أعلم أنه كان يتعمد الكذب ؛ ولعله شبه
عليه " ، وإن كان غيره فلا أعرفه . والوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي لا
أعرفه . والله تعالى أعلم " .
وأقول : وفيما قال نظر من وجوه :
أولا : قوله : " .. وقال : لا أعلم .. " إلخ . جعله من تمام قول ابن معين ،
وهو وهم ، وإنما هو من قول ابن عدي ، فإنه في أول ترجمة ( أبي طيبة الدارمي )
هذا روى عن ابن معين أنه قال ( 5/256 ) :
" أحمد بن أبي طيبة الجرجاني ثقة ، وأبو ه ( أبو طيبة ) ضعيف " .
ثم قال في آخر الترجمة ( ص 258 ) :
" وأبو طيبة هذا كان رجلا صالحا ، ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب .. " إلخ .
وإلى ابن عدي عزاه الذهبي في " الميزان " .
وذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7/234 ) :
" يخطىء " .
ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا .
ثانيا : هناك احتمال آخر في ( عيسى بن سليمان ) ، وهو أنه ( القرشي الحمصي )
المترجم في " ثقات ابن حبان " ( 8/494 ) ، وقال فيه ابن أبي حاتم عن أبيه :
" شيخ حمصي ، يدل حديثه على الصدق " .قلت : ولعل الأقرب أنه هذا ، بقرينة أن الراوي عنه شامي أنطاكي كما يأتي ،
ومن هذه الطبقة أيضا .
ثالثا : لعل علة هذا الحديث ( الوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي ) ، فإني لم
أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر ، وأستبعد أن يكون الذي في " التاريخ "
لابن عساكر ( 13/892 ) .
" الوليد بن محمد بن العباس بن الوليد بن محمد بن عمر بن الدرفس أبو العباس
القساني .. " .
ثم ترجمه برواية جمع من الحفاظ عنه ، وذكر وفاته سنة ( 326 ) . فهذا يعني أنه
متأخر الوفاة حتى عهد بعض طبقة الرواة عن ( محمد بن هشام ) ، وهذا ابن ملاس
الدمشقي ، الراوي عن ( الوليد الأنطاكي ) ، فقد روى عنه - أعني ابن هشام هذا ،
كما ذكر ابن حبان في " الثقات " ( 9/123 ) : ( محمد بن المنذر بن سعيد ) ،
وتوفي سنة ( 303 ) ، وروى عنه أيضا ابن أبي حاتم ، وتوفي سنة ( 327 ) .
فهو غير الأنطاكي ، فهو علة الحديث . والله أعلم .
( فائدة ) : الكرفس : عشب يشبه البقدونس معروف في بعض البلاد كالحجاز وفلسطين
، وقد ذكر له بعض المنافع ابن القيم في " الطب " من كتابه " زاد المعاد " ،
شيء منها منصوص عليه في هذا الحديث ، ولم يتعرض له بذكر ، ولكنه ذكر فيه
حديثا آخر بلفظ :
" من أكله ثم نام عليه ؛ نام ونكهته طيبة ، وينام آمنا من وجع الأضراس
والأسنان " ، وقال عقبه :
" وهذا باطل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن البستاني منه يطيب
النكهة جدا .. " .وهو في " ذيل الموضوعات " أيضا ( ص 141 ) من رواية الطيوري في حديث طويل .