تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من مؤلفات الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي



امانى يسرى محمد
2024-07-02, 04:28 PM
“من كمال الإيمان أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك”
― عبد الرحمن ناصر السعدي, المواهب الربانية من الآيات القرآنية (https://www.goodreads.com/work/quotes/17392294)

“كلما قوي إيمان العبد، تولاه الله بلطفه، ويسره لليسرى، وجنّبه العسرى.”

كل من سلك طريقا وعمل عملا وأتاه من أبوابه وطرقه الموصلة إليه فلابد أن يفلح وينجح كما قال تعالى: (وأتوا البيوت من أبوابها)”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, القواعد الحسان لتفسير القرآن (https://www.goodreads.com/work/quotes/4798919)

https://majles.alukah.net/imgcache/2024/07/7.jpg (https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2024_06/image.jpeg.2c228a04443c816f282 dff52b92dfe7f.jpeg)

فاعلم أن اللطف الذي يطلبه العباد من الله بلسان المقال ولسان الحال هو من الرحمة، بل هو رحمة خاصة؛ فالرحمة التي تصل العبد من حيث لا يشعر بها أو لا يشعر بأسبابها هي اللطف”
― عبد الرحمن ناصر السعدي, المواهب الربانية من الآيات القرآنية (https://www.goodreads.com/work/quotes/17392294)

“الحرام محصور، والحلال ليس له حد ولا حصر. لطفاً من الله ورحمة، وتيسيراً للعباد.”
― عبدالرحمن بن ناصر السعدي

في قوله "فإن تخفوها وتؤتوها للفقراء فهو خير لكم" فائدة لطيفة، وهو إن إخفائها خير من إظهارها إذا أعطيت للفقير. فأما إذا صُرفت في مشروع خيري لم يكن في الآية مايدل على فضيلة إخفائها، بل هنا قواعد الشرع تدل على مراعاة المصلحة، فربما كان الإظهار خيراً، لحصول الأسوة والإقتداء، وتنشيط النفوس على أعمال الخير.”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

في قوله تعالى: ( وما كان الله لِيُضيع إيمانكم )
في هذا بشارة عظيمة لمن منّ الله عليهم بالإسلام والإيمان، بأن الله سيحفظ عليهم إيمانهم، فلا يضيعه، وحفظه نوعان:
حفظ عن الضياع والبطلان بعصمته لهم عن كل مفسد ومزيد له.
وحفظه بتنميته لهم، وتوفيقهم لما يزداد به إيمانهم، ويتم به إيقانهم.”
― عبدالرحمن بن ناصر السعدي

العبد مأمور أن ينظر إلى من دونه في المال والجاه والعافية ونحوها، لا إلى من فوقه؛ فإنه أجدرُ أن لا يزدريَ نعمة الله عليه، وكذلك إذا ابتلي ببلية فليحمد الله أن لم تكن أعظم من ذلك، وليشكر الله أن كانت في بدنه أو ماله لا في دينه، وصاحب هذه الحال مطمئن القلب، مستريح النفس، صبور شكور”
― عبد الرحمن ناصر السعدي, المواهب الربانية من الآيات القرآنية (https://www.goodreads.com/work/quotes/17392294)

الذي تناوله الذمُّ هو اتباعُ الهوى، وهو كونه متبوعاً بأن يتخذ العبدُ إلهه هواه، لا مجرد أن يكون للعبد هوى، فكلُّ أحدٍ له هوى”
― عبد الرحمن ناصر السعدي, المواهب الربانية من الآيات القرآنية (https://www.goodreads.com/work/quotes/17392294)

https://majles.alukah.net/imgcache/2024/07/8.jpg (https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2024_06/image.jpeg.8d2b579ba9b71906bc6 c5c7c0e0d73da.jpeg)

“إن العبد إذا رأى أعمال أهل الخير وعجزه عن القيام بها , أوجب له ذلك الإزراء بنفسه واحتقارها , وهذا هو عين صلاحه , كما أن رؤيته نفسَه بعين الإعجاب والتكبر هو عين فساده”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

ذكر الله أربع مراتب للإحسان:
المرتبة العليا: النفقة الصادرة عن النية الصالحة، ولم يتبعها المنفق مناً ولا أذى.
ثم يليها قول المعروف، وهو الإحسان القولي بجميع وجوهه، الذي فيه سرور المسلم، والإعتذار من السائل إذا لم يوافق عنده شيئاً، وغير ذلك من أقوال المعروف.
والثالثة، الإحسان بالعفو والمغفرة، عمن أساء إليك بقول أو فعل.
وهذان أفضل من الرابعة وخير منها، وهي التي يتبعها المتصدق الأذى للمُعطى، لأنه كدر إحسانه وفعل خيراً وشراً.”

“ورد في الاثار..أن الله تعالى يقول:إن من عبادي من لايصلح إيمانه إلا الغنى,ولو أفقرته لأفسده ذلك,وإن من عبادي من لايصلح إيمانه إلا الفقر,ولو أغنيته لأفسده ذلك,وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة, ولو أمرضته لأفسده ذلك, وإن من عبادي من لايصلح إيمانه إلا المرض ولو عافيته لأفسده ذلك,إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم,إني خبير بصير”


“البقرة *{١٥٥} {وَلَنَبْلُوَنَ م بشئءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
أخبر تعالى في هذه الآية أنه سيبتلي عباده {بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ} من الأعداء {وَالْجُوعِ} أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله، أو الجوع، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك.”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

“سأل النبي بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزلت: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) .
لأنه تعالى الرقيب الشهيد، المطلع على السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. فهو قريب ايضاً من داعيه بالإجابة، ولهذا قال: (أجيب دعوة الداع إذا دعان) ـ

“ثم أمرهم تعالى بالمسارعة إلى مغفرته وإدراك جنته التي عرضها السماوات والأرض، فكيف بطولها!؟”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

“{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} وهو الصفح الذي لا أذية فيه بل يقابل إساءة المسيء بالإحسان، وذنبه بالغفران، لتنال من ربك جزيل الأجر والثواب، فإن كل ما هو آت فهو قريب، وقد ظهر لي معنى أحسن مما ذكرت هنا.
وهو: أن المأمور به هو الصفح الجميل أي: الحسن الذي قد سلم من الحقد والأذية القولية والفعلية، دون الصفح الذي ليس بجميل، وهو الصفح في غير محله، فلا يصفح حيث اقتضى المقام العقوبة، كعقوبة المعتدين الظالمين الذين لا ينفع فيهم إلا العقوبة، وهذا هو المعنى.”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

“{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} أي: الموت أي: استمر في جميع الأوقات على التقرب إلى الله بأنواع العبادات، فامتثل صلى الله عليه وسلم أمر ربه، فلم يزل دائبا في العبادة، حتى أتاه اليقين من ربه صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

“{فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} يحتمل أن المراد: فإذا هو خصيم لربه، يكفر به، ويجادل رسله، ويكذب بآياته. ونسي خلقه الأول وما أنعم الله عليه به، من النعم فاستعان بها على معاصيه، ويحتمل أن المعنى: أن الله أنشأ الآدمي من نطفة، ثم لم يزل ينقله من طور، إلى طور حتى صار عاقلا متكلما، ذا ذهن ورأي: يخاصم ويجادل، فليشكر العبد ربه الذي أوصله إلى هذه الحال التي ليس في إمكانه القدرة على شيء منها.”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

“اعلم أن الإيمان الذي هو تصديق القلب التام بالأصول، وإقراره المتضمن لأعمال القلوب والجوارح، وهو -بهذا الإعتبار- يدخل فيه الإسلام، وتدخل فيه الأعمال الصالحة كلها، فهي من الإيمان، وأثر من آثاره. فحيث أُطلق الإيمان، دخل فيه ما ذُكر.
وكذلك الإسلام، إذا أُطلق دخل فيه الإيمان، فإذا قرن بينهما كان الإيمان اسماً لما في القلب من الإقرار والتصديق، والإسلام اسماً للأعمال الظاهرة. وكذلك إذا جمع بين الإيمان والأعمال الصالحة.”


“البقرة *{١٢٦} {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} .
أي: وإذ دعا إبراهيم لهذا البيت، أن يجعله الله بلدا آمنا، ويرزق أهله من أنواع الثمرات، ثم قيد عليه السلام هذا الدعاء للمؤمنين، تأدبا مع الله، إذ كان دعاؤه الأول، فيه الإطلاق، فجاء الجواب فيه مقيدا بغير الظالم.
فلما دعا لهم بالرزق، وقيده بالمؤمن، وكان رزق الله شاملا للمؤمن والكافر، والعاصي والطائع، قال تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ} أي: أرزقهم كلهم، مسلمهم وكافرهم، أما المسلم فيستعين بالرزق على عبادة الله، ثم ينتقل منه إلى نعيم الجنة، وأما الكافر، فيتمتع فيها قليلا {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ} أي: ألجئه وأخرجه مكرها {إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} .”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

“الإسراء *{٥٣} {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} .
وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة فقال:
{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنه يأمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما.
والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره.
وقوله: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزغُ بَيْنَهُمْ} أي: يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم.
فدواء هذا أن لا يطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها، وأن يلينوا فيما بينهم لينقمع الشيطان الذي ينزغ بينهم فإنه عدوهم الحقيقي الذي ينبغي لهم أن يحاربوه فإنه يدعوهم {ليكونوا من أصحاب السعير}
وأما إخوانهم فإنهم وإن نزغ الشيطان فيما بينهم وسعى في العداوة فإن الحزم كل الحزم السعي في ضد عدوهم وأن يقمعوا أنفسهم الأمارة بالسوء التي يدخل الشيطان من قبلها فبذلك يطيعون ربهم ويستقيم أمرهم ويهدون لرشدهم.”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

“وتوكل على العزيز الرحيم" والتوكل هو اعتماد القلب على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع ثقته به وحسن ظنه بحصول مطلوبه فإنه عزيز رحيم بعزته يقدر على إيصال الخير و دفع الشر عن عبده وبرحمته به يفعل ذلك .”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/51027706)

آل عمران *{٣٨ - ٤١} {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ * قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ} .
... فقال زكريا من شدة فرحه {رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر} وكل واحد من الأمرين مانع من وجود الولد، فكيف وقد اجتمعا، فأخبره الله تعالى أن هذا خارق للعادة، فقال: {كذلك الله يفعل ما يشاء} فكما أنه تعالى قدر وجود الأولاد بالأسباب التي منها التناسل، فإذا أراد أن يوجدهم من غير ما سبب فعل، لأنه لا يستعصي عليه شيء، فقال زكريا عليه السلام استعجالا لهذا الأمر، وليحصل له كمال الطمأنينة.

{رب اجعل لي آية} أي: علامة على وجود الولد قال {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزًا} أي: ينحبس لسانك عن كلامهم من غير آفة ولا سوء، فلا تقدر إلا على الإشارة والرمز، وهذا آية عظيمة أن لا تقدر على الكلام، وفيه مناسبة عجيبة، وهي أنه كما يمنع نفوذ الأسباب مع وجودها، فإنه يوجدها بدون أسبابها ليدل ذلك أن الأسباب كلها مندرجة في قضائه وقدره، فامتنع من الكلام ثلاثة أيام، وأمره الله أن يشكره ويكثر من ذكره بالعشي والإبكار، حتى إذا خرج على قومه من المحراب {فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيًّا} أي: أول النهار وآخره.”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

https://majles.alukah.net/imgcache/2024/07/9.jpg (https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTheX3XS73P_ yETJxvutQUrIDm-qSa3VeYmqQ&s)
“قَالَ} إبليس معارضا لربه ومناقضا: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} وبزعمه أن عنصر النار خير من عنصر الطين، وهذا من القياس الفاسد، فإن عنصر النار مادة الشر والفساد، والعلو والطيش والخفة وعنصر الطين مادة الرزانة والتواضع وإخراج أنواع الأشجار والنباتات وهو يغلب النار ويطفئها، والنار تحتاج إلى مادة تقوم بها، والطين قائم بنفسه، فهذا قياس شيخ القوم، الذي عارض به الأمر الشفاهي من الله، قد تبين غاية بطلانه وفساده، فما بالك بأقيسة التلاميذ الذين عارضوا الحق بأقيستهم؟ فإنها كلها أعظم بطلانا وفسادا من هذا القياس.ص *{76}”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

أي: وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان، لا تنفك ذاته عنهما، ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود، تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار، ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، والعطاء أحب إليه من المنع، والرحمة سبقت الغضب وغلبته،. ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد، فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى الله تعالى بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرع والتأله والتعبد، فهلم إلى هذا السبب الأجل، والطريق الأعظم.
ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها فقال: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} بقلوبكم {وَأَسْلِمُوا لَهُ} بجوارحكم، إذا أفردت الإنابة، دخلت فيها أعمال الجوارح، وإذا جمع بينهما، كما في هذا الموضع، كان المعنى ما ذكرنا.
وفي قوله {إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} دليل على الإخلاص، وأنه من دون إخلاص، لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا. {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ} مجيئا لا يدفع {ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} فكأنه قيل: ما هي الإنابة والإسلام؟ وما جزئياتها وأعمالها؟
فأجاب تعالى بقوله: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} مما أمركم من الأعمال الباطنة، كمحبة الله، وخشيته، وخوفه، ورجائه، والنصح لعباده، ومحبة الخير لهم، وترك ما يضاد ذلك.
ومن الأعمال الظاهرة، كالصلاة، والزكاة والصيام، والحج، والصدقة، وأنواع الإحسان، ونحو ذلك، مما أمر الله به، وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا، فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها هو المنيب المسلم، {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} وكل هذا حثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصة.
الزمر *{٥٣ - ٥٩}”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)

الزمر *{٢٣} {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} .
يخبر تعالى عن كتابه الذي نزله أنه {أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} على الإطلاق، فأحسن الحديث كلام الله، وأحسن الكتب المنزلة من كلام الله هذا القرآن، وإذا كان هو الأحسن، علم أن ألفاظه أفصح الألفاظ وأوضحها، وأن معانيه، أجل المعاني، لأنه أحسن الحديث في لفظه ومعناه، متشابها في الحسن والائتلاف وعدم الاختلاف، بوجه من الوجوه. حتى إنه كلما تدبره المتدبر، وتفكر فيه المتفكر، رأى من اتفاقه، حتى في معانيه الغامضة، ما يبهر الناظرين، ويجزم بأنه لا يصدر إلا من حكيم عليم، هذا المراد بالتشابه في هذا الموضع.
وأما في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} فالمراد بها، التي تشتبه على فهوم كثير من الناس، ولا يزول هذا الاشتباه إلا بردها إلى المحكم، ولهذا قال: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} فجعل التشابه لبعضه، وهنا جعله كله متشابها، أي: في حسنه، لأنه قال: {أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} وهو سور وآيات، والجميع يشبه بعضه بعضا كما ذكرنا.
{مَثَانِيَ} أي: تثنى فيه القصص والأحكام، والوعد والوعيد، وصفات أهل الخير، وصفات أهل الشر، وتثنى فيه أسماء الله وصفاته، وهذا من جلالته، وحسنه، فإنه تعالى، لما علم احتياج الخلق إلى معانيه المزكية للقلوب، المكملة للأخلاق، وأن تلك المعاني للقلوب، بمنزلة الماء لسقي الأشجار، فكما أن الأشجار كلما بعد عهدها بسقي الماء نقصت، بل ربما تلفت، وكلما تكرر سقيها حسنت وأثمرت أنواع الثمار النافعة، فكذلك القلب يحتاج دائما إلى تكرر معاني كلام الله تعالى عليه، وأنه لو تكرر عليه المعنى مرة واحدة في جميع القرآن، لم يقع منه موقعا، ولم تحصل النتيجة منه، ولهذا سلكت في هذا التفسير هذا المسلك الكريم، اقتداء بما هو تفسير له، فلا تجد فيه الحوالة على موضع من المواضع، بل كل موضع تجد تفسيره كامل المعنى، غير مراع لما مضى مما يشبهه، وإن كان بعض المواضع يكون أبسط من بعض وأكثر فائدة، وهكذا ينبغي للقارئ للقرآن، المتدبر لمعانيه، أن لا يدع التدبر في جميع المواضع منه، فإنه يحصل له بسبب ذلك خير كثير، ونفع غزير.”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)
https://majles.alukah.net/imgcache/2024/07/10.jpg (https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2024_06/image.png.52378d1253b1021e5f3f 73bc7b593464.png)

“واعلم أن علم التفسير أجل العلوم على الإطلاق،
وأفضلها وأوجبها وأحبها إلى الله،
لأن الله أمر بتدبر كتابه،والتفكر في معانيه،والاهتدا ء بآياته،وأثنى على القائمين بذلك،وجعلهم في أعلى المراتب،ووعدهم أسنى المواهب،
فلو أنفق العبد جواهر عمره في هذا الفن، لم يكن ذلك كثيراً في جنب ما هو أفضل المطالب،وأعظم المقاصد، وأصل الأصول كلها،وقاعدة أساس السعادة في الدارين، وصلاح أمور الدين والدنيا والآخرة،
وبه يتحقق للعبد حياة”
― عبدالرحمن بن ناصر السعدي, القواعد الحسان لتفسير القرآن (https://www.goodreads.com/work/quotes/4798919)

كل من سلك طريقاً وعمل عملاً، وأتاه من أبوابه وطرقه الموصلة إليه، فلا بد أن يفلح وينجح ويصل به إلى غايته، كما قال تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}
وكلما عظم المطلوب تأكد هذا الأمر، وتعين البحث التام عن أمثل وأقوم الطرق الموصلة إليه”
― عبدالرحمن بن ناصر السعدي, القواعد الحسان لتفسير القرآن (https://www.goodreads.com/work/quotes/4798919)

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات ِ وَالْمُؤْمِنِين َ وَالْمُؤْمِنَات ِ ـ إلى قوله تعالى ـ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب: 35] يدخل في هذه الأوصاف كل ما تناوله من معاني الإسلام والإيمان والقنوت والصدق إلى آخرها. وأن بكمال هذه الأوصاف يكمل لصاحبها ما رتب عليها من المغفرة والأجر العظيم، وبنقصانها ينقص، وبعدمها يفقد، وهكذا كل وصف رتب عليه خير وأجر وثواب، وكذلك ما يقابل ذلك كل وصف نَهى الله عنه ورتب عليه وعلى المتصف به عقوبة وشراً ونقصاً، يكون له من ذلك بحسب ما قام به من الوصف المذكور”
― عبدالرحمن بن ناصر السعدي, القواعد الحسان لتفسير القرآن (https://www.goodreads.com/work/quotes/4798919)

غافر *{١ - ٣} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ** غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} .
يخبر تعالى عن كتابه العظيم وبأنه صادر ومنزل من الله، المألوه المعبود، لكماله وانفراده بأفعاله، {الْعَزِيزِ} الذي قهر بعزته كل مخلوق {الْعَلِيمِ} بكل شيء.
{غَافِرِ الذَّنْبِ} للمذنبين {وَقَابِلِ التَّوْبِ} من التائبين، {شَدِيدِ الْعِقَابِ} على من تجرأ على الذنوب ولم يتب منها، {ذِي الطَّوْلِ} أي: التفضل والإحسان الشامل.
فلما قرر ما قرر من كماله وكان ذلك موجبًا لأن يكون وحده، المألوه الذي تخلص له الأعمال قال: {لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ}
ووجه المناسبة بذكر نزول القرآن من الله الموصوف بهذه الأوصاف أن هذه الأوصاف مستلزمة لجميع ما يشتمل عليه القرآن، من المعاني.
فإن القرآن: إما إخبار عن أسماء الله، وصفاته، وأفعاله، وهذه أسماء، وأوصاف، وأفعال.
وإما إخبار عن الغيوب الماضية والمستقبلة، فهي من تعليم العليم لعباده.
وإما إخبار عن نعمه العظيمة، وآلائه الجسيمة، وما يوصل إلى ذلك، من الأوامر، فذلك يدل عليه قوله: {ذِي الطَّوْلِ}
وإما إخبار عن نقمه الشديدة، وعما يوجبها ويقتضيها من المعاصي، فذلك يدل عليه قوله: {شَدِيدِ الْعِقَابِ}
وإما دعوة للمذنبين إلى التوبة والإنابة، والاستغفار، فذلك يدل عليه قوله: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ}
وإما إخبار بأنه وحده المألوه المعبود، وإقامة الأدلة العقلية والنقلية على ذلك، والحث عليه، والنهي عن عبادة ما سوى الله، وإقامة الأدلة العقلية والنقلية على فسادها والترهيب منها، فذلك يدل عليه قوله تعالى: {لا إِلَهَ إِلا هُوَ}
وإما إخبار عن حكمه الجزائي العدل، وثواب المحسنين، وعقاب العاصين، فهذا يدل عليه قوله: {إِلَيْهِ الْمَصِيرُ}
فهذا جميع ما يشتمل عليه القرآن من المطالب العاليات.”
― عبد الرحمن بن ناصر السعدي, تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (https://www.goodreads.com/work/quotes/4799018)