المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصدق الطيرة الفأل ، و العين حق



احمد ابو انس
2024-06-24, 05:30 PM
2576 - " أصدق الطيرة الفأل ، و العين حق " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 154 :


أخرجه أحمد ( 2 / 289 ) : حدثنا خلف بن الوليد حدثنا أبو معشر عن محمد بن قيس
قال : سئل أبو هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الطيرة في ثلاث
: في المسكن و الفرس و المرأة ؟ قال : إذا أقول على رسول الله صلى الله عليه
وسلم [ ما لم يقل ؟! و لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ] ، يقول :
فذكره . و هذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر و شيخه محمد بن قيس . كما في " التقريب
" . و الزيادة من " المسند " تحقيق أحمد شاكر ( 14 / 266 - 267 ) . لكن للحديث
طريق أخرى ، يرويه شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن حية حدثه عن أبيه عن أبي هريرة
به نحوه . أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 70 ) و في إسناده جهالة و اضطراب بينته في "
الضعيفة " ( 4804 ) . و في " الصحيحين " و " المسند " ( 2 / 266 ) من طريق أخرى
عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا طيرة ، و
خيرها الفأل . قيل : يا رسول الله : و ما الفأل ؟ قال : الكلمة الصالحة يسمعها
أحدكم " . و لهذا شاهد من حديث أنس عند الشيخين تقدم تخريجه برقم ( 786 ) . و
أما جملة " العين حق " فهي مستفيضة إن لم تكن متواترة ، و قد تقدم تخريج الكثير
الطيب من طرقها ، فانظر الأحاديث ( 781 و 1248 - 1251 ) . و للجملة الأولى شاهد
يرويه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 97 / 288 ) بسند صحيح عن الأعمش
عن حبيب بن أبي ثابت عن عقبة بن عامر الجهني قال : سئل النبي صلى الله عليه
وسلم عن الطيرة ؟ قال : " أصدقها الفأل ، و لا ترد مسلما .. " الحديث . و حبيب
بن أبي ثابت مدلس ، و نحوه الأعمش ، لكن تابعه سفيان عن حبيب ، لكنه قال : عن
عروة بن عامر . أخرجه أبو داود ( 3919 ) و البيهقي ( 8 / 139 ) . قلت : و عروة
بن عامر هو القرشي ، و يقال الجهني المكي ، مختلف في صحبته ، و قوله في " عمل
اليوم " : ( عقبة ) أظنه محرفا من بعض النساخ . و على الصواب ذكره شيخ الإسلام
ابن تيمية في آخر كتابه " الكلم الطيب " دون أن يعزوه لأحمد ، و كنت عزوته في
التعليق عليه لأبي داود ، و الأولى أن يعزى لابن السني لأن لفظه مطابق للفظه .
و الله أعلم . و أخرجه عبد الرزاق ( 10 / 406 / 19512 ) عن معمر عن الأعمش أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و هذا صحيح معضل .

احمد ابو انس
2024-06-24, 05:31 PM
2949 - " لا شيء في الهام ، و العين حق ، و أصدق الطير الفأل " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1088 :


أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 914 ) و " التاريخ " ( 2 / 1 / 107 - 108
) و الترمذي ( 2 / 6 ) و أحمد ( 4 / 67 و 5 / 70 و 379 ) و ابن سعد ( 7 / 66 )
و أبو يعلى في " مسنده " ( 582 ) و في " المفاريد " ( 2 / 13 / 2 ) و الطبراني
( 1 / 175 / 2 ) من طرق عن يحيى بن أبي كثير : حدثني حية بن حابس التميمي :
حدثني أبي مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث غريب . و روى شيبان عن يحيى بن أبي
كثير عن حية بن حابس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . و علي
بن المبارك و حرب بن شداد لا يذكران فيه : عن أبي هريرة " . قلت : و إنما
استغربه الترمذي لأن حية بن حابس غير مشهور بالعدالة ، بل لم يرو عنه غير يحيى
بن أبي كثير كما في " الميزان " . و في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند
المتابعة ، و إلا فلين الحديث . ثم قال : " و وهم من زعم أن له صحبة " . لكن
لغالب الحديث شاهد ، يرويه أبو معشر عن محمد بن قيس عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" أصدق الطيرة الفأل ، و العين حق " . أخرجه أحمد ( 2 / 289 ) . و إسناده حسن
في الشواهد ، أبو معشر اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي ، و هو ضعيف من قبل حفظه
. و الشطر الأول منه رواه عبد الرزاق ( 10 / 406 ) عن الأعمش مرفوعا . و رجاله
ثقات إلا أنه معضل . و جملة " العين حق " متفق عليها من حديث أبي هريرة ، و قد
سبق تخريجها ( 1248 ) و صحت من حديث ابن عباس أيضا ، و قد مضى ( 1250 و 1251 )
. ثم وقفت على شاهد للجملة الأولى ، و لكنه مما لا يفرح به ، لأنه يرويه عفير
بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ حديث الترجمة . أخرجه
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 192 / 7686 ) . قلت : و رجاله ثقات غير
عفير بن معدان ، فهو متروك ، و قد تقدمت له عدة أحاديث موضوعة تدل على حاله ،
فراجع فهارس المجلدات الأربعة المطبوعة . ثم استدركت فقلت : إن قوله : " لا شيء
في الهام " . هو في المعنى مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " لا هامة " ، و هذا
قد ثبت في جملة من الأحاديث الصحيحة عند الشيخين و غيرهما من حديث أبي هريرة و
غيره ، و قد سبق تخريجها بالأرقام التالية ( 780 و 782 و 783 و 785 و 789 ) و
في بعضها بلفظ : " .. و لا هام " . و إذا كان الأمر كذلك ، فقد قررت إيراد
الحديث في هذه السلسلة الصحيحة لمجموع هذه الشواهد بعد أن كنت أوردته في " ضعيف
الجامع الصغير " ( 6309 - الطبعة الأولى الشرعية ) . و لذلك حولته إلى " صحيح
الجامع " ، كما أوردته في كتابي الجديد من مشروع تقريب السنة بين يدي الأمة : "
صحيح الأدب المفرد " تحت ( 355 - باب الفأل - 411 ) ، و أنا على وشك الانتهاء
منه إن شاء الله تعالى . ثم انتهيت منه ، و صدر هو و قسيمه " ضعيف الأدب المفرد
" . و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . و اعلم أن ( هام ) هو جمع ( هامة )
، قال ابن الأثير في " النهاية " : " الهامة : الرأس ، و اسم طائر ، و هو
المراد في الحديث . و ذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها ، و هي من طير الليل . و قيل
: هي البومة . و قيل : كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير
هامة ، فتقول : اسقوني ، فإذا أدرك بثأره طارت .. " . و بهذه المناسبة لابد لي
من التنبيه على خطأين فاحشين وقعا في هذه اللفظة ( هام ) من بعض الناس أحدهم من
أهل العلم ، و هو الشيخ فضل الله الجيلاني في شرحه لكتاب " الأدب المفرد "
للإمام البخاري ، فقد تحرفت في متنه إلى ( الهوام ) ! و هو في ذلك تبع لنسخة
الطبعة الهندية سنة ( 1306 هـ ) ( ص 131 ) ، ثم اشتط الشيخ الجيلاني في الخطأ
حين فسره بقوله ( 2 / 367 ) : " ( الهوام ) جمع هام اسم طير من طير الليل .. "
!! و الصواب : أن ( هام ) هو الجمع ، مفرده ( هامة ) كما في " القاموس " و غيره
. و أما ( الهوام ) فهو جمع ( الهامة ) و هي الدابة ، و كل ذي سم يقتل سمه كما
في كتب اللغة . و أما الخطأ الآخر ، فهو ما صدر من زهير الشاويش صاحب المكتب
الإسلامي ، فإنه أعاد طبع كتابي المذكور آنفا " ضعيف الجامع الصغير " طبعة
ثانية دون إذني و علمي ، فوقعت له فيه أمور عجيبة ، و تصرفات غريبة ، و تعليقات
و حواش تنبئ عن اعتداء صارخ على مؤلفه و ادعاء للعلم مهلك ، و حسبي الآن مثال
واحد ، و هو ما أنا في صدده ، فقد وقع الحديث في طبعته هذه المتوجة بإشرافه
كعادته : " لا شيء في البهائم " ! نعم هكذا تحرف عليه لفظ ( الهام ) في الحديث
إلى ( البهائم ) ! و ليس هذا خطأ مطبعيا حتى يغتفر كما زعم بعض الجهلة ، لأن
الطابع أعاده على عجره و بجره في تعليق له على طبعته الجديدة أيضا - و دون إذني
أيضا - لكتابي " صحيح الجامع " ( 2 / 1248 ) على هذا الحديث قال : " أوله : لا
شيء في البهائم " .. " ! فهذا إن دل على شيء فهو يدل - كما يقال اليوم - على أن
الرجل يهرف بما لا يعرف ، و ينقل الخطأ الذي وقع فيه أولا ، ينقله بأمانة ثانيا
! و الله المستعان .