المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى في بدعة قراءة القرآن بألحان الغناء



من صاحب النقب
2008-10-02, 02:17 AM
فتوى في قراءة القرآن بما يخرجه عن استقامته لشيخ الإسلام ابن تيمية من جامع الرسائل

الحمد لله الناس مأمورون أن يقرؤوا القرآن على الوجه المشروع كما كان يقرأه السلف من الصحابة و التابعين لهم بإحسان فإن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول

و قد تنازع الناس في قراءة الألحان منهم من كرهها مطلقاً بل حرمها و منهم من رخص فيها ، و أعدل الأقوال فيها أنها إن كانت موافقة لقراءة السلف كانت مشروعة و إن كانت من البدع المذمومة نهي عنها و السلف كانوا يحسنون القرآن بأصواتهم من غير أن يتكلفوا أوزان الغناء مثل ما كان أبو موسى الأشعري يقعل فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود " و قال لأبي موسى : " مررت بك البارحة و أنت تقرأ فجعلت أستمع لقراءتك " فقال : لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً . أي لحسنته لك تحسيناً و كان عمر يقول لأبي موسى الأشعري : يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيقرأ أبو موسى و هم يستمعون لقراءته

و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم " زينوا القرآن بأصواتكم " و قال " لله أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته "

و قال " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " و تفسيره عند الأكثرين كالشافعي و أحمد بن حنبل و غيرهما هو تحسين الصوت به و قد فسره ابن عيينة و وكيع و أبو عبيد على الاستغناء به

فإذا حسن الرجل صوته بالقرآن كما كان السلف يفعلونه – مثل أبي موسى الأشعري و غيره – فهذا حسن

و أما ما أحدث بعدهم من تكلف القراءة على ألحان الغناء فهذا ينهى عنه عند جمهور العلماء لأنه بدعة و لأن ذلك فيه تشبيه القرآن بالغناء و لأن ذلك يورث أن يبقى قلب القارئ مصروفاً إلى وزن اللفظ بميزان الغناء لا يتدبره و لا يعقله و أن يبقى المستمعون يصغون إليه لأجل الصوت الملحن كما يصغى إلى الغناء لا لأجل استماع القرآن و فهمه و تدبره و الله سبحانه أعلم

قلت : ينبغي الحذر من الموسيقيين المسمون بالمقرئين و المشايخ الذين يعطون الدورات في المقامات و الطريف أنهم استخدموا الحيلة التي أخبر النبي صلى اله عليه و سلم فغيروا اسمها إلى الأصوات لما حرم بعض المشايخ تعلم المقامات و غيروا اسم النهاوند و الصبا لكن الحجازي لم يغيروه لأن القرآن نزل في الحجاز ! فهل نزل على المقام الحجازي ؟!

تميمي ابوعبدالله
2008-10-12, 01:14 AM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...

فيصل بن المبارك أبو حزم
2008-10-12, 01:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام القدوة أبي الفرج ابن الجوزي
تاملت أشياء تجري في مجالس الوعظ ، يعتقدها العوام وجهال العلماء قربة ، وهي منكر وبعد ، وذلك أن المقرىء يطرب ويخرج الألحان إلى الغناء ، و الواعظ ينشد بتطريب أشعار المجون وليلى ، فيصفق هذا ، ويخرق ثوبه هذا ، ويعتقد أن ذلك قربة ، ومعلوم أن هذه الألحان كالمسيقا ، يوجب طربا للنفس ، فالتعرض بما يوجب الفساد غلط عظيم ، ويبغي الإحتساب على الوعاظ في هذا . انتهى
صيد الخاطر ص 70
الإمام أبي الفرج ابن الجوزي
تحقيق وتعليق : خالد العواد
الناشر : مؤسسة الرسالة
الطبعة الأولى :1425ه . 2004م