احمد ابو انس
2024-06-03, 12:16 PM
5731 - ( من كان عليه تحرير رقبة من ولد إسماعيل ؛ فليعتق نسمة من بلعنبر )
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف بهذا اللفظ .
أخرجه الطبراني في (( المعجم الكبير )) ( 5 / 308 / 5298 ) ، وابن عدي في (( الكامل )) ( 4 / 42 الثالثة ) وكذا البخاري في (( التاريخ الكبير )) ( 2 / 1 / 447 ) من طريق موسى بن إسماعيل : ثنا شعيث بن عبيد الله بن زُبَيب بن ثعلبة عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول . . . فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ شعيث هذا ؛ ليس له راوٍ غير موسى هذا ، وهو التبوذكي ، وغير ابنه عمار ، قال الذهبي في (( الميزان )) :
(( أعرابي ، يكتب حديثه ، ما كان حجة . وقد روى عن النضر بن محمد وأبو سلمة التبوذكي ، وذكره ابن عدي ، فساق له حدثين منكرين )) . قوله :
(( النضر بن محمد )) .
أخشى أن يكون سبق قلم منه ؛ فإني لم أرَ من ذكره راويًا عن شعيث ؛ وإنما روى عنه مع التبوذكي ابنه عمار بن شعيث ، كما في (( التهذيب )) وفروعه ، ومنها (( الكاشف )) للذهبي .
وعمار ؛ لم يوثقه أحد ؛ بخلاف أبيه شعيث ؛ فقد وثقه ابن حبان ( 6 / 453 ) على قاعدته في توثيق المجهولين ، ولذلك ؛ لم يعتد بتوثيقه الذهبي كما رأيت ، وأشار إلى ذلك في (( الكاشف )) بقوله :
(( وُثق )) . وكذلك الحافظ في (( التقريب )) :
(( مقبول )) ؛ أي : عند المتابعة ، وإلا ؛ فليِّن الحديث كما هنا .
وقد وقع لابن حبان وهم في هذه الترجمة نبهت عليه في كتابي (( تيسير انتفاع الخلان )) .
وعبيد الله بن زبيب ؛ كذا وقع عند الطبراني في هذا الحديث ، وكذلك وقع في حديث آخر لشعيث عند أبي داود ( 3612 ) ، ووقع عند البخاري وابن عدي في هذا الحديث ( عبد الله ) مكبرا ، وكذا في ترجمته من (( تاريخ البخاري )) و (( الجرح والتعديل )) و (( ثقات ابن حبان )) ( 5 / 20 ) ، ولم يذكروا له راويا غير ابنه شعيث ، فهو مجهول العين . ولم يذكر الهيثمي عنه شيئا ولا عن ابنه ؛ بل أوهم أنه ثقة ؛ فقال في (( مجمع الزوائد )) ( 10 / 47 ) :
(( رواه الطبراني ، وفيه عبد الله بن زبيب ( ! ) وبقية رجاله ثقات )) !
وبعد كتابة ما سبق بدا لي أن للحديث أصلا عن النبي* ولكن مختصرا :
فقد روي عبيد ابن الحسن عن ابن معقل عن عائشة رضي الله عنها :
أنه كان عليها رقبة من ولد إسماعيل ، فجاء سبي من اليمن من خولان ، فأرادت أن تعتق منهم ، فنهاها النبي ، ثم جاء سبي من مضر من بني العنبر ، فأمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تعتق منهم .
أخرجه أحمد في (( المسند )) ، ( 6 / 263 ) ، والبزار ( 3 / 313 / 2827 - كشف الأستار ) ؛ كلاهما من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير : ثنا مسعر عن عبيد بن الحسن . وقال الهيثمي في (( مجمع الزوائد )) ( 10 / 46 ) :
(( رواه أحمد والبزار بنحوه ، ورجال أحمد رجال الصحيح )) .
كذا قال ! وفيه نظر من وجهين :
الأول : أنه لا داعي للتفريق بين إسناد أحمد والبزار ؛ فإن إسنادهما واحد ، مداره علي أبي أحمد الزبيري كما رأيت .
والآخر : أن البزار أعله بالإرسال ؛ فقال عقبه :
(( رواه شعبة عن عبيد بن حسن عن ابن معقل قال : كان علي عائشة محرر من ولد إسماعيل ، فقدم سبي من بلعنبر ، فقال النبي * :
(( إن سرك أن تفي بنذرك ؛ فأعتقي من هؤلاء )) .
ولم يقل عن عائشة )) .
قلت : هكذا علقه البزار ، ووصله الحاكم ( 2 / 216 ) من طريق وهب بن جرير : أنبأنا شعبة به .
ذكره متابعا لرواية مسعر المتقدمة ؛ ولكنها عنده من طريق يزيد بن هارون : أنبأ مسعر به مثل رواية شعبة ، ولم يقل : عن عائشة . ومع ذلك قال الحاكم :
(( صحيح الإسناد )) ! ووافقه الذهبي !
ثم إن قول الهيثمي المتقدم :
(( ورجاله رجال الصحيح )) .
كأنه بناه علي أن ابن معقل هذا هو عبد الله بن معقل بن مقرن المزني ؛ فإنه تابعي من رجال الشيخين ، ويساعده علي ذلك أنه وقع مسمي في رواية شعبة عند الحاكم ب ( عبد الله بن معقل ) . ويخدج عليه أن الراوي عبيد بن الحسن لم يذكروه في الرواه عن عبد الله بن معقل ، وإنما في الرواة عن عبد الرحمن بن معقل بن مقرن المزني ، والظاهر أنه أخوه ، وإن لم يصرحوا به ، وهو ثقة من رجال أبي داود .
وعلي كل حال ؛ فسواء كان هذا أو ذاك فالإسناد صحيح ؛ ولكنه مرسل علي الراجح .
إلا أنه قد جاء موصولا من حديث ابن مسعود وابن عمر : عند البزار ( 2825 ، 2826 ) ، وأبي هريرة : عند الحاكم ( 4 / 84 ) وقال :
(( صحيح علي شرط مسلم )) . وبيض له الذهبي .
وفيه أحمد بن نجدة القرشي ؛ ولم أعرفه .
فبها يتقوى حديث عائشة المرسل . والله أعلم . ثم رأيت ابن نجدة قد وثقه الذهبي في (( السير )) ( 13 / 571 ) . ثم خرجته في (( الصحيحة )) ( 3114 ) .
وحديث ابن مسعود : يرويه علي بن عابس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن مسعود قال : كان علي عائشة محرر من ولد إسماعيل ، فقدم سبي بلعنبر ، فأمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تعتق منهم ، وقال :
(( من كان عليه محرر من ولد إسماعيل ؛ فلا يعتق من حمير أحدا )) .
أخرجه البزار ( 3 / 312 / 2825 ) ، والطبراني في « الكبير » ( 10 / 228 / 10400 ) ، وابن أبي حاتم في « العلل » ( 2 / 422 ) وقال :
« قال أبي : هذا خطأ ؛ ليس فيه ابن مسعود ، إنما هو مرسل » .
قلت : وعلي بن عابس ؛ ضعيف ، وسائر رجاله ثقات ، وليس عند البزار قوله :
« من كان عليه . . . » . وعلقه ابن عدي في « الكامل » ( 5 / 189 ) في
ترجمة علي بن عابس بلفظ :
« من كان عليه محرر ؛ فليعتق من بَلْعنبر» . وروى عن ابن معين أنه قال :
« علي بن عابس ؛ ليس بشيئ » . وعن السعدي :
« ضعيف الحديث واه » . وعن النسائي :
« ضعيف » . وختم هو ترجمته بقوله :
« وهو مع ضعفه يكتب حديثه » .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف بهذا اللفظ .
أخرجه الطبراني في (( المعجم الكبير )) ( 5 / 308 / 5298 ) ، وابن عدي في (( الكامل )) ( 4 / 42 الثالثة ) وكذا البخاري في (( التاريخ الكبير )) ( 2 / 1 / 447 ) من طريق موسى بن إسماعيل : ثنا شعيث بن عبيد الله بن زُبَيب بن ثعلبة عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول . . . فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ شعيث هذا ؛ ليس له راوٍ غير موسى هذا ، وهو التبوذكي ، وغير ابنه عمار ، قال الذهبي في (( الميزان )) :
(( أعرابي ، يكتب حديثه ، ما كان حجة . وقد روى عن النضر بن محمد وأبو سلمة التبوذكي ، وذكره ابن عدي ، فساق له حدثين منكرين )) . قوله :
(( النضر بن محمد )) .
أخشى أن يكون سبق قلم منه ؛ فإني لم أرَ من ذكره راويًا عن شعيث ؛ وإنما روى عنه مع التبوذكي ابنه عمار بن شعيث ، كما في (( التهذيب )) وفروعه ، ومنها (( الكاشف )) للذهبي .
وعمار ؛ لم يوثقه أحد ؛ بخلاف أبيه شعيث ؛ فقد وثقه ابن حبان ( 6 / 453 ) على قاعدته في توثيق المجهولين ، ولذلك ؛ لم يعتد بتوثيقه الذهبي كما رأيت ، وأشار إلى ذلك في (( الكاشف )) بقوله :
(( وُثق )) . وكذلك الحافظ في (( التقريب )) :
(( مقبول )) ؛ أي : عند المتابعة ، وإلا ؛ فليِّن الحديث كما هنا .
وقد وقع لابن حبان وهم في هذه الترجمة نبهت عليه في كتابي (( تيسير انتفاع الخلان )) .
وعبيد الله بن زبيب ؛ كذا وقع عند الطبراني في هذا الحديث ، وكذلك وقع في حديث آخر لشعيث عند أبي داود ( 3612 ) ، ووقع عند البخاري وابن عدي في هذا الحديث ( عبد الله ) مكبرا ، وكذا في ترجمته من (( تاريخ البخاري )) و (( الجرح والتعديل )) و (( ثقات ابن حبان )) ( 5 / 20 ) ، ولم يذكروا له راويا غير ابنه شعيث ، فهو مجهول العين . ولم يذكر الهيثمي عنه شيئا ولا عن ابنه ؛ بل أوهم أنه ثقة ؛ فقال في (( مجمع الزوائد )) ( 10 / 47 ) :
(( رواه الطبراني ، وفيه عبد الله بن زبيب ( ! ) وبقية رجاله ثقات )) !
وبعد كتابة ما سبق بدا لي أن للحديث أصلا عن النبي* ولكن مختصرا :
فقد روي عبيد ابن الحسن عن ابن معقل عن عائشة رضي الله عنها :
أنه كان عليها رقبة من ولد إسماعيل ، فجاء سبي من اليمن من خولان ، فأرادت أن تعتق منهم ، فنهاها النبي ، ثم جاء سبي من مضر من بني العنبر ، فأمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تعتق منهم .
أخرجه أحمد في (( المسند )) ، ( 6 / 263 ) ، والبزار ( 3 / 313 / 2827 - كشف الأستار ) ؛ كلاهما من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير : ثنا مسعر عن عبيد بن الحسن . وقال الهيثمي في (( مجمع الزوائد )) ( 10 / 46 ) :
(( رواه أحمد والبزار بنحوه ، ورجال أحمد رجال الصحيح )) .
كذا قال ! وفيه نظر من وجهين :
الأول : أنه لا داعي للتفريق بين إسناد أحمد والبزار ؛ فإن إسنادهما واحد ، مداره علي أبي أحمد الزبيري كما رأيت .
والآخر : أن البزار أعله بالإرسال ؛ فقال عقبه :
(( رواه شعبة عن عبيد بن حسن عن ابن معقل قال : كان علي عائشة محرر من ولد إسماعيل ، فقدم سبي من بلعنبر ، فقال النبي * :
(( إن سرك أن تفي بنذرك ؛ فأعتقي من هؤلاء )) .
ولم يقل عن عائشة )) .
قلت : هكذا علقه البزار ، ووصله الحاكم ( 2 / 216 ) من طريق وهب بن جرير : أنبأنا شعبة به .
ذكره متابعا لرواية مسعر المتقدمة ؛ ولكنها عنده من طريق يزيد بن هارون : أنبأ مسعر به مثل رواية شعبة ، ولم يقل : عن عائشة . ومع ذلك قال الحاكم :
(( صحيح الإسناد )) ! ووافقه الذهبي !
ثم إن قول الهيثمي المتقدم :
(( ورجاله رجال الصحيح )) .
كأنه بناه علي أن ابن معقل هذا هو عبد الله بن معقل بن مقرن المزني ؛ فإنه تابعي من رجال الشيخين ، ويساعده علي ذلك أنه وقع مسمي في رواية شعبة عند الحاكم ب ( عبد الله بن معقل ) . ويخدج عليه أن الراوي عبيد بن الحسن لم يذكروه في الرواه عن عبد الله بن معقل ، وإنما في الرواة عن عبد الرحمن بن معقل بن مقرن المزني ، والظاهر أنه أخوه ، وإن لم يصرحوا به ، وهو ثقة من رجال أبي داود .
وعلي كل حال ؛ فسواء كان هذا أو ذاك فالإسناد صحيح ؛ ولكنه مرسل علي الراجح .
إلا أنه قد جاء موصولا من حديث ابن مسعود وابن عمر : عند البزار ( 2825 ، 2826 ) ، وأبي هريرة : عند الحاكم ( 4 / 84 ) وقال :
(( صحيح علي شرط مسلم )) . وبيض له الذهبي .
وفيه أحمد بن نجدة القرشي ؛ ولم أعرفه .
فبها يتقوى حديث عائشة المرسل . والله أعلم . ثم رأيت ابن نجدة قد وثقه الذهبي في (( السير )) ( 13 / 571 ) . ثم خرجته في (( الصحيحة )) ( 3114 ) .
وحديث ابن مسعود : يرويه علي بن عابس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن مسعود قال : كان علي عائشة محرر من ولد إسماعيل ، فقدم سبي بلعنبر ، فأمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تعتق منهم ، وقال :
(( من كان عليه محرر من ولد إسماعيل ؛ فلا يعتق من حمير أحدا )) .
أخرجه البزار ( 3 / 312 / 2825 ) ، والطبراني في « الكبير » ( 10 / 228 / 10400 ) ، وابن أبي حاتم في « العلل » ( 2 / 422 ) وقال :
« قال أبي : هذا خطأ ؛ ليس فيه ابن مسعود ، إنما هو مرسل » .
قلت : وعلي بن عابس ؛ ضعيف ، وسائر رجاله ثقات ، وليس عند البزار قوله :
« من كان عليه . . . » . وعلقه ابن عدي في « الكامل » ( 5 / 189 ) في
ترجمة علي بن عابس بلفظ :
« من كان عليه محرر ؛ فليعتق من بَلْعنبر» . وروى عن ابن معين أنه قال :
« علي بن عابس ؛ ليس بشيئ » . وعن السعدي :
« ضعيف الحديث واه » . وعن النسائي :
« ضعيف » . وختم هو ترجمته بقوله :
« وهو مع ضعفه يكتب حديثه » .