المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعليقات على أحاديث من علل الترمذي الكبير



صفاء الدين العراقي
2024-05-11, 10:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد.. فعندي على حاسوبي تعليقات كنت قد علقتها على علل الترمذي الكبير فقلت أنشرها حفظا لها من الضياع فلعل أحدا ينتفع بها أو يصحح لي والله الموفق.


باب ما جاء في فضل الطهور


١ - قال أبو عيسى الترمذي: سألت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري عن حديث مالك بن أنس, عن زيد بن أسلم, عن عطاء بن يسار, عن عبد الله الصُّنَابِحِيِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا توضأ العبد فتمضمض خرجت الخطايا من فيه... الحديث([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
فقال :مالك بن أنس وهِم في هذا الحديث فقال: عبد الله الصنابحي، وهو أبو عبد الله الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن عُسَيْلَة، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا الحديث مرسل, وعبد الرحمن هو الذي روى عن أبي بكر الصديق.
والصنابح بن الأعسر الأحمسي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
قال: قلت له: كم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: حديثين: حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني مكاثر بكم الأمم([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3))، وحديث آخر حديث الصدقة([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)) وليس هو عندي بصحيح, رواه مجالد, عن قيس، عن الصنابح.
قال أبو عيسى: وإنما قال محمد: "لا يصح حديث مجالد" لأن إسماعيل بن أبي خالد رواه([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)) عن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في إبل الصدقة ناقةً مسنة ولم يذكر عن الصنابح([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).




([1]) أخرجه مالك (66).

([2]) التلخيص: الصنابحيون اثنان: الصنابح بن الأعسر الأحمسي وهذا صحابي، وأبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي وهذا مخضرم روى عن أبي بكر الصديق، وروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، ولا وجود لثالث اسمه عبد الله الصنابحي وإنما هو أبو عبد الله الصنابحي، أخطأ فيه مالك.

([3]) أخرجه أحمد (19083) وهو صحيح.

([4]) أخرجه أحمد (19066) من طريق مجالد عن قيس عن الصنابح، وسيأتي كلام الترمذي عليه.

([5]) أخرجه البيهقي في الكبرى (7375).

([6]) خلاصته: الحديث الثاني حديث الصدقة لا يصح متصلا بذكر الصنابح الأعسر بل هو مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد اختلف على قيس بن أبي حازم فرواه مجالد بن سعيد عن قيس عن الصنابح بن الأعسر مرفوعا، ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وهو المحفوظ. وسيأتي تضعيف البخاري لمجالد.

صفاء الدين العراقي
2024-05-13, 01:30 AM
مفتاح الصلاة الطهور
2- قال أبو عيسى: سألت محمدا عن "عبد الله بن محمد بن عقيل" قال: رأيت أحمد بن حنبل, وإسحاق بن إبراهيم، والحميدي يحتجون بحديثه, وهو مقارب الحديث([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).

([1]) التلخيص أخرج الترمذي (3) قال: حدثنا *قتيبة، (https://shamela.ws/narrator/5187) *وهناد، (https://shamela.ws/narrator/6740) *ومحمود بن غيلان، (https://shamela.ws/narrator/6014)قالوا: حدثنا *وكيع، (https://shamela.ws/narrator/6792)عن *سفيان (https://shamela.ws/narrator/2472) (ح) وحدثنا *محمد بن بشار، (https://shamela.ws/narrator/5509)قال: حدثنا *عبد الرحمن بن مهدي، (https://shamela.ws/narrator/3414)قال: حدثنا *سفيان (https://shamela.ws/narrator/2472)، عن *عبد الله بن محمد بن عقيل (https://shamela.ws/narrator/3895)، عن *محمد بن الحنفية (https://shamela.ws/narrator/5823)، عن *علي، (https://shamela.ws/narrator/4500)عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم.
هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن. وعبد الله بن محمد بن عقيل هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، والحميدي، يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل، قال محمد: وهو مقارب الحديث. اهـ. يريد أن حديثه يقرب من حديث الثقات أي لا بأس به. والله أعلم.

صفاء الدين العراقي
2024-05-13, 10:46 PM
ما يقول إذا دخل الخلاء

3- قال حدثنا محمد بن بشار, حدثنا محمد بن جعفر وابن مهدي قالا: حدثنا شعبة, عن قتادة, عن النضر بن أنس, عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذه الحشوش محتضَرَة فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
سألت محمدا عن هذا الحديث وقلت له: روى هشام الدستوائي([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) مثل رواية سعيد بن أبي عروبة, عن قتادة, عن القاسم بن عوف الشيباني, عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذه الحشوش محتضرة([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
ورواه معمر مثل ما روى شعبة, عن قتادة, عن النضر بن أنس, عن زيد بن أرقم([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
قلت لمحمد: فأي الروايات عندك أصح؟ قال: لعل قتادة سمع منهما([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)) جميعا عن زيد بن أرقم, ولم يقض في هذا بشيء([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).


([1]) أخرجه ابن ماجه (296) وأصله في الصحيحين: البخاري (6322) ومسلم 1/283 (375) من مسند أنس ومن دون قوله: إن هذه الحشوش محتضرة.

([2]) لم أقف عليه من هذا الوجه.

([3]) أخرجه من طريق سعيد بن أبي عروبة ابن ماجه (296) .

([4]) أخرجه من طريق معمر الطبراني في الدعاء (355) ولكن عن أنس.

([5]) أي من النضر والقاسم.

([6]) التلخيص: هنا في العلل الكبير على ظاهر الكلام يوجد وجهان: هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة, عن قتادة, عن القاسم عن زيد.
ومعمر وشعبة عن قتادة عن النضر عن زيد.
ولكن في سنن الترمذي (5) قال الترمذي: وحديث زيد بن أرقم في إسناده اضطراب: روى هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فقال سعيد: عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم، وقال هشام:عن قتادة، عن زيد بن أرقم.
ورواه شعبة، ومعمر، عن قتادة، عن النضر بن أنس، فقال شعبة: عن زيد بن أرقم، وقال معمر: عن النضر بن أنس، عن أبيه، سألت محمدا عن هذا، فقال: يحتمل أن يكون قتادة روى عنهما جميعا. اهـ.
فهذه أربعة أوجه: (شعبة عن قتادة عن النضر عن زيد) (معمر عن قتادة عن النضر عن أنس) (ابن أبي عروبة عن قتادة عن القاسم عن زيد) (هشام عن قتادة عن زيد) وفيها اضطراب واضح.

صفاء الدين العراقي
2024-05-14, 11:07 PM
الرخصة في استقبال القبلة بغائط أو بول

4- حدثنا قتيبة, حدثنا ابن لهيعة, عن أبي الزبير, عن جابر, عن أبي قتادة, أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يبول مستقبل القبلة([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
٥ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا وهب بن جرير, حدثنا أبي, عن محمد بن إسحاق, عن أبان بن صالح, عن مجاهد, عن جابر، قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة ببول. فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: [هذا حديث صحيح] ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3))رواه غير واحد, عن محمد بن إسحاق.
قال أبو عيسى: والحديث الأول حديث جابر, عن أبي قتادة ليس بمحفوظ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
٦ - حدثنا علي بن خشرم, أخبرنا عيسى بن يونس, عن أبي [عوانة], عن خالد الحذاء, عن عراك بن مالك, عن عائشة قالت: ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن قوما يكرهون أن يستقبلوا القبلة بغائط أو بول, فأمر بخلائه فاستقبل به القبلة ([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).
ورواه حماد بن سلمة, عن خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز فذكروا استقبال القبلة، فقال عراك بن مالك: قالت عائشة ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم أن ناسا يكرهون أن يستقبلوا القبلة... الحديث ([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث فيه اضطراب والصحيح عن عائشة قولها ([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7)).


([1]) أخرجه أحمد (22560).

([2]) أخرجه أبو داود (13).

([3]) زيادة من كتاب الخلافيات للبيهقي 1/231.

([4]) فإن ابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث.

([5]) أخرجه إسحاق بن راهويه (1094).

([6]) أخرجه أحمد (25899).

([7]) التلخيص: ساق الترمذي في هذا الباب أربعة أحاديث: حديث ابن لهيعة وحكم عليه أنه غير محفوظ إسناده، وحديث محمد بن إسحاق ونقل عن البخاري تصحيحه.
وحديث أبي عوانة عن خالد الحذاء عن عراك عن عائشة، وحديث حماد عن خالد الحذاء عن خالد بن أبي الصلت عن عراك عن عائشة.
وقال عن حديث عراك: هذا حديث فيه اضطراب، والصحيح عن عائشة قولها.
وقال في التاريخ الكبير في ترجمة خالد بن أبي الصلت (3414): قال موسى حدثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت: كنا عند عمر بن عبد العزيز، فقال عراك بن مالك: سمعت عائشة، قال النبي ×" حولوا مقعدي إلى القبلة"، بفرجه. وقال موسى: حدثنا وهيب، عن خالد، عن رجل، أن عراكا حدث، عن عمرة عن عائشة، عن النبي ×.
وقال ابن بكير: حدثني بكر عن جعفر بن ربيعة، عن عراك، عن عروة، أن عائشة كانت تنكر قولهم:لا تستقبل القبلة. وهذا أصح. اهـ.
فتحصل أن في الحديث اضطرابا فقد رواه:
أبو عوانة عن خالد الحذاء عن عراك عن عائشة مرفوعا.
ورواه حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن خالد بن أبي الصلت عن عراك عن عائشة مرفوعا.
ورواه وهيب عن خالد الحذاء عن رجل أن عراكا حدث عن عمرة عن عائشة مرفوعا.
ورواه جعفر بن ربيعة عن عراك عن عروة عن عائشة من قولها. وهذا الموقوف أصح.

صفاء الدين العراقي
2024-05-16, 04:33 AM
الرخصة في البول قائما
7- حدثنا محمود بن غيلان, حدثنا أبو داود, أخبرنا شعبة, عن عاصم بن بهدلة قال: سمعت أبا وائل, عن المغيرة بن شعبة, أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
قال شعبة: فلقيت منصورا فسألته, فحدثني عن أبي وائل, عن حذيفة([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
قال أبو عيسى :وروى حماد بن أبي سليمان, عن أبي وائل, عن المغيرة بن شعبة مثل رواية عاصم([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
والصحيح ما روى منصور والأعمش([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5))



([1]) أخرجه ابن ماجه (306).

([2]) رواية منصور عن أبي وائل عن حذيفة أخرجها البخاري (226).

([3]) أخرجه أحمد (18150).

([4]) رواية الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة أخرجها البخاري (224).

([5]) التلخيص: اختلف على أبي وائل فرواه عاصم وحماد عن أبي وائل عن المغيرة، ورواه منصور والأعمش عن أبي وائل عن حذيفة، فهل هو من مسند المغيرة أو حذيفة؟ قال الترمذي: والصحيح ما روى منصور والأعمش؛ لأن منصور بن المعتمر والأعمش أثبت من عاصم بن بهدلة وحماد بن أبي سليمان؛ فيكون الحديث من مسند حذيفة.

صفاء الدين العراقي
2024-05-17, 07:03 AM
في الاستتار عند الحاجة
8- حدثنا قتيبة, حدثنا عبد السلام بن حرب, عن الأعمش, عن أنس بن مالك، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وقال وكيع: عن الأعمش قال: قال ابن عمر: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة.. ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)). وتابعه يحيى الحِمّاني([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
فسألت محمدا عن هذا الحديث: أيهما أصح؟ فقال: كلاهما مرسل. ولم يقل: أيهما أصح([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).


([1]) أخرجه الترمذي (14).

([2]) ذكر هذه المتابعة الترمذي في الجامع (14) وهي في المعجم الأوسط (1433) ولكن عن أبي يحيى الحماني عن الأعمش عن أنس.

([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (1139).

([4])التلخيص: اختلف على الأعمش فروى عبد السلام بن حرب وتابعه محمد بن ربيعة كما في مسند البزار (7549) كلاهما عن الأعمش عن أنس بن مالك، وروى وكيع وتابعه يحيى الحماني عن الأعمش عن ابن عمر، فهل هو من مسند أنس أو ابن عمر؟ فقال البخاري كلاهما مرسل فإن الأعمش لم يسمع من أنس وابن عمر، ولم يرجح أحدا منهما.

صفاء الدين العراقي
2024-05-18, 12:05 AM
في الاستنجاء بالحجارة

9- حدثنا هناد, حدثنا عبدة, عن هشام بن عروة, عن عمرو بن خزيمة المدني, عن عمارة بن خزيمة, عن خزيمة بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في الاستطابة ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وقال وكيع: عن هشام, عن أبي خزيمة, عن عمارة بن خزيمة, عن خزيمة بن ثابت, عن النبي صلى الله عليه وسلم([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
وقال أبو معاوية: عن هشام بن عروة, عن عبد الرحمن بن سعد, عن عمرو بن خزيمة، عن عمارة بن خزيمة, عن خزيمة بن ثابت([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
وقال مالك بن أنس: عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن النبي صلى الله عليه وسلم([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح ما روى عبدة ووكيع, وحديث مالك عن هشام بن عروة, عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح أيضا, وأبو معاوية أخطأ في هذا الحديث إذ زاد عن عبد الرحمن بن سعد([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).

١٠ - وسألت محمدا عن حديث خلاد بن السائب عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)). فقال: لم أر أحدا رواه عن قتادة غير حماد بن الجعد. وعبد الرحمن بن مهدي, كان يتكلم في حماد بن الجعد([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7)).


([1]) أخرجه ابن أبي شيبة (36309).

([2]) أخرجه ابن ماجه (315).

([3]) أخرجه الطبراني (3723).

([4]) أخرجه مالك (63).

([5]) التلخيص: اختلف على هشام بن عروة فروى عبدة بن سليمان ووكيع عن هشام عن عمرو بن خزيمة المدني, عن عمارة بن خزيمة, عن خزيمة بن ثابت. ورواه أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة, عن عبد الرحمن بن سعد, عن عمرو بن خزيمة، عن عمارة بن خزيمة, عن خزيمة بن ثابت، فزاد في الإسناد عبد الرحمن. والطريق الأول هو المحفوظ دون الثاني فإن زيادة عبد الرحمن وهم من أبي معاوية.
ورواه مالك عن هشام عن عروة بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وصححه البخاري أيضا فهو حديث آخر رواه هشام عن أبيه.

([6]) أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (962) قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حدثنا حماد بن الجعد، قال: حدثنا قتادة، قال: حدثني خلاد الجهني، عن أبيه: السائب؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل أحدكم الخلاء فليستنج بثلاثة أحجار".

([7]) التلخيص: حديث قتادة عن خلاد عن السائب، تفرد به عن قتادة دون سائر أصحابه حماد بن الجعد، وهو ضعيف يكتب حديثه. قال العقيلي في الضعفاء الكبير 1/310: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثْنا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي داود عن حماد بن الجعد فقال: سبحان الله يحدث عن حماد بن الجعد ولا يحدث عن بحر وعثمان البري وأبي جزي والحسن بن دينار وهؤلاء أصحاب الحديث، ثم قال: كان حماد بن الجعد عنده كتاب عن محمد بن عمرو، وليث وقتادة فما كان يفصل بينهم، فذكرت هذا لأبي داود فقال: كان إمامنا أربعين سنة فما رأينا إلا خيرا.

صفاء الدين العراقي
2024-05-19, 12:33 AM
في الاستنجاء بالحجرين
١١ - حدثنا قتيبة, وهناد قالا: حدثنا وكيع, عن إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن أبي عبيدة, عن عبد الله قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته فقال: التمس لي ثلاثة أحجار قال: فأتيته بحجرين وروثة، فأخذ الحجرين وألقى الروثة وقال إنها ركس([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وقال زهير :حدثنا أبو إسحاق، قال: ليس أبو عبيدة ذكره، ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال: قال ابن مسعود: برز النبي صلى الله عليه وسلم للغائط... ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
وقال زكريا بن أبي زائدة, عن أبي إسحاق, عن عبد الرحمن بن يزيد, عن الأسود بن يزيد, عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
وقال معمر عن أبي إسحاق, عن علقمة, عن عبد الله, عن النبي صلى الله عليه وسلم([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
وتابعه عمار بن رزيق([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقلت: أي الروايات عندك أصح في هذا الباب؟
فلم يقض فيه بشيء وكأنه رأى حديث زهير أصح, ووضع حديث زهير في كتاب الجامع([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).
وسألت عبد الله بن عبد الرحمن([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7))عن هذا فلم يقض فيه بشيء.
قال أبو عيسى: رواية إسرائيل وقيس بن الربيع([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8)), عن أبي إسحاق , عن أبي عبيدة , عن عبد الله , عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا هو عندي أشبه وأصح؛ لأن إسرائيل أثبت في أبي إسحاق من هؤلاء, وتابعه على ذلك قيس بن الربيع.
وسمعت محمد بن المثنى يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما فاتني الذي فاتني من حديث سفيان الثوري, عن أبي إسحاق إلا لما اتكّلت به على إسرائيل لأنه كان يأتي به أتم([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9)).
قال أبو عيسى: وزهير في أبي إسحاق ليس بذاك لأن سماعه من أبي إسحاق بأخرة, وأبو إسحاق في آخر زمانه كان قد ساء حفظه.
وسمعت أحمد بن الحسن يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا سمعت الحديث عن زائدة وزهير فلا تبالي أن لا تسمع من غيرهما إلا حديث أبي إسحاق([10] (https://majles.alukah.net/#_ftn10)).([11] (https://majles.alukah.net/#_ftn11))


([1]) أخرجه الترمذي (17).

([2]) أخرجه البخاري (156). قال الحافظ ابن حجر في الفتح 1/256-257: قوله: (ليس أبو عبيدة) أي ابن عبد الله بن مسعود. وقوله (ذكره) أي: لي.(ولكن عبد الرحمن بن الأسود) أي هو الذي ذكره لي بدليل قوله في الرواية الآتية المعلقة: حدثني عبد الرحمن، وإنما عدل أبو إسحاق عن الرواية عن أبي عبيدة إلى الرواية عن عبد الرحمن - مع أن رواية أبي عبيدة أعلى له - لكون أبي عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح، فتكون منقطعة بخلاف رواية عبد الرحمن؛ فإنها موصولة.

([3]) أخرجه الطبراني (9955).

([4]) أخرجه أحمد (4299).

([5]) أخرجه الدارقطني في العلل 5/29 قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتيت بحجرين وروثة فألقى الروثة، وقال: هذه ركس.

([6]) أي الجامع الصحيح وهو المعروف بصحيح البخاري.

([7]) الدارمي صاحب المسند.

([8]) لم أقف على من أخرج هذه المتابعة.

([9]) لشدة اتقانه لحديث جده أبي إسحاق.

([10]) فقد سمعا منه بأخرة.

([11]) التلخيص: اختلف على أبي إسحاق اختلافا شديدا فروى إسرائيل -وتابعه قيس بن الربيع- عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة , عن عبد الله. وهذه أصح الروايات عند الترمذي لأن إسرائيل أثبت في إسحاق الذي هو جده من الذين خالفوه.
ورواه زهير عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود. وهذه الرواية هي التي ذكرها البخاري في صحيحه.
ورواه زكريا بن أبي زائدة, عن أبي إسحاق, عن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس, عن الأسود بن يزيد, عن عبد الله.
ورواه معمر- وتابعه عمار بن رزيق- عن أبي إسحاق, عن علقمة, عن عبد الله, عن النبي صلى الله عليه وسلم.

صفاء الدين العراقي
2024-05-19, 09:47 PM
كراهية البول في المغتسل
١٢ - حدثنا علي بن حجر, أخبرنا ابن المبارك, عن معمر, عن أشعث, عن الحسن, عن عبد الله بن مغفَّل, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبول الرجل في مستحمه، وقال: إن عامة الوسواس منه([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه, ويرون أن أشعث هذا هو ابن جابر الحُدّاني، وروى معمر فقال: عن أشعث بن عبد الله عن الحسن([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3))



([1]) أخرجه أحمد (20563) قال: حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله، أخبرنا معمر، حدثني أشعث بن عبد الله، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبول الرجل في مستحمه، فإن عامة الوسواس منه.

([2]) هو أشعث بن عبد الله بن جابر الحداني وقد ينسب إلى جده فيقال أشعث بن جابر.

([3]) التلخيص: هذا الحديث -عامة الوسواس منه- لا يروى مرفوعا إلا من هذا الوجه أشعث عن الحسن عن عبد الله بن المغفّل. وقد جاء موقوفا أخرجه ابن أبي شيبة (1201) حدثنا شبابة قال حدثنا شعبة عن قتادة عن عقبة بن صهبان قال سمعت عبد الله بن مغفل المزني يقول: البول في المغتسل يأخذ منه الوسواس. وهذا هو الصواب فيه الوقف.

صفاء الدين العراقي
2024-05-21, 05:41 AM
في السواك
١٣ -حدثنا محمد بن العلاء, حدثنا عبدة, عن محمد بن عمرو, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1))
١٤ -وقال محمد بن إسحاق, عن محمد بن إبراهيم, عن أبي سلمة, عن زيد بن خالد الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة, ولأخرت صلاة العشاء إلى ثلث الليل . . . الحديث([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
فسألت محمدا عن هذا الحديث: أيهما أصح؟ فقال: حديث زيد بن خالد أصح.
قال أبو عيسى: وحديث أبي سلمة عن أبي هريرة عندي هو صحيح أيضا؛ لأن هذا الحديث معروف من حديث أبي هريرة, وفي حديث أبي سلمة عن زيد بن خالد زيادة ما ليس في حديث أبي هريرة, وكلاهما عندي صحيح([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).

([1]) أخرجه الترمذي (22).

([2]) أخرجه الترمذي (23) وتكملته قال: فكان زيد بن خالد يشهد الصلوات في المسجد وسواكه على أذنه، موضع القلم من أذن الكاتب، لا يقوم إلى الصلاة إلا استن، ثم رده إلى موضعه.

([3]) التلخيص: اختلف على أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف فرواه محمد بن عمرو عنه عن أبي هريرة، ورواه محمد بن إبراهيم التيمي عنه عن زيد الجهني.
والبخاري رجح الثاني لأن محمد بن إبراهيم قد توبع فتابعه عليه يحيى بن أبي كثير كما في مسند أحمد (17048) كما أن في حديثه قصة فدل على ضبط الراوي، والقصة هي فكان زيد بن خالد يشهد الصلوات في المسجد وسواكه على أذنه... كما تقدمت.
ولم يرتض ذلك الترمذي وقال: كلاهما عندي صحيح لأن هذا الحديث معروف عن أبي هريرة فإنه قد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يبعد أن يكون سمعه أبو سلمة بن عبد الرحمن من أبي هريرة ومن زيد بن خالد كليهما، ورواه مرة هكذا ومرة هكذا.

صفاء الدين العراقي
2024-05-22, 05:36 AM
ما جاء إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها
١٥ - حدثنا سفيان بن وكيع, حدثنا عبد الله بن وهب, عن يونس, عن ابن شهاب, عن سالم, عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قمت من منامك فلا تضع يدك في الإناء حتى تفرغ عليه ثلاث مرات([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: وهم فيه, إنما روى ابن وهب هذا عن جابر بن إسماعيل, عن عقيل, عن ابن شهاب, عن سالم, عن أبيه, عن النبي صلى الله عليه وسلم([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3))


([1]) لم أقف عليه من هذا الطريق.

([2]) أخرجه ابن ماجه (294) قال: حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة وجابر بن إسماعيل، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه. وابن خزيمة (146) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن ابن وهب به.

([3]) التلخيص: روى سفيان بن وكيع عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه، وقد خالفه حرملة بن يحيى وأحمد بن عبد الرحمن فروياه عن ابن وهب عن ابن لهيعة وجابر عن عقيل عن ابن شهاب. والإسناد الأول وهم من سفيان والثاني هو المحفوظ، وسفيان بن وكيع قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها. سير إعلام النبلاء 12/152.

صفاء الدين العراقي
2024-05-23, 07:52 AM
في التسمية عند الوضوء
١٦ - حدثنا نصر بن علي, وبشر بن معاذ قالا: حدثنا بشر بن المفضل, عن عبد الرحمن بن حرملة, عن أبي ثفال المري, عن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب, عن جدته([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)), عن أبيها قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: ليس في هذا الباب حديث أحسن عندي من هذا([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)), ورباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان, عن جدته, عن أبيها, أبوها سعيد بن زيد. قلت له أبو ثفال المري ما اسمه؟ فلم يعرف اسمه.
وسألت الحسن بن علي الخلال فقال: اسمه ثمامة بن حصين.
قال أبو عيسى: رباح بن عبد الرحمن هو أبو بكر بن حويطب فنسب إلى جده.
وروى هذا الحديث وكيع, عن حماد بن سلمة, عن صدقة مولى ابن الزبير, عن أبي ثفال, عن أبي بكر بن حويطب, عن النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا حديث مرسل([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).


١٧ - حدثنا قتيبة, حدثنا محمد بن موسى المخزومي, عن يعقوب بن سلمة, عن أبيه, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: محمد بن موسى المخزومي لا بأس به مقارب الحديث, ويعقوب بن سلمة مدني لا يعرف له سماع من أبيه, ولا يعرف لأبيه سماع من أبي هريرة.
قال أبو عيسى: سمعت إسحاق بن منصور يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا أعلم في هذا الباب حديثا له إسناد جيد.
١٨ - حدثنا أحمد بن منيع, حدثنا أبو أحمد الزبيري, عن كثير بن زيد, عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد, عن أبيه, عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).
قال محمد: ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد منكر الحديث([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7)). ([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8))

([1]) أخرجه الترمذي (25).

([2]) أسماء بنت سعيد بن زيد.

([3]) ولا يعني صحته بل المقصود هو أنه أحسن تلك الطرق.

([4]) أخرجه الدولابي في الكنى (657).

([5]) أخرجه أبو داود (101).

([6]) أخرجه ابن ماجه (397).

([7]) وهذا جرح شديد في الراوي.

([8]) التلخيص: أحاديث باب التسمية لا يصح منها شيء.

صفاء الدين العراقي
2024-05-25, 08:01 AM
في تخليل اللحية
١٩ - حدثنا يحيى بن موسى, حدثنا عبد الرزاق, عن إسرائيل, عن عامر بن شقيق, عن أبي وائل, عن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم خلل لحيته([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
قال محمد: أصح شيء عندي في التخليل حديث عثمان. قلت: إنهم يتكلمون في هذا الحديث فقال: هو حسن([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
٢٠ - حدثنا هناد, حدثنا محمد بن عبيد, عن واصل بن السائب, عن أبي سورة, عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ تمضمض ومس لحيته بالماء من تحتها([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا لا شيء([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)). فقلت: أبو سورة ما اسمه؟ فقال: لا أدري ما يصنع به؟ عنده مناكير ولا يعرف له سماع من أبي أيوب.
وقال أحمد: قال سفيان بن عيينة: لم يسمع عبد الكريم من حسان بن بلال حديث التخليل([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6))

([1]) أخرجه الترمذي (31).

([2]) يريد تقويته.

([3])أخرجه أحمد (23541).

([4]) وهو ضعيف جدا.

([5]) لم يذكر حديثه وهو يشير إلى ما أخرجه في سننه (29) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم بن أبي المخارق بن أمية، عن حسان بن بلال قال: رأيت عمار بن ياسر توضأ فخلل لحيته، فقيل له، أو قال: فقلت له: أتخلل لحيتك؟ قال: وما يمنعني؟ ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلل لحيته. وعبد الكريم لم يسمع حديث التخليل من حسان. قال ابن حجر في النكت الظراف 7/ 473 (مع التحفة): قلتُ: رواه ابن المقرئ عن سفيان عن عبد الكريم عمن يحدث عن حسان.

([6]) التلخيص: أصح شيء عند البخاري في التخليل حديث عثمان وقد قواه، وقال عليه الترمذي في الجامع حسن صحيح، أما حديث أبي سورة فلا شيء، وأما حديث عبد الكريم بن أبي المخارق فهو لا يثبت فإن عبد الكريم ضعيف الحديث ولم يسمعه من حسان.

صفاء الدين العراقي
2024-05-26, 10:13 AM
في تخليل الأصابع
٢١ - حدثنا إبراهيم بن سعيد, حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر, عن ابن أبي الزناد, عن موسى بن عقبة, عن صالح مولى التوأمة, عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء واجعل الماء بين أصابع يديك ورجليك([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن، وموسى بن عقبة سمع من صالح مولى التوأمة قديما، وكان أحمد يقول: من سمع من صالح قديما فسماعه حسن, ومن سمع منه أخيرا فكأنه يضعف سماعه، قال محمد: وابن أبي ذئب سماعه منه أخيرا , ويروي عنه مناكير([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).

([1]) أخرجه الترمذي (39).

([2]) التلخيص: حديث الأمر بالتخلل هو حديث حسن ولا يضر اختلاط صالح مولى التوأمة فإن سماع موسى بن عقبة منه قديم، بخلاف سماع ابن أبي ذئب منه ففيه مناكير.

صفاء الدين العراقي
2024-05-27, 07:23 AM
ما جاء ويل للأعقاب من النار

٢٢ - حدثنا ابن أبي عمر, حدثنا سفيان, عن ابن عجلان, عن سعيد المقبري, عن أبي سلمة بن عبد الرحمن, أن عبد الرحمن توضأ عند عائشة، فقالت :يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء .فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويل للأعقاب من النار([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
٢٣ - حدثنا أبو الوليد الدمشقي, حدثنا الوليد بن مسلم, عن الأوزاعي, عن يحيى بن أبي كثير, عن سالم مولى دوس أنه سمع عائشة تقول لعبد الرحمن نحوه([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
٢٤ - وقال أيوب بن عتبة, عن يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن معيقيب([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)), عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
فسألت محمدا عن هذا الحديث: فقال: حديث أبي سلمة, عن عائشة حديث حسن.
وحديث سالم مولى دوس عن عائشة حديث حسن.
وحديث أبي سلمة عن معيقيب ليس بشيء؛ كان أيوب لا يُعرف صحيح حديثه من سقيمه, فلا أحدث عنه, وضعف أيوب بن عتبة جدا([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).
قال محمد: وحديث أبي عبد الله الأشعري: "ويل للأعقاب من النار" ([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)) هو حديث حسن([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7)).


([1]) أخرجه الحميدي (161).

([2]) أخرجه أحمد (24516).

([3]) قال البخاري في التاريخ الكبير (10309): معيقيب ويقال مُعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي له صحبة.

([4]) أخرجه أحمد (23611) قال: حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا أيوب بن عتبة به.

([5]) أيوب بن عتبة قال عنه ابن حبان في المجروحين 1/169: كان يخطئ كثيرا ويهم شديدا حتى فحش الخطأ منه. اهـ وما كان له من حديث صحيح فلم يتميز عن سقيمه فلذا لم يحدث عنه البخاري فإنه كان إذا حدث عن بعض من تكلم فيهم كان يميز صحيح حديثهم فينتقيه.

([6]) حديث عبد الله الأشعري أخرجه ابن ماجه (455) قال: حدثنا العباس بن عثمان، وعثمان بن إسماعيل الدمشقيان، قالا: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا شيبة بن الأحنف، عن أبي سلام الأسود، عن أبي صالح الأشعري قال: حدثني أبو عبد الله الأشعري، عن خالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة، وعمرو بن العاص كل هؤلاء سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتموا الوضوء، ويل للأعقاب من النار.

([7]) التلخيص: حديث ويل للأعقاب من النار حديث ثابت عند البخاري وقد سأل الترمذي البخاري عن أربعة أحاديث: وقوى البخاري ثلاثة منها وهي: حديث أبي سلمة, عن عائشة، وحديث سالم مولى دوس عن عائشة، وحديث أبي عبد الله الأشعري، وأما حديث أبي سلمة عن معيقيب فليس بشيء فإن أيوب بن عتبة ضعيف جدا فليس هو بمحفوظ من مسند معيقيب.

صفاء الدين العراقي
2024-05-28, 08:39 AM
في الوضوء ثلاثا ثلاثا
٢٥ - حدثنا محمد بن المثنى, حدثنا عثمان بن عمر قال: حدثنا فليح بن سليمان, عن سعيد بن الحارث عن خارجة بن زيد بن ثابت, عن زيد بن ثابت, أن عثمان توضأ ثلاثا ثلاثا وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن قال أبو عيسى: هو غريب من هذا الوجه([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).


([1]) أخرجه البزار في مسنده 2/8 وقال: وهذا الحديث حسن الإسناد، ولا نعلم روى زيد بن ثابت، عن عثمان حديثا مسندا إلا هذا الحديث ولا له إسناد عن زيد بن ثابت إلا هذا الإسناد. اهـ وهذا هو معنى الغرابة في كلام الترمذي.

([2]) التلخيص: الحديث محفوظ عن عثمان من وجوه عديدة، وأما هذا الطريق فقد حكم عليه البخاري بأنه حسن، وقال عليه الترمذي هو غريب إذ ليس له إلا هذا الإسناد: فليح بن سليمان, عن سعيد بن الحارث عن خارجة بن زيد بن ثابت, عن زيد بن ثابت, عن عثمان .

صفاء الدين العراقي
2024-05-29, 11:07 AM
في الوضوء مرة ومرتين وثلاثا

٢٦ - حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري, حدثنا شريك، عن ثابت بن أبي صفية وهو أبو حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر: حدثك جابر, أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة, ومرتين مرتين, وثلاثا ثلاثا؟ قال: نعم([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وقال وكيع: مرة مرة فقط([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح ما رواه وكيع عن أبي حمزة، وحديث شريك ليس بصحيح.
قال محمد: وحديث أبي رافع([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)) في هذا الباب فيه اضطراب([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5))

([1]) أخرجه الترمذي (45).

([2]) أخرجه الترمذي (46) قال: وروى وكيع هذا الحديث عن ثابت بن أبي صفية، قال: قلت لأبي جعفر حدثك جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة؟ قال: نعم. حدثنا بذلك هناد وقتيبة قالا: حدثنا وكيع عن ثابت.
وهذا أصح من حديث شريك؛ لأنه قد روي من غير وجه عن ثابت نحو رواية وكيع، وشريك كثير الغلط.
وثابت بن أبي صفية هو أبو حمزة الثمالي اهـ.

([3]) أخرجه الدارقطني (264) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز, نا عبد الله بن عمر الخطابي, نا الدراوردي, عن عمرو بن أبي عمرو, عن عبيد الله بن أبي رافع, عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثلاثا ثلاثا ورأيته يتوضأ مرة مرة.

([4]) وجه الاضطراب هو: أنه قد اختلف على الدراوردي على أوجه منها: الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، وجاء عنه بهذا الإسناد ولكن من دون ذكر عمرو بن أبي عمرو، وعن الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن يعقوب بن خالد عن أبي رافع، وعن الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه. انظر علل الدارقطني (1173).

([5]) التلخيص: جاء عن جابر " أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة, ومرتين مرتين, وثلاثا ثلاثا" وجاء عن أبي رافع " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثلاثا ثلاثا ورأيته يتوضأ مرة مرة". فأما حديث جابر فقد رواه ثابت عن أبي جعفر واختلف عليه فرواه عنه شريك باللفظ السابق، وخالفه وكيع فرواه عنه بلفظ " أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة" قال البخاري: الصحيح ما رواه وكيع. وأما حديث أبي رافع ففيه اضطراب في سنده، وأما المتن وأن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا فثابت عنه من غير وجه.

صفاء الدين العراقي
2024-05-30, 10:00 AM
في النضح بعد الوضوء
٢٧ - قال أبو عيسى: سألت محمدا عن حديث, منصور, عن مجاهد, -عن الحكم بن سفيان، أو أبي الحكم، أو سفيان بن الحكم([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1))- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ وفرغ من وضوئه أخذ كفّا من ماء فرشّه تحته([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
فقال: الصحيح ما روى شعبة([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)) ووهيب([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)) وقالا: عن أبيه.
وربما قال ابن عيينة في هذا الحديث :عن أبيه([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).
وقال شعبة عن الحكم أو أبي الحكم, عن أبيه([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).
قال محمد: وقال بعض ولد الحكم بن سفيان: إن الحكم لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7)).([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8))

([1]) قال البخاري في التاريخ الكبير (2631): الحكم بن سفيان الثقفي يعد في أهل الحجاز.. وقال ابن المبارك: أو سفيان بن الحكم، وقال وكيع: رجل من ثقيف.. وقال معلى عن وهيب: أبو الحكم بن سفيان.

([2]) أخرجه أحمد (15384) قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي الحكم، أو الحكم بن سفيان الثقفي، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال، ثم توضأ، ونضح فرجه.

([3]) أخرجه الطبراني (3176) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج بن المنهال، حدثنا شعبة، أخبرني منصور، عن مجاهد، عن الحكم أو أبي الحكم الثقفي، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ ينضح حيال فرجه بالماء.

([4]) أخرجه الطبراني (3178) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا معلى بن أسد، ثنا وهيب، عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال فتوضأ، وأخذ ماء فنضح به.

([5]) أخرج أبو داود (166- 167) قال: حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد عن سفيان بن الحكم الثقفي -أو الحكم بن سفيان الثقفي- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بال يتوضأ وينتضح. قال أبو داود: وافق سفيان جماعة على هذا الإسناد، وقال: بعضهم: الحكم أو ابن الحكم.
وقال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن رجل من ثقيف عن أبيه، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بال ثم نضح فرجه.

([6]) كما في رواية الطبراني السابقة.

([7]) أخرج أحمد (15385) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: قال شريك: سألت أهل الحكم بن سفيان، فذكروا أنه لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

([8]) التلخيص: حديث الحكم بن سفيان في النضح اختلف في إسناده فرواه: شعبة ووهيب عن منصور عن مجاهد عن الحكم عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الصحيح عند البخاري بذكر أبيه، ورواه: جرير وسفيان وجماعة عن منصور عن مجاهد عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بدون ذكر أبيه، وربما قال سفيان عن أبيه، هذا وقد اختلف الرواة في اسمه فقيل: الحكم بن سفيان، وقيل أبو الحكم بن سفيان، وقيل سفيان بن الحكم، ومنهم من كان يرويه على الشك في اسمه ومنهم من يقطع بواحد.

صفاء الدين العراقي
2024-06-01, 03:31 AM
في إسباغ الوضوء
٢٨ - حدثنا قتيبة, حدثنا وكيع, عن سفيان, عن أبي جهضم, عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس, عن ابن عباس قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسباغ الوضوء([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: حديث سفيان الثوري وهمٌ وهِمَ فيه سفيان فقال: عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس, والصحيح([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) عبد الله بن عبيد الله بن عباس([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).


([1]) أخرجه أحمد (2060).

([2]) قال البيهقي في السنن الكبرى 10 /40 : كذا قاله الثوري في هذا الإسناد: عبيد الله، وكذلك قاله حماد بن سلمة- فيما روى عنه الطيالسي- وإنما هو: عبد الله بن عبيد الله بن عباس، وكذلك رواه حماد بن زيد، وعبد الوارث بن سعيد، وإسماعيل بن علية، عن أبي جهضم، وحديث سفيان وهم، قاله البخاري وغيره. اهـ.

([3]) التلخيص: أخطأ الثوري- ومثله حماد بن سلمة- في اسم راوي الحديث فقال: عبيد الله بن عبد الله بن عباس، وإنما هو: عبد الله بن عبيد الله بن عباس.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2024-06-01, 02:19 PM
٢٨ - حدثنا قتيبة, حدثنا وكيع, عن سفيان, عن أبي جهضم, عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس, عن ابن عباس قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسباغ الوضوء([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
([2]) قال البيهقي في السنن الكبرى 10 /40 : كذا قاله الثوري في هذا الإسناد: عبيد الله،

قلتُ: رواية البيهقي ليس مثل رواية وكيع، فقد خرجها البيهقي في معرفة السنن والآثار (5734) من طريق مُحَمَّد بْن كَثِيرٍ، قال:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به مرفوعا.
فلم يقل بأنه عبيد الله بن عبد الله بن العباس.
ثم قد خولف من الأكثر بأن لم يسمه فيما خرجه عبد الرزاق في تفسيره [1097]، فقال:
عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ سَالِمٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به.
وتوبع فيما خرجه الطوسي في مختصر الأحكام [1435]، فقال:
نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أننا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ، أَبُو الْجَهْضَمِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.
فكأن الثوري أراد أن الاضطراب من أبي الجهضم لا من قبله.


وكذلك رواه حماد بن زيد، وعبد الوارث بن سعيد، وإسماعيل بن علية، عن أبي جهضم، وحديث سفيان وهم، قاله البخاري وغيره. اهـ.
([3]) التلخيص: أخطأ الثوري- ومثله حماد بن سلمة- في اسم راوي الحديث فقال: عبيد الله بن عبد الله بن عباس،
وإنما هو: عبد الله بن عبيد الله بن عباس.

رواه الطيالسي في مسنده 2723، فقال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي جهضم موسى بن سالم، عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، به.
ولم ينفرد حماد ولا الثوري، فقد تابعهما ابنا زيد وأيوب، فيما خرجه ابن نجيح في الأول من حديثه [44]، وعنه ابن شاذان في الجزء الثاني من حديثه 40، فقال:
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، قَالَ:
ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ، قَالَ حَمَّادٌ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الْجَهْضَمِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، به وفيه قصة.
وهذه صورة من المخطوطة بالمرفق.15859
وتابعه مسدد في مسنده كما في إتحاف المهرة للبوصيري [787] بتمامه حدثنا حماد، عن أبي جهضم، عن عبيد الله بن عبد الله، به.
وفي المطبوع قد أساء محققه في التصرف في الإسناد اعتمادا على تخريجه، إذ فاته أن الدارمي خرجه في مسنده (718) والحربي في غريب الحديث (502)، فقالا:
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ أَبِي الْجَهْضَمِ, عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا به مرفوعا مختصرا.
وتوبع فيما خرجه الطحاوي شرح معاني الآثار ط العلمية (2/ 4) 2722 و (3/ 297) 5002، فقال:
حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا أسد قال ثنا سعيد وحماد ابنا زيد عن أبى جهضم موسى بن سالم عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم، به تمامه.
وتوبع فيما خرجه الطحاوي شرح معاني الآثار ط العلمية (3/ 275) 4953، فقال:
حدثنا بن أبي داود قال ثنا أبو عمر الحوضي قال ثنا المرجي هو بن رجاء قال ثنا أبو جهضم قال حدثني عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضي الله عنهما، به.
وهذا خلاف طبعة عالم الكتب القديمة، وكأن محقق القديم تصرف فيه ظنا منه تحريف وأحال إلى موضع مروي فيه عن حماد وحده رواه بالمكبر.
قلتُ: والطبعة الجديدة التي أثبتت المصغر هي التي عليها كتابا الطحاوي الأخران، وهي شرح مشكل الآثار وأحكام القرآن.
وتوبع فيما خرجه الطبراني في الكبير [10642]، فقال:
حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، بتمامه.
وتوبع فيما خرجه الضياء في الأحاديث المختارة [3848] من طريق أَبي لَبِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ السَّامِيُّ، قال:
ثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا حَمَّادٌ، هُوَ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، به.
وقد رواه ابن طبرزد بالوجهين من طريق يوسف القاضي عن يحيى الحارثي عن حماد، فرواه الضياء عنه بتقديم التصغير ورواه المزي من طريقه بتقديم المكبر.
وقد رواه النسائي عن يحيى الحارثي وحميد بن مسعدة بالمكبر.
ورواه البيهقي في الكبير [7 : 29] من طريق يُوسُف بْن يَعْقُوبَ الْقَاضِي، عن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرٍ، وَيَحْيَى الحارثي كلاهما عن حماد عن أبي جهضم عن عبد الله بن عبيد الله بالمكبر.
فكأن الوجهين محفوظ عنهم أي (المقدمي ويحيى وحميد) جميعا.
فيتلخص من ذلك أنه رواه بالمصغر الثوري وحماد بن زيد في رواية لهما وحماد بن سلمة وسعيد بن زيد والمرجى بن رجاء وأيوب.
ورواه ابن علية وعبد الوارث ووهيب وحماد بن زيد في رواية له.
فيظهر أن الأكثر عددا رووه بالمصغر.
لذلك قال المزي في تهذيب الكمال: "وفِي نِسْبَةِ الْوَهْمِ إِلَى الثَّوْرِيِّ نَظَرٌ؛
فَإِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ رَوَاهُ عَنْ: أَبِي جَهْضَمٍ مِثْلَ رِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ، وكَذَلِكَ، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ". اهـ.
والله أعلم.

صفاء الدين العراقي
2024-06-01, 07:58 PM
قلتُ: رواية البيهقي ليس مثل رواية وكيع، فقد خرجها البيهقي في معرفة السنن والآثار (5734) من طريق مُحَمَّد بْن كَثِيرٍ، قال:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به مرفوعا.
فلم يقل بأنه عبيد الله بن عبد الله بن العباس.
ثم قد خولف من الأكثر بأن لم يسمه فيما خرجه عبد الرزاق في تفسيره [1097]، فقال:
عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ سَالِمٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به.
وتوبع فيما خرجه الطوسي في مختصر الأحكام [1435]، فقال:
نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أننا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ، أَبُو الْجَهْضَمِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به.
فكأن الثوري أراد أن الاضطراب من أبي الجهضم لا من قبله.

رواه الطيالسي في مسنده 2723، فقال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي جهضم موسى بن سالم، عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، به.
ولم ينفرد حماد ولا الثوري، فقد تابعهما ابنا زيد وأيوب، فيما خرجه ابن نجيح في الأول من حديثه [44]، وعنه ابن شاذان في الجزء الثاني من حديثه 40، فقال:
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، قَالَ:
ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ، قَالَ حَمَّادٌ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الْجَهْضَمِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، به وفيه قصة.
وهذه صورة من المخطوطة بالمرفق.15859
وتابعه مسدد في مسنده كما في إتحاف المهرة للبوصيري [787] بتمامه حدثنا حماد، عن أبي جهضم، عن عبيد الله بن عبد الله، به.
وفي المطبوع قد أساء محققه في التصرف في الإسناد اعتمادا على تخريجه، إذ فاته أن الدارمي خرجه في مسنده (718) والحربي في غريب الحديث (502)، فقالا:
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ, عَنْ أَبِي الْجَهْضَمِ, عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا به مرفوعا مختصرا.
وتوبع فيما خرجه الطحاوي شرح معاني الآثار ط العلمية (2/ 4) 2722 و (3/ 297) 5002، فقال:
حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا أسد قال ثنا سعيد وحماد ابنا زيد عن أبى جهضم موسى بن سالم عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم، به تمامه.
وتوبع فيما خرجه الطحاوي شرح معاني الآثار ط العلمية (3/ 275) 4953، فقال:
حدثنا بن أبي داود قال ثنا أبو عمر الحوضي قال ثنا المرجي هو بن رجاء قال ثنا أبو جهضم قال حدثني عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضي الله عنهما، به.
وهذا خلاف طبعة عالم الكتب القديمة، وكأن محقق القديم تصرف فيه ظنا منه تحريف وأحال إلى موضع مروي فيه عن حماد وحده رواه بالمكبر.
قلتُ: والطبعة الجديدة التي أثبتت المصغر هي التي عليها كتابا الطحاوي الأخران، وهي شرح مشكل الآثار وأحكام القرآن.
وتوبع فيما خرجه الطبراني في الكبير [10642]، فقال:
حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، بتمامه.
وتوبع فيما خرجه الضياء في الأحاديث المختارة [3848] من طريق أَبي لَبِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ السَّامِيُّ، قال:
ثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا حَمَّادٌ، هُوَ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، به.
وقد رواه ابن طبرزد بالوجهين من طريق يوسف القاضي عن يحيى الحارثي عن حماد، فرواه الضياء عنه بتقديم التصغير ورواه المزي من طريقه بتقديم المكبر.
وقد رواه النسائي عن يحيى الحارثي وحميد بن مسعدة بالمكبر.
ورواه البيهقي في الكبير [7 : 29] من طريق يُوسُف بْن يَعْقُوبَ الْقَاضِي، عن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرٍ، وَيَحْيَى الحارثي كلاهما عن حماد عن أبي جهضم عن عبد الله بن عبيد الله بالمكبر.
فكأن الوجهين محفوظ عنهم أي (المقدمي ويحيى وحميد) جميعا.
فيتلخص من ذلك أنه رواه بالمصغر الثوري وحماد بن زيد في رواية لهما وحماد بن سلمة وسعيد بن زيد والمرجى بن رجاء وأيوب.
ورواه ابن علية وعبد الوارث ووهيب وحماد بن زيد في رواية له.
فيظهر أن الأكثر عددا رووه بالمصغر.
لذلك قال المزي في تهذيب الكمال: "وفِي نِسْبَةِ الْوَهْمِ إِلَى الثَّوْرِيِّ نَظَرٌ؛
فَإِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ رَوَاهُ عَنْ: أَبِي جَهْضَمٍ مِثْلَ رِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ، وكَذَلِكَ، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ". اهـ.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا. هل وقفت أخي الكريم على أحد من الأئمة الكبار خالف البخاري في توهيم سفيان؟
وودت أخي الكريم لو تعيننا بعلمكم في تخريج بعض الأخبار التي لم أقف عليها في علل الترمذي مثلا:
في الحديث الثالث: سألت محمدا عن هذا الحديث وقلت له: (روى هشام الدستوائي([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) مثل رواية سعيد بن أبي عروبة,) إذا وقفتم على رواية هشام.
وفي الحديث الخامس عشر حدثنا سفيان بن وكيع, حدثنا عبد الله بن وهب, عن يونس, عن ابن شهاب, عن سالم, عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قمت من منامك فلا تضع يدك في الإناء حتى تفرغ عليه ثلاث مرات. هل وقفتم عليه من هذا الطريق؟
شكرا على المتابعة.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2024-06-02, 02:29 AM
سألت محمدا عن هذا الحديث وقلت له: روى هشام الدستوائي([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) مثل رواية سعيد بن أبي عروبة, عن قتادة, عن القاسم بن عوف الشيباني, عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذه الحشوش محتضرة([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
ورواه معمر مثل ما روى شعبة, عن قتادة, عن النضر بن أنس, عن زيد بن أرقم([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
قلت لمحمد: فأي الروايات عندك أصح؟ قال: لعل قتادة سمع منهما([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)) جميعا عن زيد بن أرقم, ولم يقض في هذا بشيء([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).

([2]) لم أقف عليه من هذا الوجه.

([4]) أخرجه من طريق معمر الطبراني في الدعاء (355) ولكن عن أنس.

([6]) التلخيص: هنا في العلل الكبير على ظاهر الكلام يوجد وجهان: هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة, عن قتادة, عن القاسم عن زيد.
ومعمر وشعبة عن قتادة عن النضر عن زيد.
ولكن في سنن الترمذي (5) قال الترمذي: وحديث زيد بن أرقم في إسناده اضطراب: روى هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فقال سعيد: عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم، وقال هشام: عن قتادة، عن زيد بن أرقم.
ورواه شعبة، ومعمر، عن قتادة، عن النضر بن أنس، فقال شعبة: عن زيد بن أرقم، وقال معمر: عن النضر بن أنس، عن أبيه، سألت محمدا عن هذا، فقال: يحتمل أن يكون قتادة روى عنهما جميعا. اهـ.
فهذه أربعة أوجه: (شعبة عن قتادة عن النضر عن زيد) (معمر عن قتادة عن النضر عن أنس) (ابن أبي عروبة عن قتادة عن القاسم عن زيد) (هشام عن قتادة عن زيد) وفيها اضطراب واضح.

قلتُ: نقل الترمذي في الجامع أضبط منه من العلل الكبير إذ نقل في العلل أن معمرا رواه عن قتادة عن النضر عن زيد بن أرقم.
وهذا خطأ، وصوابه ما نقله في الجامع وتؤيده المصنفات أن معمرا رواه عن قتادة عن النضر عن أبيه أنس رضي الله عنه.

وكذلك ما نقله في العلل أن هشاما رواه عن قتادة عن القاسم عن زيد بن أرقم.
فيه نظر؛ ولعل ما نقله في الجامع أصح بأن هشاما رواه عن قتادة عن زيد بن أرقم.
لأن هشاما قد سمع من القاسم بن عوف الشيباني أحاديث روى مسلم منها حديثا رواه مع قتادة؛ فلا حاجة للنزول.
لكن روى الحديث هنا عن شيخه قتادة؛ لأن قتادة أجل من القاسم الشيباني وكلاهما في طبقة واحدة أمام هشام؛ فلن يحيد عن شيخه الأجل.
ومن نظر في حديث " أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ مِنْ غُلَامٍ" من سنن أبي داود:
رواه هشام عن قتادة يجد أن هشاما يدلس له قتادة.

والراجح رواية سعيد بن أبي عروبة إذ هو المقدم على أصحاب قتادة.
وقد تابعه ثقة وهو أبان العطار قاله العقيلي وحسام بن مصك قاله البزار، ولم أقف عليهما مسندين كما لم أقف على رواية هشام.
بخلاف رواية شعبة؛ فقد تابعه سعيد بن بشير وهو منكر الحديث، وقد ذكر الطبراني أنه رواه مثل ابن أبي عروبة.
ثم إنه قد رواه عيسى بن يونس عن شعبة مثل رواية سعيد.
أما ما تفرد به ابن علية عن سعيد بذكر النضر فيعذر بالاختلاط.
وأنه رواه الجماعة منهم يزيد بن زريع الذي روى عن ابن أبي عروبة قبل اختلاطه بذكر القاسم.
والله أعلم.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2024-06-02, 02:46 AM
جزاك الله خيرا. هل وقفت أخي الكريم على أحد من الأئمة الكبار خالف البخاري في توهيم سفيان؟

وجزاكم مثله، لم أجد.
بل تابع البخاري في توهيمه الرازيان أبو زرعة وأبو حاتم لكن في توهيم حماد بن سلمة، فقالا كما في العلل لابن أبي حاتم:
"رواه حماد بن زيد، وعبد الوارث، ومرجى بن رجاء، فقالوا كلهم: عن أبي جهضم، عن عبد الله بن عبيد الله؛ وهو الصحيح". اهـ.
قلتُ: ولكن حماد بن سلمة تابعه الثوري وحماد بن زيد والمرجى بن رجاء في رواية لهم وسعيد بن زيد وأيوب مقرونين كل منها برواية حماد بن زيد.
وقد دفع الرازيان رواية حماد بتفرده عن رواية الجماعة، وكذا في توهيم البخاري لرواية الثوري.
فما حجتهم في دفع رواية هؤلاء الجماعة الثقات الذين رووه بالتصغير؟
قد يعتبر بأن هؤلاء الذين رووه بالتصغير اضطُرب عليهم، وأما وهيب وعبد الوارث وابن علية، رووه بالمكبر ولم يضطرب عليهم.
والله أعلم.

صفاء الدين العراقي
2024-06-02, 03:16 AM
جزاك الله خيرا.

صفاء الدين العراقي
2024-06-02, 12:14 PM
الوضوء لكل صلاة

٢٩- حدثنا محمد بن حميد الرازي, حدثنا سلمة بن الفضل, عن محمد بن إسحاق, عن حميد, عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة. فقلت لأنس: فكيف تصنعون أنتم؟ فقال: نتوضأ وضوءا واحدا([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أدري ما سلمة هذا([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)), كان إسحاق([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)) يتكلم فيه, ما أروي عنه.
ولم يعرف محمد هذا من حديث حميد([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5))
ورأيت محمدا يثني على الإفريقي خيرا ويقوي أمره، يعني: عبد الرحمن بن زياد([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).

([1]) أخرجه الترمذي (58).

([2]) أي لا يدري ما حاله.

([3]) ابن راهويه.

([4]) يريد الترمذي أن البخاري لم يعرف هذا الحديث من حديث حميد عن أنس وإنما المعروف المحفوظ كما في صحيح البخاري (214) هو حديث عمرو بن عامر، عن أنس قال: كان النبي ﷺ يتوضأ عند كل صلاة، قلت: كيف كنتم تصنعون؟ قال: يجزئ أحدنا الوضوء ما لم يحدث.

([5]) التلخيص: هذا الحديث غريب لا يعرف عن حميد عن أنس تفرد به سلمة عن ابن اسحاق عنه وهو صحيح من غير هذا الطريق.

([6]) هذا الكلام متعلق بحديث ذكره الترمذي في سننه (59) بعد هذا الحديث قال: قد روي في حديث عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من توضأ على طهر كتب الله له به عشر حسنات. وروى هذا الحديث الإفريقي، عن أبي غطيف عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، حدثنا بذلك الحسين بن حريث المروزي قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطس عن الإفريقي * (https://shamela.ws/narrator/5991)وهو إسناد ضعيف اهـ. والبخاري هنا رفع من شان القاضي الإفريقي وفي سنن الترمذي (199) قال الترمذي: وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي، والإفريقي هو ضعيف عند أهل الحديث؛ ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره، قال أحمد: لا أكتب حديث الإفريقي، ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره ويقول: هو مقارب الحديث. اهـ وقال في الضعفاء الصغير ص 70: في حديثه بعض المناكير.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2024-06-02, 01:28 PM
جزاك الله خيرا.
وجزاكم آمين.


وفي الحديث الخامس عشر حدثنا سفيان بن وكيع, حدثنا عبد الله بن وهب, عن يونس, عن ابن شهاب, عن سالم, عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قمت من منامك فلا تضع يدك في الإناء حتى تفرغ عليه ثلاث مرات. هل وقفتم عليه من هذا الطريق؟
شكرا على المتابعة.
خرجه ابن عدي في الكامل [4 : 481]، فقال:
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الشَّطَوِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثًا ". اهـ.
قَالَ الشَّيْخ يعني ابن عدي: وهذا قد زل فيه سفيان بْن وكيع، أو لقن أو تعمد حيث، قَالَ: ثَنَا ابْن وهب، عن يونس، عن الزهري،
وكان هذا الطريق أسهل عليه، وإنما يرويه ابْن وهب هذا، عن ابْن لَهِيعَة، وجابر بْن إسماعيل الحضرمي، عن عقيل، عن الزهري". اهـ.


سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: وهم فيه, إنما روى ابن وهب هذا عن جابر بن إسماعيل, عن عقيل, عن ابن شهاب, عن سالم, عن أبيه, عن النبي صلى الله عليه وسلم([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2))

([2]) أخرجه ابن ماجه (294) قال: حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة وجابر بن إسماعيل، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه. وابن خزيمة (146) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن ابن وهب به.


قلتُ: بل هذه رواية أصبغ بن الفرج شيخ البخاري حيث ذكر جابر بن إسماعيل وحده دون ابن لهيعة.
خرجه الطحاوي في شرح الآثار [52]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ
" أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ النَّوْمِ أَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ ثَلاثًا ". اهـ.
رواه من صنيع النبي صلى الله عليه وسلم لا من قوله، وفي هذا مفارقة للفظ ابن لهيعة.
والله أعلم.

صفاء الدين العراقي
2024-06-03, 04:32 AM
وجزاكم آمين.

خرجه ابن عدي في الكامل [4 : 481]، فقال:
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الشَّطَوِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثًا ". اهـ.
قَالَ الشَّيْخ يعني ابن عدي: وهذا قد زل فيه سفيان بْن وكيع، أو لقن أو تعمد حيث، قَالَ: ثَنَا ابْن وهب، عن يونس، عن الزهري،
وكان هذا الطريق أسهل عليه، وإنما يرويه ابْن وهب هذا، عن ابْن لَهِيعَة، وجابر بْن إسماعيل الحضرمي، عن عقيل، عن الزهري". اهـ.


قلتُ: بل هذه رواية أصبغ بن الفرج شيخ البخاري حيث ذكر جابر بن إسماعيل وحده دون ابن لهيعة.
خرجه الطحاوي في شرح الآثار [52]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ
" أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ النَّوْمِ أَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ ثَلاثًا ". اهـ.
رواه من صنيع النبي صلى الله عليه وسلم لا من قوله، وفي هذا مفارقة للفظ ابن لهيعة.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا. عزوتُ الحديث لابن عدي، وذكرت رواية أصبغ بن الفرج مع رواية ابن لهيعة في كراستي.

صفاء الدين العراقي
2024-06-03, 04:36 AM
في وضوء الرجل والمرأة من إناء واحد

٣٠ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا يحيى بن سعيد, عن أسامة بن زيد, عن سالم بن خَرَّبُوذ أبي النعمان, عن أم صُبَيَّةَ قالت: ربما اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناء واحد([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وهكذا روى أبو أسامة([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) وغير واحد عن أسامة بن زيد.
وقال وكيع: عن أسامة بن زيد، عن النعمان بن خربوذ قال: سمعت أم صبية: ربما اختلفت يدي([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: وهم وكيع, والصحيح: عن أسامة بن زيد، عن سالم بن خربوذ أبي النعمان.
قلت لمحمد: روى هذا الحديث قبيصة عن سفيان, عن أسامة فقال: عن أم صفية([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
قال أخطأ فيه قبيصة، حدثنا محمد بن يوسف, عن سفيان وقال: أم صبية([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).
قال محمد: وهي خولة بنت قيس.
٣١ - حدثنا محمد بن إسماعيل, حدثنا ابن أبي أويس قال: حدثني خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهني، عن سالم بن سرج مولى أم صبية ابنة قيس وهي خولة وهي جدة خارجة بن الحارث أنه سمعها تقول: اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7))

([1]) أخرجه أحمد (27068).

([2]) لم أقف على رواية أبي أسامة حماد بن أسامة، وممن رواه هكذا أنس بن عياض عند ابن ماجه (382).

([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (371).

([4]) أخرجه الطبراني (409) قال: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن النعمان بن خربوذ، عن أم صميتة صبية، قالت: ربما نازعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء من إناء واحد. وأخرجه الطبراني أيضا مرة أخرى (599) قال: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن سالم بن النعمان، عن امرأة، من جهينة يقال لها أم صبية قالت: ربما نازعت النبي صلى الله عليه وسلم، في الإناء أتوضأ أنا، وهو من إناء واحد. هكذا وقع مرة أم صميتة ومرة أم صبية ومرة عن سالم ومرة عن نعمان، والظاهر أنه يوجد خطأ في معجم الطبراني فليحرر.

([5]) لم أقف عليها.

([6]) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ( 1054).

([7]) التلخيص: حديث الوضوء في إناء واحد اختلف فيه على أسامة: فرواه غير واحد عن أسامة بن زيد, عن سالم بن خربوذ أبي النعمان, عن أم صبية. ورواه وكيع عن أسامة عن النعمان بن خربوذ، فوهم في اسمه.
ورواه قبيصة عن أسامة عن سالم عن أم صفية، فصحف كنيتها، واسمها خولة بنت قيس.
وقد تابع أسامة خارجة بن الحارث عن أم صبية.
وسالم بن خربوذ هو سالم بن سرج، فال الحاكم أبو أحمد كما في تقريب التهذيب (2187): من قال ابن سرج فقد عربه ومن قال ابن خربوذ أراد به الأكاف بالفارسية. أي السرج.

صفاء الدين العراقي
2024-06-04, 04:34 PM
كراهية فضل طهور المرأة
٣٢ - حدثنا محمود بن غيلان, حدثنا وكيع, عن سفيان, عن سليمان التيمي, عن أبي حاجب عن رجل من بني غفار قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل طهور المرأة أو قال: سؤرها([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
ورواه شعبة, عن عاصم الأحول, عن أبي حاجب, عن الحكم الغفاري, عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: ليس بصحيح([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
وحديث عبد الله بن سرجس([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)) في هذا الباب هو موقوف([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)) ومن رفعه فهو خطأ([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).


([1]) أخرجه الترمذي (63).

([2]) أخرجه الترمذي (64) قال: حدثنا محمد بن بشار ومحمود بن غيلان قالا: حدثنا أبو داود، عن شعبة عن عاصم قال: سمعت أبا حاجب يحدث عن الحكم بن عمرو الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتوضأ الرجل بفضل طهور المرأة، أو قال: بسؤرها.
هذا حديث حسن، وأبو حاجب اسمه سوادة بن عاصم، وقال محمد بن بشار في حديثه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ الرجل بفضل طهور المرأة، ولم يشك فيه محمد بن بشار. اهـ.

([3]) لم يذكر علته، وفي التاريخ الكبير في ترجمة سوادة (5269) قال: سوادة بن عاصم، أبو حاجب، العنزي، بصري، كناه أحمد، وغيره. ويقال الغفاري، ولا أراه يصح عن الحكم بن عمرو. حدثني محمد بن بشار، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن عاصم، عن أبي حاجب، عن الحكم بن عمرو، هو الأقرع: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ بفضل وضوء المرأة. اهـ وقوله "ولا أراه يصح" ربما يقصد سماعه من الحكم.
وقال الدارقطني في سننه (142): أبو حاجب اسمه سوادة بن عاصم, واختلف عنه فرواه عمران بن جرير, وغزوان بن حجير السدوسي عنه موقوف, من قول الحكم غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ
وقد أخرج الترمذي في سننه (65) في باب الرخصة في ذلك قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: اغتسل بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في جفنة، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ منه، فقالت: يا رسول الله، إني كنت جنبا، فقال: إن الماء لا يجنب. هذا حديث حسن صحيح. وهو قول سفيان الثوري ومالك والشافعي اهـ.
وهو في مسلم 1/257 (323) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بفضل ميمونة.
قال ابن المنذر في الأوسط 1/296 :وحديث ابن عباس يدل على إغفال قول من قال: إذا خلت المرأة به فلا يتوضأ منه.

([4]) حديث عبد الله بن سرجس أخرجه ابن ماجه (374) قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا المعلى بن أسد قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار قال: حدثنا عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يغتسل الرجل بفضل وضوء المرأة، والمرأة بفضل الرجل، ولكن يشرعان جميعا.

([5]) أخرجه الدارقطني (418 ) قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل, نا الحسن بن يحيى, نا وهب بن جرير, نا شعبة, عن عاصم, عن عبد الله بن سرجس قال: تتوضأ المرأة وتغتسل من فضل غسل الرجل وطهوره, ولا يتوضأ الرجل بفضل غسل المرأة ولا طهورها.
وهذا موقوف صحيح وهو أولى بالصواب. اهـ فخالف شعبة عبد العزيز بن المختار فوقفه.

([6]) التلخيص: روى عاصم الأحول وسليمان التيمي عن أبي الحاجب عن الحكم مرفوعا في النهي عن فضل طهور المرأة. وحكم عليه البخاري بأنه غير صحيح، وكذا ورد النهي عن فضلها في حديث عبد العزيز بن المختار عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس مرفوعا، وحكم عليه البخاري بأنه خطأ وأن الصحيح ما رواه شعبة عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس موقوفا من قوله.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2024-06-04, 07:54 PM
في وضوء الرجل والمرأة من إناء واحد

٣٠ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا يحيى بن سعيد, عن أسامة بن زيد, عن سالم بن خَرَّبُوذ أبي النعمان, عن أم صُبَيَّةَ قالت: ربما اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناء واحد([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وهكذا روى أبو أسامة([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) وغير واحد عن أسامة بن زيد.
[2]) لم أقف على رواية أبي أسامة حماد بن أسامة، وممن رواه هكذا أنس بن عياض عند ابن ماجه (382).

قلتُ: رواية أحمد ليس فيها نسبه إلى خربوذ، وكذا رواية أنس بن عياض عند ابن ماجه.
إنما نسبه فيما خرجه ابن سعد في الطبقات الكبير [8 : 395]، فقال:
أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النُّعْمَانِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ الْجُهَنِيَّةِ، به مرفوعا.
وتابعه على ذلك سليمان بن بلال ومحمد بن عمر الواقدي رواه من طريقهما ابن سعد في الطبقات الكبير.


وقال وكيع: عن أسامة بن زيد، عن النعمان بن خربوذ قال: سمعت أم صبية: ربما اختلفت يدي([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: وهم وكيع, والصحيح: عن أسامة بن زيد، عن سالم بن خربوذ أبي النعمان.
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة (371).

قلتُ: رواية ابن أبي شيبة مشهورة، وتابعه إسحاق ابن راهويه.
ورواه ابن أبي خيثمة في تاريخه في موضعين عن أبيه ومرة عن الحماني كلاهما عن وكيع عن أسامة بن زيد عن النعمان بن خربوذ، به.
وأساء محققه بزيادة من كيسه: "أبي".
ورواه أبو داود عن النفيلي عن وكيع، قال: عن ابن خربوذ، فكأن أبا داود أسقط ذكر الوهم، كذا قال ابن عبد الهادي.
ووقع عند الطبراني من طرق منها عن ابن نمير عن وكيع عن أسامة بن زيد عن النعمان بن خربوذ.
قلتُ: وقع في المطبوعة: "سالم بن النعمان بن خربوذ"، وهذا خطأ من الناسخ، وقد نقله أبو موسى الرعيني عن الطبراني على الصواب: "النعمان بن خربوذ".
ومنهم من قال عن أسامة بن زيد عن سالم بن النعمان بن خربوذ رواه عنه -هكذا- سفيان الثوري وعيسى بن يونس، وعبد الوهاب بن عطاء،
وعبد الله بن وهب رواه عنه ابن الحكم وبحر بن نصر وأحمد بن صالح ويونس بن عبد الأعلى، وقلبه عنه ابن أبي موسى.
فيكون سرج وخربوذ لقب للنعمان والد سالم.


قلت لمحمد: روى هذا الحديث قبيصة عن سفيان, عن أسامة فقال: عن أم صفية([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
قال أخطأ فيه قبيصة، حدثنا محمد بن يوسف, عن سفيان وقال: أم صبية([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).
([4]) أخرجه الطبراني (409) قال: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن النعمان بن خربوذ، عن أم صميتة صبية، قالت: ربما نازعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء من إناء واحد.
وأخرجه الطبراني أيضا مرة أخرى (599) قال: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن أسامة بن زيد، عن سالم بن النعمان، عن امرأة، من جهينة يقال لها أم صبية قالت: ربما نازعت النبي صلى الله عليه وسلم، في الإناء أتوضأ أنا، وهو من إناء واحد. هكذا وقع مرة أم صميتة ومرة أم صبية ومرة عن سالم ومرة عن نعمان، والظاهر أنه يوجد خطأ في معجم الطبراني فليحرر.

قلتُ: الرواية الأولى (409) : "أم صميتة [صبية]". ما بين معكوفتين زيادة من كيس المحقق.
و"صميتة" تصحيف من: "صفية"، فالصواب: "أم صفية"، مع متابعته لوكيع في الوهم: "النعمان بن خربوذ".
وفي الرواية الأخرى رواها قبيصة مرة أخرى على الصواب: "أم صبية"، مع "سالم بن النعمان".
وهي رواية جماعة عن أسامة بن زيد كما مر ذكره سابقا.


([5]) لم أقف عليها.

قلتُ: رواية قبيصة التي على الصواب، تعتبر مستخرجا عليه.


قال محمد: وهي خولة بنت قيس.
٣١ - حدثنا محمد بن إسماعيل, حدثنا ابن أبي أويس قال: حدثني خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهني، عن سالم بن سرج مولى أم صبية ابنة قيس وهي خولة وهي جدة خارجة بن الحارث أنه سمعها تقول: اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7))
([6]) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ( 1054).

قلتُ: وهم فيه زيد بن الحباب، فقال: عن خارجة بن عبد الله.
رواه من طريقه الدولابي والدارقطني.
والله أعلم.

صفاء الدين العراقي
2024-06-05, 07:49 AM
فتح الله عليك.

صفاء الدين العراقي
2024-06-05, 07:52 AM
في ماء البحر أنه طهور

33- قال أبو عيسى: سألت محمدا عن حديث مالك, عن صفوان بن سليم, عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر... الحديث([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
فقال هو حديث صحيح.
قلت: هشيم يقول في هذا الحديث: "المغيرة بن أبي برزة"([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) قال: وهم فيه, إنما هو المغيرة بن أبي بُردة, وهشيم ربما يهم في الإسناد, وهو في المقْطَعَات([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)) أحفظ.
قال محمد: سمعت عبد الله بن أبي شيبة يقول: سألت يحيى بن سعيد القطان من أحفظ من رأيت؟ قال: سفيان الثوري, ثم شعبة, ثم هشيم.
قال محمد: وقال علي: رأيت يحيى بن سعيد, وعبد الرحمن بن مهدي يسألان محمد بن عيسى بن الطباع عن حديث هشيم. ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4))
٣٤ - وسألت محمدا عن حديث ابن الفراسي في ماء البحر([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).
فقال: هو مرسل, ابن الفراسي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم, والفراسي له صحبة.
٣٥ - وسألت محمدا عن حديث أحمد بن حنبل, عن ابن أبي الزناد قال: أخبرني إسحاق بن حازم, عن ابن مقسم, عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في البحر: هو الطهور ماؤه الحل ميتته([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).
فقال: لا أعرفه إلا من حديث أبي القاسم بن أبي الزناد([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7)). قلت رواه غير أحمد بن حنبل؟ قال: نعم([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8)).([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9))

([1]) أخرجه مالك (47).

([2]) أخرجه من طريق هشيم أبو عبيدة في كتابه الطهور (234) قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن المغيرة بن أبي بردة الكناني، عن رجل، من بني مدلج , عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. اهـ وهو كما ترى هنا بردة. ونظرت في أصل مخطوط فوجدته بردة أيضا.

([3]) المقطعات أي المتون.

([4]) يدل على اتقان محمد الطباع لحديث شيخه هشيم.

([5]) أخرجه ابن ماجه (387) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي، عن ابن الفراسي، قال: كنت أصيد، وكانت لي قربة أجعل فيها ماء، وإني توضأت بماء البحر، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هو الطهور ماؤه، الحل ميتته.

([6]) أخرجه أحمد (15012).

([7]) جاء عن غير طريق أبي القاسم بن أبي الزناد ولكنه غير محفوظ فقد رواه عبد العزيز بن أبي ثابت عن إسحاق بن حازم عن وهب بن كيسان, عن جابر بن عبد الله, عن أبي بكر الصديق. عند الدارقطني (71)، قال ابن حبان في حديث عبد العزيز في المجروحين 2/139: وهو خطأ فاحش إنما هو عن إسحاق بن حازم، عن عبيد الله بن مقسم عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

([8]) لم أقف عليه من غير طريق أحمد بن حنبل.

([9]) التلخيص: حديث الوضوء بما البحر ورد من حديث أبي هريرة، وابن الفراسي، وجابر، فأما حديث أبي هريرة فصحيح، وأما حديث ابن الفراسي فمرسل إذ ابن الفراسي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم أما أبوه الفراسي فصحابي، وأما حديث جابر فمحفوظ من طريق ابن أبي القاسم بن أبي الزناد.

صفاء الدين العراقي
2024-06-06, 09:14 AM
التشديد في البول

٣٦ - سألت محمدا عن حديث مجاهد, عن طاوس, عن ابن عباس مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين..
فقال: الأعمش يقول: عن مجاهد, عن طاوس, عن ابن عباس ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
ومنصور يقول: عن مجاهد، عن ابن عباس ولا يذكر فيه :عن طاوس ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
قلت: أيهما أصح؟ قال: حديث الأعمش ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
٣٧ - قلت له فحديث أبي عوانة عن الأعمش, عن أبي صالح, عن أبي هريرة في هذا ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
كيف هو؟ قال: هذا حديث صحيح, وهذا غير ذاك الحديث([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).


([1]) أخرجه البخاري (1378) حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد عن طاووس قال ابن عباس: مر النبي ﷺ على قبرين فقال: إنهما ليعذبان، وما يعذبان من كبير. ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله. قال: ثم أخذ عودا رطبا، فكسره باثنتين، ثم غرز كل واحد منهما على قبر، ثم قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا.

([2]) أخرجه البخاري (216).

([3]) قال الترمذي (70) وروى منصور هذا الحديث عن مجاهد، عن ابن عباس، ولم يذكر فيه عن طاوس، ورواية الأعمش أصح. وسمعت أبا بكر محمد بن أبان البلخي مستملي وكيع يقول: سمعت وكيعا يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور. اهـ فالظاهر أن الأعمش أحفظ لإسناد مجاهد من منصور عند البخاري والترمذي، كما أنه أحفظ لإسناد إبراهيم النخعي من منصور في قول وكيع. والله أعلم.

([4]) أخرجه أحمد ( 9059) قال: حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أكثر عذاب القبر من البول ."

([5]) التلخيص: جاء حديث عذاب الرجلين في قبرهما من طريق مجاهد واختلف عليه فقال: الأعمش: عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس، وقال منصور بن المعتمر: عن مجاهد عن ابن عباس. قال البخاري إن إسناد الأعمش هو الأصح، وأما حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة فهو صحيح أيضا ولكنه حديث آخر غير الأول -كما يدل عليه سياقه- الذي وقع الخلاف فيه بين منصور والأعمش لا أن الأعمش قد اضطرب بجعله من مسند أبي هريرة.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2024-06-07, 06:36 PM
في ماء البحر أنه طهور

33- قال أبو عيسى: سألت محمدا عن حديث مالك, عن صفوان بن سليم, عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر... الحديث([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
فقال هو حديث صحيح.
([1]) أخرجه مالك (47).

قلتُ: هذا لفظ معن بن عيسى، ولم أقف على من خرجه.
فقد رواه الترمذي عن قتيبة ومن طريق معن، فلفظ قتيبة رواه النسائي سقط فيه ذكر: "مِنْ آلِ ابْنِ الْأَزْرَقِ"، وذكر: "مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّار".
وكذا سقط عند التنيسي كما نبه عليه القاضي عياض في مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/332) ذكرها المزي في تحفته (10/374).


قلت: هشيم يقول في هذا الحديث: "المغيرة بن أبي برزة"([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) قال: وهم فيه, إنما هو المغيرة بن أبي بُردة, وهشيم ربما يهم في الإسناد, وهو في المقْطَعَات([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)) أحفظ.
([2]) أخرجه من طريق هشيم أبو عبيدة في كتابه الطهور (234) قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن المغيرة بن أبي بردة الكناني، عن رجل، من بني مدلج , عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. اهـ وهو كما ترى هنا بردة. ونظرت في أصل مخطوط فوجدته بردة أيضا.

ولذلك استنكر بعضهم توهيم هشيم لعدم اتفاق الرواة عنه، وجعل التوهيم على الراوي عنه أولى.
قلتُ: وهذا هو الصحيح؛ فإنه قد رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار (1/136)، من طريق أبي عبيد هذا به إلا أنه قال: الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ.
ورواه من طريق عمرو بن زرارة ومن طريق إسماعيل الصائغ كلاهما عن هشيم، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وجعله البيهقي اختلافا من أجل أنه نسب المغيرة إلى جده أبي بردة، وهذا غريب.
ثم قال البيهقي كأنه لم يقنع: "وَرَوَاهُ بَعْضُ النَّاسِ، عَنْ هُشَيْمٍ، فَقَالَ فِيهِ: الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي [برزة]: وَهُوَ وَهُمٌ، قَالَهُ أَبُو عِيسَى، وَحَمَلَ الْوَهْمَ فِيهِ عَلَى هُشَيْمٍ". اهـ.


([3]) المقطعات أي المتون.

أليس يحتمل بمعنى أنه أحفظ للمقطوعات يعني كلام التابعين وفتاويهم؟


قال محمد: سمعت عبد الله بن أبي شيبة يقول: سألت يحيى بن سعيد القطان من أحفظ من رأيت؟ قال: سفيان الثوري, ثم شعبة, ثم هشيم.
قال محمد: وقال علي: رأيت يحيى بن سعيد, وعبد الرحمن بن مهدي يسألان محمد بن عيسى بن الطباع عن حديث هشيم. ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4))
([4]) يدل على اتقان محمد الطباع لحديث شيخه هشيم.

قلتُ: وزاد في بعض المصادر الأخرى عن علي ابن المديني: "وما أعلم أحدا أعلم به منه". اهـ.


٣٤ - وسألت محمدا عن حديث ابن الفراسي في ماء البحر([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).
فقال: هو مرسل, ابن الفراسي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم, والفراسي له صحبة.
([5]) أخرجه ابن ماجه (387) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي، عن ابن الفراسي، قال: كنت أصيد، وكانت لي قربة أجعل فيها ماء، وإني توضأت بماء البحر، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هو الطهور ماؤه، الحل ميتته.

طبعا لا يقصدان هذه الرواية؛ وإلا فهذه الرواية تثبت له الصحبة؛ ولعل هذا سبب إثبات البخاري له الصحبة.
فقد قال في التاريخ الكبير 3638: "ابْن الفِراسِيّ، سَمِعَ النَّبيَّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم، رَوَى عَنه: مُسلم بْن مَخشِيٍّ". اهـ، ولعل في النسخة وهما.
لكن الرواية وهم فيها سهل، وخولف فيما خرجه ابن عبد البر في التمهيد [16 : 220]، من طريق أبي الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ الْقَطَّانُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مَخْشِيٍّ، أَنَّهُ حَدَّثَ أَنَّ الْفِرَاسِيَّ، قَالَ:
كُنْتُ أَصِيدُ فِي الْبَحْرِ الأَخْضَرِ عَلَى أَرْمَاثٍ، وَكُنْتُ أَحْمِلُ قِرْبَةً فِيهَا مَاءٌ، فَإِذَا لَمْ أَتَوَضَّأْ مِنَ الْقِرْبَةِ رَفَقَ ذَلِكَ بِي، وَبَقِيَتْ لِي،
فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَقُلْتُ: أَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: " هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ ". اهـ.
توبع فيما خرجه الطحاوي في أحكام القرآن [64]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي،
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، به.
فهو منقطع، مرسل عن الفراسي كما قال ابن القطان. تهذيب التهذيب لابن حجر (10/ 137)


٣٥ - وسألت محمدا عن حديث أحمد بن حنبل, عن ابن أبي الزناد قال: أخبرني إسحاق بن حازم, عن ابن مقسم, عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في البحر: هو الطهور ماؤه الحل ميتته([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).
فقال: لا أعرفه إلا من حديث أبي القاسم بن أبي الزناد([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7)). قلت رواه غير أحمد بن حنبل؟ قال: نعم([8] (https://majles.alukah.net/#_ftn8)).([9] (https://majles.alukah.net/#_ftn9)).
([6]) أخرجه أحمد (15012).
([8]) لم أقف عليه من غير طريق أحمد بن حنبل.

قلتُ: ما أعلم أنه روى عن أبي القاسم بن أبي الزناد عن إسحاق بن حازم غير أحمد بن حنبل إلا أبو جعفر النفيلي.
قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف (2/1568)، في ترجمة: عَيَّاش بن سُلَيْمان , عن عُمَر بن عبد العزيز قوله.
قال النُّفَيْلِيّ: حَدَّثَنا القَاسِم بن أبي الزِّنَاد , عن إِسْحَاق بن حَازِم، (يعني به).
وروى البخاري في تاريخه (6/512)، عن النفيلي عن أبي القاسم بن أبي الزناد.
وقد ضاق المخرج على كثير من المحدثين وعلى الدارقطني، حتى روى ابن حبان في الثقات حكاية، فقال: سمعت إبراهيم بن عبد الواحد البغدادي، يقول:
قَالَ صالح بن أحمد بن حنبل: وذكر قصة، قال:
فقال ابن وارة في محضر أبي زرعة: يا أبا عبد الله، إني رأيتك تذكر حديث أبي القاسم بن أبي الزناد، فقال: نعم.حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ مِقْسَمٍ، يَعْنِي: عُبَيْدَ اللَّهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ سُئِلَ عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ، فَقَالَ: " هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحَلالُ مَيْتَتُهُ ".
وَقَامَ فَقَالُوا: مَا لَهُ؟ قُلْتُ: شَكَّ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ خَرَجَ وَالْكِتَابُ فِي يَدِهِ فَقَالَ: فِي كِتَابِي مَيْتُهُ بِتَاءٍ وَاحِدَةٍ، وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: مَيْتَتُهُ". اهـ.
فمثل إسحاق لا يحتمل تفرده بمثل هذا وقد لين، وابن مقسم مشهور مما ينبغي ألا يغفل تلاميذه عن مثل هذا الحديث التي تتداعي الهمم لنقله.
ومما يزيده وهنا أن يتابع من متروك.
والله أعلم.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2024-06-07, 09:56 PM
التشديد في البول

٣٦ - سألت محمدا عن حديث مجاهد, عن طاوس, عن ابن عباس مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين..
فقال: الأعمش يقول: عن مجاهد, عن طاوس, عن ابن عباس ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
ومنصور يقول: عن مجاهد، عن ابن عباس ولا يذكر فيه :عن طاوس ([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).
قلت: أيهما أصح؟ قال: حديث الأعمش ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).

([3]) قال الترمذي (70) وروى منصور هذا الحديث عن مجاهد، عن ابن عباس، ولم يذكر فيه عن طاوس، ورواية الأعمش أصح. وسمعت أبا بكر محمد بن أبان البلخي مستملي وكيع يقول: سمعت وكيعا يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور. اهـ فالظاهر أن الأعمش أحفظ لإسناد مجاهد من منصور عند البخاري والترمذي، كما أنه أحفظ لإسناد إبراهيم النخعي من منصور في قول وكيع. والله أعلم.

قلتُ: قول وكيع أخاله مخالف فيه.
وصنيع البخاري في صحيحه أنه محفوظ عن كليهما، ولو لم يقم منصور الإسناد لأعرض البخاري عن الحديث.
ولينظر على سبيل المثال حديث عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَصُمِ الْعَشْرَ». انفرد به مسلم.
وحكى الدارقطني الخلاف فيه، ومحصله أنه رواه سفيان الثوري وغيره، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها به.
بينما رواه الثوري وغيره، عن منصور، عن إبراهيم، مرسلا به.
مع أن هناك من رواه عن منصور متصلا مثل رواية الأعمش لكنه غير محفوظ.
فلذلك ثبت البخاري حديث منصور بدفع تفرد جرير عنه بمتابعة عبيدة بن بن حميد عنه.
وأما رواية طاوس، فمعلة بالإرسال، فيما خرجه البزار عن أَحْمَد بْن عَبْدَةَ، قَالَ: أَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ وَلَمْ يَقُلْ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
ثم قال البزار: "وَذَكَرْنَا حَدِيثَ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ لِئَلا يَقُولَ قَائِلٌ: إِنَّهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَبَيْنَا أَنَّهُ لَيْسَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلا وَكِيعٌ". اهـ.
يعني رواية وكيع وحده عن الأعمش بتصريح السماع من مجاهد.
وتوبع فيما خرجه عبد الرزاق في مصنفه [6754] عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، به.
وقال: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَأَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، مِثْلَهُ.
فهذا فيه بيان أن منصور يميز الطريقين طريق مجاهد بدون ذكر طاوس وطريقه بذكر طاوس.
لكن إحسان الظن بطاوس أنه لا يأخذ مثل هذا إلا عن ابن عباس رضي الله عنهما فهو ملازم له مثل مجاهد.
لكن حفظه مجاهد عن طاوس؛ لزيادة ألفاظ طاوس عنه.
وخرجه هناد في الزهد [359]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَمُجَاهِدٍ به مرسلا.
كأنه أراد رواية إبراهيم وحده ولم يسند حديث مجاهد؛
فإن البيهقي خرجه في إثبات عذاب القبر من طريق ابن أبي عروبة عن أبي معشر عن إبراهيم مرسلا.
وخرج أسلم بن سهل في تاريخه، فقَالَ:
ثنا مُوسَى بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: فذكره.
وهذا منكر؛ إنما رواه جماعة عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ: " إِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ، فَتَنَزَّهُوا مِنَ الْبَوْلِ ". اهـ.


٣٧ - قلت له فحديث أبي عوانة عن الأعمش, عن أبي صالح, عن أبي هريرة في هذا ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
كيف هو؟ قال: هذا حديث صحيح, وهذا غير ذاك الحديث([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).

([4]) أخرجه أحمد ( 9059) قال: حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أكثر عذاب القبر من البول ."

ولم يخرجه في صحيحه لا هو ولا مسلم ولا الترمذي في جامعه؛ لأنه باطل.
وقد شك فيه أبو عوانة كما في رواية الطحاوي من طريقه.
قلتُ: قال ابن أبي حاتم في العلل [1081]:
وَسألت أبي عَنْ حديث رَوَاهُ عَفَّانُ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ ".
قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، يَعْنِي: مَرْفُوعٌ". اهـ.
وقال الدارقطني: "وَخَالَفَهُ ابْنُ فُضَيْلٍ، فَوَقَفَهُ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْمَوْقُوفُ أَصَحُّ". اهـ. العلل (1518).
والله أعلم.

صفاء الدين العراقي
2024-06-08, 12:13 AM
ظاهر مقابلة المقطعات بالإسناد أن المقصود بالمقطعات المتون. والله أعلم.

صفاء الدين العراقي
2024-06-08, 12:36 AM
في نضح بول الغلام قبل أن يطعم
٣٨ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي, عن قتادة, عن أبي حرب بن أبي الأسود, عن أبيه، عن علي بن أبي طالب أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال في بول الغلام الرضيع: ينضح بول الغلام, ويغسل بول الجارية. قال قتادة :وهذا إذا لم يطعما ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: شعبة لا يرفعه([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)), وهشام الدستوائي حافظ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)), ورواه يحيى القطان([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)), عن ابن أبي عروبة, عن قتادة فلم يرفعه ([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)). ([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6))

([1]) أخرجه الترمذي (610) وقال: هذا حديث حسن. رفع هشام الدستوائي هذا الحديث عن قتادة وأوقفه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ولم يرفعه اهـ.

([2])لم أقف على روايته عن قتادة موقوفا، ومن رواه عن هشام بالرفع ابنه معاذ وقد تابعه عليه عبد الصمد بن عبد الوارث عند أحمد (563) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن هشام به. ولم يقف البزار على هذه المتابعة فقال في مسنده (717) بعد أن ساق حديث علي: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وإنما أسنده معاذ بن هشام عن أبيه، وقد رواه غير معاذ، عن هشام، عن قتادة، عن أبي حرب، عن أبيه، عن علي موقوفا. اهـ
أقول: وغير بعيد أن يكون في العبارة تصحيف وأنه لا وجود لمتابعة شعبة هذه من أصلها وأن اصل العبارة هو: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: سعيد لا يرفعه. ومما يدل على هذا: أن الترمذي نفسه في السنن-كما تقدم- لم يذكر شعبة بل وأوقفه سعيد بن أبي عروبة فكيف يترك ذكر شعبة وهو جبل في الحفظ!، كما أن من تكلم على هذا الحديث كالدارقطني في علله لم يذكر رواية شعبة. والله اعلم.

([3]) قال البيهقي 5/87: وصوّب- أي البخاري- هشاما في رفع حديث علي.

([4]) في رواية يحيى القطان عن ابن أبي عروبة مزية وهي أن القطان كان من أثبت الناس سماعا من ابن أبي عروبة.

([5]) أخرجه أبو داود (377).

([6]) التلخيص: رفع هشام الدستوائي هذا الحديث عن قتادة، وأوقفه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، وهشام الدستوائي حافظ فتصح زيادته الرفع.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2024-06-08, 03:21 AM
ظاهر مقابلة المقطعات بالإسناد أن المقصود بالمقطعات المتون. والله أعلم.
قلتُ: حفظ المتون شيء يسير لمن هو دون هشيم بكثير، وكان له أن يعبر بقوله أحفظ سياقا للمتون ونحوه من العبارات.
وإلا فقد قدمه بعضهم على شعبة وسفيان الثوري، وتجد حفظ المقطعات جليا في مثل ابن علية، تعجب من حفظه لا يكاد يخطئ.
ففي المقابل الكثير من الثقات لا الضعفاء عسير عليهم حفظ هذه الموقوفات والمقطوعات لسلوك الجادة فيها.
فلا ينتبه لمثل هذه الأشياء إلا أمراء الحديث كالزهري والبخاري وأحمد ونحوهم.
وقد قال ابن عدي في الكامل (4/ 56) 5436 في ترجمة حمزة بن نجيح:
سمع الحسن قوله، قال موسى بن إسماعيل: كان معتزليا. سمعتُ ابن حماد يذكره عن البُخاري.وهذا كما ذكره البُخاري حرف مقطوع،
وقد بينت مراد البُخاري أن يذكر كل راوٍ، وليس مراده أنه ضعيف أو غير ضعيف،
وإنما يريد كثرة الأسامي، فيذكر كل ما رُوِيَ عنه شيء، كثيرا، أو قليلا وإن كان حرفا. اهـ.
أما حديث المغيرة بن أبي بردة فهو حديث غريب ليس بالمشهور ليس له إلا هذا الحديث.
ليس كمثل حديث أبي الزبير عن جابر أو كحديث أبي صالح عن أبي هريرة؛ لتمييز المقطعات من المرفوعات.
وهاك من العلماء من يستخدمها بمعنى المقطوعات.
ففى الجرح والتعديل لابن أبي حاتم في ترجمة عباد بن راشد ينقل عن أبيه أنه:
"مؤذن مسجد صنعاء روى عن سليمان بن قيس روى عنه على بن المدينى وسمع منه مقطعات". اهـ.
والله أعلم.

عبد الرحمن هاشم بيومي
2024-06-08, 02:15 PM
في نضح بول الغلام قبل أن يطعم
٣٨ - حدثنا محمد بن بشار, حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي, عن قتادة, عن أبي حرب بن أبي الأسود, عن أبيه، عن علي بن أبي طالب أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال في بول الغلام الرضيع: ينضح بول الغلام, ويغسل بول الجارية. قال قتادة :وهذا إذا لم يطعما ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
([1]) أخرجه الترمذي.

قلت أخرجه ابن خزيمة في صحيحه [287] عن بندار هذا، ولم يرد قول قتادة في حديثه.


سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: شعبة لا يرفعه([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)),
([2])لم أقف على روايته عن قتادة موقوفا،

قلتُ: هذا النقل فيه نظر؛ فإن البيهقي لم ينقل هذه اللفظة.
فقد قال في الكبير: وَفِيمَا بَلَغَنِي عَنْ أَبِي عِيسَى، أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ الْبُخَارِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: "سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ لا يَرْفَعْهُ، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِي ُّ يَرْفَعُهُ وَهُوَ حَافَظٌ". اهـ.
قال البيهقي: قُلْتُ: "إِلا أَنَّ غَيْرَ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ رواه عن هشام مرسلا". اهـ.


ومن رواه عن هشام بالرفع ابنه معاذ وقد تابعه عليه عبد الصمد بن عبد الوارث عند أحمد (563) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن هشام به. ولم يقف البزار على هذه المتابعة فقال في مسنده (717) بعد أن ساق حديث علي: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وإنما أسنده معاذ بن هشام عن أبيه، وقد رواه غير معاذ، عن هشام، عن قتادة، عن أبي حرب، عن أبيه، عن علي موقوفا. اهـ

قلتُ: رواية معاذ وعبد الصمد وهما دون الثقة بقليل لا يناهضان لما خولفا.
فقد قال الدارقطني: يَرْوِيهِ قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ،
رَفَعَهُ هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِهِ مُعَاذٍ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ هِشَامٍ.
وَوَقَفَهُ غَيْرُهُمَا، عَنْ هِشَامٍ.". اهـ.
وهذا يظهر براعة الإمام البزار رحمه الله.
وقد أوردنا قول البيهقي أن هناك خلافا ءاخر على هشام؛
فقد خرج من طريق مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيمَ الفراهيدي، قال: ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، مرسلا.
هذا إن كان محفوظا إلى الفراهيدي؛ فهو من اضطراب هشام، والله أعلم.


وهشام الدستوائي حافظ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3))
([3]) قال البيهقي 5/87: وصوّب- أي البخاري- هشاما في رفع حديث علي.

قلتُ: قد رد عليه البيهقي بمخالفة الفراهيدي كما ذكرنا سابقا.
والوقف أشبه، فقد قال الدارقطني: "وكذَلِكَ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَهَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ مَوْقُوفًا، والله أعلم". اهـ.
وقال البيهقي: "وَإِلَى مِثْلِ ذَلِكَ (يعني ما ذهب إليه الشافعي) ذَهَبَ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ حَيْثُ لَمْ يُودِعَا شَيْئًا مِنْهُمَا كِتَابَيْهِمَا". اهـ.
قلتُ: بل أودعا في صحيحيهما حديث أم قيس آمنة بنت محصن الأسدية رضي الله عنها، وحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وفي الزيادات على سنن ابن ماجه قصة على أن الشافعي احتج به.


, ورواه يحيى القطان([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)), عن ابن أبي عروبة, عن قتادة فلم يرفعه ([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)). ([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6))
([4]) في رواية يحيى القطان عن ابن أبي عروبة مزية وهي أن القطان كان من أثبت الناس سماعا من ابن أبي عروبة.

قلتُ: في رواية القطان عن ابن أبي عروبة به زيادة: "مَا لَمْ يَطْعَمِ"، وقد خولف في اتصاله من جمع:
فيما خرجه عبد الرزاق في مصنفه [1488]، فقال:
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، به منقطعا.
وتوبع فيما خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [12300]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: فذكره منقطعا، ولم يذكر الزيادة.
ورواه أبو الفرج الأصفهاني -وهو متهم- في الأغاني (211) عن مطين عن هناد عن عبدة بذكر أبي الأسود.
وقد رواه قتادة عن أبي جعفر الباقر عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قصة.
رواه ابن أبي شيبة وإسحاق ابن راهويه من طريق ابن أبي عروبة، به.


([5]) أخرجه أبو داود (377).

قلتُ: رواه أبو داود عن مسدد وهو في مسنده كما في الإتحاف (720).
والله أعلم.

صفاء الدين العراقي
2024-06-09, 03:04 AM
فتح الله عليك.

صفاء الدين العراقي
2024-06-09, 03:06 AM
باب في بول ما يؤكل لحمه

٣٩- حدثنا الفضل بن سهل الأعرج البغدادي قال: حدثنا يحيى بن غيلان, حدثنا يزيد بن زريع, عن سليمان التيمي, عن أنس بن مالك, أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سمل أعينهم لأنهم سملوا أعين الرعاة ([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه[2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)) (.
قال أبو عيسى: ولا أعلم أن أحدا ذكر هذا الحرف إلا هو ([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)). ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4))

([1]) أخرجه مسلم 3/1298 (1671) بنفس ها الإسناد، وأخرجه أبو عوانة في مستخرجه (6124) قال: حدثنا عثمان بن خرزاذ، قثنا إسحاق بن إبراهيم، وهارون بن سفيان، والفضل بن سهل، قالوا: ثنا يحيى بن غيلان به.

([2]) أي لم يعرفه عن غير يحيى بن غيلان.

([3]) قال الترمذي في سننه (73): هذا حديث غريب لا نعلم أحدا ذكره غير هذا الشيخ عن يزيد بن زريع. اهـ وهذا تضعيف للحديث.

([4]) التلخيص: تفرد يحيى بن غيلان عن يزيد بن زريع بحديث إنما سمل أعينهم لأنهم سملوا أعين الرعاة، ولم يذكر ذلك غيره، وأصل الحديث صحيح.

صفاء الدين العراقي
2024-06-10, 05:07 PM
في الوضوء من الريح

٤٠ - حدثنا قتيبة, وهناد قالا: حدثنا وكيع, عن عبد الملك بن مسلم, عن أبيه, عن علي قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نكون بالبادية فتكون من أحدنا الرويحة فقال: إن الله لا يستحي من الحق, إذا فسا أحدكم فليتوضأ، ولا تأتوا النساء في أعجازهن([1] (https://majles.alukah.net/#_ftn1)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرف لعلي بن طلق, عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث, وهو عندي غير طلق بن علي, ولا يعرف هذا من حديث طلق بن علي([2] (https://majles.alukah.net/#_ftn2)).

٤١ - حدثنا هناد, وأحمد بن منيع قالا: حدثنا أبو معاوية, عن عاصم الأحول, عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام , عن علي بن طلق قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا رسول الله الرجل منا يكون في الفلاة فتكون منه الرويحة ويكون في الماء قلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فسا أحدكم فليتوضأ, ولا تأتوا النساء في أعجازهن فإن الله لا يستحي من الحق([3] (https://majles.alukah.net/#_ftn3)).
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: علي بن طلق هذا أراه غير طلق بن علي, ولا أعرف لعلي بن طلق إلا هذا الحديث, وعيسى بن حطان الذي روى عنه هذا الحديث رجل مجهول. فقلت له: أتعرف هذا الحديث الذي روى علي بن طلق من حديث طلق بن علي؟ فقال: لا ([4] (https://majles.alukah.net/#_ftn4)).
٤٢ - حدثنا عبد الله بن أبي زياد, حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي, عن ابن إسحاق, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة قالت: جاءت سلمى امرأة أبي رافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعديه على أبي رافع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا رافع ما لك ولها؟ قال: يا رسول الله إنها لتؤذيني فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بم آذيته؟
قالت: يا رسول الله إنما قلت: إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم الريح أن يتوضأ للصلاة, فقام يضربني فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنها لم تأمرك إلا بخير([5] (https://majles.alukah.net/#_ftn5)).
قال: فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث محمد بن إسحاق, عن هشام بن عروة. وسألت أبا زرعة فقال: مثله([6] (https://majles.alukah.net/#_ftn6)).([7] (https://majles.alukah.net/#_ftn7))
([1]) أخرجه الترمذي (1166) وقال: وعلي هذا هو علي بن طلق.

([2]) يوجد اسمان: الأول طلق بن علي، قال البخاري فيه في التاريخ الكبير (5980) طلق بن علي، أبو علي، السحيمي، اليمامي له صحبة. حدثنا أبو معمر، ثنا ملازم، ثنا هوذة بن قيس بن طلق، عن أبيه، عن جده طلق بن علي: كنا إذا صلينا مع النبي × رأينا بياض خده الأيمن، وخده الأيسر. اهـ
والآخر: علي بن طلق راوي هذا الحديث، قال البخاري: وهو عندي غير طلق بن علي. ولا يعرف هذا- الحديث- من حديث طلق بن علي السحيمي. وقال الترمذي: (1164): وكأنه- أي البخاري- رأى أن هذا رجل آخر من أصحاب النبي ×. اهـ أي فلا يوجد خطأ من أحد الرواة بأن قلب طلق بن علي وجعله علي بن طلق. وخالفه في ذلك أحمد بن حنبل فعدهما واحدا، قال مهنا: قال أبو عبد الله: عاصم الأحول يخطئ في هذا الحديث يقول: علي بن طلق، وإنما هو طلق بن علي. شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي. 2/18.
([3]) أخرجه الترمذي (1164) وقال: حديث علي بن طلق حديث حسن.
([4]) فلو ورد في بعض طرق هذا الحديث طلق بن علي لتقوى القول بأنه قد قلب اسمه.

([5]) أخرجه أحمد (26339) .

([6]) يقصد أن محمد بن إسحاق انفرد به عن هشام بن عروة لم يتابعه عليه أحد من أصحاب هشام.

([7]) التلخيص: ورد في هذا الباب حديثان: حديث محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة، وحديث علي بن طلق -وهو غير طلق بن علي المشهور بحديث مس الذكر- وقد ذكر عنه طريقان: طريق وكيع عن عبد الملك عن مسلم به، وطريق عاصم الأحول عن عيسى الطحان عن مسلم به. قال الخطيب في تاريخ بغداد 12/141: هكذا روى الحديث وكيع بن الجراح عن عبد الملك بن مسلم عن أبيه، ولم يسمعه عبد الملك عن أبيه وإنما رواه عن عيسى بن حطان عن أبيه مسلم بن سلام كما سقناه عن شبابة عنه، وقد وافق شبابة عبيد الله بن موسى، وأبو نعيم، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة، وأحمد بن خالد الوهبي وعلي بن نصر الجهضمي. فرووه كلهم عن عبد الملك عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام.