المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا حرج في دعاء اللهم تقبل منا صالح الأعمال



أم أبي التراب
2023-04-27, 01:11 AM
لا حرج في دعاء اللهم تقبل منا صالح الأعمال


السؤال
سمعت شيخا يقول : إنه لا يجوز قول " اللهم تقبل منا صالح الأعمال "؛ لأن ذلك معناه أن الله تعالى يمكن أن يقبل الخبيث من الأعمال ، والله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبا ، والأصح أن نقول " اللهم تقبل منا أعمالنا " فهل هذا صحيح ؟

الجواب
الحمد لله.
لا حرج في الدعاء بقول " اللهم تقبل منا صالح الأعمال "، وليس فيه أي محذور شرعي ، بل منطوق هذا الدعاء ومفهومه صحيح مقبول ؛ لأن الله عز وجل يتقبل " صالح الأعمال "، ولا يتقبل سيء الأعمال .
يقول الله عز وجل " لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ"
ويقول سبحانه " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا "
قال العلامة السعدي رحمه الله :
" المراد بـ " أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا " أعمالهم الحسنة الصالحة ؛ لأنها أحسن ما عملوا ، لأنهم يعملون المباحات وغيرها ، فالثواب لا يكون إلا على العمل الحسن ، كقوله تعالى "لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كَانُوا يَعْمَلُونَ ".
" تفسير السعدي " ص/569.
ثم إن الذي يسأل الله أن يتقبل منه " صالح الأعمال " ، لا يخطر في باله أنه يسأل الله أيضا أن لا يتقبل منه سيء الأعمال ، وإنما يأتي بكلمة " صالح " لبيان سبب القبول ، وهو صلاح العمل ، وهذا أسلوب صحيح في اللغة ، ويسميه علماء الدلالات اللغوية بالوصف الكاشف ، ويمثلون له بقول الله تعالى " وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ " المؤمنون/117.
يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
" لا خلاف بين أهل العلم أن قوله هنا "لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ " لا مفهوم مخالفة له ، فلا يصح لأحد أن يقول : أما من عبد معه إلهاً آخر له برهان به فلا مانع من ذلك ، لاستحالة وجود برهان على عبادة إله آخر معه ، بل البراهين القطعية المتواترة دالة على أنه هو المعبود وحده جل وعلا ، ولا يمكن أن يوجد دليل على عبادة غيره ألبتة .
وقد تقرر في فن الأصول أن : مِن موانع اعتبار مفهوم المخالفة ، كون تخصيص الوصف بالذكر لموافقته للواقع ، فَيَرِدُ النص ذاكراً للوصف الموافق للواقع ، ليطبق عليه الحكم ، فتخصيصه بالذكر إذاً ليس لإخراج المفهوم عن حكم المنطوق ، بل لتخصيص الوصف بالذكر لموافقته للواقع .
ومن أمثلته في القرآن هذه الآية ؛ لأن قوله " لاَ بُرْهَانَ لَهُ " وصف مطابق للواقع ، لأنهم يدعون معه غيره بلا برهان ، فذكر الوصف لموافقته الواقع ، لا لإخراج المفهوم عن حكم المنطوق .
ومن أمثلته في القرآن أيضاً قوله تعالى " لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ " لأنه نزل في قوم والوا اليهود دون المؤمنين ، فقوله " مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ " ذكر لموافقته للواقع ؛ لا لإخراج المفهوم عن حكم المنطوق ؛ ومعلوم أن اتخاذ المؤمنين الكافرين أولياء ممنوع على كل حال " انتهى." أضواء البيان " 5/364.
والحاصل أنه لا يحل لأحد أن يتكلم في دين الله عز وجل بغير علم ولا بصيرة ، فيتكلف في كلامه ما لا علم له به ، ويثير بين المسلمين ما لا يقره عالم بالشريعة ، بل الواجب الوقوف عند الكتاب والسنة ، وتعليم الناس محكمات الدين ، وترك ما سوى ذلك للعلماء المتخصصين.
وما زال العلماء يستعملون هذا الدعاء في كتبهم وخطبهم ، ومن ذلك خطبة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (http://bit.ly/3sH9XYa) يقول فيها :
" نسألك اللهم تقبل منا صالح أعمالنا، وأن تكفر عنا سيئات أعمالنا " انتهى.
والله أعلم .
المصدر: الإسلام سؤال (https://islamqa.info/ar/answers/146421/%D9%84%D8%A7-%D8%AD%D8%B1%D8%AC-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%85-%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%85%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%85 %D8%A7%D9%84) وجواب

أم علي طويلبة علم
2024-05-16, 09:34 AM
أحسن الله إليك