ابو وليد البحيرى
2023-04-16, 06:44 PM
قصص أمنا الغولة
عبير عبدالله
أُمُّنا الغولة وبقية المتاع
صراخ الطفل وبكاؤه خلف باب الحمَّام الموارب استفزَّني، سألت المرأة التي بالباب ومعها فوطة وبعضُ الملابس: لماذا يصرخ هذا الطفل ويبكي هكذا؟! ما به؟!
• أنا لست أمَّه، أمُّه معه بالداخل.
نظرت من ثقب الباب، فإذا امرأة شابَّة ضخمة، بيدها خرطوم المياه الباردة ترُشُّ طفلًا لا يتجاوز الثالثة بعنف، وهو يصرخ مرعوبًا.
• ما بك يا حبيبي؟
• تلطَّفت مع الطفل الصغير:
• ماذا أفعل معه؟ أأتركه هكذا وأثَر الكلور الموجود بحمَّام السباحة على جلده؟!
فتحت الباب قليلًا، ودخلت الحمام، فلم تهتمَّ، شمَّرتْ بسرعة وانحنت تدلِّك رأسَ ووجهَ وجسم الصغير بيديها المُبللتين بالماء، فامتصَّ الدفءَ منهما وهدأ واستكان.
أثناء ذلك تلطَّفت مع الأم حتى لا تأخذها العزَّة - بعد اللامبالاة - بالإثم، فتغضب وتصُبَّ غضبها على الصغير وتعتبرها متطفلةً، وأيُّ أذى بعد هذا الرعب؟!
• أهو ابنك أنت؟ أم ابن زوجك؟
وضحكتا...
• هو ابني.
قالتها ببرود، وكأنه بقيةُ متاع، وإن كان ثقيلًا.
نظرت إلى نصف جسمه الأسفل...
• عليك بالباقي مثلما عملت أنا.
استسلمت وكأنها ستُحرم من متعتها العظيمة!
لَمَّا اعتدلتْ لتنصرف احتضنها الصغير من ساقيها، وكأنه خائف من تركه مع أمِّه الغولة.
ابتسمت لها وهي خارجة تقول:
• لا أوصيكِ...
•••••••••
شنطة أمنا الغولة
راكبةٌ الميكروباص، ضربت عيني ليس ببعيد، رأيتها...
عباءة شفافة تُظهر ما تحتها، واضحٌ ارتفاعُ ثمنها، مشغولة بالقصب الساعة الثامنة صباحًا، وجهها كله (لمبات نيون)؛ لشدة زينته وألوانه، الكحل سواده فاجر، شرطتا العينين لأعلى، مظلتهما خليط ألوان، رموشهما صناعية، إصبع الروج الذي أكَلَتْه قبل نزولها من بيتها لم يُفْلح في إخفاء الضبِّ العظيم، لكن السعادة التي تقفز من عينيها غطَّت على كل هذا، ومنحتها بهاءً وغموضًا.
تمسك في إحدى يديها شنطةً كبيرةً تلعب بها، تؤرجحها ذات اليمين وذات الشمال، ثم تعلِّقها في إحدى كتفيها بطريقة أُفقية، لكنها شديدة الميل، حتى يكاد ما بها يَنكبُّ!
صحت في نفسي: المجنونة... إنها تحمل في شنطتها هذه طفلًا!
• أنزلني هنا.
أسرعت إليها... من فضلك، ثبِّتي الشنطة هكذا، لا تجعلي رأس الطفل لأسفل، الله يباركُ لكِ.
لم أنتبه للمرأة بجوارها إلا لمَّا ردت عليَّ وكأنها لا تسمع غيرَ نفسها:
• هي عروس، وهذا الطفل بنت اسمها: سلمى، هي أول مولود لها، وهي فَرِحة بها.
• ما شاء الله، ولكن ما ذنب الطفلة سلمى في هذه الخضخضة التي لا يعلم بها إلا ربنا؟!
ظلت الشابة تعدل في ملابسها وتَضبط طرحتها وهي متوترة...
• آسفة أنا أول مرة أنزل في هذا الشارع، أعادت الكلام ذاته وهي تُهندم ملابسها، سعيدةً بها وبِلُعبتها الجديدة؛ فأنا عروسة وهذه بنتي أول مولودة لي، آه والله...
قلت في نفسي: وأنا وقعت في اثنتين من المجانين، ابتسمت وأخذت منها الشنطة ووضعتها فوق عربة مركونة، والمسكينة منبطحة في الشنطة لا حول لها ولا قوة، سمَّيت عليها وعدلت وضعها، ناولت أمَّها الغولة وأنا أريها كيف تحملها وهما يضحكان ويكرِّران الكلام نفسه، كأنهما لا يريان إلا أنني مجنونة، مشيت وما زال مسلسل الخضخضة والضحك مستمرًّا...
••••••••
أمنا الغولة والعبيطة
سمراء خمرية، ملامحها عادية، طويلة نحيلة ترتدي عباءة سوداء مطرَّزةً، يبدو في جنبها الأيسر أثر عملية خياطة تخفي قَطعًا، في قدميها حذاء لامع بإصبع، أظفار قدميها طويلة مطلية بلونين، مثل أظفار يديها المتآكلة قليلًا، معها طفلان أكبرهما في الخامسة يرتدي سروالًا قصيرًا وقميصًا بدون أكمام يبدو عليه القدم، وكأنه قد دار على كثير من أطفال العائلة والجيران قبل أن يصِل إليه، والطفلة ترتدي فستانًا بهت لونه، تَصغره قليلًا.
كعادة الأطفال في اللعب الكثير، ومع نفسيتها المتذبذبة - تحاول أن تبدو تارةً بنت ناس وهادئة، وأخرى تظهر على حقيقتها ببيئتها الشعبية المتدنِّية، خاصةً وقد بدا على الجالسات حولها في المستوصف الخيري أنهنَّ موظفات أو على الأقل حاصلات على شهادات، تخشى هذه التجمعات إلى حين، ثم تنطلق وتتكلم مع هذه وتلك، وكأنهن عِشرة عمر: إنها لا تقلُّ عنهن شيئًا.
انساب حبل الكلام وطال انتظار الدور لمقابلة الطبيب.
• "يا ما دقَّت على الرأس طبول"، أخت زوجي، لا، بل أهل زوجي كلهم، الله يُيسِّر لهم، اعتبرتها أختي وأكثر واللهِ، وقلت: عمة الأولاد، وحتى لا تخرب عليّ سأكسب ودَّها، فساتيني الجديدة - عروسًا - تنتقي منها ما تريد، أقبِّلها وأقول لها: حلال عليك، تلبَس الجديد وتمسك الشنطة الجديدة قبل أن أمسكها أنا، وأقول في نفسي: من يقدِّم السبت يلقَ الأحد قدَّامه، وقفت معها في مواقف كثيرة، وفي النهاية تحرِّض عليَّ زوجي - منها لله - وأمها وإخوتها يقفون في صفِّها، ولا يخشون الله مع أنه كله سلف ودين.
انطلقت في شكواها وكلامها، وكأنها لا تصدق وجود أذن جاهزة لسماعها متنورة متعلمة، لا تقلل من شأنها، وجارتها تؤكد كلامها، وتحكي ما يشبه حكايتها.
الولد والبنت يجريان بعضهما خلف بعض، ويلعبان مع باقي الأطفال، تكررت شكوى بعض الجالسات من ضرب طفليها لأطفالهن - خاصةً الصغيرة - حتى أحرجت، شعرت أن هذا سيؤثر على الجلوس المرح الذي أنساهنَّ مرارة الانتظار، من حين لآخر تنادي على البنت وتشتمها وتمد حبل صبرها للولد، احتالت على الصغيرة بابتسامة، وأنها لن تضربها كما تفعل مع أخيها الذي يخلص نفسه بنفسه مع باقي الأطفال، ويضرب الكبير منهم، كما يضرب الصغير، لكنه على أية حال ذَكَر، وماذا يعيبه؟!
نظرت إليها الصغيرة خائفةً، وظلت تحك حذاءها بالأرض، ابتسمت لها وهي تقول:
• لا تخافي، لن أوذيك، أنا سامحتك والله العظيم.
والصغيرة تنظر إليها تارةً، وتارة أخرى تجول بنظرها في الآخرين؛ علَّها تجد من يؤكد لها ذلك أو ينفيه، وهن ما بين منتبهة لها وغافلة عنها، تقدمت خطوة وأخرى زحفًا بطيئًا، والأم توسِّع ابتسامتها، أخرجت من كيسها قطعة لبان وظلَّت تهزها في يدها وتقول لها:
• خذي هذه، تعالي خذيها.
جرت البنت إليها وقد زال خوفها واتسعت ابتسامتها البريئة مزينةً وجهها الجميل، والأم تفتح ذراعيها لها مبتسمةً، ولمَّا اقتربت منها لتحتضنها وتأخذ اللبان، صفعتها صفعةً جعلتها تنكفئ على وجهها مصدومةً صارخةً والأم تضحك بسعادة! ومن حولها منزعجات من المفاجأة: ليس هكذا، حرام عليك فالبنت صغيرة!
انهارت دموع الطفلة الصغيرة بغزارة غير مصدِّقة!
• حتى تبتعدي عن كثرة اللعب والتخريب، أخذك الله، لقد مَللتُ منك!
ثارت فيها امرأة عجوز ممن تعاطفن معها منذ دخلت وسط ذهولنا جميعًا.
• أتضحكين؟!
• بصراحة البنت عبيطة جدًّا؛ صدَّقتني وارتمت في حِضني!
•••••••
يتبع
عبير عبدالله
أُمُّنا الغولة وبقية المتاع
صراخ الطفل وبكاؤه خلف باب الحمَّام الموارب استفزَّني، سألت المرأة التي بالباب ومعها فوطة وبعضُ الملابس: لماذا يصرخ هذا الطفل ويبكي هكذا؟! ما به؟!
• أنا لست أمَّه، أمُّه معه بالداخل.
نظرت من ثقب الباب، فإذا امرأة شابَّة ضخمة، بيدها خرطوم المياه الباردة ترُشُّ طفلًا لا يتجاوز الثالثة بعنف، وهو يصرخ مرعوبًا.
• ما بك يا حبيبي؟
• تلطَّفت مع الطفل الصغير:
• ماذا أفعل معه؟ أأتركه هكذا وأثَر الكلور الموجود بحمَّام السباحة على جلده؟!
فتحت الباب قليلًا، ودخلت الحمام، فلم تهتمَّ، شمَّرتْ بسرعة وانحنت تدلِّك رأسَ ووجهَ وجسم الصغير بيديها المُبللتين بالماء، فامتصَّ الدفءَ منهما وهدأ واستكان.
أثناء ذلك تلطَّفت مع الأم حتى لا تأخذها العزَّة - بعد اللامبالاة - بالإثم، فتغضب وتصُبَّ غضبها على الصغير وتعتبرها متطفلةً، وأيُّ أذى بعد هذا الرعب؟!
• أهو ابنك أنت؟ أم ابن زوجك؟
وضحكتا...
• هو ابني.
قالتها ببرود، وكأنه بقيةُ متاع، وإن كان ثقيلًا.
نظرت إلى نصف جسمه الأسفل...
• عليك بالباقي مثلما عملت أنا.
استسلمت وكأنها ستُحرم من متعتها العظيمة!
لَمَّا اعتدلتْ لتنصرف احتضنها الصغير من ساقيها، وكأنه خائف من تركه مع أمِّه الغولة.
ابتسمت لها وهي خارجة تقول:
• لا أوصيكِ...
•••••••••
شنطة أمنا الغولة
راكبةٌ الميكروباص، ضربت عيني ليس ببعيد، رأيتها...
عباءة شفافة تُظهر ما تحتها، واضحٌ ارتفاعُ ثمنها، مشغولة بالقصب الساعة الثامنة صباحًا، وجهها كله (لمبات نيون)؛ لشدة زينته وألوانه، الكحل سواده فاجر، شرطتا العينين لأعلى، مظلتهما خليط ألوان، رموشهما صناعية، إصبع الروج الذي أكَلَتْه قبل نزولها من بيتها لم يُفْلح في إخفاء الضبِّ العظيم، لكن السعادة التي تقفز من عينيها غطَّت على كل هذا، ومنحتها بهاءً وغموضًا.
تمسك في إحدى يديها شنطةً كبيرةً تلعب بها، تؤرجحها ذات اليمين وذات الشمال، ثم تعلِّقها في إحدى كتفيها بطريقة أُفقية، لكنها شديدة الميل، حتى يكاد ما بها يَنكبُّ!
صحت في نفسي: المجنونة... إنها تحمل في شنطتها هذه طفلًا!
• أنزلني هنا.
أسرعت إليها... من فضلك، ثبِّتي الشنطة هكذا، لا تجعلي رأس الطفل لأسفل، الله يباركُ لكِ.
لم أنتبه للمرأة بجوارها إلا لمَّا ردت عليَّ وكأنها لا تسمع غيرَ نفسها:
• هي عروس، وهذا الطفل بنت اسمها: سلمى، هي أول مولود لها، وهي فَرِحة بها.
• ما شاء الله، ولكن ما ذنب الطفلة سلمى في هذه الخضخضة التي لا يعلم بها إلا ربنا؟!
ظلت الشابة تعدل في ملابسها وتَضبط طرحتها وهي متوترة...
• آسفة أنا أول مرة أنزل في هذا الشارع، أعادت الكلام ذاته وهي تُهندم ملابسها، سعيدةً بها وبِلُعبتها الجديدة؛ فأنا عروسة وهذه بنتي أول مولودة لي، آه والله...
قلت في نفسي: وأنا وقعت في اثنتين من المجانين، ابتسمت وأخذت منها الشنطة ووضعتها فوق عربة مركونة، والمسكينة منبطحة في الشنطة لا حول لها ولا قوة، سمَّيت عليها وعدلت وضعها، ناولت أمَّها الغولة وأنا أريها كيف تحملها وهما يضحكان ويكرِّران الكلام نفسه، كأنهما لا يريان إلا أنني مجنونة، مشيت وما زال مسلسل الخضخضة والضحك مستمرًّا...
••••••••
أمنا الغولة والعبيطة
سمراء خمرية، ملامحها عادية، طويلة نحيلة ترتدي عباءة سوداء مطرَّزةً، يبدو في جنبها الأيسر أثر عملية خياطة تخفي قَطعًا، في قدميها حذاء لامع بإصبع، أظفار قدميها طويلة مطلية بلونين، مثل أظفار يديها المتآكلة قليلًا، معها طفلان أكبرهما في الخامسة يرتدي سروالًا قصيرًا وقميصًا بدون أكمام يبدو عليه القدم، وكأنه قد دار على كثير من أطفال العائلة والجيران قبل أن يصِل إليه، والطفلة ترتدي فستانًا بهت لونه، تَصغره قليلًا.
كعادة الأطفال في اللعب الكثير، ومع نفسيتها المتذبذبة - تحاول أن تبدو تارةً بنت ناس وهادئة، وأخرى تظهر على حقيقتها ببيئتها الشعبية المتدنِّية، خاصةً وقد بدا على الجالسات حولها في المستوصف الخيري أنهنَّ موظفات أو على الأقل حاصلات على شهادات، تخشى هذه التجمعات إلى حين، ثم تنطلق وتتكلم مع هذه وتلك، وكأنهن عِشرة عمر: إنها لا تقلُّ عنهن شيئًا.
انساب حبل الكلام وطال انتظار الدور لمقابلة الطبيب.
• "يا ما دقَّت على الرأس طبول"، أخت زوجي، لا، بل أهل زوجي كلهم، الله يُيسِّر لهم، اعتبرتها أختي وأكثر واللهِ، وقلت: عمة الأولاد، وحتى لا تخرب عليّ سأكسب ودَّها، فساتيني الجديدة - عروسًا - تنتقي منها ما تريد، أقبِّلها وأقول لها: حلال عليك، تلبَس الجديد وتمسك الشنطة الجديدة قبل أن أمسكها أنا، وأقول في نفسي: من يقدِّم السبت يلقَ الأحد قدَّامه، وقفت معها في مواقف كثيرة، وفي النهاية تحرِّض عليَّ زوجي - منها لله - وأمها وإخوتها يقفون في صفِّها، ولا يخشون الله مع أنه كله سلف ودين.
انطلقت في شكواها وكلامها، وكأنها لا تصدق وجود أذن جاهزة لسماعها متنورة متعلمة، لا تقلل من شأنها، وجارتها تؤكد كلامها، وتحكي ما يشبه حكايتها.
الولد والبنت يجريان بعضهما خلف بعض، ويلعبان مع باقي الأطفال، تكررت شكوى بعض الجالسات من ضرب طفليها لأطفالهن - خاصةً الصغيرة - حتى أحرجت، شعرت أن هذا سيؤثر على الجلوس المرح الذي أنساهنَّ مرارة الانتظار، من حين لآخر تنادي على البنت وتشتمها وتمد حبل صبرها للولد، احتالت على الصغيرة بابتسامة، وأنها لن تضربها كما تفعل مع أخيها الذي يخلص نفسه بنفسه مع باقي الأطفال، ويضرب الكبير منهم، كما يضرب الصغير، لكنه على أية حال ذَكَر، وماذا يعيبه؟!
نظرت إليها الصغيرة خائفةً، وظلت تحك حذاءها بالأرض، ابتسمت لها وهي تقول:
• لا تخافي، لن أوذيك، أنا سامحتك والله العظيم.
والصغيرة تنظر إليها تارةً، وتارة أخرى تجول بنظرها في الآخرين؛ علَّها تجد من يؤكد لها ذلك أو ينفيه، وهن ما بين منتبهة لها وغافلة عنها، تقدمت خطوة وأخرى زحفًا بطيئًا، والأم توسِّع ابتسامتها، أخرجت من كيسها قطعة لبان وظلَّت تهزها في يدها وتقول لها:
• خذي هذه، تعالي خذيها.
جرت البنت إليها وقد زال خوفها واتسعت ابتسامتها البريئة مزينةً وجهها الجميل، والأم تفتح ذراعيها لها مبتسمةً، ولمَّا اقتربت منها لتحتضنها وتأخذ اللبان، صفعتها صفعةً جعلتها تنكفئ على وجهها مصدومةً صارخةً والأم تضحك بسعادة! ومن حولها منزعجات من المفاجأة: ليس هكذا، حرام عليك فالبنت صغيرة!
انهارت دموع الطفلة الصغيرة بغزارة غير مصدِّقة!
• حتى تبتعدي عن كثرة اللعب والتخريب، أخذك الله، لقد مَللتُ منك!
ثارت فيها امرأة عجوز ممن تعاطفن معها منذ دخلت وسط ذهولنا جميعًا.
• أتضحكين؟!
• بصراحة البنت عبيطة جدًّا؛ صدَّقتني وارتمت في حِضني!
•••••••
يتبع