المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان



ابو وليد البحيرى
2023-03-23, 09:21 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
كيف نستقبل رمضان
عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس
(1)
الحمد لله الذي منّ علينا بمواسم الخيرات، وخصّ شهر رمضان بالفضل والتشريف والبركات، وحثّ فيه على عمل الطاعات، والإكثار من القربات، أحمده سبحانه على نعمه الوافرة؛ وأشكره على آلائه المُتكاثرة. وأصلي وأسلم على أفضل من صلى وصام، وأشرف من تهجّد وقام، وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب النور والظلام، أما بعد:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
فإن الله تعإلى هيأ لنا من المناسبات العظيمة، التي تصقُلُ الإيمان في القلوب، وتُحرّك المشاعر الفيّاضة في النفوس، فتزيد في الطاعات وتُضيّق مجالات الشر في المجتمعات، وتعطي المسلمين دروسا في الوحدة والإخاء، والتضامن والصفاء، والبرّ والصلة والهناء، والطُهر والخير والنقاء، والصبر والشجاعة والإباء، إنها منهل عذب، وحمى أمين وحصن حصين للطائعين، وفرصة لا تُعوّض للمذنبين المفرّطين، ليجددوا التوبة من ذنوبهم، ويسطّروا صفحة جديدة بيضاء ناصعة في حياتهم، مفعمة بفضائل الأعمال ومحاسن الفعال، ومكارم الخصال.
فضل رمضان
وإن من أجلّ هذه المناسبات زمناً، وأعظمها قدراً، وأبعدها أثراً: شهر رمضان الكريم الذي نرتوي من نميره، ونرتشف من رحيقه، ونشمّ عاطر شذاه، شهر مضاعفة الحسنات، ورفعة الدرجات، ومغفرة الذنوب والسيئات، وإقالة العثرات، قد تفتّح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفّد الشياطين، من صامه وقامه إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه؛ كما صحّ بذلك الحديث عن رسول الله ؛ فعن أبي هريرة عن النبي قال: « من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدّم من ذنبه » [متفق عليه]، و « من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
إخواني المسلمين: فرحة كُبرى تعيشها الأمة الإسلامية هذه الأيام، فها هي إزاء دورة جديدة من دورات الفلك، تمرّ الأيام وتمضي الشهور، ويحلّ بنا هذا الموسم الكريم، وهذا الشهر العظيم، هذا الوافد الحبيب، والضيف العزيز، وذلك من فضل الله سبحانه على هذه الأمة، لما له من الخصائص والمزايا، ولما أُعطيت فيه هذه الأمة من الهبات والعطايا، وخصّت فيه من الكرامات والهدايا، كما في حديث أبي هريرة أن النبي قال: « إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصفّدت الشياطين » [متفق عليه].
فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح، وتكثر فيها دواعي الخير؛ تفتّح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات، وتغفر الزلات.
في رمضان تهجُّد وتراويح، وذكر وتسبيح، في رمضان تلاوة وصلوات، وجُود وصدقات، وأذكار ودعوات، وضراعة وابتهالات.
حاجتنا إلى رمضان
إخواني المسلمين: إذا كان الأفراد والأمم محتاجين إلى فترات من الصفاء والراحة؛ لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسد من أحوال، وعلاج ما جدّ من أدواء، فإن شهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التي تجد فيها هذه الأمة فرصة لإصلاح أوضاعها، ومراجعة تاريخها، وإعادة أمجادها، إنه محطة لتعبئة القُوى الروحية والخُلُقية، التي تحتاج إليها كل أمة، بل تتطلع إليها الأفراد والمجتمعات المسلمة، إنه مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وشحذ الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح الشهوات.
في الصيام: تحقيق للتقوى، وامتثال لأمر الله وقهر للهوى، وتقوية للإرادة، وتهيئة للمسلم لمواقف التضحية والفداء والشهادة؛ كما أن به تتحقق الوحدة والمحبة والإخاء والأُلفة، فيه يشعر المسلم بشعور المحتاجين، ويحس بجوع الجائعين، الصيام مدرسة للبذل والجود والصلة؛ فهو حقاً معين الأخلاق، ورافدُ الرحمة، من صام حقاً: صفت روحه، ورقّ قلبه، وصلحت نفسه، وجاشت مشاعره، وأُرهفت أحاسيسه، ولانت عريكتُه.
فما أجدر الأمة الإسلامية اليوم أن تقوم بدورها، فتحاسب نفسها عند حلول شهرها، وما أحوجها إلى استلهام حكم الصيام، والإفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته وخيراته.
كيف نستقبل رمضان
أيها الإخوة: إن استقبالنا لرمضان يجب أن يكون - أولاً - بالحمد والشكر لله جل وعلا، والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم، والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي؛ كما يجب الخروج من المظالم وردّ الحقوق إلى أصحابها، والعمل على استثمار أيّامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً؛ فبهذا الشعور والاحساس تتحقق الآمال، وتستعيد الأفراد والمجتمعات كرامتها، أما أن يدخل رمضان ويراه بعض الناس تقليداً موروثاً، وأعمالاً صورية محدودة الأثر ضعيفة العطاء، بل لعلّ بعضهم أن يزداد سوءاً وانحرافاً - والعياذ بالله - فذلك انهزام نفسي، وعبث شيطاني، له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع.
فلتهنأ الأمة الإسلامية بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الموسم الكريم، إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، كيف لا يفرح المؤمن بتفتيح أبواب الجنان؟! وكيف لا يفرح المذنب بتغليق أبواب النيران؟! يا لها من فرص لا يحرمها إلا محروم! ويا بشرى للمسلمين بحلول شهر الصيام والقيام! فالله الله - عباد الله - في الجد والتشمير، دون استثقال لصيامه، واستطالة لأيامه، حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه، وتعاطي المفطرات الحسية والمعنوية!!
حقيقة الصيام
لقد جهل أقوام حقيقة الصيام؛ فقصروه على الإمساك عن الطعام والشراب؛ فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاق الكذب والبهتان، ويطلقون للأعين والآذان الحبل والعنان؛ لتقع في الذنوب والعصيان، وقد قال : « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » [رواه البخاري].
ولله درّ القائل:
إذا لم يكن في السّمع مني تصاون
وفي بصري غضّ وفي منطقي صمت
فحظي إذن من صومي الجوعُ والظمأ
فإن قلتُ إني صُمتُ يوماً فما صُمتُ
رمضان وحال الأمة
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
إخواني الصائمين: إنه ليَجدُر بالأمة الإسلامية التي تعيش اليوم مرحلة من أشد مراحل حياتها: أن تجعل من هذا الشهر نقطة تحوُّل، من حياة الفرقة والاختلاف، إلى الاجتماع على كلمة التوحيد والائتلاف، وأن يكون هذا الشهر مرحلة تغيّر في المناهج والأفكار والآراء، في حياة الأمم والأفراد؛ لتكون موافقةً للمنهج الحق الذي جاء به الكتاب والسنة، وسار عليه السلف الصالح - رحمهم الله - وبذلك تُعيد الأمة مجدها التليد، وماضيها المشرق المجيد، الذي سطّره تاريخ المسلمين الزاخرُ بالأمجاد والانتصارات في هذا الشهر المبارك؛ وما غزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، ومعركة حطين، ووقعة عين جالوت، وغيرها إلا شواهدُ صدق على ذلك.
إخوة الإسلام: يحل بنا شهرنا الكريم، وأمّتنا الإسلامية لا زالت تعاني جراحات عُظمى، وتُعايش مصائب كبرى.
فبأي حال يستقبل المسلمون في الأرض المباركة من جوار الأقصى المبارك هذا الشهر الكريم، وهم لا زالوا يُعانون صَلَفَ الصهاينة المجرمين؟!
بأي حال يعيش إخوانكم المبعدون المشرّدون عن ديارهم وأهليهم وأموالهم؟! وما استمرار قضية أولى القبلتين، ومسرى سيد الثقلين، وثالث المسجدين الشريفين، ما استمرار تلك القضية المأساوية إلا تحدّ سافر من إخوان القردة والخنازير، لكل مبادئ الدين والعقل، والحق والعدل، والسلام والأمن.
بأي حال يستقبل إخوانكم المسلمون في أماكن كثيرة من العالم هذا الشهر الكريم وهو يعانون أبشع حرب إبادة عرفها التاريخ المعاصر؟! ويعانون حياة الجوع والتقتيل والتشريد؟!
رمضان مدرسة الأجيال
إخواني الصائمين: في رمضان تتربى الأمة على الجدّ، وأمة الهزل أمة مهزومة، في رمضان يتربّى أفراد الأمة على عفة اللسان، وسلامة الصدور، ونقاء القلوب، وتطهيرها من أدران الأحقاد والبغضاء، والحسد والغلّ والشحناء، ولا سيّما من طلبة العلم، والمنتسبين إلى الخير والدعوة والإصلاح؛ فتجتمع القلوب، وتتوحّد الجهود، ويتفرّغ الجميع لمواجهة العدو المشترك، ونتخلى جميعاً عن تتبع السقطات، وتلمّس العثرات، والنفخ في الهنّات، والحكم على المقاصد والنيات.
في رمضان: يطلب من شبابنا تحقيق دورهم، ومعرفة رسالتهم، وقيامهم بحق ربهم، ثم حقوق ولاتهم ووالديهم ومجتمعهم.
في رمضان: تتجسد ملامح التلاحم بين المسلمين رعاتهم ورعاياهم، علمائهم وعامّتهم كبيرهم وصغيرهم؛ ليكون الجميع يداً واحدةً، وبناءً متكاملاً؛ لدفع تيارات الفتن، وأمواج المحن؛ أن تخرق السفينة، وتفوّض البناء، ويحصل جرّاءها الخلل الفكريّ والاجتماعي.
في رمضان: تكثر دواعي الخير، وتقبل عليه النفوس؛ فهو فرصة اادعاة والمصلحين، وأهل الحسبة والتربويين: أن يصلوا إلى ما يريدون من خير للأمة بأحسن أسلوب وأقوم منهاج؛ فالفرصة مؤاتية، والنفوس مقبلة.
فاتقوا الله - عباد الله - وأدركوا حقيقة الصوم وأسراره، وتعلموا آدابه وأحكامه، واعمروا أيامه ولياليه بالعمل الصالح، وصونوا صومكم عن النواقض والنواقص، وجدّدوا التوبة وحققوا شروطها؛ لعل الله أن يتجاوز عن ذنوبكم، ويجعلكم من المرحومين المعتقين من النار بمنّه وكرمه.
هدي الرسول في رمضان
لقد كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان؛ يقول ابن القيّم رحمه الله: ( وكان هديه فيه عليه الصلاة والسلام أكمل هدي وأعظمه تحصيلاً للمقصود، وأسهله على النفوس، وكان من هديه في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر والاعتكاف، وكان يخصّه من العبادات بما لا يخصّ به غيره ).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وقد سار على ذلك السلف الصالح - رحمهم الله - حيث ضربوا أروع الأمثلة في حسن الصيام، وإدراك حقيقته، وعمارة أيامه ولياليه بالعمل الصالح.
واعلموا - إخواني المسلمين - أنكم كما استقبلتم شهركم هذا ستودعونه عما قريب، وهل تدري يا عبدالله هل تدرك بقية الشهر أو لا تكمله؟! إننا _ والله - لا ندري، ونحن نصلي على عشرات الجنائز في اليوم والليلة: أين الذين صاموا معنا فيما مضى؟! إن الكيّس اللبيب من جعل من ذلك فرصة لمحاسبة النفس، وتقويم إعوجاجها، وأطرها على طاعة ربّها قبل أن يفجأها الأجل، فلا ينفعها - حينذاك - إلا صالح العمل، فعاهدوا ربكم - يا عباد الله - في هذا الشهر المبارك على التوبة والندم، والاقلاع عن المعصية والمأثم، واجتهدوا في الدعاء لأنفسكم وإخوانكم وأمتكم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-03-24, 10:24 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
أقبلت يا رمضان
دار القاسم
(2)

قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من لم يدع قول الزور والعمل به
والجهل، فليس له حاجة في أن يضع طعامه وشرابه » [أخرجه البخاري].
التصنيفات: ملفات شهر رمضان والعشر الأواخر -
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
فإن شهر رمضان من الشهور المعظمة عند الله تعالى، ففيه نزل القرآن الكريم في ليلة { خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } [القدر:3-5]. وهو شهر القرآن، وشهر الصيام، ففيه تصفد الشياطين، ويكثر المسلمون فيه من الطاعات والعبادات، ويتقربون لربهم بالصدقات على الفقراء والمساكين.
معنى رمضان: رمضان معناه الصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح تقرباً إلى الله تعالى.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وقته: من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وحكم صيام رمضان واجب وهو الركن الرابع من أركان الإسلام لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:183] ويجب صيام رمضان على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصوم رجلاً كان أو امرأة.
شروط صيام رمضان:
1- الإسلام: فلا يجب على كافر حتى يسلم.
2- العقل: فلا يجب على مجنون حتى يعقل.
3- البلوغ: فلا يجب على صغير حتى يبلغ، ولكن يؤمر به الصغير إذا طاقه ليعتاده.
4- القدرة على الصوم: فلا يجب على العاجز عنه لكبر أو مرض لا يرجى شفاؤه ويطعم عن كل يوم مسكيناً.
5- التمييز: فلا يصح من الصغير حتى يميز.
6- انقطاع دم الحيض: فلا يصح من الحائض حتى ينقطع دمها.
7- انقطاع دم النفاس: فلا يصح من النفساء حتى تطهر.
8- النية: من الليل لكل يوم من الصوم واجبة فلا تصح بغير نية، والنية محلها القلب إلا النفل فلا يجب فيه تبييت النية.
وللصيام سنن ستة وهي:
1 - تأخير السحور إلى آخر جزء من الليل ما لم يخش طلوع الفجر.
2 - تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس.
3 - الزيادة في أعمال الخير والإكثار من نوافل الصلاة والصدقة وتلاوة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار.
4 - وأن يقول إذا شُتم: إني صائم، فلا يسب من سبه بل يقابل ذلك بالإحسان ليفوز بالأجر ويسلم من الإثم.
5 - وأن يدعو عند فطره بما أحب، ومن ذلك أن يقول: ( اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ).
6 - أن يفطر على رطب فإن عدمه فعلى تمر فإن عدمه فعلى ماء.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وأيضاً المفطرون في رمضان لهم أحكام وهي إباحة الفطر في رمضان لأربعة أقسام من الناس وهم:
1 - المريض الذي يتضرر به والمسافر الذي له القصر: فالفطر لهما أفضل وعليهما القضاء، وإن صاما أجزأهما.
2 - الحائض والنفساء تفطران وتقضيان، وإن صامتا لم يجزئهما.
3 - الحامل والمرضع: إذا خافتا على ولديهما أفطرتا وقضتا وأطعمتا عن كل يوم مسكيناً.
وإن صامتا أجزأهما، وإن خافتا على نفسيهما أفطرتا وقضتا فقط.
4 - العاجز عن الصوم لكبر أو مرض لا يرجى شفاؤه فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت البلد أي كيلو ونصف تقريباً.
خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
1 - خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
2 - تستفغر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
3 - يزين الله في كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك.
4 - تصفد فيه الشياطين.
5 - تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار.
6 - فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم خيراً كثيراً.
7 - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
الأعمال الصالحة التي تجب أو تتأكد في رمضان:
1 - الصوم: قال صلى الله عليه وسلم : « كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك » [أخرجه البخاري ومسلم]. لا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس له حاجة في أن يضع طعامه وشرابه » [أخرجه البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم : « الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم » [رواه البخاري ومسلم].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
فإذا صمت يا عبد الله فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء كما روي ذلك عن جابر.
2 - القيام: قال صلى الله عليه وسلم : « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » [رواه البخاري ومسلم] وهذا تنبيه مهم ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب من القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم : « من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة » [رواه أهل السنن].
3 - الصدقة: « كان رسول صلى الله عليه وسلم الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة » [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم : « أفضل الصدقة في رمضان » [أخرجه الترمذي]. ولها أبواب وصور كثيرة منها:
أ - إطعام الطعام: قال تعالى: { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً } [الإنسان:8-12].
فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات. وسواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح فلا يشترط في المطعم الفقر، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمناً سقاه الله من الرحيق المختوم » [رواه الترمذي]. وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم. منهم الحسن وابن المبارك.
ب - تفطير الصائمين: قال صلى الله عليه وسلم : « من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء » [رواه الترمذي].
4 - الاجتهاد في قراءة القرآن: احرص أخي في الله على قراءة القرآن الكريم بتدبر وخشوع، فقد كان السلف رحمهم الله يتأثرون بكلام الله عز وجل.
أخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: لما نزلت: { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ } [النجم:60،59] بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يلج النار من بكى من خشية الله » [رواه الترمذي].
5 - الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس: كان النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا صلى الغداة (الفجر) جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس » [أخرجه مسلم].
وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة » [صححه الألباني].
وهذا في كل يوم، فكيف أيام رمضان أيام الرحمة والمغفرة؟
6 - الاعتكاف: « كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً » [أخرجه البخاري].
7 - العمرة في رمضان: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « عمرة في رمضان تعدل حجة » [أخرجه البخاري].
8 - تحري ليلة القدر: قال تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [القدر:1-3]. وقال صلى الله عليه وسلم : « من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » [أخرجه البخاري] وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله في ليالي العشر، رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وهي في العشر الأواخر من رمضان وهي في الوتر أحرى. وفي الحديث عن عائشة قالت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال صلى الله عليه وسلم : « قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني » [رواه أحمد].
9 - الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار: فأيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتمنها بالإكثار من الذكر والدعاء وخاصة في أوقات الإجابة ومنها:
أ - عند الإفطار، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ب - عند ثلث الليل الأخير، حيث ينزل ربنا تبارك وتعالى يقول: « هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له »
ج - الاستغفار بالأسحار، قال تعالى: { وَبِالْأَسْحَار ِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18].
د - تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة وأحراها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة.
ملاحظات ومخالفات يجب تجنبها وأنت صائم:
1 - جعل الليل نهاراً والنهار ليلاً.
2 - النوم عن بعض الصلاة المكتوبة.
3 - الإسراف في المأكل والمشرب.
4 - التلثم والعصبية الزائدة أثناء قيادة السيارة.
5 - إضاعة الأوقات.
6 - تبكير السحور والنوم عن صلاة الفجر.
7 - قيادة السيارة بسرعة جنونية قبيل موعد الإفطار.
8 - عدم تأدية صلاة التراويح كاملة.
9 - افتراش الأرصفة واجتماع الشباب على معصية الله.
10 - الاجتماع مع زملاء العمل وقت الدوام وتجريح الصيام بالغيبة والنميمة.
11 - انشغال المرأة غالب وقتها بالمطبخ.
وللصيام فوائد أخرى:
1 - يجب على الصائم أن يصوم رمضان إيماناً واحتساباً لا لشيء آخر.
2 - قد يعرض للصائم جراح أو رعاف أو قيء أو ذهاب الماء وغيره إلى حلقه بغير اختياره، كل هذه الأمور لا تفسد الصوم بغير قصد.
3 - يجوز للصائم أن ينوي الصيام وهو جنب ثم يغتسل بعد طلوع الفجر، أما المرأة الحائض والنفساء إذا طهرت قبل طلوع الفجر فلتغتسل وتصلي المغرب والعشاء وتصوم.
4 - يجوز للصائم أن يتسوك في أول النهار وآخره وهو سنة في حقه كالمفطرين.
5 - وجول استغلال أوقات رمضان بالأعمال الصالحة من الصلاة والصدقة وقراءة القرآن وذكر الله ودعائه واستغفاره.
فرمضان مزرعة للعبادة وتطهير القلوب من الفساد.
6 - تهذيب الروح وصفاء النفس من السب وإيذاء الناس.
7 - لا يفسد صوم من طار إلى حلقه دخان أو غبار بغير قصد لعدم إمكان التحرز منه.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
8 - لو أراد أن يأكل أو يشرب من وجب عليه الصيام في نهار رمضان ناسياً أو جاهلاً وجب على من رآه إعلامه، وذلك من التعاون على البر والتقوى.
9 - يجب على الصائم وغيره حفظ جوارحه عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع إلى المحرم والأكل والشراب المحرم.
10 - يستحب الجود في رمضان وتلاوة القرآن اقتداءً بالنبي واحتساباً للأجر.
11 - من أسباب المغفرة والتوبة في رمضان: صيامه وقيامه وقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار والتوبة إلى الله تعالى وتفطير الصوام والصدقة.
12 - أفضل الصقدة صدقة في رمضان.
13 - الصوم لمن أبيح له الفطر ما لم يشق عليه لقوله تعالى: { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ } [البقرة:184].
14 - قيام ليلة القدر، فهذه الليلة خير من ألف شهر، فقد نزل فيها القرآن لقوله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } [البقرة:185].
15 - تسنغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
16 - شهر رمضان شهر الصبر. والصبر ثوابه الجنة.
17 - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان وذلك أن العامل يؤتى أجره إذا قضى عمله.
18 - في رمضان تنزل الرحمة وتحط الخطايا ويستجاب الدعاء.
توجيهات يجب اتباعها في رمضان
1 - صم رمضان إيماناً واحتساباً لله تعالى ليغفر لك ما مضى من ذنوبك.
2 - احذر أن تفطر يوماً من رمضان بغير عذر، فإن حصل منك ذلك فعليك بالقضاء والكفارة مع التوبة الصادقة.
3 - فطّر عندك بعض الصائمين لتنال مثل أجرهم.
4 - حافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة لتنال ثوابها ويحفظك الله بها في رمضان وفي غيره.
5 - أكثر من الصدقة فإن أفضل الصدقة في رمضان.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
6 - احذر أن تضيع أوقاتك بدون عمل صالح فإنك مسؤول عنها ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت.
7 - اعتمر في رمضان فإن العمرة في رمضان تعدل حجة.
8 - أخرج من صيامك بتقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلانية وشكر نعمه والاستقامة على طاعته بفعل جميع الأوامر وترك جميع المناهي.
9 - لا يخرجك الصيام عن حدك فتغضب لأتفه الأسباب بحجة أنك صائم بل ينبغي أن يكون الصيام سبباً في سكينة نفسك وطمأنينتها.
10 - أكثر من الذكر والاستغفار وسؤال الله الجنة والنجاة من النار في رمضان وغيره، ولا سيما إذا كنت صائماً وعند الفطر وعند السحور فإنها من أهم أسباب المغفرة.
11 - صم ستة أيام من شوال « من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله » [رواه مسلم].
12 - استمر على الإيمان والتقوى والعمل الصالح بعد رمضان حتى الموت، لقوله تعالى: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر:99].
13 - أكثر من الصلاة والصوم والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
14- إن المسلمين قد أجمعوا على فريضة صوم رمضان، فمن أنكر فريضة صوم رمضان فهو مرتد كافر يستتاب.
15 - فرض الصوم في السنة الثانية من الهجرة، فصام رسول الله تسعة رمضانات، والصوم فريضة على كل مسلم بالغ عاقل.
16- احفظ لسانك عن الكذب واللعن والغيبة والنميمة فإنها تنقص أجر الصائم.
زكاة الفطر
1 - هي زكاة البدن والنفس الواجبة بسبب الفطر من صوم رمضان.
2 - تجب على كل مسلم عن نفسه وعمن تلزمه نفقته.
3 - مقدارها صاع من غالب قوت البلد إذا كان فائضاً عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته.
4 - مقدار الصاع النبوي أربعة أمداد، والمد ملء الكفين المتوسطين، ومقداره بالكيلوات: ثلاثة كيلو جرام تقريباً.
5 - والأفضل فيها الأنفع للفقراء.
6 - ووقت إخراجها يوم العيد قبل الصلاة ويجوز قبله بيوم أو يومين، ولا يجوز تأخيرها بعد صلاة العيد لغير عذر شرعي، فإذا فعل لم تقبل منه وتكون صدقة من الصدقات.
7 - مكان إخراجها البلد الذي أنت مقيم فيه وقت الإخراج.
8 - ولا يجوز فيها إخراج القيمة لأنه بخلاف السنة.
9 - ومصرفها مصرف الزكاة والأولى بها الفقراء والمساكين والمدينون.
10 - والواجب أن تصل إلى مستحقها أو وكيله في وقتها.
وفي النهاية:
أنصحك أخي في الإسلام ألا تفرط في صيام يوم من رمضان فإن أفطرت فلن تستطيع تعويضه بنفس الأجر والحسنات ولو صمت عمرك كله، ويجب عليك أخي في الإسلام بعد نهاية شهر رمضان أن تستمر على طاعة الله واجعل شهر رمضان بداية لتغيير العادات والسلوكيات الخاطئة إلى عبادات وأعمال فاضلة.
أسأل الله أن يتقبل أعمالك وأن يجعلك من عتقائه من النار ومن المقبولين. اللهم آمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-03-25, 02:28 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif


رمضان فرصة للشباب
دار الوطن
(3)

الحمد لله الذي جعل شهر رمضان موسماً للأجور والأرباح، والصلاة والسلام على نبي الهُدى والفلاح، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم السرور والأفراح.. أما بعد:
حديثي إليك - أخي الشاب - حديث أخ لأخيه، ومحبٍّ لحبيبه، وصديق مشفق ناصح لصديقه، يريد له الخير، ويرجوا له الفوز والفلاح. فأرعني سمعك، وافتح لكلماتي قلبك، ولا تنظر إلى عيب الناصح، بل انظر فيما يدعوك إليه، فإن كان خيراً قبلتَه، وإن كان غير ذلك فلستُ عليك بوكيل.
أخي الحبيب.. ماذا أعددت لنفسك في شهر رمضان؟ ذلك الشهر العظيم الذي تُفَتَّح فيه أبواب الجنة، وتُغَلَّقُ أبواب النار، وتُسَلْسًلُ الشياطين، وفيه يعتِقُ الله عباده الصالحين من النار.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
هل عزمت فيه على التوبة؟ وهل قررت العودة والأوبة؟ وهل نويت التخلص من جميع المعاصي والمنكرات، وفتح صفحة جديدة مع ربِّ الأرض والسموات؟ وهل خططت لبرنامجك التعبدي اليومي في هذا الشهر؟ وبماذا ستستقبل أيامه ولياليه؟
أسئلة لا بد من الإجابة عليها بكل صدق وأمانة، ومصارحة للنفس في ذلك حتى لا يدخل الشهر ويخرج بلا عبادة ولا طاعة، وتضيع أيامه وساعاته هباءً منثوراً.
ابدأ بالتوبة
أخي الشاب.. لست أتهمُك بنصيحتي إياك أن تبدأ بالتوبة، فالتوبة هي بداية الطريق ونهايته، وهي المنزلة التي يفتقر إليها السائرون إلى الله في جميع مراحل سفرهم وهجرتهم إليه سبحانه.
فليست التوبة - إذن - من منازل العصاة والمخلِّطين فحسب كما يظن كثير من الناس فقد قال النبي وهو سيد الطائعين وإمام العابدين: « يا أيها الناس ! توبوا إلى الله، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة » [رواه مسلم].
ولما أمر الله عباده بالتوبة ناداهم باسم الإيمان فقال سبحانه: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31]، ونحن جميعاً ذوو ذنوب وأخطاء ومخالفات، فمن منا لا يخطئ؟ ومن منا لا يُذنب؟ ومن منا لا يعصي؟
والله سبحانه غفَّار الذنوب، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويفرح بتوبة التائبين وندم العصاة والمذنبين، ولذلك فقد « جعل سبحانه للتوبة باباً من قِبَلِ المغرب عرضُه أربعون سنة، لا يُغْلِقُه حتى تطلع الشمس من مغربها » كما قال الصادق المصدوق [رواه أحمد والترمذي وقال:حسن صحيح].
والتوبة - أخي الشاب - أمر سهل ميسور، ليس فيه مشقة، ولا معاناة عمل، فهي امتناع وندم وعزم؛ امتناع عن الذنوب والمخالفات، وندم على اقترافها في الماضي، وعزم على عدم العودة إليها في المستقبل.
أهمية الوقت
أخي الشاب.. إذا ندمت على ما فات، وتركت المخالفات والذنوب في المستقبل، توجَّب عليك بعد ذلك الاهتمام بعمرك، وإصلاح وقتك الحاضر الذي بين ما مضى وما يُستقبل، فإنك إن أضعته أضَعْتَ سعادتك ونجاتك، وإن حفظته بما ذكرت نجوت وفُزْتَ بالراحة واللذة والنعيم.
قال الإمام ابن الجوزي: ( رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعاً عجيباً؛ إن طال الليل فبحديث لا ينفع، أو بقراءة كتاب سمر. وإن طال النهار فبالنوم، وهم في أطراف النهار على نهر دجلة أو في الأسواق !! فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم، وما عندهم خبر، ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود، فهم في تعبئة الزاد والتأهب للرحيل.. فالله الله في مواسم العمل، والبدار البدار قبل الفوات ).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وقال أيضاً: ( ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات، فنُقل عن عامر بن عبد قيس أن رجلاً قال له: كلِّمني، فقال له: أمسك الشمس !! ).
ودخلوا على بعض السلف عند موته وهو يصلي، فعاتبوه على ذلك فقال: الآن تطوى صحيفتي !!
فإذا علم الإنسان - وإن بالغ في الجد - أن الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدوم له أجره بعد موته.
صورٌ من اجتهاد السلف
هذه - أخي الشاب - نماذج مضيئة وصور مشرقة تشير إلى اجتهاد سلفنا الكرام في عبادة الله تعالى وطاعته، لعلك إن نظرت فيها أورثك ذلك علوّ الهمة والإقبال على العبادة:
1 - صلى النبي حتى تفطَّرت قدماه، فراجعوه في ذلك فقال: « أفلا أكون عبداً شكوراً » [متفق عليه].
2 - وكان أبو بكر كثير البكاء وبخاصة في الصلاة وعند قراءة القرآن.
3 - وكان في خدِّ عمر خطَّان أسودان من كثرة البكاء.
4 - وكان عثمان يختم القرآن في ركعة.
5 - وكان علي يبكي في محرابه حتى تَخْضَل لحيته بالدموع، وكان يقول: ( يا دنيا غرِّي غيري، قد طلَّقتُك ثلاثاً لا رجعة فيها ! ).
6 - وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة.
7 - وكان سفيان الثوري يبكي الدم من الخوف !
8 - كان سعيد بن المسيب ملازماً للمسجد، فلم تَفُتْه صلاة في جماعة أربعين سنة !!
رمضان فرصة للشباب
أخي الشاب !
إن تجار الدنيا لا يألون جهداً، ولا يدّخرون وسعاً في اغتنام أي فرصة، وسلوك أيِّ سبيل يدرُّ عليهم الربح الكثير، والمكسب الوفير، فلماذا لا تتاجر أنت مع الله؟ فتسابق إلى الطاعات والأعمال الصالحات، لتفوز بالربح الوفير والثواب الجزيل منه سبحانه وتعالى.
ورمضان - أخي الشاب - من أعظم الفرص التي يجب أن يشمر لها المشمرون، ويَعُدَّ لها عُدَّتها المتقون، ولا يغفل عن اقتناصها المتيقظون، فهو شهر مغفرة الذنوب، والفوز بالجنة، والعتق من النيران، لمن سلم قلبه، واستقامت جوارحه، ولم يُضَيَّع وقته فيما يضرّ أو فيما لا يفيد.
وإليك - أخي الشاب - بعض الأمور التي تُعينك على اغتنام أوقات هذا الشهر وإعمارها بالأعمال الصالحات:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
1 - الصيام عبادة وليس عادة:
قال النبي : « من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه]، ومعنى قوله: { إيماناً } أي: إيماناً بالله وبما أعده من الثواب للصائمين. ومعنى قوله: { احتساباً } أي: طلباً لثواب الله، لم يحمله على ذلك رياء ولا سمعة، ولا طلب مال ولا جاه.
2 - رمضان نعمة يجب شكرها:
تأمل - أخي الشاب - في الذين أدركهم الموتُ قبل دخول شهر رمضان، فقد انقطعت أعمالهم وطُويت صحائفهم، فلا يستطيعون اكتساب حسنة واحدة، ولا فعل معروف وإن كان يسيراً.
أما أنت - أخي الشاب - فقد مد الله في عمرك حتى أدركت هذا الشهر العظيم، وهيَّأك لاكتساب هذا الثواب وتلك الأجور. وهذا - والله - نعمة كبرى ينبغي شكرها، والثناء على الله تعالى بإسدائها.
3 - النوم والسهر:
أخي الحبيب، إذا قضيت نهار رمضان في النوم، وليله في السهر واللعب، حُرمت أجر الصيام والقيام، وخرجت من الشهر صفر اليدين، فهي - والله - أيام معدودة، وليال مشهودة، ما تُهل علينا إلا وقد آذنت بانصرام، فاجتهد فيها - رحمك الله - بالطاعة والعبادة تفز باللذة والنعيم غداً. وإياك أن يدركك الشهر وأنت في غفلة، فقد قال النبي : « رغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له » [رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني].
4 - تلاوة القرآن:
رمضان شهر القرآن، وقد كان السلف إذا دخل رمضان يجتهدون في قراءة القرآن ويقدمونها على كل عبادة، حتى رُوي عن بعضهم أنه كان يختم القرآن كل ليلة، فاجتهد رحمك الله في تلاوة القرآن في هذا الشهر، واقرأ بترسُّل وترتيل وتدبر وخشوع، والتزم بأحكام التلاوة ما استطعت.
5 - قيام الليل:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
قيام الليل سنة مؤكدة في غير رمضان، وهو أشد تأكيداً في رمضان، وهو صلاة التراويح التي يصليها الناس في المساجد، فينبغي الحرص عليها وإتمامها كاملة مع الإمام، فقد قال النبي : « من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة » [رواه أهل السنن وقال الترمذي:حديث صحيح].

6 - الصدقة:
الصدقة في رمضان لها مزية وفضيلة عن غيره من الشهور، وقد كان النبي إذا دخل رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة، فاحرص على التصدُّق في هذا الشهر والجود بما عندك.
7 - تفطير الصائمين:
واحرص كذلك على تفطير الصائمين، وإطعام الفقراء والمساكين، فقد قال : « من فطَّر صائماً كان له مثل أجره » [رواه أحمد والترمذي وصححه].
8 - لزوم المساجد:
خير بقاع الأرض المساجد، فاحرص على صلاة الجماعة في المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ولا تدع شيئاً من النوافل، فإنها تسدُّ خلل الفرائض، وتوجب محبة الله تعالى؛ قال تعالى في الحديث القدسي: « ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه » [رواه البخاري].
9 - العمرة في رمضان:
للعمرة في رمضان فضل كبير، فقد فقال النبي : « عمرة في رمضان تعدل حجة - أو قال حجة معي » [رواه البخاري].
10 - العشر الأواخر:
احرص - أخي الشاب - على أن يكون اجتهادك في العشر الأواخر أكثر من اجتهادك فيما قبلها، فقد « كان النبي إذا دخل العشر أيقظ أهله، وأحيا ليله، وجدَّ وشدَّ المئزر » [متفق عليه].
11 - ليلة القدر:
تحرَّ ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وبخاصة في ليالي الوتر منها، فأحي الليالي بالعبادة من صلاة وقيام وقراءة قرأن وذكر ودعاء وغير ذلك من الطاعات، فإن ثواب العبادة في هذه الليلة أفضل من ثواب العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
12 - غضُّ البصر:
غضُّ البصر عبادة قلّ العمل بها، فلم لا تحيي هذه الفريضة العظيمة.
13 - الذكر:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
كن ذاكراً لله على كل حال، فقد فاز الذاكرون بخيري الدنيا والآخرة.
14 - الدعاء:
الدعاء هو العبادة، وهو دليلٌ على افتقار العبد إلى ربِّه وضرورته إليه في كل حال، وقد سماه الله تعالى عبادة في قوله: { وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [غافر:60]. فأين أنت - أخي الشاب - من عبادة الدعاء؟
15 - الاعتكاف:
وهو لزوم المسجد والانفراد لطاعة الله، فلا تضيَّع أيام اعتكافك وساعاته في اللغو والكلام في سفاسف الأمور، فيكون الذي لم يعتكف أفضل منك !!
16 - الطعام والشراب:
إياك وكثرة الطعام أو الشراب فإنها تؤدي إلى التراخي والفتور والتكاسل عن العبادة.
17 - منكرات يجب اجتنابها:
- إقلاعك عن التدخين في نهار رمضان دليل على قوة عزيمتك، فلم لا تمتنع عنه بالكلية في الليل والنهار؟!
- إياك وسماع الغناء، فإنه يفسد القلب، وينبت فيه الرعونة وقلة الغيرة.
- اجعل من شهر رمضان فرصة للتخلص من أسرِ مشاهدة المسلسلات والأفلام والمسابقات والبرامج التافهة.
- إياك وكثرة المزاح والضحك، فإنهما يورثان قسوة القلب والغفلة عن ذكر الله.
- لا تصاحب الأشرار الفارغين، فإنك إن صاحبتهم كنت مثلهم.
- شرُّ بقاع الأرض الأسواق، فإياك والتواجد فيها لغير حاجة.
- الخلوة والاختلاط بالنساء الأجنبيات من أكبر أسباب الشرور والفساد والعقوبات العامة؛ فاحذر من ذلك.
- إياك ومنكرات اللسان، فإنها تُضعف ثواب الصيام جداً، قال : « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » [رواه البخاري].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-03-26, 07:04 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
إلى من أدركت رمضان
عبد الملك بن محمد القاسم
(4)

الحمد لله الذي بلغنا هذا الشهر العظيم وأدعوه- عزّ وجلّ- كما بلغنا إياه أن يعيننا على حسن صيامه وقيامه، وأن يتجاوز عن تقصيرنا وزللنا، وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
فهذه رسالة قصيرة سطرتها لك أختي المسلمة على عجل وضمنتها وقفات متنوعة، أدعوه- عزّ وجلّ- أن يبارك في قليلها، وأن ينفع بها إنه سميع مجيب:
الوقفة الأولى:
أذكرك بأصل الخلق وسبب الوجود، قال الله- عزّ وجلّ-: { وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات:56].
قال الإمام النووي: وهذا تصريح بأنهم خُلقوا للعبادة، فحُقَّ عليهم الاعتناء بما خُلقوا له، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام.
أختي المسلمة:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
تفكري في عظم فضل الله تبارك وتعالى عليك.. { وإن تعُدُّوا نعمت الله لا تحصوها إنَّ الإنسان لظلومٌ كفّار } [إبراهيم:34].. وأجلُّ تلك النعم وأعظمها نعمة الإسلام، فكم يعيش على هذه الأرض من أمم حُرمت شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله. وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.. ثم احمدي الله- عزّ وجلّ- على نعمة الهداية والتوفيق فكم ممن ينتسبن إلى الإسلام وهن مخالفات لتعاليمه ظاهراً وباطناً، مفرطات في الواجبات، غارقات في المعاصي والآثام، فاللهم لك الحمد.
وأنت- أيتها المسلمة- تتقلبين في نعم الله- عزّ وجلّ- من أمن في الأوطان، وسعة في الأرزاق، وصحة في الأبدان، عليك واجب الشكر بالقول والفعل، وأعظم أنواع الشكر طاعة الله- عزّ وجلّ- واجتناب نواهيه فإن النعم تدوم بالشكر.. { وإذ تأذّن ربُّكم لئن شكرتم لأزيدنَّكُم } [إبراهيم:7]
واعلمي أن حقوق الله- عزّ وجلّ- من أن يقوم بها العباد، وأن نعم الله تبارك وتعالى أكثر من أن تُحصى ولكن (أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين)..
الوقفة الثانية:
من نعم الله تبارك وتعالى عليك أن مدّ في عمرك وجعلك تدركين هذا الشهر العظيم، فكم غيَّب الموت من صاحب، ووارى الثرى من حبيب.. فإن طول العمر والبقاء على قيد الحياة فرصة للتزود من الطاعات والتقرب إلى الله- عزّ وجلّ- بالعمل الصالح.
فرأس مال المسلم هو عمره، لذا أحرصي على أوقاتك وساعاتك حتى لا تضيع سدى وتذكري من صامت معك العام الماضي وصلّت العيد!! ثم أين هي الآن بعد أن غيبها الموت؟! وتخيلي أنها خرجت إلى الدنيا اليوم فماذا تصنع؟ هل ستسارع إلى النزهة والرحلة؟ أم إلى السوق والفسحة؟ أم إلى الصاحبات والرفيقات؟ كلا بل- والله- ستبحث عن حسنة واحدة.. فإن الميزان شديد ومحصي فيه مثقال الذر من الأعمال { فمن يعمل مثقال ذرَّةٍ خيراً يره . ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شراً يره } [الزلزلة:7-8] واجعلي لك نصيباً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اغتنم شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك » .. واحرصي أن تكوني من خيار الناس كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فعن أبي بكرة رضي الله عنه « أن رجلاً قال: يا رسول الله أي الناس خير؟
قال صلى الله عليه وسلم: من طال عمره وحسن عمله.
قال: فأي الناس شر؟..
قال صلى الله عليه وسلم: من طال عمره وساء عمله » [رواه مسلم].
الوقفة الثالثة:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
يجب الإخلاص في النية وصدق التوجه إلى الله - عزّ وجلّ-، واحذري وأنت تعملين الطاعات مداخل الرياء والسمعة فإنها داء خطير قد تحبط العمل، واكتمي حسناتك وأخفيها كما تكتمين وتخفين سيئاتك وعيوبك، واجعلي لك خبيئة من عمل صالح لا يعلم به إلا الله- عزّ وجلّ-: من صلاة نافلة، أو دمعة في ظلمة الليل، أو صدقة سر واعلمي أن الله- عزّ وجلّ- لا يتقبل إلا من المتقين، فاحرصي على التقوى..
{ إنَّما يتقبَّلُ الله من المُتَّقين } [المائدة:27]..
ولا تكوني ممن يأبون دخول الجنة.. كما ذكر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم: « كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى.. قالوا : ومن يأبى يا رسول الله؟.. قال:
من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى » [رواه البخاري].
الوقفة الرابعة:
عوِّدي نفسك على ذكر الله تبارك وتعالى في كل حين وعلى كل حال، وليكن لسانك رطباً من ذكر الله- عزّ وجلّ-، وحافظي على الأدعية المعروفة والأوراد الشرعية
قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً . وسبِّحوه بُكرةً وأصيلاً } [الأحزاب:41-42]..
وقال تعالى: { والذَّاكرين الله كثيراً والذَّاكرات أعدَّ الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً } [الأحزاب:35].
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه » [رواه مسلم].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « سبق المفردون.. قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات » [رواه مسلم].
قال ابن القيم- رحمه الله-: وبالجملة فإن العبد إذا أعرض عن الله تعالى واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقة التي يجد غبَّ إضاعتها يوم يقول:
{ يا ليتني قدَّمتُ لحياتي } [الفجر:24].
واعلمي أختي المسلمة أنه لن يعمل أحد لك بعد موتك من صلاة وصيام وغيرها فهبِّي إلى الإكثار من ذكر الله - عزّ وجلّ- والتزود من الطاعات والقربات.
الوقفة الخامسة:
احرصي على قراءة القرآن الكريم في كل يوم، ولو رتبت لنفسك جدولاً تقرأين فيه بعد كل صلاة جزءاً من القرآن لأتممت في اليوم الواحد خمسة أجزاء وهذا فضل من الله عظيم، والبعض يظهر عليه الجد والحماس في أول الشهر ثم يفتر، وربما يمر عليه اليوم واليومين بعد ذلك وهو لم يقرأ من القرآن شيئاً.
وقد ورد في فضل القرآن ما تقرُّ به النفوس وتهنأ به القلوب فعن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف » [رواه الترمذي]
وعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب » [رواه الترمذي].
وعن أبي أمامة الباهلي- رضي الله عنه- قال: « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه » [رواه مسلم].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
فعليك أختي المباركة بالحرص على قراءة القرآن، بل وحفظ ما تيسر منه ومراجعة ما قد تفلت منك، فإن كلام الله تعالى فيه العظة والعبرة، والتشريع والتوجيه، والأجر والمثوبة.
الوقفة السادسة:
رمضان فرصة مواتية للدعوة إلى الله.. فتقربي إلى الله- عزّ وجلّ- في هذا الشهر العظيم بدعوة أقاربك وجيرانك وأحبابك عبر الكتاب والشريط والنصيحة والتوجيه، ولا يخلو لك يوم دون أن تساهمي في أمر الدعوة، فإنها مهمة الرسل والأنبياء والدعاة والمصلحين، وليكن لك سهم في هذا الشهر العظيم، فإن النفوس متعطشة والقلوب مفتوحة والأجر عظيم.. قال صلى الله عليه وسلم: « فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم » [متفق عليه].
قال الحسن: فمقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد..
الوقفة السابعة:
احذري مجالس الفارغات، واحفظي لسانك من الغيبة والنميمة وفاحش القول واحبسيه عن كل ما يغضب الله تعالى، وألزمي نفسك الكلام الطيب الجميل، وليكن لسانك رطباً بذكر الله.
ولأختي المسلمة بشارة هذا العام. فنحن في عطلة دراسية وهي فرصة للتزود من الطاعة والتفرغ للعبادة.. وقد لا تتكرر الفرصة.. بل وقد تموتين قبل أن تعود الفرص.. واعلمي أن كل يوم يعيشه المؤمن هو غنيمة..
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: كان رجلان من بلى من قضاعة أسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأُخر الآخر سنة فقال طلحة بن عبيد الله: فرأيت المُؤخّر منهما أُدخل الجنة قبل الشهيد، فتعجبت لذلك، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم أو ذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: « أليس قد صام بعده رمضان، وصلى ستة آلاف ركعة، وكذا ركعة صلاة سنة » [رواه أحمد].
الوقفة الثامنة:
منزلك هو مناط توجيهك الأول، فاحرصي أولاً على أخذ نفسك وتربيتها على الخير، ثم احرصي على من حولك من زوج وأخ وأخت وأبناء يتذكيرهم بعظم هذا الشهر وحثِّهم على المحافظة على الصلاة وكثرة قراءة القرآن، وكوني آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر في منزلك بالقول الطيب، والكلمة الصادقة، وأتبعي ذلك كله الدعاء لهم بالهداية. وهذا الشهر فرصة لمراجعة ومناصحة المقصرين والمفرطين فلعل الله- عزّ وجلّ- أن يهدي من حولك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من دل على خير فله مثل أجر فاعله »
[رواه مسلم].
الوقفة التاسعة:
احذري الأسواق فإنها أماكن الفتن والصد عن ذكر الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها » [رواه مسلم].
ولا يكن هذا الشهر وغيره سواء، واحذري أن تلحقك الذنوب في هذا الشهر العظيم بسبب رغبة شراء فستان أو حذاء فاتقي الله في نفسك وفي شباب المسلمين، وما يضيرك لو تركت الذهاب إلى الأسواق في هذا الشهر الكريم، وتقربت إلى الله عزّ وجلّ بهذا الترك، قال عبد الله بن مسعود: ما قَرُبَتِ امرأة إلى الله بأعظم من قعودها في بيتها.
الوقفة العاشرة:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
العمرة فضلها عظيم وفضلها في رمضان يتضاعف فعن ابن عباس رضي الله عنه « أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من حجة الوداع قال لامرأة من الأنصار اسمها أم سنان: ما منعك أن تحجي معنا ؟ قالت: أبو فلان (زوجها) له ناضحان حج على أحدهما، والآخر نسقي عليه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة »
أو قال: « حجة معي » [رواه البخاري].
وإلى كل معتمرة باحثة عن الأجر وهي مجانبة للطريق، أربأ بها أن يجتمع عليها في بلد الله الحرام، حرمة الشهر، وحرمة المكان، وحرمة الذنب. فتكون عمرتها طريق إلى الإثم والمعصية من حيث لا تدري وترجع مأزورة غير مأجورة!
وإن يسر الله تعالى لك العمرة فتجنبي مواطن الزلل وعثرات الطريق، واخرجي محتشمة بعيدة عن أعين الرجال غاضة الطرف، لا بسة الحجاب الشرعي، مبتعدة عن لبس النقاب، ومس العطور، واخرجي لبيت الله الحرام وأنت مستشعرة عظمة هذا البيت وعظمة خالقه- عزّ وجلّ-، وتذكري أن الحسنات تُضاعف فيه كما أن السيئات تضاعف فيه أيضاً.
الوقفة الحادية عشرة:
لقد فتح الله- عزّ وجلّ- لنا أبواب الخير وفاضت الأرزاق بيد الناس فاحرصي- وفقك الله- على الصدقة بما تجود به نفسك من مال ومأكل وملبس.
وقد مدح الله تبارك وتعالى عباده المتقين ووصفهم بعدة صفات فقال تعالى:
{ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون . وبالأسحار هم يستغفرون . وفي أموالهم حقٌ للسائل والمحروم } [الذاريات:17-19]
وفي هذا الشهر تستطيعين أن تجمعي هذه الأعمال الفاضلة من قيام ليل واستغفار وصدقة في كل يوم.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة بقوله: « اتقوا النار ولو بشق تمرة » [رواه مسلم]
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله » وذكر منهم:
« رجلاً تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه » [متفق عليه]. وقد أنفق بعض الصحابة أموالهم كاملة في سبيل الله وبعضهم نصف ماله فلا يُبخِّلنك الشيطان ويصدك عن الصدقة بل سارعي إليها..
وهذا نداء خاص لك أختي المسلمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يا معشر النساء تصدقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار » [رواه مسلم].
الوقفة الثانية عشرة:
شهر رمضان فرصة مناسبة لمراجعة النفس ومحاسبتها وملاحظة تقصيرها فإن في ذلك خيراً كثيراً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنما الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني » [رواه الترمذي].
وكان الحسن يقول: رحم الله رجلاً لم يغره كثرة ما يرى من الناس.. ابن آدم.. إنك تموت وحدك، وتدخل القبر وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك.
وقال ابن عون: لا تثق بكثرة العمل فإنك لا تدري أيقبل منك أم لا؟ ولا تأمن ذنوبك فإنك لا تدري أكفر عنك أم لا؟ إن عملك مغيب عنك كله.
الوقفة الثالثة عشرة:
أوجب الله- عزّ وجلّ- بر الوالدين وصلتهم وحسن معاملتهم والرفق بهم، وحذر من مجرد التأفّف والتضجر فقال تعالى: { فلا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهما } [الإسراء:23]
وقال تعالى: { واخفض لهما جناح الذُّلِّ من الرَّحمة } [الإسراء:24]
وقد جاء رجل يستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد وهو من أفضل الأعمال وفيه من المشقة والتعب ما هو معلوم معروف بل وربما ذهبت فيه النفس والروح.. فـ « قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحيٌّ والداك؟ قال: نعم. فقال صلى الله عليه وسلم: ففيهما فجاهد » [رواه البخاري].
ومن صور بر الوالدين رحمتهما والسؤال عن صحتهما، وإعانتهما على الطاعة، والتوسعة عليهما بالمال والهدايا وإدخال السرور عليهما والدعاء لهما، وبعض النساء تعرض عن بر والديها وتراها تقدم الصديقة والزميلة بالتبسط والحديث والزيارة، ولا يكون لوالديها نصيب من ذلك، وبر الوالدين من أفضل الأعمال فعن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: « سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة لوقتها قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سيبل الله » [متفق عليه].
فاحرصي- بارك الله فيك- على برهما والدعاء لهما، والتصدق عنهما أحياءً وأمواتاً. غفر الله لهما وجزاك خيراً.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
واحرصي أيضاً على صلة الأرحام والتواصل معهم في هذا الشهر الكريم، ولكن لا يكون هذا التواصل باب شر عليك يُفتح فيه حديث الغيبة والنميمة والاستهزاء وضياع الأوقات. بل تكفي زيارة السؤال والاطمئنان ونشر الخير وتعليم الجاهلة وتذكير الغافلة وإبداء المحبة وتفقد الحال ومساعدة المحتاج، ولتكن مجالساً معطرة بذكر الله- عزّ وجلّ- فيها فائدة وخير.
والوقفة الرابعة عشرة:
التوبة: كلمة نرددها ونسمعها ولكنَّ قليلاً من النساء من تطبقها.. حتى أنه- والعياذ بالله- قد استمرأت بعض النفوس المنكر فترى البعض يُقدم على فعل المحرمات المنهي عنها بلا مبالاة مثل سماع الموسيقى والمعازف.. وكذلك رؤية الرجال على الشاشات وإضاعة الأوقات فيما هو محرم.. فحري بالمسلمة أن تكون ذات توبة صادقة قارنة القول بالفعل. قال الله تعلا حاثاً على التوبة ولزوم الأوبة: { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلَّكُم تُفلحون } [النور:31]
وقال تعالى: { إنَّ الله يُحبُّ التوابين ويُحبُّ المُتطهِّرين } [البقرة:222]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون » [رواه الترمذي، والحاكم].
فسارعي أختي المسلمة إلى النوبة من جميع الذنوب والمعاصي وافتحي صفحة جديدة في حياتك وزينيها بالطاعة، وجمليها بصدق الالتجاء إلى الله- عزّ وجلّ- وحاسبي نفسك قبل أن تحاسبي { يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون . إلاَّ من أتى الله بقلبٍ سليم } [الشعراء:88-89] وتذكري حالك إذا غُسلت بسدر وحنوط وكفنت بخمسة أثواب هي كل ما تخرجين به من زينة الدنيا!!
يا ليت شعري كيف انت إذا غُسلت بالكافور والسدر
أو ليت شعري كيف أنت على نبش الضريح وظلمة القبر!!
أختي المسلمة:
هذه وقفات سريعة كتبتها على عجالة.. وإن أفزعتك دورة الأيام وأهمك أمر الآخرة وأردت أن تعملي، فلا تقصري فاقصدي باب التوبة واطرقي جادة العودة وقولي: لعله آخر رمضان في حياتي، ولعلي لا أعيش سوى هذا العام، ولا تستكثري عليك هذا التصور. فاحزمي أمرك وسيري إلى الآخرة فو الله إنك في حاجة إلى الحسنة الواحدة.. واستحضري عظمة الجبار وهول المطلع، ويوماً تشيب فيه الولدان، وفكري في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، ونار يُقال لها لظى { نزَّاعةً للشَّوى . تدعو من أدبر وتولى } [المعارج:16-17]
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وسترين بتذكر كل ذلك بإذن الله- عزّ وجلّ- ما يعينك على الاستمرار والمحافظة على الطاعة، وإن كنت قد تصدقت بما مضى من عمرك على الدنيا وهو الأكثر، فتصدقي بما بقي من عمرك على الآخرة وهو الأقل.. ولا تكوني ممن إذا حل بهم هادم اللذات ومفرق الجماعات فقال: { ربِّ ارجعون } [المؤمنون: 99]
ولماذا العودة والرجوع { لعلِّي أعمل صالحاً فيما تركت } [المؤمنون:100]
فابدئي الآن واحزمي أمرك فإنما هي جنة أو نار ولا منزلة بينهما.
أدعو الله- عزّ وجلّ- بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا أن يعيد هذا الشهر علينا أجمعين في خير وعافية وأن لا يكون هذا آخر رمضان نصومه.
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وتجاوز عن تقصيرنا واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا إنك أنت الغفور الرحيم..ربنا وهب لنا من ذرياتنا وأزواجنا قرة أعين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعي.

https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-03-27, 05:11 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
عشر وسائل لاستقبال رمضان وعشر حوافز لاستغلاله
(5)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
هذه رسالة موجهة لكل مسلم أدرك رمضان وهو في صحة وعافية ، لكي يستغله في طاعة الله تعالى ، وحاولت أن تكون هذه الرسالة في وسائل وحوافز إيمانية تبعث في نفس المؤمن الهمة ، والحماس في عبادة الله تعالى في هذا الشهر الكريم ، فكانت بعنوان " عشر وسائل لاستقبال رمضان وعشرة حوافز لاستغلاله "
فأسأل الله تعالى التوفيق والسداد وأن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
كيف نستقبل رمضان ؟
س: ما هي الطرق السليمة لاستقبال هذا الشهر الكريم ؟
ينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات ، وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها ، قال الله تعالى { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } [المطففين :26]
فاحرص أخي المسلم على استقبال رمضان بالطرق السليمة التالية :
الطريقة الأولى : الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية ، حتى تنشط في عبادة الله تعالى ، من صيام وقيام وذكر ، فقد روي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال « اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان » رواه أحمد والطبراني - لطائف المعارف .
وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه أن يتقبله منهم .
فإذا أهلّ هلال رمضان فادع الله وقل : « الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ، والتوفيق لما تحب وترضى ، ربي وربك الله » رواه الترمذي والدارمي وصححه ابن حبان .
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
الطريقة الثانية : الحمد والشكر على بلوغه : قال النووي رحمه الله في كتاب الأذكار ( اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة ، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى أو يثني بما هو أهله وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة ، والعبادة فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة ، تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها ، فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .
الطريقة الثالثة : الفرح والإبتهاج ، ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجئ شهر رمضان فيقول : « جاءكم شهر رمضان ، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه ، فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم ... الحديث » أخرجه أحمد .
وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه ، وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات وتنزل الرحمات .
الطريقة الرابعة : العزم والتخطيط المسبق للإستفادة من رمضان ، الكثيرون من الناس وللأسف الشديد حتى الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا ، ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة ، وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة ، ونسيان أو تناسي أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر ، ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة ، التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات ، فيضع المسلم له برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى ، وهذه الرسالة التي بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في طاعة الله تعالى إن شاء الله تعالى .
الطريقة الخامسة : عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة ، فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير ، قال الله عز وجل { فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم } [محمد:21]
الطريقة السادسة : العلم والفقه بأحكام رمضان ، فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم ، ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد ، ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه ، ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى { فاسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } [الأنبياء:7]
الطريقة السابعة : علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات ، والتوبة الصادقة من جميع الذنوب ، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها ، فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب ؟ قال الله تعالى { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } [النور:31]
الطريقة الثامنة : التهيئة النفسية والروحية من خلال القراءة والإطلاع على الكتب والرسائل ، وسماع الأشرطة الإسلامية من المحاضرات والدروس التي تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهئ نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر فيقول في آخر يوم من شعبان : « جاءكم شهر رمضان ... الحديث » أخرجه أحمد والنسائي - لطائف المعارف .
الطريقة التاسعة : الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه ، من خلال :
1- تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيراً جيداً لإلقائها في مسجد الحي .
2- توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان على المصلين وأهل الحي .
3- إعداد - هدية رمضانية - وبإمكانك أن تستخدم في ذلك الظرف بأن تضع فيه شريطين وكتيب ، وتكتب عليه هدية رمضان .
4- التذكير بالفقراء والمساكين ، وبذل الصدقات والزكاة لهم .
الطريقة العاشرة : نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع :
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
أ*- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة .
ب*- الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
ت*- مع الوالدين والأقارب والأرحام ، والزوجة والأولاد بالبر والصلة .
ث*- مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً ، قال صلى الله عليه وسلم « أفضل الناس أنفعهم للناس »
هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر ، واستقبال المريض للطبيب المداوي ، واستقبال الحبيب للغائب المنتظر .
فاللهم بلغنا رمضان وتقبله منا إن أنت السميع العليم .
كيف تتحمس لاستغلال رمضان ؟
لكي تتحمس لاستغلال رمضان في الطاعات اتبع التعليمات التالية :
1- الإخلاص لله في الصيام :
الإخلاص لله تعالى هو روح الطاعات ، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات ، وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات ، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون معونة الله لعبده المؤمن ، قال ابن القيم رحمه الله : وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وتعالى وإعانته ...
وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } [البينة:5]
فإذا علم الصائم أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه هذا مما يحفز المؤمن لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن سبحانه وتعالى ( صيام + إخلاص لله ) = حماس وتحفيز .
2- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم :
وخصلة أخى تدعوك للتحمس لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن ألا وهي : معرفة أن الرسو ل صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه فيقول : « جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه .. الحديث » وهذا يدل على عظم استغلال رمضان في الطاعة والعبادة ، لذا بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام ليستعدوا لاغتنامه .
3- استشعار الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومنها :
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
أ*- أن أجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»
ب*- من صام يوماً في سبيل الله يبعد الله عنه النار سبعين خريفاً فكيف بمن صام الشهر كاملاً .
ت*- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة .
ث*- في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون .
ج*- صيام رمضان يغفر جميع ما تقدم من الذنوب
ح*- في رمضان تفتح أبوان الجنة وتغلق أبواب النيران
خ*- يستجاب دعاء الصائم في رمضان .
أخي هلا أدركت الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين
فما عليك إلا أن تشمر عن ساعد الجد وتعمل بهمة ونشاط لتكون أحد الفائزين بتلك الجوائز العظيمة .
4- معرفة أن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات :
وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور ، ومما يزيدك تحمساً لاستغلال رمضان أن تعلم أن رسولك العظيم صلى الله عليه وسلم كان يكثر من أنواع العبادة بما لا يخص غيره من الشهور الأخرى ، فهل لك في رسول الله قدوة وأسوة ؟ والله تعالى يقول { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } [الأحزاب:21]
فتُكثر من أنواع الطاعات في هذا الشهر .
5- إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم ، ومن ملامح هذه البركة حتى تزيدك حماساً :
أ-البركة في المشاعر الإيمانية : ترى المؤمن في هذا الشهر قوي الإيمان حي القلب ، دائم التفكر ، سريع التذكر ، إن هذا الأمر محسوس لانزاع فيه أنه بعض عطاء الله تعالى للصائم .
ب- البركة في القوة الجسدية : فأنت أخي الصائم رغم ترك الطعام والشراب ، كأنما ازدادت قوتك وعظم تحملك على احتمال الشدائد ، ومن ناحية أخرى يبارك الله لك في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة ، ورواتبها المسنونة ، وبقية العبادات رغم الجوع والعطش .
ج- البركة في الأوقات : تأمل ما يحصل من بركة الوقت بحيث تعمل في اليوم والليلة من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان .
فاغتنم بركة رمضان وأضف إليها بركة القرآن ، واحرص على أن يكون ذلك عوناً لك على طاعة الرحمن ، ولزوم الإستقامة في كل زمان ومكان .
وهذا مما يزيدك تحمساً وتحفزاً على استغلال بركة هذا الشهر .
6- ومما يعين على التحمس لإستغلال هذا الشهر الفضيل في الطاعة :استحضار خصائص شهر رمضان .
أخي الحبيب خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها :
أ - خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
ب - تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا .
ج - يزين الله في كل يوم جنته ويقول « يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك »
ح - تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار
خ - فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
د - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان
ر - لله عتقاء من النار في آخر ليلة من رمضان
7- استشعار أن الله تعالى اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال :
ومزية عظيمة يحصل عليها مستغل رمضان في الخير ، تجعل المرء لا يفرط في رمضان ألا وهي : أن الله تعالى اختص قدر الثواب والجزاء للصائم لنفسه من بين سائر الأعمال كما في الحديث ، قال صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ... » إن هذا الإختصاص مما يزيد المؤمن حماساً لاستغلال هذا الفضل العظيم .
8- معرفة مدى اجتهاد الصحابة الكرام والسلف الصالح في الطاعة في هذا الشهر الكريم :
لقد أدرك الصحابة الأبرار فضل شهر رمضان عند الله تعالى فاجتهدوا في العبادة ، فكانوا يحيون لياليه بالقيام و وتلاوة القرآن ، كانوا يتعادون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام ، وكانوا
يجاهدون أعداء الله في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله .
9- معرفة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة :
وخصلة أخرى تزيدك تعلقاً بالصيام وحرصاً عليه هي أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة عند الله تعالى ، ويكون سبباً لهدم الذنب عنه ، فنعم القرين ، قرين يشفع لك في أحلك المواقف وأصعبها ، قال صلى الله عليه وسلم « الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة : يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان » رواه أحمد في المسند .
10 - معرفة أن رمضان شهر القرآن وأنه شهر الصبر :
وأن صيامه وقيامه سبب لمغفرة الذنوب ، وأن الصيام علاج لكثير من المشكلات الإجتماعية ، والنفسية ، والجنسية ، والصحية .
فمعرفة كل هذه الخصال الدنيوية والأخروية للصائم مما يحفز على استغلاله والمحافظة عليه .
هذه بعض الحوافز التي تعين المؤمن على استغلال مواسم الطاعات ، وشهر الرحمات والبركات ، فإياك والتفريط في المواسم فتندم حيث لاينفع الندم ، قال الله تعالى { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً } [الإسراء:21]
نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-03-28, 02:31 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
رمضان.. فضائله، أركانه، فوائده، سننه و مكروهاته
دار القاسم
(6)
رمضان.. فضائله، أركانه، فوائده، سننه ومكروهاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، أما بعد:
فإن الصوم أحد أركان الإسلام العظام المعلوم من الدين بالضرورة دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، وتواترت في فضله الأخيار، ولا شك أن هذه العبادة الجليلة مشتملة على جملة من الشرائط والأركان والواجبات والمستحبات التي أمر الله بها، كما أن للصوم مفسدات ومحرمات ومكروهات نهى الله عزّ وجلّ عنها. وللصوم فوائد مختلفة وحقائق قلبية متعددة؛ لذا يجب على المسلم معرفة هذه الأمور ليعبد ربه -عزّ وجلّ- على بصيرة، ولتكون العبادة مقبولة يثاب عليها الصائم بعظيم الثواب.
وإليك أخي القارئ شيئاً من ذلك:
من فضائل شهر رمضان:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
وقال صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب، فإن سابه أحدا أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك. وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه» [متفق عليه].
• وقال صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلن يدخل منه أحد» [رواه البخاري ومسلم].
• وقال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري ومسلم].
• وقال صلى الله عليه وسلم: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي رب، إني منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه؛ فيشفعان» [رواه أحمد وغيره وحسنه الهيثمي، وصححه الألباني].
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام
يا حبيباً زارنا في كل عام
قف لقيناك بحب مفعم
كل حب في سوى المولى حرام
فاغفر اللهم منا ذنبنا
ثم زدنا من عطاياك الجسام
لا تعاقبنا فقد عاقبنا
قلق أسهرنا جنح الظلام

https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
أركان الصيام:
أركان الصيام أربعة وهي:
1- النية.
2- الإمساك عن المفطرات (كالأكل والشبر ونحوهما).
3- الزمان (من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس).
4- الصائم (المسلم، البالغ، العاقل، القادر على الصيام الخالي من الموانع كالمسافر، والمريض، والحائض والنفساء).
فوائد الصيام:
أ*- فوائد روحية:
1- يوجِد في النفس ملكة التقوى التي هي من أعظم أسرار الصوم.
2- يعوِّد الصبر ويقوي الإرادة.
3- يعوِّد ضبط النفس ويساعد عليه.
4- يكسر النفس. فإن الشبع والروي ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والقطر والغفلة.
5- يساعد على تخلي القلب للفكر والذكر... فإن تناول الشهوات قد يقسي القلب ويعميه ويحول بين القلب وبين الذكر والفكر ويستدعي الغفلة، وخلو البطن من الطعام ينور القلب ويوجب رقته ويزيل قسوته ويهيئه للذكر والفكر.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
6- يضيق مجاري الدم التي هي مجرى الشيطان الوسواس الخناس من ابن آدم، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فتسكن بالصيام وساوس الشيطان وتنكسر قوة الشهوة والغضب.
ب*- فوائد اجتماعية:
1- يعوِّد المسلمين النظام والاتحاد.
2- ينشر العدل والمساواة بين المسلمين.
3- يكوِّن في المؤمنين الرحمة وينمي السلوك الحسن.
4- يعرف الغني قدر نعمة الله عليه بما أنعم عليه ما منع منه كثيراً من الفقراء من فضول الطعام والشراب واللباس والنكاح، فإنه بامتناعه عن ذلك في وقت مخصوص وحصول المشقة له بذلك يتذكر به من منع من ذلك على الإطلاق فيوجب له ذلك شكر نعمة الله تبارك وتعالى عليه بالغنى ويدعوه إلى مساعدة إخوانه الفقراء.
5- يصون المجتمع من الشرور والمفاسد.
ت*- فوائد صحية:
1- يطهر الأمعاء.
2- يصلح المعدة.
3- ينظف البدن من الفضلات والرواسب.
4- يخفف من وطأة السمن وثقل البطن بالشحم.
محرمات الصوم ومكروهاته:
أ*- محرمات الصوم:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وهي التي حرم على الإنسان فعلها في غير رمضان، ويتأكد التحريم لشرف الزمان وفضيلة شهر رمضان وهي الكذب والغيبة والنميمة وفحش القول والنظر إلى البرامج والأفلام الخليعة وسماع الأغاني وغيرها. قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري].
ب*- مكروهات الصيام:
1- المبالغة في المضمضة والاستنشاق.
2- ذوق الطعام بغير حاجة.
3- أن يجمع الصائم ريقه ويبتلعه.
4- مضغ العلك (اللبان) الذي لا يتحلل منه أجزاء (فإذا تحلل منه فإنه مفسد للصيام).
5- القبلة لمن تحرك شهوته.
6- ترك الصائم بقية طعام بين أسنانه.
7- شم ما لا يأمن أن تجذبه أنفاسه إلى حلقه كمسحوق المسك والبخور.
8- وصال الصوم يومين أو أكثر دون أن يأكل بينهما.
سنن الصيام:
يستحب للصائم أن يفعل الأشياء التالية:
1- كثرة قراءة القرآن العظيم بخشوع وتدبر.
2- كثرة ذكر الله -عزّ وجلّ-.
3- الإكثار من الصدقة.
4- كف فضل اللسان والجوارح عن فضول الكلام والأفعال التي لا إثم فيها.
5- تعجيل الفطر.
6- الفطر على رطبات وترا، وإلا على تمرات وإلا على ماء.
7- الدعاء عند فطره.
8- السحور مع تأخيره إلى قبيل الفجر.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
9- تفطير الصائمين.
10- الاعتكاف في العشر الأواخر.
11- قيام لياليه وخاصة ليلة القدر.
حقائق الصوم القلبية:
هي ستة أمور:
1- غض البصر وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره، وإلى كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله.
2- حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء.
3- كف السمع إلى الإصغاء إلى كل مكروه، لأن ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه، ولذلك قرن الله -عزّ وجلّ- بين السمع وأكل السحت. قال تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} [المائدة: 42].
4- كف بقية الجوارح من اليد والرجل عن الآثام والمكاره. وكف البطن عن كل طعام مشبوه وقت الإفطار. فلا يليق بالمسلم أن يصوم عن الطعام الحلال ثم يفطر على الطعام الحرام.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع» [صححه الألباني].
5- ألا يتكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ بطنه، فما من وعاء أشر من بطن مليء من حلال.
6- أن يكون قلبه بعد الإفطار مضطرباً بين الخوف والرجاء، إذ لا يدري أيقبل صومه، فيكون من المقربين أو يرد عليه، فيكون من الممقوتين؟ وليكن كذلك في آخر كل عبادة.
مدرسة الصوم:
الصيام من أعظم ما يعين على محاربة الهوى، وقمع الشهوات، وتزكية النفس وإيقافها عند حدود الله تعالى، فالصائم يحبس لسانه عن اللغو والسباب والانزلاق في أعراض الناس، والسعي بينهم بالغيبة والنميمة المفسدة، والصوم يمنع صاحبه من الغش والخداع والتطفيف والمكر وارتكاب الفواحش والربا والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل بأي نوع من أنواع الاحتيال، والصوم يجعل المسلم يسارع في فعل الخيرات من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة على وجهها الصحيح وجهاتها المشروعة. ويجتهد في بذل الصدقات، وفعل المشاريع النافعة، والصوم يحمل صاحبه على تحصيل لقمة العيش على الوجه الحلال والبعد عن اقتراف الإثم والفواحش.
شهر الجهاد والنصر:
إن شهر الصوم هو شهر الجهاد في سبيل الله، وفي شهر الصوم كانت معظم انتصارات المسلمين، ففي رمضان من السنة الثانية للهجرة انتصر الإسلام على الشرك في غزوة بدر الكبرى، وفي رمضان من السنة الخامسة كان استعداد المسلمين لغزوة الخندق، وفي رمضان في السنة الثامنة للهجرة تم الفتح الأعظم فتح مكة، وفي رمضان في السنة التاسعة حدثت بعض أعمال غزوة تبوك، وفي رمضان السنة العاشرة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على رأس سرية إلى اليمن.
مفسدات الصوم:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
للصوم مفسدات إذا حصلت في نهار رمضان:
1- الأكل والشرب متعمداً.
2- الجماع.
3- إنزال المني باختياره.
4- الحجامة.
5- التقيؤ عمداً.
6- خروج دم الحيض والنفاس.
7- ما كان بمعنى الأكل والشرب كالإبرة المغذية.
نداء:
أخي الكريم...
أتاك شهر رمضان، وشهر التوبة والغفران، شهر تضاعف فيه الأعمال، وتحط فيه الأوزار فجد فيه بالطاعات وبادر فيه بالحسنات.
أخي الكريم... ألم يإن لك أن تقلع عن هواك، ألم يإن لك أن ترجع إلى باب مولاك، أنسيت ما خولك وأعطاك، أليس هو الذي خلقك فسواك، أليس هو الذي عطف عليك القلوب وبرزقه غذاك، أليس هو الذي ألهمك الإسلام وهداك، إرفع أكف الضراعة لمولاك، وقف ببابه، ولذ بحماه، فمن وقف ببابه تلقاه، ومن لاذ به حماه ووقاه، ومن توكل عليه كفاه، فبادر بالتوبة قبل لقياه، لعلك تحظى بالقبول، وتدرك المطلوب.
وفي الختام نسأل الله -عزّ وجلّ- أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.



https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-03-29, 03:18 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
البرنامج اليومي للمسلمة الرمضانية

(7)
قبل أن تقرئي لاحظي:

الملاحظة الأولى: يحتاج تطبيق ما جاء في هذا البرنامج إلى إخلاص ونية صادقة، وإلى عزم وإرادة قوية لمواصلة البرنامج.

الملاحظة الثانية: لا يلزم التقيد بما جاء فيه، بل يمكنك التغيير أو التقديم والتأخير، كل حسب قدرته واستطاعته.

الملاحظة الثالثة: قد لا تستطيع ربة الأسرة الكبيرة؛ نظرا لما لديها من مسؤوليات كثيرة، الإتيان بكل ما في البرنامج، وهي مأجورة إن شاء الله على عملها لبيتها وأولادها، ولكن عليها أن تحاول قدر ما تستطيع.. وأن تسأل الله الإعانة والبركة في الأوقات، وفيها وفي أمثالها عبرة لمن ليست ذات مسؤوليات (اغتنم فراغك قبل شغلك) !
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
الملاحظة الرابعة: يصعب تطبيق هذا البرنامج على من يقلب فطرة الله فيجعل الليل نهاراً والنهار ليلاً !

الفجر:

1- أداء صلاة الفجر في وقتها، ثم أذكار الصلاة وبعدها أذكار الصباح.

2- الجلوس بعد صلاة الفجر إلى أن تشرق الشمس تذكرين الله تعالى وتقرئين القرآن ثم تصلين ركعتين وهي سنة الإشراق، فإن فعلت ذلك كنتِ كأنكِ أديتِ حجة وعمرة تامة تامة، وذلك في كل يوم كما ورد في الحديث.

3- النوم بعدها، مع الاحتساب فيه (أي أني آخذ راحة حتى أنشط في عبادة الله).

4- الاستيقاظ قبل الظهر بحيث لا يفوتك أن تصلي صلاة الضحى ولو ركعتين؛ فهي صلاة الأوابين ومن أداها فكأنما تصدق عن كل مفصل في جسده؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: « يصبح كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحه صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى » .

5- مزاولة أعمال المنزل مع ملازمة ذكر الله والاستغفار، حتى وأنتِ تعملين، ويمكنكِ قراءة القرآن إذا لم كن لديك عمل.

الظهر:

1- صلاة الظهر في وقتها، ثم أذكار الصلاة بعدها.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
2- خصصي وقتاً بعد الصلاة لقراءة ما لا يقل عن جزء واحد من القرآن؛ وذلك حتى تختمي في نهاية الشهر مرة واحدة على الأقل.

3- إذا احتجت إلى أخذ قسط من الراحة أو إكمال بعض الأعمال فلا بأس.

العصر:

1. صلاة العصر ثم الأذكار بعدها.

2. تحضير طعام الإفطار، مع مراعاة عدم التكلف والإسراف فيه، والاستفادة من الوقت بالاستماع إلى برامج إذاعة القرآن الكريم أو سماع شريط مفيد أثناء مزاولة الأعمال.

المغرب:

1. تناول طعام الإفطار، ولا تنسي الدعاء وقته؛ فإن الدعاء عند الإفطار مستجاب كما ورد في الأحاديث.

2. يستحب عدم الإكثار من الأكل؛ لأنه يكسل عن العبادة ويتنافى مع حكمة الصيام.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
3. أداء صلاة المغرب في وقتها وعدم الانشغال بالطعام عنها، ثم أذكار الصلاة، وبعدها أذكار المساء.

4. الاجتماع مع الأسرة والأهل وتدارس ما يفيد، مع الحرص على الابتعاد عن كل المحرمات من كلام أو سماع محرم أو مشاهدة محرمة، ويمكن إكمال بعض أعمال المنزل أو الأبناء أو تناول بقية الإفطار، كما يمكنك المشاركة في حل المسابقات المفيدة الخالية من المنكرات التي تعرض في وسائل الإعلام الإسلامية.

العشاء:

1. صلاة العشاء في وقتها والأذكار بعدها.

2. الحرص على صلاة التراويح في البيت أو في المسجد، لكن انتبهي إلى مراعاة آداب الخروج من ستر وعدم تطيب... إلخ (انظري كتيب: المنتقى من آداب صلاة التراويح للنساء، تأليف: حسين بن علي الشقراوي).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
3. بعد التراويح يمكن زيارة الأقارب والجيران والأصحاب، مع الاستفادة من الوقت بقراءة كتيب عليهم أو تعليمهم أحكام الصيام، أو قراءة بعض الفتاوى الخاصة بالنساء كأحكام الطهارة والحيض والنفاس وغيرها، ولا أقل من أن تجتنبي الكلام المحرم كالغيبة مثلاً.

4. إعداد طعام السحور، وتفقد أحوال الأبناء، خصوصاً من هم في المدارس، ثم النوم المبكر.

5. تجنبي السهر، واحرصي على نوم الليل؛ لأن فيه خيرا وصحة وبركة.

6. لا تنسي عند النوم تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كالنوم على طهارة وعلى الجانب الأيمن وذكر أدعية النوم.

7. إذا كنت لا تستطيعين الاستيقاظ قبل الفجر فصلي الوتر قبل النوم.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
8. الاستيقاظ قبل الفجر لصلاة التهجد ولو كانت قليلة؛ ففي الثلث الأخير من الليل ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، ويقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من سائل فأعطيه؟
ومن منا لا يرغب في مغفرة الله وفضله؟! ومن منا ليس له حاجة عند الله؟!

9. الحرص على السحور في وقته المسنون بدون تقديم ولا تأخير مفرطين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « تسحروا فإن في السحور بركة » . ويسن تأخير السحور والتسحر على التمر.
ومما ورد في فضل السحور قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين » .
منقول



https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-03-30, 02:36 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
رمضان شهر مكارم الأخلاق
"المروءة"
حنفي مصطفى
(8)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الله -تبارك وتعالى- أمرنا بمكارم الأخلاق ورغبنا فيها، وجعل نبينا -صلى الله عليه وسلم- له التمام في مكارم الأخلاق؛ لأنها مِن شيم وسمت الكاملين الفاضلين، وإنما بُعث -صلى الله عليه وسلم-؛ ليتمم مكارم الأخلاق، وكان السلف الصالح -رحمهم الله تعالى- على مكارم الأخلاق، فأصبحت لهم سجية وطبعًا، فكانوا القدوة لمن جاء بعدهم، وإن مكارم الأخلاق لتظهر جلية واضحة في شهر "ر مضان" المبارك بتمامها وكمالها، فإن الصائمين القائمين ليقتدون بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في مكارم الأخلاق؛ لأنه السابق الكامل في كل خلق كريم.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ويكفي أن الله -تبارك وتعالى- مدحه وأثنى عليه، فقال في حقه -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4).
قال الإمام الجنيد -رحمه الله-: "سُمي الله خُلقه عظيمًا؛ لأنه لم تكن له همة سوى الله -تعالى-"، وقيل: سمي خُلقه عظيمًا؛ لاجتماع مكارم الأخلاق فيه، يدل عليه قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ) (رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد والبيهقي، وصححه الألباني).
قال الفيروز آبادي -رحمه الله تعالى-: "اعلم أن الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق؛ زاد عليك في الدين".
فمكارم الأخلاق منها ما هو طبع، يتفضل الله -تعالى- على بعض خلقه، فيجبلهم عليها ويطبعهم بها من غير كسب منهم ولا جهد، ومن لم يؤته؛ فهو مكلف بمجاهدة نفسه وحملها على مكارم الأخلاق، فإن النفس قابلة لذلك.
قال أبو ذؤيب الهذلي:
والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا تـرد إلى قـليـل تـقـنـع
ومما يدل على أن الأخلاق الفاضلة تكون طبعًا، وتكون تطبعًا: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس: (إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ: الْحِلْمَ وَالأَنَاةَ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا تَخَلَّقْتُهُمَ ا، أَوْ جَبَلَنِي اللهُ عَلَيْهِمَا؟ قَالَ: (بَلِ اللهُ جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا). قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ. (رواه الإمام أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).
وإن من مكارم الأخلاق العالية السنية، بل جماع مكارم الأخلاق.. خلق "المروءة":
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
فـ"المروءة" سجية جُبلت عليها النفوس الزكية، وشيمٌ طُبعت عليها الهمم العلية، وضعفت عنها الطباع الدنية، فلم تطق حمل أشراطها السنية.
فاعلم -رحمك الله وهداك، وثبت على الخير خطاك، ورقَّاك وزكَّاك- أن من شواهد الفضل ودلائل الكرم: "المروءة" التي هي حلية النفوس وزينة الهمم. "المروءة": مراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها حتى لا يظهر منها قبيح عن قصد، ولا يتوجه إليها ذم باستحقاق.
فـ"المروءة" هي: جماع مكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب، وكمال الرجولة، فهي تبعث على إجلال صاحبها، وامتلاء الأعين بمهابته.
سئل الفضيل بن عياض -رحمه الله- عن الرجل الكامل التام "المروءة"، فقال: "الكامل من بر والديه، ووصل رحمه، وأكرم إخوانه، وحسن خلقه، وأحرز دينه، وأصلح ماله، وأنفق من فضله، وحسن لسانه، ولزم بيته".
وقال الشاعر:
وإذا الفتى جمع المروءة والتقى وحوى مع الأدب الحياء فقد كمل
وقال بعض العلماء: "اتق مصارع الدنيا بالتمسك بحبل المروءة، واتق مصارع الآخرة بالتعلق بحبل التقوى؛ تفز بخير الدارين، وتحل أرفع المنزلتين".
قال ميمون بن ميمون -رحمه الله-: "أول المروءة: طلاقة الوجه، والثاني: التودد، والثالث: قضاء الحوائج".
وقيل لسفيان بن عيينة -رحمه الله تعالى-: "قد استنبطت من القرآن كل شيء، فأين المروءة فيه؟ فقال: في قوله -تعالى-: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف:199)".
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ففيه "المروءة"، وحسن الأدب، ومكارم الأخلاق، فجمع في قوله: (خُذِ الْعَفْوَ) صلة القاطعين، والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين، ودخل في قوله: (وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) صلة الرحم، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض البصر، والاستعداد لدار القرار، ودخل في قوله: (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) الحض على التخلق بالحلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة والأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة، والأفعال الرشيدة.
قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن -رحمه الله-: "للسفر مروءة وللحضر مروءة، فأما مروءة السفر: فبذل الزاد، وقلة الخلاف على الأصحاب، وكثرة المزاح في غير مساخط الله، وأما المروءة في الحضر: فالإدمان إلى المساجد، وتلاوة القرآن، وكثرة الإخوان في الله -عز وجل-".
سئل الأحنف بن قيس عن "المروءة" فقال: "صدق اللسان، ومواساة الإخوان، وذكر الله -تعالى- في كل مكان".
وقيل: "لا مروءة لمن لا أدب له، ولا أدب لمن لا عقل له".
وقال مسروق -رحمه الله-: "كان يقال: مجالسة أهل الديانة تجلو عن القلب صدأ الذنوب، ومجالسة العلماء تزكي القلوب".
ومروءة الرجل: صدق لسانه، واحتمال عثرات جيرانه، وبذله المعروف لأهل زمانه، وكفه الأذى عن أباعده وجيرانه.
ومروءة كل شيء بحسبه: فمروءة اللسان: حلاوته وطيبه ولينه، ومروءة الخُلق: سعته، وبسطه للحبيب والبغيض، ومروءة المال: الإصابة ببذله في مواقعه المحمودة عقلاً وعرفًا وشرعًا، ومروءة الجاه: بذله للمحتاج إليه، ومروءة الإحسان والبذل: تعجيله وتيسيره وتوفيره، وعدم رؤيته حال وقوعه، ونسيانه بعد وقوعه.
وللمروءة ثلاث مراتب:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
الأولى: المروءة مع الحق -سبحانه- بالاستحياء من نظره إليك، واطلاعه عليك في كل لحظة ونفس، وإصلاح العيوب وترك الذنوب جهد الإمكان.
الثانية: المروءة مع النفس وهي: أن يحملها قسرًا على ما يجمل ويزين، وترك ما يقبح ويشين.
الثالثة: المروءة مع الخلق بأن تستعمل معهم شروط الأدب والحياء والخلق الجميل، وبذل المعروف والبر والإحسان إليهم طاعة لله، لا يريد منهم جزاءً ولا شكورًا.
ومن الصور المضيئة من حياة أهل المروءة: ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكارم الأخلاق مع أهله وأصحابه من البذل والكرم والإحسان، وتحمل الأذى، والحلم والعفو عن المسيء، والإحسان إلى المحسن، بل له المنتهى في مكارم الأخلاق، وأما خلق المروءة فله فيه الغاية القصوى، فهو القدوة والأسوة فيه -صلى الله عليه وسلم-.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
قال الأحنف بن قيس -رحمه الله-: "الكامل من عدت سقطاته". وقيل: "كان الأحنف بن قيس إذا جاءه رجل؛ وسَّع له، فإن لم يكن له سعة؛ أراه أنه يوسِّع له".
قال الربيع -رحمه الله-: "كان الشافعي مارًّا بالحذائين، فسقط سوطه، فوثب غلام ومسحه بكمه وناوله، فأعطاه سبعة دنانير".
فمن مكارم الأخلاق: "المروءة" التي هي جماع مكارم الأخلاق التي يتخلق بها الصائمون القائمون في "رمضان"، شهر "رمضان" شهر مكارم الأخلاق السامية العلية السنية، شهر تزداد وتعلو فيه مكارم الأخلاق إلى كمالها وتمامها ببركة هذا الشهر المبارك، وأثر الصيام والقيام والأعمال الصالحة وإخلاص النية، فيرى المؤمن أثر الشهر المبارك ظاهرًا واضحًا على النفوس والقلوب، فهو شهر مكارم الأخلاق.
نسأل الله أن يحسِّن أخلاقنا في "رمضان"، وأن يرزقنا مكارم الأخلاق في "رمضان"، وأن يجعلنا من أهل "المروءة"، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-03-31, 02:54 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
أصناف النساء في رمضان

(9)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد..

لما كانت أخواتنا الكريمات حريصات على عمل الخير وفعله والاجتهاد في طاعة الله تعالى واستغلال الفرص في مرضاة الله تعالى، كان البعض منهن يجهل بعض الأحكام في دين الله تعالى وسُنة نبيه محمد ، وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وهو شهر المسارعة والمسابقة في الخيرات، رأينا إصدار هذه المطوية من كتاب ( أصناف النساء في رمضان للشيخ محمد المسند ). حتى تستفيد منها الأخت المسلمة وتجتهد في طاعة الله تعالى على علم وصواب ولا نريد لها كما قال الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: ( وكم من مريد للخير لم يبلغه ) [مركز الكتاب والشريط الخيري].


أصناف النساء في رمضان

منهن من تقضي جل وقتها في المطبخ فتنشغل عن ذكر الله وقراءة القرآن، ويفوتها الأجر العظيم المترتب على ذلك، وكأن شهر رمضان شهر الأكل والشرب لا شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن.

ومنهن من ترغب في الصلاة والصيام مع الناس فتتعاطى حبوب منع العادة الشهرية، والأولى أن لا تفعل ذلك، وترضى بما كتب الله عليها، فإن مثل هذه الحبوب لا تخلو من أضرار ذكرها الأطباء، والله عز وجل إنما كتب ذلك على بنات آدم لحكمة يعلمها سبحانه ففي منعها مضادة للفطرة.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ومنهن من إذا حاضت أو نفست فترت عن ذكر الله وتلاوة القرآن مع أن الحائض يجوز لها على الصحيح من أقوال أهل العلم أن تقرأ القرآن ولكن لا تمس المصحف بل تمسكه بحائل، كما أن بإمكانها قراءة الكتب المفيدة، والاستماع إلى القرآن وغيره من البرامج النافعة من المذياع أو الأشرطة المسجلة وهي متوفرة ولله الحمد، ولها الأجر على قدر نيتها.

ومنهن من تخرج إلى المسجد لصلاة التراويح لكنها تخرج غير محتشمة قد كشفت ما لا يحل لها كشفه والمرأة كلها عورة، وربما جاءت إلى المسجد منفردة مع سائق أجنبي عنها وهذا من الخلوة المحرمة، فمثل هذه جلوسها في بيتها خير لها.

( وقد عقد الحافظ عبدالمؤمن بن خلف الدمياطي رحمه الله في كتابه: [المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح] فصلاً بعنوان: " ثواب صلاة المرأة في بيتها " ننقله مختصراً: (عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : « لاتمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن » [رواه أبو داود]. وعنه عن رسول الله قال: « المرأة عورة، وإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان، وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها » [رواه الطبراني بإسناد جيد]. وعن ابن مسعود عن النبي قال: « صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها » [رواه أبو داود وابن خزيمة].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
والمراد أن المرأة كلما استترت وبَعُد منظرها عن أعين الناس كان أفضل لصلاتها، وقد صرّح ابن خزيمة وجماعة من العلماء بأن صلاتها في دارها أفضل من صلاتها في المسجد، وإن كان مسجد مكة أو المدينة أو بيت المقدس، والإطلاقات في الأحاديث المتقدمة تدل على ذلك، وقد صرّح النبي بذلك في حديث أم حميد الآتي. فالرجل كلما بعد ممشاه وكثرت خطاه زاد أجره وعظمت حسناته، والمرأة كلما بعد ممشاها قل أجرها ونقصت حسناتها. وعن أم حميد - امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما - أنها جاءت إلى النبي فقالت: ( يا رسول الله إني أحب الصلاة معك ). قال: « قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي» . قال: فأَمرت فبُنيَ لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل [رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان].

وقد قالت عائشة رضي الله عنها: لو علم النبي ما أحدث النساء بعده لمنعهن الخروج إلى المسجد. هذا قولها في حق الصحابيات ونساء الصدر الأول، فما ظنك لو رأت نساء زماننا هذا؟! ) انتهى كلامه رحمه الله وهو في القرن السابع.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ومثلها من تأتي إلى المسجد بأطفالها الصغار فلا تسأل عما يحدث بعد ذلك.. فهذا يبكي، وهذا يصرخ، وآخر يجري هنا وهناك، وربما اجتمع بعضهم فحولوا المسجد إلى ساحة للعب والمطاردة، وقد تمتد أيديهم إلى المصاحف فيعبثون بها أو إلى المصلين فيؤذونهم، ناهيك عما يحدثونه من التشويش عليهم.

ومنهن من تأتي بالبخور إلى المسجد، وهذا أيضاً ممنوع ومنهي عنه. قال : « أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة » [مسلم]، وعن أبي هريرة أنه رأى امرأة متعطرة فقال إني سمعت رسول الله يقول: « أيما امرأة تطيّبت ثم خرجت إلى المسجد لم تُقبل لها صلاة حتى تغتسل » [صححه الألباني].

ومنهن من تأتي إلى المسجد لمجرد قضاء بعض الوقت خارج بيتها أو لرؤية فلانة وفلانة لا من أجل الصلاة، وربما حوّلن المصلى إلى منتدى للأحاديث الخاصة، وقد يرفعن أصواتهن فيسمعهن الرجال.

ومنهن من لا تعرف أحكام صلاة الجماعة فإذا جاءت إلى المسجد متأخرة وقد فاتها بعض الركعات لا تدري ما تصنع، فربما كبرت بمفردها وصلت ما فاتها ثم دخلت مع الإمام، وربما فعلت غير ذلك، والصواب أن تدخل مع الإمام مباشرة على أي حال كان ثم تقضي ما فاتها بعد سلام الإمام ولا تسلَم معه.

ومنهن - بل أكثرهن - لا يحافظن على تسوية الصفوف وإتمامها وسد الفرج، وقد يختلفن في الصف المفضل، فبعضهن يتأخرن في الصفوف الأخيرة، وبعضهن يتقدمن إلى الصفوف الأولى، وربما بقي وسط المصلى خالياً، وهذا بسبب اختلاف فهمهن لحديث: « خير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها ».
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
والصواب ما ذكره علماؤنا حفظهم الله من أن هذا الحديث إنما يعمل به في حال عدم وجود حاجز يفصل بين الرجال والنساء، أما إذا وجد هذا الحاجز وكان ساتراً، أو كان النساء في دور علوي بحيث لا يراهن الرجال فإن الصفوف الأولى تكون هي المفضلة لقربها من الإمام ومن القبلة، والله تعالى أعلم.

ومنهن من تتأخر في الخروج من المسجد بعد انقضاء الصلاة حتى يخرج الرجال فتختلط بهم عند المخارج والأبواب، والواجب على النساء المبادرة إلى الخروج فور سلام الإمام، كما أن الواجب على الرجال التأخر قليلاً حتى ينصرف النساء.

ومنهن - وهذا خاص بالفتيات - من تكون على وشك البلوغ، فيصيبها دم الحيض لأول مرة، تخفي ذلك عن أهلها، وتكمل صيامها وهي على غير طهارة - مع أن صيام الحائض لا يصح - ثم لا تقضي الأيام التي صامتها وهي حائض جهلاً منها أو حياءً، فالواجب على الأمهات التنبه لذلك، كما أن الواجب على من وقع لها مثل هذا أن تقضي تلك الأيام التي حاضتها مهما طالت المدة، فإن جهلت عدد الأيام اجتهدت وعملت بما يغلب على ظنها.

ومنهن من تذهب مع أهلها إلى مكة، وتُحرم معهم بالعمرة ثم يصيبها دم الحيض فلا تخبر أهلها حياءً أو خوفاً، فتدخل معهم الحرم، وتصلي مع الناس، وربما طافت بالبيت وهي على غير طهارة، فتكون بذلك قد ارتكبت خطأً فادحاً، وعمرتها باطلة حتى تطهر فتطوف بالبيت وهي على طهارة، وعليها التوبة إلى الله مما صنعت.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ومنهن من إذا أحرمت بالعمرة لبست النقاب والقفازين أو أحدهما، والمحرمة منهية عن ذلك لأن إحرام المرأة في وجهها وكفيها فلا تغطيهما إلا إذا كان بحضرتها رجال أجانب فيجب عليها سترهما بخمارها أو جلبابها لقول عائشة رضي الله عنها: « كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله - أي محرمات - فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه » .

علماً بأن النقاب الذي شاع لبسه في الآونة الأخيرة في أوساط النساء - هداهن الله - ليس هو النقاب المعروف في زمن النبي ، فقد توسع نساء هذا الزمن في إظهار العينين وربما بعض الوجه وتجميل العينين ببعض الزينة.. مع ضعف الإيمان وقلة الوازع الديني وكثرة الخروج لغير حاجة، وعدم التورع من إطلاق البصر يمنة ويسرة، مما حدا بعلمائنا الأفاضل أن يحرّموا لبس مثل هذا النقاب سداً للذريعة وحسماً لمادة الفتنة، فلماذا يصر بعض النساء على لبسه؟

ومنهن من تقضي ليالي رمضان - وخاصة العشر - في التجول في الأسواق، وأمام نوافذ الخياطين، وفي أماكن أخرى لا تزيدهن إلا غفلة وبعداً عن الله، وربما خرجن بدون محرم، أو متبرجات سافرات، فيرجعن إلى بيتهن مأزورات غير مأجورات، وكان الأولى أن تستغل هذه الليالي الشريفة فيما يقرب إلى الله عز وجل فالمحروم من حرم خيرها وبرها.

وأيضاً فمن أبواب الخير الواسعة: قيامها على خدمة الصائمين في بيتها، كما في الحديث عنه : « ذهب المفطّرون اليوم بالأجر » كل هذا غير ما تحتسبه من أن يكتب لها مثل ما كانت تعمل أيام طهرها، ففي الحديث عن النبي : « إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً » .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول




https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-01, 03:36 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif






أشياء لا تـفسـد الصوم
لسماحة الإمام
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
والفقيه العلامة
محمد بن عثيمـين رحمه الله
(10)





الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. أما بعد.
فإنه يكثر السؤال مع دخول كل رمضان عن أشياء تقع للمسلم في حياته اليومية وهي لا تفطر ولله الحمد. فبين يديك ـ أخي المسلم ـ هذه الفتاوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وسماحة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .
سؤال: إذا احتلم الصائم في نهار رمضان هل يبطل صومه أم لا؟ وهل تجب عليه المبادرة بالغسل؟
الجواب: الاحتلام لا يبطل الصوم؛ لأنه ليس باختيار الصائم، وعليه أن يغتسل غسل الجنابة. إذا رأى الماء وهو المني.
ولو أحتلم بعد صلاة الفجر وأخر الغسل إلى وقت صلاة الظهر فلا بأس.. وهكذا لو جامع أهله في الليل ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر، لم يكن عليه حرج في ذلك، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصبح جنباً من جماع ثم يغتسل ويصوم.. وهكذا الحائض والنفساء لو طهرتا في الليل ولم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليهما بأس في ذلك وصومهما صحيح.. ولكن لا يجوز لهما ولا للجنب تأخير الغسل أو الصلاة إلى طلوع الشمس، بل يجب على الجميع البدار بالغسل قبل طلوع الشمس حتى يؤدوا الصلاة في وقتها.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وعلى الرجل أن يبادر بالغسل من الجنابة قبل صلاة الفجر حتى يتمكن من أداء الصلاة في الجماعة .. والله ولي التوفيق.
سؤال: كنت صائماً ونمت في المسجد وبعدما استيقظت وجدت أني محتلم، هل يؤثر الاحتلام في الصوم علماً بأنني لم أغتسل وصليت الصلاة بدون غسل. ومرة أخرى أصابني حجر في رأسي وسال الدم منه هل أفطر بسبب الدم؟ وبالنسبة للقيء هل يفسد الصوم أم لا؟ أرجو إفادتي.
الجواب: الاحتلام لا يفسد الصوم؛ لأنه ليس باختيار العبد ولكن عليه غسل الجنابة إذا خرج منه مني؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ذلك أجاب بأن على المحتلم الغسل إذا وجد الماء يعني المني، وكونك صليت بدون غسل هذا غلط منك ومنكر عظيم، وعليك أن تعيد الصلاة مع التوبة إلى الله سبحانه، والحجر الذي أصاب رأسك حتى أسال الدم لا يبطل صومك، وهذا القي الذي خرج منك بغير اختيارك لا يبطل صومك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء" رواه أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح .
سؤال: هل خروج المذي لأي سبب كان، يفطر الصائم أم لا؟
الجواب: لا يفطر الصائم بخروجه منه في أصح قولي العلماء.
سؤال: ما حكم أخذ الصائم الحقنة الشرجية للحاجة؟
الجواب: حكمها عدم الحرج في ذلك إذا احتاج إليها المريض في أصح قولي العلماء، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ وجمع كثير من أهل العلم لعدم مشابهتها للأكل والشرب.

سؤال: ما حكم استعمال الإبر التي في الوريد والإبر في العضل.. وما الفرق بينهما للصائم؟
الجواب: بسم الله والحمد لله.. الصحيح أنهما لا يفطران، وإنما التي تفطر هي إبر التغذية خاصة، وهكذا أخذ الدم للتحليل لا يفطر به الصائم؛ لأنه ليس مثل الحجامة، أما الحجامة فيفطر بها الحاجم والمحجوم في أصح أقوال العلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجم والمحجوم" .
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif

سؤال: إذا حصل للإنسان ألم في أسنانه،وراجع الطبيب، وعمل له تنظيفاً أو حشواً أو خلع أحد أسنانه، فهل يؤثر ذلك على صيامه؟ ولو أن الطبيب أعطاه إبرة لتخدير سنة، فهل لذلك أثر على الصيام؟
الجواب: ليس لما ذكر في السؤال أثر في صحة الصيام،بل ذلك معفو عنه، وعليه أن تحفظ من ابتلاع شيء من الدواء أو الدم، وهكذا الإبرة المذكورة لا أثر لها في صحة الصوم لكونها ليس في معنى الأكل والشرب.. والأصل صحة الصوم وسلامته.

سؤال: هل يجوز للصائم أن يستعمل معجون الأسنان وهو صائم في نهار رمضان؟
الجواب: لا حرج في ذلك مع التحفظ عن ابتلاع شيء منه، كما يشرع استعمال السواك للصائم في أول النهـار وآخره، وذهـب بعض أهل العـلم إلى كـراهة السـواك بعـد الـزوال، وهـو قـول مـرجوح والصواب عدم الكراهة، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" أخرجه النسائي بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها. ولقوله صلى الله عليه وسلم: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" متفق عليه. وهذا يشمل صلاة الظهر والعصر، وهما بعد الزوال. والله ولي التوفيق.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
سؤال: استعمال قطرة العين في نهار رمضان هل تفطر أم لا؟
الجواب: الصحيح أن قطرة العين لا تفطر، وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم، حيث قال بعضهم: إنه إذا وصل طعمها إلى الحلق فإنها تفطر. والصحيح أنها لا تفطر مطلقاً، لأن العين ليست منفذاً، لكن لو قضى احتياطاً وخروجاً من الخلاف من وجد طعمها في الحلق فلا بأس، وإلا فالصحيح لا تفطر سواء كانت في العين أو في الأذن.
سؤال: أنا رجل مصاب بمرض الربو، وقد نصحني الطبيب باستخدام العلاج بواسطة البخاخ عن طريق الفم، فما حكم استعمالي هذا العلاج حال صومي رمضان؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله والحمد الله، حكمه الإباحة إذا اضطررت إلى ذلك؛ لقول الله عز وجل: {وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه}[الأنعام: 119] ، ولأنه لا يشبه الأكل والشرب فأشبه سحب الدم للتحليل، والإبر غير المغذية.

سؤال: يوجد في الصيدليات معطر خاص للفم، وهو عبارة عن بخاخ. فهل يجوز استعماله خلال نهار رمضان لإزالة الرائحة من الفم؟
الجواب: لا نعلم بأساً في استعمال ما يزيل الرائحة الكريهة من الفم في حق الصائم وغيره إذا كان ذلك طاهراً مباحاً.

سؤال: ما حكم استعمال الكحل وبعض أدوات التجميل للنساء خلال نهار رمضان، وهل تفطر هذه أم لا ؟
الجواب: الكحل لا يفطر النساء ولا الرجال في أصح قولي العلماء مطلقاً، ولكن استعماله في الليل أفضل في حق الصائم، وهكذا ما يحصل به تجميل الوجه من الصابون والأدهان وغير ذلك مما يتعلق بظاهرة الجلد، ومن ذلك الحناء والمكياج وأشباه ذلك،مع أنه لا ينبغي استعمال المكياج إذا كان يضر الوجه،والله ولي التوفيق.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
سؤال: هل القيء يفسد الصوم؟
الجواب: كثيراً ما يعرض للصائم أموراً لم يتعمدها، من جراح، أو رعاف، أو قيء، أو ذهاب الماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره، فكل هذه الأمور لا تفسد الصوم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء".
سؤال: ما حكم بلع الريق للصائم؟
الجواب: لا حرج في بلع الريق، ولا أعلم في ذلك خلافاً بين أهل العلم لمشقة أو تعذر التحرز منه، أما النخامة والبلغم فيجب لفظهما إذا وصلتا إلى الفم، ولا يجوز للصائم بلعهما لإمكان التحرز منها، وليسا مثل الريق، وبالله التوفيق.

سؤال: هل يجوز استعمال الطيب، كدهن العود والكولونيا والبخور في نهار رمضان؟
الجواب: نعم يجوز استعماله بشرط ألا يستنشق البخور.

سؤال: رجل صائم اغتسل وبسبب قوة ضغط الماء دخل الماء إلى جوفه من غير اختياره فهل عليه القضاء؟
الجواب: ليس عليه قضاء لكونه لم يتعمد ذلك، فهو في حكم المكره والناسي.
سؤال: هل اغتياب الناس يفطر في رمضان؟
الجواب: الغيبة لا تفطر الصائم وهي ذكر الإنسان أخاه بما يكره وهي معصية، لقول الله عز وجل: {ولا يغتب بعضكم بعضا}[الحجرات: 12]، وهكذا النميمة والسب والشتم والكذب كل ذلك لا يفطر الصائم، ولكنها معاصي يجب الحذر منها واجتنابها من الصائم وغيره، وهي تجرح الصوم وتضعف الأجر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"رواه الإمام البخاري في صحيحه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل أني صائم"متفق عليه، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
سؤال: ما الحكم إذا خرج من الصائم دم كالرعاف ونحوه، وهل يجوز للصائم التبرع بدمه أو سحب شيء منه للتحليل؟
الجواب: خروج الدم من الصائم كالرعاف والاستحاضة ونحوهما لا يفسد الصوم. وإنما يفسد الصوم الحيض والنفاس والحجامة.
ولا حرج على الصائم في تحليل الدم عند الحاجة إلى ذلك، ولا يفسد الصوم بذلك، أما التبرع بالدم فالأحوط تأجيله إلى ما بعد الإفطار؛ لأنه في الغالب يكون كثيراً، فيشبه الحجامة. والله ولي التوفيق.
[مجموعة فتاوى سماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ]

سؤال: ما الحكم إذا أكل الصائم ناسياً؟ وما الواجب على من رآه؟
الجواب: من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فإن صيامه صحيح، لكن إذا تذكر فيجب عليه أن يقلع، حتى إذا كانت اللقمة أو الشربة في فمه فإنه يجب عليه أن يلفظها، ودليل تمام صومه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه من حديث أبي هريرة: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه" ولأن النسيان لا يؤاخذ به المرء في فعل محظور لقوله ـ تعالى ـ: {ربنا لا تؤاخذنآ إن نسينآ أو أخطأنا} [البقرة: 286] فقال الله ـ تعالى ـ: "قد فعلت".
أما من رآه فإنه يجب عليه أن يذكره؛ لأن هذا من تغيير المنكر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه" ولا ريب أن أكل الصائم وشربه حال صيامه من المنكر ولكنه يعفى عنه حال النسيان لعدم المؤاخذة، أما من رآه فإنه لا عذر له في ترك الإنكار عليه.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
سؤال: ما حكم السواك والطيب للصائم؟
الجواب: الصواب أن التسوك للصائم سنة في أول النهار وفي آخره، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب". وقوله: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة".
وأما الطيب فكذلك جائز للصائم في أول النهار وفي آخره سواء كان الطيب بخوراً، أو دهناً، أو غير ذلك، إلا أنه لا يجوز أن يستنشق البخور، لأن البخـور لـه أجزاء محسوسة مشاهدة إذا استنشقه تصاعدت إلى داخل أنفه ثم إلى معدته،ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: "بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً"
سؤال: خروج الدم من لثة الصائم هل يفطر؟
الجواب: الدم الذي يخرج من الأسنان لا يؤثر على الصوم، لكن يحترز من ابتلاعه ما أمكن، وكذلك لو رعف أنفه واحترز من ابتلاعه، فإنه ليس عليه في ذلك شيء، ولا يلزم القضاء.
سؤال: إذا طهرت الحائض قبل الفجر واغتسلت بعد طلوعه فما حكم صومها؟
الجواب: صومها صحيح إذا تيقنت الطهر قبل طلوع الفجر، المهم أن تتيقن أنها طهرت، لأن بعض النساء تظن أنها طهرت وهي لم تطهر، ولهذا كانت النساء يأتين بالقطن لعائشة ـ رضي الله عنها ـ فيرينها إياه علامة على الطهر، فتقول لهن: ((لا تجعلن حتى ترين القصة البيضاء))، فالمرأة عليها أن تتأنى حتى تتيقن أنها طهرت، فإذا طهرت فإنها تنوي الصوم وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، ولكن عليها أن تراعي الصلاة فتبادر بالاغتسال لتصلي صلاة الفجر في وقتها.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وقد بلغنا أن بعض النساء تطهر بعد طلوع الفجر، أو قبل طلوع الفجر، ولكنها تؤخر الاغتسال إلى ما بعد طلوع الفجر بحجة أنها تريد أن تغتسل غسلاً أكمل وأنظف وأطهر، وهذا خطأ في رمضان وفي غيره، لأن الواجب عليها أن تبادر وتغتسل لتصلي الصلاة في وقتها، ولها أن تقتصر على الغسل الواجب لأداء الصلاة، وإذا أحبت أن تزداد طهارة ونظافة بعد طلوع الشمس فلا حرج عليها، ومثل المرأة الحائض من كان عليه جنابة فلم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر فإنه لا حرج عليها وصومها صحيح، كما أن الرجل عليه جنابة ولم يغتسل منها إلا بعد طلوع الفجر وهو صائم فإنه لا حرج عليه في ذلك، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه يدركه الفجر وهو جنب من أهله فيصوم ويغتسل بعد طلوع الفجر صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
سؤال: ما حكم التبرد للصائم؟
الجواب: التبرد للصائم جائز لا بأس به، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يصب على رأسه الماء من الحر، أو من العطش وهو صائم، وكان ابن عمر يبل ثوبه وهو صائم بالماء لتخفيف شدة الحرارة، أو العطش، والرطوبة لا تؤثر؛ لأنها ليس ماء يصل إلى المعدة.
سؤال: هل يبطل الصوم بتذوق الطعام؟
الجواب: لا يبطل الصوم بتذوق الطعام إذا لم يبتلعه ولكن لا يفعله إلا إذا دعت الحاجة إليه، وفي هذه الحال لو دخل منه شيء إلى بطنك بغير قصد فصومك لا يبطل.
[فتاوى أركان الإسلام للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ]

إعداد دار ابن الأثير
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-02, 02:57 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
من مفسدات الصيام
(11)

الحمد وكفى وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وآله وصحبه أجمعين ، وبعد:
س1: ما هي مفسدات الصوم ؟
الجواب: مفسدات الصوم هي المفطرات وهي:

1ـ الجماع . 5 ـ ما كان بمعنى الأكل والشرب .
2 ـ الأكل . 6 ـ القيء عمداً .
3 ـ الشرب . 7ـ خروج الدم بالحجامة .
4ـ إنزال المني بشهوة . 8 ـ خروج دم الحيض والنفاس .

https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif

أما الأكل والشرب والجماع فدليلها قوله تعالى : {فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل}[سورة البقرة : 187] .
وأما إنزال المني بشهوة فدليله قوله تعالى في الحديث القدسي في الصائم:(( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي)) [أخرجه ابن ماجه]، وإنزال المني شهوة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " في بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام ـ أي كان عليه وزر ـ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" [أخرجه مسلم] . والذي يوضع إنما هو المني الدافق، ولهذا كان القول الراجح أن المذي لا يفسد الصوم حتى وإن كان بشهوة ومباشرة بغير جماع .
الـخامس: ما بمعنى الأكل والشرب ، مثل الإبر المغذية التي يستغني بها عن الأكل والشرب ؛ لأن هذه وإن كانت ليست أكلاً، ولا شراباً لكنها بمعنى الأكل والشرب، حيث يستغني بها عنهما، وما كان بمعنى الشيء فله حكمه، ولذلك يتوقف بقاء الجسم على تناول هذه الإبر بمعنى أن الجسم يبقى متغذياً على هذه الإبر، وإن كان لا يتغذى بغيرها، أما الإبر التي لا تغذى ولا تقوم مقام الأكل والشرب، فهذه لا تفطر، سواء تناولها الإنسان في الوريد، أو في العضلات، أو في أي مكان من بدنه .
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
السادس: القيء عمداً أي أن يتقيأ الإنسان ما في بطنه حتى يخرج من فمه ، لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من استقاء عمداً فليقض، ومن ذرعه القيء فلا قضاء عليه"[أخرجه أبو داود، والترمذي] .
والحكمة في ذلك أنه إذا تقيأ فرغ بطنه من الطعام، واحتاج البدن إلى ما يرد عليه هذا الفراغ، ولهذا نقول: إذا كان الصوم فرضاً فإنه لا يجوز للإنسان أن يتقيأ؛ لأنه إذا تقيأ أفسد صومه الواجب .
وأما السابع: وهو خروج الدم بالحجامة فـلقول النبي صلى الله عليه وسلم :"أفطر الحاجم والمحجوم"[أخرجه البخاري ، والترمذي ] .
وأما الثامن: وهو خروج دم الحيض،والنفاس، فلقول النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة: "أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم"؟ [أخرجه البخاري ، ومسلم] ، وقد أجمع أهل العلم على أن الصوم لا يصح من الحائض، ومثلها النفساء .
وهذه المفطرات وهي مفسدات الصوم لا تفسده إلا بشروط ثلاثة، وهي:
1ـ العلم. 2ـ التذكر. 3ـ القصد.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
فالصائم لا يفسد صومه بهذه المفسدات إلا به ذه الشروط الثلاثة:
الأول: أن يكون عالماً بالحكم الشرعي، وعالماً بالحال أي بالوقت، فإن كان جاهلاً بالحكم الشرعي، أو بالوقت فصيامه صحيح، لقول الله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}[البقرة: 286] ، ولقوله تعالى: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم}[سورة الأحزاب: 5]. وهذان دليلان عامان.
ولثـبوت السنة في ذلك في أدلـة خـاصة في الصوم،ففي الصـحيح مـن حـديث عـدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ: أنه صام فجعل تحت وسادته عقالين ـ وهما الحبلان، اللذان تشد بهما يد البعير إذا برك ـ أحدهما أسود، والثاني: أبيض، وجعل يأكل ويشرب حتى تبين له الأبيض من الأسود، ثم أمسك، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فـبين لـه النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس المراد بالخيط الأبيض والأسود في الآية الخيطين المعروفين، وإنما المراد بالخط الأبيض، بياض النهار، وبالخيط الأسود الليل، ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء الصوم . [أخرجه البخاري، ومسلم] ؛ لأنه كان جاهلاً بالحكم، يظن أن هذا معنى الآية الكريمة .
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وأما الجاهل بالوقت ففي صحيح البخاري، عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: ((أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعة الشمس))[أخرجه البخاري]، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء، ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به، ولو أمرهم به لنقل إلى الأمة، لقول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإِنا لـه لحافظون}[سورة الحجر: 9]. فلما لم ينقل مع توافر الدواعي على نقله عُلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم به ، ولما لم يأمرهم به ـ أي بالقضاء ـ عُلم أنه ليس بواجب ، ومثل هذا لو قام الإنسان من النوم يظن أنه في الليل فأكل أو شرب، ثم تبين لـه أن أكله وشربه كان بعد طلوع الفجر، فإنه ليس عليه القضاء؛ لأنه كان جاهلاً.
وأما الشرط الثاني: فهو أن يكون ذاكراً،وضد الذكر النسيان،فلو أكل أو شرب ناسياً،فإن صومه صحيح، ولا قضاء عليه، لقول الله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}[البقرة: 286] فقال الله تعالى: ((قد فعلت)) ولحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من نسي وهو صائم فأكل، أو شرب فليتم صومه فإنما، أطعمه الله وسقاه"[رواه مسلم].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
الشرط الثالث: القصد وهو أن يكـون الإنسان مـختاراً لفعل هـذا المفطر، فـإن كان غـير مختار فإن صومه صحيح، سواء كان مكرهاً أم غير مكره، لقول الله تعالى في المكره على الكفر: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} [النحل: 106]، فإذا كان حكم الكفر يغتفر بالإكراه فما دونه من باب أولى، وللحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم :"أن الله رفع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه" [أخرجه ابن ماجه] .
وعلى هذا فلو طار إلى أنف الصائم غبار،ووجد طعمه في حلقه،ونزل إلى معدته فإنه لا يفطر بذلك؛لأنه لم يتقصده، وكذلك لو أكره على الفطر فأفطر دفعاً للإكراه، فإن صومه صحيح؛ لأنها غير مختارة.
وهاهنا مسألة يجب التفطن لها: وهي أن الرجل إذا أفطر بالجماع في نهار رمضان والصوم واجب عليه فإنه يترتب على جماعه خمسة أمور:
الأول: الإثم. الثاني: وجوب إمساك بقية اليوم. الثالث: فساد صومه.
الرابع: القضاء. الخامس: الكفارة.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ولا فرق بين أن يكون عالماً بما يجب عليه في هذا الجماع،أو جاهلاً،يعني أن الرجل إذا جامع في صيام رمضان، والصوم واجباً عليه، ولكنه لا يدري أن الكفارة تجب عليه،فإنه تترتب عليه أحكام الجماع السابقة؛ لأنه تعمد المفسد، وتعمده المفسد يستلزم ترتب الأحكام عليه، بل في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت، قال: "ما أهلكك؟" قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم. [أخرجه البخاري، ومسلم]، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالكفارة، مع أن الرجل لا يعلم هل عليه كفارة أو لا. وفي قولنا: ((والصوم واجب عليه)) احترازاً عما إذا جامع الصائم في رمضان وهو مسافر مثلاً، فإنه لا تلزمه الكفارة، مثل أن يكون الرجل مسافراً بأهله في رمضان وهما صائمان، ثم يجامع أهله، فإنه ليس عليه كفارة، وذلك لأن المسافر إذا شرع في الصيام لا يلزمه إتمامه، إن شاء أتمه، وأن شاء أفطر وقضى.
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

إعداد
دار القاسم
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-03, 02:32 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif (http://www7.0zz0.com/2017/10/17/13/502148649.jpg)



للصغار فقط في رمضان



(12)








الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد :
فهذه مجموعة مختارة من فتاوى العلماء حول صيام الأحبة الصغار .

متى يجب أن يصوم الطفل
س: متى يجب أن يصوم الطفل وما حد السن الذي يجب عليه الصيام ؟
ج: يؤمر الصبي بالصلاة إذا بلغ سبعاً ، ويُضرب عليها إذا بلغ عشراً ، وتجب عليه إذا بلغ .
والبلوغ يحصل : بإنزال المني عن شهوة ، وبإنبات الشعر الخشن حول القُبُل ، والاحتلام إذا أنزل المني ، أو بلوغ خمس عشرة سنة .
والأنثى مثله في ذلك ، وتزيد أمراً رابعاً وهو : الحيض .
والأصل في ذلك ما رواه الإمام أحمد ، وأبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( مُرُوا أبناءكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر سنين ، وفرقوا بينهم في المضاجع )) .
وما روته عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال : (( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل )) [ رواه الإمام أحمد ]
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وأخرج مثله من رواية علي – رضي الله عنه – وأخرجه أبو داود ، والترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ . وبالله التوفيق .

[ اللجنة الدائمة للإفتاء ، فتوى رقم :1787 ] .
هل يؤمر الصبَّي المميز بالصيام ؟
س: هل يؤمر الصبَّي المميز بالصيام ؟ وهل يجزئ عنه لو بلغ في أثناء الصيام ؟
ج: الصِّبيان والفَتيات إذا بلغوا سبعاً فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه ، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة ، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم .
وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم ، فلو فرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة عند الزوال وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك ، وكان أول النهار نفلاً وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ ذلك بإنبات الشعر الخشن حول الفرج وهو المسمى العانة ، أو بإنزال المني عن شهوة .
وهكذا الفتاة الحكم فيهما سواء ، إلا أن الفتاة تزيد أراً رابعاً يَحْصل به البُلُوغ وهو الحيض .

[ الشيخ عبدالعزيز بن باز ، تحفة الإخوان ص:160 ]
صيام الصبي
س: هل يؤمر الصبيان الذين لم يَبْلغوا دون الخامسة عشرة بالصيام كما في الصلاة ؟
ج: نعم يُؤمر الصبيان الذين لم يبلغوا بالصيام إذا أطاقوه كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون بصبيانهم ..
وقد نص أهل العلم على أن الوليَّ يأمر من له ولاية عليه من الصغار بالصوم من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه وتتطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم . ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم ، فإنهم لا يلزمون بذلك وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الآباء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام على خلاف ما كان الصحابة – رضي الله عنهم – يفعلون ، يدعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم وإشفاقاً عليهم ، والحقيقة أن رحمة الصبيان : أمرهم بشرائع الإسلام وتعويدهم عليها وتأليفهم لها . فإن هذا بلا شك من حسن التربية وتمام الرعاية .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( إن الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيَّته ) والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليهم من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم وأن يأمروهم بما أمروا أن يأمروهم به من شرائع الإسلام .

[ الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، كتاب الدعوة: 1/145 ، 146 ]

حكم صيام الصبي الذي لم يبلغ
س: ما حكم صيام الصبي الذي لم يبلغ ؟
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ج: صيام الصبي كما أسلفنا ليس بواجب عليه ، ولكن على ولي أمره أن يأمره به ليعتاده ، وهو – أي الصيام في حق الصبي الذي لم يبلغ – سنَّة . له أجر في الصوم ، وليس عليه وزر إذا تركه .

[ الشيخ ابن عثيمين ، فقه العبادات ص :186 ]
صوم الأطفال في رمضان
س: طفلي الصغير يصر على صيام رمضان رغم أن الصيام يضره لصغر سنه واعتلال صحته ، فهل أستخدم معه القسوة ليفطر ؟
ج: إذا كان صغيراً لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم ، ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها ، ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا عن إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد بها فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن يمنعهم منه ولكن المنع يكون عن طريق القسوة فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عن تربيتهم .

[ فتاوى ورسائل الشيه ابن عثيمين : 1/493 ]
متى يجب الصيام على الفتاة
س- متى يجب الصيام على الفتاة ؟
ج- يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف ، ويحصل البلوغ بتمام خمسة عشرة سنة ، أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج ، أو بإنزال المني المعروف ، أو الحيض ، أو الحمل ، فمتى حصل بعض هذه الأشياء لزمها الصيام ولو كانت بنت عشر سنين فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها ؛ فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فلا يلزمونها بالصيام ، وهذا خطأ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء وجرى عليها قلم التكليف . والله أعلم .
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
[ الشيخ عبدالله بن جبرين ، فتاوى الصيام ص: 34 ]
الفتاة إذا بلغت وجب عليها الصوم
س: كنت في الرابعة عشرة من العمر ، وأتتني الدورة الشهرية ، ولم أصم رمضان تلك السنة ؛ علماً بان هذا العمل ناتج عن جهلي وجهل أهلي ؛ حيث إننا كنا منعزلين عن أهل العلم ، ولا علم لنا بذلك ، وقد صمت في الخامسة عشر ، وكذلك سمعت من بعض المفتين أن المرأة إذا أتتها الدورة الشهرية ؛ فإنه يلزم عليها الصيام ولو كانت أقل من سن البلوغ ، نرجوا الإفادة ؟
ج: هذه السائلة التي ذكرت عن نفسها أنها أتاها الحيض في الرابعة عشرة من عمرها ، ولم تعلم أن البلوغ يحصل بذلك ؛ ليس عليها إثم حين تركت الصيام في تلك السنة ؛ أنها جاهلة ، والجاهل لا أثم عليه ، لكن حين علمت أن الصيام واجب عليها ؛ فإنه يجب عليها أن تبادر بقضاء صيام الشهر الذي أتاها بعد أن حاضت ؛ لأن الفتاة إذا بلغت ؛ وجب عليها الصوم .
وبلوغ الفتاة يحصل بواحدة من أمور أربعة :
1- أن تتم خمس عشرة سنة .
2- أن تنبت عانتها .
3- أن تنزل .
4- أن تحيض .
فإذا حصل واحد من هذه الأربعة ؛ فقد بلغت وكُلِّفت ووجبت عليها العبادات كما تجب على الكبيرة .

[ المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان : 3/132 ]


هل ألزم ابني بالصيام
س: لي ابن يبلغ من العمر اثني عشر عاماً هل ألزمه بالصيام ، أم أن صيامه اختياري وليس واجباً عليه ؟ علماً بأنه قد لا يطيق الشهر كاملاً ، جزاكم الله خيرا .
ج: إذا كان الابن المذكور لم يبلغ فلا يلزمه الصيام ، ولكن يجب عليكم أمره بالصيام ، إذا كان يطيقه حتى يتمرن عليه ويعتاده ، كما يؤمر بالصلاة إذا بلغ عشراً ويضرب عليها . وفق الله الجميع .

[ الشيخ عبدالعزيز بن باز ، تحفة الإخوان ص:172 ]
صيام رمضان يجب بالبلوغ
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif


س: لديَّ بنت تبلغ من العمر الآن 13 سنة ، وعندنا اعتقاد بأن البنت لا تصوم حتى تبلغ سن الخامسة عشرة ، لكن أفاد بعض الناس أن الفتاة إذا جاءها الحيض وجب عليها الصوم ، وبعد هذا الأمر سألناها وأفادت بأنه قد جاءها قبل ثلاث سنوات أتى وعمرها عشر سنوات ولذا نريد أن نعرف الحقيقة هل تصوم بنت الخامسة عشرة أم من جاءها الحيض ؟وإذا كانت تصوم إذا جاءها الحيض ، ماذا نفعل بالثلاث سنوات التي فاتت ، هل تصومها ؟ مع العلم أنا جهال بذلك وليس لدينا خبر من ذلك . أرجوا التكرم بالإجابة مع الشكر ؟
ج: أفيدك بأنه يجب عليها رمضان إذا بلغت والبلوغ يحصل بأحد الأمور التالية :
1- بلوغ خمس عشر سنة .
2- الحيض .
3- نبات الشعر الخشن حول الفرج .
4- إنزال المني عن شهوة يقظة أو مناماً ولو كانت سنها دون الخامسة عشرة .
وبناء على ذلك فإنه يجب عليها قضاء ما تركت من الصيام بعد ما بدأت تحيض ، وقضاء الأيام التي حاضتها في رمضان ، كما تجب عليها الكفارة وهي إطعام مسكين عن كل يوم بسبب تأخير القضاء إلى رمضان أخر ، ومقداره نصف صاع من قوت البلد عن كل يوم إذا كانت تستطيع الإطعام ، فإن كانت فقيرة فلا إطعام عليها ويكفي الصوم . وفق الله الجميع لما فيه رضاه .

[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبدالعزيز بن باز : 15/173 ]
شروط صحة صيام الصغير
س: ما شروط صحة صيام الصغير ؟ وهل صحيح أن صيامه لوالديه ؟
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ج: يشرع للأبوين أن يعودا أولادهما على الصيام في الصغر إذا أطاقوا ذلك ، ولو دون عشر سنين ، فإذا بلغ أحدهم أجبروه على الصيام ، فإن صام قبل البلوغ فعليه ترك كل ما يفسد الصيام كالكبير من الأكل ونحوه . والأجر له ، ولوالديه أجر على ذلك .

[ الشيخ عبد الله بن جبرين ، فتاوى الصيام ص:33 ]
هل يجب الصيام على الصغير ؟

س- هل يجب الصيام على الصغير ؟
ج- الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصيام ، ولكن يدرب عليه بالأخص إذا قرب من البلوغ ، حتى إذا بلغ سهل عليه الصيام ، بخلاف ما إذا ترك حتى يبلغ ، فإنه يجد منه صعوبة ومشقة .
وقد ثبت أن الصحابة كانوا يأمرون أولادهم بصوم يوم عاشوراء لمَّا أُمروا بصيامه قالوا : فإذا قال : أريد الطعام ، أعطيناه اللعبة من العهن يتسلى بها حتى تغرب الشمس .

[ الشيخ عبد الله بن جبرين ، فتاوى الصيام ص:33 ]
إعداد دار القاسم
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-04, 03:16 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
25 فتوى للنساء في رمضان

دار الوطن
(13)

(13) الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد:

فبين يديك أختي المسلمة مجموعة من الفتاوى الشرعية تتعلق بالصيام، نهديها إليك بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن ينفع بها كل من قرأتها من أخواتنا المؤمنات، وأن تكون عوناً لهن على طاعة الله تعالى والفوز برضوانه ومغفرته في هذا الشهر العظيم.

وجوب الصيام

سؤال: متى يجب الصيام على الفتاة؟
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
الجواب: يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف، ويحصل البلوغ بتمام خمس عشرة سنة، أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج، أو بإنزال المني المعروف، أو بالحيض، أو بالحمل. فمتى حصل بعض هذه الأشياء لزمها الصيام ولو كانت بنت عشر سنين. فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها؛ فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة، فلا يلزمونها بالصيام، وهذا خطأ؛ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء، وجرى عليها قلم التكليف، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى إسلامية].

سؤال: فتاة بلغ عمرها اثني عشر أو ثلاثة عشر عاماً، ومر عليها شهر رمضان المبارك ولم تصمه، فهل عليها شيء أو على أهلها؟ وهل تصوم؟ وإذا ما صامت فهل عليها شيء؟

الجواب: المرأة تكون مكلفة بشروط: الإسلام والعقل والبلوغ، ويحصل البلوغ بالحيض أو الاحتلام أو نبات شعر خشن حول القبل، أو بلوغ خمسة عشر عاماً. فهذه الفتاة إذا كانت قد توافرت فيها شروط التكليف فالصيام واجب عليها، ويجب عليها قضاء ما تركته من الصيام في وقت تكليفها. وإذا اختل شرط من الشروط فليست مكلفة ولا شيء عليها [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].

سؤال: هل تأثم المرأة إذا صامت حياء من أهلها وعليها الدورة الشهرية؟
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
الجواب: لا شك أن فعلها خطأ، ولا يجوز الحياء في مثل هذا، والحيض أمر كتبه الله على بنات آدم، وقد منعت الحائض من الصوم والصلاة، فهذه التي صامت وهي حائض حياء من أهلها عليها قضاء تلك الأيام التي صامتها حال الحيض، ولا تعود لمثلها، والله أعلم [ابن جبرين: اللؤلؤ المكين].

سؤال: امرأة بلغت ودخل عليها رمضان ولم تصم خجلاً، وبعد سنة دخل عليها رمضان وهي لم تقضِ، فما الحكم؟

الجواب: يلزمها قضاء ذلك الشهر الذي أفطرته بعد بلوغها ولو متفرقاً، وعليها مع القضاء صدقة عن كل يوم مسكين، لقوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:184] وذلك نحو نصف صاع عن كل يوم؛ وذلك لأن الواجب أن تصومه في وقته، حيث إن البلوغ من علاماته الحيض، فمتى حاضت الجارية وجب عليها الصيام ولو كانت صغيرة السن [ابن جبرين: اللؤلؤ المكين].

سؤال: أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، ولكن منذ صغري إلى أن بلغ عمري 21 سنة لم أصم ولم أصلِّ تكاسلاً، ووالديّ ينصحاني ولكن لم أبالي؛ فما الذي يجب أن أفعله بعد أن هداني الله؟

الجواب: التوبة تهدم ما قبلها؛ فعليك بالندم والعزم والصدق في العبادة والإكثار من النوافل، من صلاة الليل والنهار وصوم تطوع وذكر وقرآءة قرآن ودعاء، والله يقبل التوبة من عباده، ويعفو عن السيئات [ابن باز].

سؤال: تتعمد بعض النساء أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية -الحيض- حتى لا تقضي فيما بعد، فهل هذا جائز؟ وهل في ذلك قيود حتى لا تعمل بها هؤلاء النساء؟

الجواب: الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة، وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم، فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمة في إيجادها، هذه الحكمة تناسب طبيعة المرأة، فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المرأة، وقد قال النبي : «لا ضرر ولا ضرار» هذا بقطع النظر عما تسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء لا يستعملن هذه الحبوب، والحمد لله على قدرته وعلى حكمته. وإذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة، وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة، وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].

سؤال: هل يجوز لي أن آخذ حبوب منع العادة الشهرية في أواخر شهر رمضان المبارك لكي أكمل بقية الصيام؟

الجواب: يجوز أخذ دواء لمنع الحيض إذا كان القصد هو العمل الصالح، فإذا قصدت فعل الصيام في زمنه، والصلاة مع الجماعة كقيام رمضان، والاستكثار من قرآءة القرآن وقت الفضيلة، فلا بأس بأخذ الحبوب لهذا القصد، وإن كان القصد مجرد الصيام حتى لا يبقى ديناً فلا أراه حسناً، وإن كان مجزئاً للصوم بكل حال.[ابن جبرين: فتاوى الصيام].

صيام الحائض والنفساء:

سؤال: هل للمرأة إذا حاضت أن تفطر في رمضان، وتصوم أياماً مكان الأيام التي أفطرتها؟

الجواب: لا يصح صوم الحائض، ولا يجوز لها فعله، فإذا حاضت أفطرت وصامت أياماً مكان الأيام التى أفطرتها بعد طهرها [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].

سؤال: إذا طهرت المرأة في رمضان قبل أذان الفجر فهل يجب عليها الصوم؟

الجواب: إذا انقطع الدم عن المرأة في آخر الليل من رمضان يصح لها أن تتسحر وتنوي الصيام، وذلك لأنها في هذه الحال طاهرة ينعقد صومها، ولا تصح الصلاة حتى تغتسل، ولا يصح أيضاً وطؤها حتى تغتسل؛ لقوله تعالى: {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ} [البقرة:222] [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
سؤال: إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم، ويعتبر يوماً لها أم يجب عليها قضاء ذلك اليوم؟

الجواب: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها، وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. أما إذا لم ينقطع إلا بعد أن تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم، ولا يجزئها، بل تقضيه بعد رمضان، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى الصيام].

سؤال: إذا طهرت الحائض في أثناء النهار من الحيض فهل تمسك بقية اليوم؟

الجواب: إذا طهرت المرأة في أثناء النهار من الحيض أو من النفاس تمسك بقية ذلك اليوم وتقضيه، فإمساكها لحرمة الزمان، وقضاؤها لأنها لم تكمل الصيام، وفرضها صيام الشهر كله؛ وأن الذي يصوم نصف النهار لا يعد صائماً [ابن جبرين: فتاوى الصيام].

سؤال: عادتي الشهرية تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أيام؛ وفي بعض الأحيان في اليوم السابع لا أرى دماً ولا أرى الطهر، فما الحكم من حيث الصلاة والصيام والجماع؟

الجواب: لا تعجلي حتى تري القصة البيضاء التى يعرفها النساء، وهي علامة الطهر، فتوقف الدم ليس هو الطهر، وإنما ذلك برؤية علامة الطهر وانقضاء المدة المعتادة [ابن باز].

سؤال: ما حكم الدم الذي يخرج في غير أيام الدورة الشهرية؟ فأنا عادتي في كل شهر من الدورة هي سبعة أيام، ولكن في بعض الأشهر يأتي دم خارج أيام الدورة، وتستمر معي هذه الحالة لمدة يوم أو يومين، فهل تجب علىّ الصلاة والصيام أثناء ذلك أم القضاء؟

الجواب: هذا الدم الزائد عن العادة هو دم عرق لا يحسب من العادة، فالمرأة التي تعرف عادتها تبقى زمن العادة لا تصلى، ولا تصوم، ولا تمس المصحف، ولا يأتيها زوجها في الفرج. فإذا طهرت وانقطعت أيام عادتها واغتسلت في حكم الطاهرات، ولو رأت شيئاً من دم أو صفرة أو كدرة فذلك استحاضة لا تردها عن الصلاة ونحوها [ابن باز].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
سؤال: إذا وضعت قبل رمضان بأسبوع مثلاً، وطهرت قبل أن أكمل الأربعين، فهل يجب عليّ الصيام؟

الجواب: نعم، متى طهرت النفساء وظهر منها ما تعرفه علامة على الطهر وهي القصة البيضاء أو النقاء الكامل، فإنها تصوم وتصلي ولو بعد الولادة بيوم أو أسبوع، فإنه لا حدّ لأقل النفاس، فمن النساء من لا ترى الدم بعد الولادة أصلاً، وليس بلوغ الأربعين شرطاً، وإذا زاد الدم على الأربعين ولم يتغير فإنه يعتبر دم نفاس، تترك لأجله الصوم والصلاة، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى الصيام].

سؤال: إذا طهرت النفساء قبل الأربعين هل تصوم وتصلي أم لا؟ وإذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر؟ وإذا طهرت مرة ثانية هل تصوم وتصلي أم لا؟

الجواب: إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها الغسل والصلاة وصوم رمضان وحلت لزوجها، فإن عاد إليها الدم في الأربعين وجب عليها ترك الصلاة والصوم، وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء، وصارت في حكم النفساء حتى تطهر أو تكمل الأربعين، فإذا طهرت قبل الأربعين أو على رأس الأربعين اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها، وإن استمر معها الدم بعد الأربعين فهو دم فاسد لا تدع من أجله الصلاة ولا الصوم، بل تصلي وتصوم في رمضان وتحل لزوجها كالمستحاضة، وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يخفف عنها الدم من القطن أو نحوه، وتتوضأ لوقت كل صلاة؛ لأن النبي أمر المستحاضة بذلك إلا إذا جاءتها الدورة الشهرية - أعني الحيض - فإنها تترك الصلاة [ابن باز].

سؤال: امرأة جاءها دم أثناء الحمل قبل نفاسها بخمسة أيام في شهر رمضان، هل يكون دم حيض أو نفاس، وماذا يجب عليها؟

الجواب: إذا كان الأمر كما ذكر من رؤيتها الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام، فإن لم تر علامة على قرب الوضع كالمخاض وهو الطلق فليس بدم حيض ولا نفاس، بل دم فساد على الصحيح، وعلى ذلك لا تترك العبادات بل تصوم وتصلى. وإن كان مع هذا الدم أمارة من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس، تدع من أجله الصلاة والصوم، ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم دون الصلاة [اللجنة الدائمة].

سؤال: ما حكم خروج الصفار أثناء النفاس وطوال الأربعين يوماً، هل أصلى وأصوم؟

الجواب: ما يخرج من المرأة بعد الولادة حكمه كدم النفاس سواء كان دماً عادياً أو صفرة أو كدرة؛ لأنه في وقت العادة حتى تتم الأربعين. فما بعدها إن كان دماً عادياً ولم يتخلله انقطاع فهو دم نفاس، وإلا فهو دم استحاضة أو نحوه [ابن باز].

صيام الحامل والمرضع

سؤال: ماذا عن الحامل أو المرضع إذا أفطرتا في رمضان؟
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
الجواب: لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إلا للعذر، فإن أفطرتا للعذر وجب عليهما قضاء الصوم؛ لقوله تعالى في المريض: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184] وهما بمعنى المريض.

وإن كان عذرهما الخوف على المولود فعليهما مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم، من البر أو الرز أو التمر أو غيرهما من قوت الآدميين. وقال بعض العلماء: ليس عليهما سوى القضاء على كل حال؛ لأنه ليس في إيجاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة. والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها، وهذا مذهب أبي حنيفة، وهو قوي [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].

سؤال: الحامل أو المرضع إذا خافت على نفسها أو على الولد في شهر رمضان وأفطرت، فما عليها؟ هل تفطر وتطعم وتقضي، أو تفطر وتقضي ولا تطعم، أو تفطر وتطعم ولا تقضي، ما الصواب من هذه الثلاثة؟

الجواب: إن خافت الحامل على نفسها أو جنينها من صوم رمضان أفطرت، وعليها القضاء فقط، شأنها في ذلك شأن الذي لا يقوى على الصوم أو يخشى منه على نفسه مضرة، قال الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184].

وكذا المرضع إذا خافت على نفسها إن أرضعت ولدها في رمضان، أو خافت على ولدها إن صامت ولم ترضعه، أفطرت وعليها القضاء فقط، وبالله التوفيق [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].

سؤال: امرأة وضعت في رمضان ولم تقض بعد رمضان لخوفها على رضيعها، ثم حملت وأنجبت في رمضان القادم، هل يجوز لها أن توزع نقوداً بدل الصوم؟
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif

الجواب: الواجب على هذه المرأة أن تصوم بدل الأيام التي أفطرتها ولو بعد رمضان الثاني؛ لأنها إنما تركت القضاء بين الأول والثاني للعذر، ولا أدري هل يشق عليها أن تقضي في زمن الشتاء يوماً بعد يوم وإن كانت ترضع، فإن الله يقويها ولا يؤثر ذلك عليها ولا على لبنها، فلتحرص ما استطاعت على أن تقضي رمضان الذي مضى قبل أن يأتي رمضان الثاني، فإن لم يحصل لها فلا حرج عليها أن تؤخره إلى رمضان الثاني [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].

قضاء رمضان

سؤال: ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم؟

الجواب: من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم، ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل، فإن أخره إلى ما بد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء، ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي . والإطعام نصف صاع من قوت البلد، وهو كيلو ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أرز أو غير ذلك. أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه [ابن باز].

سؤال: أنا فتاة أجبرتني الظروف على إفطار ستة أيام من شهر رمضان عمداً، والسبب ظروف الامتحانات؛ لأنها بدأت في شهر رمضان.. والمواد صعبة.. ولولا إفطاري هذه الأيام لم أتمكن من دراسة المواد نظراً لصعوبتها، فارجو إفادتي ماذا أفعل كي يغفر الله لي، جزاكم الله خيراً؟

الجواب: عليك التوبة من ذلك وقضاء الأيام التي أفطرتيها، والله يتوب على من تاب، وحقيقة التوبة التى يمحو الله بها الخطايا الإقلاع عن الذنب وتركه تعظيماً لله سبحانه، وخوفاً من عقابه، والندم على ما مضى منه، والعزم الصادق على ألا يعود إليه، وإن كانت المعصية ظلماً للعباد فتمام التوبة تحللهم من حقوقهم، قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّها المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ} [النور:31].
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-05, 03:49 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
أولادنا في رمضان
(14)









عزة محمد حسن




بوب البخاري في صحيحه عن الربيع بنت مُعّود قالت: " كنا نصوم، ونصوَّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار".
العهن: أي الصوف
وقال العلماء: وهو ليس بواجب، ولكن ليتمرن الطفل عليه، وقاسوه على الصلاة، والأمر بها: " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر".
فما هو دورك أيتها الأم مع أولادك في رمضان.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
1- عند الاستعداد لاستقبال الشهر يجب الاهتمام بإظهار الفرحة وتزيين البيت، ليشعر الأولاد بأهمية الزائر الجديد.
2- لتكن لك جلسة مع أولادك في بداية رمضان -ويفضل أن يحضرها الوالد-، وحدثيهم عن فضل الشهر الكريم وأبواب الجنة المفتوحة، وأنه فرصة لكل واحد أن يزيد حسناته ويتقرب إلى الله، وانزلي لمستواهم في التفكير، وحدثيهم بما يفهمونه هم عن حب الله وطاعته.
3- ضعي معهم نظامًا لليوم وقواعد للاستفادة من الوقت كله، مثلا صممي معهم جدولاً للأعمال اليومية المطلوب أداؤها من مذاكرة وأداء واجبات ونظميها حسب المواعيد الجديدة في رمضان.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
4- حددي للعبادات التي تريدين تعويدهم عليها أوقاتًا محددة في الجدول مثل الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والأذكار والصلاة في المسجد، وكذلك الأخلاق والسلوكيات مثل العفو وعدم التشاجر أو التلفظ بألفاظ سيئة... وهكذا، وفي نهاية كل يوم يتحدث كل واحد منا ما فعل من خير في يومه، وهل وقع في محظور أم لا ؟.
5- قولي لهم بأنك أنت أيضا تريدين الاستفادة من رمضان؛ لذلك يجب عليهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي ثواب رمضان أنت أيضًا، وحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها، وأهمها تنظيم غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم.
6- أما الصوم فعليك بالتدرج مع الصغير عدة ساعات ثم عدة أيام.
واجعلي مكافأة عن كل يوم يصومه، وعن أول شهر يصومه كاملاً. أما الأطفال الذين لا يصومون: اجعلي وجبتيهم الأساسيتين: الإفطار والسحور؛ ليسمعوا الدعاء ويشاركوا الكبار فرحتهم، وراعي الفروق بين الأولاد في التحمل.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
7- اهتمي بالبنات، وخاصة القريبات من البلوغ، وعلميهن فقه الصيام.
8- اهتمي بابنك المراهق في مرحلة البلوغ، وحاولي أن تعقدي صداقة معه تقوم على الثقة والتقدير بجانب العطف والحنان.
9- وفي رياض القرآن اجعلي للطفل الذي يحسن القراءة ورداً يومياً، وليقرأه من المصحف، ويستمع إلى قراءتك، واجعليه يقلدك ما استطاع.
ويمكن أن يقرأ مقرر المدرسة، ولكن عليك أن تحددي مكانه من المصحف، فهذا يشبع الإثارة عنده ويزيد رغبته في تقليد الكبار.
ولماذا لا يحفظ قدرًا ولو يسيرًا من القرآن في رمضان؟
10- عودي طفلك على الجود في رمضان، وأن يدخر من مصروفه لذلك، واروي لهم بعض القصص حول الصدقة مثل: ( ليته كان كاملاً).
11- اصطحبي – أنت والوالد- طفلك إلى صلاة القيام وصلاة الفجر واهتمي بمحافظتهم على الصلوات الخمس.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
12- أفهمي ابنك وابنتك أن الصيام لا يصلح بدون الخلق الحسن.
13- هل ستتركين ابنك فريسة للتليفزيون؟! حاولي توظيفه جيداً واهتمي بالشروط الصحية للمشاهدة.
14- وأخيرًا استعيني بالله وتوجهي إليه بالدعاء أن يتقبل الصيام والقيام وأن نخرج من رمضان بحال أفضل مما دخلنا بها.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-06, 03:00 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
شد الهمة في رمضان
د.قذلة بنت محمد القحطاني
(15)

بسم الله الرحمن الرحيم

شد الهمة في رمضان
كلمة وجهتها الدكتورة ـ قذلة بنت محمد القحطاني
لطالبات العلم ومشرفات المساجد وعموم النساء بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهنئ أصحابه بقدوم شهر رمضان المبارك كما في الحديث الذي رواه سلمان رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم خطب في آخر يوم من شعبان، فقال‏:‏ ‏(‏قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد فيه في رزق المؤمن، من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتقاً لرقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء‏)‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، قال‏:‏
يعطي الله هذا الأجر لمن فطر صائماً على مزقة لبن، أوشربة ماء، أو تمرة، ومن أشبع فيه صائماً، ومن سقى فيه صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة، فاستكثروا فيه من أربع خصال‏:‏ خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما‏.‏ أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم‏:‏ فشهادة أن لا إله إلا الله، والاستغفار، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما‏:‏ فتسألونه الجنة، وتستعيذون به من النار‏)‏ [ ‏أخرجه ابن خزيمة في صحيحه برقم 1887‏]‏‏.

وكان صلى الله عليه وسلم يقول (أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ! وتغلق فيه أبوب الجحيم ! وتغل فيه مردة الشياطين ! لله فيه ليلة خير من ألف شهر ! من حرم خيرها فقد حرم !
{ رواه النسائي والبيهقي:صحيح الترغيب( 985) }
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
فأهنئكم بما هنأ به عليه الصلاة والسلام ،وأذكر نفسي أخواتي في الله بكلمة من القلب إلى القلب , وممايشرفني أنني أخاطب كوكبة مباركة من طالبات العلم ,وممن حملوا هم العلم والتعليم والدعوة الى الله.
أسأل الله تعالى أن ينفع بها ويجعلها خالصة صوابا.

كيف نستقبل هذا الشهر العظيم الذي تصفد فيه الشياطين , هذا الشهر العظيم الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم ؟ ! عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين( ( رواه مسلم (1079(

عن أبي هريرة : قال قال رسول الله إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة } اخرجه الترمذي(682 )

كيف يكون استغلالنا لهذا الشهرالمبارك؟ !
لا شك أن كل واحدة منكن لها منهج ولها نية عظيمة في استغلال هذا الشهر وأنه سيكون بإذن الله تعالى شهر غيث وشهر مميز يختلف عن سائر الشهور.. !
والإنسان يتاجر مع الله بالنية قد لا يبلغها فقد يعرض له موت أو سفر.
أو مرض أو مشاغل لا يتوقعها فتكون تجارته مع الله بأعمال القلوب وفي صدقه وإخلاصه فيكون من أسبق السابقين في هذا الشهر .
موسم التجارة الرابحة التي لا تبور.
هذا شهر التجارة التي لاتبور ،محقق ربح صاحبها وفوزه بلا خسران !
وكيف لايكون تجارة رابحة مع الله ،وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"رواه مسلم(759)
-عن أبا هريرة حدثهم أن رسول الله قال : "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "رواه مسلم/ 760
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال : آمين فلما ارتقى الدرجة الثانية قال : آمين فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال : آمين فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه قال : إن جبريل عليه الصلاة و السلام عرض لي فقال : بعدا لمن
أدرك رمضان فلم يغفر له قلت آمين فلما رقيت الثانية قال بعدا لمن ذكرت عنده فلم يصلي عليك قلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعدا لمن أدرك أبواه الكبر عنده فلم يدخلاه الجنة قلت آمين
"هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ـ مستدرك الحاكم (7256) : صحيح "
عن ابن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله : إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين" رواه مسلم / 1079

فوصيتي لكل مسلمة:
اعقدي النية على أن يكون هذا الشهر من أعظم الشهور في حياتك, لا يكون هذا الشهر كالأعوام السابقة, حتى لو كنت في الأعوام السابقة ترين نفسك على قوة في العبادة وقراءة القران ولكن اجعلي همتك هذا الشهر أعلى وأعلى ،عزيمة على الرشد ويسأل العبد الله العون على الطاعة ويسأل الله من فضله فلاحول لنا ولا قوة الا به سبحانه . لا حول ولا قوة الا بالله استغاثة به سبحانه , استغاثة بعزته واستغاثة بقوته استغاثة بعظمته
" إياك نعبد وإياك نستعين "
فنستعين بالله تعالى على حفظ هذا الشهر ونستعين بالله تعالى على أن نرغم هذا العدو المصفد في الأغلال!
معالم رمضان عند السلف هو عندهم شهر الصيام , شهر القيام , وشهر إطعام الطعام ,
حتى أن البعض يترك العلم ويتفرغ للقرآن , يتركون أمورا عظيمة من أجل أن يتفرغوا للعبادة وقراءة القرآن والحال ليست كالحال والبعض يستشهد بذلك ويوقف المحاضرات والدروس و هذا مدخل شيطاني فإذا كانوا لا يستغلون أوقاتهم ومشغولين بما يفسد قلوبهم !! فاشغلوهم بالقرآن وبالعلم وبالمحاضرات وبالكلمات التي توقظ قلوبهم وتثبتهم وإذا كان الناس يخرجون من صلاة التراويح على المنكرات والقنوات ففي جلوسهم نصف ساعة للذكرى فيه خير عظيم وصد لشر القنوات والتقنيات أما طالب العلم فينبغي أن تكون له حال أخرى مع الله ،والناس في هذا مراتب ومنازل . فمنهم من يستغل هذا الشهر في الصيام والقيام وتلاوة القرآن وكان من السلف من يقوم الليل كله ومنهم من هو أدنى من ذلك ،فمقل ومستكثر ..

ولعلي أذكر لكن أمثلة لبعض لنماذج من السير تحيا بها القلوب الغافلة: ـ

* ـ أخذ الفضيل بن عياض رحمه الله بيد الحسين بن زياد رحم الله ، فقال له : يا حسين : ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول الرب : كذب من أدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني ؟!! أليس كل حبيب يخلو بحبيبه ؟!! ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل ،.....، غداً أقر عيون أحبائي في جناتي .

* ـ قال ابن الجوزي رحمه : لما امتلأت أسماع المتهجدين بمعاتبة [ كذب من أدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني ] حلفت أجفانهم على جفاء النوم ."

* ـ قال محمد بن المنكدر رحمه الله : كابدت نفسي أربعين عاماً حتى استقامت لي !!

* ـ كان ثابت البناني يقول كابدت نفسي على القيام عشرين سنة !! وتلذذت به عشرين سنة *ـ كان أحد الصالحين يصلي حتى تتورم قدماه فيضربها ويقول يا أمّارة بالسوء ما خلقتِ إلا للعبادة .

* ـ كان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل ، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول : ما ألينك !! ولكن فراش الجنة ألين منك!! ثم يقوم إلى صلاته .https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif

* ـ قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : " إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل ، كبلتك خطيئتك "

*ـ قال معمر : صلى إلى جنبي سليمان التميمي رحمه الله بعد العشاء الآخرة فسمعته يقرأ في صلاته : {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} حتى أتى على هذه الآية {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا } فجعل يرددها حتى خف أهل المسجد وانصرفوا ، ثم خرجت إلى بيتي ، فما رجعت إلى المسجد لأؤذن الفجر فإذا سليمان التميمي في مكانه كما تركته البارحة !! وهو واقف يردد هذه الآية لم يجاوزها {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا }.

*ـ قالت امرأة مسروق بن الأجدع : والله ما كان مسروق يصبح من ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام !! ....، وكان رحمه الله إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف ( أي إلى فراشه ) كما يزحف البعير !!

* ـ قال مخلد بن الحسين : ما انتبه من الليل إلا أصبت إبراهيم بن أدهم رحمه الله يذكر الله ويصلي إلا أغتم لذلك ، ثم أتعزى بهذه الآية { ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء} .

* ـ قال أبو حازم رحمه الله : لقد أدركنا أقواماً كانوا في العبادة على حد لا يقبل الزيادة !!

*ـ قال أبو سليمان الدارني رحمه الله : ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة ، أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها !! ولولا أن الله تعالى يمن علي بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري ، لأن لي في كل تدبر علماً جديدا.
والقرآن لا تنقضي عجائبه !!
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
* ـ عن جعفر بن زيد رحمه الله قال : خرجنا غزاة إلى [ كأبول ] وفي الجيش [ صلة بين أيشم العدوي ] رحمه ، قال :
فترك الناس بعد العتمة ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس ، حتى إذا نام الجيش كله وثب صلة فدخل غيضة وهي الشجر الكثيف الملتف على بعضه ، فدخلت في أثره ، فتوضأ ثم قام يصلي فافتتح الصلاة ، وبينما هو يصلي إذا جاء أسد عظيم فدنا منه وهو يصلي !! ففزعت من زئير الأسد فصعدت إلى شجرة قريبة ، أما صلة فوالله ما التفت إلى الأسد !! ولا خاف من زئيره ولا بالى به !! ثم سجد صلة فاقترب الأسد منه فقلت : الآن يفترسه !! فأخذالأسد يدور حوله ولم يصبه بأي سوء ، ثم لما فرغ صلة من صلاته وسلم ، التفت إلى الأسد وقال : أيها السبع اطلب رزقك في مكان آخر !! فولى الأسد وله زئير تتصدع منه الجبال !! فما زال صلة يصلي حتى إذا قرب الفجر !! جلس فحمد محامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله ، ثم قال : الله إني أسألك أن تجيرني من النار ، أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة !!! ثم رجع رحمه الله إلى فراشه ( أي ليوهم الجيش أنه ظل طوال الليل نائماً ) فأصبح وكأنه بات على الحشايا وهي الفرش الوثيرة الناعمة والمراد هنا أنه كان في غاية النشاط والحيوية ) ورجعت إلى فراشي فأصبحت وبي من الكسل والخمول شيء الله به عليم "
* ـ قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله : إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء؟!! فقال : لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل ، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف "
ولنساء السلف في القيام والعبادةحظاً وافراً
ومنهن نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد كن عابدات ذاكرات؛ومنهن ‘أم المؤمنين الصديقة الطاهرة المبرئة من فوق سبع سموات.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
*ـ " عائشة بنت أبي بكر الصديق "رضي الله عنهما تلك الفقيهة العالمة العابدة ..
قال القاسم بن محمد: كنت إذا غدوت بدأت ببيت عائشة فأسلم عليها، يقول: فدخلت عليها يوماً وهي تصلي وتقرأ قول الله عزَّ وجلَّ وتبكي: "فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ" [الطور:27] قال: فنظرت إليها وانتظرت، فأعادت الآية:
"فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ"قال: فانتظرت مرة ومرتين، فإذا بها تردد الآية وتبكي، قال: فطال عليّ المقام، فذهبت إلى السوق لأقضي حاجة لي، قال: فرجعت فإذا هي قائمة كما هي تبكي وتصلي وتقرأ القرآن. تقول عائشة رضي الله عنها: ( إنكم لن تلقوا الله عزَّ وجلَّ بشيء خير لكم من قلة الذنوب ( .
*ـ عند احتضارها، جاءها ابن عباس ، وكان عندها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقال لها: [إن ابن عباس يستأذن عليك، يريد الدخول فقالت: ما لي ولـابن عباس -وهي تحتضر- فاستأذن مرة أخرى فأذنت له فدخل، فلما دخل أثنى عليها خيراً وأخذ يطريها، ويكيل لها المدائح، فقالت: دعك عني يـابن عباس ، دعك عني يـابن عباس ، فوالذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً "
ومن سيدات المحراب:
*أم سلمة رضي الله عنها
" تقوم تصلي حتى ما تستطيع أن تقف من طول القيام فتربط الحبل وتمسك به
عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد..
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ولم يؤيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الفعل رضي الله عنها وأرضاها وما كانت تريد من هذا القيام إلا القرب من الله والخشوع والقنوت قال تعالى:{تَتَجَافَ ىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلَاتَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

*"ومن سيدات المحراب:
أم المؤمنين جويرية-رضي الله عنها-
التي كانت تجلس في مصلاها حتى تشرق الشمس وترتفع ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمر عليها وهي في مصلاها كما في الحديث عن جويرية رضى الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال : ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ قالت : نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قلت بعدك أربع كلمات – ثلاث مرات – لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته "

* " حفصة بنت سيرين "
سيدة جليلة، من سيدات التابعيات، أشتهرت بالعبادة وقراءة القرآن والحديث، وقرأت القرآن وهي ابنة إثنتى عشرة سنة وكان ابن سيرين إذا استشكل عليه شيء من القرآن قال: إذهبوا فاسألوا حفصة كيف تقرأ..
وكانت عابدة تجتهد في العبادة، فتدخل مسجدها فتصلي فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ولا تزال فيه حتى يرتفع النهار وتركع ثم تخرج فيكون عند ذلك وضوؤها ونومها، حتى إذا حضرت الصلاة عادت إلى مسجدها مثلها. فكانت تقرأ نصف القرآن في كل ليلة، وكانت تصوم الدهر.. إلا العيدين..
وكان لها كفن، فإذا حجت وأحرمت لبسته، وإذا جاءت العشر الأخيرة من رمضان قامت من الليل فلبسته.. ومن أقوالها: يا معشر الشباب خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فاني رأيت العمل في الشباب..

ومن سيدات المحراب
زجلة العابدة الزاهدة
محدثة ذات صلاح وعبادة.. صوامة قوامة..كلمها نفر من القراء لما رأوها تجهد نفسها بالعبادة فقالوا لها: بنفسك، فأجابت: مالي وللرفق بها إنما هي أيام مبادرة، فمن فاته شيء لم يدركه غدا:الله لأصلين لله ما أفلتتني جوارحي، ولأصومن لله حياتي، ولأبكين له ما حملت ألم عيني. ثم قالت: أيكم يأمر عبده بأمر أن يقصر فيه؟
ومن النساء العابدات " عفيرة العابدة "
عابدة من أهل البصرة، لا تنام الليل .قال لها نوح بن سلمة الوراق: بلغني أنك لا تنامين .فبكت غفيرة وقالت: ربما اشتهيت أن أنام. فلا أقدر عليه، فكيف تنام أو مقدر على النوم من لا ينام عنه حافظاه ليلا أو نهارا.قال نوح: فأبكتني والله- قلت في نفسي: أراني في شيء وأراك في شيء"
ومن النساء العابدات خنساء بنت رخدم
عابدة من عابدات اليمن.. كانت تصوم كثيرا.وصامت أربعين يوما حتى لصق جلدها بعظمها.. وبكت حتى ذهبت عيناها، وقامت من الليل حتى اقعدت من رجليها.. وكان طاووس بن وهب بن منبه المتوفى سنة 110 هـ يعظم قدرها.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
*ـ عائشة بنت عمران بن سليمان المنوبي
من ربات الزهد والتقشف.. نشأت في حجر أبيها فاعتنى بتربيتها وعلمها القرآن، وأتقنت حفظه ثم عكفت على الزهد والصلاح.. وكانت تعمل بيدها فتغزل الصوف وتقتات من مورده.كانت متصدقة تبر الفقراء والمساكين وتسد عوز المحتاجين، ولا تدخر شيئا من كسبها.روى عنها أنها كانت تقول، إذا بات بجيبها درهم و لم تتصدق به: "الليلة عبادتي ناقصة"

وقد جمعت في سير سيدات المحراب محاضرة:وهذا رابط المحاضرة
القرآن : ـ
رمضـان شهر القرآن:
قال الله تعالى:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا ْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (

*ـ قال ابن كثير رحمه الله :
يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم، وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء
*ـ وعن ابن عباس ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة "
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
*ـ قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
وفي حديث ابن عباس أن المدارسة بينه وبين جبريل كان ليلا يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)

ولذا كان للسلف حال أخرى مع القرآن

وعقد الإمام النووي رحمه الله فى كتابه القيم: (التبيان فى آداب حملة القرآن) فصلاً فى موقف السلف مع القرآن الكريم جاء فيه :ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة وعن بعضهم في كل شهر ختمة ، وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة ، وعن بعضهم في كل ثمان ليال وعن الأكثرين في كل سبع ليال ، وعن بعضهم في كل ست ، وعن بعضهم في كل خمس ، وعن بعضهم في كل أربع ،وعن كثيرين في كل ثلاث ،وعن بعضهم في كل ليلتين ، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة ، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ، ومنهم من كان يختم ثلاثاً وختم بعضهم ثمان ختمات أربعا بالليل وأربعا بالنهار فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم: عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون.

ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات: سليم بن عمر رضي الله عنه قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه0
وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات.
وروى أبو عمر الكندي في كتابه في قضاة مصر أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات
وروى أبو داود بإسناده الصحيح أن مجاهداً كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء
وعن منصور قال: كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان
وعن إبراهيم بن سعد قال: كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن .
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ثم يقول الإمام النووي رحمه الله :
وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم فمن المتقدمين عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم ختمة في كل ركعة في الكعبة
قلت:ولايستغرب ذلك فهذه من كرامات الأولياء ..
قال أبو جعفر البقال : دخلت على أحمد بن يحيى رحمه الله ، فرأيته يبكي بكاء كثيرا ما يكاد يتمالك نفسه !! فقلت له :
أخبرني ما حالك؟!! فأراد أن يكتمني فلم أدعه ، فقال لي : فاتني حزبي البارحة !! ولا أحسب ذلك إلا لأمر أحدثته ، فعوقبت بمنع حزبي !!ثم أخذ يبكي !! فأشفقت عليه وأحببت أن أسهل عليه ، فقلت له : ما أعجب أمرك !! لم ترض عن الله تعالى في نومة نومك إياها ، حتى قعدت تبكي !! فقال لي : دع عنك هذا يا أبا جعفر !! فما احسب ذلك إلا من أمر أحدثته !! ثم غلب عليه البكاء !! فلما رأيته لا يقبل مني انصرفت وتركته .

حفظ الوقت: ـ
* ـ من الأمور المهمة أن يكون لك منهجية لاستغلالهذا الشهر ،فهذا الشهور ليس كالشهور الاخرى فأوقاته وساعاته أغلى من الذهب ونفيس الجواهر
وليعلم العبد أن صيام الاثنين والخميس وأيام البيض تطوع ،ولكن رمضان فرض وركن من أركان الاسلام .
كيف أؤدي هذه الفريضة التي هي أحب الأعمال لله تعالى؟
ثبت في الحديث القدسي قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وماتقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته:
فكنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته)) ( رواه البخاري برقم 6502)
فالواجب أن أتقرب الى الله بالفريضة أولا , قبل النافلة!
نلاحظ أن البعض يضيع رمضان بالأسواق وحتى لو ضيعها بالمباحات فانه خسران . ليس هذا وقت المباحات, كثرة الزيارات بلا حاجة وكثرة السمرات هذه تقلل بقدر الإمكان ..
وإذا ابتلى الشخص بسراق الأوقات في هذا الشهر فيحاول استغلال المجلس بما يقربه الى الله تعالى ..
وليهديه علما ونصحا ،أما الكلام في الدنيا والغيبة والنميمة وقيل وقال وهدر الوقت فهذا من أعظم الخسران.يتبع
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-07, 03:29 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif

شد الهمة في رمضان
د.قذلة بنت محمد القحطاني

(16)


تربية الأولاد والأسرة
اعقدي العزم أنت وأهل بيتك وأولادك وبناتك على حسن استقبال هذا الشهر
اجعلي بيتك بيت رباني،ودور الوالدين مهم وضروري في تثبيت الأبناء لاسيما مع كثرة الفتن و الهجمة الشيطانية المتمثلة في الغزو الفكري والإعلامي على الجيل المسلم
ومن الوسائل المعينة:
*ـ نشر التوعية بتعظيم الشهر وأنه ليس كسائر الشهور ،وانه فريضة وركن من أركان الإسلام.
-التعريف بأسماء الله الحسنى وليكن كل ليلة التعريف باسم من الأسماء الحسنى،ليتعلق الأولاد بربهم ويعرفونه فهذا من أعظم أسباب الثبات •قال أبو القاسم التيمي الأصبهاني في بيان أهمية معرفة الأسماء الحُسنى : قال بعض العلماء : أول فرض فرضه اللهُ على خلقه معرفته ، فإذا عرَفه الناس عبدوه ، وقال تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ }[ محمد : 19

قال ابن القيم -في الشافية الكافية-:
»ليست حاجة الأرواح قطّ إلى شيء أعظم منها إلى معرفة بارئها وفاطرها ومحبَّتِه وذكرِه والابتهاج به، وطلبِ الوسيلة إليه والزُّلفى عنده، ولا سبيل إلى هذا إلَّا بمعرفة أوصافه وأسمائه، فكلما كان العبد بها أعلم كان بالله أعرف وله أطلب وإليه أقرب، وكلما كان لها أنكر كان بالله أجهل وإليه أكره ومنه أبعد، والله ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه«
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
*ـ - عقد العزم في جلسة ودية على استغلال الشهر والتنافس على الخيرات واجتناب الغيبة
*ـ -إقامة مسابقة في حفظ القران وتتم المتابعة وتوضع لها جوائز قيمة.
*ـ جلسات إيمانية والصلاة جماعة أحيانا في قيام الليل .
*ـ تعليق عبارات ايمانية وتذكير بفضائل الوقت.
*ـ بيني لهم حال السلف في رمضان..
كيف كان صيامهم وتلاوتهم للقرآن؟ !
يروى عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة , وعثمان بن عفان انه يختم القران في كل ليلة وكيف كانوا يقومون حتى تفطر أقدامهم . يتوكؤون بالعصي من طول القيام . فهذا يجعله يحتقر نفسه أمام هؤلاء وهذا كله من شحن الهمة قبل رمضان . ومن العبارات " إياك يا بني أن يسرقك لصوص رمضان " !
" إياك أن يضيع وقتك أمام شاشات الجوال" " أنت في عمر الشباب والقوة"
الدعاء لهم وهم يسمعون بالصلاح والرشد مثل قولك (الله يجعلك إماما للمسلمين )
متى يأتي اليوم الذي أصلي خلفك وهكذا كلمات من أم صادقة تغذي الأرواح كلما فترتالهمم كلها تثبيت لهم وإياك والتوبيخ والإستهزاء وكثرة العتاب أو الدعاء عليهم واصبري وجاهدي.
* اجعلي لهم مجموعة في الواتس لتنبيههم وتوصيتهم باستمرار وحثهم على العبادة وتخولهم بالموعظة..
وأخيرا عليك بالدعاء والإلحاح على الله بصلاحهم وحفظهم .
ليلة القدر خير من ألف شهر
قال تعالى ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)

من حرمها فقد حُرم؛ فعن أنس بن مالك قال: دخل رمضان، فقال رسول الله: إنَّ هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرمها، فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا مَحروم؛ صحيح سنن ابن ماجه.

إنَّ الملائكةَ تلك الليلةَ أكثر في الأرض من عدد الحصى، يَقْبَلُ الله التوبةَ فيها من كل تائب، وتفتح فيها أبوابُ السماء، وهي من غروب الشمس إلى طلوعها.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وعلى كل من الحائض والنفساء أن تحسن العملَ طوال الشهر؛ حتى يتقبل الله منهن، ولا يحرمهن فضل هذه الليلة؛ قال جويبر قلت للضحاك: "أرأيت النفساء والحائض والمسافر والنائم لهم في ليلة القدر نصيب؟"، قال: "نعم، كلُّ مَن تقبَّل الله عمله، سيعطيه نصيبه من ليلة القدر".

وهي في العشر الأواخر من رمضان؛
عن عائشةَ - رضي الله عنهما - قالت: كان رسولُ الله يُجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: ((تَحرَّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان))،
وعنها أنَّ النبي، قال: ((تَحرَّوا ليلةَ القدر في الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان))،
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: ينبغي أنْ يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعها، كما قال النبي: ((تحروها في العشر الأواخر))، وتكون في السبع الأواخر أكثر وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين، كما كان أُبَي بن كعب يحلف أنَّها ليلة سبع وعشرين. اهـ.

وَّ الحكمةَ في إخفاء ليلةِ القدر أنْ يَحصل الاجتهادُ في التماسها وطلبها.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ومن علاماتها:

وَرَدَ لليلةِ القدر علاماتٌ، منها أنَّها ليلة بلجة منيرة، وأنَّها ساكنة لا حارة ولا باردة، وأنَّ الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء مستوية، ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر.

الدعاء فيها بطلب العفو
سألت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - النبي: ماذا أقول إنْ وافقت ليلة القدر؟ قال لها النبي: ((قولي: اللهم إنك عفوٌّ تُحب العفو فاعف عني))
فهذه ليلة عظيمة القدر والشرف.
كيف تضيع هذه الأيام الليالي وفيها ليلة العبادة فيها أكثر من 83 سنة .
لاحظي عمرك الان كم ضاع منهفي الطفولة والشباب ؟ كم ضاع في النوم ؟ كم ضاع في العمل ؟!
كم فات من العمر وكم بقي منه ؟
وهذه ليلة واحد ة في العشر الأواخر أجرها أكثر من 83 سنة وهذا من بركة العمر وبركة الأجر كله ..
فمن ضيعها في المباح كان في خسارة فكيف بمن يضيعها في الحرام أو في القيل والقال
نعوذ بالله من الحرمان.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
" اللهم سلمنا لرمضان و سلم رمضان لنا و تسلمه منا متقبلاً يا رب العالمين "

كيف أحقق هذا الهدف العظيم وأسلم الثلاثين يوما لله تعالى مختومة لا نقص فيها ولا غيبة ولا فيها كذب ولا فيها نميمة ولا فيها حرام ولا فيها كبيرة
قد عمرت بالتوحيد والعمل الصالح والإخلاص لله تعالى ..

*ـ فيجب حفظ الوقت وحفظ الجوارح والصمت وحفظ اللسان والتقوي واستحضار الإخلاص واستغلال الأوقات.
فمثلا عند الإفطار دعوة لا ترد . فلابد أن يضبط الإنسان وقته فالمرأة ة التي لديها مسؤوليات تحاول أن تضبط وقتها وتحاول أن تنهي أمور الطبخ قبل المغرب وتفرغي لقلبك , فهي ساعات عظيمة نفحات إيمانية لا تضيع هنا وهناك.
فيها ساعة فرحة المؤمن وفرحة الصائم وفيها لحظات لا ترد دعوة الصائم .
البعض يقول ثلاثين دعوة!!
الله أجل وأعظم بل ادعي وتضرعي الى الله بألوف الدعوات بل بملايين الدعوات , اسأل الله لنفسك ولوالديك ولأبنائك وللأمة الإسلامية ولولاة الأمر.
والتضرع إلى الله فالأمة تمر بأزمات لا يعلمها إلا الله ..

*ـ كذلك السحور التي تكون في الثلث الأخير من الليل التي ينزل الله بها وملائكته وتنزل بها الرحمات والله وملائكته يصلون على المتسحرين . لماذا لا نستشعر هذه اللحظات ؟ لماذا قلوبنا لا تتذوق هذه النفحات ؟
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
لماذا قلوبنا قست ؟
لانها انشغلت بالدنيا . وإلا والله لو استشعرنا هذه اللحظات وذقنا حلاوتها والله ما قدمنا عليها شيء ..

فلنجاهد لإخراج الدنيا من قلوبنا ونطهر القلوب من التعلق بغير الله ’ ونعلق قلوبنا بالإخلاص لله تعالى . فلن نسبق ونرتقي في درجات العبودية ودرجات اياك نعبد واياك نستعين" الا بإصلاح القلب , مما يستقبل به رمضان إطعام الطعام
*ـ تفقد ي المحتاجين والمساكين .. والأرامل , فهذه من أسباب السعادة ودخول الجنة
وقال عليه الصلاة والسلام : إن في الجنة غرفا تُرى ظهورها مِن بُطونها ، وبُطونها مِن ظُهورها . فقام أعرابي فقال :
لمن هي يا رسول الله ؟ قال : لِمَن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأدام الصيام ، وصلى لله بالليل والناس نيام . رواه الإمام أحمد والترمذي . وحسّنه الألباني قال المناوي : " لِمَن أطْعَم الطَّعَام" في الدنيا للعِيال والفقراء والأضياف والإخوان ونحوهم . "
مما يستقبل رمضان به الدعوة إلى الله : ـ
*ـ الثبات على الدعوة لله تعالى وهذا أمر استخير الله به من سنوات كلما هممت أن أتفرغ في رمضان لنفسي ولكن أنى ذلك مع عظم الهجمة وكثرة الصد عن سبيله ،وإذا كان أهل الباطل قد تفرغوا وتفننوا في فتنة العباد بمسلسلات رمضانية وأفلام يهودية وسموها رمضانية وما أدري ما وجه النسبة إلى رمضان !!
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
بل هي مسلسلات شيطانية يهودية وأسأل الله أن يبصرنا ويفتح لنا في القرب منه.
ففي رمضان تمتلئ المساجد بالنساء فمتى تجدي هذه الفرصة؟
أما الخلوة مع نفسك فعندك من الوقت في الليل والنهار مايكفي ،فأعطي الدعوة ساعة أو ساعتين مع الإجهاد في توزيع الكتب والاهتمام بنشر العلم.

والدعوة إلى الله عمل عظيم ,جليل وهو مهمة الأنبياء والرسل وأدعو الأخوات الفاضلات المشرفات على المساجد إلى بذل الجهد في الدعوة والإصلاح. أما الخلوة فعندك وقت في الليالي وفي النهار ولكن أعطي الدعوة ساعة أو ساعتين فقطواجتهدي في توزيعالكتب , ونشر العلم .. فالداعية الى الله ليس له إجازة . سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله لم يأخذ اجازة طوال حياته في الدعوة.الى الله بل هو في سرير المرض وهو يفتي وقبل موته بساعات اصدر فتوى ..

والعلامة ابن عثيمين يلقي درسه وهو في العناية المركزة!رحمة الله عليهم اجمعين

وختاما أقول استقبلي الشهر بصلاح القلب وصلاح النية وصلاح العمل . بالعزيمة الصادقة والصدق مع الله وليكن شعارك " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى "
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ارفعي همتك مع الله , ولتكن همتك مع الله سكنى الفردوس الأعلى " ورد في الحديث ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِين َ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ) رواه البخاري 2790
جنة الله تحتاج ثبات وتطلب عمل وعزوف عن الشهوات , حفت بالمكاره ..
فاجعلي مشروعك هذه السنة على هذه المضغة (القلب ) ازيلي شوائب الشرك والرياء وحب الثناء وطهري قلبك بالإخلاص لله تعالى .

انظري الى قلبك أين مقامة في اليقين ؟
رب عظيم ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا !
جنة تعرض !
جنة تزيين !
نار تغلق !
شياطين تصفد !
ونحن في اللهو الغفلة والأسواق وقيل وقال!
ومن هنا أقول احرصي يامن تريدين الله والدار الاخرة على هذا القلب . ادعي الله بصلاحه فربما دعوة تستجاب تصلح بها دنيك ودنياك , ادعي الله بجوامع الدعاء , ادعي الله بالهداية .

*ـ استغفري . استقبلي رمضان بالتوبة النصوح وكثرة الاستغفار , لان القلب يكون عليه ران لا يقبل النصيحة ولا يقبل الموعظة ولا يذوق حلاوة الإيمان إلا إذا زال الران وصقل القلب.
*ـ استقبلي رمضان بالتوبة النصوح ..
وتفقدي نفسك وتفقدي ذنوب وخطايا ربما مرت عليها سنوات حرمتك حلاوة الإيمان
وجاهدي على تزكية النفس وتربيتها وتأملي هذا الكلام لابن القيم -رحمه الله -
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
"ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والأكل والنوم ، فإن هذه الفضول تستحيل آلاما وغموما وهموما في القلب ، تحصره وتحبسه وتضيقه ويتعذب بها ، بل غالب عذاب الدنيا والآخرة منها ، فلا إله إلا الله ما أضيق صدر من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم ، وما أنكد عيشه ، وما أسوأ حاله ، وما أشد حصر قلبه ، ولا إله إلا الله ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم ، وكانت همته دائرة عليها ، حائمة حولها ، فلهذا نصيب وافر من قوله تعالى : ( إن الأبرار لفي نعيم) [ الانفطار 13 ] ، ولذلك نصيب وافر من قوله تعالى : ( وإن الفجار لفي جحيم) [ الانفطار 14 ] ، وبينهما مراتب متفاوتة لا يحصيها إلا الله تبارك وتعالى .

والمقصود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكمل الخلق في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر ، واتساع القلب ، وقرة العين ، وحياة الروح ، فهو أكمل الخلق في هذا الشرح والحياة وقرة العين مع ما خص به من الشرح الحسي ، وأكمل الخلق متابعة له ، أكملهم انشراحا ولذة وقرة عين ، وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره وقرة عينه ولذة روحه ما ينال ، فهو صلى الله عليه وسلم في ذروة الكمال من شرح الصدر ورفع الذكر ووضع الوزر ، ولأتباعه من ذلك بحسب نصيبهم من اتباعه ، والله المستعان .

وهكذا لأتباعه نصيب من حفظ الله لهم ، وعصمته إياهم ، ودفاعه عنهم ، وإعزازه لهم ، ونصره لهم ، بحسب نصيبهم من المتابعة ، فمستقل ومستكثر . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا [ ص: 27 ] نفسه.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه وجعلنا جميعا ووالدينا من عتقاء هذا الشهر المبارك
وصلى الله وسلم على نبينا من محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
وهذه رسالة جليلة في الأسباب والأعمال التي يضاعف بها الثواب ،أردفتها كلمتي هذه فتدبريها واسبقي بها إلى مضاعفة الأجور والرقي في منازل العبودية
رسالة للشيخ السعدى " الأسباب والأعمال التي يضاعف بها الثواب "
التزود بالطاعات والاستكثار من الـصـــالحــات غاية ومطلب لكل مؤمن، ولقد سُئل الشيخ العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي(1) ـ رحمه الله ـ عن أسباب مضاعفة ثواب الأعمال الصالحة، فأجاب ـ رحمه الله ـ بجواب نـفـيـس؛
حـيـث ذكــــر أسباباً متنوعة لمضاعفة ثوابها، مستدلاً بنصوص الوحيين ومراعياً مقاصد الشريعة ومصالحها(2)
قال رحمه الله: ـ(الجواب؛ وبالله التوفيق: أما مضاعفة العمل بالحسنة إلى عشر أمثالها، فهذا لا بد منه في كل عمل صالح، كما قال تعالى: - ((مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)) [الأنعام: 160] وأما المضاعفة بزيـــادة عن ذلك، وهي مراد السائل، فلها أسباب: إما متعلقة بالعامل، أو بالعمل نفسه، أو بزمانه، أو بمكانه، وآثاره.
فمن أهم أسباب المضاعفــة أن يحقق(3) العبد في عمله الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول؛ فالعمل إذا كان من الأعمال المشروعة، وقصد العبد به رضى ربه وثوابه، وحقق هذا القصد بأن يجعله هو الداعي لـه إلى العمل، وهو الغاية لعمله، بأن يكون عمله صادراً عن إيمان بالله ورسوله، وأن يكون الداعـي لـه لأجل أمر الشارع، وأن يكون القصد منه وجه الله ورضاه، كما ورد هذا المعنى في عدة آيات وأحاديث، كقوله ـ تعالى ـ: ((إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)) [المائدة:27] أي: المتقين الله في عملهم بتحقيق الإخلاص والمتابعة، وكما في قوله لله: (من صامرمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)(4). وغيرها من النصوص.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
والقليل من العمل مع الإخلاص الـكـامــل يرجح بالكثير الذي لم يصل إلى مرتبته في قوة الإخلاص، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة تتفـاضــل عند الله بتفاضل ما يقوم بالقلوب من الإيمان والإخلاص؛ ويدخل في الأعمال الصالحة التي تتفاضل بتفاضل الإخلاص ترك ما تشتهيه النفوس من الشهوات المحرمة إذا تركها خـالـصـــاً من قلبه، ولم يكن لتركها من الدواعي غير الإخلاص وقصة أصحاب الغار(5) شاهد بذلك.
ومن أسباب المضاعفة ـ وهو أصل وأساس لما تقدم ـ: صحة العـقـيــــدة، وقوة الإيمان بالله وصفاته، وقوة إرادة العبد، ورغبته في الخير؛ فإن أهل السنة والجمــاعة المحضة، وأهل العلم الكامل المفصل بأسماء الله وصفاته، وقوة لقاء الله، تضاعف أعمالهم مضاعفة كبيرة لا يحصل مثلها، ولا قريب منها لمن لم يشاركوهم في هذا الإيمان والعقيدة. ولهذا كان السلف يقولون: أهل السنة إن قعدت بهم أعمالهم قامت بهم عقائدهم، وأهـــــل البدع إن كثرت أعمالهم، قعدت بهم عقائدهم، ووجه الاعتبار أن أهل السنة مهتدون، وأهل البدع ضالون. ومعلوم الفرق بين من يمشي على الصراط المستقيم، وبين من هو منحرف عـنـــــه إلى طرق الجحيم، وغايته أن يكون ضالاً متأولاً.
ومن أسباب مضاعفة العمل: أن يكون من الأعمال التي نفعُها للإسلام والمسلمين لـــه وقعٌ وأثرٌ وغَناء، ونفع كبير، وذلك كالجهاد في سبيل الله: الجهاد البدني، والمالي، والقـــولي، ومجادلة المنحرفين؛ كما ذكر الله نفقة المجاهدين ومضاعفتها بسبعمائة ضعف.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ومن أعظم الجهاد: سلوك طرق التعلّم والتعليـم؛ فإن الاشتغـال بذلك لمن صحـت نيـتـه لا يوزنه عمل من الأعمال، لما فيه من إحياء العلم والدين، وإرشاد الجاهلين، والدعوة إلى الخير، والنهي عن الشر، والخير الكثير الذي لا يستغني العباد عنه؛ فمن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل له به طريقاً إلى الجنة، ومن ذلك المشاريع الخيرية التي فيها إعانة للمسلمين على أمور دينهم ودنياهم التي يستمر نفعها ويتسلسل إحسانها، كما ورد في الصحيح):إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به من بعده، أو ولد صالح يدعو له)(6)
ومن الأعمال المضاعفة: العمل الذي إذا قام به العبد، شاركه فيه غيره، فهذا أيضاً يضاعف بحسب من شاركه، ومن كان هو سبب قيام إخوانه المسلمين بذلك العمل؛ فهذا بلا ريب يزيد أضعافاً مضاعفة على عملٍ إذا عمله العبد لم يشاركه فيه أحد، بل هو من الأعمال القاصرة على عاملها، ولهذا فضّل الفقهاء الأعمال المتعدية للغير على الأعمال القاصرة.
ومن الأعمال المضاعفة إذا كان العمل له وقع عظيم، ونفع كبير، كما إذا كان فيه إنجاء من مهلكة وإزالة ضرر المتضررين، وكشف الكرب عن المكروبين. فكم من عمل من هذا النوع يكون أكبر سبب لنجاة العبد من العقاب، وفوزه بجزيل الثـواب، حتى البهائـم إذا أزيـل ما يضرها كان الأجر عظيماً؛ وقصة المرأة البغي التي سقت الكلب الذي كاد يموت من العطش، فغُفر لها بغيها، شاهدة بذلك(7)
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ومن أسباب المضاعفة: أن يكون العبد حسن الإسلام، حسن الطريقة، تاركاً للذنوب، غير مُصِرّ على شيء منها، فإن أعمال هذا مضاعفة كما ورد بذلك الحديث الصحيح: (إذا أحسن أحدكم إسلامه؛ فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف...) الحديث(8)

ومن أسبابها رفعة العامل عند الله، ومقامه العالي في الإسلام، فإن الله ـ تعالى ـ شكور حليم، لهذا كان أجر نساء النبي لله مضاعفاً. قال تعالى: ((وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ)) [الأحزاب: 31]،

وكذلك العالم الرباني، وهو العالم العامل المعلّم تكون مضاعفة أعماله بحسب مقامه عند الله، كما أن أمثال هؤلاء إذا وقع منهم الذنب، كان أعظم من غيرهم، لما يجـب عليهـم من زيادة التحـرز، ولما يجب عليهـم من زيادة الشكر لله على ما خصهم به من النعم.

ومن الأسباب: الصدقةُ من الكسب الطيب، كما وردت بذلك النصوص. ومنها شرفُ الزمان، كرمضان وعشر ذي الحجة ونحوها، وشرف المكان كالعبادة في المساجد الثلاثة، والعبادة في الأوقات التي حث الشارع على قصدها، كالصلاة في آخر الليل، وصيام الأيام الفاضلة ونحوها، وهذا راجع إلى تحقيق المتابعة للرسول المكمل لله مع الإخلاص للأعمال المنمّي لثوابها عند الله.

ومن أسباب المضاعفة: القيامُ بالأعمال الصالحة عند المعارضات النفسية، والمعارضات الخارجية؛ فكلما كانت المعارضات أقوى والدواعي للترك أكثر، كان العمل أكمل، وأكثر مضاعفة. وأمثلة هذا كثيرة جداً، ولكن هذا ضابطها.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ومن أهم مــــــا يضاعف فيه العمل: الاجتهاد في تحقيق مقام الإحسان والمراقبة، وحضور القلب في الـعـمـــــل، فكـلـمــا كانت هذه الأمور أقوى، كان الثواب أكثر، ولهذا ورد في الحديث: (ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها) فالصلاة ونحوها وإن كانت تجزئ إذا أتى بصورتها الظاهرة، وواجباتها الظاهرة والباطنة، إلا أن كمال القبول، وكمال الثواب، وزيادة الحسنات، ورفعة الدرجات، وتكفير السيئات، وزيادة نور الإيمان بحسب حضور الـقـلـب فـي العبادة(9). ولهذا كان من أسباب مضاعفة العمل حصولُ أثره الحسن في نفع العـبـد، وزيادة إيمانه، ورقّة قلبه، وطمأنينته، وحصول المعاني المحمودة للقلب من آثار العمل؛ فإن الأعمال كلما كملت، كانت آثارها في القلوب أحسن الآثار، وبالله التوفيق.

ومن لطائف المضاعفة أن إسرار العمل قد يكون سبباً لمضاعفة الثواب، فإن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله:
(رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.. ومنهم: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)(10(

كما أن إعـلانها قد يكون سبباً للمضاعفة كالأعمال التي تحصل فيها الأسوة والاقتداء، وهذا مما يدخـــــل في القاعدة المشهورة: قد يعرض للعمل المفضول من المصالح ما يصيّره أفضل من غيره. ومـمــــــا هو كالمتفق عليه بين العلماء الربانيين أن الاتصاف في كل الأوقات بقوة الإخلاص لله، ومحـبـة الخير للمسلمين مع اللهج بذكر الله لا يلحقها شيء من الأعمال، وأهلها سابقون: لكلّ فـضـيـلـــــةٌ وأجرٌ وثوابٌ، وغيرها من الأعمال تبع لها؛ فأهل الإخلاص والإحسان والذكر هم السابـقـــــون السابقون المقربون في جنات النعيم.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
الهوامش :
(1) الشيخ العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي التميمي، من كبار العلماء، ولد بعنيزة سنة 1307هـ، له مؤلفات نافعة في سائر علوم الشريعة، واشتغل بالتدريس، وله تلاميذ متميزون من أشهرهم الشيخ العلاّمة محمد الصالح العثيمين. توفي بعنيزة سنة 1376هـ، انظر: علماء نجد لعبد الله البسام 2/422، والأعلام للزركلي3/340.
(2) الفتاوى السعدية، المسألة التاسعة، ص 43.
(3) في الأصل: (إذا حقق)
(4) متفق عليه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
(5) حديث أصحاب الغار متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ.
(6) رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
(7) متفق عليه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
(8) متفق عليه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
(9) أي يكتب للإنسان من صلاته على حسب خشوعه فيها.
(10) متفق عليه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ..........


https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-08, 03:25 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
مشروعي .. رمضان مع أمــي
للدكتور محمد بن محمود السيد
(17)


بسم الله الرحمن الرحيم

1 - أعلن السباق - جاء رمضان - تزينت الجنان لكن لا تنسى أن كل الجنة تحت أقدام الأم.

2 - أمي في رمضان كل خطوة اليك تقربني من ابواب الجنان .. خطواتك جنة أمس.

3 - أمي أنا بجنبك في رمضان ... لأنك رائحة الجنان.

4 - أمي انت أعظم مشروعي في رمضان. يقول ابن عباس رضي الله عنه ( لا أعلم عمل أقرب الى الله من بر الوالدة).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
5 - مشروعي: ( الجنان مع أمي ) . جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : أردت الغزو وجئت استشيرك فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم أمك حية، فقال نعم. ( قال الزم رجليها فان الجنة تحت أقدامها ).

6 - مشروعي: ( أمي سحائب المغفرة ) . جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أذنبت ذنباً . فقال له صلى الله عليه وسلم : أمك حية . قال لا . قال خالتك . قال نعم . قال اذهب وبرها وأحسن إليها يغفر الله لك ذنبك. ( كيف ولو كانت أمه في الحياة ).

7 - مشروعي: ( أمي وأبواب السماء ). الشاب اليمني ( أويس القرني ) جعل حياته لأمه فقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن له دعوة مستجابه ).

8 - مشروعي: ( نظرتي رحمة ). كان عثمان بن عفان رضي الله عنه أكثر أمة الإسلام براً بأمه كان يقول (لا أستطيع اتأمل وجه أمي منذ اسلمت) يستحي من أمه... ماذا حصل له. #الملائكة تستحي منه. #رسولنا يقول ماضر عثمان مافعل بعد اليوم. #أصبح التاجر الأول في أمة الإسلام.

9 - مشروعي: ( أغلى لقمة ). كان الحارث بن النعمان من أكثر أمة الإسلام برا بأمه. فكان يضع اللقمة في فيه أمه.. ماذا حصل له. قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأمه بعد وفاته ( إن ابنك أصاب الفردوس الأعلى من الجنة ).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
10 - مشروعي: ( ابتسامة أمي ). اذا كان ادخال السرور على البعيد فيه أعظم صدقة. فكيف إذا كان للأم... ماهو مشروعك اليوم لتبتسم أمك بسببك.

11 - مشروعي: ( بجنبك أمي ). كل يوم تتعب من أجلنا في أعداد الإفطار وهي جنتنا في حياتنا. اليوم قولي لأمك أنت الملكة ونحن نعد الإفطار عنك.

12 - مشروعي: ( دعوة لي من أمي ). كيف تستطيع اليوم أن تفرح وتسمع منها دعوة تُفتح لها أبواب السماء وخاصة وهي صائمة. ( ما أصدق دعوة الأم ).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
13 - مشروعي: هديتي لأمي. الهدية تنمي الحب بين الطرفين فكيف اذا كانت للأم. ماهي هديتك لأمك اليوم.

14 - مشروعي: أتأمل في أمي #أنا في بطنها 270 يوم. #في يوم ولادتي كانت تتمنى حياتي قبل حياتها. #في دراستي رعاية لكل خطواتي. أه كم أنا مقصر سامحيني يا أماه. #في صدرها 270 يوم وهي تسهر لسهري.

15 - تحتاج الوالدة لبعض المشتريات لكن قد لاتتكلم رحمة بك. لماذا لاتبادر وتخرج للتسوق مع الغالية ويكون التسوق بشكل ماتع وكأنها استراحة مع الأم.

16 - مشروعي: ولدي ربيع أمي. أولادك ربيع أمك تفرح بصوتهم في البيت وتحبهم وتخاف عليهم. فاجعل جدول لأولادك في خدمة أمك ليتواصل البر لك.

17 - مشروعي: أذكاري مع أمي. ما أجمل أن تكون بصمتك على أمك حلوة. وذلك بأن تحفظ عن طريقك بعض الأذكار النبوية مثل أذكار الصباح والمساء والصلاة.. فيكون لك أعظم الصدقات.

18 - مشروعي: لأمي حكايتي. جلسة جميلة مع أمي أحكي لها قصة واسمع منها حكاية عن رمضان أيام زمان. وأنصت لها بابتسامة وحب وأقول يارب تقبل مني هذا الوقت مع أمي.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
19 - مشروعي: إفطاري خاص. أحدد يوم ليكون الإفطار مع أمي خارج المنزل في الهواء الطلق (برية). ستفرح أمي ويفرحني ربي.

20 - مشروعي: لأمي مفاجأة . أرتب مفاجأة لإمي إما: #بزيارة أحباب إلى قلبها وهي لاتعلم. #أوبزيارة مكان محبب لها. #أوعمل حفلة لتكريم الأم أمام أحفادها. #نترك الإبداع لكم.

21 - مشروعي: أجمل أكله لأمي. أعملي أجمل طبق تحبه الأم وجعليها تأكل من أكلك.

22 - مشروعي: تطوعي مع أمي. أقوم بعمل تطوعي يجمعني بأمي أما لزيارة مركز أيتام أو لأحد المرضى وأجعل أمي من توزع عليهم الهدايا. يا لها من حياة خاصة مع الغالية.

23 - مشروعي: صلاتي بقرب الجنان. اتفقي مع أمك أنكما تصليان سويا صلاة التروايح. تخيلي في صلاتك وأنت تلامسي أمك وتركعي معها وتسجدي وتسمعي صوت الدعاء لك... جنتي أمي.

24 - مشروعي: سفرة لأمي. في أحد الأيام نعمل إفطار خاص في المسجد للمصلين هدية من الوالدة ونصور هذه السفرة للوالدة لتفرح وتشعر بإنجازك لها.

25 - مشروعي: فرحة أمي. في أحد الأيام نذهب لاحد الجمعيات الخيرية ونساهم بمبلغ ولو بسيط صدقة جارية لأم أمي ( جدتي ). ونأتي بقسيمة التبرع لأمي كم سيفرح قلبها.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
26 - مشروعي: زيارة بر. ما أجمل أن تسير هذه الليلة مع أمك لزيارة خالتك وتحمل معك بعض الهدايا لتفرح الأم ببر أختها.

27 - مشروعي: صديقة لأمي. إذا كان لأمك صديقة حميمة فشتري لها هدية. وأكتب عليها ( لأنك صديقة أمي ).

28 - مشروعي: عطاء لأمي. خير الصدقات صدقة في رمضان.ما أجمل أن تضع للأم سهم مبارك من صدقاتنا ونخبرها بذلك.

29 - مشروعي: روضة مع أمي. يحلو رمضان مع أمي وأنا أقرأ لها من كتاب سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم بطريقة بسيطة.

30 - مشروعي: سجدتي مع أمي. خذ أمك تصلي معك في أحد المساجد وتسمع دعاء المسلمين وتدعو لك ... ما أجملها من صلاة.

تم بحمد الله
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-09, 03:08 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
ماذا تفعل المرأة من الأعمال الصالحة إذا أصابها العذر الشرعي ؟
محمد المهنا
(18)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلى وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :

١- فينبغي على المرأة المؤمنة أن ترضى بما كتبه الله ، ففي الصحيحين أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل على عائشة وهي تبكي "لأنها حاضت أيام الحج" فسلّاها وعزّاها وقال (إنَّ هذا أمرٌ كتَبه اللهُ على بناتِ آدَمَ) ثم أخبرها بما تفعله في حجها ومالا تفعله

٢- من البشائر التي تسر المؤمن والمؤمنة أن الإنسان إذا كان معتاداً على عمل صالح ثم تركه لعذر فإن الله عز وجل يعطيه أجر ذلك العمل ولو لم يعمله وهذا من فضل الله ، قال صلى الله عليه وسلم (إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً) رواه البخاري
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وعن أنس رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجع من غزوةِ تبوكَ، فلما دنا منَ المدينةِ قال ( إنَّ بالمدينةِ أقوامًا، ما سِرتُم مسيرًا، ولا قطعتُم واديًا إلا كانوا معكم ) قالوا : يا رسولَ اللهِ، وهم بالمدينةِ ؟ قال ( وهم بالمدينةِ، حبسهُمُ العذرُ ) رواه البخاري

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللهَ كتب الحسناتِ والسَّيِّئاتِ ثمَّ بيَّن ذلك ، فمن همَّ بحسنةٍ فلم يعمَلْها كتبها اللهُ له عنده حسنةً كاملةً) متفق عليه

وهذا كله مصداقٌ لما علّمناه ربنا من أسمائه الحسنى وصفاته العُلى ، فإنه سبحانه الغني الكريم ، الرحمن الرحيم ، البر الحليم ، ذو الفضل العظيم ، ذو الجلال والإكرام سبحانه وبحمده
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
٣- يجوز للمرأة الحائض باتفاق العلماء أن تعبد ربها بالدعاء والذِكر ، فعلى المرأة المؤمنة أن تملأ وقتها بالدعاء وبذكر الله بأنواع الذكر كالتسبيح والهليل والتكبير والتحميد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن استعانت في ذلك بكتب الأذكار كحصن المسلم وكتاب الدعاء من الكتاب والسنة فحسن ، ولا مانع من الاستعانة بالسُبحة والعدّادات اليدوية لعد التسبيح ، فقد ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا يعدون التسبيح بالحصى ، لكن عد التسبيح بالأنامل "وهي الأصابع" أفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا نساء المؤمنات عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس ، ولا تغفلن فتنسين الرحمة ، واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات) إسناده حسن

٤- يجوز للمرأة الحائض "ومثلها النفساء" أن تقرأ القرآن ، وهذا مذهب الإمام مالك ورواية عن الإمام أحمد اختارها جمع من العلماء منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى :
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
"لَيْسَ فِي مَنْعِهَا مِنْ الْقُرْآنِ سُنَّةٌ أَصْلًا، وَقَدْ كَانَ النِّسَاءُ يَحِضْنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَوْ كَانَتْ الْقِرَاءَةُ مُحَرَّمَةً عَلَيْهِنَّ كَالصَّلَاةِ لَكَانَ هَذَا مِمَّا بَيَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمَّتِهِ وَتَعْلَمُهُ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا يَنْقُلُونَهُ إلَى النَّاسِ ، فَلَمَّا لَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ نَهْيًا لَمْ يَجُزْ أَنْ تُجْعَلَ حَرَامًا ، مَعَ الْعِلْمِ أَنَّهُ لَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ ، وَإِذَا لَمْ يَنْهَ عَنْهُ عُلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُحَرَّمِ "
"مجموع الفتاوى" (26 /191)

وهذا القول "أعني جواز قراءة القرآن للمرأة الحائض" هو اختيار جمع من المعاصرين منهم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله

ومما ينبغي التنبيه إليه : أن مس المصحف لا يجوز إلا للمتطهر ، لذا فإن على المرأة الحائض أن تلبس قفازا أو تحرك المصحف بقلم أو نحوه أو تقرأ من الأجهزة أو من المصاحف المشتملة على تفسير القرآن ، فإن مسّها جائز

٥- ومن الأعمال الصالحة قراءة الكتب النافعة التي تُفيد العلم وتزيد الإيمان وتقرب من الله لا سيما كتب السُنة ، ومن أجلّها وأفضلها وأعظمها بركةً ونفعا صحيح البخاري وصحيح مسلم ورياض الصالحين للنووي وغيرها كثير ولله الحمد
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
٦- الأعمال الصالحة في العشر الأواخر لا تقتصر على الذِكر والتلاوة والصلاة ، بل هي أعم من ذلك ، فالصدقة وصلة الرحم وزيارة المرضى وخدمة الناس احتسابا للأجر والإعداد للعيد بالمسابقات النافعة التي تدخل البهجة وتحفظ الوقت وتزيد العلم والإيمان ، كل ذلك من الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله

٧- ومن أفضل الأعمال في هذه العشر خدمة الصائمين والمعتكفين ورواد المساجد ، فإن تيسر للمرأة أن تشارك في تفطير الصائمين أو خدمة المعتكفين بأي أنواع الخدمة ككيّ ملابسهم ونحو ذلك فهي على خير وأجر وبر

هذا ما تيسر في هذه العجالة ، ومن نظر وجد المزيد ، وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-10, 03:36 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
مسائل نسائية رمضانية
إبراهيم البخاري
(19)

بسم الله الرحمن الرحيم

١- يجوز تذوق الطعام حال الصيام للحاجة بشرط ألا يُبتلع منه ولا من طعمه شئ.

٢- إذا شكّت الحائض هل طهرت أو لا فلا يجوز لها أن تصوم حتى تتيقن الطهر وإذا صامت وهي لم تتيقن فصيامها غير صحيح.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
٣- إذا طهرت المرأة قبل الفجر فيجب أن تصوم ولو لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر.

٤- من حاضت وهي صائمة ولو قبل الغروب بلحظة فعليها القضاء بشرط أن تتيقن نزول الدم.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
٥- من شعرت بأعراض الحيض من ألم قبل المغرب ولم تر الدم إلا بعد الغروب فصيامها صحيح.

٦- يجوز للمرأة أن تستعمل مايمنع الحيض بشرط ألا يكون فيه ضرر عليها.

٧- إذا استعملت المرأة مايمنع الحيض وصامت فصيامها صحيح.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
٨- إذا طهُرت النفساء - ولو قبل الأربعين - وجب عليها الصوم.

٩- إذا أتمت النفساء أربعين يوماً ولم ينقطع الدم فعليها أن تصوم ، ودمها دم استحاضة يجب معه الصوم والصلاة.

١٠- إذا أتمت الأربعين ولم ينقطع الدم ووافق عادة معلومة لها فتجلس حتى تنتهي عادتها ثم تغتسل وتصوم.

١١- الحامل والمرضع إذا كانتا تخافان الضرر على ولدهما أوعلى نفسيهما بسبب الحمل والإرضاع أفطرتا وقضتا.

١٢- يحرم على المرأة أن تخرج متعطرة إذا كانت ستمر بالرجال في طريقها ومن ذلك الخروج لصلاة التراويح.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
١٣- يحرم عليها أن تركب مع السائق غير المحرم لوحدها.

١٤- تسوية صفوف الصلاة واجبة على الرجال والنساء ويظهر الخلل كثيراً في صفوف النساء في رمضان فمن المخالفات:
- تقدم إحدى النساء عن الصف أو تأخرها.
وإنشاء صف قبل إتمام الصف الذي أمامه أو تقطع الصف الواحد فكل اثنتين أو ثلاث لوحدهن وهكذا.
والمشروع إتمام الصف الأول فالذي يليه والتراص في الصف وألا يكون هناك فُرَج فيه.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
١٥- صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد ولها أن تصلي جماعة مع نسائها من أهل البيت ، وتؤمهن إحداهن وتقرأ من المصحف إذا لم تكن حافظة للقرآن ، ولمن صلت وحدها أن تقرأ من المصحف كذلك.

١٦- بعض النساء في الصلاة تمسك بالمصحف وتتابع الإمام في قراءته ، وهذا عمل مكروه لما يترتب عليه من حركة بغير حاجة وترك لسنة وضع اليد اليمنى على اليسرى.

تمت بحمدالله .
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-12, 12:37 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
... ( احتســــــاب الأجـــــر فـــي رمضـــــان ) ...

الأستاذة : زاد المعاد

(20)
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا درس قمت بإلقائه على النساء في مُصلى التراويح في مسجد حينا بمكة المكرمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أكرمنا ببلوغ شهر رمضان المباركـ , خير شهور العام , والصلاة والسلام على معلم الأنام الخير , نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك , بلغ الرسالة , وأدى الأمانة , ونصح الأمة , وجاهد في الله حق جهاده , ونصلي ونسلم على آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد /

أخواتي الحبيبات
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
حياكن الله وبياكن في حلقة من حلق الذكر في هذا المكان الفاضل المبارك , نتذاكر فيه ما ينفعنا في أُخرانا ,
نعيش هذه الأيام أجواء إيمانية عامرة بذكر الله ـ عز وجل ـ , نعيش فرحتنا بشهر رمضان , شهر الصيام والقيام , شهر الكرم والجود والسخاء

قال تعالى : ( شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )

وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُبشر أصحابه عند قدوم رمضان فيقول : ( قد جاءكم شهر رمضان , شهر مبارك , فرض الله عليكم صيامه , فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم , وتُغل فيه مردة الشياطين , فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حُرم ) رواه الإمام أحمد والنسائي والبيهقي، وحسنه الألباني.

نسأل الله أن يبلغنا شرف ليلة

وفي الحديث ( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ»( رواه البخاري)

أُخياتي الحبيبات إن حديثي معكن اليوم بعنوان
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
( احتســــــــاب الأجــــر فــــــــي رمضـــــــــــا ن )

فكم من أعمال نعملها في هذا الشهر الفضيل ـ أو غيره ـ يفوتنا أجرها لأننا لم نحتسب الأجر فيها

قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )

هل استشعرنا معنى هذا الحديث ؟؟

من صام رمضان إيماناً ( بفرضيته من الله عز وجل وأنه ركن من أركان الإسلام لا يكمل الدين إلا به )

واحتساباً ( لكل ما يعرض لنا فيه من تعب ونصب )

مو نقوول / أوووف اليوم حر ـ تعبنا من الصيام , وغيرها من العبارات التي قد تنقص من إحتسابنا للأجر في رمضان

وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
هل استشعرنا ذلك ؟؟

هل استشعرتي هذا الحديث يا أخيه والأجر عندما تأتين لصلاة التراويح أو وأنت تصلين في بيتك التراويح

من قام رمضان إيماناً ( بأن الله عز وجل هو من شرع لنا هذا القيام وسنه لنا )

واحتساباً ( لكل نصب وتعب يعرض لنا عند القيام )

ليس كما يقول بعض الشباب / هذا الإمام كسر رجولنا بالقيام

أين الإحتساب ؟؟

هل نريد أن تغفر ذنوبنا ونحن لا نصبر ولا نحتسب الأجر فيما يعرض لنا من نصب وتعب في صيامنا وقيامنا ..

قال صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً )

أختي الحبيبة
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
أنت كل يوم تُعدين الطعام لأسرتك , أبنائك وزوجك وأهلك

فهل احتسبتي الأجر في ذلك ؟؟

هل احتسبتي أجر تفطير الصائمين ؟؟

لو كان عدد أفراد أسرتك 5 مثلاً واحتسبتي الأجر عند تجهيز الطعام لهم وأنه تفطير صائم لنلتي أجرهم كلهم ـ إن شاء الله ـ

وهناك أناس مباركون موفقون في تفطير الصائمين نسأل الله من واسع فضله يأتون يوم القيامة وقد صاموا رمضانات عدة لأنهم فطروا الصائمين
لكن للأسف أننا غفلنا عن استشعار هذه المعاني العظيمة

فقبيل المغرب يبدأ الضجر والتسخط من تجهيز الطعام وقد يتلفظ البعض بكلمات تضيع عليه أجر الصيام

كله لأننا لم نعد نحتسب الأجر في أعمالنا اليومية في رمضان خاصة وبقية الأيام عامة .

أخيه
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
عندما تجهزين الطعام لأسرتك سواءً في رمضان أو غيره هل احتسبتي أجر إدخال السرور على مسلم

ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرِّج عنه غمًا، أو يقضي عنه دينًا، أو يطعمه من جوع) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وحسنه الألباني في الصحيحة

وفي رواية للطبراني " " إن أحب الأعمال إلى الله - تعالى -بعد الفرائض: إدخال السرور على المسلم، كسوت عورته، أو أشبعت جوعته، أو قضيت حاجته "

وهل احتسبتي الأجر وأنت تُعدين الطعام لأسرتك سواءً السحور أو الإفطار أو غيره أنك تُعينينهم وتقوينهم على طاعة الله عز وجل

يا أخيتي الحبيبة

احتسبي أجر تفطير الصائمين عندما ترسلين الإفطار لجيرانك

إننا في شهر جود وعطاء وغالباً ما يرسل الجيران لبعضهم إفطاراً

فاحتسبي الأجر عندما ترسلين لهم الطعام ,, مو يكون نيتنا والله عيب جيرانا ما نرسل لهم ,, لا بل اجعلي نيتك لله وحده

احتسبي الأجر عندما ترسلين طعام الإفطار لهذا المسجد أو لغيره من المساجد

احتسبي الأجر عندما يأتيك سائل يطرق بابك

**
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
أختي الحبيبة

أرعي لهذا الحديث العظيم سمعك

قال صلى الله عليه وسلم : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) رواه البخاري ومسلم

وهي بركة شرعية وبركة بدنية

أما البركة الشرعية فهي امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به

وأما البركة البدنية فمنها تغذية البدن ليقوى على الصيام

وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين ) صححه الألباني

وقال صلى الله عليه وسلم : ( السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين ) رواه أحمد وحسنه الألباني

وصلاة الله على عباده رحمتهم

وصلاة الملائكة على العباد الدعاء لهم

كل هذه المعاني العظيمة التي في السحور يغفل الكثير عنها إلا من رحم ربك

صار السحور عندنا عادة

فمن اليوم نحاول أن نحتسب الأجر حينما نقوم للسحور ونستشعر أن الملائكة تدعوا لنا

أخيتي الغالية
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
احتسبي الأجر عندما تقرئين القرآن

احتسبي أننا في شهر عظيم تضاعف فيه الحسنات أضعافاً كثيرة

وكذلك لمن يسكن في مكة ـ ونحن هنا في البحيرات لا ندخل ضمن حدود الحرم ـ فمن يسكنون مكة داخل حدود الحرم يجمعون الآن بين شرف الزمان ( رمضان ) وشرف المكان ( مكة ) حيث تضاعف الحسنات أضعافاً كثيرة

أختي الغالية

احتسبي الأجر عندما تؤدين العمرة ففي الحديث ( عمرة في رمضان تعدل حجة أو قال : حجة معي )

وفي العمرة في رمضان يجتمع للعبد شرف الزمان والمكان حيث تضاعف الحسنات في رمضان وفي مكة المكرمة

فلنحتسب الأنفاس حتى النوم فلنحتسبه تقوياً على الطاعة

هي أيام وترحل , ويرحل نصبها وتعبها ويبقى لنا أجرها ـ إن شاء الله ـ

فرمضان نعمة ـ رمضان فرصة ـ رمضان مطية يا أخيه

فكل ما أريد أن أوصله لكم من خلال هذه الكلمات هي أن نحتسب الأجر في رمضان خاصة لأن حديثي معكم عن رمضان وفي بقية الأيام عامة
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا لكل خير

وأن يجعلنا ممن صام رمضان إيماناً واحتساباً فغفر له ماتقدم من ذنبه

وأن يجعلنا ممن قام رمضان إيماناً واحتساباً فغفر له ماتقدم من ذنبه

وأن يجعلنا ممن يقوم ليلة القدر إيماناً واحتساباً فيغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا

ونسأل الله أن يجعلنا من عتقائه في هذا الشهر الفضيل من النار

اللهم آآآآآآآآآآآمين

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-12, 05:21 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
كيف ندرب أبناءنا على الصيام؟!
زهرة الياسمين
(21)
إخوتي وأخواتي الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
لقد فرض الإسلام تعليم الصبي الصلاة منذ السابعة من العمر حتى العاشرة، أما الصيام فهو أشق على النفس من الصلاة...و لكنه أحياناً يكون لدى بعض الأطفال الكسالى - الذين يُعرِضون عن الطعام بطبيعتهم- أيسر من الصلاة!!!
بينما نجده مشكلة لدى الطفل الأكول... لذا فإنه من واجبنا أن نعلِّمهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" ونعينهم على تنفيذه اتباعاً للسنة، وتمهيداً لتيسير الصيام عليهم بالتدريج، ثم صيانةً لهم من الأمراض في المستقبل.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وفي هذا يقول فضيلة الشيخ "محمد بَكر إسماعيل": " الصبي لا يجب عليه الصوم حتى يبلغ، ولكن يستحب على وليه أن يدربه عليه إذا لم يكن في ذلك مشقة بالغة، فقد كان بعض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدرِّبون صبيانهم عليه. فعن الربيع بنت معوذ قالت: "كنا نَصُومُ ونُصوِّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن (أي الصوف) فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه، حتى يكون عند الإفطار" (أي أعطيناه هذا الصوف يتلهى به حتى يحين موعد الإفطار) (الحديث رواه البخاري ومسلم).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وبشكل عام ، فإن تدريبهم على الصيام ينبغي أن يتم تدريجياً، ووفق الظروف الصحية للطفل (منذ السابعة وحتى العاشرة مثلاً)؛ففي شهر رمضان من كل عام، يرى الطفل والديه، و الكبار من الأقارب والجيران والمدرِّسين يصومون فيشعر بالغيرة والرغبة في تقليدهم، لذا يجب أن نعينه على ذلك وننتهز هذه الفرصة بأن نشجعه و نتركه يصوم لمدة ساعتين مثلاً،ثم نزيد عدد الساعات حسب قدرة الطفل، وإذا رغب في الطعام تركناه حتى يشعر أن هذا أمر يخصه وأنه شيء بينه وبين ربه،ولا ينبغي أبداً أن نخاف عليه من الضعف أو الهزال؛ فشهر رمضان كالعطر يتبخر سريعاً، كما أن الطفل إذا اشتد به الجوع،فسيكون أمامه أحد أمرين:
إما أن يأكل لأنه لم يعد يتحمل الجوع، و بذلك نطمئن عليه.
وإما أن يحاول أن يتحمل الجوع ويجاهد نفسه، وبذلك يتعود مجاهدة النفس والصبر على طاعة الله، فنطمئن عليه أكثر!!!
ولا ينبغي أن ننسى مكافأته على اجتيازه فترة الصوم المحددة بنجاح، ويكون ذلك بزيادة مصروفه مثلاً، أو أن تقول له الأم مثلاً:"أنا فخورة بك، فقد أصبحت الآن مثل الكبار تستطيع مجاهدة نفسك ومقاومة الشعور بالجوع والعطش"
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وإذا جاء شهر رمضان في أيام الدراسة فللطفل الذي لا يزال في مرحلة التدريب أن يختار أن يصوم في فترة وجوده بالمدرسة، ثم الإفطار بقية اليوم ؛ أو العكس...حتى يستطيع أن يتم اليوم، خاصة وأن بعض المدارس تقلل ساعتين من فترة الدوام في رمضان بينما تتوقف الدراسة في هذا الشهر في البعض الآخر .
و لنتذكر أن مستقبل الطفل الحقيقي هو الآخرة، لذا ينبغي أن نعده لها خير إعداد وأن نخاف عليه من مخالفة أوامر الله أكثر مما نخاف عليه من الضعف أو التقصير في الدراسة.
كما يعينه أيضاً أن يلتزم بوجبة السحور مع الكبار- التي تشجعه أيضاً على صلاة الفجر - و لا ننسى أن نشرح له –ببساطة- أهمية السحور من حيث اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والفوز بالبركة، و دعاء الملائكة للصائم ، بالإضافة إلى أخذ الأسباب بأكل وشرب ما يقوِّي أجسادنا على الصيام .
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وفي مرحلة الحادية عشرة ، وحتى الرابعة عشرة من العمر يكون الطفل قادراً على إتمام اليوم من حيث تحمُّل الجوع والعطش، ولذلك يجب أن يتقدم عن المرحلة السابقة بمعرفة روح الصوم، وأنه لم يُفرض لتعذيب المسلمين، وأن أحد أهداف الصوم هو الشعور بجوع الفقراء،وترويض النفس على الصبر وتحمل الشدائد، وتغذية الروح بطاعة ربها مع الإقلال من تغذية الجسد، والوصول بالمسلم إلى تقوى الله في السِّر والعَلَن ، كما ينبغي أن يعرف:
• أن الصوم يعني كف أذى اللسان والجوارح عن الغير،وغض البصر عن محارم الله تعالى،
• و أن ثواب الصائمين لا حدود له،
• وأن الله سبحانه هو وحده الذي يقرر مقداره لأن الصوم عبادة إخلاص لله عز وجل ولا يعرف مدى صدقها والإخلاص فيها إلا هو.

وفي المرحلة مابين الخامسة عشرة و الثامنة عشرة ينبغي له أن يعرف:
• أن الصوم ليس إمساك عن الشراب والطعام والشهوة فقط، وإنما هو التزام يؤدي على التقوى،
• وأن شهر رمضان عطية غالية من الجواد الكريم، فلا ينبغي أن نضيِّعها.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-13, 03:27 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
وصايا للمسلمة في رمضان
(22)


رمضان فرصة موسمية للتزود من التقوى، وتطهير القلوب، وتزكية النفوس، والفطن اللبيب هو من يسعى لاغتنامه، والشقي هو من يسعى للتخلص منه، وما دامت الشمس لا تقف والعمر لا ينتظر، والأيام لا تتوقف، فحري بالمرء أن يستغل كل دقيقة؛ بل كل لحظة من عمره في القرب إلى الله والعمل على رضاه.

والمرأة كالرجل في اغتنام مواسم الطاعات والظفر بأوقات القربات، ولها من كل عمل نصيب ومن كل طاعة سهم، وإلا فما قيمة الحياة بغير طاعة الله، وما فائدة الدنيا إن لم تكن مزرعة الآخرة.
وبعض النساء تستقبل شهر الطاعات وموسم القربات بجدول من الأعمال التي تهلك بدنها ولا ترضي به ربها، بل كل همها الطعام والشراب وما شابه، فيمر عليها رمضان دون أن تشعر بطاعة أو تأنس بعمل صالح؛ نظرًا لعدم فهمها الحكمة من الشهر.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
رمضان شهر الصيام وليس شهر الطعام، رمضان شهر القيام وليس شهر النوم، رمضان شهر الجد وليس شهر الهزل، رمضان شهر العمل وليس شهر الكسل، رمضان شهر الطاعات وليس شهر المعاصي، رمضان شهر الاقدام وليس شهر الاحجام، رمضان شهر اليقظة وليس شهر الغفلة.
ومع ذلك فإن من سماحة هذا الدين ويسره، ومن عظيم إحسان الله إلى عباده أن رتب لجميع الأعمال والعادات التي نقوم بها الأجر والمثوبة، وذلك إذا توفر فيها عامل احتساب الأجر والنية فيها، وكذا ربة المنزل في رمضان فالأعمال التي تتكرر يوميًا؛ كاعتنائها بزوجها وأطفالها، إذا احتسبت الأجر والثواب في فعلها، واستحضرت النية بأنها تقوم بذلك ليس على سبيل العادة والواجب والإكراه، وإنما طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فإنها تصبح عبادة ويحصل لها الأجر على ذلك بإذن الله.
وللاحتساب أهمية كبرى في حياة ربة المنزل للاستزادة من تحصيل الحسنات والأجر عند الله سبحانه وتعالى، وما أجمل كلام ابن القيم رحمه الله في ذلك حيث قال: قال بعض العلماء الأكياس عاداتهم عبادات الحمقي والحمقى عباداتهم عادات (1).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
بعض النصائح لاغتنام من شهر القربات:
1- استغلال الساعات التي تقضيها في المطبخ بكثرة الذكر والتسبيح والدعاء:
ومن نعم الله علينا في هذا العصر وجود إذاعة القرآن، وأشرطة القرآن، والمحاضرات المتوافرة في كل مكان، فيمكن للأخت المسلمة أن تسمع آيات الله طيلة وقتها، وتسمع كل خير عن طريق هذه الأجهزة.
إن وسائل التواصل مع الله سبحانه وتعالى كثيرة، ومن أهمها: الدعاء، إذ ندعو الله لكي يحقق مطالبنا، وندعوه لكي يخفف عنا البلاء ولكي نستغفره على تقصيرنا، وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكرًا، لك راهبًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا أو منيبًا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي» (2)، ولا بد أن تكون ألسنتنا طيلة الشهر الكريم رطبة بذكر الله تعالى والاستغفار واغتنام الدعاء قبل الإفطار، كما لا بد أن نسبح ونذكر الله آناء الليل وأطراف النهار، حيث قيل لابن هاني: ما نرى لسانك يفتر كم تسبح كل يوم؟ قال: مائة ألف إلا أن تخطئ الأصابع (3)، كما قال ابن القيم: إن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكرًا لله، فأفضل الصوام أكثرهم ذكرًا لله، وأفضل الحجاج أفضلهم ذكرًا لله، وهكذا سائر الأعمال (4).
وهناك فكرة جميلة حتى لا تنسى الذكر، وهي: قومي بوضع لوحات على جدران المنزل بها أذكار حتى تذكر الله كلما تجولتي في غرفتك أو منزلك، وقومي بلبس العداد الذكي لتقومي بالتسبيح عليه لتستطيعي معرفة كم مرة قمتي بالتسبيح اليوم، وضعي رقمًا معينًا كل يوم لتجتازه في التسبيح والذكر.

2- عدم الإسراف في المأكل والمشرب: فيلاحظ على كثير من البيوت قبل الإفطار أنهم يضعون موائد كبيرة ومتنوعة الأصناف، مما يؤدي إلى التأخر عن صلاة المغرب، أو فوات تكبيرة الإحرام، أو بعض الركعات، أو فوات الصلاة بالكلية، وهذا لا ينبغي في غير رمضان، فكيف في رمضان؟! فعلى ربة المنزل في هذا الجانب الاقتصار في عدد قليل من أنواع المأكولات، وعدم المبالغة في التفنن في الأصناف الموضوعة على المائدة الرمضانية.

3- إرسال الإفطار للجيران والمحتاجين، وذلك لإدخال الفرح إلى قلوبهم ولتعميق العلاقات بين الجيران وتقديم المساعدة لهم، وحصد أجر إفطار صائم بتقديم بعض الوجبات إلى الصائمين في الحي (5).
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا طبخت قدرًا، فأكثر مرقتها، فإنه أوسع للأهل والجيران» (6).
4- السنة للمرأة أن تصلي التراويح في منزلها، وهو أفضل، ولا بأس بأن تخرج إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهنَّ خير لهنَّ» (7).
وإذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة لما في ذلك من المفاسد العظيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهد ‏معنا العشاء الآخرة (8)؛ أي صلاة العشاء.

ولديك فكرتان مختلفتان من خلالهما تستطيعين قضاء صلاة التراويح وأنت مطمئنة الفكرة، وهما: أن تتفقي مع العديد من صديقاتك وأخواتك وأهلك للصلاة يوميًا في مسجد بعينه، وأن تقوم كل يوم امرأة مختلفة منكن بالجلوس مع أطفال كل هؤلاء السيدات حتى تتاح الفرصة للجميع في الصلاة في الجامع، أما الفكرة الثانية فهي التجمع في منازل بعضكن البعض والصلاة جماعة، وتكون إحداكنّ إمامًا للمصليات، وبذلك تضمنّ ثواب الجماعة.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
5- الإخلاص لله في الصيام:
الإخلاص لله تعالى هو روح الطاعات، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات، وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون معونة الله لعبده المؤمن، قال ابن القيم رحمه الله: وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وتعالى وإعانته (9).
وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5].
فإذا علم الصائم أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه هذا مما يحفز المؤمن لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن سبحانه وتعالى.

6- إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم، ومن ملامح هذه البركة حتى تزيدك حماسًا:
أ*- البركة في المشاعر الإيمانية: ترى المؤمن في هذا الشهر قوي الإيمان، حي القلب، دائم التفكر، سريع التذكر، إن هذا أمر محسوس لا نزاع فيه أنه بعض عطاء الله للصائم.
ب*- البركة في القوة الجسدية: فأنت أخي الصائم رغم ترك الطعام والشراب، كأنما ازدادت قوتك وعظم تحملك على احتمال الشدائد، ومن ناحية أخرى يبارك الله لك في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة، ورواتبها المسنونة، وبقية العبادات رغم الجوع والعطش.
ج- البركة في الأوقات: تأمل ما يحصل من بركة الوقت بحيث تعمل في اليوم والليلة من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان.
فاغتنم بركة رمضان وأضف إليها بركة القرآن، واحرص على أن يكون ذلك عونًا لك على طاعة الرحمن، ولزوم الاستقامة في كل زمان ومكان.
7- السحور وقيام الليل:
قال صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة» (10)، «إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين» (11)، لذلك لا بد أن تحرصي على أن يتناول السحور أفراد المنزل سويًا، فيزيد الترابط الأسري وتعم البركة، كما يفضل قبل السحور عند قيام الليل أن يتجه أفراد المنزل كافة إلى الركن الذي تم تخصيصه للعبادة في بداية الشهر الكريم، فيقرأ أحدهم القرآن، ويصلي آخرون، ويسبح غيرهم، فالجو الجماعي يزيد من النشاط وعدم النوم والكسل، وبعد السحور خصصوا لكل يوم فردًا يقوم بقراءة الدعاء وباقي أفراد الأسرة يرددون معه حتى صلاة الفجر، ثم يذهب الرجال إلى الصلاة في المسجد، وإن أمكن نزول السيدات كان أفضل، وإن لم يتمكنّ تجتمع سيدات البيت ويقمن بالصلاة جم اعة، فثواب ذلك أعظم من أن يصلي كل فرد في غرفته لا يعلم عنه أحد (12).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
8- استحضار خصائص شهر رمضان.
خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
1- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
2- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.

3- يزين الله في كل يوم جنته.
4- تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار.
5- فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
6- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
7- لله عتقاء من النار في آخر ليلة من رمضان.
8- استشعار أن الله تعالى اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال: قال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» (13).
9- معرفة مدى اجتهاد الصحابة الكرام والسلف الصالح في الطاعة في هذا الشهر الكريم.
10- معرفة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة: يقول ا لصيام أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن ربّ منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان» (14) (15).
9- وضع جدول غذائي منتظم:
إذا نظرنا إلى المأكولات الكثيرة والمشروبات وتنوع أصنافها على سفرة الإفطار فإنك تضطر إلى أن تقول لماذا يا أيتها المرأة المسلمة لا تجعلي لك جدولًا غذائيًا منتظمًا لتقسيم هذه الأصناف على أيام الأسبوع فهل يشترط أن نرى جميع الطعام في كل يوم؟ لا يشترط هذا، وهل يشترط أن نرى جميع أنواع العصير في كل يوم؟ أيضًا لا يشترط ولا شك أننا بهذا التنظيم نكسب أمورًا كثيرة منها:
أولًا: عدم الإسراف في الطعام والشراب وقد نهينا عن ذلك.
ثانيًا: قلة المصاريف المالية وترشيد الاستهلاك.
ثالثًا: التجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وإبعاد الروتين والملل بوجود هذه الأصناف يوميًا.
رابعًا: حفظ وقت المرأة وطلب راحتها واستغلاله بما ينفع خاصة في هذا الشهر المبارك فهذا شيء من الثمار ومن الفوائد في تطبيق هذا الاقتراح فيا ليت أن بعض الأخوات يفعلن مثل هذه الجدول ولعلهن أن ينفعن غيرهن من أخواتهن في توزيعه في مدراسهن وأماكن اجتماعهن فإن فعل ذلك كما ذكرنا فيه فوائد جمة.
10- استغلال وقت الحيض والنفاس في الذكر وأعمال البر:
بعض النساء إذا حاضت أو نفست تركت الأعمال الصالحة وأصابها الفتور مما يجعلها تحرم نفسها من فضائل هذا الشهر وخيراته، وهناك ولله الحمد عبادات أخرى مثل الدعاء والتسبيح والاستغفار والصدقة والقيام على الصائمين وتفطيرهم وغيرها من الأعمال الصالحة الكثيرة، ثم أبشرك أنه يكتب لك من الأجر مثل ما كنت تعملين وأنت صحيحة قوية.
كيف ذلك؟ لحديث رسول صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه: «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له تعالى من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا» (16).
إذن فلتبشرى، المهم استحضار النية الصالحة والخالصة والحرص على كثير من الخيرات والعبادات التي تستطيعنها، ثم عن قراءة القرآن للحائض والنفساء فيه خلاف مشهور بين العلماء لكن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى رأى جواز قراءة القرآن للحائض والنفساء بدون شرط أو قيد.
11- تعويد الصغار على الصيام:
تعويد الصغار على الصيام والقيام وتشجيع الأب بصحبتهم للمسجد تارة وبالثناء تارة وبالكلمة الطيبة وبالجوائز؛ بل وتعويدهم على الصدقة وبذل الطعام وتوزيعه على الفقراء والمساكين المجاورين.
وعندما تعطى الطفل الصغير ليوزعه بنفسه للجيران وللفقراء والمساكين وتذكره بالأجر وبفضل هذه الأعمال فإن ذلك يُنشئه نشأة صالحة، كما قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وتقول الربيع بنت معوذ عن صيام عاشوراء فكنا نصومه بعد ونُصومه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن (القطن)، فإذا بكى أحدهم على الطعم أعطيناه ذلك (اللعبة) حتى يكون عند الإفطار (17).
أي حتى يُتم صومه ذلك اليوم تُشغله بهذه اللعبة وفي ذلك تمرين لهم وقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الفعل لأنه فُعله بحضرته فهو أيضًا من السنن التقريرية عنه صلى الله عليه وآله وسلم (18).
أهم الإعدادات في شهر رمضان الكريم:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
أداء الصلاة في وقتها:
لما سئل صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قال: ثم أي؟ قال: «ثم بر الوالدين» قال: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» قال: حدثني بهن، ولو استزدته لزادني (19)، فاحذري من أن تقصري في أداء الصلاة في أوقاتها بحجة النوم، وفي الشهر الكريم يمكن عمل فكرة مختلفة تشجيعية لك ولأفراد أسرتك، وهو تخصيص ركن محدد للصلاة وقراءة القرآن في المنزل، فالديكور الرمضاني وتخصيص جزء لأداء الصلاة فيه سيشجع كل أفراد البيت على أداء الصلاة في أوقاتها، لذا عليك باختيار ركن هادئ في البيت، ووضع سجاد الصلاة فيه مفرودًا طوال الوقت، إضافة إلى السبحة وعدد من المصاحف، ويكون هذا الركن بمثابة زاوية ثابتة لأداء الصلاة فيه، فيجتمع أفراد البيت ليصلوا فيه جماعة، وليس كل فرد في غرفته.
إفطار صائم:
هل ترغبي في صيام الشهر مرتين وأخذ ثواب صوم اليوم بيومين؟ عليكِ باغتنام فرصة غير متاحة إلا في هذا الشهر الكريم، وذلك بالحرص على إفطار صائم، حيث قال رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام: «من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا» (20).
قراءة القرآن الكريم وتفهم معانيه:
علينا دائمًا في الشهر الكريم القيام بقراءة المصحف وختمه، وهناك أفكار تشجيعية للحرص على قراءة القرآن وشرحه، وذلك من خلال عقد حلقات لتلاوة القرآن الكريم في المنزل مع جمع الأصدقاء أو الأهل أو الجيران، وعمل جدول متقن للانتهاء من جزأين في اليوم، فيقوم كل فرد بقراءة صفحة ويتلوها من القرآن، ثم يقوم بشرحها من كتاب المعاني أو التفسير إن كانت هناك آيات تحتاج إلى شرح، وفي نهاية الأسبوع يتم توزيع جوائز رمزية تحفيزية على الملتزمين بحضور الحلقات يوميًا، فهذه الفكرة ستخلق جوًا من التنافس والتحدي وسيمتلئ البيت بروح المشاركة، كما ينبغي الحرص على فهم الآيات والاتعاظ منها، فقال محمد بن الحسين في تفسير قوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} ينبغي أن يكون همّ العبد عند تلاوة السورة إذا افتتحها: متى أتعظ بما أتلوه؟ ولا يكون مراده متى أختم السورة؟
الصدقة في رمضان:
قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 274].
إن الصدقة في الشهر الكريم من أحب الأعمال التي يجب الإكثار منها، عن أم ذرة، وكانت تغشى عائشة قالت: بعث إليها بمال في غرارتين قالت: أراه ثمانين أو مائة ألف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست تقسم بين الناس فأمست وما عندها من ذلك درهم فلما أمست قالت: يا جارية هلمي فطري. فجاءتها بخبز وزيت فقالت لها أم ذرة: أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحما بدرهم نفطر عليه قالت: لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت (21).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
فقد قال تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].
خطة تساعدك إدارة الوقت خلال شهر رمضان:
1- تنظيم خطة مقدمًا:
تنقسم إدارة الوقت بين التخطيط والتطبيق، حيث أن التخطيط مهم لأن التطبيق وحدة غير كافي، وأثناء التخطيط لشهر رمضان، نحتاج أن نكون واضحين بشأن الأهداف (المقاصد) من شهر رمضان المبارك، ووفقًا للقرآن نحن نعلم أن الصيام ركن من أركان الإسلام لزيادة التقوى وهو الشهر الذي أنزل في القرآن الكريم.
هذا يعني أنه يجب أن يكون الهدف العام من شهر رمضان هو زيادة التوجه لله والتقوى، وكل الأهداف يجب أن تكون من أجل تحقيق هاتين الغايتين.
2- تحديد مجموعة واضحة من الأهداف:
الآن بعد أن عرفت الأهداف العامة لرمضان وكم من الوقت المتاح لديك يوميًا لتحقيق هذه الأهداف، فإن الخطوة التالية هي تحديد الأهداف الذكية لتكريس لها الوقت.
3- تخصيص وقت لكل هدف:
والآن بعد تحديد أهدافك في شهر رمضان بوضوح وتحديد الوقت اللازم يوميًا للعبادة، فإن الخطوة التالية هي تخصيص أوقات محددة يوميا لتحقيق كل هدف، على سبيل المثال: إذا كان لديك هدف قراءة 30 صفحة من التفسير فعليك تحديد ساعة يوميًا لذلك، ويمكن أن تكون كل مساء قبل التراويح، أو تخصيص الوقت المناسب لك.
على نحو مماثل، تخصيص أوقات محددة لكل شيء في اليوم، حيث يمكن تعيين وقت محدد من اليوم لقراءة القرآن الكريم (ربما قبل أو بعد الفجر)، مما يجعل الدعاء (قبل الإفطار)، عمل حلقة ذكر للأسرة (ربما بعد العصر أو بعد صلاة التراويح) وأية أهداف أخرى تسعى لتحقيقها يجب تحديد لها الوقت المناسب لك.
قد تكون هناك أيام تكون غير قادر على التمسك بالنظام نظرا لأسباب خارجة عن إرادتك، ولكن على الأقل من خلال وجود جدول زمني، يجعلك تلتزم به خلال الأيام الأخرى حتى لو حدث خلل في بعض الأيام وحتى في مثل هذه الأيام، إذا كنت تخصص ساعة لقراءة كتاب التفسير يمكنك قراءة على الاقل ربع ساعة أو على حسب مقدرتك في هذا اليوم حتى تكون تركته بالمرة.
4- الاستفادة من الساعات الأولى من صباح اليوم:
اعتمادًا على ما إذا كان شهر رمضان يصادف الصيف أو الشتاء في بلدك، فإن هذا يشير إلى وقت قبل أو بعد السحور، ففي البلدان التي يكون عندها الصيف فإن السحور يكون في وقت مبكر جدًا وكثير من الناس لا يمكنها أن تستيقظ في وقت مبكر، وفي هذه الحالة، فإننا نوصي بتخصيص ساعة بعد السحور للعبادة.
السبب في التأكيد على فترة الصباح الباكر؛ لأن هذا الوقت معروف بالبركة، وأنه الوقت الذي لا نكون مشغولين فيه بأي التزامات من العمل أو الأسرة، مما يجعله أفضل وقت من اليوم للعبادة.
5- تحديد وقت يوميًا لقراءة القرآن:
شهر رمضان هو شهر القرآن، لذلك يجب أن يكون هناك وقت مكرس يوميًا لقراءة القرآن، في بعض المجتمعات تكون هناك عادة لتلاوة القرآن الكريم بشكل سريع جدًا خلال شهر رمضان للحصول على أكثر عدد من الختمات، ولكن بدلًا من القيام بذلك، يمكن ختمة مرة واحدة والتركيز على القراءة بشكل صحيح، ودراسة التفسير والتأمل في معانيه، وسيكون لذلك تأثير أطول أمدًا على إيمان المرء والتقوى.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
6- تجنب تعدد المهام:
أثبتت الدراسات الحديثة أن تعدد المهام يبطئ فعلًا الإنتاجية ويؤدي الى عمل غير منظم، حيث أنه عندما يكون لديك مهام متعددة، فإن أدمغتنا تكون غير قادرة على إعطاء أي مهمة الاهتمام الكامل، ونتيجة لذلك، فإننا في نهاية المطاف لا نكون قد أنجزنا شيئًا بإتقان.
خبراء إدارة الوقت يتفقون جميعًا على أن التركيز على مهمة واحدة في وقت واحد يساعد على انجاز المهمة بشكل أسرع من تعدد المهام، فإذا كنت تتحدث إلى شخص ما، عليك التوقف عن كل شيء تقومون به، وإعطائه الاهتمام الكامل، وإذا كنت تكتب كتابًا، عليك التركيز على الكتاب فقط، وإذا كنت تستعد لعقد اجتماع، عليك التركيز على ذلك وحده ولا شيء غير ذلك.
هذه الطريقة يجب تطبيقها في شهر رمضان والتركيز على كل هدف واعطائه الوقت المناسب لذلك، وتكريس الاهتمام اللازم به، مثلًا لا تحاول قراءة القرآن أثناء تصفح الفيسبوك أو رعاية الأطفال في نفس الوقت، والأمر نفسه ينطبق على دراسة التفسير أو الدعاء فإنه عليك اختيار المكان والزمان والحالة التي ستكون عليها وإعطاء العبادة التركيز الغير مجزأ، وهذا هو السبب في أننا نوصي بأداء العبادات خلال ساعات الصباح الباكر حيث إن المرء يكون غير مشغول والعقل يكون أقل تشويشًا.
7- تقليل الإفراط في الأنشطة الاجتماعية:
هذا يشمل كل وسائل الاعلام الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية المادية، حيث إن شهر رمضان هو شهر اعتكاف، حيث إن الاعتكاف يعتمد على أخذ استراحة من الحياة الاجتماعية حتى نتمكن من التركيز في علاقتنا مع الله، وحتى لو لم تكن قادر على الاعتكاف فإنه يمكنك الاستفادة من شهر رمضان عن طريق تقليل الأنشطة الاجتماعية وتكريس المزيد من الوقت للعبادة، حيث يمكن تقليل تسجيل الدخول إلى الفيسبوك وتويتر، والاعتذار عن التجمعات الغير ضرورية (22).
***
_______________
(1) مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (1/ 160).
(2) أخرجه أبو داود (1510).
(3) شعب الإيمان (2/ 185).
(4) الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 75).
(5) المرأة المسلمة في نهار رمضان/ موقع الشيخ سليمان الماجد.
(6) أخرجه ابن حبان (513).
(7) أخرجه أبو داود (567).
(8) أخرجه مسلم (444).
(9) الفوائد لابن القيم (ص: 97).
(10) أخرجه البخاري (1923).
(11) أخرجه ابن حبان (3467).
(12) هكذا تستغلين رمضان في الطاعات؟ الشروق أونلاين.
(13) أخرجه البخاري (1904)، ومسلم (1151).
(14) أخرجه أحمد (6626)
(15) عشر حوافز لإستغلال رمضان/ صيد الفوائد.
(16) أخرجه البخاري (2996).
(17) شرح معاني الآثار (2/ 74).
(18) أربعون وسيلة لإستغلال شهر رمضان/ صيد الفوائد.
(19) أخرجه البخاري (527).
(20) أخرجه الترمذي (807).
(21) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 47).
(22) 10 نصائح لإدارة الوقت في رمضان/ ثقف نفسك.
منقول

https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-14, 02:52 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/63.jpg
أنيس المرأة في شهر الرحمة
إبراهيم بن صالح المحمود
(23)

المقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد:
أختي المسلمة :
يسرني عبر هذه العجالة أن أهنئك بشهر رمضان المبارك شهر الرحمة والغفران وشهر الذكر والقرآن .
قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من ا لهدى والفرقان )). سورة البقرة ،آية 185.
وقال عليه الصلاة والسلام : "أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم "رواه الأمام أحمد والنسائي .

قد جاء شهر الصـوم فيه الأمان *** والعتق والفوز بسكنى الجنان
شـهر شـريف فيـه نيـل المنى *** وهو طراز فوق كم الزمـان
طوبى لمن قـد صامه واتـــقى *** مولاه في الفعل ونطق اللسان
ويا هنا مـن قــام في ليــله *** ودمـعه في الخد يحكي الجمان
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
ذاك الــذي قد خصــه ربه *** بجنة الخلـــد وحور حسان
هنــاكم الله بشـــهر أتـى *** في مدحه القــرآن نص عيان

ولما لاحظت من إضاعة الأوقات والسهر على اللهو والمنكرات في هذا الموسم العظيم من قبل بعض الأخوة والأخوات ولكون المرأة أكثر تأثرا في مثل هذا الموسم ومن باب النصيحة جمعت لها بعض النصائح في رسالة أسميتها "أنيس المرأة في شهر الرحمة". اسأل الله أن ينفع بها الجميع وصلى الله على نبينا محمد.

فضل الصيام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم ، إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه "
وقال عليه الصلاة والسلام : "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .
وقال عليه الصلاة والسلام : "إن في الجنة بابا يقال له : الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد" .
وقال عليه الصلاة والسلام : "ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله !لا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن م لنار سبعين خريفا" . وقال عليه الصلاة والسلام : "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه ، ويقول القران : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان " .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله : دلني على عمل أدخل به الجنة قال : "عليك بالصوم ، فإنه لا مثل له "

وقفة مع الوقت
الوقت هو حياتك أيتها المرأة هو عمرك ، وإذا كان ذلك الوقت في موسم الخيرات والبركات ، فكيف يا ترى تمضينه في هذا الشهر ا لكريم ؟ .
إننا إذا تأملنا واقع كثير من النساء في رمضان وكيف تقفي وقتها رثينا لحالها وعزيناها، فالنوم في نهار،رمضان يأخذ نصيب الأسد من وقت المرأة المسلمة ثم يأتي في الدرجة الثانية المطبخ ، فنجدها تنام إلى الظهر ثم تبدأ بترتيب المنزل ثم الدخول إلى المطبخ لإعداد وجبة الإفطار إلى حوالي العصر وبعد العصر إعداد المشروبات ومائدة الإفطار وبعد الإفطار الاستعداد لمأدبة العشاء وبعد العشاء العودة للمطبخ لغسل الأواني ثم الاشتغال بالمسلسلات أو المكالمات الهاتفية الفضولية أو التجول في الأسواق بلا ضرورة ولا حاجة وهكذا! ! . إلى وقت السحور ثم إعداد وجبة السحور ثم النوم ! ! فبالله عليك ! هل استنفدت من شهر الرحمات ؟! هل تعرضت لنفحات الرحمن ؟ ! .
وقفة بالله عليك بع بعض السلف وكيف كانوا يحافظون على الأوقات كان السلف الصالح ومن سار على نهجهم من الخلف أحرص الناس على كسب الوقت وملئه بالخير، سواء في ذلك عالمهم وعابدهم ، فقد كانوا يسابقون الساعات ويبادرون اللحظات ، ضنا منهم بالوقت ، وحرصا على أن لا يذهب منهم هدرا .
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
نقل عن عامر بن عبد قيس أحد التابعين الزهاد أن رجلا قال له : كلمني فقال له : عامر بن عبد قيس : أمسك الشمس . يعني أوقف لي الشمس واحبسها عن المسير حتى أكلمك ، فإن الزمن متحرك دائب المضي لا يعود بعد مروره فخسارته خسارة لا يمكن تعويضها واستدراكها، لأن لكل وقت ما يملأه من العمل . قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي .
وقال الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما .
وقال الحسن البصري : يا ابن آدم ، إنما أنت أيام ، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ، وقال أيضا : أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم .
وقال عمار بن رجاء : سمعت عبيد بن يعيش يقول : م قمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل ، كانت أختي تلقمني وأنا أكتب ا لحديث (8) .

إذا كان رأس المال عمرك فاحترز *** عليه من الإنفاق في غير واجب
فبين اختلاف الليل والصبح معرك *** يكر علينا جيشـه بالعجائـب
وقال الوزير بن هبيرة :

والوقت أنفس ما عنيت بحفظـه *** وأراه أسهل ،ما عليك يضيـع
برنامج يومي لاستغلال الشهر:
وبعد تلك الوقفة مع الوقت وأهميته يطيب لي أن أرسم لك منهجا يوميا للاستفادة من الوقت في هذا الشهر العظيم :
* فبعد صلاة الفجر يمكنك الجلوس في المصلى لقراءة القرآن .
وذكر الأوراد الصباحية إلى أن تطلع الشمس وترتفع قيد رمح تم تصلين ركعتين أو أكثر.
قال عليه الصلاة والسلام : "من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" .
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ؟ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة، وقال : "من صلى الصبح ، ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة، كان بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين "(10) .
* وبعد ذلك لا بأس من أخذ قسط من النوم إلى وقت ذهاب الأولاد إلى المدرسة ، فتعد للأطفال وجبة الإفطار إن كانوا لا يقدرون على الصوم ، مع ملاحظة تعويدهم وتربيتهم على الصيام وحثهم عليه وترغيبهم فيه .
روى البخاري عن الربيع بنت معوذ قالت : كنا نصومه - أي يوم عاشوراء - بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام اعيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار.
* وبعد ذهاب الأولاد للمدرسة الاستفادة أما بسماع شريط إسلامي أو تلاوة قرآن ثم صلاة الظهر وحافظي على السنن الرواتب ، قال عليه الصلاة والسلام : "ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة"
* وبعد صلاة الظهر والنافلة أخذ قسط من القيلولة إلى قبيل العصر ثم صلاة العصر ويا حبذا لو تصليهن قبل الفريضة، قال عليه الصلاة والسلام : "رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا"
* وبعد صلاة العصر اجتماع عائلي "مجلس ذكر" وذلك بإجراء مسابقة لحفظ سور من القرآن وأحاديث من رياض الصالحين أو الأربعين النووية وتشجيع الأولاد على ذلك ومنحهم الجوائز القيمة . قال عليه الصلاة والسلام : "لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة" .
* وبعد ذلك إعداد وجبة الإفطار، واذكرك بقول الله تعالى : (( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين )) . سورة الإسراء ، الآية : 127 .
فلا تبذري وتسرفي ، فكثيرا من المسلمات جعلوا من رمضان عرضا لأصناف المأكولات والمشروبات فتجد على المائدة اكثر من عشرة أصناف من أشكال الطعام وألوانه فالمرأة المفرطة هي التي تقضي اغلب وقتها في المطبخ لإعداد ألوان الطعام فيذهب يومها كأمسها وغدها كيومها وهكذا حتى ينتهي الشهر الكريم وهي حبيسة المطبخ لا تزيد في رصيدها من الدرجات ولا تثقل ميزانها بالحسنات .
فيا أختي المسلمة :
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
هذا شهر القرآن والقيام لا شهر الطبخ .والطعام .
وتذكري أخواتك المسلمات اللاتي لا يجدن ما يسد رمقهن .
وعند الإفطار لا تنسي الدعاء لإخوانك الذين شردوا من ديارهم وأوذوا وقتلوا وهتكت أعراضهم وذلك بالالحاح والتضرع إلى الله قال عليه الصلاة والسلام : ثلاث دعوات مستجابات ، دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة ا لمسا فر" .
* ثم بعد الإفطار وصلاة المغرب طعام العشاء واستراحة قليلة ثم الاستعداد لصلاة التراويح وحذار من التفريط في صلاة التراويح ويا حبذا لو أديت الصلاة في البيت قال عليه الصلاة والسلام : "لا تمنعوا النساء أن يخرجن إلى المساجد وبيوتهن خير لهن " .
وإذا أرادت المرأة الصلاة في المسجد فيجب ملاحظة ما يلي :
1- أن تكون متسترة بالثياب والحجاب الكامل .
2- أن تخرج غير متطيبة .
3- أن لا تخرج متزينة بالثياب والحلي .
4- أن لا تركب مع السائق بمفردها .
5- عدم اصطحاب الأطفال .
*ثم بعد صلاة التراويح صلة رحم أو زيارة أخوية وحذار من إضاعة الوقت أمام الأجهزة المدمرة والأفلام الهابطة ، وجليسات السوء اللاتي لا هم لهن إلا الدنيا وأحدث ما نزل للأسواق ، واخرما ابتدع من الموديلات فهن يمتن القلوب الحية ويثبطن ، العزائم العالية فابحثي عمن تعينك على الطاعة وتقربك إلى الرحمن.

عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي
* وبعد ذلك أخذ قسط من النوم في الليل لأن نوم النهار لا يغني عن نوم الليل ، وإن تيسر قيام الليل فحسن قال عليه الصلاة والسلام : "عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم " .
وقال عليه الصلاة والسلام : "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " .

يا نفس فاز الصالحون بالتقى *** قد أبصروا الحق وقلبي قد عمي
يا حسنهم والليل قد جنـهم *** ونورهم يفـوق نـور الأنجمي
ترنموا بالذكر في ليلـــهم *** فعيشهم قـد طـاب بالتـرنم
قلوبهم للذكر قـد تفـرغت *** دمــوعهم كلـؤلـؤ منتـظم
أسحارهم بهم لم قـد أشرعت *** وخلع الغـفران خـيرالقســم
ويحـك يا نفس ألا تيــقظ *** ينفـع قبـل أن تــزل قـدمي
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
مـضى الزمـان في توان وهوى فاستدركي ما قـد بقى واغتنمي

* وبعد ذلك الاستعداد للسحور والمحافظة عليه ، قال عليه الصلاة والسلام : "إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين "
وأكثري في ذلك الوقت من الاستغفار قال تعالى : (( وبالأسحار هم يستغفرون )) . سورة الذاريات ، الآية : 18
* وأما بالنسبة للعشر الأواخر فينبغي استغلال كل أوقاته بالصلاة والذكر والدعاء، وهذه عائشة رضي الله عنها تخبرنا بفعل الرسول في العشر فتقول : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجد وشد المئزر".

أدم الصيام مـع القيــام تعبدا *** فكلاهما عمــلان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم *** إلا كنـومـة حائـر ولهان
فلـربمـا تـأتي المنيـة بـغتـة *** فتسـاق من فرش إلى أكفان
يا حبذا عينـان في غسق الـدجى *** من خشــية الرحمن باكيتان
فالله ينزل كـل آخـر ليـلــة *** لسمائه الدنيا بـلا كتمـان
فيقـول : هـل من سائل فأجيبه *** فأنا القريب أجيب من ناداني
شهر القرآن
قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )). سورة البقرة ، الآية 185.
وقال صلى الله عليه وسلم : "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه " .
وقال عليه الصلاة والسلام : "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول : آلم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" .
وكان جبريل عليه السلام يدارس النبي ، صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان وكان عثمان بن عفان يختم القران كل يوم مرة . وكان الشافعي يختم في رمضان ستين ختمة .
وكان الزهري إذا دخل رمضان يقول إنما هو تلاوة القران وإطعام الطعام ، وكان الإمام أحمد بن حنبل يختم القرآن في كل أسبوع ، وإذا أردت أخيتي ختم القرآن كل سبعة أيام فعليك بقراءة ثمان وثمانين صفحة كل يوم تقريبا، فاقتدي رحمك الله بأولئك الأخيار الأطهار واغتنمي ساعات الليل والنهار.

فبادر إلى الخيرات قبل فواتها *** وخالف مراد النفس قبل مماتها
تبكي نفوس في القيامة حسرة *** على فوت أوقات زمان حياتها
فـلا تغتر بالعز والمال والمنى *** فكم قد بلينا بانقلاب صفاتها
أذكار وأدعية مأثورة
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg


يطيب لي أن أورد لك بعض الأذكار المهمة والتي غفل عنها كثير من المسلمين قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا )) . سورة الأحزاب ، الآيتان : 41 ، 42 .
وقال عليه الصلاة والسلام : "ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟" قالوا : بلى، قال : "ذكر الله تعالى" .
وقال عليه الصلاة والسلام : "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " .
وقال عليه الصلاة والسلام : "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ".
وقال عليه الصلاة والسلام : "أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟" فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب ألف حسنة؟. قال : "يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عن ألف خطيئة".
وقال عليه الصلاة ؟السلام : (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟" فقلت : بلى يا رسول الله قال : "لا حول ولا قوة إلا بالله ".
وقال عليه الصلاة والسلام : "من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشرا" .
وقال صلى الله عليه وسلم : "من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف " .

عليك بما يفيدك في المعــاد *** وما تنجو به يوم التناد
فمالك ليس ينفع فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جماد
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
ستندم إن رحـلت بغير زاد ***وتشقى إذ يناديك المنـاد
فـلا تفـرح بـمال تقتنيه *** فإنك فـيه مـعكوس المراد
وتـب مما جنيت وأنت حي *** وكن متنبها مـن ذا الرقاد
يسـرك أن تكون رفيق قوم *** لـهم زاد وأنـت بغير زاد

العمرة في رمضان
قال صلى الله عليه وسلم : "عمرة في رمضان تعدل حجة - أو حجة معي " .
فحاولي يا أخية بقدر استطاعتك بان لا يفوتك هذا الأجر العظيم والموسم الكريم .
وإذا تيسر لك ذلك فينبغي ملاحظة عدم السفر إلا مع محرم والتفقه في كيفية العمرة الصحيحة وتطبيقها كما فعلها المصطفى عليه الصلاة والسلام .
ومن الأمور التي يحسن التنبيه عنها بالنسبة للمرأة في مكة المكرمة ما يلي :
عدم إضاعة الأوقات في التسوق والأسواق ، قال عليه الصلاة والسلام : "أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسوا قها " .
وسئل الشيخ صالح الفوزان عن حكم التردد باستمرار على الأسواق لمعرفة الجديد من السلع والتسابق للفوز بها؟ .
وأجاب الشيخ قائلا: مطلوب من المرأة البقاء في بيتها والقيام با عماله وبتربية أولادها ورعايتهم فإنها راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، قال تعالى : (( وقرن في بيوتكن )) أي الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة . وقال صلى الله عليه وسلم : "إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " وليست معرفة الجديد من السلع حاجة تبرر لها الخروج من بيتها . فالخطر عظيم خصوصا في هذا الزمن الذي كثر فيه الشر.
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
وكذلك من الأمور التي يجب التنبيه عليها ليس النقاب الذي انتشر انتشارا مخيفا حتى أن بعضا من النساء الخيرات قمن بلبسه وقد أفتى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بتحريم ذلك فقال : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين لا شك أن النقاب كان معروفا في عهد النبي ، صلى الله عليه وسلم وأن النساء كن يفعلنه كما يفيده قوله صلى الله عليه وسلم في المرأة إذا أحرمت "لا تنتقب " فإن هذا يدل على أن من عادتهن لبس النقاب ، ولكن في وقتنا هذا لا نفتي بجوازه بل نرى منعه وذلك لأنه ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز وهذا أمر كما قاله السائل مشاهد ولهذا لم نفت امرأة من النساء لا قريبة ولا بعيدة بجواز النقاب في أوقاتنا هذه بل نرى أنه يمنع منعا باتا وأن على المرأة أن تتقي ربها في هذا الأمر وأن لا تنتقب لأن ذلك يفتح باب شر لا يمكن إغلاقه فيما بعد .

فتاوى مهمة
س1 - سئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن جواز وضع الحناء على الشعر في أثناء الصيام وهل ذلك يفطر الصائم ؟ .
فأجاب حفظه الله بقوله :
هذا لا صحة له ، فإن وضيع الحناء أثناء الصيام لا يفطر ولا يؤثر على الصائم شيئا كالكحل وقطرة الأذن وكالقطرة في العين فإن ذلك كله لا يضر الصائم ولا يفطره .
س 2 سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله .
هل يجوز لطاهي الطعام أن يتذوق طعامه ليتأكد من صلاحيته هو صائم ؟
فأجاب حفظه الله بما نصه : لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه ليعرف حلاوته وملوحته وضدها، ولكن لا يبتلع منه شيئا، بل يمجه أو يخرجه من فيه ولا يفسد بذلك صومه إن شاء الله تعالى .
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
س 3 ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم ؟
أجاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله بقوله :
من أفطر في رمضان لسفر أو مرض ، أو نحو ذلك ، فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم ، وما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل ، فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم ، فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو ونصف الكيلو تقريبا من تمر أو أرز أو غير ذلك ، أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه .

فرصة التوبة في رمضان
إن رمضان موسم عظيم فيه تتجلى الرحمات وتقبل الحسنات ويتجاوز ربنا عن السيئات ، فحري بك أخيتي أن تستفيدي من هذا الموسم وذلك بالتوبة إلى الله والعودة إليه .
أخيتي : إذا كنت قد ابتليت ببعض المعاصي والذنوب فأبدي بالتوبة من هذا الشهر واجعلي رمضان ميلادك الجديد إلى الاستقامة والصلاح إلى التوبة والفلاح .
فإذا أردت أن تسلكي الطريق المستقيم فعليك بما يلي :
1- حافظي على جميع الصلوات في أوقاتها مع السنن الرواتب .
2- ابتعدي عن قرينات السوء .
3- تجنبي سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام .
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
4- أكثري من قراءة القران .
5- جاهدي وصابري على ذلك .
6- أكثري من الدعاء بقبول التوبة .
7- استمعي إلى الشريط الإسلامي .
8- تعرفي على رفيقات صالحات واحذري مجالس الغيبة والنميمة .
9- ساعدي والدتك في أعمال المنزل .
10- فإن طبقت تلك الأمور فبإذن الله ستكونين من الصالحات القانتات التائبات .
قال تعالى : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون )) . سورة الأحقاف ، الآيتان 13 ، 14 .
وقال عليه الصلاة والسلام : "لله أفرح بتوبة عبده ومن أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة".

هذا ما يسر الله جمعه في هذه الرسالة، أسأل الله أن ينفع به والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المصدر الجبيل نت


https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/65.jpg

ابو وليد البحيرى
2023-04-15, 03:14 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
فضائل العشر الأخيرة

سعد بن سعيد الحجري

(24)
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي أراد بنا اليسر، وجعل رمضان شهر الصبر، واختار منه ليالي العشر، وفضلها بليلة القدر، وجعلها خيراً من ألف شهر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده الأمر، ضاعف الأجر وغفر الوزر.

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الإمام البدر، رفيع القدر، ومحفوظ العمر صلى الله عليه وسلم كلما اغتنمت الفضائل وحوربت الرزائل.

أما بعد:
فيا ايها المسلمون اتقوا الله الذي أمركم بالسبق إلى الخيرات، والمداومة على الطاعات، والتوبة من السيئات والسعي لرفع الدرجات وكرمكم على المخلوقات، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران: 133]
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وقال: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]
وقال: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]

فاغتنموا الحياة قبل الموت، والعمل قبل الفوت، واربحوا الدنيا قبل الآخرة، والشباب قبل الهرم، والصحة قبل السقم واعلموا أن الربح في الإيمان وفي العمل الصالح، وفي التواصي بالحق والتواصي بالصبر، يقول الله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1-3]

والرابحون هم الذين فازوا بالمطلوب، ونجوا من المرهوب، وهم الذين طهروا القلوب، وستروا العيوب، وابتعدوا عن الذنوب، وهم الذين حفظوا أعمارهم، وحفظوا أعمالهم، وحفظوا جوارحهم وأحبوا لقاء الله فأحب الله لقاءهم.

وهم الذين عرفوا الأوقات الشريفة فاغتنموها، وإن من الأوقات الشريفة التي ينبغي ربحها، وحفظ أوقاتها وعمارة زمنها أيام العشر الأخيرة من رمضان، فهي خيار من خيار، وهي ميدان لتسابق الأخيار، وفيها يتميز الأبرار من الأشرار، والمتقون من الفجار، وهي عشر لها في الإسلام مكانة، وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مزيَّة، فمن مزاياها أنها عشر المساجد إذ تلازم فيها المساجد، وتعمر بالطاعة ويتحقق منها الرباط المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات»، قالوا: "بلى يا رسول الله"، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط» [رواه مسلم].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وبالتعلق بها يظل الإنسان في ظل الله يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله»، وذكر منهم: «ورجل قلبه معلق بالمساجد» [رواه البخاري ومسلم].

والمساجد بيوت الله، وأكرم بها من بيوت، يقول صلى الله عليه وسلم: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» [رواه مسلم].

وأحب البقاع إلى الله المساجد، لأن فيها أحب العمل، وأحب القول، وأحب الزمن وأحب الخلق.

يقول صلى الله عليه وسلم: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» [رواه مسلم]، وأهل المساجد هم أهل الإيمان يقول الله[/or]: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [التوبة: 81]، وهم أهل العمل الصالح، يقول تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 36-37]

وهم أهل النور التام يوم القيامة، لأن الله تعالى ذكرها بعد آية النور في سورة النور، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» [صححه الألباني].

والمساجد هي أماكن الذكر والقرآن والاستغفار والصلاة والدعوة والتعليم، فهي محاضن الخير والأخيار، يقول صلى الله عليه وسلم: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من القذر والبول والخلاء إنما هي لقراءة القرآن وذكر الله والصلاة» [الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2268- خلاصة الدرجة: صحيح].

https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وقد يخسر بعض الناس هذه العشر:
فمن الناس من يجعلها عشر الأسواق طلباً في الدنيا، ونسي أن الدنيا متاع الغرور، وأنها ملعونة ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً، وأنها لا تزن عند الله جناح بعوضة، فيكون همه المال وكسبه وليس همه الثواب والأجر.

ومن الناس من يجعلها عشر الضياع أو يضيعها في السفريات والتنزهات، فيكون همه بدنه وليس همه روحه.

ومن الناس من يجعلها عشر المعاصي بالعاكسات، وتتبع النساء في الطرقات والمشاهدات على الشاشات فيكون همه شهوته وانحرافه، وليس همه طاعته واستقامته.

وهذه العشر هي عشر نزول القرآن، يقول الله تعالى: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]

ويقول صلى الله عليه وسلم: «أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست خلون من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان» [الراوي: واثلة بن الأسقع المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/202- خلاصة الدرجة: فيه عمران بن داود القطان ضعفه يحيى ووثقه ابن حبان وقال أحمد‏‏ أرجو أن يكون صالح الحديث‏‏ وبقية رجاله ثقات].

ونزول القرآن فيها يدل على عظمتها، لأن القرآن عظيم، ويدل على بركتها، لأن القرآن مبارك، ويدل على أنه ينبغي إشغالها بالقرآن إذ هو أربح كلام، الحرف الواحد بعشر حسنات، قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» [الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: أصل صفة الصلاة - الصفحة أو الرقم: 1/368- خلاصة الدرجة: على شرط مسلم].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وهو أحسن الحديث قال تعالى: {اللَّهُ نَـزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} [الزمر: 23]

وأهله هم أهل الله وخاصته، وخير الناس من تعلم القرآن وعلمه، وقد كان السلف يشغلون العشر بالقرآن، فمنهم من يختمه فيها عشرين مرة، ومنهم من يختمه فيها عشر مرات، ومنهم من يختمه فيها خمس مرات، والقليل من يختمه في أقل من ذلك.

وهذه العشر هي عشر ظهور الحق وزهوق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، فيها دخل المسلمون مكة فاتحين، ومنها أظهر الله دين الإسلام على جميع الأديان ولو كره الكافرون.

ومنها أذل الله الكفر وأهله وفيها تطهرت الكعبة من الأصنام التي كانت في وسطها، ومن جميع جوانبها، فقد أخرج صنم هُبل من وسطها إلى غير رجعة، وأزيل ثلاثمائة صنم من حولها، وبقيت للتوحيد، ورفع الأذان من على ظهرها لتنتكس جميع الأوثان، ويعلو أهل الإيمان ويخسأ أهل العصيان.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وهذه العشر هي أفضل رمضان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا يجتهد في بقية رمضان، وتخصيصها يدل على فضلها، وهي آخر الشهر والأعمال بالخواتيم، وهي ثلثه الأخير، وقد فضل الله الثلث الأخير في عدة أزمان، ففضل الثلث الأخير من النهار إذ فيه صلاة العصر وهي الصلاة الوسطى، ومن صلاها مع الفجر دخل الجنة، ومن تركها حبط عمله، وفيها تجتمع ملائكة العبد الذين يحفظون عمله ويحفظون بدنه، وأمرالله بالذكر بعدها فقال تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39]

وفضل الثلث الأخير من الليل إذ فيه ينزل الرب تعالى إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله، فيقول: «هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ حتى يطلع الفجر» [الراوي: جبير بن مطعم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8167- خلاصة الدرجة: صحيح].

وفضل الثلث الأخير من الأسبوع إذ فيه الخميس الذي كان يصومه صلى الله عليه وسلم ويسافر فيه، وفيه تعرض أعمال العبد على الرب تعالى، وفيه الجمعة الذي هو سيد الأيام، وهو خيريوم طلعت عليه الشمس.

فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه تقوم الساعة، وهو يوم السبق إلى الخيرات ويوم القربان.

وفضل الثلث الأخير من العام إذ فيه رمضان الذي صيامه الركن الرابع من أركان الإسلام، وفيه أشهر الحج.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وهذه العشر هي عشر ليلة القدر، وليلة القدر هي أفضل الليالي على الإطلاق، وسماها الله الليلة المباركة فقال: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} [الدخان: 3]

وسماها ليلة القدر، لأن لها قدراً قال تعالى: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]

وللعمل فيها قدرٌ، قال صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري].

وللعامل فيها قدرٌ إذ يغفر الله ما تقدم من ذنبه، وللثواب فيها قدرٌ إذ العمل فيها خير من العمل في ألف شهر قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]

ومما يدل على فضلها أن الله سمى بها سورة في القرآن، وتردد ذكرها في سورتها ثلاث مرات، وعظمها بالاستفهام الذي يفيد التعظيم، قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ }.

وأذن للملائكة بالنزول فيها إلى الأرض وهم عباد مكرمون لا ينزلون إلا إلى طاعة، فهم ينزلون لمجالسن الذكر ولحفظ العمل وحفظ البدن وللصلاة وللجهاد ونحوها، وفيها ينزل جبريل الأمين عليه السلام، ونزوله يذكرنا بنزوله الأول في حراء وتردده بالقرآن في ثلاث وعشرين سنة، وصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم.

وليلة القدر سلامٌ من العذاب، وسلامٌ من الآفات، وسلامٌ من الشيطان، وليلة القدر من رمضان وهي في العشر الأواخر يقول صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» [رواه البخاري].

وهي في أوتار العشر تأكيد للحديث السابق، والأولى التماسها في كافة العشر، لأنها قد تكون في الأشفاع، لقوله صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى» [رواه البخاري].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وهذه أشفاع لو كان الشهر ثلاثين يوماً، وأوتار لو كان تسعة وعشرين، والصحيح أن وقتها لا يعلم وأن الله أخفاها ليتنافس الناس في كافة العشر ويتسابقون ويجتهدون فيكثر أجرهم، ويغفر وزرهم.

وقد خرج صلى الله عليه وسلم يخبر الصحابة بليلة القدر فتخاصم وتنازع رجلان فرفعت والمطلوب لها العمل وليس المطلوب لها الرؤية، ولها علامات تعرف بها، منها أنها ليلة طلقة لا حارة ولا باردة، ومنها أنها ليلة بلجة، أي مضيئة، كأن القمر فيها ليلة البدر، ومنها أن الشمس تخرج من صبحتها ليس لها شعاع، ومنها أنه لا يرمى فيها بنجم.

وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر الاجتهاد فيها بشتى أنواع الطاعات قالت عائشة: «كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها» [الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4910- خلاصة الدرجة: صحيح].

وهذه مزيَّة لها ينبغي الاقتداء به عملاً بقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]

وقوله صلى الله عليه وسلم:«كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى».
قالوا: "يا رسول الله، ومن يأبى؟"
قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» [الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7280- خلاصة الدرجة: [صحيح]].

ومن اجتهاده في العشر أنه كان يحيي الليل كله بالتهجد والقرآن والذكر والدعاء والاستغفار وهذا يدل على أنه كان يتفرغ للعبادة ويشتغل بها، ويعمل للآخرة ويعرض عن الدنيا.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ومن اجتهاده أنه كان يعتزل النساء ويشد مئزره ويجد في الطاعة، ولذا ينبغي أن يحفظ الليل في العشر الأواخر بكثرة التهجد وطول القيام، والركوع والسجود والقراءة والدعاء، فإن هذا دأب الصالحين قبلنا، ومرضاة لربنا ومغفرة لذنوبنا، ومطردة لداء الجسد.

وقد مدح الله أهل القيام فقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الزمر: 9]

ويقول تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16-17]

ومدح الله أهل الجنة بقيام الليل فقال سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات: 15-18]

وقد واظب صلى الله عليه وسلم على قيام الليل وداوم عليه، فصلى قائماً وصلى قاعداً، وكان إذا فاته قيام الليل بالليل صلى شفعاً بالنهار.

وقالت عائشة رضي الله عنها لرجل: "لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً".

وقالت:"إن قوماً يقولون لا نؤدي إلا الفرائض وإن الله لا يسألهم إلا عما افترض عليهم، ولكنهم قوم يخطئون بالليل والنهار وما أنتم إلا من نبيكم، وما نبيكم إلا منكم، ووالله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل".
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ومن هديه صلى الله عليه وسلم في هذه العشر إيقاظ أهله للصلاة عملاً بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]

ومن المعلوم أن الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، يقول صلى الله عليه وسلم: «والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته» [رواه البخاري].

وقد كان صلى الله عليه وسلم يوقظ نساءه، ويوقظ علياً وفاطمة، وكان عمر يوقظ أهله، وفي الحديث يقول: «رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1450- خلاصة الدرجة: حسن صحيح].

تقول عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشد مئزره» [رواه مسلم].

ومن هديه صلى الله عليه وسلم في هذه العشر الاعتكاف وهو لزوم المسجد لطاعة الله وترك الأموال والأولاد والدنيا والتفرغ للطاعة.

وقد اعتكف صلى الله عليه وسلم العشر الأول ثم العشر الوسطى ثم العشر الأخيرة، وواظب على الاعتكاف ابتغاء رضوان الله تعالى، والاقتداء بالسنة، ومجاهدة النفس، والصبر على الطاعة، ومحبة المساجد، وتربية النفس على الحسنات، والبعد عن السيئات وسلامة القلب من سمومه، إذ يقل الكلام والنظر والسمع والصحبة والأكل والنوم، وأفضل الاعتكاف في المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ثم الأقصى، ثم الجوامع التي تقام فيها الخطبة، ثم المساجد الأخرى، ويقبل المعتكف على الآخرة ويعرض عن الدنيا ولا يخرج من المسجد إلا لحاجة ماسة.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-16, 04:01 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
رسائل رمضانية للمرأة المسلمة


د. إيمان أحمد الغزاوي
(25)
شهر رمضان من خير أيام الله عز وجل، منَّ الله سبحانه به علينا، فهو موسم الخير والطاعات والعبادات والأجر الوفير، والعبادة فيه من خاصته، فقال سبحانه في الحديث القدسي “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به”، فاختص الله تعالى الصيام لنفسه من بين أعمال العبد كلها.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وتتحمل المرأة قدر كبيرا من أعباء الحياة في تدبير شؤون أسرتها، فهي تصرف معظم وقتها في قضاء حاجياتهم سواء كانت في إدارة المنزل، أو في تربية أبنائها والإشراف على تعليمهم، وفي مراعاة حقوق زوجها، ومساعدته في النفقات العائلية في جميع أشهر السنة، وفي رمضان المبارك تبذل جهداً مضاعفاً في تلبية متطلبات أسرتها، ونتيجة لذلك تضيع عليها فرصة أداء الكثير من العبادات الرمضانية والشعور بروحانيتها، وحرصا على اغتنام المرأة المسلمة الشهر الفضيل نود أن نذكرها ببعض التوجيهات والنصائح التي تستطيع من خلالها الفوز بحسنات الشهر الفضيل:
– على المرأة المسلمة سواء كانت زوجة، أو أماً، أو أختاً، أو ابنة أن تستحضر النية بأن ما تقوم به من أعمال طاعةً لله ولرسوله، وتحتسب كل عمل لله، وهذا من عظيم إحسانه على النساء بأن كل عمل تقوم به لخدمة أسرتها تنال به الأجر والثواب.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
– على الأم حث جميع أفراد الأسرة على الالتزام بالعبادات الرمضانية، ومن أهمها صلاة القيام، وتلاوة القرآن وختمه أكثر من مرة في الشهر الفضيل، لم لقراءة القرآن في رمضان من خصوصية ليست كباقي الأشهر، قال الله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَان” فرمضان والقرآن متلازمان، إذا ذكر رمضان ذكر القرآن، “ وكان جِبْريلُ يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرَسُولُ الله حين يلقاه جبريلُ أجود بالخير من الريح المرسلة”.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
– عدم الإسراف والمبالغة في المأكل والمشرب، والتفنن في الأصناف الموضوعة على المائدة الرمضانية، واستغلال الساعات التي تقضيها في المطبخ بكثرة الذكر والتسبيح والاستغفار، قال عليه السلام “يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار” لكسب غنائم الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
– تقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين بإرسال الإفطار لهم لإدخال الفرح إلى قلوبهم وحصد أجر إفطار صائم، أو بتقديم بعض الوجبات إلى الصائمين في مسجد الحي.
– على البنت أن تساعد والدتها في تحضير الموائد الرمضانية لتخفف العبء عنها لتستطيع القيام بالشعائر الرمضانية، لأن لهذا الشهر ميزة حيث تزيد فيه العزائم للأرحام والجيران والأقارب.
– الاستشعار بنية التعبد لله تعالى في تأدية سنة السحور، وتقديم الطعام الجيد المفيد الذي يقي أفراد العائلة من الجوع والعطش، ومن مشقة الصيام في ساعات اليوم الرمضاني الطويل، وألاّ تتذمر من تحضيره لاستيقاظها من النوم.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
– على المرأة ألا تَصْطَحِبَ معها الأطفال الذين لا يَصْبِرُونَ على انشغالها عنهم بالصلاة، فيؤذون بقية المصلين بالبكاء والصراخ، أو بالعبث في المصاحف وأمتعة المسجد وغيرها.
– على النساء الإكثار من الصدقات في شهر رمضان، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلّم النساء على الصدقة، فقال عليه الصلاة والسلام “تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن”، فقد تصدقت أم المؤمنين عائشة في يوم واحد بمائة ألف، وكانت صائمة في ذلك اليوم، فقالت لها خادمتها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تُفْطِرِينَ عَلَيْهِ؟ فقالت: لَوْ ذَكَّرْتِنِي لَفَعَلْتُ!
– الإكثار من الأعمال الصالحة في رمضان، ولا تقتصر على الذِّكر والتلاوة والصلاة، بل هي أعم من ذلك، فالصدقة وصلة الرحم وزيارة المرضى وخدمة الناس احتسابا للأجر من الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
أحكام شرعية خاصة في المرأة المسلمة
– للمرأة المسلمة أن تصلي التراويح في المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح لقوله عليه السلام “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهنَّ خير لهنَّ”.
– وإذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة لما في ذلك من المفاسد العظيمة.
– إذا انقطع الدم عن المرأة في آخر الليل من رمضان يصح لها أن تتسحر وتنوي الصيام، وذلك لأنها في هذه الحال طاهرة ينعقد صومها.
– إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها، وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. أما إذا لم ينقطع إلا بعد أن تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم، ولا يجزئها، بل تقضيه بعد رمضان.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
– إذا طهرت المرأة في أثناء النهار من الحيض أو من النفاس تمسك بقية ذلك اليوم وتقضيه، فإمساكها لحرمة الزمان، وقضاؤها لأنها لم تكمل الصيام.
– إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها صوم رمضان، وإن عاد معها الدم بعد الأربعين فهو دم فاسد لا تدع من أجله الصوم، وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يخفف عنها الدم من القطن، وتتوضأ لوقت كل صلاة.
– إذا رأت المرأة الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام، فإن لم تر علامة على قرب الوضع كالمخاض وهو الطلق فليس نفاسا، بل دم فساد على الصحيح، وعلى ذلك لا تترك الصوم، وإن كان مع هذا الدم من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس، تدع من أجله الصوم، ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم.




https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-17, 03:12 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif

كيف تتحمس الاخت المسلمه لاستغلال شهر رمضان
(26)

أخيتي الحبيبة: لكي تتحمسي لاستغلال رمضان في الطاعات، تعالي معي نجرب التالي:

1- الإخلاص لله في الصيام:

الإخلاص لله تعالى هو روح الطاعات, ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات, وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات, وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون معونة الله لعبده المؤمن، قال ابن القيم -رحمه الله-: "وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وتعالى وإعانته...".

وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [سورة البينة: 5].

فإذا علمت الصائمة أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه هذا مما يحفز المؤمنة لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن سبحانه وتعالى. (صيام + إخلاص لله) = حماس وتحفيز.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
2- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم:

وخصلة أخرى تدعوكِ للتحمس لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن ألا وهي: معرفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه فيقول: «أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه...» [رواه النسائي وصححه الألباني]، وهذا يدل على عظم استغلال رمضان في الطاعة والعبادة, لذا بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام ليستعدوا لاغتنامه.

3- استشعار الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومنها:

أ*- أن أجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به» [رواه البخاري].

ب*- من صام يومًا في سبيل الله يبعد الله عنه النار سبعين خريفًا, فكيف بمن صام الشهر كاملا؟
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ج- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة.

د- في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون.

هـ- صيام رمضان يغفر جميع ما تقدم من الذنوب.

و- في رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران.

ز- يستجاب دعاء الصائم في رمضان.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
[أخيتي: هلا أدركت الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين؟... فما عليك إلا تشمري عن ساعد الجد, وتعملي بهمة ونشاط لتكوني إحدى الفائزات بتلك الجوائز العظيمة].

4- معرفة أن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات:

(وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور), ومما يزيدكِ تحمسًا لاستغلال رمضان أن تعلمي أن رسولك العظيم صلى الله عليه وسلم كان يكثر من أنواع العبادات من صلاة, وذكر ودعاء وصدقة, وكان يخص هذا الشهر من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور الأخرى. فهل لكِ في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة وأسوة؟، والله تعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ..} [الأحزاب: 21]، فتكثري من أنواع الطاعات في هذا الشهر.

5- إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم, ومن ملامح هذه البركة حتى تزيدك حماسًا:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
أ*- البركة في المشاعر الإيمانية: ترين المؤمنة في هذا الشهر قوية الإيمان, حية القلب, دائمة التفكر, سريعة التذكر, إن هذا أمر محسوس لا نزاع فيه أنه بعض عطاء الله للصائم.

ب*- البركة في القوة الجسدية: فأنت أختي الصائمة رغم ترك الطعام والشراب, كأنما ازدادت قوتك وعظم تحملك على احتمال الشدائد, ومن ناحية أخرى يبارك الله لك في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة, ورواتبها المسنونة, وبقية العبادات رغم الجوع والعطش.

ج- البركة في الأوقات: تأملي ما يحصل من بركة الوقت بحيث تعملي في اليوم والليلة من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان.

** فاغتنمي بركة رمضان وأضيفي إليها بركة القرآن, واحرصي على أن يكون ذلك عونًا لك على طاعة الرحمن, ولزوم الاستقامة في كل زمان ومكان.

وهذا مما يزيدك تحمسًا وتحفزًا على استغلال بركة هذا الشهر.

6- ومما يعين على التحمس لاستغلال هذا الشهر الفضيل في الطاعة:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
استحضار خصائص شهر رمضان:

**أخيتي الحبيبة: خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:

1- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

2- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.

3- يزين الله في كل يوم جنته ويقول: "يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك" [ضعفه الألباني].

4- تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار.

5- فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
6- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.

7- لله عتقاء من النار في كل ليلة وفي آخر ليلة من رمضان.

7- استشعار أن الله تعالى اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال:

ومزية عظيمة يحصل عليها مستغل رمضان في الخير، تجعل المرء لا يفرط في رمضان ألا وهي: أن الله تعالى اختص قدر الثواب والجزاء للصائم لنفسه من بين سائر الأعمال كما في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به...»، إن هذا الاختصاص مما يزيد المؤمنة حماسًا لاستغلال هذا الفضل العظيم.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
8- معرفة مدى اجتهاد الصحابة الكرام والسلف الصالح في الطاعة في هذا الشهر الكريم:

لقد أدرك الصحابة الأبرار فضل شهر رمضان عند الله تعالى فاجتهدوا في العبادة، فكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن، وكانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام، وكانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله، ويجاهدون أعداء الله في سبيل الله لتكون كلمة اله هي العليا ويكون الدين كله لله.

9- معرفة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة:

وخصلة أخرى تزيدك تعلقًا بالصيام وحرصاً عليه هي أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، عند الله تعالى، ويكون سبباً لهدم الذنب عنه، فنعم القرين، قرين يشفع لك في أحلك المواقف وأصعبها، قال صلى الله عليه وسلم: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار؛ فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل؛ فشفعني فيه، فيشفعان» [صححه الألباني].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
10- معرفة أن رمضان شهر القرآن وأنه شهر الصبر:

وأن صيامه وقيامه سبب لمغفرة الذنوب، وأن الصيام علاج لكثير من المشكلات الاجتماعية، والنفسية، والجنسية، والصحية.

** فمعرفة كل هذه الخصال الدنيوية والأخروية للصائم مما يحفز على استغلاله والمحافظة عليه.
هذه بعض الحوافز التي تعين المؤمنة على استغلال مواسم الطاعات، وشهر الرحمات والبركات، فإياكِ والتفريط في المواسم فتندم حيث لا ينفع الندم قال تعالى:{وَلَلآخِر َةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} [الإسراء: 21].

نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-18, 03:50 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان
إعداد بدر الفيلكاوي
(27)
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله أكرمنا ببلوغ شهر رمضان ومن علينا فيه بالتوفيق للصيام والقيام، أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه وأستغفره.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفق من شاء من عباده لطاعته فكان سعيهم مشكورا وحظهم موفورا.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من صلى وصام، وأشرف من تهجد وقام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
أخي المسلم... أختي المسلمة.. وهكذا وبهذه السرعة الخاطفة أوشك شهر الصيام والقيام على الانصرام، فها هو يتهيأ للرحيل، وقد كنا بالأمس القريب نستقبله واليوم وبهذه السرعة الخاطفة نودعه، وهو شاهد لنا أو علينا، شاهد للمؤمن بطاعته وصالح عمله وعبادته، وشاهد على المقصر بتقصيره وتفريطه.

أخي المسلم.. أختي المسلمة.. ما أسرع مواسم الخير في الزوال؟

فقد ذهب نصف شهرنا المبارك وبقي نصفه الآخر، فالله لنا نسأل ولكم أن يتقبل ما مضى، وأن يعيننا على ما تبقى..

لقد نزلت علينا العشر الأواخر من رمضان وفيها الخيرات والأجور الكثيرة وفيها الفضائل المشهورة والخصائص العظيمة.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر، وإليك أخي المسلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان.

أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
أولاً:
كما أخبرت به عائشة رضي الله عنها:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره» «رواه مسلم».

فكان يحيي الليل فيها، من صلاة ودعاء واستغفار ونحوه، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر». متفق عليه.
ومعنى شد المئزر أي كان يعتزل النساء اشتغالاً بالعبادة.

وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة وصوم ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر».رواه أحمد

ثانياً:
وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر: كان يوقظ أهله للصلاة والذكر والدعاء حرصاً منه على اغتنام تلك الليالي المباركة، كما أخبرت به عائشة رضي الله عنها:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا اليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر». متفق عليه.

وكان صلى الله عليه وسلم يطرق باب فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما: «ألا تقومان فتصليان». متفق عليه
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ثالثاً:
وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر، كان يعتكف فيها كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً». (رواه البخاري).

والاعتكاف هو لزوم المسجد للتضرع لطاعة الله عز وجل، وهو من السنن الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

كما قال تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف كل رمضان عشرة أيام وكان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً». رواه البخاري.

وشرع الله عز وجل الاعتكاف حتى ينقطع المسلم عن كل ما يكون سبب في انشغال القلب عن عبادة الله جل علاه.

ولذلك ينبغي للمعتكف أن ينشغل بالذكر والقراءة والصلاة والعبادة وأن يتجنب مالا يعينه من حديث الدنيا.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
رابعاً:
ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر أنه كان يتحرى ليلة القدر التي تقع فيها، والله سبحانه سماها ليلة القدر لعظيم قدرها وشرفها وجلالة مكانتها عنده ولكثرة مغفرة الذنوب وشد العيوب فيها، ولأن المقادير تقدر وتكتب فيها.

وقد خص الله تعالى الليلة بخصائص كثيرة منها:

أولاً:
نزول القرآن الكريم فيها، الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة والمعجزة الخالدة، قال تعالى: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.

ثانياً:
وصفها بأنها خير من ألف شهر أي أكثر من ثمانين سنة قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.

ثالثاً:
وصفها بأنها مباركة أي كثيرة البركات والخيرات كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3] .
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
رابعاً:
أنها تنزل فيها الملائكة والروح أي يكثر تنزل الملائكة في تلك الليلة لكثرة بركتها فينزلون إلى الأرض للخير والبركة والرحمة.

والروح هو جبريل عليه السلام بالذكر لشرفه ومكانته قال تعالى: {تَنَـزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4].

خامساً:
وصفها بأنها سلام أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً أو يعمل أذى، أو سلام للمؤمنين من كل مخوف لكثرة من يعتق فيها من النار ويسلم من عذابها، كما قال تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:5]

سادساً:
كما قال تعالى عنها: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4].
يعني يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله تعالى في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر وما يقدر به لعباد من أعمال وغير ذلك، وقوله تعالى: {كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} أي أوامر الله المحكمة المتقنة التي ليس فيها ضلل ولا نقص ولا سفه ولا باطل ذلك تقدير العزيز العليم.

سابعاً:
أن الله يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». (متفق عليه) .

إيماناً أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
احتساباً: أي طلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء ونحوه.

ثامناً:
أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة تتلى بين الناس.

في أي ليلة تكون؟

ليلة القدر في شهر رمضان لأن الله أنزل القرآن الكريم فيها وقد أخبر سبحانه وتعالى أنه أنزل القرآن في شهر رمضان كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185].

وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان». (متفق عليه).

وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان». (رواه البخاري).

وهي في السبع الأواخر أقرب، أي ليلة خمسة وعشرين وسبعة وعشرين، وتسعة وعشرين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في العشر الأواخر فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي». (رواه مسلم).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «أرى روياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ممن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر». (متفق عليه).

وأقرب أوتار السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين وهو ما عليه جماهير العلماء لحديث أبي بن كعب قال: "والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها هي ليلة سبع وعشرين". (روه مسلم).

ولقوله صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر ليلة سبع وعشرين». (رواه أحمد وأبو داود).

وذهب ابن حجر والنووي وغيرهم من العلماء على أنها لا تختص ليلة القدر بليلة معينة في جميع الأعوام، بل تنتقل فتكون في عام ليلة سبع وعشرين مثلاً وفي عام آخر ليلة خمس وعشرين تبعاً لمشيئة الله وحكمته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى». رواه البخاري.

والحكمة في إخفاء تلك الليلة عن العباد رحمه بهم ليكثر في طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والدعاء فيزدادوا قربة من الله تبارك وتعالى.

علامات ليلة القدر:

هناك علامات تعرف بها ليلة القدر ذكرها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها:

العلامة الأولى:

أنها ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة». رواه ابن خزيمة.

العلامة الثانية:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة وانشراح الصدر في تلك الليلة أكثر من غيرها والرياح تكون فيها ساكنة ولا يرمى فيها بنجم، أي لا ترسل فيها الشهب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر لية بلجة لا حارة ولا باردة لا يرمى فيها بنجم». رواه أحمد.

العلامة الثالثة:

أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها حلت حتى ترتفع». (رواه مسلم).

ماذا يفعل المسلم في يومها:

إحياؤها بالتهجد وكثرة الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

كثرة الدعاء في تلك الليلة، خاصة دعاء عائشة رضي الله عنها حينما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني».

كثرة قراءة القرآن والذكر والاستغفار، فاجتهدوا رحمكم الله في طلبها فهذا أوان الطلب واحذروا من الغفلة ففي الغفلة العطب.

وكما قال الشاعر عن تلك الليلة المباركة:

https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
تولي العمر في ســـهو *** وفي لهو وفي خسر
فيا ضيعة مــــا أنفقـــت *** في الأيام من عمري
ومالي في الذي ضيعت *** من عمري من عذر
فما أغفلنا عن واجبات *** الحمد والشكر
أما قد خصنـــــــــــا الله *** بشهر أيما شهر
بشهر أنزل الرحمـــــن *** فيه أشرف الذكر
وهل يشبهه شهــــــر ***وفيه ليلة القدر
فكم من خيـــــر صــــح***بما فيها من الخير
روينا عـــــن ثقـــــــات *** أنها تطلب في الوتر
فطوبــى لا مـــــــــرئ *** يطلبها في هذه العشر
ففيها تنــــزل الأمـلاك *** بالأنوار والبر
وقد قال سـلام هــــي*** حتى مطلع الفجر
ألا فادخروهـــــا إنهـــا ***من أنفس الذخر
فكم من معتق فيــها *** من الناس ولا يدري

وأخيراً اللهم اجعلنا ممن صام الشهر وأدرك ليلة القدر، وفاز بالثواب الجزيل والأجر، اللهم و فقنا لاغتنام الخيرات وضاعف لنا في الدرجات واجعلنا ممن غنم في هذا الشهر أوفر الحظ والنصيب إنك سميع مجيب يا أرحم الراحمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-19, 03:12 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
ماذا صنع الصيام فيك إلى الآن؟؟

هاني حلمي عبد الحميد

(28)
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

أما بعد... أحبتي في الله..

عندي سؤال مهم الآن،
ماذا صنع الصيام فيك إلى الآن؟؟
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
(1) هل حققت معنى من صام رمضان إيمانا واحتسابا ليغفر لك الله الذنوب
- هل صمت واستشعرت دعوته سبحانه لك بالصيام : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

نزل الحجاج في بعض أسفاره بماء بين مكة والمدينة فدعا بغدائه ورأى أعرابيا فدعاه إلى الغداء معه فقال: "دعاني من هو خير منك فأجبته"، قال: "ومن هو؟"، قال: "الله تعالى دعاني إلى الصيام فصمت"، قال: "في هذا الحر الشديد؟" قال: "نعم صمت ليوم أشد منه حرا"، قال: "فافطر وصم غدا"، قال: "إن ضمنت لي البقاء إلى غد"، قال: "ليس ذلك إلي"، قال: "فكيف تسألني عاجلا بآجل لا تقدر عليه؟!".
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
هل دار بخلدك وأنت صائم أنه سبحانه الصمد الذي لا مثل له، قال الله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ} [الأنعام: 14]

فأنت تحتاج أن تُطعم، فأنت أهل النقصان، وهو أهل التقوى والغفران.

هل صمت صيام قلب وجوارح، فخرج من قلبك التعلقات الذميمة، وداويت قلبك من الدنيا اللعينة؟

أحبتي في الله..
هيا نجدد نوايانا بعد مرور هذه الأيام من رمضان، حتى لا تضيع الجائزة
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
(1) صم وأنت مستشعر ضعفك، قال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28].
فاستمد منه الحول والقوة، فاللهم لا حول ولا قوة إلا بك، فاللهم أعنا على حسن الصيام، وحسن كل عمل صالح يقربنا منك يا رحمن.

(2) صم وأنت ذليل مبدي لله فقرك:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد} [فاطر: 15].

(3) صم وانكسر:
" فعجزي كنزي وعزي في ذلي لك" وتذكر أنَّ الله عند المنكسرة قلوبهم.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
(4) صم وتداوى:
روى النسائي وصححه الألباني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله مرني بعمل، قال: «قال عليك بالصوم، فإنه لا عدل له»، قلت يا رسول الله مرني بعمل، قال: «عليك بالصوم فإنه لا عدل له»

فلعل الصيام يشفي قلوبا سقمت من الآثام وحب الدنيا.

(5) صم واحتسب: الدرجات الرفيعة والتشرف بأداء عمل نسبه الله لنفسه.
روى البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به».
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
(6) صم وتحفظ:
قال صلى الله عليه وسلم: «الصوم جنة من عذاب الله» [الراوي: عثمان بن أبي العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3866- خلاصة الدرجة: صحيح].

وفي رواية: «الصيام جنة وحصن حصين من النار» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 980- خلاصة الدرجة: حسن لغيره]

(7) صم وابتعد...
قال صلى الله عليه وسلم: «من صام يوما في سبيل الله، باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام» [الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6330- خلاصة الدرجة: حسن].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
(8) صم وتقرب:
وقال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[المزمل: 20].

والله أسأل أن يحيي قلوبنا إنه الحي القيوم الذي به حياة كل شيء، وبه قيام كل شيء، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-20, 03:59 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
مُلَخَّص أحكام صلاة العيدين


رامي حنفي محمود
(29)

حُكم صلاة العيدين (الفِطر والأضحى):
صلاةُالعيدين فرضٌ على الرَّاجح من أقوالِ أهل العِلم، وهو قولُ أبي حنيفةَ،وأحدُ أقوالِ الشَّافعي، وأحدُ القوليْنِ في مذهبِ أحمدَ؛ ودليل ذلك أنالنبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "أمرَ النِّساءَ أنْ يخرجْنَ لصلاةالعيد، حتى أمر الحُيَّضَ وذواتِ الخُدور أن يخرجْنَ يشهدْنَ الخيرَ ودعوةَالمسلمين، وأمرَ الحُيَّضَ أن يعتزلْنَ المصلَّى[1]"، وذوات الخدور: أصحاب الخدور، والخِدر: هو ناحيةٌ في البيت كانَ يوضَعُ عليه السِّتْرُ، تكونُ فيهالجاريةُ البِكْرُ.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif

آداب يوم العيد:
(1) يُستحَبُّ التجمُّلِ للعيد:
وذلك بلِبْسِ أجملِ الثِّياب، والاغتسالَ والتطيُّبَ،فقد ثبت عن عبدِالله بن عمرَ رضي الله عنهما أنه كان يشهَدُ الفجرَ مع الإمامِ - يعني يوم العيد -، ثم يرجعُ إلى بيتِه فيغتسلُ غُسلَه من الجنابةِ، ويلبَسُ أحسنَ ثيابِه، ويتطيَّبُ بأحسنِ ما عنده ثم يخرجُ حتى يأتيَ المصلَّى[2].

(2) مشروعيَّة أكلِ تَمَراتٍ قبل الخروج في الفِطر، وعدم الأكلِ في الأضحى حتى يرجعَ:
فعن أنسٍ رضي الله عنه أنه قال: "كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يغدو يوم الفِطر - يعني لا يذهب لصلاة الفجر يوم الفِطر - حتى يأكلَ تَمراتٍ ويأكُلهن وِتْرًا[3]"، وأما يومُ الأضحى، فقد ثبت عن بُريدةَ رضي الله عنه أنه قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يغدو يوم الفِطْر حتى يأكلَ، ولا يأكلُ يوم الأضحى حتى يرجعَ[4].

الحِكمةُ من الأكلِ قبل الخروج لصلاةِ عيد الفِطر:
قال ابنُ حجرٍ: "قال المهلَّبُ: الحِكمةفي الأكلِ قبل الصَّلاةِ: أن لا يظنَّ ظانٌّ لزومَ الصَّومِ حتى يصلِّيَ العيدَ، فكأنَّه أراد سدَّ هذه الذَّريعة[5]"، وقال غيرُه: لَمَّا وقع وجوبُ الفِطر عقِبَ وجوبِ الصَّوم، استُحبَّ تعجيلُ الفِطر؛ مبادرةً إلى امتثالِ أمر اللهِ سبحانه، وأما الحِكمةُ في تأخيرِ الفِطر يوم الأضحى أنَّه يومٌ تُشرَعُ فيه الأُضحية والأكلُ منها، فشُرِعَ له أنْ يكونَ فِطرُه على شيءٍ منها".
(3) أن يصلي العيد في المُصَلَّى (يعني في مكانٍ ما خارج المسجد):
فعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه أنه قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخرجُ يوم الفِطر والأضحى إلى المصلَّى..."[6]، قال الحافظُ رحمه الله: "وفيه الخروجُ إلى المصلَّى في العيد، وأنَّ صلاتَها في المسجدِ لا تكونُ إلا عن ضرورةٍ"، وقال في موضعٍ آخَرَ: "واستُدِلَّ به على استحبابِ الخروج إلى الصَّحْراء لصلاةِ العيد، وأنَّ ذلك أفضلُ من صلاتِها في المسجدِ؛لمواظبة ِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على ذلك مع فضلِ مسجدِه".
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
لكنْ إن كان هناك عذرٌ - كمطرٍ أو نحوِه - صُلِّيَتْ في المسجدِ بلا كراهةٍ[7].

(4) أن يخرج إلى المصلَّى ماشيًا: فعن عليٍّ رضي الله عنه أنه قال: "مِن السُنَّةِ أن يخرُجَ إلى العيدِ ماشيًا[8]

متى يخرج من بيتِه لصلاة العيدين؟
لَم يَرِدْ حديثٌ صحيحٌ يبيِّنُ وقت الخروج لصلاة العيد، ولعلَّ هذا يرجع إلى أحوالِ النَّاس، إلا أنَّه وردَتْ آثارٌعن بعض الصَّحابةِ وغيرِهم أنَّهم كانوا يخرجون إلى الصَّلاة بعد صلاةالصُّبحِ:
فعن يزيدَ بن أبي عُبيدٍ قال: "صلَّيتُ مع سلمةَ بن الأكوع في مسجد النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - صلاةَ الصُّبحِ، ثم خرجَ، فخرجْتُ معه حتى أتَيْنا المصلَّى، فجلس وجلسْتُ حتى جاءالإمامُ"[9]، وقد تقدم أنَّ عبدَالله بنَ عمرَ كان يصلِّي الفجرَ، ثم يذهبُ إلى بيته، فيغتسلُ ثم يخرجُ إلى المصلَّى.
فهذه الآثَارُ تدلُّ على أن الخروجَ للصِّلاةِ يختلف حسَب أحوالِ المصلِّين، والمهمُّ في ذلكأنْ يكونَ بالمصلَّى قبل أن يصلِّيَ الإمامُ، وكلَّما بكَّرَ كان أفضلَ؛لِمَا فيه من المسابقة للخيْراتِ.
(5) خروج النِّساء والصبيان:
تقدمَ أن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "أمرَ النِّساءَ أنْ يخرجْنَ لصلاة العيد، حتى أمر الحُيَّضَ وذواتِ الخُدور أن يخرجْنَ يشهدْنَ الخيرَ ودعوةَ المسلمين، وأمرَ الحُيَّضَ أن يعتزلْنَ المصلَّى[10]، ففى هذا الحديثِ مشروعيَّةُ خروجِ النِّساء في العِيدين إلى المصلَّى مِن غير فَرْقٍ بين البِكْرِ والثَّيِّب، والشَّابَّة والعجوزِ، والحائضِ وغيرِها.
• وأما خروجُ الصِّبيانِ، فأحسنُ مايُستَدَلُّ به حديثُ ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما عند البخاريِّ "قيلله: أشهِدتَ العيدَ مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -؟ قال: نعَم، ولولا مكاني في الصِّغَر ما شهدتُه (ومعنى هذا أنه كان صغيراً حال شهوده العيد مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -) - وذكر موعظةَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -للنِّساء.[11]".
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
(6) مخالفة الطريق:
فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنه قال: "كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا خرج إلى العيدِ، يرجعُ فيغيرِ الطَّريقِ الذي خرَج فيه"[12]، قال التِّرمذيُّ رحمه الله: (أخذ بهذا بعضُ أهلِ العلمِ، فاستحبَّه للإمامِ)، وقد استحبه الشافعي رحمه الله للإمامِ والمأموم معاً.

وقت صلاة العيد:
عن عبدِالله بن بُسرٍ رضي الله عنه- صاحبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم - أنَّه خرج مع النَّاسِ يوم فطرٍ أو أضحى، فأنكرَ إبطاءَ الإمامِ، وقال: "إنا كنَّا قد فرَغنا ساعتَنا هذه، وذلك حينُ التَّسبيح"[13]، ومعنى"حينُ التَّسبيحِ"؛ أي: وقتُ الضُّحى، ويبدأ وقت صلاة الضحى من بعد شروق الشمس بربع ساعة تقريباً، وعلى هذا فيُستَحبُّ التَّعجيلُ لصلاةِ العيد، ويُكره تأخيرُها.
قال الشيخ عادل العزّازي: (والظَّاهرُ أنَّ هذا عامٌّ في عيدِ الفِطر وعيدِ الأضحى، بخلافِ ما يظنُّه البعض بالتَّفريقِ بينهما، فيرون تعجيلَ الأضحى وتأخيرَ الفِطر؛ إذ لا دليلَ على هذا التَّفريقِ فيما أعلمُ).
ملاحظات:
(1) آخِرُ وقتِ صلاة العيد: زوالُ الشَّمسِ عن كبِدِ السَّماءِ، وهو بداية وقتُ صلاةِ الظُّهر[14].

(2) إذا لَم يَعلَمْ بالعيد إلا بعد وقتِه، صلاَّه من الغدِ؛ لِمَا ثبت "أنَّ رَكْبًا جاؤوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يشهدون أنَّهم رأَوُا الهلالَ بالأمس، فأمرَهم أنْ يُفطروا، وإذا أصبحوا أنْ يغدُوا إلى مُصلاَّهم"[15].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
حُكم الأَذان والإقامة للعيد:
قال ابنُ القيِّم رحمه الله: "كان - صلى الله عليه وسلم - إذا انتهى إلى المصلَّى، أخذ في الصَّلاةِ من غيرِ أذانٍ، ولا إقامةٍ، ولا قولِ: الصلاةَ جامعةً، والسنَّةُ أن لا يُفعَل شيءٌ من ذلك"[16].
قال الشيخ عادل العزّازي: (وقد استحبَّ بعضُ الأئمَّةِ قولَ: "الصَّلاةَ جامعةً"، ففي "الأُم"للشَّافعي: ".. وأحِبُّ أنْ يأمرَ الإمامُ المؤذِّنَ أنْ يقولَ في الأعياد ومجامعِ النَّاسِ":الصَّلاةَ جامعةً[17]"، وقد ذهب إلى ذلك أيضًا ابنُ حزمٍ في "المحلَّى"، وعلَّل ذلك أنَّه إعلامٌ للنَّاسِ، وتنبيهٌ على خيرٍ.[18])، وعلى هذا فلا نُنكِرُ على مَن يقول: الصلاة جامعة، ولكنْ لا يعتقد بأنّ ذلك سُنَّة.
كيفية صَّلاة العيد:
صلاة العيد ركعتانِ، يكبرُ في الرَّكعةِ الأُولى سبع تكبيراتٍ بعد تكبيرةِ الإحرام، وفي الثَّانية خمس تكبيراتٍ بعد تكبيرة الرَّفعِ من السُّجود، قال العراقيُّ رحمه الله: (وهو قولُ أكثرِ العُلماءِ مِنَ الصَّحابةِ والتَّابعين والأئمَّةِ).
ملاحظات:
(أ) هل هناك ذِكْرٌ معيَّنٌ بين كل تكبيرة والتي تليها؟
الصَّحيحُ أنَّه لَم يرِدْ عن النبيِّ- صلى الله عليه وسلم - في ذلك حديثٌ، لكنْ ثبت عن ابنِ مسعودٍ (أنَّه كان يحمَدُ اللهَ، ويُثني عليه ويصلِّي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -) وقد حسَّن الألبانيُّ إسنادَه، قال ابنُ عثيمين رحمه الله: "ونحن نقولُ: الأمرُ في هذا واسعٌ، إن ذكَرَ ذِكْرًا فهو على خيرٍ، وإن كبَّرَ بدون ذِكْرٍ فهو على خيرٍ[19].

(ب) حُكم تكبيرات العيد:
ذهب جمهورُ العلماء إلى أنَّ تكبيراتِ العيد سنَّةٌ لا تبطُلُ الصَّلاةُ بتَرْكِها عمدًا ولا سهوًا، قالوا: وإنْ ترَكَها لا يسجدُ للسَّهو، وعن أبي حنيفةَ ومالكٍ: أنه يسجد للسَّهو.
(ج) هل يرفع يديه مع التكبيرات؟
فيهِ خلافٌ بين أهلِ العلمِ؛ فمنهم مَن يرى عدم رفعِ يديه؛ لأنَّه لَم يثبتْ ذلك في حديثٍ صحيحٍ عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهذا مذهب المالكيَّةِ.
قال الشيخ عادل العزّازي: (وهذا هو الرَّاجحُ - عندي - والله أعلم، ومنهم من يرى رفعَ اليدين؛ لأنَّه ثابتٌ بإسنادٍ صحيح عن عبدِالله بن عمرَ رضي الله عنهما [20] وَمِثلُهُ لا يُقالُ بالرَّأيِ والاجتهادِ؛ وهذا مذهب الحنفيَّةِ والحنابلةِ).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
(د) وأما رفعُ الصَّوتِ للمأمومين خلف الإمام بالتَّكبيراتِ، فلا أعلمُ في ذلك دليلاً، سواءٌ من حديثٍ أو آثارٍ عن الصَّحابةِ، قال النَّوويّ رحمه الله: ُ"وأما غيرُ الإمامِ، فالسنَّةُ الإسرارُ بالتَّكبيرِ، سواءٌ المأمومُ والمنفرد، وأدنى الإسرارِ أنْ يُسمِعَ نفسَه إذا كان صحيحَ السَّمعِ، ولا عارضَ عنده من لفظٍ ونحوه، وهذا عامٌّ في القراءةِ والتَّكبيرِ، والتَّسبيح في الرُّكوعِ وغيره، والتشهُّدِ والسَّلامِ، والدُّعاءِ، سواءٌ واجبُها ونَفْلُها[21].

القراءة في صلاة العيدين:
عن النُّعمان بن بَشير رضي الله عنهما أنه قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيدين وفي الجمعةِ بـ: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، و﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾، قال: وإذا اجتمع العيدُ والجمعةُ في يومٍ، يقرؤُهما أيضًا في الصَّلاتين)[22].

وعن أبي واقدٍ الليثي - وسألَه عمرُ -: ماكان يقرأُ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يقرأُ فيهما بـ: ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾، و﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾[23].
وممَّا سبق يتَّضحُ أنَّ القراءة تكون جهرًا.
الصلاة قبل العيد وبعده:
عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه قال: "خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في يوم عيدٍ فصلَّى ركعتين - أي: ركعتي العيد -، لَم يصَلِّ قبلهما ولا بعدهما[24]".

قال الشَّوكانيُّ رحمه الله: "فيه دليلٌ على كراهةِ الصَّلاة قبل صلاةِ العيد وبعدها"[25].

قال الحافظُ رحمه الله: "والحاصلُ أنَّ صلاة العيدِ لَم تثبُتْ لها سنَّةٌ قبْلها ولا بعدها؛ خلافًا لِمَن قاسها على الجمعةِ، وأمَّا مطلَقُ النَّفْلِ، فلم يثبُتْ فيه منعٌ بدليلٍ خاصٍّ، إلا إن كانذلك في وقتِ الكراهةِ في جميع الأيَّامِ"[26].

قال الشَّوكاني رحمه الله: "وهو كلامٌ صحيحٌ جارٍ على مقتضى الأدلَّةِ، فليس في الباب ما يدلُّ على منعِ مطلَقِ النَّفْل، ولا على منع ما ورد في دليلٍ يخصُّه كتحيةِ المسجد إذا أقيمَتْ صلاةُ العيد في المسجد[27]"، أما إذا أقيمت صلاة العيد في الخلاء: فلا تُشرَعُ تحية المسجد في الخلاء، بل إذا انتهى إلى المُصَلّى في الخلاء: جلس وأخذ في التكبير.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif

قال الشيخ عادل العزّازي: لكن يُشرَعُ صلاةُ ركعتينِ بعد العيد في "المنزل"؛ لِمَا رواه ابنُ ماجه بسندٍ حسنٍ عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلِّي قبل العيد شيئًا، فإذا رجع إلى منزلِه صلَّى ركعتين."[28].
والجمع بين هذا الحديثِ والأحاديثِ السَّابقة: أنه لا تصلَّى صلاةٌ بعد العيد في المصلَّى، لكن تُشرَع في المنزلِ، ولا يقالُ: إنها سنَّةٌ للعيد، فمِن المحتملِ أنْ تكونَ صلاةَ الضُّحى، والله أعلم.
تكبير المسلمين في العيدين:
تستحبُّ تكبيراتُ العيدينِ، وهي في الفِطْر أشدُّ استحبابًا؛ لقوله تعالى: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الله عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].
ويلاحَظ في ذلك أمورٌ:
(أ) اختلف العلماءُ في بَدء التَّكبيرِ يوم الفطرِ: هل هو من غروبِ شمسِ آخِرِ يومٍ مِنْ رمضانَ، أم مِنْ فجرِ يوم العيدِ؟
ولَم يرِدْ في ذلك إلا آثارٌ عن بعضِ الصَّحابة وغيرِهم: أنَّهم كانوا يكبِّرون إذا غدَوْا إلى المصلَّى، وهذا هو الأَوْلى في هذه المسألةِ (ولا نُنكِرُ على مَن يأخذ بالرأي الآخر)، وأما انتهاؤُه في الفِطْرِ، فعند خروجِ الإمامِ لصَّلاةِ العيد.
• وأمَّا بالنِّسبةِ للأضحى، فقد قال ابنُ حجَرٍ: "أصحُّ ما ورد فيه عن الصَّحابةِ قولُ عليٍّ وابنِ مسعودٍ: إنَّه مِن صُبْحِ يوم عرفةَ إلى آخِرِ أيَّامِ مِنًى[29]، (يعني من بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى عصر ثالث أيام التشريق)، (يعني إلى رابع أيام عيد الأضحى).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif

(ب)أما صِيَغُ التَّكبير، فأصحُّ الصِّيَغ الواردةِ عن الصحابة: "الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ كبيرًا"[30].
(ج) ومن الصِّيَغ الصَّحيحة أيضاً: "الله أكبَرُ، الله أكبَر، لا إله إلا اللهُ، والله أكبَرُ الله أكبرُ، ولله الحمدُ[31]".

(د) مِن المحدَثات الاجتماعُ يوم عرفةَ في المساجد في المدن والقرى للدُّعاءِ، قال ابنُ عُثيمين: إنه من البِدَع[32].

(هـ) أحدَثَ النَّاسُ زياداتٍ على هذا التَّكبير، وهو مِن البِدَع، فلا ينبغي التعبُّدُ بها، وذلك كقولهم: "ولا نعبد إلا إيَّاه، مُخلِصين له الدِّينَ"، وكقولِهم: "صَدَقَ وعدَه، ونصر عبدَه، وأعزَّ جنده..."، وكقولِهم: "اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّد... إلخ"، فلذلك ينبغي تعليم مَن يفعل ذلك - برفقٍ ولُطفٍ - أنَّ الأوْلى أن يُقال ما وردت به الآثار عن الصحابة.


(و)اعلم أنَّ التكبيرَ يكونُ جهرًا من حين الخروجِ من المنزلِ إلى المصلَّى.
(ز)قال الشَّيخ الألبانيُّ: "وممَّا يحسُنُ التَّذكيرُ بهذه المناسبةِ أنَّ الجهرَ بالتَّكبيرِ هنا لا يُشرَعُ فيه الاجتماعُ عليه بصوتٍ واحدٍ كما يفعلُه النَّاس[33]، ويرى فضيلة الشيخ مصطفى العدوي أنّ فِعل ذلك جائز، والله أعلم.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif

التهنئة بالعيد:
قال أحمد رحمه الله: "ولا بأس أنْ يقولَ الرَّجُل للرجُلِ: تقبَّلَ اللهُ منَّا ومنك[34]"، وقال ابن تيميَّةَ: "وأما الابتداءُ بالتهنئةِ، فليس سنَّةً مأمورًا بها، ولا هو أيضًا مما نُهِيَ عنه، فمَن فعله فله قدوةٌ، ومن ترَكه فله قدوةٌ[35]"، (يعني لكلٍ منهم قدوة من الصحابة، فلا يُنكر أحدٌ على الآخر).

قضاء صلاة العيد:
إذا فاتَتْه صلاةُ العيد، فهل يقضيها أم لا؟
لم يرِدْ في ذلك حديثٌ يبيِّنُ حُكم المسألةِ، ولكن وردت بعضُ الآثارِ عن الصَّحابةِ تدلُّ على مشروعيَّةِ قضائها؛ فعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه أنه قال: "من فاتَه العيدُ مع الإمامِ، فليُصلِّ أربعًا[36]"، (يعني بتشهدين كصلاة الظهر).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif

وكان أنسٌ رضي الله عنه إذا فاتَه العيدُ مع الإمامِ، جمَعَ أهلَه فصلَّى بهم مثلَ صلاةِ الإمام في العيد[37].
وللجمعِ بين هذه الآثارِ قال إسحاق: (إنْ صلاَّها في الجماعةِ: فركعتينِ، وإلا فأربعًا).
أحكام خطبة العيد:
1- الخطبة تكونُ بغير مِنبر:
فعن طارقِ بن شهابٍ رضي الله عنه أنه قال: "أخرجَ مرْوانُ المِنبرَ في يوم عيدٍ، فبدأ بالخُطبةِ قبل الصَّلاةِ، فقام رجُلٌ فقال: يا مرْوانُ، خالفْتَ السنَّة: أخرجْتَ المنبرَ في يوم عيدٍ، ولم يكنْ يُخرَجُ فيه، وبدأتَ بالخُطبة قبْل الصَّلاة[38]"، ففي هذا الحديثِ دليلٌ على أنَّه لا يُخرَجُ المنبرُ لخطبة العيد، وممَّا يستفادُ من هذا الحديثِ أيضاً أنَّ الخُطبةَ تكون بعد الصَّلاةِ، وقد تقدَّمَ شرحُ ذلك.
2- خُطبة العيد خطبةٌ واحدة بعد الصَّلاة:
فلَم يثبُتْ حديثٌ صحيحٌ يبيِّنُ أن لصلاة العيدِ خطبتين كخطبة الجمعة، والصَّحيحُ أنَّها خُطبةٌ واحدةٌ، وليس هناك دليلٌ على جعلِها خطبتينِ كما يفعلُهُ كثيرٌ من الخطباءِ.
3- تُفتَتَحُ خطبة العيد بحمد الله:
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّة: "لَم يَنقُلْ أحدٌ عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه افتتح خُطبةً بغيرِ الحمد، لا خطبةَ عيدٍ، ولا خُطبةَ استسقاءٍ، ولا غير ذلك[39]".

وأمَّا الحديثُ الوارد في أنَّه كان يفتتح خُطبةَ العيد بالتَّكبيراتِ، فهو حديثٌ ضعيفٌ منقطعٌ[40].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
وكذلك أنَّه كان يكبِّرُ بين أَضْعافِ الخُطبةِ - يعني أثناء الخطبة -؛ رواه ابن ماجه، وسندُه ضعيفٌ.
حكم الاستماع للخطبة:
عن عبدِالله بن السَّائب رضي الله عنهأنه قال: شهدتُ مع رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - العيدَ، فلمَّا قضى الصَّلاةَ قال: ((إنَّا نخطُب، مَن أحبَّ أن يجلسَ للخُطبة فليجلس، ومَنأحبَّ أنْ يذهبَ فليذهَبْ))[41]، فدلَّ ذلك على أنَّ الاستماعَ لخُطبةِ العيد سنَّةٌ، وليس فرضًا، والأَوْلى الحضورُ والانتفاعُ بالموعظةِ، وإظهارُ شَعيرةِ الاجتماع.
ملاحظات:
(1)ليس في الإسلامِ إلا عِيدَا الفِطر والأضحى، وأمَّا ما أحدَثَه النَّاسُ من أعيادٍ أخرى فلا تُشرَعُ؛ كأعياد الميلاد، والأعياد الوطنيَّة والقوميَّة، وعيد مَوْلِد النبيِّ، وعيد رأس السَّنة... ونحو هذا.
(2)لا يُشرَعُ في العيد زيارةُ المقابر، بل هذا مخالِفٌ لِمَا يُشرَعُ في العيدِ من البهجةِ والسُّرورِ.
(3)من المخالفاتِ اعتقادُ بعضِ النَّاسِ أنَّ إحياءَ ليلةِ العيد مستحبٌّ، ويُورِدون على ذلك حديثَ: "مَن أحيا ليلةَ الفِطر وليلةَ الأضحى، لَم يمُتْقلبُه يوم تموتُ القلوبُ"؛ وهو حديثٌ موضوعٌ، ولكن له أن يجتهد في العبادة من باب أنّ ذلك الوقت يكون وقت غفلة، وليس استناداً إلى ذلك الحديث الموضوع.

https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
(4) من المُنكَرات في الأعيادِ ما يقعُ من الاختلاطِ والتبرُّجِ وسَماعِ الأغاني والتزيُّنِ للعيد بحَلْقِ اللِّحية، والتشبُّهِ بالكفَّارِ في ملابسِهم، والسُّفورِ الماجنِ، والإسراف والتَّبذيرِ فيما لا فائدةَ فيه، ونحو ذلك، نسألُ اللهَ الهدايةَ لجميع المسلمين.



مُختَصَرَة من كتاب (تمام المِنّة في فِقه الكتاب وصحيح السُنّة) لفضيلة الشيخ عادل العزّازي أثابه الله لمن أراد الرجوع للأدلة والترجيح، وأما الكلام الذي تحته خط أثناء الشرح من توضيحٍ أو تعليقٍ أو إضافةٍ أوغير ذلك فهو من كلامي (أبو أحمد المصري).


[1] البخاري (980)، ومسلم (890)، وأما ما ذهب إليه البعضُ بأنه سنة مستدلاًّبقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - للأعرابي وقد سأله: هل عليَّ غيرها - يعني الصلوات الخمس - قال: ((لا؛ إلا أن تطوع))، فالمقصود بذلك الصَّلوات اليومية، بخلاف صلاة العيد؛ فإنَّها لا تدخل في هذا التَّقييد، والله أعلم
[2] إسناده حسن؛ رواه ابن أبي شيبة (2/ 181).
[3] البخاري (953)، وابن ماجه (1754)، والترمذي (543).
[4] رواه ابن ماجه (1756)، والترمذي (542)، وأحمد (5/ 352)، وزاد: يأكل من أضحيته.
[5] انظر فتح الباري (2/ 518).
[6] رواه البخاري (956)، ومسلم (889)، والنسائي (3/ 187).
[7] فتح الباري (2/ 449).
[8] رواه التِّرمذي (530)، وقال: حديث حسَن، ورواه ابن ماجه (1296)، وفي إسناده ضعْفٌ، لكن له شواهدُ لا يخلو كلٌّ منها من ضعْفٍ (1294)، من حديث سعدٍ القُرظي، ومنها ما رواه ابن ماجه (1297) من حديث أبي رافع، وثبت هذا من مرسَلِ سعيد بن المسيَّب، رواه الشافعي في الأم (1/ 405)، بإسناد صحيحٍ عنه، ومن مرسَل الزهري، رواه عبدالرزاق (5750)، وبمجموع هذا كلِّه فالحديث حسَن، وحسَّنه الشيخُ الألباني 270).
[9] رواه الفريابي (29) بإسناد صحيح.
[10] البخاري (980)، ومسلم (890).
[11] البخاري (977)، وأبو داود (1146)، والنسائي (3/ 192)، ورواه مسلم (884) بنحوه.
[12] حسن صحيح: رواه الترمذي (541)، وابن ماجه (1301).
[13] صحيح: رواه أبو داود (1135)، وابن ماجه (1317)، والحاكم (1/ 295)، وقال: صحيحٌ على شرط البخاريِّ ووافقه الذَّهبي، والصَّحيح أنه على شرط مسلمٍ؛ انظر أحكام العيدين تخريج الفريابي ص (108).
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif

[14] انظر الشرح الممتع (5/ 156)، وانظر فتح الباري (2/ 530).
[15] صحيح: رواه أبو داود (1157)، وابن ماجه (1653)، والنسائي (6/ 180).
[16] زاد المعاد (1/ 442).
[17] الأم للشافعي (1/ 569).
[18] المحلى (3/ 187)، المسألة (322).
[19] الشرح الممتع (5/ 184).
[20] رواه البخاري تعليقًا (3/ 189)، ووصله في جزء رفع اليدين (605)، والشافعي في الأم (1/ 140)، وابن أبي شيبة (3/ 296).
[21] المجموع (3/ 295).
[22] مسلم كتاب الجمعة (878)، وأبو داود (1122)، والترمذي (533).
[23] مسلم (891)، وأبو داود (1154)، والترمذي (534)، والنسائي (3/ 183)، وابن ماجه (1282).
[24] البخاري (989)، ومسلم (884)، وأبو داود (1159)، والترمذي (537)، والنسائي (3/ 194)، وابن ماجه (1291).

[25] نيل الأوطار (3/ 371).
[26] راجع فتح الباري (2/ 476)، والشرح الممتع (5/ 206 - 208).

[27] نيل الأوطار (3/ 373).
[28] رواه ابن ماجه (1293)، وأحمد (3/ 28، 40)، والحاكم (1/ 297)، وصحَّحه ووافقه الذهبي، وحسَّنه البوصيري والحافظ ابن حجر والألباني.
[29] فتح الباري (2/ 462).
[30] رواه عبدُالرزَّاق عن سلمانَ بسندٍ صحيحٍ.

[31] رواه ابن أبي شيبة (2/ 168)، ورواه البيهقي (3/ 315)، وإسناده صحيح.
[32] الشرح الممتع (5/ 227).
[33] انظر الصحيحة (1/ 281).

[34] انظر المغني (3/ 294).
[35] مجموع الفتاوى (24/ 253).
[36] رواه سعيد بن منصور وصححه الحافظ في الفتح (2/ 475).
[37] رواه البخاري تعليقًا (2/ 471)، ووصله ابن أبي شيبة.
[38] مسلم (49)، وأبو داود (1140)، وابن ماجه (1275) (4013)، وأحمد (3/ 10).
[39] مجموع الفتاوى (22/ 393)، وانظر زاد المعاد؛ لابن القيم (1/ 447).
[40] رواه ابن أبي شيبةَ (2/ 190).
[41] رواه أبو داود (1155)، والنسائي (3/ 185)، وابن ماجه (1290)، وقال أبو داود: هذا مرسَلٌ، وكذا رجَّحَ النَّسائي أنه مرسَلٌ، وصححه الشيخ الألباني.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-21, 01:41 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_b57329b69 8b35.gif
العيد وهديه صلى الله عليه وسلم

محمد الحمود النجدي

(30)
قد كان لأهل المدينة يومان في الجاهلية يحتفلون فيهما فأبدلهم الله تعالى بهما عيدا الإسلام: الفطر والأضحى، فليس للمسلمين عيدان سواهما.

فعن أنس رضي الله عنه أنه قال: "كان لأهل المدينة في الجاهلية يومان يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه و سلم قال: «كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الفطر ويوم النحر» [رواه أبو داود والحاكم والبيهقي بسند صحيح].

استحباب الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
قال ابن القيم: "كان صلى الله عليه وسلم يلبس لهما أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغتسل للعيدين" [أخرجه ابن أبي شيبة وعبدالرزاق(3/309) بأسايد صحيحة].

الأكل قبل الخروج إلى الصلاة:

قال أنس رضي الله عنه: " كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً " [رواه البخاري].

الخروج إلى المصلى:

عن أبي سعيد الخدري قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى " [رواه البخاري].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
خروج النساء والصبيان والحُيّض:

عن أم عطية قالت: " أُمرنا أن نخرج العواتق والحيض في العيدين يشهدان الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحُيّض المصلى " [متفق عليه].

ولقوله صلى الله عليه و سلم: «وجب الخروج على كل ذات نطاق في العيدين» [رواه أحمد بسند صحيح].

مخالفة الطريق:

عن جابر قال: " كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق " [رواه البخاري] أي يخرج عن طريق ويرجع عن طريق آخر.
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
لا أذان ولا إقامة ولا قول الصلاة جامعة:

عن جابر بن سمرة رضي اله عنه قال: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة" [رواه مسلم].

قال ابن القيم: " كان صلى الله عليه و سلم إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة لا قول: الصلاة جامعة، والسنة أن لا يفعل شي من ذلك " انتهى.

لا صلاة قبل العيد ولا بعدها:

قال ابن عباس: " خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما " [رواه الجماعة].

التكبير عند الصلاة:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: " أن النبي صلى الله عليه و سلم كبّر في عيد اثنتي عشرة تكبيرة سبعاً في الأولى وخمساً في الآخرة " [رواه أحمد وابن ماجه].

ما يقرأ في صلاة العيد:

عن عبيد الله بن عبدالله: " أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي: "ما كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأضحى والفطر؟" فقال:كان يقرأ فيهما بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} " [رواه مسلم].

وعن النعمان بن بشير: " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}
وربما اجتمعا في يوم واحد فيقرأ بهما " [رواه النسائي وابن ماجه وعبدالرزاق وهو صحيح].

الخطبة بعد الصلاة:

عن ابن عمر قال: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يصلون العيدين قبل الخطبة " [رواه البخاري].

التهنئة بالعيدين:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
عن جبير بن نفير قال: " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا التقوا في يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك" [قال الحافظ إسناد حسن].

اللعب واللهو المباح في الأعياد:

قالت عائشة: " إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا التقوا في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لي منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت " [رواه الشيخان وأحمد].

الإكثار من التكبير في العيد:
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
قال تعالى: وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا ْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].

وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه: " أنه كان يكبّر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد " [رواه ابن أبي شيبة2/167) بسند صحيح].

وعن الأسود قال: " كان عبدالله يكبّر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من النحر يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد " [المصدر السابق بسند صحيح].

وعن عمر رضي الله عنه: " أنه كان يُكبّر من صلاة الغداة يوم عرفة إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق " [المصدر السابق بسند حسن].

وعن إبراهيم النخعي قال: "كانوا يكبرون يوم عرفة وأحدهم مستقبل القبلة في دبر كل صلاة: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد " [المصدر السابق بسند صحيح].
https://www.gmk.one/kobani_img/2011/08/929.gif
من فاته صلاة العيد:

من لم يدرك صلاة العيد صلى أربعاً كما ثبت عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. وهو مذهب الشعبي والثوري وأحمد واسحاق.

تذكير:

احرص أخي المسلم على أن لا تفوتك فرصة صيام ستة أيام من شوال لما ثبت أن الرسول صلى الله عليه و سلم
قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله» [أخرجه أحمد ومسلم والترمذي].
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_31_17_f66f_28d63345d 53d7.gif

ابو وليد البحيرى
2023-04-22, 10:54 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/63.jpg
بعد رمضان .. لا تنس الست من شوال

(31)

الحمد لله المتفضِّل بالنِّعم، وكاشف الضرَّاء والنِّقم، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وآله وأصحابه أنصار الدين. وبعد:

أخي المسلم: لا شك أن المسلم مطالب بالمداومة على الطاعات، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس.
ومن أجل هذه التزكية شُرعت العبادات والطاعات، وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيته لنفسه، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التزكية.
لذا كان أهل الطاعات أرق قلوباً، وأكثر صلاحاً، وأهل المعاصي أغلظ قلوباً، وأشد فساداً.
والصوم من تلك العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها.. لذلك فإن شهر رمضان موسمٌ للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب.
وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.
وصيام الستة من شوال بعد رمضان، فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان.
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
وقد أرشد أمته إلى فضل الست من شوال، وحثهم بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيام..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر » [رواه مسلم وغيره].
قال الإمام النووي رحمه الله : قال العلماء: ( وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..).
ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: ( قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً).
أخي المسلم: صيام هذه الست بعد رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات.
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : ( فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً ).
أخي المسلم: ليس للطاعات موسمٌ معين ، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي!
بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبد قبره..
قيل لبشر الحافي رحمه الله : إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال: ( بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها).
أخي المسلم: في مواصلة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة، يجد بركتها أولئك الصائمون لهذه الست من شوال.
وإليك هذه الفوائد من كلام الحافظ ابن رجب - رحمه الله -:
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.
إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال.
إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره، وإن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، « كان النبي صلى اله عليه وسلم إذا صلى، قام حتى تفطر رجلاه. قالت عائشة : يا رسول الله ! أتصنع هذا، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال : يا عائشة ! أفلا أكون عبدا شكورا » [ رواه مسلم ]
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: { وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا ْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [البقرة:185]
فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقيب ذلك.
كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامه شكراً للتوفيق للقيام.
وكان وهيب بن الورد يُسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه، فيقول: لا تسألوا عن ثوابه، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر، للتوفيق والإعانة عليه.
كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثانٍ، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبداً فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم.
وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر.
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
إن الأعمال التي كان العبد يتقرب يها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً..
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عمله ديمة.. وسئلت عائشة - رضي الله عنها -: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من الأيام؟ فقالت: لا ، كان عمله ديمة.
وقالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يزيد في رمضان و لا غيره على إحدى عشرة ركعة، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقضي ما فاته من أوراده في رمضان في شوال، فترك في عام اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، ثم قضاه في شوال، فاعتكف العشر الأول منه .
فتاوى تتعلق بالست من شوال
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيام ما علينا من قضاء رمضان؟
الجواب: ( قد اختلف العلماء في ذلك، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست، وغيرها من صيام النفل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر » [خرجه مسلم في صحيحه].
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعض رمضان، ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع، والفرض أولى بالاهتمام).
[مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز:5/273].
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة، أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا ؟
الجواب: (لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما تيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة).
[فتاوى اللجنة الدائمة: 10/391 فتوى رقم: 3475].
وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: بدأت في صيام الست من شوال، ولكنني لم أستطع إكمالها بسبب بعض الظروف والأعمال، حيث بقي عليّ منها يومان، فماذا أعمل يا سماحة الشيخ، هل أقضيها وهل عليّ إثم في ذلك؟
https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/64.jpg
الجواب: (صيام الأيام الستة من شوال عبادة مستحبة غير واجبة، فلك أجر ما صمت منها، ويرجى لك أجرها كاملة إذا كان المانع لك من إكمالها عذرٌ شرعيٌ ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً » [رواه البخاري في صحيحه]، وليس عليك قضاء لما تركت منها. والله الموفق)
[مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: 5/270].
وهذه المواسم تمرّ سريعاً، فعلى المسلم أن يغتنمها فيما يعود عليه بالثواب الجزيل، وليسأل الله تعالى أن يوفقه لطاعته..
والله ولي من استعان به، واعتصم بدينه..
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلِّم..
منقول







https://majles.alukah.net/imgcache/2023/03/65.jpg