محمدعبداللطيف
2023-03-03, 11:16 PM
أصل الإسلام لا يتحقق إلا بمعرفة التوحيد والعمل به ومعرفة الشرك والبراءة منه وممن فعله
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
" لا خلاف بين الأمة أن التوحيد : لابد أن يكون بالقلب ، الذي هو العلم ؛
واللسان الذي هو القول ،
والعمل بالتوحيد- والعمل تنفيذ الأوامر والنواهي ،
فإن أخل بشيء من هذا ، لم يكن الرجل مسلما.
فإن أقر بالتوحيد ، ولم يعمل به ، فهو كافر معاند ، كفرعون وإبليس.
وإن عمل بالتوحيد ظاهراً ، وهو لا يعتقده باطناً ، فهو منافق خالصاً ، أشر من الكافر والله أعلم "
انتهى من "الدرر السنية في الأجوبة النجدية" (2/124).
وقال أيضا : " اعلم رحمك الله أن دين الله
يكون على القلب بالاعتقاد وبالحب وبالبغض ،
ويكون على اللسان بالنطق وترك النطق بالكفر ،
ويكون على الجوارح بفعل أركان الإسلام ، وترك الأفعال التي تكفّر ،
فإذا اختل و احدة من هذه الثلاث كفر وارتد
" انتهى من "الدرر السنية" (10/87).
و المراد من كلمة التوحيد قولها والعمل بها ظاهرا وباطنا وليس مجرد التلفظ بحروفها، وعرفنا أنه لا إسلام لمن لم يخلص جميع أنواع العبادة لله ولم يشرك به شيئا وكفر بما يعبد من دونه.
وهنا مسألة مهمة وهي:
حكم الذين يتلفظون بالشهادتين وهم يجهلون حقيقة ما نطقت به ألسنتهم ولا يلتزمون به،
وهذا كثير فى المنتسبين للإسلام في الازمنة المتأخرة.
ومن المعلوم أن الجهل هو نقيض العلم،
فالجهل بالتوحيد هو عدم العلم به.
فالجاهل الذي نتكلم عنه هنا
هو الذي لايعرف ما هو التوحيد وما هي لوازمه التي لا تنفك عنه ولا يصح إلا بها،
وبالتالي فهو لا يعرف ما يميز الإسلام عن الكفر، ولا يفرق بين التوحيد ونقيضه، -
وما يعتقد أنه توحيد ليس هو التوحيد الذي تدل عليه كلمة الإخلاص
والذي لا يتحقق الإسلام بدونه بل يعتقد الكثير ان التوحيد هو مجرد الاقرار بأن الله هو الخالق الرازق وغيره من أفعال الربوبية-
ولا يدرى ان ذلك اقر به جميع المشركين فى زمن النبى صلى الله وكذلك فى ازماننا -
وانما كان النزاع فى توحيد العبادة والبراءة من الشرك وأهله.
ولو تأملنا حال من يجهل التوحيد لوجدناه
لا يخلو عن هذه الأمور أو إحداها على الأقل:
لا يمكنه ان يميز بين توحيد الربوبية الذى اقر به المشركون - وتوحيد الالوهية الذى دعت اليه الانبياء وحصل بسببه النزاع بين الرسل واقوامهم
. لايمكنه أن يميز بين التوحيد الذى هو عبادة الله وحده وبين الشرك الذى هو عبادة غير الله، وبالتالي لايمكن أن يميز بين دين المرسلين ودين المشركين.
. لا يعتقد صحة التوحيد وأن العبادة بجميع أنواعها لله وحده لا يشاركه فيها أحد من خلقه،
وأن عبادة غير الله باطلة وشرك وكفر بالله.
. مادام لا يفرق بين التوحيد وضده فهو ليس ممن يحب التوحيد، ويقبله وينقاد له، ولا يبغض الشرك ولا ينكره ويرفضه لأنه لا يعرفه.
ومادام اعتقاد صحة التوحيد ومحبته وقبوله، واعتقاد بطلان الشرك وبغضه وإنكاره ورفضه
متوقف على معرفة التوحيد وضده؛
فجاهل التوحيد انتفى عنه اعتقاد القلب وعمله فليس بمسلم؛
لأن التوحيد يكون بالقلب واللسان والجوارح فإن انتفى شيء من ذلك انتفى الإسلام.
. لا يمكن لجاهل التوحيد أن يكون محققاً لأي شرطٍ من شروط كلمة الإخلاص،
ومجرد التلفظ بحروفها من غير معرفة ويقين ومحبة وإخلاص وصدق وقبول وانقياد وكفر بما يعبد من دون الله لا يفيد شيئا،
فلا يكون قوله بلسانه توحيداً،
ولا يُعَدُّ تعبيراً منه عن إيمانه وإقراره بالتوحيد فهو لا يعرفه ولا يعتقده.
. لا يخلص العبادة لله ولا يتبرأ من الشرك،
فهو لايعرف أن عبادته لغير الله شرك من دعاء أو ذبح أو استغاثة أو اتباع لتشريع غير الله،
ويظن أنه إذا قال لا إله إلا الله فقد وحَّد الله وكفى.
. لم يكفر بالطاغوت وما يُعبد من دون الله، فلم يعتقد بطلان عبادته ولم يجتنبها ولم يكفِّر من عبد غير الله ويتبرأ منهم
فهو لا يعرف الفارق الصحيح بين الموحدين وغيرهم.
. فلا يمكن - وهذه حاله - أن يكون ممن أتى بالتوحيد
لا بقلبه ولا بلسانه ولا بعمله،
بل هو ممن دان بالشرك بقلبه ولسانه وجوارحه، ولم يتبع ملة إبراهيم
فنقول: أين هذا الجاهل من دين الله ؟
هل أتى بالأصل الذي لا يكون مسلماً إلا به؟ وإن لم يأتِ به فما حكمه في دين الله؟
ما حكم من لم يوحد الله، لا بقلبه ولا بلسانه ولا بعمله؟
إجابة هذا السؤال
يعرفها كل من عرف الإسلام،
فمن خلال معرفة الإسلام الذي يريده الله يمكن معرفة حكم هذا الجاهل بكل يسر وسهولة.
فإذا عرفنا أنه لا إسلام لمن لم يأت بأصل التوحيد- يعنى بفعل الشرك
وأن الإيمان بها يكون بتحقيق ثلاثة أمور:
ألا نعبد إلا الله
ولا نشرك به شيئا
ونكفر ونخلع ما يعبد من دونه من وثن أو شجر أو حجر أو إنس أو جن.
فهل جاهل التوحيد حقق شيئا من هذا؟
هل عبد الله وحده ولم يعبد غيره؟
هل تبرأ من الشرك فلم يشرك بالله شيئا؟
هل اعتقد بطلان كل ما يعبد من دون الله؟
هل رفض وأنكر واجتنب الأرباب والآلهة والأنداد المعبودة من دون الله؟
هل تبرأ من الكفار والمشركين وكفَّرهم وأبغضهم؟
فإذا لم يحقق جاهل التوحيد شيئا من هذا،
فهل يصح أن نقول أنه موحد مؤمن بلا إله إلا الله مادام يقولها بلسانه ولا ينكرها؟!
هل يصح أن نسميه مسلما ونحن نعلم أنه لايؤمن بلا إله إلا الله وإنما يردد كلمة لا يفقه معناها؟!
هل يصح أن نسميه موحدا وهو يعبد غير الله؟!
هل يصح أن نسميه مؤمنا وهو لم يكفر بالطاغوت؟!
هذه أسئلة لن تصعب إجابتها على من عرف الإسلام الذي يريده الله وعرف الفرق بينه وبين ما سواه من الأديان الباطلة.
ويقول عز وجل: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)} [الكهف : 103 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله) رواه مسلم.
وفي صحيح مسلم أيضا عَنْ عُثْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ).
وقال صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَيُكْفَرَ بِمَا دُونَهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ) (صحيح مسلم)
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن:
أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر، والبراءة منه وممن فعله، وبغضهم ومعاداتهم حسب الطاقة والقدرة، وإخلاص الأعمال كلها لله. انتهى
ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
لا خلاف أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شىء من هذا لم يكن الرجل مسلماً، فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند
فإن عمل بالتوحيد ظاهراً وهو لا يفهمه أو لا يعتقده بقلبه فهو منافق. انتهى
ويقول ابن القيم رحمه الله:
والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله ورسوله واتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل. انتهى
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأيضاً فإن التوحيد أصل الإيمان، وهو الكلام الفارق بين أهل الجنة وأهل النار، وهو ثمن الجنة، ولا يصح إسلام أحدٍ إلا به.
ويقول:
وإنما يصير الرجل مسلماً حنيفاً موحداً إذا شهد أن لا إله إلا الله، فعبد الله وحده، بحيث لا يشرك معه أحداً في تألهه ومحبته له، وعبوديته وإنابته إليه، وإسلامه له ودعائه له والتوكل عليه، وموالاته فيه ومعادته فيه، ومحبته ما يحب، وبغضه ما يبغض، ويفنى بحق التوحيد عن باطل الشرك.
ويقول:
ودين الإسلام الذي ارتضاه الله وبعث به رسله هو:
الاستسلام لله وحده، فأصله في القلب هو الخضوع لله وحده بعبادته وحده دون ما سواه، فمن عبده وعبد معه إلهاً آخر لم يكن مسلماً. انتهى
وقال الشيخان حسين وعبد الله أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
إن الرجل لا يكون مسلماً إلا إذا عرف التوحيد، ودان به، وعمل بموجبه
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، وأطاعه فيما نهى عنه وأمر به،
وآمن به وبما جاء به.انتهى
فلا يوجد مسلم لايعرف التوحيد
، ولا يوجد مسلم يعبد غير الله،
ومن جهل التوحيد ولم يكفر بما يعبد من دون الله فليس بمسلم وإن كان جاهلا يظن أنه أتى بالإسلام الواجب عليه.
ولفظ المسلم والموحد والحنيف تشترك في معنى واحد هو:
عبادة الله وحده، وترك الشرك به، والكفر بما يُعبد من دونه. وجاهل التوحيد لم يأتِ بالوصف الذي يستحق أن يسمى به مسلماً ولا موحدا ولا حنيفا ولا مؤمنا....................
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
" لا خلاف بين الأمة أن التوحيد : لابد أن يكون بالقلب ، الذي هو العلم ؛
واللسان الذي هو القول ،
والعمل بالتوحيد- والعمل تنفيذ الأوامر والنواهي ،
فإن أخل بشيء من هذا ، لم يكن الرجل مسلما.
فإن أقر بالتوحيد ، ولم يعمل به ، فهو كافر معاند ، كفرعون وإبليس.
وإن عمل بالتوحيد ظاهراً ، وهو لا يعتقده باطناً ، فهو منافق خالصاً ، أشر من الكافر والله أعلم "
انتهى من "الدرر السنية في الأجوبة النجدية" (2/124).
وقال أيضا : " اعلم رحمك الله أن دين الله
يكون على القلب بالاعتقاد وبالحب وبالبغض ،
ويكون على اللسان بالنطق وترك النطق بالكفر ،
ويكون على الجوارح بفعل أركان الإسلام ، وترك الأفعال التي تكفّر ،
فإذا اختل و احدة من هذه الثلاث كفر وارتد
" انتهى من "الدرر السنية" (10/87).
و المراد من كلمة التوحيد قولها والعمل بها ظاهرا وباطنا وليس مجرد التلفظ بحروفها، وعرفنا أنه لا إسلام لمن لم يخلص جميع أنواع العبادة لله ولم يشرك به شيئا وكفر بما يعبد من دونه.
وهنا مسألة مهمة وهي:
حكم الذين يتلفظون بالشهادتين وهم يجهلون حقيقة ما نطقت به ألسنتهم ولا يلتزمون به،
وهذا كثير فى المنتسبين للإسلام في الازمنة المتأخرة.
ومن المعلوم أن الجهل هو نقيض العلم،
فالجهل بالتوحيد هو عدم العلم به.
فالجاهل الذي نتكلم عنه هنا
هو الذي لايعرف ما هو التوحيد وما هي لوازمه التي لا تنفك عنه ولا يصح إلا بها،
وبالتالي فهو لا يعرف ما يميز الإسلام عن الكفر، ولا يفرق بين التوحيد ونقيضه، -
وما يعتقد أنه توحيد ليس هو التوحيد الذي تدل عليه كلمة الإخلاص
والذي لا يتحقق الإسلام بدونه بل يعتقد الكثير ان التوحيد هو مجرد الاقرار بأن الله هو الخالق الرازق وغيره من أفعال الربوبية-
ولا يدرى ان ذلك اقر به جميع المشركين فى زمن النبى صلى الله وكذلك فى ازماننا -
وانما كان النزاع فى توحيد العبادة والبراءة من الشرك وأهله.
ولو تأملنا حال من يجهل التوحيد لوجدناه
لا يخلو عن هذه الأمور أو إحداها على الأقل:
لا يمكنه ان يميز بين توحيد الربوبية الذى اقر به المشركون - وتوحيد الالوهية الذى دعت اليه الانبياء وحصل بسببه النزاع بين الرسل واقوامهم
. لايمكنه أن يميز بين التوحيد الذى هو عبادة الله وحده وبين الشرك الذى هو عبادة غير الله، وبالتالي لايمكن أن يميز بين دين المرسلين ودين المشركين.
. لا يعتقد صحة التوحيد وأن العبادة بجميع أنواعها لله وحده لا يشاركه فيها أحد من خلقه،
وأن عبادة غير الله باطلة وشرك وكفر بالله.
. مادام لا يفرق بين التوحيد وضده فهو ليس ممن يحب التوحيد، ويقبله وينقاد له، ولا يبغض الشرك ولا ينكره ويرفضه لأنه لا يعرفه.
ومادام اعتقاد صحة التوحيد ومحبته وقبوله، واعتقاد بطلان الشرك وبغضه وإنكاره ورفضه
متوقف على معرفة التوحيد وضده؛
فجاهل التوحيد انتفى عنه اعتقاد القلب وعمله فليس بمسلم؛
لأن التوحيد يكون بالقلب واللسان والجوارح فإن انتفى شيء من ذلك انتفى الإسلام.
. لا يمكن لجاهل التوحيد أن يكون محققاً لأي شرطٍ من شروط كلمة الإخلاص،
ومجرد التلفظ بحروفها من غير معرفة ويقين ومحبة وإخلاص وصدق وقبول وانقياد وكفر بما يعبد من دون الله لا يفيد شيئا،
فلا يكون قوله بلسانه توحيداً،
ولا يُعَدُّ تعبيراً منه عن إيمانه وإقراره بالتوحيد فهو لا يعرفه ولا يعتقده.
. لا يخلص العبادة لله ولا يتبرأ من الشرك،
فهو لايعرف أن عبادته لغير الله شرك من دعاء أو ذبح أو استغاثة أو اتباع لتشريع غير الله،
ويظن أنه إذا قال لا إله إلا الله فقد وحَّد الله وكفى.
. لم يكفر بالطاغوت وما يُعبد من دون الله، فلم يعتقد بطلان عبادته ولم يجتنبها ولم يكفِّر من عبد غير الله ويتبرأ منهم
فهو لا يعرف الفارق الصحيح بين الموحدين وغيرهم.
. فلا يمكن - وهذه حاله - أن يكون ممن أتى بالتوحيد
لا بقلبه ولا بلسانه ولا بعمله،
بل هو ممن دان بالشرك بقلبه ولسانه وجوارحه، ولم يتبع ملة إبراهيم
فنقول: أين هذا الجاهل من دين الله ؟
هل أتى بالأصل الذي لا يكون مسلماً إلا به؟ وإن لم يأتِ به فما حكمه في دين الله؟
ما حكم من لم يوحد الله، لا بقلبه ولا بلسانه ولا بعمله؟
إجابة هذا السؤال
يعرفها كل من عرف الإسلام،
فمن خلال معرفة الإسلام الذي يريده الله يمكن معرفة حكم هذا الجاهل بكل يسر وسهولة.
فإذا عرفنا أنه لا إسلام لمن لم يأت بأصل التوحيد- يعنى بفعل الشرك
وأن الإيمان بها يكون بتحقيق ثلاثة أمور:
ألا نعبد إلا الله
ولا نشرك به شيئا
ونكفر ونخلع ما يعبد من دونه من وثن أو شجر أو حجر أو إنس أو جن.
فهل جاهل التوحيد حقق شيئا من هذا؟
هل عبد الله وحده ولم يعبد غيره؟
هل تبرأ من الشرك فلم يشرك بالله شيئا؟
هل اعتقد بطلان كل ما يعبد من دون الله؟
هل رفض وأنكر واجتنب الأرباب والآلهة والأنداد المعبودة من دون الله؟
هل تبرأ من الكفار والمشركين وكفَّرهم وأبغضهم؟
فإذا لم يحقق جاهل التوحيد شيئا من هذا،
فهل يصح أن نقول أنه موحد مؤمن بلا إله إلا الله مادام يقولها بلسانه ولا ينكرها؟!
هل يصح أن نسميه مسلما ونحن نعلم أنه لايؤمن بلا إله إلا الله وإنما يردد كلمة لا يفقه معناها؟!
هل يصح أن نسميه موحدا وهو يعبد غير الله؟!
هل يصح أن نسميه مؤمنا وهو لم يكفر بالطاغوت؟!
هذه أسئلة لن تصعب إجابتها على من عرف الإسلام الذي يريده الله وعرف الفرق بينه وبين ما سواه من الأديان الباطلة.
ويقول عز وجل: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)} [الكهف : 103 -
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله) رواه مسلم.
وفي صحيح مسلم أيضا عَنْ عُثْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ).
وقال صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَيُكْفَرَ بِمَا دُونَهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ) (صحيح مسلم)
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن:
أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر، والبراءة منه وممن فعله، وبغضهم ومعاداتهم حسب الطاقة والقدرة، وإخلاص الأعمال كلها لله. انتهى
ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
لا خلاف أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شىء من هذا لم يكن الرجل مسلماً، فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند
فإن عمل بالتوحيد ظاهراً وهو لا يفهمه أو لا يعتقده بقلبه فهو منافق. انتهى
ويقول ابن القيم رحمه الله:
والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله ورسوله واتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل. انتهى
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأيضاً فإن التوحيد أصل الإيمان، وهو الكلام الفارق بين أهل الجنة وأهل النار، وهو ثمن الجنة، ولا يصح إسلام أحدٍ إلا به.
ويقول:
وإنما يصير الرجل مسلماً حنيفاً موحداً إذا شهد أن لا إله إلا الله، فعبد الله وحده، بحيث لا يشرك معه أحداً في تألهه ومحبته له، وعبوديته وإنابته إليه، وإسلامه له ودعائه له والتوكل عليه، وموالاته فيه ومعادته فيه، ومحبته ما يحب، وبغضه ما يبغض، ويفنى بحق التوحيد عن باطل الشرك.
ويقول:
ودين الإسلام الذي ارتضاه الله وبعث به رسله هو:
الاستسلام لله وحده، فأصله في القلب هو الخضوع لله وحده بعبادته وحده دون ما سواه، فمن عبده وعبد معه إلهاً آخر لم يكن مسلماً. انتهى
وقال الشيخان حسين وعبد الله أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
إن الرجل لا يكون مسلماً إلا إذا عرف التوحيد، ودان به، وعمل بموجبه
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، وأطاعه فيما نهى عنه وأمر به،
وآمن به وبما جاء به.انتهى
فلا يوجد مسلم لايعرف التوحيد
، ولا يوجد مسلم يعبد غير الله،
ومن جهل التوحيد ولم يكفر بما يعبد من دون الله فليس بمسلم وإن كان جاهلا يظن أنه أتى بالإسلام الواجب عليه.
ولفظ المسلم والموحد والحنيف تشترك في معنى واحد هو:
عبادة الله وحده، وترك الشرك به، والكفر بما يُعبد من دونه. وجاهل التوحيد لم يأتِ بالوصف الذي يستحق أن يسمى به مسلماً ولا موحدا ولا حنيفا ولا مؤمنا....................