صالح السويح
2008-09-16, 04:31 AM
[ 1 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن الناظر فيما أحدثته فتوى فضيلة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله وفيها :" من يدعو إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل؛ جاز قتلهم قضاءً "اهـ من ردود أفعال متباينة ليتعجب أشد العجب !
لا تعدوا هذه الفتوى أنها امتحان وابتلاء من الله تعالى للشيخ ليزداد رفعة عند الله تعالى وعند عباده المؤمنين، كما أنها ابتلاء ليعلم الله تعالى - وهو العليم الخبير - المصلح من المفسد، المصلح الذي يوقر علماء السنّة، ويجمع الكلمة عليهم، والمفسد الذي يطعن في علماء السنّة لغرض فاسد في نفسه. كما قال تعالى : { ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذي صدقوا وليعلمن الكاذبين }[ العنكبوت :1-3 ].
لقد وقفت مع هذه الفتوى وقفات أعدت من خلالها النظر فيما كان عليه السلف الصالح من الصحابة وتابعيهم من غيرة على الإسلام والسنّة، عقيدة وأخلاقاً وسلوكاً، ومحاربتهم لكل أشكال الفساد.
وعليه فهذه وقفات لعل الله تعالى أن ينفع بها فأقول مستعينا بالله تعالى طالباً من التسديد والتوفيق :
الوقفة الأولى : عظم حق علماء السنّة :-
لقد عظّم الله تعالى أمر علماء السنّة قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة أولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم }[ آل عمران:18 ]، وقال تعالى : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون }[ الزمر: 9 ]، وفي الحديث : ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ) (1). وإذا علم هذا فواجب على كل مسلم محبّة علماء السنّة ، و الذب عنهم بالحق ، و إحسان الظَّن بهم ، وطاعتهم بالمعروف ، و عدم الأخذ فيما بان رجحان خلافه من أقوالهم ، ونصيحتهم - ممن تأهل لذلك- بالرفق واللين والحكمة بما لا يهدر كرامتهم ويسقط مكانتهم ، فـ " ليست العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يسلم عالم من خطأ ، ومن أخطأ لا يتابع على خطئه ، بل يغتفر خطأه القليل في صوابه الكثير ، ويجب تنبيهه على خطئه برفق ولين ، ومحبة سلامته من الخطأ ، ورجوعه إلى الصواب " (2)فالناصح الحق السائر على السبيل والسنّة لا يقدح بأهل السنّة وعلمائهم ، إنما ينصح لله محبّة للمنصوح ورغبة في هدايته للحق لا تشفّياً و فرحا بزلّته، " أما أن يفرح بزلة العالم وخطئه ، ليشيعها بين الناس فتحصل الفرقة، فإن هذا ليس من طريق السلف"(3) .
الوقفة الثانية : شيئان يهدمان الدين:-
إن مما يهدم الدين الشهوات و البدع.
فالأمرُ الأول: اتِّباعُ الشّهواتِ . أما كونها تهدم الدين فلأنها: تفسِد القلوب، وتعمي البصائرَ، وتحسِّن القبيح، وتقبِّح الحسن، وتجلب الشرورَ والمفاسِدَ ولهذا اشتدّ نكير الصحابة والسلف الصالح ومن بعدهم على أهل الشهوات والمجون، قال الله تبارك وتعالى: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، قال ابن مسعود رضي الله عنه : " الغَيُّ نهرٌ أو وادٍ في جهنّم من قيح، بعيد القَعر، خبيث الطَّعم، يُقذَف فيه الذين يتَّبعون الشهوات " (4).
والأمر الثاني: البِدَعُ المضِلّة والمحدثات المنكرة. أما كونها تهدم الدين فلأن فشوّها سبب في : موت السنن، و الفرقة بين المسلمين، وفشوها يذيب النفرة منها، ولبس الحق بالباطل، و إضعاف عقيدة الولاء والبراء وغير ذلك. وإن عرى الإسلام تنقض عروةً عُروة بسببها إن لم تمنع ويردع أهلها، قال الله تعالى: { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ *إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 18، 19]،
ومن أجل هذا الخطر الداهم والأثر العظيم لهذين الأمرين كان من المقرر في الشريعة ردع أهل الشهوات وأهل البدع بما يكفهم عنها .
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن الناظر فيما أحدثته فتوى فضيلة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله وفيها :" من يدعو إلى الفتن إذا قُدر على منعه ولم يمتنع قد يحل قتله، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل؛ جاز قتلهم قضاءً "اهـ من ردود أفعال متباينة ليتعجب أشد العجب !
لا تعدوا هذه الفتوى أنها امتحان وابتلاء من الله تعالى للشيخ ليزداد رفعة عند الله تعالى وعند عباده المؤمنين، كما أنها ابتلاء ليعلم الله تعالى - وهو العليم الخبير - المصلح من المفسد، المصلح الذي يوقر علماء السنّة، ويجمع الكلمة عليهم، والمفسد الذي يطعن في علماء السنّة لغرض فاسد في نفسه. كما قال تعالى : { ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذي صدقوا وليعلمن الكاذبين }[ العنكبوت :1-3 ].
لقد وقفت مع هذه الفتوى وقفات أعدت من خلالها النظر فيما كان عليه السلف الصالح من الصحابة وتابعيهم من غيرة على الإسلام والسنّة، عقيدة وأخلاقاً وسلوكاً، ومحاربتهم لكل أشكال الفساد.
وعليه فهذه وقفات لعل الله تعالى أن ينفع بها فأقول مستعينا بالله تعالى طالباً من التسديد والتوفيق :
الوقفة الأولى : عظم حق علماء السنّة :-
لقد عظّم الله تعالى أمر علماء السنّة قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة أولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم }[ آل عمران:18 ]، وقال تعالى : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون }[ الزمر: 9 ]، وفي الحديث : ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ) (1). وإذا علم هذا فواجب على كل مسلم محبّة علماء السنّة ، و الذب عنهم بالحق ، و إحسان الظَّن بهم ، وطاعتهم بالمعروف ، و عدم الأخذ فيما بان رجحان خلافه من أقوالهم ، ونصيحتهم - ممن تأهل لذلك- بالرفق واللين والحكمة بما لا يهدر كرامتهم ويسقط مكانتهم ، فـ " ليست العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يسلم عالم من خطأ ، ومن أخطأ لا يتابع على خطئه ، بل يغتفر خطأه القليل في صوابه الكثير ، ويجب تنبيهه على خطئه برفق ولين ، ومحبة سلامته من الخطأ ، ورجوعه إلى الصواب " (2)فالناصح الحق السائر على السبيل والسنّة لا يقدح بأهل السنّة وعلمائهم ، إنما ينصح لله محبّة للمنصوح ورغبة في هدايته للحق لا تشفّياً و فرحا بزلّته، " أما أن يفرح بزلة العالم وخطئه ، ليشيعها بين الناس فتحصل الفرقة، فإن هذا ليس من طريق السلف"(3) .
الوقفة الثانية : شيئان يهدمان الدين:-
إن مما يهدم الدين الشهوات و البدع.
فالأمرُ الأول: اتِّباعُ الشّهواتِ . أما كونها تهدم الدين فلأنها: تفسِد القلوب، وتعمي البصائرَ، وتحسِّن القبيح، وتقبِّح الحسن، وتجلب الشرورَ والمفاسِدَ ولهذا اشتدّ نكير الصحابة والسلف الصالح ومن بعدهم على أهل الشهوات والمجون، قال الله تبارك وتعالى: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، قال ابن مسعود رضي الله عنه : " الغَيُّ نهرٌ أو وادٍ في جهنّم من قيح، بعيد القَعر، خبيث الطَّعم، يُقذَف فيه الذين يتَّبعون الشهوات " (4).
والأمر الثاني: البِدَعُ المضِلّة والمحدثات المنكرة. أما كونها تهدم الدين فلأن فشوّها سبب في : موت السنن، و الفرقة بين المسلمين، وفشوها يذيب النفرة منها، ولبس الحق بالباطل، و إضعاف عقيدة الولاء والبراء وغير ذلك. وإن عرى الإسلام تنقض عروةً عُروة بسببها إن لم تمنع ويردع أهلها، قال الله تعالى: { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ *إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 18، 19]،
ومن أجل هذا الخطر الداهم والأثر العظيم لهذين الأمرين كان من المقرر في الشريعة ردع أهل الشهوات وأهل البدع بما يكفهم عنها .