تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة ، وترك الدعاء معصية



احمد ابو انس
2022-11-24, 06:33 PM
181 - " إن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة ، وترك الدعاء معصية " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 147 ) وابن عدي في " الكامل " ( 11 / 2 ) من طريق إسماعيل بن يحيى التيمي عن مسعر بن كدام عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا .
وهذا إسناد موضوع ، إسماعيل هذا كذاب كما قال أبو علي النيسابوري والدارقطني والحاكم ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه بواطيل ، وعطية العوفي ضعيف وقد مضى له حديث رقم ( 24 ) .
وقال المناوي في " شرح الجامع " : قال الهيثمي : وفيه عطية العوفي ضعيف ، قال السخاوي : سنده ضعيف .
وقد ذهلوا جميعا عن علة الحديث الحقيقية ، وإلا لما جاز تعصيب الجناية برأس عطية دون إسماعيل الكذاب ! ولعله لذلك أورده السيوطي في " الجامع " .
ثم إن مما يدل على بطلان الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه " ، رواه الشيخان وغيرهما ، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1486 ) .
فهذا يدل على أن الحسنة سبب في زيادة الرزق كما أنها سبب في إطالة العمر ، ولا تعارض عند التحقيق بين هذا وبين قوله تعالى { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } ولبسط هذا موضع آخر .

احمد ابو انس
2022-11-30, 09:01 AM
هل الذنوب تسبب محق البركةس: الأخت التي رمزت لاسمها بـ أ - ع من الرياض تقول في سؤالها: قرأت أن من نتائج الذنوب العقوبة من الله ومحق البركة فأبكي خوفا من ذلك، أرشدوني جزاكم الله خيرا؟
ج: لا شك أن اقتراف الذنوب من أسباب غضب الله ، ومن أسباب محق البركة وحبس الغيث وتسليط الأعداء، كما قال الله سبحانه: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف:130] وقال سبحانه: فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت:40] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وصح عن النبي ﷺ أنه قال: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الذنوب والتوبة مما سلف منهما، مع حسن الظن بالله، ورجائه سبحانه المغفرة، والخوف من غضبه وعقابه، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن عباده الصالحين: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90] وقال سبحانه: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا [الإسراء:57] وقال : وَالْمُؤْمِنُون َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71].
ويشرع للمؤمن والمؤمنة مع ذلك الأخذ بالأسباب التي أباح الله ، وبذلك يجمع بين الخوف والرجاء، والعمل بالأسباب متوكلا على الله سبحانه، معتمدا عليه في حصول المطلوب والسلامة من المرهوب، والله سبحانه هو الجواد الكريم، القائل : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2-3] والقائل سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4] وهو القائل سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
فالواجب عليك أيتها الأخت في الله التوبة إلى الله سبحانه مما سلف من الذنوب، والاستقامة على طاعته، مع حسن الظن به عز وجل، والحذر من أسباب غضبه، وأبشري بالخير الكثير والعاقبة الحميدة. والله ولي التوفيق[1] (https://binbaz.org.sa/fatwas/1155/%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%86%D9%88 %D8%A8-%D8%AA%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D9%85%D8%AD%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%83 %D8%A9#footnote-1).
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 5/336)