محمدعبداللطيف
2022-10-24, 12:01 PM
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها :
ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت :
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ،
أصلح لي شأني كله ،
ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/313) : إسناده صحيح . و في "السلسلة الصحيحة" (رقم/227) : إسناده حسن .
***
هذا الدعاء من أعظم الأدعية التي تتضمن تحقيق العبودية لله رب العالمين ،
وتتضمن التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته ،
فهو سبحانه الحي القيوم ، الرحمن الرحيم ،
والعبد يستمد العون والتأييد من قيوميته عز وجل ،
كما يستغيث برحمته التي وسعت كل شيء ، لعله ينال منها ما يسعده في دنياه وآخرته .
ثم يسأل الله تعالى صلاح الأمور والأحوال ،
فيقول : أصلح لي شأني كله أي : جميع أمري : في بيتي ، وأهلي ، وجيراني ، وأصحابي ، وعملي ،
، وفي نفسي ، وقلبي ، وصحتي...في كل شيء يتعلق بي ،
اجعل يا رب الصلاح والعافية حظي ونصيبي .
وذلك كله من فضل الله سبحانه وتعالى ، وليس باستحقاق العبد ولا بجاهه ،
ولذلك جاء ختم الدعاء بالاعتراف بالفقر التام إليه سبحانه ، والاستسلام الكامل لغناه عز وجل ،
فيقول : ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين :
أي لا تتركني لضعفي وعجزي لحظة واحدة ، بل أصحبني العافية دائما ،
وأعني بقوتك وقدرتك ،
فإن من توكل على الله كفاه ، ومن استعان بالله أعانه ، والعبد لا غنى به عن الله طرفة عين .
يقول ابن القيم رحمه الله :
" مِن ههنا خذل مَن خُذل ، ووُفِّقَ مَن وُفق ، فحجب المخذول عن حقيقته ، ونسي نفسه ، فنسي فقره وحاجته وضرورته إلى ربه ، فطغى وعتا ، فحقت عليه الشقوة ،
قال تعالى :
كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى
وقال : فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى
فأكمل الخلق أكملهم عبودية ، وأعظمهم شهودا لفقره وضرورته وحاجته إلى ربه ،
وعدم استغنائه عنه طرفة عين .
ولهذا كان من دعائه :
أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك ،
وكان يدعو : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .
يعلم أن قلبه بيد الرحمن عز وجل ، لا يملك منه شيئا ،
وأن الله سبحانه يصرفه كما يشاء ،
كيف وهو يتلو قوله تعالى : ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا
فضرورته إلى ربه وفاقته إليه بحسب معرفته به ، وحسب قربه منه ، ومنزلته عنده " انتهى.
"طريق الهجرتين" (25-26) .
قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها :
ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت :
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ،
أصلح لي شأني كله ،
ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/313) : إسناده صحيح . و في "السلسلة الصحيحة" (رقم/227) : إسناده حسن .
***
هذا الدعاء من أعظم الأدعية التي تتضمن تحقيق العبودية لله رب العالمين ،
وتتضمن التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته ،
فهو سبحانه الحي القيوم ، الرحمن الرحيم ،
والعبد يستمد العون والتأييد من قيوميته عز وجل ،
كما يستغيث برحمته التي وسعت كل شيء ، لعله ينال منها ما يسعده في دنياه وآخرته .
ثم يسأل الله تعالى صلاح الأمور والأحوال ،
فيقول : أصلح لي شأني كله أي : جميع أمري : في بيتي ، وأهلي ، وجيراني ، وأصحابي ، وعملي ،
، وفي نفسي ، وقلبي ، وصحتي...في كل شيء يتعلق بي ،
اجعل يا رب الصلاح والعافية حظي ونصيبي .
وذلك كله من فضل الله سبحانه وتعالى ، وليس باستحقاق العبد ولا بجاهه ،
ولذلك جاء ختم الدعاء بالاعتراف بالفقر التام إليه سبحانه ، والاستسلام الكامل لغناه عز وجل ،
فيقول : ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين :
أي لا تتركني لضعفي وعجزي لحظة واحدة ، بل أصحبني العافية دائما ،
وأعني بقوتك وقدرتك ،
فإن من توكل على الله كفاه ، ومن استعان بالله أعانه ، والعبد لا غنى به عن الله طرفة عين .
يقول ابن القيم رحمه الله :
" مِن ههنا خذل مَن خُذل ، ووُفِّقَ مَن وُفق ، فحجب المخذول عن حقيقته ، ونسي نفسه ، فنسي فقره وحاجته وضرورته إلى ربه ، فطغى وعتا ، فحقت عليه الشقوة ،
قال تعالى :
كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى
وقال : فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى
فأكمل الخلق أكملهم عبودية ، وأعظمهم شهودا لفقره وضرورته وحاجته إلى ربه ،
وعدم استغنائه عنه طرفة عين .
ولهذا كان من دعائه :
أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك ،
وكان يدعو : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .
يعلم أن قلبه بيد الرحمن عز وجل ، لا يملك منه شيئا ،
وأن الله سبحانه يصرفه كما يشاء ،
كيف وهو يتلو قوله تعالى : ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا
فضرورته إلى ربه وفاقته إليه بحسب معرفته به ، وحسب قربه منه ، ومنزلته عنده " انتهى.
"طريق الهجرتين" (25-26) .