عبد الحق آل أحمد
2008-09-08, 07:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيهات على كتاب: ( مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى –
الحمد لله ، والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من تبع هداه، أما بعد:
فهذه بعض التنبيهات المختصرة على كتاب: ( مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى – (من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية بالجزائر، ط. أولى سنة:1403هـ-1983م)كتبتها امتثالا لقول النبي – صلى الله عليه و سلم – (( الدين النصيحة ))، فنصحًا لدين الله تعالى و تنزيهًا للعقيدة الإسلامية الصحيحة ( عقيدة أهل السنة و الجماعة ) من أن يُنسب إليها ما ليس منها، أسطر هذه التنبيهات – على وجه السرعة - راجيًا من الله – جل وعلا – التوفيق و السداد، وبالله التوفيق وهو نعم الرفيق.
التنبيه الأول:
[تجويزه التوسل البدعي بذات النبي – صلى الله عليه و سلم-]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص (43): "..الراجح هو الأول الذي يجيز السؤال بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم نظرا لمقامه العظيم عند ربه..".اهـ
وقال ص(47):".. التوسل بذات النبي صلى الله عليه و آله وسلم جائز مرجوح".اهـ
أقول و الله التوفيق:
أجاز الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى – التوسل بذات النبي - صلى الله عليه و سلم – وهو قول باطل مخالف لقول أهل السنة و الجماعة، بل التوسل بذات النبي – صلى الله عليه و سلم – من البدع المنكرة المفضية إلى الشرك – و العياذ بالله -، "ووجه كونه بدعة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر به ، ولم يدع الناس إليه ، ولم يعده من القربات ، كما جعله المتأخرون من الصوفية ومن تابعهم من أعظم القربات . كما أن الصحابة لم يتوسلوا إلى الله بهذا النوع من التوسل ولا التابعين ولا تابعيهم . . . بل الثابت عنهم هو عدولهم عنه إلى التوسل المشروع، فلما لم يرد له ذكر في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا عمل الصحابة والتابعون به . دل على عدم مشروعيته وابتداعه .
هذا من حيث الإجمال . أما من حيث التفصيل ، فإن السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم والتوسل بذاته وجاهه غير جائز . لأنه وإن كان مبنيا على أن للأنبياء جاها ومكانة عند الله- وهذا صحيح- إلا أن الله لم يجعل ذلك الجاه سببا مناسبًا لإجابة دعاء من توسل به . وإنما جعل الله الإيمان بهم وحبهم واتباعهم سببا لإجابة الدعاء ، بخلاف السؤال والتوسل بذواتهم وجاههم ": [1]
ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – كما في (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة/ص:279) : "عَلِم الصحابة أن التوسل به صلة الله عليه و سلم إنما هو التوسل بالإيمان به و بطاعته و محبته وموالاته، أو التوسل بدعائه و شفاعته، فلهذا لم يكونوا يتوسلون بذاته مجردة عن هذا و هذا ، فلما لم يفعل الصحابة – رضوان الله عليهم – شيئا من ذلك، ولا دعوا بمثل هذه الأدعية، وهم أعلم منا، و أعلم بما يجب لله و رسوله، و اعلم بما أمر الله و رسوله من الأدعية، وما هو أقرب إلى الإجابة منا، بل توسلوا بالعباس – رضي الله عنه – وغيره ممن لي مثل النبي – صلى الله عليه و سلم – دلَّ عدولهم عن التوسل بالأفضل إلى التوسل بالمفضول أن التوسل المشروع بالفضل لم يكن ممكنا".اهـ
ـ وقال سليل الدعوة السَّلفية بنجد الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن معمر – رحمه الله تعالى – كما في (الدرر السنية: 2/162): "وأما التوسل بجاه المخلوقين، كمن يقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك محمد – صلى الله عليه و سلم – ونحو ذلك، فهذا لم ينقل عن النبي – صلى الله عليه و سلم – و أكثر العلماء على النهي عنه، وحكى ابن القيم رحمه الله تعالى: أنه بدعة إجماعاً، ولو كان الأنبياء و الصالحون لهم جاه عند الله سبحانه و تعالى ، فلا يقتضي ذلك جواز التوسل بذواتهم و جاههم".اهـ
وبما سبق يتبين بطلان قول ابن باديس – عفا الله عنه - في مسألة التوسل، ومن أراد التوسع لمعرفة الأدلة السَّلفية والردود الأثريَّة في رد شبه المخالفين المجيزين للتوسل البدعي فعليه بالمراجع التالية – على سبيل المثال لا الحصر- وهي:
- كتاب: (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة) لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى –.
- كتاب: (التوصل إلى حقيقة التوسل) لفضيلة الشيخ محمد نسيب الرفاعي – رحمه الله تعالى – بتقديم الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري – رحمه الله تعالى -.
- كتاب: (التوسل، أنواعه و أحكامه) للشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى -.
التنبيه الثاني:
[تأويله صفة الحياء و الإعراض لله - جل وعلا -]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص (68):"فاستحيا الله منه:ترك عقابه ولم يحرمه من ثواب، أعرض:التفت إلى جهة أخرى فذهب إليها.فأعرض الله عنه:حرمه من الثواب ".اهـ
أقول و بالله التوفيق:
"يوصف ربنا سبحانه وتعالى بالاستحياء و الإعراض كما في النصوص الشرعية على وجه لا نقص فيه؛ بل على الوجه اللائق من غير تكييف ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل. ولا يجوز تأويلهما بغير معناهما الظاهر من لوازمهما و غير ذلك، بل الواجب إثباتهما لله عز وجل على الوجه اللائق بجلاله و كماله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل" [2]:
قال فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك كما في (تعليقاته على المخالفات العقدية في فتح الباري): " قوله: (فاستحيا الله منه أي رحمه)، وقوله: (فأعرض الله عنه أي سخط عليه): في هذا التفسير للاستحياء والإعراض من الله عدول عن ظاهر اللفظ من غير موجب، والحامل على هذا التفسير عند من قال به هو اعتقاده أن الله لا يوصف بالحياء أو الإعراض حقيقة؛ لتوهم أن إثبات ذلك يستلزم التشبيه، وليس كذلك بل القول في الاستحياء والإعراض كالقول في سائر ما أثبته الله عز وجل لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات، والواجب في جميع ذلك هو الإثبات مع نفي مماثلة المخلوقات، وقد ورد في الحديث: (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا) "أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه".
وفي ذكر الاستحيـاء والإعراض في هذا الحديث دليل على أن الجزاء من جنس العمل، وشواهده كثيرة ". اهـ
التنبيه الثالث:
[تكفير بكبائر الذنوب موافقا بذلك المعتزلة وغيرهم]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص(126):" أما الذي يجاهر بمعصيته ويعلن بها، فهذا قد تعدى على مجتمع الناس بما أظهر من فساد، وما أوجد من قدوة سيئة، وما عمل بمجاهرته على شيوع الفاحشة فيهم، وقد تعدى على الشرع بما انتهك من حرمته، وجرأ من السفهاء عليه، وهو بمجاهرته قد دل على استخفافه بحق الله وحق عباده وعلى عناده للدين، وخلو قلبه من الخوف والحياء، وأي إيمان يبقى بعدهما".اهـ
أقول و بالله التوفيق:
يفهم من كلام ابن باديس أن المجاهر بالمعصية والمعلن بها دليل على استخفافه بحق الله و حق عباده وعناده للدين وبهذا لا يبقى إيمان في قلبه ولا خوف ولا حياء؛ وهذا تكفير بالمعاصي واضح منه – عفا الله عنه – وافق به مذهب الخوارج و المعتزلة، فمن عقيدة أهل السنة و الجماعة أنهم لا يكفرون بمطلق المعاصي ولا المجاهرة بها إلاَّ إذا استحلها استحلالا عقديا لا عمليا، كما هو مقرر في عقائد أهل السنة و الجماعة أتباع السلف الصالح:
ـ قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى و أجزل له الثواب – كما في كتابه ( الكبائر ): " ولهما – أي البخاري و مسلم - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملا بالليل، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، وأصبح يكشف ستر الله عليه ))".
كل أمتي معافى: من العافية وهو إما بمعنى عفا الله عنه وإما سلمه الله.
والمجاهر: الذي أظهر معصيته وكشف ما ستر الله عليه فيحدث بها.
قال النووي: إن من جاهر بفسقه أو بدعته جاز ذكره بما جاهر به دون ما لم يجاهر به.
قال ابن بطال: وفي الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين وفيه ضرب من العناد لهم.
وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف، لأن المعاصي تذل أهلها وستر الله مستلزم لستر المؤمن على نفسه، فمن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره، ومن قصد الستر بها حياء من ربه ومن الناس من الله عليه بستره إياه ".اهـ
أخي القاري؛ لم يظهر من كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – ونقولاته عن بعض الحفاظ من شُرَّاحِ الحديث كالنووي و ابن بطال؛ أن المجاهر بالمعصية باستخفافه يكفر ويخلو قلبه من الخوف والحياء، بله خلوه من الإيمان كما صرح ابن باديس عقب كلامه عن المجاهر بالمعصية في قوله: "وأي إيمان يبقى بعدهما "(!)، بل غاية ما قالوا أن الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين وفيه ضرب من العناد لهم ومن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره..إلى غير ذلك من الشرحات والمعاني والفوائد على الحديث التي لم يُذكر منها – فيما علمتُ- التكفير بالاستخفاف وخلو القلب من الإيمان و الحياء و الخوف كما ظهر من كلام ابن باديس - رحمه الله وغفر له زلاته - موافقا بذلك الخوارج و المعتزلة ونحوهم ممن كفر بكبائر الذنوب ، فينبغي التنبه و التنبيه لذلك، والله أعلم.
التنبيه الرابع
[للعبادة خلقنا وليس للحياة..]
قال ص(145):"لا يا قوم، إننا أحياء، وإننا نريد الحياة، وللحياة خلقنا، وان الحياة لا تكون بالخبز وحده.."
أقول و بالله التوفيق:
قول ابن باديس (( وللحياة خلقنا )): غلط وهو قول باطل مخالف لقول الله - جل وعلا -: ((وما خلقت الجن و الإنس إلاَّ ليعبدون))، وقد تسمح ابن باديس في إطلاقه – عفا الله عنه -:
ـ قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى – كما في تفسيره: " قال: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } أي: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: { إِلا لِيَعْبُدُونِ } أي: إلا ليقروا بعبادتي طوعا أو كرها وهذا اختيار ابن جرير. وقال ابن جُرَيْج: إلا ليعرفون. وقال الربيع بن أنس: { إِلا لِيَعْبُدُونِ } أي: إلا للعبادة. ".اهـ
ـ وقال فضيلة الشيخ أبي بكر جابر الجزائري كما في (أيسر التفاسير): " وقوله تعالى: { وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون } أي لم يخلقهما للهو ولا للعب ولا لشيء وإنما خلقهما ليعبدوه بالإِذعان والتسليم لأمره ونهيه ".اهـ
التنبيه الخامس
[قوله في أحاديث الآحاد الصحيحة وأنها ظنية]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص(161):"وخبر الآحاد- من حيث ذاته- يفيد الظن وإن كان صحيحا ".اهـ
أقول و بالله التوفيق:
لقد وافق ابن باديس – رحمه الله تعالى - أهل البدع من المعتزلة و المتكلمين الأشاعرة وغيرهم على أنَّ أخبار الآحاد – الصحيحة - لا تفيد العلم وإنما تفيد الظن ولهذا رد الاستدلال بحديث الآحاد في العقيدة بحجة أنه يعارض القطعي من القرآن الكريم كما في صحيفة (54) و صحيفة (373) [3] من تفسيره (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)، وقد رد الكثير من علماء أهل السنة و الجماعة هذا القول:
ـ قال ابن أبي العز – رحمه الله تعالى - كما في (شرح العقيدة الطحاوية ): " وخبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول عملا به وتصديقا له يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة وهو إحدى قسمي المتواتر، ولم يكن بين سلف الأمة في ذلك نزاع ". اهـ
ـ و قال الإمام الحافظ بن عبد الهادي- رحمه الله تعالى- كما في (الصارم المنكي في الرد على السبكي): " وأي تنقص فوق من عزل كلام الرسول عن إفادة اليقين".اهـ
ـ وقال الإمام الحافظ ابن القيم الجوزية – رحمه الله تعالى - كما في ( الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ): " خبر العدل الواحد المتلقي بالقبول لو لم يفد العلم لم تجز الشهادة على الله ورسوله بمضمونه ومن المعلوم المتيقن أن الأمة من عهد الصحابة إلى الآن لم تزل تشهد على الله وعلى رسوله بمضمون هذه الأخبار جازمين بالشهادة في تصانيفهم وخطابهم، فيقولون شرع الله كذا وكذا على لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم- فلو لم يكونوا عالمين بصدق تلك الأخبار جازمين بها لكانوا قد شهدوا بغير علم وكانت شهادتهم زوراً وقولاً على الله ورسوله بغير علم ولعمر الله هذا حقيقة قولهم وهم أولى بشهادة الزور من سادات الأمة وعلمائها.
قال أبو عمرو بن الصلاح: وقد ذكر الحديث الصحيح المتلقي بالقبول المتفق على صحته وهذا القسم جميعه مقطوع بصحته والعلم اليقيني النظري واقع به خلافاً لقول من نفى ذلك محتجاً بأنه لا يفيد إلا الظن وإنما تلقته الأمة بالقبول لأنه يجب عليهم العمل بالظن والظن قد يخطئ، قال:وقد كنت أميل إلى هذا وأحسبه قوياً ثم بان لي أن المذهب الذي اخترناه هو الصحيح لأن ظن من هو معصوم من الخطأ لا يخطئ والأمة في إجماعها معصومة من الخطأ ولهذا كان الإجماع المبني على الاجتهاد حجة مقطوعاً بها وأكثر إجماعات العلماء كذلك وهذه نكتة نفيسة نافعة )) .اهـ
ختاما
"هذا ما تيسر لي التنبيه عليه الآن ، وهناك مسائل أخرى تحتاج لبيان ، عسى الله أن ييسر ذلك في وقت لا حق – إن شاء الله تعالى – والله أسأل أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه، و يرينا الحق حقا و يرزقنا اجتنابه، و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد".[4]
تمت بتاريخ:08/ رمضان/1429هـ
بدولة الجزائر
على يد كاتبها / عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
عفا الله عنه وعن زوجه و والديه وجميع المؤمنين و المؤمنات.
-------------
الحواشي:
[1]:ينظر كتاب (محبة الرسول بين الاتباع والابتداع) لعبد الرءوف محمد عثمان، الطبعة : الأولى ، الناشر : رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة – الرياض ، بتاريخ : 1414هـ.
[2]: مقتبس من كلام للشيخ الفاضل علي بن عبد العزيز الشبل ضمن كتابه (التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري) بتقديم مجموعة من العلماء.
[3] ينظر: ( تعقيبات و ملاحظات على كتاب تفسير بن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ) التعقيب الأول بعنوان (رده – أي ابن باديس- خبر الآحاد إذا خالف القطعي من القرآن) لراقم هذه الأسطر - عفا الله عنه وستر عيبه وغفر ذنبه – و كذا فصل: (موقف ابن باديس رحمه اللّه من مسألة والدي المصطفى عليه الصّلاة والسّلام وردّه لحديث الآحاد في العقيدة) من كتاب الأخت الفاضلة أم أيوب غاوي الجزائرية بعنوان (الرد الوافي على من زعم أن ابن باديس سلفي)، والله الموفق.
[4] مقتبس من خاتمة مقال الأخ "مصطفى بلحاج" بعنوان : [تنبيهات على ((رسالة الشرك و مظاهره)) للشيخ مبارك الميلي رحمه الله] الموجود في مجلة (الإصلاح) الجزائرية.والله الموفق.
تنبيهات على كتاب: ( مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى –
الحمد لله ، والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من تبع هداه، أما بعد:
فهذه بعض التنبيهات المختصرة على كتاب: ( مجالس التذكير من حديث البشير النذير) للشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى – (من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية بالجزائر، ط. أولى سنة:1403هـ-1983م)كتبتها امتثالا لقول النبي – صلى الله عليه و سلم – (( الدين النصيحة ))، فنصحًا لدين الله تعالى و تنزيهًا للعقيدة الإسلامية الصحيحة ( عقيدة أهل السنة و الجماعة ) من أن يُنسب إليها ما ليس منها، أسطر هذه التنبيهات – على وجه السرعة - راجيًا من الله – جل وعلا – التوفيق و السداد، وبالله التوفيق وهو نعم الرفيق.
التنبيه الأول:
[تجويزه التوسل البدعي بذات النبي – صلى الله عليه و سلم-]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص (43): "..الراجح هو الأول الذي يجيز السؤال بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم نظرا لمقامه العظيم عند ربه..".اهـ
وقال ص(47):".. التوسل بذات النبي صلى الله عليه و آله وسلم جائز مرجوح".اهـ
أقول و الله التوفيق:
أجاز الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى – التوسل بذات النبي - صلى الله عليه و سلم – وهو قول باطل مخالف لقول أهل السنة و الجماعة، بل التوسل بذات النبي – صلى الله عليه و سلم – من البدع المنكرة المفضية إلى الشرك – و العياذ بالله -، "ووجه كونه بدعة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر به ، ولم يدع الناس إليه ، ولم يعده من القربات ، كما جعله المتأخرون من الصوفية ومن تابعهم من أعظم القربات . كما أن الصحابة لم يتوسلوا إلى الله بهذا النوع من التوسل ولا التابعين ولا تابعيهم . . . بل الثابت عنهم هو عدولهم عنه إلى التوسل المشروع، فلما لم يرد له ذكر في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا عمل الصحابة والتابعون به . دل على عدم مشروعيته وابتداعه .
هذا من حيث الإجمال . أما من حيث التفصيل ، فإن السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم والتوسل بذاته وجاهه غير جائز . لأنه وإن كان مبنيا على أن للأنبياء جاها ومكانة عند الله- وهذا صحيح- إلا أن الله لم يجعل ذلك الجاه سببا مناسبًا لإجابة دعاء من توسل به . وإنما جعل الله الإيمان بهم وحبهم واتباعهم سببا لإجابة الدعاء ، بخلاف السؤال والتوسل بذواتهم وجاههم ": [1]
ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – كما في (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة/ص:279) : "عَلِم الصحابة أن التوسل به صلة الله عليه و سلم إنما هو التوسل بالإيمان به و بطاعته و محبته وموالاته، أو التوسل بدعائه و شفاعته، فلهذا لم يكونوا يتوسلون بذاته مجردة عن هذا و هذا ، فلما لم يفعل الصحابة – رضوان الله عليهم – شيئا من ذلك، ولا دعوا بمثل هذه الأدعية، وهم أعلم منا، و أعلم بما يجب لله و رسوله، و اعلم بما أمر الله و رسوله من الأدعية، وما هو أقرب إلى الإجابة منا، بل توسلوا بالعباس – رضي الله عنه – وغيره ممن لي مثل النبي – صلى الله عليه و سلم – دلَّ عدولهم عن التوسل بالأفضل إلى التوسل بالمفضول أن التوسل المشروع بالفضل لم يكن ممكنا".اهـ
ـ وقال سليل الدعوة السَّلفية بنجد الشيخ العلامة حمد بن ناصر بن معمر – رحمه الله تعالى – كما في (الدرر السنية: 2/162): "وأما التوسل بجاه المخلوقين، كمن يقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك محمد – صلى الله عليه و سلم – ونحو ذلك، فهذا لم ينقل عن النبي – صلى الله عليه و سلم – و أكثر العلماء على النهي عنه، وحكى ابن القيم رحمه الله تعالى: أنه بدعة إجماعاً، ولو كان الأنبياء و الصالحون لهم جاه عند الله سبحانه و تعالى ، فلا يقتضي ذلك جواز التوسل بذواتهم و جاههم".اهـ
وبما سبق يتبين بطلان قول ابن باديس – عفا الله عنه - في مسألة التوسل، ومن أراد التوسع لمعرفة الأدلة السَّلفية والردود الأثريَّة في رد شبه المخالفين المجيزين للتوسل البدعي فعليه بالمراجع التالية – على سبيل المثال لا الحصر- وهي:
- كتاب: (قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة) لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى –.
- كتاب: (التوصل إلى حقيقة التوسل) لفضيلة الشيخ محمد نسيب الرفاعي – رحمه الله تعالى – بتقديم الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري – رحمه الله تعالى -.
- كتاب: (التوسل، أنواعه و أحكامه) للشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى -.
التنبيه الثاني:
[تأويله صفة الحياء و الإعراض لله - جل وعلا -]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص (68):"فاستحيا الله منه:ترك عقابه ولم يحرمه من ثواب، أعرض:التفت إلى جهة أخرى فذهب إليها.فأعرض الله عنه:حرمه من الثواب ".اهـ
أقول و بالله التوفيق:
"يوصف ربنا سبحانه وتعالى بالاستحياء و الإعراض كما في النصوص الشرعية على وجه لا نقص فيه؛ بل على الوجه اللائق من غير تكييف ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل. ولا يجوز تأويلهما بغير معناهما الظاهر من لوازمهما و غير ذلك، بل الواجب إثباتهما لله عز وجل على الوجه اللائق بجلاله و كماله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل" [2]:
قال فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك كما في (تعليقاته على المخالفات العقدية في فتح الباري): " قوله: (فاستحيا الله منه أي رحمه)، وقوله: (فأعرض الله عنه أي سخط عليه): في هذا التفسير للاستحياء والإعراض من الله عدول عن ظاهر اللفظ من غير موجب، والحامل على هذا التفسير عند من قال به هو اعتقاده أن الله لا يوصف بالحياء أو الإعراض حقيقة؛ لتوهم أن إثبات ذلك يستلزم التشبيه، وليس كذلك بل القول في الاستحياء والإعراض كالقول في سائر ما أثبته الله عز وجل لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات، والواجب في جميع ذلك هو الإثبات مع نفي مماثلة المخلوقات، وقد ورد في الحديث: (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا) "أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه".
وفي ذكر الاستحيـاء والإعراض في هذا الحديث دليل على أن الجزاء من جنس العمل، وشواهده كثيرة ". اهـ
التنبيه الثالث:
[تكفير بكبائر الذنوب موافقا بذلك المعتزلة وغيرهم]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص(126):" أما الذي يجاهر بمعصيته ويعلن بها، فهذا قد تعدى على مجتمع الناس بما أظهر من فساد، وما أوجد من قدوة سيئة، وما عمل بمجاهرته على شيوع الفاحشة فيهم، وقد تعدى على الشرع بما انتهك من حرمته، وجرأ من السفهاء عليه، وهو بمجاهرته قد دل على استخفافه بحق الله وحق عباده وعلى عناده للدين، وخلو قلبه من الخوف والحياء، وأي إيمان يبقى بعدهما".اهـ
أقول و بالله التوفيق:
يفهم من كلام ابن باديس أن المجاهر بالمعصية والمعلن بها دليل على استخفافه بحق الله و حق عباده وعناده للدين وبهذا لا يبقى إيمان في قلبه ولا خوف ولا حياء؛ وهذا تكفير بالمعاصي واضح منه – عفا الله عنه – وافق به مذهب الخوارج و المعتزلة، فمن عقيدة أهل السنة و الجماعة أنهم لا يكفرون بمطلق المعاصي ولا المجاهرة بها إلاَّ إذا استحلها استحلالا عقديا لا عمليا، كما هو مقرر في عقائد أهل السنة و الجماعة أتباع السلف الصالح:
ـ قال شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى و أجزل له الثواب – كما في كتابه ( الكبائر ): " ولهما – أي البخاري و مسلم - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملا بالليل، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، وأصبح يكشف ستر الله عليه ))".
كل أمتي معافى: من العافية وهو إما بمعنى عفا الله عنه وإما سلمه الله.
والمجاهر: الذي أظهر معصيته وكشف ما ستر الله عليه فيحدث بها.
قال النووي: إن من جاهر بفسقه أو بدعته جاز ذكره بما جاهر به دون ما لم يجاهر به.
قال ابن بطال: وفي الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين وفيه ضرب من العناد لهم.
وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف، لأن المعاصي تذل أهلها وستر الله مستلزم لستر المؤمن على نفسه، فمن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره، ومن قصد الستر بها حياء من ربه ومن الناس من الله عليه بستره إياه ".اهـ
أخي القاري؛ لم يظهر من كلام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – ونقولاته عن بعض الحفاظ من شُرَّاحِ الحديث كالنووي و ابن بطال؛ أن المجاهر بالمعصية باستخفافه يكفر ويخلو قلبه من الخوف والحياء، بله خلوه من الإيمان كما صرح ابن باديس عقب كلامه عن المجاهر بالمعصية في قوله: "وأي إيمان يبقى بعدهما "(!)، بل غاية ما قالوا أن الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين وفيه ضرب من العناد لهم ومن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره..إلى غير ذلك من الشرحات والمعاني والفوائد على الحديث التي لم يُذكر منها – فيما علمتُ- التكفير بالاستخفاف وخلو القلب من الإيمان و الحياء و الخوف كما ظهر من كلام ابن باديس - رحمه الله وغفر له زلاته - موافقا بذلك الخوارج و المعتزلة ونحوهم ممن كفر بكبائر الذنوب ، فينبغي التنبه و التنبيه لذلك، والله أعلم.
التنبيه الرابع
[للعبادة خلقنا وليس للحياة..]
قال ص(145):"لا يا قوم، إننا أحياء، وإننا نريد الحياة، وللحياة خلقنا، وان الحياة لا تكون بالخبز وحده.."
أقول و بالله التوفيق:
قول ابن باديس (( وللحياة خلقنا )): غلط وهو قول باطل مخالف لقول الله - جل وعلا -: ((وما خلقت الجن و الإنس إلاَّ ليعبدون))، وقد تسمح ابن باديس في إطلاقه – عفا الله عنه -:
ـ قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى – كما في تفسيره: " قال: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } أي: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: { إِلا لِيَعْبُدُونِ } أي: إلا ليقروا بعبادتي طوعا أو كرها وهذا اختيار ابن جرير. وقال ابن جُرَيْج: إلا ليعرفون. وقال الربيع بن أنس: { إِلا لِيَعْبُدُونِ } أي: إلا للعبادة. ".اهـ
ـ وقال فضيلة الشيخ أبي بكر جابر الجزائري كما في (أيسر التفاسير): " وقوله تعالى: { وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون } أي لم يخلقهما للهو ولا للعب ولا لشيء وإنما خلقهما ليعبدوه بالإِذعان والتسليم لأمره ونهيه ".اهـ
التنبيه الخامس
[قوله في أحاديث الآحاد الصحيحة وأنها ظنية]
قال الشيخ ابن باديس – رحمه الله تعالى - ص(161):"وخبر الآحاد- من حيث ذاته- يفيد الظن وإن كان صحيحا ".اهـ
أقول و بالله التوفيق:
لقد وافق ابن باديس – رحمه الله تعالى - أهل البدع من المعتزلة و المتكلمين الأشاعرة وغيرهم على أنَّ أخبار الآحاد – الصحيحة - لا تفيد العلم وإنما تفيد الظن ولهذا رد الاستدلال بحديث الآحاد في العقيدة بحجة أنه يعارض القطعي من القرآن الكريم كما في صحيفة (54) و صحيفة (373) [3] من تفسيره (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)، وقد رد الكثير من علماء أهل السنة و الجماعة هذا القول:
ـ قال ابن أبي العز – رحمه الله تعالى - كما في (شرح العقيدة الطحاوية ): " وخبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول عملا به وتصديقا له يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة وهو إحدى قسمي المتواتر، ولم يكن بين سلف الأمة في ذلك نزاع ". اهـ
ـ و قال الإمام الحافظ بن عبد الهادي- رحمه الله تعالى- كما في (الصارم المنكي في الرد على السبكي): " وأي تنقص فوق من عزل كلام الرسول عن إفادة اليقين".اهـ
ـ وقال الإمام الحافظ ابن القيم الجوزية – رحمه الله تعالى - كما في ( الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ): " خبر العدل الواحد المتلقي بالقبول لو لم يفد العلم لم تجز الشهادة على الله ورسوله بمضمونه ومن المعلوم المتيقن أن الأمة من عهد الصحابة إلى الآن لم تزل تشهد على الله وعلى رسوله بمضمون هذه الأخبار جازمين بالشهادة في تصانيفهم وخطابهم، فيقولون شرع الله كذا وكذا على لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم- فلو لم يكونوا عالمين بصدق تلك الأخبار جازمين بها لكانوا قد شهدوا بغير علم وكانت شهادتهم زوراً وقولاً على الله ورسوله بغير علم ولعمر الله هذا حقيقة قولهم وهم أولى بشهادة الزور من سادات الأمة وعلمائها.
قال أبو عمرو بن الصلاح: وقد ذكر الحديث الصحيح المتلقي بالقبول المتفق على صحته وهذا القسم جميعه مقطوع بصحته والعلم اليقيني النظري واقع به خلافاً لقول من نفى ذلك محتجاً بأنه لا يفيد إلا الظن وإنما تلقته الأمة بالقبول لأنه يجب عليهم العمل بالظن والظن قد يخطئ، قال:وقد كنت أميل إلى هذا وأحسبه قوياً ثم بان لي أن المذهب الذي اخترناه هو الصحيح لأن ظن من هو معصوم من الخطأ لا يخطئ والأمة في إجماعها معصومة من الخطأ ولهذا كان الإجماع المبني على الاجتهاد حجة مقطوعاً بها وأكثر إجماعات العلماء كذلك وهذه نكتة نفيسة نافعة )) .اهـ
ختاما
"هذا ما تيسر لي التنبيه عليه الآن ، وهناك مسائل أخرى تحتاج لبيان ، عسى الله أن ييسر ذلك في وقت لا حق – إن شاء الله تعالى – والله أسأل أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه، و يرينا الحق حقا و يرزقنا اجتنابه، و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد".[4]
تمت بتاريخ:08/ رمضان/1429هـ
بدولة الجزائر
على يد كاتبها / عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
عفا الله عنه وعن زوجه و والديه وجميع المؤمنين و المؤمنات.
-------------
الحواشي:
[1]:ينظر كتاب (محبة الرسول بين الاتباع والابتداع) لعبد الرءوف محمد عثمان، الطبعة : الأولى ، الناشر : رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة – الرياض ، بتاريخ : 1414هـ.
[2]: مقتبس من كلام للشيخ الفاضل علي بن عبد العزيز الشبل ضمن كتابه (التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري) بتقديم مجموعة من العلماء.
[3] ينظر: ( تعقيبات و ملاحظات على كتاب تفسير بن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ) التعقيب الأول بعنوان (رده – أي ابن باديس- خبر الآحاد إذا خالف القطعي من القرآن) لراقم هذه الأسطر - عفا الله عنه وستر عيبه وغفر ذنبه – و كذا فصل: (موقف ابن باديس رحمه اللّه من مسألة والدي المصطفى عليه الصّلاة والسّلام وردّه لحديث الآحاد في العقيدة) من كتاب الأخت الفاضلة أم أيوب غاوي الجزائرية بعنوان (الرد الوافي على من زعم أن ابن باديس سلفي)، والله الموفق.
[4] مقتبس من خاتمة مقال الأخ "مصطفى بلحاج" بعنوان : [تنبيهات على ((رسالة الشرك و مظاهره)) للشيخ مبارك الميلي رحمه الله] الموجود في مجلة (الإصلاح) الجزائرية.والله الموفق.