مشاهدة النسخة كاملة : أمَّتي أمَّةٌ مُبارَكةٌ لا يُدرَى أوَّلُها خيرٌ أو آخرُها
احمد ابو انس
2022-04-30, 10:06 PM
7060 - (أمَّتي أمَّةٌ مُبارَكةٌ، لا يُدرَى أوَّلُها خيرٌ أو آخرُها) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف.
كما يشعر به تخريج السيوطي إياه في "الجامعين" بقوله:
" ابن عساكر عن عمرو بن عثمان مرسلاً ".
وعمرو بن عثمان هذا الظاهر - من قوله مرسلاً - أنه يعني: أبا عثمان الأموي، وهو ثقة.. فهذه علة؛ أعني: الإرسال.
ثم الله أعلم بحال إسناده إليه؛ فإنه لم يتيسر لي الوقوف عليه في " تاريخ دمشق " لابن عساكر. والحديث صحيح من طرق من حديث أنس بن مالك وغيره بلفظ:
"مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أم آخره ". وهو مخرج في " الصحيحة " برقم (2286) .
ثم وقفت على إسناده بدلالة بعض الإخوان جزاه الله خيراً في ترجمة العباس ابن عبد المطلب من " تاريخ دمشق " (26/ 286) من طريق سيف بن عمر عن سعيد بن عبد الله الجمحي عن عبد الله بن أبي مليكة ومحمد بن عبد الرحمن ابن فروخ عن عمرو بن عثمان: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ساقط بمرة، المتهم به: سيف بن عمر: قال الذهبي في "المغني ":
"متروك باتفاق ". وقال ابن حبان:
" اتهم بالزندقة ".
قلت: أدرك التابعين وقد اتهم. قال ابن حبان:
" يروي الموضوعات ".
فالحديث موضوع بهذا اللفظ، وهو صحيح من روايات أخرى بلفظ:
"أمتي كالمطر، لايدرى ... ".
وهو في " الصحيح ".
احمد ابو انس
2022-04-30, 10:08 PM
7061 - (أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، مَغْفُورٌ لَهَا، مُثَابٌ عَلَيْهَا) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
شاذ.
عزاه السيوطي في " الجامعين " للحاكم في " الكنى" عن أنس وسكت عنه - كما هي عادته - ونقل المناوي في "فيض القدير " عن ابن الجوزي أنه قال:
" قال النسائي: هذا حديث منكر ".
ولم أجد قول ابن الجوزي هذا ولا الحديث في كتابيه " الموضوعات" و " العلل "، وكذلك ليس هو في كتابه المسمى: " كشف النقاب عن الأسماء والألقاب". و "الكنى والألقاب " غير معروف حتى اليوم لأبي عبد الله الحاكم، وهو المراد عند إطلاق (الحاكم) . نعم؛ وجدته في "معرفة علوم الحديث " له؛ فقد قال (ص 145) :
"سمعت أبا سعيد عمرو بن محمد بن منصور يقول: سمعت أبا بكر محمد ابن إسحاق يقول: لما دخلت (بخارى) ، ففي أول مجلس حضرت مجلس الأمير
إسماعيل بن أحمد في جماعة من أهل العلم، فَذُكِرَتْ بحضرته أحاديث، فقال الأمير: حدثنا أبي قال: ثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أمتي أمة مرحومة ... " الحديث. فقلت: أيَّد الله الأمير! ما حدَّث بهذا الحديث أنس ولا حميد ولا يزيد بن هارون. فسكت، وقال: كيف؟ قلت: هذا حديث أبي موسى الأشعري ومداره عليه. فلما قمنا من المجلس؛ قال لي
أبو علي صالح بن محمد البغدادي: يا أبا بكر! جزاك الله خيراً، فإنه قد ذكَرَ لنا هذا الإسناد غير مرة، ولم يجسر واحد منا أن يرده".
قلت: وفي القصة ما يشير إلى أن إسماعيل بن أحمد الأمير كان من أهل العلم مشاركاً في رواية الحديث، وقد وصفه بالعلم والفضل الحافظ الذهبي، فقال:
" كان ملكاً فاضلاً، عالماً، شجاعاً، ميمون الفقه، معظماً للعلماء".
انظر "سير أعلام النبلاء" (14/154) ، و "تاريخ الإسلام" (22/ 108 - 109) ؛ ولذلك حكمت على الحديث بالشذوذ.
والحديث الذي أشار إليه أبو بكر - وهو: ابن خزيمة - عن أبي موسى لفظه:
" أمتي أمة مرحومة؛ ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا: الفتن والزلازل والقتل ". أخرجه أبو داود وغيره من طرق كثيرة عن أبي بردة عن أبي موسى، وهو مخرج في "الصحيحة" (959) .
والحديث رواه بنحوه أحد الكذَّابين؛ فقال الطبراني في " المعجم الأوسط " (2/ 246/ 1879) :
حدثنا أحمد بن طاهر قال: نا جدي حرملة بن يحيى قال: نا حماد بن زيد البصري قال: نا حميد الطويل - وكان جاراً لنا - قال:
سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" أمتي أمة مرحومة، مثاب عليها، تدخل قبورها بذنوبها، وتخرج من قبورها لا ذنوب عليها، تمحص عنها ذنوبها باستغفار المؤمنين لها ".
وأحمد هذا: كذاب وضاع - كما قال الدارقطني وغيره -.
وللطرف الأول منه طريق أخرى عن أنس عند ابن ماجه بسند ضعيف - كما كنت بينته في "الصحيحة " تحت الرقم (1381) -.
ورواه مسلمة بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن شهاب: أن عبد الله ابن عمر قال: ... فذكره مرفوعاً؛ بزيادة الجملة الأخيرة:
"مثاب عليها ".
أخرجه أبو العرب التميمي في "كتاب المحن " (ص 47) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، مسلمة بن علي - وهو: الخشني الشامي -: متروك.
وعبد الرحمن بن يزيد: - هو: ابن تميم السلمي الدمشقي -: ضعفه أحمد بن حنبل وابن عدي وغيرهما.
ثم رأيت الحديث في كتاب " الأسامي والكنى " لأبي أحمد الحاكم - وهو شيخ أبي عبد الله الحاكم -؛ أخرجه من طريق أخرى عن أبى إسحاق إبراهيم بن سليمان بن أبي سرية الأزدي: حدثنا حمَّاد بن رقَّاد البصري - وكان من صلحاء الناس وعُبَّادهم -: نا حُميد الطويل به.
قلت: وهذا إسناد مجهول؛ أبو إسحاق الأزدي: في ترجمته ساق أبو أحمد الحاكم هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وحمَّاد بن رقَّاد البصري: لم يترجموه، ويحتمل عندي احتمالاً كبيراً أنه! حمَّاد الرائض"، تحرف على الراوي أو الناسخ تحرّف: "ابن رقاد" من: "الرائض"، فقد قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 152) في " حمَّاد الرائض ":
"روى عن الحسن وابن سيرين، روى عنه بشير بن الحكم سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: " وهو مجهول".
وأما ابن حبان فذكره في " الثقات "؛ على قاعدته في توثيق المجهولين!
قلت: والحسن وابن سيرين بصريان؛ فالظاهر أن (حماد الرائض) بصري أيضاً. والله سبحانه وتعالى أعلم.
احمد ابو انس
2022-04-30, 10:09 PM
https://al-maktaba.org/book/31621/11431
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.