المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث وآثار لا تصح في ليلة القدر وزكاة الفطر وعيد الفطر



احمد ابو انس
2022-03-28, 08:13 PM
.446 - " ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل عليه السلام ، وأفضل النبيين آدم ، وأفضل الأيام يوم الجمعة ، وأفضل الشهو ر شهر رمضان ، وأفضل الليالي ليلة القدر ، وأفضل النساء مريم بنت عمران " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع .
رواه الطبراني ( 11361 ) من طريق نافع أبي هرمز ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، نافع أبوهرمز ، كذبه ابن معين ، وقال النسائي :
ليس بثقة ، وأفضل النبيين إنما هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بدليل الحديث الصحيح :
" أنا سيد الناس يوم القيامة ... " .أخرجه مسلم ( 1 / 127 ) ، فهذا يدل على وضع هذا الحديث ومع ذلك أورده في " الجامع " والحديثي أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 198 ) وضعفه بنافع وقال : متروك ثم ذكره في ( 3 / 140 ) و( 2 / 165 ) وقال عنه في الموضعين :
ضعيف .

احمد ابو انس
2022-03-28, 08:16 PM
1177 - " إني كنت أعلمها ( أي : ساعة الإجابة يوم الجمعة ) ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة
القدر ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه ابن خزيمة ( 1771 ) والحاكم ( 1/279 ) عن فليح بن سليمان عن سعيد بن
الحارث عن أبي سلمة قال : قلت : والله لوجئت أبا سعيد الخدري فسألته عن
هذه الساعة، لعله يكون عنده منها علم، فأتيته، فقلت : يا أبا سعيد إن أبا
هريرة حدثنا عن الساعة التي في يوم الجمعة، فهل عندك منها علم ؟ فقال : سألنا
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره. قال : ثم خرجت من عنده فدخلت على
عبد الله بن سلام. ثم ذكر الحديث.قلت : كذا ذكره ابن خزيمة والحاكم وقال :
" صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي.
قلت : وفي صحته نظر فإن فليحا هذا وإن كان من رجال الشيخين ففيه كلام كثير.
وقال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق كثير الخطأ "، وكأنه لهذا سكت عن إسناده في " الفتح " ( 2/333 ) ولم
يصححه، وكذلك لم يصححه الحافظ العراقي، وإنما قال : " ورجاله رجال الصحيح
" كما نقله الشوكاني ( 3/209 )، وهذا لا يستلزم التصحيح، بل فيه إشارة إلى
نفيه، وإلا لصرح بصحة سنده، ولم يقتصر على ذكر شرط واحد من شروط الصحة وهو
كون رجاله رجال الصحيح، وفيه إشارة لطيفة إلى أنهم أوبعضهم قد لا يكونون من
الثقات عند غير صاحبي " الصحيح "، أوعلى الأقل عند بعضهم وإلا لقال : "
رجاله ثقات رجال الصحيح "، وهذا هو الواقع كما تفيده عبارة الحافظ في "
التقريب " في " فليح "، وقد مرت آنفا، وممن ضعفه من القدامي ابن معين وأبو
حاتم والنسائي وغيرهم. وقال الساجي :
" هو من أهل الصدق، ويهم ".
قلت : فمثله لا يطمئن القلب لصحة حديثه عند التفرد، فكيف عند المخالفة ؟ !
( تنبيه ) : عزا الحديث في " الفتح الكبير " لابن ماجه وابن خزيمة والحاكم
والبيهقي في " الشعب ". ولم أره عند ابن ماجه بهذا الإسناد والسياق،
وإنما عنده ( 1139 ) من طريق أخرى عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال : قلت
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس : إنا لنجد في كتاب الله : في يوم الجمعة
ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي سأل الله فيها شيئا إلا قضى له حاجته. قال
عبد الله : فأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوبعض ساعة فقلت : صدقت
أوبعض ساعة.. الحديث. فهذا خلاف حديث الترجمة، وهو المحفوظ عنه صلى الله
عليه وسلم في غير ما حديث عنه فراجع إن شئت " المشكاة " وغيره.

احمد ابو انس
2022-03-28, 08:26 PM
1449 - " من قرأ في إثر وضوئه : " إنا أنزلناه في ليلة القدر " مرة واحدة كان من
الصديقين، ومن قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء، ومن قرأها ثلاثا
حشره الله محشر الأنبياء ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق أبي عبيدة عن الحسن عن أنس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره.
وأبو عبيدة مجهول. كذا في " الحاوي للفتاوي " للسيوطي ( 2/11 ) وفيه علة
أخرى وهي عنعنة البصري.
وأما الحديث فلوائح الوضع عليه ظاهرة، وظني أن الآفة من هذا المجهول أوممن
دونه، لكن السيوطي لم يسق من إسناده إلا ما ذكرت. والله أعلم.
وقد كنت ذكرت الحديث مختصرا برقم ( 68 ) ونقلت عن الحافظ السخاوي أنه قال : "
لا أصل له "، فلما وقفت على لفظه وشيء من سنده بادرت إلى تخريجه والكشف عن علته، لكي لا يفهم قول السخاوي : " لا أصل له " بمعنى لا إسناد له كما هو المتبادر عند المتأخرين.

احمد ابو انس
2022-03-28, 08:29 PM
1527 - " من قرأ في إثر وضوئه " إنا أنزلناه في ليلة القدر " مرة واحدة كان من الصديقين ومن قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء ومن قرأها ثلاثا حشره الله محشر الأنبياء " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع .
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق أبي عبيدة عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا . وأبو عبيدة مجهول " . كذا في " الحاوي للفتاوي " للسيوطي ( 2 / 61 ) وأورده في " جامعه الكبير " ( 2 / 284 / 1 ) . قلت : وفيه علة أخرى ، وهي عنعنة الحسن البصري ، ولوائح الوضع ظاهرة على متن الحديث ، وقد قال فيه البخاري : " لا أصل له " . فانظر الحديث ( 68 ) .

احمد ابو انس
2022-03-28, 08:31 PM
2445 - " من صلى العشاء في جماعة ، فقد أخذ بحظه من ليلة القدر " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم 7745 ) من طريق سليمان بن سلمة قال : حدثنا
بقية عن مسلمة بن علي عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد موضوع ، آفته مسلمة بن علي ، وهو الخشني ، متهم بالوضع ،
كما سبق تحت الحديث ( 141 ) .
ومثله سليمان بن سلمة ، وهو الخبائري .
وبقية مدلس ، وقد عنعنه .
والحديث قال الهيثمي ( 1/40 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " ، وفيه مسلمة بن علي ، وهو ضعيف " ! !

احمد ابو انس
2022-03-28, 08:32 PM
2739 - ( أربع قبل الظهر كعدلهن بعد العشاء ، وأربع بعد العشاء كعدلهن من ليلة القدر ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 58/2 - من ترتيبه ) : حدثنا إبراهيم هو ابن ( بياض في الأصل ) : حدثنا محرز بن عون : حدثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أنس مرفوعا . وقال :
" لم يروه عن ابن جحادة إلا يحيى " .
قلت : وهو كذاب ؛ كما قال ابن معين . وقال البخاري :
" منكر الحديث " . وقال أبو حاتم :
" يفتعل الحديث " .
وأخرج الطبراني أيضا ( 56/2 - زوائده ) عن ناهض بن سالم الباهلي : حدثنا عمار أبو هاشم عن الربيع بن لوط عن عمه البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من صلى قبل الظهر أربع ركعات كأنما تهجد بهن من ليلته ، ومن صلاهن بعد العشاء كن كمثلهن من ليلة القدر " .
قلت : وناهض هذا لم أجد من ذكره ؛ وكذلك قال الهيثمي ( 2/221 ) .

احمد ابو انس
2022-03-28, 08:52 PM
3100 - ( إن الله لو شاء لأطلعكم عليها ، التمسوها في السبع الأواخر ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 221/ 1-2) ، وابن حبان (926) ، والبزار في "مسنده" (ص110) ، والحاكم (1/ 437) من طريق مالك بن مرثد عن أبيه قال :
سألت أبا ذر ، فقلت : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر ؟ فقال : أنبأنا كنت اسأل الناس عنها ، قال : قلت : يا رسول الله ! أخبرني عن ليلة القدر ، في رمضان أو غيره ؟ قال :
"بل هي في رمضان" . قال : قلت : يا رسول الله ! تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء رفعت أم هي إلى يوم القيامة ؟ قال :
"بل هي إلى يوم القيامة" ؟ . قال : فقلت : يا رسول الله ! في رمضان هي ؟
قال :
"التمسوها في العشر الأول والعشر الأواخر" . قال : ثم حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدث ، فاهتبلت غفلته فقلت :
يا رسول الله في أي العشرين ؟ قال :
"التمسوها في العشر الأواخر ، لا تسألني عن شيء بعدها" . ثم حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدث ، فاهتبلت غفلته فقلت : يا رسول الله ! أقسمت عليك ! لتخبرني - أو لما أخبرتني - في أي العشر هي ؟ قال : فغضب علي غضباً ما غضب علي مثله قبله ولا بعده فقال : ... فذكره . والسياق للحاكم وقال : "صحيح على شرط مسلم" ! ووافقه الذهبي !
قلت : وليس كما قالا ، بل هو إسناد ضعيف ، فإن مرثداً هذا - وهو ابن عبد الله الزماني ويقال : الذماري - مجهول ، ولم يخرج له مسلم شيئاً ، قال الذهبي نفسه في ترجمته من "الميزان" :
"فيه جهالة ، ذكره العقيلي وقال : لا يتابع على حديثه . هكذا وجدت بخطي ، فلا أدري من أين نقلته ، إلا أنه ليس بمعروف" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"مقبول" . يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث .
قلت : والظاهر أنه قد تفرد بهذا السياق ؛ فقد قال البزار :
"لا نعلمه إلا بهذا الإسناد" .
فهو ضعيف منكر ، وأنكر ما فيه قوله : "إن الله لو شاء لأطلعكم عليها" .
وقد أخرجه أحمد (5/ 171) من هذا الوجه دون قوله هذا ، وزاد فقال :
"أقسمت عليك بحقي عليك" .
والإقسام بغير الله تعالى منكر آخر لا يجوز .
وقد جاء عن أبي ذر بإسناد آخر خير من هذا ما هو معارض له . فروى جبير ابن نفير عن أبي ذر قال :
قمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول ، ثم قال : "لا أحسب ما تطلبون إلا وراءكم" ، فقمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى أصبح ، وسكت . وأخرجه أحمد (5/ 180) .
قلت : وإسناده جيد على شرط مسلم .

احمد ابو انس
2022-03-28, 08:53 PM
3106 - ( إن الله وهب لأمتي ليلة القدر ولم يعطها من كان قبلهم ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع
رواه الديلمي (1/ 2/ 239) عن إسماعيل بن أبي الشامي عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ، آفته إسماعيل هذا ، قال المناوي :
"قال الذهبي في "الضعفاء" عن الدارقطني : يضع الحديث" .
قلت : اسم أبيه مسلم السكوني ، ولم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة ، بل ولا عن التابعين ، وإنما عن أتباعهم كهشام بن عروة وغيره . فهو منقطع أيضاً .

احمد ابو انس
2022-03-28, 08:55 PM
4404 - ( ليلة القدر ليلة بلجة ، لا حارة ولا باردة ، ولا سحاب فيها ، ولا مطر ، ولا ريح ، ولا يرمى فيها بنجم ، ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها ) (1) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف بتمامه
أخرجه أبو موسى المديني في "جزء من الأمالي" (63/ 1) : حدثنا الوليد بن عبد الرحمن الرملي : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن : حدثنا بشر بن عون ، عن بكار بن تميم ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ بكار بن تميم وبشر بن عون ؛ قال أبو حاتم :
"مجهولان" . بل قال ابن حبان :
"بشر ، عن بكار ، عن مكحول ، عن واثلة ؛ نسخة نحو مئة حديث ؛ كلها موضوعة" .
ومن طريقهما أخرجه الطبراني في "الكبير" ؛ كما في "مجمع الزوائد" (3/ 179) .
لكن للحديث شاهد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً بلفظ : "إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة ، كأن فيها قمراً ساطعاً ، ساكنة ساجية ، لا برد فيها ولا حر ، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح ، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع ؛ مثل القمر ليلة البدر ، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ" .
أخرجه أحمد (5/ 324) ، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 108) عن بقية : حدثني بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان عنه .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ، صرح بقية فيه بالتحديث ، فهو صحيح إن كان ابن معدان سمع من عبادة ، وذلك مما نفاه أبو حاتم ، وبين وفاتيهما نحو سبعين سنة .
وقد وصله معاوية بن يحيى ، عن الزهري ، عن محمد بن عبادة بن الصامت ، عن أبيه مرفوعاً .
أخرجه الخطيب في "التلخيص" (ق 47/ 1-2) .
ومحمد بن عبادة هذا ؛ أورده ابن حبان في "الثقات" (1/ 240) هكذا :
"محمد بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري ، يروي عن عبادة ، عداده في أهل الشام . روى عنه عيسى بن سنان" .
وهكذا أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 112) إلا أنه قال :
"أبيه" بدل : "عبادة" .
قلت : ولعله الصواب ، كما في هذا الحديث من رواية الزهري عنه . لكن معاوية بن يحيى - وهو الصدفي - ؛ ضعيف لا يحتج به . ويشهد لبعضه حديث زمعة ، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ :
"ليلة القدر ليلة سمحة طلقة ، لا حارة ولا باردة ، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء" .
أخرجه الطيالسي (2680) ، وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 26) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (3/ 331-332) ، وكذا الضياء في "المختارة" (64/ 43/ 2) ، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 108) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (223/ 2) ، والبزار في "مسنده" (1/ 485/ 1034) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص 166) ، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (ق 221/ 2 - المدينة) كلهم عن زمعة به .
قلت : وزمعة بن صالح وسلمة ؛ فيهما ضعف ، لكن لا بأس بهما في الشواهد .
وله شاهد آخر من مراسيل الحسن البصري مرفوعاً بلفظ :
"ليلة القدر ليلة بلجة سمحة ، تطلع الشمس ليس لها شعاع" .
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 77) .
قلت : وإسناده صحيح مرسل .
وجملة الشعاع ؛ قد صحت من حديث أبي بن كعب مرفوعاً .
أخرجه مسلم (3/ 174) وغيره ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1247) .
وفي الباب عن جابر في حديث له :
"وهي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة ؛ [كأن فيها قمراً يفضح كواكبها] ، لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها" .
أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (3/ 330-331) ، وعنه ابن حبان (5/ 477/ 3680) من طريق الفضيل بن سليمان : حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير ، عن جابر .
قلت : وهذا ضعيف أيضاً ؛ أبو الزبير مدلس وقد عنعنه .
والفضيل بن سليمان ؛ مع كونه من رجال الشيخين فله خطأ كثير ؛ كما قال الحافظ .
والزيادة بين المعكوفتين ؛ تفرد بها أحد شيخي ابن خزيمة محمد بن زياد الزيادي ؛ وهو صدوق يخطىء .
__________
(1) كتب الشيخ - رحمه الله - فوق هذا متن الحديث ما نصه : " يتلخص من تخريجه أن حديث جابر المذكور في آخره صحيح لغيره " .

احمد ابو انس
2022-03-28, 08:57 PM
5053 - ( من صلى قبل الظهر أربع ركعات ؛ كأنما تهجد بهن من ليلته ، ومن صلاهن بعد العشاء ؛ كن كمثلهن من ليلة القدر ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 56/ 2) عن ناهض بن سالم الباهلي : حدثنا عمار أبو هاشم عن الربيع بن لوط عن عمه البراء بن عازب مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن الربيع إلا عمار" . قلت : وعمار : هو ابن عمارة أبو هاشم الزعفراني ؛ وهو ثقة . وكذا الربيع بن لوط ؛ لكن ذكر الحافظ في ترجمة عمار أن بينه وبين ابن لوط رجلاً سماه ؛ لكن في النسخة سقط ، فيراجع له أصله "تهذيب الكمال" للمزي .
وناهض بن سالم الباهلي ؛ لم أجد له ترجمة .
والحديث ؛ قال الهيثمي (2/ 221) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه ناهض بن سالم الباهلي وغيره ، ولم أجد من ذكرهم" !!
وغير الباهلي لم أدر المعني به ؛ إلا أن يكون شيخ الطبراني ؛ فقد قال : حدثنا محمد بن علي الصائغ : حدثنا سعيد بن منصور : حدثنا ناهض بن سالم الباهلي ...
لكن الهيثمي ليس من عادته الكلام على شيوخ الطبراني المجهولين أو المستورين الذين لم يرد لهم ذكر في "الميزان" مثلاً . والله أعلم .
وقد روي الحديث بإسناد أسوأ حالاً من هذا ، ويأتي قريباً إن شاء الله تعالى برقم (5058) .
والجملة الأولى من الحديث قد رويت عن ابن مسعود موقوفاً عليه قال :
ليس بشيء يعدل صلاة الليل من صلاة النهار ؛ إلا أربعاً قبل الظهر ، وفضلهن على صلاة النهار ؛ كفضل صلاة الجماعة على صلاة الواحد .
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 35/ 1) عن بشر بن الوليد الكندي : حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن الأسود ومرة ومسروق قالوا : قال عبد الله : ... فذكره . قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو إسحاق : هو السبيعي ، وكان اختلط ، وهو مدلس .
وشريك - وهو ابن عبد الله القاضي - سيىء الحفظ .
والكندي فقيه مشهور ، ولكنه متكلم فيه ؛ كما تراه مبسوطاً في "اللسان" .
وقال المنذري (1/ 203) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وهو موقوف لا بأس به" !!
كذا قال ! ونحوه قول الهيثمي (2/ 221) :
"... وفيه بشر بن الوليد الكندي ، وثقه جماعة ، وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" !!
كذا قال ! وشريك - مع ضعفه - لم يحتج به في "الصحيح" ، وإنما أخرج له مسلم متابعة ؛ كما في "الميزان" ؛ فتنبه.
وروى النسائي في "سننه" (4954-4955) من طريق أيمن مولى ابن الزبير (وفي الموضع الثاني : ابن عمر) عن تبيع عن كعب قال :
من توضأ فأحسن وضوءه ، ثم شهد صلاة العتمة في جماعة ، ثم صلى إليها أربعاً مثلها ، يقرأ فيها ، ويتم ركوعها وسجودها ؛ كان له من الأجر مثل ليلة القدر .
قلت : وهذا إسناد لا بأس به ؛ إن كان أيمن هذا هو ابن عبيد الحبشي .
ولكنه مقطوع موقوف على كعب - وهو كعب الأحبار - ، ولو أنه رفع الحديث لم يكن حجة ؛ لأنه في هذه الحالة يكون مرسلاً ، فكيف وقد أوقفه ؟!

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:02 PM
5058 - ( أربع قبل الظهر : كعدلهن بعد العشاء ، وأربع بعد العشاء : كعدلهن من ليلة القدر ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف جداً
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 58/ 2) عن يحيى ابن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أنس مرفوعاً به . وقال :
"لم يروه عن ابن جحادة إلا يحيى" .
قلت : وهو متهم بالوضع ؛ قال ابن أبي حاتم :
"يفتعل الحديث" . وقال البخاري :
"منكر الحديث" .
وضعفه سائر الأئمة . وشذ عنهم أبو علي بن السكن فقال :
"صالح الحديث" !
والحديث أعله الهيثمي (2/ 230) بـ (يحيى) هذا ، فقال :
"وهو ضعيف جداً" .وأشار المنذري إلى تضعيف الحديث (1/ 205) .
وقد روي الحديث بإسناد خير من هذا من حديث البراء بن عازب ؛ وقد مضى برقم (5053) .

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:04 PM
5060 - ( من صلى العشاء في جماعة ، وصلى أربع ركعات قبل أن يخرج من المسجد ؛ كان كعدل ليلة القدر ).
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 22/ 1) : حدثنا محمد ابن الفضل السقطي : حدثنا مهدي بن حفص : حدثنا إسحاق الأزرق عن أبي حنيفة عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعاً . وقال : "لم يروه عن ابن عمر إلا محارب ، ولا عنه إلا أبو حنيفة ؛ تفرد به إسحاق" .
قلت : وهو ابن يوسف الواسطي ؛ وهو ثقة ، وكذلك سائر رجال الإسناد ؛ غير أبي حنيفة رحمه الله ؛ فإن الأئمة قد ضعفوه ، كما تقدم بيان ذلك مبسوطاً بما لا تراه في كتاب تحت الحديث (458) . ولذلك ؛ قال الحافظ العراقي :
"لم يصح" ؛ كما نقله الشوكاني (3/ 16) .
وقد أشار إلى تضعيف أبي حنيفة الحافظ الهيثمي بقوله عقب الحديث :
"رواه الطبراني في "الكبير" ؛ وفيه من ضعف [في] الحديث" .
وكأنه لم يتجرأ على الإفصاح باسمه ؛ اتقاء منه لشر متعصبة الحنيفة في زمانه ، كفانا الله شر التعصب وأهله !!
وسائر رجال الحديث مترجمون في "التهذيب" ؛ غير السقطي ، فترجمته في "تاريخ بغداد" (3/ 153) ؛ قال الخطيب :
"وكان ثقة ، وذكره الدارقطني فقال : "صدوق" . مات سنة ثمان وثمانين ومئتين" .
وروي الحديث بلفظ :
"من صلى أربع ركعات خلف العشاء الآخرة ، قرأ في الركعتين الأوليين : (قل يا أيها الكافرون) ، و (قل هو الله أحد) ، وفي الأخريين : (تبارك الذي بيده الملك) و (آلم تنزيل) ؛ كتبن له كأربع ركعات من ليلة القدر" .
أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 60 - المكتبة الأثرية) من طريق أبي فروة عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : أبو فروة ؛ اسمه يزيد بن سنان بن يزيد الجزري الرهاوي .
وهو ضعيف ، وتركه النسائي .
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" .
لكن الحديث قد صح موقوفاً عن جمع من الصحابة ؛ دون قوله : "قبل أن يخرج من المسجد" ؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 72/ 1) ، وابن نصر أيضاً عن عبد الله بن عمرو قال :
من صلى بعد العشاء الآخرة أربع ركعات ؛ كن كعدلهن من ليلة القدر .
قلت : وإسناده صحيح .
ثم أخرج ابن أبي شيبة مثله عن عائشة ، وابن مسعود ، وكعب بن ماتع ، ومجاهد ، وعبد الرحمن بن الأسود موقوفاً عليهم .
والأسانيد إليهم كلهم صحيحة - باستثناء كعب - ، وهي وإن كانت موقوفة ؛ فلها حكم الرفع ؛ لأنها لا تقال بالرأي ؛ كما هو ظاهر .

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:09 PM
5081 - ( أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً ، لم يعطهن نبي قبلي :
أما واحدة ؛ فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان ؛ نظر الله إليهم ، ومن نظر الله إليه ؛ لم يعذبه أبداً .
وأما الثانية ؛ فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك .
وأما الثالثة ؛ فإن الملائكة تستغفر لهم في ليلهم ونهارهم .
وأما الرابعة ؛ فإن الله يأمر جنته : أن استعدي وتزيني لعبادي ، فيوشك أن يذهب عنهم نصب الدنيا وأذاها ، ويصيرون إلى رحمتي وكرامتي .
وأما الخامسة ؛ فإذا كان آخر ليلة ؛ غفر الله لهم جميعاً .
فقال قائل : هي ليلة القدر يا رسول الله ؟ قال : لا ، ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم ؟! ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه الحسن بن سفيان في "الأربعين" (ق 70/ 1) ، وكذا عبدالخالق الشحامي في "أربعينه" (ق 31/ 2) ، وابن عساكر في "فضل رمضان" (ق 3/ 1) ، والواحدي في "الوسيط" (1/ 65/ 1) عن الهيثم بن أبي الحواري عن زيد العمي عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زيد العمي - وهو ابن الحواري أبو الحواري ، العمي - ضعيف ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" . وقال ابن عدي :
"عامة ما يرويه ضعيف ، على أن شعبة قد روى عنه ، ولعل شعبة لم يرو عن أضعف منه" . واتهمه ابن حبان ، فقال :
"يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصول لها ، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها ، وكان يحيى يمرض القول فيه ، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره ، ولا أكتبه إلا للاعتبار" .
قلت : والهيثم بن أبي الحواري ؛ لم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال التي عندي .
والحديث ؛ قال المنذري (2/ 65-66) :
"رواه البيهقي ، وإسناده مقارب ، أصلح مما قبله" !
قلت : ويشير إلى ما ذكره من رواية أحمد ، والبزار ، والبيهقي ، وأبي الشيخ في "كتاب الثواب" عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه ؛ ولم يذكر الخصلة الأولى ، وذكر بديلها :
"وتصفد فيه مردة الشياطين ، فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره" .
قلت : وأشار المنذري إلى تضعيفه بتصديره إياه بقوله : "روي" . وعلته : أنه من رواية هشام بن أبي هشام عن محمد بن الأسود عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة .
هكذا أخرجه أحمد (2/ 292) ، والبزار (963 - كشف) ، وكذا ابن نصر في "قيام الليل" (ص 187 - هند - المكتبة الأثرية) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 142) ، والباطرقاني في "أماليه" (رقم 8 - نسختي) ، وأبو نعيم في "حديث محمد بن يونس الكديمي" (ق 27/ 1) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (4/ 176) ، والدينوري كما في "المنتقى من المجالسة" (ق 260/ 1-2) ، وابن عساكر في "فضل رمضان" (ق 3/ 1) ، وأبو اليمن ابن عساكر في "أحاديث رمضان" (ق 37/ 1) .
وكتب الحافظ محمد بن عبد الله بن المحب على هامش "فضل رمضان" :
"هو في تاسع "أمالي زرقويه" ، والثالث من "مسند الحارث بن أبي أسامة" ..." .
قلت : هو في "زوائده" (ق 40/ 1) .
وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته هشام هذا - وهو ابن زياد بن أبي يزيد القرشي أبو المقدام - ضعفوه ، واتهمه ابن حبان ، وقال الحافظ :
"متروك" .
ومحمد بن الأسود : هو محمد بن محمد بن الأسود ؛ كذلك وقع عند بعض مخرجي الحديث ، وهو من بني زهرة ، وأمه من ولد سعد ، قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 87) : "روى عن خاله عامر بن سعد ، روى عنه عبد الله بن عون" .
قلت : فهو عندي مجهول . وقال الحافظ :
"مستور" .

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:14 PM
5083 - ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً ؛ غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ؛ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
شاذ بزيادة : "وما تأخر"
أخرجه النسائي في "الكبرى" (ق 73/ 2 - مخطوطة الظاهرية) : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال : حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ غير ابن يزيد هذا - وهو القرشي العدوي مولى آل عمر بن أبي عبد الرحمن المقرىء المكي - ، وهو ثقة بلا خلاف نعلمه ؛ وإنما حكمت على هذه الزيادة بالشذوذ للأسباب الآتية :
أولاً : مخالفة ابن يزيد لكل من روى الحديث من الثقات الحفاظ المشهورين عن سفيان - وهو ابن عيينة - ؛ فإن أحداً منهم لم يأت بها عنه ، وهم جمع :
1- الإمام أحمد ؛ فإنه في "المسند" (2/ 341) : حدثنا سفيان عن الزهري به دون الزيادة . وقال : سمعته أربع مرات من سفيان ، وقال مرة :
"من صام رمضان" .
قلت : يعني : مكان : "من قام رمضان" ؛ وهي رواية كثيرين ممن يأتي ذكره .
2- الإمام الشافعي ؛ قال (رقم 664 - ترتيبه) : حدثنا سفيان بن عيينة به دون الشطر الثاني . ومن طريق الشافعي : أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 121) . 3- الإمام الحميدي ؛ فقال في "مسنده" (950،1007) : حدثنا سفيان به .
4- علي بن المديني ؛ فقال البخاري (1/ 500) : حدثني علي بن عبد الله قال : حدثنا سفيان قال : حفظناه - وأيما حفظ - من الزهري به .
5-6- مخلد بن خالد ، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف ؛ أخرجه عنهما أبو داود ؛ فقال (1372) : حدثنا مخلد بن خالد وابن أبي خلف قالا : حدثنا سفيان به .
7- عمرو بن علي الفلاس الحافظ ؛ فقال ابن خزيمة في "صحيحه" (1894) : حدثنا عمرو بن علي : أخبرنا سفيان به دون الشطر الثاني . لكنه أخرج هذا القدر بالإسناد نفسه في مكان آخر برقم (2202) .
8- إسحاق بن راهويه الإمام ؛ قال ابن نصر في "قيام الليل" (ص 181 - الأثرية) : حدثنا إسحاق : أخبرنا سفيان به دون الشطر الأول . وقد أخرجه بتمامه من طريق يحيى عن أبي سلمة ؛ كما يأتي .
وأخرجه النسائي في "الصغرى" (1/ 308) و "الكبرى" (ق 73/ 2) عن إسحاق أيضاً بالشطر الأول دون الثاني .
9- قتيبة بن سعيد ؛ فقال النسائي في "الكبرى" : أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا سفيان به ؛ إلا أنه قال : "من صام ومضان ..." ، وهكذا هو في "الصغرى" ؛ لكن ليس فيه الشطر الثاني ، وقال فيه : أخبرنا قتيبة ومحمد بن عبد الله بن يزيد قالا : حدثنا سفيان به ؛ إلا أنه قال :
"من صام رمضان - وفي حديث قتيبة : من قام شهر رمضان - ..." والباقي مثله سواء . وإني لألاحظ فرقاً واختلافاً بيناً بين رواية قتيبة في "الكبرى" و "الصغرى" وبين روايته في "الصغرى" المقرونة مع رواية ابن يزيد ؛ ففي هذه التصريح بأن لفظ حديث قتيبة : "من قام شهر رمضان" ، وفي تلك أنه قال : "من صام رمضان" !
والصواب عندي من هذا الاختلاف هو أن لفظ قتيبة : "من صام ..." لاتفاق "الصغرى" و "الكبرى" عليه من جهة ، ولأن رواية ابن يزيد قد أفردها في "الكبرى" ، وهي بلفظ : "من قام ..." من جهة أخرى ، وهو لفظ حديث الترجمة ، وإنما سبب هذا الوهم أنه جمع رواية ابن قتيبة وابن يزيد في "الصغرى" في سياق واحد ، وأراد أن يبين الفرق بين لفظيهما ؛ وهم ، فأعطى لفظ هذا لهذا ، وبالعكس .
لكن ؛ يشكل على هذا : أن ابن الجارود أخرجه أيضاً في "المنتقى" (404) عن ابن يزيد المقرىء بلفظ قتيبة بن سعيد فقال : حدثنا ابن المقرىء قال : حدثنا سفيان بلفظ : "من صام رمضان ..." الحديث بتمامه !
فلعل ابن يزيد لم يضبط هذا اللفظ ، فكان يرويه تارة هكذا ، وتارة هكذا ، أو أن كلاً من اللفظين صحيح ، فكان يروي هذا تارة ، وهذا تارة . والله أعلم .
وهنا مشكلة أخرى ، وهي أن الحافظ المنذري قال في "الترغيب" (2/ 64) - بعد أن عزا الحديث للشيخين وغيرهما ، ومنهم النسائي - قال :
"قال النسائي : وفي حديث قتيبة : "وما تأخر" ..." !
فأقول : ليست هذه الزيادة في "صغرى النسائي" مطلقاً ، لا عن قتيبة ولا عن غيره ! نعم ؛ هي في "كبراه" ، مضروباً عليها في حديث قتيبة ، ومثبتة في رواية ابن يزيد المقرىء كما تراه في حديث الترجمة ؛ ولكن فيها فوقها إشارة التضبيب (صـ) ؛ وهي تعني - في الاصطلاح - أن الكلمة ثابتة في رواية الكتاب ، وأن فيها شيئاً من الفساد لفظاً أو معنى . قال السيوطي في "التدريب" (ص 299) :
"فيشار بذلك إلى الخلل الحاصل ، وأن الرواية ثابتة به ؛ لاحتمال أن يأتي من يظهر له فيه وجه صحيح" .
والذي يظهر لي : أن المقصود بها هنا الإشارة إلى شذوذ هذه الزيادة ؛ لعدم ورودها في رواية أولئك الحفاظ الذين ذكرناهم ، وقد يتيسر لنا الوقوف على غيرهم فيما بعد .
ولا فرق عندي في ذلك بين أن تكون الزيادة من قتيبة بن سعيد كما ذكر المنذري وغيره كما يأتي ، أو من محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء ؛ فإن الخطأ ليس لازماً لأحدهما دون الآخر ، أو دون غيرهما ؛ فقد قال المنذري بعد كلامه السابق :
"انفرد بهذه الزيادة قتيبة بن سعيد عن سفيان ، وهو ثقة ثبت ، وإسناده على شرط (الصحيح)" !
وقد أشار الحافظ إلى الرد عليه في دعواه التفرد ؛ فقال - بعد أن ذكر الزيادة من رواية النسائي عن قتيبة - (4/ 99) :
"وتابعه حامد بن يحيى عن سفيان . أخرجه ابن عبدالبر في "التمهيد" واستنكره ؛ وليس بمنكر ؛ فقد تابعه قتيبة كما ترى ، وهشام بن عمار ؛ وهو في الجزء الثاني عشر من "فوائده" ، والحسين بن الحسن المروزي ؛ أخرجه في "كتابالصيام" له ، ويوسف بن يعقوب النجاحي ؛ أخرجه أبو بكر بن المقرىء في "فوائده" ؛ كلهم عن سفيان . والمشهور عن الزهري بدونها" .
قلت : الذين لم يذكروها عن سفيان أكثر عدداً ، وأقوى ضبطاً وحفظاً ، فلا جرم أن أعرض عن إخراجها الشيخان وغيرهما ممن ألف في "الصحيح" ؛ فهذا وحده يكفي لعدم اطمئنان النفس لثبوتها عن سفيان ؛ فضلاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فكيف إذا انضم إلى ذلك الأسباب الآتية :
ثانياً : لقد تابع سفيان في الشطر الأول جماعة من الثقات الحفاظ في روايته عن الزهري ، فلم يأت أحد منهم عنه بهذه الزيادة ، وإليك ذكر من وقفنا عليه منهم :
1- مالك عن ابن شهاب به دون الزيادة .
أخرجه في "الموطأ" (1/ 113/ 2) ، وعنه أبو داود (1371) ، والنسائي في "الصغرى" (1/ 308) ، و"الكبرى" (ق 73/ 2) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (4/ 258/ 7719) .
2- معمر بن راشد الأزدي عن الزهري به دونها .
أخرجه عبد الرزاق (7719) ، وعنه مسلم (2/ 177) ، والنسائي في "كتابيه" ، وكذا أبو داود (1371) ، والترمذي (1/ 154) - وقال : "حسن صحيح" - ، وأحمد (2/ 281) ؛ كلهم عن عبد الرزاق .
وتابعه عبدالأعلى عند أحمد .
3- عقيل بن خالد الأيلي عن ابن شهاب به . أخرجه البخاري (1/ 499 - أوربا) .
4- يونس الأيلي عن ابن شهاب به .
أخرجه النسائي في "كتابيه" .
5- صالح بن كيسان عن ابن شهاب به .
أخرجه أيضاً في "كتابيه" .
6- شعيب بن أبي حمزة عن الزهري به .
أخرجه أيضاً فيهما .
7- محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن ابن شهاب به .
أخرجه الإمام أحمد (2/ 289) .
8- سليمان بن كثير عن الزهري به .
علقه البخاري ، ووصله الذهلي في "الزهريات" .
9- الأوزاعي عن الزهري به .
أخرجه النسائي في "الكبرى" (ق 74/ 1) .
قلت : فهؤلاء تسعة من الثقات الحفاظ لم يأت أحد منهم بتلك الزيادة ، فدل على شذوذ من خالفهم بذكرها ، وقد وافقهم سفيان بن عيينة في رواية الثمانية الأولين من الثقات الحفاظ ، فالأخذ بروايته الموافقة لهؤلاء التسعة أولى من الأخذ برواية من شذ عنهم . ويزداد هذا الترجيح قوة بالسبب الآتي : ثالثاً : لقد تابع الزهري عن أبي سلمة ثلاثة من الثقات ، كلهم لم يذكروا الزيادة - إلا أحدهم فقد اختلف عليه فيها ، والمحفوظ عنه عدم ذكرها - وهم :
1- يحيى بن أبي كثير قال : حدثنا أبو سلمة به .
أخرجه البخاري (1/ 17،474) ، ومسلم (2/ 177) ، والنسائي في "الكبرى" (73/ 1،74/ 1) ، والدارمي (2/ 26) ، والطيالسي (2360) ، وأحمد (2/ 408،423) ، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 152) والبيهقي (4/ 306) .
2- يحيى بن سعيد عن أبي سلمة به .
أخرجه النسائي (1/ 308) ، وابن ماجه (1641) ، وأحمد (2/ 232،473) .
3- محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة به .
أخرجه ابن ماجه (1326) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 121) ، وأحمد (2/ 503) من طرق عنه .
وخالفهم حماد بن سلمة فقال : أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - قال حماد وثابت عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - - قال : ... فذكر الشطر الأول منه بلفظ : "من صام .." ، وزاد : ".. وما تأخر" !
أخرجه أحمد (2/ 385) .
قلت : وهذه زيادة شاذة بل منكرة ؛ لمخالفة حماد لرواية الجماعة عن محمد بن عمرو ، ولكل من روى الحديث في كل الطبقات مما سبق ويأتي ، لا سيما وحماد ابن سلمة فيه كلام في روايته عن غير ثابت . وروايته عنه هنا مرسلة ؛ لأنه رواها عن الحسن - وهو البصري - ؛ فلا تقوم بها حجة ؛ لاسيما مع المخالفة .
قلت : فلحماد بن سلمة فيه إسنادان :
أ- عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً .
ب- عن ثابت عن الحسن مرسلاً . وهكذا ذكره في "الفتح" (4/ 218) .
هذه هي الحقيقة ؛ خلافاً لقول المنذري - عقب كلامه السابق - :
"ورواه أحمد بالزيادة بعد ذكر الصوم بإسناد حسن ؛ إلا أن حماداً شك في وصله أو إرساله" !
قلت : فلم يشك حماد ، وإنما انتقل من إسناد موصول إلى إسناد آخر مرسل . أقول هذا بياناً للحقيقة ، وإن كان لا حجة في شيء من ذلك ؛ لما ذكرته قريباً .
ومنه ؛ تعلم أن تحسين المنذري لإسناده - وإن تبعه عليه الحافظ العراقي في "التقريب - بشرحه طرح التثريب" (4/ 160) ، وسكت عليه الحافظ في "الفتح" - ؛ كل ذلك ليس بحسن ؛ لأنهم نظروا إلى الإسناد نظرة مجردة عن النظر في الأسانيد الأخرى التي بها يمكن الكشف عن العلل ؛ لا سيما ما كان منها خفياً ، كما فعلنا هنا . والله الموفق .
رابعاً : أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قد تابعه جماعة أيضاً على روايته عن أبي هريرة بدون الزيادة ؛ وهم :
1- حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ... بالشطر الأول منه . أخرجه البخاري (1/ 17،499) ، ومسلم (2/ 176) ، والنسائي في "كتابيه" ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2203) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (7720) ، وابن نصر (ص 151) ، وأحمد (2/ 486) ؛ كلهم عن مالك عن ابن شهاب عنه .
2- الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه بالشطر الثاني دون الزيادة .
أخرجه مسلم (2/ 177) ، والنسائي في "الكبرى" ، والبيهقي (4/ 307) - وعزاه للبخاري أيضاً ! ولم أره فيه ، ولا عزاه إليه الحافظ العراقي في "طرح التثريب" (4/ 161) ، ومن قبله المنذري في "الترغيب" (2/ 72) - .
3- إسحاق بن عبد الله مولى زائدة قال :
لقي أبو هريرة كعب الأحبار فقال : كيف تجدون رمضان في كتاب الله ؟ قال كعب : بل كيف سمعت صاحبك يقول فيه ؟ قال : سمعته يقول فيه : ... فذكر الشطر الأول منه دون الزيادة .
أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2/ 120-121) ، وإسناده حسن .
خامساً : أن أبا هريرة رضي الله عنه قد تابعه جمع من الصحابة بدون الزيادة أيضاً ، وهم :
1- عائشة رضي الله عنها مرفوعاً بالشطرين .
أخرجه النسائي في "كتابيه" من طريقين عن الزهري : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته بالشطر الأول ، ومن أحدهما بالشطر الآخر . وإسناده صحيح .
2- عبد الرحمن بن عوف مرفوعاً بهما نحوه .
أخرجه النسائي ، وابن نصر (ص 151) ، وابن ماجه (1328) ، والطيالسي (224) ، وأحمد (1/ 191،194-195) من طريق النضر بن شيبان قال : لقيت أبا سلمة بن عبد الرحمن فقلت : حدثني بحديث سمعته من أبيك يذكره في شهر رمضان . قال : نعم : حدثني أبي ... وقال النسائي :
"هذا خطأ ، والصواب : أبو سلمة عن أبي هريرة" .
قلت : ورجاله ثقات ؛ غير النضر هذا ؛ فإنه لين الحديث ، وقد صرح بسماع أبي سلمة من أبيه ، وذلك مما اتفقوا - أو كادوا - على نفيه ؛ فقال أحمد وابن المديني وجماعة :
"حديثه عن أبيه مرسل" .
قلت : وقد خالفه يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة عن عبد الرحمن بن عوف به .
أخرجه الطحاوي ؛ وقال :
"هكذا روى هذا الحديث : مالك بن أنس ويونس عن الزهري ، وأما ابن عيينة فرواه عن الزهري بخلاف ذلك" .
ثم ساقه من طريق ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، كما تقدم من طرق كثيرة ؛ منها : مالك ويونس .
فالظاهر أنه روي عن مالك كرواية يونس هذه ، وأنا لا أستبعد أن تكون هاتانالروايتان ثابتتين عن الزهري ، فقد لاحظت - فيما تقدم - أن له أسانيد عدة في هذا الحديث ؛ ألخصها لك الآن :
أ- عن أبي سلمة عن أبي هريرة .
ب- عن حميد بن عبد الرحمن عنه .
ج- عن عروة عن عائشة .
د- عن أبي سلمة أيضاً عن أبيه عبد الرحمن بن عوف .
مثل هذه الأسانيد في الحديث الواحد للزهري تحتمل منه ؛ نظراً لحفظه وإتقانه ، إذا كان الراوي عنه ثقة حافظاً .
3- أبو سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ :
"من صام رمضان ، وعرف حدوده ، وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ ؛ كفر ما قبله" .
أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (879 - موارد) ، والبيهقي في "السنن" (4/ 304) ، وأحمد (3/ 55) ، وأبو يعلى (1058) ، والخطيب في "التاريخ" (8/ 392) من طريق عبد الله بن قريط عن عطاء بن يسار عنه .
وابن قريط هذا ؛ فيه جهالة ؛ كما بينته في "التعليق الرغيب" (2/ 65) .
وسائر رجاله ثقات .
4- عبادة بن الصامت مرفوعاً بالشطر الثاني دون الزيادة .أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 182) : حدثنا إسحاق : أخبرنا بقية ابن الوليد : حدثني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ، وإسحاق : هو ابن راهويه الإمام .
لكن خالفه من هو مثله في الحفظ والضبط ، فقال أحمد (5/ 324) : حدثنا حيوة بن شريح : حدثنا بقية ... به ، فزاد في آخره :
"وما تأخر" . وقال ابن كثير في "التفسير" (4/ 531) :
"إسناده حسن" !
قلت : كلا ؛ فإنه منقطع ؛ قال ابن أبي حاتم عن أبيه :
"لم يصح سماع خالد من عبادة بن الصامت" .
ولعل الإمام أحمد رحمه الله قد أشار إلى هذا ؛ بإيراده الحديث عقب حديث آخر من طريق حيوة بن شريح وغيره بسنده المذكور ، لكنه قال : عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت ؛ فبين خالد وعبادة شخصان !
وللحديث طريق أخرى ، وقد وقع فيها من الاختلاف ما وقع في الأولى ، فأخرجه أحمد (5/ 324) من طريق عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد ابن عقيل عن عمر بن عبد الرحمن عن عبادة بن الصامت به دون الزيادة .
ثم أخرجه (5/ 318) من طريق سعيد بن سلمة - يعني : ابن أبي الحسام - و (5/ 321) من طريق زهير بن محمد ؛ كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل بها . وابن سلمة وزهير - وإن كان فيهما كلام - ؛ فإن مما لا شك فيه أن أحدهما يشد من عضد الآخر ؛ فالنفس تطمئن للأخذ بما زادا على عبيد الله بن عمرو - وهو الرقي الثقة - .
ولكن ابن عقيل نفسه فيه ضعف من قبل حفظه ، فالظاهر أن هذا الاختلاف منه ، فهو الذي كان يذكر هذه الزيادة تارة ، ولا يذكرها أخرى ، وكل من أولئك الثلاثة حدث بما سمع منه ، وفي هذه الحالة لا يحتج به ؛ لاضطرابه في هذه الزيادة ، ولمخالفته بها جميع روايات الحديث المحفوظة على ما سبق بيانه مفصلاً .
على أن شيخه عمر بن عبد الرحمن غير معروف ؛ فقد أورده البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 171) ، وابن أبي حاتم (3/ 1/ 120) برواية ابن عقيل هذه عنه عن عبادة ؛ ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وجملة القول : أن حديث عبادة هذا ليس له إسناد ثابت ، فالأول منقطع ، والآخر فيه ذاك المجهول . وقد غفل عن هذه الحقيقة الحافظ العراقي في "طرح التثريب" (4/ 163) ؛ حين وقف عند ابن عقيل قائلاً :
"وحديثه حسن" ! دون أن ينظر إلى ما بيناه من الانقطاع والجهالة . ومثل ذلك صنيع الهيثمي (3/ 185) ، ونحوه قول الحافظ ابن حجر (4/ 99) :
"حديث عبادة عند الإمام أحمد من وجهين ، وإسناده حسن" !
ومثل هذه الأقوال من هؤلاء الأئمة كان حملني برهة من الزمن على تحسين هذه الزيادة في حديث عبادة ، وتصحيحها في حديث أبي هريرة ، ورمزت بذلك لها على نسختي من "الترغيب" التي كنت أدرس منها على الإخوان ما كان من الأحاديث الثابتة ، والآن - وقد يسر الله لي جمع طرق الحديث وسردها على وجه يكشف لكل طالب علم بصير أن الزيادة المذكورة لا تصح بوجه من الوجوه - ؛ فقد رجعت عن الرمز المذكور إلى التضعيف . والله ولي التوفيق ، هو حسبي ، عليه توكلت ، وإليه أنيب !

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:17 PM
5142/ م - ( ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة ؛ يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة ، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف بهذا التمام
أخرجه الترمذي (1/ 146) ، وابن ماجه (1728) ، وابن مخلد في "المنتقى من أحاديثه" (2/ 83/ 1) ، وأبو سعيد بن الأعرابي في "معجمه" (92/ 1) ، والبغوي في "شرح السنة" (ق 129/ 1) ، والقاضي أبو يعلى في "المجالس الستة" (ق 116/ 2،128/ 1) من طريق مسعود بن واصل عن نهاس بن قهم عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال الترمذي - مضعفاً - :
"هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس . وسألت محمداً (يعني : الإمام البخاري) عن هذا الحديث ؟ فلم يعرفه من غير هذا الوجه مثل هذا ، وقد تكلم يحيى بن سعيد في نهاس بن قهم" .
قلت : وقد اتفقوا على تضعيفه .
ونحوه مسعود بن واصل ؛ إلا أن ابن حبان أورده في "الثقات" ؛ لكنه قال :
"ربما أغرب" . ولذلك ؛ قال البغوي عقب الحديث :
"وإسناده ضعيف" .
ثم ذكر الترمذي عن البخاري أنه قال :
"قد روي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً شيئاً من هذا" .
قلت : بل قد روي موصولاً ، أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (ص 100-101/ مصورة الجامعة الإسلامية) من طريق إسماعيل بن بشر : أخبرنا مقاتل بن إبراهيم : أخبرنا عثمان بن عبد الله عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به .
لكن مقاتلاً هذا وعثمان بن عبد الله لم أعرفهما .
ثم روى الأصبهاني من طريق حرمي بن عمارة : حدثني هارون بن موسى قال : سمعت الحسن يحدث عن أنس قال :
كان يقال في أيام العشر : لكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم . قال : يعني : في الفضل .
قلت : وهذا إسناد رجاله موثقون ؛ لكن الحسن - وهو البصري - مدلس ؛ وقد عنعنه .
نعم ؛ قد قال المنذري في "الترغيب" (2/ 125) :
"رواه البيهقي والأصبهاني ، وإسناد البيهقي لا بأس به" .
فهذا صريح في المغايرة بين إسناد البيهقي وإسناد الأصبهاني ؛ فإن كان يعني أنها من غير طريق الحسن البصري ؛ فممكن ، وإلا ؛ فالإسناد لا يخلو من بأس .
واعلم أنني خرجت الحديث هنا من أجل الشطر الثاني منه ، وإلا ؛ فشطره الأول صحيح ؛ جاء من حديث ابن عباس ، وابن مسعود ، وابن عمرو ، وهو مخرج في "إرواء الغليل" (890) .

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:18 PM
5324 - ( من قرأ : (إنا أنزلناه في ليلة القدر) ؛ عدلت بربع القرآن ... ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع
رواه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 113 - الأثرية) من طريق عمر بن رياح : سمعت يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ... فذكره . وله عنده تتمة حذفتها ؛ لثبوتها في أحاديث أخرى .
وهذا القدر منه موضوع ؛ لتفرد عمر بن رياح به ؛ قال البخاري في "التاريخ الكبير" (6/ 156/ 2009) :
"قال عمرو بن علي : هو دجال" . وقال ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 86) :
"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب" .
ويزيد الرقاشي ضعيف ؛ كما تقدم مراراً .

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:20 PM
5583 - ( لَأَنْ أَحْرُسَ ثَلَاثَ لِيَالٍ مُرَابِطًا مِنْ وَرَاءِ بَيْضَةِ الْمُسْلِمِيْنَ ؛ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِيْ أَحَدِ الْمَسْجِدَيْنِ : الْمَدِيْنَةِ أُوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ )
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع .
أخرجه الديلمي في آخر حرف ( لا ) من " مسند الفردوس " ( ص : 216 - مصورتي ) من طريق أبي الشيخ بسنده عن مهدي بن جعفر : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور : حدثنا سعيد بن خالد بن أبي طويل أنه سمع أنس بن مالك يقول : . . . . فذكره مرفوعًا .
قلت : وهذذا إسناد ضعيف جدًّا ؛ بل موضوع ؛ فإن ابن أبي طويل هذا اتهمه غير واحد من الأئمة ؛ كما تقدم بيانه تحت حديثه هذا .
وقد رواه عنه بعضهم بلفظ آخر أغرق في النكارة من هذا ( 1234 )
و أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 317 ) بنحوه ، وقال فيه :
" يروي عن أنس بن مالك ما لم يتابع عليه ، لا يحل الاحتجاج به " . ولذا قال الحافظ : " منكر الحديث " .
و مهدي بن جعفر ؛ صدوق له أوهام ، وقد خالفه غيرواحد ؛ فرواه عن ابن شابور به بسياق آخر ، كما تقدمت الإشارة إليه آنفًا .
ثم أخرجه الديلمي من طريق ابن شاهين بسنده عن يحيى بن صالح : حدثنا جميع عن خالد عن أبي أمامة رفعه مثله .
قلت : وهذا كالذي قبله في الضعف ، جميع هذا هو ابن ثوب السلمي ؛ قال البخاري وغيره : " منكر الحديث "
وقال النسائي : متروك الحديث " .
والحديث ذكره السيوطي في " الجامع الكبير " من رواية أبي الشيخ عن أنس ، وابن شاهين ، والبيهقي في " الشعب " عن أبي أمامة .

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:21 PM
6338 - ( جِئْتُ مُسْرِعاً أُخْبِرُكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَأُنْسِيتُهَا بَيْنِي
وَبَيْنَكُمْ ، وَلَكِنْ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف .
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (211/813) ، وأحمد (1/259) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/110/12621) من طريق قَابُوس عَنْ أَبِي
ظَبْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ مُسْرِعاً ، قَالَ : حَتَّى أَفْزَعَنَا مِنْ سُرْعَتِهِ فَلَمَّا
انْتَهَى إِلَيْنَا قَالَ : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، قابوس - وهو : ابن أبي ظبيان - : قال الذهبي في
"الكاشف" :
"قال أبو حاتم وغيره : لا يحتج به ". وقال الحافظ في "التقريب":
"فيه لين" .
وبه أعله الهيثمي (3/178) ، لكن سقط من الطابع اسم قابوس .
لكن الحديث صحيح دون ذكر السبب ، وقوله في أوله :
"جِئْتُ مُسْرِعاً أُخْبِرُكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ" ، فقال أبو سعيد الخدري :
اعْتَكَفْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ ، فَخَرَجَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ
فَخَطَبَنَا ، وَقَالَ:
"إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا - أَوْ نُسِّيتُهَا - ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ
فِي الْوَتْرِ ... " الحديث .
أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما ، وهومخرج في "صحيح أبي داود" (1251) .

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:23 PM
6454 - ( لَيْلَةَ الْقَدْرِ ... هِيَ لَيْلَةُ مَطَرٍ وَرِيحٍ [ ورَعْدٍ ] ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
منكر .
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/98) ، والبزار (1/485/
1031) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/257/1962) هذا من طريق خلاد بن
يزيد - والزيادة له - وهما من طريق عَبْد الرَّحْمَنِ بْن شَرِيكٍ - كلاهما عن شريك
عَنْ سِمَاكٍ بن حرب عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مرفوعاً بلفظ :
"الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي وَتْرٍ ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهَا
فَنُسِّيتُهَا ، وهِيَ لَيْلَةُ ... " إلخ .
قلت وهذا إسناد ضعيف ، شريك - هو : ابن عبد الله القاضي ، وهو - : ضعيف
لسوء حفظه ، وكذلك ابنه عبد الرحمن . وخلاد بن يزيد ، لم يوثقه غير ابن حبان
وقال :
"ربما أخطأ" .
وقد خولفا : فقال الطيالسي في "مسنده" ( 106/778) : حدثنا شريك ...
به إلى قوله : "الأواخر". ومن طريق الطيالسي أحمد في "المسند" (5/86 و88) والبزار أيضاً (1032) .
ولذلك فرَّق الهيثمي بين رواية أحمد هذه المختصرة ، وبين رواية ابنه عبد الله
ومن قرن معه ، فقال عقب الرواية المختصرة:
"رواه أحمد ، وزاد ابنه : "من رمضان ..." رواه البزار والطبراني في "الكبير"
وزاد : "ورعد" ، ورجال أحمد رجال الصحيح "!
وفي قوله هذا الأخير نظر ، لأن شريكاً مع ضعفه لم يحتج به الشيخان ، أما
البخاري فروى له تعليقاً ، وأما مسلم فروى له متابعة - كما قال الذهبي في
"الكاشف" - .
وقد خولف هو أيضاً : فرواه جمع منهم شعبة عن سماك ... به مختصراً ، دون
الزيادة .
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/76) ، والطبراني (1906 و 1941
و 2027) .
قلت : فهاتان مخالفتان : مخالفة الطيالسي للراويين عن شريك ، ومخالفة
شعبة وغيره لشريك تمنعان من قبول الزيادة ، وتجعلانها منكرة أو شاذة .
بل هي منكرة من جهة أخرى ، وهي مخالفة الزيادة لما جاء فِي حَدِيثِ جابر
وابن عباس عند ابن خزيمة ، ولحديث عبادة عند أحمد : أنها ليلة طلقة بلجة ، لا
حارة ولا باردة . وفي حديث آخر عن واثلة : "ولا مطر ولا ريح" . لكن فيه زيادات
أخرى خرجته من أجلها فيما تقدم برقم (4404) . وخرجت تحته أحاديث
الصحابة الثلاثة شاهداً لبعضه .
وأما ما قبل هذه الزيادة من الحديث فهو صحيح ، لأن له شاهداً من حديث عبد الله بن مسعود بسند صحيح خرجته في "الصحيحة" (1112) ، ويصلح شاهداً
له الطرف الأول من حديث جابر بن سمرة هذا . فتنبه !

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:26 PM
1138 - " هي زكاة الفطر. آية : " قد أفلح من تزكى " ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف جدا.
أخرجه البزار في " مسنده " ( 1/429/905 ) وابن عدي في " الكامل " ( ق 333/1 ) والبيهقي ( 4/159 ) من طريق عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله : " قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى " قال : فذكره.
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا، كثير هذا هو ابن عبد الله بن عمرو بن عوف، قال الشافعي وأبو داود :
" ركن من أركان الكذب ".
وقال الدارقطني وغيره :
" متروك ".
وعبد الله بن نافع هو الصائغ المخزومي المدني، قال الحافظ :
" ثقة صحيح الكتاب، في حفظه لين ".
والحديث أورده السيوطي في " الدر المنثور " ( 6/339 ) بتخريج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم في " الكنى " وابن مردويه والبيهقي في " سننه " بسند ضعيف عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف به.
قلت : فضعف إسناده بعبد الله بن نافع، وتضعيفه بكثير أولى لما عرفت من سوء حاله، ولكن لعله سكت عنه لشهرته بذلك.
وللحديث شاهد موقوف، رواه أبو حماد الحنفي عن عبيد الله ( وفي نسخة عبد الله ) ابن عمر عن نافع عن عمر أنه كان يقول :" نزلت هذه الآية : " قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى " في زكاة رمضان " قلت : وهو مع وقفه ضعيف الإسناد جدا، فإن أبا حماد الحنفي واسمه مفضل بن صدقة قال النسائي :
" متروك ".
وقال ابن معين :
" ليس بشيء ".
وعبد الله بن عمر إن كان هو المكبر فضعيف، وإن كان المصغر فثقة.

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:27 PM
3665 - ( زكاة الفطر على الحاضر والبادي ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة
ضعيف
أخرجه الدارقطني (ص 221) ، والبيهقي (4/ 173) من طريق المعتمر بن سليمان ، عن علي بن صالح ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ... فذكره ، وقال :
"قال أبو عيسى الترمذي : سألت محمداً يعني البخاري عن هذا الحديث ؟ فقال : ابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب" .
قلت : وعلي بن صالح - وهو أبو الحسن العابد - ؛ قال أبو حاتم :
"مجهول" .
وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ! وقال الذهبي :
"قال ابن الجوزي : ضعفوه . قلت : لا أدري من هو ؟" .قلت : وقد خالفه بعض الثقات ؛ منهم عبد الوهاب بن عطاء فقال : أنبأ ابن جريج قال : قال عمرو بن شعيب : بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره .
أخرجه الدارقطني (ص 220) ، والبيهقي ، وقال :
"وكذلك رواه عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو منقطعاً" .
قلت : وصله الدارقطني (ص 220) عن عبد الرزاق به .
وله شاهد يرويه يحيى بن عباد السعدي - وكان من خيار الناس - : حدثنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس :
"أن رسول الله أمر صارخاً ببطن مكة ينادي ؛ أن صدقة الفطر حق واجب على كل مسلم ، صغير وكبير ، ذكر وأنثى ، حر أو مملوك ، حاضر أو باد ، صاع من شعير أو تمر" .
أخرجه الدارقطني (ص 221) ، والبيهقي (4/ 172) وقال :
"وهذا حديث ينفرد به يحيى بن عباد عن ابن جريج هكذا ، وإنما رواه غيره عن ابن جريج عن عطاء من قوله في "المدين" ، وعن ابن جريج عن عمرو بن شعيب مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في سائر ألفاظه" .
ثم ساقه من طريق عبد الوهاب بن عطاء المتقدمة ، عن ابن جريج ، عن عمرو به .
قلت : ويحيى بن عباد السعدي مجهول ؛ كما في "التقريب" .
وله طريق أخرى عند الدارقطني ، عن الواقدي : حدثنا عبد الحميد بن عمران ، عن ابن أبي أنس ، عن أبيه ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن ابن عباس به .
لكن الواقدي ؛ متروك متهم .

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:29 PM
3666 - ( زكاة الفطر على كل حر وعبد ، وذكر وأنثى ، صغير وكبير ، فقير وغني ، صاع من تمر ، أو نصف صاع من قمح ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 320) ، والدارقطني في "سننه" (ص 224) ، والبيهقي (4/ 164) من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، عن أبي هريرة قال : ... فذكره موقوفاً عليه ، قال معمر : وبلغني أن الزهري كان يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قلت : وهذا إسناد صحيح إلى أبي هريرة موقوفاً ، وضعيف مرفوعاً ؛ لانقطاعه بين معمر والزهري .

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:29 PM
6450 - ( لا تُجْزِئُ [صدقةُ] الإبلِ والغنمِ (وفي لفظٍ : المواشي) عن
زكاةِ الفطرِ ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف جداً .
أخرجه البزار (1/431/909) ،وابن عدي (6/63) ، والطبراني
في "المعجم الأوسط" (3/31/1373 - مجمع البحرين) من طريق كثير بن عبد الله
ابن عمرو بن عوف المزني عن رُبَيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه :
أن رجالاً أتوا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا : إن لنا أموالاً من إبل وغنم ، فهل تجزئ عنا
زكاة أموالنا عن زكاة الفطر ؟ - أحسبه قال - : لا .
هذا لفظ البزار . ولفظ ابن عدي والطبراني نحوه باللفظ الآخر ، وزادا :
"أدّوها عن الصغير والكبير ، والحر والعبد ، فإنها طهور لكم " . وقالوا جميعاً :
"لم يروه عن رُبَيح إلا كثير" .
قلت : وهو ضعيف جداً - كما قال الحافظ في "مختصر الزوائد" (1/401) - .
وقول الهيثمي (3/81) بعد أن عزاه للبزار والطبراني :وفيه كثير بن عبد الله ، وهو ضعيف ".
ففيه تساهل - كما عرفت من قول الحافظ - ، وقال الذهبي في "المغني" :
"متروك . قال أبو داود : كذاب . وقال الشافعي : من أركان الكذب ، وكذبه
ابن حبان ".
لكن قوله : "أدّوها ... فإنها طهور لكم" . قد جاء بإسناد حسن من حديث
ابن عباس . وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1427) .

احمد ابو انس
2022-03-28, 09:30 PM
6827 - ( لا يزال صيام العبد معلقاً بين السماء والأرض حتى تؤدّى زكاة الفطر ).
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
منكر.
أخرجه النعالي في " حديثه " ( ق 133/ 1 )، وعنه الخطيب في " التاريخ " ( 9/ 121 )، ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل " ( 2/ 7 - 8/823 )، ونصر المقدسي في " جزء من الأمالي " ( ق 179/ 2 )، والضياء
المقدسي في " مجموع له " ( ق 58/ 1 - مجموع 15 )، وابن عساكر في " تاريخ كذا قال! وأنا أستبعد جداً أن يكون عبد الرحمن هذا هو صاحب هذا الحديث - وهو: أبو بحر البكراوي - ؛ لأنه توفي سنة ( 195 ) - كما كنت ذكرت تحت الحديث ( 43 ) - ؛ بل هو من شيوخ ( بقية ) المجهولين الذين ليس لهم ذكر في شيء من كتب الرجال. ويؤيده زيادة [ ابن عمر ]، وهي لنصر المقدسي وابن
عساكر ؛ فإن جد البكراوي ( عثمان ).
ومحمد بن أبي السري - هو: محمد بن المتوكل بن أبي السري العسقلاني -:
قال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق عارف، له أوهام كثيرة".

احمد ابو انس
2022-03-29, 12:39 PM
459 - " صام نوح عليه الصلاة والسلام الدهر إلا يوم الفطر ويوم الأضحى " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف .
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 524 ) من طريق ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن أبي فراس أنه سمع عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... فذكره .
قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 108 / 2 ) : هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة قلت : وبقية رجال الإسناد ثقات ، وأبو فراس اسمه يزيد بن رباح السهمي المصري قال العجلي في " الثقات " ( رقم 1572 - نسختي ) :مصري ( الأصل : بصري ) تابعي ثقة ، وهو من رجال مسلم ، وقد خفي هذا على المنذري في " الترغيب " ( 2 / 82 ) ثم الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 195 ) فقالا : إنه لا يعرف ، وبه أعلا الحديث وقد أورداه بزيادة من رواية الطبراني في " الكبير " ، وإنما علته ابن لهيعة كما سبق ، ثم إن الحديث لوصح لم يجز العمل به لأنه من شريعة من قبلنا ، وهي ليست شريعة لنا على ما هو الراجح عندنا ، ولا سيما وقد ثبت النهى عن صيام الدهر في غير ما حديث عنه صلى الله عليه وسلم حتى قال صلى الله عليه وسلم في رجل يصوم الدهر : " وددت أنه لم يطعم الدهر " .
رواه النسائي ( 1 / 324 ) ، بسند صحيح .

احمد ابو انس
2022-03-29, 12:40 PM
520 - " من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع .
قال في " المجمع " ( 2 / 198 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و" الأوسط " عن عبادة بن الصامت ، وفيه عمر بن هارون البلخي ، والغالب عليه الضعف ، وأثنى عليه ابن مهدي وغيره ولكن ضعفه جماعة كثيرة " . قلت : ابن مهدي له فيه قول آخر معاكس لهذا وهو : " لم يكن له عندي قيمة " !
وقد قال فيه ابن معين وصالح جزرة : " كذاب " . وكذا قال ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 142 ) وساق له حديثا اتهمه بوضعه . وقال ابن حبان ( 2 / 91 ) : " كان ممن يروي عن الثقات المعضلات ، ويدعي شيوخا لم يرهم " . فالرجل ساقط متهم ، وقد مضى له بعض الأحاديث الموضوعة ، فانظر الأرقام ( 240 و288 و455 ) وما يأتي برقم ( 523 ) وروي الحديث من طريق أخرى بلفظ :

احمد ابو انس
2022-03-29, 12:41 PM
521 - " من قام ليلتي العيدين محتسبا لله ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف جدا .
أخرجه ابن ماجة ( 1 / 542 ) عن بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعا . قال في " الزوائد " : " إسناده ضعيف لتدليس بقية " . وقال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 328 ) : " إسناده ضعيف " . قلت : بقية سيء التدليس ، فإنه يروي عن الكذابين عن الثقات ثم يسقطهم من بينه وبين الثقات ويدلس عنهم ! فلا يبعد أن يكون شيخه الذي أسقطه في هذا الحديث من أولئك الكذابين ، فقد قال ابن القيم في هديه صلى الله عليه وسلم ليلة النحر من المناسك ( 1 / 212 ) : " ثم نام حتى أصبح ، ولم يحي تلك الليلة ، ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء " .
ثم رأيت الحديث من رواية عمر بن هارون الكذاب ، والمذكور في الحديث السابق ، يرويه عن ثور بن يزيد به .
فلا أستبعد أن يكون هو الذي تلقاه بقية عنه ثم دلسه وأسقطه . وسيأتي تخريج حديثه فيما بعد إن شاء الله تعالى برقم ( 5163 ) .

احمد ابو انس
2022-03-29, 12:42 PM
522 - " من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة ، ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع .
رواه نصر المقدسي في جزء من " الأمالي " ( 186 / 2 ) عن سويد بن سعيد حدثني عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن وهب بن منبه عن معاذ بن جبل مرفوعا .
وهذا إسناد موضوع كما يأتي بيانه ، وأورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر عن معاذ . فتعقبه شارحه المناوي بقوله : " قال ابن حجر في " تخريج الأذكار " : حديث غريب ، وعبد الرحيم بن زيد العمي أحد رواته متروك وسبقه ابن الجوزي فقال : حديث لا يصح ، وعبد الرحيم قال يحيى : كذاب ، والنسائي : متروك " .
قلت : وسويد بن سعيد ضعيف أيضا ، فالإسناد ظلمات بعضها فوق بعض ! والحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 100 ) بلفظ " .... الليالي الخمس .... " فذكره وزاد في آخره : " وليلة النصف من شعبان " ثم قال : " رواه الأصبهاني " . وأشار المنذري لضعفه أو وضعه . قلت : وهو عند الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 50 / 2 ) من الوجه المذكور .

احمد ابو انس
2022-03-29, 12:44 PM
963 - " كان يخطب يوم الجمعة ، ويوم الفطر ، ويوم الأضحى على المنبر " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف .
قال الهيثمي ( 2 / 183 ) وقد ذكره من حديث ابن عباس : " رواه الطبراني في " الكبير " وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، ضعفه أحمد وابن المديني والبخاري والنسائي ، وبقية رجاله موثقون " .
قلت : وقال الحافظ في الحسين هذا : " ضعيف " .
قلت : ومما يدل على ضعفه روايته مثل هذا الحديث ، فإن من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يصلي الفطر والأضحى في المصلى ، ولم يكن ثمة منبر يرقى عليه ، ولا كان كان يخرج منبره ، من المسجد إليه ، وإنما كان يخطبهم قائما على الأرض ، كما ثبت في " الصحيحين " وغيرهما من حديث جابر ، وأول من أخرج المنبر إلى المصلى مروان بن الحكم ، فأنكر عليه أبو سعيد الخدري كما في " الصحيحين " عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر ويوم الأضحى بالمصلى ، فأول شيء يبدأ به الصلاة ، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس .... فلم يزل الناس على ذلك ، حتى خرجت مع مروان ، وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر ، فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت ، فإذا مروان فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي ، فجبذت بثوبه ... " الحديث انظر " فتح الباري " ( 2 / 359 ) .
وأما الحديث الذي رواه المطلب بن عبد الله بن حنطب عن جابر قال : " شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأضحى بالمصلى ، فلما صلى وقضى خطبته نزل عن منبره ، فأتى بكبش فذبحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال : بسم الله ، والله أكبر ، هذا عني ، وعمن لم يضح من أمتي " . أخرجه أبو داود ( 2 / 5 ) والدارقطني ( 544 ) وأحمد ( 3 / 362 ) .
قلت : فهذا معلول بالانقطاع بين المطلب وجابر ، فقد قال أبو حاتم : " المطلب لم يسمع من جابر ولم يدرك أحدا من الصحابة إلا سهل بن سعد ومن في طبقته " . وقال مرة : " يشبه أنه أدركه " يعني جابرا . فإن صح هذا فعلته عنعنة المطلب ، فإنه مدلس قال الحافظ : " صدوق كثير التدليس والإرسال " .قلت : فمثله لا يحتج به لاسيما والحديث في الصحيحين من طريق أخرى عن جابر وليس فيه ذكر المنبر كما
تقدم .

احمد ابو انس
2022-03-29, 12:48 PM
1452 - " خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة : اول ليلة من رجل، وليلة النصف من شعبان،
وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
موضوع
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10/275 - 276 ) من طريق أبي سعيد بندار بن
عمر بن محمد الروياني بسنده عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي قعنب عن أبي أمامة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أورده في ترجمة بندار هذا، وروى عن عبد العزيز النخشبي أنه قال :
" لا تسمع منه، فإنه كذاب ".
قلت : وإبراهيم بن أبي يحيى كذاب أيضا كما قال يحيى وغيره. وهو من شيوخ
الشافعي الذين خفي عليه حالهم.
وأبو قعنب، لم أعرفه.
والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من هذا الوجه فأساء ! ويبدو أن المناوي
لم يقف على إسناده، فلم يتكلم عليه بشيء، ولكنه قال :
" ورواه عن أبي أمامة أيضا الديلمي في " الفردوس "، فما أوهمه صنيع المصنف من
كونه لم يخرجه أحد ممن وضع لهم الرموز غير سديد، ورواه البيهقي من حديث ابن
عمر، وكذا ابن ناصر والعسكري. قال ابن حجر : وطرقه كلها معلولة ".
قلت : ومن هذه الطرق ما أخرجه أبو بكر بن لال في " أحاديث أبي عمران الفراء "
( ق 64/2 ) وابن عساكر أيضا ( 3/217/2 ) من طريق إبراهيم بن محمد بن برة
الصنعاني : حدثنا عبد القدوس بن الحجاج بن مرداس : حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى
عن ابن معتب عن أبي أمامة به.
كذا وقع عند ابن لال : " ابن معتب "، وعن ابن عساكر : " أبو قعيب " وعنده في
الطريق الأولى : " أبي قعنب "، وكل ذلك مما لم يوجد، ولعل الصواب أبو معتب
وهو ابن عمرو الأسلمي، ذكره أبو حاتم في " الصحابة " ولا يثبت كما قال ابن
منده.
وعبد القدوس بن الحجاج الظاهر أنه أبو المغيرة الخولاني وهو ثقة، لكني لم أر
من سمى جده مرداسا. وأما الراوي عنه ابن برة، فلم أعرفه، ولم يترجمه الحافظ في " التبصير "
كعادته.
وبالجملة فمدار هذه الطريق على إبراهيم بن أبي يحيى الكذاب.
ثم رأيته في " مسند الفردوس " في نسخة مصورة مخرومة ( ص 130 ) من طريق إبراهيم
ابن محمد بن مرة ( كذا ) الصنعاني : حدثنا عبد القدوس بن مرداس : حدثنا إبراهيم
ابن أبي يحيى به.
وفي " الجرح والتعديل " ( 3/1/56 ) :
" عبد القدوس بن إبراهيم بن عبيد الله بن مرداس العبدري من بني عبد الدار
الصنعاني روى عن إبراهيم بن عمر الصنعاني. روى عنه إسماعيل بن أبي أويس حديث
المائدة ".
فلعله هو هذا، لكن وقع منسوبا لجده، وقوله في الطريق المتقدمة : " ابن
الحجاج " من زيادات بعض النساخ.
ثم إن في " الديلمي " : " أبي قعنب " كما في الطريق الأولى. والله أعلم.

احمد ابو انس
2022-03-29, 12:50 PM
2116 - " أخرجوا صدقة الفطر صاعا من طعام ، وكان طعامنا يومئذ البر ( وفي لفظ :
الأقط ) والتمر والزبيب " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 613 ) ، والدارقطني ( ص 223 ) من
طريقين عن محمد بن بكر البرساني : نا عمر بن صهبان عن الزهري عن مالك بن أوس
ابن الحدثان عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، عمر بن صهبان ضعفه جماعة ، وقال البخاري :
" منكر الحديث " .
وقال الدارقطني وغيره :
" متروك الحديث " .
ومحمد بن بكر البرساني ؛ قال الحافظ :
" صدوق يخطىء " .
وقد ورد من طرق يقوي بعضها بعضا ، أن البر صدقته نصف صاع ، فانظر الكتاب الآخر
" أدوا صاعا من بر أوقمح بين اثنين ... " رقم ( 1177 ) .
( تنبيه ) : قال الهيثمي في " المجمع " ( 3/81 ) :" رواه الطبراني في " الكبير " ، وفيه عبد الصمد بن سليمان الأزرق ، وهو ضعيف " .
وهذا خطأ ، ولعله من الناسخ أوالطابع ، فليس فيه عبد الصمد هذا .

احمد ابو انس
2022-03-29, 04:57 PM
3726 - ( سيد الأيام يوم الجمعة ، وأعظمها عند الله ، وأعظم عند الله عز وجل من يوم الفطر ويوم الأضحى ، وفيه خمس خصال : خلق الله فيه آدم ، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض ، وفيه توفى الله آدم ، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئاً إلا آتاه الله تبارك وتعالى إياه ما لم يسأل حراماً ، وفيه تقوم الساعة ، ما من ملك مقرب ، ولا سماء ، ولا أرض ، ولا رياح ، ولا جبال ، ولا بحر ؛ إلا هن يشفقن من يوم الجمعة ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه أحمد (3/ 430) ، وابن ماجه (1/ 336) ، وأبو نعيم (1/ 336) من طريق زهير بن محمد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري ، عن أبي لبابة بن عبد المنذر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زهير بن محمد - وهو أبو المنذر الخراساني - ؛ قال الحافظ :
"رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة ، فضعف بسببها ، قال البخاري عن أحمد : كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر ، وقال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه" .
قلت : وقد اضطرب في إسناده ومتنه ، فرواه مرة هكذا ، ومرة قال : عن عبد الله بن محمد ، عن عمرو بن شرحبيل : أنبأنا سعيد بن سعد بن عبادة ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعد بن عبادة :
أن رجلاً من الأنصار أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير ؟ قال : "فيه خمس خلال ...." الحديث .
أخرجه أحمد (5/ 284) ، والبزار في "مسنده" (1/ 294/ 615) من طريق أبي عامر : حدثنا زهير عنه .
وتابعه إبراهيم بن محمد - وهو ابن أبي يحيى الأسلمي - : حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل به .
أخرجه الشافعي (424) : أخبرنا إبراهيم بن محمد به .
قلت : لكن إبراهيم هذا متروك .
ثم ترجح عندي بعد زمان مديد أن الاضطراب ليس من زهير بن محمد ، وذلك ؛ لأن الرواة عنه لهذا الحديث ليسوا من الشاميين الذين روايتهم عنه غير مستقيمة ، وإنما هو من رواية العراقيين عنه ، وهما اثنان :



والآخر : (يحيى بن أبي بكير) ، وهو كوفي ثقة . ومن طريقه : أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 150) أيضاً ، وعنه تلقاه ابن ماجه .
وكلاهما روياه عن زهير بإسناده الأول المنتهي إلى أبي لبابة بن عبد المنذر .
والأول منهما هو الذي رواه عنه بإسناده الآخر المنتهي إلى سعد بن عبادة .
وعلى هذا ، فلا مجال لتعصيب الاضطراب بزهير بن محمد ، فلا بد من إعادة النظر فيمن فوقه . ففعلت ، فوجدت شيخه في الإسنادين عبد الله بن محمد بن عقيل ، فوقفت عنده ؛ لأنه متكلم في حفظه ، والذي استقر عليه رأي الحفاظ كالبخاري وغيره : أن يحتج بحديثه في مرتبة الحسن ، إلا إذا ظهر فيه علة منه أو من غيره . وقد وجدت الإمام البخاري رحمه الله قد أشار إلى علة الحديث بأسلوبه العلمي الدقيق الخاص ، وأنها ليست من زهير بن محمد ، فقال في ترجمة سعد بن عبادة رضي الله عنه ، ساق فيها حديثه هذا في "التاريخ" (2/ 2/ 44) من ثلاثة وجوه :
1- عن سعيد بن سلمة ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن عمرو بن شرحبيل [بن سعيد] بن سعد ، عن أبيه ، عن جده سعد بن عبادة .
2- وقال زهير بن محمد : عن ابن عقيل ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعيد (1) ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
3- وقال عبيد الله بن عمرو : عن ابن عقيل ، عن عمرو بن شرحبيل - من ولد سعد - ، عن سعد بن عبادة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (2).
ثم أعاد البخاري هذا في ترجمة شرحبيل بن سعد (2/ 2/ 251) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وكذلك سكت عنه ابن أبي حاتم (2/ 1/ 339) ، فلم يذكر فيه شيئاً ، وأما ابن حبان ؛ فذكره على قاعدته المعروفة في "الثقات" (4/ 364) ، وأشار الذهبي إلى تليين توثيقه ، فقال في "الكاشف" :
"وثق" !
وأشار الحافظ إلى تليينه بقوله في "التقريب" :
"مقبول" .
يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث عند التفرد ، وما ذلك إلا لجهالته عنده .
والمقصود أن الإمام البخاري رحمه الله أشار إلى إعلال الحديث ، باضطراب ابن عقيل في روايته إياه على هذه الوجوه الثلاثة التي رواها عنه أولئك الثلاثة : سعيد بن سلمة - وهو ابن أبي الحسام - وزهير بن محمد ، وعبيد الله بن عمرو - وهو الرقي - ، وثلاثتهم ثقات في الجملة ، فلا يمكن والحالة هذه نسبة هذا الاختلاف على ابن عقيل إليهم ، وبخاصة الرقي منهم ؛ فإنه ثقة من رجال الشيخين ، بل هو من ابن عقيل نفسه ؛ لما عرفت من الضعف الذي في حفظه .
ومن المقرر في علم مصطلح الحديث أن من أنواع الحديث الضعيف : الحديث المضطرب ، وذلك ؛ لأن تلون الراوي في روايته الحديث إسناداً ومتناً ؛ واضطرابه فيه ؛ دليل على أنه لم يتقن حفظه ، ويحسن ضبطه ، وهذا لو كان ثقة ، فكيف إذا كان متكلماً في حفظه كابن عقيل هذا ؟ فكيف إذا كان اضطرابه شمل المتن أيضاً ؟! فإنه لم يذكر في رواية البخاري المتقدمة عن سعيد بن سلمة قوله في آخر الحديث :
"ما من ملك مقرب ..." إلخ .
وجملة القول ؛ أن الحديث قد تفرد بروايته عبد الله بن محمد بن عقيل ، واضطرب في إسناده اضطراباً شديداً ، وفي متنه . فهو ضعيف بهذا السياق التام ، وقد صح نحوه من حديث أبي هريرة ؛ دون تلك الزيادة في آخره ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (961) ، وساعة الإجابة منه متفق عليها بين الشيخين .
هذا ؛ وقد كنت حسنت الحديث في بعض تعلقاتي تبعاً للبوصيري في كتابه "الزوائد" ومشياً مع ظاهر إسناده عند ابن ماجه ، والآن وقد تيسر لي تحقيق القول في إسناده ومتنه ؛ فقد وجب علي بيانه أداءاً للأمانة العلمية ، داعياً : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) .
__________



(1) كذا في الأصل والظاهر ( سعد ) . كذا في هامش الأصل ، وهو الصواب بلا ريب ، فقد جاء هكذا على الصواب في الموضع الثاني المشار إليه في الأعلى
(2) وصله الطبراني ( 6 / 23 / 5376 ) من طريقين عن عبيد الله

احمد ابو انس
2022-03-29, 04:59 PM
4248 - ( كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل سبع تمرات ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف جداً
أخرجه البزار في "مسنده" (ص 73 - زوائده) ، والطبراني في "معجمه" (2/ 276/ 2039) عن عبد الله بن صالح العجلي : أخبرنا ناصح ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة قال : فذكره مرفوعاً . وقال البزار :
"لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد ، وناصح ؛ لين الحديث ، وقد تركوه" .
ويخالف هذا الحديث الواهي في العدد حديث أنس قال :
"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات" .
أخرجه البخاري (953) ، وابن خزيمة (2/ 1429) ، وابن سعد (1/ 387) ، وابن أبي شيبة (2/ 160) ، وغيرهم ؛ وزاد البخاري في رواية معلقة :
"ويأكلهن وتراً" .
وقد وصله أحمد (3/ 126) بسند حسن ، وصححه ابن خزيمة (1429) .
ووصله الحاكم (1/ 294) ، والبيهقي (3/ 283) عن عتبة بن حميد الضبي : حدثنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس قال : سمعت أنساً ؛ فذكره بلفظ : " ... تمرات ؛ ثلاثاً ، أو خمساً ، أو سبعاً ، أو أقل من ذلك ، أو أكثر من ذلك ، وتراً" . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط مسلم" ! وأقره الذهبي !
قلت : وعتبة هذا ؛ لم يخرج له مسلم ، وهو صدوق له أوهام ، فالحديث حسن على أقل الدرجات .
وخالفه علي بن عاصم فقال : أنبأنا عبيد الله بن أبي بكر ... فذكره موقوفاً بلفظ :
"قال : وكان أنس يأكل قبل أن يخرج ثلاثاً ، فإذا أراد أن يزداد أكل خمساً ، فإذا أراد أن يزداد أكل وتراً" .
أخرجه أحمد (3/ 232) .
لكن علي بن عاصم ؛ ضعيف ؛ لخطئه وإصراره عليه .
وحديث البخاري عن أنس ؛ رواه ابن ماجه (1755) من حديث ابن عمر مرفوعاً بلفظ :
" ... حتى يغدي أصحابه من صدقة الفطر" .
وإسناده ضعيف ؛ فيه ضعفاء على التسلسل ، وهو بهذا اللفظ منكر عندي . والله أعلم .

احمد ابو انس
2022-03-29, 05:03 PM
4285 - ( كان يقلس له يوم الفطر ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف
أخرجه ابن ماجه (1/ 391-392) عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عامر ، عن قيس بن سعد قال :
"ما كان شيء على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وقد رأيته ، إلا شيء واحد ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..." .
قلت : وهذا إسناد ظاهره الصحة ؛ فإن رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين ، وجرى على ظاهره البوصيري في "الزوائد" فقال (81/ 2) :
"إسناده صحيح ، رجاله ثقات" !
وخفي عليه أن أبا إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - كان اختلط ، وإسرائيل - وهو حفيده ؛ فإنه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق - سمع من جده بعد الاختلاط ، ولذلك قال أحمد : "إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين ، سمع منه بأخرة" .
قلت : ثم هو إلى ذلك مدلس ، وضعفه بذلك غير ما واحد من المتقدمين والمتأخرين ، فيخشى أن يكون تلقاه عن بعض الضعفاء ثم دلسه ؛ فإن الحديث رواه إسرائيل أيضاً ، عن جابر ، عن عامر به .
أخرجه أبو الحسن بن سلمة القطان في "زوائده على ابن ماجه" (1/ 392) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 209) ، وأحمد (3/ 422) .
وتابعه شيبان ، عن جابر به .
أخرجه القطان ، والطحاوي .
وتابعهما شريك ، عن جابر به .
أخرجه الطحاوي .
فرجع الحديث إلى أنه من رواية جابر ، وهو ابن يزيد الجعفي ، وهو ضعيف ، بل كذبه بعضهم ، ورماه آخرون بالتدليس ، وبه أعله الطحاوي فقال :
"وما لم يذكر فيه سماعه ممن يحدث به عنه ، أو ما يدل على ذلك فليس بالقوي عند من يميل إليه ، فكيف عند من ينحرف عنه" .
ثم روى بسنده الصحيح عن سفيان الثوري قال :
"كل ما قال لك فيه جابر : "سمعت" أو "حدثني" أو "أخبرني" فاشدد به يديك ، وما كان سوى ذلك ففيه ما فيه" .
نعم ؛ قد روي الحديث من طريق أخرى ؛ عن شريك ، عن مغيرة ، عن عامر قال :
"شهد عياض الأشعري عيداً بالأنبار ، فقال : ما لي لا أراكم تقلسون كما كان يقلس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" . أخرجه ابن ماجه ، والطحاوي وأعله بالإرسال ، فقال :
"ففي هذا الحديث رد الشعبي إياه إلى عياض الأشعري ، وعياض هذا رجل من التابعين ، فعاد الحديث به إلى أن صار منقطعاً ، وكان أولى مما رواه جابر عن الشعبي ؛ لأن مغيرة عن الشعبي أثبت من جابر عن الشعبي" .
وبمثله أعله أبو حاتم الرازي أيضاً ؛ فقال ابنه في "العلل" (1/ 209) :
"سألت أبي عن حديث عامر ، عن قيس بن سعد ... أي شيء معناه ؟ بعضهم يقول هذا : عن عامر ، عن عياض الأشعري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أيهما أصح ، وما معنى الحديث ؟ فأجاب أبي ؛ فقال :
معنى التقليس : أن الحبش كانوا يلعبون يوم الفطر بعد الصلاة بالحراب .
واختلفت الرواية عن الشعبي في عياض الأشعري ، وقيس بن سعد ، رواه جابر الجعفي ، عن الشعبي ، عن قيس بن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . ورواه آخر ثقة - نسيت اسمه - ، عن الشعبي ، عن عياض ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعياض الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل ، ليست له صحبة" .
قلت : والراوي الثقة الذي نسي أبو حاتم اسمه ، إنما هو شريك كما تقدم - وهو ابن عبد الله القاضي - ، وهو ثقة فعلاً ، إلا أنه سيىء الحفظ معروف بذلك ، فهي علة أخرى في الحديث علاوة على الإرسال ، على أن الحافظ قد جزم في "التقريب" بأن عياضاً هذا صحابي ، ولم يذكر له مستنداً يعتد به ، اللهم إلا قوله :
"جاء عنه حديث يقتضي التصريح بصحبته ، ذكره البغوي في "معجمه" ، وفي إسناده لين" .
وليس يخفى أن لا يثبت الصحبة بمثل هذا الإسناد واللين . والله أعلم .

احمد ابو انس
2022-03-29, 05:04 PM
5189 - ( من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعةً ؛ فكأنما صام السنة ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
منكر بهذا اللفظ
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 103/ 1) : حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان : حدثنا أبي : حدثنا سعيد بن الصلت : حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي عن يزيد بن خصيفة عن ثوبان عن أبي هريرة مرفوعاً ، وقال :
"لم يروه عن الحسن إلا سعيد ، تفرد به شاذان ، وقال : عن يزيد عن ثوبان ! وإنما هو عن يزيد - يعني : ابن خصيفة - عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان" .
قلت : ولست أدري إذا كان الطبراني يعني أنه عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مرسلاً ، أم عنه عن أبي هريرة مرفوعاً ؟
فإذا كان الأول فالحديث مرسل ، وإذا كان الآخر فهو موصول ؛ ولكن الطبراني لم يذكر إسناده إلى يزيد بن خصيفة بذلك لينظر فيه ، ولا ساق متنه لنعتبره بغيره ؛ فإن قوله فيه : "متابعة" ؛ منكر عندي لأمرين :
الأول : تفرد سعيد بن الصلت به ؛ فإني لم أعرفه ، وكذا اللذان دونه .
نعم ؛ أورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 34) سعيد بن الصلت ؛ فقال :
"مصري ، روى عن سهيل بن بيضاء ؛ مرسل ، وروى عن ابن عباس - يعني : متصلاً - . روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي وبكر بن سوادة" .
ولكن هذا ليس صاحب هذا الحديث ؛ لأنه تابعي متقدم على سعيد بن الصلت راوي هذا الحديث .
والآخر : أن الحديث أخرجه البزار في "مسنده" (ص 103 - زوائده) بإسنادين له عن زهير ، قال أحدهما : عنه عن العلاء ، وقال الآخر : عنه عن سهيل ، ثم اتفقا فقالا : عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً به دون زيادة : "متتابعة" .
وكذلك جاء الحديث عن أبي أيوب الأنصاري وغيره من الصحابة ، وقد خرجت أحاديثهم في "الروض النضير" رقم (911) ، وفي "إرواء الغليل" (950) .