مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث وآثار لا تصح في الصيام
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:21 PM
285 - " ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 215 / 2 ) والطحاوي في " معاني الآثار " ( 1 / 337 ) وأبو سهل الجواليقي في " أحاديث ابن الضريس " ( 189 / 2 ) ومن طريقه أبو مطيع المصري في " الأمالي " ( 95 / 1 ) وابن عدي ( 250 / 1 ) أيضا والخطيب في " الأمالي بمسجد دمشق " ( 4 / 6 / 2 ) من طريق عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ورجاله ثقات كما قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 78 ) والهيثمي في " المجمع " ( 3 / 186 ) ، ولكن عبد الجبار بن الورد في حفظه ضعف كما أشار لذلك البخاري بقوله : يخالف في بعض حديثه .وقال ابن حبان : يخطيء ويهم .
وأنا لا أشك أنه أخطأ في رواية هذا الحديث لأمرين : الأول : أنه اضطرب في إسناده فمرة قال : عن ابن أبي مليكة ، كما في هذه الرواية ومرة أخرى قال : عن عمرو بن دينار ، رواه الطبراني ، وهذا يدل على أنه لم يحفظ .
الآخر : أنه قد خولف في متن هذا الحديث فرواه جماعة من الثقات عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس قال : ما رأيت النبي يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء ، وهذا الشهر يعني شهر رمضان .
رواه البخاري ( 4 / 200 - 201 ) ومسلم ( 3 / 150 - 151 ) وأحمد ( رقم 1938 ، 2856 ، 3475 ) والطحاوي والطبراني والبيهقي ( 4 / 286 ) من طرق عن عبيد الله به ، وأحد أسانيده عند أحمد ثلاثي .
فهذا هو أصل الحديث ، وهو كما ترى من قول ابن عباس ولفظه بناء على ما علمه من صيامه صلى الله عليه وسلم ، فجاء عبد الجبار هذا فرواه مرفوعا من قول النبي صلى الله عليه وسلم ، وشتان ما بين الروايتين ، فإن هذه الرواية الضعيفة تتعارض مع الأحاديث الأخرى التي تصرح بأن لبعض أيام أخرى غير يوم عاشوراء فضلا على سائر الأيام كقوله صلى الله عليه وسلم : " صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية " .
رواه مسلم ( 3 / 168 ) وغيره عن أبي قتادة ، وهو مخرج في " الإرواء " ( 955 ) فكيف يعقل مع هذا أن يقول عليه السلام ما رواه عنه عبد الجبار هذا ؟ ! .
أما الرواية الصحيحة لحديث ابن عباس ، فإنما فيها إثبات التعارض بين نفي ابن عباس فضل يوم غير عاشوراء وإثبات غير كأبي قتادة ، وهذا الأمر فيه هين ؛ لما تقرر في الأصول : أن المثبت مقدم على النافي وإنما الإشكال الواضح أن ينسب النفي إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه قد صرح فيما صح عنه بإثبات ما عزي إليه من النفي .
ومما تقدم تبين أن لا إشكال ، وأن نسبة النفي إليه صلى الله عليه وسلم وهم من بعض الرواة ، والحمد لله على توفيقه.
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:23 PM
498 - " صائم رمضان فى السفر كالمفطر فى الحضر " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر .
رواه ابن ماجه ( 1 / 511 ) والهيثم بن كليب في " المسند " ( 22 / 2 ) والضياء في " المختارة " ( 1 / 305 ) من طريق أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن عوف مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف وله علتان :
الأولى : الانقطاع لأن أبا سلمة لم يسمع عن أبيه كما في " الفتح " .
الثانية : أسامة بن زيد في حفظه ضعف ، وقد خالفه الثقة وهو ابن أبي ذئب فرواه عن الزهري ابن شهاب به موقوفا.
رواه النسائي ( 1 / 316 ) والفريابي في " الصيام " ( 4 / 70 / 1 ) من طرق عنه ولذلك قال البيهقى في " السنن " ( 4 / 144 ) .
وهو موقوف ، وفي إسناده انقطاع ، وروى مرفوعا وإسناده ضعيف .
نعم رواه أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني عن ابن أبي ذئب به مرفوعا ، لكن أبا قتادة هذا متروك ، وفي الطريق إليه آخر ضعيف أخرجه الخطيب ( 11 / 383 ) .
وقد رواه النسائي من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه موقوفا أيضا ، وإسناده صحيح ، فهذا يؤيد خطأ من رفعه عن عبد الرحمن بن عوف ، وقد ذكر الضياء أن الدارقطني أيضا صحح وقفه على عبد الرحمن .
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:25 PM
924 - " إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة . قال : فما يكفرها يا رسول الله ؟ قال : الهموم في طلب المعيشة " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 134 / 1 ) وعنه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 235 ) والخطيب في " التلخيص " ( 61 / 2 ) وابن عساكر ( 15 / 332 / 1 ) عن محمد بن سلام المصري : حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير : حدثنا مالك بن أنس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا ، وقال الطبراني : " لم يرو ه عن مالك إلا يحيى ، تفرد به محمد " .
وقال الخطيب : " روى عن يحيى بن بكير حديثا منكرا " . ثم ساقه ، وقال ابن عساكر : " غريب جدا " . قلت : اتهمه الذهبي بهذا الحديث فقال : " حدث عن يحيى بن بكير عن مالك بخبر موضوع " . قلت : وهو هذا ، قال الحافظ في " اللسان " : " والخبر المذكور عن أبي هريرة رفعه ، قلت : فذكره من رواية الطبراني ثم قال : وأخرجه الدارقطني في " الغرائب من طريقين آخرين عن محمد بن سلام ، قال : الحمل فيه على محمد بن سلام الحمراوي البزار " .
قلت : وقد أغرب ابن الملقن في " الخلاصة " ( 171 / 1 ) حيث عزى الحديث للخطيب فقط في كتابه " تلخيص المتشابه " من حديث يحيى بن بكير ... " . ووجه الإغراب أنه عزاه للخطيب فأوهم أنه لم يروه من هو أعلى طبقة منه ، ثم هو لم يذكر من السند ما هو موضع العلة منه ، بل طوى صفحا عنها ، وذكر من السند من هم فوقها ، مما لا فائدة من ذكره مطلقا ، اللهم إلا إيهام أن ما لم يذكره من السند ليس فيهم من ينظر فيه ! والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 219 / 1 ) لابن عساكر فقط ! وقال : " وفيه محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي ضعيف " . قلت : بل هو كذاب وضاع ، قال الدارقطني : " وضع من الأحاديث ما لا يضبط " . قلت : لكنه لم يرد له ذكر في إسناد الحديث هذا عند من ذكرنا .
ثم إن الحديث عزاه السيوطي للخطيب في " المتفق والمفترق " عن أبي عبيد عن أنس . قال الأزدي : " أبو عبيد رضي الله عنه (!) عن أنس لا شيء " . وروي بلفظ آخر وهو :
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:26 PM
925 - " إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها صيام ولا صلاة ، ولا حج ، ولا جهاد ، إلا الغموم والهموم في طلب العلم " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 287 ) عن أحمد بن علي بن زيد الدينوري : حدثنا يزيد بن شريح بن مسلم الخوارزمي : حدثنا علي بن الحسين بن واقد : حدثني أبي : حدثنا أبو غالب عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : وهذا سند ضعيف ، أحمد بن علي ويزيد بن شريح لم أجد من ترجمهما . ومن فوقهما ثقات معرفون وفيهم كلام يسير لا يضر . وهذا الحديث مما فات السيوطي فلم يورده في " الجامع الكبير " : بله " الصغير " !
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:29 PM
932 - " من أفطر ( يعني في السفر ) فرخصة ، ومن صام فالصوم أفضل " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف شاذ .
رواه أبو حفص الكناني في " الأمالي " ( 1 / 10 / 1 ) : حدثنا محمد بن هارون الحضرمي : حدثنا أبوهاشم زياد بن أيوب : حدثنا معاوية الضرير : أخبرنا عاصم الأحول عن أنس بن مالك قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الصوم في السفر ؟ قال : فقال : فذكره .
قلت : وهذا سند رجاله كلهم ثقات على شرط البخاري ، غير الحضرمي ، وهو ثقة كما قال الدارقطني وغيره ، وله ترجمة جيدة في " تاريخ بغداد " ، فظاهر الإسناد الصحة ، وقد اغتررت به برهة يسيرة من الزمن ، ثم بدا لي أنه معلول بالوقف ، فقد قال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 149 / 2 ) : حدثنا أبو معاوية ومروان بن معاوية عن عاصم قال : سئل أنس عن الصوم في السفر ؟ فقال : فذكره بالحرف الواحد هكذا موقوفا على أنس .
قلت : وهذا هو الصواب ، لأن أبا معاوية - واسمه محمد بن حازم - وإن كان ثقة وأحفظ الناس لحديث الأعمش ، فهو قد يهم في حديث غيره كما قال الحافظ في " التقريب " ، فمثله يحتج به إذا لم يخالف ، أولم يختلف عليه كما وقع في هذا الإسناد ، فأبوهاشم زياد بن أيوب رفعه ، وابن أبي شيبة أوقفه ، ولابد من مرجح ، وهو أعني ابن أبي شيبة قد قرن مع أبي معاوية مروان بن معاوية وهو ثقة حافظ كما في " التقريب " فأوقفه أيضا ، ولم يختلف عليه فيه ، فروايته أولى ، لاسيما مع موافقة إحدى الروايتين عن أبي معاوية له ، وهذا ظاهر لا يخفى إن شاء الله تعالى . ومما يرجح أن الحديث موقوف على أنس وليس بمرفوع ، ما روى ابن أبي شيبة أيضا : قال مروان بن معاوية : عن عاصم عن ابن سيرين قال : كان عثمان بن أبي العاص يقول في ذلك مثل قول أنس بن مالك .
قلت : وهذا سند صحيح أيضا موقوفا . فتبين أن الصواب في هذا الحديث الوقف ، وأنه شاذ مرفوعا ، ولعل هذا هو السر في عدم وروده في شيء من كتب " السنن " و" المسانيد " وغيرها ، ككتب التخريجات ، مثل " نصب الراية " للزيلعي ، و" تلخيص الحبير " للعسقلاني ، ونحوها .
وقد اختلف العلماء ، في صوم رمضان في السفر على أقوال معروفة ، ولا شك أن الإفطار فيه رخصة ، والأخذ بها أحب إلينا إذا كان المفطر لا يتحرج من القضاء ، وإلا فالأحب لدينا حينئذ الصيام ، والله أعلم . ومن شاء التوسع في هذه المسألة فليراجع " نيل الأوطار " ، أو غيره من كتب أهل العلم والتحقيق .
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:34 PM
1014 - " ليتقه الصائم، يعني الكحل ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه أبو داود ( 1/373 ) والبيهقي ( 4/262 ) عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هو ذة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالإثمد المروح عند النوم، وقال : فذكره، واللفظ لأبي داود، ولفظ البيهقي :
" لا تكتحل بالنهار وأنت صائم، اكتحل ليلا، الإثمد يجلوالبصر، وينبت الشعر "، وأشار البيهقي لتضعيفه بقوله :
وقد روي في النهي عنه نهارا وهو صائم حديث أخرجه البخاري في التاريخ وقال أبو داود عقبه : قال لي يحيى بن معين : هو حديث منكر.
وذكر مثله في " المسائل " ( ص 298 ) عن الإمام أحمد أيضا.
قلت : وله علتان :
الأولى : ضعف عبد الرحمن بن النعمان، وبه أعله المنذري، فقال في " مختصر السنن " ( 3/260 ) :
قال يحيى بن معين : ضعيف، وقال أبو حاتم الرازي : صدوق. قال الذهبي بعد أن ذكر هذين القولين المتعارضين فيه :
وقد روى عن سعد بن إسحاق العجري فقلب اسمه أولا فقال : إسحاق بن سعد بن كعب، ثم غلط في الحديث فقال : عن أبيه عن جده، فضعفه راجح.
قلت : ولذلك أورده في " الضعفاء " أيضا، ولكنه قال :
مختلف فيه، فلا يترك، يعني أنه ليس شديد الضعف، وقد أشار إلى هذا الحافظ في " التقريب " فقال :
صدوق، ربما غلط، وقد فاتت المنذري علة أخرى وهي :
الثانية : جهالة أبيه النعمان بن معبد، وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة " الصيام " فقال ( ص 49 بتحقيقنا ) عقب ما سبق عن المنذري :
لكن من الذي يعرف أباه وعدالته وحفظه ؟ !، ولهذا قال الذهبي فيه :
غير معروف، وقال الحافظ : مجهول.
قلت : ومن ذلك تعلم ما في قول المجد ابن تيمية في " المنتقي " :
وفي إسناده مقال قريب، ثم أعله بعبد الرحمن فقط كما فعل المنذري تماما !
وقد ثبت عن أنس رضي الله عنه أنه كان يكتحل وهو صائم.
أخرجه أبو داود بسند حسن.
وقال الحافظ في " التلخيص " ( 189 ) : لا بأس به.
وفي معناه أحاديث مرفوعة لا يصح منها شيء كما قال الترمذي وغيره، ولكنها موافقة للبراءة الأصلية، فلا ينقل عنها إلا بناقل صحيح، وهذا مما لا وجود له، وقد اختلف العلماء في الكحل للصائم، وكذا الحقنة ونحوها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المصدر السابق ( ص 47 ) :
فمنهم من لم يفطر بشيء من ذلك، فإن الصيام من دين المسلمين الذي يحتاج إلى معرفته الخاص والعام، فلوكانت هذه الأمور مما حرمها الله ورسوله في الصيام ويفسد الصوم بها، لكان هذا مما يجب على الرسول بيانه، ولو ذكر ذلك لعلمه الصحابة وبلغوه الأمة كما بلغوا سائر شرعه، فلما لم ينقل أحد من أهل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك حديثا صحيحا مسندا ولا مرسلا، علم أنه لم يذكر شيئا من ذلك، والحديث المروي في الكحل ضعيف، رواه أبو داود، ولم يروه غيره ولا هو في مسند أحمد ولا سائر الكتب.
ثم ساق هذا الحديث، ثم قال :
والذين قالوا : إن هذه الأمور تفطر، لم يكن معهم حجة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ذكروا ذلك بما رأوه من القياس، وأقوى ما احتجوا به قوله صلى الله عليه وسلم : " وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما، قالوا : فدل ذلك على أن ما وصل إلى الدماغ يفطر الصائم إذا كان بفعله، وعلى القياس : كل ما وصل إلى جوفه بفعله من حقنة وغيرها سواء كان ذلك في موضع الطعام والغذاء أوغيره من حشو جوفه، والذين استثنوا الكحل قالوا : العين ليست كالقبل والدبر، ولكن هي تشرب الكحل كما يشرب الجسم الدهن والماء، ثم قال :
وإذا كان عمدتهم هذه الأقيسة ونحوها لم يجز إفساد الصوم بمثل هذه الأقيسة لوجوه :
أحدها : أن القياس وإن كان حجة إذا اعتبرت شروط صحته، فقد قلنا في " الأصول " : إن الأحكام الشرعية بينتها النصوص أيضا، وإن دل القياس الصحيح على مثل ما دل عليه النص دلالة خفية، فإذا علمنا أن الرسول لم يحرم الشيء ولم يوجبه، علمنا أنه ليس بحرام ولا واجب، وأن القياس المثبت لوجوبه وتحريمه فاسد.
ونحن نعلم أنه ليس في الكتاب والسنة ما يدل على الإفطار بهذه الأشياء فعلمنا أنها ليست مفطرة.
الثاني : أن الأحكام التي تحتاج الأمة إلى معرفتها لابد أن يبينها الرسول صلى الله عليه وسلم بيانا عاما، ولابد أن تنقلها الأمة، فإذا انتفى هذا، علم أن هذا ليس من دينه، وهذا كما يعلم أنه لم يفرض صيام شهر غير رمضان،
ولا حج بيت غير البيت الحرام، ولا صلاة مكتوبة غير الخمس، ولم يوجب الغسل في مباشرة المرأة بلا إنزال، ولا أوجب الوضوء من الفزع العظيم، وإن كان في مظنته خروج الخارج، ولا سن الركعتين بعد الطواف بين الصفا والمروة، كما سن الركعتين بعد الطواف بالبيت.
وبهذه الطرق يعلم أيضا أنه لم يوجب الوضوء من لمس النساء، ولا من النجاسات الخارجة من غير السبيلين، فإنه لم ينقل أحد عنه صلى الله عليه وسلم بإسناد يثبت مثله أنه أمر بذلك، مع العلم بأن الناس كانوا ولا يزالون يحتجمون
ويتقيؤون ؟ ويجرحون في الجهاد وغير ذلك، وقد قطع عرق بعض أصحابه ليخرج منه الدم وهو الفصاد، ولم ينقل عنه مسلم أنه أمر أصحابه بالتوضؤ من ذلك " ( قال ) :
" فإذا كانت الأحكام التي تعم بها البلوى، لابد أن يبينها الرسول صلى الله عليه وسلم بيانا عاما، ولابد أن تنقل الأمة ذلك، فمعلوم أن الكحل ونحوه مما تعم به البلوى، كما تعم بالدهن والاغتسال والبخور والطيب. فلوكان هذا مما يفطر لبينه النبي صلى الله عليه وسلم كما بين الإفطار بغيره. فلما لم يبين ذلك، علم أنه من جنس الطيب والبخور والدهن. والبخور قد يتصاعد إلى الأنف ويدخل في الدماغ، وينعقد أجساما، والدهن يشربه البدن ويدخل إلى داخله، ويتقوى به الإنسان، وكذلك يتقوى بالطيب قوة جيدة، فلما لم ينه الصائم عن ذلك، دل على جواز تطيبه وتبخره وادهانه، وكذلك اكتحاله.
الوجه الثالث : إثبات التفطير بالقياس يحتاج إلى أن يكون القياس صحيحا وذلك إما قياس على بابه الجامع، وإما بإلغاء الفارق، وإما أن يدل دليل على العلة في الأصل معد لها إلى الفرع، وإما أن يعلم أن لا فارق بينهما من الأوصاف المعتبرة في الشرع، وهذا القياس هنا منتف. وذلك أنه ليس في الأدلة ما يقتضي أن المفطر الذي جعله الله ورسوله مفطرا هو ما كان واصلا إلى دماغ أو بدن أو ما كان داخلا من منفذ أوواصلا إلى الجوف، ونحوذلك من المعاني التي يجعلها أصحاب هذه الأقاويل هي مناط الحكم عند الله ورسوله.
الوجه الرابع : إن القياس إنما يصح إذا لم يدل كلام الشارع على علة الحكم إذا سبرنا أوصاف الأصل، فلم يكن فيها ما يصلح للعلة إلا الوصف المعين، ( قال ) :
فإذا كان في الأصل وصفان مناسبان لم يجز أن يقول بالحكم بهذا دون هذا، ومعلوم أن النص والإجماع أثبتا الفطر بالأكل والشرب والجماع والحيض، والنبي صلى الله عليه وسلم قد نهى المتوضئ عن المبالغة في الاستنشاق إذا كان صائما، وقياسهم على الاستنشاق أقوى حججهم كما تقدم، وهو قياس ضعيف لأن من نشق الماء بمنخريه ينزل الماء إلى حلقه، وإلى جوفه، فحصل له بذلك ما يحصل للشارب بفم،
ويغذي بدنه من ذلك الماء، ويزول العطش، ويطبخ الطعام في معدته كما يحصل بشرب الماء فلولم يرد النص بذلك، لعلم بالعقل أن هذا من جنس الشرب، فإنهما لا يفترقان إلا في دخول الماء من الفم، وذلك غير معتبر، بل دخول الماء إلى الفم وحده لا يفطر، فليس هو مفطرا ولا جزءا من المفطر لعدم تأثيره، بل هو طريق إلى الفطر وليس كذلك الكحل والحقنة، فإن الكحل لا يغذي ألبتة، ولا يدخل أحدا كحلا إلى جوفه لا من أنفه ولا من فمه، وكذلك الحقنة لا تغذي، بل تستفرغ ما في البدن، كما لوشم شيئا من المسهلات، أوفزع فزعا أوجب استطلاق جوفه، وهي لا تصل إلى المعدة.
فإذا كانت هذه المعاني وغيرها موجودة في الأصل الثابت بالنص والإجماع، فدعواهم أن الشارع علق الحكم بما ذكروه من الأوصاف، معارض بهذه الأوصاف، والمعارضة تبطل كل نوع من الأقيسة، إن لم يتبين أن الوصف الذي ادعوه هو العلة دون هذا.
الوجه الخامس : أنه ثبت بالنص والإجماع منع الصائم من الأكل والشرب والجماع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " (1). ولا ريب أن الدم يتولد من الطعام والشراب. وإذا أكل وشرب اتسعت مجاري الشياطين، وإذا ضاقت انبعثت القلوب إلى فعل الخيرات، وإلى ترك المنكرات، فهذه المناسبة ظاهرة في منع الصائم من الأكل والشرب، والحكم ثابت على وقفه، وكلام الشارع قد دل على اعتبار هذا الوصف وتأثيره، وهذا منتف في الحقنة والكحل وغير ذلك.
فإن قيل : بل الكحل قد ينزل إلى الجوف ويستحيل دما ؟
قيل : هذا كما قد يقال في البخار الذي يصعد من الأنف إلى الدماغ فيستحيل دما، وكالدهن الذي يشربه الجسم. والممنوع منه إنما هو ما يصل إلى المعدة فيستحيل دما ويتوزع على البدن.
الوجه السادس : ونجعل هذا وجها سادسا ( الأصل خامسا ) فنقيس الكحل والحقنة ونحوذلك على البخور والدهن ونحوذلك، لجامع ما يشتركان فيه، مع أن ذلك ليس مما يتغذى به البدن ويستحيل في المعدة دما. وهذا الوصف هو الذي أوجب أن لا تكون هذه الأمور مفطرة. وهذا موجود في محل النزاع ".
هذا كله من كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى مع شيء من الاختصار، آثرت نقله على ما فيه من بسط وتطويل، لما فيه من الفوائد والتحقيقات التي لا توجد عند غيره، فجزاه الله خيرا.
ومنه يتبين أن الصواب أن الكحل لا يفطر الصائم، فهو بالنسبة إليه كالسواك يجوز أن يتعاطاه في أي وقت شاء، خلافا لما دل عليه هذا الحديث الضعيف الذي كان سببا مباشرا لصرف كثير من الناس عن الأخذ بالصواب الذي دل عليه التحقيق العلمي، ولذلك عنيت ببيان حال إسناده، ومخالفته للفقه الصحيح، والله الموفق.
ومما سبق يمكننا أن نأخذ حكم ما كثر السؤال عنه في هذا العصر، وطال النزاع فيه. ألا وهو حكم الحقنة ( الإبرة ) في العضل أوالعرق، فالذي نرجحه أنه لا يفطر شيء من ذلك، إلا ما كان المقصود منه تغذية المريض، فهذه وحدها هي التي تفطر والله أعلم.
__________
(1) قلت : هذا حديث صحيح، أخرجه الشيخان من حديث أنس وصفية رضي الله عنهما، هكذا، وقد ذكره ابن تيمية في مكان آخر من رسالته في " الصيام " ( ص 75 ) بزيادة : " فضيقوا مجاريه بالجوع والصوم "، ولا أصل لها من شيء من كتب السنة التي وقفت عليها، وإنما هي في " كتاب الإحياء " للغزالي فقط كما نبهت عليه في التعليق على الرسالة المذكورة. اهـ.
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:36 PM
1130 - " ليس من امبر امصيام في امسفر ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
شاذ بهذا اللفظ.
أخرجه أحمد ( 5/434 ) عن معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري - وكان من أصحاب السقيفة - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
قلت : وهذا إسناد ظاهره الصحة، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وعلته الشذوذ ومخالفة الجماعة. فقد قال أحمد أيضا : حدثنا سفيان عن الزهري به بلفظ :
" ليس من البر الصيام في السفر ".
وتابعه عليه ابن جريج ويونس ومحمد بن أبي حفصة والزبيدي كلهم رووه عن الزهري بلفظ سفيان.
وتابعهم معمر نفسه عند البيهقي وقال :
" وهو المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم ".
وليس يشك عالم بأن اللفظ الذي وافق معمر الثقات عليه، هو الصحيح الذي ينبغي الأخذ به، والركون إليه، بخلاف اللفظ الآخر الذي خالفهم فيه، فإنه ضعيف لا يعتمد عليه، لا سيما ومعمر ؛ وإن كان من الثقات الأعلام فقد قال الذهبي في ترجمته :
" له أوهام معروفة، احتملت له في سعة ما أتقن، قال أبو حاتم : صالح الحديث، وما حدث به بالبصرة، ففيه أغاليط ".
وإن مما يؤكد وهم معمر في هذا اللفظ الذي شذ به عن الجماعة أن الحديث قد ورد عن جماعة آخرين من الصحابة، مثل جابر بن عمرو، وعمار بن ياسر وأبي الدرداء ، جاء ذلك عنهم من طرق كثيرة، وكلها أجمعت على روايته باللفظ الثاني الذي رواه الجماعة، وقد خرجت أحاديثهم جميعا في " إرواء الغليل " ( 925 ) فمن شاء الوقوف عليها، فليرجع إليه إن شاء الله تعالى.
وإنما عنيت هنا عناية خاصة لبيان ضعف الحديث بهذا اللفظ لشهرته عند علماء اللغة والأدب، ولقول الحافظ ابن حجر في " التلخيص " :
" هذه لغة لبعض أهل اليمن، يجعلون لام التعريف ميما، ويحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خاطب بها هذا الأشعري ( يعني : كعب بن عاصم ) كذلك لأنها لغته، ويحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما ألف من لغته، فحملها الراوي عنه، وأداها باللفظ الذي سمعها به. وهذا الثاني أوجه عندي. والله أعلم ".
فأقول : إن إيراد الحافظ رحمه الله تعالى هذين الاحتمالين قد يشعر القارىء لكلامه أن الرواية ثبتت بهذا اللفظ عن الأشعري، وإنما تردد في كونه من النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، أومن الأشعري، ورجح الثاني. وهذا الترجيح لا داعي إليه، بعد أن أثبتنا أنه وهم من معمر، فلم يتكلم به النبي صلى الله عليه وسلم ولا الأشعري، بل ولا صفوان بن عبد الله، ولا الزهري. فليعلم هذا فإنه عزيز نفيس إن شاء الله تعالى.
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:38 PM
1314 - " ليس منا من خصى، أواختصى، ولكن صم ووفر شعر جسدك ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/117/1 ) عن معلى الجعفي عن ليث عن
مجاهد وعطاء عن ابن عباس قال :
" شكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم العزوبة ؛ فقال : ألا أختصي ؟ فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم : لا، ليس منا.. ".
قلت وهذا إسناد موضوع آفته المعلى هذا وهو ابن هلال الحضرمي ويقال : الجعفي
الطحان الكوفي، وهو كذاب وضاع، شهد بذلك كبار الأئمة مثل السفيانين وابن
المبارك وابن المديني وغيرهم، وقال الحافظ في " التقريب " :
" اتفق النقاد على تكذيبه ".
وبه أعله الهيثمي ( 4/254 ) وقال فيه :
" متروك ".
قلت : فيا عجبا للسيوطي كيف لم يخجل من تسويد كتابه " الجامع الصغير " بهذا
الحديث ؟ ! وليس هذا فحسب، بل قواه أيضا فيما زعم شارحه المناوي :" ورواه البغوي في " شرح السنة " بسند فيه مقال، ورمز المصنف لحسنه " !
ثم إنني أخشى أن يكون في عزوالمناوي إياه للبغوي شيء من الوهم، أوالتساهل،
فقد روى البغوي حديثا آخر مطولا فيه الشطر الأول من هذا، من حديث عثمان بن
مظعون، لا من رواية ابن عباس، وهو الذي في إسناده مقال كما كنت نقلته في
تعليقي على " المشكاة " ( 724 ).
وأقول الآن بعد أن تم طبع كتاب البغوي : " شرح السنة "، فإنه أورده ( 2/370 )
من طريق رشدين بن سعد : حدثني ابن أنعم عن سعد بن مسعود أن عثمان بن مظعون أتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ائذن لنا في الاختصاء، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" ليس منا من خصى ولا اختصى، إن اختصاء أمتي الصيام.. " الحديث فهذا الإسناد
فيه علتان :
الأولى : الإرسال، فإن سعد بن مسعود تابعي لم يدرك القصة ولم يسندها كما هو
ظاهر، وقد خفيت هذه العلة على المعلق على " الشرح " فلم يتعرض لها بذكر.
والثانية : ضعف رشدين وابن أنعم ؛ واسمه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وقد
سبق تضعيفهما أكثر من مرة.
ومع ضعف إسناده فليس فيه الشطر الثاني من الحديث كما رأيت.
ومن هذا التخريج والتحقيق يتبين أن المناوي أخطأ مرتين :
الأولى : أنه عزا حديث الترجمة للبغوي، والذي عنده حديث آخر متنا ومخرجا.
والأخرى : أنه أقر السيوطي على رمزه - كما قال - له بالحسن، وكان اللائق به
أن يتعقبه بأن فيه ذاك الكذاب الوضاع. على أنه لم يكتف بالإقرار المذكور، بل
صرح في " التيسير " بأن إسناد الطبراني حسن ! وقلده الغماري كما سبق في
المقدمة ( 22 - 23 ) !
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:40 PM
1440 - " الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أوغيبة ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي والطبراني في " الأوسط " ( رقم 4673 ) من طريق الربيع بن بدر عن
يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا. وقالا :
" لم يروه عن يونس إلا الربيع ".
قلت : وهو ضعيف جدا، كما بينته آنفا.
2642 - ( الصيام جنة ما لم يخرقه بكذبه أو بغيبة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جدا
أخرجه أبو الشيخ في " أحاديثه " ( ق 15/2 ) ، والأصبهاني في " الترغيب " ( 214/2 ) من طريق الربيع بن بدر عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، الربيع بن بدر متروك ، كما قال الحافظ الهيثمي في " المجمع " ( 3/171 ) ، وخرجه من رواية الطبراني في " الأوسط " ( 3/128/1546- مجمع البحرين ط ) .
وقد روي الشطر الأول منه من حديث أبي عبيدة ، وإسناده ضعيف خلافا لمن حسنه ، كما بينته في
" تخريح الترغيب " ( 2/97 ) ، و " الضعيفة " أيضا ( 6438 ) .
وأما قوله : " الصيام جنة " فقد صح عن أبي هريرة وغيره ، وهو مخرج في " الإوراء " ( 18 ) وغيره .
6438 - ( الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، مَا لَمْ يَخْرِقْهَا) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه البخاري في "التاريخ" (4/1/21) ، والنسائي (1/311) ،
والدارمي (2/15) ، وابن خزيمة (3/194) ، والحاكم (3/265) ، والبيهقي في
"السنن" (4/270) و "شعب الإيمان" (3/289/3572) ، وابن أبي شيبة في
"المصنف" (3/6) ، وأحمد (1/195 و 196) ، وأبو يعلى (2/180 - 181) ، والطيالسي
أيضاً (31/227) من طرق ، بعضهم عن واصل مولى أبي عيينة ، وبعضهم عن
جرير بن حازم كلاهما عن بَشَّارِ بْنِ أَبِى سَيْفٍ عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي
عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ قَالَ عن أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ... به . وعند بعضهم زيادة في
المتن مع قصة ، فقال عياض بن غطيف :
دَخَلْنَا عَلَى أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ نَعُودُهُ مِنْ شَكْوىً أَصَابَهُ ، وَامْرَأَتُهُ (تُحَيْفَةُ)
قَاعِدَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ ، قُلْت : كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ ؟ قَالَتْ : وَاللَّهِ ! لَقَدْ بَاتَ بِأَجْرٍ . فَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ مَا بِتُّ بِأَجْرٍ ! وَكَانَ مُقْبِلاً بِوَجْهِهِ عَلَى الْحَائِطِ ، فَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ
قَالَ : أَلاَ تَسْأَلُونِى عَمَّا قُلْتُ ؟ قَالُوا : مَا أَعْجَبَنَا مَا قُلْتَ فَنَسْأَلُكَ عَنْهُ ! قَالَ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ :
« مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِى سَبِيلِ اللَّهِ ، فَبِسَبْعِمِائَ ةٍ ، وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ
وَأَهْلِهِ ، أَوْ عَادَ مَرِيضاً ، أَوْ مَازَ أَذًى ، فَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ ، مَا لَمْ
يَخْرِقْهَا ، وَمَنِ ابْتَلاَهُ اللَّهُ بِبَلاَءٍ فِى جَسَدِهِ ، فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ ».رواه الحاكم وأحمد وأبو يعلى ، وكذا البخاري والبيهقي في "الشعب" ، لكن
ليس عندهما القصة . وهي عند البزار في "مسنده" (1/364/763 و 764) مع
الجملة الأخيرة منه بلفظ :
"إن مرض المؤمن حطة ، يحط عنه ذنوبه ".
وسكت عنه الحاكم والذهبي ، وحَسَّن إسناده المنذري في "الترغيب"
(2/97) ، وقلَّده المعلق على "أبي يعلى" ، وصححه أحمد شاكر رحمه الله في
تعليقه على "المسند"(3/144) ، وما أرى ذلك ، لما يأتي:
أولاً : عياض بن غطيف ، وبشار بن أبي سيف : لم يوثقهما غير ابن حبان ،
ويلحق به شيخه ابن خزيمة ، لإخراجه لحديثهما في "الصحيح" ، ولم يرو عن كل
منهما إلا اثنان ،وبيَّض لهما الذهبي في "الكاشف" ، وقال الحافظ فيهما :
"مقبول" . يعني : عند المتابعة ، وإلا ، فليَّن الحديث - كما نص عليه في
المقدمة - .
وعليه فحالهما مجهول .
وثانياً : مما يؤكد جهالتهما ، وخفاء حالهما : الاضطراب في ضبط اسميهما ،
فالأول منهما :
(عياض بن غطيف) : فقيل فيه هكذا ، وهي رواية أكثر المصادر المذكورة - مثل
"التاريخ" و"السنن" و"المسند" وغيرهما - ، وهكذا ترجموه في كتب الرجال .
وقيل : (غطيف بن الحارث) - وهي رواية الطيالسي ، وعنه "شعب البيهقي" - ،
وهي رواية أخرى لـ"تاريخ البخاري" ، وبسند آخر ، فقال عقب الرواية الأولى :
وقال إسحاق بن إبراهيم : حدثني عمرو بن الحارث قال : حدثني عبد الله بن سالم عن الزُّبيدي : سمع سليم بن عامر أن غطيف بن الحارث حدثهم عن أبي
عبيدة قال :
"يكفر به الخطايا" .
قلت : وهذا إسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات إلى غطيف ، لكن الظاهر أنه
ليس فيه إلا الجملة الأخيرة من الحديث ، وباللفظ المذكور .
وقيل : (الحارث بن غطيف) : على القلب للذي قبله . وهي رواية البزار عن
واصل بن جرير ، وهي أبعدها عن الصواب .
والتي قبلها هي الأرجح - كما يظهر من رواية البخاري الأخرى - ، وهي التي
جزم بصحتها ابن أبي حاتم عن أبيه : فقال في ترجمة الرواية الأولى :
" عياض بن غطيف ويقال : (غطيف بن الحارث) الشامي ... والصحيح :
(غطيف بن الحارث) قال : أتينا أبا عبيدة بن الجراح ، روى عنه الوليد بن عبد الرحمن
وسليم بن عامر ".
وخالفه ابن حبان ، فقال في ترجمة : (عياض بن غطيف ) من "الثقات"
(5/265 - 266) :
"روى عنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي ، وهو الذي يقول له سليم بن عامر:
(غطيف ( 1) بن الحارث) عن أبى عبيدة ، ولم يضبطه "!
كذا قال ! وسليم بن عامر ثقة من رجال مسلم ، ولا نعلم في توثيقه خلافاً .
فكيف يصح أن يوهم هو دون بشار بن أبي سيف ، وهو غير مشهور ولا معروف
بالحفظ - كما تقدم - ؟! وقد يلتبس هذا الراوي على الخلاف في ضبط اسمه بـ (غُضيف بن الحارث
اليماني السكوني الثمالي) له صحبة ، وهو مترجم في "التهذيب" ، وقد ذكر في
الرواة عنه الوليد بن عبد الرحمن المتقدم ، فجاء الالتباس ، ومع أن الحافظ أطال في
ترجمته ، ونبه على بعض الأوهام ، فإنه لم يُزل اللبس المذكور . وكأنه تدارك ذلك
في "التقريب" ، فقال عقب ترجمة (غضيف) هذا :
"عياض بن غطيف :آخر مخضرم ، مقبول . س".
يعني كما وقع في رواية النسائي المتقدمة .
هذا ما يتعلق بالاسم الأول ، وما وقع في ضبطه من الاضطراب .
وأما الاسم الآخر :
(بشار بن أبي سيف) : فقد وقع هكذا في أكثر المصادر المتقدمة . ووقع في
رواية لابن أبي شيبة : ( يسار بن أبي سيف) ،ولا يبعد أن يكون خطأ من الناسخ ،
ولكني رأيت الهيثمي قال في تخريج الحديث (2/300) :
"رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ، وفيه يسار بن أبي سيف ، ولم أر من وثقه ولا
جرحه ، وبقية رجاله ثقات".
ومع أن الموجود في "مسند أحمد والبزار موافق للمصادر الأخرى ، فإني
أخشى أن يكون وقع في نسخ الهيثمي في تلك المصادر (يسار) - كما ذكر - ، وإني
لأذكر أنه يحتمل أن يكون في كتاب الهيثمي على الصواب (بشار) ، ولكنه تحرف
على الطابع ، لكنني أستبعد ذلك عنه ، لأنه موجود في "تهذيب المزي" - فضلاً
عن "التاريخ" و"الجرح" و"الثقات" - والله أعلم .
وأما "مسند أبي يعلى" فوقع فيه هكذا (ابن أبي سيف) منسوباً غير مسمى .ثالثاً : قد وقع الاضطراب في إسناده أيضاً عند أحمد على ثلاثة وجوه :
الأول : واصل عن عياض بن غطيف قال : دخلنا على أبي عبيدة :فأسقط
منه الوليد بن عبد الرحمن !
الثاني : أثبت الوليد وأسقط (بشاراً) !
الثالث : أثبت الاثنين - كما تقدم - في رواية الجماعة ، وهي الراجحة بلا ريب .
رابعاً : الوقف ، فقد قال مسعر : عن الوليد بن أبي مالك قال : ثنا أصحابنا
عن أبي عبيدة قال :
"الصيام جنة ما لم يخرقها ".
أخرجه النسائي (1/312) - هكذا موقوفاً - ، وهو الصحيح في نقدي ، لأن
إسناده إلى الأصحاب صحيح ، رجاله ثقات ، والوليد - هو : ابن عبد الرحمن بن أبي
مالك الهمداني الدمشقي - وهو غير الجرشي المتقدم ، وأصحابة جمع من التابعين ،
لا يخشى تواطؤهم على الكذب ، ولا تَوافقهم على الوهم - كما جرى على مثله
بعض الحفاظ (2) - ، ويبدو لي أن النسائي رحمه الله أشار في "السنن الكبرى"
(2/94/2543) إلى ترجيح وقفه ، فإنه ساقه فيه عقب المرفوع . والله أعلم .
(تنبيه) : عزا الحافظ في "الفتح" (4/104) للدارمي وأحمد فقط ، وقال :
"زاد الدارمي (بالغيبة) " .
وهذا من أوهامه رحمه الله : فإن هذه الزيادة عند الدارمي في الموضع الذي
سبقت الإشارة إليه ليست من الحديث ، بل إنه قال من عنده مفسراً إياه :
"قال أبو محمد : يعني بالغيبة".وأبو محمد هو : الدارمي نفسه .
على أنني أقول : لو كان عنده من تمام الحديث لقلت : إنها زيادة منكرة مدرجة
فيه بعض رواته ، لمخالفتها لكل الروايات المخرجة عند غيره - كما تقدم - .
نعم قد جاءت فِي حَدِيثِ آخر من حديث أبي هريرة مرفوعاً ، لكن إسناده
ضعيف جداً - كما تقدم بيانه برقم (2642) - .
(تنبيه آخر) :مسعر في إسناد النسائي الصحيح الموقوف - هو : ابن كدام - ،
وقد وقع في "كبرى النسائي" محرفاً إلى (سعد) ، والظاهر أنه خطأ مطبعي . والله
أعلم
__________
(1) الأصل المطبوع (غضيف) ، لكن المعلق عليه نص أن الأصل : (غطيف) ... فأثبته ،
لمطابقته لما في "التاريخ" .
(2) انظر "المقاصد الحسنة" (392/1044) .
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:42 PM
1901 - " الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار ، والصلاة نور المؤمن ، والصيام جنة من النار " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
رواه ابن ماجه ( 4210 ) وأبو يعلى في مسنده ( 179 / 2 ) والمخلص
في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 24 / 1 - 2 ) وأبو طاهر الأنباري في " المشيخة
" ( ق 138 / 2 ) عن محمد بن أبي فديك عن عيسى بن أبي عيسى الحناط عن أبي الزناد
عن أنس بن مالك مرفوعا . وكذا رواه أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذن في "
نسخة أبي مسهر ... " ( 63 / 1 ) وابن أخي ميمي في " الفوائد المنتقاة " ( 2 /
82 / 2 ) والقضاعي ( ق 194 / 2 ) والخطيب في " الموضح " ( 1 / 83 - 84 ) و
ابن عساكر في " التاريخ " ( 9 / 90 / 1 و10 / 323 / 2 ) . قلت : وهذا إسناد
ضعيف جدا ، الحناط هذا متروك كما في " التقريب " . والشطر الأول منه أخرجه
القضاعي ( 88 / 1 ) عن عمر بن محمد بن حفصة أبي حفص الخطيب قال : أخبرنا محمد
بن معاذ بن المستملي - بحلب - قال : أخبرنا القعنبي عن مالك عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . قلت : وعمر هذا ، لا يعرف ، ذكره في " الميزان " ولم يذكر فيه شيئا
سوى هذا الحديث من طريق القضاعي ، وقال : " فهذا بهذا الإسناد باطل " وأقره
الحافظ في " اللسان " . قلت : ومحمد بن معاذ بن المستملي ، لم أعرفه ، ويحتمل
أن يكون هو محمد بن معاذ بن فهد الشعراني أبو بكر النهاوندي الحافظ ، فقد كان
يقول إنه لقي جماعة من القدامة منهم القعنبي ، فإن يكن هو ، فهو واه كما قال
الذهبي . وله شاهد يرويه محمد بن الحسين بن حريقا البزار قال : أنبأنا الحسن
بن موسى الأشيب : حدثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس مرفوعا به .أخرجه ابن شاذان
الأزجي في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 126 / 2 ) والخطيب في " التاريخ " ( 2 /
227 ) . قلت : وهذا إسناد ضعيف ، أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي ، قال
الحافظ : " صدوق ، فيه لين " . ومحمد بن الحسين هذا لم أعرفه ، وفي ترجمته
أورده الخطيب ، ولم يذكر فيها شيئا سوى هذا الحديث ، ومع ذلك فقد حسن العراقي
إسناده في " تخريج الإحياء " ( 1 / 45 ) ! واقتصر على تضعيف إسناد ابن ماجه !
والله أعلم . وله شاهد من حديث أبي هريرة وهو الآتي بعده : وجملة الصدقة
لها شواهد تتقوى بها ، فانظر " الترغيب " ( 2 / 22 ) وجملة الصلاة تقدمت برقم
( 1660 ) وجملة الصيام ثابتة أيضا من حديث جابر وعائشة . انظر " الترغيب " (
2 / 60 ) .
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:44 PM
1949 - " من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفه " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر .
رواه أحمد في " المسند " ( 2 / 71 ) وعبد بن حميد في " المنتخب من
مسنده " . ( 91 / 2 ) وابن عبد الحكم في " فتوح مصر " ( 265 و292 ) من طرق عن
ابن لهيعة : حدثنا أبو طعمة قال : كنت عند ابن عمر إذ جاءه رجل فقال : يا
أبا عبد الرحمن إني أقوى على الصيام في السفر ؟ فقال : فذكره مرفوعا . وخالفهم
قتيبة بن سعيد فقال : عن ابن لهيعة عن رزيق الثقفي عن عبد الرحمن بن شماسة عن
عقبة بن عامر مرفوعا . أخرجه أحمد ( 4 / 158 ) وابن منده في " المعرفة " ( 2 / 92 / 2 ) وكذا الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 104 / 2 ) وقال : " لا يروى عن
عقبة إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن لهيعة " . قلت : وهو ضعيف لسوء حفظه ، وقد
اضطرب في إسناده كما ترى ، وكأن الهيثمي لم يتنبه لهذا ، فإنه بعد أن ساقه من
الوجه الأول ( 3 / 162 ) وحسن إسناده ، ساقه من هذا الوجه ، وقال : " رواه
أحمد ، والطبراني في " الأوسط " ، وفيه رزيق الثقفي ، ولم أجد من وثقه ولا
جرحه ، وبقية رجاله ثقات " ! كذا قال ، وهو من تساهله المعروف ، فابن لهيعة
فيه كلام كثير لسوء حفظه ، واضطرابه في هذا الحديث يؤيد ذلك ، ولذلك قال
البخاري في حديثه هذا كما في " الميزان " ، وأقره : " منكر " . قلت : ومنه
يعلم أن قول الحافظ المنذري عن شيخه الحافظ أبي الحسن : أنه قال : " إسناد أحمد
حسن " . فليس بحسن ، لضعف ابن لهيعة ، واضطرابه في إسناده ، واستنكار الإمام
البخاري إياه ، وإن كان العراقي حسنه أيضا كما نقله عنه المناوي ، وتبعه في
" التيسير " .
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:47 PM
2196 - " إن الله تصدق بإفطار الصيام على مرضى أمتي ومسافريهم ، أفيحب أحدكم أن يتصدق
على أحد بصدقة ثم يظل يردها عليه ؟ ! " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه الديلمي ( 1/2/226 ) عن الطبراني عن عبد الرزاق عن أبي بكر بن محمد عن
إسماعيل بن رافع عن ابن عمر :
" أنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ؟ فقال : لن أفطر ،
وقال : إني أقوى على الصوم ! فقال : .. " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف : إسماعيل بن رافع ، هو أبو رافع المدني ؛ ضعيف . وأبو
بكر بن محمد ؛ مجهول ؛ قاله عبد الحق في " الأحكام " كما في " اللسان " ( 6/349 ) .
وقد أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 7/122 - 123 ) : أخبرنا موسى بن إسماعيل
قال : حدثنا محمد بن أبي بكر أبو غاضرة العنزي قال :
بينما أنا في المسجد الحرام ، إذ مر شيخ معمم بعمامة بيضاء يتوكأ على عصا أراها
من عروق القثاء ، فقال أهل المسجد : هذا أبو رافع المدني ، فلحقته ، فقلت له :
يا أبا رافع ، حدثني بعض أحاديثك التي تروي ، فقال : قالت عائشة : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره دون الشطر الثاني منه .
فيبدو لي أن محمد بن أبي بكر هذا هو أبو بكر بن محمد في روايته الأولى ، انقلب
على بعض الرواة ، ولا أدري أيهما الصواب ، فإني لم أجد له ترجمة . نعم أورده
الدولابي في " الكنى " ( 2/77 و78 - 79 ) ، وساق بإسناده عن موسى بن إسماعيل
بهذا الإسناد هذه القصة ، لكن متن الحديث :
" من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات " ، ولم يذكر فيه شيئا من توثيق أو
تجريج ، فهو في عداد المجهولين .
ورواه الفريابي في " الصيام " رقم ( 103 ) بسند جيد عن ابن عمر موقوفا مختصرا
بنحوه . وفيه قصة .
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:52 PM
2720 - ( إن لكل شيء بابا ، وإن باب العبادة الصيام ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 1423 ) : أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم قال : حدثني ضمرة بن (1) حبيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ ضمرة بن حبيب تابعي ثقة .
وأبو بكر بن أبي مريم ؛ ضعيف مختلط .
ومن هذا الوجه أخرجه القضاعي ( ق 87/1 ) .
__________
(1) الأصل ابن أبي . وهو خطأ مطبعي .
احمد ابو انس
2022-02-24, 12:53 PM
3079 - ( إن الله تعالى كره لكم العبث في الصلاة ، والرفث في الصيام ، والضحك عند المقابر ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه ابن مبارك في "الزهد" (رقم1557) : أخبرنا إسماعيل بن عياش قال : أخبرني عبد الله بن دينار وسعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير مرفوعاً . ومن هذا الوجه أخرجه القضاعي (90/ 2) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف معضل ، وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين ، وعبد الله بن دينار إن كان هو المدني فهو ثقة ، فرواية إسماعيل عنه ضعيفة ، وإن كان هو الحمصي البهراني فهو نفسه ضعيف ، ومثله سعيد بن يوسف وهو الزرقي الرحبي ، وهو من صنعاء دمشق .
والحديث أورده السيوطي من رواية سعيد بن منصور عن يحيى بنأبي كثير مرسلاً به أتم منه بلفظ : "... كره لكم ستاً ..." فذكر هذه الثلاث : "والمن في الصدقة ، ودخول المساجد وأنتم جنب ، وإدخال العيون البيوت بغير إذن" .
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:16 PM
3431 - ( ثلاث من فعلهن أطاق الصيام : من أكل قبل أن يشرب ، وتسحر ، وقال ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ 55) من طريق أبي الشيخ عن إسماعيل بن يزيد : حدثنا أبو داود : حدثنا سلام بن مسكين عن قتادة عن أنس مرفوعاً .
ثم ذكر أن الحاكم رواه عن محمد بن الحجاج بن عيسى : حدثنا القعنبي عن سلمة بن وردان عن أنس ، إلا أنه قال :
"ويمس شيئاً من الطيب" مكان : "القيلولة" .
قلت : سلمة بن وردان ضعيف ، ومحمد الحجاج بن عيسى لم أعرفه .
وإسماعيل بن يزيد - وهو ابن حريث القطان أبو أحمد - اختلط في آخر أيامه ، فلا تطمئن النفس للاحتجاج بحديثه حتى يتبين أنه حدث به قبل اختلاطه ، وهيهات !
وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف من الطريقين ، على اختلاف في متنهما .
والحديث عزاه السيوطي للبزار عن أنس . ولم أره في "زوائده" ولا في "مجمع الزوائد" للهيثمي . فالله أعلم .
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:18 PM
3432 - ( ثلاث من حفظهن فهو وليي حقاً ، ومن ضيعهن فهو عدوي حقاً : الصلاة ، والصيام ، والجنابة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 13/ 2) : حدثنا مقدام بن داود : حدثنا أسد بن موسى : حدثنا عدي بن الفضل عن حميد عن أنس مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن حميد إلا عدي ، تفرد به أسد" .
قلت : هو صدوق ، وإنما الآفة من شيخه عدي بن الفضل - وهو التيمي أبو حاتم البصري - ؛ فإنه متروك ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
وقول الهيثمي (1/ 293) : "ضعيف" فيه تساهل .
والمقدام بن داود ليس بثقة كما قال النسائي ، لكن ظاهر كلام الطبراني المذكور أنه لم يتفرد به . والله أعلم .
والحديث عزاه السيوطي لسعيد بن منصور أيضاً عن الحسن مرسلاً ، وقد وصله ابن أبي ثابت في "حديثه" (1/ 126/ 2) من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس به .
والمبارك ضعيف .
وقد وجدت له طريقاً أخرى عند ابن عدي (237/ 1) عن عبيد الله بن تمام عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً به وقال :
"عبيد الله ، فيما يرويه مناكير ، وهذا لا يتابعه عليه أحد من الثقات" .
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:19 PM
3628 - ( الذكر خير من الصدقة ، والذكر خير من الصيام ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
رواه الديلمي (2/ 160) عن أبي الشيخ معلقاً ، عن زكريا بن يحيى المصري : حدثنا خالد بن عبد الدائم ، عن نافع بن يزيد ، عن زهرة بن معبد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته خالد بن عبد الدائم ، أو الراوي عنه زكريا بن يحيى المصري ، وهو يحيى الوقار ؛ فإنه من الكذابين الكبار . قال الذهبي في ترجمة خالد :
"روى عنه زكريا الوقار وحده ، فلعل الآفة من زكريا . وقال ابن حبان : يلزق المتون الواهية بالأسانيد المشهورة" .
"روى عن نافع بن يزيد موضوعات . وقال الحاكم والنقاش : روى أحاديث موضوعة . وقال أبو الفضل بن طاهر : متروك الحديث" .
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:21 PM
3811 - ( الصيام نصف الصبر ، وعلى كل شيء زكاة ، وزكاة الجسد الصيام ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه ابن ماجه (1/ 531) ، والبيهقي في "الشعب" (3/ 292/ 3577 و 3578) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (13/ 1) عن موسى بن عبيدة ، عن جمهان ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل موسى بن عبيدة ؛ وهو متفق على تضعيفه .
والجملة الأولى رويت من طريق أخرى ، عن رجل من بني سليم ، عند الترمذي (3514) . فانظر "المشكاة" (296) .
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:22 PM
3953 - ( العمرة من الحج بمنزلة الرأس من الجسد ، وبمنزلة الزكاة من الصيام ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جداً
أخرجه الديلمي (2/ 311) عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ جويبر متروك .
والضحاك ؛ لم يسمع من ابن عباس .
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:29 PM
5083 - ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً ؛ غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ؛ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
شاذ بزيادة : "وما تأخر"
أخرجه النسائي في "الكبرى" (ق 73/ 2 - مخطوطة الظاهرية) : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال : حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ غير ابن يزيد هذا - وهو القرشي العدوي مولى آل عمر بن أبي عبد الرحمن المقرىء المكي - ، وهو ثقة بلا خلاف نعلمه ؛ وإنما حكمت على هذه الزيادة بالشذوذ للأسباب الآتية :
أولاً : مخالفة ابن يزيد لكل من روى الحديث من الثقات الحفاظ المشهورين عن سفيان - وهو ابن عيينة - ؛ فإن أحداً منهم لم يأت بها عنه ، وهم جمع :
1- الإمام أحمد ؛ فإنه في "المسند" (2/ 341) : حدثنا سفيان عن الزهري به دون الزيادة . وقال : سمعته أربع مرات من سفيان ، وقال مرة :
"من صام رمضان" .
قلت : يعني : مكان : "من قام رمضان" ؛ وهي رواية كثيرين ممن يأتي ذكره .
2- الإمام الشافعي ؛ قال (رقم 664 - ترتيبه) : حدثنا سفيان بن عيينة به دون الشطر الثاني . ومن طريق الشافعي : أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 121) .
3- الإمام الحميدي ؛ فقال في "مسنده" (950،1007) : حدثنا سفيان به .
4- علي بن المديني ؛ فقال البخاري (1/ 500) : حدثني علي بن عبد الله قال : حدثنا سفيان قال : حفظناه - وأيما حفظ - من الزهري به .
5-6- مخلد بن خالد ، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف ؛ أخرجه عنهما أبو داود ؛ فقال (1372) : حدثنا مخلد بن خالد وابن أبي خلف قالا : حدثنا سفيان به .
7- عمرو بن علي الفلاس الحافظ ؛ فقال ابن خزيمة في "صحيحه" (1894) : حدثنا عمرو بن علي : أخبرنا سفيان به دون الشطر الثاني . لكنه أخرج هذا القدر بالإسناد نفسه في مكان آخر برقم (2202) .
8- إسحاق بن راهويه الإمام ؛ قال ابن نصر في "قيام الليل" (ص 181 - الأثرية) : حدثنا إسحاق : أخبرنا سفيان به دون الشطر الأول . وقد أخرجه بتمامه من طريق يحيى عن أبي سلمة ؛ كما يأتي .
وأخرجه النسائي في "الصغرى" (1/ 308) و "الكبرى" (ق 73/ 2) عن إسحاق أيضاً بالشطر الأول دون الثاني .
9- قتيبة بن سعيد ؛ فقال النسائي في "الكبرى" : أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا سفيان به ؛ إلا أنه قال : "من صام ومضان ..." ، وهكذا هو في "الصغرى" ؛ لكن ليس فيه الشطر الثاني ، وقال فيه : أخبرنا قتيبة ومحمد بن عبد الله بن يزيد قالا : حدثنا سفيان به ؛ إلا أنه قال :
"من صام رمضان - وفي حديث قتيبة : من قام شهر رمضان - ..." والباقي مثله سواء . وإني لألاحظ فرقاً واختلافاً بيناً بين رواية قتيبة في "الكبرى" و "الصغرى" وبين روايته في "الصغرى" المقرونة مع رواية ابن يزيد ؛ ففي هذه التصريح بأن لفظ حديث قتيبة : "من قام شهر رمضان" ، وفي تلك أنه قال : "من صام رمضان" !
والصواب عندي من هذا الاختلاف هو أن لفظ قتيبة : "من صام ..." لاتفاق "الصغرى" و "الكبرى" عليه من جهة ، ولأن رواية ابن يزيد قد أفردها في "الكبرى" ، وهي بلفظ : "من قام ..." من جهة أخرى ، وهو لفظ حديث الترجمة ، وإنما سبب هذا الوهم أنه جمع رواية ابن قتيبة وابن يزيد في "الصغرى" في سياق واحد ، وأراد أن يبين الفرق بين لفظيهما ؛ وهم ، فأعطى لفظ هذا لهذا ، وبالعكس .
لكن ؛ يشكل على هذا : أن ابن الجارود أخرجه أيضاً في "المنتقى" (404) عن ابن يزيد المقرىء بلفظ قتيبة بن سعيد فقال : حدثنا ابن المقرىء قال : حدثنا سفيان بلفظ : "من صام رمضان ..." الحديث بتمامه !
فلعل ابن يزيد لم يضبط هذا اللفظ ، فكان يرويه تارة هكذا ، وتارة هكذا ، أو أن كلاً من اللفظين صحيح ، فكان يروي هذا تارة ، وهذا تارة . والله أعلم .
وهنا مشكلة أخرى ، وهي أن الحافظ المنذري قال في "الترغيب" (2/ 64) - بعد أن عزا الحديث للشيخين وغيرهما ، ومنهم النسائي - قال :
"قال النسائي : وفي حديث قتيبة : "وما تأخر" ..." !
فأقول : ليست هذه الزيادة في "صغرى النسائي" مطلقاً ، لا عن قتيبة ولا عن غيره ! نعم ؛ هي في "كبراه" ، مضروباً عليها في حديث قتيبة ، ومثبتة في رواية ابن يزيد المقرىء كما تراه في حديث الترجمة ؛ ولكن فيها فوقها إشارة التضبيب (صـ) ؛ وهي تعني - في الاصطلاح - أن الكلمة ثابتة في رواية الكتاب ، وأن فيها شيئاً من الفساد لفظاً أو معنى . قال السيوطي في "التدريب" (ص 299) :
"فيشار بذلك إلى الخلل الحاصل ، وأن الرواية ثابتة به ؛ لاحتمال أن يأتي من يظهر له فيه وجه صحيح" .
والذي يظهر لي : أن المقصود بها هنا الإشارة إلى شذوذ هذه الزيادة ؛ لعدم ورودها في رواية أولئك الحفاظ الذين ذكرناهم ، وقد يتيسر لنا الوقوف على غيرهم فيما بعد .
ولا فرق عندي في ذلك بين أن تكون الزيادة من قتيبة بن سعيد كما ذكر المنذري وغيره كما يأتي ، أو من محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء ؛ فإن الخطأ ليس لازماً لأحدهما دون الآخر ، أو دون غيرهما ؛ فقد قال المنذري بعد كلامه السابق :
"انفرد بهذه الزيادة قتيبة بن سعيد عن سفيان ، وهو ثقة ثبت ، وإسناده على شرط (الصحيح)" !
وقد أشار الحافظ إلى الرد عليه في دعواه التفرد ؛ فقال - بعد أن ذكر الزيادة من رواية النسائي عن قتيبة - (4/ 99) :
"وتابعه حامد بن يحيى عن سفيان . أخرجه ابن عبدالبر في "التمهيد" واستنكره ؛ وليس بمنكر ؛ فقد تابعه قتيبة كما ترى ، وهشام بن عمار ؛ وهو في الجزء الثاني عشر من "فوائده" ، والحسين بن الحسن المروزي ؛ أخرجه في "كتاب الصيام" له ، ويوسف بن يعقوب النجاحي ؛ أخرجه أبو بكر بن المقرىء في "فوائده" ؛ كلهم عن سفيان . والمشهور عن الزهري بدونها" .
قلت : الذين لم يذكروها عن سفيان أكثر عدداً ، وأقوى ضبطاً وحفظاً ، فلا جرم أن أعرض عن إخراجها الشيخان وغيرهما ممن ألف في "الصحيح" ؛ فهذا وحده يكفي لعدم اطمئنان النفس لثبوتها عن سفيان ؛ فضلاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فكيف إذا انضم إلى ذلك الأسباب الآتية :
ثانياً : لقد تابع سفيان في الشطر الأول جماعة من الثقات الحفاظ في روايته عن الزهري ، فلم يأت أحد منهم عنه بهذه الزيادة ، وإليك ذكر من وقفنا عليه منهم :
1- مالك عن ابن شهاب به دون الزيادة .
أخرجه في "الموطأ" (1/ 113/ 2) ، وعنه أبو داود (1371) ، والنسائي في "الصغرى" (1/ 308) ، و"الكبرى" (ق 73/ 2) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (4/ 258/ 7719) .
2- معمر بن راشد الأزدي عن الزهري به دونها .
أخرجه عبد الرزاق (7719) ، وعنه مسلم (2/ 177) ، والنسائي في "كتابيه" ، وكذا أبو داود (1371) ، والترمذي (1/ 154) - وقال : "حسن صحيح" - ، وأحمد (2/ 281) ؛ كلهم عن عبد الرزاق .
وتابعه عبدالأعلى عند أحمد .
3- عقيل بن خالد الأيلي عن ابن شهاب به . أخرجه البخاري (1/ 499 - أوربا) .
4- يونس الأيلي عن ابن شهاب به .
أخرجه النسائي في "كتابيه" .
5- صالح بن كيسان عن ابن شهاب به .
أخرجه أيضاً في "كتابيه" .
6- شعيب بن أبي حمزة عن الزهري به .
أخرجه أيضاً فيهما .
7- محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن ابن شهاب به .
أخرجه الإمام أحمد (2/ 289) .
8- سليمان بن كثير عن الزهري به .
علقه البخاري ، ووصله الذهلي في "الزهريات" .
9- الأوزاعي عن الزهري به .
أخرجه النسائي في "الكبرى" (ق 74/ 1) .
قلت : فهؤلاء تسعة من الثقات الحفاظ لم يأت أحد منهم بتلك الزيادة ، فدل على شذوذ من خالفهم بذكرها ، وقد وافقهم سفيان بن عيينة في رواية الثمانية الأولين من الثقات الحفاظ ، فالأخذ بروايته الموافقة لهؤلاء التسعة أولى من الأخذ برواية من شذ عنهم . ويزداد هذا الترجيح قوة بالسبب الآتي : ثالثاً : لقد تابع الزهري عن أبي سلمة ثلاثة من الثقات ، كلهم لم يذكروا الزيادة - إلا أحدهم فقد اختلف عليه فيها ، والمحفوظ عنه عدم ذكرها - وهم :
1- يحيى بن أبي كثير قال : حدثنا أبو سلمة به .
أخرجه البخاري (1/ 17،474) ، ومسلم (2/ 177) ، والنسائي في "الكبرى" (73/ 1،74/ 1) ، والدارمي (2/ 26) ، والطيالسي (2360) ، وأحمد (2/ 408،423) ، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 152) والبيهقي (4/ 306) .
2- يحيى بن سعيد عن أبي سلمة به .
أخرجه النسائي (1/ 308) ، وابن ماجه (1641) ، وأحمد (2/ 232،473) .
3- محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة به .
أخرجه ابن ماجه (1326) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 121) ، وأحمد (2/ 503) من طرق عنه .
وخالفهم حماد بن سلمة فقال : أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - قال حماد وثابت عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - - قال : ... فذكر الشطر الأول منه بلفظ : "من صام .." ، وزاد : ".. وما تأخر" !
أخرجه أحمد (2/ 385) .
قلت : وهذه زيادة شاذة بل منكرة ؛ لمخالفة حماد لرواية الجماعة عن محمد بن عمرو ، ولكل من روى الحديث في كل الطبقات مما سبق ويأتي ، لا سيما وحماد ابن سلمة فيه كلام في روايته عن غير ثابت . وروايته عنه هنا مرسلة ؛ لأنه رواها عن الحسن - وهو البصري - ؛ فلا تقوم بها حجة ؛ لاسيما مع المخالفة .
قلت : فلحماد بن سلمة فيه إسنادان :
أ- عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً .
ب- عن ثابت عن الحسن مرسلاً . وهكذا ذكره في "الفتح" (4/ 218) .
هذه هي الحقيقة ؛ خلافاً لقول المنذري - عقب كلامه السابق - :
"ورواه أحمد بالزيادة بعد ذكر الصوم بإسناد حسن ؛ إلا أن حماداً شك في وصله أو إرساله" !
قلت : فلم يشك حماد ، وإنما انتقل من إسناد موصول إلى إسناد آخر مرسل . أقول هذا بياناً للحقيقة ، وإن كان لا حجة في شيء من ذلك ؛ لما ذكرته قريباً .
ومنه ؛ تعلم أن تحسين المنذري لإسناده - وإن تبعه عليه الحافظ العراقي في "التقريب - بشرحه طرح التثريب" (4/ 160) ، وسكت عليه الحافظ في "الفتح" - ؛ كل ذلك ليس بحسن ؛ لأنهم نظروا إلى الإسناد نظرة مجردة عن النظر في الأسانيد الأخرى التي بها يمكن الكشف عن العلل ؛ لا سيما ما كان منها خفياً ، كما فعلنا هنا . والله الموفق .
رابعاً : أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قد تابعه جماعة أيضاً على روايته عن أبي هريرة بدون الزيادة ؛ وهم :
1- حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ... بالشطر الأول منه . أخرجه البخاري (1/ 17،499) ، ومسلم (2/ 176) ، والنسائي في "كتابيه" ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2203) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (7720) ، وابن نصر (ص 151) ، وأحمد (2/ 486) ؛ كلهم عن مالك عن ابن شهاب عنه .
2- الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه بالشطر الثاني دون الزيادة .
أخرجه مسلم (2/ 177) ، والنسائي في "الكبرى" ، والبيهقي (4/ 307) - وعزاه للبخاري أيضاً ! ولم أره فيه ، ولا عزاه إليه الحافظ العراقي في "طرح التثريب" (4/ 161) ، ومن قبله المنذري في "الترغيب" (2/ 72) - .
3- إسحاق بن عبد الله مولى زائدة قال :
لقي أبو هريرة كعب الأحبار فقال : كيف تجدون رمضان في كتاب الله ؟ قال كعب : بل كيف سمعت صاحبك يقول فيه ؟ قال : سمعته يقول فيه : ... فذكر الشطر الأول منه دون الزيادة .
أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2/ 120-121) ، وإسناده حسن .
خامساً : أن أبا هريرة رضي الله عنه قد تابعه جمع من الصحابة بدون الزيادة أيضاً ، وهم :
1- عائشة رضي الله عنها مرفوعاً بالشطرين .
أخرجه النسائي في "كتابيه" من طريقين عن الزهري : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته بالشطر الأول ، ومن أحدهما بالشطر الآخر . وإسناده صحيح .
2- عبد الرحمن بن عوف مرفوعاً بهما نحوه .
أخرجه النسائي ، وابن نصر (ص 151) ، وابن ماجه (1328) ، والطيالسي (224) ، وأحمد (1/ 191،194-195) من طريق النضر بن شيبان قال : لقيت أبا سلمة بن عبد الرحمن فقلت : حدثني بحديث سمعته من أبيك يذكره في شهر رمضان . قال : نعم : حدثني أبي ... وقال النسائي :
"هذا خطأ ، والصواب : أبو سلمة عن أبي هريرة" .
قلت : ورجاله ثقات ؛ غير النضر هذا ؛ فإنه لين الحديث ، وقد صرح بسماع أبي سلمة من أبيه ، وذلك مما اتفقوا - أو كادوا - على نفيه ؛ فقال أحمد وابن المديني وجماعة :
"حديثه عن أبيه مرسل" .
قلت : وقد خالفه يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة عن عبد الرحمن بن عوف به .
أخرجه الطحاوي ؛ وقال :
"هكذا روى هذا الحديث : مالك بن أنس ويونس عن الزهري ، وأما ابن عيينة فرواه عن الزهري بخلاف ذلك" .
ثم ساقه من طريق ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، كما تقدم من طرق كثيرة ؛ منها : مالك ويونس .
فالظاهر أنه روي عن مالك كرواية يونس هذه ، وأنا لا أستبعد أن تكون هاتان الروايتان ثابتتين عن الزهري ، فقد لاحظت - فيما تقدم - أن له أسانيد عدة في هذا الحديث ؛ ألخصها لك الآن :
أ- عن أبي سلمة عن أبي هريرة .
ب- عن حميد بن عبد الرحمن عنه .
ج- عن عروة عن عائشة .
د- عن أبي سلمة أيضاً عن أبيه عبد الرحمن بن عوف .
مثل هذه الأسانيد في الحديث الواحد للزهري تحتمل منه ؛ نظراً لحفظه وإتقانه ، إذا كان الراوي عنه ثقة حافظاً .
3- أبو سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ :
"من صام رمضان ، وعرف حدوده ، وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ ؛ كفر ما قبله" .
أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (879 - موارد) ، والبيهقي في "السنن" (4/ 304) ، وأحمد (3/ 55) ، وأبو يعلى (1058) ، والخطيب في "التاريخ" (8/ 392) من طريق عبد الله بن قريط عن عطاء بن يسار عنه .
وابن قريط هذا ؛ فيه جهالة ؛ كما بينته في "التعليق الرغيب" (2/ 65) .
وسائر رجاله ثقات .
4- عبادة بن الصامت مرفوعاً بالشطر الثاني دون الزيادة .أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 182) : حدثنا إسحاق : أخبرنا بقية ابن الوليد : حدثني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ، وإسحاق : هو ابن راهويه الإمام .
لكن خالفه من هو مثله في الحفظ والضبط ، فقال أحمد (5/ 324) : حدثنا حيوة بن شريح : حدثنا بقية ... به ، فزاد في آخره :
"وما تأخر" . وقال ابن كثير في "التفسير" (4/ 531) :
"إسناده حسن" !
قلت : كلا ؛ فإنه منقطع ؛ قال ابن أبي حاتم عن أبيه :
"لم يصح سماع خالد من عبادة بن الصامت" .
ولعل الإمام أحمد رحمه الله قد أشار إلى هذا ؛ بإيراده الحديث عقب حديث آخر من طريق حيوة بن شريح وغيره بسنده المذكور ، لكنه قال : عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت ؛ فبين خالد وعبادة شخصان !
وللحديث طريق أخرى ، وقد وقع فيها من الاختلاف ما وقع في الأولى ، فأخرجه أحمد (5/ 324) من طريق عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد ابن عقيل عن عمر بن عبد الرحمن عن عبادة بن الصامت به دون الزيادة .
ثم أخرجه (5/ 318) من طريق سعيد بن سلمة - يعني : ابن أبي الحسام - و (5/ 321) من طريق زهير بن محمد ؛ كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل بها . وابن سلمة وزهير - وإن كان فيهما كلام - ؛ فإن مما لا شك فيه أن أحدهما يشد من عضد الآخر ؛ فالنفس تطمئن للأخذ بما زادا على عبيد الله بن عمرو - وهو الرقي الثقة - .
ولكن ابن عقيل نفسه فيه ضعف من قبل حفظه ، فالظاهر أن هذا الاختلاف منه ، فهو الذي كان يذكر هذه الزيادة تارة ، ولا يذكرها أخرى ، وكل من أولئك الثلاثة حدث بما سمع منه ، وفي هذه الحالة لا يحتج به ؛ لاضطرابه في هذه الزيادة ، ولمخالفته بها جميع روايات الحديث المحفوظة على ما سبق بيانه مفصلاً .
على أن شيخه عمر بن عبد الرحمن غير معروف ؛ فقد أورده البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 171) ، وابن أبي حاتم (3/ 1/ 120) برواية ابن عقيل هذه عنه عن عبادة ؛ ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وجملة القول : أن حديث عبادة هذا ليس له إسناد ثابت ، فالأول منقطع ، والآخر فيه ذاك المجهول . وقد غفل عن هذه الحقيقة الحافظ العراقي في "طرح التثريب" (4/ 163) ؛ حين وقف عند ابن عقيل قائلاً :
"وحديثه حسن" ! دون أن ينظر إلى ما بيناه من الانقطاع والجهالة . ومثل ذلك صنيع الهيثمي (3/ 185) ، ونحوه قول الحافظ ابن حجر (4/ 99) :
"حديث عبادة عند الإمام أحمد من وجهين ، وإسناده حسن" !
ومثل هذه الأقوال من هؤلاء الأئمة كان حملني برهة من الزمن على تحسين هذه الزيادة في حديث عبادة ، وتصحيحها في حديث أبي هريرة ، ورمزت بذلك لها على نسختي من "الترغيب" التي كنت أدرس منها على الإخوان ما كان من الأحاديث الثابتة ، والآن - وقد يسر الله لي جمع طرق الحديث وسردها على وجه يكشف لكل طالب علم بصير أن الزيادة المذكورة لا تصح بوجه من الوجوه - ؛ فقد رجعت عن الرمز المذكور إلى التضعيف . والله ولي التوفيق ، هو حسبي ، عليه توكلت ، وإليه أنيب !
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:37 PM
5192 - ( عليك بالبيض : ثلاثة أيام من كل شهر ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع بهذا اللفظ
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 107/ 1) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني : حدثنا عيسى بن يونس عن بدر بن الخليل عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عمر :
أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصيام ؟ فقال : ... فذكره . وقال :
"لم يروه عن بدر إلا عيسى ، تفرد به سليمان" .
قلت : وهو متروك ، بل صرح ابن معين وغيره بأنه كان يضع الحديث .
وله ترجمة مطولة في "اللسان" ؛ فلا أدري بعد هذا كيف ساغ للمنذري أن يوثقه في "الترغيب" بقوله (2/ 84) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورواته ثقات" ؟!
وكذا قال الهيثمي أيضاً (3/ 196) ! إلا أنه عزاه لـ "كبير الطبراني" أيضاً ،ولم أره فيه من نسخة الظاهرية ! فإن كان فيه ؛ فإني أستبعد أن يكون ليس فيه الشاذكوني ؛ لأن الطبراني نفسه قال : إنه تفرد به .
وفي الحض على صوم ثلاثة أيام من كل شهر أحاديث كثيرة ، ولكن لا يوجد فيما هذا الحض !
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:39 PM
5193 - ( من صام الأربعاء والخميس والجمعة ؛ بنى الله له بيتاً في الجنة ، يرى ظاهره من باطنه ، وباطنه من ظاهره ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 187/ 255) عن شهاب ابن خراش عن صالح بن جبلة عن ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن ميمون إلا صالح ، تفرد به شهاب" .
قلت : وهو مختلف فيه ؛ فوثقه جماعة ، وضعفه آخرون . وقد لخص ذلك الحافظ ؛ فقال في "التقريب" :
"صدوق يخطىء" . وقال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 362) :
"كان رجلاً صالحاً ، وكان ممن يخطىء كثيراً ، حتى خرج عن حد الاحتجاج به إلا عند الاعتبار" .
ولعل إعلاله بشيخه صالح بن جبلة أولى ؛ فإنه ليس بالمشهور .
أورده ابن حبان في "الثقات" ، وقال الأزدي :
"ضعيف" .
وقد وقفت للحديث على طريق أخرى ، أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (137) عن محمد بن خالد الحنظلي عن سلم بن سالم عن سعيد عن عبد الجبار عن أبي بكر العنسي عن أبي قبيل المعافري عن أبي هريرة مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : أبو بكر العنسي ؛ قال ابن عدي في آخر كتابه (ق 428/ 2) :
"مجهول ، له أحاديث مناكير عن الثقات" .
الثانية : سعيد بن عبد الجبار ، هو الزبيدي الحمصي فيما يغلب على ظني ، وهو ضعيف ، وكان جرير يكذبه .
الثالثة : سلم بن سالم - وهو البلخي - ؛ وهو متروك .
الرابعة : محمد بن خالد الحنظلي ؛ لم أجد له ترجمة .
قلت : ولشدة ضعف هذا الطريق ؛ فإنه لا يصلح شاهداً ومقوياً للطريق الأولى . والله أعلم .
ثم رأيته في "شعب الإيمان" (3/ 397/ 3873) من طريق أبي عتبة : حدثنا بقية عن أبي بكر العنسي به ؛ إلا أنه قال : عن أنس بن مالك . وقال :
"أبو بكر العنسي مجهول ، يأتي بما لا يتابع عليه" .
ورواه الهيثم بن خارجة : حدثنا شهاب بن خراش عن صالح بن جبلة عن ميمون بن مهران عن أبي أمامة به .
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 299-300/ 7981) .
وقد روي عن شهاب عن صالح بإسناد آخر نحوه ، وهو الآتي .
5194 - ( من صام الأربعاء والخميس والجمعة ؛ بنى الله له قصراً في الجنة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد ، وكتب له براءة من النار ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 188/ 256) بإسناد الذي قبله : حدثنا أحمد بن رشدين : حدثنا زهير : حدثنا شهاب عن صالح عن أبي قبيل المصري أنه سمع أنس بن مالك يقول : ... فذكره مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن أنس إلا أبو قبيل ، واسمه حي بن يؤمن" .
قلت : وهو ثقة ؛ لكن العلى من اللذين دونه ، وقد سبق الكلام عليهما في الحديث الذي قبله .
إلا أن دونهما من هو شر منهما ؛ وهو شيخ الطبراني ، وهو أحمد بن محمد ابن الحجاج بن رشدين أبو جعفر المصري ؛ قال ابن عدي :
"كذبوه" .
5021 - ( من صام الأربعاء والخميس ؛ كتبت له براءة من النار ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1353-1354) : حدثنا سويد بن سعيد : أخبرنا بقية بن الوليد عن أبي بكر قال : حدثني محمد بن يزيد عن حنش الصنعاني عن ابن عباس مرفوعاً .
ثم رواه بهذا الإسناد عن أبي بكر عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : سويد بن سعيد ؛ قال الحافظ :
"صدوق في نفسه ؛ إلا أنه عمي ؛ فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، وأفحش فيه ابن معين القول" .
الثانية : عنعنة بقية بن الوليد ؛ فإنه مدلس .
الثالثة : ضعف أبي بكر واختلاطه ، وهو أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الشامي ؛ قال الحافظ :
"ضعيف ، وكان قد سرق بيته فاختلط" .
الرابعة : اضطراب أبي بكر في إسناده كما ترى ؛ ففي الرواية الأولى قال : حدثني محمد بن يزيد عن حنش الصنعاني عن ابن عباس ، وفي الأخرى قال : عن زيد بن أسلم عن ابن عمر ... واضطرابه فيه مما يؤكد ضعفه .
والحديث أورده المنذري في "الترغيب" (2/ 86) من رواية أبي يعلى عن ابن عباس وحده ، وأشار إلى ضعفه . وأورده الهيثمي (3/ 198) من روايته عنه وعن ابن عمر وقال في كل منها :
"وفيه أبو بكر بن أبي مريم ، وهو ضعيف" .
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:42 PM
5293 - (1) ( تعلموا العلم ؛ فإن تعليمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ؛ لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل أهل الجنة ، وهو الأنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلاء ؛ يرفع الله به أقواماً ؛ فيجعلهم في الخير قادة وأئمة تقتص آثارهم ، ويقتدى بأفعالهم ، وينتهى إلى رأيهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، يستغفر لهم كل رطب ويابس ، وحيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه ؛ لأن العلم حياة القلوب من الجهل ، ومصابيح الأبصار من الظلم ؛ يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة ، التفكر فيه يعدل الصيام ، ومدارسته تعدل القيام ، به توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال من الحرام ؛ هو إمام العمل والعمل تابعه ، ويلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه ابن عبدالبر في "الجامع" (1/ 54-55) من طريق موسى بن محمد بن عطاء القرشي قال : حدثنا عبدالرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن الحسن عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع ، وله آفتان :
الأولى : عبدالرحيم بن زيد العمي ؛ فإنه متروك . والأخرى : ابن عطاء القرشي هذا : هو الدمياطي البلقاوي المقدسي ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
"أحد التلفى" . وقال في "المغني" :
"كذاب ، متهم" . وقال ابن حبان وغيره :
"كان يضع الحديث" . وقال ابن عدي :
"كان يسرق الحديث" .
قلت : وقد رواه المسيب بن شريك عن حميد عن أنس مرفوعاً به .
أخرجه الدواليبي في "فضل العلم" (رقم 3 - نسختي) بإسناده إلى الحسن ابن علي المكتب عن المسيب به .
والحسن بن علي المكتب لم أعرفه .
لكن الآفة من شيخه المسيب ؛ فإنه متروك ! ضرب أحمد ويحيى بن معين وأبو خيثمة على حديثه . وقال الساجي وغيره :
"متروك الحديث" . ونقل الفلاس الإجماع على ذلك .
قلت : فلا يبعد أن يكون البلقاوي سرقه منه ؛ وركب له إسناداً آخر إلى معاذ .
على أن الحسن لم يسمع منه ؛ ولوائح الوضع والتركيب ظاهرة على الحديث .
وأما قول ابن عبدالبر عقبه :
"وهو حديث حسن جداً ؛ ولكن ليس له إسناد قوي ، ورويناه من طرق شتى موقوفاً" !!قلت : ثم ساق إسناد أحدها ، وفيه أبو عصمة نوح بن أبي مريم ، وهو وضاع ! وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 54) عقبه :
"كذا قال - رحمه الله - ! ورفعه غريب جداً" .
__________
(1) كذا الترقيم في أصل الشيخ - رحمه الله - فلم يذكر الرقم ( 5292 ) ( الناشر )
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:46 PM
5344 - ( إن يوم الجمعة يوم عيد [وذكر] ، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم ، [ولكن اجعلوه يوم ذكر] ؛ إلا أن تصوموا قبله أو بعده ) (1).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر
أخرجه الطحاوي (1/ 339) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (رقم 2163،2166) ، والحاكم (1/ 437) ، وأحمد (2/ 303،532) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 406/ 2 - مخطوطة الظاهرية وص 429-430 - مطبوعة المجمع - حرف العين) من طرق عن معاوية بن صالح عن أبي بشر عن عامر بن لدين الأشعري أنه سمع أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد ؛ إلا أن أبا بشر هذا لم أقف على اسمه ، وليس ببيان بن بشر ، وبجعفر بن أبي وحشية" ! وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : أبو بشر مجهول" .
قلت : ولم يورده في "الميزان" ، وهو من رجال "التهذيب" ؛ خلافاً لما كنت أشرت إليه في "الإرواء" (4/ 117) ! وقال الحافظ في "التقريب" :
"مقبول" . وذكر ابن عساكر - والزيادتان له - في ترجمة عامر أنه أبو بشر القنسريني ! ثم أفرده بالترجمة في "الكنى" ، فقال (ق 80/ 1 - مصورة باريس) :
"يقال : إنه من أهل قنسرين ، حدث عن عامر بن لدين الأشعري ، ومكحول ، وعمر بن عبد العزيز . روى عنه معاوية بن صالح الحمصي ؛ وراشد بن سعد ، وسعيد بن عبد العزيز . مات سنة ثلاثين ومئة في خلافة مروان بن محمد" .
وإنما حكمت على الحديث بالنكارة ؛ لأن ما فيه من النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم قد صح من طرق عن أبي هريرة ، كنت أشرت إليها في تخريج حديثه هذا - الصحيح - في "إرواء الغليل" (رقم 959) ؛ وليس في شيء منها ما رواه أبو بشر هذا من العيد والذكر ، أضف إلى ذلك جهالته . والله أعلم .
(تنبيه) : قد أخرج الحديث : البزار في "مسنده" (1069 - كشف الأستار) من طريق أسد بن موسى : حدثنا معاوية بن صالح به ؛ إلا أنه قال : عن عامر بن لدي الأشعري قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ... فذكره .
فأسقط منه أبا هريرة ، فصار السماع لابن لدين منه - صلى الله عليه وسلم - !
وقد جزم الحافظ وغيره بأنه خطأ ، وأن الصواب رواية الجماعة ، وأنه من مسند أبي هريرة .
وأنا أظن أن الخطأ من أسد بن موسى ؛ لأنه خالف الجماعة ، ولأن فيه بعض الكلام ؛ كما تراه في "التهذيب" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق يغرب ؛ وفيه نصب" . ولم يتنبه لهذا : البزار ، ولا المنذري ، ولا الهيثمي وغيرهم ! فقال البزار عقبه :
"لا نعلم أسند عامر بن لدين إلا هذا" !
وانطلى الأمر على المعلق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي ، فنقل عن الهيثمي قوله في "مجمع الزوائد" (3/ 199) :
"رواه البزار ، وإسناده حسن" !
وسكت عليه كما هو شأنه في كل ما ينقله عنه في تعليقه على هذا الكتاب !
والهيثمي قلد في ذلك الحافظ المنذري في "الترغيب" (2/ 87) ، وهكذا يتتابع الناس في الخطأ .
وزاد في ذلك المنذري ؛ فإنه أورده من رواية ابن خزيمة المتقدمة عقب حديث أبي هريرة الصحيح المشار إليه آنفاً ، فأوهم صحتها ، ثم بعد حديثين ساقه من رواية ابن لدين المسندة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال :
"رواه البزار بإسناد حسن" !
فأوهم أنها رواية أخرى غير رواية ابن خزيمة ، وأنها تزداد بها قوة على قوة ! وهما في الحقيقة رواية واحدة وضعيفة من أصلها كما سلف بيانه . والله المستعان .
وقد تعقبه الحافظ إبراهيم الناجي في "عجالة الإملاء" بما ذكرنا من السقط .
وقد نقلت كلامه في تعليقي على "ضعيف الترغيب" (637) ؛ وهو تحت الطبع مع مقابله : "صحيح الترغيب" يسر الله تمام طبعهما (2) . ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى عن أبي هريرة دون جملة الذكر ، فتأكدت من نكارتها ؛ يرويه عبد الملك بن عمير عن رجل من بني الحارث بن كعب - يقال له : أبو الأوبر - قال :
كنت قاعداً عند أبي هريرة ؛ إذ جاءه رجل فقال : إنك نهيت الناس عن الصيام يوم الجمعة ؟ قال : ما نهيت الناس أن يصوموا يوم الجمعة ، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
"لا تصوموا يوم الجمعة ؛ فإنه يوم عيد ؛ إلا أن تصلوه بأيام" .
أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3601 - الإحسان) من طريق جرير عن عبد الملك بن عمير به .
وهذا إسناد ظاهره الصحة ، لكن جرير - وهو ابن عبدالحميد - تكلم في حفظه في آخر عمره .
وقد خالفه شعبة ؛ فقال الطيالسي في "مسنده" (2595) : حدثنا شعبة عن عبد الملك به ؛ إلا أنه لم يذكر :
"فإنه يوم عيد" .
وكذلك أخرجه أحمد (2/ 458) : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة به .
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 339) من طريق أخرى عن شعبة به .
وتابعه شريك - وهو ابن عبد الله - : عند الطحاوي ، وأحمد (2/ 526) .
وأبو عوانة : عند أحمد (2/ 422) .قلت : فاتفاق هؤلاء الثقات الثلاثة - على مخالفة جرير في هذه الزيادة - دليل واضح على أنها غير محفوظة ؛ فهي شاذة . ويؤكد ذلك عدم ورودها في الطرق التي سبقت الإشارة إليها آنفاً عن أبي هريرة .
__________
(1) وقد طبعا - ولله الحمد والمنة - بعد وفاة الشيخ - رحمه الله - بقليل . ( الناشر )
__________
(2) كتب الشيخ - رحمه الله - فوق هذا المتن من الأصل : " أعيد تخريجه برقم ( 2624 ) " ، وفي العزو خطأ، والصواب ( 2826 ) . ( الناشر )
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:49 PM
5664 - ( إِن هذه أيام أكل وشرب وذكر الله, فلا تصوموا فيهن إلا صوما في هدي ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر بذكر الإستثناء .
أخرجه الدارقطني في (( سننه )) ( 2 / 187 / 35 ) من طريق سليمان أبي معاذ عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن حذافة السهمي :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره في رهط أن يطوفوا في منى في حجة الوداع يوم النحر فينادوا : . . . فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا, آفته سليمان هذا _ وهو ابن أرقم _, قال الذهبي في (( الكاشف )) :
(( متروك )) . وقد تابعه من هو مثله أو قريب منه . وهو مخرج في (( الإرواء )) ( 4 / 133 ) .
وقد خالفهما معمر إسنادا ومتنا :
فرواه عن الزهري بسنده الصحيح عن رجل من أصحاب النبي لى الله عليه وسلم قال :
أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة أن يركب راحلته أيام منى . . . الحديث نحوه, دون الإستثناء . وهو الصحيح .
رواه الطحاوي وأحمد .
ورواه الحاكم ( 3 / 631 ) من طريق آخر عن الزهري .
ثم أخرجاه وكذا ابن أبي شيبة في (( المصنف )) ( 4 / 21 ) من طريق أخرى من حديث عبد الله بن حذافة نفسه .
وإسناده صحيح أيضا .
وكذلك رواه جمع من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم, دون الإستثناء .
الأمر الذي يؤكد نكارة هذه الزيادة في هذا الحديث .
وقد خرجت بعض طرقه عن أولئك الصحابة في المصدر المشار إليه آنفا برقم ( 963 ) , وأحدها في ( صحيح مسلم ) عن كعب بن مالك رضي الله عنه .
لكن معنى الحديث صحيح عندي, لحديث البخاري وغيره عن عائشة وابن عمر قالا :
(( لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن, إلا لمن لم يجد الهدي )) . وهو _ وإن لم يكن صريحا في الرفع , فهو _ في حكم المرفوع عند الجمهور, كما ذكرت في (( الإرواء )) ( 4 / 132 - 133 ) , وهو الذي اختاره ابن جرير الطبري, بل إنه استصوب أنه لا يجوز أن يصوم غيرها, لأنه قبل إحرامه بالحج إنما يكون معتمرا وليس متمتعا بالعمرة إلى الحج, والله عز وجل يقول : ( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي ) , وإذا صامها بعد فراغه من مناسكه, فلم يصمها في الحج, وذلك خلاف قوله تعالى في تمام الآية : ( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج . . ) . فرجع كلامه, فإنه قوي رصين .
ويؤيده _ في رأيي _ أنها لا تنطبق إلا على من لم يجد الهدي يوم وجوبه, وهو يوم النحر, وأما قبل ذلك بأيام كثيرة أو قليلة, فلا عبرة بذلك, لأنه إن صام فيها, فمن الممكن أن يجده من بعد, فيجب عليه الهدي, ويذهب ما قدمه من الصيام, وما مثل هذا إلا مثل رجل معسر صام ثلاثة أيام ينوي بصومهن كفارة يمين, ليمين يريد أن يحلف بها ويخنث فيها, وذلك ما لا خلاف فيه أنه غير مجزئ من كفارة إن حلف بها بعد الصوم فحنث . إلى غير ذلك من الأمثلة التي ساقها ابن جرير في تأييده لما استصوبه من الحكم, فراجعه, فإنه قيم نفيس .
ومنه تعلم أنه لا وجه لوقف الشوكاني في (( السيل الجرار )) ( 1 / 221 - 222 ) عن الأخذ بجواز صيام الأيام الثلاثة للمتمتع لتردده بين أن تكون الآية المتقدمة عامة خصصت بأحاديث النهي عن صيام أيام التشريق نهيا عاما في الأحاديث المشار إليها آنفا, أو أن تكون هذه الأحاديث مخصصة بالآية ! قال :
(( ولا ينتهض لنسخ النهي عن صيامها : ما ورد عن بعض الصحابة )) .
يشير إلى أثر عائشة وابن عمر المتقدمين, وقد عرفت أنهما في حكم المرفوع . وأنهما في معنى الآية, فهي المخصصة لأحاديث النهي عن صيامها . ثم قال :
(( نعم, إن صح ما رواه الطحاوي والدارقطني والحاكم عن عبد الله بن حذافة مرفوعا : (( إن هذه أيام أكل . . . )) ( الحديث ) , كان هو المخصص لما ورد من النهي عن صومها )) .
فأقول : قد عرفت أن الحديث لا يصح, وأننا في غنية عنه بالأثر المشار إليه والآية .
وإن مما يجب التنبيه عليه : أن عزوه حديث الترجمة للطحاوي والحاكم خطأ فاحش, لأنه عندهما دون الزيادة المنكرة, كما تقدم بيانه في أثناء التخريج, وكأنه اعتمد فيه على السيوطي, فإنه كذلك عزاه في (( الجامع الكبير )) ! وهو من أوهامه رحمه الله . وزاد المعلق على (( السيل )) وهما آخر أفحش من الأول, فإنه علق على الحديث بقوله :
(( يراجع مستدرك الحاكم في معنى الحديث 434 / 1 )) .
ولدى الرجوع إلى الفحة التي أشار إليها لم نجد فيها ما ذكر, بل فيها حديثان من الأحاديث الصحيحة التي سبقت الإشارة إليها وذكرنا بعضها وليس فيها كلها الإستثناء المذكور في هذا الحديث المنكر, فهي مبطلة للمعنى الذي ادعاه لو تنبه !
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:51 PM
5780 - ( تجيء - وفي لفظٍ : تعرض - الأعمال يوم القيامة ، فتجيء الصلاة فتقول : يارب ! أنا الصلاة . فيقول : إنك على خيرٍ . فتجيء الصدقة فتقول : يارب ! أنا الصدقة . فيقول : إنك على خيرٍ . ثم يجيء الصيام فيقول : أي رب ! أنا الصيام . فيقول : إنك على خير . ثم تجيء الأعمال على ذلك ، فيقول الله عز وجل : إنك على خير . ثم يجيء الإسلام فيقول : يارب ! أنت السلام ، وأنا الإسلام . فيقول الله عز وجل : إنك على خير ، بك اليوم آخذ ، وبك أعطي . قال الله عز وجل في كتابه { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ، وهو في الآخرة من الخاسرين } ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه أحمد ( 2 / 362 ) ، وأبو يعلى ( 11 / 04 1 / 6231 ) ، والطبراني في (( الأوسط )) ( 2 / 180 / 1 - 2 ) من طرق عن عباد بن راشد : ثنا الحسن : ثنا أبو هريرة - إذ ذاك ونحن بالمدينة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكره . وقال الطبراني :
(( لم يروه عن عباد بن راشد إلا حجاج بن نصر )) .
قلت : وهو ضعيف ؛ لكن ليس كما قال الطبراني ؛ فإنه متابع من ثقتين عند أحمد وأبي يعلى كما أشرت إلى ذلك بقولي : (( من طرق )) . وإنما علة الحديث الانقطاع بين الحسن وأبي هريرة ، فقد قال عبد الله بن أحمد عقب الحديث :
(( عباد بن راشد ثقة ؛ لكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة )) .
قلت : وهذا هو المقرر عند العلماء : أنه لم يسمع من أبي هريرة ؛ لكن قد صح عن الحسن أنه قال : لم أسمع من أبي هريرة غير حديث واحد ، وهو حديث : (( المختلعات . . . )) . وقد خرجته في (( الصحيحة )) برقم ( 632 ) ، وذكرت هناك تصحيح الحافظ لإسناده ؛ فراجعه . وعليه ، يبدو أن توثيق عبد الله بن أحمد لعباد هذا يتنافى مع جزمه بأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة . ولذلك ؛ فإني أقول : لو كان عباد ثقة دون ضعف فيه ؛ لكان ينبغي أن يلحق هذا الحديث بحديث : (( المختلعات )) ؛ ولكن ليس الأمر كذلك ؛ فإن فيه اختلافاً كثيراً كما ترى أقوالهم في (( التهذيب )) ، ولذلك ؛ قال الذهبي في (( الكاشف )) :
(( تركه القطان ، وضعفه أبو داود ، وقواه أحمد )) .
ولذلك ؛ لم يسع الحافظ إلا أن يذكر الخلاف فيه بأبسط من هذا في كتابه (( مقدمة الفتح )) ، وأفاد أن البخاري روى له حديثاً واحداً متابعة ، وقال في (( التقريب )) مستخلصاً من تلك الأقوال : (( صدوق له أوهام )) .
قلت : فيخشى أن يكون وهم في تصريح الحسن بالتحديث عن أبي هريرة ، وقد ذكر له ابن حبان في (( الضعفاء )) ( 2 / 163 ) حديثاً آخر عن الحسن قال : حدثنا سبعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم عبد الله بن عمر . . . فذكره ، فقال عقبه :
(( والحسن رحمه الله لم يشافه ابن عمر ولا أبا هريرة ، ولا . . . )) إلخ ، وقال فيه :
(( كان ممن يأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير ، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها ، فبطل الاحتجاج به )) .
قلت : ولعل مما يدل وعلى وهمه أنه في رواية الإمام أحمد - وهي المذكورة أعلاه - أدرج الآية في الحديث كما هو ظاهر ؛ بينما هو في رواية أبي يعلى واللفظ الآخر له - وسنده إليه صحيح - فصلها عن الحديث ؛ فقال :
(( ثم قال الحسن : { إن الدين عند الله الإسلام . . . } إلخ .
والحديث ؛ قال الهيثمي في (( مجمع الزوائد )) ( 10 / 345 ) :
(( رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في (( الأوسط )) ، وفيه عباد بن راشد ؛ وثقه أبو حاتم وغيره ، وضعفه جماعة ، وبقية رجال أحمد رجال ( الصحيح ))) .
قلت : ويؤخذ عليه أنه لم يذكر قول عبد الله بن أحمد الذي عقب به على الحديث مبيناً الانقطاع بين الحسن وأبي هريرة
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:53 PM
6207 - ( من أراد ان يَقْوى على الصيام ؛ فليتسحر ، ولْيُقِلَّ ، ويشم
طيباً ولا يُفطر على ماء ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر .
أخرجه ابن عدي في "الكامل " (6/282) ، والبيهقي في "الشعب "
(3/409/3914) من طريق محمد بن يزيد المستملي : ثنا مبشر بن إسماعيل
عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس مرفوعاً .
أورده ابن عدي في ترجمة المستملي هذا ، وقاك فيه :
"يسرق الحديث من الثقات ، ويزيد فيها ويضع" . وقال الخطيب وقد ذكر له
حديثاً في فضل أبي حنيفة رحمه الله :
"هذا خبر باطل ، ومحمد بن يزيد متروك " . قلت . وشذ ابن حبان فذكره في كالثقات " (9/115) وقال :
"ربما أخطأ" .
لكن له طريقان آخران :
الأول : عن محمد بن عيسى الطباع : نا شعيب بن محمد الحريري : نا
الأوزاعي ... به . وشعيب هذا لم أعرفه .
ثم هو منقطع كالذي قبله ، فإن يحيى بن أبي كثير لم يسمع من أنس بن
مالك ؛ وإن كان رآه كما في "التهذيب " وغيره ، ولكنه قد توبع وهو الطريق التالي :
الثاني : يرويه محمد بن الحجاج بن عيسى - يعني : الوراق النيسابوري - :
نا القعنبي : نا سلمة بن وردان عن أنس :
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رجلاً من أصحابه طليحاً ، فقال : "ما لي أراك طليحاً ؟ " ،
قال : إني أمسيت صائماً ، فقال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"من تسحر وأكل قبل أن يشرب ، ومس شيئاً من الطيب ؛ قوي على الصيام " .
أخرجهما البيهقي (3910 و 3911) وقال :
"سلمة بن وردان : غير قوي ، وسائر رواته ثقات" .
كذا قال! ومحمد بن الحجاج هذا لم أجد له ترجمة . والله أعلم .
هذا ، ولعل الصواب في هذا الحديث الوقف ، كما رواه قتادة عن أنس قال :
"ثلاث من أطاقهن أطاق الصيام : من أكل قبل أن يشرب وتسحر ... " .
أخرجه البيهقي (3909) وقال :
"هذا موقوف" .
احمد ابو انس
2022-02-24, 01:57 PM
6349 - ( يَسْتَاكُ الصَّائِمُ بِرَطْبِ السِّوَاكِ وَيَابِسِهِ ، أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/56 - 57) ، وكذا ابن حبان (1/102
- 103) ، والبيهقي (4/272) من طريق أبي إِسْحَاقَ الْخَوَارِزْمِى ّ - قَاضَى خَوَارِزْمَ -
قَالَ سَأَلْتُ عَاصِماً الأَحْوَلَ فَقُلْتُ : أَيَسْتَاكُ الصَّائِمُ؟ فَقَالَ : نَعَمْ . فَقُلْتُ : بِرَطْبِ
السِّوَاكِ وَيَابِسِهِ؟ قَالَ : نَعَمْ . قُلْتُ : أَوَّلُ النَّهَارِ وَآخِرُهُ؟ قَالَ : نَعَمْ. قُلْتُ : عَمَّنْ؟
قَالَ : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .وقال البيهقي :
"انْفَرِدُ بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِيطَارٍ - وَيُقَالُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -
قَاضِى خَوَارِزْمَ ، حَدَّثَ بِبَلْخٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ بِالْمَنَاكِيرِ ، لاَ يُحْتَجُّ بِهِ ، وَقَدْ رُوِىَ
عَنْهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ : أَوَّلِ النَّهَارِ وَآخِرِهِ" .
ثم ساقه من طريق أحمد بن عدي - وهذا في كتابه "الكامل" (1/260 -
261) - من طريق محمد بن سلام : أنبأ إبراهيم بن عبد الرحمن ... به . وقال ابن
عدي :
"إبراهيم هذا عامة أحاديثه غير محفوظة" .
ومن هذه الطريق ساقه العقيلي في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن هذا ، وقال: "ليس بمعروف في النقل ، والحديث غير محفوظ". وقال ابن حبان:
"يروي عن عاصم الأحول المناكير التي لا يجوز الاحتجاج بها ، على قلة
شهرته بالعدالة وكتابته الحديث " . ثم ساق الحديث وقال:
"لا أصل له من حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولا من حديث أنس".
وأشار البيهقي في "المعرفة" إلى هذا الحديث ، وقال (3/418) :
"ضعيف لا يصح".
وأخرجه الدارقطني أيضاً في "السنن" (2/202) ، وقال:
" أَبُو إِسْحَاقَ الْخَوَارِزْمِى ُّ ضَعِيفٌ " .
وأورده الذهبي في ترجمة إبراهيم بن بيطار ، وذكر قول ابن حبان المتقدم في
حديثه . ثم في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن وقال:
"لا يدرى من ذا ، وهوالخوارزمي إن شاء الله " . وأقرَّه الحافظ في "اللسان" .
ولقد أحسن ابن الجوزي بإيراده لهذا الحديث في "الموضوعات" (2/194 -
195) ، وذكر باختصار كلام ابن حبان المتقدم ، لكن تعقبه الحافظ في "التلخيص"
بقوله (1/69) :
"قلت له شاهد من حديث معاذ ،رواه الطبراني في الكبير" !
وأقره السيوطي في "اللآلي" (2/105) ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/
156) !! وفي ذلك نظر ظاهر إسناداً ومتناً ، فإن الطبراني أخرجه في "المعجم الكبير"
(20/70 - 71) وفي "مسند الشاميين" أيضاً (2/444 - المصورة) من طريق بكر بن
خنيس عن أبي عبد الرحمن عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل : أتسوك وأنا صائم ؟ فقال : نعم ، قلت : أي النهار
أتسوك ؟ قال : أي النهار شئت ، إن شئت غدوة ، وإن شئت عشية ، قلت : فإن الناس
يكرهونه عشية ، قال : ولم ؟! قلت : يقولون إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : « لخلوف فم
الصائم أطيب من ريح المسك » . فقال : سبحان الله لقد أمرهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بالسواك ، حين أمرهم وهو يعلم أنه لابد أن يكون بفم الصائم خلوف ، وإن استاك ،
وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمداً ، ما في ذلك من الخير شيء ، بل
فيه شر ، إلا من ابتلي ببلاء لا يجد منه بداً . قلت : والغبار في سبيل الله أيضا
كذلك ، إنما يؤجر من اضطر إليه ، ولم يجد عنه محيصاً؟ قال : نعم ، وأما من
ألقى نفسه في البلاء عمداً فما له في ذلك من أجر .
أما النظر من حيث المتن فهو ظاهر ، لأنه موقوف على معاذ غير مرفوع .
وأما النظر من حيث الإسناد ففيه خفاء ذلك ، لأن بكر بن خنيس مختلف
فيه ، فوثقه بعضهم وضعفه الجمهور ، كما ترى أقوالهم في "تهذيب الحافظ" ، وقال
في "تقريبه" :
"صدوق له أغلاط ، أفرط فيه ابن حبان:
والحق أنه كما قال الذهبي في "الكاشف" :
"واهٍ" .
وقد تقدمت له أحاديث كثيرة ، فراجعها إن شئت بواسطة فهارس الرواة في
المجلدات الأربعة الأولى المطبوعة (*) . قلت : وكأن الحافظ رحمه الله اعتمد على ما وصفه به من الصدق في
"تقريبه" ، فاعتبر الحديث صالحاً للاستشهاد به ، بل إنه قد صرح بتقويته في
مكان آخر من "تلخيصه" ، فقال في (الصيام) منه (2/202) :
"فائدة : روى الطبراني بإسناد جيد عن عبد الرحمن بن غنم قال : سألت
معاذ بن جبل : أأتسوك وأنا صائم ..." الحديث .
فأقول تجويده لهذا الإسناد بناء على رأيه المتقدم في بكر بن خنيس
محتمل ، ولكنه غفل عن علته الحقيقية ، وهي : أبو عبد الرحمن شيخ بكر الذي
لم يسم ، فقد قال الذهبي في "كنى الميزان" .
"أبو عبد الرحمن الشامي عن عبادة بن نسي ، قال الأزدي : كذاب . قلت :
لعله المصلوب " . وأقره الحافظ في "اللسان" .
قلت : وهو : محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي ، صلبه المنصور على
الزندقة ، وضعف أربعة آلاف حديث ، قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى ! له ترجمة
مبسطة في "التهذيب" ، وكذا في "تاريخ ابن عساكر" (15/356 - 364) ، وقال
في آخرها:
"وقال أحمد بن حنبل : بكر بن خنيس ليس به بأس ، إنما روى عن رجل
صلب يقال له : أبو عبد الرحمن الدمشقي ، واسمه محمد بن سعيد".
فإذن علة هذه الفائدة التي زعمها الحافظ (أبو عبد الرحمن) هذا ، الكذاب
المصلوب في الزندقة ، فالعجب كيف خفي ذلك على الحافظ ، وعلى من اتبعه ؟!
ولقد كنت واحداً من هؤلاء حين نقلت عنه في كتابي "الإرواء" (1/106 - 107)
تجويده لإسناده ، وعذري في ذلك أن "معجم الطبراني" لم يكن يومئذ مطبوعاً ، ولا كان لدي مصورة "مسند الشاميين" ، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي
لولا أن هدانا الله .
وإن مما يحسن ذكره هنا - والتنبيه على ضعفه مع مخالفته لحديث الترجمة
وشاهده الذي ذكره الحافظ وزعمه ! - ما رواه عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
قَالَ لَكَ السِّوَاكُ إِلَى الْعَصْرِ ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ ، فَأَلْقِهِ ، فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ».
أخرجه الدارقطني في "سننه" (2/203/5) ، ومن طريقه البيهقي (4/274)
وسكتا عنه ! وهو من غرائبهما ، فإن عمر بن قيس هذا متروك - كما قال الحافظ في
"التقريب" ، وبه أعله في "التلخيص" (1/69) ، ولكنه سكت عنه في (الصيام)
(2/201) ! -.
وفي معناه حديث آخر مرفوع عن علي وغيره ، مخرج في الإرواء (رقم 67) ،
فلا داعي للإعادة . ويغني عن حديث الترجمة عموم الأحاديث الواردة في الحض
على السواك عند كل وضوء وكل صلاة هناك - .
__________
(*) ولقد طبع من هذه "السلسلة" حتى المجلد الثالث عشر بعد وفاة الشيخ رحمه الله
تعالى ، يسر الله إتمامها .
احمد ابو انس
2022-02-24, 02:06 PM
6749 - ( كان يعظم يوم عاشوراء ، حتى إن كان ليدعوا بصبيانه، وصبيان فاطمة المراضيع ، فيقول لأمهاتهم : لا ترضعوهم إلى الليل، ويتفل في أفواههم ، فكان ريقه يجزئهم ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف.
أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " - مضعفاً - ( 3/ 288 - 289/ 2089 و 2090 )، وأبو يعلى في " مسنده " ( 13/ 92/ 62 71 )، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 4 2/ 277/ 4 0 7 )، و " الأوسط " ( 3/ 269 -270/ 2589 ) - والسياق له -، والبيهقي في " دلائل النبوة " ( 6/ 226 ) من طريق عليلة بنت الكُميت العتكية قالت: سمعت أمي أمينة تحدث عن أمة الله ابنة رزينة - وكانت أمها خادماً للنبي صلى الله عليه وسلم - قالت: سمعت أمي رزينة تقول:... فذكره. وقال ابن خزيمة مترجماً للحديث:
" باب استحباب ترك الأمهات إرضاع الأطفال يوم عاشوراء ؛ تعظيماً ليوم عاشوراء إن صح الخبر ؛ فإن في القلب من خالد بن ذكوان ".
ثم ساق هذا الحديث، ولم يتكلم على إسناده ؛ لكن الظاهر من هذه الترجمة أنه يشير إلى تضعيفه، وهو معنى قول الحافظ في" الفتح " ( 4/ 201 ):
" أخرجه ابن خزيمة، وتوقف في صحته، وإسناده لا بأس به "!
كذا قال! خلافاً لإعلال شيخه الهيثمي إياه بقوله ( 3/ 186 ):
"رواه أبو يعلى والطبراني في " الكبير " و "الأوسط " ولفظه...، وعليلة، ومن فوقها لم أجد من ترجمهن ". وهو كما قال رحمه الله ؛ إلا ( رزينة )، فقد ذكروها في الصحابة، بهذا الإسناد! وسكت عنه الحافظ في " الإصابة "، فأتعجب منه كيف قال فيه: " لا بأس به " ؟!
وهذا في جانب، وقول ابن خزيمة في الترجمة:
" فإن في القلب من خالد بن ذكوان ". في جانب آخر ؛ فإن خالداً ثقة بلا خلاف ؛ إلا ما في قول ابن خزيمة هذا من الغمز! فإنه ساق تحت الترجمة مباشرة - وقبل حديث الترجمة - حديثه عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت:
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قرى الأنصار التي حول المدينة:
" من كان أصبح صائماً ؛ فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطراً ؛ فليتم بقية يومه ".
فكنا بعد نصومه، ونصوم صبياننا الصغار، ونذهب بهم إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم ؛ أعطيناه إياه حتى يكون عند الإفطار ".
وقد رواه الشيخان وابن حبان في " صحاحهم " وغيرهم من طريق خالد بن ذكوان عن الربيع به.
ولعل ابن خزيمة إنما غمز من حديث خالد هذا ؛ لقوله فيه:
" فليتم بقية يومه " في حق من أصبح مفطراً، ففهم منه: فليتم بقية يومه مفطراً، وهو الظاهر ؛ لكن الصواب فيه بلفظ:
" فليصم بقية يومه ".كما في رواية ابن حبان، وأحمد في رواية، وكذا الطبراني في " المعجم الكبير" ( 24/ 275/ 700 ).
ويشهد له عدة أحاديث صحيحة، منها حديث سلمة بن الأكوع مرفوعاً بلفظ ابن حبان المذكور.
أخرجه البخاري ومسلم وابن خزيمة وابن حبان أيضاً وغيرهم، وهو مخرج مع الشواهد الأخرى في " الصحيحة " ( 2624 ) من المجلد السادس، وقد طبع والحمد لله.
( فائدة ): قال الحافظ تحت حديث. ( الربيع ) ( 4/ 201 - 202 ):
" وفي الحديث حجة على مشروعية تمرين الصبيان على الصيام كما تقدم ؛ لأن من كان في مثل السن الذي ذكر في الحديث غير مكلف، وإنما صنع لهم ذلك للتمرين. وأغرب القرطبي فقال: لعل النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم بذلك، ويبعد أن يكون أمر بذلك ؛ لأنه تعذيب صغير بعبادة غير متكررة في السنة! وما قدمناه من حديث ( رزينة ) يرد عليه ( ! ) مع أن الصحيح عند أهل الحديث، وأهل الأصول أن الصحابي إذا قال: فعلنا كذا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كان حكمه الرفع ؛ لأن الظاهر اطلاعه صلى الله عليه وسلم على ذلك، وتقريرهم عليه، مع توفر دواعيهم على سؤاله إياه عن الأحكام، مع أن هذا مما لا مجال للاجتهاد فيه، فما فعلوه إلا بتوقيف. والله أعلم ".
قلت: وهذا هو الجواب والرد الصواب، وأما الرد عليه بحديث ( رزينة ) فليس بحجة ؛ لضعفه - كما بينت -، فدر مع الحق حيث دار. ( تنبيه ): سبق قول ابن خزيمة: " فإن في القلب من خالد بن ذكوان ".
وقد نقله عنه الحافظ في ترجمة ( خالد ) من " التهذيب " بزيادة فيه فقال:
"... خالد بن ذكوان حسن الحديث، وفي القلب منه ".
وأنا أظن أن هذه الزيادة " حسن الحديث " مقحمة. والله أعلم.
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:15 PM
412 - " من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين ، ومن صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 200 ) من طريق الهيثم بن حبيب حدثنا سلام الطويل عن حمزة الزيات عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا وقال : تفرد به الهيثم بن حبيب .
قلت : اتهمه الذهبي بخبر باطل ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ! وسلام الطويل متهم ، وابن أبي سليم ضعيف .
والحديث أعله الهيثمي ( 3 / 190 ) بالهيثم هذا وهو قصور لا يخفى ، وأعجب منه قول المنذري في " الترغيب " ( 1 / 78 ) :
رواه الطبراني في " الصغير " وهو غريب وإسناده لا بأس به " ! ، وهذا ذهول عجيب ، وإلا فكيف يسلم من البأس إذا كان فيه ذاك المتهم الطويل ! قال فيه ابن خراش : كذاب ، وقال ابن حبان : يروي عن الثقات الموضوعات ، كأنه كان المتعمد لها ، وقال الحاكم : روى أحاديث موضوعة .
والحديث رواه الطبراني أيضا في " الكبير " ( 109 / 1 ) من هذا الوجه بالشطر الأول فقط ، وهذا القدر منه صحيح لأن له شواهد كثيرة منها حديث أبي قتادة مرفوعا : صيام يوم عرفة إنى أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله .أخرجه مسلم ( 3 / 167 - 168 ) وغيره ، وهو قطعة من حديث مخرج في " الإرواء " ( 952 ) ثم إن الطبراني روى الشطر الثاني من الحديث بلفظ آخر وهو :
413 - " من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون حسنة " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 109 / 1 ) : حدثنا محمد بن زريق بن جامع حدثنا الهيثم بن حبيب أخبرنا سلام الطويل عن حمزة الزيات عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد موضوع ، وله علل ثلاث تقدم بيانها في الحديث الذي قبله .
ومع أن إسنادهما واحد فالمتن مختلف ، ففي هذا قال : " ثلاثون حسنة " وفي ذاك قال : " ثلاثون يوما " وهذه علة أخرى تضم إلى ما قبلها !
وقد ذهل عن علة هذا الحديث أيضا المقتضية لوضعه الهيثمي كما ذهل عنها في الحديث الذي قبله على ما سبق بيانه وقد تبعه في هذا المناوي في " شرح الجامع الصغير " فقال : قال الهيثمي : فيه الهيثم بن حبيب ضعفه الذهبي ! .
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:17 PM
459 - " صام نوح عليه الصلاة والسلام الدهر إلا يوم الفطر ويوم الأضحى " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 524 ) من طريق ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن أبي فراس أنه سمع عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... فذكره .
قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 108 / 2 ) : هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة قلت : وبقية رجال الإسناد ثقات ، وأبو فراس اسمه يزيد بن رباح السهمي المصري قال العجلي في " الثقات " ( رقم 1572 - نسختي ) :مصري ( الأصل : بصري ) تابعي ثقة ، وهو من رجال مسلم ، وقد خفي هذا على المنذري في " الترغيب " ( 2 / 82 ) ثم الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 195 ) فقالا : إنه لا يعرف ، وبه أعلا الحديث وقد أورداه بزيادة من رواية الطبراني في " الكبير " ، وإنما علته ابن لهيعة كما سبق ، ثم إن الحديث لوصح لم يجز العمل به لأنه من شريعة من قبلنا ، وهي ليست شريعة لنا على ما هو الراجح عندنا ، ولا سيما وقد ثبت النهى عن صيام الدهر في غير ما حديث عنه صلى الله عليه وسلم حتى قال صلى الله عليه وسلم في رجل يصوم الدهر : " وددت أنه لم يطعم الدهر " .
رواه النسائي ( 1 / 324 ) ، بسند صحيح .
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:18 PM
480 - " من صام يوم الأربعاء والخميس كتب له براءة من النار " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
رواه أبو يعلى عن ابن عباس مرفوعا ، وضعفه المنذري في " الترغيب " ( 2 / 86 ) ، وبين السبب الهيثمي فقال ( 3 / 198 ) :وفيه أبو بكر بن أبي مريم ، هو ضعيف ثم وقفت على إسناده فوجدت فيه ثلاث علل أخرى : ضعف راوأخر وعنعنة بقية واضطراب ابن أبي مريم في إسناده وتفصيل ذلك سيأتي برقم ( 5021 ) .
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:23 PM
838 - " من أدرك رمضان ، وعليه من رمضان شيء لم يقضه ، لم يتقبل منه ، ومن صام تطوعا وعليه من رمضان شيء لم يقضه ، فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه أحمد ( 2 / 352 ) : حدثنا حسن : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا أبو الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخرج الشطر الأول منه الطبراني في " الأوسط " ( 99 / 2 ) من طريق عبد الله بن يوسف : حدثنا ابن لهيعة به . وقال : " لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به ابن لهيعة " . قلت : وهو سيء الحفظ ، وقد اضطرب في إسناده ومتنه ، أما السند ، فرواه حسن وعبد الله بن يوسف عنه كما ذكرنا . وتابعهما جماعة كما يأتي .وخالفهم ابن وهب فقال : عنه عن أبي الأسود عن عبد الله بن أبي رافع مولى أم سلمة عنه . وابن المبارك فقال عنه .... عن عبد الله عن أبي هريرة . وخالف الجماعة عمرو بن خالد عنه فأوقفه ! قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 259 ) : " سئل أبو زرعة عن حديث رواه ابن لهيعة ، فاختلف على ابن لهيعة ، رواه عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي أبي الأسود فقال : عن عبد الله بن أبي رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ... ( فذكره ) .
ورواه عبد الله بن عبد الحكم ، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم وعمرو بن خالد الحراني وأبو صالح كاتب الليث والنضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا عمرو بن خالد فإنه أوقفه ولم يرفعه .
ورفع الباقون الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورواه ابن المبارك فقال : أخبرنا عبد الله بن عقبة - نسب ابن لهيعة إلى جده ، لأن ابن لهيعة هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة - عن أبي الأسود عن عبد الله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم ينسب عبد الله . فقال أبو زرعة : الصحيح عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
قلت : ويتلخص من ذلك أن ابن لهيعة كان يضطرب فيه على وجوه ، فتارة يسمي تابعي الحديث عبد الله بن أبي رافع . وتارة يسميه عبد الله بن رافع . وتارة : عبد الله ، لا ينسبه . وتارة يرفع الحديث ، وتارة يوقفه . والاضطراب علامة على أن الراوي لم يضبط حفظ الحديث .
ولذلك كان المضطرب من أقسام الحديث الضعيف في " علم المصطلح " . ولا يقال : لعل هذا الإضطراب من الرواة عن ابن لهيعة ، لا منه . لأننا نقول : هذا مردود لأنهم جميعا ثقات ، وفيهم عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك ، وهما ممن سمعا من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه ، فذلك يدل على أن الاضطراب منه ، وأنه قديم لم يعرض له بعد احتراق الكتب ، والله أعلم .
وإن مما يؤكد ضعف الحديث ما رواه البيهقي ( 4 / 253 ) عن عبد الوهاب ابن عطاء : سئل سعيد - هو ابن أبي عروبة - عن رجل تتابع عليه رمضانان وفرط فيما بينهما ؟ فأخبرنا عن قتادة عن
صالح أبي الخليل عن مجاهد عن أبي هريرة أنه قال : " يصوم الذي حضر ، ويقضي الآخر ، ويطعم لكل يوم مسكينا " . وإسناده صحيح . ورواه من طرق أخرى عن عطاء به . ثم قال : " وروى هذا الحديث إبراهيم بن نافع الجلاب عن عمر بن موسى بن وجيه عن الحكمعن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا . وليس بشيء ، إبراهيم وعمر متروكان . وروينا عن ابن عمر وأبي هريرة في الذي لم يصم حتى أدركه رمضان آخر ؟ يطعم ولا قضاء عليه . وعن الحسن وطاووس والنخعي ، يقضي ولا كفارة عليه . وبه نقول ، لقوله تعالى : ( فعدة من أيام أخر ) " .
قلت : فلوكان هذا الحديث عند أبي هريرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل بالقضاء ، لأنه يتنافى مع قوله فيه " لم يتقبل منه " . وهذا ظاهر بين . والله أعلم .
ومن هذا التحقيق يتبين لك ما هو الصواب في قول الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 179 ) : رواه أحمد والطبراني في " الأوسط " باختصار ، وهو حديث حسن " .
وقوله في مكان آخر ( 3 / 149 ) عقب رواية الطبراني : " رواه الطبراني في " الأوسط " وأحمد أطول منه ، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح " !
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:25 PM
1327 - " من صام يوما لم يخرقه كتبت له عشر حسنات ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 7653 - بترقيمي ) عن عبد الرحمن بن عبد الوهاب
الصيرفي : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن أبي جناب الكلبي عن طلحة بن مصرف عن
عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب مرفوعا وقال :
" لم يروه عن طلحة إلا أبو جناب، ولا عنه إلا إسحاق الأزرق، تفرد به
عبد الرحمن بن عبد الوهاب ".
قلت : ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/28 ) وقال :
" غريب من حديث طلحة، تفرد به إسحاق الأزرق ".
قلت : والراوي عنه عبد الرحمن بن عبد الوهاب الصيرفي يبدو أنه العمي وهو بصري
، ترجمه ابن أبي حاتم ( 2/2/262 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولكنه قال :
" روى عنه أبو زرعة وموسى بن إسحاق الأنصاري ".
وأبو زرعة لا يروي إلا عن ثقة، ومن فوقه ثقات أيضا غير أبي جناب الكلبي
واسمه يحيى بن أبي حية وهو ضعيف مدلس، فهو علة الحديث.
والحديث عزاه في " الجامع " لـ " الحلية " وحده فقصر.
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:27 PM
1330 - " من صام يوما ابتغاء وجه الله تعالى، بعده الله عز وجل من جهنم كبعد غراب طار
وهو فرخ حتى مات هرما ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أحمد ( 2/526 ) : حدثنا عبد الله بن يزيد : حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن
يزيد عن لهيعة أبي عبد الله عن رجل قد سماه : حدثني سلمة بن قيس عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره.
قلت : وهذا سند ضعيف، رجاله ثقات، غير شيخ لهيعة الذي لم يسم.
ولهيعة هو والد عبد الله بن لهيعة لم يوثقه غير ابن حبان وقال الأزدي :
" حديثه ليس بالقائم ". وقال ابن القطان :
" مجهول الحال ".
وهذا هو الذي اعتمده الحافظ من الأقوال فقال :
" مستور ".
وقد اختلف في إسناده على ابن لهيعة وأبيه، فرواه خالد بن يزيد عنه هكذا
وقال الطبراني في " الأوسط " ( 3270 ) : حدثنا بكر - هو ابن سهل - : حدثنا
عبد الله بن يوسف وشعيب بن يحيى قالا : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا زبان بن فائد
عن لهيعة بن عقبة عن عمرو بن ربيعة الحضرمي : سمعت سلامة بن قيصر يقول : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره وقال :
" لا يروى عن سلام إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة ".
قلت : وهو ضعيف في غير رواية عبد الله بن يزيد المقرئ - وهي الأولى -
وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب، وأما رواية غير هؤلاء الثلاثة عنه
فهي ضعيفة، لأنهم رووا عنه بعد احتراق كتبه، وتحديثه من حفظه، وهو فيه
ضعيف، لكن شيخ الطبراني بكر بن سهل ضعيف أيضا، بل إنهم وضعوه، وشيخ ابن
لهيعة زبان بن فائد ضعيف، فهو إسناد مظلم كما ترى، فيه عدة علل تترى،
واقتصر الهيثمي على بيان علة واحدة منها، فقال ( 3/181 ) بعد أن ذكره من حديث
سلمة بن قيصر :
" رواه أبو يعلى والطبراني في " الكبير " و" الأوسط " إلا أنه قال : سلامة بن
قيصر، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام " !
قلت : قال الحافظ في " الإصابة " :
" سلامة بن قيصر، ويقال : سلمة ؛ نزل مصر، قال أحمد بن صالح : له صحبة.
ونفاها أبو زرعة. وقال ابن صالح : سلمة عندنا أصح، وهو من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم. وقال البخاري : لا يصح حديثه. وأخرجه حديثه مطين،
والحسن بن سفيان والطبراني من يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صام.. ومداره على ابن
لهيعة، فرواه ابن وهب وجل أصحابه عنه هكذا، ورواية ابن وهب في " مسند أبي
يعلى " وقال عبد الله بن يزيد المقرىء عنه بهذا الإسناد عن سلمة بن قيصر عن
أبي هريرة وعنه أخرجه أحمد في مسنده، ورجح أبو زرعة هذه الزيادة، وأنكرها
أحمد بن صالح ".
قلت : وفي قوله : " بهذا الإسناد.. " نظر، فإن إسناد أحمد عن عبد الله بن
يزيد عن ابن لهيعة يختلف كل الاختلاف عن إسناد سائر أصحاب ابن لهيعة عنه كما
سبق بيانه.
وجملة القول : أن الحديث لا يصح كما قال البخاري، لأن مداره على ابن لهيعة،
وقد اختلفوا عليه في إسناده كما أوضحته بأتم توضيح والله تعالى ولي التوفيق.
( تنبيه ) : وقع في " المسند " كما رأيت " سلمة بن قيس " والصواب " سلمة بن
قيصر " كما يفهم من كلام الحافظ المتقدم، وكذلك ذكره في " تعجيل المنفعة "،
وهذا الخطأ عينه وقع في " المشكاة " من رواية البيهقي في " الشعب "، وقد نبه
عليه القاري في " المرقاة ".
ثم وقفت على خلاف آخر على ابن لهيعة، فأخرجه البزار في " مسنده " ( 1037 - كشف
الأستار ) من طريق عبد الله بن يزيد أيضا عن ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن أبي
الشعثاء عن سلمة بن قيصر عن أبي هريرة.
قلت : فأسقط من إسناده الرجل الذي لم يسم، فلا أدري أهذا من ابن لهيعة، أم
سقط من الناسخ أوالطابع ؟ فقد قال المنذري في " الترغيب " ( 2/61 ) وتبعه
الهيثمي :
" رواه أحمد والبزار، وفي إسناده رجل لم يسم " !
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:30 PM
1331 - " أشعرت يا بلال ! أن الصائم تسبح عظامه، وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه ابن ماجه ( 1749 ) والبيهقي في " شعب الإيمان " ومن طريقه ابن عساكر في
" تاريخ دمشق " ( 3/232/2 و10/330 - ط ) من طريق أبي عتبة عن بقية : حدثنا
محمد بن عبد الرحمن عن سليمان بن بريدة [ عن أبيه ] قال :
" دخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : [ الغداء يا بلال ! قال : إني صائم يا رسول الله ] فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : نأكل رزقنا، وفضل رزق بلال في الجنة، أشعرت
... ".
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ محمد بن عبد الرحمن هو القشيري، قال ابن عدي :
" منكر الحديث ". ذكره الذهبي وقال :
" وفيه جهالة، وهو متهم ليس بثقة، وقد قال فيه أبو الفتح الأزدي : كذاب
متروك الحديث ".
قلت : وكذلك قال أبو حاتم الرازي، وكأن الذهبي فاته ذلك، وإلا لما عدل عنه
إلى الأزدي المنتقد في نقده، فقد ترجمه ابنه في " الجرح والتعديل " ( 3/2/325
) وقال :
" وسألته عنه، فقال : متروك الحديث، كان يكذب ويفتعل الحديث ".
وإذن فلا وجه لقول الذهبي : " فيه جهالة ". فالرجل معروف، ولكن بالكذب في
الحديث، فمثله يكون حديثه موضوعا ولا كرامة.
وبقية، مدلس، ولكنه قد صرح هنا بالتحديث، وليس به حاجة إلى التدليس،
فالشيخ الذي قد يدلسه، لن يكون شرا من هذا القشيري !
ولكن الراوي عنه أبو عتبة، ليس سالما من القدح كما تراه في ترجمته من "
الميزان " و" اللسان " إلا أنه لم يتفرد به، فقد قال ابن ماجه في " سننه " ( 1749 ) : حدثنا محمد بن المصفى : حدثنا بقية به. فآفة الحديث من القشيري.
( تنبيه ) : وقع في نسخة " التاريخ " سقط في هذا الحديث، من الناسخ،
فاستدركته من " مشكاة المصابيح " ( 2082 ) فإنه ذكره من رواية البيهقي في " شعب
الإيمان " عن بريدة، وهو كعادته لم يتكلم بشيء على إسناده، فحققت القول عليه
هنا، وذكرت خلاصته في تعليقي عليه للمرة الثانية، أتيت فيها على الأحاديث
التي لم يتيسر لي الكلام عليها في المرة الأولى، فحققت القول فيها أيضا، عسى
أن يعاد طبعه مرة أخرى إن شاء الله تعالى.
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:32 PM
1332 - " إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا، وربما قال : حتى
يقضوا أكلهم ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الترمذي ( 1/150 ) والنسائي في " السنن الكبرى " ( ق 62/2 ) والدارمي (
2/17 ) وابن خزيمة في " صحيحه " ( 2138 - 2140 ) وابن ماجه ( 1748 ) من طريق
ابن أبي شيبة وهذا في " المصنف " ( 3/86 ) وابن المبارك في " الزهد " (
500/1424 ) وفي الجزء الثاني من " حديثه " ( ق 104/2 ) وأحمد( 6/365 و439 )
وابن سعد في " الطبقات " ( 8/415 - 416 ) والبغوي في " حديث علي بن الجعد " (
1/477/899 ) وأبو يعلى في " مسنده " ( 4/1704 ) وعنه ابن حبان ( 953 - موارد
) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 25/30/49 ) وأبو نعيم في " الحلية " (
2/65 ) والبيهقي ( 4/305 ) كلهم من طريق حبيب بن زيد الأنصاري قال : سمعت
مولاة لنا يقال لها : ليلى، تحدث عن جدته أم عمار بنت كعب :
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فدعت له بطعام، فقال لها : " كلي "،
فقالت : إني صائمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره. وقال الترمذي :
" حديث حسن صحيح ".
وأقره المناوي في " شرحيه " : " الفيض " و" التيسير "، وكأنه لم يرجع إلى
إسناده، فإن ليلى هذه لا تعرف، فقد أوردها الذهبي في فصل " النسوة المجهولات
" وقال :
" تفرد عنها حبيب بن زيد ".
وقال الحافظ فيها :
" مقبولة ".
يعني عند المتابعة، وإلا فلينة الحديث، وما عرفت لها متابعا، بل إن من
الممكن أن يقال : إنها قد خولفت فرواه أبو أيوب عن عبد الله بن عمرو موقوفا
مختصرا بلفظ :" الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة ".
أخرجه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق وابن المبارك من طريق قتادة عن أبي أيوب عنه .
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وهو موقوف في حكم المرفوع، ويشهد له
دعاء الضيف :
" أفطر عندكم الصائمون.. وصلت عليكم الملائكة " الحديث، وهو مخرج في " آداب
الزفاف " ( ص 91 - 92 ).
فإن الصلاة هنا جملة دعائية كالجملتين الأخريين، وإنما يدعى بشيء يمكن أن يقع
إذا توفر سببه، وهذا ما أكده ابن عمرو رضي الله عنه بحديثه هذا. والله أعلم .
ثم إن الحديث رواه شريك عن حبيب بن زيد بلفظ :
" الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة حتى يمسي ".
أخرجه الترمذي وابن خزيمة بإسناد واحد عن شريك وليس عند الترمذي : " حتى يمسي
". وهو بهذه الزيادة منكر، لأن شريكا وهو ابن عبد الله القاضي سيىء الحفظ،
وبهذه الزيادة رواه الطبراني أيضا ( رقم 50 ).
والحديث علقت عليه اللجنة القائمة بتحقيق " الجامع الكبير " للسيوطي ( 5652 )
بأن السيوطي رمز في " الجامع الصغير " لحسنه، وكفى ! كما أورده الغماري في "
كنزه ".
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:35 PM
1333 - " من فطر صائما من كسب حلال، صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها، وصافحه
جبريل، ومن يصافحه جبريل يرق قلبه، وتكثر دموعه. قال رجل : يا رسول الله !
فإن لم يكن ذاك عنده ؟ قال : قبضة من طعام. قال : أرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟
قال : ففلقة خبز. قال : أفرأيت إن لم يكن ذاك عنده ؟ قال : فمذقة من لبن. قال
: أفرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟ قال : فشربة من ماء ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 69/2 ) عن حكيم بن خذام العبدي : نا علي بن
زيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره.
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا، وله علتان :
الأولى : علي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف لسوء حفظه.
والأخرى : حكيم هذا قال أبو حاتم : " متروك الحديث ".
وقال البخاري : " منكر الحديث ".
قلت : وهذا منه تضعيف شديد له، كما هو اصطلاحه.
لكن تابعه الحسن بن أبي جعفر عند ابن عدي أيضا ( 87/1 ) والأصبهاني في "
الترغيب " ( ق 179/2 )، وقال ابن عدي :
" لا أعلم يرويه عن علي بن زيد إلا الحسن بن أبي جعفر وحكيم بن خذام ".
قلت : وثلاثتهم ضعفاء، وحكيم أشدهم ضعفا، فالحديث ضعيف.
ومن طريق الحسن أخرجه الطبراني مختصرا، والبزار نحوه كما في " مجمع الزوائد
" ( 3/156 ).
قلت : في عزوه للبزار نظر لأسباب أهمها أنه ليس في " كشف الأستار عن زوائد
البزار " للهيثمي أيضا، وهو أصل ما يعزوه للبزار في " المجمع " وكذلك ليس هو
في " زوائد البزار " للحافظ ابن حجر.
وأما الطبراني فقد أخرجه في " الكبير " ( 6162 ) من طريق الحسن بن أبي جعفر،
باختصار، ورواه قبيله ( 6161 ) من طريق حكيم بن خذام أيضا أخصر منه.
( تنبيه ) : ( خذام ) بكسر المعجمة الأولى كما في " الإكمال " ( 3/130 ) لابن
ماكولا، ومثله في " تاريخ البخاري " و" الجرح والتعديل " و" الكامل "
وغيرها، ووقع في " اللسان " و" الطبراني " : حزام "، ! بالحاء المهملة
وهو تصحيف.
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:36 PM
1898 - " إن في الجنة نهرا يقال له : رجب ، [ ماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ] ، من صام من رجب يوما واحدا ، سقاه الله من ذلك النهر " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
باطل .
رواه أبو محمد الخلال في " فضل شهر رجب " ( 11 / 1 ) والديلمي ( 1
/ 2 / 281 ) والأصبهاني في " الترغيب " ( 224 / 1 - 2 ) عن منصور بن يزيد
الأسدي : حدثنا موسى بن عمران قال : سمعت أنس بن مالك يقول ... ، فذكره
مرفوعا . قلت : وهذا إسناد ضعيف مجهول ، موسى بن عمران لم أعرفه ، ووقع عند
الديلمي : " موسى بن عبد الله بن يزيد " . ومنصور بن يزيد قال الذهبي : " لا
يعرف ، والخبر باطل ، قرأته ... " . ثم ساقه بإسناده إلى منصور به ، إلا أنه
وقع فيه : " موسى بن عبد الله الأنصاري " . والله أعلم . وقد أقره الحافظ في
" اللسان " . وأما في " تبيين العجب " ، فقد قال ( ص 5 - 7 ) : " لا يتهيأ
الحكم عليه بالوضع " . قلت : ولعله يعني من جهة السند . والله أعلم .
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:38 PM
3083 - ( إن الله عز وجل لم يكتب علي الليل صياماً ، فمن صام فقد تعنى ، ولا أجر له ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 225 -226) ، والدولابي في "الكنى" (1/ 35) ، وكذا الترمذي في "العلل المفردة" ، وابن أبي داود في "الصحابة" ، وابن قانع ، وأبو أحمد في "الكنى" (ق2-2/ 1) ، والشيرازي في "الألقاب" ، وابن منده من طريق أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي عن معقل الكناني ( وقال بعضهم : الكندي ) عن عبادة بن نسي عن أبي سعد ( وقال بعضهم : أبي سعيد ) الخير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ... فذكره . وقال ابن أبي حاتم :
"قال أبي : وقد قيل : أبو سعد الخير ، وهذا الصحيح عندي" .
وقال ابن منده :
"غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" .
قلت : وفيه علتان :
الأولى : جهالة معقل هذا ، فقد أزرده البخاري في "التاريخ" (4/ 1/393) ثم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 286) من رواية يزيد هذا فقط عنه ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
والأخرى : يزيد بن سنان الرهاوي ؛ فإنه ضعيف كما قال الحافظ .
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:41 PM
4134 - ( من رابط ليلة حارساً من وراء المسلمين ؛ كان له أجر من خلفه ممن صام وصلى ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (ص 226 - مجمع البحرين) ، وابن حبان في "الضعفاء" (1/ 223) ، وأبو الفرج المقرىء في "الأربعين في فضل الجهاد" (رقم6) ، وابن الجوزي في "العلل" (2/ 91-92) من طريق الحارث بن عمير ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أجر الرباط ؟ ... فذكره .
قلت : أورده ابن حبان في ترجمة الحارث هذا ؛ وقال :
"كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات" .
ونقل ابن الجوزي عن ابن خزيمة أنه قال فيه :
"كذاب" . وقال الحاكم :
"روى عن حميد الطويل وجعفر بن محمد أحاديث موضوعة" .
قلت : ومع ذلك ، فقد وثقه جمع من المتقدمين ؛ كابن معين وغيره ، وما تقدم جرح مفسر ، فكأنهم لم يقفوا عليه ، ومن أجل ذلك قالوا في "علم المصطلح" : إن الجرح المفسر مقدم على التعديل ، ولهذا قال الذهبي بعد أن نقل توثيق ابن معين إياه :
"وما أراه إلا بين الضعف ؛ فإن ابن حبان قال في "الضعفاء" : ..." فذكر ما تقدم عنه ، وقال الحافظ في "التقريب" :
"وثقه الجمهور ، وفي أحاديثه مناكير ، ضعفه بسببها الأزدي وابن حبان وغيرهما ، فلعله تغير حفظه في الآخر" .
وساق له ابن حبان حديثين آخرين ، أحدهما الآتي بعده .
ومما سبق يظهر تساهل المنذري حين قال في "الترغيب" (2/ 151) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد جيد" !
ونحوه قول الهيثمي في "المجمع" (5/ 289) :
"... ورجاله ثقات" !
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:44 PM
4400 - ( رجب شهر الله ، وشعبان شهري ، ورمضان شهر أمتي ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (226/ 1) ، عن قران بن تمام ، عن يونس ، عن الحسن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"من صام يوماً من رجب عدل له بصوم سنتين ، ومن صام النصف من رجب عدل له بصوم ثلاثين سنة" . وقال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإرساله .
وقران بن تمام ؛ صدوق ربما أخطأ .
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:51 PM
4451 - ( ما صام من ظل يأكل لحوم الناس ) (1) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه الطيالسي (1/ 188) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 309) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 4) ، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (98/ 2) ، عن الربيع بن صبيح ، عن يزيد بن أبان ، عن أنس مرفوعاً . وفيه عند الطيالسي قصة .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف يزيد بن أبان .
والربيع بن صبيح ؛ صدوق سيىء الحفظ .
__________
(1) كتب الشيخ - رحمه الله - ملاحظة لنفسه فوق هذا المتن : " إتحاف ( 4 / 247 ) ، منثور ( 6 / 96 ) " . ( الناشر ) .
احمد ابو انس
2022-02-24, 05:57 PM
4611 - ( من صام ثلاثة أيام من شهر حرام : الخميس والجمعة والسبت ؛ كتب له عبادة سنتين ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 106/ 1 - زوائده) ، وتمام في "الفوائد" (8/ 127) ، وعنه ابن عساكر (6/ 230) ، وأبو عمر بن منده في "أحاديثه" (20/ 2) ، وأبو محمد الخلال في "فضل رجب" (14/ 2) ، والخطيب في "الموضح" (1/ 67) ، وأبو الغنائم الدجاجي في "حديث ابن شاه" (2/ 2) ، وابن الجوزي في "مسلسلاته" (الحديث 53) ، وعبد الغني المقدسي في "الفوائد" (15/ 2-3) كلهم عن يعقوب بن موسى المدني عن مسلمة بن راشد عن راشد أبي محمد عن أنس مرفوعاً به - واللفظ للطبراني - . وقال الآخرون :
"تسع مئة سنة" بدل : "سنتين" ! إلا الدجاجي فقال :
"كتب الله له مئة رحمة" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلمة بن راشد - وهو الحماني - ؛ قال أبو حاتم الرازي :
"مضطرب الحديث" . وقال الأزدي :
"لا يحتج به" .
قلت : ووالده راشد أبو محمد - راوي الحديث عن أنس - ؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 484) عن أبيه :
"صالح الحديث" .وقد ذكر نحو هذا الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 191) .
وأما ما نقله المناوي عنه أنه قال :
"ويعقوب مجهول ، ومسلمة ؛ إن كان الخشني فهو ضعيف ، وإن كان غيره فلم أعرفه" !
أقول : فلعل هذا في مكان آخر من "المجمع" غير المكان الذي أشرت إليه ؛ فإنه قد صرح فيه بأنه ابن راشد الحماني ؛ الذي ضعفه أبو حاتم والأزدي كما تقدم . والله أعلم .
احمد ابو انس
2022-02-24, 06:01 PM
4612 - ( من صام رمضان ، وشوالاً ، والأربعاء ، والخميس ، والجمعة ؛ دخل الجنة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أحمد (3/ 416) عن هلال بن خباب عن عكرمة بن خالد قال : حدثني عريف من عرفاء قريش : حدثني أبي أنه سمع من فلق في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة العريف القرشي .
وهلال صدوق تغير بآخره ، كما في "التقريب" .
والحديث ؛ أورده الهيثمي في "المجمع" (3/ 190) دون قوله : "والجمعة" ! وقال :
"رواه أحمد ، وفيه من لم يسم ، وبقية رجاله ثقات" .
وكذلك أورده السيوطي في "الجامع" من رواية أحمد عن رجل ، لكن بلفظ :
"وستاً من شوال" بدل قوله "وشوالاً" !فلا أدري : أهذا الاختلاف نسخ "المسند" ، أم سهو من الناقل ؟!
احمد ابو انس
2022-02-24, 06:04 PM
4614 - ( من صام يوماً تطوعاً ، لم يطلع عليه أحد ؛ لم يرض الله له بثواب دون الجنة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه الخطيب (1/ 278) عن عصام بن الوضاح عن سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً .
وقال عصام بن الوضاح : حدثنا سليمان - يعني : ابن عمرو - عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير اليزني (الأصل : البرقي ؛ وهو خطأ) عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... بمثله .قلت : وهذا موضوع ؛ آفته سليمان بن عمرو هذا ؛ وهو أبو داود النخعي الكذاب ؛ قال ابن عدي :
"أجمعوا على أنه يضع الحديث" .
وعصام بن الوضاح - وهو السرخسي - ؛ قال ابن حبان :
"لا يجوز أن يحتج به إذا انفرد ، روى عن مالك وغيره المناكير" .
وله طريق أخرى عن أبي هريرة ؛ يرويه حاتم بن زياد العسكري عن بشر بن مهران عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عنه به ، وزاد :
"ومن صلى علي عشرة ؛ كتب له براءة من النار" .
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 360) .
قلت : وبشر بن مهران ؛ قال ابن أبي حاتم :
"ترك أبي حديثه" .
وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ؛ وقال (8/ 140) :
"روى عنه البصريون الغرائب" !
وحاتم بن زياد لم أجد له ترجمة .
احمد ابو انس
2022-02-24, 06:06 PM
4815 - ( لا يجمع الله في جوف رجل غباراً في سبيل الله ودخان جهنم . ومن اغبرت قدماه في سبيل الله ؛ حرم الله سائر جسده على النار . ومن صام يوماً في سبيل الله ؛ باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل . ومن جرح جراحة في سبيل الله ؛ ختم له بخاتم الشهداء ؛ له نور يوم القيامة ، لونها مثل لون الزعفران ، وريحها مثل ريح المسك ، يعرفه بها الأولون والآخرون ، يقولون : فلان عليه طابع الشهداء . ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة ؛ وجبت له الجنة ) (1) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف بهذا التمام
أخرجه أحمد (6/ 443 - 444) عن خالد بن دريك عن أبي الدرداء مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ، رجاله ثقات ؛ إلا أنه منقطع بين خالد بن دريك وأبي الدرداء ، فقد جزم المزي والحافظ بأن ابن دريك لم يدرك ابن عمر ؛ مع أنه توفي سنة (73) ، وبالأحرى أن يدرك أبا الدرداء الذي توفي قبيل وفاة عثمان التي كانت سنة (35) ، فالحديث من أجل هذا منقطع ضعيف .
ولذلك أعل المنذري (2/ 167) ، والهيثمي (5/ 285) الحديث بالانقطاع .
وقد وهما في الجملة الثانية منه فقالا :
"ومن اغبرت قدماه في سبيل الله ؛ باعد الله منه النار يوم القيامة مسيرة ألف عام للراكب المستعجل" ! ولم يذكرا قضية الصيام ، وجعلا الفضل الوارد فيه لمن اغبرت قدماه !
واعلم أن بعض هذه الجمل المذكورة في الحديث صحت في أحاديث متفرقة :
فالجملة الأولى ؛ صحت من حديث أبي هريرة : عند النسائي (2/ 55) ، وغيره .
والجملة الثانية ؛ في "صحيح البخاري" (2/ 312 و 6/ 23) من حديث عبد الرحمن بن جبر .
والجملة الأخيرة ؛ صحت عن معاذ عند أبي داود (1/ 399) ، والترمذي (3/ 15) .
وله عند الترمذي شاهد من حديث أبي هريرة - وحسنه - .
__________
(1) كتب الشيخ - رحمه الله - فوق هذا المتن : " راجع الترغيب " " . ( الناشر )
احمد ابو انس
2022-02-24, 06:17 PM
5088 - ( من صام يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة ، ثم تصدق يوم الجمعة بما قل من ماله أو كثر ؛ غفر له كل ذنب عمله ، حتى يصير كيوم ولدته أمه من الخطايا ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جداً
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 197/ 1) : حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني : أخبرنا يحيى بن عبد الله البابلتي : أخبرنا أيوب بن نهيك قال : سمعت محمد بن قيس المدني أبا حازم يقول : سمعت ابن عمر يقول : ... فذكره مرفوعاً .
وأخرجه الحافظ عبدالغني المقدسي في جزء له عنوانه "الجزء الثالث والسبعون" (ق 1/ 2 - بخطه) من طريق أخرى عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحراني به ؛ إلا أنه قال : ... سمعت محمد بن قيس المدني : حدثنا أبو حازم قال : سمعت ابن عمر ...
قلت : فهذا خلاف ما في "الطبراني" ، وليس هو خطأ من الناسخ ، بل هكذا الرواية عنده ، وقد أشار إلى ذلك الناسخ بكتبه لفظة : "صح" بين : "المدني" و : "أبا حازم" . ويؤكده أن الطبراني ساق عقبه ثلاثة أحاديث أخرى بإسناده المذكور بلفظ : ... سمعت محمد بن قيس المدني يقول : سمعت ابن عمر يقول ... فأسقط منه : "أبا حازم" .
ولم نجد في الرواة من يسمى محمد بن قيس المدني أبا حازم ، سمع ابن عمر ! ولذلك ؛ قال الهيثمي (3/ 199) :
"رواه الطبراني ، وفيه محمد بن قيس المدني أبو حازم ؛ ولم أجد من ترجمه" !
قلت : وأنا أظن أن الصواب رواية المقدسي : سمعت محمد بن قيس المدني : حدثنا أبو حازم قال : سمعت ابن عمر ...
فإن محمد بن قيس المدني معروف من أتباع التابعين ، وهو قاص عمر بن عبد العزيز ؛ وهو ثقة من رجال مسلم .
وأبو حازم - من هذه الطبقة - جماعة ، والذي يروي منهم عن ابن عمر - سماعاً - : سلمان الأشجعي الكوفي ، وهو ثقة من رجال الشيخين .
وقد يتبادر إلى الذهن أنه سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج المدني القاص ؛ مولى الأسود بن سفيان المخزومي ، وله رواية عن ابن عمر ! ولكنهم صرحوا أنه لم يسمع منه ، وهنا قد صرح بالسماع منه ، فليس به .
فإن قيل : فهذا الاختلاف بين رواية الطبراني ورواية المقدسي في تابعي الحديث ؛ ممن هو ؟
قلت : لا يتعدى ذلك أيوب بن نهيك أو البابلتي .
لكن من المحتمل أن يكون من أبي شعيب الحراني ؛ فإنه - مع كونه ثقة ، وله ترجمة حسنة في "تاريخ بغداد" (9/ 435) - ؛ فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" ؛ وقال :
"يخطىء ويهم" .
قلت : فمن المحتمل أن يكون هو الذي اضطرب في إسناده ، فرواه مرة هكذا ، ومرة هكذا . والله أعلم .
وجملة القول : أن آفة هذا الحديث ؛ إنما هو أيوب بن نهيك ، وقد عرفت حاله من الحديث الذي قبله .
ثم رأيت الحديث قد روي عنه على وجه آخر من طريق عبد الله بن واقد قال : حدثني أيوب بن نهيك - مولى سعد بن أبي وقاص - عن عطاء عن ابن عمر به .
أخرجه البيهقي في "السنن" (4/ 295) وقال :
"عبد الله بن واقد غير قوي ، وثقه بعض الحفاظ ، وضعفه بعضهم . ورواه يحيى البابلتي عن أيوب بن نهيك عن محمد بن قيس عن أبي حازم عن ابن عمر . والبابلتي ضعيف . وروي في صوم الأربعاء والخميس والجمعة من أوجه أخر أضعف من هذا عن أنس" .
قلت : حديث أنس سيأتي - بإذن الله تعالى - برقم (5193،5194) .
احمد ابو انس
2022-02-24, 06:20 PM
5189 - ( من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعةً ؛ فكأنما صام السنة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر بهذا اللفظ
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 103/ 1) : حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان : حدثنا أبي : حدثنا سعيد بن الصلت : حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي عن يزيد بن خصيفة عن ثوبان عن أبي هريرة مرفوعاً ، وقال :
"لم يروه عن الحسن إلا سعيد ، تفرد به شاذان ، وقال : عن يزيد عن ثوبان ! وإنما هو عن يزيد - يعني : ابن خصيفة - عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان" . قلت : ولست أدري إذا كان الطبراني يعني أنه عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مرسلاً ، أم عنه عن أبي هريرة مرفوعاً ؟
فإذا كان الأول فالحديث مرسل ، وإذا كان الآخر فهو موصول ؛ ولكن الطبراني لم يذكر إسناده إلى يزيد بن خصيفة بذلك لينظر فيه ، ولا ساق متنه لنعتبره بغيره ؛ فإن قوله فيه : "متابعة" ؛ منكر عندي لأمرين :
الأول : تفرد سعيد بن الصلت به ؛ فإني لم أعرفه ، وكذا اللذان دونه .
نعم ؛ أورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 34) سعيد بن الصلت ؛ فقال :
"مصري ، روى عن سهيل بن بيضاء ؛ مرسل ، وروى عن ابن عباس - يعني : متصلاً - . روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي وبكر بن سوادة" .
ولكن هذا ليس صاحب هذا الحديث ؛ لأنه تابعي متقدم على سعيد بن الصلت راوي هذا الحديث .
والآخر : أن الحديث أخرجه البزار في "مسنده" (ص 103 - زوائده) بإسنادين له عن زهير ، قال أحدهما : عنه عن العلاء ، وقال الآخر : عنه عن سهيل ، ثم اتفقا فقالا : عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً به دون زيادة : "متتابعة" .
وكذلك جاء الحديث عن أبي أيوب الأنصاري وغيره من الصحابة ، وقد خرجت أحاديثهم في "الروض النضير" رقم (911) ، وفي "إرواء الغليل" (950) .
5190 - ( من صام رمضان ، وأتبعه ستاً من شوال ؛ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 103/ 1) من طريق عمران ابن هارون : حدثنا مسلمة بن علي : حدثنا أبو عبد الله الحمصي عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً . وقال :
"لم يروه إلا أبو عبد الله ، تفرد به مسلمة" .
قلت : وهو متهم ، وسبقت له أحاديث أخرى موضوعة برقم (141،145،151) .
وأبو عبد الله الحمصي ؛ يغلب على ظني أنه محمد بن سعيد الأسدي المصلوب الكذاب الوضاع ؛ فقد غيروا اسمه على نحو مئة اسم ؛ تعمية له ؛ فقيل في كنيته : أبو عبد الرحمن ، وأبو عبد الله ، وأبو قيس ، وقيل في نسبته : الدمشقي ، والأردني ، والطبري . فلا أستبعد أن يقول فيه ذاك المتهم مسلمة : أبو عبد الله الحمصي !
ويحتمل أنه أبو عبد الله الحمصي المسمى : مرزوقاً ؛ فقد أورده الدولابي في "الكنى" هكذا ، وهو من رجال الترمذي ؛ لكنهم لم يذكروا له رواية عن نافع ، بخلاف المصلوب . والله أعلم .
والحديث ؛ أشار إلى تضعيفه المنذري (2/ 75) .
وأعله الهيثمي (3/ 184) بمسلمة الخشني .
احمد ابو انس
2022-02-24, 06:26 PM
5413 - ( رجب شهر عظيم ، يضاعف الله فيه الحسنات ؛ فمن صام يوماً من رجب ؛ فكأنما صام سنة ، ومن صام منه سبعة أيام ؛ غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ، ومن صام منه ثمانية أيام ؛ فتحت له ثمانية أبواب الجنة ، ومن صام منه عشرة أيام ؛ لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ، ومن صام منه خمسة عشر يوماً ؛ نادى مناد في السماء : قد غفر لك ما مضى ، فاستأنف العمل ، ومن زاد ؛ زاده الله عز وجل . وفي رجب حمل الله نوحاً في السفينة ، فصام رجب ، وأمر من معه أن يصوموا ؛ فجرت بهم السفينة ستة أشهر ، آخر ذلك يوم عاشوراء ؛ أهبط على الجودي ، فصام نوح ومن معه والوحش ؛ شكراً لله عز وجل . وفي يوم عاشوراء أفلق الله البحر لبني إسرائيل . وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم - صلى الله عليه وسلم - وعلى مدينة يونس ، وفيه ولد إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5538) من طريق عثمان ابن مطر الشيباني عن عبدالغفور - يعني : ابن سعيد - عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه - قال عثمان : وكانت لأبيه صحبة - قال : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عثمان بن مطر ؛ قال ابن حبان (2/ 99) :
"يروي الموضوعات عن الأثبات" .
وشيخه عبدالغفور ؛ قريب منه . وبه أعله الهيثمي ، فقال (3/ 188) :
"وهو متروك" .
قلت : وقال ابن حبان (2/ 148) :
"كان ممن يضع الحديث على الثقات على كعب وغيره ، لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار".
وقوله في إسناد الطبراني :
"يعني : ابن سعيد" ! خطأ لا أدري ممن هو ؟! فإنه عبدالغفور بن عبد العزيز أبو الصباح الواسطي ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 55) - بعد أن ساق نسبه هكذا - :
"روى عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، روى عنه عثمان بن مطر الشيباني" .
وقال الحافظ في ترجمة سعيد الشامي - والد عبد العزيز - من "الإصابة" :
"جاءت عنه أحاديث من رواية ولده عنه . تفرد بها عبدالغفور أبو الصباح بن عبد العزيز عن أبيه عبد العزيز عن أبيه سعيد ..." ؛ ثم ساق بعضها .
وعبد العزيز بن سعيد والد عبد الغفور ؛ لم أجد من ترجمه .
احمد ابو انس
2022-02-24, 06:28 PM
5469 - ( إذا كان أول ليلة من رمضان ؛ فتحت أبواب السماء ؛ فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان .
فليس من عبد مؤمن يصلي ليلة ؛ إلا كتب الله له ألفاً وخمس مئة حسنة بكل سجدة ، ويبنى له بيت في الجنة من ياقوتة حمراء ، لها ستون ألف باب [لكل باب] منها قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء .فإذا صام أول يوم من رمضان ؛ غفر له ما تقدم إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان .
ويستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب ، وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمس مئة عام ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه البيهقي في "الشعب" (3/ 314/ 3635) ، والأصبهاني في "الترغيب" (180/ 1) من طريق محمد بن مروان السدي عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة العبدي وعن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : والسدي هذا - وهو الصغير - متهم بالكذب .ولست أدري لماذا لم يورد ابن الجوزي حديثه هذا في "الموضوعات" ؟! وقد أورد له حديثاً في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ وقال فيه :
"كذاب" ؛ كما تقدم برقم (203) ؛ فلعله لم يقف عليه .
وقد أساء المنذري بإيراده إياه في "الترغيب" (2/ 66-67) دون أن يبين حال راويه ؛ فإنه لم يزد على قوله :
"رواه البيهقي ، وقال : "قد روينا في الأحاديث المشهورة ما يدل على هذا ، أو لبعض معناه" . كذا قال رحمه الله" !!
وكأن المنذري أشار إلى نقد كلام البيهقي ؛ فإنه ليس في الأحاديث المعروفة ما في هذا إلا الفقرة الأولى ؛ فإنها في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة نحوه .
وقنع المنذري بالإشارة إلى تضعيفه فقط !
وقلده المعلقون الثلاثة ، فصرحوا بأنه "ضعيف" ؛ مع أنهم عزوه للبيهقي والأصبهاني بالأرقام ! ولا يحسنون إلا هذا :
كالعيس في البيداء يقتلها الظما * * * والماء فوق ظهورها محمول .
احمد ابو انس
2022-02-24, 06:32 PM
6751 - ( صام نوح عليه السلام الدهر إلا يوم الفطر والأضحى ، وصام داود عليه السلام نصف الدهر ، وصام إبراهيم عليه السلام ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر الدهر ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 13/ 54/ 133 ) من طريق خالد بن عمرو الحراني قال: ثنا ابن لهيعة عن أبي قّنّان عن يزيد بن رباح أبي فراس أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجالة كلهم ثقات ؛ غير ابن لهيعة فهو ضعيف من قبل حفظه، وقد اضطرب في إسناده، فرواه خالد بن عمرو عنه هكذا، وقال ابن أبي مريم ( واسمه سعيد بن الحكم بن... يعرف بابن أبي مريم المصري ): نا ابن لهيعة: نا جعفر بن ربيعة عن أبي فراس أنه سمع عبد الله بن عمرو به.
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 3/ 388/ 6 384 ) - بتمامه -، وعنه ابن عساكر في " التاريخ " ( 6/ 225 - فكر )، وابن ماجه ( 4 171 ) فقرة نوح فقط.
وقد وهم الحافظ المنذري في تخريجه لهذا الحديث، فقال في " الترغيب " ( 2/ 82/ 4 ):
" رواه الطبراني في " الكبير " و البيهقي، وفي إسنادهما أبو فراس، لم أقف فيه على جرح ولا تعديل، ولا أراه يعرف، والله أعلم ".
قلت: قد جاء مسمى في إسناد الطبراني " يزيد بن رباح " - كما رأيت -، وهو ثقة من رجال مسلم، وما أعتقد أن مثل هذا يخفى عليه، فأظن أنه سبق فكر أو قلم، أراد أن يقول: ( أبو قنان )، فقال ( أبو فراس )! وقد حاد عن هذا الوهم الهيثمي فقال ( 3/ 195 ):
" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه أبو قنان، ولم أعرفه"!
وقد فاته أنه معروف بكنيته ؛ كما في " تاريخ البخاري "، وأن اسمه ( أيوب ابن أبي العالية ) ؛ كما في " الجرح والتعديل "، وذكرا أنه روى عنه ( عمرو بن الحارث )، وكذا سماه ابن حبان في ( أتباع التابعين ) من "الثقات " ( 6/ 59 )، وقال:
" روى عنه أهل مصر ".
كأنه يشير إلى ابن لهيعة وعمرو بن الحارث، وإلى غيرهما، فقد ذكر الأمير ابن ماكولا راويين آخرين، فانظر كتابي " تيسير الانتفاع "، وله ذكر في غير ما موضع من كتاب " فتوح مصر " فمثله يكون صدوقاً إن شاء الله تعالى، وإنما علة الحديث ضعف ابن لهيعة، واضطرابه في إسناده، وقد أشار الحافظ ابن كثير في " تاريخه " ( 1/ 118 ) إلى اضطرابه. والله سبحانه وتعالى أعلم.
وقد كنت خرجت الفقرة الأولى من الحديث من رواية ابن ماجه - فيما تقدم من هذه " السلسلة " ( 459 ) - وذكرت هناك وهم الحافظ المنذري المبين أنفاً ؛ ولكني وهمت فنسبته إلى الهيثمي أيضاً، و المعصوم من عصمه الله، فكان هذا من دواعي إعادة تخريجه، ولا سيما وقد طبع الجزء الذي فيه الحديث من" المعجم الكبير "، كما طبع كتاب البيهقي: " شعب الإيمان "، فساعدني ذلك على تبين الفرق بين إسناديهما، واتفاقهما على رواية الحديث بتمامه، بخلاف رواية ابن ماجه، كما أنني وقفت على توهيم الأخ الفاضل حمدي السلفي إياي تنبيهاً،
فجزاه الله خيراً، ورحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي.
احمد ابو انس
2022-02-24, 06:36 PM
6910 - ( من صام يوماً في سبيل الله ؛ بعد الله وجهه عن النار مئة عام، ركض الفرس الجواد المضمر ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر بهذا التمام.
أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 5/ 1 0 3/ 9683 )، ومن طريقه الطبراني في" المعجم الكبير " ( 8/ 233/ 7806 )، وعنه الشجري في " الأمالي " ( 1/ 284 ) عن الحسن بن مهران عن المطرح عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالعلل، من دون القاسم - وهو ابن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة - إلى المطرح - وهو: ابن يزيد - ثلاثتهم ضعفاء، وبهذا الأخير منهم أعله الهيثمي ؛ فقال في " المجمع " ( 3/ 194 ):
" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه ( مطرح )، وهو ضعيف ".
وأما الحسن بن مهران فلم أعرفه في هذه الطبقة. ومن تخاليط الشيخ الأعظمي قوله في " التعليق " على " المصنف ": " ذكر ابن أبي جاتم ( الحسن بن مهران الكرماني ) وقال: روى عنه محمد بن سلام ".
قلت: وأنا أظن أنه ليس به ؛ فقد قال ابن أبي حاتم ( 1/ 2/ 37/ 159 ) في تمام ترجمته:
" روى عن فرقد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ".
وكذا في " ثقات ابن حبان " ( 4/ 124 )، و " تاريخ البخاري " ( 1/ 2/306/ 2568 )، وعبارته:
" سمع فرقداً صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، سمع منه محمد بن سلام ".
فهو على هذا تابعي من طبقة ( القاسم بن عبد الرحمن )، وفيها أورده ابن حبان ؛ فما أظنه الراوي عن ( المطرح ) الذي ذكره الحافظ في الطبقة السادسة، وهم الذين لم يثبت لهم السماع من الصحابة. والله أعلم.
وهنا يرد إشكال. وهو كيف يصح سماع ( محمد بن سلام ) من فرقد الصحابي وهو مات سنة ( 225 ) - كما في " الثقات " -، أو ( 227 ) - ؛ كما في " التهذيب " - فلعله ( محمد بن سلام ) آخر غير البيكندي، وفي طبقته ( محمد ابن سلام الخزاعي )، وهو مجهول ؛ - كما قال أبو حاتم وغيره -، روى عن أبيه عن أبي هريرة حديثاً مضى برقم ( 5370 ).
وعلى كل الأحوال فلا ذنب في من دون ( علي بن يزيد ) -، وهو الألهاني - ؛ لأنهم قد توبعوا ؛ فقد أخرجه الطبراني أيضاً ( 8/ 274/ 2 0 79 )، وعنه الشجري أيضاً ( 2/ 36 ) بسند صحيح عن أبي عبد الملك عن القاسم به.وأبو عبد الملك هو: علي بن يزيد الألهاني ؛ فهو العلة.
وقد رواه معان بن رفاعة عنه به ؛ دون قوله: " ركضا الفرس الجواد المضمر ".
أخرجه الطبراني أيضاً ( 8/ 260/ 7872 )، وعنه الشجري ( 2/ 39 ).
ومعان هذا: ليّن الحديث - كما في " التقريب " -، وهذا هو المحفوظ عن القاسم، لكن عن عقبة بن عامر مرفوعاً به ؛ دون الزيادة.
أخرجه جماعة من رواية يحيى بن الحارث عن القاسم به.
وقد خرجته في " الصحيحة " ( 2565 ).
وحديث الترجمة رواه الوليد بن جميل عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي مرفوعاً بلفظ:
"... جعل الله بينه وبين النار خندقاً ؛ كما بين السماء والأرض ".
أخرجه الترمذي ( 1624 )، والطبراني ( 8/ 180 - 181/ 7921 )، وقال الترمذي:
" حديث غريب من حديث أبي أمامة. ".
قلت: وإسناده حسن ؛ للخلاف المعروف في ( القاسم ) هذا، ومثله ( الوليد ابن جميل )، وفي " التقريب ":
" صدوق يخطئ ".
وله شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعاً بهذا اللفظ.أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط "و " المعجم الصغير " بإسناد حسنه المنذري، - وتبعه الهيثمي - وهو من تساهله ؛ لأن فيه ( شهر بن حوشب ) - كما بينته في " الصحيحة " ( 563 ) تحت حديث الوليد بن جميل المتقدم - وانظر " الروض النضير " ( 942 ).
وله شاهد آخر من حديث جابر حسن في الشواهد مخرج في " الصحيحة " أيضاً.
وبالجملة ؛ فحديث الترجمة ضعيف بزيادة جملة: ( الركض ) ؛ لفقدان الشاهد المعتبر، وحسن بدونها ؛ لرواية يحيى بن الحارث عن القاسم.
وهو حسن صحيح بلفظ: ( الخندق ) ؛ لرواية الوليد بن جميل، وشاهده من حديث أبي الدرداء، وحديث جابر.
( تنبيه ): من جهل المعلقين الثلاثة على " الترغيب " ( 2/ 15 ) أنهم ضعفوا حديث الترمذي وأعلوه بتضعيف الهيثمي لرواية الطبراني بقوله:
" وفيه مطرح بن يزيد وهو ضعيف "، وهو ليس في رواية الترمذي - كما رأيت -.
وكذلك من جهلهم تقليدهم للمنذري والهيثمي في تحسين إسناد حديث أبي الدرداء ؛ لضعف شهر بن حوشب. لذلك كان عليهم - لو كانوا يعلمون - أن يقولوا - كما فعلوا في غيره -: ( حسن لغيره ). ولكنهم في الحقيقة فوضويون لجهلهم ؛ فتارة يطلقون التحسين، وهو حسن لغيره، وتارة يقولون هذا، وهو حسن لذاته! خبط عشواء.
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:00 PM
401 - " إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي ، فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كانت نورا بين عينيه يوم القيامة " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه الطبراني ( 1 / 184 / 2 ) والدارقطني ( ص 249 ) وعنه البيهقي ( 4 / 274 ) من طريق كيسان أبي عمر القصار عن يزيد بن بلال عن علي موقوفا .
ثم أخرجوه من هذا الطريق عن عمرو بن عبد الرحمن عن خباب عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، وضعفه الدارقطني وتبعه البيهقي فقالا :
كيسان أبو عمر ليس بالقوي ، ومن بينه وبين علي غير معروف .
وأقرهما ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير " ( ق 69 / 2 ) .
وفي " المجمع " ( 3 / 164 - 165 ) :
رواه الطبراني في الكبير ، ورفعه عن خباب ولم يرفعه عن علي وفيه كيسان أبو عمر وثقه ابن حبان وضعفه غيره . ونقل المناوي في " الفيض " عن العراقي أنه قال في " شرح الترمذي " :
حديث ضعيف جدا ، وعن " تخريج الهداية " : فيه كيسان القعاب ، كذا ضعيف جدا ، وقال ابن حجر : فيه كيسان ضعيف عندهم ، وأما قول العزيزي في " شرح الجامع الصغير " ( 1 / 129 ) ، وهو حديث ضعيف منجبر ، فهو وهم منه إذ لا جابر له ، ولم يدع ذلك غيره بل وقد روى ما يعارضه وهو :
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:02 PM
402 - " كان يستاك آخر النهار وهو صائم " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
باطل .
أخرجه ابن حبان في " كتاب الضعفاء " عن أحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني عن شجاع بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
وأعله ابن حبان بابن ميسرة وقال : لا يحتج به ، ورفعه باطل ، والصحيح عن ابن عمر من فعله وأقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 460 ) ، ويغني عن هذا الحديث في مشروعية السواك للصائم في أي وقت شاء أول النهار أو آخره عموم قوله صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " .
متفق عليه ، وهو مخرج في " الإرواء " ( رقم 70 ) وما أحسن ما روى الطبراني (20 / 70 / 133 ) وفي " مسند الشاميين " ( 2250 ) بإسناد يحتمل التحسين عن عبد الرحمن بن غنم قال :
سألت معاذ بن جبل أأتسوك وأنا صائم ؟ قال : نعم ، قلت : أي النهار أتسوك ؟ قال : أي النهار شئت غدوة أو عشية ، قلت : إن الناس يكرهو نه عشية ويقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ؟ " فقال : سبحان الله لقد أمرهم بالسواك وهو يعلم أنه لا بد أن يكون بفي الصائم خلوف وإن استاك ، وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمدا ، ما في ذلك من الخير شيء ، بل فيه شر ، إلا من ابتلي ببلاء لا يجد منه بدا .
قلت : والغبار في سبيل الله أيضا كذلك إنما يؤجر من اضطر إليه ولا يجد عنه محيصا ؟ قال : نعم ، فأما من ألقى نفسه في البلاء عمدا فما له في ذلك من أجر .
وقال الحافظ في " التلخيص " ( ص 193 ) : إسناده جيد ، ثم قال الزيلعي :
ويدخل فيه أيضا من تكلف الدوران ، وكثرة المشي إلى المساجد بالنسبة إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " وكثرة الخطا إلى المساجد " ومن يصنع في طلوع الشيب في شعره بالنسبه إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " من شاب شيبة في الإسلام " إنما يؤجر عليهما من بُلِيَ بهما .
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:04 PM
498 - " صائم رمضان فى السفر كالمفطر فى الحضر " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر .
رواه ابن ماجه ( 1 / 511 ) والهيثم بن كليب في " المسند " ( 22 / 2 ) والضياء في " المختارة " ( 1 / 305 ) من طريق أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن عوف مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف وله علتان :
الأولى : الانقطاع لأن أبا سلمة لم يسمع عن أبيه كما في " الفتح " .
الثانية : أسامة بن زيد في حفظه ضعف ، وقد خالفه الثقة وهو ابن أبي ذئب فرواه عن الزهري ابن شهاب به موقوفا.
رواه النسائي ( 1 / 316 ) والفريابي في " الصيام " ( 4 / 70 / 1 ) من طرق عنه ولذلك قال البيهقى في " السنن " ( 4 / 144 ) .
وهو موقوف ، وفي إسناده انقطاع ، وروى مرفوعا وإسناده ضعيف .
نعم رواه أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني عن ابن أبي ذئب به مرفوعا ، لكن أبا قتادة هذا متروك ، وفي الطريق إليه آخر ضعيف أخرجه الخطيب ( 11 / 383 ) .
وقد رواه النسائي من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه موقوفا أيضا ، وإسناده صحيح ، فهذا يؤيد خطأ من رفعه عن عبد الرحمن بن عوف ، وقد ذكر الضياء أن الدارقطني أيضا صحح وقفه على عبد الرحمن .
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:05 PM
1541 - " كان يكتحل بإثمد وهو صائم " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
ابن خزيمة ( 207 / 2 ) عن معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع : حدثني أبي عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع قال : فذكر نحوه ، وقال : " أنا أبرأ من عهدة هذا الإسناد لمعمر " . قلت : هو ضعيف جدا ، كما يعطيه قول البخاري
فيه : " منكر الحديث " . لكنه لم يتفرد به ، فقد تابعه حبان بن علي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع به . أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 484 ) والطبراني في " المعجم الكبير " وابن عدي في " الكامل " ( 108 / 1 ) وعند البيهقي ( 4 / 262 ) . قلت : وحبان هو العنزي ، وهو ضعيف أيضا ، ولكن إعلال الحديث بمحمد بن عبيد الله أولى لتفرده به . وقال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 167 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " من رواية حبان بن علي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وقد وثق ، وفيهما كلام كثير " .
6108 - (اكتَحَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صائم ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه ابن ماجه (1678) ، والطبراني في "الصغير" (ص 80 - هندية) ، وابن عدي في "الكامل " (3/406) من طريق هشام بن عبد الملك الحمصي :
ثنا بقية : ثنا الزبيدي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : ... فذكره .
والسياق لابن ماجه .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات إن كان الزبيدي هذا هو محمد بن الوليد ؛ كما
وقع في إسناد الطبراني مصرحاً به ، وكنت تبنيت هذا في تعليقي على "الروض
النضير" (759) ، لتصريح رواية الطبراني به ، ولأنه هو المراد بهذه النسبة : (الزبيدي)
عند الإطلاق . ثم تبين لي منذ سنين أنني كنت واهماً في ذلك فذكرت في
"الضعيفة" (3/76) عن أنس أنه كان يكتحل وهو صائم . وقلت :
"وفي معناه أحاديث مرفوعة لا يصح منها شيء ؛ كما قال الترمذي وغيره " .
فأشكل هذا على بعض الطلبة الجزائريين - وحق له ذلك - حينما وجد هذا
التضعيف العام معارضاً لتصحيحي للحديث في (صحيح ابن ماجه !" (1360)
معزواً لـ"الروض " ، فرأيتني مضطراً لإعادة النظر في هذا الحديث على ضوء ما جد
من المعلومات والمطبوعات الحديثية ؛ فأقول :
لقد تأكدت من الوهم المذكور من الوجوه التالية :
الأول : أن رواية الطبراني المصرحة بأنه محمد بن الوليد هي من رواية الحسين
ابن تقي بن أبي تقي الحمصي حفيد هشام بن عبد الملك ، ولم أجد له ترجمة ،
ويظهر لي أنه من شيوخ الطبراني الذين لم يكثر من الرواية عنهم ؛ فإنه لم يرو عنه
في "المعجم الأوسط " إلا حديثاً واحداً (3641) غير هذا ، فهو - والله أعلم - غير
معروف العدالة ؛ فمثله لا تقبل زيادته على الحافظ ابن ماجه ، وقد رواه عن هشام
ابن عبد الملك مباشرة ، ولا سيما وقد تابعه الحسين بن عبد الله القطان عن هشام ،
والقطان ثقة حافظ أيضاً ، وعنه رواه ابن عدي . وحينئذٍ لا يكفي للجزم بأنه محمد بن الوليد أنه المتبادَر عند إطلاق : (الزبيدي) ،
بل لا بد مع ذلك من قرينة أخرى تؤيده ، وهذا غير متوفر ، بل الموجود خلافه
وهو ما يأتي :
الثاني : أنني وقفت فيما بعد على رواية ثقتين عن بقية ، صرحا بأنه غير
محمد بن الوليد :
الأولى : قال أبو يعلى في "مسنده " (8/225/4792) ومن طريقه ابن عدي :
حدثنا عبد الجبار بن عاصم : حدثني بقية بن الوليد الحمصي أبو يُحمِد عن سعيد
ابن أبي سعيد الزبيدي ... به .
والأخرى : كثير بن عبيد : ثنا بقية عن سعيد الزبيدي ... به .
أخرجه ابن عدي .
قلت : فبهاتين الروايتين تعين أن الزبيدي في الرواية الأولى هو سعيد بن أبي
سعيد ... وليس : محمد بن الوليد ، وفي ترجمة ابن أبي سعيد أورده ابن عدي ،
وساق له أحاديث هذا أحدها ، وحديثاً آخر من طريق يحيى بن عثمان (وهو
الحمصي ، ثقة أيضاً) : ثنا بقية عن سعيد بن أبي سعيد الزبيدي ... إلخ . وقال
ابن عدي :
"وعامة أحاديثه ليست بمحفوظة " .
وذكر في أول الترجمة أنه مجهول . وتبعه البيهقي (4/262) . ورده الحافظ
في "التلخيص" فقال (2/ 190) :
"وليس بمجهول ؛ بل هو ضعيف ، واسم أبيه عبد الجبار على الصحيح ، وفرق
ابن عدي بين سعيد بن أبي سعيد الزبيدي - فقال : هو مجهول - وسعيد بن
عبد الجبار - فقال : هو ضعيف - ؛ وهما واحدا" ."يرمى بالكذب " .
وشذ ابن التركماني ؛ فقال في "الجوهر النقي " (1/253) :
" وقال صاحب "الإمام " : ذكر الحافظ أبو بكر الخطيب : سعيد بن أبي سعيد
هذا فقال : واسم أبيه عبد الجبار ، وكان ثقة ... وذكره ابن حبان في كتاب
"الثقات " وقال : روى عنه أهل بلده ؛ وهذا ينفي عنه الجهالة"!
قلت : إن نفى ذلك عنه الجهالة ؛ فبه لا تثبت العدالة ؛ لما عرف به ابن حبان
من التساهل في التوثيق ، وأما ما حكاه عن الخطيب أنه وثقه ؛ فهو نقل غريب ،
فإن ثبت عن الخطيب ؛ فالجرح مقدم على التعديل ، والله أعلم .
ثم رأيت الحافظ العراقي في شرحه على الترمذي (ج 2 ق 26/2) بعد أن ذكر
ما تقدم عن صاحب "الإمام " : أنه غلط وقع في النسخة التي نقل منها ، إنما نقل
الخطيب في كتاب "المتفق والمفترق " (*) : وكان غير ثقة ... إلخ كلامه .
بقي شيء ، وهو أن الحديث مدار طرقه على بقية عن سعيد هذا ، ولم يصرح
بالتحديث عنه إلا في رواية ابن ماجه ، فإن كان محفوظاً ؛ فالعلة من شيخه
سعيد ، وإلا ؛ فهي علة أخرى ؛ لأنه كان مدلساً ، ولم يصرح بالتحديث في كل
الروايات الآخرى .
هذا وفي النسخة المطبوعة من "سنن ابن ماجه " "الزبيدي " لم يسمه ، كما
سبق ، فقول الحافظ في "التهذيب " : "ووقع في روايته : سعيد بن أبي سعيد" لعله في بعض النسخ من "السنن " .
والله أعلم . ثم رأيت العراقي صرح في "شرحه" المتقدم أن ابن ماجه لم يسمه .
وجملة القول ؛ أن الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، وقد ضعفه النووي وتبعه
الحافظ ابن حجر في "التلخيص " ؛ ولكنه قال :
"وفي الباب عن بريرة مولاة عائشة في "الطبراني الأوسط " . وعَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ
في "شعب الإيمان" للبيهقي بإسناد جيد" .
فأقول : أما حديث بريرة : فقد وقفت على إسناده في "المعجم الأوسط" ؛ قال
(2/133/1/7054) : حدثنا محمد بن علي بن حبيب : ثنا أبو يوسف الصيدلاني :
ثنا محمد بن مهران المِصِّيْصِيُّ عن مغيرة بن مغيرة الرملي عن إبراهيم بن أبي
عبلة عن ابن مُحَيْرِزٍ عن بريرة مولاة عائشة قالت :
رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكتحل بالإثمد وهو صائم .
وقال الطبراني :
"لم يروه عن إبراهيم بن أبي عبلة إلا مغيرة بن مغيرة ، ولا عن مغيرة إلا
محمد بن مهران ، تفرد به أبو يوسف الصيدلاني " .
قلت : وهو ثقة حافظ - كما في "التقريب" - ، واسمه : محمد بن أحمد بن
محمد بن الحجاج الرَّقي .
ومحمد بن مهران المصيصي : لم أجد له ترجمة ولا في "تاريخ دمشق " لابن
عساكر ، وهو من شرطه .
ومغيرة بن مغيرة الرملي : ترجمه ابن عساكر (17/103) برواية جمع من
الثقات عنه ، وكناه بأبي هارون الربعي الرملي ، وروى عن ابن أبي حاتم أنه قال : "سألت أبي عنه ؛ فقال : لا بأس به ".
وهذا موجود في "الجرح والتعديل " ، لكن وقع فيه : (مغيرة بن أبي مغيرة الرملي) ... بزيادة أداة الكنية : (أبي) ؛ فيصحح من "التاريخ" .
وهذه الترجمة عزيزة جدّاً ؛ حتى فاتت الحافظين الذهبي والعسقلاني ، فقال
في " الميزان " :
"لا أعرفه "! وتبعه في "اللسان "!
ولعل الهيثمي أيضاً تابع له حين قال في الحديث (3/167) :
"رواه الطبراني في "الأوسط " ، وفيه جماعة لم أعرفهم " .
وأما حديث ابن عباس الذي عزاه الحافظ لـ "شعب " البيهقي ؛ فلم نجده في
مظانه منه بعد الاستعانة عليه بفهرسه ، فإن وجد ، وتبين أن إسناده جيد - كما
قال الحافظ - ؛ فلينقل إلى "الصحيحة " .
وأما ما ذكره بعض إخواننا : أنه يحتمل أن الحافظ أراد بحديث ابن عباس
حديثه الذي ذكره شيخه العراقي في "شرح الترمذي " - بعد كلامه على حديث
الترجمة وغيره - ، فقال :
"وأما حديث ابن عباس فرواه البيهقي في "شعب الإيمان " من رواية الحسين
ابن بشبر عن محمد بن الصَّلْت عن جُويبر عن الضحاك عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ مرفوعاً
بلفظ : "من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء ؛ لم يرمد أبداً" . قال البيهقي إسناده
ضعيف ..." .
فأقول : أستبعد جدّاً أن يكون الحافظ أراد هذا الحديث ؛ لأمرين :
الأول : أنه ليس فيه ذكر الاكتحال في رمضان .والآخر : أنه حديث موضوع ؛ كما تقدم تحقيقه في الجلد الثاني من هذه
"السلسلة" رقم (624) ، وفي سنده كما ترى جويبر ، قال الحافظ فيه :
"ضعيف جدّاً " .
فكيف يعقل مع هذا كله أن يقصد الحافظ حديث جويبر هذا ، وهو يقول في
حديث ابن عباس : "بإسناد جيد" ؟!
__________
(*) في الأصل : المختلف . (الناشر) .
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:14 PM
2542 - ( إذا جهل على أحدكم وهو صائم فليقل : أعوذ بالله منك إني صائم ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جدا
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 426 ) عن موسى بن محمد المديني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا لما عرفت من شدة ضعف موسى بن محمد المديني في الحديث السابق .
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:16 PM
3369 - ( لا تكتحل وأنت صائم ، واكتحل ليلاً ، الإثمد يجلو البصر ، وينبت الشعر ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 1/ 398) ، وأبو داود (1/ 273-طبع التازي) ، والبيهقي (4/ 262) من طريق عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة الأنصاري عن أبيه عن جده - وكان أتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فمسح على رأسه - وقال : ... فذكره ، ولفظ أبي داود :
"أمر بالإثمد المروح عند النوم ، وقال : ليتقه الصائم" . وقال :
"قال لي يحيى بن معين : هو حديث منكر . يعني : حديث الكحل" .
قلت : ومن أجله خرجته هنا ، وإلا فالشطر الثاني من الحديث صحيح ؛ له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعاً في آخر حديث : "البسوا من ثيابكم البياض ...." . وهو مخرج في "أحكام الجنائز" (ص62) .
وعلة الحديث من النعمان بن معبد ؛ فإنه لا يعرف .
وابنه مختلف فيه .
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:18 PM
3636 - ( رب طاعم شاكر أعظم أجراً من صائم صابر ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
رواه القضاعي (115/ 1) عن بكر بن مضر قال : أخبرنا بشر بن إبراهيم ، عن محمد بن أبي ذئب ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته بشر بن إبراهيم ، قال ابن عدي :
"هو عندي ممن يضع الحديث على الثقات ، وكل ما ذكرته عنه بواطيل وضعها على شيوخه ، وكذلك سائر أحاديثه التي لم أذكرها موضوعات عن كل من روى عنهم" . وقال ابن حبان :
"كان يضع الحديث على الثقات" .
وقد مضى له حديث برقم (494) .
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:21 PM
4325 - ( لكل صائم عند فطره دعوة مستجابة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه ابن عدي (314/ 2) عن محمد بن إسحاق البلخي : حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس : حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً . قال : فكان ابن عمر إذا أفطر قال : يا واسع المغفرة ! فاغفر لي . وقال :
"البلخي هذا ؛ حديثه لا يشبه حديث أهل الصدق" .
قلت : وكذبه صالح جزرة وغيره .
وفي الباب ما هو أقوى منه ، فراجع "الترغيب" (2/ 63) ، و"الإرواء" (921) . والحديث أورده السيوطي في "الجامع" بزيادة :
"أعطيها في الدنيا ، أو ذخر له في الآخرة" ، وقال :
"رواه الحكيم عن ابن عمر" .
وتعقبه المناوي ؛ بأن الحكيم قال عقبه :
"إن نصر بن دعبل رفعه ، والباقين وقفوه على ابن عمر" .
وأنه أشار إلى تفرد نصر برفعه .
قلت : وابن دعبل هذا ؛ لم أعرفه .
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:23 PM
5086 - ( كان يصوم شعبان كله . قالت عائشة : يا رسول الله ! أحب الشهور إليك أن تصوم شعبان ؟ قال :
إن الله يكتب على كل نفس منيته تلك السنة ، فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1201) : حدثنا سويد بن سعيد : أخبرنا مسلم بن خالد بن طريف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عائشة حدثتهم : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ...
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
الأولى : مسلم بن خالد - وهو الزنجي - ؛ كما جزم به الهيثمي (3/ 192) ، وقال :
"وفيه كلام ، وقد وثق" .
قلت : ساق له الذهبي أحاديث أنكرت عليه في "الميزان" ، وختم ترجمته بقوله :
"فهذه الأحاديث وأمثالها يرد بها قوة الرجل ويضعف" .
فلا جرم قال فيه الإمام البخاري في "تاريخه" (4/ 1/ 260) :
"منكر الحديث" .
والأخرى : سويد بن سعيد ؛ قال الحافظ :
"صدوق في نفسه ؛ إلا أنه عمي ، فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، وأفحش فيه ابن معين القول" .
ومع هذا كله ؛ حسن إسناده المنذري ، فقال (2/ 79) :
"رواه أبو يعلى ، وهو غريب ، وإسناده حسن" !
وسكت عنه الحافظ في "الفتح" (4/ 187) !
(تنبيه) : "ابن طريف" ، هكذا وقع في "المسند" ! وفي "تهذيب التهذيب" :
"مسلم بن خالد بن فروة ، ويقال : ابن المخزومي " كذا في الأصل بياض قدر كلمة ، فلعل الأصل : "طريف" . لكن قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 183) :
"وهو ابن خالد بن سعيد بن جرجة ..." ! فالله أعلم .
وقد وجدت للحديث طريقاً أخرى ، ولكنها لا تساوي شيئاً ؛ يرويه إسماعيل ابن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت قال : حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به . أخرجه المحاملي في "الثاني من الأمالي" (ق 201/ 2) .
وإسماعيل هذا ضعيف جداً ؛ قال البخاري وأبو حاتم والدارقطني :
"منكر الحديث" .
لكن الجملة الأولى من حديث الترجمة صحيحة من حديث يحيى بن أبي كثير : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن : حدثتني عائشة قالت :
ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم من أشهر السنة أكثر من صيامه من شعبان ، كان يصومه كله .
أخرجه ابن خزيمة (2078) ، وأحمد (6/ 84،128،189،233،249) من طرق عن يحيى به .
وأخرجه البخاري (3/ 186 - فتح) ؛ لكن دون قوله : كان يصومه كله . وكذا رواه مسلم (3/ 161) .
قلت : وهي زيادة محفوظة عن يحيى . وقد تابعه محمد بن عمرو : حدثنا أبو سلمة به بلفظ :
كان يصوم شعبان إلا قليلاً ، بل كان يصومه كله .
أخرجه أحمد (6/ 143،165) .
ويشهد لها رواية عبد الله بن أبي قيس أنه سمع عائشة تقول :
كان أحب الشهور إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصومه : شعبان ، ثم يصله برمضان .
أخرجه ابن خزيمة (2077) ، وأحمد (6/ 188) ، وغيرهما بإسناد صحيح .
(تنبيه) : عزا الزيادة المذكورة : المنذري في "الترغيب" (2/ 80) لرواية البخاري ومسلم ! وذلك من أوهامه رحمه الله.
ويقابله أن الحافظ لما ذكرها في "الفتح" ؛ لم يخرجها مطلقاً ! وتبعه على ذلك البدر العيني في "عمدة القاري" (5/ 311) !
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:30 PM
6294 - ( من تأملَ خَلْقَ امرأةٍ حتى يستبين له حجمُ عظامها من
وراءِ ثيابها وهو صائم فقد أفطر ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه ابن عدي في "الكامل " (2/343 و 3/76) ، وابن الجوزي
في "الموضوعات " (2/195) من طريق ابن عدي ، وعبدالقادر القرشي في "جزء له
أسانيده ثمانيات " (ق 3/1) من طريق الحسن بن علي : حدثنا خراش بن عبد الله
خادم أنس بن مالك : ثنا مولاي أنس بن مالك قال : ... فذكره مرفوعاً . وقال
ابن عدي في ترجمة الحسن بن علي هذا - وساق له أحاديث أخر - :
"وله أحاديث قد وضعها غير ما ذكرت ، وعامتها - إلا القليل - موضوعات ،
وكنا نتيقن أنه هو الذي وضعها" . وقال الذهبي في ترجمة العدوي :
" هذا شيخ قليل الحياء ، ما يفكر فيما يفتريه " . وأقره الحافظ في "اللسان " .
وقال ابن حبان في "الضعفاء" (1/241) :
"يروي عن شيوخ لم يرهم ، ويضع على من رآهم الحديث ، حدث عن الثقات
بالأشياء الموضوعات ما يزيد على ألف حديث " . ثم ساق له بعضها . وقال ابن الجوزي : "هذا حديث موضوع ، وفي إسناده كذابان ؛ أحدهما : العدوي ... " ، ثم ذكر
كلام ابن عدي وابن حبان . ثم قال :
"والثاني : خراش ؛ قال ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به ، ولا كتب حديثه
إلا على جهة الاعتبار ؛ فإنه قد روى أشياء إذا تأملها مَنْ هذا الشأن صناعته ؛ علم
أنه كان يضع الحديث وضعاً " . وقال الذهبي فيه :
"ساقط عدم ، ما أتى به غير أبي سعيد العدوي الكذاب " . ثم قال ابن الجوزي :
"وهذا إنما يروى من كلام حذيفة ، وفيه ليث ، وهو مجروح أيضاً " .
وأقره السيوطي في "اللآلي" (2/105) ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة"
(2/147) .
والحديث أورده عبدالحق الإشبيلي في "الأحكام " (ق 91/1) وقال :
"خراش هذا مجهول ، وله صحيفة ، وهذا الحديث منها ، والذي يرويها عنه
ضعيف" !
كذا قال! وهو تساهل واضح ، والظاهر أنه لم يقف على كلام ابن عدي وابن
حبان فيه . والله أعلم .
وأشد تساهلاً منه ابن حزم الظاهري ؛ فإنه أورد الحديث في "طوق الحمامة"
(ص 124 - طبع التجارية) جازماً بنسبته إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائلاً :
"وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : من تأمل ... " الحديث!
واكتر به مؤلف "تحرير المرأة في عهد الرسالة" (4/77) ؛ فنقله عنه جازماً به
أيضاً!فما أرى ابن حزم إلا كابن الجوزي ؛ له شخصيتان : فشخصيته في "المحلى"
شخصية عالم ناقد ، لا يروي حديثاً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الا بعد أن يتثبت من صحته ،
وشخصية أخرى في كتبه الأخرى كالسيرة وغيره كهذا "الطوق" ؛ فهو يروي فيه ما
هب ودب كهذا وغيره!
ولذلك فقد بدا لي أن أتتبع الأحاديث التي من هذا القبيل والمنكرة ؛ حتى لا
يغتر بها - كما وقع لمؤلف "تحرير المرأة" - . وانظر الحديث التالي والذي بعده .
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:32 PM
6996 - ( إذا قُرِّبَ إلى أحدِكم طعامٌ وهو صائمٌ ؛ فليقلْ : باسم الله، والحمد لله، اللهم ! لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، وعليك توكلت، سبحانك وبحمدك، تقبله مني، إنك أنت السميع العليم).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر جداً.
عزاه في " الفتح الكبير " لـ ( قط ).. هكذا أطلق، والصواب تقييده بـ ( في "الأفراد" ) - كما فعل السيوطي في "الجامع الكبير "، وسكت عنه ؛ كما هي غالب عادته - وقد وقفت على إسناده في " أمالي الشجري " ( 1/259 ) أخرجه من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي قال: حدثنا داود بن الزبرقان عن شعيب عن ثابت عن أنس مرفوعاً به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ داود وإسماعيل: ضعيفان، والأول أشد ضعفاً، قال الحافظ في " التقريب ":
" متروك، وكذبه الآزدي ".
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:40 PM
404 - " نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 7 / 425 ) وأبو داود ( 1 / 382 ) وابن ماجه ( 1 / 528 ) والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 112 ) والعقيلي في " الضعفاء " ( 106 ) والحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 38 / 2 ) والحاكم ( 1 / 434 ) والبيهقي ( 4 / 284 ) من طريق حوشب بن عقيل عن مهدي الهجري عن عكرمة عن أبي هريرة مرفوعا ، وقال الحاكم : صحيح على شرط البخاري ووافقه الذهبي . قلت : وهذا من أوهامهما الفاحشة فإن حوشب بن عقيل وشيخه مهدي الهجري لم يخرج لهما البخاري ، بل إن الهجري مجهول كما قال ابن حزم في " المحلى " ( 7 /18 ) وأقره الذهبي في " الميزان " وذكر عن أبي حاتم نحوه ، وفي " التهذيب " عن ابن معين مثله ، فأنى للحديث الصحة وفيه هذا الرجل المجهول ؟ ولذلك ضعف هذا الحديث ابن حزم فقال : لا يحتج بمثله وكذلك ضعفه ابن القيم في " الزاد " (1 / 16 و237 ) .
وتوثيق ابن حبان ( 7 / 501 ) إياه مما لا يعتد به كما نبهت عليه مرارا ، وكذا تصحيح ابن خزيمة لحديثه لا يعتد به لأنه متساهل فيه ، ولذلك لم يعتمد الحافظ على توثيقهما إياه فقال في ترجمة الهجري هذا مقبول يعني عند المتابعة ، وإلا فهو لين الحديث ، وبما أنه تفرد بهذا الحديث فهو عنده لين . فإن قيل قد روى الطبراني عن عائشة مثل هذا الحديث فهل يتقوى به ؟
قلت : لا لأن في إسناده إبراهيم بن محمد الأسلمي وهو ضعيف جدا ، فمثله لا يتقوى به فقال الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 105 / 1 من زوائده ) : حدثنا إبراهيم هو ابن ( بياض في الأصل ) حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شروس حدثنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عائشة مرفوعا به وقال : لم يروه عن صفوان إلا إبراهيم .
قلت : وهو متروك كما قال الحافظ في " التقريب " وابن شروس لم أعرفه ، ثم رأيته في " الجرح والتعديل " ( 8 / 8 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول .
وأما ما في " المجمع " ( 3 / 189 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه محمد بن أبي يحيى وفيه كلام كثير وقد وثق قلت : فالظاهر أنه سقط من قلم الناسخ اسم إبراهيم بن فإنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، وقد كذبه مالك والقطان وابن معين وضعفه الجمهور فمثله لا يستشهد به ولا كرامة .
وإبراهيم شيخ الطبراني الذي ترك الهيثمي بعده بياضا هو ابن محمد بن سبرة الصنعاني ففي ترجمته أورده الطبراني في " أوسطه " ( 1 / 128 / 1 - 130 / 1 - 2 رقم 2513 ) ، أورده ابن ناصر الدين وغيره ولم يذكروا فيه شيئا.
نقول : هذا بيانا لحقيقة هذا الحديث ولكي لا يغتر به جاهل فيحرم به صيام يوم عرفة على الحاج تمسكا بظاهر النهى ، وإلا فالأحب إلينا أن يفطر الحاج هذا اليوم لأنه أقوى له على أداء النسك ، ولأنه هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم من فعله في حجة الوداع ، انظر رسالتنا " حجة النبي صلى الله عليه وسلم " ، وإليه يشير كلام أحمد رحمه الله فقد قال ابنه عبد الله في مسائله ( ص 166 - مخطوط ) : سألت أبي عن الرجل يصوم تطوعا في السفر فهل يأثم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس من البر الصوم في السفر " ؟ فقال : إن صام في سفر صوم فريضة أجزأه ولا يعجبني أن يصوم تطوعا ولا فريضة في سفر : ثم رأيت الحديث رواه الدولابي ( 1 / 133 ) عن ابن عمر موقوفا عليه وسنده حسن .
وروى ابن سعد ( 7 / 125 ) وأبو مسلم الكجي في " جزء الأنصاري " ( 6 / 1 ) عن عمر نحوه ، وفي سنده ضعيف .
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:48 PM
904 - " نسخ الأضحى كل ذبح وصوم رمضان كل صوم والغسل من الجنابة كل غسل ، والزكاة كل صدقة " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جدا .
رواه الدارقطني في " سننه " ( ص 543 ) من طريق الهيثم بن سهل : المسيب بن شريك : أخبرنا عبيد المكتب عن عامر عن مسروق عن علي مرفوعا ، وقال : " خالفه المسيب بن واضح عن المسيب - هو ابن شريك - وكلاهما ضعيفان ، والمسيب ابن شريك متروك " .ثم ساقه من طريق ابن واضح : أخبرنا المسيب بن شريك عن عتبة بن يقظان عن الشعبي عن مسروق به وقال : " عتبة بن يقظان متروك أيضا " . ورواه البيهقي ( 9 / 261 - 262 ) عن ابن شريك بالوجهين ، ونقل عن الدارقطني ما سبق من التضعيف الشديد ، وأقره عليه ، ونقل الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 208 ) عنه أنه قال : إسناده ضعيف بمرة " . وأقره عليه .
ومن آثار هذا الحديث السيئة أنه صرف جما غفيرا من هذه الأمة ، عن سنة صحيحة مشهورة ، ألا وهي العقيقة ، وهي الذبح عن المولود في اليوم السابع ، عن الغلام شاتين وعن الأنثى شاة واحدة ، وقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة تراجع في كتاب " تحفة الودود في أحكام المولود " للعلامة ابن القيم ، أجتزئ هنا بإيراد واحد منها وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " مع الغلام عقيقه ، فأهريقوا عنه دما " . رواه البخاري ( 9 / 486 ) وغيره من حديث سلمان بن عامر الضبي مرفوعا .
لقد تُرَك العمل بهذا الحديث الصحيح وغيره مما في الباب حتى لا تكاد تسمع في هذه البلاد وغيرها أن أحدا من أهل العلم والفضل - دع غيرهم - يقوم بهذه السنة ! ولو أنهم تركوها إهمالا كما أهملوا كثيرا من السنن الأخرى لربما هانت المصيبة ، ولكن بعضهم تركها إنكارا لمشروعيتها ! لا لشيء إلا لهذا الحديث الواهي ! فقد استدل به بعض الحنفية على نسخ مشروعية العقيقة ! فإلى الله المشتكى من غفلة الناس عن الأحاديث الصحيحة ، وتمسكهم بالأحاديث الواهية والضعيفة .
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:54 PM
1534 - " أوصيك يا أبا هريرة ! خصال أربع لا تدعهن ما بقيت ، أوصيك بالغسل يوم الجمعة والبكور إليها ولا تغلوأولا تلهو ، وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، فإنه صوم الدهر ، وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما وإن صليت الليل كله ، فإن فيهما الرغائب ، قالها ثلاثا " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جدا .
رواه ابن عدي ( 158 / 2 ) من طريق أبي يعلى عن سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : جاء أبو هريرة يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويعوده في شكواه ، فأذن له ، فدخل عليه فسلموهو نائم ، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم مستندا إلى صدر علي بن أبي طالب ، وقال : قال علي بيده على صدره ضامه إليه والنبي صلى الله عليه وسلم باسط رجليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ادن يا أبا هريرة ! فدنا ، ثم قال : ادن يا أبا هريرة ! فدنا ، ثم قال : ادن يا أبا هريرة ! فدنا حتى مست أصابع أبي هريرة أطراف أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال له : اجلس يا أبا هريرة ! فجلس ، فقال : أدن طرف ثوبك ، فمد أبو هريرة ثوبه وأمسكه بيده يفتحه وأدناه من وجهه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، وفي آخره : ضم إليك ثوبك ، فضم ثوبه إلى صدره فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي أسر هذا أم أعلنه ؟ قال : بل أعلنه يا أبا هريرة ! قال ثلاثا . وقال ابن عدي :
" سليمان بن داود ، عامة ما يرويه بهذا الإسناد لا يتابعه أحد عليه " . قلت : وقال البخاري : " منكر الحديث " . قال الذهبي : " وقد مر لنا أن البخاري قال : من قلت فيه : منكر الحديث ، فلا تحل رواية حديثه . وقال ابن حبان : ضعيف . وقال آخر : متروك " .
احمد ابو انس
2022-02-24, 07:59 PM
5482 - ( من مات وعليه صوم نذر ؛ فليصم عنه وليه ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر
أخرجه ابن راهويه في "المسند" (4/ 95/ 2-96/ 1) : أخبرنا عبد الله بن واقد الجزري : أخبرنا حيوة بن شريح : أخبرني سالم بن غيلان عن عروة ابن الزبير عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ومتن منكر ؛ بزيادة : "نذر" ! تفرد به الجزري هذا ، وهو متروك ، وكان أحمد يثني عليه ، وقال :"لعله كبر واختلط ، وكان يدلس" !
قلت : قد صرح هنا بالتحديث ؛ فالعلة من سوء حفظه .
ويؤكد ذلك : أن ابن وهب تابعه في أصل الحديث دون هذه الزيادة ، فقال : قال حيوة به .
أخرجه أحمد (6/ 69) .
وكذلك أخرجه الشيخان وغيرهما من طريق أخرى عن عروة به ؛ وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2079) .
وأما قول ابن راهويه عقب الحديث .
"السنة على هذا" .
فهو الراجح من الناحية الفقهية ، وعليه حمل هذا الحديث عند المحققين ؛ فكأن الجزري روى الحديث بالمعنى الذي يراه ، وهذا من شؤم الرواية بالمعنى !
احمد ابو انس
2022-02-24, 08:01 PM
6354 - ( إذا أَطاقَ الغلامُ صومَ ثلاثةِ أيامٍ ، وَجَبَ عليه صومُ رمضانَ ).
منكر .
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (3/116) ، وأبو نعيم في "معرفة
الصحابة" (2/170/1) ، ومن طريقه الديلمي في "مسند الفردوس" (1/101) من
طريق جبارة بن مغلِّس قال: حدثنا يحيى بن العلاء عن يحيى بن عبد الرحمن
ابن لبيبة عن أبيه عن جده ... مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واهٍ بمرة ، آفته يحيى بن العلاء ، متهم بالوضع ، وفي ترجمته
ساقه ابن حبان ، وقال :
"كان ممن ينفرد عن الثقات بالاشياء المقلوبات التى إذا سمعها من الحديث
صناعته ، سبق إلى قلبه أنه كان المتعمد لذلك".
وتقدمت له بعض الأحاديث الموضوعة ، فانظر مثلاً الحديث (46 و 321)
وغيرهما .لكن جبارة بن مُغَلَّس : ضعيف - كما في "التقريب" و "الكاشف" - .
ويحيى بن عبد الرحمن ابن لبيبة : غير معروف هكذا ، وإنما أورده ابن أبي
حاتم منسوباً إلى جده : (أبي لبيبة) ، وقال :
"روى عن جده ، روى عنه مندل وحاتم بن إسماعيل ووكيع ". ثم روى عن
ابن معين أنه قال :
"ابن أبي لبيبة الذي يروي عنه وكيع ليس بشيء ". وعن أبيه أنه قال:
"ليس بقوي" .
وهكذا أورده الذهبي في "الميزان" : " ... أبي لبيبة" ، وكذا الحافظ في
"اللسان" لكن وقع فيه : (أبي كبشة) .. خطأ . وقد أعاده على الصواب تبعاً
للذهبي : "يحيى بن أبي لبيبة" منسوباً إلى جده الأعلى ، فقد بين ذلك البخاري
في "تاريخه" فقال (4/2/304) :
"يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة المدني : عن أبيه عن جده
روى عنه حاتم بن إسماعيل".
وهكذا ترجمه ابن حبان في "الثقات" (7/609) ، وكذلك أعاده الذهبي ، ثم
العسقلاني ، وقال :
"هو يحيى بن عبد الرحمن منسوباً إلى الجد الأعلى تارة ، وهو : أبو لبيبة ، وإلى
الجد الأدنى تارة وهو : عبد الرحمن ".
وبناء على هذا الاختلاف ينتج اختلاف آخر ، وهو : هل صحابي الحديث هو
الجد الأدنى ، أو الأعلى ؟ولذلك أوردهما الحافظ في "الإصابة" في : (لبيبة) و : (أبي
لبيبة) ، وقد وفق بين هاتين النسبتين البخاري في "التاريخ" (1/151 - 152) ، ثم ابن حبان في "الثقات" (7/369) ، فقالا - واللفظ لابن حبان - :
"محمد بن عبد الرحمن بن أبى لبيبة ، يروي عن سعيد بن المسيب ، روى
عنه محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، وهو الذي يقال له: محمد بن
عبد الرحمن بن لبيبة ، كان اسم أمه : (لبيبة) ، وكنية أبيه : (أبو لبيبة) " . زاد
البخاري:
"اسم أبي لبيبة : وردان".
وقد ذكره ابن حبان في (التابعين) أيضاً ، فقال (5/362) :
"محمد بن عبد الرحمن بن أبى لبيبة ، يروي عن سعد بن أبى وقاص . روى
عنه أسامة بن زيد".
كذا وقع له :"سعد بن أبي وقاص" ! وفي "التهذيب" :
"عمر بن سعد بن أبي وقاص " .. ولعله الصواب . وعليه فليس تابعياً ، وإلى
ذلك أشار الحافظ بقوله في "التقريب" :
"ضعيف ، كثيرالإرسال ، من السادسة" .
والخلاصة : أن يحيى بن عبد الرحمن هذا نسب في بعض الروايات إلى جده
عبد الرحمن ، وأن بينهما أباه محمداً ، فهو : يحيى بن محمد بن عبد الرحمن ابن
لبيبة ، أو: أبي لبيبة ، وأنه ضعيف ، ومثله أبوه محمد ، وإن وثقهما ابن حبان ،
وقد اختلط الأمر في ترجمتيهما ببعض الرواة عنهما ، فقد جاء في "تهذيب
المزي" والمشتقات منه أنه روى عن كل منهما حاتم بن إسماعيل ووكيع ، وأن ابن
معين ضعفهما !!وأنا استبعد جداً أن يكون حاتم ووكيع أدركا الأب محمداً الذي روى عن
سعيد بن المسيب - كما تقدم - ، وروى عنه من هو أعلى طبقة من حاتم ووكيع ،
فإن الأول منهما من الطبقة الثامنة عند الحافظ ، ووكيع من كبار الطبقة التاسعة ،
ومحمد هذا روى عنه محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان- كما تقدم - وهو من
الطبقة السابعة ، بل وروى عنه من هو أعلى منه ، وهو ابن جريج عند ابن قانع
في كتابه "معجم الصحابة" (ج2- باب اللام/الفيلم) من طريق محمد بن
شرحبيل (1) عن ابن جريج عن محمد بن عبد الرحمن ابن لبيبة ... هكذا وقع
فيه: (لبيبة) ، خلافاً لما نقله الحافظ في "الإصابة" عن ابن قانع : (ابن أبي
لبيبة) . ولكل وجه ، كما تقدم عن ابن حبان ، ونحوه في "الجرح" (3/2/319) ،
وبالوجه الثاني ذكره الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" (148/456) .
وقول المعلق عليه الأخ صبحي السامرائي :
"وقال يحيى : ليِّن ، حديثه ليس بشيء . الجرح والتعديل ... " إلخ ، لعله
سبق قلم منه ، فإنه ليس في "الجرح" ولا قي المصادر الأخرى التي قرنها بـ
"الجرح" قول يحيى : " ليِّن " .
وجملة البحث : أن نفسي لمتطمئن لذكرهم وكيعاً في الرواة عن محمد
هذا ، وعلى الرغم من قول الذهبي في "الميزان" :
"قلت : أدركه وكيع وطبقته ". لما علمت من أن وكيعاً ليس في طبقة محمد بن عبد الله بن عمرو ، وابن
جريج . فإن جاءت رواية صريحة بسماع وكيع منه ، فبها ، ويكون قد تأخرت وفاة
محمد هذا - فإن وكيعاً مات سنة (197) وله سبعون سنة - . وأما سماعه من ابنه
يحيى فقد صح عند أبي يعلى والبيهقي فِي حَدِيثِ آخر تقدم تخريجه في المجلد
العاشر (رقم 4543) .
وأما سماع حاتم بن إسماعيل منه فقد ورد في هذا الحديث بلفظ :
"من أطاق صيام ثلاثة أيام متتابعات ، فقد وجب عليه صيام رمضان".
أخرجه أبو نعيم من طريق الحسن بن فرج الغزي : ثنا هشام بن عمار: ثنا
حاتم بن إسماعيل : ثنا يحيى بن عبد الرحمن عن لبيبة عن جده ... به .كذا وقع
في "المعرفة" ليس فيه "عن أبيه" . وعلى اسم (عبد) وحرف (عن) ضبة ، كأن
الناسخ يشير إلى أن الأصل هكذا ، وإلى الخلاف المتقدم . والله أعلم .
ولحاتم عنه حديث آخر ، هو الآتي بعده .
وخلاصة القول فِي حَدِيثِ الترجمة : أنه لا يصح من قِبَل يحيى بن محمد
ابن عبد الرحمن بن أبي لبيبة[وأبيه] ، لضعفهما.
__________
(1) هو ابن جعشم الأنباري . ذكره ابن أبي حاتم برواية حافظين عنه ، وسكت عنه ،
وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/52) وقال : "مستقيم الحديث" . وضعفه الدارقطني - كما
في "الميزان" - .
احمد ابو انس
2022-02-25, 01:54 PM
43 - " شهر رمضان معلق بين السماء والأرض ، ولا يرفع إلى الله إلا بزكاة الفطر " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
عزاه في " الجامع الصغير " لابن شاهين في " ترغيبه " والضياء عن جرير ورمز له بالضعف وبين سببه المناوي في شرحه فقال : أورده ابن الجوزي في " الواهيات " وقال : لا يصح فيه محمد بن عبيد البصري مجهول قلت : وتمام كلام ابن الجوزي " العلل المتناهية " ( 824 ) : لا يتابع عليه .
وأقره الحافظ عليه في " اللسان " .
وأما قول المنذري في " الترغيب " ( 2 / 100 ) : رواه أبو حفص بن شاهين في " فضائل رمضان " وقال : حديث غريب جيد الإسناد .
ففيه نظر من وجهين :
الأول : ثبوت هذا النص في كتاب ابن شاهين المذكور ، فإنى قد راجعت " فضائل رمضان " له في نسخة خطية جيدة في المكتبة الظاهرية بدمشق ، فلم أجد الحديث فيه مطلقا ، ثم إننى لم أره تكلم على حديث واحد مما أورده فيه بتصحيح أو تضعيف .
ثم رأيت الحديث رواه أحمد بن عيسى المقدسي في " فضائل جرير " ( 2 / 24 / 2 ) من هذا الوجه وقال : رواه أبو حفص بن شاهين وقال : حديث غريب جيد الإسناد قال :
ومعناه لا يرفع إلى الله عز وجل بغفران مما جنى فيه إلا بزكاة الفطر ! .
فلعل ابن شاهين ذكر ذلك في غير " فضائل رمضان " أو في نسخة أخرى منه ، فيها زيادات على التي وقفت عليها.
الآخر : على افتراض ثبوت النص المذكور عن ابن شاهين فهو تساهل منه ، وإلا فأنى للحديث الجودة مع جهالة راويه وقد تفرد به كما قال ابن الجوزي ، وتبعه الحافظ ابن حجر العسقلاني كما سبق .
وروي من حديث أنس أخرجه الخطيب ( 9 / 121 ) وعنه ابن الجوزي في " العلل " ( 823 ) ، وابن عساكر ( 12 / 239 / 2 ) عن بقية بن الوليد حدثني عبد الرحمن بن عثمان بن عمر عنه مرفوعا .
قلت : وعبد الرحمن هذا لم أعرفه والظاهر أنه من شيوخ بقية المجهولين ، وزعم ابن الجوزي أنه البكراوي الذي قال أحمد فيه : طرح الناس حديثه مردود ، فإن هذا متأخر الوفاة مات سنة ( 195 هـ ) فهو من طبقة بقية .
ثم إن الحديث لوصح لكان ظاهر الدلالة على أن قبول صوم رمضان متوقف على إخراج صدقة الفطر ، فمن لم يخرجها لم يقبل صومه ، ولا أعلم أحدا من أهل العلم يقول به ، والتأويل الذي نقلته آنفا عن المقدسي بعيد جدا عن ظاهر الحديث ، على أن التأويل فرع التصحيح ، والحديث ليس بصحيح .
أقول هذا ، وأنا أعلم أن بعض المفتين ينشر هذا الحديث على الناس كلما أتى شهر رمضان ، وذلك من التساهل الذي كنا نطمع في أن يحذروا الناس منه ، فضلا عن أن يقعوا فيه هم أنفسهم ! .
احمد ابو انس
2022-02-25, 01:58 PM
296 - " إن الله ليس بتارك أحدا من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
رواه الخطيب ( 5 / 91 ) وعنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 190 ) من طريق سلام الطويل عن زياد بن ميمون عن أنس مرفوعا .
وهذا إسناد موضوع سلام الطويل اتهمه غير واحد بالكذب والوضع . وشيخه زياد بن ميمون وضاع باعترافه .
ومن هذا الوجه أورده ، وقال ابن الجوزي ما ملخصه : لا يصح ، سلام متروك ، وزياد كذاب .
وتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 101 ) بقوله :
قلت : له طريق آخر ، ثم ساق الحديث الآتي وهو موضوع أيضا فلم يصنع شيئا ! وهو على الراجح نفس الطريق الأولى ، كما سترى .
احمد ابو انس
2022-02-25, 02:01 PM
298 - " سبحان الله ماذا تستقبلون ، وماذا يستقبل بكم ؟ قالها ثلاثا ، فقال عمر :
يا رسول الله وحي نزل أو عدوحضر ؟ قال : لا ، ولكن الله يغفر فى أول ليلة من رمضان لكل أهل هذه القبلة ، قال : وفي ناحية القوم رجل يهز رأسه يقول : بخ بخ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كأنك ضاق صدرك مما سمعت ؟ قال : لا والله يا رسول الله ولكن ذكرت المنافقين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن المنافق كافر ، وليس لكافر في ذا شيء " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 97 / 1 من زوائده ) وأبو طاهر الأنباري في " مشيخته " ( 147 / 1 - 2 ) وابن فنجويه في " مجلس من الأمالي في فضل رمضان " ( 3 / 2 - 4 / 1 ) والواحدي في " الوسيط " ( 1 / 64 / 1 ) والدولابي في " الكنى " ( 1 / 107 ) عن عمرو بن حمزة القيسي أبي أسيد حدثنا أبو الربيع خلف عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حضر شهر رمضان قال : فذكره وقال الطبراني : لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد تفرد به عمرو .
ومن هذا الوجه رواه البيهقي في " شعب الإيمان " كما في " اللآليء المصنوعة "( 2 / 101 ) للسيوطي ، أورده شاهدا للحديث الذي قبله وسكت عليه ! وليس بشيء ، فإن عمرو بن حمزة هذا ضعفه الدارقطني وغيره ، وقال البخاري والعقيلي :
لا يتابع على حديثه ، ثم ساق له العقيلي حديثين هذا أحدهما ثم قال : لا يتابع عليهما ، وخلف أبو الربيع مجهول ، وهو غير خلف بن مهران وقد فرق بينهما البخاري وكذا ابن أبي حاتم ، فقد ترجم لابن مهران أولا ، ووثقه ، ثم ترجم لأبي الربيع ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، ثم رأيت ابن خزيمة قد أشار لتضعيف هذا الحديث ، فقد ذكره المنذري في " الترغيب " ( 2 / 63 ) ثم قال : رواه ابن خزيمة في " صحيحه " والبيهقي ، وقال ابن خزيمة : إن صح الخبر فإني لا أعرف خلفا أبا الربيع بعدالة ولا جرح ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي دونه .
قال المنذري : قد ذكرهما ابن أبي حاتم ولم يذكر فيهما جارحا .
قلت : فكان ماذا ؟ ! فإنه لم يذكر فيه توثيقا أيضا ، فمثل هذا أقرب إلى أن يكون مجهولا عند ابن أبي حاتم من أن يكون ثقة عنده وإلا لما جاز له أن يسكت عنه ويؤيد هذا قوله في مقدمة الجزء الأول ( ق 1 ص 38 ) : على أنا ذكرنا أسامي كثيرة مهملة من الجرح والتعديل كتبناها ليشتمل الكتاب على كل من روى عنه العلم رجاء وجود الجرح والتعديل فيهم ، فنحن ملحقوها بهم من بعد إن شاء الله ، فهذا نص منه على أنه لا يهمل الجرح والتعديل إلا لعدم علمه بذلك ، فلا يجوز أن يتخذ سكوته عن الرجل توثيقا منه له كما يفعل ذلك بعض أفاضل عصرنامن المحدثين ، وجملة القول : أن هذا الحديث عندي منكر لتفرد هذين المجهولين به .
299 - " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إلى خلقه ، وإذا نظر الله عز وجل إلى عبده لم يعذبه أبدا ، ولله عز وجل فى كل ليلة ألف ألف عتيق من النار " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
رواه ابن فنجويه في " مجلس من الأمالي في فضل رمضان " وهو آخر حديث فيه ، وأبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 180 / 1 ) عن حماد بن مدرك { الفسنجاني } حدثنا عثمان بن عبد الله أنبأنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا ، ومن هذا الوجه رواه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 10 / 100 / 1 ) وله عنده تتمة ثم قال : عثمان بن عبد الله الشامي متهم في روايته .
وكذلك أورده ابن الجوزي بتمامه في " الموضوعات " ( 2 / 190 ) ، ثم قال ما ملخصه : موضوع ، فيه مجاهيل ، والمتهم به عثمان ، يضع .
وأقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 100 - 101 ) .
والحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 68 / 69 ) من رواية الأصبهاني فقط مصدرا بقوله : وروى ... مشيرا بذلك إلى أنه ضعيف أوموضوع ، فكتبت هذا التحقيق لرفع الاحتمال الأول وتعيين أن الحديث موضوع لكي لا يغتر من لا علم عنده بإشارة المنذري المحتملة فيروي الحديث عملا بما زعموه أنه من قواعد الحديث وهو أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ! فينسب بسبب ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ! .
احمد ابو انس
2022-02-25, 02:02 PM
446 - " ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل عليه السلام ، وأفضل النبيين آدم ، وأفضل الأيام يوم الجمعة ، وأفضل الشهو ر شهر رمضان ، وأفضل الليالي ليلة القدر ، وأفضل النساء مريم بنت عمران " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
رواه الطبراني ( 11361 ) من طريق نافع أبي هرمز ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، نافع أبوهرمز ، كذبه ابن معين ، وقال النسائي :
ليس بثقة ، وأفضل النبيين إنما هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بدليل الحديث الصحيح :
" أنا سيد الناس يوم القيامة ... " .أخرجه مسلم ( 1 / 127 ) ، فهذا يدل على وضع هذا الحديث ومع ذلك أورده في " الجامع " والحديثي أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 198 ) وضعفه بنافع وقال : متروك ثم ذكره في ( 3 / 140 ) و( 2 / 165 ) وقال عنه في الموضعين :
ضعيف .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:04 PM
623 - " من أفطر يوما في شهر رمضان في الحضر فليهد بدنة ، فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعا من تمر المساكين ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني عن خالد بن عمرو الحمصي : حدثنا أبي : أنبأنا الحارث بن عبيدة الكلاعي : حدثنا مقاتل بن سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا . وقال ( 2 / 196 ) : " مقاتل كذاب . والحارث ضعيف " . وأقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 106 ) ، ومع ذلك فقد أورده في " الجامع الصغير " ! وتعقبه المناوي بقوله : " وقال مخرجه الدارقطني : الحارث ومقاتل ضعيفان جدا . اهـ . فقد برىء مخرجه من عهدتهببيان حاله ، فتصرف المصنف بحذف ذلك من كلامه غير جيد ، وفي " الميزان " : هذا حديث باطل ، يكفي في رده تلف خالد ، وشيخه ضعيف ، ومقاتل غير ثقة ، وخالد كذبه الفريابي ، ووهاه ابن عدي " . ثم ذكر كلام ابن الجوزي السابق ثم قال : " وتبعه المؤلف في مختصره ساكتا عليه " .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:06 PM
631 - " ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان حلالا ، الصائم ، والمتسحر ، والمرابط في سبيل الله " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
الطبراني ( 3 / 143 / 2 ) عن عبد الله بن عصمة عن أبي الصباح عن أبي هاشم عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : وهذا إسناد موضوع ، نقل المناوي عن الهيثمي أنه قال : " عبد الله بن عصمة وأبو الصباح مجهولان " . وأقره المناوي ! وأقول : كلا فإن أبا الصباح ليس مجهولا بل هو معروف ولكن بالوضع ! أورده الحافظ في الكنى من " اللسان " وسماه عبد الغفور ، ثم أحال عليه في " الأسماء " ، وذكر هناك : " قال يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء ، وقال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث " (1) . وقال البخاري : تركوه ، وقال ابن عدي : ضعيف منكر الحديث " . ثم ساق له أحاديث ، على بعضها آثار الوضع لائحة ! فهو المتهم بهذا الحديث .
ولعل من آثار هذا الحديث السيئة ما عليه حال المسلمين اليوم ، فإنهم إذا جلسوا في رمضان للإفطار لا يعرف أحدهم أن يقوم عن الطعام إلا قبيل العشاء لكثرة ما يلتهم من أنواع الأطعمة والأشربة والفواكه والحلوى ! كيف لا والحديث يقول : إنه من الثلاثة الذين لا حساب عليهم فيماطعموا ! فجمعوا بسبب ذلك بين الإسراف المنهي عنه في الكتاب والسنة ، وبين تأخير صلاة المغرب المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم " صححه الحاكم ووافقه الذهبي وهو كما قالا ، فإن له طرقا وشواهد أشرت إليها في " صحيح سنن أبي داود " ( رقم 444 ) . نعم جاء الحض على تعجيل الفطر أيضا في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " .
فيجب العمل بالحديثين بصورة لا يلزم منها تعطيل أحدهما من أجل الآخر ، وذلك بالمبادرة إلى الإفطار على لقيمات يسكن بها جوعه ثم يقوم إلى الصلاة ، ثم إن شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه ، وقد جاء شيء من هذا في السنة العملية فقال أنس : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " . رواه أبو داود والترمذي وحسنه . وهو في " صحيح أبي داود " برقم ( 2040 ) وما قبله متفق عليه ، وهو مخرج في " الإرواء " ( 899 ) .
__________
(1) قلت : وتمام كلامه في " المجروحين " ( 2 / 141 ) : " ... على الثقات ، كعب وغيره لا يحل كتابة حديثه ولا ذكره إلا على جهة التعجب " . اهـ .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:07 PM
696 - " لا بأس بقضاء شهر رمضان مفرقا " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
رواه الماليني في " الأربعين " ( 11 / 1 ) عن أبي عبيد البسري محمد بن حسان الزاهد : أخبرنا أبو الجماهر محمد بن عثمان : حدثنا يحيى بن سليم الطائفي : حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمرمرفوعا .قلت : وهذا إسناد ضعيف ، يحيى بن سليم الطائفي ضعيف لسوء حفظه . وبقية رجاله ثقات غير محمد بن حسان الزاهد ، فهو غير معروف الحال . قال السمعاني : " من مشاهير الصوفية " . وقال ياقوت في " معجمه " :" له كلام في الطريقة وكرامات " . وقد حدث عن جمع ، وعنه آخرون سماهم ياقوت ، ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا ، وقد خالفه الحافظ ابن أبي شيبة فقال في " المصنف " ( 3 / 32 ) ، وعنه الدارقطني ( ص 244 ) . والبيهقي في " سننه الكبرى " ( 4 / 259 ) :
حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن تقطيع قضاء رمضان ؟ فقال : فذكره نحوه . وهذا عن الطائفي أصح ، وهو مرسل أو معضل قال البيهقي : " وقد وصله غير أبي بكر عن يحيى بن سليم ، ولا يثبت متصلا " .
وكأنه يشير إلى هذه الطريق ثم قال : " وقد روي من وجه آخر ضعيف عن ابن عمر مرفوعا ، وقد روي في مقابلته عن أبي هريرة في النهي عن القطع مرفوعا ، وكيف يكون ذلك صحيحا ومذهب أبي هريرة جواز التفريق ، ومذهب ابن عمر المتابعة ؟! " .
وأما الوجه الآخر فلعله ما عند الدارقطني أيضا عن سفيان بن بشر : حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا نحوه . وقال : " لم يسنده غير سفيان بن بشر " .
قلت : وهو في عداد المجهولين فإني لم أجد له ذكرا فيما عندي من كتب الرجال ، وكأنه لذلك ضعفه البيهقي كما سبق ، وأشار إلى ذلك الحافظ في " التلخيص " حيث قال بعد أن ذكره من طريق الدارقطني : " قال : ورواه عطاء عن عبيد بن عمير مرسلا . قلت : وإسناده ضعيف أيضا " .
وأما قول الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 4 / 98 ) : " وقد صحح الحديث ابن الجوزي وقال : ما علمنا أحدا طعن في سفيان بن بشر " ! فهو تصحيح قائم على حجة لا تساوي سماعها ! فإن كل راومجهول عند المحدثين يصح أن يقال فيه : " ما علمنا أحدا طعن فيه " ! فهل يلزم من ذلك تصحيح حديث المجهول !؟
اللهم لا ، وإنها لزلة من عالم يجب اجتنابها . وأما حديث أبي هريرة المقابل لهذا فلفظه : " من كان عليه من رمضان شيء فليسرده ولا يقطعه " . ولكنه حسن الإسناد عندي تبعا لابن القطان وابن التركماني ، ولذلك أوردته في " الأحاديث الصحيحة " .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:10 PM
831 - " رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان ، وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
باطل .
رواه الطبراني ( 1 / 111 / 2 ) وابن عساكر ( 8 / 510 / 2 ) عن عبد الله بن أيوب المخرمي : أخبرنا عبد الله بن كثير بن جعفر عن أبيه عن جده عن بلال بن الحارث مرفوعا . قلت : وهذا سند واه ، عبد الله هذا أورده الذهبي في " الميزان " وساق له هذا الحديث وقال : " لا يدرى من ذا ؟ وهذا باطل ، والإسناد مظلم ، تفرد به عنه عبد الله بن أيوب المخرمي ، لم يحسن ضياء الدين بإخراجه في ( المختارة ) " .
وأقره الحافظ في " اللسان " . وعبد الله بن أيوب المخرمي هو عبد الله بن محمد بن أيوب وهو صدوق ، وله ترجمة في تاريخ بغداد ( 10 / 81 - 82 ) . والحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني والضياء عن بلال . وتعقبه المناوي بأن الهيثمي قال : ( 3 / 145 ، 301 ) : " فيه عبد الله بن كثير وهو ضعيف " .
وبكلام الذهبي المذكور . وقد وجدت له شاهدا من حديث ابن عمر ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 337 - 338 ) عن الهيثم بن بشر بن حماد : حدثنا عمرو بن عثمان : حدثنا عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر العمري عن عبد الله بن دينار عنه مرفوعا . قلت : وهذا سند ضعيف ، عاصم بن عمر العمري ضعيف . بل قال ابن حبان ( 2 / 123 ) : " منكر الحديث جدا ، يروي عن الثقات مالا يشبه حديث الأثبات " . وعبد الله بن نافع هو الصائغ ، قال الحافظ : " ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين من كبار العاشرة " . وعمرو بن عثمان إن كان الحمصي فصدوق ، وإن كان الرقي فضعيف . والهيثم بن بشر بن حماد لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا ، ولعله آفة هذه الطريق .
ووجدت له طريق آخر عن ابن عمر . أخرجه ابن عساكر ( 12 / 349 / 1 ) عن عمر بن أبي بكر الموصلي (1) عن القاسم بن عبد الله العمري عن كثير المزني عن نافع عنه مرفوعا به . وفيه زيادة صحيحة في أوله وهي : " صلاة في مسجدي كألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " الحديث . أورده في ترجمة الموصلي هذا وروى عن أبي حاتم أنه قال فيه : " ذاهب الحديث متروك الحديث " .
وعن أبي زرعة أنه قرنه بابن زبالة والواقدي في الضعف في الحديث وعن الحافظ سعيد بن أبي عمر البردعي أنه قال : " هو آفة من الآفات " . قلت : والقاسم بن عبد الله العمري مثله أو شر منه ، فقد قال الإمام أحمد : " كان يكذب ويضع الحديث " .
وكثير المزني هو ابن عبد الله بن عمرو بن عوف متهم أيضا بالكذب . وبهذا التمام أورده السيوطي أيضا في " الجامع " من رواية البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر ، وتعقبه المناوي بقوله : " ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه سكت عليه ، والأمر بخلافه ، فإنه عقبه بالقدح في سنده فقال : هذا إسناد ضعيف بمرة انتهى بلفظه ، فحذف المصنف له من سوء الصنيع " .
قلت : وعليه فمن حسن الصنيع أن لا يورده السيوطي في كتابه أصلا ، ولوساق القدح المذكور فيه ! هذا ، ورواه البزار مختصرا عن ابن عمر بلفظ : " رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة " . أورده السيوطي أيضا . وأعله الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 145 ) بعاصم بن عمر ، وهو ضعيف كما سبق . قلت : وإسناده عند البزار ( ص 102 - زوائده ) هكذا : حدثنا عمرو بن حماد بن بنت حماد بن مسعدة : حدثنا عبد الله بن نافع : حدثنا عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به . وقال :" تفرد به عاصم بن عمر ، لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، وعاصم متفق على ضعفه " . قلت : وعبد الله بن نافع هو الصائغ المدني قال الحافظ : " ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين " . وعمرو بن حماد بن بنت حماد بن مسعدة لم أجد له الآن ترجمة . وروي الحديث عن ابن عباس بلفظ : " ... مائة ألف " ، وإليك لفظه بتمامه معه بيان حاله :
__________
(1) الأصل : ( المؤملي ) والتصويب من " الجرح " ( 3 / 1 / 100 ) . اهـ .
832 - " من أدرك رمضان بمكة فصام وقام منه ما تيسر له ، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواها ، وكتب الله له بكل يوم عتق رقبة ، وكل ليلة عتق رقبة ، وكل يوم حملان فرس في سبيل الله ، وفي كل يوم حسنة ، وفي كل ليلة حسنة " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
رواه ابن ماجة ( رقم 3117 ) عن عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا . قلت : وهذا موضوع ، ولوائح الوضع عليه ظاهرة ، وآفته عبد الرحيم هذا ، فقد قال ابن معين فيه : " كذاب خبيث " . وقال النسائي : " ليس بثقة ولا مأمون " . وقال ابن حبان ( 2 / 152 ) : " يروي عن أبيه العجائب مما لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة كلها " . ثم رأيت الحديث في " العلل " لابن أبي حاتم ، وقال ( 1 / 250 ) : " هذا حديث منكر، وعبد الرحيم بن زيد متروك الحديث " .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:12 PM
836 - " لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من غير شهر رمضان أعظم أجرا من عبادة مائة سنة صيامها وقيامها ، ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرا - أراه قال - من عبادة ألف سنة صيامها وقيامها ، فإن رده الله إلى أهله سالما لم تكتب عليه سيئة ألف سنة ، وتكتب له الحسنات ، ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
رواه ابن ماجة ( 2 / 175 ) عن محمد بن يعلى السلمي : حدثنا عمر بن صبيح عن عبد الرحمن بن عمرو عن مكحول عن أبي بن كعب مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد موضوع ، والمتهم به ابن صبيح هذا ، قال الذهبي : " ليس بثقة ولا مأمون ، قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث ، وقال الأزدي : كذاب " . والراوي عنه محمد بن يعلى السلمي ضعيف جدا .
ثم هو منقطع بين مكحول وأبي ، وقد قال الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 2 / 151 ) بعد أن عزاه لابن ماجه : " وآثار الوضع ظاهرة عليه ، ولا عجب فراويه عمر بن صبيح الخراساني ، ولولا أنه في الأصول لما ذكرته " .ونقل أبو الحسن السندي في " حاشيته على ابن ماجه " عن الحافظ ابن كثير أنه قال : " أخلق بهذا الحديث أن يكون موضوعا ، لما فيه من المجازفة ، ولأنه من رواية عمر بن صبيح أحد الكذابين المعروفين بوضع الحديث " .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:21 PM
981 - " من كانت له حمولة تأو ي إلى شبع ( وري ) ، فليصم رمضان حيث أدركه " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه أبو داود ( 1 / 378 ) وأحمد ( 3 / 476 و5 / 7 ) والعقيلي في " الضعفاء ( ص 259 ) من طرق عن عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله الأزدي : حدثني حبيب بن عبد الله قال : سمعت سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي يحدث عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، وقال العقيلي - والزيادة له - : " لا يتابع عليه ، ولا يعرف إلا به " . يعني عبد الصمد هذا ، وقد أورده البخاري في " الضعفاء " أيضا وقال ( ص 24 ) : " لين الحديث ، ضعفه أحمد " .
وقال المنذري في " مختصر السنن " ( 3 / 290 ) : " قال ابن معين : ليس به بأس ، وقال أبو حاتم الرازي : يكتب حديثه ، وليس بالمتروك ، وقال : يحول من : " كتاب الضعفاء " - ثم ذكر ما نقلناه عن البخاري ثم قال - وقال البخاري أيضا : منكر الحديث ، ذاهب الحديث ، ولم يعد البخاري هذا الحديث شيئا ".
قلت : وفيه علة أخرى ، وهي جهالة ابنه حبيب بن عبد الله ، قال الذهبي في " الميزان " والعسقلاني في " التقريب " : " مجهول " . والحديث أورده الحافظ شمس الدين ابن عبد الهادي في رسالته " الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ( ق 217 / 2 ) في جملة أحاديث من " ما يذكره بعض الفقهاء والأصوليين أو المحدثين محتجا به أو غير محتج به مما ليس له إسناد ، أوله إسناد ولا يحتج بمثله النقاد من أهل العلم " . ثم ساق أحاديث كثيرة هذا أحدها .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:34 PM
1325 - " إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أول ليلة من
رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة عن الحور العين، فقلن يا رب اجعل
لنا من عبادك أزواجا تقر بهم أعيننا، وتقر أعينهم بنا ".
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم 6943 ) وتمام في " الفوائد " ( ج1
رقم 34 ) وابن عساكر في " فضل رمضان " ( ق /171 - 2 ) من طريق الوليد بن
الوليد : نا ابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره وقال الطبراني :
" لم يروه عن ابن ثوبان إلا الوليد ".
قلت : وهو القلانسي واه. قال الذهبي في " الميزان " :
" قال أبو حاتم : صدوق. وقال الدارقطني وغيره : متروك. وروى له نصر
المقدسي في " أربعينه " حديثا منكرا، وقال : تركوه ".
قلت : يعني هذا الحديث، فقد رواه الذهبي في " تذكرة الحفاظ " من هذا الوجه ثم
قال ( 3/88 ) : قال نصر المقدسي : تفرد به الوليد بن الوليد القلانسي، وقد تركوه. قلت :
وهاه الدارقطني وقواه أبو حاتم ".
ومن طريقه أورده ابن الجوزي في " الواهيات " ( 2/46 ) من رواية الدارقطني في "
الأفراد " وقال الدارقطني :
" إنه تفرد به وهو منكر الحديث ".
وأخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1886 ) والأصبهاني في " الترغيب " ( ق 179/2
) من حديث جرير بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود الغفاري
مرفوعا به وزاد :
" قال : فما من عبد يصوم يوما في رمضان إلا زوج زوجة من الجور العين، في خيمة
من درة مما نعت الله " حور مقصورات في الخيام " على كل امرأة سبعون حلة ليس
منها حلة على لون الأخرى، تعطي سبعين لونا من الطيب، ليس منه لون على ريح
الآخر، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها.. " إلخ الحديث.
وفيه من مثل هذه المبالغات ما يدل على نكارته ووضعه ولذلك لم يسلم به ابن
خزيمة فإنه قال : " إن صح الخبر، فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي ".
وعقب عليه الحافظ المنذري بقوله ( 2/72 ) :
" جرير بن أيوب البجلي واه، ولوائح الوضع عليه. والله أعلم ".
قلت : ومع هذا الحكم الصريح بالوضع على هذا الحديث فقد صدره بصيغة ( عن )
المشعرة عنده بأنه فوق الضعيف كما نص عليه في المقدمة، وهذا من تناقضه الذي
أوضحته في مقدمة كتابي " صحيح الترغيب والترهيب " فراجعها فإنها مهمة جدا.
وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/188 - 189 ) وقال :
" هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به جرير بن أيوب
. قال يحيى : ليس بشيء، وقال الفضل بن دكين : يضع الحديث. وقال النسائي
والدارقطني : متروك ".
وعقب عليه السيوطي في " اللآلىء " ( 2/100 ) بما لا طائل تحته. وذهل عنه ابن
عراق فلم يورده في " تنزيه الشريعة " لا في الفصل الأول، ولا في الفصل الثاني
. والقولفيه قول ابن الجوزي والمنذري.
ثم إن من الممكن ربط علة الحديث بنافع بن بردة ؛ فإني لم أجد له ترجمة فيما
عندي من المصادر. وشيخه أبو مسعود الغفاري أورده في " الإصابة " في ( الكنى )
وقال يأتي في ( المبهمات ) وليس عنده ( المبهمات )، ووقع في " الموضوعات "
( عبد الله بن مسعود ) وفي " ترغيب الأصبهاني " و" اللآلىء " : ( ابن مسعود )
، وهذا لا ينافي أنه الغفاري لأنه أبو مسعود بن مسعود الغفاري كما في "
الإصابة ". والله أعلم.
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:36 PM
1556 - " إذا نزل أحدكم منزلا ، فقال فيه ، فلا يرتحل حتى يصلي الظهر ، وإذا أراد أحدكم أن يسافر يوم الجمعة ، وزالت الشمس ، فلا يسافر حتى يجمع ، إلا أن يكون له عذر ، وإذا هجم على أحدكم شهر رمضان فلا يمجد مثله إلا أن يكون له عذر " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 161 / 1 ) من طريق سليمان بن عيسى : حدثنا ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : وهو موضوع ، آفته سليمان هذا ، قال فيه ابن عدي وغيره : " يضع الحديث " . كما تقدم مرارا ، أقربها في الحديث ( 1550 ) .
والحديث أورد السيوطي في " جامعيه " طرفه الأول منه بلفظ : " ركعتين " ! بدل " الظهر " . ودون ما بعده ، وتابعه على ذلك المناوي في " الفيض " وبيض لإسناده ! وأما في " التيسير " فقال :" وهو ضعيف " . والله أعلم . ( تنبيه ) : قوله : ( تمجد ) كذا بإهمال أوله وقع في مخطوطة " الكامل " في الظاهرية ، ولم أفهمها ، وفي المطبوعة ( يمجد ) بإعجام الأول منه بالمثناة ، والمعنى غير ظاهر .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:39 PM
1569 - " أول شهر رمضان رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 172 ) وابن عدي ( 165 / 1 ) والخطيب في " الموضح " ( 2 / 77 ) والديلمي ( 1 / 1 / 10 - 11 ) وابن عساكر ( 8 / 506 / 1 ) عن سلام بن سوار عن مسلمة بن الصلت عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال العقيلي : " لا أصل له من حديث الزهري " . قلت : وقال ابن عدي : " وسلام ( ابن سليمان بن سوار ) هو عندي منكر الحديث ، ومسلمة ليس بالمعروف " . وكذا قال الذهبي .
ومسلمة قد قال فيه أبو حاتم : " متروك الحديث " كما في ترجمته من " الميزان " ، ويأتي له حديث آخر برقم ( 1580 ) .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:40 PM
2346 - " كان إذا دخل شهر رمضان شد مئزره ، ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ " .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 3/310/3624 ) من طريق عمرو، عن المطلب بن (
الأصل : عن ) عبد الله ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :
فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ورجاله ثقات ، غير أن عبد المطلب بن عبد الله ، كان
كثير التدليس والإرسال ، كما في " التقريب " .
والشطر الأول منه صحيح بلفظ :
" كان إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله " .
رواه الشيخان . وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( برقم 1246 ) .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:42 PM
2560 - ( إذا دخل أحدكم على أخيه فأراد أن يفطر فليفطر إلا أن يكون صومه ذلك رمضان ، أو قضاء رمضان ، أو نذرا ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه أبو الحسين الكلابي في " حديثه " ( 247 - 248 ) : حدثنا أبو المغيرة : حدثنا السكوني - سميته - : حدثني محمد بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
كذا في الأصل : " سميته " وكذا هو في نسخة أخرى ( 178/1 ) لكن عليها إشارة ( صـ ) يعني كذا الأصل ، وعل هامشها : " حدثنا بقية " كأنه تصحيح ، وهو بخط مغاير للأصل . ويؤيد هذا التصحيح ، أن الطبراني أخرجه في " المعجم الكبير " ( 3/200/2 ) من طريق أبي تقي الحمصي : أخبرنا بقية بن الوليد : حدثني محمد الكوفي عن عبيد الله بن عمر به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن عبد الرحمن الظاهر أنه ابن أبي ليلى القاضي ، ويؤيده أن في رواية الطبراني " محمد الكوفي " فإن ابن أبي ليلى كوفي ؛ وهو ضعيف ، قال الحافظ :" صدوق سيىء الحفظ جدا " .
هذه هي علة الحديث ، وقد غفل عنها بعضهم ، وذهب يعله بما لا يقدح فقال الهيثمي في " المجمع " ( 3/201 ) وتبعه المناوي في " الفيض " :
" رواه الطبراني في " الكبير " ، وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس " .
قلت : إنما يضر في حديثه إذا ما رواه معنعنا ، أما وهو قد صرح بالتحديث في الطريقين ؛ فلا يجوز إعلاله بالتدليس ؛ كما هو مقرر في علم الحديث ، فلعل الهيثمي شت بصره عن التحديث . والله أعلم . وللحديث شاهد ، ولكنه واه جدا ، فإنه يرويه محمد بن الفضل عن عبد الكريم عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا به .
أخرجه محمد بن الحسن الطبري في " الأمالي " ( 6/1 ) .
وابن الفضل هذا متهم بالكذب ، وقد تقدم مرارا .
وعبد الكريم ؛ إن كان ابن مالك الجزري فهو ثقة ، وإن كان ابن أبي المخارق أبا أمية البصري فهو ضعيف ، وكلاهما يروي عن مجاهد .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:43 PM
2565 - ( إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام ، وإذا سلم رمضان سلمت السنة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه المخلص في " المجلس السابع " ( 51/2 ) ، وعنه علي بن أبي طالب المكي في " حديثه عنه " ( 1/1 ) ، وأبو طاهر الأنباري في " مشيخته " ( 146/2 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 7/140 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 5/288 ) ومن طريقه البيهقي في " الشعب " ( 3/340/3708/2 ) ، والخطيب في " الموضح " ( 2/121 ) ، والحاكم أبو أحمد في " الكنى " ( ق 132/1 ) من طريق عبد العزيز بن أبان أبي خالد القرشي عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به . وقال أبو أحمد الحاكم :
" هذا حديث منكر شبيه بالموضوع " . وقال ابن عدي :
" هذا الحديث عن الثوري باطل ليس له أصل " . وأقره البيهقي .
ومن هذا الوجه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني ثم قال :
" تفرد به عبد العزيز وهو كذاب " .
وتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2/104 ) بأن البيهقي أخرجه في " الشعب " من طريقه ، وأن أبا نعيم أخرجه أيضا من طريق أحمد بن جمهور القرقساني : حدثنا علي بن المديني عن يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري به دون الجملة الثانية وزاد :
" وما من سهل ولا جبل ولا شيىء إلا ويستعيذ بالله من يوم الجمعة " . وقال :
" غريب من حديث الثوري ، لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن جمهور " .
قال السيوطي عقبه :
" وأحمد بن جمهور متهم بالكذب . وقال البيهقي أيضا : أنبأنا ... : حدثنا أبو مطيع : حدثنا سفيان الثوري به . قال البيهقي :
هذا الحديث لا يصح عن هشام ، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي ضعيف ، وإنما يعرف هذا الحديث من حديث عبد العزيز بن أبان أبي خالد القرشي ، وهو أيضا ضعيف بمرة . والله أعلم " .
قلت : وبالجملة ، فالحديث رواه ثلاثة من الضعفاء عن الثوري ، وهم : عبد العزيز بن أبان ، وأحمد بن جمهور ، وأبو مطيع البلخي ، والأولان كذابان كما سبق ، والأخير ضعف اتفاقا ، ويبدو من مجموع ما قيل فيه أنه شديد الضعف ، وفي كلام البيهقي السابق ما يشير إلى ذلك ، وفيه أيضا تصريحه ببطلان الحديث ، ولكن السيوطي اختصره ، فقد قال عقب قوله : " ضعيف بمرة " :
" وهو عن الثوري باطلا لا أصل له " .
كذا ذكره المناوي عنه في " الفيض " . ثم تعقب السيوطي بقوله :
" ولما أورده ابن الجوزي في الموضوع ، تعقبه المؤلف بوروده من طرق ، ولا تخلو كلها عن كذاب أو متهم " .
ومنه يبدو أن تعقب السيوطي لا طائل تحته .
احمد ابو انس
2022-02-26, 02:46 PM
3015 - (كان إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير ، وأعطى كل سائل ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جداً
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 377) ، والبزار (968- الكشف) : أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ، عن أبي بكر الهذلي ،عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس وعائشة قالا : ... فذكره .
ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 123) .قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، أبو بكر الهذلي متروك الحديث ؛ كما قال الحافظ . والحماني ضعيف .
احمد ابو انس
2022-02-27, 05:54 PM
3583 - ( خير ما يموت عليه العبد أن يكون قافلاً من حج ، أو مفطراً من رمضان ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الديلمي (2/ 114) من طريق أبي نعيم ، عن سلمة بن سواية ، عن ابن حدر الكلبي ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو الزبير مدلس وقد عنعنه .
وسلمة بن سواية . لم أعرفه .
ومثله ابن حدر الكلبي .
لكن ذكر المناوي أن في إسناد الديلمي "أبو جناب الكلبي ، ضعفه النسائي والدارقطني" . فالظاهر أنه تحرف على الناسخ ، فكتب "ابن حدر" ، وإنما هو "أبو جناب" .
احمد ابو انس
2022-02-27, 05:56 PM
3621 - ( ذاكر الله في رمضان مغفور له ، وسائل الله فيه لا يخيب ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 97/ 2 من الجمع بين المعجمين) ، والأصبهاني في "الترغيب" (ق182/ 1) عن عبد الرحمن بن قيس الضبي : حدثنا هلال بن عبد الرحمن ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب مرفوعاً ، وقال :
"لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد ، وتفرد به عبد الرحمن بن قيس" .
قلت : وهو متروك ، كذبه أبو زرعة وغيره ؛ كما في "التقريب" .
ومن طريقه : أخرجه ابن لال في "حديثه" (ق114/ 2-115/ 1) ، وابن عدي (ق232/ 1) ، وقال :
"وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه" .
قلت : وشيخه هلال بن عبد الرحمن - وهو الحنفي - قريب منه ؛ فقد قال العقيلي في ترجمته :
"منكر الحديث" . ثم ساق له ثلاثة أحاديث ، وقال :
"كل هذا مناكير لا أصول لها ، ولا يتابع عليها" .
وبه وحده أعله الهيثمي في "المجمع" (3/ 143) ، فقصر . وعزاه المنذري في "الترغيب" (2/ 73) للبيهقي أيضاً والأصبهاني ؛ وأشار إلى تضعيفه .
3622 - (............................. ..................) (1) .
__________
(1) الحديث ( 3622 ) " ذمة المسلمين واحدة . . . " . نقل إلى الصحيحة ( 3948 ).
احمد ابو انس
2022-02-27, 05:57 PM
3727 - ( سيد الشهور رمضان ، وأعظمها حرمة ذو الحجة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه أبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (40/ 1) ، والبزار (960-كشف) ، والديلمي (2/ 203) وابن عساكر في "التاريخ" (8/ 483/ 2) ، والضياء في "الأحاديث والحكايات" (14/ 145/ 1) عن يزيد بن عبد الملك ، عن صفوان ابن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن عبد الملك - وهو النوفلي - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .وروي من حديث ابن مسعود مرفوعاً به ؛ دون الشطر الثاني ، وزاد :
"وسيد الأيام يوم الجمعة" .
أخرجه عبد الغني المقدسي في "فضائل رمضان" (ق 53/ 2) عن عيسى الأصم ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن هبيرة بن يريم عنه .
وعيسى الأصم ؛ لم أعرفه . وقد خولف في إسناده ؛ فقد أخرجه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (2/ 8/ 2 و 9/ 1) من طريقين آخرين ، عن أبي إسحاق به موقوفاً على ابن مسعود .
وكذلك أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 21/ 2) من طريق المسعودي ؛ عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة قال : قال عبد الله : ... فذكره موقوفاً عليه .
احمد ابو انس
2022-02-27, 05:59 PM
3789 - ( الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جداً
أخرجه الديلمي (2/ 258) عن بقية : حدثني أبو مسكين الجزري : حدثنا إسماعيل بن نشيط ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إسماعيل بن نشيط - وهو العامري - ؛ قال أبو حاتم :
"ليس بالقوي" . وضعفه الأزدي . وقال البخاري :
"في إسناده نظر" .
وأبو مسكين الجزري ؛ قال أبو حاتم (4/ 2/ 447) :
"مجهول ، والحديث الذي رواه كأنه موضوع" . وقال محمود بن غيلان :
"ضرب أحمد وابن مغيرة وأبو خيثمة على حديثه ، وأسقطوه" .
احمد ابو انس
2022-02-27, 06:01 PM
3790 - ( الصائم في عبادة من حين يصبح إلى أن يمسي ، إذا قام قام ، وإذا صلى صلى ، وإذا نام نام ، وإذا أحدث أحدث : ما لم يغتب ، فإذا اغتاب خرق صومه ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه الديلمي (2/ 257-258) عن عمر بن مدرك : حدثنا محمد بن إبراهيم ، عن مقاتل ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبد الله بن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته مقاتل - وهو ابن سليمان البلخي المفسر - ؛ فإنه كذاب . أو عمر بن مدرك ؛ فإنه كذاب أيضاً ؛ كما قال ابن معين.
ومحمد بن إبراهيم ؛ لم أعرفه ، ويغلب على الظن أنه محرف من "مكي بن إبراهيم" ؛ فقد ذكروه في شيوخ ابن مدرك ، وهو ثقة .
احمد ابو انس
2022-02-27, 06:04 PM
4003 - ( فضل الجمعة في رمضان على سائر أيامه ؛ كفضل رمضان على سائر الشهور ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
وله طريقان :الأول : عن عبيد بن واقد قال : حدثنا بشر بن عبد الله القيسي قال : حدثنا أبو داود ، عن البراء بن عازب مرفوعاً.
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (215/ 2) ، والضياء في "الأحاديث والحكايات" (12/ 147/ 2) وقال :
"أظن أن أبا داود هذا نفيع الأعمى" .
قلت : هو كذلك ؛ فقد أخرجه من هذا الوجه ابن عدي (255/ 1) فقال : "عن أبي داود الدارمي" . وكذلك في رواية الأصبهاني .
والدارمي : هو نفيع بن الحارث - كما في "تهذيب التهذيب" - ، وهو كذاب .
والآخر : يرويه هارون بن زياد الحنائي : حدثنا سعد بن عبد الرحمن : حدثنا عمر بن موسى ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً به .
أخرجه الديلمي (5/ 329) .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عمر بن موسى - وهو الوجيهي - ؛ قال ابن عدي وغيره :
"يضع الحديث" . قال المناوي :
"وفيه هارون بن زياد ؛ قال الذهبي : قال أبو حاتم : له حديث باطل . وقال ابن حبان : كان ممن يضع" .
قلت : هذا الوضاع ليس هو راوي هذا الحديث ؛ لأن هذا متقدم الطبقة ، يروي عن الأعمش ، وأما الراوي له ؛ فهو متأخر عنه كما ترى ، وهو الحنائي ، والوضاع لم ينسب هذه النسبة ، وقد فرق بينهما الحافظ ، فذكر هذا بعد الوضاع وقال :
"أبو موسى من أهل المصيصة ... ذكره ابن حبان في (الثقات)" .
احمد ابو انس
2022-02-27, 06:08 PM
4557 - ( من أفطر يوماً من رمضان ، فمات قبل أن يقضيه ؛ فعليه بكل يوم مد لمسكين ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 246) من طريق الطبراني وغيره عن عبثر بن القاسم عن أشعث بن سوار عن محمد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً ، وقال :
"قال الطبراني : لم يروه عن أشعث إلا عبثر" .
قلت : وهو ثقة .
لكن أشعث ضعيف ، ولذلك أخرج له مسلم متابعة .
وقد تابعه شريك عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن نافع به ؛ إلا أنه قال :
"نصف صاع من بر" .
أخرجه البيهقي (4/ 254) . وقال :
"هذا خطأ من وجهين :
أحدهما : رفعه الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما هو من قول ابن عمر .والآخر : قوله : "نصف صاع" ، وإنما قال ابن عمر : "مداً من حنطة" .
وروي من وجه آخر عن ابن أبي ليلى ؛ ليس فيه ذكر الصاع" .
قلت : ثم ساقه من طريق أخرى عن عبثر به نحوه ، بلفظ :
"يطعم عنه كل يوم مسكين" ، لم يذكر المد .
وشريك - وهو ابن عبد الله القاضي - سيىء الحفظ أيضاً .
فقد قال : إن الحديث يتقوى بمتابعته لأشعث بن سوار ؟!
والجواب : أن مدار روايتهما على محمد بن أبي ليلى ، وهو ضعيف أيضاً ؛ لسوء حفظه . وقول أبي نعيم عقب كلامه السابق :
"ومحمد الذي يروي عنه أشعث هذا الحديث : محمد بن سيرين . وقيل : محمد بن أبي ليلى" .
فهذا التمريض ليس في محله ؛ لتصريح شريك في روايته بأنه ابن أبي ليلى ؛ مع عدم وجود ما ينافيه . فتنبه !
وقد روى البيهقي من طريق جويرية بن أسماء عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول :
من أفطر في رمضان أياماً وهو مريض ثم مات قبل أن يقضي ؛ فليطعم عنه مكان كل يوم أفطره من تلك الأيام مسكيناً مداً من حنطة ، فإن أدركه رمضان عام قابل قبل أن يصومه ، فأطاق صوم الذي أدرك ؛ فليطعم عما مضى كل يوم مسكيناً مداً من حنطة ، وليصم الذي استقبل .
قلت : وسنده صحيح . وقال البيهقي :"هذا هو الصحيح ، موقوف على ابن عمر . وقد رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن نافع ؛ فأخطأ فيه" .
ثم ساقه من طريقه كما تقدم .
ثم روى (4/ 253) عن أبي هريرة موقوفاً نحو حديث ابن عمر الموقوف ، ثم قال :
"وروى هذا الحديث إبراهيم بن نافع الجلاب عن عمر بن موسى بن وجيه عن الحكم عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعاً . وليس بشيء ؛ إبراهيم وعمر متروكان" .
احمد ابو انس
2022-02-27, 06:17 PM
4665 - ( من وافق موته عند انقضاء رمضان ؛ دخل الجنة ، ومن وافق موته عند انقضاء عرفة ؛ دخل الجنة ، ومن وافق موته عند انقضاء صدقة ؛ دخل الجنة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 23) ، والقاسم بن عساكر في "التعزية" (2/ 223/ 2) عن نضر بن حماد : حدثنا همام : حدثنا محمد بن جحادة عن طلحة بن مصرف قال : سمعت خيثمة بن عبد الرحمن يحدث عن ابن مسعود مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"غريب من حديث طلحة ، لم نكتبه إلا من حديث نضر" .
قلت : وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
احمد ابو انس
2022-02-27, 06:33 PM
5081 - ( أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً ، لم يعطهن نبي قبلي :
أما واحدة ؛ فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان ؛ نظر الله إليهم ، ومن نظر الله إليه ؛ لم يعذبه أبداً .
وأما الثانية ؛ فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك .
وأما الثالثة ؛ فإن الملائكة تستغفر لهم في ليلهم ونهارهم .
وأما الرابعة ؛ فإن الله يأمر جنته : أن استعدي وتزيني لعبادي ، فيوشك أن يذهب عنهم نصب الدنيا وأذاها ، ويصيرون إلى رحمتي وكرامتي .
وأما الخامسة ؛ فإذا كان آخر ليلة ؛ غفر الله لهم جميعاً .
فقال قائل : هي ليلة القدر يا رسول الله ؟ قال : لا ، ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم ؟! ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الحسن بن سفيان في "الأربعين" (ق 70/ 1) ، وكذا عبدالخالق الشحامي في "أربعينه" (ق 31/ 2) ، وابن عساكر في "فضل رمضان" (ق 3/ 1) ، والواحدي في "الوسيط" (1/ 65/ 1) عن الهيثم بن أبي الحواري عن زيد العمي عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زيد العمي - وهو ابن الحواري أبو الحواري ، العمي - ضعيف ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" . وقال ابن عدي :
"عامة ما يرويه ضعيف ، على أن شعبة قد روى عنه ، ولعل شعبة لم يرو عن أضعف منه" . واتهمه ابن حبان ، فقال :
"يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصول لها ، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها ، وكان يحيى يمرض القول فيه ، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره ، ولا أكتبه إلا للاعتبار" .
قلت : والهيثم بن أبي الحواري ؛ لم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال التي عندي .
والحديث ؛ قال المنذري (2/ 65-66) :
"رواه البيهقي ، وإسناده مقارب ، أصلح مما قبله" !
قلت : ويشير إلى ما ذكره من رواية أحمد ، والبزار ، والبيهقي ، وأبي الشيخ في "كتاب الثواب" عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه ؛ ولم يذكر الخصلة الأولى ، وذكر بديلها :
"وتصفد فيه مردة الشياطين ، فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره" .
قلت : وأشار المنذري إلى تضعيفه بتصديره إياه بقوله : "روي" . وعلته : أنه من رواية هشام بن أبي هشام عن محمد بن الأسود عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة .
هكذا أخرجه أحمد (2/ 292) ، والبزار (963 - كشف) ، وكذا ابن نصر في "قيام الليل" (ص 187 - هند - المكتبة الأثرية) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 142) ، والباطرقاني في "أماليه" (رقم 8 - نسختي) ، وأبو نعيم في "حديث محمد بن يونس الكديمي" (ق 27/ 1) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (4/ 176) ، والدينوري كما في "المنتقى من المجالسة" (ق 260/ 1-2) ، وابن عساكر في "فضل رمضان" (ق 3/ 1) ، وأبو اليمن ابن عساكر في "أحاديث رمضان" (ق 37/ 1) .
وكتب الحافظ محمد بن عبد الله بن المحب على هامش "فضل رمضان" :
"هو في تاسع "أمالي زرقويه" ، والثالث من "مسند الحارث بن أبي أسامة" ..." .
قلت : هو في "زوائده" (ق 40/ 1) .
وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته هشام هذا - وهو ابن زياد بن أبي يزيد القرشي أبو المقدام - ضعفوه ، واتهمه ابن حبان ، وقال الحافظ :
"متروك" .
ومحمد بن الأسود : هو محمد بن محمد بن الأسود ؛ كذلك وقع عند بعض مخرجي الحديث ، وهو من بني زهرة ، وأمه من ولد سعد ، قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 87) :"روى عن خاله عامر بن سعد ، روى عنه عبد الله بن عون" .
قلت : فهو عندي مجهول . وقال الحافظ :
"مستور" .
احمد ابو انس
2022-02-27, 06:35 PM
قال العلامة المحدث الألباني - رحمه الله تعالى - في ( الضعيفة ) :
5083 - (من قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) .
شاذ بزيادة: "وما تأخر"
https://majles.alukah.net/t39508-2/
احمد ابو انس
2022-02-27, 06:36 PM
https://majles.alukah.net/t39508-2/
احمد ابو انس
2022-02-27, 07:02 PM
5400 - ( شهر رمضان شهر أمتي ، ترمض فيه ذنوبهم ، فإذا صامه عبد مسلم ، ولم يكذب ، ولم يغتب ، وفطره طيب ؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف جداً
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (ص 228) عن الحاكم معلقاً عليه بسنده إلى عصام بن طليق عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، وفيه علتان :الأولى : أبو هارون العبدي متروك ، وتقدم مراراً .
والأخرى : عصام بن طليق ، وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" . وقال ابن معين :
"ليس بشيء" .
والحديث ؛ أورده المنذري في "الترغيب" من رواية أبي الشيخ ، وأشار إلى تضعيفه ، ولفظه :
"إن شهر رمضان شهر أمتي ، يمرض مريضهم فيعودونه ، فإذا صام مسلم لم يكذب ، ولم يغتب ، وفطره طيب ، سعى إلى العتمات محافظاً على فرائضه ؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها" .
وتعقبه الحافظ إبراهيم الناجي في "عجالة الإملاء" (124/ 1) بما خلاصته : أن عزوه لأبي الشيخ وهم ، وإنما هو في "مسند الفردوس" وغيره .
قلت : قد سقت الحديث بلفظ "المسند" . وبمقابلته باللفظ المعزو لأبي الشيخ ؛ يظهر أن بينهما فرقاً جلياً ؛ فإن في كل منهما من الزيادة ما ليس في الآخر ، فإن ثبت الوهم - وهذا ما أستبعده - ؛ فهو وهم في المتن أيضاً . والله أعلم .
ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى ؛ يرويه محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي : حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي عن عمرو بن محمد الأصبهاني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به . وقال : ... الحديث بطوله.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 28) في ترجمة (عمرو بن محمد الأصبهاني) ، وقال :"يروي عن زيد بن أسلم ، وأراه صحفه بعض الرواة ، وهو عندي (عمر بن محمد بن صبهان)" .
قلت : وهذا ؛ قال الذهبي في "المغني" :
"ساقط . قال أبو زرعة : واه" .
والآفة : من الراوي عنه (محمد بن إبراهيم الشامي) ؛ فإنه كذاب ؛ كما قال الدارقطني ، ولعله الذي صحف اسم شيخ شيخه عمداً ! وقال الحاكم :
"روى عن الوليد بن مسلم وسويد بن عبد العزيز أحاديث موضوعة" . وقال ابن حبان :
"يضع الحديث على الشاميين" .
ورأيت الحديث في "الدر المنثور" (1/ 188) برواية أبي الشيخ مثل لفظ "الترغيب" ؛ ومن الظاهر أنه نقله منه !
احمد ابو انس
2022-02-27, 07:24 PM
5468 - ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ؛ نظر الله إلى خلقه ، وإذا نظر الله إلى عبد ؛ لم يعذبه أبداً ، ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار ، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين ؛ أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله ، فإذا كانت ليلة الفطر ؛ ارتجت الملائكة ، وتجلى الجبار بنوره - مع أنه لا يصفه الواصفون - ؛ فيقول للملائكة - وهم في عيدهم من الغد - : يا معشر الملائكة - يوحي إليهم - ! ما جزاء الأجير إذا أوفى عمله ؟ فتقول الملائكة : يوفى أجره . فيقول الله تعالى : أشهدكم أني قد غفرت لهم ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (180/ 1) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 189-190) من طريق حماد بن مدرك : حدثنا عثمان ابن عبد الله الشامي : حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال ابن الجوزي عقبه :
"هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفيه مجاهيل ، والمتهم به عثمان ابن عبد الله ؛ قال ابن عدي : حدث بمناكير عن الثقات ، وله أحاديث موضوعة . وقال ابن حبان : يضع على الثقات" .
قلت : وحماد بن مدرك ؛ لم أجد له ترجمة ، والظاهر أنه من المجاهيل الذين أشار إليهم ابن الجوزي ، وقد أقره السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (2/ 100-101) .
ومع هذا كله ؛ أورد المنذري هذا الحديث في "ترغيبه" (2/ 68-69) من رواية الأصبهاني هذه ! وذلك من تساهله الذي حملني على جعل كتابه إلىقسمين : "صحيح الترغيب" و "ضعيف الترغيب" ؛ وقد شرحت تساهله هذا في مقدمة "الصحيح" بما لا تجده في غيره ، وقد تم طبع المجلد الأول منه ، يسر الله لنا طبع سائرها مع "الضعيف" (1) .
احمد ابو انس
2022-02-27, 07:26 PM
5469 - ( إذا كان أول ليلة من رمضان ؛ فتحت أبواب السماء ؛ فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان .
فليس من عبد مؤمن يصلي ليلة ؛ إلا كتب الله له ألفاً وخمس مئة حسنة بكل سجدة ، ويبنى له بيت في الجنة من ياقوتة حمراء ، لها ستون ألف باب [لكل باب] منها قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء .
فإذا صام أول يوم من رمضان ؛ غفر له ما تقدم إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان .
ويستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب ، وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمس مئة عام ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع
أخرجه البيهقي في "الشعب" (3/ 314/ 3635) ، والأصبهاني في "الترغيب" (180/ 1) من طريق محمد بن مروان السدي عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة العبدي وعن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : والسدي هذا - وهو الصغير - متهم بالكذب .
ولست أدري لماذا لم يورد ابن الجوزي حديثه هذا في "الموضوعات" ؟! وقد أورد له حديثاً في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ وقال فيه :
"كذاب" ؛ كما تقدم برقم (203) ؛ فلعله لم يقف عليه .
وقد أساء المنذري بإيراده إياه في "الترغيب" (2/ 66-67) دون أن يبين حال راويه ؛ فإنه لم يزد على قوله :
"رواه البيهقي ، وقال : "قد روينا في الأحاديث المشهورة ما يدل على هذا ، أو لبعض معناه" . كذا قال رحمه الله" !!
وكأن المنذري أشار إلى نقد كلام البيهقي ؛ فإنه ليس في الأحاديث المعروفة ما في هذا إلا الفقرة الأولى ؛ فإنها في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة نحوه .
وقنع المنذري بالإشارة إلى تضعيفه فقط !
وقلده المعلقون الثلاثة ، فصرحوا بأنه "ضعيف" ؛ مع أنهم عزوه للبيهقي والأصبهاني بالأرقام ! ولا يحسنون إلا هذا :
كالعيس في البيداء يقتلها الظما * * * والماء فوق ظهورها محمول .
احمد ابو انس
2022-02-27, 07:28 PM
5803 - ( لو أذن الله للسماوات والأرض أن يتكلما ، لبشرتا صائمي رمضان بالجنة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
ذكره السيوطي في (( الجامع الكبير )) من رواية الخطيب في (( المتفق ))عن أبي هدبة عن أنس .قلت : وسكت عنه ! فأساء ؛ لأن أبا هدبة مشهور بأنه كذاب وضاع ، وبخاصة أن ابن الجوزي أورده في الموضوعات من ثلاثة طرق - هذه أولها - ، وقال :
(( هذا حديث لا يصح ، والمتهم به إبراهيم بن هدبة ، قال ابن عدي : حدث عن أنس بالبواطيل . وقال ابن حبان : دجال من الدجالين ، يضع على أنس . . . )) .
وأقره السيوطي في (( اللآلي )) ( 2 / 103 ) ، وقال :
(( ابن هدبة كذاب )) .
والطريق الثاني : عن عبد السلام بن عبد الله المذحجي : حدثنا أبو عمروعن أنس به .
أخرجه العقيلي في (( الضعفاء )) ( 3 / 68 ) ، ومن طريقه ابن الجوزي . وقال العقيلي - وأقره ابن الجوزي - :
(( إسناد مجهول ، [ وحديث ] غير محفوظ )) . وقال الذهبي في ( الميزان )) :
(( عبد السلام ؛ لا يدرى من هو ، ولا شيخه )) .
وسقطت هذه الترجمة من (( اللسان )) ، وليس لها ذكر في (( التهذيب )) .
وأما الطريق الثالث : فهو من رواية نافع بن عبد الله عن أنس به .
أخرجه ابن عدي في ترجمة نافع السلمي أبي هرمز ( 7 / 2513 ) بسند صحيح عنه . فهو آفته ، وقد عرفت أنه متروك متهم من الحديث الذي قبله ، وقال ابن الجوزي - ووافقه السيوطي - :(( والظاهر أنه سرقه من إبراهيم )) .
احمد ابو انس
2022-02-27, 07:40 PM
5994 - ( كان لا يرى بَأْساً بِقَضَاء رمضان . في عشر ذي الحجة ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف .
أخرجه الطبرانيّ في " المعجم الأوسط " ( 2 / 42 / 1 - 2 / 5729 ) قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال : نا إبراهيم بن إسحاق الصيني قال : ثَنَا قيس بن الربيع عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر مَرْفُوعًا . وقال الطبرانيّ :
" لا يروى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به إبراهيم بن إسحاق " .
قلت : وهو متروك ؛ كما قال الدارقطنيّ .
وشيخه قيس بن الربيع ؛ ضعيف من قبل حفظه ، فالحمل فيه على الصيني أولى ، وفي ترجمته أورده الذهبي في " الميزان " ، وقال :
" لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد " .
قلت : رواه مرة بلفظ :
" كان إذا فاته شيء من رمضان ؛ قضاه في عشر ذي الحجة " .
أخرجه الطبرانيّ في " الصغير " : ثَنَا محمد بن أحمد بن نصر أبو جعفرالترمذي الفقيه : ثَنَا إبراهيم بن إسحاق الصيني به .
احمد ابو انس
2022-02-27, 07:45 PM
5997 - ( كان إذا دَخَلَ العشر الأواخر من رمضان ؛ طوى فراشه ، [ وشد مِئْزَره ] ، واعتزل النساء ، وَجَعَلَ عشاءه سحوراً ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر بهذا التمام .
أخرجه الطبرانيّ في " المعجم الأوسط " ( 2 / 4 / 5783 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 2 / 800 ) - والزيادة له - مِنْ طريق حفص ابن واقد البصري عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس مَرْفُوعاً . وقالا :
" لم يروه عن هشام إلا حفص بن واقد " . وقال ابن عدي :
" وبعض متنه قد شورك فيه حفص ، وبعض المتن لا يرويه غيره ، ولم أر له أنكر من هذا الحديث واللذين قبله ، وليس له من الحديث إلا شيء يسير " . وأورده الذهبي في " الضعفاء " ، وقال :
" قال ابن عدي : له أحاديث منكرة " .
وبهذا أعله اَلْهَيْثَميّ في " المجمع " ( 3 / 174 ) .
قلت : وأصل الحديث صحيح ، وهو الذي أشار إليه ابن عدي ، وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل اَلْعَشْر ؛ شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله " .
أخرجه الشيخان - واللفظ للبخاري ( رقم 991 / مختصره ) - .
احمد ابو انس
2022-02-27, 07:58 PM
6178 - ( تكون هدَّةٌ في شهر رمضان ، توقِظُ النائم ، وتُفزع اليقظان ،
ثم تظهر عصابة في شوال ، ثم تكون معمعة في ذي القعدة ، ثم يُسلب
الحاج في ذي الحجة ، ثم تنتهك المحارم في المُحرم ، ثم يكون موت في
صَفَرٍ ، ثم تتنازع القبائل في الربيع ،ثم العجب كل العجب ، بين
جمادى ورجب ، ثم ناقة مُقْتَبَة خير من دَسْكَرةٍ ، تُقِلُّ مائة ألف ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن " (ق 160/1) ، ومن طريقه أبو
عبد الله الحاكم (4/517 - 518) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " (2/199) قال :
حدثنا ابن وهب عن مسلمة بن علي عن قتادة عن ابن المسيب عن أبي هريرة ...
مرفوعاً . وقال الحاكم :
"حديث غريب المتن ، ومسلمة ظن لا تقوم به الحجة" . وقال الذهبي :
"قلت : ذا موضوع ، ومسلمة ساقط متروك" . وقال في ترجمة مسلمة من
"الميزان " :
"هذا منكر ، ومسلمة لم يدرك قتادة" .
قلت : وابن حماد نفسه ضعيف ، واتهمه بعضهم ، وقد روي هذا الحديث
بأسانيد أخرى ، لكن النسخة المصورة التي عندي سيئة جداً لا يمكن قراءتها في
النصف الأول منها إلا بصعوبة .
وقد ساقها السيوطي في "اللآلي " (2/387 - 388) ، وكلها معلولة ، بعضها مطول ، وبعضها مختصر ، وأطولها من حديث ابن مسعود ، وقد سكت عنه - مع
أنه لم يسق سنده لننظر فيه -! وعزاه في "كنز العمال " (14/569/39627) لـ
(نعيم ، ك) ، وعزوه لـ (ك) أظنه وهماً لعله من الناسخ أو الطابع . والله أعلم .
وقد روي من طريقين آخرين عن أبي هريرة :
الأولى : عن علي بن الحسين الموصلي قال : حدثنا عنبسة بن أبي صغيرة
الهمداني عن الأوزاعي قال : حدثني عبد الواحد بن قيس قال : سمعت أبا
هريرة قال : ... فذكره بنحوه ، دون قوله : "ثم يكون موت في صفر" ، وزاد :
"وهو عند انقطاع ملك هؤلاء" . قالوا : يا رسول الله! من هم ؟ قال :
"الذين يكونون في ذلك الزمان " .
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/2) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات "
(3/ 190 - 191) ، وقال العقيلي :
"ليس لهذا الحديث أصل من حديث ثقة ، ولا من وجه يثبت " .
قلت : أورده في ترجمة عبدالواحد بن قيس هذا ، وروى عن يحيى بن سعيد
أنه قال فيه :
"كان شبه لا شيء" .
قلت : هو مختلف فيه ؛ فقد وثقه ابن معين وغيره ، وضعفه آخرون ، ولذا قال
الحافظ في "التقريب" :
"صدوق له أوهام ومراسيل " .
وأما الذهبي فقد جزم بضعفه ؛ فإنه أورده في "المغني في الضعفاء" ، واعتمد فيه على قول يحيى بن سعيد المتقدم ، وقال في "الكاشف " :
"منكر الحديث " .
ومع ذلك كله فقد انتقد في "ميزانه" العقيلي ؛ لأنه ساق في ترجمته هذا
الحديث فقال :
"قلت : هذا كذب على الأوزاعي ، فأساء العقيلي في كونه ساق هذا في ترجمة
عبدالواحد ، وهو بريء منه ، وهو لم يلق أبا هريرة ؛ إنما روايته عنه مرسلة ... " . ثم
حكى الخلاف فيه .
وبه أعل ابن الجوزي الحديث ، فقال :
"هذا ، موضوع على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... " .
ثم ذكر قول يحيى في عبدالواحد ، وقول العقيلي في الحديث ، وأنه لا أصل
له ، ولم يُبد له علة أخرى ، وقد عرفت من كلام الذهبي المتقدم أنه منقطع بين
عبدالواحد وأبي هريرة . وهو الذي جزم به غير واحد من المتقدمين ، مع أنه قد
صرح بسماعه منه في هذا الحديث - كما رأيت -! وفي ذلك دليل واضح على
عدم اعتمادهم عليه في ذلك ، وذلك يعود إما إلى عبدالواحد نفسه " لأنه لا يوثق
بحفظه ، وإما إلى وهم أحد رجال إسناده عليه - وهذا محتمل - ، فإن اللذين دون
الأوزاعي لم أجد لهما ترجمة .
والطريق الأخرى : عن نوح بن قيس قال : نا البختري بن عبدالحميد عن
شهر بن حوشب عن أبي هريرة ... مرفوعاً ؛ مختصراً بلفظ :
"في شهر رمضان الصوت ، وفي ذي القعدة تميز القبائل ، وفي ذي الحجة
يسلب الحاج" .قلت : وسلمة هذا : لا بأس به - كما قال ابن أبي حاتم (1/2/1/164) عن
أبيه - .
وخالد بن سلام : ذكره ابن أبي حاتم (1/2/336) برواية اثنين آخرين عنه ،
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأما عنبسة القرشي : فيغلب على ظني أنه عنبسة بن عبد الرحمن بن سعيد
ابن العاص القرشي الأموي ؛ فإنه من هذه الطبقة ، واللائق به هذا الحديث
المنكر ، وهو متفق على ضعفه ؛ بل قال أبو حاتم :
"متروك الحديث ، كان يضع الحديث " .
ولخالد بن سلام إسناد آخر بزيادة في المتن طويلة منكرة ، لا بد لي من سياقه
والكلام على إسناده في الحديث التالي :
6179 - ( يَكُونُ فِي رَمَضَانَ صَوْتٌ , قَالُوا: فِي أَوَّلِهِ أَو فِي وَسَطِهِ أَو
فِي آخِرِهِ؟ قَالَ:
لا ؛ بَلْ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ ، إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ؛
يَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يُصْعَقُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُخْرَسُ سَبْعُونَ أَلْفاً.
وَيُعْمَى سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُصِمُّ سَبْعُونَ أَلْفاً . قَالُوا: فَمَنِ السَّالِمُ مِنْ أُمَّتِكَ؟
قَالَ: مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ ، وَتَعَوَّذَ بِالسُّجُودِ ، وَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ .
ثُمَّ يَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَرُ . وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ صَوْتُ جِبْرِيلَ ، وَالثَّانِي
صَوْتُ الشَّيْطَانِ .
فَالصَّوْتُ فِي رَمَضَانَ ، وَالمَعْمَعَةُ فِي شَوَّالٍ ، وَتُمَيَّزُ الْقَبَائِلُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وَيُغَارُ عَلَى الْحُجَّاجِ فِي ذِي الْحِجَّةِ ، وَفِي الْمُحْرِمِ ، وَمَا الْمُحْرَّمُ؟
أَوَّلُهُ بَلاءٌ عَلَى أُمَّتِي ، وَآخِرُهُ فَرَحٌ لأُمَّتِي ، الرَّاحِلَةُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ
بِقَتَبِهَا يَنْجُو عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ لَهُ مِنْ دَسْكَرَةٍ تَغُلُّ مِائَةَ أَلْفٍ ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/332/853) ، ومن طريقه
ابن الجوزي في "الموضوعات ، (3/ 191) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك : ثنا
إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن فيروز الديلمي ...
مرفوعاً . وقال ابن الجوزي :
"هذا حديث لا يصح ، قال العقيلي : عبد الوهاب ليس بشيء . وقال ابن حبان :
كان يسرق الحديث ؛ لا يحل الاحتجاج به . وقال الدارقطني : منكر الحديث . وأما
إسماعيل : فضعيف . وعبدة لم ير فيروزاً ، وفيروز لم ير رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وقد روى
هذا الحديث غلام خليل عن محمد بن إبراهيم البياضي عن يحيى بن سعيد
العطار عن أبي المهاجر عن الأوزاعي ، وكلهم ضعاف في الغاية ، وغلام خليل
كان يضع الحديث " .
وأقول : إسماعيل بن عياش بريء الذمة من هذا الحديث ؛ لأنه ثقة في نفسه ،
وصحيح الحديث في روايته عن الشاميين ، وهذه منها ؛ لأن الأوزاعي هو إمام أهل
الشام في زمانه ، وإنما العهدة فيه على ابن الضحاك ؛ فقد كان يضع الحديث - كما
قال أبو داود - ، وقد أشار إلى ما ذكرت الإمام الدارقطني فقال :
"له عن إسماعيل بن عياش وغيره مقلوبات وبواطيل " . وقال الهيثمي في
" المجمع " (7/ 310) :
"رواه الطبراني ، وفيه عبد الوهاب بن الضحاك ، وهو متروك " . قلت : لكن قد روي من غيرطريقه ؛ فرواء علي بن معبد : حدثنا خالد بن
سلام عن يحيى الدُّهني عن أبي المهاجر عن عبد الرحمن بن عمر عن عبدة بن
أبي لبابة عن ابن الديلمي قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره .
أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن " (ق 83/2 - 84/ 1) .
قلت : وهذا إسناد لا تقوم به حجة ؛ خالد بن سلام مجهول ، لم يرو عنه غير
اثنين - كما تقدم في الحديث الذي قبله - .
ويحيى الدهني : لم أعرفه بهذه النسبة ، وأخشى أن تكون خطأ من الناسخ ؛
ولا أستبعد أن يكون يحيى هو ابن سعيد العطار المتقدم في كلام ابن الجوزي ؛
لأنه هنا من روايته عن أبي المهاجر كما هناك .
فإن كان كذلك ؛ فالسند ضعيف جداً ، لأن يحيى بن سعيد هذا قد ضعفه
الجمهور ؛ بل قال ابن حبان في "الضعفاء (3/123) :
"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، والمعضلات عن الثقات " .
ثم قال علي بن معبد : حدثنا خالد بن سلام عن يحيى الدهني عن حجاج
عن الأحوص عن كثير بن مرة عن كعب قال : تكون في رمضان ... الحديث
نحوه .
أخرجه الداني أيضاً (ق 9/2) .
قلت : إسناد مقطوع موقوف على كعب ، وخالد ويحيى عرفت حالهما ،
وحجاج يحتمل أنه ابن أرطاة ، وهو مدلس ، والأحوص كثير ، ولم يتبين لي
أيهم هو .
احمد ابو انس
2022-02-27, 08:01 PM
6188 - ( خيرة الله من الشهور شهر رجب، وهو شهر الله ، مَن عظّم
شهر الله رجب ؛ عظم أمر الله ، ومن عظم أمر الله ؛ أدخله جنات النعيم ،
وأوجب له رضوانه الأكبر .
وشعبان شهري ، فمن عظم شعبان ؛ فقد عظم أمري ، ومن عظم
أمري ؛ كنت له فرطاً وذخراً يوم القيامة .
وشهر رمضان شهر أمتي ، فمن عظم شهر رمضان وعظم حرمته ،
ولم ينتهكه ، وصام نهاره ، وقام ليله ، وحفظ جوارحه ؛ خرج من
رمضان وليس عليه ذنب يطلبه الله به ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه البيهقي (3/374/3813) من طريق نوح بن أبي مريم عن
زيد العمي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره ،
وقال :
"هذا إسناد منكر بمرة ، وقد روي عن أنس غير هذا ، تركته ؛ فقلبي نافر عن رواية المناكير التي أتوهمها ، لا ؛ بل أعلمها موضوعة " .
وبهذا الإسناد أخرجه البيهقي أيضاً في "فضائل الأوقات " (10/ 94) ، وقال :
"هذا منكر بمرة" .
وتعقبه الحافظ في "تبيين العجب " (ص 37 - طبع المكتبة الحديثية) :
"قلت : بل هو موضوع ظاهر الوضع ؛ بل هو من وضع نوح الجامع " .
قلت : كلام البيهقي في "الشعب " لا ينافي حكم الحافظ بالوضع ؛ بل هو
ظاهر فيه . والله أعلم .
ثم إن في الإسناد ثلاثة ضعفاء : يزيد الرقاشي ، وزيد العمي ، ونوح بن أبي
مريم ، وهذا أشدهم ضعفاً ؛ فإنه كذاب وضاع مشهور بذلك - كما تقدم مراراً - ،
وتقدمت له أحاديث .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير" من رواية البيهقي في "الشعب " ،
وقال :
"وقال : إسناده منكر"!
وكان عليه أن يذكر كلامه بتمامه ؛ فإنه أدل على حال إسناده . وعزاه إلى
البيهقي في "الدر" (3/226) ولم يقل في "الشعب " ، وقال :
"وقال : إنه منكر بمرة" .
وهذا أقرب إلى الصواب مما ذكر في "الجامع " . والله أعلم .
احمد ابو انس
2022-02-27, 08:05 PM
- ( من كان عليه من رمضانَ شيءٌ ، فأدركَه رمضانُ ، فلم
يَقْضِهِ ، لم يُقْبَلْ منه ، وإن صلى تطوعاً وعليه مكتوبةٌ ، لم تُقْبَل منه ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر .
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (2/519) من طريق عبد الله بن واقد :
حدثنا حيوة بن شريح عن أبى الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبى هريرة مرفوعاً .
أورده في ترجمة ابن واقد هذا - وهو أبو قتادة الحراني - وقال :
"كان من عباد أهل الجزيرة وقرائهم ، غلب عليه الصلاح ، حتى غفل عن
الاتقان ، فكان يحدث على التوهم ، فيرفع المنا كير والمقلوبات فيما يروي عن
الثقات ، لا يجوز الا حتجاج بخبره " .
وقال الذهبي في "المغني":
"مشهور بالحديث والزهد ، قال أبو حاتم : ذهب حديثه . وقال الدارقطني وغيره :
ضيعف . وأما أحمد فقال : ما به بأس ، وربما أخطأ . وقال البخاري : تركوه" .
ولذلك أورده ابن طاهر المقدسي في "تذكرة الموضوعات" (ص 94) .
احمد ابو انس
2022-02-27, 08:08 PM
6471 - ( إِذَا كَانَتْ صَيْحَةٌ فِي رَمَضَانَ ؛ فَإِنَّهُ يَكُونُ مَعْمَعَةٌ فِي
شَوَّالٍ ، وَتَمْيِيزُ الْقَبَائِلِ فِي ذِيِ الْقَعْدَةِ ، وَتُسْفَكُ الدِّمَاءُ فِي ذِيِ الْحِجَّةِ .
وَالْمُحَرَّمِ وَمَا الْمُحَرَّمُ ؟ ( يَقُولُهَا ثَلَاثاً ) ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، يُقْتَلُ النَّاسُ فِيهَا
هَرْجاً هَرْجاً .
قُلْنَا : وَمَا الصَّيْحَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :
هَدَّةٌ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ جُمُعَةٍ ؛ فَتَكُونُ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ ،
وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ ، وَتُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهِنَّ فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ ، فِي سَنَةٍ
كَثِيرَةِ الزَّلَازِلِ.
فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ؛ فَادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ ، وَاغْلِقُوا
أَبْوَابَكُمْ ، وَسُدُّوا كُوَاكُمْ ، وَدِثِّرُوا أَنْفُسَكُمْ ، وَسُدُّوا آذَانَكُمْ ، فَإِذَا
أحسَسْتُمْ بِالصَّيْحَةِ فَخِرُّوا لِلَّهِ سُجَّداً ، وَقُولُوا : سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ ، سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ ، رَبُّنَا الْقُدُّوسُ ؛ فَإِنَّه مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ؛ نَجَا ، وَمَنْ لَمْ
يَفْعَلْ ذَلِكَ ؛ هَلَكَ ) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه نعيم بن حماد في كتابه "الفتن" (1/228/738) : حَدَّثَنَا
أَبُو عُمَرَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ... فذكره .
قلت : وهذا متن موضوع ، وإسناده واهٍ مسلسل بالعلل :
الاولى / المؤلف نفسه ؛ نعيم بن حماد ، فإنه مع كونه من أئمة السنة والمدافعين
عنها ، فليس بحجة فيما يرويه ، فقال النسائي :
"ليس بثقة " .
واتهمه بعضهم بالوضع . والحافظ الذهبي مع صراحته المعهودة ، لم يستطع أن
يقول فيه - بعد أن ذكر الخلاف حوله - إلا :
"قلت : ما أظنه يضع " !
الثانية : شيخه أبو عمر - وهو : الصفار : كما وقع له في غير هذا الحديث - ،
واسمه : حماد بن واقد ، وهو ضعيف ، بل قال البخاري :
"منكر الحديث ".
الثالثة : ابن لهيعة ، وهومعروف بالضعف بعد احتراق كتبه .
الرابعة : عبد الوهاب بن حسين : لا يعرف إلا بهذا الإسناد الواهي ، وقد ذكر
له الحاكم حديثاً آخر من طريق نعيم بن حماد : ثنا ابن لهيعة عنه بإسناده المتقدم
عن ابن مسعود مرفوعاً في خروج الدابة بعد طلوع الشمس من مغربها ، فإذا خرجت ؛ لطمت إبليس وهو ساجد ... الحديث ، وفيه مناكير كثيرة ، حتى قال
الحاكم نفسه :
"أخرجته تعجباً إذ هو قريب مما نحن فيه ".
والشاهد أنه قال عقبه (4/522) :
"محمد بن ثابت بن أسلم البناني من أعز البصريين وأولاد التابعين ؛ إلا أن
عبد الوهاب بن حسين مجهول " . وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : ذا موضوع ، والسلام ".
وقد ترجم الحافظ في "اللسان" لعبد الوهاب هذا بقول الحاكم المذكور ، وتعقب
الذهبي إياه ، وأقرّه .
الخامسة : محمد بن ثابت البناني : ضعيف اتفاقاً ؛ فلا أدري كيف مشَّاه الحاكم ؟!
السادسة : الحارث الهمداني - وهو : الأعور - : ضعيف أيضاً ، وقد اتهمه بعضهم
بالكذب .
وبالجملة ؛ فهذا الإسناد بهذه البلايا والعلل الست إسنادٌ هالك ، والمتن مركب
موضوع بلا شك ، ليس عليه حلاوة وكلام النبوة ؛ بل إن يد الصنع والتكلف عليه
ظاهرة . وقد تداوله لعض الرواة الضعفاء قديماً ، يزيدون في متنه وينقصون منه
حسب أهوائهم ، وركبوا أسانيد عن أبي هريرة وغيره ، وقد خرجتهما فيما تقدم
(6178 و 3179) .
هذا . ولقد كان الداعي إلى تخريج هذا الحديث ، والكشف عن علله أنه كثر
سؤال الناس عنه في أول أسبوع من شهر رمضان المبارك الحالي لسنة (1414) ، ولما
سألت عن السبب ؟ قيل : بأن أحد الخطباء الصوفيين خطب الناس به ، وأنذرهم بوقوع ما جاء فيه ليلة الجمعة (15) من الشهر الجاري ، أي بعد أربعة أيام من
تحريره ، وسيعلم الناس قريباً - إن شاء الله - كذبه ؛ ليأخذوا منه درساً ، ويعرفوا أنه
ليس كل من خطب فهو عالم ، وأنه ليس كل من حدث بحديث أو أكثر فهو
محدث ! ولله في خلقه شؤون .
وها نحن الآن في يوم السبت التالي ليوم الجمعة المشار إليه ، ولم يقع فيه
أي شيء مما ذكر الحديث : صيحة أو هدة توقظ النائم ، ولا خرجت العواتق
من الخدور ،ولا أحد من المصلين سدوا كواهم ، ودثروا أنفسهم ، وسدوا آذانهم .
ما أحد فعل شيئاً من ذلك ، حتى ولا ذاك الكذاب الكبير الذي أذاع هذا
الحديث والجهلة الذين تلقوه عنه وساعدوه على إذاعته ، حتى هؤلاء ما أظن أن
أحداً فعل ذلك .
نعم . لقد وقعت مصيبة كبيرة على المصلين في (مسجد الخليل) في الضفة
الغربية ؛ فقد هاجم جماعة مسلحون بالرشاشات (الأتوماتيكية) من اليهود ،
الشاجدين في صبيحة يوم الجمعة ؛ فقتلوا منهم العشرات ، وجرحوا المئات .
ثم لا شيء بعد ذلك سوى الخطب الحماسية ، والاحتجاجات السياسية لدى
الأمم المتحدة ، من الدول الإسلامية ، والتظاهرت من بعض شعوبها . ولا حول ولا
قوة إلا بالله .
ولا أدري إذا كان لنشر هذا الحديث عن يوم الجمعة ، وفتنة اليهود فيه أية
علاقة بينهما .
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأنباء من لم تزود
احمد ابو انس
2022-02-27, 08:10 PM
6599 - ( انبسطُوا في النفقة في شهر رمضان، فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان " ( 52/ 24 ) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن صخرة بن حبيب وراشد بن سعد مرفوعاً.
قلت: وهذا مع إرساله ضعيف، لحال أبي بكر بن أبي مريم، فإنه كان اختلط، ولذلك ضعفوه، بل قال الدارقطني:
"متروك".
وساق له الذهبي في "الميزان " بعض المنكرات.
احمد ابو انس
2022-02-27, 08:11 PM
6636 - ( كان إذا دخل رمضان ؛ تغير لونه، وكثرت صلاته، وابتهل في الدعاء، وأشفق منه (1)).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 3/ 310/ 3625 ) من طريق عبد الباقي بن قانع: ثنا أحمد بن علي الخراز: ثنا محمد بن عبد الحميد التميمي:
ثنا أبو داود: ثنا قرة بن خالد عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة قالت:... فذكره.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ إلا من دون ( أبي داود ) - وهو: الطيالسي - ؛ فإن محمد بن عبد الحميد التميمي لم أجد له ترجمة ؛ غير أن الراوي عنه ( أحمد ابن علي الخراز ) - ووقع في الأصل: ( الجرار ) ؛ خطأ، وهو ثقة - ؛ كما قال الدارقطني، والخطيب في "التاريخ " ( 4/ 303 ).
وأما ( عبد الباقي بن قانع ) ؛ فقال الذهبي في " المغني ":
"... الحافظ. قال الدارقطني: كان يحفظ ؛ لكن كان يخطئ ويصر. وقال البرقاني: هو عندي ضعيف، ورأيت البغداديين يوثقونه. وقال أبو الحسن بن الفرات: حَدَث به اختلاط قبل موته بسنتين ".
قلت: وبه أعله المناوي.
__________
(1) كذا الأصل: وفي " الجامع الصغير ": " وأشفق لونه ". وشرحه المناوي بقوله: " أي: تغير حتى يصير كلون الشفق. وهذا لولا غرض الإطناب ؛ كان يغني عنه قوله: ( تغير لونه )،. والله أعلم.
احمد ابو انس
2022-02-28, 12:11 PM
6768 - ( لا تقولوا: ( رمضان ) ؛ فإن ( رمضان ) اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا: شهر رمضان ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
باطل.
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 7/ 53 )، والبيهقي في " السنن الكبرى " ( 4/ 201 )، والديلمي في " مسند الفردوس " ( 3/ 159 ) من طريق أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال البيهقي:
" وأبو معشر هو نجيح السندي، ضعفه يحيى بن معين، وكان يحيى القطان لا يحدث عنه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه، والله أعلم، وقد قيل: عن أبي معشرعن محمد بن كعب من قوله، وهو أشبه ".
ثم ساق إسناده إلى أبي معشر به، وقال:
" وروي ذاك عن مجاهد والحسن البصري، والطريق إليهما ضعيف ".
وأقول: كل ذلك منكر جداً ؛ لأن أسماء الله توقيفية، وهؤلاء الأئمة أجل من أن يقولوا ذلك ؛ ولهذا فإني أشك في ثبوت مثله عن أحد من السلف، فقول ابن أبي حاتم عن أبيه في كتابه " العلل " ( 1/ 250 ):
" هذا خطأ، إنما هو قول أبي هريرة"! ففيه شيء لا أدري ما هو؟
ثم رأيت ما كشف لي عن العلة، وهي أن مدار الموقوف على أبي هريرة على أبي معشر أيضاً، فقال ابن أبي حاتم في " تفسير سورة البقرة " ( 1/ 118/ 1 ):
حدثنا أبي: ثنا محمد بن بكار بن الريان: ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب وسعيد عن أبي هريرة: قالا لا تقولوا... الحديث، هكذا ذكره موقوفاً. وكذلك ذكره ابن كثير في" التفسير " ( 1/ 216 ) من رواية ابن أبي حاتم. وهذا مما يؤكد نكارته وعدم حفظ أبي معشر إياه، فتارة يرويه عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعاً، وتارة موقوفاً عليه، وأخرى يجعله من قول محمد بن كعب.
والمقصود ؛ أن رواية ابن أبي حاتم هذه قد كشفت لي ما كان خافياً، وهو أن قول أبي حاتم المتقدم:
" إنما هو من قول أبي هريرة " تساهل منه غير معروف عنه، ما دام أن راويه هو أبو معشر نفسه، وهو مما اتفقوا على ضعفه، وقد عقب عليه ابن كثير بقوله:
" هو نجيح بن عبد الرحمن المدني إمام المغازي والسير، ولكن فيه ضعف، وقد أنكره عليه الحافظ ابن عدي، وهو جدير بالإنكار ؛ فإنه متروك، وقد وهم في رفع الحديث ( ! )، وقد انتصر البخاري رحمه الله في كتابه لهذا، فقال: " باب يقال:
رمضان " وساق أحاديث في ذلك منها: من صام رمضان إيماناً واحتساباً ؛ غفر له ما تقدم من ذنبه. ونحو ذلك ".
قلت: وقد أنكره أيضاً الذهبي، فذكره في جملة ما أنكر على أبي معشر، وصرح الحافظ في " الفتح " ( 4/ 113 ) بأنه:
" حديث ضعيف ". والصواب قول ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/187 ):
" هذا حديث موضوع لا أصل له، وأبو معشر: كان يحيى بن سعيد يضعفه ولا يحدث عنه، ويضحك، إذا ذكره، وقال يحيى بن معين:" إسناده ليس بشيء".
قلت: ولم يذكرأحد في أسماء الله ( رمضان )، ولا يجوز أن يسمى به إجماعاً، وفي" الصحيحين " من حديث أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: إذا دخل رمضان ؛ فتحت أبواب الجنة ".
وقد روى ناشب بن عمرو بإسناد له عن ابن عمر مرفوعاً نحوه.
أخرجه تمام في " الفوائد " ( 2/ 162/ 551 - الروض البسام ) بإسناده عنه.وهو منكر الحديث - كما قال البخاري -.
احمد ابو انس
2022-02-28, 12:13 PM
6920 - ( من أصابه جهد في رمضان فلم يفطر، فمات ؛ دخل النار ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 10/ 270 ) من طريق عبد الرحمن ابن يونس السراج: حدثنا بقية بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات ؛ غير بقية بن الوليد، وهو مدلس، وقد عنعنه، فالظاهر أنه تلقاه من بعض شيوخه المجهولين، ثم دلسه.
وعبد الرحمن بن يونس: قال الذهبي، في " الميزان ":
" صدوق معمر... قال الدارقطني وغيره: لا بأس به. وقال الأزدي: لم يصح حديثه. ثم ساق له عن بقية... ".قلت: فكان الأولى بالذهبي أن يذكره في منكرات بقية، ما دام أن الراوي عنه صدوق لا بأس به.
والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 2/ 747 ) للديلمي أيضاً.
احمد ابو انس
2022-02-28, 12:36 PM
6988 - ( إِذَا رَأَيْتُمْ عَمُودًا أَحْمَرَ قِبَلَ الْمَشْرِقِ فِي رَمَضَانَ ؛ فَادَّخِرُوا طَعَامَ سَنَتِكُمْ ؛ فَإِنَّهَا سَنَةُ جُوعُ ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1/ 119/ 371 ): [حدثنا ] أحمد بن رشدين قال: نا زيد بن بشر الحضرمي قال: نا بشر بن بكر قال: حدثتني أم عبد الله ابنة خالد بن معدان عن أبيها عن عبادة بن الصامت
مرفوعاً. وقال: " لم يروه عن أم عبد الله ابنة خالد إلا بشر بن بكر، تفرد به زيد بن بشر".
قلت: وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة ( أم عبد الله ) هذه، قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5/ 35 ):
" رواه الطبراني في " الكبير " و" الأوسط "، وفيه ( أم عبد الله ابنة خالد بن معدان )، ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات ".
قلت: أحمد بن رشدين - وهو: أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري -: ليس منهم ؛ فقد أورده الذهبي في "المغني " وقال:
" قال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه"!
فلعله في " كبير الطبراني" من غير طريقه، والقسم الذي فيه أحاديث ( عبادة ) غير مطبوع منه فيما علمت. والله سبحانه وتعالى أعلم.
احمد ابو انس
2022-02-28, 12:38 PM
6580 - ( إن الله يوحي إلى الحفظة: لا تكتبوا على صُوَّام عبادي بعد العصر سيئة ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
باطل.
أخرجه الخطيب في "التاريخ" ( 6/124 )، والديلمي في "مسند الفردوس" ( 1/128/2 - الغرائب الملتقطة ) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أيوب المخزمي بسنده عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار عن أنس مرفوعاً. وقال الخطيب:
"قال الدارقطني: وهذا باطل، والإسناد كلهم ثقات، - يعني: غير - المخزمي:
ليس بثقة، حدث عن قوم ثقات بأحاديث باطلة".
ولخص هذا الحافظ، فقال في "الغرائب":
"هذا الحديث باطل، وإبراهيم ليس بثقة".
احمد ابو انس
2022-02-28, 04:48 PM
7105 - ( إِنَّ الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ جَمَعَ كَعْبَيْهِ
بوتادِ شَهْرٍ صيَامَهُ وَقَيامَهُ ).
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
منكر.
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 4/ 42/ 4294 ) من طريق جميع بن ثوب الرحبي عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعاً.
قلت: قال الذهبي في "المغني ":
" منكر الحديث. قاله البخاري ".
احمد ابو انس
2022-02-28, 06:34 PM
3811 - (الصيام نصف الصبر، وعلى كل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصيام) .
قال الالباني في السلسة الضعيفة :
ضعيف
رواه ابن ماجه (1/ 531) ، والبيهقي في "الشعب" (3/ 292/ 3577 و 3578) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (13/ 1) عن موسى بن عبيدة، عن جمهان، عن أبي هريرة مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل موسى بن عبيدة؛ وهو متفق على تضعيفه.
والجملة الأولى رويت من طريق أخرى، عن رجل من بني سليم، عند الترمذي (3514) . فانظر "المشكاة" (296) .
احمد ابو انس
2022-03-10, 05:33 PM
981 - حديث أبي ذر أنّ جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّ الله قد قبل وصالك ولا يحل لأحد بعدك.
قال الحافظ: وأما ما رواه الطبراني في "الأوسط": فذكره، فليس إسناده بصحيح فلا حجة فيه" (1)
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3162) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة ثني ثور بن يزيد عن علي بن أبي طلحة عن عبد الملك عن أبي ذر أَنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - واصل بين يومين وليلة، فأتاه جبريل فقال: إنّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - قد قبل وصالك، ولا يحل لأحد بعدك، وذلك بأنّ الله تبارك وتعالى يقول {أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البَقَرَة: 187] ولا صيام بعد الليل، وأمرنى بالوتر بعد الفجر.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ثور إلا يحيى، ولا يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" عن عبد الملك عن أبي ذر ولم أعرف عبد الملك، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 158 وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه يحيى بن حمزة عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن علي عن أبي ذر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - واصل بين يومين فأتاه جبريل فقال: إنّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - قد قبل وصالك، الحديث وقد روى هذا الحديث الوليد عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن من لا يتهم عن عبد الملك عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأيهما أصح؟ قالا: حديث الوليد أصح" العلل 1/ 252
قلت: اختلف فيه على ثور بن يزيد، فرواه الهيثم بن حميد عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن عبد الله بن ذر أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واصل بين يومين وليلة
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة" (1692) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 139)
__________
(1) 5/ 108 (كتاب الصوم- باب الوصال)
الكتاب: أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري
المؤلف: أبو حذيفة، نبيل بن منصور بن يعقوب بن سلطان البصارة الكويتي
المحقق: نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة
احمد ابو انس
2022-03-10, 05:36 PM
1199 - حديث أبي سعيد الخير "إنّ الله لم يكتب الصيام بالليل، فمن صام فقد تَعَنَّى ولا أجر له"
قال الحافظ: ذكره الترمذي في "الجامع" ووصله في "العلل المفرد" وأخرجه ابن السكن وغيره في "الصحابة" والدولابي وغيره في "الكنى" كلهم من طريق أبي فروة الرُّهاوي عن معقل الكندي عن عُبادة بن نُسِي عنه ولفظ المتن مرفوعا: فذكره، قال ابنمنده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الترمذي: سألت البخاري عنه فقال: ما أرى عبادة سمع من أبي سعيد الخير" (1)
ضعيف
قال الحافظ في "الإصابة" (11/ 161): أبو سعد الخير ويقال: أبو سعيد الخير قال ابن السكن: له صحبة، ويقال: اسمه عمرو. وقال أبو أحمد الحاكم: لا أعرف اسمه ولا نسبه. وذكر أنه أبو سعيد الأنماري وليس كذلك فإنّ لهذا حديثين غير الحديث الذي اختلف فيه في الأنماري بل هو أبو سعد أو أبو سعيد فأخرج الترمذي في "العلل المفردة" (1/ 338 - 339) وابن أبي داود في "الصحابة" وأبو أحمد الحاكم عنه من طريق أخرى كلهم من طريق أبي فروة الرهاوي عن معقل الكندي (2) عن عبادة بن نسي عن أبي سعد مرفوعا: فذكر الحديث (3)، قال: وأخرجه الدولابي (4) في "الكنى" (1/ 35) من وجه آخر عن أبي فروة فقال: عن أبي سعد الخير الأنصاري، وفي رواية الحاكم أبي أحمد (5): عن أبي سعد الخير، وأخرجه ابن منده وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الترمذي: سألت محمدا -يعني البخاري- عنه فقال: ما أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير" (6)
قلت: وإسناده ضعيف لضعف أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي، ومعقل الكناني ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا يزيد بن سنان فهو مجهول.
__________
(1) 5/ 105 (كتاب الصوم- باب الوصال)
(2) في "علل الترمذي" الكناني.
(3) لفظ الترمذي "إنّ الله لم يكتب على الليل الصيام، فمن صام فليتعن ولا أجر له".
ولفظ الدولابي "لم يكتب علينا في الليل صيام، فمن شاء فليتعن ولا أجر له"
(4) وكذا ابن عدي (7/ 2725)
(5) وكذا ابن قانع في "الصحابة" (1/ 100) وابن عدي في "الكامل" (7/ 2725)
(6) قال البخاري قبل ذلك: أرى هذا الحديث مرسلا"
الكتاب: أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري
المؤلف: أبو حذيفة، نبيل بن منصور بن يعقوب بن سلطان البصارة الكويتي
المحقق: نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة
احمد ابو انس
2022-03-10, 05:47 PM
3216 - "ليس في الصيام رياء"
قال الحافظ: قال أبو عبيد في "غريبه": حدثنيه شَبابة عن عُقيل عن الزهري: فذكره، يعني مرسلا.
وقد روى الحديث المذكور البيهقي في "الشعب" من طريق عقيل، وأورده من وجه آخر عن الزهري موصولا عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وإسناده ضعيف، ولفظه "الصيام لا رياء فيه، قال الله -عز وجل-: "هو لي وأنا أجزي به" (1) أخرجه أبو عبيد كما في "الشعب" للبيهقي (7/ 190)
عن الليث بن سعد
وهناد في "الزهد" (680)
عن حيوة بن شريح المصري
والبيهقي في "الشعب" (3321)
عن الليث بن سعد وحيوة بن شريح وجابر بن إسماعيل المصري
ثلاثتهم عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب به مرفوعا.
ورواه سهل مولى المغيرة بن أبي الصلت عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "الصيام لا رياء فيه. قال الله: هو لي وأنا أجزي به. يدع طعامه وشرابه من أجلي"
أخرجه البيهقي في "الشعب" (3322)
وسهل مولى المغيرة ضعفه ابن حبان وابن عدي، ومنصور بن عمار أظنه أبو السري قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يقيم الحديث.
مرسل
__________
(1) 5/ 8 (كتاب الصوم- باب فضل الصوم)
الكتاب: أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري
المؤلف: أبو حذيفة، نبيل بن منصور بن يعقوب بن سلطان البصارة الكويتي
المحقق: نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة
احمد ابو انس
2022-08-06, 06:12 PM
https://majles.alukah.net/t163137/#post978545
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.