المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النسخ في القرآن



مجدي فياض
2007-04-03, 02:21 PM
يعترض قوم ممن ينكرون النسخ في القرآن على الاستدلال بآية " ما ننسخ من آية ... " بأمرين :

1- لفظ " آية " مفردة في القرآن لم يرد إلا للأية الكونية دون الشرعية بخلاف لفظ " الآيات " مجموعة قد ترد للآية الشرعية وقد ترد للآية الكونية فيقولون أن المراد بالآية هنا هو الآية الكونية فلا دليل على وجود النسخ في القرآن بهذه الآية

2- قولهم ختم الله عز وجل هذه الآية بقوله " ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير " فقالوا هذه الجملة في ختام الأية تدل على أن المراد أيضا الأيات الكونية وليست الشرعية لأن المناسبة في الأمور الكونية والأيات الكونية بأن الله على كل شيء قدير أليق وأنسب منها من الأمور الشرعية

فهل عند أحد جواب عن هذين الاعتراضين

وجزاكم الله خيرا

آل عامر
2007-04-03, 05:56 PM
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ )
فما هو قولهم في مثل هذه الآية
هل يعني أن الخمر حلالا ؟!!!!

مجدي فياض
2007-04-03, 06:09 PM
بصراحة لم أفهم قصدك أخي الكريم
وما أجد جوابا عن الاعتراضين في كلامك أخي افاضل

أبو مالك العوضي
2008-02-23, 02:23 PM
ابتداء ينبغي أن يقال: إن النقاش مع هؤلاء القوم لا فائدة من ورائه؛ لأنهم مخالفون لإجماع السلف، ومن يعتد به من الخلف.

والجواب عن الاعتراض الأول أن يقال: سلمنا أن الآية قد يراد بها الكونية، فما المانع من حمل الآية هنا على عمومها فتشمل الآية الكونية والآية القرآنية؟
وأيضا عندنا قرينة تدل على أن المراد هو الآية القرآنية، وهي قوله (أو ننسها) فإن النسيان في القرآن يتعلق بالآيات القرآنية لا الآيات الكونية، ولم يعهد في الشرع ولا في كلام العرب أن الآية الكونية تنسى.

والجواب عن الاعتراض الثاني: أن باب المناسبات ضعيف، ولا يصلح في المناقشات والمناظرات، بل ينظر فيه بعد التسليم في المطلوب، ولو سألناهم الآن: آلله قادر على أن ينسخ آية قرآنية أو غير قادر؟ فإن قالوا غير قادر، كابروا وطعنوا في القدرة.
وإن قالوا: قادر، قلنا: فهو على كل شيء قدير، وتشمل قدرته نسخ الآية الكونية والقرآنية.

ويمكن أن يقال لهم جوابات أخرى، غير أن الاشتغال بمثل هذا لا فائدة فيه؛ لأن هذه الشبهات من الضعف بالمكان الواضح.

مجدي فياض
2008-02-23, 03:14 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
وأنا معك أن هذا الموضوع المناقشة فيه قليلة الجدوى
لكن عمدة كلامهم أنهم كما قالوا تصفحوا آيات القرآن فما وجدوا آية بصيغة الإفراد تحمل على الآية الشرعية بل الكونية فقالوا في هذا الموضع تحمل هلى الآية الكونية فقط كما هو غالب استعمالات القرآن فهم معترضون على حمل الآية هنا على عمومها فتشمل الآية الكونية والآية القرآنية لغالب استعمال القرآن !!

أما بالنسبة لباب المناسبات فيقولون أن كلام الله عز وجل حكيم ولا بد من ربط أوله بآخره فذكر كون الله على كل شيء قدير في آخر الآية مشعر - كما يقولون - بأن المراد بالآية الكونية لا الشرعية !!

أرجو ألا يكون هذا الموضوع الذي ذكرته أنا من باب إثارة الشبهات بل من باب التعلم والتدبر لا غير

وعموما هناك رسالة قيمة - كما سمعت - عن النسخ في القرآن للدكتور مصطفى أبو زيد وذهب فيها على ما علمت إلى جوازه وأثبت وقوعه بالفعل لكن في نطاق ضيق وهو بلا شك ترجيج في محله أعني حصر نسخ آيات القرآن في آيات معدودة


وجزاكم الله خيرا

أبو مالك العوضي
2008-02-23, 03:18 PM
وفقك الله

لو فهمنا النسخ على المعنى الذي كان معهودًا عند السلف ظهر لنا أن شبهات منكري النسخ لا محل لها من الإعراب.

فمعنى النسخ عند السلف أعم من النسخ الاصطلاحي عند المتأخرين، فهو يعم التخصيص والتقييد وغير ذلك من أوجه البيان المعروفة في أصول الفقه، ولذلك جعله بعض السلف من أهم ما ينبغي معرفته للمفسر وللفقيه، وهذا إن فهمناه على النسخ الاصطلاحي لم يكن ذا معنى؛ لأن المنسوخ المتفق عليه قليل جدا.

أبو مالك العوضي
2008-02-23, 03:20 PM
وفقك الله

أما الاعتراض الأول فقد أجبنا عنه بأن الحمل على الغالب إنما يكون عند عدم القرينة، والقرينة هنا موجودة.
وأما ختم الآية بأن الله على كل شيء قدير فليس فيه دلالة على ذلك كما ذكرنا سابقا.

ثم إن استعمال النسخ والنسيان في الآية الكونية غير معروف ولا معهود في كلام العرب، فهلا جاءوا عليه بشاهد؟

مجدي فياض
2008-02-23, 03:24 PM
لكن أخي الفاضل هم لا ينازعون إلا في النسخ المصطلح عليه لا على مصطلخ السلف فهم لا ينكرون تخصيص عموم القرآن بالقرآن ولا تقييد مطلقه إنما إنكارهم على النسح بمعن رفع الحكم الشرعي بالكلية وهو الذي أثبت الدكتور مصطفى زيد في رسالته وقوعه لكن في نطاق ضيق وكما قلتم " لأن المنسوخ المتفق عليه قليل جدا "
أخي الفاضل
لعلك تشاركني في موضوع أحسبه هاما وله تفاريع فقهية كثيرة " هل الحقوق تورث كالمال أم لا ؟؟
من أمثلتها خيار المجلس والشفعة وحقوق الطبع والتأليف والنشر
ومعذرة لذكر هذا الموضوع هنا - إذ ليس له مناسبة - لكن وجدتها فرصة أنك في الملتقى فأستفيد مما عندكم ... ابتسامة
وبارك الله فيك

أبو مالك العوضي
2008-02-23, 03:25 PM
وسبب ضلال من ضل من الفرق الضالة الاعتماد على مثل هذه الشبهات في فهم النصوص بغير الرجوع إلى فهم السلف.

وبيان ذلك أن كل نص يستطيع أن يفهم منه الإنسان ما يريد؛ لأن فهم الكلام يعتمد على ما عند الإنسان من علم، كما بينتُ ذلك في مقال ( هل نحن نفهم ما نقرأ أو نقرأ ما نفهم ؟ )، وباب الوساوس والشبهات والأهواء لا نهاية له، فلا يمتنع أن يظهر علينا كل يوم إنسان بفهم جديد، ودين الله عز وجل محفوظ لفظا ومعنى، ولو كان فهم القرآن يستقل به الإنسان بغير بيان لما قال الله عز وجل لنبيه {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}، فهذا البيان قد بينه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة، وبينه الصحابة للتابعين، وبينه التابعون لتابعيهم، وهكذا حتى وصل إلينا.
ولذلك يشترط أهل العلم فيمن يريد أن يستنبط من الكتاب والسنة أن يكون على علم بأقوال من مضى، والمراد بذلك أقوال السلف لا أقوال أهل البدع ومن نحا نحوهم من المتأخرين.

مجدي فياض
2008-02-23, 03:27 PM
واضح أخي الحبيب أننا نكتب في آن واحد .. ابتسامة
انظر المشاركة السابقة لي

وجزاكم الله خيرا

محمد عزالدين المعيار
2008-02-23, 03:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كثير أولئك الذين يحاولون - اليوم - التشكيك في أمور أصبحت عندنا من المسلمات وكتب فيها كبار العلماء من أهل الاختصاص منذ القرون الأولى إلى اليوم ومن ذلك موضوخ الناسخ والالمنسوخ في القرآن الكريم
من هؤلاء من يقول إنه لادليل في القرآن على وقوع النسخ فيه ويبدأ ب "الآية" فيقول" :" نقطة البداية في إثبات وجود أو عدم وجود النسخ في القرآن هي تحديد معنى الآية "... "وليس في القرآن قط ذكر لما اصطلح على تسميته آية بمعنى " قطعة من القرآن "..." أما لفظ آية الذي تكرر فيه كثيرا بمعنى العلامة والحجة والمعجزة الخ... فلم يرد قط بالمعنى الاصطلاحي {آية من القرآن} لا مفردا ولا جمعا "
لقد استغربت لهذا الجزم القاطع و الله تعالى يقول:: {الركتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} هود:1 ألا يتعلق الأمر هنا بالجملة القرآنية المحكمةالبناء ،قال أبو عبيدة في المجاز"الآية من القرآن إنما سميت آية لأنها كلام متصل الى انقطاعه "
ويقول سبحانه :{ولوجعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ءاعجمي وعربي قل هو للذين ءامنوا هدى والذين لا يومنون في ءاذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد }فصلت :44
وقال تعالى:{هوالذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } الآية -آل عمران :7
فهل تدل هذه الآيات هنا ععلى شيء آخر غير جمل القرآن ؟
وجاءت لفظة "آية " - بمعنى الجملة القرآنية أو نحو ذلك كما سيأتي في مناسبة أخرى - في أحاديث نبوية صحيحة مثل قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه:"يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟" قال : قلت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم } قال : فضرب في صدري وقال :" والله ليهنك العلم أبا المنذر " رواه الإمام مسلم
إن هؤلاء في أغلبهم من المتطفلين على هذا الشأن بعد الإفلاس الذي عرفته اختصاصاتهم الغربية أوالشرقية أو هم من المؤمنين بقاعدة :"خالف تعرف"

مجدي فياض
2008-02-23, 03:39 PM
لاحظ أخي الفاضل - ولا تظن أني أدافع عن هؤلاء- بل أقول هو يقولون أن الآية في القرآن بصيغة الإفراد لم تأت إلا على الآية الكونية فقط أم لفظ الآيات بالجمع فلم ينفوا أن يكون المراد بالآيات هي الشرعية !!

فمن أراد أن يلزم هؤلاء لا بد أن يذكر آية بصيغة الإفراد في القرآن وحملت على الآية الشرعية !!

على أن القرينة التي تفضل بذكرها أخونا الفاضل أبو مالك وهو أن النسيان لم يعهد كونه في الآية الكونية بل معهوده الآية الشرعية قد تضعف شبهة هؤلاء وأراها جديرة بالتفكر والاعتبار

محمد عزالدين المعيار
2008-02-23, 04:16 PM
لاحظ أخي أني انطلقت من نص لأحد أبرز القائلين بهذه الفكرة وهو ينفي ان يكون لفظ آية قد جاء في القرآن - مفردا أو جمعا - بالمعنى الاصطلاحي وهاهي قطعة من النص المذكور أعيدها مرة ثانية :
"أما لفظ آية الذي تكرر فيه كثيرا بمعنى العلامة والحجة والمعجزة الخ... فلم يرد قط بالمعنى الاصطلاحي {آية من القرآن} لا مفردا ولا جمعا "
فأنا انطلقت من هذا الكلام وهو الذي بدأت بمناقشته عل الإجمال لأن فيه إحياء لموقف اعتزالي قديم معروف من النسخ في القرآن الكريم ويمثله أبو مسلم الاصفهاني {ت 322هـ} الذي قال بجواز النسخ عقلا وعدم وقوعه شرعا مستدلا بقول الله تعالى :{ لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد }
أما عندما يتعلق الأمر بالآية منطلق هذا الخلاف كله وهي قول الله عز وجل { ما ننسخ من آية أو ننسها نات بخير منها أو مثلها } فلي فيها كلام طويل - سياتي لا حقا ويكفي أن أتساءل-هنا-عن معنى الآية في قوله تعالى :{وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بماينزل قالوا إنما أنت مفتر} هل الأمر يتعلق بالآية القرآنية أم بالآية الكونية ؟ وهل هم كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالآية الكونية أم فيما يتعلق بالآية القرآنية؟

مجدي فياض
2008-02-23, 04:28 PM
أجيب بلسانهم - لا عن اعتقادي - أن المراد هنا بالآية هنا القرآن ككل كمعجزة من عند الله فيقولون ليس المراد بالآية هنا أيضا آية من القرآن بل المراد القرآن كله كآية ومعجزة من عند الله إذ المشركون لم يؤمنوا بالقرآن أصلا حتى يعترضوا على نسخ آية منه !!

وكما قلت لك أخي الفاضل أنا أتكلم كما يقول هؤلاء لا عن اعتقادي

بارك الله فيك

محمد عزالدين المعيار
2008-02-23, 04:41 PM
بارك الله فيك أخي كم يعجبني مثل هذا الأسلوب في النقاش ، لكن ما رأيك أن نخرج من التلميح إلى التصريح فنسمي الأشياء بأسمائها ،فنقول: قال فلان الفلاني في الكتاب كذا أو كذا وأقول أنا كذا وكذا أعتقد أننا بهذا نبرئ ذمتنا ونفيد ونستفيد
وأضيف هل " الأية" من أسماء القرآن حتى يقولوا إن المقصود بقوله تعالى :{ وإذا بدلنا آية مكان آية} ...القرآن كله ؟
والله من وراء القصد

مجدي فياض
2008-02-23, 04:53 PM
راجع تفسير المنار للشيخ رشيد رضا !!

ولا تظن أخي الحبيب أني أعتقد ذلك بل أنا أريد أن أرد على مناقشتهم وإلزماتهم لأنه لكي يكون مذهبك قوي لا بد من أمرين
1- أن تدعمه بالأدلة والبراهين والحجج القوية
2- أن ترد على شيه وإلزمات المخالفين

بارك الله فيك

محمد جلال القصاص
2008-02-23, 05:08 PM
تصفحت المشاركات عاجلا ، ولم أقرأ جيدا ، وأحب أن ألقي الضوء على الخلفيات الفكرية لإنكار النسخ في القرآن الكريم أو الشريعة ككل .
من قال بمنع النسخ مدفوع بأن النسخ يتعارض مع علم الله . أو يبدوا منه الجهالة . تعالى الله وتقدس .
وثارت اليوم قضية النسخ بسبب هجوم النصارى على الشريعة . وهذا أمر معروف مشهور .
والإجابة باختصار :
أن النسخ موجود في كل الشرائع التي نعرفها . .الإسلامية واليهودية والنصرانية . مع الفارق .

وهذه بعض الفوارق :

النسخ عندنا :

1. ـ النسخ لا يكون في الأخبار . ولا يكون في العقائد ، وإنما في بعض الأحكام .
2. ـ ولا يدخل في الأحكام المؤبدة ( ولا تقبلوا لهما شهادة أبدا ) .
3. ـ الأحكام التي فيها النسخ لا تتجاوز العشر آيات .
4. ـ والنسخ غير موجود بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ليس له وجود .
5. ـ والنسخ أمارة من أمارات الإعجاز التشريعي في هذه الشريعة . وأمارة على أن القرآن من لدن حكيم عليم
6 ـ والآيات التي فيها النسخ قليلة جدا .


? وفي الكتاب ( المقدس ) بعهديه القديم والجديد وهو ما يدين به النصارى واليهود .


1. ـ النسخ في الأخبار ، فعندهم ما يسمى بالبَدَاءَة ، بمعنى أن يتكلم الله بشيء ثم بعد ذلك يبدوا له أنه أخطأ في كلامه الأول فيتراجع عنه ويتكلم بكلام جديد ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
2. ـ وعندهم أحكام متروكة لا يعملون بها ، مع عدم وجود علّة للترك .
3. ـ وعندهم نسخ في الأحكام كالذي عندنا.
4. ـ وعندهم نسخ بعد المسيح عليه السلام . فعلته أيديهم . هم الذين نسخوه .. يدعون بأن الله فوضهم .
5. ـ وعندهم أحكام من عند أنفسهم لا يوجد لها نص في الكتاب ( المقدس ) .
أقول : لو أن من يدفع أحكام الشريعة خجلا منها ـ وهو موجود مشاهد ـ يتعلم ، يتعلم الشريعة ، ويتعلم ما عند الغير . فلو أني الآن تلوت عليكم الاحكام في النصرانية .. مصدرها .. ما هيتها .. المنسوخ منها والناسخ ربما ظننت أنه المجلس لم يعد علميا وإنما مجلس فكاهة وسمر .
.
كلامي ليس بعيد عن ما تقولونه . .. في صلب الموضوع . .. ويعرف ذلك من يتابع مصدر الشبهات حاليا .
.

محمد عزالدين المعيار
2008-02-23, 05:09 PM
يا أخي أنا راجعت -بحمد الله - جل ما كتب في هذا الموضوع منذ مطلع القرن الثاني الهجري إلى اليوم من القائلين بالنسخ وهم الجمهور ومن المنكرين له وهم واحد أو اثنين من المتقدمين وقلة من المتأخرين والنصوص عندي حاضرة لكن النقاش- هنا- ليس ثنائيا وإنما هو نقاش يتتبعه جمهور غفير من أهل العلم فلا بد أن نلخص لهم الفكرة لا أ ن نحيلهم على كتاب ... وأنا ملتزم منذ الآن أن أذكر لك الفكرة وصاحبها ومصدرها وموقفي منها وبهذا يمكن أن نخرج بنتيجة تتقدم بالبحث في الموضوع الى الأمام ونشرك معنا غيرنا فقد نزيغ عن السكة فياتي من يردنا الى الطريق الصحيح ...

مجدي فياض
2008-02-23, 05:54 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب
ولعلك تستعين برسالة الدكنور مصطفى زيد

شريف شلبي
2008-02-24, 12:25 PM
وأضيف هل " الأية" من أسماء القرآن حتى يقولوا إن المقصود بقوله تعالى :{ وإذا بدلنا آية مكان آية} ...القرآن كله ؟
والله من وراء القصد
لم يقل أحد أن الآية من أسماء القرآن ، ولكن لأن من معاني كلمة الآية - المعجزة والبرهان والدليل ، فالقرآن آية على صدق النبي في دعوته - قال تعالى :
وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)

شريف شلبي
2008-02-24, 02:34 PM
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ )
فما هو قولهم في مثل هذه الآية
هل يعني أن الخمر حلالا ؟!!!!
إذا قلت لك لا تدخل المسجد وثيابك نجسة - هل يعني ذلك إباحة التلبس بالنجاسة في حالة عدم دخول المسجد ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
فالآية ليست منسوخة ، ولا مرفوع حكمها - فبعدما حرم الله الصلاة على السكارى نهى عن السكر في الأحوال الأخرى وجعله مطلقاً .

محمد عزالدين المعيار
2008-02-24, 05:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تساءل الأخ آل عامر عن قوله تعالى:
(يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ )
هل يعني أن الخمر حلال ؟!!!!
وقال الأخ شريف شلبي إن الآية ليست منسوخة ، ولا مرفوعا حكمها - فبعد ما حرم الله الصلاة على السكارى نهى عن السكر في الأحوال الأخرى وجعله مطلقاً .
والواقع أن عدد قضايا النسخ في القرآن جد قليلة وأن كثيرا من الآيات المدعى فيها النسخ ليست كذلك إما لأنها خبرأو استثناء أو تخصيص أو لأنها تخيير من غير اإلزام أو غير ذلك لكن آية النساء التي أمامنا ذهب جمهور العلماء إلى أنها منسوخة بقول الله تعالى في سورة المائدة:{يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر } الى قوله تعالى :{فهل أنتم منتهون }ولم يختلف أحد في أن مفهوم الخطاب من جواز السكر في هذه الآية منسوخ بقوله :{فاجتنبوه } وبقوله {فهل أنتم منتهون } وهذا قول أكثر العلماء
قال مكي بن أبي طالب في الإيضاح :"حرم الله في هذه الآية أن تقرب الصلاة في حال السكرب ، ففهم من الخطاب جواز السكر في غير الصلاة ، ومفهوم الخطاب كنص القرآن يعمل به ويقطع على مغيببه فنسخ ما أباح المفهوم من الآية من جواز شرب المسكر في غير الصلاة بتحريم المسكر ، فالبين في هذا أن يكون أريد به السكر من المسكر قبل تحريمه ثم نسخ وحرم"
وقيل: الآية محكمة ومعنى السكر فيها ، السكر من النوم لا من المسكر
ويبقى بعد هذا قول الأخ شريف شلبي :"إن الآية ليست منسوخة ، ولا مرفوعا حكمها " في حاجة الى توضيح منه

شريف شلبي
2008-02-26, 12:15 PM
أقصد بالقول بأن الآية ليست منسوخة ولا مرفوع حكمها - أنه لا يزال حكمها ثابتاً ولا يجوز للانسان أن يقرب الصلاة وهو سكران ، أما لو قلنا برفع حكمها فمعنى ذلك جواز الصلاة للسكران فتأمل ؟!!
والقول بالنسخ إنما روي عن مجاهد وقتادة فقط فيما أعلم .

نضال مشهود
2008-03-28, 10:12 AM
لم أدقق هذه المسألة بعد . . . لكن اسمحوا لي بالمداخلة السريعة لعل فيه خيرا والله الموفق :


يعترض قوم ممن ينكرون النسخ في القرآن على الاستدلال بآية " ما ننسخ من آية ... " بأمرين :
1- لفظ " آية " مفردة في القرآن لم يرد إلا للأية الكونية دون الشرعية بخلاف لفظ " الآيات " مجموعة قد ترد للآية الشرعية وقد ترد للآية الكونية فيقولون أن المراد بالآية هنا هو الآية الكونية فلا دليل على وجود النسخ في القرآن بهذه الآية

هذا الاعتراض باطل جدا ، لأن الله تعالى قد قال :
‏{‏ وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون ‏.‏ قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ‏}

قال ابن كثير رحمه الله : (( يخبر تعالى عن ضعف عقول المشركين وقلة ثباتهم وإيقانهم وأنه لا يتصور منهم الإيمان، وقد كتب عليهم الشقاوة وذلك أنهم إذا رأوا تغير الأحكام ناسخها بمنسوخها قالوا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏{‏إنما أنت مفتر‏}‏ أي كذاب، وإنما هو الرب تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد‏.‏ وقال مجاهد‏:‏ ‏{‏وإذا بدلنا آية مكان آية‏}‏‏:‏ أي ورفعناها وأثبتنا غيرها‏.‏ وقال قتادة‏:‏ هو كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ما ننسخ من آية أو ننسها‏}‏ الآية، فقال تعالى مجيباً لهم‏:‏ ‏{‏قل نزله روح القدس‏}‏ أي جبريل ‏{‏من ربك بالحق‏}‏ أي بالصدق والعدل، ‏{‏ليثبت الذين آمنوا‏}‏ فيصدقوا بما أنزل أولاً وثانياً وتخبت له قلوبهم، ‏{‏وهدى وبشرى للمسلمين‏}‏ أي وجعله هادياً وبشارة للمسلمين الذين آمنوا باللّه ورسله‏.))

ثم قال في تفسير الآية التالية (‏وهو قوله تعالى : "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين") :

(( يقول تعالى مخبراً عن المشركين ما كانوا يقولونه من الكذب والافتراء والبهت أن محمداً إنما يعلمه هذا الذي يتلوه علينا من القرآن بشر، ويشيرون إلى رجل أعجمي كان بين أظهرهم، غلام لبعض بطون قريش، وكان بياعاً يبيع عند الصفا، وربما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجلس إليه ويكلمه بعض الشيء، وذاك كان أعجمي اللسان لا يعرف العربية، فلهذا قال اللّه تعالى راداً عليهم في افترائهم ذلك‏:‏ ‏{‏لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين‏}‏ أي القرآن، أي فكيف يتعلم من جاء بهذا القرآن في فصاحته وبلاغته ومعانيه التامة الشاملة التي هي أكمل من معاني كل كتاب نزل على بني إسرائيل، كيف يتعلم من رجل أعجمي‏؟‏ لا يقول هذا من له أدنى مسكة من العقل‏.‏ قال محمد بن إسحاق‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - فيما بلغني - كثيراً ما يجلس عند المروة إلى غلام نصراني يقال له جبر عبد لبعض بني الحضرمي، فأنزل اللّه‏:‏ ‏{‏ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين‏}‏‏.‏ وعن عكرمة وقتادة كان اسمه يعيش ، وقال ابن جرير، عن ابن عباس قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلم قيناً بمكة، وكان اسمه بلعام، وكان أعجمي اللسان، وكان المشركون يرون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده، فقالوا‏:‏ إنما يعلمه بلعام، فأنزل اللّه هذه الآية‏:‏ ‏{‏ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين‏}‏ ))

وتمام الآيات قوله تعالى : (( ‏{‏ إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم ‏.‏ إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ‏} )) .

وآيات الله تعالى - جمعا وإفرادا : عاما من أن يكون مختصا بالشرعية أو الكونية ، إلا ما دل الدليل والسياق اختصاصه به . وواضح أن (الآية) في آية النسخ والتبديل يراد به الآيات الشرعية القرآنية . وكلا الآيتين - الكونية والشرعية هي "ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين" .

2
- قولهم ختم الله عز وجل هذه الآية بقوله " ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير " فقالوا هذه الجملة في ختام الأية تدل على أن المراد أيضا الأيات الكونية وليست الشرعية لأن المناسبة في الأمور الكونية والأيات الكونية بأن الله على كل شيء قدير أليق وأنسب منها من الأمور الشرعي .

بل هذا الاعتراض دليل واضح على هذيان صاحبه !!!
كيف لا يناسب ذلك الختام وفي الآية قوله تعالى (أو ننسها) ؟!؟!
فهل بقدرة أحد من البشر أن يكلم أخاه بالبارحة بكلام جميل قوي مؤثر ثابت في الذاكرة ، ثم يرفع هو ذلك الكلام من ذاكرة أخيه بالصباح ؟!؟!؟!

ثم إن منشأ اللبس أن أصحاب الاعتراض لا يفهم من (الآيات الكونية) إلا ما سموه "خارقا للعادة" ، فقالوا : فناسب أن يذكر عندها "القدرة الإلهية" ! لم يعلم هذا المسكين أن (الآيات) هي (البراهين الساطعة) بصرف النظر عن تقييده بكونه خارقا أو غير خارق .

وهذا معلوم في درس العقائد السنية . . أن وصف "آيات الأنبياء" بأنه "خارق للعادة وصف سقيم لا ينضط ، لا لسنا بحاجة إلى ذلك أبدا . اللهم إلا أن نقول : إنها خارق لعادة غير الأنبياء وغير أعوان الأنبياء من الملائكة . فنقول عندها أيضا : إن كرامات الأولياء خوارق لعادة غير الأولياء . . وإن دلائل السحرة خوارق لعادة غير السحرة . . وإن دلائل الفقهاء خوارق لعادة غير الفقهاء من المقلدين وغيرهم . . وإن دلائل النحاة خوارق بالنسبة إلى عادة غيرهم من أصحاب اللحن . . . وهكذا دواليك .

نضال مشهود
2008-03-28, 11:10 AM
والجواب عن الاعتراض الثاني: أن باب المناسبات ضعيف، ولا يصلح في المناقشات والمناظرات، بل ينظر فيه بعد التسليم في المطلوب، ولو سألناهم الآن: آلله قادر على أن ينسخ آية قرآنية أو غير قادر؟ فإن قالوا غير قادر، كابروا وطعنوا في القدرة.
وإن قالوا: قادر، قلنا: فهو على كل شيء قدير، وتشمل قدرته نسخ الآية الكونية والقرآنية.

ويمكن أن يقال لهم جوابات أخرى، غير أن الاشتغال بمثل هذا لا فائدة فيه؛ لأن هذه الشبهات من الضعف بالمكان الواضح.

لا نرى هذا الرأي الذي تفضلتم بذكره .
لسنا بمنكري الحكمة والفصاحة حتى نجيبهم بمثل هذا الجواب الضعيف .
والاشتغال بتدبر الآيات وتفسيرها على وجه مناسب ، كيف لا تكون فيه فائدة ؟؟

بل نقول أولا : المناسبة في آيات القرآن باب عظيم الأقدار مبهر للعقول والأفكار ! لكنكم أخطأتم الظن - يا منكري النسخ وبئس الظن ظنكم - حيث زعمتم أن ذكر القدرة في هذه الآية غير مناسب . ثم جعلتم هذا الخطأ حجة على زعمكم الأول في إنكار النسخ ، فهي ظلمات بعضها فوق بعض ، والعياذ بالله من الهوان .

ثانيا : في الآية قوله تعالى : (أو ننسها) ، ومناسبة ذكر القدرة الإلهية عندها لا ينكره عاقل ، فضلا عن مسلم . وفيها أيضا قوله تعالى : (نأت بخير منها أو مثلها) ، ومناسبة ذكر القدرة الإلهية عندها واضح ، حيث أثبت أن الله قادر على معرفة الصلاح والأصلح في الأحكام لعباده فينزل ما يناسب ذلك بحسب الزمان والأحوال . قال ابن كثير رحمه الله على ما في المختصر : (( أي في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين، كما قال ابن عباس‏:‏ خير لكم في المنفعة وأرفق بكم‏. )) .

ثالثا : إن ذكر القدرة الإلهية والملك الإلهي لا يختص بالأشياء الكونية دون الشرعية الدينية - وهذا أمر لطيف جدا ينبغي معرفته والتعمق في دراسته ! بل كثيرا ما ذكر الله تعالى قدرته الشاملة للإيذان - والله أعلم - بأنه هو المتصرف وحدة في أمور خلقه تقديرا وتدبيرا ، فله الخلق وحده والأمر وحده جل جلاله . فالله تعالى قدير على كل شيء . . قدير على التصرف في الأمور الكونية الخلقية ، وقدير على التصرف في الأمور الشرعية الدينية - فينسخ الآية والحكم ويبدلها أو ينسئها ويؤخرها كما يشاء عزّ وجلّ على مقتضى حكمته ورحمته سبحانه . . لا يغلبه فيهما غالب ، بل الله غالب على أمره لا يُرد قضائه الكونية والشرعية والجزائية . ففف واللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ، وهُوَ سَرِيعُ الحِسَابِ ققق .

رابعا : قال ابن كثير رحمه الله على ما في المختصر : (( وقوله‏:‏ ‏{‏ألم تعلم أن اللّه على كل شيء قدير* ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير‏}‏ يرشد عباده تعالى بهذا إلى أنه المتصرف في خلقه بما يشاء، فله الخلق والأمر، وهو المتصرف فكما خلقهم كما يشاء، ويسعد من يشاء ويشقي من يشاء، ويوفق من يشاء ويخذل من يشاء، كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ويبيح ما يشاء ويحظر ما يشاء وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه، ‏{‏لا يسأل عما يفعل وهم يسألون‏}‏ ويختبر عباده بالنسخ فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى، ثم ينهى عنه لما يعلمه تعالى، فالطاعة كل الطاعة في امتثال أمره واتباع رسله في تصديق ما أخبروا، وامتثال ما أمروا وترك ما عنه زجروا، وفي هذا المقام رد عظيم وبيان بليغ لكفر اليهود وتزييف شبهتهم لعنها اللّه في دعوى إستحالة النسخ إما عقلاً كما زعمه بعضهم جهلاً وكفراً، وإما نقلاً كما تخرصه آخرون منهم افتراء وإفكاً . قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه اللّه‏:‏ فتأويل الآية‏:‏ ألم تعلم يا محمد أن لي ملء السماوات والأرض وسلطانهما دون غيري أحكم فيهما وفيما فيهما بما أشاء، وآمر فيهما وفيما فيهما بما أشاء، وأنهى عما أشاء وأنسخ وأبدل وأغير من أحكامي التي أحكم بها في عبادي بما أشاء إذ أشاء، وأقر فيهما ما أشاء، ثم قال‏:‏ وهذا الخبر وإن كان خطاباً من اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم على وجه الخبر عن عظمته، فإنه منه جل ثناؤه تكذيب لليهود، الذين أنكروا نسخ أحكام التوراة، وجحدوا نبوة عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، لمجيئهما بما جاءا به من عند اللّه بتغيير ما غيَّر اللّه من حكم التوراة، فأخبرهم اللّه أن له ملك السماوات وسلطانهما، وأن الخلق أهل مملكته وطاعته، وعليهم السمع والطاعة لأمره ونهيه، وأن له أمرهم بما يشاء ونهيهم عما يشاء، ونسخ ما يشاء وإقرار ما يشاء، وإنشاء ما يشاء من إقراره وأمره ونهيه‏)) .

خامسا : الأحكام الشرعية يستلزم الأحكام الجزائية . ولهذا المجموع ، ناسب جدا أن تذكر عنده القدرة الإلهية الشاملة . فالمطيع للأحكام الشرعية ، يقدر الله تعالى أن يسعده بقدرته وحكمته ؛ والعاصي لأوامر اللهه الشرعية ، يقدر الله أن يعذبه بعدله وعزته . قال تعالى في القرآن الكريم :
- ففف ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير ققق ، وهذا في تشريع القبلة مع الإشارة إلى الحساب والجزاء - والله أعلم .
- وقال تعالى : ففف يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير ققق ، وهذا في طاعة الأمر على لسان رسل الله تعالى وعصيانه ، مع الإشارة إلى عواقب ذلك .
- وقال تعالى : ففف الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير ققق ، وهذا في الأحكام الجزائية المتضمن للأحكام الشرعية .
- وقال تعالى : ففف واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير ققق ، وهذا واضح أنه في الأحكام الشرعية مع الأحكام الجزائية الكونية .
- وقال تعالى : ففف الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير ققق ، وهذا أيضا فيهما .
- وقال تعالى : ففف ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير ققق ، وهذا أيضا واضح جدا .

هذا ، والله تعالى أعلى وأعلم .

أبو مالك العوضي
2008-03-28, 11:43 AM
وفقك الله يا شيخنا الفاضل

يبدو أنك فهمت كلامي على غير وجهه، فلا يمكن أن ينكر أحد بلاغة الآيات والحكمة والمناسبات؛ وهذا واضح في كلامي بلا تأمل.
وإنما المقصود أن الكلام في المناسبات لا يصلح حجة في المناظرات؛ لأن كل مخالف يدعي أن ما يقوله هو المناسب، فعاد القول إلى الاحتجاج من خارج، وهو المطلوب.
فإذا سلم الخصم أن المطلوب ( كذا وكذا ) فحينئذ ينظر في استنباط المناسبة والحكمة.

وهؤلاء يناظرون في الأصول التي يكاد يتفق عليها.
ومعرفة وقوع النسخ في الشرع أوضح بكثير من معرفة هذه المناسبات، فصار الاستدلال عليهم بجنسها من باب الاستدلال بالخفي على الجلي، فلهذا عدلتُ إلى الدلائل العقلية الواضحة.

نضال مشهود
2008-03-28, 11:57 PM
أحرجتموني كثيرا يا شيخنا الفاضل بمثل هذا التشييخ في نداءاتكم . . فلست بذاك كما علمت.

وبالنسبة للفهم ، فقد فهمته على وجهه ، إلا أنني مقصر جدا في التعبير .
وعلى كل حال . . الذي أريده من كلامي السابق شيئان :

(1) الاعتراض على قولكم إن باب المناسبات "لا يصلح في المناقشات والمناظرات" . فإن أردتم أنه لا يصلح وحده لبناء قول مؤسس عليها الولاء والبراء ، فهذا مسلم لكم . لكن إن أريد به أنه لا فائدة من ذكره في ردنا على أهل البدع والمنكر ، فهذا غير مسلم . بل ينبغي أن نجيب على جميع شبهات المبطلين - بقدر الإمكان - بحيث لا يبق لهم في طعن السنة مطمع ولا مذهب . وعلى هذا عمل أكثر الأئمة الأجلاء في كتبهم ومناظراتهم .

(2) ذكر هذه المناقشة حول النسخ والمنسوخ انطلاقا من تلك الآية ، تجرنا - ضروريا - إلى التسائل عن "مدى مناسبة ذكره تعالى هذا بجانب هذا ؟" . وهذا سؤال المسترشد المتعلم - بعيدا عن إرادة الطعن في الشريعة أو التشكيك فيها . يعنى نفترض أن منكري النسخ معدومو الوجود ، فهل ثَمّ مانع من أن نتدارس المناسبات في مثل هذه الآيات - وهي من المناسبات الخفية عند بعض الناس أو كثير منهم (وعلى الأخص طلبة العلم المعاصرين) ؟؟

أرجوا أن قد اتضح مرادي - وكمان بمثل هذا التعبير القاصر .

نضال مشهود
2008-03-29, 01:22 AM
خامسا : الأحكام الشرعية يستلزم الأحكام الجزائية . ولهذا المجموع ، ناسب جدا أن تذكر عنده القدرة الإلهية الشاملة . فالمطيع للأحكام الشرعية ، يقدر الله تعالى أن يسعده بقدرته وحكمته ؛ والعاصي لأوامر اللهه الشرعية ، يقدر الله أن يعذبه بعدله وعزته . قال تعالى في القرآن الكريم :
- ففف ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير ققق ، وهذا في تشريع القبلة مع الإشارة إلى الحساب والجزاء - والله أعلم .
- وقال تعالى : ففف يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير ققق ، وهذا في طاعة الأمر على لسان رسل الله تعالى وعصيانه ، مع الإشارة إلى عواقب ذلك .
- وقال تعالى : ففف الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير ققق ، وهذا في الأحكام الجزائية المتضمن للأحكام الشرعية .
- وقال تعالى : ففف واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير ققق ، وهذا واضح أنه في الأحكام الشرعية مع الأحكام الجزائية الكونية .
- وقال تعالى : ففف الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير ققق ، وهذا أيضا فيهما .
- وقال تعالى : ففف ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير ققق ، وهذا أيضا واضح جدا .
فسياق الآية وسباقها ولحاقها - في المصحف - إنما يدل على هذا وهذا . فلنتدبر الآيات مرة أخرى :

قال تعالى : {‏ يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ‏.‏ ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ‏}‏ . فهذا في الأحكام الشرعية واضح ، بل في القرآن بالذات .

ثم قال تعالى : ‏{‏ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ‏.‏ ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ‏} . فهذا أيضا في الأحكام الشرعية والآيات القرآنية واضح ، حيث قرر فيه الاطمئنان بصلاحية النسخ والإنساء وخيريته (لأن الناسخ لن يكون أدنى في الخيرية من المنسوخ) - مع تعليل ذلك بالإشارة إلى ثبوت التوحيد في الأحكام الكونية وفي الحفظ والنصر .

ثم قال تعالى : {‏ أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل ‏} . وهذا تأكيد لما سبق من وجوب طاعة الأوامر الشرعية طاعة مطلقة - بما فيه الناسخ والمنسوخ - من غير ما اعتراض ولا شكوك .

ثم قال تعالى : {‏ ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير ‏} . فما أجمل هذا الربط بين إنكار النسخ في الأحكام الشرعية ، وبين حسد أهل الكتاب للقرآن الكريم الذي هو كلام الرحمن المتضمن لمثل تلك الأحكام . ثم ما أنسب الربط بين ذلك وبين ذكر الأحكام الجزائية في الدنيا والآخرة الدالة على شمول قدرة الله تعالى على كل شيء . وفيه زيادة اطمئنان القلب وراحة البال فلا يخاف غما ولا هما من عواقب الدخول في طاعة الله في أوامره الشرعية طاعة مطلقة . وكلها دليل على أن الله على كل شيء قدير . . يقدر كل شيء حدث في خلقه إنشاء أو جزاء ، ويقدر كل شيء مما أنزله عليهم من الأوامر والنواهي وسائر الأحكام الشرعية في كل وقت وحين .

هذا ، والله تعالى أعلى وأعلم .

أبو مالك العوضي
2008-03-29, 09:11 AM
وعلى هذا عمل أكثر الأئمة الأجلاء في كتبهم ومناظراتهم .


هذا صحيح بارك الله فيكم.

شريف شلبي
2008-03-29, 10:31 AM
مزيداً من سعة الصدر رحمكم الله :
وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)
قالوا إنما انت مفتر : السورة مكية فأي آية نسخت في مكة جعلت المشركين يقولون ذلك ؟
لو كان الموضوع نسخ آية بآية فهل سيكون الاتهام الموجه للنبي إنما أنت مفتر ؟
تذكر أن هذا الاتهام يوجه للنبي دائما على القرآن كله كآية أنزلت من عند الله ." أم يقولون افتراه "
وهل اتهامهم بالافتراء يتوقف على إخبارهم بنسخ آية ؟
قل نزله روح القدس : هاء نزله علام تعود ؟ لايمكن أن تكون إلا للقرآن ككل لأن لفظة القرآن مذكر بخلاف الآية فهي مؤنثة ، ولو كان الأمر كما يقول إخواننا لكانت الآية " قل نزلها روح القدس "
ليثبت الذين آمنوا : هل نسخ الآيات أو تبديلها فيه تثبيت للذين آمنوا أم فيه اختبار لهم وابتلاء ؟؟؟
قال ابن كثير فيما نقل عنه آنفاً " كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ويبيح ما يشاء ويحظر ما يشاء وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه، ‏{‏لا يسأل عما يفعل وهم يسألون‏}‏ ويختبر عباده بالنسخ فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى " أ.هـ.
وهدى وبشرى للمسلمين : أيكم يستطيع ان يفهمنى كيف يكون نسخ الآيات القرآنية فيه هدى وبشرى للمسلمين !!!!!
يا قوم - بصرف النظر عن قضية النسخ - فإن الآية لا صلة لها البتة بهذا الموضوع فمعنى الآية والله تعالى اعلم :
وإذا أرسلنا برهاناً أو معجزة محدثة على يد رسول من رسل الله لإثبات دين الله عز وجل بدلاً من برهان أو معجزة قديمة - كما كان المشركون يطلبون : فليأتنا بآية كما أرسل الأولون - والمقصود طبعاً بهذه الآية الجديدة هو القرآن - قال المشركون إنما أنت مفتر لهذا القرآن ولم ينزله الله عز وجل ، فقال تعالى " قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا ليثبت الذيم آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين " ثم ذكر تعالى دعاوى بعض المشركين أن هذا القرآن يملى عليه فقالوا إنما يعلمه بشر ...الخ الآيات
فهل هناك إخواني ما هو أوضح من ذلك في معنى هذه الآيات - لو سلمنا من التقليد والتعصب !!
أعلم صعوبة أن يتحرر الانسان من فهم قديم علق بذهنه بيد أن الحق أحق أن يتبع ، وأنا في انتظار الرد بالحسنى من غير تجريح أو إساءة مع رجاء ألا يتم إغفال أي جزئية مما ذكرت وجزاكم الله خيراً .

أبو مالك العوضي
2008-03-29, 03:21 PM
مزيداً من سعة الصدر رحمكم الله :

وفقك الله وسدد خطاك، وهل رأيتَ خروجا عن سعة الصدر يا أخي الكريم؟
ما دام النقاش للاستشكال والبيان فلا بأس بذلك؛ لأن القضية محسومة قديما وحديثا، ولن تتوقف هذه القضية على النقاش في هذه الآية.



قالوا إنما انت مفتر : السورة مكية فأي آية نسخت في مكة جعلت المشركين يقولون ذلك ؟
لو كان الموضوع نسخ آية بآية فهل سيكون الاتهام الموجه للنبي إنما أنت مفتر ؟
تذكر أن هذا الاتهام يوجه للنبي دائما على القرآن كله كآية أنزلت من عند الله ." أم يقولون افتراه "
وهل اتهامهم بالافتراء يتوقف على إخبارهم بنسخ آية ؟

الناسخ والمنسوخ موجود بمكة كما هو موجود بالمدينة، وأكثر القرآن مكي أصلا.
ويمكن أن يقال من باب المعارضة إن الآية وإن كانت مكية فلا دليل على أن هذا القول كان بمكة، بل يمكن أن يكون ذلك إخبارا عن قولهم فيما بعد.

وأما مناسبة دعوى الافتراء للنسخ فهي واضحة جدا؛ لأنك إذا جئتني اليوم بكلام ثم جئتني بما يخالفه غدا فسأتهمك مباشرة بأنك مفترٍ؛ بدعوى أنك تغير كلامك.
وصحيح أنهم كانوا يزعمون أن القرآن كله مفترى، ولكنهم كانوا يتحينون الفرصة لأي شبهة يستندون إليها، والنسخ قد يبدو لهم من هذا الباب.
ولا يتوقف اتهامهم بالافتراء على إخبارهم بالنسخ، ولكنه أحد الأبواب التي يدخلون منها، ولم يزعم أحد من مثبتي النسخ أن زعمهم في الافتراء سيتوقف إذا رجعنا عن القول بالنسخ.



قل نزله روح القدس : هاء نزله علام تعود ؟ لايمكن أن تكون إلا للقرآن ككل لأن لفظة القرآن مذكر بخلاف الآية فهي مؤنثة ، ولو كان الأمر كما يقول إخواننا لكانت الآية " قل نزلها روح القدس "

نسلم أن الهاء تعود على القرآن، ولكن ما المراد بذلك؟ المراد أن القرآن منزه عن الافتراء فهو من باب الاستدلال بالعام على الخاص، أي بما أن القرآن نزله روح القدس، وهو مؤتمن على ما جميع ما ينقله، فكيف تتهمونه بافتراء بعضه دون بعض؟



ليثبت الذين آمنوا : هل نسخ الآيات أو تبديلها فيه تثبيت للذين آمنوا أم فيه اختبار لهم وابتلاء ؟؟؟

التثبيت المقصود هو بهذا الجلاء المذكور في الآية ردا على شبهات الكفار، وهذا كما قال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} فالمقصود أن هذه الشبهة المثارة بالافتراء مردود عليها بالكلام المذكور في هذه الآية من أن الله أعلم بما ينزل، وأنه أنزله روح القدس إلخ.
هذا وجه.
ووجه آخر، وهو أن النسخ قد يكون فيه تثبيت للمؤمنين أيضا، وذلك بنزول الآيات بحسب الحوادث والأحوال، فتأتي تثبيتا للمؤمنين في مواضع.



وهدى وبشرى للمسلمين : أيكم يستطيع ان يفهمنى كيف يكون نسخ الآيات القرآنية فيه هدى وبشرى للمسلمين !!!!!

الجواب عنه كالجواب عن الكلام السابق، فيمكن أن يكون المقصود بالهدى والبشرى الآيات الموضحة المزيلة للشبهات، الرادة على الدعاوى.
ويمكن أن يكون أيضا النسخ نفسه هدى وبشرى للمسلمين؛ لأن النسخ قد يكون تخفيفا وتيسيرا للأحكام، كما قال تعالى: {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم}.



يا قوم - بصرف النظر عن قضية النسخ - فإن الآية لا صلة لها البتة بهذا الموضوع فمعنى الآية والله تعالى اعلم : ............

وفقك الله يا أخي الكريم، أجمع المفسرون من الصحابة والتابعين على خلاف قولك هذا، فحتى لو افترضنا مجرد افتراض أن الآية تشمل المعنى الذي تقوله، فلا يمكن مطلقا أن لا يكون لها صلة (البتة !!) بموضوع النسخ !! كما تقول؛ لأن الحق لا يخفى على جميع الصحابة والتابعين.



فهل هناك إخواني ما هو أوضح من ذلك في معنى هذه الآيات - لو سلمنا من التقليد والتعصب !!
أعلم صعوبة أن يتحرر الانسان من فهم قديم علق بذهنه بيد أن الحق أحق أن يتبع ، وأنا في انتظار الرد بالحسنى من غير تجريح أو إساءة مع رجاء ألا يتم إغفال أي جزئية مما ذكرت وجزاكم الله خيراً .

أنت قد تسميه تقليدا وتعصبا، ولكن الصواب أنه اتباع وترك للابتداع؛ لأن القرآن قد أنزله الله عز وجل على نبيه، وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما أمره الله، وقد بلغه الصحابة رضوان الله عليهم للتابعين، فالأصل المتفق عليه أن الشرع معصوم محفوظ، وهذا الحفظ كما هو مكفول لنصوص الشرع فهو كذلك مكفول لمعاني هذه النصوص، فلا يمكن أن تجتمع الأمة على الخطأ في فهم نصوص الشرع.
والصحابة والتابعون متفقون على فهم هذه الآية بهذا الفهم، فحتى لو افترضنا أن الآية تحتمل الخلاف في الفهم، فلا يمكن بحال من الأحوال الزعم بأن فهم الصحابة والتابعين باطل.

شريف شلبي
2008-03-29, 04:21 PM
يا سيدي : تقول أجمع المفسرون من الصحابة والتابعين وليس ثم سوى ما روي عن مجاهد وقتادة وابن زيد ( مع فرض اثبات صحة الأسانيد اليهم بذلك ولربما يكون عسيراً ) ، ثم بعد ذلك ناقلون عنهم ما قالوه - فهل تسمي ذلك إجماعاً !!!!!
هل هؤلاء يمثلون التابعين كلهم فنعتبر ما قالوه إجماعا للتابعين ؟؟
هل تستطيع أن تثبت أن ما قالوه إنما سمعوه من الصحابة ؟؟
وهل تستطيع أن تثبت أن الصحابة قد أجمعوا على ذلك بل هل تستطيع ان تثبت سنداً صحيحاً الى صحابي واحد بذلك ؟؟؟؟
وهل تستطيع أن تثبت أن الصحابه سمعوه من النبي فيكون حجة لا ينبغي أن نحيد عنها او نقول بخلافها ؟!
وهل معنى أنه لم ينقل الينا خلاف ذلك أنه لا يجوز أن نقول بخلاف ما قيل ؟
في سورة النحل التي نحن بصدد الحديث عن آية فيها يقول تعالى " وأنزلنا اليك الذكر :
(1) " لتبين للناس ما نزل اليهم " أي محمد صلى الله عليه وسلم وليس غيره من البشر مهما كان .
(2) " ولعلهم يتفكرون " أي في آيات الله يتدبرونها ويعقلونها ويحاولون فهمها واستنباط العلم والهدى منه .
أخبرني بالله عليك لو لم يجز لنا أن نقول الا ما قيل ونقل فكيف بقوله تعالى : " ولعلهم يتفكرون " وجعل ذلك من حكمة انزال القرآن !

أبو مالك العوضي
2008-03-29, 04:43 PM
وفقك الله يا أخي الكريم

فرق كبير بين أن تقول بقول لم يقل، وبين أن تقول: إن كل ما قيل باطل، ولا علاقة له البتة بالآية.
فتأمل.
وقد ورد ذلك أيضا عن ابن عباس والسدي، وليست المشكلة فيمن ورد عنه، ولكن هل ورد عن غيرهم خلافه؟!
انظر مثلا إلى زاد المسير لابن الجوزي، ومعلوم عنايته بذكر الأقوال المختلفة حتى ولو كانت شاذة، لم يذكر في هذه الآية إلا هذا القول وحده !! وكذلك الطبري وكذلك غيره كثير من المفسرين.

ثم إن جميع هذه الاعتراضات التي ذكرتها واردة على كل إجماع في الوجود، فهل تلتزم ذلك؟
اعلم أنه ما أُتِيَ صاحبُ هذا القول وما شابهه من الأقوال الشاذة إلا من قبل أمثال هذه الاعتراضات، فحاول أن تطبق هذه الاعتراضات نفسها على باقي المسائل الشرعية وانظر إلى أي مدى قد تؤول بك.

واعلم أنه يمكنني أن أجيب عن كلامك تفصيلا، وقد سبق نظيره في مناقشات منكري الإجماع.
ولكن لا حاجة لذلك؛ لأني لا أحسبك ممن ينكرون الإجماع.

أبو مالك العوضي
2008-03-29, 04:53 PM
أخبرني بالله عليك لو لم يجز لنا أن نقول إلا ما قيل ونقل فكيف بقوله تعالى: "ولعلهم يتفكرون" وجعل ذلك من حكمة إنزال القرآن !

التفكر نوعان:
- تفكر في الحكمة والاتعاظ والعبرة والمآل، فهذا مطلوب من المؤمن ليوصله إلى اليقين بشرع الله عز وجل، وليزداد به إيمانا. ومن هذا الباب أيضا أن تستنبط من النصوص معاني لم يستنبطها أحد قبلك، ولكنها تؤيد المعروف من الأحكام الشرعية ولا تخالفه؛ لأنه من المعلوم أن ذكر الدليل الدال على المدلول لا يستلزم عدم وجود دليل آخر يدل عليه، بل في هذا يتفاضل العلماء.
- تفكر في استنباط الحكم الشرعي والوصول إلى حكم الله عز وجل ومراده، ومن المعلوم أن حكم الله واحد لا يتعدد، وإصابة المجتهد معناها موافقة اجتهاده لحكم الله عز وجل.
فإذا أجزنا للمتأخر في هذا الباب أن يقول بقول لم يقل فهذا معناه أحد أمرين:
- إما أننا نجيز لهذا المتأخر أن يخالف الصواب، ولا شك أن هذا باطل.
- وإما أننا نقول بأن هذا الصواب قد فات السابقين ولم يهتد إليه أحد إلا هذا المتأخر، وهذا معناه أن الأمة في السابق كانت مجتمعة على باطل، ولا شك أن هذا باطل.
والتفريق بين هذين النوعين مهم جدا، ولذلك تجد أكثر العلماء لا يجيزون إحداث قول جديد لم يقل به أحد، ولكن أكثر العلماء أيضا على جواز إحداث دليل جديد لم يستدل به أحد على مدلول صحيح معروف بأدلة أخرى.