محمدعبداللطيف
2021-12-17, 12:15 PM
قَالَ الإِمامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحمَّدُ بْنُ إِدْريسَ الشَّافِعيُّ:
(آمَنْتُ بِاللهِ وَبِمَا جَاءَ عَنِ اللهِ، عَلَى مُرَادِ اللهِ،
وَآمَنْتُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبِما جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى مُرَادِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ما تَضَمَّنَهُ كلامُ الإِمامِ الشافعيِّ:
تَضَمَّنَ كلامُ الإِمامِ الشافعيِّ مَا يأتي:
1- الإِيمانُ بما جاءَ عن اللهِ تعالَى في كتابِهِ المُبينِ على ما أرادَهُ اللهُ مِنْ غيرِ زِيادَةٍ ، وَلا نَقْصٍ ، ولا تَحْرِيفٍ .
2- الإِيمانُ بما جاءَ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على ما أرادَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِنْ غيرِ زيادةٍ ، ولا نَقْصٍ ، ولا تحريفٍ .
وفي هذا الكلامِ ردٌّ على أهلِ التأويلِ وأهلِ التمثيلِ ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهم لم يُؤْمِنْ بما جاءَ عن اللهِ ورسولِهِ على مرادِ اللهِ ورسولِهِ ؛ فإنَّ أهلَ التأويلِ نَقَصُوا ، وأهلَ التمثيلِ زَادُوا[شرح لمعة الاعتقاد]
محمدعبداللطيف
2021-12-17, 12:17 PM
قَالَ الإِمامُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحمَّدُ بْنُ إِدْريسَ الشَّافِعيُّ:
(آمَنْتُ بِاللهِ وَبِمَا جَاءَ عَنِ اللهِ، عَلَى مُرَادِ اللهِ،
وَآمَنْتُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبِما جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى مُرَادِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
قال الشيخ صالح ال الشيخ
كلامُ الإمامِ الشَّافعيِّ واضحٌ ، وقد استدلَّ به المؤوِّلةُ ؛ بأنَّ الشَّافعيَّ - رحمَهُ اللهُ - لا يعلم معانيَ تلك الآياتِ والأحاديثِِ الَّتي في الصِّفاتِ
فقال : (آمنت باللهِ وبما جاء عن اللهِ على مرادِ اللهِ، وآمنت برسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - وما جاء عن رسولِ اللهِ على مرادِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ) .
فقالوا : هذا يعني أنَّه أحالَ المعنى على مرادِ من تكلَّم به ، وهذا يدلُّ على أنَّهُ لم يفهمِ المعنى ؛ وهو الإمامُ الشَّافعيُّ .
والجوابُ :
أنَّه لم يُردْ ذلك ، وإنَّما هذا إيمان مجمل ، فنحنُ نقول كما قال الإمامُ الشَّافعيُّ : (آمنَّا باللهِ، وبما جاء عن اللهِ، فيما علمنا وما لم نعلمْ، على مرادِ الله) هذا يقتضي تمامَ التَّسليمِ وتمامَ الامتثالِ لما أُمرْنا به، كذلك آمنَّا برسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلم - وبما جاء عن رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلم - على مرادِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ما علمنا من النُّصوصِ وما لم نعلمْ .
فهذا إيمانٌ مجملٌ ، معناه أنَّنَا لا نتركُ شيئا ممَّا جاء عن اللهِ ولا عن رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلا ونحن مؤمنون به ، ما علمنا منه وما لم نعلمْ ، كلٌّ من عندِ ربِّنَا .
والشَّافعيّ - رحمه اللهُ - قال هذه الكلمةَ اتِّباعاً لما أمر اللهُ - جلَّ وعلا - به في كتابه ؛ حيثُ قال: {والرَّاسخون في العلمِ يقولونَ آمنَّا به كلٌّ من عندِ ربِّنَا} فما علمنا معناه واضحٌ الإيمانُ به ، وما جهلنا معناه واشتبَهَ علينا نقولُ : آمنَّا به على مرادِ ربِّنا - جلَّ وعلا - وعلى مرادِ رسولِنَا - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - حتَّى نسألَ فيه أهلَ العلمِ ، فإذا سألنا فيه أهلَ العلمِ وبيَّنُوا لنا معاني الكتابِ والسّنَّةِ ، هنا نعتقدُ المعنى كما نعتقدُ في الألفاظِ.[شرح لمعة الاعتقاد]
محمدعبداللطيف
2021-12-17, 12:21 PM
قال الشيخ: عبد الرحمن بن صالح المحمود فى تيسير لمعة الاعتقاد
ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى :
(( قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي , :
آمنت بالله , وبما جاء عن الله , على مراد الله , وآمنت برسول الله , وبما جاء عن رسول الله , على مراد رسول الله )).
هذه عبارة عظيمة للإمام الشافعي رحمه الله تعالى .
ومعناها أنني أؤمن بالله تعالى وأؤمن بالرسول , وأؤمن أيضاً بما جاء عن الله في كتابه , أو بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته على مراد ا الله ورسوله .
والمعنى أنني آمنت بهما كما أراد الله تبارك وتعالى وأراد رسولهصلى الله عليه وسلم ؛ وهذا منتهى الإيمان والتصديق والتسليم .
لكن قد يقول قائل :
هل معنى ذلك التفويض وأنني آمنت بها لكن لا أعرف معناها ؟
نقول : لا . لأن الله لما أنزل علينا القرآن أراد منا أن نتلوه , وأن لانكون مثل أهل الكتاب الذين { لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيّ} [البقرة: 78] أي تلاوة وقراءة , بل أراد الله منا التدبر , والتفهم , والتمعن في الآيات القرآنية ؟
ولا شك أن الله تبارك وتعالى إنما أراد منا أن نقرأ القرآن , وأن نعرف معناه , وأن نفهمه , وأن نعمل به , وإلا فكيف نعمل بالقرآن ونحن لا نفقه معناه ؟
قال تعالى : {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24] , وقال : {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْل} [المؤمنون: 68] , وقال : {أَفَلا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 76]، وغيرها من الآيات .
إذن أمرنا بالتدبر , لما أنزل علينا في هذا القرآن وفيه أسماؤه وصفاته , ومن هنا فنحن نثبتها على ما أراد الله ؛ لأن سياقات هذه الآيات القرآنية دالة على ذلك .
فمثلاً حينما يقول الله سبحانه وتعالى : {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [المائدة: 2] ,
فإن الله تبارك وتعالى لم يرد منا أن نثبت اللفظ ولا نفقه المعنى . ولو كان هذا هو المراد لما فقهنا آيات القرآن من أولها إلى آخرها ؛ لأن القرآن الكريم لا تكاد تخلو آية من آياته من التذكير بأسماء الله وصفاته , فإذا كنت لا تفهم معنى أن الله شديد العقاب , فمعنى ذلك أنك ما فقهت الوعيد الذي ترتب عليه مثل هذا النص , حينما نهاك الله سبحانه وتعالى عن مخالفه أمره .
كذلك أيضاً قوله : (( على مراد رسول الله )) فالرسول صلى الله عليه وسلم حدث أصحابه وقال لهم : (( ينزل ربنا )) وقال ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر)) .
فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة أن يؤمنوا وأن يثبتوا أن الله يُرى كما يُرى القمر , والتشبيه إنما هو للرؤية بالرؤية وليس المرئي بالمرئي , وهكذا بقية الصفات والواردة , وهذا معنى عبارة الشافعي رحمه الله تعالى التي هي نص في الرد على أهل التفويض لأنه صرح بإثبات النص وإثبات المعنى , وقيده بمراد الله ومراد رسوله , ولا شك أن الله أراد في كتابه المعاني التي فهمها الرسول وفهمها أصحابه من بعده , وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أراد المعاني التي فهمهما أصحابه وبلغوها إلى من بعدهم . - تيسير لمعة الاعتقاد
اسماعيل حمدتو
2021-12-18, 06:58 AM
جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم العباد والبلاد
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.