أبو إسماعيل محمد حلمي
2021-10-08, 09:00 PM
[حديث عبد الله بن مغفل]
أخرج الترمذي (2350) ، وابن حبان في "ًصحيحه" (2922) ، والروياني (872) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1398) ، والطبري في "تهذيب الاثار" (475) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (398/12) ، والبغوي في "شرح السنة" (4067) ، والكلاباذي في "بحر الفوائد" (84/1) (87/1) ، والديلمي كما في "زهر الفردوس" (1143) من طرق عن شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي، عن أبي الوازع، عن عبد الله بن مغفل، قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله والله إني لأحبك. فقال له: «انظر ماذا تقول»، قال: والله إني لأحبك، ثلاث مرات، فقال: «إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه»
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب))
وقال البيهقي: ((رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي طَلْحَةَ الرَّاسِبِيِّ تَفَرَّدَ بِهِ))
وشداد بن سعيد ، وثقه أحمد ، وابن معين ، وقال البخاري: ((صَدُوقٌ، فِي حِفْظِهِ بَعْضُ الشَّيْءِ)) ، وقال الدارقطني: ((يُعتبر به)) ، وضعّفه عبد الصمد بن وارث ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوي عندهم)) ، وقال العقيلي: ((لَهُ غَيْرُ حَدِيثٍ لَا يُتَابَعُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا)) ، وقال ابن حجر: ((صدوق يخطىء)).
وأبو الوازع ، وثقه أحمد ، وقال ابن معين في رواية إسحاق بن منصور ، وابن أبي مريم: ((ثقة)) ، بينما قال في رواية الدوري: ((ليس بشئ)) ، وقال ابن عدي: ((ما أعرف لَهُ كثير رواية، وإِنَّما يروي عنه قوم معدودين وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ)) ، وقال النسائي: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن حجر: ((صدوق يهم)).
قلت: ولا يُقبل تفردهما بهذا الإسناد ، والله أعلم.
[حديث أنس]
أخرج البزار (6222) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1397) ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (2438) ، وأبو بكر الأنباري في "حديثه" (113) ، وأبو بكر الأنصاري في "مشيخته" (489) ، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (474/2) ، وعبد الخالق الحنفي في "معجمه" (64) من طرق عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحَزامِيُّ، حدثنا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمٍ الصَّوَّافُ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ قَالَ: " فَاسْتَعِدَّ لِلْفَاقَةِ "
وبكر بن سليم ، قال أبو حاتم: ((شيخ يكتب حديثه)) ، وقال ابن عدي: ((يحدث، عَن أَبِي حازم عَن سهل بْن سعد وعن غيره ما لا يوافقه أحد عَلَيْهِ...وَلِب كْرِ بْنِ سُلَيْمٍ غَيْرَ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ قَلِيلٌ وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، ولاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَهو مِنْ جُمْلَةِ الضُّعَفَاءِ الَّذِينَ يُكْتَبُ حَدِيثُهُمْ)).
وتُوبع بكر بن سليم ، فأخرج قوام السنة في "الترغيب والترهيب" (2352) ، وأبو زرعة المقدسي في "صفوة التصوف" (513) عن أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو حُذَافَةَ، قَالَ: نا كَثِيرُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخُو إِسْمَاعِيلَ أَسَنُّ مِنْهُ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسٍ به.
وأحمد بن إسماعيل ، كذّبه الفضل بن سهل ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((متروك الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((حَدَّثَ عَنْ مَالِكٍ الموطأ، وَحَدَّثَ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ بِالْبَوَاطِيلِ ...وَأَنْكَرُ مَا رَأَيْتُ لأَبِي حُذَافَةَ هَذَا عَنْ مَالِكٍ أَحَادِيثُ مَنَاكِيرُ، وَمَا رواه عن غيره فمحتمل)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف الحديث، كان مغفلاً، روى «الموطأ» عن مالك مستقيمًا، وأدخلت عليه أحاديث عن مالك في غير «الموطأ» فقبلها لا يحتج به)) ، وقال الخطيب: ((لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَتَعَمَّدُ البَاطِلَ)) ، وقال ابن عبد البر: ((ضعفه بعضهم، وليس بالقوي عندهم)) ، وقال مسلمة بن قاسم: ((ضعيف في مالك جدا وليس هو بحجة في الحديث)) ، وقال الخليلي: ((متروك الحديث ضعيف)) ، وقال أبو عبد الله الحاكم: ((متروك لا يختلف فيه)) ، وقال ابن حبان: ((يَأْتِي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات حَتَّى شهد من الْحَدِيث صناعته أَنَّهَا معلولة)).
وكثير بن جعفر ، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (217/7) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (150/7) ، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وذكره ابن حبان - على قاعدته - في "الثقات" (25/9) ، وهو مجهول الحال.
[حديث أبي سعيد الخدري]
أخرج أحمد (11379) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1399) (9958) ، وأبو منصور الخوجاني في "أحاديث منتخبة من أجزائه" (8) ، والسرقسطي في "الدلائل" (315) من طرق عن ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ فَقَالَ: " اصْبِرْ أَبَا سَعِيدٍ، فَإِنَّ الْفَقْرَ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي أَسْرَعُ مِنَ السَّيْلِ من أَعَلَى الْوَادِي أَوْ مِنْ أَعَلَى الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ "
قال البيهقي: ((هَذَا مُرْسَلٌ)).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (274/10): ((رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنَّهُ شِبْهُ الْمُرْسَلِ)).
قلت: رجاله ثقات ، ولكنه معلول بالانقطاع بين عمرو بن الحارث ، وسعيد بن أبي سعيد.
وأخرج أبو علي بن فضالة في "فوائده" (12) عن مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ كَامِلٍ، نا مَضَّاءُ بْنُ حَرْبٍ الْبَكْرِيُّ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي طَوَالَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ مَنْ أَحَبَّنِي وَأَطَاعَ أَمْرِي فَأَقِلَّ لَهُ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ، اللَّهُمَّ وَمَنْ أَبْغَضَنِي وَعَصَى أَمْرِي فَأَكْثِرْ لَهُ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ»
ومضاء البكري ، لم أجده.
وشقيق بن إبراهيم الأزدي ، قال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الحافظ الإدريسي: ((روى أحاديث مناكير في الزهديات وغيرها. لم يكن من أهل الصناعة في الحديث، وقلما حدث عنه أيضا من يوثق بروايته، فلذلك لا يعتمد على روايته)) ، وأورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: ((روى اليسير، لا يحتج به))
وعباد بن كثير ، الظاهر أنه الشامي ، وهو ضعيف.
[حديث علي بن أبي طالب]
أخرج ابن ماجه (2446) مختصراً ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (11649) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (385/6) (374/42) ، وأبو القاسم الحلبي في "حديثه" (5) من طرق عن الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَصَابَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصَاصَةٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَخَرَجَ يَلْتَمِسُ عَمَلًا لَيُصِيبَ مِنْهُ شَيْئًا يَبْعَثُ بِهِ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى بُسْتَانًا لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ فَاسْتَقَى لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ دَلْوًا، كُلُّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَخَيَّرَهُ الْيَهُودِيُّ مِنْ تَمْرِهِ سَبْعَ عَشْرَةَ تَمْرَةً عَجْوَةً، فَجَاءَ بِهَا إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ هَذَا يَا أَبَا الْحَسَنِ؟ " قَالَ: بَلَغَنِي مَا بِكَ مِنِ الْخَصَاصَةِ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَخَرَجْتُ أَلْتَمِسُ عَمَلًا لِأُصِيبَ لَكَ طَعَامًا، قَالَ: " فَحَمَلَكَ عَلَى هَذَا حُبُّ اللهِ وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ مَا مِنْ عَبْدٍ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ إِلَّا الْفَقْرُ أَسْرَعَ إِلَيْهِ مِنْ جِرْيَةِ السَّيْلِ عَلَى وَجْهِهِ، مَنْ أَحَبَّ اللهَ وَرَسُولَهُ فَلْيُعِدَّ تِجْفَافًا "، يَعْنِي الصَّبْرَ.
وحنش ، وهو الحسين بن قيس ، متروك الحديث.
وقد وردت قصة التمر ، من طرق أخرى ، ليس فيها محل الشاهد. انظر تخريجها في "إرواء الغليل" (313/5).
وورد من طريق اخر موقوفاً بلفظ "من أحبنا -أهل البيت- فليعد للفقر جلبابًا، أو تجفافًا"
أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" (358/4) معلقاً ، فقال: ((يُروى ذلك عن عوفٍ عن عبد الله بن عمرو بن هندٍ عن علي)).
وأخرجه الدوري موصولا في "تاريخ ابن معين" (1387) عن هَوْذَة بن خَليفَة قَالَ حَدثنَا عَوْف عَن عبد الله بن عَمْرو بن هِنْد الْجملِي قَالَ قَالَ على بن أَبى طَالب وَالله للفقر أسْرع إِلَى من يحبنا من ركض البراذين.
وهذا منقطع ، أخرج أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (214) عن عوف الأعرابي ، حديثاً اخر بنفس السند عن علي ، وقال: ((لم يسمعهُ [عبد الله بن عمرو بن هند] من عَليّ)) ، وقال ابن عبد البر: ((لم يسمع عبد الله بن عمرو بن هند من على رضى الله عنه)).
[حديث أبي هريرة]
أخرج ابن ماجه (2448) مختصراً ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1400) ، والطبري في "تهذيب الاثار" (467) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (115/4) ، وقوام السنة في "الترغيب والترهيب" (2350) ، والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (333) ، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (2980) ، وابن شاهين في "الترغيب" (312) من طرق عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَالِي أَرَى لَوْنَكَ مُنْكَفِئًا؟ قَالَ: الْخُمْصُ فَانْطَلَقَ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى رَحْلِهِ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَخَرَجَ يَطْلُبُ فَإِذَا هُوَ بِيَهُودِيٍّ يَسْقِي نَخْلًا لَهُ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْيَهُودِيِّ: أَسْقِي لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ كُلُّ دَلْوٍ بتمَرَةٌ وَاشتَرَطَ عَلَيْهِ الْأَنْصَارِيُّ أَنْ لَا يَأْخُذَ فيه خَدِرَةً وَلَا تارزةً وَلَا حَشَفَةً، وَلَا يَأْخُذَ إِلَّا جَيِّدَةً فَاسْتَقَى لَهُ بنَحْوٍ مِنْ صَاعَيْنِ تَمْرًا، فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ " فَأَخْبَرَهُ الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا أُتِيَ بِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ بِصَاعٍ، وَأَكَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ صَاعًا، وَقَالَ للأنْصَارِيُّ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأُحِبُّكَ، قَالَ: " إِنْ كُنْتَ تُحِبُّنِي فَأَعِدَّ لِلْبَلَاءِ تِجْفَافًا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلْبَلَاءُ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ الْمَاءِ الْجَارِي مِنْ قُلَّةِ الْجَبَلِ إِلَى حَضِيضِ الْأَرْضِ "، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ فَمَنْ أَحَبَّنِي فَارْزُقْهُ الْعَفَافَ وَالْكِفَافَ، وَمَنْ أَبْغَضَنِي فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهَ "
وعبد الله بن سعيد المقبري ، قال ابن كثير في "طبقات الشافعيين" (308/1): ((متروك الحديث عند جمهور الأئمة)) ، وهو كما قال.
[حديث عنمة الجهني]
أخرج الطبراني (155) ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5602) عن رُفَيْعُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَنَمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ إِنَّهُ لَيَسُوءُنِي الَّذِي أَرَى بِوَجْهِكَ عَمَّا هُوَ؟ قَالَ: فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَجْهِ الرَّجُلِ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «الْجُوعُ» ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَعْدُو أَوْ شَبِيهًا بِالْعَدُوِّ، حَتَّى أَتَى بَيْتَهُ فَالْتَمَسَ فِيهِ الطَّعَامَ، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَخَرَجَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَآجَرَ نَفْسَهُ عَلَى كُلِّ دَلْوٍ يَنْزِعُهَا بِتَمْرَةٍ، حَتَّى جَمَعَ حَفْنَةً أَوْ كَفًّا مِنْ تَمْرٍ، ثُمَّ رَجَعَ بِالتَّمْرِ حَتَّى وَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسِهِ لَمْ يَرِمْ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: كُلْ، أَيْ رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا التَّمْرُ؟» ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ» ، قَالَ: أَجَلْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وَوَلَدِي، وَأَهِلِّي، وَمَالِي، قَالَ: «أَمَّا لَا فَاصْطَبِرْ لِلْفَاقَةِ، وَأَعِدَّ لِلْبَلَاءِ تِجْفَافًا، فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَهُمَا أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنْ هُبُوطِ الْمَاءِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ»
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (313/10): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ)).
وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (612/4): ((في سنده من لا يعرف)).
وقال السخاوي في "الأجوبة المرضية" (52/1): ((فيه مجاهيل)).
قلت: رفيع بن خالد ، ومن فوقه مجهولون.
[حديث أبي ذر]
أخرج الحاكم في "المستدرك" (7944) عن إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهَ» قَالَ: اللَّهَ، قَالَ: «فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافًا فَإِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنَا مِنَ السَّيْلِ مِنْ أَعْلَى الْأَكَمَةِ إِلَى أَسْفَلِهَا»
قال الحاكم: ((هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ)).
وأُعلّ بالإنقطاع بين عبد الله بن أبي طلحة ، وأبي ذر ، والله أعلم.
[حديث كعب بن عجرة]
أخرج الطبراني في "المعجم الأوسط" (7157) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (146/50) عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، ثَنَا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَمُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَرَأَيْتُهُ مُتَغَيِّرًا قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا لِيَ أَرَاكَ مُتَغَيِّرًا؟ قَالَ: «مَا دَخَلَ جَوْفِي مَا يَدْخُلُ جَوْفَ ذَاتِ كَبِدٍ مُنْذُ ثَلَاثٍ» قَالَ: فَذَهَبْتُ فَإِذَا يَهُودِيٌّ يَسْقِي إِبِلًا لَهُ، فَسَقَيْتُ لَهُ، عَلَى كُلِّ دَلْوٍ تَمْرَةٌ، فَجَمَعْتُ تَمْرًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ لَكَ يَا كَعْبُ؟» ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتُحِبُّنِي يَا كَعْبُ؟» ، قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ، نَعَمْ قَالَ: «إِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ السَّيْلِ إِلَى مَعَادِنِهِ، وَإِنَّهُ سَيُصِيبُكَ بَلَاءٌ، فَأَعِدَّ لَهُ تَجْفَافًا» قَالَ: فَقْدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا فَعَلَ كَعْبٌ؟» ، قَالُوا: مَرِيضٌ، فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَبْشِرْ يَا كَعْبُ» ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ يَا كَعْبُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذِهِ الْمُتَأَلِّيَة ُ عَلَى اللَّهِ؟» قَالَ: هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَا يُدْرِيكِ يَا أَمَّ كَعْبٍ؟ لَعَلَّ كَعْبًا قَالَ مَا لَا يَنْفَعُهُ، أَوْ مَنَعَ مَا لَا يُغْنِيهِ»
وقال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ كَعْبٍ إِلَّا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، تَفَرَّدَ بِهِ: ضِمَامٌ)).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (314/10): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ))
ومحمد بن عبد الرحيم التستري ، شيخ الطبراني ، مجهول الحال ، وقد خُولف في متنه ، فأخرجه ابن أبي الدنيا عن أحمد بن عيسى المصري بإسناده عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدَ كَعْبًا فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَرِيضٌ، فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى أَتَاهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: «أَبْشِرْ يَا كَعْبُ» فَقَالَتْ أُمُّهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ يَا كَعْبُ. فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ الْمُتَآلِيَةُ عَلَى اللَّهِ؟» قَالَ: هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكِ يَا أُمَّ كَعْبٍ، لَعَلَّ كَعْبًا قَالَ مَا لَا يَعْنِيهِ، أَوْ مَنَعَ مَا لَا يُغْنِيهُ»
وهذا أصح.
[حديث مرة بن عباد]
أخرج ابن قانع في "معجم الصحابة" (58/3) عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ عَبَّادٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى بَطْنِهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَشْكُوا قَالَ: «الْجُوعَ» فَبَكَيْتُ , فَقَالَ: «تُحِبُّنِي؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «فَأَعِدَّ لِلفْاقَةِ تِجْفَافًا»
وأبان بن أبي عياش ، اتفقوا على تركه.
[حديث علي بن الحسين]
أخرج الشجري في "الأمالي الخميسية" (768) عن أَبي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَافِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ: يَابْنَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ وَأَهْلَ بَيْتِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَاسْتَعِدْ لِلِفَقْرِ جِلْبَابًا» مَا ذَلِكَ الْفَقْرُ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، هُوَ الْفَقْرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَوْ جُعِلَتِ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا لِمُؤْمِنٍ مَا فَرِحَ بِهَا، وَلَوْ صُرِفَتْ بِكُلِّيَّتِهَا مَا حَزِنَ عَلَيْهَا، وَإِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا يَسْكُنُونَ إِلَى شَيْءٍ دُونَهُ.
وهذا إسناد مظلم مسلسل بالمجاهيل.
تنبيه: حديث «اللَّهُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي، وَعَلِمَ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَقْلِلْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَعَجِّلْ لَهُ الْقَضَاءَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، وَلَمْ يُصَدِّقْنِي، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ»
حديث حسن ، وانظر تخريجه في "أنيس الساري" (909/2).
والله أعلم.
أخرج الترمذي (2350) ، وابن حبان في "ًصحيحه" (2922) ، والروياني (872) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1398) ، والطبري في "تهذيب الاثار" (475) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (398/12) ، والبغوي في "شرح السنة" (4067) ، والكلاباذي في "بحر الفوائد" (84/1) (87/1) ، والديلمي كما في "زهر الفردوس" (1143) من طرق عن شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي، عن أبي الوازع، عن عبد الله بن مغفل، قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله والله إني لأحبك. فقال له: «انظر ماذا تقول»، قال: والله إني لأحبك، ثلاث مرات، فقال: «إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه»
قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب))
وقال البيهقي: ((رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي طَلْحَةَ الرَّاسِبِيِّ تَفَرَّدَ بِهِ))
وشداد بن سعيد ، وثقه أحمد ، وابن معين ، وقال البخاري: ((صَدُوقٌ، فِي حِفْظِهِ بَعْضُ الشَّيْءِ)) ، وقال الدارقطني: ((يُعتبر به)) ، وضعّفه عبد الصمد بن وارث ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوي عندهم)) ، وقال العقيلي: ((لَهُ غَيْرُ حَدِيثٍ لَا يُتَابَعُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا)) ، وقال ابن حجر: ((صدوق يخطىء)).
وأبو الوازع ، وثقه أحمد ، وقال ابن معين في رواية إسحاق بن منصور ، وابن أبي مريم: ((ثقة)) ، بينما قال في رواية الدوري: ((ليس بشئ)) ، وقال ابن عدي: ((ما أعرف لَهُ كثير رواية، وإِنَّما يروي عنه قوم معدودين وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ)) ، وقال النسائي: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن حجر: ((صدوق يهم)).
قلت: ولا يُقبل تفردهما بهذا الإسناد ، والله أعلم.
[حديث أنس]
أخرج البزار (6222) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1397) ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (2438) ، وأبو بكر الأنباري في "حديثه" (113) ، وأبو بكر الأنصاري في "مشيخته" (489) ، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (474/2) ، وعبد الخالق الحنفي في "معجمه" (64) من طرق عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحَزامِيُّ، حدثنا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمٍ الصَّوَّافُ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ قَالَ: " فَاسْتَعِدَّ لِلْفَاقَةِ "
وبكر بن سليم ، قال أبو حاتم: ((شيخ يكتب حديثه)) ، وقال ابن عدي: ((يحدث، عَن أَبِي حازم عَن سهل بْن سعد وعن غيره ما لا يوافقه أحد عَلَيْهِ...وَلِب كْرِ بْنِ سُلَيْمٍ غَيْرَ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ قَلِيلٌ وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، ولاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَهو مِنْ جُمْلَةِ الضُّعَفَاءِ الَّذِينَ يُكْتَبُ حَدِيثُهُمْ)).
وتُوبع بكر بن سليم ، فأخرج قوام السنة في "الترغيب والترهيب" (2352) ، وأبو زرعة المقدسي في "صفوة التصوف" (513) عن أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو حُذَافَةَ، قَالَ: نا كَثِيرُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخُو إِسْمَاعِيلَ أَسَنُّ مِنْهُ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسٍ به.
وأحمد بن إسماعيل ، كذّبه الفضل بن سهل ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((متروك الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((حَدَّثَ عَنْ مَالِكٍ الموطأ، وَحَدَّثَ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ بِالْبَوَاطِيلِ ...وَأَنْكَرُ مَا رَأَيْتُ لأَبِي حُذَافَةَ هَذَا عَنْ مَالِكٍ أَحَادِيثُ مَنَاكِيرُ، وَمَا رواه عن غيره فمحتمل)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف الحديث، كان مغفلاً، روى «الموطأ» عن مالك مستقيمًا، وأدخلت عليه أحاديث عن مالك في غير «الموطأ» فقبلها لا يحتج به)) ، وقال الخطيب: ((لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَتَعَمَّدُ البَاطِلَ)) ، وقال ابن عبد البر: ((ضعفه بعضهم، وليس بالقوي عندهم)) ، وقال مسلمة بن قاسم: ((ضعيف في مالك جدا وليس هو بحجة في الحديث)) ، وقال الخليلي: ((متروك الحديث ضعيف)) ، وقال أبو عبد الله الحاكم: ((متروك لا يختلف فيه)) ، وقال ابن حبان: ((يَأْتِي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات حَتَّى شهد من الْحَدِيث صناعته أَنَّهَا معلولة)).
وكثير بن جعفر ، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (217/7) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (150/7) ، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وذكره ابن حبان - على قاعدته - في "الثقات" (25/9) ، وهو مجهول الحال.
[حديث أبي سعيد الخدري]
أخرج أحمد (11379) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1399) (9958) ، وأبو منصور الخوجاني في "أحاديث منتخبة من أجزائه" (8) ، والسرقسطي في "الدلائل" (315) من طرق عن ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ فَقَالَ: " اصْبِرْ أَبَا سَعِيدٍ، فَإِنَّ الْفَقْرَ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي أَسْرَعُ مِنَ السَّيْلِ من أَعَلَى الْوَادِي أَوْ مِنْ أَعَلَى الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ "
قال البيهقي: ((هَذَا مُرْسَلٌ)).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (274/10): ((رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنَّهُ شِبْهُ الْمُرْسَلِ)).
قلت: رجاله ثقات ، ولكنه معلول بالانقطاع بين عمرو بن الحارث ، وسعيد بن أبي سعيد.
وأخرج أبو علي بن فضالة في "فوائده" (12) عن مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ كَامِلٍ، نا مَضَّاءُ بْنُ حَرْبٍ الْبَكْرِيُّ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي طَوَالَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ مَنْ أَحَبَّنِي وَأَطَاعَ أَمْرِي فَأَقِلَّ لَهُ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ، اللَّهُمَّ وَمَنْ أَبْغَضَنِي وَعَصَى أَمْرِي فَأَكْثِرْ لَهُ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ»
ومضاء البكري ، لم أجده.
وشقيق بن إبراهيم الأزدي ، قال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الحافظ الإدريسي: ((روى أحاديث مناكير في الزهديات وغيرها. لم يكن من أهل الصناعة في الحديث، وقلما حدث عنه أيضا من يوثق بروايته، فلذلك لا يعتمد على روايته)) ، وأورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: ((روى اليسير، لا يحتج به))
وعباد بن كثير ، الظاهر أنه الشامي ، وهو ضعيف.
[حديث علي بن أبي طالب]
أخرج ابن ماجه (2446) مختصراً ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (11649) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (385/6) (374/42) ، وأبو القاسم الحلبي في "حديثه" (5) من طرق عن الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَصَابَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصَاصَةٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَخَرَجَ يَلْتَمِسُ عَمَلًا لَيُصِيبَ مِنْهُ شَيْئًا يَبْعَثُ بِهِ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى بُسْتَانًا لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ فَاسْتَقَى لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ دَلْوًا، كُلُّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَخَيَّرَهُ الْيَهُودِيُّ مِنْ تَمْرِهِ سَبْعَ عَشْرَةَ تَمْرَةً عَجْوَةً، فَجَاءَ بِهَا إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ هَذَا يَا أَبَا الْحَسَنِ؟ " قَالَ: بَلَغَنِي مَا بِكَ مِنِ الْخَصَاصَةِ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَخَرَجْتُ أَلْتَمِسُ عَمَلًا لِأُصِيبَ لَكَ طَعَامًا، قَالَ: " فَحَمَلَكَ عَلَى هَذَا حُبُّ اللهِ وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ مَا مِنْ عَبْدٍ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ إِلَّا الْفَقْرُ أَسْرَعَ إِلَيْهِ مِنْ جِرْيَةِ السَّيْلِ عَلَى وَجْهِهِ، مَنْ أَحَبَّ اللهَ وَرَسُولَهُ فَلْيُعِدَّ تِجْفَافًا "، يَعْنِي الصَّبْرَ.
وحنش ، وهو الحسين بن قيس ، متروك الحديث.
وقد وردت قصة التمر ، من طرق أخرى ، ليس فيها محل الشاهد. انظر تخريجها في "إرواء الغليل" (313/5).
وورد من طريق اخر موقوفاً بلفظ "من أحبنا -أهل البيت- فليعد للفقر جلبابًا، أو تجفافًا"
أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" (358/4) معلقاً ، فقال: ((يُروى ذلك عن عوفٍ عن عبد الله بن عمرو بن هندٍ عن علي)).
وأخرجه الدوري موصولا في "تاريخ ابن معين" (1387) عن هَوْذَة بن خَليفَة قَالَ حَدثنَا عَوْف عَن عبد الله بن عَمْرو بن هِنْد الْجملِي قَالَ قَالَ على بن أَبى طَالب وَالله للفقر أسْرع إِلَى من يحبنا من ركض البراذين.
وهذا منقطع ، أخرج أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (214) عن عوف الأعرابي ، حديثاً اخر بنفس السند عن علي ، وقال: ((لم يسمعهُ [عبد الله بن عمرو بن هند] من عَليّ)) ، وقال ابن عبد البر: ((لم يسمع عبد الله بن عمرو بن هند من على رضى الله عنه)).
[حديث أبي هريرة]
أخرج ابن ماجه (2448) مختصراً ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1400) ، والطبري في "تهذيب الاثار" (467) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (115/4) ، وقوام السنة في "الترغيب والترهيب" (2350) ، والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (333) ، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (2980) ، وابن شاهين في "الترغيب" (312) من طرق عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَالِي أَرَى لَوْنَكَ مُنْكَفِئًا؟ قَالَ: الْخُمْصُ فَانْطَلَقَ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى رَحْلِهِ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَخَرَجَ يَطْلُبُ فَإِذَا هُوَ بِيَهُودِيٍّ يَسْقِي نَخْلًا لَهُ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْيَهُودِيِّ: أَسْقِي لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ كُلُّ دَلْوٍ بتمَرَةٌ وَاشتَرَطَ عَلَيْهِ الْأَنْصَارِيُّ أَنْ لَا يَأْخُذَ فيه خَدِرَةً وَلَا تارزةً وَلَا حَشَفَةً، وَلَا يَأْخُذَ إِلَّا جَيِّدَةً فَاسْتَقَى لَهُ بنَحْوٍ مِنْ صَاعَيْنِ تَمْرًا، فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ " فَأَخْبَرَهُ الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا أُتِيَ بِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ بِصَاعٍ، وَأَكَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ صَاعًا، وَقَالَ للأنْصَارِيُّ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأُحِبُّكَ، قَالَ: " إِنْ كُنْتَ تُحِبُّنِي فَأَعِدَّ لِلْبَلَاءِ تِجْفَافًا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلْبَلَاءُ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ الْمَاءِ الْجَارِي مِنْ قُلَّةِ الْجَبَلِ إِلَى حَضِيضِ الْأَرْضِ "، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ فَمَنْ أَحَبَّنِي فَارْزُقْهُ الْعَفَافَ وَالْكِفَافَ، وَمَنْ أَبْغَضَنِي فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهَ "
وعبد الله بن سعيد المقبري ، قال ابن كثير في "طبقات الشافعيين" (308/1): ((متروك الحديث عند جمهور الأئمة)) ، وهو كما قال.
[حديث عنمة الجهني]
أخرج الطبراني (155) ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5602) عن رُفَيْعُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَنَمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ إِنَّهُ لَيَسُوءُنِي الَّذِي أَرَى بِوَجْهِكَ عَمَّا هُوَ؟ قَالَ: فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَجْهِ الرَّجُلِ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «الْجُوعُ» ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَعْدُو أَوْ شَبِيهًا بِالْعَدُوِّ، حَتَّى أَتَى بَيْتَهُ فَالْتَمَسَ فِيهِ الطَّعَامَ، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَخَرَجَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَآجَرَ نَفْسَهُ عَلَى كُلِّ دَلْوٍ يَنْزِعُهَا بِتَمْرَةٍ، حَتَّى جَمَعَ حَفْنَةً أَوْ كَفًّا مِنْ تَمْرٍ، ثُمَّ رَجَعَ بِالتَّمْرِ حَتَّى وَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسِهِ لَمْ يَرِمْ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: كُلْ، أَيْ رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا التَّمْرُ؟» ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ» ، قَالَ: أَجَلْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وَوَلَدِي، وَأَهِلِّي، وَمَالِي، قَالَ: «أَمَّا لَا فَاصْطَبِرْ لِلْفَاقَةِ، وَأَعِدَّ لِلْبَلَاءِ تِجْفَافًا، فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَهُمَا أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنْ هُبُوطِ الْمَاءِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ»
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (313/10): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ)).
وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (612/4): ((في سنده من لا يعرف)).
وقال السخاوي في "الأجوبة المرضية" (52/1): ((فيه مجاهيل)).
قلت: رفيع بن خالد ، ومن فوقه مجهولون.
[حديث أبي ذر]
أخرج الحاكم في "المستدرك" (7944) عن إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهَ» قَالَ: اللَّهَ، قَالَ: «فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافًا فَإِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنَا مِنَ السَّيْلِ مِنْ أَعْلَى الْأَكَمَةِ إِلَى أَسْفَلِهَا»
قال الحاكم: ((هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ)).
وأُعلّ بالإنقطاع بين عبد الله بن أبي طلحة ، وأبي ذر ، والله أعلم.
[حديث كعب بن عجرة]
أخرج الطبراني في "المعجم الأوسط" (7157) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (146/50) عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، ثَنَا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَمُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَرَأَيْتُهُ مُتَغَيِّرًا قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا لِيَ أَرَاكَ مُتَغَيِّرًا؟ قَالَ: «مَا دَخَلَ جَوْفِي مَا يَدْخُلُ جَوْفَ ذَاتِ كَبِدٍ مُنْذُ ثَلَاثٍ» قَالَ: فَذَهَبْتُ فَإِذَا يَهُودِيٌّ يَسْقِي إِبِلًا لَهُ، فَسَقَيْتُ لَهُ، عَلَى كُلِّ دَلْوٍ تَمْرَةٌ، فَجَمَعْتُ تَمْرًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ لَكَ يَا كَعْبُ؟» ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتُحِبُّنِي يَا كَعْبُ؟» ، قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ، نَعَمْ قَالَ: «إِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ السَّيْلِ إِلَى مَعَادِنِهِ، وَإِنَّهُ سَيُصِيبُكَ بَلَاءٌ، فَأَعِدَّ لَهُ تَجْفَافًا» قَالَ: فَقْدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا فَعَلَ كَعْبٌ؟» ، قَالُوا: مَرِيضٌ، فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَبْشِرْ يَا كَعْبُ» ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ يَا كَعْبُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذِهِ الْمُتَأَلِّيَة ُ عَلَى اللَّهِ؟» قَالَ: هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَا يُدْرِيكِ يَا أَمَّ كَعْبٍ؟ لَعَلَّ كَعْبًا قَالَ مَا لَا يَنْفَعُهُ، أَوْ مَنَعَ مَا لَا يُغْنِيهِ»
وقال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ كَعْبٍ إِلَّا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، تَفَرَّدَ بِهِ: ضِمَامٌ)).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (314/10): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ))
ومحمد بن عبد الرحيم التستري ، شيخ الطبراني ، مجهول الحال ، وقد خُولف في متنه ، فأخرجه ابن أبي الدنيا عن أحمد بن عيسى المصري بإسناده عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدَ كَعْبًا فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَرِيضٌ، فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى أَتَاهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: «أَبْشِرْ يَا كَعْبُ» فَقَالَتْ أُمُّهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ يَا كَعْبُ. فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ الْمُتَآلِيَةُ عَلَى اللَّهِ؟» قَالَ: هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكِ يَا أُمَّ كَعْبٍ، لَعَلَّ كَعْبًا قَالَ مَا لَا يَعْنِيهِ، أَوْ مَنَعَ مَا لَا يُغْنِيهُ»
وهذا أصح.
[حديث مرة بن عباد]
أخرج ابن قانع في "معجم الصحابة" (58/3) عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ عَبَّادٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى بَطْنِهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَشْكُوا قَالَ: «الْجُوعَ» فَبَكَيْتُ , فَقَالَ: «تُحِبُّنِي؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «فَأَعِدَّ لِلفْاقَةِ تِجْفَافًا»
وأبان بن أبي عياش ، اتفقوا على تركه.
[حديث علي بن الحسين]
أخرج الشجري في "الأمالي الخميسية" (768) عن أَبي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَافِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ: يَابْنَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ وَأَهْلَ بَيْتِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَاسْتَعِدْ لِلِفَقْرِ جِلْبَابًا» مَا ذَلِكَ الْفَقْرُ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، هُوَ الْفَقْرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَوْ جُعِلَتِ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا لِمُؤْمِنٍ مَا فَرِحَ بِهَا، وَلَوْ صُرِفَتْ بِكُلِّيَّتِهَا مَا حَزِنَ عَلَيْهَا، وَإِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا يَسْكُنُونَ إِلَى شَيْءٍ دُونَهُ.
وهذا إسناد مظلم مسلسل بالمجاهيل.
تنبيه: حديث «اللَّهُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي، وَعَلِمَ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَقْلِلْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَعَجِّلْ لَهُ الْقَضَاءَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، وَلَمْ يُصَدِّقْنِي، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ»
حديث حسن ، وانظر تخريجه في "أنيس الساري" (909/2).
والله أعلم.