تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل ثبت أن السم من شراب أهل النار؟



احمد ابو انس
2021-07-02, 10:10 PM
هل ثبت أن السم من شراب أهل النار؟

محمدعبداللطيف
2021-07-03, 12:28 AM
هل ثبت أن السم من شراب أهل النار؟
طعام أهل النار وشرابهم ولباسهم


طعام أهل النار هو الضريع والزقوم، وشرابهم الحميم والغسلين والغساق،
قال تعالى: لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِن جُوعٍ
والضريع شوك بأرض الحجاز يقال له الشبرق.
وعن ابن عباس: الشبرق: نبت ذو شوك لاطئ بالأرض، فإذا هاج سمي ضريعاً.
وقال قتادة: من أضرع الطعام وأبشعه.
وهذا الطعام الذي يأكله أهل النار لا يفيدهم، فلا يجدون لذة، ولا تنتفع به أجسادهم، فأكلهم له نوع من أنواع العذاب.
وقال تعالى: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ
وقد وصف شجرة الزقوم في آية أخرى فقال: أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإٍلَى الْجَحِيمِ
وقال في موضع آخر:
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ
. ويؤخذ من هذه الآيات أن هذه الشجرة شجرة خبيثة، جذورها تضرب في قعر النار، وفروعها تمتد في أرجائها، وثمر هذه الشجرة قبيح المنظر
ولذلك شبهه برؤوس الشياطين، وقد استقر في النفوس قبح رؤوسهم وإن كانوا لا يرونهم،
ومع خبث هذه الشجرة وخبث طلعها،
إلا أن أهل النار يلقى عليهم الجوع بحيث لا يجدون مفراً من الأكل منها إلى درجة ملء البطون،
فإذا امتلأت بطونهم أخذت تغلي في أجوافهم كما يغلي دردي الزيت،
فيجدون لذلك آلاماً مبرحة،
فإذا بلغت الحال بهم هذا المبلغ اندفعوا إلى الحميم،
وهو الماء الحار الذي تناهى حره، فشربوا منه كشرب الإبل التي تشرب وتشرب ولا تروى لمرض أصابها،
وعند ذلك يقطع الحميم أمعاءهم وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ
هذه هي ضيافتهم في ذلك اليوم العظيم،
أعاذنا الله من حال أهل النار بمنه وكرمه
. وإذا أكل أهل النار هذا الطعام الخبيث من الضريع والزقوم غصوا به لقبحه وخبثه وفساده
إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا
، والطعام ذو الغصة هو الذي يغص به آكله، إذ يقف في حلقه.
ومن طعام أهل النار الغسلين،
قال تعالى: فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِؤُونَ
، وقال تعالى: هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَساقٌ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ
والغسلين والغساق بمعنى واحد، وهو ما سال من جلود أهل النار من القيح والصديد،
وقيل: ما يسيل من فروج النساء الزواني ومن نتن لحوم الكفرة وجلودهم،
وقال القرطبي: هو عصارة أهل النار
. وقد أخبر الحق أن الغسلين واحد من أنواع كثيرة تشبه هذا النوع في فظاعته وشناعته.
أما شرابهم فهو الحميم،
قال تعالى:
وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ
، وقال: وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنا أَعْتَدْنَا لِلظالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا
، وقال: وَيُسْقَى مِن ماء صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ
، وقال: هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَساقٌ
وقد ذكرت هذه الآيات أربعة أنواع من شراب أهل النار:
الأول:
الحميم، وهو الماء الحار الذي تناهي حره، كما قال تعالى: يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ
، والـ (آن): هو الذي انتهى حره،
وقال: تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ، وهي التي انتهى حرها فليس بعدها حر.
النوع الثاني: الغساق ...
النوع الثالث:
الصديد، وهو ما يسيل من لحم الكافر وجلده،
وفي (صحيح مسلم) عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم ((إن على الله عهداً لمن شرب المسكرات ليسقيه طينة الخبال. قالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار)) .
الرابع: المهل
وقال ابن عباس: في تفسير المهل: ((غليظ كدردي الزيت))
وأما لباس أهل النار
فقد أخبرنا الحق تبارك وتعالى أنه يُفصّل لأهل النار حلل من النار،
كما قال تعالى:
فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ
. وكان إبراهيم التيمي إذا تلا هذه الآية
يقول: سبحان من خلق من النار ثياباً.
وقال تعالى: وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النارُ.
والقطران: هو النحاس المذاب.
وفي (صحيح مسلم) عن أبي مالك الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم قال:
((النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة، وعليها سربال من قطران ودرع وخرجه ابن ماجه ولفظه:
((النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثياباً من قطران ودرعاً من جرب))
[الوسوعة العقدية]

يوسف بن سلامة
2021-07-03, 01:08 AM
هل ثبت أن السم من شراب أهل النار؟
الحمد لله
يقول عليه الصلاة والسلام
ما من ذي رحم يأتي رحمه فيسأله فضلا أعطاه الله إياه فيبخل عليه
إلا أخرج له يوم القيامة من جهنم حية يقال لها شجاع يتلمظ فيطوق به . انتهى .
والشجاع هو الذكر من الحيات .
فلعل هذا يدل على تعذيبهم بالسم .
ولا أدري حديث الذي يذكر في العقارب والتنين صحيحة .
فإن صحت فتعذيبهم بالسم واضح أيضاً .
وأما تعذيبهم بشراب من سم فلم أعلم بهذا النوع من العذاب .
والله أعلم .
رحماك بنا ربنا .
جزاكم الله خيراً ،،،

احمد ابو انس
2021-07-03, 02:09 PM
جزاكم الله خيرا .

احمد ابو انس
2021-07-03, 02:13 PM
المجلد: السلسلة الصحيحة
رقم الحديث: 2548
الحديث: “ ما من ذي رحم يأتي رحمه فيسأله فضلا أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج له يوم القيامة من جهنم حية يقال لها : شجاع , يتلمظ , فيطوق به “ .
قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 6 / 104 :أخرجه الطبراني في “ الكبير “ ( 1 / 235 / 2 - النسخة العتيقة ) و “ الأوسط “ ( 2 / 42 / 1 / 5723 ) عن عبد الله بن أبي زياد القطواني : أخبرنا إسحاق بن الربيع العصفري عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن # جرير بن عبد الله #‎عن النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير العصفري , و قد روى عنه جمع آخر من الثقات غير القطواني , قال الذهبي : “ ذكره ابن عدي , و ساق له حديثين غريبين , متن الواحد : “ كل معروف صدقة “ . رواه عنه أحمد بن بديل , و إسحاق صدوق إن شاء الله “ . و أقره الحافظ في “ التهذيب “ . و أما في “ التقريب “ فقال : “ مقبول “ . و قال المنذري ( 2 / 33 ) , ثم الهيثمي ( 8 / 154 ) : “ رواه الطبراني في “ الأوسط “ و “ الكبير “ بإسناد جيد “ . و للحديث شواهد عند المنذري أحدها في “ سنن أبي داود “ تقدم تخريجه برقم ( 2438 ) .

احمد ابو انس
2021-07-03, 02:37 PM
شرح حديث: من قتل نفسه بحديدة


بَابُ غِلَظِ تَحْرِيمِ قَتْلِ الْإِنْسَانِ نَفْسَهُ، وَأَنَّ مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي النَّارِ، وَأَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ.

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدا فِيهَا أَبَدا. وَمَنْ شَرِبَ سَمّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدا مُخَلَّدا فِيهَا أَبَدا. وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدا مُخَلَّدا فِيهَا أَبَدا».



ترجمة راوي الحديث:
أبو هريرة رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الأول من كتاب الإيمان.



تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم (109)، وأخرجه البخاري في "كتاب الطب" "باب شرب السم والدواء به وبما يخاف منه والخبيث" حديث (5778)، وأخرجه الترمذي في "كتاب الطب" "باب ما جاء فيمن يقتل نفسه بسم أو غيره" حديث (2044)، وأخرجه النسائي في "كتاب الجنائز" "باب ترك الصلاة على من قتل نفسه" حديث (1964).
شرح ألفاظ الحديث:

• (مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ): المقصود هنا السكين وما شابهها لأنها هي التي يُطعن بها ويُقتل، ولفظ الحديدة أعم من السكين فتشمل آلات النجار والحداد وكل ما شأنه أن يقتل.


• (يَتَوَجَّأُ بِهَا): يتوجأ بفتح الواو وتشديد الجيم، ويجوز تسهيل الهمزة بقلبها ألفا ومعناه يطعن.


• (فِي نَارِ جَهَنَّمَ): جهنم اسم لنار الآخرة، سميت بذلك قيل: لبعد قعرها، يقال هذه بئر جهنام أي بعيد قعرها، وقيل: مشتقة من الجهومة وهي الغلظ فسميت بذلك لغلظ أمرها، يقال: جهم الوجه أي غليظه.


• (وَمَنْ شَرِبَ سَمّا): بفتح السين (سَمّاً) ويجوز في السين اللغات الثلاث الفتح والضم والكسر، والفتح أفصحها.


• (يَتَحَسَّاهُ): أي يشربه شيئا فشيئا بتجرع.



• (وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ): أي أسقط نفسه منه، لأنه قال بعدها (فقتل نفسه) وهذا يدل على تعمده ذلك، لأن مجرد التردي من الجبل لا يدل على التعمد.


من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى: الحديث دليل على تحريم الانتحار وهو قتل النفس وأنه كبيرة من كبائر الذنوب.
الفائدة الثانية: الحديث دليل على أن الجزاء من جنس العمل، لأن من يقتل نفسه بحديدة، فسيُعذِّب نفسه بحديدة يوم القيامة، ومن قتل نفسه بسم تحساه، فسيعذِّب نفسه بذلك يوم القيامة، وكذلك من قتل نفسه بالتردي من شاهق، فكذلك سيكون عذابه يوم القيامة، وكل من قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّب به يوم القيامة، وليس الوعيد مخصوصا بما ذُكر في الحديث، ويشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذّب به يوم القيامة" وستأتي هذه الرواية في الحديث القادم.
فكل من قتل نفسه بشيء عُذِّب به يوم القيامة، سواء قتل نفسه برصاص أو شنقا بحبل أو ضرب نفسه يريد قتلها فقتلها ونحو ذلك من صور قتل النفس.



الفائدة الثالثة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خَالِدا فِيهَا أَبَدا" فيه إشكالان:
• الاشكال الأول: الحديث دليل على أن من قتل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم (أبدا) ولم ترد كلمة (أبداً) فيمن قتل مؤمنا متعمدا، قال تعالى: ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا ﴾ فهل معنى هذا أن قتل النفس أعظم جرما من قتل المؤمن متعمدا؟
الجواب: نعم قتل النفس عمدا أشد جرما من قتل المؤمن عمدا من وجهين:
الأول: أن من قتل غيره معه فسحة للتوبة، فلو تاب من هذه الكبيرة بعد القتل تاب الله عليه، بخلاف قاتل نفسه فإنه يموت حال فعله لهذه الكبيرة.


الثاني: أن قاتل غيره قد يكون الحامل له على القتل عداوة بينه وبين الذي قتله، بخلاف قاتل نفسه فإن العداوة بينه وبين ربه جل وعلا، لأنه لا يكون الحامل على الانتحار إلا الجزع وهذا اعتراض على القدر فهو إما أن يكون قاتلا لنفسه جزعا مما أصابه من قدر الله عز وجل، وإما أن يكون جزعا مما أصابه من بني آدم. [انظر التعليق على صحيح مسلم لشيخنا ابن عثيمين (1 /361)].


• الإشكال الثاني: كيف الجمع بين أن المؤمن مآله إلى الجنة وبين حديث الباب الذي يفيد بأن قاتل نفسه سيخلد في النار؟
الجواب: قيل في إيضاح الإشكال عدة أجوبة:
قيل: المقصود بذلك المستحل المعتقد جواز قتل النفس، والمستحل كافر كما بيَّنَّا في أحاديث مضت والكافر مخلد. وقيل: المعنى أن هذا جزاؤه لو لم يتجاوز الله عنه. وقيل: المعنى من الخلود هو طول المكث، فهو سيمكث كثيرا ثم يخرج من آخر الموحدين الذين يخرجون من النار، وهذا مثل قول العرب: خلَّد الله ملكك أو ذكرك، وأبّد الله أيامك، ولا أكلمك أبد الآبدين ونحوها من الألفاظ التي تعني طول المكث وإن كان ظاهرها الخلود، ومعلوم أنه لابد لهذه الدنيا من فناء بما فيها من عباد وبلاد.

وقيل غير ذلك، ما تقدم هو أظهرها والله تعالى أعلم وأحكم.


مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/108134/#ixzz6zYOWULOa

احمد ابو انس
2021-07-03, 04:09 PM
ورواه ابن جرير وابن مردويه من حديث بهز بن حكيم عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ، قال: لا يأتي الرجل مولاه فيسأله من فضل ماله عنده فيمنعه إياه إلا دعي له يوم القيامة شجاع يتلمظ فضله الذي منع لفظ ابن جرير، وقال ابن جرير حدثنا ابن المثنى، حدثنا عبدالأعلى، حدثنا داود عن أبي قزعة، عن رجل، عن النبي ﷺ، قال: ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله من فضل جعله الله عنده، فيبخل به عليه، إلا أخرج له من جهنم شجاع يتلمظ حتى يطوقه ثم رواه من طريق أخرى عن أبي قزعة واسمه حجير بن بيان، عن أبي مالك العبدي موقوفا، ورواه من وجه آخر عن أبي قزعة مرسلا.
الشيخ: وهذا يبين لنا عظم خطر قطيعة الرحم وأن الإنسان إذا جاءه رحمه قريبه يسأله من فضله لفقره وحاجته ثم اعتذر إليه، كان من أسباب كونه يعذب في النار يوم القيامة. قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: لا يدخل الجنة قاطع رحم فقطيعة الرحم من أقبح السيئات، ومن الكبائر، والله أمر بالإحسان إلى القرابات وصلة القرابة وحذر من قطيعتها يقول عز وجل: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ۝ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22، 23] فيجب على القريب الموسر أن يحسن إلى قريبه المعسر وأن يواسيه من ماله ويحسن إليه بزكاة أو غيرها وألا يدعه في حاجة وهو معسر، هذه صلة الرحم التي أوجبها الله، أن تواسيه بمالك وتحسن إليه مما أعطاك الله.

العلامة عبدالعزيز بن باز

احمد ابو انس
2021-07-03, 04:09 PM
https://binbaz.org.sa/old/1416