تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟



علي بن خالد
2021-06-19, 04:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا شك ان مسمى اسم الشرك والضلال والطاغوت والحنيف... يثبت ولو قبل الرسالة كما هو مقرر في عقيدة اهل السنة والجماعة ونصوص الوحي في بيان ذلك كثيرة.
ومسألتي هنا حول اسم الكفر هل يثبت قبل الرسالة واعني بذلك وصف الكفر الذي مرده الى كفر جهل مع عدم قيام الحجة. ولا اقصد بذلك حكم الكفر الذي مرده الى كفر التكذيب او كفر الاعراض او كفر الاستكبار... هذا لا يكون الا بعد الرسالة.
السؤال: ارجو ذكر الادلة الشرعية على ثبوت اسم الكفر (كفر الجهل...) ولو قبل الرسالة؟ و هل في ذلك تعارض مع نقيضه وهو اسم الايمان الذي يثبت بعد الرسالة؟
وبارك الله فيكم.

يوسف بن سلامة
2021-06-19, 06:49 PM
أريد أن أعلم ما فائدة السؤال أعني ما الذي يمكن تقريره بهذا السؤال .
نفهم منك شيئاً قبل إجابة أحد المشايخ عليه .
جزاك الله ألف خير ،،،

علي بن خالد
2021-06-19, 07:36 PM
أريد أن أعلم ما فائدة السؤال أعني ما الذي يمكن تقريره بهذا السؤال .
نفهم منك شيئاً قبل إجابة أحد المشايخ عليه .
جزاك الله ألف خير ،،،

هذه المسالة متعلقة بمحث الاسماء والاحكام الشرعية. اما اهمية هذه المبحث فاذكر لك كلام اهل العلم في ذلك:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ومعرفة حدود الأسماء واجبة ، لاسيما حدود ما أنزل الله على رسوله ) ، الفتاوى 20/37.
وقال رحمه الله أيضاً:
إذَا تَبَيَّنَ ذَلِكَ فَاعْلَمْ أَنَّ ” مَسَائِلَ التَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ ” هِيَ مِنْ مَسَائِلِ ” الْأَسْمَاءِ وَالْأَحْكَامِ ” الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ وَتَتَعَلَّقُ بِهَا الْمُوَالَاةُ وَالْمُعَادَاةُ وَالْقَتْلُ وَالْعِصْمَةُ وَغَيْرُ ذَلِكَ فِي الدَّارِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَوْجَبَ الْجَنَّةَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَحَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ وَهَذَا مِنْ الْأَحْكَامِ الْكُلِّيَّةِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَمَكَانٍ. مجموع الفتاوى (12 / 468)
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله:( وهذه المسائل: أعني مسائل الأسماء والإيمان، والكفر والنفاق، مسائل عظيمة جداً؛ فإن الله عز وجل علَّق بهذه الأسماء السعادة والشقاوة واستحقاق الجنة والنار.
والاختلاف في مسمياتها أول اختلاف وقع في هذه الأمة، وهو خلاف الخوارج للصحابة، حيث أخرج الخوارج عصاة الموحدين من الإسلام بالكلية، وأدخلوهم في دائرة الكفر، وعاملوهم معاملة الكفار، واستحلوا بذلك دماء المسلمين وأقوالهم.
ثم حدث بعدهم خلاف المعتزلة وقولهم بالمنزلة بين المنزلتين.
ثم حدث خلاف المرجئة وقولهم: إن الفاسق مؤمن كامل الإيمان.
وقد صنف العلماء قديماً وحديثاً في هذه المسائل تصانيف متعددة.)
قال الشيخ عبد اللطيف رحمه الله :(وكم هلك بسبب قصور العلم وعدم معرفة الحدود والحقائق من أمة وكم وقع بذلك من غلط وريب وغمة مثال ذلك الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان والجهل بالحقيقتين أو أحدهما أوقع كثيرا من الناس بالشرك وعبادة الصالحين لعدم معرفة الحقائق وتصورها ) منهاج التأسيس.
قال الشيخ عبد الله ابا بطين: (ومما يتعين الاعتناء به معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله لأن الله سبحانه ذم من لا يعرف حدود ما أنزل الله على رسوله فقال تعالى (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) رسالة الانتصار.
اما سبب السؤال فكان بعد اطلاعي على كلام ابن القيم رحمه الله.
قال ابن القيم رحمه الله: الأصل الثاني أن العذاب يستحق بسببين: أحدهما: الإعراض عن الحجة وعدم إرادة العلم بها وبموجبها"، واحد لا يريد أن يتعلم والتعليم ممكن. الثاني: العناد لها بعد قيامها، هذا باب آخر للإثم. قال: "فالأول كفر وإعراض الذي يقول أنا لا أريد أتعلم الدين أصلا، هذا كفر الإعراض لا يتعلمه ولا يعمل به. الثاني: كفر العناد أن يعلم ويرفض. وقال: "فأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل" [طريق الهجرتين: 414].

يوسف بن سلامة
2021-06-19, 08:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ومسألتي هنا حول اسم الكفر هل يثبت قبل الرسالة واعني بذلك وصف الكفر الذي مرده الى كفر جهل مع عدم قيام الحجة.

السؤال: ارجو ذكر الادلة الشرعية على ثبوت اسم الكفر (كفر الجهل...)

وبارك الله فيكم.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تسامحني أخي نسيت أن أرد عليك السلام لشدة تركيزي في المسألة .

نعم أخي أفهم هذا ولكن لو قيل لك أن كفر الجهل كان معروفاً في الجاهلية
فما هو المستفاد من ذلك .
ولو قيل لك ما كان معروفاً فما فائدة ذلك .

وسؤالي بعد هذا
أتراها مسألة لغوية في الجاهلية أم مسألة شرعية في شريعة الجاهلية .
أتكلم عن شعورك ما هو شعورك .
صدقني أخي إني والله لا أعلم حقيقة سؤالك ومنتهاه فلهذا أحاورك .


بارك الله فيك ،،،

محمدعبداللطيف
2021-06-20, 04:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا شك ان مسمى اسم الشرك والضلال والطاغوت والحنيف... يثبت ولو قبل الرسالة كما هو مقرر في عقيدة اهل السنة والجماعة ونصوص الوحي في بيان ذلك كثيرة.
ومسألتي هنا حول اسم الكفر هل يثبت قبل الرسالة واعني بذلك وصف الكفر الذي مرده الى كفر جهل مع عدم قيام الحجة. ولا اقصد بذلك حكم الكفر الذي مرده الى كفر التكذيب او كفر الاعراض او كفر الاستكبار... هذا لا يكون الا بعد الرسالة.
السؤال: ارجو ذكر الادلة الشرعية على ثبوت اسم الكفر (كفر الجهل...) ولو قبل الرسالة؟ و هل في ذلك تعارض مع نقيضه وهو اسم الايمان الذي يثبت بعد الرسالة؟
وبارك الله فيكم.بارك الله فيك

لا شك ان مسمى اسم الشرك والضلال والطاغوت والحنيف... يثبت ولو قبل الرسالة كما هو مقرر في عقيدة اهل السنة والجماعة ونصوص الوحي في بيان ذلك كثيرة.
ومسألتي هنا حول اسم الكفر هل يثبت قبل الرسالة واعني بذلك وصف الكفر الذي مرده الى كفر جهل مع عدم قيام الحجة. ولا اقصد بذلك حكم الكفر الذي مرده الى كفر التكذيب او كفر الاعراض او كفر الاستكبار... هذا لا يكون الا بعد الرسالة.
السؤال: ارجو ذكر الادلة الشرعية على ثبوت اسم الكفر (كفر الجهل...) ولو قبل الرسالة؟
قال شيخ الاسلام ـ رحمه الله ـ(اسم الشرك يثبت قبل الرسالة لأنه يشرك بربه ويعدل به ) الفتاوى " 20/38 ". :وقال أيضاً : (فإن الله سماهم قبل الرسالة ظالمين وطاغين ومفسدين وهذه أسماء ذم الأفعال والذم إنما يكون في الأفعال السيئة القبيحة فدل ذلك على أن الأفعال تكون قبيحة مذمومة قبل مجيء الرسول إليهم لا يستحقون العذاب إلا بعد إتيان الرسول إليهم لقوله (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) . " الفتاوى 20/38،37"
قال شيخ الاسلام بن تيمية - وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ : إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ . وَمَنْ قَالَ : إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ . أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ : { اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى } وَقَوْلِهِ : { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } { قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ } وَقَوْلِهِ : { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا . يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } . وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ } فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ؛ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ ؛ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ يُقَالُ : جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا . وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ : { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } { وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . { فَكَذَّبَ وَعَصَى } كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى . { فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى } { فَكَذَّبَ وَعَصَى } وَقَالَ : { فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ }"مجموع الفتاوى

قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن- رحمه الله - في [ المنهاج ص316] : في ردّه على العراقي داود بن جرجيس فقال : ( بل هو يعتقد أنّ كلام أهل العلم وتقييدهم بقيام الحجّة وبلوغ الدّعوة ، ينفي اسم الكفر والشرك والفجور ونحو ذلك من الأفعال والأقوال ، التي سمّاها الشارع بتلك الأسماء ، بل ويعتقد أنّ من لم تُقم عليه الحجّة يثاب على خطئه مطلقاً . و هذه من الأعاجيب التي يضحك منها اللبيب فعدم قيام الحجّة لا يغيّر الأسماء الشرعيّة ، بل يسمّي ما سمّاه الشارع كفراً أو شركاً أو فسقاً باسمه الشرعيّ . و لا ينفيه عنه وإن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجّة ، ولم تبلغه الدّعوة ،
***********
قال الشيخ محمد على فركوس لا ترتفعُ صفةُ الشِّركِ على المتلبِّسِ بالشرك الأكبرِ، وتثبتُ مع الجهل قبل قيام الحُجَّة الرِّسالية وبعدَها؛ لأنّ عبادةَ غيرِ اللهِ لا توجد مع الإسلام البتة، ولا توجد إلاّ من مُشركٍ وإن كان مُصرّحًا بالإسلام، ومعنى ذلك أنّ مَنْ عَبَدَ اللهَ تعالى وعَبَدَ معه إلهًا آخَرَ لم يكن مُسلمًا، ومَن لَمْ يَعْبُدْهُ بل استكبرَ عن عبادته لم يكن مُسلمًا، فالمشركُ ليس من عِداد المسلمين؛ لأنّ دِينَ الإسلام الذي ارتضاه اللهُ وبعثَ به رُسُلَهُ هو الاستسلام لله وحده، والخضوعُ له وحده لعبادته دون ما سواه؛ ذلك لأنّ الناس على صِنفين: إمّا موحّد لا يعبد إلاّ الله وحده لا شريك له، وإمّا مُشركٌ يعبدُ غيرَ اللهِ تعالى، وليس في بني آدمَ قسم ثالث، فكلّ من قدّم شيئًا لغير الله ممَّا لا يكون إلاّ لله من خصائص الإلهية فليس ممَّن عَبَدَ اللهَ مُخلصًا له الدِّين، وإذا لم يكن مُوحِّدًا كان مُشركًا ولا ثالث لهما، وقد ذَكَرَ ابنُ القيِّم -رحمه الله- في معرِض قوله تعالى: ﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ [البقرة: ١٣٠]، أنّ الله تعالى قسم الخلائق قسمين: سفيهًا لا أَسْفَهَ منه، ورشيدًا؛ فالسفيهُ من رَغِبَ عن مِلَّتِهِ إلى الشِّرك، والرشيدُ من تَبَرَّأَ من الشِّرك قولاً وعملاً وحالاً فكان قولُه توحيدًا، وعملُه توحيدًا، وحالُه توحيدًا، ودعوتُه توحيدًا. فالمعرِضُ عن التوحيد مُشرك شاءَ أم أبى، والمعرِض عن السُّنَّة مُبتَدِعٌ ضالٌّ شاء أم أبىوقال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله -
((ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده فلابد أن يكون عابدا لغيره يعبد غيره فيكون مشركا، وليس في بني آدم قسم ثالث. بل إما موحد ، أو مشرك ، أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل : النصارى ومن أشبههم من الضلال ، المنتسبين إلى الإسلام)) مجموع الفتاوى ج 14 -
هذا، وينبغي أن يعلم أنّ ثبوت صفة الشرك قبل قيام الحُجَّة عليه له حكم يختلف عنه بعد قيام الحُجَّة، فصاحبُ الشِّرْكِ قَبْلَ قيام الحُجَّة مُشركٌ لكن لا يستحقُّ صاحبُه العقوبةَ في الدَّارَيْنِ: القتل في الدنيا، والخلود في النار في الآخرة، وهذا إنما يكون للمشرِك بعد قيام الحجَّة الرِّسالية(٢)؛ لأنّ العقوبةَ والعذابَ متوقّفٌ على بلاغ الرسالة لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ [الإسراء: ١٥]، فالشركُ ثابتٌ في كِلتا الحالتين: قبل البلاغ وبعده، غير أنه من لم تبلغه الحُجَّة الرِّسالية فشركه غير معذّب عليه؛ لأنه «لاَ تَكْلِيفَ إِلاَّ بِشَرْعٍ»، «وَالشَّرْعُ يَلْزَمُ بِالبَلاَغِ مَعَ انْتِفَاءِ المُعَارِضِ»، وأهله قبل بلوغ الحُجَّة ليسوا بموحِّدين.
فالحاصـل: إنّ مَنْ لَمْ تبلغْهُ الدعوةُ والحُجَّة الرِّساليةُ وكان متلبِّسًا بالشرك الأكبر فمعذورٌ لعدم البلاغ لا لمجرّد الجهل، إذ لا يعذر في أصول الإيمان بجهله، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ»، فمن لم تبلغه الدعوةُ بحالٍ ولا سمع بها بخبر فينتفي عنهم الكفر باعتبار ما يترتَّب عليه من العقوبة في الدارين -كما تقدّم- غير أنه لا يُحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مُسَمَّى المسلمين؛ لأنّ الشرك يصدق عليهم واسمه يتناولهم ولا يبقى إسلام مع مناقضة قاعدته الكبرى شهادة: «أن لا إله إلاّ الله»؛ فشأنهم كشأن أطفال المشركين الذين ماتوا قبل أن يميّزوا شيئًا فينتفي عنهم الشرك باعتبار أنه لا يترتَّب عليهم من العقوبة في الدارين غير أنهم مشركون في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم.
أمّا مَنْ بلغته الحُجَّة الرِّسالية -خاصّة ممّن يعيش في البلدان الإسلامية- فإنّ وصف الشِّرك يثبت في حقّه بمجرّد فِعله ويستحقّ الوعيد بالعذاب ولا عُذر له بالجهل بأصول الإيمان، -لِمَا تقدَّم من حديث أبي هريرة السابق- ولا علاقةَ ترابطية بين حُكم الشِّرك ونفي العذاب، فكلُّ مُعذّب في الدارين فهو مُشرك، وليس كلّ مشركٍ معذّبًا إلاّ بعد قيام الحجّة الرسالية

محمدعبداللطيف
2021-06-20, 05:07 PM
السؤال:
ما معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" اسم المشرك يثبت قبل الرسالة ، لأنه يشرك بربه ويعدل به " ؟

تم النشر بتاريخ: 2013-10-10
الجواب :
الحمد لله
مراد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بذلك هو : بيان بطلان الشرك وذمه ، وأن من فعل الشرك فهو مشرك ، وفعله قبيح مذموم ، سواء قامت على المشرك الحجة بالبيان أو لم تقم ؛ فالشرك قبيح بكل حال ، قبل الرسالة وبعدها .
لكنه بيّن - أيضا - بعد ذلك : أن عذاب هذا المشرك مقيد بالبيان وقيام الحجة ، فلا يستحق العذاب إلا بعد مجيء الرسول وحصول البيان ، فإذا أشرك بعد البيان استحق العذاب ، وإذا كان شركه قبل أن يتبين له ما جاء به شرع الله : لم يستحق العذاب ، حتى تقام عليه الحجة .
فالكلام هنا على مقامين :
الأول : بيان ذم الشرك وقبحه وأنه شر كله ، وهذا وصف ذاتي له ، لا ينفك عنه ، سواء كان قبل قيام الحجة بإرسال الرسول وإنزال الكتاب ، أو كان بعد ذلك ، والمشرك : هو من وقع في هذا الأمر ، واتصف به ؛ فعدم قيام الحجة لا يغير الأسماء الشرعية .
المقام الثاني : أن المشرك لا يستحق العقوبة على شركه إلا بعد قيام الحجة عليه ، فلا يتعلق العذاب والثواب بمجرد ما تدركه العقول ؛ قال تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) الإسراء/ 15 .
وقال عز وجل : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ) التوبة/ 115 .
وأراد شيخ الإسلام رحمه الله ، ببيان ذلك : الرد على طائفتين :
أولاهما : المعتزلة ومن تابعهم على قولهم : إن المشركين يستحقون العذاب بما تدركه العقول ، وإن لم تقم عليهم الحجة بإرسال الرسول .
ثانيهما : الأشعرية ومن وافقهم على قولهم : إن الشرك والظلم ليس قبحهما ذاتيا ، متعلقا بهما في نفس الأمر ، وإنما يثبت قبحهما بعد الخطاب الشرعي ببيان هذا القبح ، وقيام الحجة به .
ثم بين أن مذهب أهل السنة وسط بين هذين : فالشرك والظلم والفحش كلها أمور مقبوحة مذمومة ، قبل قيام الحجة وبعد قيامها ، تدرك ذلك العقول الصحيحة , والفطر السوية ؛ إلا أن الله تعالى لا يعذب الخلق إلا بعد قيام الحجة عليهم ، وذلك بنص كتابه .
وهذا بيّن واضح في كلام شيخ الإسلام ، في مواضع من كتبه :
قال رحمه الله :
" وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا : فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ؛ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ ، وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ.
أَمَّا الْأَوَّلُ : فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ: ( اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى ) ، وَقَوْلِهِ : ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ) ، وَقَوْلِهِ : ( إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) ؛ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ : ظَالِمٌ ، وَطَاغٍ ، وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ ، وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمٍّ للأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ، [ لكن ] لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) .
وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ ) ؛ فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ .
فَاسْمُ الْمُشْرِكِ : ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ ، وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى ، وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ ...
وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ ، يُقَالُ : جَاهِلِيَّة ، وَجَاهِل ، قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ .
وَأَمَّا التَّعْذِيبُ : فَلَا .
وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ ، كَقَوْلِهِ : ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) ؛ فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . ( فَكَذَّبَ وَعَصَى ) كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى ) ، وَقَالَ : ( فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ) " .
" انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 37-38) .
وقال رحمه الله أيضا :
" الْجُمْهُورِ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ : عَلَى أَنَّ مَا كَانُوا فِيهِ قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ ، مِنْ الشِّرْكِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ : [ كان ] شَيْئًا قَبِيحًا ، وَكَانَ شَرًّا ؛ لَكِنْ : لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ .
وَلِهَذَا :
كَانَ لِلنَّاسِ فِي الشِّرْكِ وَالظُّلْمِ وَالْكَذِبِ وَالْفَوَاحِشِ وَنَحْوِ ذَلِكَ " ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ ":
قِيلَ: إنَّ قُبْحَهُمَا مَعْلُومٌ بِالْعَقْلِ ، وَأَنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِنْ لَمْ يَأْتِهِمْ الرَّسُولُ ؛ كَمَا يَقُولُهُ الْمُعْتَزِلَةُ وَكَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَحَكَوْهُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ نَفْسِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي الْخَطَّابِ وَغَيْرِهِ .
وَقِيلَ: لَا قُبْحَ وَلَا حُسْنَ وَلَا شَرَّ فِيهِمَا قَبْلَ الْخِطَابِ ، وَإِنَّمَا الْقَبِيحُ : مَا قِيلَ فِيهِ : لَا تَفْعَلْ؛ وَالْحَسَنُ : مَا قِيلَ فِيهِ : افْعَلْ ، أَوْ : مَا أُذِنَ فِي فِعْلِهِ ، كَمَا تَقُولُهُ الْأَشْعَرِيَّة ُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ .
وَقِيلَ : إنَّ ذَلِكَ سَيْءٌ وَشَرٌّ وَقَبِيحٌ قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ؛ لَكِنَّ الْعُقُوبَةَ إنَّمَا تُسْتَحَقُّ بِمَجِيءِ الرَّسُولِ ؛ وَعَلَى هَذَا عَامَّةُ السَّلَفِ ، وَأَكْثَرُ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَلَيْهِ يَدُلُّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ؛ فَإِنَّ فِيهِمَا بَيَانَ أَنَّ مَا عَلَيْهِ الْكُفَّارُ : هُوَ شَرٌّ وَقَبِيحٌ وَسَيْءٌ قَبْلَ الرُّسُلِ ، وَإِنْ كَانُوا لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعُقُوبَةَ إلَّا بِالرَّسُولِ .
وَفِي الصحيح : أن حُذَيْفَةَ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ: ( نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ) " انتهى من "مجموع الفتاوى" (11 /676-677) .
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله :
" عدم قيام الحجة : لا يغير الأسماء الشرعية ؛ بل يسمي ما سماه الشارع كفراً أو شركاً أو فسقاً : باسمه الشرعي ، ولا ينفيه عنه ؛ وإن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم تبلغه الدعوة ، وفرق بين كون الذنب كفراً ، وبين تكفير فاعله " .
انتهى من"منهاج التأسيس" (ص 316) .[ الاسلام سؤال وجزاب]
قال شيخ الإسلام في الفتاوى : ( فلا ينجون من عذاب اللّه إلا من أخلص للّه دينه وعبادته، ودعاه مخلصًا له الدين، ومن لم يشرك به ولم يعبده فهو معطل عن عبادته وعبادة غيره؛ كفرعون وأمثاله، فهو أسوأ حالا من المشرك، فلابد من عبادة الله وحده، وهذا واجب على كل أحد، فلا يسقط عن أحد البتة، وهو الإسلام العام الذي لا يقبل الله دينا غيره‏.‏
ولكن لا يعذب الله أحداً حتى يبعث إليه رسولا، وكما أنه لا يعذبه فلا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة مؤمنة، ولا يدخلها مشرك ولا مستكبر عن عبادة ربه، فمن لم تبلغه الدعوة في الدنيا امتحن في الآخرة، ولا يدخل النار إلا من اتبع الشيطان، فمن لا ذنب له لا يدخل النار، ولا يعذب اللّه بالنار أحداً إلا بعد أن يبعث إليه رسولا، فمن لم تبلغه دعوة رسول إليه كالصغير والمجنون، والميت في الفترة المحضة، فهذا يمتحن في الآخرة كما جاءت بذلك الآثار‏ ).
وقال شيخ الاسلام-في الأخنائية : ( وكذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله هو أيضا مشرك ، والذي فعله كفر ، لكن قد لا يكون عالما بأن هذا شرك محرم . كما أن كثيرا من الناس دخلوا في الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم صغار من لبد وغيره وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام ويتقربون إلى النار أيضا ولا يعلمون أن ذلك محرم ، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك فهذا ضال وعمله الذي أشرك فيه باطل ، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة )
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم ( 4400 )
( السؤال : هناك من يقول: كل من يتقيد برسالة محمد صلى الله عليه وسلم واستقبل القبلة بالصلاة ولو سجد لشيخه لم يكفر ولم يسمه مشركا، حتى قال: إن محمد بن عبد الوهاب الذي تكلم في المشركين في خلودهم في النار إذا لم يتوبوا قد أخطأ وغلط، وقال: إن المشركين في هذه الأمة يعذبهم ثم يخرجهم إلى الجنة، وقال: إن أمة محمد لم يخلد فيهم أحد في النار.
الجواب : كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق يعتبر كافرا مرتدا عن الإسلام مشركا مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله. لكنه قد يعذر لجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة ويمهل ثلاثة أيام؛ إعذارا إليه ليراجع نفسه، عسى أن يتوب، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه . فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة به، لا ليسمى كافرا بعد البيان، فإنه يسمى: كافرا بما حدث منه من سجود لغير الله أو نذره قربة أو ذبحه شاة مثلا لغير الله، وقد دل الكتاب والسنة على أن من مات على الشرك لا يغفر له ويخلد في النار؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وقوله: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ } وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم."اهـ

قال العلامة الشيخ عبد اللطيف :
( فيقال لهذا المغرور : إن من منع تنزيل القرآن وما دل عليه من الأحكام على الأشخاص والحوادث التي تدخل تحت العموم اللفظي ، فهو من أضل الخلق وأجهلهم بما عليه أهل الإسلام وعلماؤهم ، قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل . ومن أعظم الناس تعطيلا للقرآن وهجراً له ، وعزلا عن الاستدلال به في مورد النـزاع ، وقد قال تعالى : ( فإن تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول ) والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه ، وإلى الرسول الرد إلى سنته . وقـد قال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) وقال تعالى : ( لأنذركم به ومن بلغ ) فنصوصه وأحكامه عامة ، لا خاصة بخصوص السبب .
وما المانع من تكفير من فعل ما فعلت اليهود من الصد عن سبيل الله والكفر به ، مع معرفته ؟ .
وهذا الرجل لا يبدي قولة في اعتراضه وتلبيسه إلا وهي أكبر من أختها في الجهالة والضلالة . ولو كنت تعرف الكتاب العزيز وما دل عليه من الحدود والأحكام والاعتبار لأحجمت عن هذه العبارات التي لا يقولها إلا أفلس الخلق من العلم والإيمان .
يا خاسرا هانت عليه نفســـه ** إذ باعها بالغبن مـن أعدائـه
لو كنت تعلم قـدر مـا قد بعته ** لفسخت هذا البيع قبل وفائـه
أو كنت كفؤا للرشـاد وللهدى ** أبصرت لكن لست من أكفائه
قال ابن القيم :
وقوله تعالى : ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ، وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) والقرآن مملوء من أمثال هذه الآية، ولكن أكثر الناس لا يشعر بدخول الواقع تحته ويظنه في قوم قد خلوا ولم يعقبوا وارثاً، وهذا هو الذي يحول بين المرء وبين فهم القرآن، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية. وهذا لأنه إذا لم يعرف الشرك وما عابه القرآن وذمه وقع فيه وأقره وهو لا يعرف أنه الذي كان عليه أهل الجاهلية، فتنتقض بذلك عرى الإسلام، ويعود المعروف منكراً والمنكر معروفاً، والبدعة سنة والسنة بدعة، ويكفر الرجل بمحض الإيمان وتجريد التوحيد، ويبدع بتجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومفارقة الأهواء والبدع، ومن له بصيرة وقلب حي يرى ذلك عياناً. فالله المستعان )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى :
( وهذا التوحيد ـ توحيد العبادة ـ : هو الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة، فمن لم يأت به كان من المشركين )
قال الشيخ عبد اللطيف : ( وأما الخوارج فلم يفصلوا ولم يفقهوا مراد الله ورسوله ، فكفروا بكل ذنب ارتكبه المسلم . فمن جعل التكفير بالشرك الأكبر من هذا الباب فقد طعن على الرسل وعلى الأمة ولم يميز بين دينهم ومذهب الخوارج ، وقد نبذ نصوص التنـزيل واتبع غير سبيل المؤمنين )
وقال أيضا : (فإن كان تكفير المشرك ومن قام الدليل على كفره هو مذهب الخوارج ولا يكفر أحد عند أهل السنة. فهذا رد على الله وعلى رسله وعلى أهل العلم والإيمان قاطبة .ويكفي هذا رداً وفضيحة لهذا المعترض ، الذي لم يميز ولم يفرق بين دين المرسلين ، ومذهب الخارجين والمارقين .
وإن اعترف المعترض بالتفصيل وسلم للرسل وأتباعهم تكفير المشركين العادلين برب العالمين . فيقال له : هذا الذي اعترضت به على الشيخ ـ وأقول : واعترضتم به على أهل التوحيد ـ ، أهو تكفير بالذنوب التي دون الشرك أم النزاع في تكفير من دعا الصالحين وسألهم وتوكل عليهم ، وجعلهم واسطة بينه وبين الله في حاجاته وملماته الدينية والدنيوية ؟ فإن اعترف بأن النزاع في هـذا فقد خصم وهزم ، ونادى على نفسه بالخطأ والكذب ، ونسبة الشيخ إلى ما قد نزهه الله عنه ويرد عليه لو أنكر ، لعلم أن النزاع والخصومة بين الشيخ رحمه الله وبين أعدائه إنما هي في دعاء غير الله وعبادة سواه ، والاعتماد والتوكل على الشركاء والأنداد التي هي من الإفك الذي افتراه الضالون وانتحله المبطلون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
إذا عرفت هذا تبين لك ما قدمناه من إفك هذا المفتري وضلاله ، وتحامله على شيخ الإسلام ، وأن ما قرره الشيخ مباين لمذهب الخوارج موافق لمذهب أهل الإسلام من أهل العلم والدين . وأن من زعم أن قول الشيخ هو قول الخوارج فقد تضمن زعمه وبهته تجهيل أئمة الدين ، وعلماء المسلمين ، ممن نهى عن الشرك بالله رب العالمين . وأنهم لم يفرقوا بين مذهب الخوارج ودين الرسل ، بل لازمه أن ما تضمنه الكتاب العزيز والسنة النبوية من تكفير من دعا مع الله آلهة أخرى هو مذهب الخوارج . فنعوذ بالله من الجهل المعمي ، والهوى المردي )
قال العلامة صالح الفوزان ـ حفظه الله تعالى ـ: ( وأقول بهذه المناسبة : لما كانت حقيقة الخوارج أنهم يكفرون من المسلمين من ارتكب كبيرة دون الشرك . فإنه قد وجد في هذا الزمان من يطلق هذا اللقب ؛ لقب الخوارج على من حكم بالكفر على من يستحقه من أهل الردة ونواقض الإسلام كعباد القبور وأصحاب المبادئ الهدامة كالبعثية والعلمانية وغيرها ؛ ويقولون : أنتم تكفرون المسلمين فأنتم خوارج ؛ لأن هؤلاء لا يعرفون حقيقة الإسلام ولا يعرفون نواقضه ، ولا يعرفون حقيقة مذهب الخوارج ؛ بأنه الحكم بالكفر على من لا يستحقه من المسلمين ، وأن الحكم بالكفر على من يستحقه بأن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام هو مذهب أهل السنة والجماعة )
https://majles.alukah.net/t164094/

محمدعبداللطيف
2021-06-20, 05:29 PM
و هل في ذلك تعارض مع نقيضه وهو اسم الايمان الذي يثبت بعد الرسالة؟
لا تعارض
اذا فهمت القاعدة بأن الاسلام ضده الشرك والايمان ضده الكفر
قال الحافظ ابن القيم – رحمه الله -: (الإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك، والإيمان بالله ورسوله وأتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا، فليس بمسلم،
وقال ابن القيم رحمه الله: «في الرد على الإمام ابن عبد البر في إنكار: أحاديث الامتحان لأهل الفترات مستشهدًا بقوله: «ولا يخلو من مات في الفترة من أن يكون كافرًا أو غير كافر ..
جوابه من وجوه: أحدها أن يقال: هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان فإن الكفر هو: جحود ما جاء به الرسول، فشرط تحققه بلوغ الرسالة؛ والإيمان هو: تصديق الرسول فيما أخبر، وطاعته فيما أمر وهذا أيضًا مشروط ببلوغ الرسالة، ولا يلزم من انتفاء أحدهما وجود الآخر إلا بعد قيام سببه.
فلما لم يكن هؤلاء في الدنيا كفارًا ولا مؤمنين، كان لهم في الآخرة حكم آخر غير حكم الفريقين.
*********
-لا يوجد كفر إلا وله ظاهر وباطن
الكفر الظاهر، الذي هو: قول اللسان، وعمل الجوارح. لا بد وأن يرتبط به كفر الباطن: قول القلب، وعمل القلب. بالمقابلة والعكس -وكذلك كفر الباطن مع الظاهر.
الكفر القلبي؛ قولا وعملا، في أصله وذاته محله الباطن.
والكفر الظاهر القولي والعملي لهما ارتباط بالباطن أثرا وتبعا
فالظاهر: إما أن يكون مبينا لما فى الباطن، لا يعرف الباطن الا بهذا العمل الظاهر.
-أو يكون محدثا متسببا لكفر طارئ على الباطن، لم يكن موجودا قبل ذلك
أما تصور كفر ظاهر مجرد عن الباطن، فباطل، ومحال الا لمانع الاكراه كما اوضحنا سابقا-او لضعف التلازم --والتلازم ليس مرتبة واحدة، بل هو مراتب، وهي نفس مسألة زيادة الإيمان ونقصانه، فلكما قوي الإيمان قوي التلازم بينهما، وكلما ضعيف الإيمان نقض التلازم، فإذا ذهب الإيمان ذهب التلازم، وهكذا جميع شعب الإيمان.-

وهنا يقال: إذا كان الكفر الظاهر له أساس من الباطن، والباطن له لازم ظاهر، فلم هما نوعان،
فيقال: الفرق من من جهة الأصل، والفرع
فأما من جهة الأصل:
فالكفر الاعتقادي ( الباطن) معناه: الكفر الذي أصله ومحله القلب، فهو خفي في أصله، ثم قد يظهر على الجوارح بحسب القدرة، فيكون جليا ، وقد لا يظهر لمانع من خوف ونحوه، فيكون حينئذ خفيا، لا يعرفه إلا المطلع على السرائر.
وأما الكفر العملي ( الظاهر) فمعناه: الكفر الذي أصله ومحله العمل الظاهر اللسان او الجوارح، فهو جلي في أصله، ثم إنه يكشف عما في القلب من كفر
فالكفر الاعتقادي (الباطن) لا سبيل إلى معرفته، إلا بقول أو فعل، ومن ثم فلا سبيل للمؤاخذة به، ، ولا عقوبة،فى الدنيا
والكفر العملي ( الظاهر) فسبيل معرفته حاصل بما يظهر، ومن ثم السبيل للمؤاخذة به حاصل، فى الدنيا -الا مع وجود مانع من العقوبة
من هنا تظهر مسألة المؤاخذه بالعقوبة على الكفر الظاهر والباطن-
منها ما يتعلق باحكام الدنيا فهى جارية على ظاهر الامر من حيث المكلف وفعله للكفر -بمعنى ان فعله للكفر لا يغفر الا بالتوبة وتصحيح التوحيد ظاهرا وباطنا
وان هذا الكافر تجرى عليه الاحكام الدنيوية - من حيث هو مكلف لان الشرك علم بطلانه بالفطرة فلا حجة له فى احكام الدنيا الا من جهة العقوبة واقامة الحدود واستحلال الدم فقط هذا يكون بقيام الحجة الرسالية ومخالفتها
امااحكام الاخرة احكام الثواب والعقاب فهذه متعلقة بالحجة الرسالية فنفرق بالنسبة للمكلفين بين احكام الدنيا والحجة فيها العقل والفطرة على بطلان الشرك---وبين ما الحجة فيها الرسول ويكون الشخص فيها له احكام اهل الفطرة كما قال ابن القيم هنا - انه فى تلك الحال ليس بمكلف- يقصد رحمه الله فى احكام الاخرة او ما يتعلق بالعقوبة-- اما احكام الدنيا فى جارية على ظاهر الامر لان الحجة فى بطلان الشرك العقل والفطرة --وهذا هو الفارق بين اهل السنة -والاشاعرة -والمعتزلة
********
قال بن القيم في الفوائد ص 117
( الايمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له وان حقن به الدماء وعصم به المال والذرية .
ولا يجزىء باطن لا ظاهر له الا اذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل علي فساد الباطن وخلوه من الايمان.
ونقصه دليل نقصه.
وقوته دليل قوته. فالإيمان قلب الإسلام ولبه ، واليقين قلب الإيمان ولبه. وكل علم وعمل لا يزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول)
وقال أيضا :
الفوائد :
(فكل إسلام ظاهر لا ينفذ صاحبه منه إلى حقيقة الإيمان الباطنة فليس بنافع حتى يكون معه شيء من الإيمان الباطن. وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع ولو كانت ما كانت ، فلو تمزق القلب بالمحبة والخوف ولم يتعبد بالأمر وظاهر الشرع لم ينجه ذلك من النار كما أنه لو قام بظواهر الإسلام وليس في باطنه حقيقة الإيمان لم ينجه من النار ) . انتهى.
وربما تسرع متسرع فقال : لم يقل إنه كافر ، وإنما قال : لم ينجه من النار .
فنقول :حسبك أنه جعله ، كمن قام بظواهر الإسلام وليس في باطنه حقيقة الإيمان . وكلاهما في النار" إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار".

يوسف بن سلامة
2021-06-20, 05:38 PM
الحمد لله

أستاذ محمد

كنت أردت أن أفهم من أخينا علي بن خالد وفقه الله
عن حقيقة وجهته ثم أنظر إلى ما أعلمُه وأجهلُه فأبينه .
عندي زيادة على ما نقلتَ وإن ظهر ضمنياً في كلام ابن تيمية رحمه الله .
لكن قدر الله وما شاء فعل .
جزاك الله خيراً ،،،

محمدعبداللطيف
2021-06-20, 05:39 PM
قال شيخ الإسلام في تعليقه على هذا الحديث (…فإن الإيمان الذي علقت به أحكام الدنيا، هو الإيمان الظاهر وهو الإسلام، فالمسمى واحد في الأحكام الظاهرة، ولهذا لما ذكر الأثرم لأحمد احتجاج المرجئة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أعتقها فإنها مؤمنة)) أجابه بأن المراد حكمها في الدنيا حكم المؤمنة، لم يرد أنها مؤمنة عند الله تستحق دخول الجنة بلا نار إذا لقيته بمجرد هذا الإقرار) ، (لأن الإيمان الظاهر الذي تجري عليه الأحكام في الدنيا لا يستلزم الإيمان في الباطن الذي يكون صاحبه من أهل السعادة في الآخرة) .
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يعامل المنافقين على ظواهرهم مع علمه بنفاق كثير منهم ليقرر هذا الأصل العظيم (فهم في الظاهر مؤمنون يصلون مع الناس ويصومون، ويحجون ويغزون والمسلمون يناكحونهم ويوارثونهم.. ولم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين بحكم الكفار المظهرين للكفر، لا في مناكحتهم ولا موارثتهم ولا نحو ذلك، بل لما مات عبدالله بن أبي بن سلول وهو من أشهر الناس بالنفاق ورثه ابنه عبدالله وهو من خيار المؤمنين، وكذلك سائر من كان يموت منهم يرثه ورثته المؤمنون، و إذا مات لأحدهم وارث ورثوه مع المسلمين.. لأن الميراث مبناه على الموالاة الظاهرة، لا على المحبة التي في القلوب، فإنه لو علق بذلك لم تمكن معرفته، والحكمة إذا كانت خفية أو منتشرة علق الحكم بمظنتها، وهو ما أظهروه من موالاة المؤمنين.. وكذلك كانوا في الحقوق والحدود كسائر المسلمين)
(وهكذا كان حكمه صلى الله عليه وسلم في دمائهم وأموالهم كحكمه في دماء غيرهم لا يستحل منها شيئاً إلا بأمر ظاهر، مع أنه كان يعلم نفاق كثير منهم) - ومع ذلك (يجب أن يفرق بين أحكام المؤمنين الظاهرة التي يحكم فيها الناس في الدنيا، وبين حكمهم في الآخرة بالثواب والعقاب، فالمؤمن المستحق للجنة لابد أن يكون مؤمناً في الباطن باتفاق جميع أهل القبلة)[كتاب الايمان لشيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله]
مسألة مهمة -حقيقة الإيمان قول وعمل واعتقاد فنحن نقرر الحقيقة وندخل فيها الاعتقاد وإن كنا لا نطلع عليه وليس لنا ان نشق عن الصدور ونقف على الاعتقاد بل نتعامل فقط عند الحكم على الناس مع العمل الظاهر والقول الظاهر كأسباب ظاهرة ولكن عند تقرير الحقيقة فإننا نقررها كما هي في الظاهر والباطن ...
والتلازم بين الظاهر والباطن من هذا القبيل .. فنحن نقرر التلازم لتقرير حقيقة الإيمان والربط بين أجزائها لا للتحقق من موافقة الظاهر للباطن وتعليق الأحكام عليها لموافقة الحقيقة بل الأحكام تكون على الظاهر على كل حال بإجماع المسلمين ...
ومعلوم أن هذه القاعدة هي من أهم قواعد أهل السنة في الرد على المرجئة الذي يخرجون العمل الظاهر من الإيمان
فمحل القاعدة هو بيان حقيقة الإيمان والكفر من جهة التنظير والرد على أهل البدع الذين اخرجوا موجب أعمال القلوب الباطنة من الإيمان بحجة أن هذا يستلزم تجزيء الحقيقة الواحدة وفصلوا بين الظاهر والباطن فكانت هذه القاعدة المطلقة للتتميز بين أهل السنة والمرجئة في هذا الباب كغيرها من حقائق الدين كالتوحيد والإيمان وأنواع الكفر
أن الشروط والموانع التي وضعها أهل السنة لتكفير المعين -لا دخل لها بمسالة التلازم كما أنها لم توضع لأجل التحقق من الكفر الباطن .

قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وبالجملة فأصل هذه المسائل أن تعلم أن الكفر نوعان: كفر ظاهر، وكفر نفاق، فإذا تُكلم في أحكام الآخرة كان حكم المنافق حكم الكفار، وأما في أحكام الدنيا فقد تجري على المنافق أحكام المسلمين".
ويقول: "وهكذا كان حكمه في دمائهم وأموالهم كحكمه في دماء غيرهم، لا يستحل منها شيئاً إلا بأمر ظاهر، مع أنه كان يعلم نفاق كثير منهم".
ويقول الشاطبي: "إن أصل الحكم بالظاهر مقطوع به في الأحكام خصوصاً، وبالنسبة إلى الاعتقاد في الغير عموماً، فإن سيد البشر مع إعلامه بالوحي، يُجري الأمور على ظواهرها في المنافقين وغيرهم، وإن علم بواطن أحوالهم، ولم يكن ذلك بمخرجه عن جريان الظواهر على ما جرت عليه". الموافقات (2/205)
يقول الحافظ ابن حجر ((من بدل دينه فاقتلوه)).: " هو عام، يُخَص منه من بدله في الباطن ولم يثبت عليه ذلك في الظاهر، فإنه تجرى عليه أحكام الظاهر... وإظهار الإيمان يحصن من القتل، وكلهم أجمعوا على أحكام الدنيا على الظاهر، والله يتولى السرائر". فتح الباري (12/273- 274)

محمدعبداللطيف
2021-06-20, 05:47 PM
عندي زيادة على ما نقلتَ وإن ظهر ضمنياً في كلام ابن تيمية رحمه الله .
لكن قدر الله وما شاء فعل .
جزاك الله خيراً ،،،

جزاك الله خيرا-يمكنك اخى الفاضل عرض اى زيادة حتى ولو ظهرت ضمنيا لمزيد الفائدة وتدارس العلم
ولكن هنا سؤال؟ -هل المسألة وفاقية بيننا كما يعرضها الاخ الفاضل على ابن خالد؟

يوسف بن سلامة
2021-06-20, 06:49 PM
ولكن هنا سؤال؟
هل المسألة وفاقية بيننا كما يعرضها الاخ الفاضل على ابن خالد؟



والله أخي لا أفهم معنى "وفاقية بيننا" في هذا الموضع .

محمدعبداللطيف
2021-06-20, 06:54 PM
يتضح مما سبق ان الايمان والاسلام بينهما قد مشترك وقدر فارق وبينهما عموم وخصوص من وجه
وكذلك الكفر والشرك بينما قدر مشترك وقدر فارق وبينهما عموم وخصوص-
اذا تقرر ذلك علم الفرق بين الشرك والكفر - وكذلك الفرق بين احكام الظاهر واحكام الظاهر والباطن
الشرك فيه معنى التسوية والمشاركة والتنديد فانه يشرك بربه ويعدل به ، والكفر فيه معنى التغطية و الحجد والتكذيب والعناد والاستكبار والاعراض والتولى كما فى كلام شيخ الاسلام السابق
فكل مشرك كافر من غير عكس.،بينما يتصور أن يكون كافراً بنوع من انواع الكفر غير ان يشرك
قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله- (حاشية كتاب التوحيد:302,حاشية الأصول الثلاثة:35):{والشر ك والكفر قد يطلقان بمعني واحد, وهو الكفر بالله, وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بقصد الأوثان وغيرها من المخلوقات مع الإعتراف بالله, فيكون الكفر أعم}
فيجب أن يعلم أن الألفاظ يختلف معناها بالإفراد والاقتران من حيث العموم والخصوص
https://majles.alukah.net/t188230/

محمدعبداللطيف
2021-06-20, 07:17 PM
والله أخي لا أفهم معنى "وفاقية بيننا" في هذا الموضع .

أن الشرك والتوحيد ضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان ويستحيل ان يكون المشرك الشرك الاكبر مسلما هذا معنى وفاقية
قال الشيخ سليمان بن سحمان في (( من المعلوم بالضرورة من الدين؛ أن الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، وعلية يستحيل تحت أي شبهة من الشبة أن يكون المشرك مسلما ، لأن ذلك يؤدي إلى اجتماع النقيضين ووقوع المحال )) من مجموع الفتاوى النجدية ج 3 ص 195
وفاقية بأن من جعل شيئاُ من العبادة لغير الله فهو مشرك وإن كان يقوم الليل ويصوم النهار-وأن من أضاع التوحيد فقد أضاع أصل الدين، ولو كان السجود في جبهته مؤثرا، ولو كان جلده على عظمه من الصيام مؤثرا، فلا قيمة لذلك -وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا

يوسف بن سلامة
2021-06-20, 11:32 PM
أن الشرك والتوحيد ضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان ويستحيل ان يكون المشرك الشرك الاكبر مسلما هذا معنى وفاقية
قال الشيخ سليمان بن سحمان في (( من المعلوم بالضرورة من الدين؛ أن الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، وعلية يستحيل تحت أي شبهة من الشبة أن يكون المشرك مسلما ، لأن ذلك يؤدي إلى اجتماع النقيضين ووقوع المحال )) من مجموع الفتاوى النجدية ج 3 ص 195
وفاقية بأن من جعل شيئاُ من العبادة لغير الله
فهو مشرك وإن كان يقوم الليل ويصوم النهار .
-وأن من أضاع التوحيد فقد أضاع أصل الدين، ولو كان السجود في جبهته مؤثرا، ولو كان جلده على عظمه من الصيام مؤثرا، فلا قيمة لذلك -وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا

وكيف لا تكون وفاقية بيننا والعياذ بالله . وفاقية وألف .
ما هذا السوال الغريب .

لو أنك لست محمد عبد اللطيف لجعلت عاليها سافلها .
قعدت أتحسس نفسي . ولو كنت في الخامسة من عمري لصهلت .
والعذر بالجهل قائم عند أهل العلم لمن تحقق فيه الجهل في صفوف المسلمين .
. فإن قامت عليه الحجة تجري عليه أحكام المرتد .
هذا ما أنا عليه . اجرنا ربنا من النار .

بحثت في كتب الشاملة عندي
في كتب ابن تيمية وابن القيم وناصر الدين الألباني
فوجدت أن اللفظة غير موجودة .
ووجدتها غير موجودة في كتب علوم العربية .

وأقدم كتاب ذكرت فيه اللفظة
توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك
لأبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (المتوفى 749هـ .


ووجدت شرحاً لها في

علوم البلاغة «البيان، المعاني، البديع»
لأحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371هـ)


المبحث الثامن: في انقسام الاستعارة إلى عنادية ووفاقية
تنقسم الاستعارة باعتبار الطرفين إلى قسمين:
1- وفاقية، وهي التي يمكن اجتماع طرفيها المستعار منه والمستعار له في شيء واحد، وسميت بذلك لما بين طرفيها من الوفاق.
2- عنادية، وهي التي لا يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، وسميت بذلك لتعاند الطرفين، وقد اجتمعتا في قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ } 1 أي: من كان ضالا فهديناه، استعير الإحياء من معناه الحقيقي وهو جعل الشيء حيا للهداية التي هي الدالة على الطريق الموصل إلى المطلوب، والإحياء والهداية مما يمكن اجتماعهما إذ لا يوصف الميت بالضلال.
ومن العنادية الاستعارة التهكمية والتمليحية2، وهما ما نزل فيهما التضاد منزلة التناسب لأجل التهكم والاستهزاء، أو لأجل الملاحة والظرافة، نحو: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} 3 استعيرت للبشارة، وهي الخبر بما يسر للإنذار الذي هو ضدها بإدخاله في جنس البشارة هزؤ وسخرية بهم، ونظيره كلمة نعاتبه في قول بشار:
إذا الملك الجبار صعر خده ... أتينا إليه بالسيوف نعاتبه4
والتحية في قول عمرو بن معد يكرب "تحية بينهم ضرب وجيع" والثواب في قولهم ما ثوابه إلا السيف.
ومنها أيضا استعارة اسم الموجود للمعدوم الذي بقيت آثاره الجميلة أو المعدوم أو لا شيء للموجود، إذا لم تنتج منه فائدة، ولم يحل منه بطائل من قبل أنه شارك المعدوم في عدم غنائه ونفعه كما قال أبو تمام:
هب من له يريد حجابه ... ما بال لا شيء عليه حجاب
__________


1 سورة الأنعام الآية: 122.
2 الفارق بينهما أنه إن كان الغرض الحامل على استعمال اللفظ في ضد معناه الهزؤ والسخرية بالمقول فيه كانت تهكمية, وإن كان الغرض بسط السامعين وإزالة السآمة عنهم بواسطة الإتيان بشيء مستملح مستظرف كانت تمليحية.
3 سورة الانشقاق الآية: 24.
4 صعر خده: أماله عن الناس كبرا. انتهى .

.....
..............
.......................

تعلمنا شيئاً جميلاً اليوم
فبارك الله لكم جميعاً وفيكم .

الحمد لله رب العالمين ،،،،

محمدعبداللطيف
2021-06-21, 02:32 AM
والعذر بالجهل قائم عند أهل العلم لمن تحقق فيه الجهل في صفوف المسلمين .
. فإن قامت عليه الحجة تجري عليه أحكام المرتد .
هذا ما أنا عليه


السؤال ما هو العذر بالحهل لمن تحقق فيه الجهل-هل هو جهل الاعراض ام جهل العاجز عن السؤال الذى لا يتمكن من العلم بوجه يقول يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفت
قال ابن القيم فى التفريق بين جهل الاعراض وجهل العجز
نعم لا بد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه والقسمان واقعان في الوجود فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضا أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة
الثاني معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه فالأول يقول يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي
والثاني راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق فالأول كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزا وجهلا
والثاني كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض
فتأمل هذا الموضع والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهبذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك ما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه
بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم وبهذا التفصيل يزول الإشكال في المسألة
هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب
وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهرنعم
لمن تحقق فيه الجهلما هو الجهل الذى اذا تحقق فيه- هل هو الجهل بالتوحيد-وهل عباد القبور ممن يدعون الاسلام داخلين فى هذا الجهل-هذا السؤال محور النقاش

يقول الشيخ الفوزان
وهناك من يعتذر عنهم ويقول: هؤلاء الذين يعبدون الأضرحة والقبور يعذرون بالجهل، وما أكثر ما نسمع هذه المقالة أو نقرؤها في كتبهم، وأن فعلهم هذا لا يجوز لكنهم جهّال.
فنقول لهم: [كيف يكونون جهّال وهم يقرؤن القرآن وفيه النهي عن الشرك؟ والنهي عن اتخاذ الوسائط من دون الله عز وجل؟]
ومن بلغه القرآن وهو عربي يفهم معناه قامت عليه الحجة، قال تعالى {{وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}} [الأنعام:19]
فمن بلغه القرآن وهو عربي قامت عليه الحجة، وإن كان غير عربي فيترجم له معناه حتى يفمه.
وهؤلاء الذين يتخذون القبور والأضرحة في بلاد العرب هم عرب فصحاء وربما أن أحدهم يحفظ كتاب سيبويه، ويعرف اللغة العربية والبلاغة ومع هذا يعبد القبور.
هل هذا معذور بالجهل؟
وأكثر ما تكون هذه القبور والأضحرة في بلاد العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
فكيف تقولون: هؤلاء جهّال؟ إلى متى الجهل؟
لأنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ونزول القرآن زالت الجاهليّة وجاء العلم والحجة.
فهل يعذر بالجهل وهو يعيش في بلاد المسلمين ويحفظ القرآن ويقرأ القرآن ويسمعه ويسمع كلام أهل العلم خصوصاً بعدما جاءت وسائل الإعلام التي تنقل إلى الناس كلام أهل العلم ويقرأ فيها القرآن صباحاً مساءاً بصوت يسمعه من في المشرق والمغرب.
كيف يقال: إن هؤلاء ما بلغتهم الحجة..!؟ هؤلاء جهّال..!!
مع أن أكثرهم معهم شهادات عليا في اللغة العربية وعلوم الشريعة والقراءات والفقه والأصول.
*فالحاصل أنهم لا حجة لهم، وحجتهم داحضة عند ربهم.
ونسأل الله أن يهديهم إلى الصواب وأن يستبين لهم الحق وأن يتركوا العناد ويتركوا التقليد الأعمى ويرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم حتى يحققوا إسلامهم ويصححوا دينهم ويكونوا من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ولا يكونوا من أمة المشركين وأتباع أبي جهل وأبي لهب.اهـ

قال الشيخ صالح ال الشيخ

كل من جادل بالباطل، وقال أنه لم يفهم الحجج التي عليها سلف هذه الأمة فإن ذلك بسبب إعراضه، فليكن أول ما يكون من أمره في علاجه أن ينسلخ من كل طريقة ليس فيها اتباع السلف، ثم بعد ذلك سيرى من نفسه وُفِّق للفهم، ووفق للسماع النافع، ووفق للفقه فقه الأدلة، ولهذا ترى عند أئمة الإسلام الذين انشرحت صدروهم للعقيدة الصحيحة، وانشرحت صدورهم لاتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجاهدوا في ذلك وبينوا، عندهم من فيهم النصوص ما ليس عند غيرهم، فمن اتبع النصوص نطق بالحكمة، مثل ما قال بعض الأئمة: من أمّر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة. وهذا ظاهر بين
سئل الشيخ ابن باز

يا شيخ جملة من العاصرين ذكروا أن الكافر من قال الكفر أو عمل بالكفر فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة ، ودرجوا عباد القبور في هذا ؟
ج : هذا من جهلهم عباد القبور كفار ، واليهود كفار والنصارى كفار ولكن عند القتل يستتابون ، فإن تابوا وإلا قتلوا.
س : يا شيخ مسألة قيام الحجة ؟
ج : بلغهم القرآن ،هذا بلاغ للناس ، القرآن بلغهم وبين المسلمين "وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ "
" هذا بلاغ للناس " ، " يا أيها الرسول بلغ "
قد بلغ الرسول ، وجاء القرآن وهم بين أيدينا يسمعونه في الإذاعات ويسمعون في غيرها ، ولا يبالون ولا يلتفتون ، وإذا جاء أحد ينذرهم ينهاهم آذوه ،
وهم بين أيدينا يسمعونه في الإذاعات ويسمعون في غيرها ، ولا يبالون ولا يلتفتون ، وإذا جاء أحد ينذرهم ينهاهم آذوه ، نعم بل ويسخروا منه ويصفوه بأنه يسب الصالحين بل ويكفرونه بمحض التوحيد وأنا اتحدى أى من هؤلاء المجادلين عن عباد القبور ان يذهب الى أماكن شركهم ويدعوهم-وسيعلم عندها مدى اصرار هؤلاء على شركهم واعراضهم عن التوحيد- ولكن هؤلاء المجادلين لا يعرفون حقيقة عباد القبور بل يعذرونهم لمجرد الهوى والعاطفة- ولو صرحوا لهم بأنهم بفعلهم هذا صاروا مشركين لعل ذلك يكون سبب افاقة هؤلاء من غفلتهم وشركهم
وما احسن ما قال الامام الشافعى
لو عذر الجاهل، لأجل جهله لكان الجهل خيرا من العلم، إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف ويريح قلبه من ضروب التعنيف، فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ والتمكين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"العذر لا يكون عذرا إلا مع العجز عن إزالته ، وإلا ، فمتى أمكن الإنسان معرفة الحق فقصر فيها لم يكن معذورا " انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/280) .
-سئل الشيخ صالح الفوزان - السائل: يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله: أنا من غير هذه البلاد وعندي جدة قد توفيت وهي عجوز كبيرة جاهلة كانت تذبح للأولياء وتحلف بهم، هل يجوز لي أن أحج عنها؟
الشيخ صالح الفوزان: لا، هذه تعامل معاملة المشركين لأنها ماتت على الشرك فتعامل معاملة المشركين ولا يحج عنها ولا يُستغفر لها، نعم.
[الدرس الأخير من تطهير الاعتقاد بتاريخ: 22/05/1432هـ]



قال الشيخ صالح الفوزان: العذر بالجهل هذه خلوها غطاء الآن، خلوها غطاء، عذر كل من وقع في الشرك ووقع في الكفر يقولون هذا جاهل! مع أن القرآن يصدح الليل والنهار
وسئل ايضا

السائل: يقول في بلدتي قبوريون، فهل يلزمني أن أصرح لهم بأنهم كفار أم لي أن أوري عن هذا في سبيل أن أدعوهم؟

الشيخ: نعم ، بين لهم، بين لهم بحكمة ولين لعلهم يقبلون، لا تقول لهم أنتم كفار و أنتم مشركون=ينفرون منك ولكن قل لهم القرآن، الله قال كذا والرسول قال كذا، بين لهم بلطف و حكمة، نعم، لأنه قد يكون الإنسان فاهماً الموضوع وقائمة عليه الحجة لكن يكابر، بعضهم إذا أغضبته يكابر، فلا تأتيه بالعنف، نعم.

السائل: فضيلة الشيخ وفقكم الله- ما حكم من يقول: إن الرجل لو تقصد وتعمد السجود بين يدي الصنم طمعاً في الدنيا وصرح بلسانه أنه يقصد عبادته، فإنه يحكم بكفره لكن لا يقطع بكفره في الباطن.
الشيخ: لكن ما لكن ! الذي يسجد للصنم كافر ، ولا علينا من الخرابيط هذه ! الذي يسجد للصنم ، الذي يذبح لغير الله، الذي ينذر لغير الله = مشرك ، نحن نبني على الظاهر، القلوب عند علام الغيوب، لكن نحن نبني على الظاهر فمن فعل الشرك فهو مشرك، ولا نقول إن كان قصده ما أدري وايش هو ! هذه كلها سواليف باطلة، هذا من مذهب المرجئة دب إلينا، الواجب أن نحذر منه، نعم، وإلا ما يبقى هناك نواقض للإسلام، كلها يصير فيها شك ، كلها تميع ولا يصير لها قيمة بالطريقة هذه، نعم[درس الدر النضيد بتاريخ 11-05-1433هـ].

محمدعبداللطيف
2021-06-21, 03:31 AM
وسئل الشيخ صالح الفوزان :-
س : يقول سماحة الشيخ سمعنا أنكم تراجعتم عن تكفير من وقع في الشرك الأكبر كالاستغاثة بالأموات , واشترطتم إقامة الحجة بالعذر بالجهل؟ فهل هذا صحيح؟
أجاب :- هذا كلام باطل , هذا كذب عليَّ ولم أتراجع إن شاء الله عن تكفير المشرك ، تكفير الكافر ، لم تراجع عن ذلك , لأن هذا تراجع عن الحق .(الشريط الثالث من دروس الحرم المكي 1432 الدقيقة 53:40)

و قال : ( وهذه خطيرة جدا, يقع فيها كثير من المنتسبين إلى العلم,
من لم يكفّر المشركين. يقول:أنا ما عليّ, أنا والحمد لله ما عندي شرك ولا أشركت بالله لكن الناس ما علي, لا أكفّرهم. نقول له ما عرفت الدين ما عرفت ما هو التوحيد وما هو الشرك
يجب أن تكفّر من كفّره الله ومن أشرك بالله عز وجل تتبرأ منه كما تبرّأ إبراهيم من أبيه وقومه {إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين}
أو صحح مذهبهم فهذا أشد لأنه يقول الذي يعملونه ما هو شرك, هذه إنما هو اتخاذ الوسائل
أو يقول إن هؤلاء جهال وقعوا في هذا الأمر عن جهل ويدافع عنهم : هذا أشد كفرا منهم لأنه صحح مذهبهم صحح الكفر صحح الشرك ) شرح النواقض .
السائل : أحسن الله إليكم يقول السائل : هل عباد القبور كفار بأعيانهم وذلك لأننا نسمع من يقول: "إن هؤلاء مسلمون جهال تلبسوا بالكفر فلا يحكم عليهم بأعيانهم" ، فهل هذا الكلام صحيح؟
الشيخ : من قال الكفر فهو كافر ونحن ليس لنا إلا الظواهر فنجري عليهم أحكام الكفار ماداموا يعبدون غير الله ويذبحون لغير الله ويستغيثون بالأموات فنحن نحكم عليهم بالكفر ونجري عليهم أحكام الكفار فلا نستغفر لهم بعد موتهم {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى}[التوبة:113] ولا نصلي على جنائزهم ولا ندفنهم في مقابر المسلمين ، نجري عليهم أحكام الكفار ، نعم-

يوسف بن سلامة
2021-06-21, 03:44 AM
الحمد لله كثيراً

لا نريد أن نثقل على أخينا بأكثر من هذا .
وقد أردت منذ البداية أن يكون الحمل بأخف من هذا بكثير .
غير آني أقول كآخر مقالة أكتبها في هذا الموضع .
علينا أن نفرق بين الفتوى والقضاء . والبون بينهما يعلمه العالمون .
ثانياً حديثنا كان يدور عن العذر بالجهل فيما يمس المسألة
التي تتعلق بخروج المرء من الملة .
ثالثاً الشرك لا ينحصر في المسائل التي أراها بين يديك
وتسألني عنها ..
يقول عليه الصلاة والسلام
الربا بضع وسبعون شعبة والشرك مثل ذلك . انتهى .
وكتبت في هذا الحديث مفاهيم .عل الله أن يعين فأنشرها في هذا المنتدى .
رابعاً بفضل الله عليّ الأمر عندي في هذه المسائل أيسر بكثير
مما أراه من طروحات .
يقررون أمراً في الشريعة ويحشون ألف نقل
وشاهد . حتى تظن أنهم علماء وهم مثل باعة متجلون جملة هنا وجملة هناك
وحملة من هناك وحملة من هنالك ..
وتدخل في موضوع لمناقشته وكلهم إلا قليلاً منهم
يعيدون كلام بعضهم بعضاً .
ولولا أنني عرفت شيئاً من طيب قلبك وصدقك
ما دخلت معك في حدث وحديث .
خامساً أنت أعلم أنني لا أحب النسخ واللصق في المناقشات
إلا ما كان ذكياً دقيقاً .
وأحب الحوار وقليل يعرف معناه ويتقنه .
ففيه يظهر العالم من البائع المتجول .
وأخيراً كلام محمد بن عبد الوهاب في قلبي أحمله وإن جهلت ببعضه .
وشروحات كتبه قليل ما أقرأ منها لأسبابي الخاصة .
فقلبه أكبر من شروحات كتبه .
فلا تخشى عليّ إن شاء الله .
والأيام بيننا وعند الله القلوب والنيات .
جزاكم الله خيراً .

علي بن خالد
2021-06-21, 09:49 PM
بارك الله فيك اخي محمد عبد اللطيف وجزاك الله خيرا على ما نقلته من درر اهل العلم.
ولا شك ان من اشرك بالله فقد انتقاض اصل دينه ولم يحقق معنى كلمة التوحيد، والادلة على ذلك كثيرة. وكما انه لا شك في وجوب البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد اكفرهم وبغصهم وعداوتهم باطنا. وانه معلوم من الدين بالضرورة، والادلة على ذلك كثيرة. والحمد لله اولا واخرا.
موضوع المسألة(سؤالي):

يتضح مما سبق ان الايمان والاسلام بينهما قد مشترك وقدر فارق وبينهما عموم وخصوص من وجه
وكذلك الكفر والشرك بينما قدر مشترك وقدر فارق وبينهما عموم وخصوص-
اذا تقرر ذلك علم الفرق بين الشرك والكفر - وكذلك الفرق بين احكام الظاهر واحكام الظاهر والباطن
الشرك فيه معنى التسوية والمشاركة والتنديد فانه يشرك بربه ويعدل به ، والكفر فيه معنى التغطية و الحجد والتكذيب والعناد والاستكبار والاعراض والتولى كما فى كلام شيخ الاسلام السابق
فكل مشرك كافر من غير عكس.،بينما يتصور أن يكون كافراً بنوع من انواع الكفر غير ان يشرك
قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله- (حاشية كتاب التوحيد:302,حاشية الأصول الثلاثة:35):{والشر ك والكفر قد يطلقان بمعني واحد, وهو الكفر بالله, وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بقصد الأوثان وغيرها من المخلوقات مع الإعتراف بالله, فيكون الكفر أعم}
فيجب أن يعلم أن الألفاظ يختلف معناها بالإفراد والاقتران من حيث العموم والخصوص
https://majles.alukah.net/t188230/

كلامك اخي محمد هذا قريب من موضوع سؤالي.
وردت نصوص كثيرة فرقت بين اسم الشرك واسم الكفر. بأعتبار قبل قيام الحجة الرسالية وبعد قيامها. فاسم الشرك ثابت قبل الرسالة غير مستوجب للعذاب واما اسم الكفر ثابت بعد الرسالة مستوجب للعذاب. قال تعالى:{وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}قال أبو العالية : يقول : ( ولا تكونوا أول [ كافر به ) أول ] من كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم. وغير ذلك من النصوص.
كما ان الوحي غاير بين نقيضهما فالشرك يقابله التوحيد ( حنيف) والكفر يقابله الايمان. قال تعالى:{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)}.
ففي قوله تعالى: {ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ } ذكر التوحيد وذكر موقف المشركين من هذا التوحيد بعد بلوغ الرسالة فكان موقفهم الكفر اي الانكار والجحود. وفي قوله تعالى:{وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } فامنوا بالشرك. فذكر الله ايمانهم بالشركاء وكفرهم بالوحدانية، والكفر بالتوحيد مقابل الايمان بالشرك والعكس بالعكس اي الايمان بالتوحيد مقابل الكفر بالشرك. فنخلص ان الله فرق بين حقيقة الكفر والشرك. ويلزم من تخالف الحقائق تخالف الاضداد، فشرك نقيض التوحيد والكفر نقيض الايمان.
فالكفر خصال كثيرة وكل خصلة منه تضاد خصلة من الايمان. واما الشرك فخصلة واحدة.
فالكفر والشرك بينهم عموم وخصوص وجهي: ينفرد الشرك قبل الرسالة. وينفرد الكفر بعد الرسالة بالتكذيب والاستكبار والاعراض والشك والنفاق والتولي. ويجتمعان في اتخذ الانداد بعد الرسالة.
فالشرك هو سبب الكفر بعد قيام الحجة. والكفر شرط التعذيب.

فسؤالي: ما الادلة الشرعية الدالة على ان اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل مع عدم قيام الحجة يثبت قبل الرسالة؟
غايتي من السؤال تحرير المسألة والفهم عن الله ورسوله.
بارك الله فيكم.

محمدعبداللطيف
2021-06-21, 11:04 PM
ولا شك ان من اشرك بالله فقد انتقض اصل دينه ولم يحقق معنى كلمة التوحيد، والادلة على ذلك كثيرة. وكما انه لا شك في وجوب البراءة ممن اشرك بالله باعتقاد اكفرهم وبغصهم وعداوتهم باطنا. وانه معلوم من الدين بالضرورة، والادلة على ذلك كثيرة. والحمد لله اولا واخرا.
موضوع المسألة(سؤالي):

كلامك اخي محمد هذا قريب من موضوع سؤالي.
وردت نصوص كثيرة فرقت بين اسم الشرك واسم الكفر. بأعتبار قبل قيام الحجة الرسالية وبعد قيامها. فاسم الشرك ثابت قبل الرسالة غير مستوجب للعذاب واما اسم الكفر ثابت بعد الرسالة مستوجب للعذاب. قال تعالى:{وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}قال أبو العالية : يقول : ( ولا تكونوا أول [ كافر به ) أول ] من كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم. وغير ذلك من النصوص.
كما ان الوحي غاير بين نقيضهما فالشرك يقابله التوحيد ( حنيف) والكفر يقابله الايمان. قال تعالى:{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)}.
ففي قوله تعالى: {ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ } ذكر التوحيد وذكر موقف المشركين من هذا التوحيد بعد بلوغ الرسالة فكان موقفهم الكفر اي الانكار والجحود. وفي قوله تعالى:{وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } فامنوا بالشرك. فذكر الله ايمانهم بالشركاء وكفرهم بالوحدانية، والكفر بالتوحيد مقابل الايمان بالشرك والعكس بالعكس اي الايمان بالتوحيد مقابل الكفر بالشرك. فنخلص ان الله فرق بين حقيقة الكفر والشرك. ويلزم من تخالف الحقائق تخالف الاضداد، فشرك نقيض التوحيد والكفر نقيض الايمان.
فالكفر خصال كثيرة وكل خصلة منه تضاد خصلة من الايمان. واما الشرك فخصلة واحدة.
فالكفر والشرك بينهم عموم وخصوص وجهي: ينفرد الشرك قبل الرسالة. وينفرد الكفر بعد الرسالة بالتكذيب والاستكبار والاعراض والشك والنفاق والتولي. ويجتمعان في اتخذ الانداد بعد الرسالة.
فالشرك هو سبب الكفر بعد قيام الحجة. والكفر شرط التعذيب.
أحسنت أخى الفاضل على ابن خالد -بارك الله فيك وجزاك الله خيرا- نعم هذا الكلام يروي الغليل ويشفي العليل

فسؤالي: ما الادلة الشرعية الدالة على ان اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل مع عدم قيام الحجة يثبت قبل الرسالة؟
غايتي من السؤال تحرير المسألة والفهم عن الله ورسوله.
بارك الله فيكم. نعم الدليل قوله تعالى - وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ "
" وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ " سماه الله مشركًا لأنه مرتكب للشرك الأكبر وواقع فيه ، لم يقل فعله فعل كفر وهو لا يكفر ، كما يقول أهل الزيغ والضلال ، بل سماه الله مشركًا ثم قال بعد أن سماه مشركًا" .
" فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ " وهذا يدل على أنه مشرك قبل أن يسمع بالقرآن والرسول ،
ويدل أيضًا على أن الحجة تقوم بمجرد السماع - سماع القرآن - ولا يشترط الفهم فلم يقل الله تعالى حتى يفهم ويعرف وتزال عنه الشبهة بل قال سبحانه : " حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ وقوله " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ "
وهذا فيه دليل على أن الجهل لا ينفي الاسم
فسماه الله مشركًا مع أنه جاهل لا يعلم ، فالجهل لا ينفي الاسم ،
أما العقوبة فلا تكون إلا بعد الرسالة كما قال تعالى في سورة الإسراء : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "

ومنها قوله سبحانه : " لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ " فسماهم الله مشركين قبل أن تأتيهم البينة فوصف الكفر والشرك لازم لهم قبل البينة ، سماهم الله مشركين قبل البينة ،
ثم عرف المقصود بالبينة وهي البلاغ والرسالة فقال سبحانه : " رسول من الله يتلوا صحفًا مطهرة " فعرَّف البينة بالرسالة والرسول
فالآية دليل على أن الله يسمى الكفار والمشركين بهذا الاسم ومازالوا في غيِّهم وضلالهم غير منتهين عنه ولا منفكين عنه حتى يأتيهم الرسول بالقرآن ، فالاسم لازم لهم قبل إرسال الرسول
فاسم المشرك ثبت قبل الرسالة فإنه يشرك بربه ويعدل به ويجعل معه آلهة أخرى
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله :
" وكذلك أخبر الله عن هود أنه قال لقومه : " إن أنتم إلا مفترون" فجعلهم مفترين قبل أن يحكم بحكم يخالفونه لكونهم جعلوا مع الله إلهًا آخر
أما قول الله تعالى في سورة الإسراء : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "
فلم يقل ربنا عز وجل وما كنا حاكمين بالشرك حتى نبعث رسولاً ، بل أجمع السلف على أن من وقع في الشرك فهو مشرك قبل الرسالة ومن باب اولى بعدها ، ولكن الخلاف بينهم : هل يستحق المشرك بهذا الإشراك العذاب أم لا؟ بل أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن وماتوا على الجاهلية لا يسمون مسلمين بالإجماع وإنما اختلف أهل العلم في تعذيبهم ، واتفق العلماء على أن أهل الفترات الذين عبدوا غير الله مشركين وليسوا بمسلمين وإن ماتوا على الشرك لا يدخلون الجنة لأنها حرام على المشرك ، وليس هناك تلازم بين نفي العذاب وحكم الشرك فكل معذب في الدارين فهو مشرك كافر وليس كل مشرك معذب إلا بعد قيام الحجة الرسالية [منقول بتصرف من كتاب العذر بالجهل تحت المجهر الشرعى]
وكما تقدم
لا ترتفعُ صفةُ الشِّركِ على المتلبِّسِ بالشرك الأكبرِ، وتثبتُ مع الجهل قبل قيام الحُجَّة الرِّسالية وبعدَها؛ لأنّ عبادةَ غيرِ اللهِ لا توجد مع الإسلام البتة، ولا توجد إلاّ من مُشركٍ وإن كان مُصرّحًا بالإسلام،

علي بن خالد
2021-06-22, 08:01 AM
جزاك الله خيرا.


ومنها قوله سبحانه : " لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ " فسماهم الله مشركين قبل أن تأتيهم البينة فوصف الكفر والشرك لازم لهم قبل البينة ، سماهم الله مشركين قبل البينة ،
ثم عرف المقصود بالبينة وهي البلاغ والرسالة فقال سبحانه : " رسول من الله يتلوا صحفًا مطهرة " فعرَّف البينة بالرسالة والرسول
فالآية دليل على أن الله يسمى الكفار والمشركين بهذا الاسم ومازالوا في غيِّهم وضلالهم غير منتهين عنه ولا منفكين عنه حتى يأتيهم الرسول بالقرآن ، فالاسم لازم لهم قبل إرسال الرسول،
قال تعالى: {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ }.
وكذلك قال تعالى:﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
الكفر في الايتين جعله الله عاما وذكر من اقسامه: اهل الكتاب{ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} والمشركين{وَالْ ُشْرِكِينَ}، ثم ان لاسم اهل الكتاب وصف وحقيقة يفارق اسم المشركين وحقيقته قبل الرسالة. ولهم اسم وحكم بعد الرسالة وهو الكفر والعذاب {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا}. فجعل الله الرسالة والبينة فارقا بين الاسمين والحكمين.
الحاصل ان اطلق العلماء اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل قبل الرسالة من باب التوسع ان صح التعبير والا فالشارع خص اسم الكفر بعد الرسالة ويأكد ذلك ان اسم الايمان وهو نقيض الكفر يثبت بعد الرسالة. ولم اقف مع قلة بضاعتي وحيلتي على نص يدل على خلاف ذلك. ولذا سالت عن الادلة الشرعية الدالة على اطلق اسم الكفر قبل الرسالة.
اما اسم الشرك فلا اشك في ثبوته، فيقال شرك ومشركون قبل الرسالة وبعده ومعلوم ذلك بضرورة الفطرة والعقل والنصوص في ذلك متواترة وكذلك نقيضه اسم حنيف، ولله الحمد.

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 12:11 PM
جزاك الله خيرا.

قال تعالى: {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ }.
وكذلك قال تعالى:﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
الكفر في الايتين جعله الله عاما وذكر من اقسامه: اهل الكتاب{ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} والمشركين[والمشركين]، ثم ان لاسم اهل الكتاب وصف وحقيقة يفارق اسم المشركين وحقيقته قبل الرسالة. ولهم اسم وحكم بعد الرسالة وهو الكفر والعذاب {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا}. فجعل الله الرسالة والبينة فارقا بين الاسمين والحكمين.
الحاصل ان اطلق العلماء اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل قبل الرسالة من باب التوسع ان صح التعبير والا فالشارع خص اسم الكفر بعد الرسالة ويأكد ذلك ان اسم الايمان وهو نقيض الكفر يثبت بعد الرسالة. ولم اقف مع قلة بضاعتي وحيلتي على نص يدل على خلاف ذلك. ولذا سالت عن الادلة الشرعية الدالة على اطلق اسم الكفر قبل الرسالة.
اما اسم الشرك فلا اشك في ثبوته، فيقال شرك ومشركون قبل الرسالة وبعده ومعلوم ذلك بضرورة الفطرة والعقل والنصوص في ذلك متواترة وكذلك نقيضه اسم حنيف، ولله الحمد.نعم أحسنت بارك الله فيك

ان اطلق العلماء اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل قبل الرسالة من باب التوسع ان صح التعبير والا فالشارع خص اسم الكفر بعد الرسالة
هل كل من تلبس بالشرك نسميه مشركا بمجرد وقوعه فى الشرك وقبل قيام الحجة ؟
إقامة الحجة لترتب الأحكام الفقهية على المرتد أو على الكافر، يعني تشهد عليه بالنار، تقاتله، تسبيه، تستحل منه أشياء، هذا فائدة إقامة الحجة، أما مجرد الحكم بالكفر لك أنت؛ ما تعامله وتعامله معاملة الكافر، هذا يكفي ما قام به، من قام به الربا فهو مرابي ولو كان معذورا، ومن قام به الزنى فهو زاني ولو كان معذورا، لكن هل نقيم عليه حد الزنا؟ لا، لابد من ترتب الشروط، فقد يكون هذا الداعي من دعا غير الله أو استغاث بغير الله، هذا نطلق عليه الكفر، الشرك، والشرك أحسن؛ لأنّ الكفر فيه تفصيل فيه كفر ظاهر وباطن، أما الشرك فنطلق عليه الشرك، هو الذي كان يستعمله علماؤنا السابقين؛ يقولون فهو مشرك، فهو مشرك، فهو مشرك، أو هو كافر الكفر الذي يترتب عليه أحكام الدنيا إذا كان أقيمت عليه الحجة، أو الكفر الظاهر إذا لم تُقَم عليه الحجة، هذه المسألة مهمة.
وقال
الفرق بين الكفر الظاهر والباطن، وأنّ كفر الظاهر والباطن هو في حق من أقيمت عليه الحجة، وأما كفر الباطن قد يكون المرء في باطنه -قسمناه الكفر الباطن الأول إذا كان كافر ظاهرا وباطنا
أما الكفر الظاهر عمل عملا كفريا ظاهرا يحمل عليه به بالكفر، لكن قد يكون منافقا فلا تترتب عليه الأحكام؛ يعني لا يقتل ولا؛ لكونه منافقا، قد يكون ما أقيمت عليه الحجة، يعني فيه ضوابط لها
وقال

إقامة الحجة لترتب الأحكام الفقهية على المرتد أو على الكافر، يعني تشهد عليه بالنار، تقاتله، تسبيه، تستحل منه أشياء، هذا فائدة إقامة الحجة، أما مجرد الحكم بالكفر لك أنت؛ وتعامله معاملة الكافر، هذا يكفي ما قام به، من قام به الربا فهو مرابي ولو كان معذورا، ومن قام به الزنى فهو زاني ولو كان معذورا، لكن هل نقيم عليه حد الزنا؟ لا، لابد من ترتب الشروط، فقد يكون هذا الداعي من دعا غير الله أو استغاث بغير الله، هذا نطلق عليه الكفر، الشرك، والشرك أحسن؛لأنّ الكفر فيه تفصيل فيه كفر ظاهر وباطن، أما الشرك فنطلق عليه الشرك، هو الذي كان يستعمله علماؤنا السابقين؛ يقولون فهو مشرك، فهو مشرك، فهو مشرك، أو هو كافر الكفر الذي يترتب عليه أحكام الدنيا إذا كان أقيمت عليه الحجة،أو الكفر الظاهر إذا لم تُقَم عليه الحجة، هذه المسألة مهمة.[جلسه خاصة للشيخ]
وقال

فإذن فرق بين شرطنا لإقامة الحجة، وبين الامتناع من الحكم بالشرك، من قام به الشرك الأكبر فهو مشرك ترتب عليه آثار ذلك الدنيوية، أنه لا يستغفر له ولا تؤكل ذبيحته ولا يضحى له ونحو ذلك من الأحكام، وأما الحكم عليه بالكفر الظاهر والباطن فهذا موقوف حتى تقام عليه الحجة، فإن لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله جل وعلا. [شرح مسائل الجاهلية الشريط الرابع]
********************

{ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }[الإسراء15]هذه في الجزاء ، و هناك من يستدل اليوم ، بعض الذين يغلطون و يخلطون - . يقولون: " و ما كنا معذبين " معناه أنهم مسلمون . هذه مشكلة ! ليس هذا هو مفهوم المخالفة . لأنه قد يكون لا يستوجب العذاب في الآخرة و لكنه في أحكام الدنيا كافر . فمثلا : أهل الفترة الذين كانوا كلهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم يصدق عليهم نفي العذاب . لكن لم يقل أحد من أهل الإسلام إنهم مسلمون ، إلا هؤلاء المتأخرون . و أيضا من في حكمهم كل من لم تبلغه الدعوة حتى بعد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم ينفى عنهم العذاب . لكن هل معنى هذا أن اليهودي مسلم لأنه لم تبلغه الدعوة ؟ أو النصراني مسلم ؟ أو البوذي مسلم ؟ أو المشرك مسلم ؟ لا . إذن أحكام الدنيا غير أحكام الآخرة .هذه مسألة.

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 04:59 PM
قال تعالى: {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ }.
هنا اخى الفاضل على ابن خالد يورد المجادلين عن اهل الشرك شبهه عظيمة ويتمسكون بهذه لأنها اخر شبهاتهم فى الجدال
ويجيب عنها الامام محمد ابن ابراهيم فى شرح كشف الشبهات
وهي من أعظم شبههم، فأصغ سمعك لجوابها، وهي أنهم يقولون إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله، ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم، وينكرون البعث، ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً. ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟.(إذا تحققت) مما تقدم (فاعلم أن لهؤلاء شبهة يوردونها على ما ذكرنا) يدلي بها بعض مَن في زمن المؤلف مِن كون ما عليه مشركو زماننا من الشرك كشرك الأولين؛ بل يقولون إنكم ما اقتصرتم على أن جعلتمونا مثلهم بل زدتم –يريد صاحب هذه الشبهة مما اعترض به من الفروق نفي ما قرره المصنف في هذه الترجمة (وهي من أعظم شبههم فأصغ سمعك لجوابها) وقد أجاب عنها المصنف رحمه الله بتسعة أجوبة، كل واحد منها كافٍ شافٍ في ردها لكن كثّ رها لمزيد كشف وإيضاح (وهي أنهم يقولون: إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله) يعني لا ينطقون بالشهادتين (ويكذبون الرسول) ويمتنعون عن طاعته (وينكرون البعث) ولا يصدقون به (ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً) ولا يصلون ولا يصومون (ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟) فكيف تسوُّون مَن يقر بهذه الأمور العظيمة وبين من يجهلها؛ يعني وأنكم سويتم بين المتفارقين وجمعتم بين المختلفين؛ بل ما اقتصرتم، بل جعلتمونا أعظم جهلاً وضلالاً منهم.
فعرفت أنهم يعارضون ما قرره المصنف ويقولن لسنا منهم، وأنتم جعلتمونا أعظم منهم، كيف تجعلون من كانت فيه هذه الخصال والفروق كمن ليس فيه منها شيء؟ويأتيك جواب المؤلف لهم وأن هذه الفروق غير مؤثرة بالكتاب والسنة والإجماع؛ بل هذه الفروق مما يتغلظ كفرُهم بها؛ فإن الكافر الأصلي الذي ما أقر بشيء من ذلك أهون كفراً ممن أقر بالحق وجحده، ولذلك المرتد أعظم كفراً ن الكافر الأصلي في أحكامه(فالجواب) عما اعترضوا به من هذه الفروق التي زعموا أنها تؤثر؛ أن الفروق منقسمة إلى قسمين: فرق يؤثر، وفرق لا يؤثر. فإنه إجماع أن هذه الفروق لا تؤثر (أن) مخففة (لا خلاف بين العلماء
كلهم أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء أنه كافر لم يدخل في الإسلام) بالإجماع، يعني أنه ليس بمسلم ولا عنده من الإسلام شعرة؛ فإذا كذبه في واحد وصدقه في الألوف من الصلاة والصدقة ونحو ذلك فهو قاضٍ على تلك الألوف، فإذا كان مَن صدقه في شيء وكذبه في شيء فهو كافر فكيف بالتوحيد الذي هو أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، عمد إلى زبدة الرسالة، وجعل لفاطر الأرض والسماوات شريكاً في العبادة فصرفه له الدعاء الذي هو مخ العبادة وخالصها، إما أن يدعو غيره وحده أو يجعله شريكاً له.
فإذا كانت تلك الفروق لا تؤثر فكيف بالتوحيد؟ لكن والعياذ بالله طمس على قلوبهم الشركُ، وامتزجت به؛ فإن أهل هذه الشبهة من أهل الجهالات والضلالات؛ فإن صاحب النظر المنصف إذا نظر في أهل هذه الشبه لقِيَهم مفاليس من العلم بالمرة (وكذلك إذا آمن بالقرآن وجحد بعضه) ولو حرف حرف واحد، أنكره وجحده، أو جحد شيئاً مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو كفر ظاهر؛ أي كفرٌ فوق كفرِ تكذيبِ الله ورسوله (كمن أقر بالتوحيد) لفظاً ومعنى (وجحد) فرعاً من فروع الشريعة معلوم أن الرسول جاء به (وجوب الصلاة) الذي يجحد الصلوات الخمس كافر بالإجماع، ولو أنه يفعلها، وجاء بالتوحيد (أو أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة) ولو كان يؤديها، فهو كافر بإجماع الأمة (أو أقر بهذا كله وجحد الصوم) ولو أنه يفعله، فإنه كافر بإجماع الأمة لتكذيبه الله ورسوله (أو أقر
بهذا كله وجحد الحج) إلى البيت، وإن كان يحج، فهو كافر بالإجماع لتكذيبه الله ورسوله وردِّه إجماع الأمة.(ولما لم ينقد أناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج) إلى البيت (أنزل الله في حقهم: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} ) يعني واجبٌ لله على المستطيع من الناس أن يحج {وَمَنْ كَفَرَ} يعني ترك ذلك {فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} 1 فدل على أن ترك ذلك كفر؛ فمن جحد ذلك فقد كفر؛ فدلَّ على فريضة حج البيت؛ فدل على أن الذي لا يعتقد ذلك كافر وهذا بخلاف العاجز.وكذلك منع الزكاة بخلاً بخلاف الجاحد. فأما ترك الصلاة تهاونا فاختيار أحمد وحكى إسحاق بن راهويه كفرَه بالإجماع.(ومن أقر بهذا كله وجحد البعث) أي جحد بعث هذه الأجسام بعد بلائها وإعادة أرواحها إليها يوم القيامة (كفر بالإجماع) بإجماعأهل العلم (وحل دمه وماله) ولم ينفعه الإقرار بما أقر به كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً} الآية1 فصرح الله تعالى في هذه الآية أنه الكافر حقاً؛ فدل على أنه لا يشترط أن لا يكون كفراً إلا إذا كفر بجميع ذلك كله؛ بل هذا كفر نوعي؛ فإن الكفر كفران: كفر كلي، وكفر نوعي. ولا فرق بينهما؛ من كفر ببعض فكمن كفر بالكل لا فرق.(فإذا كان الله قد صرح في كتابه أن من آمن ببعض وكفر ببعض فهو الكافر حقاً زالت هذه الشبهة، وهذه هي التي ذكرها بعض أهل الأحساء في كتابه الذي أرسله إلينا) وبهذا ظهر واتضح أنه يوجد فروق ولكن لا تؤثر؛ فإن الردة ردتان: ردة مطلقة وهي الرجوع كما جاء به الرسول جملة، والثاني أن يكفر ببعض ما جاء به؛ فإنه إجماعٌ بين أهل العلم أن الذي يرتد عن بعض الدين كافر؛ بل يرون أن الاعتقاد الواحد والكلمة الواحدة قد تُخرِج صاحبها عن جملة الدين.وبهاذ انكشفت الشبهة وعرف أن التفريق بالفروق التي ذكرت من الفروق التي هي غير مؤثرة(ويقال أيضاً) هذا جواب ثانٍ للشبهة السابقة (إن كنت تقر أن من صدق الرسول في كل شيء وجحد وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال بالإجماع، وكذلك إذا أقر بكل شيء إلا البعث، وكذلك لو جحد وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله لا يجحد) الخصم (هذا) لا ينكر ما قرر من وجوب هذه المذكورات ولا يستقيم الإسلام، بل ينتقل الإسلام كله ويزول من أساسه1 (ولا تختلف المذاهب فيه) لا تختلف المذاهب في أن جَحْدَ وجوبِ واحدٍ منها كافٍ في انتكاس العبد وأنه كافر بالإجماع (وقد نطق به القرآن كما قدمنا) أن من آمن ببعض وكفر ببعض فهو الكافر حقاً (فمعلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعظم) من فريضة (من الصلاة والزكاة والصوم والحج) وتصديقه بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينفعه ولا يجدي عليه(فكيف إذا جحد الإنسان شيئاً من هذه الأمور كفر ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر) ؟! فإذا كان هذا فيمن جحد واحداً من أركان الإسلام فكيف بمن جحد التوحيد الذي هو أساس الملة والدين؟ فإنه أعظم، فلا ينفعه تصديقه بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حيث جحد الأصل، إذا صار حَجْدُ فرعٍ من فروع الدين كفراً فكيف بجحد الأصل وهو التوحيد؟ فلو قدر –وهو لا يكون- أن هذه الفروع كلها من الصلاة وما بعدها مهوب معصية ولا عظيمة لكان جحد التوحيد كفراً برأسه. فكيف وهو الأصل؟ فإن هذا الجهل بمكان1 لا يجحد هذا الخصم أنه يُخرج من الإسلام بمفرده؛ يجعلون من يهدم أساسَ الدين صباحاً ومساءً أنه مسلم لكونه يدعي الإسلام؛ والذي يجحد وجوب الزكاة ولو كان يؤديها كافر بالإجماع! (سبحان الله، ما أعجب هذا الجهل!) فإن جهل هؤلاء من أعجب الجهل، كونُ الواحدِ منهم يقر أن جحد الصلاة كفر بالإجماع أو جحد غيرها من أركان الإسلام كفر وجحد التوحيد ليس بكفر؟! فلو قدِّر أنها لا تكفِّر –وهو لا يقدر- فالتوحيد وحده يكفر؛ والدليل أن الأصل لا يزول بزوال الفرع بخلاف الفرع فإنه يزول بزوال أصله؛ كالحائط والشجرة إذا زال أصله زال فرعه
فالحاصل أنه لو قدر أن التوحيد بعض المذكورات لكان جحده كفراً، فكيف وهو أساس ذلك كله؟! بل التوحيد قد يكفي وحده في إسلام العبد ودخوله الجنة؛ فإنه إذا تكلم بكلمة التوحيد ثم توفى قبل وجوب شيء من الفروع عليه كفى التوحيد وحده؛ فالتوحيد ليس فقيراً إليها بل هي الفقيرة إليه في صحتها.] (https://al-maktaba.org/book/11264/91#p3)
فلا أعجب ولا أقبح ولا أعظم ممن جهل هذا، فإذا كان مقراً أن من جحد شيئاً من هذه الفروع رسول الله ويؤذنون ويصلون1 فإن قال) المشبه (إنهم يقولون إن مسيلمة نبي) يعني كفَّرهم لقولهم مسيلمة نبي (قلنا) نعم (هذا هو المطلوب) هذا هو مطلوبنا، فهؤلاء ما صدر منهم إلا أنهم قالوا إنه نبي، فجنوا على الرسالة وصار مبطلاً توحيدهم ودينهم (إذا كان من رفع رجلاً إلى رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر وحل ماله ودمه ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة) ولا الصيام ولا الأذان؛ وأنت تقر بهذا، وهذه جريمةٌ: رفعُ مخلوقٍ إلى رتبة مخلوق (فكيف بمن) جنى على الرسالة فكيف بمن جنى على الألوهية؟ فالذي يعبد مع الله غيره قد جنى، بل لا أعظم من جنايته (رفع شمسان2 أو يوسف

أو صحابياً أو نبياً في رتبة جبار السماوات والأرض) يعني هذا أولى بالكفر والضلال لأنه صرف للمخلوق من أنواع العبادة ما لا يستحقه إلا الخالق. وهذا من قياس الأولى يعني إذا كان جنس ما احتجوا به كفر فبطريق الأولى هذا. فهذا رد عليهم من نفس ما احتجوا به، وإلا فالأدلة في ذلك معلومة (سبحان الله ما أعظم شأنه كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون) كهذا الطبع على قلب هذا الجاهل كيف يتصور أن من رفع رجلاً إلى رتبة رجل فهو كافر وإذا رفع رجلاً في رتبة جبار السماوات والأرض لا يكفر؟!(ويقال أيضاً) هذا جوابٌ رابع للشبهة السابقة في قوله: إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله ... إلخ. (الذين حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار) وهم من الشيعة الغالية من أصحاب علي، زادوا في محبته وتعدَّو الحد، وذلك بدسيسة ناس من أصحابه منافقين دسُّوها ليفسدوا على الناس دينهم أتباع عبد الله بن سبأ؛ ادعى الإسلام وأراد أن يفتكِ بأهل الإسلام ويُدخلهم في الشرك –تعدَّوا الحد في محبة علي وتعظيمه حتى ادعوا فيه الإلهية (كلهم يدعون الإسلام) ويعلمون أعمال الإسلام (وهم من أصحاب علي رضي الله عنه، وتعلموا العلم من الصحابة، ولكن) ظهرت منهم المقالة الردية (اعتقدوا في علي) الإِعتقاد الباطل؛ اعتقدوا فيه السرِّ- يعني الألوهية (مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وأمثالهما) كعبد القادر والعيدروس؛ كاعتقاد أهل زماننا في غيرهم. فلما رأى ذلك منهم عليٌ رضي الله عنه خَدَّ لهم أخاديد عند باب كِندة، واضرم فيها النيران وقذفهم فيها من أجل مقالتهم فيه، وقال:لما رأيتُ الأمرَ أمراً منكراً ... أجَّجت ناري ودعوتُ قنبراً فهذا الأمر من علي رضي الله عنه وافقه عليه جميع الصحابة، ورأوا أنهم مرتدون وأن قتلهم حق، وابن عباس كغيره في ذلك إلا أنه قال: لو قتلتم بالسيف. وقال: يعذَّب بالنار إلا ربُّ النار. وعلي رضي الله عنه فعلُه مزيدُ اجتهادٍ منه؛ رأى تحريقَهم لغلظ كفرهم كما حرَّق أبو بكر بعض المرتدين.(فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟ أتظنون أن الصحابة يكفرون المسلمين؟ أتظنون أن الاعتقاد في تاج وأمثاله لا يضر والاعتقاد في علي بن أبي طالب يكفر؟) فحينئذٍ إذا تحققت وعلمت أن هذا صدر
من علي على وقت الصحابة فيلزم أهل هذه الشبهة أحد ثلاثة أمور:إما أن يقولوا إن الصحابة غلطوا وأخطؤوا وكفَّروا المسلمين، وقتلوا من لا يستحق الكفر والقتل وهم على ضلالة. وهم لا يقولون ذلك لوضوحه في السير والتأريخ. وإن قالوه في الصحابة فهو كافٍ في الرد عليهم؛ لأنهم صاروا من الخوارج الذين يكفِّرون الصحابة ويسبوهم، أو يقولن حاشاهم من تكفير المسلمين ومن قصد ظلمهم أو الاجتماع على غلط.وإما أن يقولوا إن الاعتقاد في تاج وأمثاله والتوسُّل بالصالحين وسؤالهم قضاءَ الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفان لا يضر والاعتقاد في علي بن أبي طالب يكفَّر، وهم لا يقولون ذلك، فإن قالوا إنه لا يكفر كفى أنه كفر وشرك، وظهر عظيم جهلهم لفضل علي على هؤلاء بما لا نسبة فيه. فلو كان مسامحة في دعوة غير الله أو يكون أسهل لكانت دعوة علي.فحينئذٍ يلزم الأمر الثالث، وهو أن يذعنوا ويسلمون أن مَن تعلَّق على غير الله بأي نوع من أنواع العبادة فهو كافر خارج من الملة مرتد، أغلظُ كفراً ممن ليس معه هذه الأعمال، وأن إقراره بالشهادتين والصلاة والزكاة ونحو ذلك فرق غير مؤثر وغير نافع، فظهر بذلك أنهم ضُلاَّل في تشبيههم وترويجهم؛ فإن الغالية في علي ما اعتقدوا فيه إلا مثل الاعتقاد في تاج وأمثاله من هذه الأصنام. وإن قالوا: ليس من الغلو ففي باب أول الكتاب ما يبين أنه
من الغلو بعبادة المخلوق مع الله.

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 05:03 PM
(ويقال أيضاً) هذا جواب خامس للشبهة السابقة (بنو عبيد القداح) الذين ادَّعَوا أنهم فاطميون وساعدهم على ذلك من ساعدهم وهم أدعياء ليسوا بفاطميين –أبوهم وقصة تزوّجه المرأة وتأريخهم معروف1 (الذين ملكوا المغرب ومصر في زمان بني العباس) وطالت لهم يَدٌ أيضاً على الحرمين؛ ملوكهم يُسمًّون الحاكميين؛ الحاكم فلان والحاكم فلان (كلهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويدعون الإسلام ويصلون الجمعة والجماعة) وينصبون القضاة والمفتين (فلما أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء دون ما نحن فيه) كاستحلال بعض المحرمات مثل تجويزهم الجمع بين الأختين (أجمع العلماء) في وقتهم (على كفرهم وقتالهم) ولا جعلوا الشهادتين والصلاة والزكاة والجمعة والجماعة فرقاً مؤثراً، بل رأوه لاغي
وذلك أنه وُجِدُ مُكفِّر فلم ينفعهم ما هم فيه (و) أجمعوا في وقتهم على (أن بلادهم بلاد حرب) وأن جهادهم أفضل جهاد.(وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين) وصنف ابن الجوزي كتاباً سمَّاه: النصر على مصر. فكيف بما نحن فيه من التظاهر بدين الإسلام مع نقض أساس الملة بعبادة غير الله؟ولا فرق بين من يكون كفره عناداً أو جهلاً؛ الكفر منه عناد ومنه جهل. وليس من شرط قيام الحجة على الكافر أن يفهمها، بل من أقيمت عليه الحجة مثل ما يفهمها مثله فهو كافر سواء فهمها أو لم يفهمها، ولو كان فهمُها شرطاً لما كان الكفر إلا قسماً واحداً وهو كفر الجحود؛ بل الكفر أنواع، منها الجهل وغيره، المقصود أن العلماء أجمعوا على قتالهم وكفرهم والأمة لا تجتمع على ضلالة.وبذلك عرفت انكشاف هذه الشبهة؛ وهو أن النطق بالشهادتين لا يكفي مع ما انضمَّ إليه من فعل الطاعات إذا وُجِد أحد المكفِّرات.
(ويقال أيضاً) هذا جواب سادس على الشبهة السابقة (إذا كان
الأولون لم يكفروا إلا أنهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول والقرآن) يعني وتكذيبه (وإنكار البعث وغير ذلك فما معنى الباب الذي ذكر العلماء في كل مذهب) المذاهب الأربعة وغيرها (باب حكم المرتد) وعرَّفوه بتعاريف (وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه) فهذا المذكور في هذا الباب إجماعٌ منهم أنه يخرج من الملة، ولو معه الشهادتان، لأجل اعتقادٍ واحد أو عمل واحد أو قول واحد يكفي بإجماع أهل العلم لا يختلفون فيه، وأنه ليس المرتد الذي يخرج عن الإسلام بالمرة، بل هو قسم والقسم الآخر هو ما تقدم (ثم ذكروا أنواعاً كثيرة) ومثَّلوا له أمثلة (كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله) وقالوا: من قال كذا أو اعتقد كذا فهو كافر، وأنه لا ينفعه جميع ما عمل به (حتى إنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يقولها بلسانه دون قلبه أو كلمة يقولها على وجه المزح واللعب) حتى إن بعض أهل المذاهب يكفرون من صغَّر اسم المسجد أو المصحف.وما ذكروه وعرفوه هو في الجملة: يُوجد أشياء يكون بها الإنسان مرتداً ولو نطق بالشهادتين وصلى، بل ولو أضاف إلى ذلك ترك المحرمات وأتى بمكفِّرٍ هدم جميع ما معه الإسلام؛ فإن وجود المكفرات التي يصير بها الرجل مرتداً كثيرة لا تحصر.والواحد من أسباب الردة كونه يجعل له واحداً من حق رب
العالمين كافٍ في كفره، وكونه اتخذ إلهاً ولو ليس من كل وجه، بل يكفي كونه جعله يصلح لحق رب العالمين؛ فلهوب من شرط المرتد أن يجمع بين أطراف الردة، أو يجمع الشركيات، أو أن رب العالمين ومعبوده واحد في جميع ما يستحق.وبهذا تنكشف شبهته؛ وهو أنه ولو نطق بالشهادتين وصلى وصام فإنه يصير به مرتداً ويصير أسوأ حالاً ممن لم يكن معه أصل الإسلام عند جميع العلماء.والصحيح من قولي العلماء أن كفار هذه الأزمان مرتدون؛ فكونهم ينطقون بلا إله إلا الله صباحاً ومساءً وينقضونها صباحاً ومساءً، فلا إله إلا الله يدخل بها في الإسلام في الجملة. والقول الثاني أنهم كفار أصليون؛ فإنهم لم يوحِّدوا في يوم من الأيام حتى يُحكَم بإسلامهم.
(ويقال أيضاً) هذا جواب سابع عن شبهتهم السابقة. والأجوبة السابقة ظاهرة لك في كشف تلك الشبهة (الذين قال الله فيهم:{يَحْلِفُون َ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} 1 أما سمعت الله كفَّرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون ويزكون ويحجون ويوحدون) وينطقون بالشهادتين، ويدينون دين المسلمين في الظاهر، فكيف بمن جعل الأنداد مُعاذَه وملاذه وملجأه في الرغبات، كما هو الوقع من القبوريين والعياذ بالله، فلسانه يقول لا إله إلا الله وعمله يقول لا إله إلا فلان (وكذلك الذين قال الله فيهم: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} 2 فهؤلاء الذين صرح الله أنهم كفروا بعد إيمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح) كفروا بسبب كلمة واحدة، وهم يعملون الأعمال الشرعية ويعملون أعمال المسلمين، فصاروا بها كفاراً بعد إيمانهم؛ لمَّا صدر منهم شيء واحد صاروا كفار مرتدين. فبهذا تنكشف شبهة
المشبِّه بهذه الشبهة.(فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم: تكفِّرون من المسلمين أناساً يشهدون أن لا إله إلا الله ويصلون ويصومون، ثم تأمل جوابها) يعني ما ذكره المصنف عليها من الأجوبة (فإنه من أنفع ما في هذه الأوراق) فإنه من أنفع ما ذكره المصنف في هذا المؤلف؛ وذلك لأنها شبهة قد تروج على مَن لا يعرف ولا يفهم فيظن أن ما ذكره المشبه فروقاً مؤثرة؛ وبما ذكره المؤلف رحمه الله يتبين لك أنها فروق غير مؤثرة فإن أهل العلم مجمعون على أن هذه فروق لا تؤثر.(ومن الدليل على ذلك أيضاً) هذا زيادة على الأجوبة السبعة السابقة في كشف شبهته وهي قوله: (تكفرون من المسلمين أناساً يشهدون أن لا إله إلا الله ... إلخ) (ما حكى الله تعالى عن بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم) والمراد بعلمهم بالنسبة إلى غيرهم في زمنهم؛ يعني أتباع موسى ويقتبسون من علمه ومما جاء به، ولا ينافي ذلك قوله: {إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} فإنه دالٌ على أن صدورَ ذلك منهم عن جهل أنهم قالوا لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} كأنه أعجب مَن أعجبه منهم واستحسنوه فقال
موسى مُنكِراً عليهم {إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} 1.(وقول أناس من الصحابة) لما مروا بقوم يعلِّقون أسلحتهم على شجرة ويسمونها بهذا الاسم (اجعل لنا ذات أنواط) 2فأنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وغلظ هذا الإنكار بأنواع التغليظ (فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا مثل قول بني إسرائيل {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً} ) الآيات.(ولكن للمشركين) عند كشف شبهتهم السابقة (شبهة يدلون بها عند هذه القصة) يشبِّهون ويمانعون في كون ذلك دليلاً، قالوا:(وهي أنهم يقولون إن بني إسرائيل لم يكفروا بذلك وكذلك الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا ذات أنواط لم يكفروا.
فلا يصلح احتجاجكم بالقصتين علينا فإنكم احتججتم بقصتين على تكفيرنا وهم لم يكفروا بذلك.(فالجواب أن نقول إن بني إسرائيل لم يفعلوا) فعدمُ كفرهم لا من قصور أن يكون كفراً (وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا) بل استحسنوا شيئاً وطلبوه؛ لو عكفوا على القبور وكذلك لو اتخذوا إلهاً لكفوا؛ هذا لا ينازع فيه أحد ولا ينفع اتباع الرسول والأعمال الأُخَر. فعدم كفرهم ليس من قصور العمل عن أن يصل إلى التكفير. يعني أن وجه أحتجاجنا هو بتقدير الفعل؛ لو صدر لكان كفراً، فكان احتجاجاً في محله ولكنهم لم يفعلوا وإلا لو فعلوه لكان كفراً. فسلم لنا الاحتجاج بالقصتين عليكم.(ولكن هذه القصة) قصة بني إسرائيل وقصة الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم (تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في أنواع من الشرك لا يدري
عنها) إذا كان السائل في القصة مع نبي وهو موسى وهم أوسع علماً منه، والسائل في القصة الثانية مع نبي وهم أعلم وأقدم فضيلة، استحسنوا ذلك ظناً منهم أن الله يحبه وأنه من العبادات التي يُتقرَّب بها إلى الله، فكيف بمن دونهم؟ (فتفيد التعلم) تعلم أسباب النجاة فإنه لا نجاة إلا بالعلم ومعرفة الضد والشر لغيره؛ يعرف الشرك وأقسامه ووسائله وذرائعه ليسلم من الوقوع فيه كما قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} وقال حذيفة رضي الله عنه: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني".تعلمنا الشرَّ لا للشرِّ لكن لتوقِّيه ... من لا يعرف الشر يقع فيه(والتحرز) يعني اتهام العمل أن يكون داخله شيء من الشرك؛ بل يجعل على باله هل أخلص قبل دخوله فيه، وتفقد النفس ولحظاتك فيمن هي (ومعرفة أن قول الجاهل التوحيد فهمناه أن هذا من أكبر الجهل ومكائد الشيطان) وهذه الكلمة قد صدرت من بعض الطلبة لما كثر التدريس في التوحيد متنه أو كتب نحوه سئموا وأرادوا القراءة في كتب أخرى. وقيل إنه من المرسلين؛ فنقم عليه المصنف في هذا القول؛ يعني أنك ما فهمته حتى الآن؛ فقال الشيخ رحمه الله ذلك لينبههم. ففي هذه القصة الرد عليهم فإن هؤلاء أهل علم وصدر منهم ما صدر. فلا يزهد في التوحيد فإن بالزهد فيه يقع في ضده، وما هلك من هلك ممن يدعي الإسلام إلا بعدم إعطائه
حقه ومعرفته حق المعرفة وظنوا أنه يكفي الاسم والشهادتان ولم ينظروا ما ينافيه وما ينافي كماله هل هو موجود أو مفقود؟ وهذا كله من عدم التحرز والمعرفة ألفاظ التوحيد لفظة لفظة. من الذي عرف التوحيد كل المعرفة؟ أصله ولله الحمد معروف لكنْ له أقسامٌ وفروع وشعب، وضده الشرك له فروع.ومما يذكر عن المؤلف أنه يوماً قال: يذكر البارحة أنه وُجِد رجل على أمه يجامعها، فاستعظم المحضر ذلك وضجوا منه، رأوا أنه منكر كبير، وهو كبير. ثم قال مرة أخرى إن واحداً أصيب بمرض شديد فقيل له: اذبح "دييك" لفلان –وليّ- فلم يستعظموه. ثم بين لهم أن الأول فاحشة يبقى معها التوحيد والآخر ينافي التوحيد كله، وهذا لم يستعظموه مثل هذا! وهذا هو الواقع من أكثر الناس فإن النفوس تستبشع أشياء أعظم من استبشاعها ما هو أمر التوحيد.(وتفيد أيضاً أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك وتاب من ساعته أنه لا يكفر) فإن من الأشياء ما قد يخفى ويكون مجتهداً وبعد ما يُبيَّن له يرجع كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم.(وتفيد أيضاً أنه لو لم يكفر فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظاًَ شديداً كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم) في إنكاره على أولئك في قولهم اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط كما تقدم
(ولهم شبهة أخرى: يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال لا إله إلا الله وقال: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله" وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" وأحاديث أخر في الكف عمن قالها) 1.(ومراد هؤلاء الجهلة) من إيراد هذه الأحاديث والتشبيه بها (أن من قال لا إله إلا الله لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل!) يعني أن النطق بها كافٍ في إسلام العبد. ومرادهم أنكم معشر الموحدين تكفِّرون من يشهد أن لا إله إلا الله ... إلخ. وهذا من عظيم جهلهم وعمايِتهم؛ يرون أن الدين رسومٌ فقط، ما دَرَوا أن لها أرواحاً ومعانيَ؛ لها معاني هي المرادة، الألفاظ قوالبُ جثة والمعاني روح. ويأتيك كشفها ومراد النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأحاديث وأنه لا كما ظنوا وزعموا.
(فيقال لهؤلاء المشركين الجهال) في الجواب عن ذلك (معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود) في عدة مواطن (وسباهم) أخذ نساءهم مماليكَ وعبيدَ كالصنيع بسائر الكفار (وهم يقولون لا إله إلا الله) فلا منع قولُ لا إله إلا الله من قتالهم وسبيهم؛ فدل على أن مجرد قول لا إله إلا الله لا يمنع من التكفير، بل يقولها ناس كثير ويكونون كفاراًَ: إما لعدم العلم بها، أو العمل بها، أو وجود ما ينافيها. فلابد مع النطق بها من أشياء أخر؛ أكبرها معرفة معناها والعمل به.
(وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويصلون ويدعون الإسلام) ومع ذلك قاتلوهم، وسبوا حريمهم وذراريهم، مع قولهم لا إله إلا الله ... إلخ، لأجل مُكِّفراتٍ أُخَر.
(وكذلك الذين حرَّقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه) مع صلاتهم وادعائهم الإسلام، وهم من أصحاب علي رضي الله عنه، ولكن وقع منهم الغلوُ في علي وتجاوُز الحد في تعظيمه حتى اعدوا
فيه الإلهية. فإنه ليس المراد اللفظ بل اللفظُ وإقرارٌ وعملٌ؛ فإن حصل فهو مع لا إله إلا الله وإلا فإنه ما جاء إلا بلفظِها فقط؛ وروحُها وحقيقتها مفقود. فلا إله إلا الله ينقضها أشياء ليست هي من ذاتها؛ مما ينفي لا إله إلا الله مسبةُ الرسول، ورميُ أزواجه بالإفك. كلُ واحدٍ منها ينقض هذه الكلمة العظيمة فكيف بنفيها نفسها من عبادة غير الله وجعل الأوثان قبلة قلب صاحبها؟! بل هذا أسوأ حالاً ممن يمتنع عن النطق بها؛ لأنه يُؤخذ بأنه دخل الإسلام ثم ما يوجد منه يفيد أنه انتكس عما تسمَّى به؛ فيكون مرتداً، والمرتد أعظم حكماً من الكافر الأصلي: منها أن مالَه فيء؛ إلى آخر أحكام المرتدين؛ بخلاف اليهودي والنصراني والمجوسي فإنهم يتوارثون بينهم. هذا من تغليظ كفره لأنه عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمي فصار أغلظ ممن لم يقر أصلاً.(وهؤلاء الجهلة) المشركون (مقرون أن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال لا إله إلا الله) ولم تنفعه الشهادتان (و) هم مقرون أيضاً (أن من جحد شيئاً من أركان الإسلام) كوجوب الصلاة أو وجوب الصيام (كفر وقتل ولو قالها، فكيف لا تنفعه إذا جحد شيئاً من الفروع وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أصل دين الرسل ورأسه؟!)
(ولكن أعداء الله ما فهموا معنى الأحاديث) ولا حاموا حولها وعشا على أبصارهم التقليدُ الأعمى والجمود وإحسان الظن بأناس أعرضوا كل الإعراض عن التوحيد، وقلّدوا من ظن أن قول لا إله إلا الله في هذه الأحاديث كافٍ مع الجهل بمدلول لا إله إلا الله. والإنسان إذا أراد أن يطالع في كلام الفقهاء فإنه يجد أن الإنسان إذا أتى بمكفِّرٍ قولي أو اعتقادي فإنه يكفر ولا ينفعه جميع ما تسمَّى به وعمله. والمشركون في هذه الأزمان زعموا أنه لا يكفر إلا من تعلَّق عليها وزعم أنها تستقل بجلب المنافع ودفع المضارّ. وهذا من كبير جهلهم، وهذا بعينه دينُ المشركين الذين ما أُنزِلت جميع الكتب ولا أُرسِلت الرسل إلا لردِّه وإبطاله؛ فإن المشركين الأولين قلَّ منهم من يزعم أن من يلجأ إليه يستقل بجلب المنافع ودفع المضار.(فأما حديث أسامة) يعني وقصته حين قتل الرجل الذي قال
لا إله إلا الله (فإنه قتل رجلاً ادعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه ما ادعاه إلا خوفاً على دمه وماله، والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك) يعني والحكم الشرعي أنه لا يُقتَل ويجب الكف عنه ما دام في حالةٍ يحتمل أن يكون صادقاً ويحتمل أن يكون كاذباً حتى يتبين منه ما يخالف ذلك (وأنزل الله في ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} 1 أي: فتثبَّتوا. فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت) وهو التأني والنظر إلى ما يصير إليه آخر الأمر (فإن تبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله {فَتَبَيَّنُوا} ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبت معنى) وليس المراد أنه يكف عنه مطلقاً. الناطق بالإسلام إن قامت القرائن أنه إنما قال ذلك ليسلم من القتل فإنها تدوم عصمته حتى يتبين منه ما يخالف ذلك، فإن تبين منه ما يخالف ذلك قُتل.(وكذلك الحديث الآخر) "أمرت أن أقاتل الناس" (وأمثاله معناه ما ذكرناه) ما ذكره المصنف (أن من أظهر الإسلام والتوحيد
وجب الكف عنه) سواء احتمل الحال أنه متعوِّذٌ حقاً أو يحتمل أنه صادق (إلى أن يتبين منه ما يناقض ذلك) فإن تبين منه ما يناقض ذلك فإنه يُقاتَل حتى يدين بدين الإسلام.فصار الذي لا يقول لا إله إلا الله أصلاً يُعتبر قولهُ لا إله إلا الله، وإذا قالها وهو قبل يقولها وهو على ما هو عليه من عبادة غير الله فإنه ما غيَّر شيئاً فكأنه قال: أنا على ما أنا عليه قبل وهو قول لا إله إلا الله، فيقال له: أنت تقاتل قبل وأنت تقول لا إله إلا الله، فهو ما خلع ولبس، بل هو على ما هو عليه، وأهل الكتاب أيضاً حتى لو قالوا لا إله إلا الله فإنهم ما غيَّروا شيئاً.فصار هنا ثلاث صور:الأولى: أن يُعرف أنه حينما نطق بها عمل بها فهذا لا يقتل.الثانية: أن يُشّك في حاله، ولو يُظن أنه متعوِّذ فقط، فهذا أيضاً لا يقتل.الثالثة: أن يقولها ولكن ينقضها، فهذا يقتل لقوله {فَتَبَيَّنُوا} لأنه تبيَّن منه ما يخالف الإسلام، فحلَّ دمهُ ومالهُ. وكذلك إذا كان من قبل يقولها ولا يعمل بها ومتكرِّرٌ منه ذلك فلا لها حكم.(والدليل على هذا) على أن هذا هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ " وقال: "أمرت
أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" هو الذي قال في الخوارج: "أينما لقيِتُمُوهم فاقتلوهم. لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل عاد"1 مع كونهم من أكثر الناس عبادة وتهليلاً حتى إن الصحابة يحقرون صلاتهم عندهم، وهم تعلموا العلم من الصحابة) فالخوارج يقولون لا إله إلا الله ويزيدون على قول لا إله إلا الله(فلم تنفعهم لا إله إلا الله ولا كثرة العبادة ولا ادعاء الإسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة) .فتبيَّن أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ " أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله لا يكفر ولا يقتل. فقولهم إن من قال لا إله إلا الله لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل، من عظيم جهلهم؛ فكل إنسان ينظر في نصوص الشريعة فإنه موجود كثير ممن يقتل وهو يقول لا إله إلا الله، ومن قال خلاف ذلك فليس من أهل العلم بوجه
(وكذلك ما ذكرناه من قتال اليهود وقتال الصحابة بني حنيفة) فلو أن مجرد قول لا إله إلا الله يعصم الدم والمال لما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود وقاتل الصحابة بني حنيفة.فليس مراده من "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ " وقوله: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" وأحاديث أخر في الكف عمن قالها كما استدلوا به هنا؛ بل مراده صلى الله عليه وسلم أن من كان قبل على الكفر ثم أسلم فإنه يُكفُّ عنه كفَّ انتظار، ولو أنه يحتمل. فالحكم الشرعي أنه يكف عنه وينتظر؛ إن استقام على الإسلام استمر به وإلا قتل قتلاً أشدَّ من الأول وأسوأ حالاً وأحكاماً من الأصلي كما علم من الكتاب والسنة وإجماع الأمة.(وكذلك أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يغزو بني المصطلق) وأمر بالغزو (لما أخبره رجل أنهم منعوا الزكاة حتى أنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} 1 وكان الرجل كاذباً عليهم. فكل هذا يدل على أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التي احتجوا بها ما ذكرناه) وكذلك الأمر بقتل الخوارج. فتبين مما تقدم أو قول لا إله إلا الله لا يكفي في عصمة الدم والمال، بل إذا تبين منه ما يناقض الإسلام قُتل، ولو قال لا إله إلا الله.
س: ما الفرق بين هذه الشبهة والتي قبلها؟.
ج: أما الأولى فلما ذكر المصنف أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين بأمرين، اعترضوا عليه بهذه الشبهة وهذه الفروق وقالوا: نحن نشهد أن لا إله إلا الله فكيف تجعلوننا مثل أولئك الذين لا يشهدون ... إلخ، بل ما قَصَرتُمونا عليهم، بل زدتمونا بهذين الأمرين.
فأجابهم المصنف بقوله في جميع الشبه إن من وُجد منه مُكفِّر بأن كان مصدقاً الرسول في شيء ومكذَّبَه في شيء، أو وجد منه مكفر بأن رفع المخلوق في رتبة الخالق، أو وجد منه مكفر بأن غلا في أحدٍ من الصالحين فادعى في الألوهية، أو وجد منه مخالفة الشريعة في أشياء مثل إباحته نكاح الأختين جميعاً، أو وجد منه مكفر بأي نوع كان من أنواع الردة، أو وجد منه مكفر بأن استهزأ بالله وآياته.
وحاصلُها أن من وجد منه مكفر فهو مثلهم وهو معه هذه الفروق يشهد أن لا إله إلا الله؛ إلى آخر ما ذكر.
وأما الثانية فهي أنهم يقولون إن من قال لا إله إلا الله فهو مسلم
حرام الدم والمال بدليل قصة أسامة ... إلخ.فأجابهم المصنف بأن من أظهر الإسلام والتوحيد وجب الكف عنه إلى أن يتبين منه ما يخالف ذلك، فإن تبين منه ما يخالف ذلك قُوتِل، ولو قالها، حتى يعمل بما دلت عليه.(ولهم شبهة أخرى) يعني مشركي هذه الأزمان غير ما تقدم (وهو ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم) وثبت (أن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم، ثم بنوح، ثم بإبراهيم، ثم بموسى، ثم بعيسى) إذا اشتد وطال بهم الموقف عمدوا إلى الاستغاثة بهؤلاء (فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيقول: "أنا لها" (قالوا) قال المشبهون بهذا الحديث: (فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شركاً) وهذا من جهلهم، ما عرفوا الفرق بين الاستغاثتين؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم حياتُه معهم في القيامة أكمل، والاستغاثة الشركية التي أنكرناها ها هي ما يأتي بيانه؛ وهي الاستغاثة بالغائب أو الميت أو الحي الحاضر الذي لا يقدر، وأما الجائزة فهي طلب الحي الحاضر، وجنسُ سؤال التي موجودٌ في اليوم الآخر وإن كان قد انقطع العمل، موجود في النصوص أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لمن أُذِن له فيه. ففرقٌ بين ما هو معلوم الجواز وبين ما هو معلوم الحرمة والشرك (فالجواب أن نقول: سبحان من طبع على قلوب أعدائه) فحالَ بينهم وبين معرفة الفرق بين هذه الاستغاثة وهذه الاستغاثة؛ فصاروا لا يبصرون الشمس في رابعة النهار فلم يفرِّقوا بين الشرك والتوحيد فهذه شيء وهذه شيء آخر، وبينهما فرق في الكتاب والسنة وفرق في الحكم والحد (فإن الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها) يستغيث إنسان إنسانا في شيء يقدر عليه (كما قال تعالى في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} 1 وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب، وغيرها من الأشياء التي يقدر عليها المخلوق. ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء) الأموات مطلقاً (أو في غيبتهم) والغائبين مطلقاً. وقوله:(عند قبور الأولياء في غيبتهم) خرجَ مخرجَ الواقع والغالب؛ وإلا فالأصنامُ ونحوها كذلك والحي الحاضر (في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله) كالسؤال
منه هدايةَ القلوب؛ أو رفع جبل ونحوه، وهذا كله استغاثة شركية وكلها أنكرناها؛ فمن سوَّى بينهما فقد سوى بين المتضادين وسوى بين المختلفين، فهو نظير التفريق بين المتماثلين؛

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 05:07 PM
إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله) يعني لا ينطقون بالشهادتين (ويكذبون الرسول) ويمتنعون عن طاعته (وينكرون البعث) ولا يصدقون به (ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً) ولا يصلون ولا يصومون (ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟) فكيف تسوُّون مَن يقر بهذه الأمور العظيمة وبين من يجهلها؛ يعني وأنكم سويتم بين المتفارقين وجمعتم بين المختلفين؛ بل ما اقتصرتم، بل جعلتمونا أعظم جهلاً وضلالاً منهم.
فعرفت أنهم يعارضون ما قرره المصنف ويقولن لسنا منهم، وأنتم جعلتمونا أعظم منهم، كيف تجعلون من كانت فيه هذه الخصال والفروق كمن ليس فيه منها شيء؟ويأتيك جواب المؤلف لهم وأن هذه الفروق غير مؤثرة بالكتاب والسنة والإجماع؛ بل هذه الفروق مما يتغلظ كفرُهم بها؛ فإن الكافر الأصلي الذي ما أقر بشيء من ذلك أهون كفراً ممن أقر بالحق وجحده، ولذلك المرتد أعظم كفراً ن الكافر الأصلي في أحكامه(فالجواب) عما اعترضوا به من هذه الفروق التي زعموا أنها تؤثر؛ أن الفروق منقسمة إلى قسمين: فرق يؤثر، وفرق لا يؤثر. فإنه إجماع أن هذه الفروق لا تؤثر

نعم

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 05:09 PM
إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله)


من فتاوى هيئة كبار العلماء
[س3: هل هناك فرق بين المسلمين الذين عندهم نوع من الشرك وبين المشركين الذين لم يعترفوا بالإسلام؟
ج3: لا فرق بين من يرتكس في بدع شركية تخرج من ينتسب إلى الإسلام منه وبين من لم يدخل في الإسلام مطلقا في تحريم المناكحة ومنع التوارث بينهم وبين المسلمين، ولكن بينهم تفاوتا في درجة الكفر والعقوبة عليه في الدنيا والآخرة حسب درجة طغيانهم،

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 05:17 PM
سئل الشيخ عبدالله الجربوع
السؤال
: يقول الشيخ أبا بطين رحمه الله تعالى في كلام له: إنه لو جاز عذر عباد القبور بالجهل لكان عذر اليهود و النصارى من باب أولى و لكن شيخنا المرجئة هؤلاء يردون علينا بقولهم:إن هؤلاء، يعني عباد القبور، ينتسبون إلى الإسلام عكس أولئك فهل هذا الفرق متجه شيخنا؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين، أما بعد، فكلام الشيخ سديد و هو حجة قوية و ذلك أن اليهود ينتسبون إلى دين موسى و يؤمنون بموسى و يؤمنون بالتوراة،و إنما كفروا بسبب الشرك و النواقض التي وقعوا فيها،
و كذلك النصارى ينتسبون إلى عيسى و إلى الإنجيل و إنما كفروا عندما قالوا: إن الله ثالث ثلاثة،
و كذلك عباد القبور اليوم ينتسبون إلى محمد صلى الله عليه و سلم و إلى القرآن،
و ما الذي يجعلهم لا يكفرون إذا فعلوا مثل فعل أولئك ؟؟
الله سبحانه و تعالى ما تغيرت سنته،
من وقع في الشرك سواء أكان ينتسب إلى عيسى أو إلى موسى أو إلى محمد صلى الله عليه و سلم، إلى الإسلام
فإنه يخرج من الإسلام، هذا كلام سديد،
و نقول إنما الكفر يكون بفعل مكفر
و لم يقل: إن من انتسب إلى الإسلام و قال لا إله إلا الله إنه لا يكفر إذا وقع في الشرك،
ما غير الله من سنته،
فكل من انتسب إلى دين سموي إذا وقع في الشرك خرج من ذلك الدين و انتقض إسلامه،
هذه حجته و هذا دليله،
هذا دليل سديد كما ترى.

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 05:32 PM
سئل الشيخ عبد الله الجربوع - السؤال: : من تلبس بالشرك جهلا يكون مشركا أم يبقى موحدا و جهله مانع من الحاق وصف الشرك به؟ ثم قال بعد هذا: و بيان أن الجهل كالإكراه مانع من وصف المتلبس بالشرك جهلا مشركا.
و يقول: أن الأصل إسلامه و وقوع هذا منه قد يكون جهلا، و أنا أرى أن الجهل مانع فعليه لا أخرجه عن الأصل وهو إسلامه إلى ما هو مشكوك فيه وهو أن يكون مشركا عينا، و بعد أن تبين رجحان أدلة العذر بالجهل من معين إذا تلبس بالشرك (................)
الجواب :
أقول: زعمهم أن العذر بالجهل مطلقا، يعني عدم التكفير مطلقا، فهذا ليس بصحيح بل قد يكفر من وقع في الشرك الصريح الجلي، فإنه يقع عليه الكفر إن كان جاهلا معذورا بجهله يكون حكمه حكم أهل الفترة، يحكم بكفره في أحكام الدنيا و أمره إلى الله في الآخرة (...)
هذا الأمر الأول، الأمر الثاني زعمه أنه في كل أمر كفري، السجود للصنم، السجود للشمس، القائلون بوحدة الوجود، الذين ينكرون الصانع، الذين اعتقدوا الألوهية و الربوبية في غير الله... كل هذه الكفريات، هو عمم .هذا يقول: إذا كان يقول: لا إله إلا الله، محبا للإسلام، مظهرا له و إن فعل ما فعل إذا كان جاهلا، عنده مسلم، إذن هو يعمم في كل كفر ثم يقول: العذر بالجهل مانع من التكفير كالإكراه، انتبه لهذا الاستدلال (...) يقيس الآن،
يقيس الجهل على الإكراه، هذا قياس،
و القياس إما أن يكون قياسا صحيحا معتبرا أوأن يكون قياسا فاسدا إذا كانت العلة غير مشتركة أو أن يكون قياسا إبليسيا، ما هو القياس الإبليسي؟ أن يقيس مع وجود النص.هل مسألة عدم تكفير المكره فيها نص؟ و هل مسألة تكفير الجاهل فيها نص؟ نقول: نعم، أما المكره فقد ورد فيه قول الله عز و جل «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ» هذا حكم ثبت بالقرآن، و هو يريد أن يقيس الجهل عليه،
نقول: كيف تقيس الجهل عليه ؟؟الجهل وردت فيه نصوص أنهم كفار مع أنهم جهال، مع أنهم يظنزن أنهم على خير، مع أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، يحسبون أنهم على شيء، كيف تقيس ؟؟
أما قال الله عز و جل في شأن المشركين:
«قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ» أما وصفهم بالجهل ؟؟
أما قال بعد ذلك: «وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا»وصفهم بالجهل و حكم عليهم بجهنم،
و في آخر سورة الكهف بيان واضح إلى أنهم استحقوا النار
«وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»
هذا القول قال فيه ابن جرير الطبري أن فيه الرد على من يقول:
أنه لا يعذب و يعذر غير المعاند و لا يعذب إلا من علم أنه قد خالف الحجة و خالف الدليل،
هذا معنى كلامه و هو يرد على الجاحظ ،
فقال أن هذا باطل مردود بنصوص الكتاب
و ذكر الأدلة منها: «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا» هؤلاء أشركوا و يحسبون أنهم يحسنون صنعا و يحسبون أنهم على شيء و مع ذلك كفرهم و وعدهم لأنهم جاءتهم البينات فلم يقبلوا عليه
و أعرضوا عنها و اتبعوا شياطين الإنس و الجن الذين يلبسون عليهم بالشبه فتركوا الأنبياء و دعاة الحق الذين يبينون لهم البينة فبقوا جهالا بسبب إعراضهم.الحاصل،
أن هذا القول و هو قياس الجهل على الإكراه قياس إبليسي،
لأن الإكراه ورد فيه نص صريح و الجهل ورد فيه نص صريح،
نصوص كثيرة صريحة،
منها أيضا استدل به شيخ الإسلام ابن تيمية و الشيخ محمد بن عبد الوهاب و الشيخ ابن باز و غيرهم على أنهم جهال مقلدة لم يتبين لهم العلم و أنهم مؤاخذون
لأنهم قالوا: «إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ»
فهذا يدل على أنهم جهال مقلدون و مع ذلك لعنهم الله و وعدهم بالعذاب
لأن التقليد لا يعتبر و الجهل الناتج عن التقليد و التعصب للآباء لا يعتبر و يؤاخذ عليه العبد،
و من ذلك قول الله عز و جل: «كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ»
وصفهم بأنهم لا يعلمون،
و مع ذلك بين أنه طبع الله على قلوبهم،و هذه عقوبة، هذه من العقوبات التي عاقبهم الله بها في الدنيا.(...)
لعلنا نقرأ قول ابن قدامة و هو نص صريح في الرد على الجاحظ الذي قال تماما كما قال هؤلاء،
أن الجاهل مطلقا معذور، رد عليه ابن قدامة و بين أن هذا القول كفر،
يقول ابن قدامة رحمه الله (في روضة الناظر):
«أما الذي ذهب إليه الجاحظ فباطل يقينا و كفر بالله تعالى» انتبه لقوله كفر بالله تعالى،
سيأتينا في رده بيان قول الجاحظ، «و رد عليه (الله) و على رسوله صلى الله عليه و سلم»،
انتبه هذا القول الذي قاله الجاحظ و هو العذر عذر الجاهل و المجتهد مطلقا كما يقول هؤلاء: في كل كفر،
«فإنا نعلم قطعا أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر اليهود و النصارى بالإسلام و اتباعه و ذمهم على إصرارهم و نقاتل جميعهم و نقتل البالغ منهم»،
اتنبه هذا الذي بيبن حقيقة القول «و نعلم أن المعاند العارف مما يقل و إنما الأكثر مقلدة،
اعتقدوا دين آبائهم تقليدا و لم يعرفوا معجزة الرسول و صدقه و الآيات الدالة في القرآن على هذا كثيرة»،
يعني الآيات الدالة على أن الواقعين في الكفر، المعرضين عن الرسل و إن كانوا كفارا مقلدة
هؤلاء كثيرون جدا في أتباع موسى و أتباع عيسى و في أتباع محمد صلى الله عليه و سلم،
إلا إذا قلنا: أن الله غير سنته، فترى الذي يأتي الكفر مقلدا في ملة موسى أو في ملة عيسى أنه لا يعذر
ثم الذي يأتي بذلك في ملة محمد صلى الله عليه و سلم أنه يعذر،
إذا كان الله غير سنته هذا شيء آخر،
أما نحن فنقول: «فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَبْدِيلًا»، ثم ذكر منها «قوله تعالى: «وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ»»، يعني أن هؤلاء كانوا يعبدون الله عز و جل بالشرك و الكفريات و يظنون أنهم على شيء، يعني أنهم على هدى،
يحسبون أنهم مهتدون، يحسبون أن أفعالهم هذه من عبادة الأصنام و عبادة الأوثان و عبادة القبور و المقبورين و الكفريات الأخرى
، يظنون أنها طاعة و أنها عبادة تماما كما يفعل عباد القبور، يظنون أن الشرك توسل.
قال ابن قدامة: «و قول الله عز و جل: «وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ» و قول الله عز و جل: «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ ...»» فوصفهم بأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، أي جهالا لم يتبين لهم أنهم على خطأ و مع ذلك قال: «أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ».
(...) بعض الجهلة من الدكاترة في رده على مثل هذه الآيات
يقول:
هذه في الكفار الأصليين، ليست فيمن يأتي بالكفر في أمة الإسلام،
هذا القول قاله داود بن جرجيس النقشبندي العراقي،
فرد عليه إمام أهل السنة الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله
قال: إن الله لم يغير سنته فيمن ركب الكفر،
والله قيد كفر أولئك بأفعال و أوصاف،
فمن اتصف بها و فعلها وهي منافية لأصل الإسلام
فإنه يخرج من الإسلام و يخرج من دين الأنبياء الذي جاء به الأنبياء،
و إن كان الله غير سنته و
يزعم ذلك داود فليأتنا بدليل على أن الله غير سنته،
و استدل أيضا بأن أئمة الإسلام من عهد السلف يستدلون بما ورد في الشرك في الأمم السابقة على ما يقع في هذه الأمة.



إلا إذا قلنا: أن الله غير سنته، فترى الذي يأتي الكفر مقلدا في ملة موسى أو في ملة عيسى أنه لا يعذر
ثم الذي يأتي بذلك في ملة محمد صلى الله عليه و سلم أنه يعذر،قال حذيفة :، إن كانت لكم كل حُلْوة، ولهم كل مُرَّة!! ولتسلُكُنَّ طريقَهم قِدَى الشِّراك

يوسف بن سلامة
2021-06-22, 05:35 PM
لا تعارض
اذا فهمت القاعدة بأن الاسلام ضده الشرك والايمان ضده الكفر
قال الحافظ ابن القيم – رحمه الله -: (الإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك، والإيمان بالله ورسوله وأتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا، فليس بمسلم،
وقال ابن القيم رحمه الله: «في الرد على الإمام ابن عبد البر في إنكار: أحاديث الامتحان لأهل الفترات مستشهدًا بقوله: «ولا يخلو من مات في الفترة من أن يكون كافرًا أو غير كافر ..
جوابه من وجوه: أحدها أن يقال: هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان فإن الكفر هو: جحود ما جاء به الرسول، فشرط تحققه بلوغ الرسالة؛ والإيمان هو: تصديق الرسول فيما أخبر، وطاعته فيما أمر وهذا أيضًا مشروط ببلوغ الرسالة، ولا يلزم من انتفاء أحدهما وجود الآخر إلا بعد قيام سببه.
فلما لم يكن هؤلاء في الدنيا كفارًا ولا مؤمنين، كان لهم في الآخرة حكم آخر غير حكم الفريقين.

*********





الحمد لله
وربنا يقول
هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ . بإيمانهم .
وربنا سماهم الكافرين والمشركين
بكفرهم وشركهم .
وابن القيم رحمه يقول كما نقلتَ
هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان . انتهى .
وابن تيمية وجه المسألة من كتاب الله بأنهم كانوا مشركين .
وهذا هو سؤال أخينا حفظه الله .
فكيف يمكن توجيه كلام ابن القيم .
وورقة بن نوفل كيف نوجه عقيدته .
أنقول أنه لم يكن مؤمناً ولا كافراً .
ونرى الفرق بينه وبين عصره
في الاعتقاد ما بين السماء والأرض .

جزاكم الله خيراً ..
أرجو أن يكون النقاش مختصراً .
وفقك الله ،،،

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 05:53 PM
هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان . انتهى .
وابن تيمية وجه المسألة من كتاب الله بأنهم كانوا مشركين .
وهذا هو سؤال أخينا حفظه الله .
فكيف يمكن توجيه كلام ابن القيم .
وورقة بن نوفل كيف نوجه عقيدته .
أنقول أنه لم يكن مؤمناً ولا كافراً .
ونرى الفرق بينه وبين عصره
في الاعتقاد ما بين السماء والأرض .






وورقة بن نوفل كيف نوجه عقيدته .التوحيد والحنيفية ثابته قبل الرسالة ورقة بن نوفل هو أحد الأربعة الذين اجتمعوا في يوم احتفال قريش بصنم من أصنامهم وتحدثوا فيما بينهم، واجتمعت كلمتهم على أن قريشاً انحرفت عن دين إبراهيم عليه السلام، وأنه لا معنى لعبادة الأصنام، وانطلقوا يبحثون عن دين إبراهيم الصحيح.
وهؤلاء هم: ورقه بن نوفل، وعبيد الله بن جحش، وعثمان بن الحويرث، وزيد بن عمرو بن نفيل.
فأما ورقة فهو قد تنصر وقرأ ما وجد من كتب الأقدمين فاستقر على النصرانية وكان من علمائها.
وأما عثمان بن الحويرث فتنصر وذهب إلى قيصر فأقام عنده حتى هلك.
وأما زيد بن نفيل فكان بمكة متمسكاً بالحنيفية دين إبراهيم الصحيح حتى توفي.
وأما عبيد الله بن جحش فأدرك الإسلام وأسلم وهاجر إلى الحبشة بزوجته -أم المؤمنين فيما بعد- رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها، فارتد هناك وتنصر إلى أن هلك.
وبعدما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة كان ورقة شيخاً كبيراً قد عمي -كما قال الذهبي - فذهبت إليه خديجة فأخبرته بما جرى للنبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء، وكيف جاءه جبريل عليه السلام كما أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم.
فقال ورقة: قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده إن كنت أصدقتني يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له: فليثبت... فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطوف بالبيت فلقيه ورقة فقال: يا ابن أخي: أخبرني بما رأيت وسمعت، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ورقة: والذي نفس ورقة بيده إنك لنبي هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى ولتكذبنه، ولتؤذينه، ولتخرجنه ولتقانلنه، ولئن أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصراً يعلمه، ثم دنا من رسول الله صلى الله فقبل رأسه.. ثم لم ينشب ورقة أن توفي قبل أن يظهر الإسلام.
وروى الترمذي عن عائشة قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ورقة فقالت له خديجة: إنه كان صدقك، وإنه مات قبل أن تظهر، فقال: رأيته في المنام وعليه ثياب بيض، ولو كان من أهل النار لرأيت عليه ثياباً غير ذلك.
وعن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت لورقة جنة أو جنتين.
وعلى هذا فيكون ورقة رضي الله عنه هو أول من صدق بعد خديجة رضي الله عنها.

هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان . انتهى .هذا كما تقدم - متعلق بالحكم بالكفر الباطن بعد قيام الحجة الرسالية - ومتعلق بأحكام الثواب والعقاب

وابن تيمية وجه المسألة من كتاب الله بأنهم كانوا مشركين . نعم كما تقدم فإن اسم المشرك ثبت قبل الرسالة لانه يشرك بربه ويعدل به

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 06:05 PM
و إنما الأكثر مقلدة،
اعتقدوا دين آبائهم تقليدا و لم يعرفوا معجزة الرسول و صدقه و الآيات الدالة في القرآن على هذا كثيرة»،
يعني الآيات الدالة على أن الواقعين في الكفر، المعرضين عن الرسل و إن كانوا كفارا مقلدة
هؤلاء كثيرون جدا في أتباع موسى و أتباع عيسى و في أتباع محمد صلى الله عليه و سلم،
إلا إذا قلنا: أن الله غير سنته، فترى الذي يأتي الكفر مقلدا في ملة موسى أو في ملة عيسى أنه لا يعذر
ثم الذي يأتي بذلك في ملة محمد صلى الله عليه و سلم أنه يعذر،
إذا كان الله غير سنته هذا شيء آخر،
أما نحن فنقول: «فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَبْدِيلًا»، ..........
هذه في الكفار الأصليين، ليست فيمن يأتي بالكفر في أمة الإسلام،
هذا القول قاله داود بن جرجيس النقشبندي العراقي،
فرد عليه إمام أهل السنة الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله
قال: إن الله لم يغير سنته فيمن ركب الكفر،
والله قيد كفر أولئك بأفعال و أوصاف،
فمن اتصف بها و فعلها وهي منافية لأصل الإسلام
فإنه يخرج من الإسلام و يخرج من دين الأنبياء الذي جاء به الأنبياء،
و إن كان الله غير سنته و
يزعم ذلك داود فليأتنا بدليل على أن الله غير سنته،
ذكر الشيخ سليمان بن عبدالله رحمه الله تعالى في شرح كتاب التوحيد
أن من تكلم بكلمة بكلمة التوحيد وصلى وزكى ولكن خالف ذلك بأفعاله وأقواله من دعاء الصالحين والإستغاثة بهم والذبح لهم أنه شبيه باليهود والنصارى في تكلمهم بكلمة التوحيد ومخالفتها )
فعلى هذا يلزم من قال بالتعريف للمشركين أن يقول بالتعريف لليهود والنصارى ولا يكفرهم إلا بعد التعريف وهذا ظاهر بالاعتبار جداً
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في شرحه لمتن نواقض الإسلام ص79:
[فالذي يشك في كفر المشركين عموماً سواء كانوا من الوثنيين أو من اليهود والنصارى أو من المنتسبين إلى الإسلام وهم يشركون بالله يجب اعتقاد كفرهم]،
فكل من أشرك بالله وعبد معه غيره من الأشجار، والأحجار، والأصنام، والأوثان، والقبور، والأضرحة فإنه مشرك كافر يجب تكفيره حتى ولو كان يدعي الإسلام ويقول: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله،
لأن الشرك يبطل الشهادتين ويناقض الإسلام ويفسد التوحيد،
فيجب على المسلم أن يكفر المشركين الذين يعبدون غير الله سواء كانوا من العرب أو من العجم، سواء كانوا من اليهود أو النصارى أو المتسمين بالإسلام، هذه عقيدة ليس عليها مساومة، فمن لم يكفر المشركين فإنه يكون مرتداً كافراً مثلهم، لأنه تساوى عنده الإيمان والكفر، لا يفرق بين هذا وهذا، فهذا كافر.اهـ

***
قد يقول قائل ان هذه الآية وأمثالها من الآيات انما نزلت في المشركين الأصليين فلا يجب ان تنزل على من كان من المسلمين وفعل الشرك جاهلا .
فيقال ان من فعل الشرك الحق بالمشركين وكونه ينتسب للإسلام فهذا ليس عذرا له لكونه اتى بحقيقة الشرك
وأما تخصيص الآيات بسبب نزولها فنذكر كلام بعض الأئمة في هذا الشأن
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الرد على من جعل الآيات النازلة خاصة لمن نزلت بسببه (فلا يقول مسلم أن آية الظهار لم يدخل فيها إلا أوس بن الصامت وآية اللعان لم يدخل فيها إلا عاصم بن عدي وأن ذم الكفار لم يدخل فيه إلا كفار قريش ونحو ذلك مما لا يقوله مسلم ولا عاقل ) الفتاوى (16/ 148)
وقال العلامة الصنعاني ( فإن قلت : أفيصير هؤلاء الذين يعتقدون في القبور والأولياء والفسقة والخلعاء مشركين كالذين يعتقدون في الأصنام ؟
قلت: نعم قد حصل منهم ما حصل من أولئك ، وساووهم في ذلك ،بل زادوا في الاعتقاد والاستعباد ، فلا فرق بينهم ) تطهير الاعتقاد (23)
وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب (فهذا ترس قد أعدة الجهال الضلال لرد كلام الله ، اذا قال لهم احد : قال الله كذا ، قالو: نزلت في اليهود ، نزلت في النصارى ، نزلت في فلان .... وجواب هذه الشبهه الفاسدة ان يقال : معلوم ان القرآن نزل باسباب ، فإن كان لايستدل به الا في تلك الاسباب بطل استدلاله، وهذا خروج من الدين ، وما زال العلماء من عصر الصحابة فمن بعدهم يستدلون بالآيات التي نزلت في اليهود وغيرهم على من يعمل بها ) تاريخ نجد ابن غنام (2/285)بتصرف يسير
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبدالرحمن بن حسن (ومن الأسباب المانعة عن فهم كتاب الله أنهم ظنوا أن ماحكى الله عن المشركين، وما حكم عليهم ووصفهم به خاص بقوم مضوا ، وأناس سلفوا ، وانقرضوا ، لم يعقبوا وارثا.وربما سمع بعضهم قول من يقول من المفسرين هذه نزلت في عباد الأصنام ، هذه في النصارى ، فيظن الغر أن ذلك مختص بهم ، وأن الحكم لايتعداهم ، وهذا من أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن والسنة) دلائل الرسوخ (44)ونظر: مصباح الظلام (140)وكشف غياهب الظلام لابن سحمان(195)
وقال عبدالله أبا بطين (أما قول من يقول أن الآيات التي نزلت بحكم المشركين الأولين فلا تتناول من فعل فعلهم فهذا كفر عظيم، قال ويلزم منه أن الحدود المذكورة في القرآن والسنة لأناس كانوا وانقرضوا ؟ فلايُحد الزاني اليوم ولا تقطع يد السارق وبطل حكم القرآن ) الدررالسنية (10/418 )
فالحاصل أن حجج وأوهام المجادلين عن اهل الشرك حججهم وأوهامهم كثيرة جدا لا تعد ولا تحصى ونحن بحمد الله وتوفيقه نكشف هذه الاوهام التى هى كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وانه لا حجة لهم، وحجتهم داحضة عند ربهم.
ونسأل الله أن يهديهم إلى الصواب وأن يستبين لهم الحق وأن يتركوا العناد ويتركوا التقليد الأعمى ويرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم حتى يحققوا إسلامهم ويصححوا دينهم ويكونوا من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ولا يكونوا من أمة المشركين وأتباع أبي جهل وأبي لهب.اهـ

يوسف بن سلامة
2021-06-22, 08:16 PM
الحمد لله

كنت رأيت قبل خمسة عشر عاماً ورقة في رؤيا .
تذكرتها الساعة بعد حديثك .
أقرأ في الرؤيا عن ورقة وهذا يدل على أنه مات مؤمناً .
وأرى عبارة رضي الله عنه أمام اسمه . بتصرف .
وما علمت بتأويلها حتى الساعة .
وبعد
حديث الزهري مرسل .
فهل ثبت حقاً أن رسول الله شهد له بالإيمان .
للمراجعة بعد نسيان الكثير .. الحمد لله على كل حال .
لا نريد أن نثقل عليكم .
سأبحث بعون الله في المسألة .
جزاك الله خيراً أستاذ محمد .

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 09:25 PM
حديث الزهري مرسل .
فهل ثبت حقاً أن رسول الله شهد له بالإيمان .
للمراجعة ...



بارك الله فيك
ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي ، ابن عم خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، مختلف في صحبته :
1 - فمن العلماء من ذكره في الصحابة كالطبري والبغوي وابن قانع وابن السكن وغيرهم - كما في "الإصابة" (6 /607) .
وقال الزركلي رحمه الله :
" وفي المؤرخين من يعده في الصحابة ، قال البغدادي : ألف أبو الحسن برهان الدين إبراهيم البقاعي تأليفا في إيمان ورقة بالنبي ، وصحبته له ، سماه " بذل النصح والشفقة ، للتعريف بصحبة السيد ورقة ".
انتهى من "الأعلام" (8 /115) .
سئل الشيخ صالح الفوزان :
" ما هو الأولى بحق ورقة بن نوفل إذا ذكر هل يترضى عليه ؟
فأجاب حفظه الله :
" بلا شك ، نعم هو صحابي يُترضى عنه " انتهى .
وعلى ذلك القول : يكون ورقة بن نوفل هو أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
" ولهذا نقول: أول من آمن به من النساء خديجة ، ومن الرجال ورقة بن نوفل " .انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (8 /613)
قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية ( 2 / 279- 280 ) :
قوله : ( وأول من آمن به وعاضده على أمره ) : لا شك أنها أول من آمن به، لأن النبي صلي الله عليه وسلم لما جاءها وأخبرها بما رأي في غار حراء ، قالت : كلا، والله لا يخزيك الله أبداً. وآمنت به، وذهبت به إلي ورقة بن نوفل ، وقصت عليه الخبر ، وقال له : إن هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى .
"الناموس " أي: صاحب السر.
فآمن به ورقة.
ولهذا نقول : أول من آمن به من النساء خديجة ، ومن الرجال ورقة بن نوفل.
.وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الظاهر لي والله أعلم أنه يعد صحابيا ، فيترضى عنه " انتهى .
قال ابن عثيمين رحمه الله
" فيقال النظر ، الصواب فيه التفصيل : أنه إن كان هذا بعد النبوة وقبل الرسالة ، فهو صحابي ، وإن كان قبل النبوة فليس بصحابي ، وإن كان قبل النبوة وبعد الرسالة ، لا يمكن .
إذا : من لقيه مؤمنا به قبل النبوة فليس بصحابي كما يذكر عن قصة بحيرا الراهب - إن صحت - وإذا كان بعد النبوة وقبل الرسالة فهو صحابي ، مثل : ورقة بن نوفل ، وإذا كان بعد الرسالة فالأمر ظاهر .
(شرح نزهة النظر )
2 – ومن العلماء من قال : إنه ليس صحابيا ، ولكنه آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ومات في فترة الوحي .
قال ابن كثير رحمه الله :
" وتقدم الكلام على إيمان ورقة بن نوفل بما وجد من الوحي ، ومات في الفترة رضي الله عنه " انتهى من "البداية والنهاية" (3 /25) .
وقد ذكر الذهبي حديث عروة أنه قال : " مر ورقة بن نوفل على بلال وهو يعذب ، يلصق ظهره بالرمضاء وهو يقول : أحد أحد ، فقال ورقة : أحِّدْ أحِّدْ يا بلال ، صبرا يا بلال ، لم تعذبونه ؟ فو الذي نفسي بيده لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا .
ثم قال الذهبي : " هذا مرسل ، وورقة لو أدرك هذا لعد من الصحابة ، وإنما مات الرجل في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة ، كما في الصحيح " انتهى من "سير أعلام النبلاء" (1 /129) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله بعد أن ذكر حديث بدء الوحي :
" فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته ، ولكنه مات قبل أن يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام ، فيكون مثل بحيرا ، وفي إثبات الصحبة له نظر " انتهى .
"الإصابة" (6 /607)
3 - ومنهم من توقف فيه وذكر الخلاف :
قال ابن منده : " اختلف في إسلامه ، روى عنه عبد الله بن عباس ، ولا أعرف من قال إن ورقة أسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقطع بإسلامه ، وعبد الله بن عباس لم يسمع منه " .
انتهى من "تاريخ دمشق" (63 /4) .
وقال الكرماني : " فإن قلت ما قولك في ورقة ؛ أيحكم بإيمانه ؟ قلت لا شك أنه كان مؤمنا بعيسى عليه السلام ، وأما الإيمان بنبينا عليه السلام فلم يُعْلَم أن دين عيسى قد نسخ عند وفاته أم لا ، ولئن ثبت أنه كان منسوخا في ذلك الوقت ، فالأصح أن الإيمان التصديق وهو قد صدقه من غير أن يذكر ما ينافيه " انتهى من "عمدة القاري" (1 /168) .
وسئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله عن ورقة بن نوفل هل يعتبر صحابيا أو من أهل الفترة ؟ ولم ؟
فأجاب الشيخ رحمه الله : " إذا كان قد ثبت إسلامه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو صحابي وقوله : " إنه الناموس الأكبر " ليس تصريحا بإسلامه لأنه قال : " إن يدركني يومك " ولم يدركه " انتهى من "فتاوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي" (ص 313) .
والراجح – والله أعلم – أنه مؤمن موحد ، ولكن لا يعد في الصحابة ؛ لأنه مات في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة .
وقد روى الحاكم (4211) عن عائشة رضي الله عنها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( لا تسبوا ورقة فإني رأيت له الجنة ، أو جنتين ) صححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، وذكره الألباني في "الصحيحة" (405) ورجح الدارقطني إرساله ، كما في "العلل" (14/157)
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب بتصرف

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 10:00 PM
و يقول: أن الأصل إسلامه و وقوع هذا منه قد يكون جهلا، و أنا أرى أن الجهل مانع فعليه لا أخرجه عن الأصل وهو إسلامه إلى ما هو مشكوك فيه وهو أن يكون مشركا
سُئِلَ الشيخ حمد ابن ناصر ابن معمر رحمه الله تعالى- :
سئل: عن قول الفقهاء، إن المرتد لا يرث ولا يورث، فكفار أهل زماننا هل هم مرتدون؟ أم حكمهم حكم عبدة الأوثان، وأنهم مشركون؟فأجاب: أما من دخل في دين الإسلام ثم ارتد، فهؤلاء مرتدون، وأمرهم عندك واضح;
وأما من لم يدخل في دين الإسلام، بل أدركته الدعوة الإسلامية، وهو على كفره،
كعبدة الأوثان، فحكمه حكم الكافر الأصلي،
لأنا لا نقول الأصل إسلامهم، والكفر طارئ عليهم.
بل نقول: الذين نشؤوا بين الكفار، وأدركوا آباءهم على الشرك بالله، هم كآبائهم، كما دل عليه الحديث الصحيح في قوله:"فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه".
فإن كان دين آبائهم الشرك بالله، فنشأ هؤلاء واستمروا عليه،
فلا نقول الأصل الإسلام والكفر طارئ،
بل نقول: هم الكفار الأصليون، --

وأيضا: فإنه لا يمكن أن نحكم في كفار زماننا، بما حكم به الفقهاء في المرتد: أنه لا يرث ولا يورث، لأن من قال لا يرث ولا يورث، يجعل ماله فيئا لبيت مال المسلمين؛
وطرد هذا القول، أن يقال:
جميع أملاك الكفار اليوم بيت مال، لأنهم ورثوها عن أهليهم، وأهلوهم مرتدون لا يورثون، وكذلك الورثة مرتدون لا يرثون، لأن المرتد لا يرث ولا يورث.

وأما إذا حكمنا فيهم بحكم الكفار الأصليين،
لم يلزم شيء من ذلك، بل يتوارثون؛ فإذا أسلموا فمن أسلم على شيء فهو له،
ولا نتعرض لما مضى منهم في جاهليتهم،
لا المواريث ولا غيرها،
وقد روى أبو داود، عن ابن عباس،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل قسم قسم في الجاهلية فهو على ما قسم، وكل قسم أدركه الإسلام فهو على قسم الإسلام"، وروى سعيد في سننه من طريقين، عن عروة بن أبي مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من أسلم على شيء فهو له"، ونص أحمد على مثل ذلك، كما تقدم عنه في رواية مهنا .. ) ا هـ الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج 10 ص 335 - 336 - 337-

يوسف بن سلامة
2021-06-22, 10:31 PM
الحمد لله

نقلت
وقال له : إن هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى .
"الناموس " أي: صاحب السر. انتهى .

كنت أعلم أن الناموس هو جبريل عليه السلام .
كانوا يسمونه الناموس .

جزاك الله خيراً ،،،

الطيبوني
2021-06-22, 10:59 PM
فسؤالي: ما الادلة الشرعية الدالة على ان اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل مع عدم قيام الحجة يثبت قبل الرسالة؟
غايتي من السؤال تحرير المسألة والفهم عن الله ورسوله.
بارك الله فيكم.

- في سؤالك اخي الكريم اقرار منك على ان من الجهل ما يكون كفرا قبل قيام الحجة و الرسالة . فقد سميته كفرا قبل قيام الحجة . و تقويم السؤال بان يسال عن ذاك الجهل . هل يصح ان يسمى في الشرع كفر قبل ثبوت الحجة .

- تقابل الايمان و الكفر . تقابل النقيض للنقيض لا يجتمعان و لا يرتفعان في المحل الواحد . فعند عدم الايمان في القلب يحل الكفر محله و لا بد .

- اجماع اهل السنة على ان الناس من لدن ادم عليه السلام الى اليوم . اما مؤمن و اما كافر . و لم يخالف في ذلك الا المعتزلة لقولهم في صاحب الكبيرة .

- ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن ) يعم جميع الناس

- ( و من يدع مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون )

و الله اعلم

علي بن خالد
2021-06-22, 11:44 PM
بارك الله فيك اخي محمد على هذه الدرر والنفائس من كلام اهل العلم.







الحمد لله
وربنا يقول
هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ . بإيمانهم .
وربنا سماهم الكافرين والمشركين
بكفرهم وشركهم .
وابن القيم رحمه يقول كما نقلتَ
هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان . انتهى .
وابن تيمية وجه المسألة من كتاب الله بأنهم كانوا مشركين .
وهذا هو سؤال أخينا حفظه الله .
فكيف يمكن توجيه كلام ابن القيم .
وورقة بن نوفل كيف نوجه عقيدته .
أنقول أنه لم يكن مؤمناً ولا كافراً .
ونرى الفرق بينه وبين عصره
في الاعتقاد ما بين السماء والأرض .

جزاكم الله خيراً ..
أرجو أن يكون النقاش مختصراً .
وفقك الله ،،،





اسم الشرك ومشرك يثبت قبل الرسالة. وكذلك اسم الحنيف يثبت قبل الرسالة.
لا يحكم لهم بكفر ولا ايمان يعني الكفر المعذب عليه، لان الكفر المعذب عليه واسم الايمان يثبت بعد الرسالة. ومع هذا من اتخذ الانداد مع الله منهم يقال عنه هذا شرك ومشركون والادلة في ذلك كثيرة. ذكرها الاخ محمد مبثوثة في كلام اهل العلم.
سؤالي لم يكن عن هذا ابتداء واشرت الى ذلك في اول موضوع سؤالي كما ان هذا واضح لا اشكال فيه ولله الحمد.
وكان سؤالي ما النصوص الشرعية الدالة على ثبوت اسم الكفر قبل الرسالة واعني بالكفر هنا الكفر غير المعذب عليه اي كفر الجهل مع عدم قيام الجحة.
فالنصوص دلت على ثبوث اسم الشرك والضلال والطغيان... في حق من اتخذ الانداد مع الله قبل الرسالة. واما اطلق اسم الكفر على من اتخذ الانداد مع الله قبل الرسالة لم اقف على نص يدل على ذلك وهذا سبب سؤالي.
وفقني الله واياكم لما يحب ويرضى.

محمدعبداللطيف
2021-06-23, 12:18 AM
- في سؤالك اخي الكريم اقرار منك على ان من الجهل ما يكون كفرا قبل قيام الحجة و الرسالة . فقد سميته كفرا قبل قيام الحجة . و تقويم السؤال بان يسال عن ذاك الجهل . هل يصح ان يسمى في الشرع كفر قبل ثبوت الحجة .

- تقابل الايمان و الكفر . تقابل النقيض للنقيض لا يجتمعان و لا يرتفعان في المحل الواحد . فعند عدم الايمان في القلب يحل الكفر محله و لا بد .

- اجماع اهل السنة على ان الناس من لدن ادم عليه السلام الى اليوم . اما مؤمن و اما كافر . و لم يخالف في ذلك الا المعتزلة لقولهم في صاحب الكبيرة .

- ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن ) يعم جميع الناس

- ( و من يدع مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون )

و الله اعلم
في سؤالك اخي الكريم اقرار منك على ان من الجهل ما يكون كفرا قبل قيام الحجة و الرسالة . فقد سميته كفرا قبل قيام الحجة . و تقويم السؤال بان يسال عن ذاك الجهل . هل يصح ان يسمى في الشرع كفر قبل ثبوت الحجة . نعم يصح ان يسمى كفرا لأنه ناقض الفطرة التى فطر عليها وناقض مقتضياتها
كما فى الحديث (خلقت عبادي حنفاء) على التوحيد
قال شيخ الاسلام في فطرهم ما شهدوا به من أن الله وحده هو ربهم، كان معهم ما يبين بطلان الشرك وهو التوحيد الذي شهدوا به على أنفسهم، فإذا احتجوا بالعادة الطبيعية من اتباع الآباء كانت الحجة عليهم الفطرة الطبيعية العقلية السابقة لهذه العادة الأبوية، كما قال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه"، فكانت الفطرة الموجبة للإسلام سابقة للتربية التي يحتجون بها، وهنا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة لبطلان الشرك لا يحتاج ذلك إلى رسول، فإنه جعل ما تقدم حجة عليهم بدون هذا. وهنا لا يناقض قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، فإن الرسول يدعوا إلى التوحيد، ولكن إن لم يكن في الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم، فهذه الشهادة على أنفسهم التي تتضمن إقرارهم بأن الله ربهم ومعرفتهم بذلك، وأن هذه المعرفة والشهادة أمر لازم لكل بني آدم به تقوم حجة الله تعالى في تصديق رسله، فلا يمكن أحدا أن يقول يوم القيامة: إني كنت عن هذا غافلا، ولا أن الذنب كان لأبي المشرك دوني، لكونه عارف بأن الله ربه لا شريك له، فلم يكن معذورا في التعطيل والإشراك بل قام به ما يستحق به العذاب، ثم إن الله سبحانه - لكمال رحمته وإحسانه - لا يعذب أحدا إلا بعد إرسال رسول إليهم، وإن كانوا فاعلين لما يستحق به الذم والعقاب، كما كان مشركو العرب وغيرهم ممن بعث إليهم رسول، فاعلين للسيئات والقبائح التي هي سبب الذم والعقاب، والرب تعالى - مع هذا - لم يكن معذبا لهم حتى يبعث إليهم رسولا ))-[ درء تعارض العقل والنقل
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (( أما قوله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه". فالصواب أنها فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهي فطرة الإسلام، وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى). وهي: السلامة من الاعتقادات الباطلة والقبول للعقائد الصحيحة. فإن حقيقة "الإسلام": أن يستسلم لله لا لغيره وهو معنى لا إله إلا الله
تقابل الايمان و الكفر . تقابل النقيض للنقيض لا يجتمعان و لا يرتفعان في المحل الواحد . فعند عدم الايمان في القلب يحل الكفر محله و لا بد .نعم يحل الكفر محله وهذا الكفر الذى يحل يكون فى الظاهر والباطن
اما الظاهر- فكل من فعل نوع من انواع الكفر الاكبر فهو كافر ظاهر - الا المكره -لماذا لان قلبه مطمئن بالايمان وفى الظاهر فعل الكفر بغير اختياره - بخلاف الجاهل فان قلبه صرف العبادة لغير الله- وفى الظاهر فعل الكفر باختياره

هل يصح ان يسمى في الشرع كفر.
من انواع الكفر الشرك الاكبر فالشرك الاكبر احد انواع الكفر

تقابل النقيض للنقيض لا يجتمعان و لا يرتفعان في المحل الواحد . فعند عدم الايمان في القلب يحل الكفر محله و لا بد .كل من فعل الشرك الاكبر فقد انتقض ايمانه النقض الظاهر لا اشكال فيه
اما الكفر الباطن نقيض ماذا؟؟؟؟ قبل قيام الحجة - نقيض مقتضى الفطرة والتوحيد
وبعد قيام الحجة نقيض الحجة الرسالية -ويتنوع الكفر بعد قيام الحجة فمنه التولى والاعراض والتكذيب والعصيان للرسول والحجود والاستكبار -ومن خلال ذلك نفهم كلام ابن القيم رحمه الله فىالطبقة الرابعة عشرة: قوم لا طاعة لهم ولا معصية، ولا كفر ولا إيمان.يقصد هنا الطاعة والمعصية والكفر والايمان بالرسول والحجة الرسالية
قال ابن القيم فالعقل يوجب[ الايمان بالله والتوحيد] بمعنى اقتضائه لفعله وذمه على تركه وتقبيحه لضده والسمع يوجبه بهذا المعنى ويزيد إثبات العقاب على تركه والإخبار عن مقت الرب تعالى لتاركه وبغضه له

فعند عدم الايمان في القلب يحل الكفر محله و لا بد .نعم أن الكفر عند أهل السنة والجماعة يكون بالاعتقاد، إما بخلو القلب مما اعتقده من الإيمان أو باعتقاد شيء يناقضه،

. هل يصح ان يسمى في الشرع كفر قبل ثبوت الحجة .

قال ابن القيم رحمه الله، وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا هو الذي نفى الله التعذيب عليه حتى تقوم حجته بالرسل .
نعم لا بد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال
وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه،
ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه، والقسمان واقعان في الوجود،
فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله،
وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه،
فهم قسمان
أحدهما
مريد للهدى مؤثر له محب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم مرشد،
فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة،
الثاني : مُعْرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه
فالأول يقول :
يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي،
والثاني : راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته
وكلاهما عاجز
وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق
فالأول كمن طلب الدين في الفترة فلم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزا وجهلا،
والثاني كمن لم يطلبه بل مات على شركه ولو كان طلبه لعجز عنه، ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض

محمدعبداللطيف
2021-06-23, 12:24 AM
بارك الله فيك اخي محمد على هذه الدرر والنفائس من كلام اهل العلم.



اسم الشرك ومشرك يثبت قبل الرسالة. وكذلك اسم الحنيف يثبت قبل الرسالة.
لا يحكم لهم بكفر ولا ايمان يعني الكفر المعذب عليه، لان الكفر المعذب عليه واسم الايمان يثبت بعد الرسالة. ومع هذا من اتخذ الانداد مع الله منهم يقال عنه هذا شرك ومشركون والادلة في ذلك كثيرة. ذكرها الاخ محمد مبثوثة في كلام اهل العلم.
سؤالي لم يكن عن هذا ابتداء واشرت الى ذلك في اول موضوع سؤالي كما ان هذا واضح لا اشكال فيه ولله الحمد.
وكان سؤالي ما النصوص الشرعية الدالة على ثبوت اسم الكفر قبل الرسالة واعني بالكفر هنا الكفر غير المعذب عليه اي كفر الجهل مع عدم قيام الجحة.
فالنصوص دلت على ثبوث اسم الشرك والضلال والطغيان... في حق من اتخذ الانداد مع الله قبل الرسالة. واما اطلق اسم الكفر على من اتخذ الانداد مع الله قبل الرسالة لم اقف على نص يدل على ذلك وهذا سبب سؤالي.
وفقني الله واياكم لما يحب ويرضى. نعم بارك الله فيك اخى الفاضل على ابن خالد المسألة بيننا وفاقية والحمد لله يكمِّل بعضنا بعضا

محمدعبداللطيف
2021-06-23, 12:30 AM
- . هل يصح ان يسمى في الشرع كفر قبل ثبوت الحجة .

بارك الله فيك اخى الطيبونى
قبل ذلك - هل الشرك الاكبر نوع من انواع الكفر؟ وهل يجوز ان يقال ان عبادة غير الله كفر ؟وهل الاسلام من الايمان- وهل بينهما عموم وخصوص وبالتالى هل بين الشرك والكفر عموم وخصوص؟؟؟ وهل كل مشرك كافر؟ وهل كل كافر معذب فى الاخرة ؟ - كل هذه الاسئلة هى المدخل الى جواب سؤالك

علي بن خالد
2021-06-23, 07:45 AM
زيادة فائدة: كفر الجهل ليس مرده الى رد النصوص الشرعية لان الجهل بالله وبتوحيده شرك قبل ورد الشرع وبعده، فمن قام به الشرك فهو مشرك مع جهله، لأن كل مولود ولد على الفطرة، والله تعالى أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق. فبطلان الشرك يدرك بضرورة الفطرة والعقل.
نقل الإمام محمد بن نصر المروزي عن طائفة من أهل الحديث قولهم: "ولما كان العلم بالله إيمانًا والجهل به كفرًا، وكان العمل بالفرائض إيمانًا والجهل بها قبل نزولها ليس بكفر، إلى أن قالوا: وإنما يكفر من جحدها لتكذيبه خبر الله ولو لم يأت خبر من الله ما كان بجهلها كافرًا، وبعد مجيء الخبر من لم يسمع بالخبر من المسلمين لم يكن بجهلها كافرًا، والجهل بالله في كل حال كُفرٌ قبل الخبر وبعد الخبر".
فتمعن كيف جعلوا الجهل بالله وتوحيده كفر قبل الخبر (يعني قبل قيام الحجة، قبل الرسالة، قبل ورود الشرع )وبعده. فاصل دين الاسلام لا عذر فيه بالجهل.
قال العلامة ابن القيم: "وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل"، اه
قال ابن القيم ايضا : "واعلم أنه إن لم يكن حسن التوحيد وقبح الشرك معلوماً بالعقل، مستقراً في الفِطر، فلا وثوق بشيء من قضايا العقل، فإن هذه القضية من أجلِّ القضايا البديهيات، وأوضح ما ركب الله في العقول والفطر"، انتهى كلامه رحمه الله.
وقال ابن القيم ايضا: "وأي شيء يصح في العقل إذا لم يكن فيه علم بقبح الشرك الذاتي، وأن العلم بقبحه بديهي، معلوم بضرورة العقل، وأن الرسل نبهوا الأمم على ما في عقولهم وفطرهم من قبحه"، انتهى

محمدعبداللطيف
2021-06-23, 11:15 AM
زيادة فائدة: كفر الجهل ليس مرده الى رد النصوص الشرعية لان الجهل بالله وبتوحيده شرك قبل ورد الشرع وبعده، فمن قام به الشرك فهو مشرك مع جهله، لأن كل مولود ولد على الفطرة، والله تعالى أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق. فبطلان الشرك يدرك بضرورة الفطرة والعقل.
نقل الإمام محمد بن نصر المروزي عن طائفة من أهل الحديث قولهم: "ولما كان العلم بالله إيمانًا والجهل به كفرًا، وكان العمل بالفرائض إيمانًا والجهل بها قبل نزولها ليس بكفر، إلى أن قالوا: وإنما يكفر من جحدها لتكذيبه خبر الله ولو لم يأت خبر من الله ما كان بجهلها كافرًا، وبعد مجيء الخبر من لم يسمع بالخبر من المسلمين لم يكن بجهلها كافرًا، والجهل بالله في كل حال كُفرٌ قبل الخبر وبعد الخبر".
فتمعن كيف جعلوا الجهل بالله وتوحيده كفر قبل الخبر (يعني قبل قيام الحجة، قبل الرسالة، قبل ورود الشرع )وبعده. فاصل دين الاسلام لا عذر فيه بالجهل.
قال العلامة ابن القيم: "وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل"، اه
قال ابن القيم ايضا : "واعلم أنه إن لم يكن حسن التوحيد وقبح الشرك معلوماً بالعقل، مستقراً في الفِطر، فلا وثوق بشيء من قضايا العقل، فإن هذه القضية من أجلِّ القضايا البديهيات، وأوضح ما ركب الله في العقول والفطر"، انتهى كلامه رحمه الله.
وقال ابن القيم ايضا: "وأي شيء يصح في العقل إذا لم يكن فيه علم بقبح الشرك الذاتي، وأن العلم بقبحه بديهي، معلوم بضرورة العقل، وأن الرسل نبهوا الأمم على ما في عقولهم وفطرهم من قبحه"، انتهىأحسنت بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
قال بن القيم -فإذا كان هذا مقتضى العادة والطبيعة، ولم يكن في فطرهم وعقولهم ما يناقض ذلك، قالوا: نحن معذورون وآباؤنا الذين أشركوا، ونحن كنا ذرية لهم بعدهم، ولم يكن عندنا ما يبين خطأهم. فإذا كان في فطرهم ما شهدوا به من أن الله وحده هو ربهم، كان معهم ما يبين بطلان هذا الشرك وهو التوحيد الذي شهدوا به على أنفسهم. فإذا احتجوا بالعادة الطبيعية من اتباع الآباء كانت الحجة عليهم الفطرة الطبيعية الفعلية السابقة لهذه العادة الطارئة، وكانت الفطرة الموجبة للإسلام سابقة للتربية التي يحتجون بها؛ وهذا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة في بطلان الشرك لا يحتاج ذلك إلى رسول، فإنه جعل ما تقدم حجة عليهم بدون هذا، وهذا لا يناقض قوله –تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً). فإن الرسول يدعو إلى التوحيد ولكن الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع بياض في الأصل، والسياق يقتضي وضع "وإلا" لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم فهذه الشهادة على أنفسهم التي تتضمن بأن الله ربهم، ومعرفتهم أمر لازم لكل بني آدم به تقوم حجة الله في تصديق رسله فلا يمكن أحداً أن يقول يوم القيامة: إني كنت عن هذا غافلاً ولا أن الذنب كان لأبي المشرك دوني لأنه عارف بأن الله ربه لا شريك له فلم يكن معذوراً في التعطيل والإشراك بل قام به ما يستحق به العذاب ثم إن الله –سبحانه- لكمال رحمته وإحسانه- لا يعذب أحداً إلا بعد إرسال الرسول إليه وإن كان فاعلاً لما يستحق به الذم والعقاب فلله على عبده حجتان قد أعدهما عليه لا يعذبه إلا بعد قيامهما: إحداهما: ما فطره وخلقه عليه من الإقرار بأنه ربه ومليكه وفاطره وحقه عليه لازم. والثاني: إرسال رسله إليه بتفصيل ذلك وتقريره وتكميله فيقوم عليه شاهد الفطرة والشرعة ويقر على نفسه بأنه كان كافراً كما قال –تعالى-: (وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ) [الأنعام: 130]، فلم ينفذ عليه الحكم إلا بعد إقرار وشاهدين وهذا غاية العدل ))[ أحكام أهل الذمة ج 2 ص 1011 ]

قال الشيخ صالح ال الشيخ - فإذن من قام به الشرك فهو مشرك؛ لأن كل مولود ولد على الفطرة، والله جل وعلا أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق، وهذه الدلائل حجة على المرء في أنه لا يعذر في أحكام الدنيا بارتكاب الكفر والشرك؛ نعني بأحكام الدنيا ما يتعلق بالمكلف من حيث علاقته بهذا الذي قام به هذا الشرك، من جهة الاستغفار له والأضحية عنه ونحو ذلك.
أما الأشياء التي مرجعها إلى الإمام مثل استحلال الدم والمال والقتال ونحو ذلك فهذه إنما تكون بعد الإعذار وقيام الحجة
***********************
الخلاصة
1-أن الفطرة حجة في بطلان الشرك وتثبت بها أسماء الذم والقبح كمشرك وطاغى ومفترى..
2-أما التكليف الشرعى فمبنى على الحجة الرسالية المستوجبة للعذاب
***********
عدم قيام الحجة : لا يغير الأسماء الشرعية ؛ بل يسمي ما سماه الشارع كفراً أو شركاً أو فسقاً : باسمه الشرعي ، ولا ينفيه عنه ؛ وإن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم تبلغه الدعوة
***************
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى :
وتوحيد العبادة : هو الفارق بين الموحدين والمشركين.انتهى
فمن ألغى هذا الفارق وجعل عباد القبور والاوثان مسلمين بحجة الجهل فقد خالف دين الانبياء والمرسلين وخالف الفرقان الذى فرق به الرب جل وعلا بين الموحدين والمشركين
« وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ ۚ قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ»
«قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ» هل يستوي من وحد الله والذي قبله ممن جعل لله أندادا انما يتذكر اولى الألباب
قال تعالى: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}
أي: إن لم تجانبوا المشركين، وتوالوا المؤمنين، وإلا وقعت الفتنة في الناس؛ وهو التباس الأمر، واختلاط المسلم بالكافر، وفي ذلك ضعف للدين، وقوة للكافرين.

الطيبوني
2021-06-24, 12:22 AM
الحاصل ان اطلق العلماء اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل قبل الرسالة من باب التوسع ان صح التعبير والا فالشارع خص اسم الكفر بعد الرسالة ويأكد ذلك ان اسم الايمان وهو نقيض الكفر يثبت بعد الرسالة. ولم اقف مع قلة بضاعتي وحيلتي على نص يدل على خلاف ذلك. ولذا سالت عن الادلة الشرعية الدالة على اطلق اسم الكفر قبل الرسالة.



( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا )

كان اليهود يستفتحون بالنبي صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب . وذلك كان قبل مبعثه صلوات الله و سلامه عليه
فهذا دليل شرعي على ان مشركي العرب كانوا قبل البعثة كفار

و الله اعلم

يوسف بن سلامة
2021-06-24, 01:45 AM
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً
وبعد
قلتُ وابن تيمية وجه المسألة من كتاب الله بأنهم كانوا مشركين .
وهذا هو سؤال أخينا حفظه الله .
وقلتَ كان سؤالي ما النصوص الشرعية الدالة على ثبوت اسم الكفر قبل الرسالة
واعني بالكفر هنا الكفر غير المعذب عليه اي كفر الجهل مع عدم قيام الجحة.

أقول توجيه ابن تيمية رحمه الله كان جواباً لسؤالك . هذا ما قصدتُ .

قلتَ الحاصل ان اطلق العلماء اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل قبل الرسالة
من باب التوسع ان صح التعبير .

أقول القرءان أطلق الكفر والشرك عليهم .
ولا أدري متى قلتَ ذاك الكلام . المقالات كثيرة ولا أقدر على تذكر كل شئ .
وقولك من باب التوسع فلا يقال هذا في باب العقائد
فعلماء السلف وعقلاء الخلف يزنون مفرداتهم بميزان الذهب .
أما في علوم أخرى فقد يكون هناك توسع إذا سمح الشارع بالتوسع .
لك مني طيب الدعاء .
بارك الله فيكم جمعياً .
وهدانا إلى صراط مستقيم ،،،

محمدعبداللطيف
2021-06-24, 12:06 PM
قلتَ الحاصل ان اطلق العلماء اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل قبل الرسالة
من باب التوسع ان صح التعبير .

أقول القرءان أطلق الكفر والشرك عليهم .
ولا أدري متى قلتَ ذاك الكلام . المقالات كثيرة ولا أقدر على تذكر كل شئ .
وقولك من باب التوسع فلا يقال هذا في باب العقائد
فعلماء السلف وعقلاء الخلف يزنون مفرداتهم بميزان الذهب .
أما في علوم أخرى فقد يكون هناك توسع إذا سمح الشارع بالتوسع .


الاخ الفاضل على ابن خالد لا يقصد من باب التوسع ان يأتى بمفردات من عنده ولكن ولكن من باب التوسع هو وضحه فى سياق المشاركة-وللاسف نص المشاركة لم يكتمل بسبب تقنية نظام الكتابة فقد لا يسمح فى بعض الاوقات بكتابة جميع النص المتاح فى ذلك الوقت- والعلامتين {� �ُ} تدل على ان جزء من النص محذوف - وقد تسألنى كيف حصلت على كامل النص وجزء من النص محذوف فالاجابة من الضعظ على الاقتباس [الاقتباس] يظهر لك النص بكامِلِه وهذا هو الجزء المفقود الذى يبين مقصد الاخ الفاضل على بن خالد

قال تعالى: {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ }.
وكذلك قال تعالى:﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
الكفر في الايتين جعله الله عاما وذكر من اقسامه: اهل الكتاب{ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} والمشركين {� �ُ} ثم ان لاسم اهل الكتاب وصف وحقيقة يفارق اسم المشركين وحقيقته قبل الرسالة. ولهم اسم وحكم بعد الرسالة وهو الكفر والعذاب {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا}. فجعل الله الرسالة والبينة فارقا بين الاسمين والحكمين.
الحاصل ان اطلق العلماء اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل قبل الرسالة من باب التوسع ان صح التعبير والا فالشارع خص اسم الكفر بعد الرسالة ويأكد ذلك ان اسم الايمان وهو نقيض الكفر يثبت بعد الرسالة. ولم اقف مع قلة بضاعتي وحيلتي على نص يدل على خلاف ذلك. ولذا سالت عن الادلة الشرعية الدالة على اطلق اسم الكفر قبل الرسالة.
اما اسم الشرك فلا اشك في ثبوته، فيقال شرك ومشركون قبل الرسالة وبعده ومعلوم ذلك بضرورة الفطرة والعقل والنصوص في ذلك متواترة وكذلك نقيضه اسم حنيف، هذا الكلام فى معنى كلام الشيخ صالح ال الشيخ
يقول- يفرق في هذا الباب بين الكفر الظاهر والباطن، والأصل أنه لا يُكَفَّر أحد إلا بعد قيام الحجة عليه لقول الله جل وعلا "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا"[الإسراء:15]، والعذاب هنا إنما يكون بعد إقامة الحجة على العبد في الدنيا أو في الآخرة، قد يُعامل معاملة الكافر استبراء للدين وحفظا له، من جهة الاستغفار له، ومن جهة عدم التضحية له، وألاّ يزوج وأشباه ذلك من الأحكام.

فإذن كلام أئمة الدعوة في هذه المسألة فيه تفصيل ما بين الكفر الظاهر والكفر الباطن، ومن جهة التطبيق في الواقع يفرقون، فإذا أتى للتأصيل قالوا هو كفر سواء أكان كفره عن إعراض وجهل أو كان كفره عن إباء واستكبار، وإذا أتى للتطبيق على المعين أطلقوا على من أقيمت عليه الحجة الرّسالية البينة الواضحة أطلقوا عليه الكفر، وأما من لم تقم عليه الحجة فتارة لا يطلقون عليه الكفر كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في موضع: وإن كنا لا نكفر من عند قبة الكوّاز وقبة البدوي لأجل عدم وجود من ينبههم. الشيخ ما كفر أهل [الجبيلة] ونحوهم ممن عندهم بعض الأوثان في أول الأمر لأجل عدم بلوغ الحجة الكافية لهم،
وقد يطلق بعضهم على هؤلاء الكفر ويراد به أن يعاملوا معاملة أهل الكفر حرزا ومحافظة لأمر الشريعة والإتباع، حتى لا يستغفر لمشرك، وحتى لا يضحي عن مشرك، أو أن يتولى مشركا ونحو ذلك من الأحكام.

محمدعبداللطيف
2021-06-24, 01:14 PM
اما اسم الشرك فلا اشك في ثبوته، فيقال شرك ومشركون قبل الرسالة وبعده ومعلوم ذلك بضرورة الفطرة والعقل والنصوص في ذلك متواترة وكذلك نقيضه اسم حنيف،

كذلك نقيضه اسم حنيف،نعم بارك الله فيك
إسم الحنيف - ثابت قبل الرسالة فكل من مال عن الشرك قصدا فهو حنيف- كل من مال عن الشرك الى التوحيد فهو حنيف
الحنيف اذا رأى من عبد غير الله, وأشرك به شيئا,يعلم بعقله وفطرته فورا " أن هذا ليس على الحنيفية, ليس مخلصا العبادة لله وحده, ليس على الملة الحنيفية ملةِ إبراهيم". يأتى بتصوره تلقائيالحقيقة التوحيد المشتمل على النفى والاثبات , و هو معنى لا إله إلا الله فإذا لم يتصور النفى والاثبات الذى تضمنته الحنيفية فهو مشرك قبل الرسالة وبعدها- - اما اذا عبد الله وحده وترك عبادة غير الله فهذا هو الموحد الحنيف قبل الرسالة وبعدها-وطبعا بعد الرسالة لابد مع التوحيد من الايمان بالرسول والرسالة وهذا هو الاسلام الخاص الذى أتى به النبى صلى الله عليه وسلم-الدين واحد والشرائع مختلفة
إذا عرف قبح الشرك وتركه عرف بطلان ما عليه اهل الشرك وانهم مخالفين لما عليه من الحنيفية والتوحيد وعرف ان فاعل الشرك مشرك ليس على ملة ابراهيم
فالحنفاء في أزمنة الفترات في زمن الجاهلية, كانوا يعلمون بطلان الشرك. . بل الاعجب من ذلك ان اليهود والنصارى كانوا يعلمون معنى الحنيف
انظر ماذا قال اليهودى والنصرانى لزيد ابن عمرو عندما سأله عن الدين الصحيح
قال اليهودي لزيد بن عمرو بن نفيل "قَالَ زَيْدٌ وَمَا الْحَنِيفُ قَالَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ".
روى البخاريُّ في صحيحه عن ابن عمر أنَّ زيد بن عمرو بن نُفيل خرَج إلى الشام يسأل عن الدِّين ويتَّبعه، فلقي عالمًا مِن اليهود فسأله عن دينهم، فقال: إني لعلِّي أن أدين دينكم، فأخبِرني، فقال: لا تكون على ديننا حتى تأخذَ بنصيبك من غضَب الله، قال زيد: ما أفِرُّ إلَّا مِن غضب الله، ولا أحمل من غضب الله شيئًا أبدًا، وأنَّى أستطيعه؟! فهل تدلُّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلَّا أن يكون حنيفًا، قال زيد: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديًّا ولا نصرانيًّا، ولا يعبُدُ إلَّا الله، فخرج زيد فلقي عالمًا مِن النَّصارى، فذكر مثله، فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك مِن لَعْنة الله، قال: ما أفرُّ إلَّا مِن لعنة الله، ولا أحمل مِن لعنة الله ولا مِن غضبه شيئًا أبدًا، وأنَّى أستطيع؟! فهل تدلُّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلَّا أن يكون حنيفًا، قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديًّا ولا نصرانيًّا، ولا يعبُد إلَّا الله، فلما رأى زيد قولَهم في إبراهيم عليه السلام خرج، فلمَّا برز رفَع يديه فقال: اللهمَّ إنِّي أشهد أنِّي على دين إبراهيم

فالحنفاء في أزمنة الفترات في زمن الجاهلية, كانوا يعلمون بطلان الشرك
انظر الى زيد بن عمرو قبل بعثة النَّبي صلى الله عليه وسلَّم، وجميع من حوله في جاهليةٍ جهلاء، كانت الأرض تَعِجُّ بالشرك وتغرقُ في ظلماته ، منهم من يعبد الاحجار ومنهم من يعبد الاشجار ومنهم من يعبد الصالحين فى صورة تماثيل وغير ذلك من الشرك الذى ملأ الارض- ومع ذلك كان زيد ابن عمرو ابن نفيل موحدا حنيفا لا يعبد الا الله-
وهنا اسأل المجادلين عن اهل الشرك والمنافحين عنهم سؤالا يقلب عليه شبهاتهم وسحرهم وأوهامهم وأدلتهم فى نفيهم إسم المشرك عن فاعل الشرك
هل تنفون أيضا اسم الموحد والحنيف عن المتحنفين-وتقولون فعله توحيد وليس هو بموحد- كما تقولون فى المشرك فعله شرك وليس هو بمشرك ؟؟؟!!!
وهذه شبهة قديمة ردها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في رسالته “مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد” وأظهرها داود بن جرجيس العراقي فقام على تفنيدها في رسالة مستقلة الشيخ العلامة إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
فقال في مطلع رده:” فقد بلغنا وسمعنا من فريق ممن يدعى العلم والدين، وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبد الوهاب إن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يطلق عليه الكفر والشرك بعينه،
وذلك أن بعض من شافهني منهم بذلك
سمع من بعض الإخوان أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي صلى الله عليه وسلم واستغاث به،
فقال له الرجل : لا تطلق عليه حتى تُعَرِّفه،
(…إلى أن قال)
وقد استوحشوا واستُوحِشَ منهم بما أظهروه من الشبهة وبما ظهر عليهم من الكآبة بمخالطة الفسقة والمشركين،
وعند التحقيق لا يُكَفرون المشرك إلا بالعموم،
وفيما بينهم يتورعون عن ذلك،
ثم دبت بدعتهم وشبهتهم حتى راجت على من هو من خواص الإخوان وذلك
والله أعلم بسبب ترك كتب الأصول وعدم الاعتناء بها وعدم الخوف من الزيغ .
رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ قدس الله روحه ـ ورسائل بنيه
فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جدا كما سيمر،
ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جدا ولا حول ولا قوة إلا بالله،
وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة قال
نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك،
فانظر ترى واحمد ربك واسأله العافية.
**
ومع ذلك فإن هذا القول قد تبناه بعض طلبة العلم هداهم الله في وقتنا الحاضر وهم بذلك يحيون قول وملة داود بن جرجيس

يوسف بن سلامة
2021-06-24, 06:47 PM
لا يقصد من باب التوسع ان يأتى بمفردات من عنده
ولكن من باب التوسع هو وضحه فى سياق المشاركة ...


الحمد لله
لم تكن المسألة في ذهني مسألة لها قبل وبعد
وإنما نظرت إلى كلمة توسع في ذاتها وهي في باب العقائد .
الدعوة في أصلها من فم لأذن .
فلو صبرنا حتى نفهم منه ..
وجزاكم الله خيراً ،،،

علي بن خالد
2021-06-25, 01:16 AM
( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا )

كان اليهود يستفتحون بالنبي صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب . وذلك كان قبل مبعثه صلوات الله و سلامه عليه
فهذا دليل شرعي على ان مشركي العرب كانوا قبل البعثة كفار

و الله اعلم
بارك الله فيك. هذا جواب عن سؤالي.
( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ( 89 ) )الاية.

يقول تعالى : ( ولما جاءهم ) يعني اليهود ( كتاب من عند الله ) وهو : القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ( مصدق لما معهم ) يعني : من التوراة ، وقوله : ( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ) أي : وقد كانوا من قبل مجيء هذا الرسول بهذا الكتاب يستنصرون بمجيئه على أعدائهم من المشركين إذا قاتلوهم ، يقولون : إنه سيبعث نبي في آخر الزمان نقتلكم معه قتل عاد وإرم ، كما قال محمد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر عن قتادة الأنصاري ، عن أشياخ منهم قال : قالوا : فينا والله وفيهم يعني في الأنصار وفي اليهود الذين كانوا جيرانهم ، نزلت هذه القصة يعني : ( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) قالوا كنا قد علوناهم دهرا في الجاهلية ، ونحن أهل شرك وهم أهل كتاب ، فكانوا يقولون : إن نبيا من [ الأنبياء ] يبعث الآن نتبعه ، قد أظل زمانه ، نقتلكم معه قتل عاد وإرم . فلما بعث الله رسوله من قريش [ واتبعناه ] كفروا به . يقول الله تعالى : ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ) [ النساء : 155 ] ...انتهى
فاسم الكفر بمعنى الشرك وكفر جهل اي الكفر غير المعذب عليه يثبت قبل الرسالة وهذه الاية حجة في ذلك. والله اعلم
قال ابن القيم: "وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل".
قل الإمام محمد بن نصر المروزي عن طائفة من أهل الحديث قولهم: "..والجهل بالله في كل حال كُفرٌ قبل الخبر وبعد الخبر".

اما الكفر المعذب عليه او حكم الكفر الذي مرده الى التكذيب او الاعراض او الاستكبار... يثبت بعد .
قال بن تيمية:"فإنَّ حُكْمَ الكفر لا يكون إلَّا بعد بلوغ الرسالة"
وقال: ولا ريب ان الكفر متلعق بالرسالة، فتكذيب الرسول كفر وبغضه وسبه..."

لفظة التوسع التى جاءت في كلامي قصدت بها ما اشار اليه الاخ محمد عبد اللطيف. وانا اولا في نفس وقع عندي تردد في كتبتها لذا قيدها ؛ من باب التوسع "ان صح التعبير". فإن يك صوابا فمن عند الله، وإن يك خطأ فمن قبلي والشيطان.
بارك الله فيكم.

محمدعبداللطيف
2021-06-25, 02:03 AM
فى رسالة إنجاح حاجة السائل فى أهم المسائل لأحمد ابن حمود الخالدى
{ فصل - الإسم والحكم يفترقان قبل قيام الحجة ويجتمعان بعدها }
قد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وجمع بينهما في أسماء وأحكام
فعدم قيام الحجة لايغير الأسماء الشرعية مما سماه الشارع شركاً أوكفراً أو فسقاً وإن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجة وتبلغه الدعوة
فاسم المشرك ثبت قبل مجئ الرسول لأنه يشرك بربه ويعدل به غيره
وكل حكم علق بأسماء الدين من إسلامٍ وإيمانٍ وكفرٍ نفاقٍ وردةٍ وتهودٍ وتنصرٍ إنما يثبت لمن اتصف بالصفات الموجبةُ لذلك.
الإسم: كالمسلم والكافر والمشرك... الى آخره
قال تعالى:- { اذهب إلى فرعون إنه طغى } فسماه طاغياً قبل ذهاب موسى - عليه السلام - إليه ,
وقال تعالى مخبراً عن بلقيس وقومها قبل مجئ كتاب سليمان عليه السلام إليهم:
{ إنها كانت من قومٍ كافرين } فسماهم كافرين بما حدث منهم من الكفر والشرك.

***********

والحكم هو:
مايترتب على تلك الأسماء من الأحكام وجوداً وعدماً.

والأحكام تنقسم إلى:
أحكامٍ في الدنيا:
كاستباحة الدماء والأموال والأعراض والموالاة والمعاداة

... وأحكامٍ في الآخرة:
كالثواب والعقاب قال تعالى عن فرعون بعد تكذيبه لموسى عليه السلام { فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً } ,
وأيضاً قال تعالى حكاية عن سليمان - عليه السلام -
أنه همّ بعقاب بلقيس وقومها ولم يعذرهم في عدم الإيمان بعد وصول الكتاب إليهم
فقال:- { فلنأتينّهم بجنودٍ لاقبل لهم بها ولنخرجنّهم منها أذلة ً وهم صاغرون }
فتبين أن من فعل الشرك يُسمى مشركاً لأنه حدث منه ذلك فلا يمكن نفيه عنه بحال
ولايقتضي ذلك عقابه لأن الشرك والكفر هي أسماء ذم الأفعال
إذاً لاتلازم بينها وبين العقاب عليها
وإن قام المقتضي لذلك ووجد سببه لوجود المانع وهو عدم قيام الحجة وبلوغ الرسالة التي تكون المؤاخذة بعدها
ففرق بين الكفر الغير معذب عليه الذي يكون قبل قيام الحجة والكفر المعذب عليه بعدها
وهذا أصلٌ عظيم يجب التفطن له والأعتناء به.
[رسالة إنجاح حاجة السائل فى أهم المسائل]

{ إنها كانت من قومٍ كافرين } فسماهم كافرين بما حدث منهم من الكفر والشرك.

علي بن خالد
2021-06-25, 03:10 PM
بارك الله فيك اخي محمد.
قال تعالى{إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمۡ لَا يَهۡتَدُونَ} ذكر وصفهم وهو الشرك بالله في عبادة الشمس. ثم اقام عليهم الحجة في قول تعالى:{ٱذۡهَب بِّكِتَٰبِي هَٰذَا فَأَلۡقِهۡ إِلَيۡهِمۡ ثُمَّ تَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَٱنظُرۡ مَاذَا يَرۡجِعُونَ (28) قَالَتۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ } قال ابن عباس: موحدين وقال غيره: مخلصين. وبعدها ذكر امتناعهم عن الاسلام فقال تعالى:{قَالُواْ نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةٖ وَأُوْلُواْ بَأۡسٖ شَدِيدٖ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَيۡكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأۡمُرِينَ} ثم ذكر علة كفر قومها بعد ذكره لشركهم فقال تعالى:{وَصَدَّهَ ا مَا كَانَت تَّعۡبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ إِنَّهَا كَانَتۡ مِن قَوۡمٖ كَٰفِرِينَ }.

محمدعبداللطيف
2021-06-25, 04:01 PM
بارك الله فيك اخي محمد.
قال تعالى{إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمۡ لَا يَهۡتَدُونَ} ذكر وصفهم وهو الشرك بالله في عبادة الشمس. ثم اقام عليهم الحجة في قول تعالى:{ٱذۡهَب بِّكِتَٰبِي هَٰذَا فَأَلۡقِهۡ إِلَيۡهِمۡ ثُمَّ تَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَٱنظُرۡ مَاذَا يَرۡجِعُونَ (28) قَالَتۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ إِنِّيٓ أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَٰبٞ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ } قال ابن عباس: موحدين وقال غيره: مخلصين. وبعدها ذكر امتناعهم عن الاسلام فقال تعالى:{قَالُواْ نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةٖ وَأُوْلُواْ بَأۡسٖ شَدِيدٖ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَيۡكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأۡمُرِينَ} ثم ذكر علة كفر قومها بعد ذكره لشركهم فقال تعالى:{وَصَدَّهَ ا مَا كَانَت تَّعۡبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ إِنَّهَا كَانَتۡ مِن قَوۡمٖ كَٰفِرِينَ }.نعم بارك الله فيك أخى الفاضل على ابن خالد
ما أجمل هذا التوافق والتناغم بيننا
قال تعالى
قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ
( وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ) ونجعل لكما حجة.
( بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ )بآياتنا؛ أي بحجتنا وسلطاننا الذي نجعله لكما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ

علي بن خالد
2021-06-25, 06:22 PM
اسال الله لى ولك الثبات على التوحيد حتى الممات.
قال تعالى:{قال رب اغفر لي ولأخي وادخلنا في رحمتك وانت ارحم الراحمين}.

الطيبوني
2022-02-10, 06:39 PM
( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا )

كان اليهود يستفتحون بالنبي صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب . وذلك كان قبل مبعثه صلوات الله و سلامه عليه
فهذا دليل شرعي على ان مشركي العرب كانوا قبل البعثة كفار



و قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (يا عائشة، لولا قومُك حديثو عهد بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين)