المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنه لا حرمة لوالٍ ضيع المسلمين



احمد ابو انس
2021-06-13, 04:49 PM
قال علي بن أبي طالب: ما رأيت عمر بن الخطاب يغدو على قتل، فقلت: يا أمير المؤمنين، إلى أين؟ فقال: بعير ند من الصدقة أطلبه. فقلت: لقد ذللت الخلفاء بعدك يا أمير المؤمنين. فقال: لا تلمني يا أبى الحسن، فوالذي بعث محمداً بن نبوَّة لو أن سخلة ذهبت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة إنه لا حرمة لوالٍ ضيع المسلمين.

هل صح لفظ الأثرإنه لا حرمة لوالٍ ضيع المسلمين؟

عبد الرحمن هاشم بيومي
2021-07-13, 04:49 PM
ذكره السمرقندي في تنبيه الغافلين (575)، بصيغة التمريض.
وقال في آخره: " لأنه لا حرمة لوال ضيع المسلمين ولا لفاسق روع المؤمنين". اهـ.
فهذا من مدرج من قول أحد الرواة.
فإنه قد رواه أيضا ابن الجوزي بلاغا في المناقب (513) لم يسنده ولم يذكر اللفظة الأخيرة.
ولعل أقرب ما يأتي في ذلك فيما خرجه أبو طاهر المخلص في المخلصيات [2334]، فقال: حدثنا أحمدُ:
حدثنا السريُّ: حدثنا يحيى بنُ مصعبٍ الكلبيُّ: حدثنا عمرُ بنُ نافعٍ الثقفيُّ، عن أبي بكرٍ العبسيِّ قالَ:
دخلتُ حَيْرَ الصدقةِ مع عمرَ بنِ الخطابِ وعثمانَ بنِ عفانَ وعليِّ بنِ أبي طالبٍ، فجلسَ عثمانُ في الظلِّ، فقامَ عليٌّ على رأسِهِ يُمْلِ عليه ما يقولُ عمرُ،
وعمرُ قائمٌ في الشمسِ في يومٍ شديدِ الحرِّ عليهِ بُردَتانِ سَوداوانِ،
مُتزرٌ بواحدةٍ قد وَضعَ الأُخرى على رأسِهِ، وهو يَتفقدُ إبلَ الصدقةِ يُملِ يَكتبُ أَلوانَها وأَسنانَها، فقالَ عليٌّ لعثمانَ:
أمَا سمعتَ قولَ ابنتِ شعيبٍ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِين} [القصص: 26] وأَشارَ عليٌّ بيدِهِ إلى عمرَ، فقالَ: "هَذا القويُّ الأَمينُ". اهـ.
وهذا إسناد منكر، فيه عمر بن نافع الثقفي "ليس حديثه بشيء"، كذا قال يحيى بن معين. انظر الجرح والتعديل (1/152).
وخولف متنه فيما خرجه الشافعي في الأم [4 : 51]، فقال:
أَخْبَرَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الثِّقَةِ أَحْسَبُهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَوْ غَيْرَهُ، عَنْ مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
" بَيْنَا أَنَا مَعَ عُثْمَانَ فِي مَالِهِ بِالْعَالِيَةِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، إذْ رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بِكْرَيْنِ وَعَلَى الْأَرْضِ مِثْلُ الْفِرَاشِ مِنَ الْحَرِّ، فَقَالَ: مَا عَلَى هَذَا لَوْ أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى يَبْرُدَ ثُمَّ يَرُوحَ ثُمَّ دَنَا الرَّجُلُ،
فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ أَنَا رَجُلًا مُعَمَّمًا بِرِدَائِهِ يَسُوقُ بِكْرَيْنِ، ثُمَّ دَنَا الرَّجُلُ فَقَالَ: انْظُرْ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ: هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ،
فَقَامَ عُثْمَانُ فَأَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنَ الْباب فَأَدَّاهُ لَفْحُ السَّمُومِ فَأَعَادَ رَأْسَهُ حَتَّى حَاذَاهُ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ: بَكْرَانِ مِنْ إبِلِ الصَّدَقَةِ تَخَلَّفَا،
وَقَدْ مُضَي بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ فَأَرَدْتُ أَنْ أُلْحِقَهُمَا بِالْحِمَى، وَخَشِيتُ أَنْ يَضِيعَا فَيَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلُمَّ إِلَى المَاءِ وَالظِّلِّ وَتَكْفِيكَ،
فَقَالَ: عُدْ إِلَى ظِلِّكَ، فَقُلْتُ: عِنْدَنَا مَنْ يَكْفِيكَ، فَقَالَ: عُدْ إِلَى ظِلِّكَ فَمَضَى فَقَالَ عُثْمَانُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْقَوِيِّ الْأَمِينِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، فَعَادَ إلَيْنَا فَأَلْقَى نَفْسَهُ ".
قَالَ الشَّافِعِيُّ: فِي حِكَايَةِ قَوْلِ عُمَرَ لِعُثْمَانَ فِي الْبِكْرَيْنِ اللَّذَيْنِ تَخَلَّفَا وَقَوْلِ عُثْمَانَ " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْقَوِيِّ الْأَمِينِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا ".
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، يَعْنِي بِمَا حَكَاهُ عَنْ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ". اهـ.
وتوبع فيما خرجه الطبري في تاريخه [4 : 411]، فقال:
حَدَّثَنَا خَلادُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَطَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: فذكره.
والله أعلم.

احمد ابو انس
2021-07-13, 06:04 PM
نفع الله بك الإسلام والمسلمين .