مشاهدة النسخة كاملة : من حجب الله عنه العلم عذّبه على الجهل ؟
الطيبوني
2021-05-28, 11:32 AM
.............................. ............................
عيون الاخبار لابن قتيبة
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : من حجب الله عنه العلم عذّبه على الجهل، وأشدّ منه عذابا من أقبل إليه العلم وأدبر عنه، ومن أهد الله إليه علما فلم يعمل به فقد رغب عن هديّة الله وقصّر بها .
هل يصح هذا عنهم بارك الله فيكم
عبد الرحمن هاشم بيومي
2021-05-29, 07:33 PM
لا يصح هذا نقله ابن قتيبة من الجاحظ فيما ذكره في البيان والتبيان (2/231)، ونسبه ابن عبد البر في جامع البيان (1/189) إلى الحكماء.
ولكن معناه صحيح، خرج ابن عبد البر في الجامع [270]، فقال:
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُتْبَةَ الرَّازِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ كَامِلٍ، نا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ:
" رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ عِنْدِي وَأَنَا أَذُمُّ طُلابَ الْحَدِيثِ كَمَا كُنْتُ أَذُمُّهُمْ فِي الْيَقَظَةِ، فَكُنْتُ أَتَكَلَّمُ فِيهِمْ فَجَاءَنِي شَيْخٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ فَقَامَ بَيْنَ يَدَيَّ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ:
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " يُرْفَعُ حِجَابٌ وَيُوضَعُ حِجَابٌ لِطَالِبِ الْعِلْمِ حَتَّى يَصِلَ إِلَى الرَّبِّ عز وجل". اهـ.
قال ابن أبي الدنيا في صفة الجنة [345]، فقال:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ، قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
مَا حَجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحَدًا عَنْهُ إِلَّا عَذَّبَهُ ثُمَّ قَرَأَ {إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثم إنهم لصالوا الْجَحِيمِ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كنتم به تكذبون}. قَالَ بِالرُّؤْيَةِ. اهـ.
وقال أبو يوسف في الآثار [943]: عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنِ الْهَيْثَمِ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله علي وسلم أَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ،
فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله علي وسلم أَتَاهُ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي أَوْ مَا لِي بِهَذَا عِلْمٌ، فَقَالَ: " لَوْ كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله علي وسلم أَخَذُوا بِمَا أَخَذْتَ بِهِ، ضَاعَ الْعِلْمُ ". اهـ.
وقال ابن أبي شيبة في مصنفه [35673]: [حدثنا] أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قال: حَدَّثَنِي عَمِّي مُوسَى بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ سَلْمَانَ كَتَبَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ:
" إِنَّمَا الْعِلْمُ كَالْيَنَابِيعِ فَيَنْفَعُ بِهِ اللَّهُ مَنْ شَاءَ، وَمَثَلُ حِكْمَةٍ لَا يُتَكَلَّمُ بِهَا كَجَسَدٍ لَا رُوحَ لَهُ، وَمَثَلُ عِلْمٍ لَا يُعْمَلُ بِهِ كَمَثَلِ كَنْزٍ لَا يُنْفَقُ مِنْهُ، وَمَثَلُ الْعَالِمِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَضَاءَ لَهُ مِصْبَاحٌ فِي طَرِيقٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْتَضِيئُونَ بِهِ، وَكُلٌّ يَدْعُو إِلَيْهِ ". اهـ.
وقال الطبري في تفسيره [17 : 303]، فقال: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، "{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ}.قَا لَ:
مَثَلُ هَدَاهُ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ كَمَا يَكَادُ الزَّيْتُ الصَّافِي يُضِيءُ قَبْلَ أَنْ تَمَسَّهُ النَّارُ، فَإِذَا مَسَّتْهُ النَّارُ ازْدَادَ ضَوْءًا عَلَى ضَوْئه،
كَذَلِكَ يَكُونُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ يَعْمَلُ بِالْهُدَى قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ الْعِلْمُ، فَإِذَا جَاءَهُ الْعِلْمُ ازْدَادَ هُدًى عَلَى هُدًى وَنُورًا عَلَى نُورٍ،
كَمَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَجِيئَهُ الْمَعْرِفَةُ: {قَالَ هَذَا رَبِّي} حِينَ رَأَى الْكَوْكَبَ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخْبِرَهُ أحَدٌ أَنَّ لَهُ رَبًّا، فَلَمَّا أَخْبَرَهُ اللَّهُ أَنَّهُ رَبُّهُ ازْدَادَ هُدًى عَلَى هُدًى ". اهـ.
وقال الخطيب البغدادي في تقييد العلم [298]:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَيْنَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ خَلادٍ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " الْعِلْمُ كَثِيرٌ وَلَنْ تَعِيَهُ قُلُوبُكُمْ وَلَكِنِ ابْتَغُوا أَحْسَنَهُ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ}. اهـ.
وقال ابن أبي خيثمة في تاريخه [4793]:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُنَاسٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [يعني ابن مسعود رضي الله عنه]
أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: "وَخَيْرُ الْعِلْمِ مَا يَنْفَعُ، وَخَيْرُ الْهَدْيِ مَا اتُّبِعَ، وَشَرُّ الرِّوَايَا رِوَايَا الْكَذِبِ". اهـ.
وقال المعافى بن عمران في الزهد [200]:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: " مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ شَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ، وَنِعْمَةٌ مُلْهِيَةٌ، وَذَلِكَ حِينَ تَشْبَعُونَ مِنَ الْعَمَلِ، وَتَجُوعُونَ مِنَ الْعِلْمِ ". اهـ.
نسأل الله السلامة والعافية.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.