مشاهدة النسخة كاملة : لماذا عذر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالجهل من يمارسون سحر الصرف و العطف؟؟؟؟
أبو العباس المالكي
2008-08-10, 07:43 AM
من المعلوم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ لا يعذر بالجهل في الشرك الأكبر, و له رسالة النواقض العشر المشهورة,وقد صرخ فيها أن هذه النواقض لا يعذر فيها إلا المكره. و من ضمن هذه النواقض:" السحر". الفتاوي النجدية 3/188
ثم نجد أن الشيخ ـ رحمه الله ـ يعذر بالجهل من آتى سخر "الصرف و العطف". كما في الدرر السنية و غيرها من مؤلفات الشيخ و مؤلفات أبتائه و أحفاده نقلا عنه.
فلم جعل الشيخ " الصرف و العطف " من الخفي مع أن الله ذكره في كتابه:"في سورة البقرة".
و السخر شرك بالله تعالى.
فلماذا لا نقول " الاستغاثة بغير الله من المسائل الخفية" أو "ما هو ضايط الخفي من الظاهر"؟
و الله ولي التوفيق
سليمان الخراشي
2008-08-10, 12:08 PM
أخي الكريم :
قبل الجواب : أفهم من كلامك أن ( الاستغاثة ) بغير الله شرك أكبر مُخرج من الملة . فهل مافهمته صحيح ؟
علي الغامدي
2008-08-10, 02:22 PM
اذا صح النقل عنه فهو لايتعدى الرأي الخطأ غفر الله له ولا ننسى ان زمانه كثرت فيه التهاويل من الشركيات
الإمام الدهلوي
2008-08-10, 02:39 PM
نعم هذا من المواضع المشكلة في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فهو قد عد مسألة الصرف والعطف الذي هو نوع من السحر يقصد به صرف المرأة عن زوجها وعطف الرجل على زوجته أنه داخل في نواقض الإسلام العشر التي لا يعذر في ارتكابها إلا المكره كما قال الشيخ رحمه الله ، لكنه في موضع أخر أعتبر مسألة الصرف والعطف من جملة المسائل الخفية التي يعذر بها الجاهل فلعل الشيخ يقصد بهذا التعبير نوع من السحر لا يوجد فيه شركيات صريحة ولا أظن الشيخ يقصد السحر المتضمن كفريات صريحة لأن هذه المسألة حتى الذين يعذرون بالجهل في بعض أنواع الشركيات لا يعتبر مسألة السحر الذي فيه كفريات صريحة من جملة المسائل التي يعذر بها الجاهل لأنهم يقول أن الحجة قائمة على الساحر بقوله تعالى : ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ... الآية ) فالحجة قائمة بهذا النص كما يقولون.
والقاعدة العامة أن كلام العلماء يستدل له ولا يستدل به والله أعلم .
أبو العباس المالكي
2008-08-10, 04:19 PM
الأخ سليمان الخراشي... الاستغاثة بغير الله شرك أكبر ....فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى....
مستور الحال
2008-08-10, 05:33 PM
إذاً يُرجع إلى عصر الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب هل كان العطف والصرف عندهم خفياً أي يخفى أن يكون سحراً واستعانة بالشياطين .
وهذا مما يؤيد أن المسائل الظاهرة والخفية مما يختلف فيه بين عالم وعالم ، وزمان وزمان ومكان ومكان .
ولهذا فتجد في النقاشات كثيراً ما يقال: فيكيف لو كان فلان حياً ؟ أي لفعل كذا وكذا .
ثم لا يسلم له المناقش .
وقرأت بحثين عن العذر بالجهل :
الأول :للشيخ مدحت بن الحسن آل فراج حفظه الله، ويرى عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر - وكتابه ( العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي) من أفضل وأجمع ما أُلِّف في هذه المسألة.
والثاني : للشيخ محمد بن عبد الله الوهيبي حفظه الله في (نواقض الإيمان الإعتقادية)، ويرى أن الجهل عذر مطلقاً .
ثم تبين لي أن الخلاف ليس في أصل المسألة بل في بعض جوانبها ومنها اعتبار هل هذا الأمر من المسائل الظاهرة أم لا :-
فقال الشيخ الوهيبي في التنبيهات ص 292 : العذر بالجهل لا يشمل من يقع في أمور فيها نقض مجمل لأصول الأسلام، مثل أن يسجد لصنم أو للشمس والقمر، أو ينكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ... ،
فالعذر يكون لمن وقع في بعض الإنحرافات العقدية، أو بعض آحاد الشرك وصوره ولم تقم عليه الحجة، فمحل العذر ما يتعلق بتفاصيل التوحيد لا بأصله والله أعلم ...
أ.هـ .
إذا فالاتفاق أنه لا عذر في المسائل الظاهرة ثم الاختلاف في التطبيق .
أبو العباس المالكي
2008-08-10, 06:46 PM
من المعلوم أن مدحت الفراج,ممن لا يعذرون بالجهل في الشرك الأكبر سواء كان من باب نقض الاسلام الاجمالي أو تفاصيل التوحيد.
و هذا خلاف ما كان عليه السلف و الأيمة و قد بين شيخ الاسلام ابن تيمية الحق في المسألة هو العذر سواء في المسائل العلمية و العملية. أما السؤال هنا ما ضابط الخفاء و الظهور؟
من صاحب النقب
2008-08-10, 08:08 PM
عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر لا يلزم منه التكفير، لأنه قد يكون الشخص مشركاً شركاً أكبر لكنه ليس بكافر لأنه جاهل لكنه أيضاً ليس بمسلم بل هو متوقف فيه مثل أهل الفترة
إقرأ قوله تعالى " و إن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " فسماه تعالى مشركاً قبل أن تقوم عليه الحجة و يسمع كلام الله ، و مع هذا ما سماه كافراً لأن التكفير يشترط له قيام الحجة ، أما التسمية بالمشرك فلا يشترط لها قيام الحجة ، و بهذا إن شاء الله يزول اللبس
مستور الحال
2008-08-10, 08:39 PM
و هذا خلاف ما كان عليه السلف و الأيمة و قد بين شيخ الاسلام ابن تيمية الحق في المسألة هو العذر سواء في المسائل العلمية و العملية.
1 - لو تنقل لنا نص الشيخ مدحت أنه لا يعذر في تفاصيل التوحيد التي ليست من المسائل الظاهرة.
2 - الشيخ مدحت حفظه الله ركّز في بحثه على الأدلة الشرعية، ثم أيّد ما قال بكلام العلماء من شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ ابن باز رحم الله الجميع .
3 - ما ذكره العاذرون بالجهل في أصول الدين من نصوص شيخ الإسلام هي تفاصيل في التطبيق، هل هذه المسائل التي لم يكفّر بها شيخ الإسلام هي من الظاهرة أم من الخفية بحسب عصر شيخ الإسلام .
هذه النقاط التي كتبتها ليست لإظهار خلافك ، وإنما للإسهام في تحديد معنى الظاهرة والخفية عند العلماء ، لأن هذا التقرير الذي قررتُه آنفاً من أن المسألة متأثرة بحسب الظروف والأحوال والأزمان والأمكنة والأشخاص يشكل عليه أنهم من لا يعذر بالجهل لا يحكم بإسلام من وقع في الشرك الأكبر أصلاً ولم يقيده بحال أو وقت أو مكان .
فمثلاً : شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عندما ذكر هذه المسألة وأنه لا يعذر بالجهل استثنى ثلاثة : وهم من كان حديث عهد بإسلام، ومن نشأ ببادية ومن عاش في بلاد الكفر . وهذا الإعذار لهؤلاء الثلاثة إنما هو في لحوق العذاب وليس في لحوق اسم الشرك فهم - الثلاثة - عندما يقعون في الشرك الأكبر ليسوا بمسلمين ولكن لا تنزل بهم العقوبة الدنيوية أو الاخروية إلا بعد حجة البلاغ .
والله أعلم .
أبو العباس المالكي
2008-08-10, 08:45 PM
عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر لا يلزم منه التكفير، لأنه قد يكون الشخص مشركاً شركاً أكبر لكنه ليس بكافر لأنه جاهل لكنه أيضاً ليس بمسلم بل هو متوقف فيه مثل أهل الفترة
إقرأ قوله تعالى " و إن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " فسماه تعالى مشركاً قبل أن تقوم عليه الحجة و يسمع كلام الله ، و مع هذا ما سماه كافراً لأن التكفير يشترط له قيام الحجة ، أما التسمية بالمشرك فلا يشترط لها قيام الحجة ، و بهذا إن شاء الله يزول اللبس
يا أخي....ومن أين أتيت بهذا القول المحدث....فأهل السنة لا يتوقفون ....فإما كافر أو مسلم....ولعل هذا القول فيه نوع تأثر بالمعتزلة القائلين بالمنزلة بين المنزلتين....فالق ول بأن من فعل الشرك مشرك و له أحكام المشركين...فإذا بلغته الدعوة صار كافرا{أي عند أيمة الدعوة: يقتل..يعامل معاملة الكافر المعاند} لم يقل به من السلف الصالح أحد...و حتى من كتبوا في بيان قول الشيخ في هذه المسألة نفوا هذا الأمر كالدكتور العبد اللطيف ـ حفظه الله ـ .
أما التفريق بين الشرك و الكفر فلم يرد عن السلف , بل بينهما عموم و خصوص من وجه,فكل مشرك كافر و ليس كل كافر مشرك/ قال تعالى:" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" الأية, فالنصارى كفروا بالشرك.أما التفريق بالشكل المذكور آنفا فلا دليل عليه من الأخبار و الآثار وقد حاول الشيخ علي في مؤلفاته عن العذر بالجهل أن يثبت هذا الفرق لكن ما ساقه من الأدلة لا يحتمله. و المسألة تحتاج إلى بحث....وهو ليس بهذه السهولة يا أخي..
و السلام..
من صاحب النقب
2008-08-10, 09:35 PM
هذا الكلام سبق به ابن تيمية أئمة الدعوة
أن اسم الشرك يثبت قبل الرسالة ، أما اسم الكفر فلا يثبت إلا بعد الرسالة و ليس من أقوال المعتزلة
و هل السلف لم يتكلموا في أهل الفترة ! و هل القول بأن هناك أهل فترة يتوقف فيهم محدث !
مستور الحال
2008-08-11, 12:27 AM
بدأ الموضوع يخرج عن مساره إلى نقاشات أخرى إنما هي اجترار وتكرار لما سبق .
وأرجوا من الأخوة الفضلاء وطلاب العلم النجباء تصحيح ما أقع فيه من أخطاء، فقد فاتنا الوقت الذي نمثل فيه أمام العلماء ، ونعوذ بالله أن نكون متعالمين أو مفتاتين على الشرع .
وسبب عودتي إلى الموضوع مرة أخرى هو أني أريد تصحيح خطأ وقعت فيه ، وهو اقتراح أحببت مناقشته ثم تبين لي الآن أنه ليس مراداً لمن لا يعذر بالجهل في أصل الدين إلا ببعض القيود .
وهو :
وهذا مما يؤيد أن المسائل الظاهرة والخفية مما يختلف فيه بين عالم وعالم ، وزمان وزمان ومكان ومكان ،
وأن المسألة متأثرة بحسب الظروف والأحوال والأزمان والأمكنة والأشخاص.
فسبب قوة هذا الاحتمال هو أن تقييد المسألة بالظهور من عدمها يجعل مناطها الظهور وهو يختلف بحسب ما ذكرت من الظروف والأحوال والأزمان والأمكنة والأشخاص.
ويؤيده قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لمَّا وقعت محتنتهم : أنا لو وافقتكم كنت كافراًن لأني أعلم أن قولكم كفر . وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهّال، وكان هذا خطاباً لعلمائهم وشيوخهم وأمرائهم ).
وسبب الخطأ فيه أن التعميم في ذلك يلزم عليه القول بالعذر بالجهل مطلقاً حتى في المسائل الظاهرة المتفق عليها ، حتى فيمن سجد لصنم أو أنكر المعاد أو نسب إلى الله الولد - تعالى الله عن ذلك عز .
لأن المسائل إذا قُيدت بالشخص ؛ فمن جهل أي مسألة ظاهرة باتفاق العلماء وأصبحت المسائل عنده غير ظاهرة فيعذر بجهله، ويلزم منه اللوازم الباطلة من القول بصحة إسلام من سجد للشمس والقمر وأنكر المعاد وغير ذلك .
إذاً فالاتفاق أنه لا عذر في المسائل الظاهرة ثم الاختلاف في التطبيق .
نعم هذا هو المحك فتقرير هذه المسألة أن من جهل ما يصحح أصل دينه وكلمة التوحيد لا يسمى مسلماً هذا أولاً .
ثانياً : أن هناك بعض المسائل الحكم عليها بالخفاء أو الظهور تخلف فيها أنظار العلماء ، ولا ينقدح في ذهنك أن الأمر خرج عن الضبط، بل إن العلماء اتفقوا على مسائل كثيره هي من المسائل الظاهرة كالإيمان بأسماء الله وصفاته اللازمة لصحة الإيمان - كالقدرة والعلم والكلام وغيرها ، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه مبلغ معصوم ، وأن القرآن حق والمعاد والجنة والنار وغيرها .
وهناك مسائل خفية يعذر فيها الجاهل ، كصفة العَجَب والضحك وتفاصيل القدرة ، وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ، وغيرها مما سماه العلماء فروع العقيدة .
تنبيه حول مسألة العذر بالجهل :
وهو أن من لا يعذر بالجهل في أصل الدين يقصد عدم الحكم بإسلام الجاهل لا إيقاع العقوبة ، فلا يقتل ولا يقاتل ولا يعذب إلا بعد حجة البلاغ .
وأما من يعمم العذر بالجهل فتكون المسألة عنده متشابكة .
مثال :
فإذا قال الأول من وقع في الشرك فلا يعذر بالجهل
فيعترض الثاني كيف تستبيح دماء الناس وأموالهم وهم جهال ، فيحكم بإسلامه حتى تقوم عليهم الحجة .
وأما الأول فلا يقر بإسلامه ولكن لا يستبيح الدم والمال حتى تقام عليه الحجة التي يكفر من خالفها.
تنبيه آخر :
وهو أن الخلاف في المسألة أكثر ما يكون في التنظير، وأما في التطبيق فيلتقي الخصمان في إقامة الحجة.
مثال :
فلان وقع في الشرك !!
كلاهما يقصدانه وينصحانه ويقيمان عليه الحجة
فإن عاد سلم عليه إسلامه ، بل وأسلم على ما كان من الخير .
وإن لم يرجع كلاهما يكفرانه فيستباح الدم والمال .
ويقول الشيخ محمد الوهيبي : أن وجود السلطة الشرعية لتقيم الحجة وليستتيب من يقع في الشرك جهلاً، هو الذي يحسم النزاع ومن الناحية العملية .
ســـؤال :
هل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يخصص عدم العذر بالجهل بالشرك الأكبر، أم يطرد القاعدة فيمن جهل أصول الدين الأخرى التي لا يصح الإيمان إلا بها ؟
لأني أرى أكثر من تكلم في المسألة يركز على الشرك .
والله أعلم .
من صاحب النقب
2008-08-11, 02:35 AM
ســـؤال :
هل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يخصص عدم العذر بالجهل بالشرك الأكبر، أم يطرد القاعدة فيمن جهل أصول الدين الأخرى التي لا يصح الإيمان إلا بها ؟
لأني أرى أكثر من تكلم في المسألة يركز على الشرك .
والله أعلم .
التوحيد ضده الشرك ، و الإسلام ضده الكفر ، و الإيمان ضده النفاق
و الذي لا يعذر فيه الشيخ بالجهل هو التوحيد فقط و ضده الشرك ، لأن التوحيد فطري أصلاً و لا يجهله أحد ، و عدم العذر هو في الإسم و ليس في الحكم أي يسمى مشركاً لكن لا يحكم عليه بالقتل ما دام جاهلاً
من صاحب النقب
2008-08-11, 06:02 AM
ملاحظة للإخوة
الخفي و الظاهر و كونه لا يجهله مثله و كونه في دار الإسلام أو في بادية أو حديث عهد بكفر أو ما هو معلوم من الدين بالضرورة
كل هذا يقال فيمن عمل كفراً
أما من عمل شركاً فلو كان في مغارة في أقصى الأرض لم يسمع عن بشر لا نبي و لا غيره إلا أمه التي و لدته و ماتت فهو مشرك لأنه يعلم التوحيد بالفطرة
أبو العباس المالكي
2008-08-11, 07:11 AM
ملاحظة للإخوة
الخفي و الظاهر و كونه لا يجهله مثله و كونه في دار الإسلام أو في بادية أو حديث عهد بكفر أو ما هو معلوم من الدين بالضرورة
كل هذا يقال فيمن عمل كفراً
أما من عمل شركاً فلو كان في مغارة في أقصى الأرض لم يسمع عن بشر لا نبي و لا غيره إلا أمه التي و لدته و ماتت فهو مشرك لأنه يعلم التوحيد بالفطرة
إن علماء الأصول قد ذكروا الأدلة الشرعية المجمع عليها والمختلف فيها ولم يذكروا دليل الفطرة أبدا فليست الفطرة من الأدلة لا المجمع عليها ولا المختلف فيها .
, وقد يستدل من يقول بأن الفطرة حجة ودليل يعتمد عليه بما يلي :
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
في صحيح البخاري 1/465 ومسلم 4/2047: ( عن أبي هريرة أنه كان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ) اهـ
زاد مسلم : ( ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله الآية } ) اهـ
2- حديث عياض بن حمار رضي الله عنه :
في صحيح مسلم 4/2197 : ( عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته : ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يوميي هذا كل مال نحلته عبدا حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ... ) اهـ ورواه النسائي 5/26 وابن حبان 2/425
وليس في هذين الحديثين ما يدل على أن الفطرة دليل وذلك من وجهين :
الوجه الأول :
أن تفسير الفطرة بالإسلام غير صحيح والتفسير الصحيح هو : أن الفطرة هي السلامة والقابلية والاستعداد والتهيؤ ويدل على ذلك أدلة ومنها :
من القرآن :
قول الله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ... ) وشيئا نكرة في سياق النفي فتفيد العموم , قال ابن جرير 7/625 : (يقول تعالى ذكره : والله تعالى أعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من بعد ما أخرجكم من بطون أمهاتكم ، لا تعقلون شيئاً ولا تعلمون ، فرزقكم عقولاً تفقهون بها ، وتميزون بها الخير من الشر وبصركم بها ما لم تكونوا تبصرون ، وجعل لكم السمع الذي تسمعون به الأصوات ، فيفقه بعضكم عن بعض ما تتحاورون به بينكم ، والأبصار التي تبصرون بها الأشخاص ، فتتعارفوا(1) بها ، وتميزون بها بعضاً من بعض ) اهـ
وقال القرطبي 10/132 : ( قوله تعالى : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا , ذكر أن من نعمه أن أخرجكم من بطون أمهاتكم أطفالا لا علم لكم بشيء . وفيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : لا تعلمون شيئا مما أخذ عليكم من الميثاق في أصلاب آبائكم .
الثاني : لا تعلمون شيئا مما قضى عليكم من السعادة والشقاء .
الثالث : لا تعلمون شيئا من منافعكم ) اهـ
وقال ابن عبد البر في التمهيد 18/59 : ( ويستحيل في المعقول أن يكون الطفل في حين ولادته يعقل كفراً أو إيماناً ، لأن الله أخرجهم في حال لا يفقهون معها شيئاً ، قال الله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ) فمن لا يعلم شيئاً استحال منه كفر أو إيمان ، أو معرفة أو إنكار ) اهـ
ومن الأحاديث :
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
في صحيح مسلم 4/2048: ( عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل إنسان تلده أمه على الفطرة وأبواه بعد يهودانه وينصرانه ويمجسانه فإن كانا مسلمين فمسلم كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضنيه إلا مريم وابنها ) اهـ
ففي هذا الحديث جعل الإسلام بالنسبة للفطرة كغيره من الأديان مما يدل على أن الفطرة هي السلامة والقابلية والاستعداد والتهيؤ
قال النووي في شرح مسلم 16/207 : ( الأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيئا للإسلام فمن كان أبواه أو أحدهما مسلما استمر على الإسلام في أحكام الآخرة والدنيا وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما في أحكام الدنيا وهذا معنى يهودانه وينصرانه ويمجسانه أي يحكم له بحكمهما في الدنيا فإن بلغ استمر عليه حكم الكفر ودينهما فان كانت سبقت له سعادة أسلم وإلا مات على كفره ) اهـ
وقال ابن الأثير في النهاية 1/247: ( ومعنى الحديث : أن المولود يولد على نوع من الجبلة , وهي فطرة الله تعالى وكونه متهيئا لقبول الحق طبعا وطوعا ,لو خلته شياطين الإنس والجن وما يختار لم يختر غيرها,فضرب لذلك الجمعاء و الجدعاء مثلا . يعني أن البهيمة تولد مجتمعة الخلق , سوية الأطراف , سليمة من الجدع ,لولا تعرض الناس إليها لبقية كما ولدت سليمة .) اهـ
- حديث أبي سعيد رضي الله عنه :
في سنن ا لترمذي 4/483 : ( عن أبي سعيد قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة العصر بنهار ثم قام خطيبا فلم يدع شيئا يكون إلى قيام الساعة إلا أخبرنا به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه ...
فكان فيما حفظنا يومئذ ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا ... ) الحديث قال الترمذي : حسن صحيح
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي 6/357 : ( فمنهم من يولد مؤمنا ) أي من أبويه المؤمنين أو في بلاد المؤمنين فإنه حين يولد قبل التمييز لا ينسب إليه الايمان إلا باعتبار ما علم الله فيه من الأزل أو باعتبار ما يؤول إليه أمره في الاستقبال ( يحيى ) أي يعيش في جميع عمره من حين تمييزه إلى انتهاء عمره ( مؤمنا ) أي كاملا أو ناقصا ( ويموت مؤمنا ) أي وكذلك جعلنا الله منهم ( ومنهم من يولد كافرا ) أي بخلاف ما سبق وهو لا ينافي ما ورد/// كل مولود يولد على الفطرة فإن المراد بها قابلية قبول الهداية ///لولا مانع من بواعث الضلالة كما يشهد له قوله فأبواه يهودانه الحديث ) اهـ
- حديث أبي بن كعب رضي الله عنه :
في سنن الترمذي 5/312: ( عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا , قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب ) اهـ
ورواه أبو داود 4/227والنسائي في الكبرى 3/427وابن حبان 14/108
قال المباركفوري 8/473 : ( قوله ( طبع يوم طبع كافرا ) أي خلق يوم خلق كافرا يعني خلق على أنه يختار الكفر فلا ينافي خبر كل مولود يولد على الفطرة إذ المراد بالفطرة استعداد قبول الإسلام وهو لا ينافي كونه شقيا في جبلته ) اهـ
وقال ابن القيم في شفاء العليل ص 443 : ( فإن قيل : فالغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا ، وقال نوح عن قومه : ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا
وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد والترمذي مرفوعا : إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى فمنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت مؤمنا ، ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت كافرا ... الحديث
قيل : هذا لا يناقض كونه مولودا على الفطرة ، فإنه طبع وولد مقدرا كفره إذا عقل ، وإلا ففي حال ولادته لا يعرف كفرا ولا إيمانا ، فهي حال مقدرة لا مقارنة للعامل ، فهو مولود على الفطرة ومولود كافرا باعتبارين صحيحين ثابتين له ، هذا بالقبول وإيثار الإسلام لو خلي ، وهذا بالفعل والإرادة إذا عقل . ) اهـ
- حديث أبي ذر رضي الله عنه :
في صحيح مسلم 4/1994 : ( عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه : قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدونى أهدكم ... )
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم 1/225: ( قوله كلكم ضال إلا من هديته قد ظن بعضهم أنه معارض لحديث عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل خلقت عبادي حنفاء وفي رواية مسلمين فاجتالتهم الشياطين وليس كذلك فإن الله خلق بني آدم وفطرهم على قبول الإسلام والميل إليه دون غيره والتهيؤ والاستعداد له بالقوة لكن لا بد للعبد من تعليم الإسلام بالفعل فإنه قبل التعلم جاهل لا يعلم كما قال عز وجل والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ) اهـ
و على التسليم بأن الفطرة في الحديث هي الإسلام - وهو ما ذهب إليه طائفة من أهل العلم وهو قول الأكثر في معنى قول الله ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) فليس في ذلك ما يدل على أن الفطرة دليل يعتمد عليه في تقرير العقائد أو غيرها لأن من قال الفطرة هي الإسلام لم يقصد الشرائع أو تفاصيل العقيدة وإنما يريد بالفطرة الإقرار بالخالق.
و نحن نتكلم عن أناس ثيت لهم عقد الالتزام بالاسلام ثم طرأ عليهم الكفر.
ثم ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لم يكفر بعض الحلولية ـ الأشاعرة ـ و قال لهم أنا إن قلت بقولكم كفرت و لكنكم عندي جهال" فزمن فيه ابن تيمية و ابن القيم و المزي و الذهبي و ابن كثير و السبكي......إلخ أولئك الأعلام خفت فيه الحجة فإلم تقم الحجة بهؤلاء فبمن تقوم..؟؟؟!!!!
و شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يعذر بالجهل سواء في الشرك الأكبر أو غيره و لا يفرق بين النواقض.
أبو العباس المالكي
2008-08-11, 10:08 PM
قال الامام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ :" فهذا رجل شك في قدرة الله, و في إعادته إذا ذري,بل اعتقد أنه لا يعاد, وهذا كفر باتفاق المسلمين, لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك, و كان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه, فغفر له بذلك."إ.هـ{الفتاوي/{11/409 ط الأولى}
و يقول أيضا:" إن التكفير له شروط و موانع,قد تنتفي في حق المعين, و إن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين, إلا إذا وجدت الشروط و انتفت الموانع."إ.هـ{الفتاوي/{12/487ـ488}.
و قال العلامة ناصر بن سعدي:
و لا يتم الحكم حتى تجتمع.......كل الشروط و الموانع ترتفع.
و الحكم سواء كان بالشرك أو الكفر يدخل في عموم الحكم...و لم يرد عن السلف التفريق بين الشرك و الكفر من حيث إلحاقه بالمعين...
من صاحب النقب
2008-08-12, 12:54 AM
الأخ أبو العباس وفقه الله
أنت في أول مشاركة كنت تتكلم عن أناس طرأ عليهم الشرك و في الأخير تتكلم عن أناس طرأ عليهم الكفر و من طرأ عليه الشرك يختلف عمن طرأ عليه الكفر و نقولاتك الأخيرة في الكفر و ليست في الشرك
ثانياً علماء أصول الفقه لم يتكلموا عن دليل الفطرة لأنه دليل في التوحيد و ليس في الفقه فابحث عنه في كتب الإعتقاد و انظره في كتاب رسالة في أصل العلم الإلهي و رسالة رسالة في الفرق بين المنهاج النبوي والمنهاج الفلسفي في مجموع الفتاوى و في كتاب النبوات لابن تيمية
و انظر كلام ابن تيمية هنا
فصل
وقد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وأحكام وجمع بينهما في أسماء وأحكام وذلك حجة على الطائفتين على من قال ان الافعال ليس فيها حسن وقبيح ومن قال انهم يستحقون العذاب على القولين ، اما الاول فانه سماهم ظالمين وطاغين ومفسدين لقوله ( إذهب إلى فرعون إنه طغى ) وقوله ) وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون ألا يتقون ( وقوله ) إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ( فاخبر انه ظالما وطاغيا ومفسدا هو وقومه وهذه اسماء ذم الافعال والذم انما يكون في الافعال السيئة القبيحة فدل ذلك على ان الأفعال تكون قبيحة مذمومة قبل مجيء الرسول اليهم لا يستحقون العذاب الا بعد اتيان الرسول اليهم لقوله ) وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ( وكذلك أخبر عن هود انه قال لقومه ( اعبدوا الله ما لكم من
-------------- صفحة رقم 38 --------------
اله غيره إن أنتم إلا مفترون ) فجعلهم مفترين قبل أن يحكم بحكم يخالفونه لكونهم جعلوا مع الله الها آخر فاسم المشرك ثبت قبل الرسالة فانه يشرك بربه ويعدل به ويجعل معه آلهه أخرى ويجعل له أندادا قبل الرسول ويثبت أن هذه الاسماء مقدم عليها وكذلك اسم الجهل والجاهلية يقال جاهلية وجاهلا قبل مجيء الرسول واما التعذيب فلا
مجموع الفتاوى ج 20
و جزاكم الله خيراً و جميع الإخوة
أبو العباس المالكي
2008-08-12, 01:56 AM
هل الفطرة دليل مستقل لقيام الحجة على المتلبس بالشرك أو الكفر, و لا زلت أطالبك بمن فرق من السلف الصالح بين الشرك و الكفر من حيث لحوقه بالمعين....
و راجع رسالة الشيخ أبي بصير عبد المنعم حليمة ـ حفظه الله ـ" العذر بالجهل و قيام الحجة".
أما ذكر الأصوليون لدليل الفطرة, فقد تطرقوا له, في مبحث "التحسين و التقبيح العقلي", و أما أنك لا تعلم ذلك فلقصور الاطلاع لا غير..
أما كلام ابن تيمية في الكفار الأصليين لا المسلمين الذين ثبت لهم عقد الالتزام بالاسلام...
و عليك بالتفريق بين الحقيقة الشرعية و الحقيقة اللغوية, فمثلا من أكل في نهار رمضان ناسيا فهو آكل هذا في الحقيقة اللغوية أما في الحقيقة الشرعية فهو لم يأكل لأنه لو أكل وثبت ذلك بالحقيقة الشرعية للزمته الكفارة على مذهب جماهير العلماء..
و الأمثلة على هذا كثيرة.
ثم فلا يمكن أن يستدل بالفطرة لأن المراد بها عند من يقول بأنها الإسلام هو الإقرار بالربوبية وهذه ليست من خصائص المسلمين فاليهود والنصارى مقرون بأن الله هو الخالق فيمكن أن يستدل اليهود والنصارى على عقائدهم بالفطرة ويمكن أن يستدل أهل العقائد الباطلة عليها بالفطرة فكل يقول فطرتي تدل على كذا , فسقط بذلك اعتبار كون الفطرة دليلا شرعيا وذلك لا يخفى على ذي لب.
من صاحب النقب
2008-08-12, 03:54 AM
الأخ أبو العباس
قولك : أما ذكر الأصوليون لدليل الفطرة, فقد تطرقوا له, في مبحث "التحسين و التقبيح العقلي", و أما أنك لا تعلم ذلك فلقصور الاطلاع لا غير..
أنت الذي نفيت أنهم تكلموا عنه في الأدلة و ليس أنا ، حيث قلت : إن علماء الأصول قد ذكروا الأدلة الشرعية المجمع عليها والمختلف فيها ولم يذكروا دليل الفطرة أبدا فليست الفطرة من الأدلة لا المجمع عليها ولا المختلف فيها .
ثم أنا وافقتك أنهم لم يتكلموا عنه في الأدلة ثم رديت علي بأن هذا من قلة الإطلاع ، أليس أنت الذي بدأت به
ثم يا كثير الإطلاع مسألة التحسين و التقبيح من التوحيد لكنه أدخلت في أصول الفقه
أما في غير الأدلة فقد تكلموا عليه حتى في التكليف في أقسام العقول لأن العقل الضروري فطري
و قولك : أما كلام ابن تيمية في الكفار الأصليين لا المسلمين الذين ثبت لهم عقد الالتزام بالاسلام...
إذا كان ابن تيمية أثبت اسم المشرك لمن لم تبلغه الرسالة ، أليس الذي بلغته الرسالة أولى !!! و كيف يكون يتكلم عن كفار أصليين و لم تبلغهم الرسالة بعد فهو يتكلم عنهم قبل الرسالة !
فهذا ابن تيمية فرق بين الشرك و الكفر في تسمية المعين به و قال الشرك يسمى به المشرك و لو لم تبلغه الدعوة بخلاف الكفر
و إذا كانت الفطرة ليست دليلاً فأجبني كيف عرفت ربك ؟
أبو العباس المالكي
2008-08-12, 04:26 AM
المقصود بلم يذكروه أي لم يجعلوه من الأدلة المستقلة....إلا ما كان من المعتزلة ومن وافقهم من الأشاعرة لا محققيهم..
إذن أنت في نظرك أن بالفطرة نعرف أن الذبح لله و الاستغاثة لله...آحاد العبادات !!!!!!!!هذا لم يقل به أحد من السلف..
و ما زلت أطالبك بمن فرق من السلف الصالح؟؟؟؟ ودعك من أسلوب الحيدة...و ابن تيمية مذهبه واضح لأن هؤلاء الذين لم تبلغهم الرسالة كفار في الأصل غير مؤمنين بالله و رسوله صلى الله عليه و سلم و البعث....أما المسلمون المتلبسون ببعض الشركيات فهم معهم هذا الايمان...إذن فيجب إعمال الموانع قبل إلحاق الحكم بهم...
و عليك بالتفريق بين الحقائق كما ذكرت لك...
و الشرائع لا تلزم إلا ببلوغها....
من صاحب النقب
2008-08-12, 05:59 AM
قولك : إذن أنت في نظرك أن بالفطرة نعرف أن الذبح لله و الاستغاثة لله...آحاد العبادات !!!!!!!!هذا لم يقل به أحد من السلف..
أنا لا أقول آحاد العبادات بل أقول كما قال ابن تيمية : فاسم المشرك ثبت قبل الرسالة فانه يشرك بربه ويعدل به ويجعل معه آلهه أخرى ويجعل له أندادا قبل الرسول
كل من عدل بالله أحداً فقد أشرك به بغض النظر عن آحاد ذلك العدل
و أنت تناقض نفسك تقول : و ما زلت أطالبك بمن فرق من السلف الصالح؟؟؟؟
ثم تقول : و ابن تيمية مذهبه واضح لأن هؤلاء الذين لم تبلغهم الرسالة كفار في الأصل غير مؤمنين بالله و رسوله صلى الله عليه و سلم و البعث
فأنت أردت أن تنكر أن ابن تيمية يثبت الشرك قبل الرسالة فأثبت أنت الكفر قبل الرسالة بتفسيرك الخاطئ لكلامه ! و هذا أشد من قولي فأنا أثبت الشرك فقط قبل الرسالة !
فكيف صاروا عندك كفاراً في الأصل قبل أن تبلغهم الرسالة ، و هل الذي لم تبلغه الرسالة كافر أصلي أو لم يصبح كافراً أصلياً إلا بعد رده للرسالة ، هذا هو الذي لم يقل به أهل السنة ! وهذا الذي كتبت مقالتك أصلاً لكي تنفيه و الآن تثبته لأنك لم تفهم كلام ابن تيمية على حقيقته ، و لو فهمت كلام ابن تيمية لما قلت : ما زلت أطالبك بمن فرق من السلف الصالح؟؟؟؟ لأن ابن تيمية فرق فتأمل كلامه و لا تحمله ما لا يحتمل فهو يتكلم عنهم قبل أن يصبحوا كفاراً أصليين و يشمل كلامه كل أحد وقع في الشرك قبل أن تبلغه الحجة وقبل أن يصبح كافر أصلي
عبد فقير
2008-08-13, 01:38 AM
هؤلاء المشركون قبل الرسالة كانوا يعلمون أنهم يعبدون غير الله أما المسلم الذى يقع فى الشرك لا يعلم أنه يعبد غير الله.
الشريف ابن الوزير اليماني
2008-08-13, 02:39 AM
كي نحصر الكلام و لا يتشعب كثيرا...السؤال:ّ من فرق من السلف من أهل القرون المفضلة بين الشرك و الكفر"؟؟؟؟؟؟
نرجو الاجابة....
من صاحب النقب
2008-08-13, 04:20 AM
هؤلاء المشركون قبل الرسالة كانوا يعلمون أنهم يعبدون غير الله أما المسلم الذى يقع فى الشرك لا يعلم أنه يعبد غير الله.
المسلم يعرف أن الله ليس له ند ، فإذا جعل لله نداً فسيعلم أنه أشرك ، ثم نحن نتكلم عن قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب و هو قال بأن المرء قد يقع في الشرك و هو لا يعلم ، و أظنه ذكر مثل هذا في كشف الشبهات
الأخ ابن الوزير
راجع أقوال العلماء في مشركي العرب قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم ، فإن بعض العلماء توقف في كفرهم و قال هم من أهل الفترة ، و مع هذا يسميهم مشركي العرب
فهذا قد فرق سماهم مشركين و لم يسمهم كافرين
حتى أبوي الرسول صلى الله عليه و سلم ربما قال البعض فيهم ذلك
ثم الموضوع عن قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب
و جزاكم الله خيراً
الشريف ابن الوزير اليماني
2008-08-13, 04:32 AM
يا أخي دون حيدة...من من السلف فرق؟؟؟؟؟؟؟
أما أن المسلمين المتلبسون بالشرك يعلمون أنهم أشركوا فمن أعجب ما رأيت؟؟؟ فهل سمعت الغلاة في القبور يقولون أنهم مشركزن؟؟!!!كلام عجيب!!!!!!!!
و لحوق الشرك و الكفر بالمعين من المسلمين لا يكون إلا بعد تحقق الشروط و انتفاء الموانع... ومن فرق فعليه الدليل....
من صاحب النقب
2008-08-13, 05:05 AM
أيها الأخ الفاضل : أي حيدة تتكلم عنها و الموضوع عن محمد بن عبد الوهاب أصلاً و ليس عن أهل القرون المفضلة ، و إنما أنت الذي طلبت قول أهل القرون المفضلة ، إذا أردت افتح موضوعاً عن قول أهل القرون المفضلة في لحوق اسم الشرك و الكفر بالمعين
انظر إلى رأس الموضوع فهو يتكلم عن قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب
ثم هل الذي فرق عليه الدليل و الذي لم يفرق ما عليه دليل ، و هل الأدلة التي ذكرها ابن تيمية فيما نقلت ليست بأدلة
و قولك : فهل سمعت الغلاة في القبور يقولون أنهم مشركزن؟؟!!!كلام عجيب!!!!!!!!
أليس الغلاة الذين يدعون أهل القبور يعلمون أن الدعاء عبادة !! و تارة يدعون الله و تارة يدعون أهل القبور فكيف لم يعرفوا أنهم عبدوا غير الله
حتى أهل الجاهلية يقولون ما عبدناهم إلا ليقربونا إلى الله ، و هؤلاء مثلهم ، فهم يعرفون أنهم يعبدون غير الله و لكن يدعون أنهم شفعاء
و ما دام الموضوع عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقد نقلنا قوله و قول سلفه الذي كثيراً ما ينقل عنه ابن تيمية
أما إذا أردت أقوال أهل العلم عموماً فافتح موضوعاً جديداً غير مأمور بارك الله فيك
الشريف ابن الوزير اليماني
2008-08-13, 05:42 AM
الدعاء على أقسام:
القسم الأول:دعاء عبادة فيطلق الدعاء والمراد به عموم العبادة وهذا لا يصح لغير الله وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة، وعليه يقع الوعيد في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}. [سورة النمل الآية: 87]. وقوله تعالى {ولاتدع مع الله إلهاً أخر}
النوع الثاني: دعاء المسألة : وهذا يأتي على ثلاثة صور :
الصورة الأولى : إذا اعتقد أن ما يدعوه متصرف في الكون . فهذا كفر والعياذ بالله فلا متصرف في أمور الكون قليلها وكثيرها دقها وجليلها إلا الله وحده لاشريك له .
الصورة الثانية :إذا سأل بقصد(أي بنية ) القربة والعبادة فلا يصح هذا الدعاء إلا لله وحده لا شريك له فمن صرفه لغيره فهو كافر .
الصورة الثالثة: دعاء الداعي غير الله عزوجل فيجوز بشروط وهي:
1ـ أن لايتصور ولا يعتقد فيه إلا أنه سبب فقط لامتصرف ولا موجد ولا مستقل بشيء من الأمور ولا شريك لله في شيء منها .
2ـ أن لا يكون بقصد عبادته لأن العبادة لا تصح ولا تصرف إلا لله تعالى وحده لا شريك له ولما كان دعاء المسألة هو عمل من الأعمال الظاهرة فإن مرده إلى القصد والنية لحديث ((إنما الأعمال بالنيات )).
3ـ أن لا يسأله شيئاً مما لايجوز شرعاً كأن يسأله أن يخلق المعدوم ،ونحو ذلك مما لايتصور في مخلوق ولا يكون إلا لله وحده ،كذلك لا يسأله ماحرمه الله تعالى كقطيعة الرحم ونحوها مما جاء في الشرع بالنهي عنه .
فالناس يـدعو بعضهم بعضاً دعاء الطلب لاالعبادة وذلك إما طلب بين متماثلين ، أوطلب من الأضعف إلى الأقوى أوطلب من الأعلى للأدنى كالوالد مع ولده . وهذا لا مدخلية للشرك فيه بحال لأنهم لايعتقدون فيهم الندية والشراكة لله تعالى في أفعاله ولا في عبادته .وسبق أن بينت أن الأعمال الظاهرة مردها إلى النية أو القرينة الظاهرة على وجود الكفر {انظر رقم 2 أعلاه}. والناس لا يسألون الأنبياء والأولياء إلا على أن المعطي هو الله وحده والأنبياء والأولياء شفعاء في ذلك فقط وليس لهم من الإيجاد أو الملك شيئا.
أما كونهم يستطيعون أن يشفعوا لهم، أولا يستطيعون كأسباب فقط فهذا أمر أخر لا مدخل للشرك فيه لأنهم لا يتصورون أنهم يملكون الشفاعة استقلالاً أو شراكة وإنما هم يرجون أن يستجيب الله لهم فضلاً منه وتكرماً على أنبياءه وأولياءه .هذا كل مافي الأمر .فلماذا يطول التناحر بين الأمة على تصورات خاطئة ؟!!
و راجع كتاب:" ضوابط التكفير عند أهل السنة و الجماعة" للشيخ القرني ط مؤسسة الرسالة / مبحث " شرك الشفاعة" و فتاوي شيخ الاسلام ابن تيمية {1/331ـ330}.
و أصلا هل الشيخ محمد بن عبد الوهاب صائب في ما ذهب إلبه من ذلك التقسيم... و لا تقل يا أخي كلام ابن تيمية دليل.. فابن تيمية نحاكم كلامه للسلف فإن وافقه أخذنا به و إلا فلا...
من صاحب النقب
2008-08-13, 06:46 AM
أخي الفاضل
قلت : و لا تقل يا أخي كلام ابن تيمية دليل.. فابن تيمية نحاكم كلامه للسلف فإن وافقه أخذنا به و إلا فلا...
لا أجعل كلام ابن تيمية دليل بل ما استدل به ابن تيمية من القرآن هو الدليل
و قولك : و أصلا هل الشيخ محمد بن عبد الوهاب صائب في ما ذهب إلبه من ذلك التقسيم
حسناً الموضوع هنا ليس هل أصاب ، بل الموضوع في الأول يقول ما هو رأيه و كيف كفر حيناً و لم يكفر حيناً آخر فبينت حجته و لم أجعل قوله حجة
أما هل أصاب أو لا فلتفتح لها موضوعاً آخر لو تكرمت حتى لا يلتبس الموضوعين
أما قولك : 1ـ أن لايتصور ولا يعتقد فيه إلا أنه سبب فقط لامتصرف ولا موجد ولا مستقل بشيء من الأمور ولا شريك لله في شيء منها .
هل تعني الحي أو الميت ، و إن كنت تعني الميت فكيف يكون الميت سبب
لذلك أرجوك رجاء ما دمت تتكلم في العذر بالجهل عموماً و ليس عند الشيخ فقط فافتح موضوعاً جديداً حتى لا يتشعب الموضوع كما قلت أنت يا أخي لأنه فعلاً تشعب بهذه الطريقة و أصبح موضوعين في موضوع ، بداية الموضوع في تحرير قول ابن عبد الوهاب فانتهينا من ذلك ، ثم صرنا نناقش في موضوع آخر و هو هل أصاب أو لا ، ثم اعلم أن أئمة الدعوة نقلوا عن ابن تيمية أن عدم عذر المشرك بالجهل مجمع عليه و ليس فقط قال به بعض السلف و هو الذي يسمى الكافر الجاهل و أنه بذلك يفارق الكافر الجاحد و المعاند فلا يقع هذا مع الجهل ، لكن لا أريد أن أخرج عن الموضوع الذي في الأول و هو رأي الشيخ ابن عبد الوهاب ، فإذا أردت أن تناقش أصاب أو لا فليكن في موضوع خاص بارك الله فيك
انظر ما نقله الشيخ عبد الله أبا بطين عن ابن تيمية :
( فقد جزم رحمه الله في مواضع كثيرة: بكفر من فعل ما ذكره من أنواع الشرك, وحكى إجماع المسلمين على ذلك , ولم يستثن الجاهل ونحوه. وقال تعالى:{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} .وقال عن المسيح إنه قال: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} .فمن خص ذلك الوعيد بالمعاند فقط, وأخرج الجاهل والمتأول والمقلد: فقد شاقَّ الله ورسوله، وخرج عن سبيل المؤمنين. والفقهاء يصدِّرون باب حكم المرتد: بمن أشرك بالله. ولم يقيِّدوا ذلك بالمعاند. وهذا أمر واضح ولله الحمد )
( واختيار الشيخ تقي الدين في الصفات: أنه لا يكفر الجاهل، وأما في الشرك ونحوه: فلا )
و قال الشيخ عبد الله : والفقهاء رحمهم الله: يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: وأنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه / : نطقا, أو فعلا, أو شكا, أو اعتقادا . وسبب الشك: الجهل .
الشريف ابن الوزير اليماني
2008-08-13, 03:16 PM
عندي سؤال...ما الضابط في تحديد الخفي من الظاهر... و ما حد الأصول التي يكفر بتركها و الفروع التي لا يكفر بتركها....
أما أبا بطين فذاك فهمه لكلام ابن تيمية و هو لا شك فهم خاطئ لأن من هم أعلم من أبا بطين لم يحكوا ذلك عن ابن تيمية...
من صاحب النقب
2008-08-14, 12:27 AM
أخونا الفاضل ابن الوزير
أئمة الدعوة يفرقون بين الخفي و الظاهر لكن في الكفر و ليس في الشرك ، لكن هذا أيضاً موضوع آخر و لعلنا لا نطيل فيه
و هناك تعبيرات أخرى يستعملونها قد تحدد الخفي من الظاهر
فقد قال الشيخ عبد الله بن جبرين من المعاصرين ، إن المعلوم من الدين بالضرورة يختلف من بلد إلى بلد
قلت : فإذا أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة كفر عندهم
و أحياناً يقولون يكفر إذا كان لا يجهله مثله ، أما إذا كان يجهله مثله فهو معذور
و أحياناً يقولون يعذر إذا كان في بادية بعيدة ، أو حديث عهد بكفر
و ما إلى ذلك لكن هذا كله في الكفر و ليس في الشرك
و جزاك الله خيراً
الشريف ابن الوزير اليماني
2008-08-14, 01:10 AM
يا أخي أنا أسألك من فرق من السلف لأن شيخ مشايخنا الجبرين ـ أطال الله عمره ـ قوله ليس حجة...
و أنا لا أريد شرحا لمذهب أيمة الدعوة, فأنا أعرفه جيدا فقد وفقني الله ونخلت كتبهم نخلا و حتى كتب من تصدى لشرح مذهبهم..
لكن السؤال ما الدليل على ما ذهب إليه علماء نجد؟؟؟؟؟ أجب يا أخي....
والشيخ عذر الساحر و هو مشرك...كيف تخرج ذلك على مذهبه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من صاحب النقب
2008-08-14, 02:24 AM
قولك : لكن السؤال ما الدليل على ما ذهب إليه علماء نجد؟؟؟؟؟ أجب يا أخي
ماذا كنا نقول من الصبح ألم نذكر أدلة ابن تيمية و أبابطين !
و أنا إذا نقلت لك قول عالم فلا أريد أنه حجة ، فلا داعي كلما نقلت لك كلام عالم أن تقول هو ليس بحجة فنحن نعرف
أما قول الشيخ في الساحر فهو الذي كل موضوعنا عنه و كل ما قلت هو عنه ، فعذر الساحر بالجهل يكون من التعذيب و ليس من التسمية بالمشرك ، و لو أنك قرأت المداخلات السابقة و فهمتها لما كان هنا داعي للسؤال
و إذا أردت أنقل نصه الذي عذر فيه الساحر من التسمية بالمشرك
و الله سبحانه يقول " و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً " و لم يقل و ما كنا مسمين ، بل الله سبحانه سمى المشرك مشركاً قبل قيام الحجة قال تعالى " و إن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله "
الشريف ابن الوزير اليماني
2008-08-14, 02:35 AM
الظاهر أنك أخي الفاضل لم تطلع على أقوال أيمة الدعوة....و أنا أتكلم عن دليل التفريق من الشرع و أقوال السلف الصالح من أهل القرون المفضلة....
من صاحب النقب
2008-08-14, 04:05 AM
قولك : أقوال السلف الصالح من أهل القرون المفضلة
باب ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق
4636 حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن بن جريج وقال عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد أما ود كانت لكلب بدومة الجندل وأما سواع كانت لهذيل وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ وأما يعوق فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت
صحيح البخاري ج 4 ص 1398
لماذا سماهم ابن عباس عباد أوثان أي مشركين مع عدم العلم ؟!
و إذا كان أبا بطين لم يفهم ابن تيمية و أنا لم أفهم أبابطين و لا أئمة الدعوة فلماذا المذاكرة معي و لماذا نخل كتب أئمة الدعوة إذا كانوا لم يفهموا ابن تيمية ؟
و بالنسبة لقولي هذا : و الله سبحانه يقول " و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً " و لم يقل و ما كنا مسمين ، بل الله سبحانه سمى المشرك مشركاً قبل قيام الحجة قال تعالى " و إن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله "
قلت بعده : و أنا أتكلم عن دليل التفريق من الشرع
أليس الآيتين من الشرع
وفقك الله
الشريف ابن الوزير اليماني
2008-08-14, 04:49 AM
و الله هذه من الفلسفة في فهم كتاب الله تعالى....
هل نفى الله العذاب عنهم في الدنيا أو الأخرة؟؟؟؟
و على هذا المذهب الحكومات التي تتحاكم إلى الأمم المتحدة كلها مشركة ـ أقصد الأنظمة دون الشعوب ـ فإذا أقمنا عليها الحجة كفرت بالله تعالى .... أيمكن أن تقول هذا.... و لا تنكر أنهم لا يتحاكمون...فهذه حقيقة...
الشريف ابن الوزير اليماني
2008-08-14, 05:28 AM
يقول الشيخ أبو بصير:" ليس كل ما قيل في الكافر الجاهل يصح أن يقال في المسلم الجاهل، لاختلاف صفة وحال كل منهما عن الآخر؛ فالأول كافر جاهل بالتوحيد ولم يسمع بدين الرسل قط، والآخر موحد ناطق لشهادة التوحيد مؤمن بما جاءت به الرسل ولو على وجه الإجمال.
وعليه لا يصح أن نحمل أحاديث أهل الفترة التي قيلت بخصوص الكافر الجاهل الذي لم يسمع بدعوة الرسل قط،على المسلم الذي أقر بالتوحيد وبالرسالة، وسمع بدعوة الأنبياء والرسل"
و البقية في الطريق...
من صاحب النقب
2008-08-14, 05:56 AM
نفي العذاب في الدنيا و الآخرة ما لم تقم الحجة
و باقي الكلام يدخلنا في موضوع ثالث و ليس ثان فقط
و هل تريد أن تجعل كل المواضيع في موضوع واحد و تريدني أتابع معك مواضيعاً لا تنتهي ؟!
أبوعلي العنزي
2009-01-16, 11:01 PM
السلام عليكم
من اعجب ما وقع في مسالة حجية الفطرة ما احتج به احد الافاضل بقوله تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم
واشهدهم على انفسهم الاية فقيل له :لكنا لا نذكر هذا العهد فقال : لا , انا اذكره
حارث البديع
2009-01-17, 12:53 AM
يا أبا العباس من قال لك أن مدحت الفراج خالف السلف أثبت كلامك بالدليل والكلام دون دليل كل يجيده حتى الخبازين
ابن رشد
2009-01-17, 04:11 PM
لي هنا وجهة نظر ألاوهي:
أن العبرة بحصول البلاغ ...فهي اللفظة الشرعية الواردة في النصوص الشرعية
فإن كان هناك بلاغ فقد قامت عليه الحجة
وإن لم يحصل بلاغ لم تقم الخجة
وكفى
ولانحتاج تعمقات في هذه المسألة التي أشغلت كثير من طلاب العلم
والله أعلم
حاتم الفرائضي
2009-01-17, 06:59 PM
التفريق بين من يباشر السحر وبين من يذهب لرجل لأجل العطف أو الصرف
وكثير منهم لا يعلم أنه ساحر كأن يظن أنه يقرأ
الصقر المكسور
2009-01-24, 02:50 PM
اخي صاحب النقب لاخلاف في وصف غير المسلم بالكفر او الشرك..ممن لم تبلغهم الرسالة أو الحجة..ولكن في دخولهم النار لقول الله (وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا)..
ابو حمدان
2009-03-19, 02:50 AM
1 التفريق الذي ذكره ائمة الدعوة النجدية فيمن يعمل الشرك من امة الاسلام ولم تقم عليه الحجة يسمى مشركا ولايكفر لم يسبقهم احد من السلف اليه .
2 ابن تيمية له كلام واضح في العذر بالجهل ومن اراد ان يثبت العكس عليه ان يأتي بأقوال ابن تيمية لا اقوال ائمة الدعوة النجدية عن ابن تيمية .
3 لم اجد كلام لمحمد بن عبد الوهاب يقول فيه بهذا التفريق لكني وجدت كلاما لابناء الشيخ وحمد بن ناصر تلميذه يقول بهذا لكن طلبي ممن ينسبون هذا القول للشيخ محمد رحمه الله ان ينقلوا لنا كلام الشيخ محمد في التفريق .
حريص عليكم
2013-01-29, 12:47 PM
أخي ابو العباس وفقك الله لكل خير
كنت مثلك تماما يوم أن وقفت على واستشكلته جدا ، ولم يطمئن له قلبي ، وشعرت فيه بأنه تحكم في تفسير نصوص الشيخ محمد عبد الوهاب ، وإن كنتُ حتى هذا اليوم لا أجزم أن الشيخ محمد عبد الوهاب لم يعتبر الجهل مانعا ، بل أجد نصوصا له يبعد فيها التأويل شيئا ما ، مع أنني اليوم أذهب إلى ماقرره الشيخ الخضير في تأويله لكلامه ، ولكن للشيخ نصوص ، قد لا تحتمل هذا التأويل ، ولكني على كل حال دنت لله بعدم اعتبار الجهل مانعا من التكفير في الشرك الأكبر لدلالة النصوص على إلحاق اسم الكفر على فاعل الشرك قبل بلوغ الرسالة ودلالتها أيضا على إثبات العذر في التعذيب وليس في الذم ، فهما شيئان أخي :
الأول : الذم ........................... الثاني : التعذيب
فأما الأول فالنصوص دالة على إلحاق الذم بمن ارتكب الشرك الأكبر وما دونه مما استقر قبحه في العقول والفطر ، ولا دليل على المنع الشرعي من إلحاق الذم ولزوم الاسم لفاعل الشرك الأكبر سواء من هذه الأمة أو ممن لم ينتسب إليها ، وكل ما استدل به المخالفون - وقد كنت واحدا منهم - لا ينهض بحال لمخالفة ما أقرره الآن ، بل لا يعدو كونه شبهات قوية عند من نظر فيها لأول وهلة .
الثاني : العذاب ، وهذا ما ثبت فيه النص الجلي الواضح قطعي الثبوت قطعي الدلالة على أنه لا يعذب الله أحدا إلا بعد بلوغ الحجة ، ومثل هذه النصوص يستدل بها العاذرون بالجهل في الذم ولحوق الاسم ، ولا دلالة لهم فيها لأنها في العذر في العذاب فقط وليس في الذم ولحوق الاسم .
هذا أخي ما صرت عليه اليوم بفضل الله بعد ما كنت أظن نفس ما تظنه الآن وأتكلم بنفس هذا الكلام ، ولذلك فلعلي أضع يدي على أصل الإشكال ، والله المستعان
حريص عليكم
2013-01-29, 02:05 PM
أولا أخي دقق النظر في هذه القاعدة وانظرها بتأمل - وفقك الله -
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (قد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وأحكام، وجمع بينهما في أسماء وأحكام) مجموع الفتاوى: 20/37.
قال ابن تيمية رحمة الله تعالى (الإسم الواحد يُنفى ويثبت بحسب الأحكامالمتعلقة به فلا يجب إذا ثبت أو نفى في حكم أن يكون كذلك في سائر الأحكام وهذا فيكلام العرب وسائر الأُمم) ( الفتاوى:418-419\7)
قال ابن القيم رحمه الله في مناقشته لابن عبد البر رحمه الله في أهل الفترات بعد ما ذكر قوله: (ولا يخلوا من مات في الفترة من أن يكون كافرا أو غير كافر)، فقال ابن القيم رحمه الله: (جوابه من وجوه أحدها: أن يُقال: هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان، فإن الكفر هو جحود ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وشرط تحققه بلوغ الرسالة، والإيمان هو تصديق الرسول في ما أخبر وطاعته في ما أمر، وهذا أيضا مشروط ببلوغ الرسالة، ولا يلزم من انتفاء أحدهما وجود الآخر إلا بعد قيام سببه، فلما لم يكن هؤلاء في الدنيا كفارا ولا مؤمنين كان لهم في الآخرة حكم آخر غير حكم الفريقين، فإن قيل: أنتم تحكمون لهم بأحكام الكفار في الدنيا من التوارث والولاية والمناكحة! قيل: إنما نحكم لهم بذلك في أحكام الدنيا لا في أحكام الثواب والعقاب - كما تقدم بيانه - الوجه الثاني: سلمنا أنهم كفارا لكن انتفاء العذاب عنهم لانتفاء شرطه، وهو قيام الحجة عليهم، وأن الله لا يعذب إلا من قامت عليه حجته) أحكام أهل الذمة
ودليل هذه القاعدة من كتاب الله: {ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب}، ومعلوم أنهم كانوا كفاراً قبل مبعث الرسل إليهم وإنما المراد بالكفر - الذي في الآية - هو الذي لا تكون المؤاخذة إلا بعده، وهو الذي يكون بعد قيام الحجة ، والله أعلم
..............................
يستفاد من هذه النصوص :
1- أن الاسم الشرعي الواحد قد يثبت من وجه وينفى من وجه آخر ، كما يدخل المنافق في خطاب الله تعالى بقوله ( ياأيها الذين آمنوا ) وقوله تعالى ( فتحرير رقبة مؤمنة ) في حين يخرج منه في قولته تعالى ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) فالمنافق مؤمن باعتبار ، وغير مؤمن باعتبار آخر
وكذلك نقول فاعل الشرك جاهلا هو كافر باعتبار ، وغير كافر باعتبار آخر ، فمن سماه كافرا فهو باعتبار جحوده حق الله عليه وتوحيده ، ومن نفى عنه اسم الكافر فباعتبار نفي التعذيب والعقوبة ، وهذا ما يحمل عليه كلام ابن القيم في قوله ( هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان ) فهذا في العقوبة فقط ، وإلا فلاشك أنه لا يعاملهم معاملة مسلمين كما بين بعد ذلك .
وتبين بذلك أمرين : أ- أن القول بأنه كافر باعتبار وغير كافر باعتبار ، ليس فيه تأثر بالمعتزلة ، وليس معناه أنه في منزلة بين المنزلتين ، بل هو جار على أصول أهل السنة في العقائد والفروع ومثاله في العقائد تقدم ، وأما في الفروع فمثاله قصة سعد بن أبي وقاص مع عبد بن زمعة في الصحيحين قال "هو لك ياعبد بن زمعة، الولد للفراش وللعاهر الحجر، واحتجبي منه يا سودة"
ب- أن إطلاق القول بأن من فعل الشرك يسمى مشركا ولا يسمى كافرا إلا بعد قيام الحجة غير صحيح ، بل يسمى كافر قبل قيام الحجة باعتبار الذم واستحقاق الاسم ، وما ورد عن ابن تيمية في التوقف في تكفير فاعل الشرك قبل بلوغ الرسالة ونسبته إلى الشرك فقط ، فإنما أراد به التوقف في إطلاق التكفير الذي يترتب عليه العقوبة ، وإلا فنصوص الشرع ثابته في تسمية من فعل الشرك بالكفر لو قبل بلوغ الحجة كما قال تعالى ( وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين ) قال ابن جرير الطبري رحمه الله: (يقول أي هذه المرأة كانت كافرة من قوم كافرين)
ومعلوم اختلاف اهل العلم في هل كل كفر شرك والعكس أم بينهما عموم وخصوص ، والذي يظهر والله أعلم أن كل كافر مشرك عابد للشيطان وهواه ، وكل مشرك كافر لأنه جحد حق الله عليه وتوحيده .
ولا داع للقول بأننا نسميه مشركا ولا نقول بكفره إلا بعد بلوغ الحجة ، وإنما الصحيح أن فاعل الشرك كافر قبل بلوغ الحجة باعتبار ماقدمنا وبدليل تسمية الله لملكة سبأ كافرة قبل بلوغها كتاب سليمان ، والله أعلم
.
.
.
هذه المسألة الأولى ، وبقيت اثنتان فالله المستعان
حريص عليكم
2013-01-29, 07:27 PM
ثانيا : مسألة قبح الشرك في العقول والفطر واستحقاق الذم لفاعله ولو قبل بلوغ الحجة
قال تعالى: {وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين * أوتقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون}
قال شيخ الإسلام رحمه الله معلقاً على آية الميثاق المتقدم ذكرها من أن الله: (ذكر لهم حجتين يدفعهما هذا الإشهاد، إحداهما؛ {أن تقولوا إنا كنا عن هذا غافلين}، فتبين أن هذا علم فطري ضروري لا بد لكل بشر من معرفته، وذلك يتضمن حجة الله في إبطال التعطيل، وإن القول بإثبات الصانع علم فطري ضروري، وهو حجة على نفي التعطيل، والثاني؛ {أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم}، وهذا حجة لدفع الشرك كما أن الأول حجة لدفع التعطيل، فالتعطيل مثل كفر فرعون ونحوه والشرك مثل شرك المشركين من جميع الأمم، وقوله: {أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل}، وهم آباؤنا المشركون وتعاقبنا بذنوب غيرنا، وذلك أنه لو قدر أنه لم يكونوا عارفين بأن الله ربهم ووجدوا آباءهم مشركين وهم ذرية من بعدهم، ومقتضى الطبيعة العادية أن يحتذي الرجل حذو أبيه حتى في الصناعات والمساكن والملابس والمطاعم، إذ كان هو الذي رباه، ولهذا كان أبواه يهودانه وينصرانه ويشركانه، فإذا كان هذا مقتضى العادة الطبيعية ولم يكن في فطرتهم وعقولهم ما يناقض ذلك قالوا: نحن معذورون وآباؤنا هم الذين أشركوا ونحن كنا ذرية لهم بعدهم تبعناهم بموجب الطبيعة المعتادة ولم يكن عندنا ما يبين خطأهم، فإذا في فطرتهم ما شهدوا به من أن الله وحده هو ربهم، كان معهم ما يبين بطلان الشرك وهو التوحيد الذي شهدوا به على أنفسهم، فإذا احتجوا بالعادة الطبيعية من اتباع الآباء كانت الحجة عليهم الفطرة الطبيعية العقلية السابقة لهذه العادة الأبوية، كما قال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه"، فكانت الفطرة الموجبة للإسلام سابقة للتربية التي يحتجون بها، وهذا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة لبطلان الشرك لا يحتاج ذلك إلى رسول، فإنه جعل ما تقدم حجة عليهم بدون هذا.
وهذا لا يناقض قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، فإن الرسول يدعوا إلى التوحيد، ولكن إن لم يكن في الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم، فهذه الشهادة على أنفسهم التي تتضمن إقرارهم بأن الله ربهم ومعرفتهم بذلك، وأن هذه المعرفة والشهادة أمر لازم لكل بني آدم به تقوم حجة الله تعالى في تصديق رسله، فلا يمكن أحدا أن يقول يوم القيامة: إني كنت عن هذا غافلا، ولا أن الذنب كان لأبي المشرك دوني، لكونه عارف بأن الله ربه لا شريك له، فلم يكن معذورا في التعطيل والإشراك بل قام به ما يستحق به العذاب، ثم إن الله سبحانه - لكمال رحمته وإحسانه - لا يعذب أحدا إلا بعد إرسال رسول إليهم، وإن كانوا فاعلين لما يستحق به الذم والعقاب، كما كان مشركو العرب وغيرهم ممن بعث إليهم رسول، فاعلين للسيئات والقبائح التي هي سبب الذم والعقاب، والرب تعالى - مع هذا - لم يكن معذبا لهم حتى يبعث إليهم رسولا) درء تعارض العقل والنقل: 8/490 - 492.
وقال ابن القيم رحمه الله: (فلله على عبده حجتان، قد أعدهما عليه، لا يعذب إلا بعد قيامهما، إحداهما: ما فطره وخلقه عليه من الإقرار بأنه ربه ومليكه وفاطره وحق عليه لازم، والثاني: إرسال رسله إليه بتفصيل ذلك وتقريره وتكميله، عليه شاهد الفطرة والشرعة، ويقر على نفسه بأنه كان كافراً، كما قال: {وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين}، فلم ينفذ عليهم الحكم إلا بعد إقرار وشاهدين وهذا غاية العدل) بدائع التفسير: 2/304.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: (قوله تعالى: {اذهب إلى فرعون إنه طغى}، وقال تعالى: {إذ نادى ربك موسى أن إئت القوم الظالمين}، وقوله تعالى: {إنّ فرعون على في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نسآءهم إنه كان من المفسدين}، فاخبر أنه ظالماً وطاغياً ومفسداً هو وقومه، وهذه أسماء ذم الأفعال، والذم إنما يكون في الأفعال السيئة القبيحة، فدل ذلك على أن الأفعال تكون قبيحة مذمومة قبل مجيء الرسول إليهم، لا يستحقون العذاب إلا بعد إتيان الرسول إليهم، لقوله تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}) مجموع الفتاوى: 20/37وقال ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى: {ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم... الآية}: (فأخبر تعالى بأن ما قدمت أيديهم سببا لإصابة المصيبة إياهم، وأنه سبحانه أرسل رسوله وأنزل كتابه لئلا يقولوا: {ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك}، فدلت الآية على بطلان قول الطائفتين جميعا الذين يقولون: أن أعمالهم قبل البعثة ليست قبيحة لذاتها، بل إنما تقبحت بالنهي فقط، والذين يقولون: إنها قبيحة ويستحقون عليها العقوبة عقلا بدون البعثة، فنظمت الآية بطلان قول الطائفتين، ودلت على القول الوسط الذي نصرناه: أنها قبيحة في نفسها ولا يستحقون العقاب إلا بعد إقامة الحجة بالرسالة، وتوقفهما عليهما، ولم تقتض توقف الحسن والقبح بكل اعتبار عليها، وفرق بين الأمرين)بدائع التفسير: 3/350 - 351.
قال علاء الدين أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني: ( فإن أبا يوسف روى عن أبي حنيفة رحمه الله هذه العبارة: فقال كان أبو حنيفة رضي الله عنه يقول: لا عذر لأحد من الخلق في جهله معرفة الرب سبحانه وتعالى وتوحيده لما يرى من خلق السماوات والأرض وخلق نفسه وسائر ما خلق الله سبحانه، فأما الفرائض فمن لم يعلمها ولم تبلغه فإن هذا لم تقم عليه حجة حُكمية ) بدائع الصنائع وترتيب الشرائع 7\132.
.........................
ويستفاد مما فات : 1- أن اعتماد الفطرة دليل ثابت في كلام أهل السنة كما سبق بجلاء في كلام كل من ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم رحمه الله ، إلا أن الفارق بين أهل السنة وغيرهم في هذا الباب هو أن أهل السنة يعتبرون الفطرة دليل يستحق مخالفه الذم عقلا ، وشرعا ويستحق مخالفه العقوبة عقلا ، وامتنعت شرعا رحمة من الله وفضلا .
2- أن ما لا يؤاخذ عليه لا ذما ولا عقوبة هو ما لا يعرف إلا بالخبر ، ولا كذلك فيما استقر في العقول والفطر .
3- أن تقسيم الدين لما يعذر فيه بالجهل والتأويل وما ليس كذلك ، ليس بدعا من القول بل هو قول عامة أهل العلم ،وعندي نصوص متكاثرة من أهل العلم في تقرير ذلك ،وضابط ذلك ماقاله الشافعي رحمه الله ( ( لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه واخبر بها نبيه صلى الله عليه و سلم أمته لا يسع أحدا من خلق الله تعالى قامت عليه الحجة ردها لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول صلى الله عليه و سلم القول بها فيما روى عنه العدل فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر فأما قبل ثبوت الحجة عليه فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالروية والفكر ولا يكفر بالجهل بها احد الا بعد انتهاء الخبر إليه به) إثبات صفة العلو للشيخ الإمام عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد ص 124.
ومفهوم الكلام أن ما يدرك بالعقل والروية والفكر لا يعذر بجهله ، وقد سبق في كلام أهل العلم أن توحيد الله وقبح الشرك معلوم بالعقول والفطر .
.
.
.
بقيت نقطة أخيرة وهي ما أظن المخالف قائله الآن ، أنما فات من الكلام هو فيمن أنكر أصل التوحيد جملة وليس من أخطأ في بعض تفاصيله ، وهو ما يعبر به البعض بأنمافات ذكره إنما هو في غير المنتسب للإسلام ، المقر بتوحيد الله جملة .
وسأرد على ذلك بالتفصيل في المشاركة التالية إن شاء الله ، ولكن
ما هو الدليل على التفريق ؟؟ وتخصيص الكلام بالأول دون الثاني ؟؟
فإن قيل ما ثبت منقواعد أهل السنة في عذر المخطئ من هذه الأمة إذا لم يقصد المخالفة والمشاقة
قلنا : أن هذا مقيد بما لا يخالف أصل الدين وتوحيد رب العالمين ، لأن في الفطر دليل عليه قبل الشرع
فإن قيل : أن هذا التقييد لا يصح ، فقد قدمنا من كلام الله تعالى وكلام أهل العلم ما يقرر صحة التقييد .
بل ، ولا نعرف أحدا ممن قال بعدم صحة التقييد سيلتزم قوله ، وإلا كفر .
وإن قيل : هذا صحيح ولكن أصل الدين وتوحيد رب العالمين قد أقر من نقول بعذره بأصله وإنما أخطأ في بعض تفاصيله
فالجواب عن هذا الأخير نذكره مفصلا في المشاركة التالية إنشاء الله
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.