المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعليم التوحيد للمبتدئين



محمدعبداللطيف
2021-01-29, 12:34 PM
معنى التوحيد في اللغة: جعل الشيء واحداً.
وفي الشرع: إفراد الله بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات
وأنواع التوحيد بالنسبة لله عز وجل تدخل كلها في تعريف عام وهو
"إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به".
وهي حسب ما ذكره أهل العلم فالتوحيد ثلاثة:
الأول: توحيد الربوبية.
الثاني: توحيد الألوهية.
الثالث: توحيد الأسماء والصفات.
انواع التوحيد الثلاثة :
توحيد الربوبية : هو إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والرزق والإحياء والإماتة وإنزال المطر ونحو ذلك
فلا يتم توحيد العبد حتى يقر بأن الله تعالى رب كل شيء ومالكه وخالقه ورازقه ، وأنه المحيي المميت النافع الضار المنفرد بإجابة الدعاء ، الذي له الأمر كله ، وبيده الخير كله ، القادر على ما يشاء، ويدخل في ذلك الإيمان بالقدر خيره وشره .
وهذا القسم من التوحيد
لم يعارض فيه المشركون الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم، بل كانوا مقرين به إجمالاً ؛ كما قال تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ) الزخرف/9 ، فهم يقرون بأن الله هو الذي يدبر الأمر، وهو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض،
فعلم بهذا أن الإقرار بربوبية الله تعالى لا يكفي العبد في تحقق إسلامه -
بل لابد معه من الإتيان بلازمه ومقتضاه وهو توحيد الألوهية وإفراد الله تعالى بالعبادة .
وهذا التوحيد ـ أعني توحيد الربوبية ـ
لم ينكره أحد معلوم من بني آدم ؛
فلم يقل أحد من المخلوقين : إن للعالم خالقين متساويين . فلم يجحد أحد توحيد الربوبية ؛ إلا ما حصل من فرعون ؛ فإنه أنكره مكابرة منه وعنادا ً؛ بل زعم لعنه الله أن الرب ، قال تعالى حكاية عنه : ( فقال أنا ربكم الأعلى ) النازعات/24 ، ( ما علمت لكم من إله غيري ) القصص/38 .
وهذه مكابرة منه لأنه يعلم أن الرب غيره؛ كما قال تعالى : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً ) النمل/14 ،
وقال تعالى حكاية عن موسى وهو يناظره : ( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض ) الإسراء/102 ؛
فهو في نفسه مقر بأن الرب هو الله -عز وجل- .
كما أنكر توحيد الربوبية على سبيل التشريك المجوس ،
حيث قالوا : إن للعالم خالقين هما الظلمة والنور ،
ومع ذلك لم يجعلوا هذين الخالقين متساويين ، فهم يقولون : إن النور خير من الظلمة ؛ لأنه يخلق الخير ، والظلمة تخلق الشر ، والذي يخلق الخير خير من الذي يخلق الشر .

توحيد الألوهية
وهو"إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة"بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه
وهذا النوع من التوحيد هو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباح دماءهم وأموالهم وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم، وهو الذي بعثت به الرسل وأنزلت به الكتب مع أخويه توحيدي الربوبية، والأسماء والصفات،-وكذلك ضل فيه مشركى اهل زماننا بل زادوا على شرك الاولين كما بين ذلك امام الدعوة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
النوع الثالث:توحيد الأسماء والصفات
وهو"إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بإثبات ما أثبته من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل". فلابد من الإيمان بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه على وجه الحقيقة لا المجاز، ولكن من غير تكييف، ولا تمثيل، وهذا النوع من أنواع التوحيد ضل فيه طوائف من هذه الأمة من أهل القبلة الذين ينتسبون للإسلام على أوجه شتى:
منهم من غلا في النفي والتنزيه غلوّاً يخرج به من الإسلام،
ومنهم متوسط،
ومنهم قريب من أهل السنة.
لكن طريقة السلف في هذا النوع من التوحيد
هو أن يسمى الله ويوصف بما سمى ووصف به نفسه على وجه الحقيقة، لا تحريف ولا تعطيل،ولا تكييف، ولا تمثيل

محمدعبداللطيف
2021-01-29, 12:42 PM
فائدة
شيخ الإسلام قسَّم التوحيد إلى قسمين والشيخ محمد بن إبراهيم قسمه إلى أربعة أقسام وكذلك الشيخ صالح الفوزان :
فلا إشكال في ذلك وإليك البيان :
فقد ذكر بعض العلماء أن التوحيد ينقسم إلى قسمين :
توحيد المعرفة والاثبات : وهو يشمل الإيمان بوجود الله والإيمان بربوبيته والإيمان بأسمائه وصفاته .
توحيد القصد والطلب : وهو يشمل الإيمان بألوهية الله تعالى .

وأما من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام فقد فصَّل التقسيم السابق زيادة في تسهيل الفهم والمعرفة
فقال : التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
توحيد الربوبية : ويدخل فيه الإيمان بوجود الله .
توحيد الألوهية أو توحيد العبادة - وهما بمعنى واحد – .
توحيد الأسماء والصفات .
ثم جاء بعض العلماء فزادوا في التقسيم فقالوا : التوحيد ينقسم إلى أربعة أقسام:
الإيمان بوجود الله .
الإيمان بربوبية الله .
الإيمان بألوهية الله .
الإيمان بأسماء الله وصفاته .
فكما نرى لا إشكال في هذا التقسيم ما دام أنه لا يدل على شيء باطل ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، وهذا التفصيل إنما هو لتسهيل الفهم فكلما بعُد العهد : قلَّ الفهم واحتاج العلماء إلى التبسيط والتسهيل والتفصيل .
والخلاصة أنه لا إشكال فيما ذكره السائل
لأن من قسم التوحيد إلى قسمين قد جمع في هذين القسمين ما فصَّله الآخرون ،
ومن قسمه إلى ثلاثة أقسام أو أربعة فصّل فيما أجمله الآخرون .
والجميع متفقون على أن التوحيد يشمل كل ما ذكروه .
وهذه التقسيمات اصطلاحية لا مانع منها بشرط أن لا يحصل من ذلك مفسدة ، كما لو أخرج من معاني التوحيد بعض ما يدخل فيه ، أو يُدخل فيها ما ليس منه .
وقد يأتي زمان نحتاج فيه إلى تفصيل أكثر فيفصل العلماء ويقسموا ليسهلوا الفهم.
وهذا بيان مختصر لمعنى أنواع التوحيد الثلاثة :
الإيمان بالربوبية : هو إفراد الله بأفعاله من خَلْق وإحياء وإماتة وغيرها .
والإيمان بالألوهية : هو إفراد الله بأفعال العباد من قول أو فعل ظاهر أو باطن . فلا يُعبد إلا الله سبحانه وتعالى .
والإيمان بالأسماء والصفات : هو إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، ونفي ما نفاه الله عن نفسه من غير تعطيل أو تمثيل .

محمدعبداللطيف
2021-01-29, 12:56 PM
مزيد بيان
من العلماء من قسم التوحيد إلى قسمين، فيجمعون بين توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وذلك بالنظر إلى أنهما يشكلان بمجموعهما جانب العلم بالله ومعرفته عز وجل، فجمعوا بينهما لذلك،
بينما توحيد الألوهية يشكل جانب العمل لله.
وتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام راجع إلى اعتبار متعلق التوحيد،
وتقسيمه إلى قسمين راجع إلى اعتبار ما يجب على الموحد.
فمن العلماء من يقول:
التوحيد قسمان :
القسم الأول: توحيد المعرفة والإثبات:
ويريد به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات
وسمي بتوحيد المعرفة؛ لأن معرفة الله عز وجل إنما تكون بمعرفة أسمائه, وصفاته, وأفعاله.
والإثبات: أي إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات والأفعال.
القسم الثاني:
توحيد القصد والطلب:
ويراد به الألوهية، وسمي بتوحيد القصد والطلب, لأن العبد يتوجه بقلبه ولسانه وجوارحه بالعبادة لله وحده رغبة ورهبة، ويقصد بذلك وجه الله, وابتغاء مرضاته.
ومن العلماء من يقسم التوحيد إلى قسمين هما :
القسم الأول: التوحيد العلمي الخبري:
والمقصود به توحيد الربوبية, وتوحيد الأسماء والصفات.
وسمي بالتوحيد العلمي: لأنه يعتني بجانب معرفة الله، فالعلمي أي (العلم بالله).
والخبري: لأنه يتوقف على الخبر أي: (الكتاب والسنة).
القسم الثاني: التوحيد الإرادي الطلبي:
والمقصود به توحيد الألوهية،
وسمي بالتوحيد الإرادي لأن العبد له في العبادات إرادة، فهو إما أن يقوم بتلك العبادة أو لا يقوم بها،
وسمي بالطلبي؛ لأن العبد يطلب بتلك العبادات وجه الله ويقصده عز وجل بذلك.
ومن العلماء من يقسم التوحيد إلى قسمين فيقول:
القسم الأول: التوحيد القولي:
والمراد به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وسمي بالقولي لأنه في مقابل توحيد الألوهية الذي يشكل الجانب العملي من التوحيد، وأما هذا الجانب فهو مختص بالجانب القولي العلمي الاعتقادى.
القسم الثاني: التوحيد العملي:
والمراد به توحيد الألوهية، وسمي بالعملي؛ لأنه يشمل كلاً من عمل القلب, وعمل اللسان, وعمل الجوارح التي تشكل بمجموعها جانب العمل من التوحيد،
فالتوحيد له جانبان:
جانب اعتقادى تصديقي علمي،
وجانب انقيادي عملي.

محمدعبداللطيف
2021-01-29, 01:02 PM
تقسيم التوحيدإنما هو للتيسير وتسهيل الفهم للنصوص والأحكام الشرعية
وخصوصا مع تأخر الزمان وضعف المعرفة باللغة العربية
واختلاط اللسان العربي بالأعجمي . فرأى العلماء أن وضع قواعد ومسائل وتقسيمات لتسهيل وتيسير الفهم لا مشاحة فيه
بل ذلك من الأمور المستحسنة
لما يترتب عليه من تقريب العلم للمسلمين ،
فهذا الشافعي واضع علم الأصول في الفقه الإسلامي
وقد لاقت تقسيماته قبولا حسنا
وعليه درج الأصوليون مع إضافات وتعقب على ما ذكره ،
وهكذا جميع العلوم الشرعية كعلم التجويد وتقسيماته وترتيباته
وعلوم القرآن وغيرها
ومنها علم التوحيد .

محمدعبداللطيف
2021-01-29, 01:07 PM
كلمة التوحيد
أعظم كلمةً في الإسلام،
فهي العروة الوثقى المشتملة على الدين كلّه،
كلمة لا إله إلّا الله؛ أي لا معبود بحقّ إلّا الله،
إذ إنّه وحده الموصوف بالصفات العليّة التي يستحقّ عليها العبودية،
وهي الكلمة التي من أجلها خلق الله -تعالى- الإنس والجنّ، و بعث الرسل، وأنزل إليهم الكتب،
كما قال الله تعالى: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)،
ومن أجلها تُنصب الموازين يوم القيامة، وتتطاير الصحف، ويُوضع الصراط،
ومن أجلها خُلقت الجنّة والنار،
وانقسم الناس إلى مؤمنين وكفّار،

محمدعبداللطيف
2021-01-29, 01:13 PM
15545

محمدعبداللطيف
2021-01-29, 01:22 PM
كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) ، كيف كانت مشتملة على جميع أنواع التوحيد؟
الاحابة
الجواب:
نعم،
التوحيد هو أفراد الله بالعبادة، وترك عبادة ما سواه،
وهذا هو معنى (لا إله إلا الله)،
(فلا إله) هذا ترك عبادة ما سواء الله
، (إلا الله) هذا أفراد الله جل وعلا بالعبادة،
فهي اشتملت على نفي وإثبات،
نفي الشرك واثبات التوحيد لله عز وجل،
ولذلك تسمى كلمة (الإخلاص)،وتسمى [كلمة التوحيد ]
و تسمى العروة الوثقى، (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)،
وهذا معنى (لا إله إلا الله)،
(يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) هذا معنى:ـ(لا إله)،
ويؤمن بالله وهذا معنى:ـ (إلا الله)،
(فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى):ـ (لا إله إلا الله)،
وهي كلمة التقوى، وألزمهم كلمة التقوى، كانوا أحق بها وأهلها،
وهي كلمة عظيمة،
لما تشتمل عليهِ من توحيد لله وعبادته،
ونفي عبادتهِ ما سواه ، وإبطال عبادة ما سواء الله سبحانه وتعالى،
وبذلك تجتمع أنواع التوحيد الثلاثة:ـ
توحيد الربوبية، توحيد الإلوهية، و توحيد الأسماء وصفات
[ موقع الشيخ صالح الفوزان]

محمدعبداللطيف
2021-01-29, 01:46 PM
كلمة التوحيد هي أصل الدين وأساسه،
ومن أجلها خلق الله الجن والانس
وهي دعوة جميع الانبياء والرسل، من لدن أول الرسل نوح عليه السلام الى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة لبيان معنى توحيد العبادة.
وجميع الأنبياء إنما دعوا لعبادة الله وحده، فأول ما يقرع الرسل به أسماع قومهم
اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
فتوحيد العبادة هو الباب الذي يدخل الإنسان منه إلى الاسلام ويفارق على أعتابه طريق الكفر.
وكلمة الشهادة: "لا إله إلا الله" تنفي الألوهية عن غير الله،
لأن معناها: لا معبود بحق إلا الله،
فهى تنفى الألوهية وهى العبادة عن غير الله،
وتثبت العبادة لله وحده،
والأدلة على هذا من كتاب الله كثيرة جداً منها
قوله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
وقوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وقوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
أما الأحاديث فمنها: ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضى الله عنه لما بعثه إلى اليمن:
ادعهم إلى أن يوحدوا الله بهذا اللفظ رواه البخاري في الصحيح،
وفي صحيح مسلم عن طارق ابن أشيم الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
: من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله
فصرح بقوله: وحد الله فدل ذلك على أن هذا هو معنى لا إله إلا الله.
ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر-رضي الله عنهما-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
بني الإسلام على خمس، على أن يوحد الله الحديث،
وذلك تفسير لقوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى:
بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله

محمدعبداللطيف
2021-01-29, 01:57 PM
" تحقيق معنى (لا إله إلا الله) ، وهي متركّبة من نفي وإثبات، فمعنى النفي منها: خلع جميع أنواع المعبودات -غير الله- كائنةً ما كانت، في جميع أنواع العبادات كائنة ما كانت، ومعنى الإثبات منها: إفراد الله جل وعلا وحده بجميع أنواع العبادات بإخلاص، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام". [الشوكاني]
أركان لا إله إلا الله اثنان:
النفي، والإثبات.
فأولها نَفْيٌ:
لا إله
وآخرها إثباتٌ: إلا الله.
ولا يَصِحُّ الاقتصار على واحد منهما.
فالاقتصار على النفي كُفْرٌ،
الذي يقول: لا إله.. لا إله.. هذا كفر؛ لأنه ينفي الإلهية.
الاقتصار على الإثبات قاصر على ذكر: إلا الله.. إلا الله.. لا يفيده ذلك.
فلا بد من النفي، ومن الإثبات.
فالنفي: نَفْيٌ لجميع المعبودات، نافيا جميع ما يُعْبَدُ من دون الله من الأوثان، والأصنام، وما أشبهها.
والإثبات: مُثْبِتٌ العبادةَ لله وحده، والألوهية له وحده، فإذا جمع بينهما تم الكلام..
لا إله إلا الله.
نفي، وإثبات.
نفي الألوهية عما سوى الله -سبحانه وتعالى- عن كل جميع المخلوقات؛ لأن كل ما في الوجود فإنه مخلوق لله وحده؛
فإذا قال العبد: لا إله إلا الله. فإنه يعرف أن كلمة لا حرف نفي،
وأن المنفي: هو كلمة إله. المعنى: ليس هناك إله إلا الله، لا إله حقا إلا الله.
معلوم أن هناك آلهة؛
ولكنها باطلة؛ فلذلك تقدر بـ حَقًّا،
لا إله حَقًّا،
لا إله يستحق الألوهية إلا الله،
لا أحد يستحق أن يُؤْلَهَ إلا الله وحده،
وما سواه فإنه وإن سُمِّيَ إلها فإن إلاهيته باطلة،
ليس له حق في الألوهية،
ولا في العبادة؛
بل الألوهية لله وحده.

محمدعبداللطيف
2021-01-29, 02:03 PM
جعل الله جل وعلا كلمة التوحيد لا إله إلا الله دلالة وتعبيرا عن الأصل العظيم أصل دين الانبياء والمرسلين،-
فهى عنوان التوحيد وبوابة الإيمان ،
ومن لم يدخل من هذه البوابة لم يكن مسلما،-
و التوحيد هو أصل العبادة،
وشرط لكل العبادات،
لا تُقْبَلُ أية عبادة إلا بعد تحقيق التوحيد-
لذلك كانت اول دعوة الرسل اليها ،
قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25)
فمدلول هذه الكلمة هو النفى والاثبات
إثبات التوحيد الذي أقيم عليه دين الإسلام،
ونفى الشرك فى العبادة -
نفي وإثبات، (لا إله) نفي
و(إلا الله) إثبات،
(لا إله) تنفي جميع المعبودات وجميع الآلهة بغير حق ،
و(إلا الله) تثبت العبادة بالحق لله وحده ،
باجتماع النفي والإثبات يتحقق التوحيد، ،
فلا يتحقق التوحيد إلا بإثبات ونفي -
اذا فكلمة التوحيد لا اله الا الله هي أصل الدين وأساس الملة.
والواجب على جميع المكلفين من جن وإنس أن يأتوا بها رجالًا ونساء، مع إيمان بمعناها واعتقاد له وإخلاص العبادة لله وحده.-
وليس المراد مجرد قولها باللسان
بل لا بد من الاعتقاد والقول والعمل،
ولا يتم ذلك إلا بعد معرفة معناها الذي يريده الله عز وجل،
وقد جاء ذلك واضحا في قوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
فهذه الكلمة العظيمة تتكون من ركنين:
الركن الأول: وهو النفي (لا إله) ، والذي يطابق في الآية السابقة قوله تعالى (وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
الركن الثاني: وهو الإثبات (إلا الله) ، والذي يطابق في الآية السابقة قوله تعالى (اعْبُدُوا اللَّهَ)
اذا السؤال المتعين هنا -
هل يستطيع أحد أن ينفي ويثبت ما تعنيه هذه الكلمة وهو يجهل معناها؟! -
الجواب لا
-اشترط الله اول الشروط لصحتها العلم
فقال- فاعلم انه لا اله الا الله فلا بد من العلم بمعناها نفيا واثباتا -
العلم بما تثبته من التوحيد بأنواعه--
والعلم بما تنفيه من الشرك والتنديد والالهه
فمعنى الإله هو المعبود.
فكل معبود سوى الله باطل،
وكل عبادة صرفت لغير الله شرك و ضلال
. فلا يستحق العبادة إلا الله الواحد القهار،
الذي له الخلق والملك والأمر.
فمن عبد الله وحده فقد وحّده في ألوهيته، وأدَّى حقه عليه،
ومن عبد غير الله فقد اتخذه إلهاً مع الله وجعل لله شريكاً، وكل من عبد شيئاً فهو إلهه.
و (الألوهية) هي العبادة،
وهي حق الله الخالص على عباده أجمعين،
ودينه الذي ارتضاه للناس كافة،
ولا تصح العبادة إلا بالتوحيد
، فمن جعل العبادة شركة بين الله وخلقه فما عبد الله ولا آمن بألوهيته.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته ؛ فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد ؛
كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة؛
فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة،
كما قال تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) (التوبة:17) انتهى
فعمارة المسجد الحرام عبادة، ولكن لما دخل عليها الشرك حبطت وفسدت وأصبحت لا قيمة لها
فالتوحيد هو أصل العبادة،
وشرط لكل العبادات،
لا تُقْبَلُ أية عبادة إلا بعد تحقيق التوحيد
فمثلاً:
الصلاة عبادة، فمن كان موحدا لله عز وجل لا يشرك به شيئا قُبِلَتْ صلاته، وتكون صلاته عبادة وقربة لله، ومن أشرك بالله لم تقبل صلاته، ولا تسمى هذه الصلاة عبادة لله، لأن شِرْكَه بالله أفسد عليه عباداته كلها، فصلاته باطلة مثل صلاة من صلى بغير وضوء، ولا يكون بهذه الصلاة عابداً لله .
قال تعال: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
و (توحيد الألوهية) هو توحيد العبادة،
أي إخلاص العبادة لله وحده لاشريك له، والبراءة من كل معبود غير الله.
فلا إله إلا الله تثبت الألوهية لله وحده وتنفيها عن كل ما سواه كائنا من كان نبيا أو مَلَكاً أو شيخاً عالما أو ولياً صالحاً أو جِنّاً أو شيطانا أو شجرا أو حجرا أو قبراً أو صنما أو غير ذلك.
فأهل لا إله إلا الله يؤمنون بأنه ليس في الكون كله من يستحق أن يصرف له شيء من العبادة والخضوع والاستسلام، وأن ذلك كله لله وحده المتفرد بالخلق والملك والأمر،
ويعرفون أن ذلك لا يتحقق بالقول فقط،
ولا بالقول والاعتقاد دون العمل،
بل بالاعتقاد الجازم والقول الصادق والعمل الخالص.
ولا يتحقق توحيد الله إلا بنفي ما نفته كلمة التوحيد واثبات ما أثبتته،
فالنفي وحده ليس توحيداً،
وكذلك الإثبات وحده لايكون توحيداً ،
والتوحيد هو النفي والإثبات جميعاً.
وأيضا لا يتحقق توحيد الله بمجرد الإيمان بأنه لا خالق ولا رازق ولا مالك ولا مدبر ولا محيي ولا مميت ولا نافع ولا ضار إلا الله،
فإن هذا وحده لا يكفي في الدخول للإسلام ،
فمن الكفار من يقر بهذا ولا يكون به مسلما بل كافر حلال الدم والمال،
بل لابد أن يضيف إليه الإيمانَ بأنه لا معبود إلا الله وأن كل معبود غيره باطل، وأن يكون ذلك بقلبه ولسانه وجوارحه صدق وإخلاصا ومحبة وقبولا وانقيادا ظاهرا وباطنا .
وتأمل في الرد الذي رده كفار قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لهم:
(قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)،
فأجابوا بقولهم: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)،
وقد كانوا يعبدون الله ويعبدون معه آلهة أخرى،
فعرفوا أن هذه الكلمة التي دعاهم إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعني أن الآلهة التي يعبدونها مع الله كلها باطلة لا تستحق أن تعبد،
وأنهم كانوا على ضلال في عبادتهم إياها مع الله،
وأن الله وحده هو الذي يستحق العبادة،
فكل الآلهة التي يعبدونها ستنتهي وتُتْرَك ويُكفر بها إلا إلهٌ واحدٌ هو الله عز وجل ،
فامتنع أكثرهم من قول هذه الكلمة واستكبروا عن توحيد الله ،
قال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ) (الصافات35 :36) .
مع أنهم كانوا:
- لا يشكُّون أن الله وحده هو الذي يخلق ويرزق ويحي ويميت وهو الذي يملكهم ويملك آلهتهم
- وما كانوا يعبدون هذه الآلهة إلا لظنهم أنها تقربهم وتشفع لهم عند الله .
- وكانوا أيضا يظنون أن عبادة هذه الآلهة حق، وأنها من الدين الذي يرضاه الله.
- وأنهم لازالوا على دين إبراهيم لم يغيروا .
- وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بدين جديد ، كما قال تعالى: (إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ، مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ) .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ:
فلو تكلموا بها لَلَزِمهم أن يتركوا عبادة ما كانوا يعبدونه من الأصنام والأوثان، فتركوا التلفظ بما يلزمهم به من ترك دينهم، فلم ينفوا الإلهية عما كانوا يعبدونه من دون الله، فلذلك تركوا التلفظ بها.
وأما مشركو آخر هذه الأمة،
فجهلوا معناها فتلفظوا بها، مع عدم نفيهم لما نفته من الشرك بعبادة الأوثان والأصنام، الذي عمت به البلوى في هذه الأعصار والأمصار؛
ولا ينكر وقوعه إلا من أعمى الله قلبه، وأطفى نور بصيرته بالكلية.انتهى
فإذا عرفت أن كفار قريش عرفوا معنى كلمة التوحيد معرفةً جيدة،
فاحذر أن تكون أجهل من كفار قريش
، واحرص على تعلم هذه الكلمة الفارقة بين المسلمين والمشركين
قال الامام محمد بن عبد الوهاب فلا خير فى رجل جهال الكفار اعلم منه بلا اله الا الله .
واعلم أن معنى لا إلـه إلا اللـه هو:
نفي الإلهية عن كل شيء إلا الله تبارك وتعالى،
وإثباتها كلها لله وحده، لا شريك له، و الإلهية هي العبادة،
فهي خالصة لله وحده،
وعبادة غير الله كلها باطلة .
فإذا قلت: لا خالق إلا الله، هذا معناه لا يخلق الخلق إلا الله، لا يشاركه في ذلك أحد، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا غيره .
وإذا قلت: لا رازق إلا الله، يعني أن الرزق كله من عند الله وحده .
فإذا قلت: لا إله إلا الله،
فهذا يعني أن الإلهية لله وحده، أي العبادة لله وحده، لا يشاركه فيها أحد من خلقه.
وهي ليست مجرد كلمة تقولها بلسانك
وإنما هي شهادة وإقرار منك بألا تعبد إلا الله وأن تكفر بكل معبود سواه ،
وهي عهد وثيق مع الله بأن تكون مسلما له وحده بقلبك ولسانك وجوارحك ،
وهي دين تدين به لله عز وجل توالي وتعادي عليه توالي من معك على هذا الدين وتحكم له بالإسلام وتتبرأ ممن دان بغيره وتكفِّره وتبغضه وتعاديه،
وهي منهج تسير عليه في حياتك كلها، وعَلَمٌ يمميزك عن الكفار والمشركين وحد فاصل بينك وبينهم.
وكثير من الناس يعلم أن معنى لا إله إلا الله أنه لا معبود بحق إلا الله ،
ولكنه لا يلتزم بذلك في حياته فلا يكفر بكل المعبودات المؤلهة مع الله لظنه أنها تعني نفي عبادة الأصنام فقط كالتي كانت تعبدها قريش في الجاهلية،
أما عبادة القبور فلا يراها مضادة لتوحيد الله لأنه يظن أنها قربة لله لما يعتقد لأصحابها من المكانة عند الله، فيعتقد أنه يتقرب إلى الله بمحبتهم ودعائهم والذبح لهم والتبرك بهم، ويعتقد أنهم واسطة بين الله وخلقه، ونسي هذا الجاهل أن فعله واعتقاده هذا هو نفس فعل قوم نوح وكفار قريش بأصنامهم التي منها ما هو على أسماء الصالحين كَوَدَّ وسواع ويغوث ويعوق ونسرا واللات،
قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)
وقال عز وجل: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
فلم يعرف هذا الجاهل معنى لا إله إلا الله وإن قال أن معناها لا معبود بحق إلا الله،
فلِجَهْلِه أشرك بالله واتخذ من دونه آلهة، فكل معبود هو إله لعابده، وجَهْلُ هذا وأمثاله بمعنى لا إله إلا الله لا يعفيه من الحكم عليه بالشرك في هذه الدنيا، ولا يكون مسلما بمجرد قولها وهو يفعل الشرك ويعتقده ويدين بما يدين به المشركون،
فالإسلام ليس معناه أن تقول لا إله إلا الله دون أن تعرف معناها وتعتقده وتعمل به، ليس هذا هو الإسلام الحقيقى الذي يريده الله.
فليست لا إله إلا الله تلفظ وحروف من غير معرفة معناها ولا اعتقاد ولا إقرار ولا عمل؟!!
بل لا تنفع قائلها الا حيث يستكملها بالعلم والاعتقاد والقول والعمل واجتماع الشروط
أما القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم فلا يعتبر بإيمان أحد حتى يكفر بالطاغوت ويعبد الله وحده، قال الله جل وعلا: (َفمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)(البق رة: من الآية256). وقال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) (النساء:60)
وأما السنة فكذلك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله)) رواه مسلم.
فلا يمكن أن يكون الرجل مؤمنا بالله حتى يكفر بالطاغوت، هكذا يقول الله.
ومن قال لا إله إلا الله ولم يكفر بما يعبد من دون الله لا يكون من المسلمين، هكذا يقول رسول الله.
قال هذا الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في الدرر السنية.: وأجمع العلماء سلفا وخلفا، من الصحابة والتابعين، والأئمة، وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر، والبراءة منه وممن فعله، وبغضهم ومعاداتهم بحسب الطاقة، والقدرة، وإخلاص الأعمال كلها لله.
ويقول في كتابه فتح المجيد: قوله: " من شهد أن لا إله إلا الله " أي من تكلم بها عارفا لمعناها، عاملا بمقتضاها، باطنا وظاهرا، فلا بد في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها; كما قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ}، وقوله: {إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه: من البراءة من الشرك، وإخلاص القول والعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح فغير نافع بالإجماع. انتهى
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب تعليقا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله)) ، قال:
وهذا من أعظم ما يبين معنى:
لا إله إلا الله، فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصماً للمال والدم،
بل ولا معرفة معناها مع لفظها،
بل ولا الإقرار بذلك،
بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده،
حتى يضيف إلى ذلك: الكفر بما يعبد من دون الله؛ فإن شك أو تردد، لم يحرم ماله ودمه،
فيالها من مسألة ما أجلها! وياله من بيان ما أوضحه! وحجة ما أقطعها للمنازع!. انتهى
قال حفيده الشيخ سليمان بن عبد الله:
وقد أجمع العلماء على معنى ذلك فلا بدّ في العصمة من الإتيان بالتوحيد، والتزام أحكامه، وترك الشرك. انتهى
وقال حفيده الشيخ عبد الرحمن بعد أن ذكر هذا الكلام:
وهذا الذي ذكره شيخنا هو معنى لا إله إلا الله مطابقة، وهو معنى قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} ، وهذا لا يشك فيه مسلم - بحمد الله -، ومن شك فيه فلم يكفر بالطاغوت؛ وكفى بهذا حجة على المعترض، وبيانا لجهله بالتوحيد، الذي هو أصل دين الإسلام وأساسه.انتهى
تسهيل الفهم لمعنى النفى والاثبات فى كلمة التوحيد لا اله الا الله (https://majles.alukah.net/t171088/)

محمدعبداللطيف
2021-01-29, 02:29 PM
كلمة التوحيد لا إله إلا الله
قَالَ - الطحاوى رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-:" وَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ " .
" ولا إله غيره " هذه هي كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " التي بعث الله بها المرسلين، وأنزل الله من أجلها الكتب، وخلق الخلق الخليقة من أجلها كما سبق "لا إله غيره" هو معنى "لا إله إلا الله "
ومعناها لا معبود بحق إلا الله،
وقد أخبر الله تعالى عن إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بقوله: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي ﴾

هذا هو معنى كلمة التوحيد ﴿ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي ﴾
﴿ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ﴾هذا النفي
﴿ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي ﴾ هذا هو الإثبات،
ومعنى كلمة التوحيد " لا إله غيره
هو معنى " لا إله إلا الله "
وإثبات التوحيد إنما هو بالنفي والإثبات،
إثبات توحيد هذه الكلمة إنما هو بالنفي والإثبات المقتضي للحصر " لا إله إلا الله ".

ولهذا لما قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾
قال بعدها: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾؛ لأن الإثبات وحده يتطرق إليه احتمال تقول: "الله إله؟" يتطرق إليه احتمال،
قد يخطر بخاطر شيطاني فيقول: إذا كان إلهنا الله فهل لنا إله غيره؟.

ولهذا قال سبحانه: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾
ثم قال بعدها: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾
فإذن إثبات التوحيد بهذه الكلمة إنما هو من أجل النفي والإثبات المقتضي للحصر،
وليس هناك توحيد إلا بنفي وإثبات "لا إله غيره"
لا بد من النفي والإثبات حتى يكون التوحيد، كفر وإيمان،
كفر بالطاغوت وإيمان بالله -عز وجل-
"لا إله" هذا كفر بالطاغوت،
"إلا الله "هذا إيمان بالله.

نفي وإثبات ففيها كفر وإيمان كفر بالطاغوت
"لا إله" "إلا الله" إيمان بالله -عز وجل-، تخلية ثم تحلية
"لا إله" هذا تخلية،
نفيت جميع الآلهة التي تعبد من دون الله
ثم أثبت الألوهية لله -عز وجل-،
و "لا إله إلا الله " "لا" نافية للجنس،
و"إله" اسمها،
والخبر محذوف
"لا إله حق إلا الله" التقدير " لا إله حق إلا الله "
والإله معناه المعبود، الإله معناه المعبود لا معبود بحق إلا الله.

وهذه الكلمة كلمة التوحيد لا تنفع صاحبها إلا بتحقيق شروطها التي دلت عليها النصوص من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-،
فلا بد من العلم المنافي للجهل
، لا بد من العلم المنافي للجهل، قال سبحانه: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.

ولهذا قال البخاري -رحمه الله- في صحيحه: "بابٌ العلم قبل القول والعمل"
ثم استشهد بهذه الآية ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
لا بد من العلم، وقال -سبحانه-: ﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ ﴿ وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾.

لا بد من العلم، العلم المنافي للجهل تعلم أن هذه الكلمة مشتملة على نفي وإثبات،
ولا بد أن تعرف الشيء الذي تنفيه،
والشيء الذي تثبته،
فهي تنفي الألوهية عن غير الله وتثبتها لله،
تنفي جميع أنواع العبادة لغير الله وتثبتها لله -عز وجل-،
والعبادة
هي اسم لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة كل ما أمر به الشرع ونهى عنه الشرع. كل ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب يمتثل، وكل ما نهى عنه نهي تحريم أو تنزيه يترك، هذه هي العبادة طاعة لله وإخلاص له.

لا بد من العلم،
ولا بد من اليقين يقولها عن يقين منافٍ للشك والريب
إن قالها وعنده شك وتردد تَرَدَّدَ في أن الإله هو المعبود بحق لا تنفع هذه الكلمة،
لا بد أن يقولها عن يقين منافٍ للشكِّ والريب،
ولا بد من الصدق المانع من النفاق، فإن المنافقين يقولونها لكن لا يَصْدُقون.

يقولونها بألسنتهم وقلوبهم مكذِّبة،
قال الله -عز وجل-: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ بألسنتهم ﴿ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ بقلوبهم، وقال سبحانه: ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾.

ولا بد من الإخلاص المنافي للشرك.
إذا قال هذه الكلمة لا إله إلا الله، ولم يخلص أعماله لله،
فإن وقع في عمله شرك بطلت هذه الكلمة وانتقضت
فالشرك ينقضها ويحبط جميع الأعمال.
قال سبحانه: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾
وقال سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
وقال سبحانه: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ .

لا بد من الإخلاص.
إذا وقع الشرك في عمل العبد بطل توحيده وإيمانه وانتقض
كما لو توضأ وأحسن الوضوء وتطهر وأحسن الطهارة ثم أحدث، خرج منه بول أو غائط أو ريح بطلت الطهارة،
كذلك كلمة التوحيد إذا قالها عن غير إخلاص في عمله شرك
فإن شركه ينقض التوحيد.

لا بد من علِمْ ٍمناف للجهل،
ويقين مناف للشك والريب،
وصدق مانع من النفاق
وإخلاص مناف للشرك،
ولا بد من المحبة لهذه الكلمة ولأهلها والسرور بذلك
ولا بد من الانقياد بحقوقها،
وهى الأعمال الواجبة بفعل الواجبات، وترك المحرمات.

ولا بد من القبول المنافي للترك فقد يقولها بعض الناس لكن لا يقبلها ممن يدعون إليها تعصبا وتكبرا
إذا وجدت هذه الشروط،
فإن هذه الكلمة تكون صحيحة،
ويكون قالها عن تحقيق.
لا بد من إخلاص التعلق بالله -عز وجل-.

أما مَن قالها بلسانه ولكنه ينقضها بأفعاله،
أو قالها وقلبه مكذب فإنها لا تنفع،
ولا بد أيضا أن يوحد الله في ربوبيته وفى أسمائه وصفاته
. أنواع التوحيد الثلاثة متلازمة.
توحيد الربوبية، وتوحيد الله بأفعاله هو، وتوحيد الألوهية، توحيد الله بأفعالك أنت أيها العبد، وتوحيد الأسماء والصفات كذلك.
هذه الأنواع الثلاثة متلازمة،
كلها مطلوبة،
لا بد أن توحد الله في ربوبيته، وتوحد الله في أسمائه، وصفاته، وتوحد الله في عبادته وألوهيته.

مَن لم يأت بنوع من هذه الأنواع فلا يصح التوحيد من لم يوحد الله في ربوبيته فهو كافر ولو زعم أنه يعبد الله، ولا يمكن أن يعبد الله وهو لا يوحد الله في ربوبيته،
كذلك من زعم أنه يوحد الله في أسمائه وصفاته، ولكنه لم يوحد الله في عبادته لم يكن موحدًا.

هذه الأنواع الثلاثة متلازمة،
توحيد الألوهية متضمن بتوحيد الربوبية بمعنى أن مَن عَبَدَ الله وأخلص التعلق بالله -عز وجل-
فلا بد أن يكون قد وحَّد الله في ربوبيته في ظل ذلك لا بد يوحّد الله في ربوبيته إنما عبد الله لاعتقاده أن الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت الذي بيده النفع والضر.

فإِذًا توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية
، أما توحيد الربوبية فإنه مستلزم لتوحيد الألوهية
، بمعنى أن مَن وحَّد الله في ربوبيته، واعتقد أن الله هو الخالق، والرازق، المدبر، المحيي، المميت،
فإن هذا الاعتقاد، وهذا التوحيد يوجب له أن يوحد الله في ألوهيته
ولكن ليس واحد يلتزم بما يلزمه يلزم مَن يوحِّد الله في ربوبيته أن يوحد الله في ألوهيته.

لكن ليس كل واحد يلتزم بما لزمه.والدلالات عند العلماء من أهل الأصول ثلاث دلالات:
1- دلالة التضمن .
2- دلالة المطابقة .
3- دلالة الالتزام .
قلنا: إن توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية، فما معنى الاستلزام؟ وما معنى التضمن؟ وما معنى المطابقة ؟.
دلالة التضمن: هو دلالة الشيء على جزء معناه أو على بعض معناه. ودلالة الالتزام: دلالة الشيء على خارج معناه. ودلالة المطابقة: دلالة الشيء على جميع معناه.
فمثلا مَن عَبَد الله فإنه وحد الله في ربوبيته ووحد الله في ألوهيته، فتكون دلالة توحيد العبادة دلالة مطابقة، لأنه دل على جميع ما نهى؛ لأن توحيد العبادة يشمل أمرين:
يشمل توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، فدلالة العبادة على توحيد الربوبية، والألوهية دلالة مطابقة، ودلالة توحيد العبادة على توحيد الربوبية دلالة تضمن؛ لأنه يدل على جزء معناه، فتوحيد الربوبية جزء من معنى توحيد الألوهية، ودلالة العبادة والألوهية على الربوبية والألوهية دلالة مطابقة هي دلالة الشيء على جميع معناه.
أما دلالة توحيد الربوبية على توحيد الألوهية فهي دلالة التزام؛ لأنه خارج عن معناه مثل دلالة التوبة على التائب فالتوبة غير التائب دلالة الوالد على الولد، فالولد غير الوالد شيء خارج عنه، فتوحيد الربوبية غير توحيد الألوهية.
فدلالة توحيد الربوبية على دلالة توحيد الألوهية دلالة التزام هو شيء خارج عن معناه. أما دلالة الألوهية على الربوبية فهي دلالة تضمن لأنه في ظل الألوهية توحيد الربوبية، هذه الثلاث دلالات تسمى دلالة التضمن، ودلالة الالتزام، ودلالة المطابقة.
فدلالة الالتزام دلالة الشيء على خارج معناه كدلالة توحيد الربوبية على توحيد الألوهية، ودلالة التضمن هي دلالة الشيء على جزء من معناه كدلالة توحيد الألوهية على توحيد الربوبية، ودلالة المطابقة: دلالة الشيء على جميع معناه كدلالة الألوهية على الربوبية والألوهية.
ومعنى الإله كما سبق هو المعبود، وبعض أهل الكلام كالأشاعرة وغيرهم أخطئوا في تفسير الإله، فقالوا: الإله فيه تقدير الخبر، قالوا: لا إله موجود إلا الله، وفسروا الإله بالخالق،
وهذا خطأ، لو كان المعنى لا خالق إلا الله لما حصل نزاع بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وكفار قريش،
ولما حصل نزاع بين الرسل وأممهم، لأن الأمم يقرون بأنه لا خالق إلا الله.

وبعض أهل الكلام كالأشاعرة وغيرهم يقولون:
معنى لا إله إلا الله: لا خالق إلا الله، أو لا قادر على الاختراع إلا الله،
وهذا غلط كبير؛
لأنه لو كان معنى لا خالق إلا الله لما حصل نزاع وقتال وجهاد من الرسل للكفرة؛ لأن الكفرة يقرون بأنه لا خالق إلا الله، لا خالق إلا الله، هذا لا إشكال فيه عندي.

ولا يتبين عظمة هذه الكلمة "لا إله إلا الله" وأنها كلمة التوحيد التي تنفي الشرك إلا بتفسير الإله بالمعبود، وتقدير الخبر بحق لا إله بحق إلا الله. لا معبود بحق إلا الله،
وبهذا يتبين عظمة هذه الكلمة لأن الآلهة موجودة، ولكنها آلهة باطلة، قال سبحانه: ﴿ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ﴾ إذًا لهم آلهة، وقال سبحانه: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4)وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ .

إذًا فيه معبودات؛ اليهود، الكافرون لهم معبود يعبدون الأصنام، والأوثان، لهم إله، وجميع الكفرة كل إنسان له معبود، لكن، وكل إنسان له دين، لكن المعبود بحق هو الله. ما سواه إلا باطل، قال سبحانه: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ ﴾

وكل إنسان له دين.
الكفار لهم دين لكن دين باطل؛ ولهذا قال سبحانه: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾
وقال الله عن أهل الكتاب إنهم قالوا: ﴿ وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ ﴾
فلهم دين لكن دين باطل، والدين الحق هو دين الإسلام ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾

فتفسير الإله بالخالق تفسير باطل.
الذين فسروا هذا الكلام كالأشاعرة وغيرهم؛ لأنه لو كان الإله هو الخالق لما حَصَلَ خلاف بين الأنبياء وبين أممهم، ولما حصل قتال.

ولا يتبين عظمة هذه الكلمة،
وأن كلمة التوحيد التي تنفي الشرك إلا بتفسير الإله هو المعبود،
وهذا معناها في اللغة العربية الإله هو المعبود،
وإله اسم لا النافية للجنس من أخوات إن تنصب الاسم،
وترفع الخبر، وإله اسمها.
والخبر محذوف تقديره لا إله حق، لا معبود حق إلا الله.
[شرح الطحاوية -موقع حلقات جامع شيخ الاسلام ابن تيمية ]

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 12:22 PM
أسئلة وأجوبة على ما تقدم
مامعنى لا إله إلا الله ؟
ج/ معناها لا معبود بحق إلا الله،
والدليل قوله تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه }
فقوله : { ألا تعبدوا } فيه معنى لا إله ،
وقوله { إلا إياه } فيه معنى إلا الله .
س/ ماهو التوحيد الذي فرضه الله على عباده قبل الصلاة والصوم ؟
ج/ هو توحيد العبادة، فلا تدع إلا الله وحده لا شريك له، لا تدعو النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره, كما قال تعالى : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا }
ما المقصود بتوحيد الألوهية مع الدليل؟
الجواب: المقصود بتوحيد الألوهية: هو إفراد الله بالعبادة - قال تعالى ـ:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وعبادة الله وحده هي الغرض من إرسال الرسل،
قال تعالى ـ: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
وقال تعالى ـ: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}
وحديث معاذ: «أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً».
وقوله تعالى ـ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}.
ومعنى الألوهية:
العبودية على خلقه أجمعين مأخوذة من تأله القلب وهو أقوى درجات المحبة والرغبة،
فلهذا كانت كلمة لا إله إلا الله أفضل الكلمات على الإطلاق وهي أول كلمة بدأ بها الرسول، صلى الله عليه وسلم، دعوته.
ما هو مفهوم العبادة ؟
- الجواب:
مفهوم العبادة: الذل والخضوع وتجريد العبادة من شوائب الشرك ويستلزم ذلك الانقياد له بطاعته وطاعة نبيه فهذا مفهوم العبادة ،
فالله هو المدعو والمرجو والمستعان والمختص بالركوع والسجود له، والذبح له، فهذا ما دعت إليه الرسل وآمنت به وقال الله لأمة محمد، صلى الله عليه وسلم: {فَإِنْ آَمَنُوابِمِثْل ِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُ مُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} وصبغة الله دينه، فحياة المؤمن ولحمه وعروقه كلها لله {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ} وقال الله ـ تعالى ـ فيمن عاند في صرف العبادة لغير الله: {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَ ا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ}.
ما هو اول واجب على المكلف ؟

الجواب: أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم. بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان، فالتوحيد أول ما يدخل في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا كما قال، صلى الله عليهوسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» فهو أول واجب وآخر واجب.
وما معنى لا اله الا الله ؟-
الجواب:
معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله
، والإله معناه المعبود المتأله إليه.
ففيها نفي جميع المعبودات من وثن أو قبر أو شجر أو حجر أو ولي أو هوى
وفي قوله إلا الله إثبات العبادة لله وحده
-ما معنى التوحيد وما انواعه؟-----
التوحيد : هو إفراد الله تعالى بربوبيته و ألوهيته و بأسماءه و صفاته .
ما هى اصل العبادة؟
الجواب
أصل العبادة تجريد الإخلاص لله تعالى وحده، وتجريد المتابعة للرسول – صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) -وقوله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون)

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 12:27 PM
ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر من حيث التعريف والأحكام؟
الجواب
"الشرك الأكبر: أن يجعل الإنسان لله ندا؛ إما في أسمائه وصفاته، فيسميه بأسماء الله ويصفه بصفاته، قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف/180 ، ومن الإلحاد في أسمائه : تسمية غيره باسمه المختص به أو وصفه بصفته كذلك.
وإما أن يجعل له ندا في العبادة بأن يضرع إلى غيره تعالى ، من شمس أو قمر أو نبي أو ملك أو ولي مثلا بقربة من القرب ، صلاة أو استغاثة به في شدة أو مكروه ، أو استعانة به في جلب مصلحة ، أو دعاء ميت أو غائب لتفريج كربة ، أو تحقيق مطلوب ، أو نحو ذلك مما هو من اختصاص الله سبحانه - فكل هذا وأمثاله عبادة لغير الله ، واتخاذ لشريك مع الله، قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف/110 .
وأمثالها من آيات توحيد العبادة كثير.
وإما أن يجعل لله ندا في التشريع، بأن يتخذ مشرعا له سوى الله ، أو شريكا لله في التشريع ، يرتضي حكمه ويدين به في التحليل والتحريم؛ عبادة وتقربا وقضاء وفصلا في الخصومات، أو يستحله وإن لم يره دينا، وفي هذا يقول تعالى في اليهود والنصارى : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) التوبة/31 ، وأمثال هذا من الآيات والأحاديث التي جاءت في الرضا بحكم سوى حكم الله ، أو الإعراض عن التحاكم إلى حكم الله والعدول عنه إلى التحاكم إلى قوانين وضعية، أو عادات قبلية، أو نحو ذلك .
فهذه الأنواع الثلاثة هي الشرك الأكبر الذي يرتد به فاعله أو معتقده عن ملة الإسلام،
فلا يصلى عليه إذا مات، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يورث عنه ماله، بل يكون لبيت مال المسلمين، ولا تؤكل ذبيحته ويحكم بوجوب قتله ، ويتولى ذلك ولي أمر المسلمين إلا أنه يستتاب قبل قتله، فإن تاب قبلت توبته ولم يقتل وعومل معاملة المسلمين.
أما الشرك الأصغر:
فكل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه، وجاء في النصوص تسميته شركا ، كالحلف بغير الله، فإنه مظنة للانحدار إلى الشرك الأكبر؛ ولهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، ومن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) بل سماه: مشركا، روى ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف بغير الله فقد أشرك) رواه أحمد والترمذي والحاكم بإسناد جيد ؛ لأن الحلف بغير الله فيه غلو في تعظيم غير الله، وقد ينتهي ذلك التعظيم بمن حلف بغير الله إلى الشرك الأكبر.
ومن أمثلة الشرك الأصغر أيضا: ما يجري على ألسنة كثير من المسلمين من قولهم: ما شاء الله وشئت، ولولا الله وأنت، ونحو ذلك، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأرشد من قاله إلى أن يقول: (ما شاء الله وحده) أو (ما شاء الله ثم شئت)؛ سدا لذريعة الشرك الأكبر من اعتقاد شريك لله في إرادة حدوث الكونيات ووقوعها، وفي معنى ذلك قولهم: توكلت على الله وعليك، وقولهم: لولا صياح الديك أو البط لسرق المتاع .
ومن أمثلة ذلك: الرياء اليسير في أفعال العبادات وأقوالها، كأن يطيل في الصلاة أحيانا ليراه الناس، أو يرفع صوته بالقراءة أو الذكر أحيانا ليسمعه الناس فيحمدوه، روى الإمام أحمد بإسناد حسن عن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر: الرياء) ، أما إذا كان لا يأتي بأصل العبادة إلا رياء ولولا ذلك ما صلى ولا صام ولا ذكر الله ولا قرأ القرآن فهو مشرك شركا أكبر، وهو من المنافقين الذين قال الله فيهم: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ ... الآية) ، إلى أن قال: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) النساء/142-146 . وصدق فيهم قوله تعالى في الحديث القدسي : (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) رواه مسلم في صحيحه.
والشرك الأصغر لا يخرج من ارتكس فيه من ملة الإسلام ، ولكنه أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر؛ ولذا قال عبد الله بن مسعود : (لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا) .
وعلى هذا ؛ فمن أحكامه : أن يعامل معاملة المسلمين فيرثه أهله، ويرثهم حسب ما ورد بيانه في الشرع، ويصلى عليه إذا مات ، ويدفن في مقابر المسلمين ، وتؤكل ذبيحته ، إلى أمثال ذلك من أحكام الإسلام، ولا يخلد في النار إن أدخلها كسائر مرتكبي الكبائر عند أهل السنة والجماعة، خلافا للخوارج والمعتزلة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 12:32 PM
تنوعت عبارات أهل العلم في بيان أنواع الشرك، ولكنها لا تخرج عن المدلول الشرعي للشرك ... فمن عباراتهم في بيان أنواع الشرك ما يلي:
أ- أن الشرك ينقسم إلى أكبر وأصغر (1) .
ب- ويقول بعضهم: إنه على ثلاثة أقسام: أكبر، وأصغر، وخفي (2) .
ج- والبعض يقسمه حسب أجزاء التوحيد الثلاثة (3) .
د- وبعضهم يقسمه إلى نوعين: الشرك في الربوبية، والشرك في الألوهية، ويدخل الشرك في الأسماء والصفات ضمن النوع الأول (4) .
هذه الأقوال ليست متباينة، بل بعضها يوافق بعضاً، فمن قسم الشرك إلى قسمين: أكبر وأصغر، نظر إلى حقيقة الشرك وأحكامه من حيث خروجه من الإسلام وعدم خروجه. والذي قسم الشرك إلى ثلاثة أنواع: الأكبر والأصغر والخفي، فإنه لم يخالف القول السابق؛ لأنه إنما أراد إظهار أهمية الشرك الخفي، وإلا فالشرك الخفي داخل تحت النوعين السابقين، فإن الشرك الخفي بعضه من الشرك الأكبر المخرج من الملة، وبعضه من الشرك الأصغر الذي هو أكبر من المعاصي - الكبائر - ولكنها لا تخرج من الملة، وإنما أراد من أبرزها كنوع ثالث بيان خفائها على كثير من الناس وكثرة وقوعها، ...
أما الذي قسمه حسب أنواع التوحيد الثلاثة, والذي قسمه إلى نوعي الشرك في الربوبية والشرك في الألوهية فليس بينهما إلا إجمال وتفصيل.

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 12:41 PM
معنى الشرك وانواعه:

الشرك لغةً: (أصلٌ يدٌّل على مقارنةٍ, وخلاف انفرادٍ,) قاله ابن فارس.

واصطلاحاً: هو اتخاذ الند لله في أسمائه أو صفاته أو ربوبيته أو إلاهيته.

أو هو إشراك غير الله معه في أي نوع من أنواع العبادة.

أسباب الشرك:

1) الجهل بالله - تعالى -.

2) الاغترار بالمخلوق.

3) عدم التفريق بين حق الله - تعالى - وحق المخلوقين.

4) التعلق بالأسباب الموهومة.

5) مكر دعاة الضلالة.

6) التقليد.

أقسام الشرك:

الشرك قسمان: شرك أكبر، وشرك أصغر.


أولاً: الشرك الأكبر:

تعريفه: هو ما تضمن صرف العبادة أو بعضها لغير الله.

وقال ابن سعدي - رحمه الله -: (هو أن يصرف العبدُ نوعاً أو فرداً من أنواع العبادة لغير الله - تعالى -) [ القول السديد / 54 ].


حكم الشرك الأكبر:

الشرك الأكبر مخرج من الملة، لا يبقى مع صاحبه من التوحيد شيء.

أي: أنه منافي للتوحيد كلياً.

وهو الشرك الذي لا يغفره الله إلا لمن تاب منه قبل مماته، قال - تعالى -: [ إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ].

وهو الشرك الذي حرَّم الله على صاحبه الجنة ومأواه النار، قال - تعالى - [ ومن يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ].


وهو الشرك الذي يحبط الأعمال، قال - تعالى - [ ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ].


وهو كدعوة غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله - تعالى - ، قال - تعالى -: [ والذين تدعون من دونه لا يملكون من قطمير وإن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ].


وقال - تعالى -: [ ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين ]

وكالاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله - تعالى - ، معتقداً أن حاجته عند من دون الله، قال - تعالى -: [ إياك نعبد وإياك نستعين ].

وكالاستغاثة بغير الله على نحو ما ذكرنا في الاستعانة، قال - تعالى -:[ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ].

وكالسجود أو الركوع لغير الله، قال - تعالى -: [ يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم ].

وكالنذر لغير الله، قال - تعالى -: [ يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ].

وكالطواف بغير بيت الله، قال - تعالى -: [وليطَّوفوا بالبيت العتيق ].

قال الشيخ الفوزان - حفظه الله -: [ وليس من الشرك الأكبر شرك خفيº لأن ما يقوم بالقلب لا يعلمه إلا الله، ونحن ليس لنا إلا حكم الظاهر، فإن ترتب على ما قام بالقلب عمل شركي كمن يذبح للجن خوفاً منهم حكمنا عليه بالشرك الأكبر لما ظهر منه].


ثانياً: الشرك الأصغر:

تعريفه: وهو تعريف الجمهور ومفهوم عبارة ابن تيمه وابن القيم واختيار الشيخ ابن باز غفر الله له.

وهو: ما ثبت شرعاً إطلاق اسم الشرك أو الكفر عليه، وعلم من دلالات الشرع عدم خروج صاحبه من الدين أو بلوغ درجة الشرك الأكبر وهو أضبط التعاريف له.



حكم الشرك الأصغر:

اعلم أن الشرك الأصغر لا يخرج صاحبه من الدين، وهو أكبر من الكبائر، وقد يمحى عن صاحبه برجحان الحسنات وقد يعاقب عليهº ولكن لا يخلد في النار، إذ هو ليس مما يوجب ذلك، وهذا الشرك لا يحبط العمل بالكلية وإنما يحبط العمل الذي قارنه، وهو مناف لكمال التوحيد الواجب.



نوعا الشرك الأصغر:

الشرك الأصغر ظاهر وخفي، والظاهر قولي وفعلي.



1) الظاهر:

أ) القولي:

وهو كالحلف بغير الله وذاك لما روي الإمام احمد وأبو داود عن عمر - رضي الله عنه - عن النبي أنه قال: ((من حلف بغير الله فقد أشرك))، صححه الحاكم وابن حبان، وكذا الشيخ ابن باز في مجموع فتواه.

وكقول ما شاء الله وشئت أو ما شاء الله وفلان أو قول والكعبة، جاء ذلك في حديث النسائي عن قتيلة أن اليهود قالوا لأصحاب الرسول: إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشاء محمد وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي (إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء الله ثم شاء محمد).

وروي أبو داود بإسناد صحيح عن حذيفة أن النبي قال: ((لا تقولوا ما شاء وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان)).



ب) الفعلي:

كلبس الحلقة للواهنة [إذا اعتقد أنها سبب للشفاء، ولم يعتقد أنها تشفي بنفسها ] فعن عمران بن حصين - رضي الله عنه - أن النبي رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: ((ما هذه؟ قال: من الواهنة. فقال: انزعها، فإنها لا تزيدك إلا وهناً وإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً)) رواه أحمد.

وكالخيط للحمى، ففي الحديث عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((من تعلَّق تميمة فقد أشرك))



2) الخفي:

كمن يعمل العمل يرائي به، جاء في الحديث أنه قال: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه فقال: الرياء، يقول الله - عز وجل - للمرائين يوم القيامة اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا هل تجدون عندهم جزاء)). رواه أحمد بسند صحيح عن محمود بن لبيد الأنصاري.

وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال: ((ألا أنبئكم بما هو أخوف عليكم من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه)) رواه أحمد.

وفي الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((أن أول من تسعر بهم النار ثلاثة، القارئ المرائي والمجاهد المرائي والمتصدق المرائي)).

وهذا الشرك كما قال ابن القيم - رحمه الله -: (هو البحر الذي لا ساحل له وقل أن ينجو منه أحد).

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 12:47 PM
فالشرك ضد التوحيد، وهو نوعان أكبر، وأصغر.‏
والأكبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام بالنسبة إلى أنواع التوحيد:
القسم الأول: الشرك في ‏الربوبية، وهو نوعان: ‏
أحدهما: شرك التعطيل، وهو أقبح أنواع الشرك، كشرك فرعون إذ قال: ( وما رب ‏العالمين). ومن هذا شرك الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأبديته وأنه لم يكن معدوماً أصلاً، ‏بل لم يزل ولا يزال. ومن هذا شرك طائفة أهل وحدة الوجود الذين كسوا الإلحاد حلية ‏الإسلام، ومزجوه بشيء من الحق. ‏
ومن هذا شرك من عطل أسماء الرب وأوصافه من غلاة الجهمية والقرامطة.‏
النوع الثاني: شرك من جعل معه رباً آخر ولم يعطل أسماءه وصفاته وربوبيته، كشرك ‏النصارى الذين جعلوه ثالث ثلاثة، وشرك المجوس القائلين بإسناد حوادث الخير إلى النور، ‏وحوادث الشر إلى الظلمة.‏
ومن هذا شرك كثير ممن يؤمن بالكواكب العلوية ويجعلها مدبرة لأمر هذا العالم، كما ‏هو مذهب مشركي الصابئة وغيرهم.‏
ويلحق بهذا شرك من يزعم أن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت فيقضون الحاجات ‏ويفرجون الكربات إلى غير ذلك.
القسم الثاني: الشرك في توحيد الأسماء والصفات، وهو نوعان:
أحدهما: تشبيه الخالق ‏بالمخلوق، كمن يقول يد كيدي، وسمع كسمعي، واستواء كاستوائي ، وهو شرك المشبهة.‏
والثاني: اشتقاق الأسماء للآلهة الباطلة من أسماء الإله الحق.‏
قال الله تعالى: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ‏ما كانوا يعملون ) [الأعراف:180]. قال ابن عباس: يلحدون في أسمائه يشركون. وعنه ‏: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز.‏
القسم الثالث: الشرك في توحيد الإلهية والعبادة،
وهو ثلاثة أنواع:
الأول: الشرك في ‏النسك والشعائر، ومنه: تقديم الدعاء والنذر والذبح والاستغاثة لغير الله عز وجل.‏
قال الله تعالى: ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة ‏يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ) [فاطر:14] وقد أجمع العلماء على أن من جعل ‏بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة كَفَر.‏
النوع الثاني: شرك الطاعة، وهو الطاعة في التحليل والتحريم بغير سلطان من الله.‏
قال تعالى: ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ‏ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) [التوبة:31].‏
وقد روى الترمذي والبيهقي والطبراني في الكبير ، واللفظ له ، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال: "يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك" فطرحته فانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة فقرأ هذه الآية : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) حتى فرغ منها فقلت: إنا لسنا نعبدهم فقال "أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه" قلت بلى. قال "فتلك عبادتهم". والحديث حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
وقال تعالى في شأن اتباع المشركين في تحليل الميتة: ( وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) ‏‏[الأنعام:121].‏
النوع الثالث: شرك المحبة:‏
قال تعالى: ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد ‏حباً لله ) [البقرة: 165].‏

وأما الشرك الأصغر فهو كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر، ووسيلة ‏للوقوع فيه، وجاء في النصوص تسميته شركاً، كالحلف بغير الله، فإنه مظنة للانحدار إلى ‏الشرك الأكبر، ولهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وسماه شركاً بقوله: " من حلف ‏بغير الله فقد أشرك" رواه الترمذي، وأبو داود، والحاكم بإسناد جيد. قال الإمام ابن القيم: ‏‏( وأما الشرك الأصغر: فكيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير الله… وقول الرجل ‏للرجل: ما شاء الله وشئت) مدارج السالكين ( 1/344) ومعنى (يسير الرياء) كإطالة ‏الصلاة أحياناً ليراه الناس، أو يرفع صوته بالقراءة أو الذكر أحياناً ليسمعه الناس فيحمدونه، ‏روى الإمام أحمد بإسناد حسن عن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر: الرياء" .
أما إذا كان لا ‏يأتي بأصل العبادة إلا رياء، ولولا ذلك ما وحد ولا صلى، ولا صام، ولا ذكر الله، ولا قرأ ‏القرآن، فهو مشرك شركاً أكبر.
والشرك الأصغر لا يخرج صاحبه من ملة الإسلام ولكنه ‏أعظم إثماً من الزنا وشرب الخمر، وإن كان لا يبلغ مرتبة الشرك الأكبر.

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 01:03 PM
الشرك الاكبر والاصغر والفرق بينهما
إن من الواجبات المحتمات ، ومن أهم المهمات ؛
أن يعرف العبد معنى الشرك وخطره وأقسامه حتى يتم توحيده ، ويسلم إسلامه ، ويصح إيمانه .
أن الشرك في اللغة هو : اتخاذ الشريك يعني أن يُجعل واحداً شريكاً لآخر . يقال : أشرك بينهما إذا جعلهما اثنين ، أو أشرك في أمره غيره إذا جعل ذلك الأمر لاثنين .

وأما في الشرع فهو : اتخاذ الشريك أو الند مع الله جل وعلا في الربوبية أو في العبادة أو في الأسماء والصفات

والند هو : النظير والمثيل . ولذا نهى الله تعالى عن اتخاذ الأنداد وذم الذين يتخذونها من دون الله في آيات كثيرة من القرآن فقال تعالى : ( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة / 22 .
وقال جل شأنه : ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) إبراهيم / 30 .
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار ) رواه البخاري (4497) ومسلم (92)
أقسام الشرك :
وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الشرك والتنديد تارة يكون مخرجاً من الملة ، وتارة لا يكون مخرجاً من الملة ، ولذا اصطلح العلماء على تقسيمه إلى قسمين : ( شرك أكبر ، وشرك أصغر ) وإليك تعريفاً موجزاً بكل قسم :

أولاً : الشرك الأكبر :
وهو أن يصرف لغير اللهِ ما هو محض حق الله من ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .
وهذا الشرك تارة يكون ظاهراً : كشرك عبَّاد الأوثان والأصنام وعبَّاد القبور والأموات والغائبين .
وتارة يكون خفياً : كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة ، أو كشرك وكفر المنافقين ؛ فإنهم وإن كان شركهم أكبر يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار ؛ إلا أنه شرك خفي ، لأنهم يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والشرك فهم مشركون في الباطن دون الظاهر .
كما أن هذا الشرك تارة يكون في الاعتقادات :
كاعتقاد أن هناك من يخلق أو يحي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون مع الله تعالى.
أو اعتقاد أن هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله ، فيطيعونه في تحليل ما شاء وتحريم ما شاء ولو كان ذلك مخالفا لدين الرسل .
أو الشرك بالله في المحبة والتعظيم ، بأن يُحب مخلوقا كما يحب الله ، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله ، وهو الشرك الذي قال الله فيه : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) البقرة / 165 .
أو اعتقاد أن هناك من يعلم الغيب مع الله ، وهذا يكثر لدى بعض الفرق المنحرفة كالرافضة وغلاة الصوفية والباطنية عموما ، حيث يعتقد الرافضة في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب ، وكذلك يعتقد الباطنية والصوفية في أوليائهم نحو ذلك . وكاعتقاد أن هناك من يرحم الرحمة التي تليق بالله عزَّ وجل ، فيرحم مثله وذلك بأن يغفر الذنوب ويعفو عن عباده ويتجاوز عن السيئات .
وتارة يكون في الأقوال :
كمن دعا أو استغاث أو استعان أو استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ؛ سواء كان هذا الغير نبيا أو وليا أو مَلَكا أو جِنِّياًّ ، أو غير ذلك من المخلوقات ، فإن هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة .
وكمن استهزأ بالدين أو مثل اللهَ بخلقه ، أو أثبت مع الله خالقاً أورازقاً أو مدبراً ، فهذا كله من الشرك الأكبر والذنب العظيم الذي لا يغفر .
وتارة يكون في الأفعال :
كمن يذبح أو يصلي أو يسجد لغير الله ، أو يسن القوانين التي تضاهي حكم الله ويشرعها للناس ، ويلزمهم بالتحاكم إليها ، وكمن ظاهر الكافرين وناصرهم على المؤمنين ، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان ، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام . نسأل الله عفوه وعافيته .
ثانياً : الشرك الأصغر :
وهو كل ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر ، أو ورد في النصوص أنه شرك ، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر .
وهذا يكون في الغالب من جهتين :
الأولى : من جهة التعلق ببعض الأسباب التي لم يأذن الله جل وعلا بها ، كتعليق الكَفِّ والخرز ونحو ذلك على أنها سبب للحفظ أو أنها تدفع العين والله تعالى لم يجعلها سبباً لذلك لا شرعاً ولا قدراً .
الثانية : من جهة تعظيم بعض الأشياء التعظيم الذي لا يوصلها إلى مقام الربوبية ، كالحلف بغير الله ، وكقول : لولا الله وفلان ، وأشباه ذلك.
وقد وضع العلماء ضوابط وقواعد يتميز بها الشرك الأكبر عن الأصغر عند وروده في النصوص الشرعية فمن هذه الضوابط ما يلي :
1- أن ينص النبي صلى الله عليه وسلم صراحة على أن هذا الفعل من الشرك الأصغر : كما في المسند ( 27742 ) عن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ؟ قَالَ :الرِّيَاء . إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً " وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (951 )
2- أن يرد لفظ الشرك في نصوص الكتاب والسنة منكَّراً ـ أي غير مقترن بالألف واللام ـ فهذا في الغالب يقصد به الشرك الأصغر وله أمثلة كثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم " إن الرقى والتمائم والتِّوَلَة شرك "
أخرجه أبو داود ( 3883 ) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 331 )
فالمقصود بالشرك هنا الأصغر دون الأكبر .
والتمائم شيء يعلق على الأولاد كالخرز ونحوه يزعمون أن ذلك يحفظه من العين .
والتولة شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها ، والرجل إلى امرأته .
3- أن يفهم الصحابة من النصوص الشرعية أن المراد بالشرك في هذا الموضع هو الأصغر دون الأكبر ، ولا شك أن فهم الصحابة معتبر ، فهم أعلم الناس بدين الله عز وجل ، وأدراهم بمقصود الشارع . ومن أمثلة ذلك ما رواه أبو داود (3910 ) عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلاثًا ، وَمَا مِنَّا إِلا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّل" فجملة ( وما منا إلا .. ) هذه من كلام ابن مسعود كما بين ذلك جهابذة المحدثين فهذا يدل على أن ابن مسعود رضي الله عنه فهم أن هذا من الشرك الأصغر ، لأنه لا يمكن أن يقصد وما منا إلا ويقع في الشرك الأكبر ، كما أن الشرك الأكبر لا يذهبه الله بالتوكل بل لابد من التوبة .
4- أن يفسر النبي صلى الله عليه وسلم لفظ الشرك أو الكفر بما يدل على أن المقصود به الأصغر وليس الأكبر كما روى البخاري ( 1038 ) ومسلم (71 ) عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ : صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَ ةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ "
فالكفر هنا جاء تفسيره في الرواية الأخرى عن أبي هريرة قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالَ : "مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ يَقُولُونَ الْكَوَاكِبُ وَبِالْكَوَاكِب ِ " فبين هنا أن من نسب إنزال المطر إلى الكواكب باعتبارها سبباً لنزوله ـ والواقع أن الله لم يجعلها سبباً لذلك ـ فكفره كفرٌ بنعمة الله عليه ، ومعلوم أن كفر النعمة كفر أصغر أما من اعتقد أن الكواكب هي التي تتصرف في الكون وأنها هي التي تنزل المطر فهذا شرك أكبر .
والشرك الأصغر تارة يكون ظاهراً كلبس الحلقة والخيط والتمائم ونحو ذلك من الأعمال والأقوال.
وتارة يكون خفياً كيسير الرياء .
كما أنه تارة يكون بالاعتقادات :
كأن يعتقد في شيء أنه سبب لجلب النفع ودفع الضر ولم يجعله الله سبباً لذلك . أو يعتقد في شيء البركة ، والله لم يجعل فيه ذلك .
وتارة يكون بالأقوال :
كمن قال مطرنا بنوء كذا وكذا ؛ دون أن يعتقد أن النجوم هي التي تستقل بإنزال المطر ، أو حلف بغير الله دون أن يعتقد تعظيم المحلوف به ومساواته لله ، أو قال ما شاء الله وشئت . ونحو ذلك .
وتارة يكون بالأفعال :
كمن يعلِّق التمائم أو يلبس حلقة أو خيطا ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه، لأن كل من أثبت سبباً لشيء والله لم يجعله سببا له شرعا ولا قدراً، فقد أشرك بالله . وكذلك من يتمسح بشيء رجاء بركته ولم يجعل الله فيه البركة ، كتقبيل أبواب المساجد ، والتمسح بأعتابها ، والاستشفاء بتربتها ، ونحو ذلك من الأفعال .
هذه نبذة مختصرة عن تقسيم الشرك إلى أكبر وأصغر ، وتفصيلات ذلك لا يمكن استيعابها في هذه الإجابة المختصرة .
خاتمة :
وبعد : فالواجب على المسلم أن يحذر الشرك صغيره وكبيره ، فإن أعظم معصية عصي الله بها هي الشرك به ، والتعدي على خالص حقه ؛ وهو عبادته وطاعته وحده لا شريك له .
ولذا فقد أوجب الخلود في النار للمشركين وأخبر أنه لا يغفر لهم ، وحرَّم الجنة عليهم كما قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ) النساء / 48
وقال جل شأنه ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ) المائدة / 72 .
فوجب على كل ذي عقل ودين أن يخشى على نفسه من الشرك وأن يلوذ بربه طالباً منه أن ينجيه من الشرك ؛ كما قال الخليل عليه السلام : ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) إبراهيم / 35 ، قال بعض السلف : " ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم "
فلا يسع العبد الصادق إلا أن يَعظُم خوفه من الشرك ، وأن تشتد رغبته إلى ربه في أن ينجيه منه ، داعياً بالدعاء العظيم الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين قال لهم : " الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول ‏:‏ ‏"‏ اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم‏" ‏‏.‏ صححه الألباني في صحيح الجامع ( 3731 ) .
ما سبق هو الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر من حيث الحقيقة ، وتعريف كل قسم وبيان أنواعه .
وأما الفرق بينهما من حيث الحكم :
فهو أن الشرك الأكبر مخرج من الإسلام ، فيُحكم على فاعله بالخروج من الإسلام والارتداد عنه فيكون كافراً مرتداً .
وأما الشرك الأصغر فلا يخرج من الإسلام ، بل قد يقع من المسلم ويبقى على إسلامه ، غير أن فاعله على خطر عظيم ، لأن الشرك الأصغر كبيرة من كبائر الذنوب حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً ) فجعل رضي الله عنه الحلف بغير الله ( وهو شرك أصغر ) أقبح من الحلف بالله كاذباً ومعلوم أن الحلف بالله كاذباً من الكبائر .


جدول الفرق بين الشرك الاكبر والاصغر



الشرك الأكبر
الشرك الأصغر


يحبط جميع الأعمال
يحبط العمل المقارن


يخلد صاحبه في النار
لا يوجب الخلود في النار


يخرج من الملة
لا يخرج من الملة

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 01:05 PM
الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؟

: توحيد الربوبيه: فعل الرب، مثل الخلق والرزق والإحياء والإماته وإنزال المطر وإنبات النباتات وتدبير الأمور.

وتوحيد الألوهية: فعل العبد، مثل الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والإنابه والرغبه والرهبه والنذر والإستغاثه وغير ذلك من انواع العبادات.

- ما هي أنواع العبادات التي لا تصلح إلا لله؟

من أنواعها: الدعاء، والإستغاثة، والإستعانه، وذبح القربان، والنذر، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابه، والمحبه، والخشيه، والرغبه، والرهبه، والتأله، والركوع، والسجود، والخشوع، والتذلل، والتعظيم الذي هو من خصائص الألوهية.

س - فما أجل أمر أمر الله به؟ وأعظم نهي نهى الله عنه؟

ج: أجل أمر أمر الله به هو توحيده بالعبادة، وأعظم نهي نهى الله عنه هو الشرك به، وهو ان يدعو مع الله غيره أو يقصد بغير ذلك من أنواع العبادة، فمن صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله فقد اتخذه ربا وإلها وأشرك مع الله غيره أو يقصده بغير ذلك من أنواع العبادات.

س: ما المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها؟

ج: الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنه ومن عصاه دخل النار.

الثانيه: أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.

الثالثة: أن من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب.

س: ما معني الله؟

ج : معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.

س: لأي شيء الله خلقك؟

ج: لعبادته.

س: ما هي عبادته؟

ج: توحيده وطاعته.

س: ما الدليل على ذلك؟

ج : قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].

س - ما هو أول ما فرض الله علينا؟

ج : الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، والدليل على ذلك قوله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم [البقرة:256].

س - ما هي العروة الوثقي؟

ج: لا إله إلا الله، ومعني لا إله: نفي، وإلا الله: إثبات.

س - ما هو النفي والإثبات هنا؟

ج : نافٍ جميع ما يعبد من دون الله. ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له.

س - ما الدليل على ذلك؟

ج : قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ [الزخرف:26] هذا دليل نفي، ودليل الإثبات: إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي [الزخرف:27].

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 01:07 PM
الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟

ج: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد .

س - من ربك؟

ج: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه - وهو

معبودي ليس لى معبود سواه والدليل قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:1] وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم.

س - ما معني الرب؟

ج : المالك المعبود المتصرف وهو المستحق للعبادة.

س - بم عرفت ربك؟

ج: أعرفه بآياته ومخلوقات، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما،
والدليل قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت:37]، وقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54].

س - ما دينك؟

ج: ديني الإسلام، والإسلام هو الإستسلام والإنقياد لله وحده،

والدليل عليه قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران:19]، ودليل آخر قوله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]،

ودليل آخر قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً [المائدة:3].

س - علي أي شيء بُني هذا الدين؟

ج: بُني على خمسة أركان، أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا.

س - ما هو الإيمان؟

ج: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره

والدليل قوله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ [البقرة:85].

س - وما الإحسان؟

ج: هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك،

والدليل عليه قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [النحل:128].

س - من نبيك؟

ج: نبيي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم،

وهاشم من قريش، وقريش من كنانه، وكنانه من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن ابراهيم، وإسماعيل من نسل إبراهيم، وإبراهيم من ذرية نوح، عليهم الصلاة والسلام.

س - وبأي شيء نُبئ؟ وبأي شيء أرسل؟

ج: نبئ باقرأ، وأرسل بالمدثر.

س - وما هي معجزته؟

ج: هذا القرآن الذي عجزت جميع الخلائق أن يأتوا بسورة من مثله، فلم يستطيعوا ذلك مع فصاحتهم وشدة حذاقتهم وعداوتهم له ولمن اتبعه،

والدليل قوله تعالى: وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة:23].

وفي الآيه الأخرى: قوله تعالى: قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:88].

س - ما الدليل على أنه رسول الله؟

ج : قوله تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:

144].ودليل آخر قوله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً [الفتح:29].


س - ما هو دليل نبوة محمد؟

ج: الدليل على النبوة قوله تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40]،

س - ما الذي بعث الله به محمداً ؟

ج: عبادة الله وحده لا شريك له، وأن لا يتخذون مع الله إلهاً آخر، ونهاهم عن عبادة المخلوقين من الملائكة والأنبياء والصالحين والحجر والشجر، كما قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، وقوله تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36]، وقوله تعالى: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [الزخرف:45]، وقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
س : هل يبعث الله الخلق بعد الموت ؟ ويحاسبهم على اعمالهم خيرها وشرها ؟ ويدخل من اطاعه الجنه ؟ ومن كفر به وأشرك به غيره فهو في النار ؟

ج: نعم والدليل قوله تعالى : (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير )) وقوله : (( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري )) وفي القران ادلة على هذا ما لا تعد ولا تحصي .

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 01:09 PM
ما الذي يجب علي إذا أمرني الله بأمر ؟

ج : وجب عليك سبع مراتب :

الأولى : العلم به ، الثانية : محبته ، الثالثة : العزم على الفعل ، الرابعة : العمل ، الخامسة : كونه يقع على المشروع خالصا صوابا ، السادسة : التحذير من فعل ما يحبطه ، السابعة : الثبات عليه .

ما هو اول واجب جاء به النبى صلى الله عليه وسلم وما هو اعظم ما حذر منه ؟

الجواب -
أعظم ما جاء به وأول ما أمر الناس به توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص الدين له وحده كما قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ [المدثر:1-3] ومعنى قوله: وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ أي : عظم ربك بالتوحيد وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له. وهذا قبل الأمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرهن من شعائر الإسلام.

ومعنى قُمْ فَأَنذِرْ أي: أنذر عن الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له. وهذا قبل الإنذار عن الزنا والسرقة والربا وظلم الناس وغير ذلك من الذنوب الكبار.

وهذا الأصل هو أعظم أصول الدين وأفرضها، ولأجله خلق الله الخلق، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].

ولأجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، كما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36].
ولأجله تفرق الناس بين مسلم وكافر، فمن وافى الله يوم القيامة وهو موحد لا يشرك به شيئاً دخل الجنه، ومن وافاه بالشرك دخل النار، وإن كان من أعبد الناس. وهذا معنى قولك: ( لا إله إلا الله )

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 01:14 PM
ما معنى قوله : ( إننى براء مما تعبدون إلا الذي فطرني) ؟ ----الجواب - : جمع بين النفي والإثبات :
1- فالنفي: (براء مما تعبدون) .
2- والإثبات: (إلا الذي فطرنى) .
فدل على أن التوحيد لا يتم إلا بالكفر بما سوى الله والإيمان بالله وحده ، (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)
وفي قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم: (إلا الذي فطرني) ،
ولم يقل إلا الله لفائدتان :
الأولى: الإشارة إلى علة إفراد الله بالعبادة ، لأنه كما أنه منفرد بالخلق فيجب أن يفرد بالعبادة .
الثانية: الإشارة إلى بطلان عبادة الأصنام ، لأنها لم تفطركم حتى تعبدوها ، ففيها تعليل للتوحيد الجامع بين النفي والإثبات ، وهذه من البلاغة التامة في تعبير إبراهيم عليه السلام .
يستفاد من الآية أن التوحيد لا يحصل بعبادة الله مع غيره ، بل لا بد من إخلاصه لله، والناس في هذا المقام ثلاثة أقسام :
1- قسم يعبد الله وحده .
2- وقسم يعبد غيره فقط .
3- وقسم يعبد الله وغيره .
والأول فقط هو الموحد .
( القول المفيد بن عثيمين - ج1/151)

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 01:30 PM
مفهوم العبادة؟
الجواب: العبادة لها مفهوم عام، ومفهوم خاص.
فالمفهوم العام : هي " التذلل لله محبة وتعظيما بفعل أوامره، واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه ".
والمفهوم الخاص : يعني تفصيلها. قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية : هي " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة كالخوف، والخشية، والتوكل، والصلاة، والزكاة، والصيام، وغير ذلك من شرائع الإسلام " .
وقد يكون قصد السائل بمفهوم العبادة ما ذكره بعض العلماء من أن العبادة إمّا عبادة كونية، أو عبادة شرعية، يعني أن الإنسان قد يكون متذللا لله - سبحانه وتعالى - تذللا كونيا وتذللا شرعيا.
فالعبادة الكونية - تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر لقوله - تعالى -: { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا } . فكل من في السماوات والأرض فهو خاضع لله - سبحانه وتعالى - كونا فلا يمكن أبدا أن يضاد الله أو يعارضه فيما أراد - سبحانه وتعالى - بالإرادة الكونية.
وأما العبادة الشرعية : فهي التذلل له - سبحانه وتعالى - شرعا فهذه خاصة بالمؤمنين بالله - سبحانه وتعالى - القائمين بأمره، ثم إن منها ما هو خاص أخص كعبودية الرسل، عليهم الصلاة والسلام، مثل قوله - تعالى -: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ } وقوله: { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا } . وقوله: { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } . وغير ذلك من وصف الرسل، عليهم الصلاة والسلام، بالعبودية.
والعابدون بالعبودية الكونية لا يثابون عليها؛ لأنهم خاضعون لله - تعالى - شاءوا أم أبوا، فالإنسان يمرض، ويفقر، ويفقد محبوبه من غير أن يكون مريدا لذلك بل هو كاره لذلك لكن هذا خضوع لله - عز وجل - خضوعا كونيا.( القول المفيد شرح كتاب التوحيد )


تعريف العبادة لغةً:هي التذلل والخضوع فيقال بعير معبد أي مذلل، وطريق معبد أي مذلل، ذللته الأقدام.

ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته المشهورة يصف ناقته:

تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت *** وظيفاً وظيفاً فوق مور معبد

فقوله: فوق مور معبد: أي فوق طريق مذلل من كثرة السير عليه، فالمور هو الطريق.


قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - العبادة روحُها وحقيقتُها تحقيقُ الحبِّ والخضوع لله؛ فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة، فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما فليست عبادة؛ فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها---وعرفها بتعريف شيخ الاسلام بن تيمية فقال: العبادة والعبودية لله اسم جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد، وأعمال القلوب، وأعمال الجوارح؛ فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال، والتروك فهو عبادة؛ ولهذا كان تارك المعصية لله متعبداً متقرباً إلى ربه بذلك.
ومما ينبغي التنبيه عليه أن العبادة تطلق إطلاقين:


1_ الفعل الذي هو التَّعَبُّد.

2_ المفعول وهو المُتَعَبَّدُ به أو القربة.

مثال ذلك الصلاة ففعلها عبادة وهو التعبد، وهي نفسها عبادة وهي المتعبد به.

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه ((العبودية)) ما معناه
أن العبد لايخرج في طوره على نوعين :
1-عبد بمعنى عابد.
2-عبد بمعنى معبد.
فالأول عبد مؤمن عابد لله تعالى مطيع لأوامره الشرعية،
والثاني:عبد بمعنى: مُعبّد، خاضع لإرادة الله الكونية من أقدار كالمرض والمصائب والرزق ونحو ذلك .. فالأول خاص بالمؤمنين وهو العبادة التي يحبها الله ويرضاها، وهو الذي عليه الحساب في الآخرة .. أما الثاني فيشترك فيه المؤمن والكافر بل وجميع المخلوقات، وليس لأحدٍ فيه فضل وانما يؤجر المؤمن بالصير علىالأقدار الكونية المؤلمة من المصائب وغيرها قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم -------------------


الفرق بين العبادة وتوحيد العبادة :

الفرق بينهما ظاهر؛ فالعبادة هي ذات القربة أو فعلها.

أما توحيدها فصرفها لله وحده لا شريك له.


يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي فى شرحه لكلام شيخ الاسلام بن تيمية - فى تعريف العبادة بانها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة،:
هذا هو تعريف العبادة،
العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، هذا هو تحديد تعريف العبادة: اسم جامع، يعني: اسم يجمع كل ما يحبه الله ويرضاه، سواء كان هذا الذي يرضاه الله قولا أو عملا، وسواء كان باطنا أو ظاهرا، سواء كان من أعمال القلوب، أو من أعمال الجوارح، أو من أقوال اللسان.
فكله داخل في مسمى العبادة، ما دام هذا الشيء يحبه الله ويرضاه فهو عبادة، كل شيء يحبه الله ويرضاه فهو عبادة، سواء كان قولا أو عملا، وسواء كان باطنا أو ظاهرا، سواء كان من أقوال اللسان أو من أقوال القلب، سواء كان قول القلب أو قول اللسان، أو عمل القلب أو عمل الجوارح، كله داخل في مسمى العبادة ما دام هذا الشيء يحبه الله ويرضاه.

يقول الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح كشف الشبهات-أما العبادة في الشرع فالعلماء عرّفوها بعدة تعريفات نختار منها في هذا المقام ثلاثة:
• الأول: أن العبادة هي ما طُلب فعله في الشرع ورُتب الثواب على ذلك وهذا ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية لما تكلم عن الوضوء، فإذا كان الشيء طلب فعله في الشرع ولم يكن مطلوبا قبل ذلك ورتب على ذلك الفعل الثواب فهذا الفعل عبادة.
• التعريف الثاني: أيضا كلي أيضا ذكره شيخ الإسلام في أول رسالة العبودية هي أن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
• وعرفه أيضا طائفة من العلماء - ومنهم الأصوليون - بأن العبادة هي ما أمر به من غير اضطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي.
فنخلص من هذا إلى أن العبادة شيء جاء بالشرع لم يكن قبل ذلك، لم يكن قبل ذلك ليس من جهة الفعل والحصول، ولكن من جهة كونه مأمورا به لهؤلاء الناس المعينين، فجاء الشرع بالأمر بأشياء كانت موجودة عند العرب، ولكن كانوا يفعلونها من غير أمر خاص شرعي بذلك، وإنما ورثوها هكذا فلما أمر بها الشرع ورتب عليها الثواب كانت مما يحبه الله ويرضاه، وكانت مأمور بها من غير اقتضاء عقلي لها ولا اطّراد عرفي بها وإنما كانت باطّراد أمر الشارع بها، فخرجت عن كون مقتضى بها جاءت عرفا فقط.
لهذا الأقوال هذه الثلاثة لتعريف العبادة تلتقي ولا تختلف.
فإفراد الله سبحانه بالعبادة - معناه - أن يفرد الله سبحانه بكل ما أمر به الشرع؛ بكل ما أمر به الشرع من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فيدخل في ذلك أعمال القلوب مثل الإخلاص والرغب والرهب والخوف والتوكل والإنابة والمحبة والرجاء والاستعاذة؛ استعاذة القلب إلى آخره، ويدخل فيه أيضا الأفعال الظاهرة مثل الدعاء وأنواعه الاستعانة والاستغاثة والاستسقاء والاستعانة الظاهرة إلى غير ذلك، ويدخل فيها الذبح والنذر والصلاة والزكاة والدعاء والحج والعمرة والصلة؛ صلة الرحم وغير ذلك، فالعبادة اسم يعم هذا جميعا، فكما أنه لا يصلي المصلي إلا لله - كذلك لا يستغيث إلا بالله فيما لا يقدر عليه المخلوق، وهكذا في مظاهرها كما أُوضح ذلك مفصلا في كتاب التوحيد
[شرح كشف الشبهات لصالح ال الشيخ]-----------------------وقال ابن القيم ( والمحبة مع الخضوع هي العبودية التي خلق الخلق لأجلها فإنها غاية الحب بغاية الذل ولا يصلح ذلك إلا له سبحانه والإشراك به في هذا هو الشرك الذي لا يغفره الله ولا يقبل لصاحبه عملا )
[
الفوائد ص 183
قال الشيخ صالح الفوزان- :

((*قوله : "فَهَيَ تَتَضَمَّنُ غَايَة الذُّلِّ بِـغَايَـةِ الْمَحَـبَّـة لَهُ" : فـَـعِبادةُ الله-جَلَّ وعَلَا-تتضمَّن معنيين أساسيين :
غاية الذُّلِّ مع غاية الحب ، لا تكون ذُلًّا فقط بدون محبة ، ولا تكون محبّة فقط بدون ذُلّ ، فإنَّ من ذَلَّ لشيءٍ ولم يحبّه لا يكون عابدًا له ، فتعريف العبادة إجمالًا أنّها غاية الذُّلِّ مع غاية الحبِّ ؛ فالإنْسان يَذلُّ للجبابرة والطواغيت ، ولكنه لا يُحبّهم ؛ فلا يُقال : هذه عبادة ، وكذلك الإنسان يُحبُّ زوجته ، و يُحبُّ أولاده ، ولكنّه لا يذلُّ لهم فلا يُقال : إنّه عَبَدَهُم ؛ فالعبادةُ ما اجتمع فيها : غاية الذُّلِّ مع غاية الحبِّ ،
كما قال ابن القيم -رحمه الله- في النونية :
وَعِـبَاْدَةُ الرَّحَمَـنِ غَايَـةُ حُبِّـهِ ***مـع ذُلِّ عَـابِـدِه هُمَـاْ قُـطْبَـانِ
وَعَلَيْهِمَــا ْ فَـلَـكُ الْعِبَـادَةِ دَاْئـِرٌ ***مـَاْ دَارَ حــتَّى قـَـامَتَ القُطْبَـانِ
https://majles.alukah.net/t168796 (https://majles.alukah.net/t168796/)/--
المجموع المفيد لمفهوم العبادة (https://majles.alukah.net/t168796/)

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 01:31 PM
شروط قبول العبادة

يشترط لقبول العبادة أن تكون عبادة صحيحة , ولا تكون صحيحة إلا بشرطين :
الشرط الأول :
هو مقتضى لا إله إلا الله , فإن مقتضاها إخلاص العبادة لله وعدم الشرك به .

الشرط الثاني :
هو مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله , فإن مقتضاها وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع ما شرعه وترك البدع والمحدثات قال تعالى (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
فأسلم وجهه يعني أخلص عبادته لله ( وهو محسن ) أي متبع للرسول صلى الله عليه وسلم .
وقال شيخ الإسلام بن تيمية وجماع الدين أصلان ( أن لا يعبد إلا الله ولا نعبده إلا بما شرع , لا نعبده بالبدع كما قال تعالى ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )
وذلك تحقيق الشهادتين , شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله .
ففي الأولى أن لا نعبد إلا إياه , وفي الثانية أن محمدا هو رسول الله المبلغ عنه فعلينا أن نصدق بخبره ونطيع أمره وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لنا ما نعبد الله به ونهانا عن محدثات الأمور وأخبرنا أنها ضلالة ....وقال شيخ الإسلام : العبادة لها أصلان : ــ
أ ) الإخلاص : وهو أن لا يعبد إلا الله تعالى . أي لا يبتغي في عبادته سوى مرضاة الله .
ب) الاتباع : وهو أن لا يعبد الله إلا بما شرع سبحانه من العبادات .
[ العبودية ص 41 ]


المجموع المفيد لمفهوم العبادة (https://majles.alukah.net/t168796/)

https://majles.alukah.net/t177138/ (https://majles.alukah.net/t177138/)

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 01:35 PM
اركان العبادة


1 المحبة

2والخوف
3والرجاء


قال ابن القيم في بدائع الفوائد { ص 522 } -:
وقد جمع الله تعالى هذه المقامات الثلاثة بقوله أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه - فابتغاء الوسيلة هو محبته الداعية إلى التقرب إليه -
ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف فهذه طريقة عبادة وأوليائه وربما آل الأمر بمن عبده بالحب المجرد إلى استحلال المحرمات ويقول المحب لا يضره ذنب .


و قال أيضاً: ولهذا قال بعض السلف من عبد الله تعالى بالحب وحده فهو زنديق
ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري
ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجي
ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن.
قال ابن القيم:
"القلب في سيره إلى الله - عزَّ وجلَّ - بمنزلة الطَّائر؛
فالمحبَّة رأسه،
والخوف والرَّجاء جناحاه،
فمتى سلِم الرَّأس والجناحان،
فالطائر جيِّدُ الطيران،
ومتى قطع الرأس، مات الطائر
، ومتى فقد الجناحان، فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر".
قال ابن القيِّم: "السَّلف استحبُّوا أن يُقَوِّي في الصِّحَّة جناح الخوْف على جناح الرَّجاء، وعند الخروج من الدُّنيا يقوِّي جناح الرَّجاء على جناح الخوْف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره".

وقال: "ينبغي للقلْب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ".
وقال غيره: "أكمل الأحْوال اعْتدال الرَّجاء والخوف، وغلبةُ الحب؛ فالمحبَّة هي المرْكَبُ، والرَّجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنِّه وكرمه". اهـ.
قال حافظ الحكمي في "المنظومة الميميَّة في الوصايا والآداب العلمية":
وَاقْنُتْ وَبَيْنَ الرَّجَا وَالخَوْفِ قُمْ أَبَدًا تَخْشَى الذُّنُوبَ وَتَرْجُو عَفْوَ ذِي الكَرَمِ
فَالخَوْفُ مَا أَوْرَثَ التَّقْوَى وَحَثَّ عَلَى مَرْضَاةِ رَبِّي وَهَجْرِ الإِثْمِ وَالأَثِمِ
كَذَا الرَّجَا مَا عَلَى هَذَا يَحُثُّ لِتَصْ دِيقٍ بِمَوْعُودِ رَبِّي بِالجَزَا العَظِمِ
وَالخَوْفُ إِنْ زَادَ أَفْضَى لِلقُنُوطِ كَمَا يُفْضِي الرَّجَاءُ لأَمْنِ المَكْرِ وَالنِّقَمِ
فَلا تُفَرِّطْ وَلا تُفْرِطْ وَكُنْ وَسَطًا وَمِثْلَ مَا أَمَرَ الرَّحْمَنُ فَاسْتَقِمِ
سَدِّدْ وَقَارِبْ وَأَبْشِرْ وَاسْتَعِنْ بِغُدُوْ وٍ وَالرَّوَاحِ وَأَدْلِجْ قَاصِدًا وَدُمِ
فَمِثْلَمَا خَانَتِ الكَسْلانَ هِمَّتُهُ فَطَالَمَا حُرِمَ المُنْبَتُّ بِالسَّأَمِ
https://majles.alukah.net/t168796/
المجموع المفيد لمفهوم العبادة (https://majles.alukah.net/t168796/)

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 01:42 PM
شروط لا اله الا الله
ذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطاً سبعة، لا تصح إلا إذا اجتمعت، واستكملها العبد، والتزمها بدون مناقضة لشيء منها.
وليس المرادُ من ذلك عدَّ ألفاظِها وحِفْظَهَا؛ فكم من عامي اجتمعت فيه، والتزمها ولو قيل له عَدِّدْها لم يحسن ذلك.
وكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم، وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها.
وهذه الشروط مأخوذة بالتتبع والاستقراء، وقد نظمها الشيخ حافظ الحكمي بقوله:
العلمُ واليقينُ والقبولُ والانقياد فادر ما أقول

والصدق والإخلاص والمحبة وفقك الله لما أحبه

ونظمها بعضهم بقوله:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها

وأضاف بعضهم شرطاً ثامناً ونظمه بقوله:
وزيد ثامنُها الكفران منك بما سوى الإله من الأوثان قد ألها
وهذا الشرط مأخوذ من قوله": من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه

هذه هي الشروط السبعة مع زيادة الشرط الثامن على وجه الإجمال، وإليك تفصيلها:

1_العلم - :والمراد به العلم بمعناها نفياً وإثباتاً، وما تستلزمه من عمل، فإذا علم العبد أن الله عز وجل هو المعبود وحده، وأن عبادة غيره باطلة، وعمل بمقتضى ذلك العلم_فهو عالم بمعناها.
وضد العلم الجهل؛ بحيث لا يعلم وجوب إفراد الله بالعبادة، كأن يرى جواز عبادة غير الله مع الله.
قال تعالى:[فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ] (محمد:19) . وقال:[... إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ] (الزخرف:86) . أي من شهد بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
وقال تعالى:[شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] (آل عمران:18) .

وقال تعالى:[... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ] (الزمر:9) .
وقال:[... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ] (فاطر:28) .
وقال:[وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ] (العنكبوت:43) .
وفي الصحيح عن عثمان قال:قال رسول الله" من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة


2_اليقين:وهو أن ينطق بالشهادة عن يقين يطمئن إليه قلبه، دون تسرب شيء من الشكوك التي يبذرها شياطين الجن والإنس، بل يقولها موقناً بمدلولها يقيناً جازماً. فلابد لمن أتى بها أن يوقن بقلبه، ويعتقد صحة ما يقوله من أحقية إلهية الله_تعالى_وبطلا ن إلهية من عداه، وأنه لا يجوز أن يُصرف لغيره شيءٌ من أنواع التأله والتعبد. فإن شك في شهادته، أو توقف في بطلان عبادة غير الله؛ كأن يقول:أجزم بألوهية الله، ولكنني متردد ببطلان إلهية غيره_بطلت شهادتُه ولم تنفعه. قال تعالى مثنياً على المؤمنين:[وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ] (البقرة:4) . وقد مدح الله المؤمنين_أيضاً_ب قوله:[إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا] (الحجرات:15) . وذم المنافقين بقوله:[... وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ] (التوبة:45) . وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال:قال رسول الله": أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة(5) .
وعنه أن النبي"قال: من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه_فبشِّرْهُ بالجنة(6) .



3_القبول:والقبول يعني أن يقبل كل ما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، فيصدق بالأخبار، ويطيع الأوامر، ويؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله"، ويقبل ذلك كله، ولا يرد منه شيئاً، ولا يجني على النصوص بالتأويل الفاسد، والتحريف الذي نهى الله عنه، بل يصدق الخبر، ويمتثل الأمر، ويقبل كل ما جاءت به هذه الكلمة واقتضته بكل رضا، وطمأنينة، وانشراح صدر.

قال تعالى واصفاً المؤمنين بامتثالهم، وقبولهم، وعدم ردهم:[آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ] (البقرة:285) . وقال تعالى :[قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا] (البقرة:136) . وضد القبول:الرد، فإن هناك من يعلم معنى الشهادة ويوقن بمدلولها، ولكنه يردها كبراً وحسداً. وهذه حال علماء اليهود والنصارى كما قال تعالى عنهم:[الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ] (البقرة:146) . وقال تعالى [... حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ] (البقرة:109) .
وكذلك كان المشركون يعرفون معنى لا إله إلا الله، وصدق رسالة محمد"ولكنهم يستكبرون عن قبول الحق كما قال تعالى عنهم:[إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ] (الصافات:35) .
وقال_تعالى_عنهم:[... فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ] (الأنعام:33) .
وكذلك كان شأن فرعون مع موسى عليه السلام .

يدخل في الرد وعدم القبول من يعترض على بعض الأحكام الشرعية، أو الحدود التي حدها الله عز وجل كالذين يعترضون على حد السرقة، أو الزنا، أو على تعدد الزوجات، أو المواريث، وما إلى ذلك، فهذا كله داخل في الرد وعدم القبول؛ لأن الله يقول [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً] (البقرة:208) .
ويقول:[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ] (الأحزاب:36) .
ويدخل في الرد أيضاً من يعطل أسماء الله وصفاته، أو يمثلها بصفات المخلوقين.


4_الانقياد:وذلك بأن ينقاد لما دلت عليه كلمة الإخلاص. ولعل الفرق بين الانقياد والقبول أن القبول إظهار صحة معنى ذلك بالقول. أما الانقياد فهو الاتباع بالأفعال، ويلزم منهما جميعاً الاتباع. فالانقياد هو الاستسلام، والإذعان، وعدم التعقب لشيء من أحكام الله. قال تعالى وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ] (الزمر:54) .
وقال [وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ] (النساء:125) . وقال:[وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى] (لقمان:22) . وقال تعالى مثنياً على إبراهيم عليه السلام [إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ] (البقرة:131) . ومن الانقياد أيضاً أن ينقاد العبد لما جاء به النبي"رضاً، وعملاً دون تعقب أو زيادة أو نقصان. قال تعالى:[فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً] (النساء:65) .
وإذا علم أحد معنى لا إله إلا الله، وأيقن بها، وقبلها، ولكنه لم ينقد لها، ولم يعمل بمقتضاها_فإن ذلك لا ينفعه، كما هي حال أبي طالب، فهو يعلم أن دين محمد حق، بل إنه ينطق بذلك ويعترف، حيث يقول مدافعاً عن الرسول":
والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا


فاصدع بأمرك لا عليك غضاضة افرح وقر بذلك منك عيونا
ولقد علمت بأن دينَ محمدٍ من خير أديان البرية دينا
لولا الملامةُ أو حِذارُ مسبةٍ لوجدتني سمحا بذلك مبينا
فما الذي نقص أبا طالب ؟ الذي نقصه هو الإذعان والاستسلام.
ومن عدم الانقياد ترك التحاكم لشريعة الله عز وجل واستبدالها بالقوانين الوضعية، الفرنسية، والإنجليزية، وغيرها.

5_الصدق:وهو الصدق مع الله، وذلك بأن يكون العبد صادقاً في إيمانه، صادقاً في عقيدته.
ومتى كان ذلك فإنه سيكون مصدقاً لما جاء في كتاب ربه، وسنة نبيه". فالصدق أساس الأقوال، ومن الصدق أن يصدق في دعوته، وأن يبذل الجهد في طاعة ربه، وحفظ حدوده، قال_تعالى_:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ] (التوبة:119) . وقال في وصف الصحابة:[... رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ] (الأحزاب:23) . وقال:[وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ] (الزمر:33)
وقد ورد اشتراط الصدق في الحديث الصحيح حيث قال": من قال لا إله إلا الله صادقاً من قلبه دخل الجنة(7) .
وضد الصدق الكذب، فإن كان العبد كاذباً في إيمانه فإنه لا يعد مؤمناً، بل هو منافق؛ وإن نطق بالشهادة بلسانه، وحاله هذه أشد من حال الكافر الذي يظهر كفره. فإن قال الشهادة بلسانه وأنكر مدلولها بقلبه فإن هذه الشهادة لا تنجيه، بل يدخل في عداد المنافقين، الذين ذكر الله عنهم أنهم قالوا [. . . نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ] (المنافقون:1) . فرد الله عليهم تلك الدعوى بقوله:[وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ] (المنافقون:1) .

وقال تعالى أيضاً في شأن هؤلاء:[وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ] (البقرة:8) .
وقال:[وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ] (البقرة:204) .
والأدلة في ذلك كثيرة جداً وهي مبسوطة في أوائل سورة البقرة، وفي سورة التوبة أيضاً وغيرها.
فإذا قامت أعمال الإنسان واعتقاداته على عقيدة سليمة كان الإيمان قوياً سليماً، وبالتالي يكون العمل مقبولاً بإذن الله، والعكس بالعكس. ثم إن الناس يتفاوتون في الصدق تفاوتاً عظيماً. ومما ينافي الصدق في الشهادة تكذيب ما جاء به الرسول"أو تكذيب بعض ما جاء به؛ لأن الله سبحانه أمرنا بطاعة الرسول وتصديقه، وقرن ذلك بطاعته قال تعالى :[مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ] (النساء:80) .
وقد يلتبس على بعض الناس الأمر في موضوع اليقين والصدق، لذا يقال:إن اليقين أعم من التصديق، وعلى ذلك يكون كلُّ موقن مصدقاً، وليس كل مصدق موقناً؛ أي بينهما عموم وخصوص كما يقول أهل الأصول؛ أي أن الموقن قد مر بمرحلة التصديق.

6_الإخلاص:وهو تصفية الإنسان عمله بصالح النية و من جميع شوائب الشرك الاكبر والاصغر. وذلك بأن تصدر منه جميع الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله، وابتغاء مرضاته، ليس فيها اى شرك اكبراو اصغر او شائبة رياء، أو سمعة، أو قصد نفع، أو غرض شخصي، أو شهوة ظاهرة أو خفية، أو أن يندفع للعمل لمحبة شخص، أو مذهب، أو مبدأ، أو حزب يستسلم له بغير هدى من الله. والإخلاص كذلك مهم في الدعوة إلى الله تعالى فلا يجعل دعوته حرفة لكسب الأموال، أو وسيلة للتقرب إلى غير الله، أو الوصول للجاه والسلطان. بل لابد أن يكون مبتغياً بدعوته وجه الله والدار الآخرة، ولا يلتفت بقلبه إلى أحد من الخلق يريد منه جزاءً أو شكوراً.

والقرآن والسنة حافلان بذكر الإخلاص، والحث عليه، والتحذير من ضده، ومن ذلك قوله_تعالى_:[أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ] (الزمر:3)، وقوله:[وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] (البينة:5)، وقوله:[قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي] (الزمر:14) . وعن أبي هريرةعن النبي"قوله: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه(8 ) وفي الصحيحين من حديث عتبان فإن الله حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله(9). ويدخل في ذلك الإخلاصُ في اتباع محمد"وذلك بالاقتصار على سنته وتحكيمه، وترك البدع، والمخالفات، ونبذ ما يخالف شرعه من التحاكم إلى ما وضعه البشر من عادات، وقوانين؛ فإن رضيها أو حكم بها لم يكن من المخلصين. وضد الإخلاص الشرك الاكبر والاصغر، والرياء، وابتغاء غير وجه الله.

فإن فقد العبد أصل الإخلاص بالشرك الاكبر فإن الشهادة لا تنفعه أبداً، قال_تعالى_:[وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً] (الفرقان:23) . فلا ينفعه حينئذ أي عمل يعمله؛ لأنه فقد الأصل، قال_تعالى_:[إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً] (النساء:48) .

وإن فقد الإخلاص في عمل من الأعمال ذهب أجر ذلك العمل. - عن أبي هريرة قال:قال رسول الله":قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه - وبالجملة فالإخلاص هو تصفية العمل من كل شوب؛ بحيث لا يمازجه ما يشوبه من شوائب الشرك أو إرادة النفس:إما طلب التزين في قلوب الخلق، وإما طلب مدحهم والهرب من ذمهم، أو طلب تعظيمهم، أو طلب أموالهم أو محبتهم، أو خدمتهم، إلى غير ذلك من الشوائب التي عَقْدُ متفرقها إرادةُ ما سوى الله بالعمل. فمدار الإخلاص على أن يكون الباعث على العمل أولاً امتثال أمر الله.
بل لا يذهب بالإخلاص بعد ابتغاء وجه الله أن يخطر في بال العبد أن للعمل الصالح آثاراً في هذه الحياة، كطمأنينة النفس، وأمنها من المخاوف، وصيانتها من مواقف الهوان، إلى غير هذا من الخيرات التي تعقب العمل الصالح، ويزداد به إقبال النفوس على الطاعات قوة على قوة.


7_المحبة:أي المحبة لهذه الكلمة العظيمة، ولما دلت عليه واقتضته، فيحب الله ورسوله"ويقدم محبتهما على كل محبة، ويقوم بشروط المحبة ولوازمها، فيحب الله محبة مقرونة بالإجلال والتعظيم والخوف والرجاء، فيحب ما يحبه الله من الأنبياء، والرسل، والملائكة، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وما يحبه من الأفعال كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والأقوال كالذكر وقراءة القرآن.
ومن المحبة_أيضاً_تقد يم محبوبات الله على محبوبات النفس وشهواتها ورغباتها، وذلك لأن النار حفت بالشهوات، والجنة حفت بالمكاره.


ومن لوازم تلك المحبة أن يكره ما يكرهه الله ورسوله؛ فيكره الكفار، ويبغضهم، ويعاديهم، ويكره الكفر، والفسوق، والعصيان. قال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ] (المائدة:54) . وقال:[لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ]

وقال تعالى:[قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوه َا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ] (التوبة:24) .

وقال": ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان:أن يكون الله رسوله أحب إليه مما سواهما+ الحديث (11)
وعلامة هذه المحبة الانقياد لشرع الله واتباع محمد"قال_تعالى_:[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ] (آل عمران:31) . وضد المحبة الكراهية لهذه الكلمة، ولما دلت عليه وما اقتضه، أو محبة غير الله مع الله. قال تعالى:[ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ] (محمد:9) .

وقال الله تعالى:[وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ] (البقرة:165) .
فهؤلاء الذين بَيَّن الله جل وعلا شأنهم في هذه الآية يحبون الله، ولكنهم يحبون معه غيره مثل محبته على أحد التفسيرين، ومع ذلك سماهم الله ظالمين، والظلم هنا بمعنى الشرك بدليل قوله_تعالى_في الآية التي تليها:[وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ] (البقرة:167) .

فإذا كان هذا هو شأن من أحب الله، وأحب معه غيره مثل حبه_فكيف بمن أحب غير الله أكثر من حبه لله ؟ وكيف بمن أحب غير الله ولم يحب الله_سبحانه وتعالى_؟. كيف بمن أحب غير الله، وكره الله، وحارب الله_سبحانه وتعالى_؟ !. ومما ينافي المحبة_أيضاً_بغض الرسول"أو بغض ما جاء به الرسول، أو بغض بعض ما جاء به_عليه الصلاة والسلام_. ومما ينافيها موالاة أعداء الله من اليهود، والنصارى، وسائر الكفار والمشركين.
ومما ينافيها أيضاً معاداة أولياء الله المؤمنين. ومما ينافي كمالها المعاصي والذنوب.[محمد بن إبراهيم الحمد]

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 03:34 PM
شروط " شهادة أن لا إله إلا الله " سبعة شروط ،
لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ؛
وهي على سبيل الإجمال ‏:‏
الأول‏ :‏ العلم المنافي للجهل‏ ،
الثاني ‏:‏ اليقين المنافي للشك‏ ،
الثالث‏ :‏ القبول المنافي للرد ‏،‏
الرابع ‏:‏ الانقيادُ المنافي للترك‏ ،
الخامس‏ :‏ الإخلاص المنافي للشرك‏ ،‏
السادس‏ :‏ الصدق المنافي للكذب ‏،
السابع ‏:‏ المحبة المنافية لضدها ، وهو البغضاء‏ .‏
شرح شروط لا اله الا الله
الشرط الأول:
العلم المنافي للجهل‏
قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
فإذا علم العبد ان الله - عز وجل - هو المعبود وحده وأن عبادة غيره باطلة وعمل بمقتضى ذلك فهو عالم بمعناها، قال - تعالى -: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلا اللَّهُ) وقال - تعالى -: (إلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة))
فلا بد أن يكون عالمًا بالنفى والاثبات الذى تضمنته لا اله الا الله.
إله إلا الله-نفي و إثبات، (لا إله) نفي و(إلا الله) إثبات،
(لا إله) تنفي جميع المعبودات وجميع الآلهة بغير حق ،
و(إلا الله) تثبت العبادة بالحق لله وحده ،
فهذه الكلمة العظيمة تتكون من ركنين:
الركن الأول: وهو النفي (لا إله) ، والذي يطابق في الآية السابقة قوله تعالى (وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
الركن الثاني: وهو الإثبات (إلا الله) ، والذي يطابق في الآية السابقة قوله تعالى (اعْبُدُوا اللَّهَ)
اذا السؤال المتعين هنا -
هل يستطيع أحد أن ينفي ويثبت ما تعنيه هذه الكلمة وهو يجهل معناها؟! -
الجواب- لا
-اشترط الله اول الشروط لصحتها العلم فقال- فاعلم انه لا اله الا الله
فلا بد من العلم بمعناها نفيا واثباتا -العلم بما تثبته من التوحيد بأنواعه-
-والعلم بما تنفيه من الشرك والتنديد والالهه
الشرط الثاني:‏
اليقين المنافي للشك‏:
فلا بد أن يكون قائلها مستيقناً بها غير شاك فيها.
فيجب على من أتى بها أن يوقن بقلبه ويعتقد صحة ما يقول من أحقية إلهية الله - تعالى -، وبطلان إلهية من عداه. قال - تعالى -: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيها إلا دخل الجنة)) رواه مسلم.
وعنه - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قال له من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أنه لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة))رواه مسلم.
وقال - تعالى -في وصف المؤمنين: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا) [الحجرات: 15]، أي لم يشكوا بل هم موقنون تمام الإيقان، فأما المرتاب فهو من المنافقين، قال - تعالى -: (إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) [التوبة: 45]

الشرط الثالث:
القبول المنافي للرد
أن يكون قائلها قابلًا لها بقلبه ولسانه؛ فلا يَرُدُّ شيئًا مما جاء عن الله تعالى ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لا بقلبه ولا بلسانه.
كما قال تعالى عن المؤمنين: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾
الشرط الرابع:
الانقيادُ المنافي للترك‏ :
وهو الاستسلام والإذعان لما تدل عليه هذه الكلمة العظيمة،
قال تعال: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ) [الزمر: 54]،
والاستسلام هو الانقياد لأوامر الله، وقال تعالى -: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) [لقمان 22].
والاستسلام لا بد أن يكون قائلها مستسلمًا بقلبه وقالبه لله ولرسوله.
وقال تعالى -: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) [النساء: 125]. وقال - تعالى -: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء: 65]. :
الشرط الخامس:
الإخلاص المنافي للشرك‏ :
وهو تصفية العمل عن جميع شوائب الشرك.
وذلك بأن تصدر منه جميع الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله وابتغاء مرضاته ليس فيها شائبة، قال - تعالى -: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)[البينة: 5] وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه)) رواه البخاري.
وعن عثمان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)) رواه البخاري.
قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5]، وقال تعالى: ﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾ [الزمر: 3]، وقال تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ﴾ [الزمر: 14].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ نَفْسِهِ".
الشرط السادس :
الصدق المنافي للكذب
وذلك بان يصدق مع الله في إيمانه صادقاً في عقيدته صادقاً في أقواله،صادفا فى اعماله صادقاً في دعوته، قال - تعالى -: (يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللَّه وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة[119] و عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صادقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار)) رواه البخاري.
الشرط السابع:
المحبة المنافية لضدها ، وهو البغضاء‏
فيحب هذه الكلمة وما تدل عليه وأهلها العاملين بمقتضاها، فيحب الله ورسوله ويقدم محبتهما على كل محبوب (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)
وقد جمع العلامة حافظ حكمي معناها وشروطها في هذه الأبيات فقال:
وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ *** وَفي نُصُوصِ الوَحْيِ حَقاً وَرَدَتْ
فَإنَّهُ لَمْ يَنتَفِعْ قَائِلُهَا *** بِالنُّطْقِ إلاَّ حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا
الْعِلمُ وَالْيَقِينُ وَالقَبُولُ *** وَالانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالإِخْلاَص وَالْمَحَبَّه *** وَفَّقَكَ الله لِمَا أحَبَّه
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن -
لا يسلم العبد من الكفر أو النفاق إلا باجتماعها [اى بشروط لا اله الا الله،] وباجتماعها والعمل بمقتضاها يكون العبد مسلما؛ إذ لا بد من مطابقة القلب للسان علما وعملا واعتقادا وقبولا ومحبة وانقيادا.
فلا بد من العلم بها المنافي للجهل. ولا بد من الإخلاص المنافي للشرك. ولا بد من الصدق المنافي للكذب، بخلاف المشركين والمنافقين. ولا بد من اليقين المنافي للشك والريب، فقد يقولها وهو شاك في مدلولها ومقتضاها. ولا بد من المحبة المنافية للكراهة. ولا بد من القبول المنافي للرد، فقد يعرف معناها ولا يقبله كحال مشركي العرب. ولا بد أيضا من الانقياد المنافي للترك، لترك مقتضياتها ولوازمها وحقوقها المصححة للإسلام والإيمان

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 03:57 PM
نـواقـض الإسـلام العشـرة
قَـالَ الـعَلّامَـة ابـنُ بَـاز -رَحِمَـهُ الله تعالى
"... وذكـر العلمـاء رحمهـم الله فـي بـاب حكـم المرتـد أن المسلـم قـد يرتـد عـن دينـه بأنـواع كثيـرة مـن النواقـض التـي تحـل دمـه ومالـه ، ويكـون بهـا خارجـا مـن الإسـلام ، ومـن أخطرهـا وأكثرهـا وقوعـا عشـرة نواقـض ذكرهـا الشيـخ الإمـام محمـد بـن عبـد الوهـاب وغيـره مـن أهـل العـلم رحمهـم الله جميعـا .
❶ - الشـرك فـي عبـادة الله ،
قـال الله تعالـى : ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِـرُ أَنْ يُشْـرَكَ بِـهِ وَيَغْفِـرُ مَـا دُونَ ذَلِـكَ لِمَـنْ يَشَـاءُ﴾ [النسـاء:48] ؛
وقـال تعالـى : ﴿إِنَّـهُ مَـنْ يُشْـرِكْ بِـاللَّهِ فَقَـدْ حَـرَّمَ اللَّهُ عَلَيْـهِ الْجَنَّـةَ وَمَـأْوَاهُ النَّـارُ وَمَـا لِلظَّالِمِيـنَ مِنْ أَنْصَـارٍٍ﴾ [المائـدة:72] ؛
ومـن ذلـك دعـاء الأمـوات والاستغاثـة بهـم والنـذر والذبـح لهـم .
❷ - مـن جعـل بينـه وبيـن الله وسائـط يدعوهـم ويسألهـم الشفاعـة ويتوكـل عليهـم فقـد كفـر إجماعـا .
❸- مـن لـم يكفـر المشركيـن أو شـك فـي كفرهـم أو صحـح مذهبهـم كفـر .
❹ - مـن اعتقـد أن هـدي غيـر النبـي صلى الله عليه وسلم أكمـل مـن هديـه ،
أو أن حكـم غيـره أحسـن مـن حكمـه ،
كالذيـن يفضلـون حكـم الطواغيـت علـى حكمـه ، فهـو كافـر .
❺ - مـن أبغـض شيئـاً ممـا جـاء بـه الرسـول ﷺ ولـو عمـل بـه فقـد كفـر ؛ لقولـه تعالـى : ﴿ذَلِـكَ بِأَنَّهُـمْ كَرِهُـوا مَـا أَنْـزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَـطَ أَعْمَالَهُـمْ [محمـد:9] .
➏ - مـن استهـزأ بشـيء مـن ديـن الرسـول ﷺ أو ثوابـه أو عقابـه كفـر ، والدليـل قولـه تعالـى : ﴿قُـلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِـهِ وَرَسُولِـهِ كُنْتُـمْ تَسْتَهْزِئُـون ََ ۝ لَا تَعْتَـذِرُوا قَـدْ كَفَرْتُـمْ بَعْـدَ إِيمَانِكُـمْ﴾ [التوبـة:65 ، 66] .
➐ - السحـر ومنـه الصـرف والعطـف ، فمـن فعلـه أو رضـي بـه كفـر ، والدليـل قولـه تعالـى : ﴿وَمَـا يُعَلِّمَـانِ مِـنْ أَحَـدٍ حَتَّـى يَقُـولَا إِنَّمَـا نَحْـنُ فِتْنَـةٌ فَـلَا تَكْفُـرْ﴾ [البقـرة:102] .
❽ - مظاهـرة المشركيـن ومعاونتهـم علـى المسلميـن ، والدليـل قولـه تعالـى : ﴿وَمَـنْ يَتَوَلَّهُـمْ مِنْكُـمْ فَإِنَّـهُ مِنْهُـمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْـدِي الْقَـوْمََ الظَّالِمِـينَ [المائـدة:51] .
❾ - مـن اعتقـد أن بعـض النـاس يسعـه الخـروج عـن شريعـة محمـد ﷺ فهـو كافـر . لقولـه تعالـى : ﴿وَمَـنْ يَبْتَـغِ غَيْـرَ الْإِسْـلَامِ دِينًـا فَلَـنْ يُقْبَـلَ مِنْـهُ وَهُـوَ فِـي الْآخِـرَةِ مِـنَ الْخَاسِرِيـنَ [آل عمـران:85] .
❿ - الإعـراض عـن ديـن الله لا يتعلمـه ولا يعمـل بـه ، والدليـل قولـه تعالـى : ﴿وَمَـنْ أَظْلَـمُ مِمَّـنْ ذُكِّـرَ بِآيَـاتِ رَبِّـهِ ثُـمَّ أَعْـرَضَ عَنْهَـا إِنَّـا مِـنَ الْمُجْرِمِيـنَ مُنْتَقِمُـونَ [السجـدة:22] .

ولا فـرق فـي جميـع هـذه النواقـض بيـن الهـازل والجـاد والخائـف ، إلا المكـره ، وكلهـا مـن أعظـم مـا يكـون خطـراً ، وأكثـر مـا يكـون وقوعـاً ، فينبغـي للمسلـم أن يحذرهـا ، ويخـاف منهـا علـى نفسـه ، نعـوذ بالله مـن موجبـات غضبـه وأليـم عقابـه".


فهذه نواقض الإسلام *** الشرك مثل الذبح للأصنام
والجن والقبور ثم الثاني *** أن يجعل الشخص بلا برهان
وسائطاً يدعوهم ومن فعل *** ذا فهو ذو كفر بإجماع حصل
ثالثها من لم يكن معتقدا *** تكفير أهل الشرك أو ترددا
في كفرهم أو كان ممن يعتقد *** تصحيح مذهب لهم كفر وزد
رابعها من كان ذا اعتقادِ *** أن سوى هدى النبي الهادي
من هديه أكمل أو أنّ لمن *** سواه حكما في الورى أحسن من
أحكامه فكافر يلحق به *** في الكفر من أبغض ما جاء به
نبينا حتى ولو به عمل *** هذا هو الخامس إما أن تسل
عن سادس فكفِّر المستهزئ *** بديننا أو بالثواب استهزأ
أو بالعقاب سابع الأنواع قل *** السحر منه الصرف مع عطف عمل
فمن له يفعل أو ارتضاه *** فكافر وقد عصا مولاه
ثامنها في عدها من ظاهرا *** على ذوي الإسلام جنداً كافرا
تاسعها من قال أنه يسع *** شخصا من الأناسي أن لا يتبع
نبينا كالخضر إذ لم يتبع *** موسى ولم يعمل بماله شرع
عاشرها الإعراض عن دين الهدى *** والصدف عن منهاجه تعمدا
كحال من أعرض عن تعلمه *** ولم يكن ذا عمل بمحكمه
وهذه الأنواع كفر كلها *** بكل حال جدها وهزلها
وسو بين خائف وغيره *** واستثن منهم مكرها لعذره
وختم قولي بالصلاة أبدا *** على النبي الهاشمي أحمدا
وبالسلام وجميع الآل *** وصحبه الغر وكل تالي
نظمها الشيخ العلامة
سعد بن حمد بن عتيق
المتوفى عام 1349هـ

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 04:12 PM
https://majles.alukah.net/imgcache/2021/01/33.jpg

محمدعبداللطيف
2021-01-30, 05:00 PM
شرح نواقض الإسلام
بعث الله -تعالى- محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق،
وارتضى الإسلام للناس جميعاً،
وحذّرهم من ارتكاب ما يناقضه،
وقد بيّن العلماء رحمهم الله العديد من النواقض التي يعدّ مرتكبها مرتداً خارجاً عن ملّة الإسلام،
وقالوا بأن أخطر النواقض وأكثرها انتشاراً عشرة نواقض،
و بيانها فيما يلى
الشرك بالله يُعدّ الشرك في عبادة الله -تعالى- أعظم أنواع الردّة عن الإسلام،
و يقع الإنسان في الشرك بصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تعالى،
كالسجود لغير الله تعالى، أو النذر لغير الله، أو الذبح لغير الله، أو الاستغاثة بالقبور أو بالموتى، أو الطواف بالأضرحة وغيرها،
ومما يدل على أن الشرك من أخطر الذنوب،
قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا)،[٧]، وقوله عز وجل:
(إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)

اتّخاذ الإنسان واسطة بينه وبين الله تعالى- نوع من أنواع الشرك،
فالشرك عام، وهذا النوع من الشرك خاص بمن يجعل بينه وبين الله واسطة،
كالذي يقول يا محمد اشفع لي عند ربي،
أو يقول يا محمد أغثني، أو يتخذ أحد الملائكة -عليهم السلام- أو جنيّاً أو قبراً واسطة بينه وبين الله،
ويزعم أنهم يُقرّبونه إلى الله تعالى،
وقد بيّن العلماء أن هذا العمل كفر بإجماع الأمّة،
وبيّن الله -تعالى- ذلك في القرآن الكريم، حيث قال: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ).

عدم تكفير المشركين أو الشك في كفرهم
فإن كلمة التوحيد لا إله إلا الله، توجب أمرين؛
وهما الإيمان بالله، والكفر بالطاغوت، والمقصود بالكفر بالطاغوت إنكار عبادة غير الله -تعالى- ونفيها، والبراءة منها ومن أهلها، ومعاداتهم،
وبناءً على ذلك فإن الاعتقاد بعدم كفر المشركين؛ كاليهود، ، والنصارى، والوثنيين عباد القبور، والشيوعيين وغيرهم،
ناقض من نواقض الإسلام،
بل حتى الشك في كفر المشركين يعتبر ناقضاً من نواقض الإسلام،
كالذي يقول: لا أعلم قد يكون أصحاب الديانات الأخرى على حق،
أو يقول: يجوز التديّن بالنصرانية، أو اليهودية، أو الإسلام فكلها ديانات سماوية.
كل هذا ممن الشك فى كفر المشركين

تفضيل أي حكم على حكم وهدي رسول الله الاعتقاد بأن أي هدي غير هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، يُعد خروجاً عن ملّة الإسلام،
ويشمل هذا الناقض الاعتقاد بأن الشريعة الإسلامية لا تصلح للتطبيق في القرن الواحد والعشرين،
أو أنها سبب في تخلّف المسلمين، أو الدعوة إلى حصرها فيما بين العبد وربه وعدم تدخّلها في شوؤن الحياة، أو تفضيل الأنظمة والقوانين التي يضعها البشر على النظام الإسلامي،
أو القول بجواز الحكم بغير شريعة الله -تعالى- في المعاملات والحدود
، حتى وإن لم يعتقد أفضليّتها على حكم الله.

بغض شيء مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأصل في الإسلام القبول التام المطلق لكل ما شرعه الله -تعالى- على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم،
وبناءاً على ذلك فإن بُغض أي شعيرة من شعائر الإسلام كالحجاب، أو بعض المظاهر الدينية، أو الحدود الشرعية يُعد نقضاً للإسلام، وكفراً مخرج من الملّة، ودليلاً على النفاق،
لقول الله تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ).

الاستهزاء بالله او الرسول او القرآن يعد من نواقض الاسلام
او الاستهزاء بالدين وشعائر الاسلام كالزكاة، أو الصلاة، أو الجنة، أو النار،
يُعد ناقضاً من نواقض الدين، وكفر مخرج من الملّة،
فقد رُوي أن جماعة من المنافقين استهزؤوا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، وقالوا: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أتجبن عند اللقاء)، يقصدون بكلامهم النبي -عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم، فأنزل الله -تعالى- فيهم آيات تتلى إلى قيام الساعة، وهي قوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ).

السحر يُعد تعلم السحر والعمل به ناقضاً من نواقض الإسلام، لا سيّما أن تعلمه يستلزم الكفر بالله تعالى، مصداقاً لقول الله عز وجل: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ)،[١٦]
و السحر طلاسم وقراءات يستخدمها الساحر للتأثير على عقل المسحور، وجسده، وإرادته،

مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين
المقصود بمظاهرة المشركين على المسلمين أن يكون أولئك أنصاراً وظهوراً وأعواناً للكفار ضد المسلمين، فينضمون إليهم، ويذبّون عنهم بالمال والسنان والبيان، فهذا كفر يناقض الإيمان

الاعتقاد بإمكانية خروج بعض الناس عن الإسلام إن الاعتقاد بجواز الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، والتعبّد لله -تعالى- بغير شريعته؛ ، يُعد ناقضاً للإسلام،
الإعراض عن دين الله
كفر الإعراض،أن يُعرض بسمعه وقلبه عن الرسول؛ لا يصدقه ولا يكذبه، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغى إلى ما جاء به البتة" اهـ .
ومن هذا البيان لمعنى الإعراض يتبين لك حكم كثير من عباد القبور في زماننا هذا وقبله؛ فإنهم معرضون عما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - إعراضاً كليًّا بأسماعهم وقلوبهم، لا يصغون لنصح ناصح وإرشاد مرشد، فمثل هؤلاء كفار لإعراضهم.
قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ .
ولا يقال: إنهم جهال فلا يكفرون لجهلهم؛
لأنه يقال: إن الجاهل إذا بُيِّن له خطؤه؛ انقاد للحق، ورجع عن الباطل،
وهؤلاء مصرون على عبادتهم الأوثان،
ولا يصغون لكلام الله ولا لكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -
ويصدون عن إرشاد الناصحين صدوداً،
ولعلهم يتعرضون بالأذى لمن أنكر عليهم أباطيلهم وفجورهم،
فقد قامت عليهم الحجة؛
فلا عذر لهم سوى العناد.
قال –تعالى-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ
الإعراض عن معرفة التوحيد و ضده من الإشراك بالله ،
وهذا الإعراض يؤدي إلى الجهل بالتوحيد و الوقوع في الشرك ،
ولذلك نقول :
كل من وقع في الشرك الأكبر وعبد الأموات و الصالحين هذا لم يقع في ذلك إلا لأنه أعرض عن تعلم أصل الدين ، فجهل بذلك التوحيد وجهل الشرك ،
و هل يعذر بذلك ؟ الجواب : لا ،
قال ابن القيم - رحمه الله -: " كل من أعرض عن الاهتداء بالوحي الذي هو ذكر الله فلابد أنه يقول يوم القيامة ﴿ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴾ الزخرف: 38 ،
فإن قيل: فهل لهذا عذر في ضلاله إذا كان يحسب أنه على هدى، كما قال تعالى ﴿ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴾
قيل: لا عذر لهذا وأمثاله من أهل الضلال الذين منشأ ضلالهم الإعراض عن الوحي الذي جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -،
ولو ظن أنه مهتد،
فإنه مفرِّط بإعراضه عن اتباع داعي الهدى،
فإذا ضل فإنما أُتي من تفريطه وإعراضه
وهذا بخلاف من كان ضلاله لعدم بلوغ الرسالة وعجزه عن الوصول إليها،
فذاك له حكم آخر.
والوعيد في القرآن إنما يتناول الأول،
وأما الثاني فإن الله لا يعذب أحداً إلا بعد إقامة الحجة عليه " [انظر مفتاح دار السعادة (1/ 43) قال الشيخ صالح ال الشيخ-
الإعراض هو الناقض العاشر من نوا قض الإسلام ، التي ذكرها إمام الدعوة النواقض العشرة ؟
فقال : العاشر الإعراض عن دين الله لايتعلمه، ولا يعمل به مثل عمل الملاحدة ، عمل الذي لا يأبه بهذا الدين ، ليس له همة في هذا الدين ، لا في تعلم التوحيد ولا في تعلم أحكام العبادة والصلاة .. إلى آخره
وليس له همة في العلم به ، فهو لا يعلم الحق ، لا لأجل أن الحق لا يستطيع الوصول إليه ،
ولكن لأجل إعراضه كما قال =جل وعلا – (( بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ))
وقال –جل وعلا – في سورة الكهف : (( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه )) ونحو ذلك من الآيات
فالإعراض عن دين الله ، الذي هو ناقض من نواقص الإسلام وكفر الذي هو كفر الإعراض ، هو أن لايتعلم ولا يعمل ، ليس له همة مثل الماديين ومثل الذي همه الدنيا ، ليس له همة في تعلم دين ولا محبة الله ورسوله وليس له همة في العمل البتة ، فهذا هو المعرض
الجواب المبين فى كفر المعرضين عن اصل الدين (https://majles.alukah.net/t170959/)

محمدعبداللطيف
2021-02-01, 10:28 PM
أسئلة وأجوبة فى العقيدة والتوحيد للمبتدئين
س - من أين يأخذ المسلم عقيدته؟
ج - يأخذها من كتاب الله وصحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وذلك وفق فهم الصحابة والسلف الصالح.
س - ما معنى [لا إله إلا الله]؟
ج - نفي استحقاق العبادة لغير الله
وإثباتها لله وحده
س - ما شروط قبول العمل الصالح؟
الجواب - إخلاص العبادة لله وحده.
والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.
س - ما معنى الاسلام ؟
ج - الإسلام هو: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله -
س - ما هى اركان الاسلام
ج - أركانه خمسة
"بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان". [متفق عليه].
س - ما معنى الايمان بالله ؟
ج - الايمان بالله هو الاعتقاد الجازم بوجوده سبحانه وتعالى ، وربوبيته ، وألوهيته ، وأسمائه وصفاته .
ى الله عليه وسلم في قوله: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه، ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره".
ما معنى الايمان بالملائكة
هو الإقرار اللازم بوجودهم وأن الله خلقهم لعبادته وتنفيذ أمره والإيمان بهم يتضمن أمورًا:1
) الإيمان بوجودهم.
2) الإيمان بمن علمنا اسمه منهم كجبريل وميكائيل وإسرافيل.
3) الإيمان بما علمنا من صفاتهم كعظم خلقهم.

4 - الإيمان بما علمنا من وظائفهم.
5) محبتهم وموالاتهم.

س- ما معنى الايمان بالكتب
ج - الايمان بالكتب - يتضمن التصديق الجازم بأن كلَّها منزل من عند الله تعالى، على رسله صلوات الله تعالى وسلامه عليهم، إلى عباده بالحق والهدى.
وأنها كلام الله تعالى
والإيمان بكل ما فيها من الشرائع،
وأنه واجب على الأمم الذين نزلت إليهم الانقيادُ لها،
والحكم بما فيها؛
وأن كل مَن كذَّب بشيء منها أو أبَى الانقياد لها،
يكفُرُ بذلك؛
كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ}
وأن جميعها يصدِّق بعضُها بعضًا لا يكذبه؛
كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ} -
ثم الإيمان بكتب الله عز وجل يجب إجمالًا فيما أجمل، وتفصيلًا فيما فصل؛
من كتبه تعالى :
التوراةَ على موسى عليهوالسلام، والإنجيل على عيسى السلام، والزَّبور على داود عليه الصلاة والسلام،
و صحف إبراهيم ومويى عليهما السلام والقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم،
وقد أخبر الله تعالى عن التنزيل على رسله مجملًا في قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} [النساء:136]،
ثم لا بد في الإيمان بالكتاب من امتثال أوامره، واجتناب مناهيه، وتحليل حلاله، وتحريم حرامه، والاعتبار بأمثاله، والاتِّعاظ بقصصه، والعمل بمُحْكمه، والتسليم لمتشابِهه، والوقوف عند حدودِه، وتلاوته آناء الليل والنهار، والذَّبِّ عنه، والنصيحة له ظاهرًا وباطنًا بجميع معانيها، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه، فذلك كله مأمور به في الكتاب؛
قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7]،
وان الكتب السابقة منسوخة بالقرآن الكريم؛
لقول الله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ﴾[المائدة: 48]. فكلمة: (وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) تقتضي أن القرآن الكريم حاكم على جميع الكتب السابقة، وأن السلطة له، فهو ناسخ لجميع ما سبقه من الكتب
س - ما معنى الإيمان بالرسل؟
ج - هو التصديق الجازم بأن الله بعث في كل أمة رسولًا منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [النحل: 36].
س - ما معنى الإيمان باليوم الآخر؟
ج - هو التصديق الجازم بوقوعه ويدخل في ذلك الإيمان بالموت وما بعده من فتنة القبر وبالنفخ في الصور وقيام الناس لربهم، ونشر الصحف ووضع الميزان، والصراط، والحوض، والشفاعة، ومن ثم إلى الجنة أو إلى النار ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُ مْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 87].
س - ما معنى الإيمان بالقدر؟
ج - هو التصديق الجازم أن كل خير أو شر إنما هو بقضاء الله وقدره وأنه الفعال لما يريد قال صلى الله عليه وسلم: " لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبًا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار ". [أحمد وأبو داود].
س - ما حكم دعاء الأموات أو الغائبين؟
الجواب - سؤال الأموات أو الغائبين شرك؛ لأن الدعاء عبادة لا يستحقه إلا الله لقوله تعالى: ) ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ﴾ [فاطر: 13- 14].
س - ما القرآن؟
ج- القرآن هو كلام الله، المتعبد بتلاوته سمعه منه جبريل ثم بلغه جبريل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
س - ما البدعة؟
ج - المراد بالبدعة ما أحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه.
س - ما أعظم الذنوب وأكبرها عند الله؟
ج -أعظم الذنوب وأكبرها عند الله الشرك بالله
قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].
ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن أي الذنب أعظم؟
قال: "أن تجعل لله ندًا وهو خلقك". متفق عليه
سؤال -أين الله ؟
الجواب - في السماء على العرش .
س - ما الدليل من القرآن على أن الله على العرش ؟
الجواب قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى) .
س - ما معنى ( استوى) ؟
الجواب - علا وارتفع .
س - لماذا خلق الله الجن والإنس ؟
ج - لعبادته وحده لاشريك له .
س - ما الدليل من القرآن على أن الله خلق الجن والإنس لعبادته ؟
الجواب ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) .
س- ما معنى ( يعبدون ) ؟
ج- يوحدون .
س- ما معنى لا إله إلا الله ؟
ج- لا معبود حق إلا الله .
س- ما أعظم الاوامر التى أمر الله به ؟
ج - أعظم أمرالتوحيد .
س- ما أعظم ما نهى الله عنه ؟
ج - اعظم ما نهى الله عنه الشرك .
س - ماهو التوحيد ؟
ج - التوحيد إفراد الله بالعبادة .
س - كم أقسام التوحيد؟
الجواب - أقسامه ثلاثة:
1) توحيد الربوبية وهو: إفراد الله بأفعاله كالخلق والرزق والإحياء.2
) توحيد الألوهية وهو: إفراد الله بالعبادات كالصلاة والنذر والصدقة.
3) توحيد الأسماء والصفات وهو: إثبات ما أثبته الله ورسوله من الأسماء الحسنى والصفات العلا لله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
. س - ما هو الشرك ؟
هو : اتخاذ الشريك أو الند مع الله جل وعلا في الربوبية أو في العبادة أو في الأسماء والصفات
س - ما هو الشرك الاكبر
الجواب -
الشرك الأكبر : وهو أن يصرف لغير اللهِ ما هو محض حق الله من ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .
وهذا الشرك تارة يكون ظاهراً :
كشرك عبَّاد الأوثان والأصنام وعبَّاد القبور والأموات والغائبين .
وتارة يكون خفياً :
كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة ، أو كشرك وكفر المنافقين ؛ فإنهم وإن كان شركهم أكبر يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار ؛ إلا أنه شرك خفي ، لأنهم يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والشرك فهم مشركون في الباطن دون الظاهر .
كما أن هذا الشرك تارة يكون في الاعتقادات :
كاعتقاد أن هناك من يخلق أو يحي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون مع الله تعالى.
أو اعتقاد أن هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله ، فيطيعونه في تحليل ما شاء وتحريم ما شاء ولو كان ذلك مخالفا لدين الرسل .
أو اعتقاد أن هناك من يعلم الغيب مع الله ،

وتارة يكون في الأقوال :
كمن دعا أو استغاث أو استعان أو استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ؛ سواء كان هذا الغير نبيا أو وليا أو مَلَكا أو جِنِّياًّ ، أو غير ذلك من المخلوقات ، فإن هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة .
وكمن استهزأ بالدين أو مثل اللهَ بخلقه ، أو أثبت مع الله خالقاً أورازقاً أو مدبراً ، فهذا كله من الشرك الأكبر والذنب العظيم الذي لا يغفر .

وتارة يكون في الأفعال :
كمن يذبح أو يصلي أو يسجد لغير الله ، أو يسن القوانين التي تضاهي حكم الله ويشرعها للناس ، ويلزمهم بالتحاكم إليها ، وكمن ظاهر الكافرين وناصرهم على المؤمنين ، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان ، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام .

سؤال ما هو الشرك الاصغر
الجواب هو كل ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر ، أو ورد في النصوص أنه شرك ، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر .
وهذا يكون في الغالب من جهتين :
الأولى : من جهة التعلق ببعض الأسباب التي لم يأذن الله جل وعلا بها ، كتعليق الكَفِّ والخرز ونحو ذلك على أنها سبب للحفظ أو أنها تدفع العين والله تعالى لم يجعلها سبباً لذلك لا شرعاً ولا قدراً .
الثانية : من جهة تعظيم بعض الأشياء التعظيم الذي لا يوصلها إلى مقام الربوبية ، كالحلف بغير الله ، وكقول : لولا الله وفلان ، وأشباه ذلك.
س هل الإيمان قول وعمل ؟
ج - نعم
قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .

س- ما حكم الحلف بغير الله ؟
ج-الحلف بغير الله شرك أصغر، ومن أكبر الكبائر؛ لما روى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )، قال ابن مسعود رضي الله عنه: " لئن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا ".

س - ما الدليل على أن المشرك إذا مات ولم يتب لا يغفر له ؟
ج - قوله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ) .

س - ما الدليل من القرآن على وجوب عبادة الله وحده وتحريم الشرك بالله ؟
ج - قوله تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) .

س - من أول الرسل ؟
ج - نوح عليه السلام .
س - من آخر الرسل ؟
ج - محمد صلى الله عليه وسلم .

ما مهمة الرسل عليهم الصلاة والسلام ؟
الدعوة الى الاسلام وأول دعوة الرسل
الدعوة الى التوحيد والنهى عن الشرك

س - ما أول ما فرض الله على ابن آدم ؟
ج اول ما فرض الله على ابن ادم
الكفر بالطاغوت والايمان بالله .
ولمزيد من الشرح والتفصيل فى هذا الموضوع على هذا الرابط
أول ما فرض الله على ابن ادم الكفر بالطاغوت (https://majles.alukah.net/t155978/)


س- ما شروط قبول العمل عند الله ؟
الجواب - الإخلاص لله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم .
س - ما هما الاصلان الذى قام عليه دين الاسلام
الأصلان هما :
الإخلاص
والاتباع،
يقول الله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان،
أحدهما:
ألا نعبد إلا الله،
والثاني: ألا نعبده إلا بما شرع،
وهذان الأصلان هما تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
فلا يتحقق إسلامُ عبدٍ، ولا يُقْبَلُ منه قولٌ ولا عملٌ ولا اعتقادٌ إلا إذا حقَّق هذين الأصلين

س - مامعنى المتابعة للنبى صلى الله عليه وسلم ؟
ج - المتابعة هي الاقتداء والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات، والأقوال، والأفعال، وأن تفعل العبادة كما فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم بدون زيادة أو نقصان .

س - ماهي الهجرة ؟
ج - الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .

س - متى تجب الهجرة على المسلم ؟
ج -إذا لم يستطيع إظهار دينه .

س - ما الفرقة الناجية يوم القيامة؟
ج - قال صلى الله عليه وسلم: (وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة. قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي).حسنه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).

محمدعبداللطيف
2021-02-02, 01:44 AM
شرح رسالة أصل دين الإسلام و قاعدته للشيخ عبد الرحمن بن حسن (https://majles.alukah.net/t155796/)

محمدعبداللطيف
2021-02-02, 01:46 AM
تهذيب وتقريب -لشرح رسالة أصل دين الاسلام (https://majles.alukah.net/t175798/)

محمدعبداللطيف
2021-02-04, 10:04 PM
شروط لا اله الا الله
قال الشيخ حافظ الحكمي في منظومته سلم الوصول :
العلم واليقين والقبـــــول ***** والانقيـاد فادر ما أقول
والصـدق والإخلاص والمحبة ***** وفقك الله لما أحبــــه
الشرط الأول :
(العلم ) بمعناها المراد منها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل بذلك ، قال الله تعالى : "فاعلم أنه لاإله إلا الله " وقال تعالى : " إلا من شهد بالحق " أي بلا إله إلا الله " وهم يعلمون " بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم . وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " .
الشرط الثاني
( اليقين ) بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً ، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن ، فكيف إذا دخله الشك ، قال الله عز وجل : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا ، أي لم يشكوا ، فأما المرتاب فهو من المنافقين . وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة " وفي رواية لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيُحجب عن الجنة ". وفيه عنه رضي الله عنه من حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه بنعليه فقال " من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة " الحديث ، فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقناً بها قلبه غير شاك فيها ، وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط .
الشرط الثالث
(القبول ) لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه ، وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قَبِلها وانتقامه ممن ردها وأباها قال تعالى : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ، وقفوهم إنهم مسؤلون) إلى قوله ( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ) فجعل الله علة تعذيبهم وسببه هو استكبارهم عن قول لا إله إلا الله ، وتكذيبهم من جاء بها ، فلم ينفوا ما نفته ولم يثبتوا ما أثبتته ، بل قالوا إنكاراًً واستكباراً ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيءٌ عجاب . وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على ألهتكم إن هذا لشيءٌ يُراد . ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ) فكذبهم الله عز وجل ورد ذلك عليهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فقال ( بل جاء بالحق وصدق المرسلين ) ... ثم قال في شأن من قبلها ( إلا عباد الله المخلصين . أولئك لهم رزقٌ معلوم . فواكه وهم مكرمون . في جنات النعيم ) وفي الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير . وأصاب منها طائفة أُخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تُنبت كلأً ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه مابعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذللك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به " .
الشرط الرابع
( الانقياد ) لما دلت عليه المنافي لترك ذلك ، قال الله عز وجل ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) أي بلا إله إلا الله ( وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) ومعنى يُسلم وجهه أي ينقاد ، وهو محسن موحد ، ومن لم يسلم وجهه إلى الله ولم يك محسناً فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى ، وهو المعني بقوله عز وجل بعد ذلك ( ومن كفر فلا يحزنك كفره ، إلينا مرجعهم فننبؤهم بما عملوا ) وفي حديث صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جِئت به" وهذا هو تمام الانقياد وغايته .
والخامس
(الصدق ) فيها المنافي للكذب ، وهو أن يقولها صدقاً من قلبه يواطىء قلبه لسانه ، قال الله عز وجل ( الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) وقال في شأن المنافقين الذين قالوها كذباً ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين . يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون )
وفي الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي لله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار".
والسادس
( الإخلاص) وهوتصفية العمل عن جميع شوائب الشرك قال تبارك وتعالى : ( ألا لله الدين الخالص ) وقال ( قل الله أعبد مخلصاً له ديني ) وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه " ...
والسابع (المحبة ) لهذه الكلمه ولما اقتضته ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها وبغض ما ناقض ذلك ، قال الله تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ) فأخبر الله تعالى أن الذين آمنوا أشد حباً لله ؛ وذلك لأنهم لم يشركوا معه في محبته أحدا كما فعل مدعوا محبته من المشركين الذين اتخذوا من دونه أنداداً يحبونهم كحبه ، وفي الصحيحين من حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " .المصدر الاسلام سؤال وجواب

محمدعبداللطيف
2021-02-04, 10:33 PM
أصل دين الإسلام وقاعدته أمران:
قاعدته أمران:

-الأول:الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له والتحريض على ذلك، والموالاة فيه وتكفير من
تركه.

الثاني:الإنذار عن الشرك في عبادة الله والتغليظ في ذلك، والمعادة فيه وتكفير من فعله.
فلا يتم مقام التوحيد إلا بهذا وهو دين الرسل أنذروا قومهم من الشرك .

وقال أيضا :-
والمخالفون في ذلك أنواع:-فأشدهم مخالفة: من خالف في الجميع.
ومن الناس من عبد الله وحده، ولم ينكر الشرك، ولم يعاد أهله.

ومنهم:
من عاداهم، ولم يكفرهم.
ومنهم:
من لم يحب التوحيد، ولم يبغضه.
ومنهم:
من كفرهم، وزعم أنه مسبَّة للصالحين.
ومنهم:
من لم يبغض الشرك، ولم يحبه.
ومنهم:
من لم يعرف الشرك، ولم ينكره.
ومنهم:
من لم يعرف التوحيد، ولم ينكره.
ومنهم:
وهو أشد الأنواع خطرًا،من عمل بالتوحيد لكن لم يعرف قدره، ولم يبغض من تركه، ولم يكفرهم.

ومنهم:
من ترك الشرك وكرهه، ولم يعرف قدره، ولم يعاد أهله ولم يكفرهم، وهؤلاء: قد خالفوا ما جاءت به الأنبياء من دين الله سبحانه وتعالى،والله أعلم-

روابط الشرح

تهذيب وتقريب -لشرح رسالة أصل دين الاسلام (https://majles.alukah.net/t175798/)

-

شرح رسالة أصل دين الإسلام و قاعدته للشيخ عبد الرحمن بن حسن (https://majles.alukah.net/t155796/)

محمدعبداللطيف
2021-02-05, 11:11 AM
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى الاصول الثلاثة:
مِلَّةَ إِبْراهِيمَ -: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ، وَبذَلكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛
قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}
قوله : (أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) هذا هو معنى الحنيفية التي أمر الله بها.
والإخلاص معناه
تخليص الأعمال من الشرك بالله ، وإفراد الله تعالى وحده بالعبادة .
ومن أخلص العبادة لله فهو من المسلمين الموعودين بدخول الجنة والنجاة من النار.
ومن لم يخلص لله تعالى فهو مشرك كافر مخلد في عذاب جهنم.
فالإخلاص في العبادة هو إفراد الله تعالى بها ، بأن يؤديها لله وحده لا شريك له، تقرباً إليه جل وعلا بامتثال أمره ورجاء ثوابه وخوف عقابه.
ومن عبد الله وحده فقد أخلص العبادة لله جل وعلا، وصفاها ونقاها من عبادة غيره جل وعلا، وهذا هو التوحيد المأمور به.
وأما من صرف عبادة من العبادات لغير الله تعالى فهو غير مخلص لله في العبادة، وإنما أشرك معه غيره، فيستحق على شركه العذاب الشديد والحرمان مما جعله الله لعباده المخلصين من الثواب العظيم ، وهذا هو الخسران المبين
قوله: (وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، وَمَعْنَى يَعْبُدُونِ: يُوَحِّدُونِ).
أي خلقهم الله لعبادته كما قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
هذا الأسلوب في لسان العرب يسمى الحصر ، فالله حصر الغاية من خلق الجن والإنس في عبادته جل وعلا وحده لا شريك له.
فمن لم يفعل ذلك لم يؤدِّ ما خلق لأجله؛ فيستحق العذاب على تركه ما خلق لأجله.
أما من امتثل هذا الأمر فعبد الله وحده لا شريك له فقد أدَّى ما خُلِق لأجله، وقد جعل الله له الثواب العظيم الجزيل، ووعده أن يدخله الجنة خالداً فيها في النعيم المقيم ،
فالغاية من خلق الجن والإنس هي عبادة الله وحده لا شريك له.
قوله : (وَمَعْنَى يَعْبُدُونِ: يُوَحِّدُونِ) هذا تفسير باللازم، لأن العبادة إذا لم تكن خالصة لله تعالى فهي باطلة، ليست بشيء ، ويجعلها الله يوم القيامة هباء منثوراً كما قال الله تعالى عن المشركين: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} .
فعلم أن العبادة التي تنفع صاحبها إنما هي العبادة المقبولة التي أخلص بها العبد لربه جل وعلا ، فهذه العبادة لا تصح إلا من الموحدين الذين حققوا الشهادتين علما وعملا واعتقادا - شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فتكون عباداتهم خالصة لله تعالى صواباً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك تكون مقبولة عند الله نافعة لهم.
مِلَّةَ إِبْراهِيم أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَhttps://majles.alukah.net/t185553/ (https://majles.alukah.net/t185553/)

محمدعبداللطيف
2021-02-05, 11:15 AM
كيف يتم الكفر بما يعبد من دون الله أو كيف يتم الكفر بالطاغوت
الرابط
(https://majles.alukah.net/t184869/)https://majles.alukah.net/t184869/

محمدعبداللطيف
2021-02-05, 11:17 AM
أول ما فرض الله على ابن ادم الكفر بالطاغوت (https://majles.alukah.net/t155978/)https://majles.alukah.net/t155978/

محمدعبداللطيف
2021-02-05, 11:19 AM
المدخل الى فهم الاسلام (https://majles.alukah.net/t185288/)https://majles.alukah.net/t185288/

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 03:54 PM
ملة إبراهيم
( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين )
بهذه النصاعة، وبهذا الوضوح بين الله تعالى لنا المنهاج والطريق... فالطريق الصحيح والمنهاج القويم.. هو ملة إبراهيم... لا غموض في ذلك ولا التباس، ومن يرغب عن هذه الطريق بأى حجة او زعم - والمزاعم كثيرة .. أو أن سلوكها يجر فتناً وويلات على المسلمين، أو غير ذلك من المزاعم الجوفاء.. التي يلقيها الشيطان في نفوس ضعفاء الإيمان - فهو سفيه، مغرور يظن نفسه أعلم بأسلوب الدعوة من إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي زكاه الله فقال: ( ولقد آتينا إبراهيم رشده ) ، وقال: ( ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين )، وزكى دعوته لنا وأمر خاتم الأنبياء والمرسلين باتباعها، وجعل السفاهة وصفاً لكل من رغب عن طريقه ومنهجه. وملة إبراهيم تقوم على:
-1 -إخلاص العبادة لله وحده، بكل ما تحويه كلمة العبادة من معان.
- 2 - والبراءة من الشرك وأهله.
يقول الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: "أصل دين الإسلام وقاعدته أمران:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له والتحريض على ذلك والموالاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله والتغليظ في ذلك والمعاداة فيه وتكفير من فعله"اهـ.
وهذا هو التوحيد الذي دعا إليه الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.. وهو معنى لا إله إلا الله. إخلاص وتوحيد وإفراد لله عز وجل في العبادة والولاء لدينه ولأوليائه، وكفر وبراءة من كل معبود سواه ومعاداة أعدائه..
فهو توحيد اعتقادي وعملي في آن واحد.. فسورة الإخلاص - دليل على الاعتقادي منه وسورة الكافرون - دليل على العملي، وكان النبي صلوات الله وسلامه عليه يكثر من القراءة بهاتين السورتين ويداوم عليهما في سنة الفجر وغيرها.. لأهميتهما البالغة.
وقد يظن ظان أن ملة إبراهيم هذه تتحقق في زماننا هذا بدراسة التوحيد، ومعرفة أقسامه وأنواعه الثلاثة معرفة نظرية وحسب.. مع السكوت عن أهل الباطل وعدم إعلان وإظهار البراءة من باطلهم.
فلمثل هؤلاء نقول: لو أن ملة إبراهيم كانت هكذا لما ألقاه قومه من أجلها في النار، بل ربما لو أنه داهنهم وسكت عن بعض باطلهم ولم يسفه آلهتهم ولا أعلن العداوة لهم واكتفى بتوحيد نظري يتدارسه مع أتباعه تدارساً لا يخرج إلى الواقع العملي متمثلاً بالولاء والبراء والحب والبغض والمعاداة والهجران في الله. ربما لو أنه فعل ذلك لفتحوا له جميع الأبواب، بل ربما أسسوا له مدارس ومعاهد كما في زماننا يدرس فيها هذا التوحيد النظري..وَكَذَٰل ِكَ يَفْعَلُونَ - ولربما وضعوا عليها لافتات ضخمة وسموها: مدرسة أو معهد التوحيد، وكلية الدعوة وأصول الدين.. وما إلى ذلك.. فهذا كله لا يضرهم، ولا يؤثر فيهم ما دام لا يخرج إلى الواقع والتطبيق..
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في الدرر السنية: "لا يُتصور أن -أحداً- يعرف التوحيد ويعمل به ولا يعادي المشركين ومن لم يعادهم لا يقال له عرف التوحيد وعمل به" أهـ. جزء الجهاد ص167.
وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أنه سكت في بادىء الأمر عن تسفيه أحلام قريش والتعرض لآلهتهم وعيبها ولو أنه "حاشاه" كتم الآيات التي فيها تسفيه لمعبوداتهم كاللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى.. والآيات التي تتعرض لأبي لهب والوليد وغيرهما.. وكذا آيات البراءة منهم ومن دينهم ومعبوداتهم -وما أكثرها كسورة (الكافرون) وغيرها.. لو فعل ذلك.. وحاشاه من ذلك.. لجالسوه ولأكرموه وقرّبوه.. ولما وضعوا على رأسه سلى الجزور وهو ساجد، ولما حصل له ما حصل من أذاهم مما هو مبسوط ومذكور في الثابت من السيرة.. ولما احتاج إلى هجرة وتعب ونصب وعناء.. ولجلس هو وأصحابه في ديارهم وأوطانهم آمنين.. فقضية موالاة دين الله وأهله ومعاداة الباطل وأهله فُرضت على المسلمين في فجر دعوتهم قبل فرض الصلاة والزكاة والصوم والحج، ومن أجلها لا لغيرها حصل العذاب والأذى والابتلاء.
يقول الشيخ حمد بن عتيق في رسالة له في الدرر السنية: "فليتأمل العاقل وليبحث الناصح لنفسه عن السبب الحامل لقريش على إخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة وهي أشرف البقاع، فإن المعلوم أنهم ما أخرجوهم إلا بعدما صرحوا لهم بعيب دينهم وضلال آبائهم، فأرادوا منه صلى الله عليه وسلم الكف عن ذلك وتوعدوه وأصحابه بالإخراج، وشكا إليه أصحابه شدة أذى المشركين لهم، فأمرهم بالصبر والتأسي بمن كان قبلهم ممن أوذي، ولم يقل لهم اتركوا عيب دين المشركين وتسفيه أحلامهم، فاختار الخروج بأصحابه ومفارقة الأوطان مع أنها أشرف بقعة على وجه الأرض ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) أهـ. من جزء الجهاد ص199.
وهكذا فإن الطواغيت في كل زمان ومكان لا يظهرون الرضا عن الإسلام أو يهادنونه ويقيمون له المؤتمرات وينشرونه في الكتب والمجلات ويؤسسون له المعاهد والجامعات إلا إذا كان ديناً - مقصوص الجناحين - بعيداً عن واقعهم وعن موالاة المؤمنين والبراءة من أعداء الدين وإظهار العداوة لهم ولمعبوداتهم ومناهجهم الباطلة.

حقيقة ملة إبراهيم (https://majles.alukah.net/t172843/)

https://majles.alukah.net/t172843/

(https://majles.alukah.net/t172843/)لا تجتمع ملة إبراهيم و ملة أبي الجهل ؟ (https://majles.alukah.net/t176925/)
(https://majles.alukah.net/t172843/)

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 03:56 PM
معنى الحنيفية
(https://majles.alukah.net/t180471/)
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله الحَنِيفيةُ ملةُ إبراهيمَ، وهيَ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لهُ الدينَ، وهيَ التي قالَ اللَّهُ فيها لنبيِّهِ: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.
فالحنيفيةُ: هيَ الملةُ التي فيها الإخلاصُ للَّهِ وموالاتُهُ، وتركُ الإشراكِ بِهِ سبحانَهُ، والحنيفُ هوَ الذي أقبلَ على اللَّهِ وأعرضَ عمَّا سواهُ، وأخلصَ لهُ العبادةَ، كإبراهيمَ وأتباعِهِ، وهكذا الأنبياءُ وأتباعُهُم.-------------------
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الحَنِيفِيَّةُ: هيَ المِلَّةُ المائِلَةُ عن الشركِ، المَبْنِيَّةُ على الإخلاصِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ------------------------ قالالشيخ عبد الرحمن بن محمد ابن قاسم
أَنَّ الحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ -- الحَنِيفِيَّةُ، طَرِيقَةُ وشَرِيعَةُ الخَلِيلِ إبْرَاهِيمَ، وجَمِيعِ الأنْبِياءِ عَلَيْهم السَّلاَمُ، هي: مَا قَرَّرَها به المُصَنِّفُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا له الدِّينَ، فهذه هي حَقِيقَةُ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ، عِبَادَةُ اللَّهِ بالإخْلاَصِ.
والإخْلاَصُ: حُبُّ اللَّهِ، وإِرَادَةُ وجْهِهِ.
وعِبَادَةُ اللَّهِ بالإِخْلاَصِ، وتَرْكُ عِبَادَةِ مَا سِوَاه: هي المَذْكُورَةُ في قَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ} وفي قَوْلِهِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ}.
والحَنِيفُ مُشْتَقٌّ مِن الحَنْفِ وهو: المَيْلُ، فالحَنِيفُ: المَائِلُ عَن الشِّرْكِ قَصْدًا إلى التَّوْحيدِ. والحَنِيفُ المُسْتَقِيمُ، المُسْتَمْسِكُ بالإِسْلاَمِ، المُقْبِلُ عَلَى اللَّهِ، المُعْرِضُ عن كُلِّ مَا سِوَاه، وكُلُّ مَن كَانَ عَلَى دِينِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.--------------------------
وأَصْلُ الحنيفيَّةِ مَأخوذةٌ مِن الْحَنْفِ، والحَنْفُ معناهُ: الْمَيْلُ، فالحنيفُ: هوَ المائلُ عن الشرْكِ قَصْدًا وإخلاصًا إلَى التوحيدِ، والْحَنيفُ هوَ الْمُقْبِلُ علَى اللهِ سُبحانَهُ وتعالَى، الْمُعْرِضُ عنْ كلِّ ما سواهُ، قالَ تعالَى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا} ،-------------------------------------- قال الشيخ صالح آل الشيخ

[بيان معنى الحنيفية]
فيقول: إن الحنيفية - ملةَ إبراهيم عليه السلام- هي التي أمر الله جل وعلا نبيه، وأمر الناس أن يكونوا عليها، قال جل وعلا: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً}.
وملة إبراهيم هي التوحيد؛ لأنه هو الذي تركه فيمن بعده، حيث قال جـل وعـلا: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ}.
هذه الكلمة: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي} اشتملت على نفي في الشق الأول، وعلى إثبات في الشق الثاني، {إنني براءٌ مما تعبدون} البراءةُ نفي، ثم أثبت فقال: {إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي} فتبرأ من المعبودات المختلفة، وأثبت أنه عابد للذي فطره وحده، وهذا هو معنى كلمة التوحيد، ولهذا قال جل وعلا بعدها: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} يعني: لعلهم يرجعون إليها.
وعقب إبراهيم عليه السلام منهم العرب، ومنهم أتباع الأنبياء، فهو أبو الأنبياء، ومعنى ذلك أنه أبٌ لأقوام الأنبياء.
جعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون إليها، وهذه الكلمة هي كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله)؛ لأن التوحيد هو ملة إبراهيم.
(لا إله إلا الله) معناها ما قال إبراهيم عليه السلام: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي} فـ(لا إله) مشتملة على البراءة من كل إله عبد، (وإلا الله) إثبات لعبادة الله -جل وعلا- وحده دون ما سواه؛ ولهذا يقول العلماء: (لا إله إلا الله معناها: لا معبود حق -أو بحق- إلا الله)، معنى ذلك أن كل المعبودات إنما عُبدت بغير الحق، قال جل وعلا: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} ذلك بأن الله هو الحق، ولكونه جل وعلا هو الحق كانت عبادته وحده دون ما سواه هي الحق، قال: لا إله بحق، لا معبود بحق، لكن ثَمَّ معبودات بغير الحق، ثَم معبودات بالباطل، ثم معبودات بالبغي والظلم والعدوان، لكن المعبود بحق يُنفى عن جميع الآلهة، إلا الله جل وعلا؛ فإنه هو وحده المعبود بحق.
هذه الكلمة هي التي ألقاها إبراهيم عليه السلام في عقبه، وهذا مراد الشيخ -رحمه الله تعالى- بما ذكر.
وبَيَّن أن أعظم الواجبات، أعظم ما أَمَر به إبراهيم الخليل عليه السلام، وما أَمَر به النبي صلى الله عليه وسلم: التوحيد، وأعظم ما نهى عنه: الشرك، ومعنى ذلك: أن أعظم دعوة الأنبياء والمرسلين؛ من إبراهيم عليه السلام، بل من نوح عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أعظم ما يدعى إليه بالأمر هو الأمر بتوحيد الله جل وعلا، وأعظم ما يُنهى عنه، ويؤمر الناس بتركه هو الشرك، فأعظم ما أُمر به التوحيد، وأعظم ما نُهي عنه الشرك، لِمَ؟
لأن التوحيد هو حق الله جل وعلا، ومن أجله بعثت الرسل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
فالغاية من بعث الرسل أن تبين للناس، وأن تقول للناس: اعبدوا الله وحده دون ما سواه -هذا الأمر- واجتنبوا الطاغوت، يعني: اتركوا الشرك ومظاهر الشرك.
فإذاً: أعظم مأمور به هو التوحيد، أعظم ما دعا إليه الرسل والأنبياء من نوح عليه السلام إلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، أعظم ما دُعي إليه من المأمورات: التوحيد، وأعظم ما نُهي عنه من المنهيات هو الشرك، لِمَ؟
لأن الغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله وحده، فصار الأمر بالتوحيد هو الأمر لهذا المخلوق بأن يعلم وأن يُنْفِذ غاية الله -جل وعلا- من خلق هذا المخلوق.
والنهي عن الشرك معناه: النهي عن أن يأخذ هذا المخلوق بطريق أو بفعل يخالف الغاية من خلقه، وهذا ولاشك كما ترى يقود إلى فهم التوحيد، وفهم حق الله جل وعلا، وفهم دعوة الحق بأعظم ما يكون الفهم؛ لأنك تنظر إلى أن إنفاذ المرء ما خلق من أجله هو أعظم ما يدعى إليه، ونهي المرء عنما يصده عن ما خُلِق من أجله، هذا أعظم ما ينهى عنه؛ ولهذا كانت دعوة المصلحين، ودعوات المجددين؛ على مر العصور بهذه الأمة، هي بالدعوة إلى التوحيد ولوازمه، والنهي عن الشرك وذرائعه.[شرح ثلاثة الاصول]


معنى الحنيفية ؟ (https://majles.alukah.net/t180471/)

https://majles.alukah.net/t180471/

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 04:02 PM
قال شيخ الاسلام ما ذكر لكم عني، فإني لم آته بجهالة بل أقول إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفا (https://majles.alukah.net/t173832/)

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 04:03 PM
الاسلام دين الانبياء جميعا (https://majles.alukah.net/t164950/)

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 04:05 PM
هل كلفك الله بالكفر بالطاغوت-لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب (https://majles.alukah.net/t159066/)

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 04:06 PM
الدعوة الاصلاحية - دعوة لإحياء ما اندرس من دين الله (https://majles.alukah.net/t186025/)

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 04:07 PM
غربة الدين (https://majles.alukah.net/t152319/)

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 04:08 PM
تسهيل الفهم لكيفية الكفر بما يعبد من دون الله (https://majles.alukah.net/t171062/)

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 04:10 PM
تسهيل الفهم لمعنى النفى والاثبات فى كلمة التوحيد لا اله الا الله (https://majles.alukah.net/t171088/)

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 04:15 PM
الفوائد المنتقاه من شرح كتاب التوحيد (https://majles.alukah.net/t179495/)

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 04:23 PM
كلمة التوحيد لا إله إلا الله دلالة وتعبيرا عن الأصل العظيم أصل دين الانبياء والمرسلين (https://majles.alukah.net/t181467/)

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 04:41 PM
أول ما فرض الله على ابن ادم الكفر بالطاغوت (https://majles.alukah.net/t155978/)
هل كلفك الله بالكفر بالطاغوت-لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب (https://majles.alukah.net/t159066/)
معنى الطاغوت (https://majles.alukah.net/t177022/)
هل كلفك الله بالكفر بالطاغوت-لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب (https://majles.alukah.net/t159066/)
افترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت (https://majles.alukah.net/t181982/)
كيف يتم الكفر بما يعبد من دون الله (https://majles.alukah.net/t184869/)

محمدعبداللطيف
2021-02-06, 04:47 PM
تهذيب وتقريب -لشرح رسالة أصل دين الاسلام (https://majles.alukah.net/t175798/)
شرح رسالة أصل دين الإسلام و قاعدته للشيخ عبد الرحمن بن حسن (https://majles.alukah.net/t155796/)
القواعد الأربع لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب (https://majles.alukah.net/t173702/)
سلسة ميراث الانبياء- دروس فى تَعَلُّم مبادئ الاسلام (https://majles.alukah.net/t186154/)
أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد (https://majles.alukah.net/t177138/)

محمدعبداللطيف
2021-02-07, 04:56 PM
المجموع الثمين من كتب الائمة النجدية (https://majles.alukah.net/t176979/)

ما يتميز به المسلم من المشرك (https://majles.alukah.net/t188258/)