المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للمشاركة والنقاش !!



حسن المطروشى الاثرى
2021-01-12, 10:24 AM
قال الشيخ صالح آل الشيخ :

ومنذ قديم أرى خطأ المقولة التي تبنّاها العز بن عبد السلام وهي في دعائه : " اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك"

هذا دعاء شائع ربما تسمعونه ، وأنا دائما اقول في لقاءاتي بالخطباء أننا إذا قلنا : يذل فيه أهل معصيتك ، معنى ذلك إنني أدعو بالذلة على نفسي أولا ، فلا أحد يسلم من الذنب ، أنا استعمل دائما ( أن يعافى أهل معصيتك ) ونحن نحب العافية ، وهي تكون في الدين والدنيا.

وهنا ( يذل أهل معصيتك ) هي لغة أتى بها الفقيه العز بن عبد السلام يقصد بها أمراء وقته. وينبغي ألا ندعو بالذلة على جزء منا وفينا والله عزوجل يقول : "وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" [التوبة : 102]

لقاء مع جريدة الرياض.
#ن / خالد السيد-- البينة الدعوية بفهم سلف الأمة .

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-12, 10:24 AM
ليس في مقولة العز خطأ ..لأن أهل معصيته الذين هم أهلها المصرون عليها وليس كعامة المسلمين من يعص ويتوب ويعص ويتوب فهؤلاء لا يقال فيهم أهل معصيته كما لا يقال فيهم اصحاب النار لان اصحاب النار هم الكفار وليس من يخرج منها وان دخلها ...

الشيخ عبدالله الأهدل

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-12, 10:26 AM
قلت

لعل التوفيق بين الشيخين الجليلين

الاول على العموم والثاني على الخصوص .

واعتقد . ان في كلام الشيخ الأهدل حفظه الله مفارقة كبيرة .

محمدعبداللطيف
2021-01-12, 12:51 PM
التوفيق بين الشيخين الجليلين

بارك الله فيك اخى الفاضل حسن المطروشى الاثرى وجزاك الله خيرا على دعوتك لإثراء الموضوع بالمشاركة والنقاش
ولإثراء الموضوع بالمشاركة هذه فتوى قيمة جدا فيها التوفيق والتوجيه الصحيح فيمن يدعو بالدعاء المأثور
وكنت أود ألا أتعرض لتوجيه الشيخ صالح ال الشيخ ولكن الحق أحب الينا من الجميع
السؤال
ما التوجيه الصحيح فيمن يدعو بالدعاء المأثور : " اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد ، يعز فيه أهل طاعتك ، ويذل فيه أهل معصيتك " ، وهل الصحيح والأولى استبدال لفظ " ويذل " بـ" ويهدى " ؟
الجواب
الحمد لله.
أولا :
روى هذا الدعاء ابن ابي شيبة في "المصنف" (15 / 163) تحت باب "ما يدعو به للعامة: كيف هو" بسند صحيح عن طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ – وهو تابعي-، أنه كان يقول: ( اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرًا رَشِيدًا، تُعِزُّ فِيهِ وَلِيَّكَ، وَتُذِلُّ فيه عَدُوَّكَ، وَيُعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَتِكَ ).
وورد في "المعرفة والتاريخ" للفسوي (2 / 24)؛ قال:
" حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ يَلْقَانَا فَقَلَّمَا نَفْتَرِقُ حَتَّى نَقُولَ: ( اللَّهمّ اسْمُ لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرًا رَشَدًا يُعَزُّ فِيهِ وَلِيُّكَ، وَيُذَلُّ فِيهِ عَدُوُّكَ، وَيُعْمَلُ فِيهِ لِطَاعَتِكَ، وَيُتَنَاهَى عَنْ سَخَطِكَ ). " انتهى.
وسفيان الثوري راوي هذا الدعاء قد استحسنه فكان ممّا يدعو به كما في "حلية الأولياء" لأبي نعيم (7 / 81).
وقد تتابع أهل العلم على الدعاء به.
قال السبكي في "طبقات الشافعية" (8 / 243) عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام:
" وكان يدعو به إذا فرغ من الخطبتين قبل نزوله من المنبر، وهو: اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا، تعز فيه وليك وتذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك، وينهى فيه عن معصيتك " انتهى.
وقال الماوردي رحمه الله تعالى:
" وروي عن بعض التابعين أنه كان يقول في القنوت: " اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا، تعز فيه وليك، وتذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك، وتنهي عن معصيتك "، فإن قنت بهذا جاز، والمروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت أحب إلينا من غيره " انتهى، من "الحاوي الكبير" (2 / 153).
وأما بلفظ: " يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك
" فهو لفظ انتشر في العصور المتأخرة وأقدم ما وقفنا عليه؛
أنه ذكر في دعاء القنوت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى؛ كما في "المستدرك على الفتاوى" (3 / 107).
وما زال يدعو به عدد من أهل العلم الأفاضل، كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى كما في جامع خطبه "الضياء اللامع – القسم الأول" (ص 266 ، 370)، وقد أفتى بمشروعيته الشيخ عبد الرحمن البراك.
https://ar.islamway.net/fatwa/35927
ثانيا:
هذا الدعاء بهذه الصيغة هو مجمل قد تسبق إلى ذهن السامع له بعض المعاني غير الصحيحة:
كأن يفهم أن المقصود بأهل المعصية كل من يلابس معصية أيّا كان، فهذا المعنى، لا يتصور أن الداعي يقصده؛ لأنه بهذا يكون معرضا نفسه وأهله لخطر هذا الدعاء، فلا أحد يضمن لنفسه عدم الوقوع في المعصية.
وليس المقصود به ذل أهل المعصية وصغارهم دوما ، وألا تنالهم عزة بتوبة صادقة، فهذا المعنى يستبعد أن يقصده عالم أو فقيه، وهو خلاف المقصود العام من هذا الدعاء كما سيأتي بيانه.
وليس المقصود أيضا ذلهم دوما ولو كانوا في موقف حق، فهو معنى يستبعد أن يقصده من له علم، فأصحاب المعاصي كشرّاب الخمر مثلا إذا جاهدوا الكفار فإنه يُدعى لهم بالنصر والعزة في هذا الموقف،
ولهذا من مذهب أهل السنة أن الجهاد ماض مع كل برّ وفاجر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" ولهذا كان من أصول أهل السنة والجماعة الغزو مع كل بر وفاجر؛ فإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وبأقوام لا خلاق لهم، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه إذا لم يتفق الغزو إلا مع الأمراء الفجار، أو مع عسكر كثير الفجور .
فإنه لا بد من أحد أمرين: إما ترك الغزو معهم فيلزم من ذلك استيلاء الآخرين الذين هم أعظم ضررا في الدين والدنيا .
وإما الغزو مع الأمير الفاجر فيحصل بذلك دفع الأفجرين، وإقامة أكثر شرائع الإسلام؛ وإن لم يمكن إقامة جميعها.
فهذا هو الواجب في هذه الصورة، وكل ما أشبهها؛ بل كثير من الغزو الحاصل بعد الخلفاء الراشدين لم يقع إلا على هذا الوجه " انتهى. "مجموع الفتاوى" (28 / 506 - 507).
أما المعنى الذي يقتضيه سياق الدعاء؛
هو أنّ الله قضى وقدّر أن الصراع بين أهل الطاعة والمعصية ، وبين الحق والباطل : ماض إلى آخر الزمان، وأن الداعي ينظر إلى مصلحة الأمة العامة ، فيسأل الله أن تكون كلمة أهل الطاعة مسموعة عند أفراد الأمة ، وقوتهم غالبة ، فيتحقق صلاح العوام بهذه العزة .
وفي المقابل يسأل الله أن تكون قوة الداعين إلى المعاصي واهنة ، وصوتهم خافتا ؛ فلا يكون لدعوتهم أثر ، وتنجو الأمة من شرهم.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) رواه مسلم (2674).
وذلة أصحاب المعاصي هي دافع قوي إلى توبة كثير منهم، واعتبر ذلك بأهل الشرك في عصر النبوة، فإنه لما كانت لهم قوة كانوا يمتنعون عن الإسلام ويحاربونه، فلما ذهبت قوتهم وذلوا، كما في عام الفتح، فإنهم تسابقوا إلى الدخول في الإسلام وأصبحت الوفود تتوالى على المدينة النبوية طوعا؛ كما وصف هذه الحال قوله تعالى:
( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) النصر (1 -3).
فالحاصل؛ أن هذا الدعاء بهذا المعنى الأخير فيه خير للأمة ولأهل المعاصي أنفسهم، ولا يظهر فيه ما يخالف الشرع.
لكن من جعل مكان لفظ الذلة الهداية فلا بأس ، وهو أسلم من الإشكال فيه ؛ لأنه دعاء ليس ثابتا بالوحي، فيجوز التصرف فيه بالتغيير بما لا يخالف الشرع.
ولو التزم الوارد عن السلف ، بذكر : "عدوك" ، فيدعو بالعزة لأولياء الرحمن ، والذلة لأعدائه ، أو يقول : يعز فيه أهل موالاتك ، ويذل فيه أهل معاداتك ، ونحو ذلك : فهو أسلم أيضا ، وأتباع للوارد عن السلف .
والله أعلم.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

ابوسفيان
2021-01-12, 01:06 PM
أما المعنى الذي يقتضيه سياق الدعاء؛
هو أنّ الله قضى وقدّر أن الصراع بين أهل الطاعة والمعصية ، وبين الحق والباطل : ماض إلى آخر الزمان، وأن الداعي ينظر إلى مصلحة الأمة العامة ، فيسأل الله أن تكون كلمة أهل الطاعة مسموعة عند أفراد الأمة ، وقوتهم غالبة ، فيتحقق صلاح العوام بهذه العزة .
وفي المقابل يسأل الله أن تكون قوة الداعين إلى المعاصي واهنة ، وصوتهم خافتا ؛ فلا يكون لدعوتهم أثر ، وتنجو الأمة من شرهم......

فالحاصل؛ أن هذا الدعاء بهذا المعنى الأخير فيه خير للأمة ولأهل المعاصي أنفسهم، ولا يظهر فيه ما يخالف الشرع.
لكن من جعل مكان لفظ الذلة الهداية فلا بأس ، وهو أسلم من الإشكال فيه ؛ لأنه دعاء ليس ثابتا بالوحي، فيجوز التصرف فيه بالتغيير بما لا يخالف الشرع.
ولو التزم الوارد عن السلف ، بذكر : "عدوك" ، فيدعو بالعزة لأولياء الرحمن ، والذلة لأعدائه ، أو يقول : يعز فيه أهل موالاتك ، ويذل فيه أهل معاداتك ، ونحو ذلك : فهو أسلم أيضا ، وأتباع للوارد عن السلف .
نعم

أم علي طويلبة علم
2021-01-13, 01:33 AM
بارك الله فيكم

محمد طه شعبان
2021-01-13, 12:05 PM
أرى أنه ليس في المقولة خطأ؛ لأن المقصود أهل المعصية المتكبرون المتجبرون الذين يؤذون المسلمين.
ومَنْ قال: إن أهل المعصية يُدعَى لهم بالهداية، وليس بالذل: فنقول: هذا جائز وهذا جائز؛ كما قال تعالى: (أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ).
ولو منعنا هذا الدعاء يلزمنا أيضًا أن نمنع الدعاء على الظالمين؛ لأن جميعنا يظلم نفسه، والكثيرون منا وقعوا في ظلم الناس.

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-13, 10:21 PM
جزاكم الله خيرا . ولعل الأمر في سعة .
رفع الله قدركم في الدارين ونفع بكم
ونشكر كل من أبدع وكتب

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-15, 06:10 AM
التوجيه الثاني


قال أبو محمد ابن جعفر:
كنت عند الجُنيد رحمه الله، فدخل أبو بكر الشبلي رحمه الله، فقال الجنيد:
"من كان اللهُ همّه طال حُزنُه".

فقال الشّبلي رحمه الله:
"لا يا أبا القاسم؛ بل من كان اللهُ همَّه زالَ حُزنُهُ".

قال البيهقي رحمه الله :
(قول الجنيد محمول على ذكر الدنيا،
وقول الشبلي محمول على ذكر الآخرة،
وقول الجنيد محمول على حزنه عند رؤية التقصير من نفسه في القيام بواجباته، وقول الشبلي محمول على سروره بما أعطي من التوفيق حتى جعل الهمّ همًّا واحدًا).

السنن الكبير للبيهقي رحمه الله

ما رأيكم ؟

محمدعبداللطيف
2021-01-15, 12:15 PM
قال البيهقي رحمه الله :
(قول الجنيد محمول على ذكر الدنيا،
وقول الشبلي محمول على ذكر الآخرة،
وقول الجنيد محمول على حزنه عند رؤية التقصير من نفسه في القيام بواجباته، وقول الشبلي محمول على سروره بما أعطي من التوفيق حتى جعل الهمّ همًّا واحدًا).

السنن الكبير للبيهقي رحمه الله

بارك الله فيك اخى حسن المطروشى الاثرى توجيه موفق لا غبار عليه لأن البيهقى على علم بتعبيرات القوم
وذكر البيهقي ايضا عن القوم في (باب الخوف) من كتابه (شعب الإيمان)
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سئل الإستاذ أبو سهل الصعلوكي في قوله [تعالى] (فبذلك فليفرحوا) :
كيف يفرح من لا يأمن؟!
فقال:
إذا نظر إلى الفضل فرح؛
وإذا رجع حزن حتى يكون فرِحاً في وقت محزوناً في وقت كحال الخوف والرجاء. (1/516)
عن الجريري قال: سئل الجنيد هل يسقط الخوف عن العبد؟ فقال: لا، وكلـما كان العبد أعلم بالله كان له أشد خوفاً؛ والخائفون على ثلاث طبقات: خائف من الإجرام، وخائف من الحسنات أن لا تقبل وخائف من العواقب قال الله تعالى ولا يخاف عقباها (1/516).
عن إبراهيم بن بشار قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: الهوى يردي وخوف الله يشفي، واعلم أن ما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت من تعلم انه يراك.
عن إبراهيم بن أدهم قال: كان داود الطائي يقول: إن للخوف حركات تعرف في الخائفين ومقامات تعرف في المحبين وإزعاجات تعرف في المشتاقين وأين أولئك؟! أولئك هم الفائزون
و عن الجنيد قال: سمعت السري يقول: شيئان مفقودان: الخوف المزعج والشوق المقلق
قال البيهقي
(قال الحليمي رحمه الله: والخوف على وجوه:
أحدها: ما يحدث من معرفة العبد بذلة نفسه وهوانها وقصورها وعجزها عن الامتناع عن الله تعالى جده إن أراده بسوء وهذا نظير خوف الولد والديه وخوف الناس سلطانهم وإن كان عادلاً محسناً وخوف المماليك ملاكهم.
والثاني: ما يحدث من المحبة وهو أن يكون العبد في عامة الأوقات وجلاً من أن يكله إلى نفسه ويمنعه مواد التوفيق ويقطع دونه الأسباب وهذا خلق كل مملوك أحسن إليه سيده فعرف قدر إحسانه فإحبه فإنه لا يزال يشفق على منزلته عنده خائفاً من السقوط عنها والفقد لها.
الثالث: ما يحدث من الوعيد وقد نبه الكتاب على هذه الأنواع كلها.
أما الأول فقوله تعالى (ما لكم لا ترجون لله وقاراً) أي لا تخافون لله عظمة---.
وأما الثاني فإن الله جل ثناؤه أثنى على الذين يدعونه فيقولون (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) وقرأ الآية؛ وسماهم الراسخين في العلم؛ ومعلوم أن أحداً لا يدعو فيقول: رب لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني إلا وهو خائف على الهدى الذي أكرمه الله تعالى به أن يسلبه إياه؛ وأخبر عن أهل الجنة أنهم يقولون: (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) [و]قرأ الآيتين؛ وجاء في التفسير أنهم كانوا مشفقين من أن يسلبوا الإسلام فيوردوا يوم القيامة موارد الأشقياء وكانوا يدعون الله أن لا يفعل بهم ذلك؛ وكذلك سائر نعم الله وإن كان الإسلام أعلاها.
وأما الثالث، قال في غير موضع من كتابه: (يا أيها الناس اتقوا ربكم)، وقال: (وإياي فاتقون)، وقال: (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) فأمر بالتقوى وهي أن يقي المخاطبون أنفسهم من نار جهنم بفعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه؛ ومعنى (اتقون) اتقوا عذابي ومؤاخذتي---. (1/464-467)
عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عز وجل (ما لكم لا ترجون لله وقاراً) يقول: عظمة؛ وقوله (وقد خلقكم أطواراً) يقول: نطفة ثم علقة ثم مضغة. (1/464-465)
عن أبي الربيع عن ابن عباس في قوله تعالى (ما لكم لا ترجون لله وقاراً) قال: لا تعلمون لله عظمة. (1/465)
عن منصور عن مجاهد في قوله (ما لكم لا ترجون لله وقاراً) قال: لا تبالون عظمة ربكم؛ (وقد خلقكم أطواراً) قال: نطفة ثم علقة ثم مضغة، شيئاً بعد شيء. (1/465)
عن منصور عن مجاهد في قوله (ما لكم لا ترجون لله وقاراً) قال: لا تبالون لله عظمة؛ قال: والرجاء الطمع والمخافة. (1/465)
سأل منصور بن زاذان رجل: ما كان الحسن يقول في قوله (ما لكم لا ترجون لله وقاراً) قال: لا تعلمون له عظمة ولا تشكرون له نعمة. (1/465)
عن سفيان عن السدي في قوله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) [الأنفال 2]؛ قال: إذا هم بمعصية أو ظلم أو نحو هذا قيل له: اتق الله وجل قلبه. (1/469)
عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن مجاهد (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن 46] قال: يذنب فيذكر مقامه فيدعه. (1/469)
عن إبراهيم ومجاهد في قوله (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) قالا: هو الرجل يريد أن يذنب فيذكر مقام ربه فيدع الذنب. (1/469)
عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول في خطبته: خير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل.(1/470)
عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله: كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار بالله جهلاً. (1/471-472)
عن مسروق قال: كفى بالمرء علماً أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بنفسه. (1/472)
عن أبي حازم أن عامر بن عبد الله بن الزبير أخبره أن أباه أخبره أن عبد الله بن مسعود أخبره أنه لم يكن بين إسلامه [وفي رواية: إسلامهم] وبين أن نزلت هذه الآية يعاتبهم الله بها إلا أربع سنين (ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون). (1/473)
عن أبي الأشهب قال: سمعت الحسن يقول: (والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة) قال: كانوا [يعلمون] ما يعلمون من أعمال البر وهم مشفقون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب الله عز وجل. (1/478)
عن الضحاك بن عبد الرحمن قال: سمعت بلال بن سعد يقول: عباد الرحمن هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئاً من أعمالكم تقبلت منكم؟! أو شيء من خطاياكم غفرت لكم؟! (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)؛ والله لو عجل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلكم ما افترض عليكم [أي ولسارعتم إلى طاعة الله من أجل ذلك الثواب العاجل]؛ أفترغبون في طاعة الله لتعجيل دار همّ ولا ترغبون وتنافسون في جنة أكلها دائم وظلها تلك عقبي الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار. (1/480)
عن الضحاك قال: سمعت بلال بن سعد يقول: استحيوا من الله واحذروا الله، لا تأمنوا مكر الله ولا تقنطوا من رحمة الله. (1/480)
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم الأنصاري من ولد أنس عن أبيه عن جده أنس قال: يا بني إياكم والسفلة، قالوا: وما السفلة؟ قال: الذي لا يخاف الله عز وجل. (1/480)
عن الحسن قال: أبصر أبو بكر طائراً على شجرة فقال: طوبى لك يا طير، تأكل الثمر وتقع على الشجر لوددت أني ثمرة ينقرها الطير. (1/485)
عن الضحاك قال: مر أبو بكر رضي الله عنه على طير قد وقع على شجرة فقال: طوبى لك يا طير تطير فتقع على الشجر ثم تأكل من الثمر ثم تطير ليس عليك حساب ولا عذاب ياليتني كنت مثلك؛ والله لوددت أني كنت شجرة إلى جانت الطريق فمر علي بعير فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم إزدردني ثم أخرجني بعراً ولم أكن بشراً؛ قال: فقال عمر رضي الله عنه: يا ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت كأسمن ما يكون زارهم بعض من يحبون فذبحوني لهم فجعلوا بعضي شواء وبعضه قديداً ثم أكلوني ولم أكن بشراً قال: وقال أبو الدرداء: يا ليتني كنت شجرة تعضد وتؤكل ثمرتي ولم أكن بشراً. (1/485)
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه نظر إلى طير حين وقع على الشجر فقال: ما أنعمك يا طير تأكل وتشرب وليس عليك حساب وتطير، يا ليتني كنت مثلك. (1/485)
عن عرفجة: قال أبو بكر رضي الله عنه: من إستطاع أن يبكي فليبك، ومن لم يستطع فليتباك؛ يعني التضرع. (1/493)
عن عائشة رضي الله عنها قالت: وكان أبو بكر إذا بكى لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن. (1/493)
عن عمر الفاروق أنه كان في وجهه خطان أسودان من البكاء. (1/493)
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إذا دمعت عيناك وسالت دموعك على خدك فلا تلقها بثوبك وامسح بها وجهك حتى تلقى الله بها. (1/493)
عن علي بن علي قال: كان عطاء السليمي يبكي حتى خشي على عينه فأتي طبيب يداوي عينه، قال: أداوي بشرط أن لا تبكي ثلاثة أيام! قال: فاستكثر ذلك وقال: لا حاجة لنا فيك. (1/496)
عن بلال بن سعد قال: رب مسرور مغبون ورب مغبون لا يشعر؛ فويل لمن له الويل ولا يشعر، يأكل ويشرب ويضحك وقد حق عليه في قضاء الله عز وجل أنه من أهل النار! فيا ويل لك روحاً ويا ويل لك جسداً فلتبك ولتبك عليك البواكي لطول الأبد. (1/496-497)
عن زهير السلولي قال: كان رجل من بلعنبر قد تهيج بالبكاء فكان لا يُكاد يرى إلا باكياً فعاتبه رجل من إخوانه فقال: لم تبكي رحمك الله هذا البكاء الطويل؟! فبكى ثم قال:
بكيت على الذنوب لعظم جرمي
وحق لكل من يعصي البكاء
فلو كان البكاء يرد همي
لاسعدت الدموع مع دماء
عن يوسف بن يوسف الباهلي يقول: سمعت عبد الله بن ثعلبة يقول: تضحك ولعل كفنك قد خرج من عند القصار وأنت لا تدري. (1/499)

عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال في قول الله عز وجل: (ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) قال: الصغيرة الضحك. (1/500)
عن القاسم الجوعي قال: سمعت منبه بن عثمان الخمي يقول: قال آدم عليه السلام: كنا سبياً من سبي الجنة فسبانا إبليس بالخطيئة فليس ينبغي لنا إلا البكاء والحزن حتى نرجع إلى الدار الذي منها سبينا. (1/500)

عن الحسن بن عرفة العبدي قال: رأيت يزيد بن هارون بواسط وهو من أحسن الناس عينين ثم رأيته بعين واحدة ثم رأيته وقد ذهبت عيناه فقلت له: يا أبا خالد ما فعلت العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بهما بكاء الأسحار. (1/502)
عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال: لما حضرت معاذاً الوفاة فجعل يبكي فقيل له: أتبكي وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت وأنت؟! فقال: ما أبكي جزعاً من الموت أن حل بي ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنما هما القبضتان قبضة في النار وقبضة في الجنة فلا أدري في أي القبضتين أنا. (1/502)
عن عبد الله بن هبيرة أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن اتصدق بألف دينار. (1/502)

عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه أنه قال لعبد الله بن مسعود عند موته: أوصني، قال: أوصيك أن تتقي الله وتلزم بيتك وتحفظ لسانك وتبكي على خطيئتك. (1/503)
عن الحارث بن سويد قال: قال عبد الله بن مسعود: لوددت أن الله عز وجل غفر لي ذنباً من ذنوبي وأني سميت عبد الله بن روثة. (1/503)
عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال عبد الله: والذي لا إله غيره لوددت أني انقلبت روثة وأني دعيت -- روثة وأن الله غفر لي ذنبا واحداً. (1/504)
عن جعفر بن نمير القزويني قال: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: كيف يفرح المؤمن في دار الدنيا إن عمل سيئة خاف أن يؤخذ بها، وإن عمل حسنة خاف أن لا تقبل منه، وهو إما مسيء وإما محسن. (1/504)
عن علي بن عبد الله قال: قال يحيى بن معاذ الرازي: كيف ينجيني عملي وأنا بين حسنة وسيئة، فسيئاتي لا حسنات فيها وحسناتي مخلوطة بالسيئات وأنت لا تقبل إلا الإخلاص من العمل فما بقي بعد هذا إلا جودك. (1/504)
عن سفيان الثوري عن غسان المديني عن عطاء بن يسار قال: أشرف إبليس على رجل في الموت فقال: قد أمنتني فقال ما أمنتك بعد. (1/505-506)
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة انه كان يقول في آخر عمره: اللهم إني أعوذ بك أن أزني أو أعمل بكبيرة في الإسلام، يقول بعض أصحابه يا أبا هريرة: ومثلك يقول هذا أو يخافه وقد بلغت من السن ما بلغت وانقطعت عنك الشهوات وقد شافهت النبي صلى لله عليه وسلم وبايعته وأخذت عنه؟! قال: ويحك وما يؤمنني وإبليس حي؟!. (1/506)
عن جبير بن نفير قال: دخلت على أبي الدرداء منزله بحمص فإذا هو قائم يصلي في مسجده فلما جلس يتشهد جعل يتعوذ بالله من النفاق فلما انصرف قلت: غفر الله لك يا أبا الدرداء ما أنت والنفاق؟! قال: اللهم غفراً ثلاثاً، من يأمن البلاء؟! من يأمن البلاء؟! والله إن الرجل ليفتتن في ساعة فينقلب عن دينه. (1/506)
عن المعلى بن زياد قال: سمعت الحسن يقول: والله ما أصبح على وجه الأرض ولا أمسى على وجه الأرض مؤمن إلا وهو يتخوف النفاق على نفسه وما أمن النفاق إلا منافق. (1/506)
عن روح قال: قال ابن المبارك: إن البصراء لا يأمنون من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع الرب فيه، وعمر قد بقي لا يدري ماذا فيه من الهلكات، وفضل قد أعطي لعله مكر واستدراج، وضلالة قد زينت له فيراها هدى؛ وإن زيغ القلب ساعة ساعة، أسرع من طرفة عين، قد يسلب دينه وهو لا يشعر. (1/507)
عن ابن جابر قال: سمعت بلال بن سعد وهو يقول في دعائه: اللهم اني أعود بك من زيغ القلوب وتبعات الذنوب ومن مرديات الأعمال ومضلات الفتن. (1/507)
عن محسن بن موسى قال: كنت عديل سفيان الثوري إلى مكة فرأيته يكثر البكاء فقلت له: يا أبا عبد الله بكاؤك هذا خوفاً من الذنوب؟! قال: فأخذ عوداً من المحمل فرمى به فقال: إن ذنوبي أهون علي من هذا ولكن أخاف أن أسلب التوحيد. (1/508)
عن عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي قال: لما احتضر عمرو بن قيس الملائي بكى فقال له أصحابه: على ما تبكي من الدنيا فوالله لقد كنت غضيض العيش أيام حياتك فقال: والله ما أبكي على الدنيا وإنما أبكي خوفاً من أن أحرم خير الآخرة. (1/508-509)
عن سعيد بن عبد العزيز قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: أفضل البكاء بكاء العبد على ما فاته من أوقاته على غير الموافقة أو بكاء على ما سبق له من المخالفة. (1/509)
عن سفيان بن عيينة قال: غضب الله الداء الذي لا دواء له. (1/509)
عن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان [الداراني] يقول: أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله تعالى؛ (1/510-511)
عن إبراهيم بن بشار قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: الهوى يردي وخوف الله يشفي، واعلم أن ما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت من تعلم انه يراك. (1/511)
عن فضيل بن عياض قال: رهبة العبد من الله تعالى على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر شوقه إلى الجنة. (1/512)
عن أبي بكر الرازي قال: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: الخوف إذا سكن القلب أحرق مواضع الشهوات فيه وطرد عنه رغبة الدنيا وأسكت اللسان عن ذكر الدنيا. (1/513)
عن يوسف بن أسباط قال: سمعت محمد بن النضر يقول: ما من عامل يعمل في الدنيا إلا وله من يعمل في الدرجات في الآخرة، فإذا أمسك أمسكوا فيقال لهم: ما لكم لا تعملون؟! فيقولون: صاحبنا لاه؛ قال يوسف: عجبت لكم كيف تنام عين مع المخافة أو يغفل قلب بعد اليقين بالمحاسبة؟! من عرف وجوب حق الله على عباده لم تشتمل عيناه أبداً إلا بإعطاء المجهود من نفسه؛ خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات، والشهوات مفسدة للقلوب وتلف للأموال؛ لا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مفلق [كذا]. (1/513-514)
عن إبراهيم بن سعد قال: قال لي المأمون: يا إبراهيم قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل الفضيل بن عياض! قال لي وقد دخلت عليه: يا أمير المؤمنين فرغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه فيقطعاك عن معاصي الله تعالى ويباعداك من عذاب النار. (1/514)
عن ابن المبارك قال: من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصيراً ثم لا يبالي ولا يحزن عليه. (1/515)
عن حاتم الأصم قال: سمعت شقيقاً يقول: ليس للعبد صاحبٌ خير من الهم والخوف، همّ فيما مضى من ذنوبه، وخوف فيما لا يدري ما ينزل به. (1/515-516)
عن الجريري قال: سمعت سهلاً [التستري] يقول: لا يبلغ أحد حقيقة الخوف حتى يخاف مواقع علم الله فيه ويحزن علي ذلك. (1/516)
عن أبي محمد جعفر بن محمد الصوفي قال: كنت عند الجنيد فدخل الشبلي فقال جنيد: من كان الله همه طال حزنه، فقال الشبلي: لا يا أبا القاسم بل من كان الله همه زال حزنه؛ قال البيهقي رحمه الله: قول الجنيد محمول على ذكر الدنيا وقول الشبلي محمول على الآخرة، وقول الجنيد محمول على حزنه عند رؤية التقصير من نفسه في القيام بواجباته وقول الشبلي محمول على سروره بما أعطي من التوفيق في الوقت حتى جعل الهم هماً واحداً والله أعلم. (1/516)

عن مسعر عن بكير عن إبراهيم [التيمي] قال: ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) [فاطر 34]؛
وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا: (إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ) (1/517)
عن عبد الله بن بكر قال: سمعت الحسن يقول:والسابقون السابقون أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) [الواقعة 10-11] قال: أما المقربون فقد مضوا هنيئاً لهم؛ ولكن اللهم اجعلنا من أصحاب اليمين؛ قال: وأتى على هذه الآية (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً) [النبأ 21] قال: ألا إن على الباب رصداً فمن جاء بجواز جاز، ومن لم يجيء بجواز حبس. (1/517)
عن شعيب بن محرز قال: حدثتني سلامة العابدة قالت: بكت عبيدة بنت أبي كلاب أربعين سنة حتى ذهب بصرها فقيل لها: ما تشتهين قالت الموت! قيل: ولم ذاك؟ قالت: إني أخشى كل يوم أصبح أن أجني على نفسي جناية يكون فيها عطبي أيام الآخرة. (1/518)
عن السَّرِيّ قال: الخوف على ثلاثة أوجه: خوف في الدين وهو موجود في العامة يعلمون أنه يجب الخوف من الله عز وجل؛ وخوف عارض عند تلاوة القرآن والقصص رقة كرقة النساء [ليس] لها ثبوت؛ وخوف مزعج مقلق يُنحل القلب والبدن ويذهب بالنوم والطعم؛ ولا يسكن خوف الخائف أبداً حتى يأمن ما يخاف. (1/519)
عن الحارث الغنوي قال: آلى ربعي بن حراش أن لا يفتر عن أسنانه ضاحكاً حتى يعلم أين مصيره فما ضحك إلا بعد موته؛ وآلى أخوه ربعي بعده ألا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار؛ قال الحارث الغنوي: فلقد أخبرني غاسله انه لم يزل متبسماً على سريره وكنا نغسله حتى فرغنا منه. (1/520)
عن المعلى بن زياد عن الحسن قال: قال غزوان الرقاشي: لله علي أن لا يراني ضاحكاً حتى أعلم أي الدارين داري، قال الحسن: فعزم، والله ما رؤي ضاحكاً حتى لحق بالله عز وجل. (1/520)
عن غيلان قال: سمعت مطرفاً [بن عبد الله بن الشخير] يقول: لو أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يخبرني أفي الجنة أنا أم في النار وبين أن أصير تراباً لاخترت أن أصير تراباً. (1/520)
عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن كعب: (إن إبراهيم لأواه) قال: كان إذا ذكر النار قال: أوه. (1/522)
عن الجنيد بن محمد قال: سمعت السري يقول: إني لأنظر إلى أنفي كل يوم مراراً مخافة أن يكون وجهي قد اسود. (1/523)
عن الجنيد بن محمد قال: سمعت السري يقول: ما أحب أن أموت حيث أعرف! فقيل له: ولم ذاك يا أبا الحسن؟ قال: أخاف أن لا يقبلني قبري فافتضح. (1/523)
عن بهز بن حكيم قال: أمنا زرارة بن أبي أوفى في مسجد بني قشير فقرأ المدثر فلما انتهى إلى هذه الآية (فإذا نقر في الناقور) خر ميتاً، قال بهز: فكنت فيمن حمله. (1/531)
عن حصن بن القاسم الوراق قال: كنا عند عبد الواحد بن زيد وهو يعظ فناداه رجل من ناحية المسجد كف يا أبا عبيدة لقد كشفت قناع قلبي؛ فلم يلتفت عبد الواحد إلى ذلك فمر في الموعظة فلم يزل الرجل يقول: كف يا أبا عبيدة لقد كشفت قناع قلبي وعبد الواحد يعظ لا يقطع موعظته حتى والله حشرج الرجل حشرجة الموت وخرجت نفسه، وأنا والله شهدت جنازته يومئذ ما رأيت بالبصرة يوماً أكثر باكياً من يومئذ. (1/532)
عن إسماعيل بن نصر العبدي قال: نادى مناد في مجلس صالح المري: ليقم الباكون المشتاقون إلى الجنة فقام أبو جهث فقال: اقرأ يا صالح [فقرأ]: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلا) فقال أبو جهث: أرددها يا صالح، فما فرغ من الآية حتى مات أبو جهث. (1/532)
عن عبد الله بن محمد القرشي [هو ابن أبي الدنيا]: حدثني رجل من قريش وقال: إنه من ولد طلحة بن عبيد الله قال: كان توبة بن الصمة بالرقة وكان محاسباً لنفسه فحسب فإذا هو ابن ستين سنة فحسب أيامها فإذا هي احد وعشرون ألف يوم وخمسمئة يوم فصرخ وقال: يا ويلتي ألقى المليك بأحد وعشرين ألف ذنب فكيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب؟! ثم خر مغشياً عليه فإذا هو ميت. (1/533)
عن حفص بن عبد الرحمن قال: أتيت مسعر بن كدام ليحدثني وكأنه رجل أقيم على شفير قبر ليدفع فيه؛ وقال مرة أخرى: على شفير جهنم ليلقى فيها. (1/534)
عن يحيى بن اليمان قال: سمعت سفيان الثوري يقول: لقد خفت الله خوفاً وددت أنه خفف عني. (1/535)
عن داود بن يحيى بن يمان عن أبيه قال: قال الثوري: خفت الله خوفاً عجبت لي كيف ما مت! إلا أن لي أجلاً أنا بالغه. (1/535)
عن علي بن عثام قال: بكى سفيان يوماً ثم قال: بلغني أن العبد أو الرجل إذا كمل نفاقه ملك عينيه فبكى. (1/535)
عن زيد بن أبي الزرقاء قال: حمل ماء سفيان الثوري إلى طبيب في علته فلما نظر قال: هذا ماء رجل قد أحرق الخوف جوفه. (1/535)
عن خالد بن خداش قال: كنت أقعد إلى وسيم البلخي---وكان أعمى وكان يحدث ويقول: أوه القبر وظلمته واللحد وضيقه كيف أصنع؟! ثم يغمى عليه ثم يعود فيحدث ويصنع ذا مرات حتى يقوم. (1/536)
عن العباس بن الوليد قال: سمعت أبي يقول: سمعت الأوزاعي يقول: إذا ذُكرت جهنم فليبك من كان باكياً. (1/536-537)
عن السري قال: قلت لبعض العباد: ما الذي أنصب العباد وأخشاهم؟ قال: ذكر المقام وخوف الحساب، ثم قال لي: يا أبا الحسن ولم لا تذوب أبدان العباد والزهاد والخدام فزعاً والقيامة أمامهم ولهم في يومها ما قد علموا؟! ثم صاح صيحة أفزعتني ثم قال: يا أبا الحسن من لي في ذلك الموقف؟! ومن لتحسري وتذللي ولجوعي ولعطشي؟! ثم قال: إليك يا أبا الحسن فقد حركت مني ساكناً وأبرزت مني غماً كامناً ثم صاح فقال: واطول وقفتاه واتحسراه واثقل ظهراه من حمل الذنوب والمظالم والخطايا وأوساخ العيوب؛ ثم قال: أوه من حملها، أوه من ذكرها، أوه من ثقلها، أوه من إقراري بها على نفسي؛ ثم استرجع فقال: سيدي فأين سترك الجميل سيدي وأين حلمك سيدي فأين عفوك سيدي فأين فضلك المعتمد به لعبادك؟ سيدي فاستنقذني وبرحمتك فسلمني؛ ثم بكى وأبكانا معه فتركته وهو باكٍ حزين فزع القلب وإنصرفت عنه. (1/537)
عن سفيان بن عيينة قال: أقلهم ذنباً أخوفهم لربه عز وجل لأنهم أصفاهم قلباً. (1/538)
عن يحيى بن أيوب قال: دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض بالكوفة فإذا الفضيل وشيخ معه، قال: فدخل زافر وأقعدني على الباب، قال زافر: فجعل الفضيل ينظر إلي ثم قال: يا أبا سليمان هؤلاء أصحاب الحديث ليس شيء أحب إليهم من قرب الإسناد، ألا أخبرك بإسناد لا شك فيه؟!: رسول الله صلى الله عليه وسلم [عن] جبريل عليه السلام عن الله تعالى: (ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد) قرأ الآية فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس، قال: ثم غشي عليه وعلى الشيخ وجعل زافر ينظر إليهما، قال: ثم تحرك الفضيل فخرج زافر وخرجت معه والشيخ مغشي عليه. (1/538-539)
عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: غزونا فمررنا بأجمة في مكان مخوف فإذا رجل نائم عند فرسه قلنا: يا عبد الله ما لك؟! قال: وما لي؟! قلنا: في مثل هذا المكان تنام؟! قال: إني لأستحي من ربي أن يعلم أني أخاف شيئاً غيره. (1/540)
عن علي بن عثام: قال عمر بن عبد العزيز: من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء. (1/540-541)
عن سري بن المغلس قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد. (1/541)
عن فيض بن إسحاق الرقي قال: سألت الفضيل بن عياض عن شيء، قال: من خاف الله خاف منه كل شيء، ومن خاف غير الله خاف من كل شيء. (1/541)
عن يحيى بن معاذ الرازي قال: على قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر شغلك بأمر الله يشغل في أمرك الخلق. (1/541)
عن مورق [العجلي] قال: ما وجدت للموت مثلاً إلا كمثل رجل على خشبة في البحر فهو يقول: يا رب [يا رب]، لعل الله أن ينجيه. (1/543 و 2/39)
عن مالك بن دينار قال: قالت ابنة الربيع بن خثيم: يا أبتاه إني أرى الناس ينامون وأنت لا تنام؟! قال: يا بنية إن أباك يخاف البيات. (1/543)
عن أبي عثمان الحناط قال: سمعت ذا النون وشكا إليه رجل السبات فقال له: لو خفت البيات لما غلبك السبات؛ ثم أنشأ ذو النون يقول: تحل لمولاك بالطاعة، والبس له قناع ذل الفاقة، يرى اهتمامك ببلوغ رضوانه فيؤديك بذلك منازل الأبرار. (1/543)
عن ذي النون يقول: ثلاث من أعلام الخوف: الورع عن الشبهات بملاحظة الوعيد، وحفظ اللسان من مراقبة النظر العظيم، ودوام الكمد إشفاقاً من غضب الحليم. (1/543)
قال أبو إسحاق: قيل لابن المبارك: رجلان أحدهما خائف والآخر قتل في سبيل الله؟ قال: أحبهما إلي أخوفهما. (1/544)
مختصر من شعب الايمان للبيهقى - باب الخوف -

المصدر - المورد العذب المعين من آثار أعلام التابعين

محمدعبداللطيف
2021-01-15, 12:15 PM
كان مشايخ أهل التصوف الأولون على حال طيبة في الجملة ، وكان لهم من الحرص على السنة واتباع السلف ، ومن العمل الصالح ، ما يحمدون عليه ، خلافا للمتأخرين من الصوفية الذين حرفوا وبدلوا وأحدثوا ، فالأولون منهم قد خالطوا العلماء وأخذوا عنهم واستقاموا على العمل الصالح واتباع السنة في الجملة ، وإن كانت لهم مسالك تخصهم في الزهد وأعمال القلوب والعزلة والخلوات والأخذ بالأحاديث الضعيفة ، ونحو ذلك مما هو معروف عن القوم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَهَؤُلَاءِ الْمَشَايِخُ لَمْ يَخْرُجُوا فِي الْأُصُولِ الْكِبَارِ عَنْ أُصُولِ " أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ "؛ بَلْ كَانَ لَهُمْ مِنْ التَّرْغِيبِ فِي أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَالدُّعَاءِ إلَيْهَا ، وَالْحِرْصِ عَلَى نَشْرِهَا ، وَمُنَابَذَةِ مَنْ خَالَفَهَا ، مَعَ الدِّينِ وَالْفَضْلِ وَالصَّلَاحِ مَا رَفَعَ اللَّهُ بِهِ أَقْدَارَهُمْ ، وَأَعْلَى مَنَارَهُمْ ، وَغَالِبُ مَا يَقُولُونَهُ فِي أُصُولِهَا الْكِبَارِ : جَيِّدٌ ، مَعَ أَنَّهُ لَا بُدَّ وَأَنْ يُوجَدَ فِي كَلَامِهِمْ ، وَكَلَامِ نُظَرَائِهِمْ ، مِنْ الْمَسَائِلِ الْمَرْجُوحَةِ ، وَالدَّلَائِلِ الضَّعِيفَةِ ؛ كَأَحَادِيثَ لَا تَثْبُتُ ، وَمَقَايِيسُ لَا تَطَّرِدُ ، مَعَ مَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْبَصِيرَةِ ؛ وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/ 377) .
ثانيا :
الجنيد بن محمد رحمه الله : سيد الطائفة ومقدم القوم ، كان على حال من العبادة والزهد والتأله ، مستقيما على طريقة السلف في الجملة ، يعظم الكتاب والسنة ، وينهى عن الإحداث والبدعة .
وهو : الجنيد بن مُحَمَّدِ بْنِ الجنيد أَبُو الْقَاسِمِ الخزاز ، ويقال القواريري وقيل : كان أبوه قواريريا، وكان هو خزازا ، وأصله من نهاوند ، إلا أن مولده ومنشأه ببغداد .
قال الخطيب البغدادي رحمه الله :
" سمع بها الحديث ، ولقي العلماء ، ودرس الفقه عَلَى أَبِي ثور ، وصحب جماعة من الصالحين ، منهم الحارث المحاسبي ، وسري السقطي.
ثم اشتغل بالعبادة ولازمها حتى علت سنه ، وصار شيخ وقته ، وفريد عصره فِي علم الأحوال والكلام عَلَى لسان الصوفية ، وطريقة الوعظ .
وله أخبار مشهورة ، وأسند الحديث عَنِ الْحَسَن بن عرفة " .
انتهى من "تاريخ بغداد" (8/ 168) .
وقال الذهبي رحمه الله :
" هُوَ شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ ، وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي ثَوْرٍ ، وَسَمِعَ مِنَ: السَّرِيِّ السَّقَطِيِّ ، وَصَحِبَهُ ، وَمِنَ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ ، وَصَحِبَ أَيْضاً: الحَارِثَ المُحَاسِبِيَّ ، وَأَبَا حَمْزَةَ البَغْدَادِيَّ ، وَأَتْقَنَ العِلْمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى شَأْنِهِ ، وَتَأَلَّهَ ، وَتَعَبَّدَ، وَقَلَّ مَا روى .
حَدَّثَ عَنْهُ : جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الجَرِيْرِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الشِّبْلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عِلْوَانَ ، وَعِدَّةٌ " .
انتهى من "سير أعلام النبلاء" (11/ 43) . وقد أثنى عليه وعلى سيرته أهل العلم :
- فقال أبو نعيم الحافظ رحمه الله :
" كَانَ الْجُنَيْدُ رَحِمَهُ اللَّهُ مِمَّنْ أَحْكَمَ عِلْمَ الشَّرِيعَةِ " .
انتهى من "حلية الأولياء" (13/ 281) .
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الْجُنَيْد مِنْ شُيُوخِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ الْمُتَّبِعِينَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/ 126) .
- وقال أيضا :
" كَانَ الْجُنَيْد رحمه الله سَيِّدُ الطَّائِفَةِ ، إمَامَ هُدًى " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/ 491) .
- وقال الحافظ الذهبي رحمه الله :
" كان شيخ العارفين وقُدْوة السّائرين وعَلَم الأولياء في زمانه ، رحمة الله عليه " .
انتهى من "تاريخ الإسلام" (22/ 72) .
- وقال أحمد بن جعفر بن المنادي في تاريخه :
" سمع الكثير، وشاهد الصالحين وأهلَ المعرفة ، ورزق من الذكاء وصواب الإجابات في فنون العلم ، ما لم ير في زمانه مثله ، عند أحد من أقرانه ، ولا ممن أرفع سنا منه ، في عفاف وعزوف عن الدّنيا وأبنائها.
لقد قيل لي إنّه قال ذات يوم : كنت أُفتي في حلقة أبي ثَوْر الكلبيّ ، ولي عشرون سنة " .
وقال عليّ بن هارون ومحمد بن أحمد بن يعقوب : سمعنا الْجُنَيْد غير مرة يقول: " علمنا مضبوطٌ بالكتاب والسنة ، من لم يحفظ الكتاب ، ويكتب الحديث ، ولم يتفقّه ، لا يُقْتَدى به " .
"تاريخ الإسلام" (22/ 73) .
وقال حامد بْن إِبْرَاهِيم :
قَالَ الجنيد بْن مُحَمَّد :
" الطريق إِلَى اللَّه عز وجل مسدودة عَلَى خلق اللَّه تعالى ، إلا عَلَى المقتفين آثار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتابعين لسنته ، كَمَا قَالَ اللَّه عز وجل: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) " . انتهى من "تلبيس إبليس" (ص 12) .
وَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ : جَعَلَ يَتْلُو الْقُرْآنَ ، فَقِيلَ لَهُ : لَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ ، فَقَالَ : مَا أَحَدٌ أَحْوَجَ إِلَى ذَلِكَ مِنِّي الْآنَ ، وَهَذَا أَوَانُ طَيِّ صَحِيفَتِي " .
انتهى من "البداية والنهاية" (14/ 768) . المصدر الاسلام سؤال وجواب

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-15, 06:21 PM
جزاكم الله خيرا وفقكم الله وبارك فيك

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-15, 06:22 PM
التوجيه الثالث

قال ابن أبي العز :
اسباب الخير ثلاثة : إيجاد وإعداد وإمداد وكلها إلى الله فإذا لم يحدث إعداد ولا إمداد حصل الشر فنفى هنا أن يكون الاعداد والامداد الى الله وجعلهما عدميان لذلك قال الدكتور لطف الله خوجه أن ابن ابي العز وابن القيم وافقا بعض الفلاسفة كأفلاطون وأفلوطين وأظن توما الأكويني يرى ذلك في كون الشر عدمي ..
فما رأي المشايخ الفضلاء فيما قال ؟

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-15, 06:27 PM
قال رحمه الله:

( مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين — ابن القيم (ت ٧٥١)
فَإنْ أرَدْتَ مَزِيدَ إيضاحٍ لِذَلِكَ، فاعْلَمْ أنَّ أسْبابَ الخَيْرِ ثَلاثَةٌ: الإيجادُ، والإعْدادُ، والإمْدادُ. فَهَذِهِ هِيَ الخَيْراتُ وأسْبابُها.
فَإيجادُ السَّبَبِ خَيْرٌ. وهُوَ إلى اللَّهِ. وإعْدادُهُ خَيْرٌ. وهُوَ إلَيْهِ أيْضًا. وإمْدادُهُ خَيْرٌ. وهُوَ إلَيْهِ أيْضًا.
فَإذا لَمْ يَحْدُثْ فِيهِ إعْدادٌ ولا إمْدادٌ حَصَلَ فِيهِ الشَّرُّ بِسَبَبِ هَذا العَدَمِ الَّذِي لَيْسَ إلى الفاعِلِ. وإنَّما إلَيْهِ ضِدُّهُ.
فَإنْ قُلْتَ: فَهَلّا أمَدَّهُ إذْ أوْجَدَهُ؟
قُلْتُ: ما اقْتَضَتِ الحِكْمَةُ إيجادَهُ وإمْدادَهُ. فَإنَّهُ - سُبْحانَهُ - يُوجِدُ ويُمِدُّهُ، وما اقْتَضَتِ الحِكْمَةُ إيجادَهُ وتَرْكَ إمْدادِهِ: أوْجَدَهُ بِحِكْمَتِهِ ولَمْ يُمِدَّهُ بِحِكْمَتِهِ. فَإيجادُهُ خَيْرٌ. والشَّرُّ وقَعَ مِن عَدَمِ إمْدادِهِ.
فَإنْ قُلْتَ: فَهَلّا أمَدَّ المَوْجُوداتِ كُلَّها؟
قُلْتُ: فَهَذا سُؤالٌ فاسِدٌ، يَظُنُّ مُورِدُهُ أنْ التَّسْوِيَةَ بَيْنَ المَوْجُوداتِ أبْلَغُ فِي الحِكْمَةِ. وهَذا عَيْنُ الجَهْلِ، بَلِ الحِكْمَةُ كُلُّ الحِكْمَةِ فِي هَذا التَّفاوُتِ العَظِيمِ الواقِعِ بَيْنَها. ولَيْسَ فِي خَلْقِ كُلِّ نَوْعٍ مِنها تَفاوُتٌ. فَكُلُّ نَوْعٍ مِنها لَيْسَ فِي خَلْقِهِ مِن تَفاوُتٍ. والتَّفاوُتُ إنَّما وقَعَ بِأُمُورٍ عَدْمِيَّةٍ، لَمْ يَتَعَلَّقْ بِها الخَلْقُ. وإلّا فَلَيْسَ فِي الخَلْقِ مِن تَفاوُتٍ.
فَإنِ اعْتاصَ ذَلِكَ عَلَيْكَ، ولَمْ تَفْهَمْهُ حَقَّ الفَهْمِ. فَراجِعْ قَوْلَ القائِلِ:
إذا لَمْ تَسْتَطِعْ شَيْئًا فَدَعْهُ … وجاوِزْهُ إلى ما تَسْتَطِيعُ
كَما ذُكِرَ: أنَّ الأصْمَعِيَّ اجْتَمَعَ بِالخَلِيلِ بْنِ أحْمَدَ. وحَرَصَ عَلى فَهْمِ العَرُوضِ مِنهُ: فَأعْياهُ ذَلِكَ، فَقالَ لَهُ الخَلِيلُ يَوْمًا: قَطِّعْ لِي هَذا البَيْتَ. وأنْشَدَهُ إذا لَمْ تَسْتَطِعْ شَيْئًا - البَيْتَ فَفَهِمَ ما أرادَ. فَأمْسَكَ عَنْهُ ولَمْ يَشْتَغِلْ بِهِ.)

محمدعبداللطيف
2021-01-15, 11:28 PM
التوجيه الثالث

قال ابن أبي العز :
اسباب الخير ثلاثة : إيجاد وإعداد وإمداد وكلها إلى الله فإذا لم يحدث إعداد ولا إمداد حصل الشر فنفى هنا أن يكون الاعداد والامداد الى الله وجعلهما عدميان لذلك قال الدكتور لطف الله خوجه أن ابن ابي العز وابن القيم وافقا بعض الفلاسفة كأفلاطون وأفلوطين وأظن توما الأكويني يرى ذلك في كون الشر عدمي ..
فما رأي المشايخ الفضلاء فيما قال ؟
فنفى هنا أن يكون الاعداد والامداد الى الله وجعلهما عدميان هذا الكلام غلط لذا ترتب عليه فهم خاطئ من الدكتور لطف الله خوجه فى فهم كلام ابن القيم وابن ابى العز رحمهما الله وظنه انهما وافقا الفلاسفة فى كَوْن الشر عدمى هكذا بطلاق ودون تفصيل بين اقسامه - شتان بين الثريا والثرى ؟!
وقد بينت كلام الامام ابن القيم فى حوار مع اخى الفاضل الطيبونى أنقله هنا مع الرابط حتى تعم الفائدة
يقول بن القيم رحمه الله--تحقيق الأمر أن الشر نوعان
شر محض حقيقي من كل وجه
وشر نسبي إضافي من وجه دون وجه
فالأول لا يدخل في الوجود إذ لو دخل في الوجود لم يكن شرا محضا
والثاني هو الذي يدخل في الوجود
فالأمور التي يقال هي شرور إما أن تكون أمورا عدمية أو أمورا وجودية
فإن كانت عدمية فإنها إما أن تكون عدما لأمور ضرورية للشيء في وجوده أو ضرورية له في دوام وجوده وبقائه أو ضرورية له في كماله
وإما أن تكون غير ضرورية له في وجوده ولا بقائه ولا كماله وإن كان وجودها خيرا من عدمها
فهذه أربعة أقسام
فالأول كالإحساس والحركة والنفس للحيوان
والثاني كقوة الاغتذاء والنمو للحيوان المغتذي النامي
والثالث كصحته وسمعه وبصره وقوته
والرابع كالعلم بدقائق المعلومات التي العلم بها خير من الجهل وليست ضرورية له
وأما الأمور الوجودية فوجود كل ما يضاد الحياة والبقاء والكمال كالأمراض وأسبابها والآلام وأسبابها والموانع الوجودية التي تمنع حصول الخير ووصوله إلى المحل القابل له المستعد لحصوله كالمواد الردية المانعة من وصول الغذاء إلى أعضاء البدن وانتفاعها به وكالعقائد الباطلة والإرادات الفاسدة المانعة لحصول أضدادها للقلب
إذا عرف هذا
فالشر بالذات هو عدم ما هو ضروري للشيء في وجوده أو بقائه أو كماله
ولهذا العدم لوازم من شر أيضا
فإن عدم العلم والعدل يلزمهما من الجهل والظلم ما هو شرور وجودية
وعدم الصحة والاعتدال يلزمهما من الألم والضرر ما هو شر وجودي
وأما عدم الأمور المستغنى عنها كعدم الغنى المفرط والعلوم التي لا يضر الجهل بها فليس بشر في الحقيقة
ولا وجودها سببا للشر فإن العلم منه حيث هو علم والغنى منه حيث هو غنى لم يوضع سببا للشر
وإنما يترتب الشر من عدم صفة تقتضي الخير
كعدم العفة والصبر والعدل في حق الغنى فيحصل الشر له في غناه بعدم هذه الصفات
وكذلك عدم الحكمة ووضع الشيء موضعه وعدم إرادة الحكمة في حق صاحب العلم يوجب ترتب الشر له على ذلك
فظهر أن الشر لم يترتب إلا على عدم
وإلا فالموجود من حيث وجوده لا يكون شرا ولا سببا للشر
فالأمور الوجودية ليست شرورا بالذات بل بالعرض من حيث أنها تتضمن عدم أمور ضرورية أو نافعة
فإنك لا تجد شيئا من الأفعال التي هي شر إلا وهي كمال بالنسبة إلى أمور
وجهة الشر فيه بالنسبة إلى أمور أخر
مثال ذلك أن الظلم يصدر عن قوة تطلب الغلبة والقهر وهي القوة الغضبية التي كمالها بالغلبة ولهذا خلقت فليس في ترتب أثرها عليها شر من حيث وجوده بل الشر عدم ترتب أثرها عليها البتة فتكون ضعيفة عاجزة مقهورة
وإنما الشر الوجودي الحاصل شر إضافي بالنسبة إلى المظلوم بفوات نفسه أو ماله أو تصرفه وبالنسبة إلى الظالم لا من حيث الغلبة والاستيلاء
ولكن من حيث وضع الغلبة والقهر والاستيلاء في غير موضعه فعدل به من محله إلى غير محله
ولو استعمل قوة الغضب في قهر المؤذي الباغي من الحيوانات الناطقة والبهيمة لكان خيرا
ولكن عدل به إلى غير محله
فوضع القهر والغلبة موضع العدل والنصفة ووضع الغلظة موضع الرحمة فلم يكن الشر في وجود هذه القوة ولا في ترتب أثرها عليها من حيث هما كذلك بل في إجرائها في غير مجراها
ومثال ذلك ماء جار في نهر إلى أرض يسقيها وينفعها فكماله في جريانه حتى يصل إليها فإذا عدل به عن مجراه وطريقه إلى أرض يضرها ويخرب دورها كان الشر في العدول به عما أعدله وعدم وصوله إليه
فهكذا الإرادة والغضب أعين بهما العبد ليتوصل بهما إلى حصول ما ينفعه وقهر ما يؤذيه ويهلكه
فإذا استعملا في ذلك فهو كمالها وهو خير
وإذا صرفا عن ذلك إلى استعمال هذه القوة في غير محلها وهذه في غير محلها صار ذلك شرا إضافيا نسبيا وكذلك النار كمالها في إحراقها فإذا أحرقت ما ينبغي إحراقه فهو خير وإن صادفت ما لا ينبغي إحراقه فأفسدته فهو شر إضافي بالنسبة إلى المحل المعين
*وكذلك القتل مثلا هو استعمال الآلة القطاعة في تفريق اتصال البدن فقوة الإنسان على استعمال الآلة خير *وكون الآلة قابلة للتأثير خير
*وكون المحل قابلا لذلك خير
*وإنما الشر نسبي إضافي وهو وضع هذا التأثير في غير موضعه والعدول به عن المحل المؤدي إلى غيره
وهذا بالنسبة إلى الفاعل
*وأما بالنسبة إلى المفعولفهو شر إضافي أيضا وهو ما حصل له من التألم وفاته من الحياة وقد يكون ذلك خيرا له من جهة أخرى وخير لغيرة
وكذلك الوطء فإن قوة الفاعل وقبول المحل كمال
ولكن الشر في العدول به عن المحل الذي يليق به إلى محل لا يحسن ولا يليق
وهكذا حركة اللسان وحركات الجوارح كلها جارية على هذا المجرى
* فظهر أن دخول الشر في الأمور الوجودية إنما هو بالنسبة والإضافة
لا أنها من حيث وجودها وذواتها شر
وكذلك السجود ليس هو شرا من حيث ذاته ووجوده
****فإذا أضيف إلى غير الله كان شرا بهذه النسبة والإضافة [هذا المثال مهم جدا اخى حسن المطروشى الاثرى]
*وكذلك كل ما وجوده كفر وشرك إنما كان شرا بإضافته إلى ما جعله[نعم]
كذلك كتعظيم الأصنام فالتعظيم من حيث هو تعظيم لا يمدح ولا يذم إلا باعتبار متعلقه
فإذا كان تعظيما لله وكتابه ودينه ورسوله كان خيرا محضا
وإن كان تعظيما للصنم وللشيطان فإضافته إلى هذا المحل جعلته شرا كما أن إضافة السجود إلى غير الله جعلته كذلك.

فصل: ومما ينبغي أن يعلم أن الأشياء المكونة من موادها شيئا فشيئا كالنبات والحيوان
أما إن يعرض لها النقص الذي هو شر في ابتدائها
أو بعد تكونها
فالأول هو بأن يعرض لمادتها من الأسباب ما يجعلها ردية المزاج ناقصة الاستعداد فيقع الشر فيها والنقص في خلقها بذلك السبب
وليس ذلك بأن الفاعل حرمه وأذهب عنه أمرا وجوديا به كماله
بل لأن المنفعل لم يقبل الكمال والتمام وعدم قبوله أمر عدمي ليس بالفاعل
وأما الذي بالفاعل فهو الخير الوجودي الذي يتقبل به كماله وتمامه ونقصه والشر الذي حصل فيه هو من عدم إمداده بسبب الكمال فبقي على العدم الأصلي
وبهذا يفهم سر قوله تعالى:
{مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}
فإن ما خلقه فهو أمر وجودي به كمال المخلوق وتمامه
وأما عيبه ونقصه فمن عدم قبوله
وعدم القبول ليس أمرا مخلوقا يتعلق بفعل الفاعل
فالخلق الوجودي ليس فيه تفاوت
والتفاوت إنما حصل بسبب هذا الخلق
فإن الخالق سبحانه لم يخلق له استعدادا فحصل التفاوت فيه من عدم الخلق لا من نفس الخلق فتأمله
والذي إلى الرب سبحانه هو الخلق
وأما العدم فليس هو بفاعل له
فإذا لم يكمل في مادة الجنين في الرحم ما يقتضي كماله وسلامة أعضائه واعتدالها حصل فيه التفاوت
وكذلك النبات.
فصل: وأما الثاني
وهو أن الشر الحاصل بعد تكونه وإيجاده
فهو نوعان أيضا
أحدهما أن يقطع عنه الإمداد الذي به كماله بعد وجوده كما يقطع عن النبات إمداده بالسقي وعن الحيوان إمداده بالغذاء
فهو شر مضاف إلى العدم أيضا وهو عدم ما يكمل به
الثاني حصول مضاد مناف
وهو نوعان أحدهما قيام مانع في المحل يمنع تأثير الأسباب الصالحة فيه كما تقوم بالبدن أخلاط ردية تمنع تأثير الغذاء فيه وانتفاعه به وكما تقوم بالقلب إرادات واعتقادات فاسدة تمنع انتفاعه بالهدى والعلم
فهذا الشر وإن كان وجوديا وأسبابه وجودية
فهو أيضا من عدم القوة والإرادة التي يدفع بها ذلك المانع فلو وجدت قوة وإرادة تدفعه لم يتأثر المحل به
مثاله - أن غلبة الأخلاط واستيلائها من عدم القوة المنضجة لها أو القوة الدافعة لما يحتاج إلى خروج وكذلك استيلاء الإرادات الفاسدة لضعف قوة العفة والصبر واستيلاء الاعتقادات الباطلة لعدم العلم المطابق لمعلومه فكل شر ونقص فإنما حصل لعدم سبب ضده
وعدم سبب ضده ليس فاعلا له بل يكفي فيه بقاؤه على العدم الأصلي
الثاني مانع من خارج كالبرد الشديد والحرق والغرق ونحو ذلك مما يصيب الحيوان والنبات فيحدث فيه الفساد فهذا لا ريب انه شر وجودي مستند إلى سبب وجودي
ولكنه شر نسبي إضافي وهو خير من وجه آخر
فإن وجود ذلك الحر والبرد والماء يترتب عليه مصالح وخيرات كلية هذا الشر بالنسبة إليها جزئي
فتعطيل تلك الأسباب لتفويت هذا الشر الجزئي يتضمن شرا أكثر منه وهو فوات تلك الخيرات الحاصلة بها فإن ما يحصل بالشمس والريح والمطر والثلج والحر والبرد من مصالح الخلق أضعاف أضعاف ما يحصل بذلك من مفاسد جزئية هي في جنب تلك المصالح كقطرة في بحر
هذا لو كان شرها حقيقيا فكيف وهي خير من وجه وشر من وجه
وإن لم يعلم جهة الخير فيها كثير من الناس
فما قدرها الرب سبحانه سدى ولا خلقها باطلا
وعند هذا فيقال
الوجود إما أن يكون خيرا من كل وجه
أو شرا من كل وجه
أو خيرا من وجه شرا من وجه
وهذا على ثلاثة أقسام قسم خيره راجح على شره
وعكسه
وقسم مستو خيره وشره
وأما أن لا يكون فيه خير ولا شر
فهذه ستة أقسام ولا مزيد عليها فبعضها واقع وبعضها غير واقع
فأما القسم الأول وهو الخير المحض من كل وجه الذي لا شر فيه بوجه ما فهو أشرف الموجودات على الإطلاق وأكملها وأجلها وكل كمال وخير فيها فهو مستفاد من خيره وكماله في نفسه وهي تستمد منه وهو لا يستمد منها وهي فقيرة إليه وهو غني عنها كل منها يسأله كماله
فالملائكة تسأله ما لا حياة لها إلا به وإعانته على ذكره وشكره وحسن عبادته وتنفيذ أوامره والقيام بما جعل إليهم من مصالح العالم العلوي والسفلي وتسأله أن يغفر لبني آدم والرسل تسأله أن يعينهم على أداء رسالاته وتبليغها وأن ينصرهم على أعدائهم وغير ذلك من مصالحهم في معاشهم ومعادهم وبنو آدم كلهم يسألونه مصالحهم على تنوعها واختلافها والحيوان كله يسأله رزقه وغذاءه وقوته وما يقيمه ويسأله الدفع عنه والشجر والنبات يسأله غذاءه وما يكمل به والكون كله يسأله إمداده بقاله وحاله: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} فأكف جميع العالم ممتدة إليه بالطلب والسؤال ويده مبسوطة لهم بالعطاء والنوال يمينه ملأى لا يغيضها نفقة سجاء الليل والنهار وعطاؤه وخيره مبذول للأبرار والفجار له كل كمال ومنه كل خير له الحمد كله وله الثناء كله وبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله تبارك اسمه وتباركت أوصافه وتباركت أفعاله وتباركت ذاته فالبركة كلها له ومنه لا يتعاظمه خير سئله ولا تنقص خزائنه على كثرة عطائه وبذله
فلو صور كل كمال في العالم صورة واحدة ثم كان العالم كله على تلك الصورة لكان نسبة ذلك إلى كماله وجلاله وجماله دون نسبة سراج ضعيف إلى عين الشمس.
[شفاء العليل]
من موضوع - اشكال في عبارة لابن القيم بارك الله فيكم (https://majles.alukah.net/t164500/)

--https://majles.alukah.net/t164500/

هل بعد هذا كله نقول ان ابن القيم وابن ابى العز وافقا بعض الفلاسفة كأفلاطون وأفلوطين وأظن توما الأكويني!!!!!!!!!! لاشك ان هذا خطأ فى فهم كلام الامامين
وافقا بعض الفلاسفة كأفلاطون .... يرى ذلك في كون الشر عدمي ابن القيم فصل تفصيلا
بين اقسام وانواع الخير والشر- وبذلك يظهر لكل ذى عينان ان الامام ابن القيم على الصراط المستقيم المخالف لاصحاب الجحيم من الفلاسفة الملحدين- هل يمكن ان نجمع بين الحق والضلال والنور والظلام
وهكذا قال اخرون عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عندما تكلم على تسلل الحوادث فى الماضى والقدم النوعى للحوادث - ادعوا عليه انه يقول بقول الفلاسفة بقدم العالم- هؤلاء لم يفهموا كلام الائمة
فكلام شيخ الإسلام والامام ابن القيم رحمهما الله
إنما يعرفه ويدريه من مارس كلامه وعرف أصوله
وانبهك اخى حسن المطروشى الاثرى ان كلامى ليس بخصوص أحد بعينه وانما هو على العموم -
وانا اعلم ان الاخوة فى المجلس وخاصة الاخ لطف الله خوجة له باع طويل فى خدم منهج السلف فى العقيدة والتوحيد فى هذا المجلس وغيره من المنتديات ولكن انا اناقش الاقوال بغض النظر عن اصحابها فالكلام عام ليس متوجها الى احد

محمدعبداللطيف
2021-01-15, 11:35 PM
فصل: وأما الأقسام الخمسة الباقية
فلا يدخل منها في الوجود إلا ما كانت المصلحة والحكمة والخير في إيجاده أكثر من المفسدة
والأقسام الأربعة لا تدخل في الوجود.
أما الشر المحض الذي لا خير فيه
فذاك ليس له حقيقة بل هو العدم المحض،
فإن قيل فإبليس شر محض والكفر والشرك كذلك
وقد دخلوا في الوجود
فأي خير في إبليس وفي وجود الكفر
، قيل في خلق إبليس من الحكم والمصالح والخيرات التي ترتبت على وجوده
ما لا يعلمه إلا الله
كما سننبه على بعضه
فالله سبحانه لم يخلقه عبثا ولا قصد بخلقه إضرار عباده وهلاكهم
فكم لله في خلقه من حكمة باهرة وحجة قاهرة وآية ظاهرة ونعمة سابغة
وهو وإن كان للأديان والإيمان كالسموم للأبدان
ففي إيجاد السموم من المصالح والحكم ما هو خير من تفويتها.
وأما الذي لا خير فيه ولا شر فلا يدخل أيضا في الوجود
فإنه عبث فتعالى الله عنه
وإذا امتنع وجود هذا القسم في الوجود
فدخول ما الشر في إيجاده أغلب من الخير أولى بالامتناع
ومن تأمل هذا الوجود علم أن الخير فيه غالب وأن الأمراض وإن كثرت فالصحة أكثر منها واللذات أكثر من الآلام والعافية أعظم من البلاء والغرق والحرق والهدم ونحوها وإن كثرت فالسلامة أكثر
ولو لم يوجد هذا القسم الذي خيره غالب لأجل ما يعرض فيه من الشر لفات الخير الغالب
وفوات الخير الغالب شر غالب
ومثال ذلك - النار فإن في وجودها منافع كثيرة وفيها مفاسد لكن إذا قابلنا بين مصالحها ومفاسدها لم تكن لمفاسدها نسبة إلى مصالحها
وكذلك المطر والرياح والحر والبرد
وبالجملة فعناصر هذا العالم السفلي خيرها ممتزج بشرها
ولكن خيرها غالب
وأما العالم العلوي فبريء من ذلك،
فإن قيل فهلا خلق الخلاق الحكيم هذه خالية من الشر بحيث تكون خيرات محضة
فإن قلتم اقتضت الحكمة خلق هذا العالم ممتزجا فيه اللذة بالألم والخير بالشر فقد كان يمكن خلقه على حالة لا يكون فيه شر كالعالم العلوي سلمنا أن وجود ما الخير فيه أغلب من الشر أولى من عدمه
فأي خير ومصلحة في وجود رأس الشر كله ومنبعه وقدوة أهله فيه إبليس وأي خير في إبقائه إلى آخر الدهر وأي خير يغلب في نشأة يكون فيها تسعة وتسعون إلى النار وواحد في الجنة وأي خير غالب حصل بإخراج الأبوين من الجنة حتى جرى على الأولاد ما جرى ولو داما في الجنة لارتفع الشر بالكلية وإذا كان قد خلقهم لعبادته فكيف اقتضت حكمته أن صرف إليهم عنا ووفق لها الأقل من الناس وأي خير يغلب في خلق الكفر والفسوق والعصيان والظلم والبغي وأي خير في إيلام غير المكلفين كالأطفال والمجانين
فإن قلتم فائدته التعويض أنقض عليكم بإيلام البهائم ثم وأي خير في خلق الدجال وتمكينه من الظهور والافتتان به وإذ قد اقتضت الحكمة ذلك فأي خير حصل في تمكينه من إظهار تلك الخوارق والعجائب وأي خير في السحر وما يترتب عليه من المفاسد والمضار وأي خير في إلباس الخلق شيعا وإذاقة بعضهم بأس بعض وأي خير في خلق السموم وذات السموم والحيوانات العادية المؤذية بطبعها وأي خير في خراب هذه البنية بعد خلقها في أحسن تقويم وردها إلى أرذل العمر بعد استقامتها وصلاحها وكذلك خراب هذا الدار ومحو أثرها فإن كان وجود ذلك خيرا غالبا فإبطاله إبطال للخير الغالب دع هذا كله فأي خير راجح أو مرجوح في النار وهي دار الشر الأعظم والبلاء الأكبر
ولا خلاص لكم عن هذه الأسئلة إلا بسد باب الحكم والتعليل وإسناد الكون إلى محض المشيئة أو القول بالإيجاب الذاتي وأن الرب لا يفعل باختياره ومشيئته
وهذه الأسئلة إنما ترد على من يقول بالفاعل المختار
فلهذا لجأ القائلون إلى إنكار التعليل جملة فاختاروا أحد المذهبين وتحيزوا إلى إحدى الفئتين وإلا فكيف تجمعون بين القول بالحكمة والتعليل وبين هذه الأمور؟
فالجواب بعد أن نقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
بل في تحقيق هذه الكلمات
الجواب الشافي:
{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ} {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاّ بِالْحَقِّ}: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتعالى الله الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إله إلا هو رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}: {الله الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأمر بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}: {جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}: {صُنْعَ الله الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}: {وأحسن كل الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}
بل هو في غاية التناسب واقع على أكمل الوجوه وأقربها إلى حصول الغايات المحمودة والحكم المطلوبة فلم يكن تحصل تلك الحكم والغايات التي انفرد الله سبحانه بعلمها على التفصيل وأطلع من شاء من عباده على أيسر اليسير منها إلا بهذه الأسباب والبدايات
وقد سأله الملائكة المقربون عن جنس هذه الأسئلة وأصلها فقال: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}
وأقروا له بكمال العلم والحكمة وأنه في جميع أفعاله على صراط مستقيم
وقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم
ولما ظهر لهم ببعض حكمته فيما سألوا عنه وأنهم لم يكونوا يعلمون
قال: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}.
شفاء العليل -
فهل بعد كل ذلك من الامام ابن القيم فى الرد على الفلاسفة كافلاطون وغيره نقول انه وافق الفلاسفة
ساء ما يحكمون

محمدعبداللطيف
2021-01-15, 11:52 PM
قال ابنُ القيِّم ـ رحمه الله ـ: «وهو ـ سبحانه ـ خالقُ الخير والشرِّ، فالشرُّ في بعض مخلوقاته لا في خَلْقه وفِعْله، وخَلْقُه وفعلُه وقضاؤه وقَدَرُه خيرٌ كلُّه؛ ولهذا تَنَزَّه ـ سبحانه ـ عن الظلم الذي حقيقتُه وضعُ الشيء في غيرِ موضعه ـ كما تقدَّم ـ فلا يضع الأشياءَ إلَّا في مواضعها اللائقة بها وذلك خيرٌ كُلُّه، والشرُّ: وضعُ الشيء في غيرِ محلِّه؛ فإذا وُضِع في محلِّه لم يكن شرًّا؛ فعُلِم أنَّ الشرَّ ليس إليه»


كما أنَّ الله تعالى لم يخلقِ الشَّرَّ محضًا مطلقًا مِنْ جميع الوجوه، وإنما هو نسبيٌّ إضافيٌّ، ويؤكِّد هذا المعنى ما نصَّ عليه ابنُ أبي العزِّ ـ رحمه الله ـ بقوله:
«فاعْلَمْ أنَّ الشرَّ كُلَّه يرجع إلى العدم، أعني عدمَ الخير وأسبابِه المُفْضِية إليه، وهو مِنْ هذه الجهة شرٌّ، وأمَّا مِنْ جهةِ وجوده المحضِ فلا شرَّ فيه،
مثالُه: أنَّ النفوس الشِّرِّيرة وجودُها خيرٌ مِنْ حيث هي موجودةٌ، وإنما حَصَل لها الشرُّ بقطع مادَّة الخير عنها، فإنها خُلِقَتْ في الأصل متحرِّكةً، فإِنْ أُعِينَتْ بالعلم وإلهامِ الخير تحرَّكَتْ به، وإِنْ تُرِكَتْ تحرَّكَتْ بطبعها إلى خلافه، وحركتُها ـ مِنْ حيث هي حركةٌ ـ خيرٌ، وإنما تكون شرًّا بالإضافة لا مِنْ حيث هي حركةٌ، والشرُّ كُلُّه ظلمٌ، وهو وضعُ الشيء في غير محلِّه، فلو وُضِع في موضعه لم يكن شرًّا؛ فعُلِم أنَّ جهة الشرِّ فيه نسبيةٌ إضافيةٌ؛ ولهذا كانَتِ العقوباتُ الموضوعةُ في محالِّها خيرًا في نفسها، وإِنْ كانَتْ شرًّا بالنسبة إلى المحلِّ الذي حلَّتْ به لِمَا أحدثَتْ فيه مِنَ الألم الذي كانَتِ الطبيعةُ قابلةً لضدِّه مِنَ اللذَّة مُستعِدَّةً له؛ فصار ذلك الألمُ شرًّا بالنسبة إليها، وهو خيرٌ بالنسبة إلى الفاعل حيث وضَعَه في موضعه، فإنه ـ سبحانه ـ لم يخلق شرًّا محضًا مِنْ جميع الوجوه والاعتبارات؛
فإنَّ حكمته تأبى ذلك؛ فلا يكون في جناب الحقِّ تعالى أَنْ يريد شيئًا يكون فسادًا مِنْ كُلِّ وجهٍ لا مصلحةَ في خَلْقه بوجهٍ ما، هذا مِنْ أبينِ المُحال؛
فإنه ـ سبحانه ـ الخيرُ كُلُّه بيدَيْه والشرُّ ليس إليه،
بل كُلُّ ما إليه فخيرٌ، والشرُّ إنما حَصَل لعدمِ هذه الإضافةِ والنسبةِ إليه، فلو كان إليه لم يكن شرًّا، فتأمَّلْه، فانقطاعُ نسبته إليه هو الذي صيَّره شرًّا».


هذا، وقد يكون انقطاعُ نسبةِ الشرِّ إلى الله تعالى يختلف باختلاف المقصود منه:
ـ فإِنْ أُرِيدَ بالشرِّ وضعُ الشيء في غير مَحَلِّه فإنَّ هذا هو الظلمُ، واللهُ منزَّهٌ عن الظلم لقوله تعالى:ولا يظلم ربك احدا ، وقولِه تعالى:وما ربك بظلام للعبيد
، وفي الحديث فيما يرويه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن ربِّه: «يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا؛ فَلَا تَظَالَمُوا»(٤).


ـ وإِنْ أُرِيدَ بالشرِّ إلحاقُ العقوبة بالمذنب أو الجاني أو الظالم فإنَّ هذا ليس بشرٍّ، وإنما هو عدلٌ منه ـ سبحانه وتعالى ـ.

ـ وإِنْ أُرِيدَ بالشرِّ عدمُ الخير وانعدامُ أسبابه المُفْضِية إليه وسُبُلِه المُوصِلة إليه فالعدمُ ليس بشيءٍ في الوجود الخارجيِّ إلَّا في الذهن والعلمِ، وليس فعلًا أيضًا ؛ لذلك لا يُنْسَب العدمُ إلى الله تعالى، ومِنْ هذا المُنْطلَقِ ـ أيضًا ـ إِنْ أُرِيدَ بالشرِّ مِنَ العبد عدمُ التوفيق للإيمان والهدى فإنَّ التوفيق إليهما مِنْ فضله ـ سبحانه وتعالى ـ الذي يؤتيه مَنْ يشاء مِنْ عباده، ومنعُ الفضلِ لا يُعَدُّ شرًّا ولا ظلمًا.


وقال ابنُ القيِّم ـ رحمه الله ـ:
«والعبد إذا فَعَل القبيحَ المنهيَّ عنه كان قد فعَلَ الشرَّ والسوء، والربُّ ـ سبحانه ـ هو الذي جَعَله فاعلًا لذلك، وهذا الجَعْلُ منه عدلٌ وحكمةٌ وصوابٌ، فجَعْلُه فاعلًا خيرٌ والمفعولُ شرٌّ قبيحٌ؛ فهو ـ سبحانه ـ بهذا الجَعْل قد وَضَع الشيءَ موضِعَه لِمَا له في ذلك مِنَ الحكمة البالغة التي يُحْمَد عليها؛ فهو خيرٌ وحكمةٌ ومصلحةٌ، وإِنْ كان وقوعُه مِنَ العبد عيبًا ونقصًا وشرًّا
وقال ابن القيم رحمه الله
أن الطبيعة البشرية مشتملة على الخير والشر، والطيب والخبيث. وذلك كامن فيها كمون النار في الزناد. فخلق الشيطان مستخرجا لما في طبائع أهل الشر من القوة إلى الفعل. وأرسلت الرسل تستخرج ما في طبيعة أهل الخير من القوة، إلى الفعل. فاستخرج أحكم الحاكمين ما في قوى هؤلاء من الخير الكامن فيها، ليترتب عليه آثاره، وما في قوى أولئك من الشر، ليترتب عليه آثاره، وتظهر حكمته في الفريقين، وينفذ حكمه فيهما، ويظهر ما كان معلوما له، مطابقا لعلمه السابق. وهذا هو السؤال الذي سألته ملائكته حين قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون} [البقرة: 30] . فظنت الملائكة أن وجود من يسبح بحمده ويطيعه، ويعبده، أولى من وجود من يعصيه، ويخالفه. فأجابهم سبحانه بأنه يعلم من الحكم والمصالح، والغايات المحمودة في خلق هذا النوع، ما لا تعلمه الملائكة.

ومنها: أن ظهور كثير من آياته، وعجائب صنعه: حصل بسبب وقوع الكفر والشرك من النفوس الكافرة الظالمة، كآية الطوفان، وآية الريح، وآية إهلاك ثمود، وقوم لوط، وآية انقلاب النار على إبراهيم بردا وسلاما، والآيات التي أجراها الله تعالى على يد موسى، وغير ذلك من آياته التي يقول سبحانه عقيب ذكر كل آية منها في سورة الشعراء: {إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم} [الشعراء: 8] . فلولا كفر الكافرين، وعناد الجاحدين، لما ظهرت هذه الآيات الباهرة، التي يتحدث بها الناس جيلا بعد جيل إلى الأبد.
ومنها: أن خلق الأسباب المتقابلة التي يقهر بعضها بعضا، ويكسر بعضها بعضا: هو من شأن كمال الربوبية، والقدرة النافذة، والحكمة التامة، والملك الكامل - وإن كان شأن الربوبية كاملا في نفسه، ولو لم تخلق هذه الأسباب- لكن خلقها من لوازم كماله وملكه، وقدرته وحكمته. فظهور تأثيرها وأحكامها في عالم الشهادة: تحقيق لذلك الكمال، وموجب من موجباته. فتعمير مراتب الغيب والشهادة بأحكام الصفات، من آثار الكمال الإلهي المطلق بجميع وجوهه، وأقسامه، وغاياته.
وبالجملة: فالعبودية، والآيات، والعجائب التي ترتبت على خلق ما لا يحبه ولا يرضاه، وتقديره ومشيئته: أحب إليه سبحانه وتعالى من فواتها، وتعطيلها بتعطيل أسبابها.
فإن قلت: فهل كان يمكن وجود تلك الحكم بدون هذه الأسباب؟ قلت: هذا سؤال باطل؛ إذ هو فرض وجود الملزوم، بدون لازمه. كفرض وجود الابن بدون الأب، والحركة بدون المتحرك، والتوبة بدون التائب. اهـ.
إلى أن قال: اعلم أن أسباب الخير ثلاثة: الإيجاد، والإعداد، والإمداد. فهذه هي الخيرات، وأسبابها.

فإيجاد السبب خير. وهو إلى الله. وإعداده خير. وهو إليه أيضا. وإمداده خير. وهو إليه أيضا. فإذا لم يحدث فيه إعداد، ولا إمداد حصل فيه الشر بسبب هذا العدم الذي ليس إلى الفاعل. وإنما إليه ضده.
فإن قلت: فهلا أمده إذ أوجده؟ قلت: ما اقتضت الحكمة إيجاده وإمداده. فإنه -سبحانه- يوجد ويمده، وما اقتضت الحكمة إيجاده وترك إمداده: أوجده بحكمته، ولم يمده بحكمته. فإيجاده خير. والشر وقع من عدم إمداده. فإن قلت: فهلا أمد الموجودات كلها؟ قلت: فهذا سؤال فاسد، يظن مورده أن التسوية بين الموجودات أبلغ في الحكمة. وهذا عين الجهل، بل الحكمة كل الحكمة في هذا التفاوت العظيم الواقع بينها .اهـ. من مدارج السالكين.

محمدعبداللطيف
2021-01-16, 01:07 PM
قال ابن القيم رحمه الله: معنى قول السلف من أصول الإيمان: الإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره ...
أن القدر لا شر فيه بوجه من الوجوه فإنه علم الله وقدرته وكتابه ومشيئته وذلك خير محض وكمال من كل وجه
فالشر ليس إلى الرب تعالى بوجه من الوجوه لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله
وإنما يدخل الشر الجزئي الإضافي في المقضي المقدر
ويكون شرا بالنسبة إلى محل وخيرا بالنسبة إلى محل آخر
وقد يكون خيرا بالنسبة إلى المحل القائم به من وجه كما هو شر له من وجه بل هذا هو الغالب.
وهذا كالقصاص وإقامة الحدود وقتل الكفار
فإنه شر بالنسبة إليهم لا من كل وجه بل من وجه دون وجه وخير بالنسبة إلى غيرهم لما فيه من مصلحة الزجر والنكال ودفع الناس بعضهم ببعض
وكذلك الآلام والأمراض وإن كانت شرورا من وجه فهي خيرات من وجوه عديدة ...
فالخير والشر من جنس اللذة والألم والنفع والضرر وذلك في المقضي المقدر
لا في نفس صفة الرب وفعله القائم به
فإن قطع يد السارق شر مؤلم ضار له
وأما قضاء الرب ذلك وتقديره عليه فعدل خير وحكمة ومصلحة ...
فإن قيل فما الفرق بين كون القدر خيرا شرا وكونه حلوا ومرا قيل الحلاوة والمرارة تعود إلى مباشرة الأسباب في العاجل والخير والشر يرجع إلى حسن العاقبة وسوءها فهو حلو ومر في مبدأه وأوله وخير وشر في منتهاه وعاقبته
وقد أجرى الله سبحانه سنته وعادته أن حلاوة الأسباب في العاجل تعقب المرارة في الآجل ومرارتها تعقب الحلاوة فحلو الدنيا مر الآخرة ومر الدنيا حلو الآخرة
وقد اقتضت حكمته سبحانه أن جعل اللذات تثمر الآلام والآلام تثمر اللذات والقضاء والقدر منتظم لذلك انتظاما لا يخرج عنه شيء البتة والشر مرجعه إلى الآلام وأسبابها،
والخير مرجعه إلى اللذات وأسبابها والخير المطلوب هو اللذات الدائمة
والشر المرهوب هو الآلام الدائمة
فأسباب هذه الشرور وإن اشتملت على لذة ما وأسباب تلك الخيرات وإن اشتملت على ألم ما،
فألم تعقبه اللذة الدائمة أولى بالإيثار والتحمل من لذة يعقبها الألم الدائم، فلذة ساعة في جنب ألم طويل كلا لذة وألم ساعة في جنب لذة طويلة كلا ألم.
في امتناع إطلاق القول نفيا وإثباتا أن الرب تعالى مريد للشر وفاعل له
هذا موضع خلاف اختلف فيه مثبتوا القدر ونفاته
فقال النفاة
لا يجوز أن يقال أن الله سبحانه مريد للشر أو فاعل له قالوا لا يريد الشر وفاعله شرير هذا هو المعروف لغة وعقلا وشرعا كما أن الظالم فاعل الظلم والفاجر فاعل الفجور ومريده والرب يتعالى ويتنزه عن ثبوت معاني أسماء السوء له فإن أسمائه كلها حسنى وأفعاله كلها خير فيستحيل أن يريد الشر فالشر ليس بإرادته ولا بفعله قالوا وقد قام الدليل على أن فعله سبحانه غير مفعوله والشر ليس بفعل له فلا يكون مفعولا له
وقابلهم الجبرية
فقالوا بل الرب سبحانه يريد الشر ويفعله قالوا لأن الشر موجود فلا بد له من خالق ولا خالق إلا الله وهو سبحانه إنما يخلق بإرادته فكل مخلوق فهو مراد له وهو فعله ووافقوا إخوانهم على أن الفعل عين المفعول والخلق نفس المخلوق ثم قالوا والشر مخلوق له ومفعول فهو فعله وخلقه وواقع بإرادته قالوا وإنما لم يطلق القول أنه يريد الشر ويفعل الشر أدبا لفظيا فقط كما لا يطلق القول بأنه رب الكلاب والخنازير ويطلق القول بأنه رب كل شيء وخالقه قالوا وأما قولكم أن الشرير مريد الشر وفاعله فجوابه من وجهين:
أحدهما: إنما يمنع ذلك بأن الشرير من قام به الشر وفعل الشر لم يقم بذات الرب فإن أفعاله.
لا تقوم به إذ هي نفس مفعولاته وإنما هي قائمة بالخلق وكذلك اشتقت لهم منها الأسماء كالفاجر والفاسق والمصلي والحاج والصائم ونحوها
الجواب الثاني: أن أسماء الله تعالى توقيفية ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء قالوا والرب تعالى أعظم من أن يكون في ملكه مالا يريده ولا يخلقه فإنه الغالب غير المغلوب.
وتحقيق القول في ذلك
أنه يمتنع اطلاق إرادة الشر عليه وفعله نفيا وإثباتا في إطلاق لفظ الإرادة والفعل من إبهام المعنى الباطل ونفي المعنى الصحيح فإن الإرادة تطلق بمعنى المشيئة وبمعنى المحبة والرضا
فالأول كقوله إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ وقوله: وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ وقوله: وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً والثاني كقوله: وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وقوله: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ فالإرادة بالمعنى الأول تستلزم وقوع المراد ولا تستلزم محبته والرضا به
وبالمعنى الثاني لا تستلزم وقوع المراد وتستلزم محبته فإنها لا تنقسم بل كل ما أراده من أفعاله فهو محبوب مرضي له ففرق بين إرادة أفعاله وإرادة مفعولاته فإن أفعاله خير كلها وعدل ومصلحة وحكمة لا شر فيها بوجه من الوجوه وأما مفعولاته فهي مورد الانقسام وهذا إنما يتحقق على قول أهل السنة أن الفعل غير المفعول والخلق غير المخلوق كما هو الموافق للعقول والفطر واللغة ودلالة القرآن والحديث وإجماع أهل السنة كما حكاه البغوي في شرح السنة عنهم
وعلى هذا فهاهنا إرادتان ومرادان إرادة أن يفعل ومرادها فعله القائم به وإرادة أن يفعل عبده ومرادها مفعوله المنفصل عنه وليسا بمتلازمين فقد يريد من عبده أن يفعل ولا يريد من نفسه إعانته على الفعل وتوفيقه له وصرف موانعه عنه كما أراد من إبليس أن يسجد لآدم ولم يرد من نفسه أن يعينه على السجود ويوفقه له ويثبت قلبه عليه ويصرفه إليه ولو أراد ذلك منه لسجد له لا محالة
وقوله فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ إخباره عن إرادته لفعله لا لأفعال عبيده وهذا الفعل والإرادة لا ينقسم إلى خير وشر كما تقدم
وعلى هذا فإذا قيل هو مريد للشر أوهم أنه محب له راض به وإذا قيل أنه لم يرده أوهم أنه لم يخلقه ولا كونه وكلاهما باطل ولذلك إذا قيل أن الشر فعله أو أنه يفعل الشر أوهم أن الشر فعله القائم به وهذا محال وإذا قيل لم يفعله أو ليس بفعل له أوهم أنه لم يخلقه ولم يكونه وهذا محال
فأنظر ما في إطلاق هذه الألفاظ في النفي والإثبات من الحق والباطل الذي يتبين بالاستفصال والتفصيل
وأن الصواب في هذا الباب ما دل عليه القرآن والسنة من أن الشر لا يضاف إلى الرب تعالى لا وصفا ولا فعلا ولا يتسمى باسمه بوجه من الوجوه وإنما يدخل في مفعولاته بطريق العموم
كقوله تعالى قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ
فما هاهنا موصولة أو مصدرية والمصدر بمعنى المفعول أي من شر الذي خلقه أو من شر مخلوقه
وقد يحذف فاعله كقوله حكاية عن مؤمني الجن
وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا
وقد يسند إلى محله القائم به كقول إبراهيم الخليل
الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
وقول الخضر
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا وقال في بلوغ الغلامين
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا

محمدعبداللطيف
2021-01-16, 02:43 PM
قال شيخ الاسلام
العدم ليس هو شيئا يفتقر إلى فاعل موجود ; بل العدم ليس بشيء وبقاؤه مشروط بعدم فعل الفاعل لا أن عدم الفاعل يوجبه ويقتضيه كما يوجب الفاعل المفعول الموجود ; بل قد يضاف عدم المعلول إلى عدم العلة وبينهما فرق وذلك أن المفعول الموجود إنما خلقه وأبدعه الفاعل وليس المعدوم أبدعه عدم الفاعل فإنه يفضي إلى التسلسل والدور ; ولأنه ليس اقتضاء أحد العدمين للآخر بأولى من العكس ; فإنه ليس أحد العدمين مميزا لحقيقة استوجب بها أن يكون فاعلا وإن كان يعقل أن عدم المقتضي أولى بعدم الأثر من العكس فهذا لأنه لما كان وجود المقتضي هو المفيد لوجود المقتضي صار العقل يضيف عدمه إلى عدمه إضافة لزومية ; لأن عدم الشيء إما أن يكون لعدم المقتضي أو لوجود المانع . وبعد قيام المقتضي لا يتصور أن يكون العدم إلا لأجل هاتين الصورتين أو الحالتين ; فلما كان الشيء الذي انعقد سبب وجوده يعوقه [ ويمنعه ] المانع المنافي وهو أمر موجود وتارة لا يكون سببه قد انعقد صار عدمه تارة ينسب إلى عدم مقتضيه وتارة إلى وجود مانعه ومنافيه .

وهذا معنى قول المسلمين : ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ; مشيئته هي الموجبة وحدها لا غيرها فيلزم من انتفائها انتفاؤه لا يكون شيء حتى تكون مشيئته لا يكون شيء بدونها بحال فليس لنا سبب يقتضي وجود شيء حتى تكون مشيئته مانعة من وجوده بل مشيئته هي السبب الكامل فمع وجودها لا مانع ومع عدمها لا مقتضى { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } { قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) }
وإذا عرف أن العبد ليس له من نفسه خير أصلا ; بل ما بنا من نعمة فمن الله وإذا مسنا الضر فإليه نجأر والخير كله بيديه كما قال : { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } وقال : { أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في سيد الاستغفار الذي في صحيح البخاري : { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت } وقال في دعاء الاستفتاح الذي في صحيح مسلم : { لبيك وسعديك والخير بيديك والشر ليس إليك تباركت ربنا وتعاليت .
} وذلك أن الشر إما أن يكون موجودا أو معدوما فالمعدوم سواء كان عدم ذات أو عدم صفة من صفات كمالها أو فعل من أفعالها مثل عدم الحياة أو العلم أو السمع أو البصر أو الكلام أو العقل أو العمل الصالح على تنوع أصنافه مثل معرفة الله ومحبته وعبادته والتوكل عليه والإنابة إليه ورجائه وخشيته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه وغير ذلك من الأمور المحمودة الباطنة والظاهرة من الأقوال والأفعال . فإن هذه الأمور كلها خيرات وحسنات وعدمها شر وسيئات ; لكن هذا العدم ليس بشيء أصلا حتى يكون له بارئ وفاعل فيضاف إلى الله وإنما هو من لوازم النفس التي هي حقيقة الإنسان قبل أن تخلق وبعد أن خلقت ; فإنها قبل أن تخلق عدم مستلزم لهذا العدم وبعد أن خلقت - وقد خلقت ضعيفة ناقصة - فيها النقص والضعف والعجز فإن هذه الأمور عدمية فأضيف إلى النفس من باب إضافة عدم المعلول إلى عدم علته وعدم مقتضيه وقد تكون من باب إضافته إلى وجود منافيه من وجه آخر سنبينه إن شاء الله تعالى .
و " نكتة الأمر " أن هذا الشر والسيئات العدمية ليست موجودة حتى يكون الله خالقها فإن الله خالق كل شيء .

والمعدومات تنسب تارة إلى عدم فاعلها وتارة إلى وجود مانعها فلا تنسب إليه هذه الشرور العدمية على الوجهين : أما " الأول " فلأنه الحق المبين فلا يقال عدمت لعدم فاعلها ومقتضيها .

وأما " الثاني " - وهو وجود المانع - فلأن المانع إنما يحتاج إليه إذا وجد المقتضي ولو شاء فعلها لما منعه مانع وهو - سبحانه - لا يمنع نفسه ما شاء فعله ; بل هو فعال لما يشاء ; ولكن الله قد يخلق هذا سببا ومقتضيا ومانعا فإن جعل السبب تاما لم يمنعه شيء وإن لم يجعله تاما منعه المانع لضعف السبب وعدم إعانة الله له فلا يعدم أمر إلا لأنه لم يشأه كما لا يوجد أمر إلا لأنه يشاؤه وإنما تضاف هذه السيئات العدمية إلى العبد لعدم السبب منه تارة ولوجود المانع منه أخرى .

أما عدم السبب فظاهر فإنه ليس منه قوة ولا حول ولا خير ولا سبب خير أصالة ولو كان منه شيء لكان سببا فأضيف إليه لعدم السبب ; ولأنه قد صدرت منه أفعال كان سببا لها بإعانة الله له فما لم يصدر منه كان لعدم السبب .

وأما وجود المانع المضاد له المنافي فلأن نفسه قد تضيق وتضعف وتعجز أن تجمع بين أفعال ممكنة في نفسها متنافية في حقه فإذا اشتغل بسمع شيء أو بصره أو الكلام في شيء أو النظر فيه أو إرادته أو اشتغلت جوارحه بعمل كثير اشتغلت عن عمل آخر وإن كان ذلك خيرا لضيقه وعجزه ; فصار قيام إحدى الصفات والأفعال به مانعا وصادا عن آخر .

والضيق والعجز يعود إلى عدم قدرته فعاد إلى العدم الذي هو منه والعدم المحض ليس بشيء حتى يضاف إلى الله تعالى وأما إن كان الشيء موجودا كالألم وسبب الألم فينبغي أن يعرف أن الشر الموجود ليس شرا على الإطلاق ولا شرا محضا وإنما هو شر في حق من تألم به وقد تكون مصائب قوم عند قوم فوائد .

ولهذا جاء في الحديث الذي رويناه مسلسلا { آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره } وفي الحديث الذي رواه أبو داود : { لو أنفقت ملء الأرض ذهبا لما قبله منك حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك } فالخير والشر هما بحسب العبد المضاف إليه كالحلو والمر سواء وذلك أن من لم يتألم بالشيء ليس في حقه شرا ومن تنعم به فهو في حقه خير كما { كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم من قص عليه أخوه رؤيا أن يقول : خيرا تلقاه وشرا توقاه خيرا لنا وشرا لأعدائنا } فإنه إذا أصاب العبد شر سر قلب عدوه ; فهو خير لهذا وشر لهذا ; ومن لم يكن له وليا ولا عدوا فليس في حقه خيرا ولا شرا وليس في مخلوقات الله ما يؤلم الخلق كلهم دائما ولا ما يؤلم جمهورهم دائما ; بل مخلوقاته إما منعمة لهم أو لجمهورهم في أغلب الأوقات كالشمس والعافية فلم يكن في الموجودات التي خلقها الله ما هو شر مطلقا عاما .

فعلم أن الشر المخلوق الموجود شر مقيد خاص وفيه وجه آخر هو به خير وحسن وهو أغلب وجهيه كما قال تعالى : { أحسن كل شيء خلقه (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } وقال تعالى : { صنع الله الذي أتقن كل شيء (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } وقال تعالى : { ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } وقال : { ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } .

وقد علم المسلمون أن الله لم يخلق شيئا ما إلا لحكمة ; فتلك الحكمة وجه حسنه وخيره ولا يكون في المخلوقات شر محض لا خير فيه ولا فائدة فيه بوجه من الوجوه ; وبهذا يظهر معنى قوله : { والشر ليس إليك } وكون الشر لم يضف إلى الله وحده ; بل إما بطريق العموم أو يضاف إلى السبب أو يحذف فاعله .

فهذا الشر الموجود الخاص المقيد سببه : إما عدم وإما وجود ; فالعدم مثل عدم شرط أو جزء سبب إذ لا يكون سببه عدما محضا فإن العدم المحض لا يكون سببا تاما لوجود ; ولكن يكون سبب الخير واللذة قد انعقد ولا يحصل الشرط فيقع الألم ; وذلك مثل عدم فعل الواجبات الذي هو سبب الذم والعقاب ومثل عدم العلم الذي هو سبب ألم الجهل وعدم السمع والبصر والنطق الذي هو سبب الألم بالعمى والصمم والبكم وعدم الصحة والقوة الذي هو سبب الألم والمرض والضعف .

فهذه المواضع ونحوها يكون الشر أيضا مضافا إلى العدم المضاف إلى العبد حتى يتحقق قول الخليل : { وإذا مرضت فهو يشفين (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } فإن المرض وإن كان ألما موجودا فسببه ضعف القوة وانتفاء الصحة الموجودة وذلك عدم هو من الإنسان المعدوم بنفسه حتى يتحقق قول الحق { وما أصابك من سيئة فمن نفسك (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } وقوله : { قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } ونحو ذلك فيما كان سببه عدم فعل الواجب وكذلك قول الصحابي : وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان .

يبين ذلك أن المحرمات جميعها من الكفر والفسوق والعصيان إنما يفعلها العبد لجهله أو لحاجته فإنه إذا كان عالما بمضرتها وهو غني عنها امتنع أن يفعلها والجهل أصله عدم والحاجة أصلها العدم .
فأصل وقوع السيئات منه عدم العلم والغنى ولهذا يقول في القرآن : { ما كانوا يستطيعون السمع (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } { أفلم تكونوا تعقلون (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } ؟ { إنهم ألفوا آباءهم ضالين (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } { فهم على آثارهم يهرعون (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } إلى نحو هذه المعاني
وأما الموجود الذي هو سبب الشر الموجود الذي هو خاص كالآلام مثل الأفعال المحرمة من الكفر الذي هو تكذيب أو استكبار والفسوق الذي هو فعل المحرمات ونحو ذلك . فإن ذلك سبب الذم والعقاب وكذلك تناول الأغذية الضارة وكذلك الحركات الشديدة المورثة للألم فهذا الوجود لا يكون وجودا تاما محضا ; إذ الوجود التام المحض لا يورث إلا خيرا كما قلنا إن العدم المحض لا يقتضي وجودا ; بل يكون وجودا ناقصا إما في السبب وإما في المحل كما يكون سبب التكذيب عدم معرفة الحق والإقرار به وسبب عدم هذا العلم والقول عدم أسبابه من النظر التام والاستماع التام لآيات الحق وأعلامه .

وسبب عدم النظر والاستماع : إما عدم المقتضي فيكون عدما محضا وإما وجود مانع من الكبر أو الحسد في النفس { والله لا يحب كل مختال فخور (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } وهو تصور باطل وسببه عدم غنى النفس بالحق فتعتاض عنه بالخيال الباطل .
و " الحسد " أيضا سببه عدم النعمة التي يصير بها مثل المحسود أو أفضل منه ; فإن ذلك يوجب كراهة الحاسد لأن يكافئه المحسود أو يتفضل عليه .
وكذلك الفسوق كالقتل والزنا وسائر القبائح إنما سببها حاجة النفس إلى الاشتفاء بالقتل والالتذاذ بالزنا وإلا فمن حصل غرضه بلا قتل أو نال اللذة بلا زنا لا يفعل ذلك والحاجة مصدرها العدم وهذا يبين - إذا تدبره الإنسان - أن الشر الموجود إذا أضيف إلى عدم أو وجود فلا بد أن يكون وجودا ناقصا فتارة يضاف إلى عدم كمال السبب أو فوات الشرط وتارة يضاف إلى وجود ويعبر عنه تارة بالسبب الناقص والمحل الناقص وسبب ذلك إما عدم شرط أو وجود مانع والمانع لا يكون مانعا إلا لضعف المقتضي وكل ما ذكرته واضح بين إلا هذا الموضع ففيه غموض يتبين عند التأمل وله طرفان : " أحدهما " أن الموجود لا يكون سببه عدما محضا .

و " الثاني " أن الموجود لا يكون سببا للعدم المحض وهذا معلوم بالبديهة أن الكائنات الموجودة لا تصدر إلا عن حق موجود .
ولهذا كان معلوما بالفطرة أنه لا بد لكل مصنوع من صانع كما قال تعالى : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } يقول : أخلقوا من غير خالق خلقهم أم هم خلقوا أنفسهم ؟ .
ومن المتكلمين من استدل على هذا المطلوب بالقياس وضرب المثال . والاستدلال عليه ممكن ودلائله كثيرة . والفطرة عند صحتها أشد إقرارا به وهو لها أبده وهي إليه أشد اضطرارا من المثال الذي يقاس به .
وقد اختلف أهل الأصول في العلة الشرعيةهل يجوز تعليل الحكم الوجودي بالوصف العدمي فيها مع قولهم : إن العدمي يعلل بالعدمي ؟ فمنهم من قال : يعلل به ومنهم من أنكر ذلك ومنهم من فصل بين ما لا يجوز أن يكون علة للوجود في قياس العلة ويجوز أن تكون علته له في قياس الدلالة فلا يضاف إليه في قياس الدلالة وهذا فصل الخطاب وهو أن قياس الدلالة يجوز أن يكون العدم فيه علة وجزءا من علة ; لأن عدم الوصف قد يكون دليلا على وصف وجودي يقتضي الحكم .

وأما " قياس العلة " فلا يكون العدم فيه علة تامة ; لكن يكون جزءا من العلة التامة وشرطا للعلة المقتضية التي ليست بتامة وقلنا : جزء من العلة التامة . وهو معنى كونه شرطا في اقتضاء العلة الوجودية وهذا نزاع لفظي فإذا حققت المعاني ارتفع . فهذا في بيان أحد الطرفين وهو أن الموجود لا يكون سببه عدما محضا .

وأما " الطرف الثاني " وهو أن الموجود لا يكون سببا لوجود يستلزم عدما فلأن العدم المحض لا يفتقر إلى سبب موجود بل يكفي فيه عدم السبب الموجود ; ولأن السبب الموجود إذا أثر فلا بد أن يؤثر شيئا والعدم المحض ليس بشيء فالأثر الذي هو عدم محض بمنزلة عدم الأثر ; بل إذا أثر الإعدام فالإعدام أمر وجودي فيه عدم فإن جعل الموجود معدوما والمعدوم موجودا أمر معقول أما جعل المعدوم معدوما فلا يعقل إلا بمعنى الإبقاء على العدم والإبقاء على العدم يكفي فيه عدم الفاعل والفرق معلوم بين عدم الفاعل وعدم الموجب في عدم العلة وبين فاعل العدم وموجب العدم وعلة العدم . والعدم لا يفتقر إلى الثاني ; بل يكفي فيه الأول .

فتبين بذلك الطرفان وهو أن العدم المحض الذي ليس فيه شوب وجود لا يكون وجودا ما : لا سببا ولا مسببا ولا فاعلا ولا مفعولا أصلا
فالوجود المحض التام الذي ليس فيه شوب عدم لا يكون سببا لعدم أصلا ولا مسببا عنه ولا فاعلا له ولا مفعولا
أما كونه ليس مسببا عنه ولا مفعولا له فظاهر
وأما كونه ليس سببا له فإن كان سببا لعدم محض فالعدم المحض لا يفتقر إلى سبب موجود
وإن كان لعدم فيه وجود فذاك الوجود لا بد له من سبب ولو كان سببه تاما وهو قابل لما دخل فيه عدم ; فإنه إذا كان السبب تاما والمحل قابلا وجب وجود المسبب
فحيث كان فيه عدم فلعدم ما في السبب أو في المحل فلا يكون وجودا محضا .

فظهر أن السبب حيث تخلف حكمه إن كان لفوات شرط فهو عدم وإن كان لوجود مانع فإنما صار مانعا لضعف السبب وهو أيضا عدم قوته وكماله
فظهر أن الوجود ليس سبب العدم المحض وظهر بذلك القسمة الرباعية وهي أن الوجود المحض لا يكون إلا خيرا .

يبين ذلك أن كل شر في العالم لا يخرج عن قسمين إما ألم وإما سبب الألم وسبب الألم مثل الأفعال السيئة المقتضية للعذاب والألم الموجود لا يكون إلا لنوع عدم فكما يكون سببه تفرق الاتصال ; وتفرق الاتصال هو عدم التأليف والاتصال الذي بينهما وهو الشر والفساد .

وأما سبب الألم فقد قررت في " قاعدة كبيرة " أن أصل الذنوب هو عدم الواجبات لا فعل المحرمات وأن فعل المحرمات إنما وقع لعدم الواجبات فصار أصل الذنوب عدم الواجبات وأصل الألم عدم الصحة ; ولهذا { كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم في خطبة الحاجة أن يقولوا : ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا } فيستعيذ من شر النفس الذي نشأ عنها من ذنوبها وخطاياها ويستعيذ من سيئات الأعمال التي هي عقوباتها وآلامها ; فإن قوله : { ومن سيئات أعمالنا } قد يراد به السيئات في الأعمال وقد يراد به العقوبات ; فإن لفظ السيئات في كتاب الله يراد به ما يسوء الإنسان من الشر وقد يراد به الأعمال السيئة قال تعالى : { إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } وقال تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1435&idfrom=0&idto=0&flag=1&bk_no=22&ayano=0&surano=0&bookhad=0#docu) } .

ومعلوم أن شر النفس هو الأعمال السيئة فتكون سيئات الأعمال هي الشر والعقوبات الحاصلة بها فيكون مستعيذا من نوعي السيئات : الأعمال السيئة وعقوباتها كما في الاستعاذة المأمور بها في الصلاة : { أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال } فأمرنا بالاستعاذة من العذاب عذاب الآخرة وعذاب البرزخ ومن سبب العذاب ومن فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال وذكر الفتنة الخاصة بعد الفتنة العامة فتنة المسيح الدجال فإنها أعظم الفتن كما في الحديث الصحيح : { ما من خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أعظم من فتنة المسيح الدجال } .


وفى الختام وبعد كل هذا قارن بين كلام شيخ الاسلام والامام ابن القيم فى تفصيلهم للخير والشر ومعناه عند اهل السنة- وبين تعريف الشر عند الفلاسفة شتان بين تعريف الشر عند ائمة الاسلام وتعريفه عند الفلاسفة
وقد اوتى البعض من قبل تعريف افلاطون للشر ولكن لم ينظروا الى مبادئه واصوله الفلسفية
فحكموا بتوافق الاصلين الاصل النابع من الاستدلال بالكتاب والسنة والاصل النابع من اصول اهل الفلاسفة الملحدين -
وبعد هذا البيان
انقل قول افلاطون الذى بنوا عليه التوافق ولم ينظروا الى التأصيل والفصيل الذى قام به شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم

يقول* أفلاطون* : ليس* للشرّ وجود خارجي*ّ علی* الإطلاق* ، بل* هو عدم* . بمعني* الشرور القليلة* التي* تقع* في* الخارج* لا تحتاج* إلي* علّة* الموجود ، لا انّها تعود إلي* العدم* ، كما أنّ الوجود يعود إلي* الوجود لابد من دراسة مفهوم الخير والشر عند الفلاسفة وما نتج عنة من ملل ونِحَل وأديان - ثم بعد ذلك نقارن بين مذهب الفلاسفة والمسلمين -لا نقول وافق بدون دراسة لمفهوم الشر عند الفلاسفة الملحدين


. بمعني* الشرور القليلة* التي* تقع* في* الخارج* لا تحتاج* إلي* علّة* الموجود ،
. وعلی هذا فى العمى عدم إيجاد علّة الوجود ، لا أن يكون للعمي علّة خاصّة به في مقابل البصر .

يقول* أفلاطون* : بمعني* الشرور القليلة* التي* تقع* في* الخارج* لا تحتاج* إلي* علّة* الموجود هل كلام افلاطون هذا يتوا فق مع كلام الامام ابن القيم السابق ان الشر قد يكون من وجه دون وجه شر قليل من وجه مع خير كثير من اوجه اخرى
هل قليل* الشرّ فى جانب الخير الكثير .لا تحتاج إلي علّة الموجود وقد ضرب الامام ابن القيم مثال بوجود النار في الخارج أو حذفها من المخلوقات لمجرّد شرّها القليل* مع ما ما جعله الله فيها من خير لايحصي ولا يُعد - ومضافاً إلي ذلك فهي مجعولة بالعَرَض لكونها مؤدّية إلي شرور قليلة كما تقدم فى كلام الامام ابن القيم ، ومجعولة* بالذات* لكونها ملزومة بالخيرات الكثيرة
هل يمكن بعد ذلك ان نقول ان الامام ابن القيم او غيره من الائمةا ان كلامهم متوافق مع كلام ا لفلاسفة ومنهم افلاطون فى تعريف الشر
دين الاسلام واصوله وقواعده ومبانيه مختلفة مع اصول هؤلاء الفلاسفة
لا يمكن ابدا ان نسوى بين اصول اهل السنة واصول الفلاسفة الكفار الملحدين
فالفلسفة هى الكفر-
هم تماما ساووا بين قول شيخ الاسلام بتسلل الحوادث فى الماضى وقول الفلاسفة بقدم العالم
شتان بين الحق والباطل -
ومعذرة على الاطالة

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-17, 10:34 AM
جزاكم الله خيرا

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-18, 04:39 PM
����الرقية بالبقرة ﻻ أصل لها

▪️الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

����أحسن الله إليكم، وهذا يقول: بعض الرقاة يأمر المريض بأن يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة، والبعض الآخر يقول: "ليس هناك دليل يخصص ذلك، بل يقرأ ما شاء من القرآن"، فأيهما أصح؟

الشيخ: هذا هو الصحيح، أن الأمر بقراءة سورة البقرة كاملة لا أصل له ولا دليل عليه، وهو تكليف أيضا بالمشقة،

��������وال رقية تكون بالآيات، مثل سورة الفاتحة، سورة الإخلاص، سورة الفلق، سورة الناس، تكون بهذه السور الكريمة، سورة الفاتحة لأنها أصل الرقية،

⛔ولم يرد أن البقرة تكون رقية، إنما جاء أن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ولم يأت ما يأمر بقراءتها على المريض، نعم.

ما توجيهكم ؟

وفي الحديث


في الصحيح: ((اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا* لْبَطَلَةُ)). قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ*الْبَطَلَ َ: السَّحَرَةُ.


الجواب

لا إشكال على جواب شيخنا العلامة مجدد العصر .

لان من يتخذ ذلك على الأغلب أنها رقية ووسيلة لكسب الأموال من الرقية . لكن لو قرات في

البيت لنزلت السكينة وهربت الشياطين

محمدعبداللطيف
2021-01-19, 12:16 PM
������الرقية بالبقرة ﻻ أصل لها

▪️الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

������أحسن الله إليكم، وهذا يقول: بعض الرقاة يأمر المريض بأن يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة، والبعض الآخر يقول: "ليس هناك دليل يخصص ذلك، بل يقرأ ما شاء من القرآن"، فأيهما أصح؟

الشيخ: هذا هو الصحيح، أن الأمر بقراءة سورة البقرة كاملة لا أصل له ولا دليل عليه، وهو تكليف أيضا بالمشقة،

���������� ��والرقية تكون بالآيات، مثل سورة الفاتحة، سورة الإخلاص، سورة الفلق، سورة الناس، تكون بهذه السور الكريمة، سورة الفاتحة لأنها أصل الرقية،

⛔ولم يرد أن البقرة تكون رقية، إنما جاء أن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ولم يأت ما يأمر بقراءتها على المريض، نعم.

ما توجيهكم ؟

وفي الحديث


في الصحيح: ((اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا* لْبَطَلَةُ)). قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ*الْبَطَلَ َ: السَّحَرَةُ.


الجواب

لا إشكال على جواب شيخنا العلامة مجدد العصر .

لان من يتخذ ذلك على الأغلب أنها رقية ووسيلة لكسب الأموال من الرقية . لكن لو قرات في

البيت لنزلت السكينة وهربت الشياطين بارك الله فيك
صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضل سورة البقرة، وأنها تطرد الشياطين، وتبطل السحر.
يعجز السَّحَرة عن صاحِب سورة البقرة ، وكذلك عن البيت الذي تُقرأ فيه .
قال عليه الصلاة والسلام : اقرءوا سورة البقرة ، فإن أخذها بَرَكة ، وتَرْكها حَسْرة ، ولا تستطيعها البَطَلة . قال معاوية بن سلاّم : بَلَغَني أن البَطَلَة السَّحَرة . رواه مسلم
و الشيطان يهرب من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة.
قال صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان يَنْفُر مِن البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة . رواه مسلم .

وقال صلى الله عليه وسلم: من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام.. وفي المستدرك مثله عن أبي هريرة رضي الله عنه، إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله
ثبت في الحديث الصحيح أن الرسول صلى عليه وسلم قال: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة هذا يدل على أن قراءة سورة البقرة، وقراءة القرآن والإكثار من الذكر من أسباب طرد الشيطان والحماية من شره، فيشرع للمرأة وللرجل أن يكون لهم نصيب من القراءة في البيت من قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله؛ لأن ذلك من أسباب السلامة من شر عدو الله الشيطان، الله يقول سبحانه: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه زاد المعاد: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية، والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض، والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها؟!! فما من مرض من أمراض القلوب، والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه، قال تعالى: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [العنكبوت:51]. فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله. انتهى كلامه رحمه الله.

بعض الرقاة يأمر المريض بأن يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة، والبعض الآخر يقول: "ليس هناك دليل يخصص ذلك، بل يقرأ ما شاء من القرآن"، فأيهما أصح؟
س: ما حكم الرقية بسورة البقرة لجميع الأمراض أو بعضها، والمداومة على ذلك يوميا، وما رأي سماحتكم في بعض الرقاة الذين يأمرون مرضاهم بأن يقرؤوها أربعين يوما لعلاج السحر أو العين؟ وما حكم قراءتها بنية الزواج أو الحمل أو الحصول على وظيفة، حيث يأمر بذلك بعض مفسري الأحلام؟


ج: إن القرآن كله شفاء للقلوب من الشك والنفاق وغيرهما كما أنه شفاء للأجسام إذا رقي به عليها سواءً كان ذلك بسورة كاملة أو بآيات منه لعموم قوله تعالى:

وَنُنَـزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
، والرقية عند الحاجة مشروعة شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله وإقراره، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله: كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين والإخلاص وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها متفق عليه، وعنها رضي الله عنها قالت: أمرني رسول الله أو أمر أن يسترقى من العين ، متفق عليه، ورقى أبوسعيد رضي الله عنه اللديغ بفاتحة الكتاب وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. ولم يرد في السنة تخصيص الرقية بسورة البقرة، ولزوم قراءتها كاملة في مجلس واحد أو في عدة مجالس وتكرار ذلك مدة أربعين يوما أو أقل أو أكثر مع ورود الأحاديث الصحيحة في فضلها وفضل قراءتها كما أنه لم يرد في السنة قراءتها بنية حصول الزواج أو الحمل أو الوظيفة كما يوصي بذلك الرقاة ومفسرو الأحلام. ومثل هذه الأمور تحتاج إلى دليل من الشرع ولا نعلم دليلا يدل على ذلك. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

محمدعبداللطيف
2021-01-19, 09:59 PM
بارك الله فيك اخى الفاضل حسن المطروشى الاثرى -
صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضل سورة البقرة، وأنها تطرد الشياطين، وتبطل السحر.
يعجز السَّحَرة عن صاحِب سورة البقرة ، وكذلك عن البيت الذي تُقرأ فيه .
قال عليه الصلاة والسلام : اقرءوا سورة البقرة ، فإن أخذها بَرَكة ، وتَرْكها حَسْرة ، ولا تستطيعها البَطَلة . قال معاوية بن سلاّم : بَلَغَني أن البَطَلَة السَّحَرة . رواه مسلم
و الشيطان يهرب من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة.
قال صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان يَنْفُر مِن البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة . رواه مسلم .

وقال صلى الله عليه وسلم: من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام.. وفي المستدرك مثله عن أبي هريرة رضي الله عنه، إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله
ثبت في الحديث الصحيح أن الرسول صلى عليه وسلم قال: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة هذا يدل على أن قراءة سورة البقرة، وقراءة القرآن والإكثار من الذكر من أسباب طرد الشيطان والحماية من شره، فيشرع للمرأة وللرجل أن يكون لهم نصيب من القراءة في البيت من قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله؛ لأن ذلك من أسباب السلامة من شر عدو الله الشيطان، الله يقول سبحانه: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه زاد المعاد: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية، والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض، والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها؟!! فما من مرض من أمراض القلوب، والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه، قال تعالى: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [العنكبوت:51]. فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله. انتهى كلامه رحمه الله.

بعض الرقاة يأمر المريض بأن يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة، والبعض الآخر يقول: "ليس هناك دليل يخصص ذلك، بل يقرأ ما شاء من القرآن"، فأيهما أصح؟
س: ما حكم الرقية بسورة البقرة لجميع الأمراض أو بعضها، والمداومة على ذلك يوميا، وما رأي سماحتكم في بعض الرقاة الذين يأمرون مرضاهم بأن يقرؤوها أربعين يوما لعلاج السحر أو العين؟ وما حكم قراءتها بنية الزواج أو الحمل أو الحصول على وظيفة، حيث يأمر بذلك بعض مفسري الأحلام؟


ج: إن القرآن كله شفاء للقلوب من الشك والنفاق وغيرهما كما أنه شفاء للأجسام إذا رقي به عليها سواءً كان ذلك بسورة كاملة أو بآيات منه لعموم قوله تعالى:

وَنُنَـزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
، والرقية عند الحاجة مشروعة شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله وإقراره، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله: كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين والإخلاص وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها متفق عليه، وعنها رضي الله عنها قالت: أمرني رسول الله أو أمر أن يسترقى من العين ، متفق عليه، ورقى أبوسعيد رضي الله عنه اللديغ بفاتحة الكتاب وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. ولم يرد في السنة تخصيص الرقية بسورة البقرة، ولزوم قراءتها كاملة في مجلس واحد أو في عدة مجالس وتكرار ذلك مدة أربعين يوما أو أقل أو أكثر مع ورود الأحاديث الصحيحة في فضلها وفضل قراءتها كما أنه لم يرد في السنة قراءتها بنية حصول الزواج أو الحمل أو الوظيفة كما يوصي بذلك الرقاة ومفسرو الأحلام. ومثل هذه الأمور تحتاج إلى دليل من الشرع ولا نعلم دليلا يدل على ذلك. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-20, 09:30 PM
جزاكم الله خيرا

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-20, 09:32 PM
التوجيه الرابع

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل شيخ

لا يصح اطلاق الأديان السماوية ولا الأديان الابراهيمة على النصرانية واليهودية

ابوسفيان
2021-01-20, 11:10 PM
جزاكم الله خيرا جزاك الله خيرا اخى حسن على إثرائك للعلم النافع

محمدعبداللطيف
2021-01-20, 11:17 PM
التوجيه الرابع

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل شيخ

لا يصح اطلاق الأديان السماوية ولا الأديان الابراهيمة على النصرانية واليهودية
نعم بارك الله فيك -
هناك توجيهات مختلفة للعلماء فى هذه المسألة منها التوجيه الذى ذكرته اخى الفاضل حسن المطروشى الاثرى عن الشيخ صالح ال الشيخ
قال الشيخ صالح ال الشيخ على قول الطحاوى رحمه الله
دين الله في الأرض والسماء واحد"، كما قال الطحاوي فحينئذٍ ليس عندنا أديان سماوية ولا الأديان الثلاثة، ومن عبر عن اليهودية والنصرانية والإسلام أو غيرها أيضاً بأنها أديان سماوية، هذا غلط عقدي , وغلط أيضاً على الشريعة وعلى العقيدة؛ لأن الدين واحد كما قال جل وعلا: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ , فالدين الذي جاء من السماء من عند الله وارتضاه الله في السماء , وارتضاه في الأرض واحد , ليس باثنين وليس بثلاثة.
فمن الغلط قول القائل: الأديان السماوية الثلاثة: اليهودية والنصرانية والإسلام، بل ليس ثم إلا دين سماوي واحد وهو الإسلام فقط؛ على التفصيل الذي ذكرنا في المسألة الأولى.
فشريعة عيسى تسمى النصرانية، وشريعة موسى عليه السلام تسمى اليهودية،
أو تقول: اليهودية والنصرانية وغير ذلك،
لكن لا تنسب هذه بالثلاث يقول القائل: أديان السماوية الثلاثة؛ لأنه كما قال الطحاوي هنا: دين الله واحد، ليس متعدداً.
وهذه ذهب إليها جمع من النصارى ومن اليهود في تصحيح كل الديانات، يعني من القرون الأولى في أن النصرانية دين من الله , وأن اليهودية دين من الله والإسلام دين من الله، وهذا لا شك أنه باطل ومخالف لنصوص الكتاب والسنة , وللإجماع في أن الله جل وعلا لا يرضى إلا الإسلام كما قال جل وعلا: وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً , وقال: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ , وقال جل وعلا: هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـذَا يعني من قبل يعني عند الرسل السالفة.

وقال الشيخ صالح ال الشيخ
لفظ الديانات السماوية لا أصل له في الشريعة، ولا أصل له في كلام أحد من كلام أهل العلم، وإنما الدين السماوي واحد -إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ - وحتى بعض الخاصة بعض طلبة العلم راج عليه ما يوجد في الجرائد والمجلات وفي الإعلام الديانات السماوية الثلاثة.
الدين السماوي واحد - إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ - وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ -
وإنما هذه شرائع سماوية مختلفة هذه ملل مختلفة
أما الدين لفظ الدين إنما هو واحد،
ولا يمكن أن ينسب إلى السماء إلا دين واحد وهو دين الإسلام، أديان الله الثلاثة وليس كذلك،
دين الله واحد وهو الإسلام لهذا قال جل وعلا - لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا -
وقال - مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا - يعني اليهودية المحرفة - وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا - وقال هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا .[ المصطلحات وأثرها على العلم والثقافة ]
وقال
السؤال :أحسن الله إليكم معالي الشيخ كثرت الدعاوى في هذه الأيام إلى ما يسمى وحدة الأديان، وأن تجتمع المئذنة بجانب الكنيسة، أو ما يسمى التسامح الديني، فما تعليقكم أحسن الله إليكم؟
الجواب :
أولا الأديان كثيرة - لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ -
لكن الدين الذي أنزله الله من السماء واحد لا يتعدد -إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ- إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131 )وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[البقرة:131-132]
الإسلام العام هو الذي جاء من عند الله، الشرائع مختلفة، لهذا يثقل شرعا قول من يقول الديانات السماوية، فليس ثَم ديانات سماوية إنما الدين الذي من السماء واحد، والشرائع هي التي تختلف قال جل وعلا - لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا [المائدة:48]
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم فيما رواه معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال «الأنبياء إخوة لعلات الدين واحد والشرائع شتى».
فإذن من هذا نخلص إلى بطلان قول من قال الديانات السماوية، ويوجد ديانات لكن لا يصح أن يقال أنها سماوية؛ لأن من السماء لم يأتِ إلا دين واحد وهو دين الإسلام فالنصرانية واليهودية من السماء شرائع، لكن الدين هو الإسلام، يجوز أن تقول دين النصرانية ودين اليهودية على اعتبار أن المقصود بالدين هنا الشريعة، كما قال جل وعلا - مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ?[يوسف:76] يعني في شريعة الملك،
لكن إذا أضيف إلى السماء فهذا لا يصح ولا يصلح

وقال أيضاً في شرح الطحاوية في موطن آخر :
الرّسل دينهم واحد والله جل وعلا لم يبعث رسولا إلا بدين الإسلام؛
ولكن الشّرائع تختلف كما قال جل وعلا -لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا
، وقال إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ
وقال وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ - يعني سواء أكان من قبل محمد عليه الصلاة والسلام أم كان بعد محمد ( لا يقبل الله من أحد إلا الإسلام،
فالرّسل جميعا دينهم واحد كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال «الأنبياء إخوة لعلاّت الدين واحد والشرائع شتى».
وهذا يبين لك أن أهل الإسلام وخاصة أهل السنة والجماعة لا يقولون ولا يعتقدون بأنّ الأديان التي جاءت من السماء متعددة، كما يقول الجاهل الأديان السماوية،
فالسماء التي فيها الرب جل جلاله وتقدس في علاه ليس منها إلا دين واحد، وهو الإسلام،
جاء به آدم عليه السلام،
وجاء به نوح وجاء به جميع المرسلين إلى نبينا محمد
(، فدين موسى عليه الإسلام،
ودين عيسى عليه الإسلام، ودين إبراهيم عليه الإسلام، وهكذا،
فجميع المرسلين جاؤوا بدين الإسلام الذي لا يقبل الله جل وعلا من أحد سواه -إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ? ومن الباطل قول القائل الأديان السّماوية،
ففي هذا القول تفريق بين الرسل؛
لأن الرسل دينهم واحد نصدّقهم كلهم على ما جاءوا به لم يأتوا بعقائد مختلفة ولا بأخبار مختلفة غيبية فكل الرسل يصدق بعضهم بعضا فيما أخبروا به عن غيب الله جل وعلا، ما يتعلق بأسماء الله جل وعلا وبصفاته بذاته العلية جل وعلا بالجنة بالنار، فالأخبار ليس فيها نسخ، الأخبار ليس فيها تغيير ما بين رسول ورسول، فالأمور الغيبية كل ما جاءت به الرسل فيها حق.
لهذا نصدق إجمالا بكل ما جاءت به الرسل، ونحبهم جميعا ونتولاهم جميعا، وننصرهم جميعا ننصر دينهم -دين الإسلام- الذي جاءت به الرسل جميعا
وقال الشيخ صالح ال الشيخ
وقد ثبت على النبي ( أنه قال «الأنبياء إخوة لعَلاَّت الدين واحد والشرائع شتى» فدين كل نبي الإسلام، لم يأت نبي بغير دين الإسلام، ولهذا لا يصح أن يقال: إنه جاء من عند الله جل وعلا أديان مختلفة وديانات متعددة. فقول من يقول الديانات السماوية، هذا باطل، وقول من يقول: الديانات الإلهية. هذا باطل في الشرع؛ لأن الدين واحد، والله جل وعلا لم يأت من عنده إلا دين واحد وهو الإسلام، ولا يرضى عنده إلا الإسلام، فليس ثَم ديانات سماوية، وإنما هو دين واحد يجب على كل البشر قبل محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وبعده أن يدخلوا في الإسلام؛ لأن الله جل وعلا لا يرضى دينا إلا الإسلام، فقوله مثلا ?إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ?[آل عمران:19]، هذا عام يشمل جميع الأزمنة وجميع الفترات من لدن خلق الخليقة إلى أن يرث المخلوقات جل وعلا، فلا يقبل من أحد دينا إلا دين الإسلام........

**********************

التوجيه الثانى - فى المسألة للشيخ ابن عثيمين
السؤال:
هذه رسالة وردتنا من صلاح عبد الرحمن آل عبد الله من الرياض: كلمة الأديان السماوية؛ هل يجوز إطلاق هذه الكلمة علماً بأننا إذا أطلقناها فقد أقررنا بأن هناك أديان أرضية، وهل تدخل هذه الكلمة في باب البدع لأنها لم تؤثَر عن المصطفى عليه السلام؟
الجواب:
الشيخ: نقول الأديان السماوية؛ لأن هناك أديان أرضية؛ لأن الدين ما دان به عبد ربه، سواء كان من شريعة أم من شرائع البشر، ومن المعلوم أن هناك أناس يدينون بغير دين شرعي، يعتقدون أن يسجدوا للبقر، وأن يسجدوا للصنم، وغير ذلك. والله تعالى لم يشرع هذا في أي كتاب كان ولا على لسان أي رسول كان. وعلى هذا فهذه الديانة التي يدينون بها ليست من شريعة الله، فليست سماوية، وأما الأديان السماوية فهي التي شرعها الله عز وجل؛ لأنها نزلت من السماء، إلا أنه يجب أن يعلم السائل وغيره أن جميع الأديان السماوية منسوخة بالدين الإسلامي، وأنها الآن ليست مما يدان به لله عز وجل؛ لأن الذي شرعها ووضعها ديناً هو الذي نسخها بدين محمد صلى الله عليه وسلم، وكما أن النصارى مُقرون بأن دين المسيح قد نسخ شيئاً كثيراً من دين موسى عليه الصلاة والسلام وأنه يجب على أتباع موسى عليه الصلاة والسلام أن يتبعوا عيسى فإننا كذلك أيضاً نقول أن الإسلام ملزم للنصارى أن يدينوا به ولجميع الأمم أن يدينوا بالإسلام؛ لأن العبرة للمتأخر، فالمتأخر من شريعة الله، وقد قال الله تعالى عن عيسى أنه قال لقومه: ﴿يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد﴾. وهذه البشارة من عيسى عليه الصلاة والسلام لمحمد صلى الله عليه وسلم تدل على أنه يجب على بني إسرائيل من النصارى واليهود وغيرهم أن يتبعوه؛ إذ إنه لولا أن تكون الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لهم لم يكن لبشراهم بها فائدة، فلولا أنهم ينتفعون من هذه الرسالة باتباعها ما صار لهم بها فائدة إطلاقاً. والمهم أنني أقول: يجب أن يعلم السائل وغيره أننا وإن عبرنا بالأديان فليس معنى ذلك أن نقر بأنها باقية، بل نقول أنها منسوخة بدين واحد فقط هو دين الإسلام، وأن الدين القائم الذي يرضى الله تعالى أن يدين به العباد له إنما هو دين الإسلام وحده فقط، قال الله تعالى: ﴿ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾، وقال تعالى: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه﴾. والله الموفق.
وسئل ايضا الشيخ ابن عثيمين
السؤال: على هذا يجوز لنا أن نقول: الأديان السماوية.
الشيخ: يجوز لنا أن نقول الأديان السماوية، ولكن ليس على أنها الآن ثابتة. إطلاق هذه الكلمة يجوز، لكن إذا كان يفهم منها أن هذه الأديان باقية وأنها مَرْضية عند الله فإنه لا يجوز إطلاقها إلا مقرونة ببيان الحال؛ بأن يقال: معنى أنها سماوية يعني أنها مما أنزله الله تعالى على الرسل، لكنه نسخ -ما عدا الإسلام- بالإسلام.
****************************** **

والجمع اخى الكريم حسن المطروشى الاثرى لتوجيه الشيخ صالح ال الشيخ مع توجيه الشيخ ابن عثيمين فى الفتوى التالية
السؤال
بعض الناس يقولون : إن الأديان المسيحية واليهودية هي أديان سماوية ،
فالسؤال هل هي حقا كلها سماوية ؟
الجواب
الحمد لله.
إطلاق " الأديان السماوية " على اليهودية والنصرانية فيه تفصيل :
أولا :
فمن أراد أصول هذه الأديان وشرائعها التي أنزلت على موسى وعيسى عليهما السلام ، وما اشتمل عليهما التوراة والإنجيل المنزلين من الهدى والنور ، فهي لا شك أديان سماوية بهذا الاعتبار ، والإسلام إنما جاء يكمل هذه الأديان تكميلا مهيمنا ، وناسخا ، والقرآن الكريم نزل مصدقا لما سبق من الكتب الإلهية .
يقول عز وجل : ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيّ ُونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ) المائدة/ 44 .
ثم قال سبحانه : ( وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ )المائدة/ 46 إلى أن قال عز وجل : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) المائدة/ 48 .
فهي كتب سماوية منزلة في أصلها من عند الله سبحانه ، يصدق بعضها بعضا فيما اتفقت عليه ، وتنسخ شريعة القرآن ما سبقها من الشرائع .
ثانيا :
أما من يقصد بإطلاقه " الأديان السماوية " ما عليه اليهود والنصارى اليوم من عقائد محرفة ، وكتب مبدلة ، وشرائع منسوخة مشوهة ، فهذا إطلاق باطل لا يصح ؛ لأن التحريف الذي أصاب هاتين الديانتين قطع الصلة بين واقعهما الحالي وبين السماء ، فلم تعد سماوية أبدا ، بل هي ـ على تلك الحال ـ أديان أرضية ، ابتدعها أحبارهم ورهبانهم ، فيها نسبة النقائص لله عز وجل ، والشرك ، والتثليث واتهام الأنبياء ، والغفلة عن اليوم الآخر والحساب .
وبهذا نعلم أن إطلاق " الأديان السماوية " في سياق الحديث عن اليهودية والنصرانية بعد البعثة المحمدية ، جائز لا حرج فيه ، على اعتبار أن هذا الإطلاق يراد به هذه الديانات في أصلها السابق الذي نزلت عليه ، وأساس التوحيد الذي بعثت به ، وإن حرفت وشوهت بعد ذلك . فلا ينبغي التكلف في رد هذا الوصف مطلقا ، ولا يجوز المسارعة إلى اتهام من يستعمله من المسلمين .
ولهذا وجدنا العديد من العلماء ممن يستعمله في سياق حديثه عن هذه الأديان ، فيطلق "الأديان السماوية"، أو "الكتب السماوية" ، ويقصد بها الاعتبار الأول ، أي يقصد أنها سماوية في أصلها المنزل ، وإن مسها التحريف أو النسخ عقب ذلك .
وممن وقفنا على استعماله لهذا الوصف : شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت728هـ) ،
حيث يقول في تقرير مهم ، يستعمل فيه وصف "السماوية" لهذه الرسالات ، ثم يبين أن الدين المرضي عند الله جل جلاله هو الإسلام :
" وأما الكتب السماوية المتواترة عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام :
فناطقة بأن الله لا يقبل من أحد دينا سوى الحنيفية ، وهى الإسلام العام: عبادة الله وحده لا شريك له ، والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر ، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وبذلك أخبرنا عن الأنبياء المتقدمين وأممهم قال نوح: فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وقال في إبراهيم: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وقال موسى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ... " انتهى من "مجموع الفتاوى" (35/188) .
ثم بعده تلميذه ابن القيم رحمه الله (ت751هـ) ، حيث يقول : " وصرحت الكتب السماوية بوجوب طاعته ومتابعته وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" .
انتهى من "إعلام الموقعين" (1/5) .
ثم سعد الدين التفتازاني (ت743هـ) في " شرح المقاصد " (4/50) حيث قال : " فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك " .
ثم بدر الدين العيني الحنفي (ت855هـ) في كتابه " نخب الأفكار " (7/41)، حيث يقول: " وأما الكافر الذي يعتقد دينا من الأديان الباطلة أو كتابًا من الكتب السماوية ... إلخ ".
وأبو السعود (ت982هـ) في " إرشاد العقل السليم " (6/118) حين قال : " ( لكل أمة ) : كلام مستأنف ، جيء به لزجر معاصريه صلى الله عليه وسلم من أهل الأديان السماوية عن منازعته ، صلى الله عليه وسلم ".
ومن بعده الألوسي (ت1270هـ) في " روح المعاني " (8/76)، (9/185)، والقاسمي (ت1332هـ) في " إصلاح المساجد " (ص137)، ومحمد أنور شاه الكشميري (ت1353هـ) في " العرف الشذي " (1/415)، وفي " فيض الباري " (1/246)، ومحمد رشيد رضا (ت1354هـ) في " الوحي المحمدي " (ص55)، وفي "تفسير المنار" (1/278).
وأيضا استعمل هذا الإطلاق الشيخ ابن باز رحمه الله (ت1420هـ) ، كما في " مجموع فتاوى ابن باز " (1/309)، حيث يقول : " الغريب أن هؤلاء الناس [يعني بعض القوميين] يخاصمون الإسلام بعنف ، ويحاربون أمته بجبروت ، ويهادنون الأديان الأخرى ، من سماوية وأرضية " .
وقال رحمه الله أيضا:
" ينبغي أن يعلم القارئ أن الأديان السماوية قد دخلها من التحريف والتغيير ما لا يحصيه إلا الله سبحانه ، ما عدا دين الإسلام " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (2/ 183) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين (ت1421هـ) رحمه الله السؤال الآتي :
" كلمة " الأديان السماوية " هل يجوز إطلاق هذه الكلمة ، علماً أننا إذا أطلقناها فقد أقررنا بأن هناك أديانا أرضية ، وهل تدخل هذه الكلمة في باب البدع ؛ لأنها لم تؤثر عن المصطفى عليه الصلاة والسلام ؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
: " نعم ، نقول " الأديان السماوية " لأن هناك أدياناً أرضية ؛ لأن الدين مادان به العبد ربه ، سواء كان من شريعة الله سبحانه وتعالى أم من شرائع البشر ، ومن المعلوم أن هناك أناسا يدينون بغير دين شرعي ، يعتقدون ديانة أن يسجدوا للبقر ، وأن يسجدوا للصنم ، وغير ذلك ، والله تعالى لم يشرع هذا في أي كتاب كان ، ولا على لسان أي رسول كان ، وعلى هذا فهذه الديانة التي يدينون بها ليست من شريعة الله فليست سماوية .
وأما الأديان السماوية فهي التي شرعها الله عز وجل ؛ لأنها نزلت من السماء ، إلا أنه يجب أن يعلم السائل وغيره أن جميع الأديان السماوية منسوخة بالدين الإسلامي ، وأنها الآن ليست مما يدان به لله عز وجل ؛ لأن الذي شرعها ووضعها ديناً هو الذي نسخها بدين محمد صلى الله عليه وسلم ، وكما أن النصارى مُقرُّون بأن دين المسيح قد نَسَخَ شيئاً كثيراً من دين موسى عليه الصلاة والسلام ، وأنه يجب على أتباع موسى عليه الصلاة والسلام أن يتبعوا عيسى ، فإننا كذلك أيضاً نقول إن الإسلام مُلزِم للنصارى أن يدينوا به ، ولجميع الأمم أن يدينوا بالإسلام ؛ لأن العبرة للمتأخر فالمتأخر ، من شريعة الله ، وقد قال الله تعالى عن عيسى إنه قال لقومه ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )
وهذه البشارة من عيسى عليه الصلاة والسلام بمحمد صلى الله عليه وسلم ، تدل على أنه يجب على بني إسرائيل من النصارى واليهود وغيرهم أن يتبعوه ، إذ إنه لو لم تكن الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لهم ، لم يكن لبشراهم بها فائدة ، فلولا أنهم ينتفعون من هذه الرسالة باتباعها ، ما كان لهم فيها فائدة إطلاقاً .
والمهم أنني أقول يجب أن يعلم السائل وغيره أننا - وإن عَبَّرنا بالأديان السماوية - فليس معنى ذلك أننا نقر بأنها باقية ، بل نقول إنها منسوخة بدين واحد فقط ، هو دين الإسلام ، وأن الدين القائم الذي يرضى الله تعالى أن يدين به العباد له ، إنما هو دين الإسلام وحده فقط ، قال الله تعالى : ( وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً )، وقال تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) والله الموفق .
فضيلة الشيخ : على هذا يجوز لنا أن نقول الأديان السماوية ؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
" يجوز لنا أن نقول الأديان السماوية ، ولكن ليس على أنها الآن ثابتة ، إطلاق هذه الكلمة يجوز لكن إذا كان يفهم منها أن هذه الأديان باقية ، وأنها مرضية عند الله : فإنه لا يجوز إطلاقها إلا مقرونة ببيان الحال ، بأن يقال معنى أنها سماوية : يعني : أنها مما أنزله الله تعالى على الرسل ، لكنه نسخ - ماعدا الإسلام – بالإسلام .
فضيلة الشيخ : ولكن هذه الأرضية على غير حق؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
وحتى الأديان السماوية التي كانت في وقتها حقاً ، هي الآن منسوخة بالإسلام " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب للعثيمين " (4/ 2، بترقيم الشاملة آليا) .
والله أعلم . المصدر الاسلام سؤال وجواب

محمدعبداللطيف
2021-01-20, 11:36 PM
ولا الأديان الابراهيمة على النصرانية واليهوديةنعم بارك الله فيك
السؤال
تثار حاليا هذه الكلمة , هل يجوز قول " الأديان الإبراهيمية " ؟
الجواب
الحمد لله.
معركة المصطلحات من أخطر التحديات الفكرية التي يواجهها المفكرون والمثقفون ، بل عدها الأئمة والعلماء أحد أخطر المزالق التي يقع في مصيدتها المختصون ، فضلا عن غيرهم ؛ ذلك أن بريق المصطلح واعتياده يخفي وراءه الوجه الشاحب الذي يحمله ، ومع كثرة استعماله تختلط الأوراق ، وتمرر المشاريع الهدامة ، ويغدو المحارب لذلك الوجه القبيح غريبا بين الناس ، وساعتئذ تكون قد نجحت الفكرة .
هذا هو حال مصطلحات " الأديان الإبراهيمية "، أو " وحدة الأديان "، أو " الديانة العالمية " ونحوها من الألقاب التي ظهر استعمالها في أواخر القرن الماضي ، كلها تحمل في طياتها معاني حسنة مقبولة ، كمثل التعايش ، والسلام ، ومعاملة أهل الكتاب بالبر والقسط كما أمر الله عز وجل ، بل ويمكن للمسلم أن يقصد كل ذلك تحت مظلة " عقد الذمة " الذي جاء به القرآن الكريم ، ولكن استعمال هؤلاء الملبسين لتلك المعاني الحسنة التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية ، إنما هو - في الغالب - جسر للمعاني الباطلة الهدامة ، وستار لحقيقة " الخلط " بين الأديان ، وليس مجرد " الحوار "، بل الخلط الذي تفقد معه العقيدة الإسلامية جوهرها القائم على شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، لتصبح الفكرة الأهم هي الوصول إلى الله تعالى ، سواء عن طريق اليهودية أو النصرانية أو الإسلام ، فلا فرق عند أصحاب هذه الدعوة بين تلك الأديان ، فإنما هي طرق متعددة ومتكافئة تدل على الله عز وجل ،
والله عز وجل يقول : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران/85.
وهي دعوة سابقة قديمة ، أطلقها بعض اليهود والنصارى ، يريدون أن يتنازل المسلمون عن أحقية عقيدتهم ، بأن يقبلوا - على الأقل - اعتبار أديانهم أديان حق ونجاة في الآخرة ،
ولكن كان الجواب واضحا صريحا في القرآن الكريم : ( وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) البقرة/135.
وحين أصروا على الانتساب إلى ملة إبراهيم عليه السلام كذبهم القرآن الكريم ؛ لأن ملة إبراهيم : إنما هي ملة التوحيد والإيمان بجميع الأنبياء ، واليهود والنصارى وقعوا في الشرك وفي تكذيب الأنبياء .
يقول الله جل وعلا :
( وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُ مُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ . قُلْ أَتُحَاجُّونَنَ ا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ . أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ . تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) البقرة/135-141.
فتأمل كيف حصر طريق الهداية بطريق واحد ، وهو إيمان اليهود والنصارى بمثل ما آمن به المسلمون من التوحيد وشهادة أن محمدا رسول الله .
فإياك أن يغرك هذا الخلط ، الذي سماه القرآن الكريم " اللبس "، وذلك في قوله جل وعلا : ( وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة/42،
قال قتادة رحمه الله : " لا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام ، إن دين الله الإسلام ، واليهودية والنصرانية بدعة ليست من الله " انتهى من " تفسير ابن أبي حاتم " (1/98) .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" قول القائل : المعبود واحد وإن كانت الطرق مختلفة ، ونحو ذلك من الأقوال والأفعال التي تتضمن إما كون الشريعة النصرانية واليهودية المبدلتين المنسوختين موصلة إلى الله ؛
وإما استحسان بعض ما فيها مما يخالف دين الله ، أو التدين بذلك ، أو غير ذلك مما هو كفر بالله وبرسوله ، وبالقرآن وبالإسلام ، بلا خلاف بين الأمة الوسط في ذلك ، وأصل ذلك المشابهة والمشاركة "
انتهى من " اقتضاء الصراط المستقيم " (1/540) .
ويقول الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله :
" ليعلم كل مسلم عن حقيقة هذه الدعوة : أنها فلسفية النزعة ، سياسية النشأة ، إلحادية الغاية ، تبرز في لباس جديد ، لأخذ ثأرهم من المسلمين : عقيدة ، وأرضا ، وملكا ، فهي تستهدف الإسلام والمسلمين في :
1. إيجاد مرحلة التشويش على الإسلام ، والبلبلة في المسلمين ، وشحنهم بسيل من الشبهات ، والشهوات ؛ ليعيش المسلم بين نفس نافرة ، ونفس حاضرة .
2. قصر المد الإسلامي ، واحتواؤه .
3. تأتي على الإسلام من القواعد ، مستهدفة إبرام القضاء على الإسلام واندراسه ، ووهن المسلمين ، ونزع الإيمان من قلوبهم ، وَوَأده .
4. كف أقلام المسلمين وألسنتهم عن تكفير اليهود والنصارى وغيرهم ممن كفرهم الله ، وكفرهم رسوله صلى الله عليه وسلم - إن لم يؤمنوا بهذا الإسلام ، ويتركوا ما سواه من الأديان .
5. وتستهدف صياغة الفكر بروح العداء للدين في ثوب وحدة الأديان ، وتفسيخ العالم الإسلامي من ديانته ، وعزل شريعته في القرآن والسنة عن الحياة ، حينئذ يسهل تسريحه في مجاهل الفكر ، والأخلاقيات الهدامة ، مفرغا من كل مقوماته ، فلا يترشح لقيادة أو سيادة ، وجعل المسلم في محطة التلقي لمَا يملى عليه من أعدائه ، وأعداء دينه ، وحينئذٍ يصلون إلى خسة الغاية : القفز إلى السلطة العالمية بلا مقاومة .
6. وتستهدف إسقاط جوهر الإسلام واستعلائه ، وظهوره وتميزه ، بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل في مرتبة متساوية مع غيره من كل دين محرف منسوخ ، بل مع العقائد الوثنية الأخرى .
7. وترمي إلى تمهيد السبيل " للتبشير بالتنصير " والتقديم لذلك بكسر الحواجز لدى المسلمين ، وإخماد توقعات المقاومة من المسلمين ؛ لسبق تعبئتهم بالاسترخاء والتبلد .
8. ثم غاية الغايات : بسط جناح الكفرة من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم على العالم بأسره ، والتهامه ، وعلى العالم الإسلامي بخاصة ، وعلى العالم العربي بوجه خاص ، وعلى قلب العالم الإسلامي ، وعاصمته : " الجزيرة العربية " بوجه أخص ، في أقوى مخطط تتكالب فيه أمم الكفر وتتحرك من خلاله ؛ لغزو شامل ضد الإسلام والمسلمين بشتى أنواع النفوذ : الفكري ، والثقافي ، والاقتصادي ، والسياسي ، وإقامة سوق مشترك ، لا تحكمه شريعة الإسلام ، ولا سمع فيه ولا طاعة لخلق فاضل ولا فضيلة ، ولا كسب حلال ، فيفشو الربا ، وتنتشر المفسدات ، وتدجن الضمائر والعقول ، وتشتد القوى الخبيثة ضد أي فطرة سليمة ، وشريعة مستقيمة .
وإنا لنتلو قول الله تعالى : ( إنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ) الأعراف/155" انتهى .
ويقول أيضا رحمه الله – في ختام رسالته السابقة –:
" يجب على المسلمين الكفر بهذه النظرية " وحدة كل دين محرف منسوخ مع دين الإسلام الحق المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل الناسخ لما قبله ". وهذا من بدهيات الاعتقاد والمسلمات في الإسلام .
ويجب على أهل الأرض اعتقاد تعدد الشرائع وتنوعها ، وأن شريعة الإسلام هي خاتمة الشرائع ، ناسخة لكل شريعة قبلها ، فلا يجوز لبشر من أفراد الخلائق أن يتعبد الله بشريعة غير شريعة الإسلام .
ويجب على جميع أهل الأرض من الكتابيين وغيرهم الدخول في الإسلام بالشهادتين ، والإيمان بما جاء في الإسلام جملة وتفصيلا ، والعمل به ، واتباعه ، وترك ما سواه من الشرائع المحرفة والكتب المنسوبة إليها ، وأن من لم يدخل في الإسلام فهو كافر مشرك .
ولا يجوز لأحد من أهل الأرض اليوم أن يبقى على أي من الشريعتين : " اليهودية والنصرانية " فضلا عن الدخول في إحداهما ، ولا يجوز لمتبع أي دين غير الإسلام وصفُهُ بأنه مسلم ، أو أنه على ملة إبراهيم .
" انتهى من رسالة
" الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان " (ص5-103)
المصدر الاسلام سؤال وجواب

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-21, 04:09 PM
جزاك الله خيرا

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-21, 04:10 PM
التوجيه الخامس


ما رأيكم
‏حادثة غريبة����
،،
في سنة ١٣٦٨هـ:
طلّق أحد أبناء أعيان مكة المكرمة زوجته، وهي حامل باعترافه .. ثم بعد ٥ سنوات وضعت مولودها !
وحدث الخلاف..
ورفعت القضية إلى القاضي الشيخ حسن المشاط
فأثبت نسبته لوالده.
في حين رفض والده ذلك.
فرفعت القضية إلى الملك عبدالعزيز آل سعود


والحكاية مذكورة ف الكتب . ....

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-21, 04:11 PM
‏‎وذكر الثعالبي في (لطائف المعارف) أنه حمل بهرم بن حيان أربع سنين لذلك سمي هرم.
- وكان الضحاك بن مزاحم يقول: "ولدت وأنا ابن سنتين وقد خرجت ثناياي".
إلى غير ذلك من الأخبار التي ذكرت قصص طول مدة الحمل ...

محمدعبداللطيف
2021-01-21, 06:50 PM
‏‎وذكر الثعالبي في (لطائف المعارف) أنه حمل بهرم بن حيان أربع سنين لذلك سمي هرم.
- وكان الضحاك بن مزاحم يقول: "ولدت وأنا ابن سنتين وقد خرجت ثناياي".
إلى غير ذلك من الأخبار التي ذكرت قصص طول مدة الحمل ...
بارك الله فيك اخى حسن المطروشى الاثرى
سأنقل فقط بعض ما ورد فى المسألة
السؤال
ما هي أطول مدة تمكثها المرأة وهي حامل؟ أود أن أعرف ما هي أكثر مدة للحمل ، وما أطول مدة له ؛ حيث إني قد قرأت هذه القتوى برقم (120178) ، وبسبب هذه الفتوى قد دار نقاش بيني وبين الوالد ، حيث إن الوالد من أهل الاختصاص في مسائل الحمل ، حيث إنه يعمل طبيب أشعة تشخيصية ، وهو يقول باستحالة هذا الحمل طبّاً ، وإن كان قد حدث قبل ذلك ، وهو ما استنكره بشدة ، فهو غالبا لم يكن حملاً حقيقيّاً ، وإنما اشتباه بحمل ، أو حمل كاذب ، وقد استدل الوالد بآية (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) ، كما استدل بأدلة طبية كثيرة تمنع هذه المدة من طول الحمل ويقول إنه بذلك قد فتح الباب لإلحاق أحد الأولاد برجل ليس هو أباه ! . وما جاء في الفتوى هو كلام العلماء رحمهم الله جميعا ، غير أنه لم يستدل بحديث إلا بحديث ( الولد للفراش ) متفق عليه ، وما أعرفه أن هذا الحديث عن عائشة قالت‏ :‏ ‏" ‏اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال سعد ‏:‏ يا رسول اللّه ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إليَّ أنه ابنه انظر إلى شبهه ، وقال عبد بن زمعة‏ :‏ هذا أخي يا رسول اللّه ولد على فراش أبي فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى شبهه فرأى شبهًا بيِّناً بعتبة فقال ‏:‏ (هو لك يا عبد بن زمعة الولد للفراش وللعاهر الحجر واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة) قال ‏:‏ فلم ير سودة قط‏ ‏‏.‏ ففي هذا لم يذكر مدة حمل وغير ذلك مما استدل به على هذه المسألة . أفتونا مأجورين ، هل هناك تناقض بين الدِّين والعلم ، مع أن القرآن قد وقَّت للحمل والرضاعة عامين وستة أشهر على الأكثر .
الجواب
الحمد لله.
أولاً :
مسألة " أطول مدة لحمل المرأة " من مسائل الخلاف بين علماء الشرع ، وهي ضيقة الخلاف عند الأطباء ، وأضيق منها في قوانين الأحوال الشخصية في غالب العالم العربي .
أما عند علماء الشرع : فقد اختلفوا في أقصى مدة تمكثها المرأة وهي حامل إلى أقوال :
1. أقصى مدة للحمل : هي المدة المعهودة ، وهي تسـعة أشـهر، وبه قال أصحاب المذهب الظاهري .
2. أقصى مدة للحمل : سنَة واحدة ، وهو قول محمد بن عبد الحكم ، واختاره ابن رشد .
3. سنتان ، وهو مذهب الحنفية .
4. ثلاث سنين ، وهو قول الليث بن سعد .
4. أربع سنين ، وهو مذهب الشافعية ، والحنابلة ، وأشهر القولين عند المالكية .
5. خمس سنين ، وهي رواية عن الإمام مالك .
6. ست سنين ، وهي رواية عن الزهري ، ومالك .
7. سبع سنين ، وبه قال ربيعة الرأي ، وهي رواية أخرى عن الزهري ، ومالك .
8. لا حد لأكثر الحمل ، وهو قول أبي عبيد ، والشوكاني ، وقال به من المعاصرين : المشايخ : الشنقيطي ، وابن باز ، والعثيمين .
انظر : " المحلى " لابن حزم ( 10 / 316 ) ، " المُغني " لابن قدامة المقدسي ( 9 / 116 ) ، " أضواء البيان " ( 2 / 227 ) .
وأما عند الأطباء : فقد اختلفوا على ثلاثة أقوال :
1. عشرة أشهر .
2. 310 يوماً .
3. 330 يوماً .
وأما في قوانين الأحوال الشخصية في غالب البلاد العربية : فقد ذهبوا إلى تحديد المدة بسنة ، ومنهم من حسبها باعتبارها سنة شمسية – وهم الأكثر - ، ومنهم من نصَّ على كونها سنَة قمرية .
والذي اختاره كثير من الباحثين المعاصرين : أن أقصى مدة حمل للمرأة ما بين التسعة أشهر إلى السنَة ، وهو قول ابن عبد الحكم ، وابن رشد ، رحمهما الله ، وليس بعيداً عن قول الأطباء ، وهو مطابق لقوانين الأحوال الشخصية في كثير من البلاد الإسلامية .
وأما القول بأن الحمل يمكن أن يمتد لسنوات فهو أمرٌ مرفوض في عالم الطب ، ولذا رفضه غالب الباحثين المعاصرين .
وقد طعن ابن حزم رحمه الله في صحة الأخبار التي اعتمد عليها أولئك العلماء، وقالوا بأن الحمل يمكن أن يمتد لسنوات . فقال رحمه الله – تعليقاً على الأخبار التي تروى عن نساء حملن لعدة سنين - :
"وكلُّ هذه : أخبارٌ مكذوبةٌ ، راجعةٌ إلى مَنْ لا يَصْدق ، ولا يُعرف من هو ، ولا يجوز الحكم في دين الله تعالى بمثل هذا" انتهى .
"المحلى" (10/316) .
وقد استدل من قال من الفقهاء بامتداد مدة الحمل إلى سنوات كثيرة ببعض الأحاديث والآثار ، غير أنها ضعيفة لا يثبت بها مثل هذا الحكم .
وقد تتبعها ابن حزم رحمه الله بالتضعيف ، والإنكار .
ثانياً :
أما أقوال الباحثين المعاصرين في هذه المسألة فنذكر بعضها :
1. جاء في التوصيات الصادرة عن " المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية " في موضوع " أقصى مدة الحمل " – الندوة الثالثة سنة 1987 م - :
يستمر نماء الحمل منذ التلقيح حتى الميلاد معتمداً في غذائه على المشيمة ، والاعتبار : أن مدة الحمل بوجه التقريب : مائتان وثمانون يوماً ، تبدأ من أول أيام الحيضة السوية السابقة للحمل .
فإذا تأخر الميلاد عن ذلك : ففي المشيمة بقية رصيد يخدم الجنين بكفاءة لمدة أسبوعين آخرين , ثم يعاني الجنين المجاعة من بعد ذلك ، لدرجة ترفع نسبة وفاة الجنين في الأسبوع الثالث والأربعين , والرابع والأربعين , ومن النادر : أن ينجو من الموت جنين بقي في الرحم خمسة وأربعين أسبوعاً .
ولاستيعاب النادر والشاذ : تُمد هذه المدة اعتباراً من أسبوعين آخرين ، لتصبح ثلاثمائة وثلاثين يوماً , ولم يُعرف أن مشيمة قدِرت أن تمدَّ الجنين بعناصر الحياة لهذه المدة , وقد بالغ القانون في الاحتياط مستنداً إلى بعض الآراء الفقهية ، بجانب الرأي العلمي , فجعل أقصى مدة الحمل : سنَة . انتهى .
2. وقد ذكر الأستاذ عمر بن محمد بن إبراهيم غانم في خاتمة كتابه " أحكام الجنين في الفقه الإسلامي " النتائج التي توصل إليها ، ومنها :
- أن أقصى مدة للحمل هي : سنَة قمرية واحدة ، ولا عبرة لما ذهب إليه الفقهاء من أقوال تزيد عن هذه المدة ، بنيت على الظنون ، والأوهام ، ولا أساس لها من الحقيقة ، بل إن معطيات العلم الحديث تبددها . انتهى .
3. وقال الدكتور محمد سليمان النور في مقاله " مدّة الحمل بين الفقه والطب وبعض قوانين الأحوال الشخصية المعاصرة " :
وترجح للباحث أنها ثلاثمائة وثلاثون يوماً ، ويمكن أن تزيد إذا ثبت بالفحص ما يتسمى عند الأطباء بـ " السبات " ، وهو يحدث عندما يتم الحمل ، وفي مرحلة ما يتوقف هذا الحمل عن النمو لفترة ، لكنه موجود حيٌّ ، وفق الفحوصات ، والاختبارات الطبية ، فتزيد مدة الحمل بقدر زيادته ، واختلف الأطباء في أكثر مدة الحمل على ثلاثة آراء : أنها : عشرة أشهر ، ( 310 ) يوماً ، ( 330 ) يوماً ، وهي آراء متقاربة ، وأحوطها : الرأي الأخير ، وعلل بعض الأطباء حكايات الحمل الممتد لسنين بعدة تعليلات ، وهي : الحمل الوهمي أو الكاذب ، الخطأ في الحساب من بعض الحوامل ، ظهور أسنان عند بعض المولودين حديثاً ، موت الحمل في بطن أمه وبقاؤه فيها مدة طويلة ، عدم صحة هذه الأخبار .
وذهبت قوانين الأحوال الشخصية المعاصرة ، ومشروعات قوانين الأحوال الشخصية في كثير من البلاد الإسلامية : إلى أن أكثر مدة الحمل : سنًة واحدة .
" مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية الكويتية " ، عدد شعبان ، 1428 هـ .
4. وقال الدكتور عبد الرشيد بن محمد أمين بن قاسم :
وبالتأمل في الأقوال السابقة : يظهر لي : أن أقصى مدة الحمل التي تبنى عليها الأحكام الشرعية : هي المدة المعهودة ، تسعة أشهر ، والتي قد تزيد أسابيع محدودة ، كما هو الواقع ، أما المدد الطويلة : فهي نادرة ، والقاعدة الفقهية أن " الاحتمالات النادرة لا يُلتفت إليها " ، والقاعدة : " العبرة بالغالب ، والنادر لا حكم له " ، والواقع المعاصر يبدِّد وهم القائلين بامتداد حمل امتد لسنوات ، حيث يولد في العام الواحد عشرات الملايين من البشر ، ولو قدِّر وجود أمثال هذا الحمل : لتناقلته وسائل الإعلام ، والأطباء ، حيث إنهم يهتمون بنقل ما هو أقل من هذا الحدَث بكثير ، وقد اختار هذا الرأي : عامة الباحثين المعاصرين ، الذين تناولوا هذه المسألة .
" أقل وأكثر مدة الحمل ، دراسة فقهية طبية " ( ص 10 ) – ترقيم الشاملة - .
وأخيراً .. الذي يمكن أن يقال في هذه المسألة : إذا ثبت طبياً ، ثبوتاً أكيداً لا شبهة فيه ، أن الحمل لا يمكن أن يبقى كل هذه السنوات الطويلة ، فلا مفر من القول بذلك ، لأن الشرع لا يمكن أن يأتي بما يخالف الواقع أو الحس .
والمسألة ليس فيها نص من القرآن أو السنة حتى نقول إن الدين تصادم مع العلم ، وإنما هي اجتهادات لأهل العلم المرجع فيها إلى الوجود ؛ أي أن من قال بقول ما ، ذكر أنه قد وجد في الواقع ما يشهد له ويؤيده .
ولهذا قال ابن رشد رحمه الله :
"وهذه المسألة مرجوع فيها إلى العادة ، والتجربة ، وقول ابن عبد الحكم ، والظاهرية : هو أقرب إلى المعتاد ، والحُكم : إنما يجب أن يكون بالمعتاد ، لا بالنادر ولعله أن يكون مستحيلاً" انتهى .
"بداية المجتهد" (2/358) .
وقال ابن عبد البر رحمه الله :
"وهذه مسألة لا أصل لها إلا الاجتهاد ، والرد إلى ما عُرف من أمر النساء" انتهى .
"الاستذكار" (7/170) .
وحينئذ يمكن الاعتذار عن العلماء الذين قالوا بجواز المدة الطويلة ، بأنهم بنوا ذلك على أخبار ظنوا ـ حينئذ ـ ثبوتها ، وبنوا الأمر على السلامة .
وللوقوف على معنى قوله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً) : الأحقاف/15 : انظر جواب السؤال رقم : (102445 (https://islamqa.info/ar/answers/102445)) .
وللوقوف على شرح حديث عبد بن زمعة : انظر جواب السؤال رقم : ( 100270 (https://islamqa.info/ar/answers/100270) ) .
والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب

محمدعبداللطيف
2021-01-21, 06:55 PM
السؤال

جاء في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشيخ محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي بعد ذكر خلاف أهل العلم في أقصى أمد الحمل: ... قال مقيده - عفا الله عنه -: أظهر الأقوال دليلًا أنه لا حدَّ لأكثر أمد الحمل، وهو الرواية الثالثة عن مالك، كما نقله عنه القرطبي; لأن كل تحديد بزمن معين لا أصل له ولا دليل عليه، وتحديد زمن بلا مستند صحيح لا يخفى سقوطه، والعلم عند الله تعالى.
انطلاقًا من هذا, وبناء على تشوف الشارع للحوق النسب، وعلى أن الحدود تدرأ بالشبهات، وكل ما يدرأ الحد يلحق معه النسب, فما الحكم في امرأة طلقت منذ اثنتي عشرة سنة، ولم ير عليها ارتياب، وكانت قد خطبت عدة مرات ولم يتم العقد عليها لظروف خارجية, وإذا بها اليوم يظهر عليها حمل, وتدعي نسبته للزوج المطلق منذ اثنتي عشرة سنة, فهل تقبل دعواها؟ وعلى تقدير قبولها فهل يُمكَّن الزوج من اللعان إذا لم يبادر في نفي النسب؟
نريد أن تكون الإجابة حسب المذهب المالكي، مع ذكر أقوال المذاهب الأخرى في المسألة.
جزاكم الله خيرًا.


الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأقصى ما اطلعنا عليه في كتب الفقه المالكي عن الإمام مالك في أكثر مدة للحمل أنها: سبع سنين, وروي عنه: أربع سنين، وروي: خمس, وروي: ست, قال الإمام أبو عمر ابن عبد البر في الكافي: خمس سنين .. هذا أكثر الحمل، وقد روي عن مالك: أربع سنين، وروي عنه ست, وسبع، والأول أصح عنه. اهـ.
وقد حكى القرطبي عند تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد: 8] عن الإمام مالك رواية بأنه لا حد لأكثره, ولكن لم نطلع على هذه الرواية في كتب الفقه المالكي, وجاء في المدونة: قلت: أرأيت إذا طلق الرجل امرأته ثلاثًا, أو طلاقًا يملك الرجعة، فجاءت بولد لأكثر من سنين, أيلزم الزوج الولد أم لا؟ قال: يلزمه الولد في قول مالك إذا جاءت بالولد في ثلاث سنين, أو أربع سنين, أو خمس سنين, قال ابن القاسم: وهو رأيي في الخمس سنين, قال: كان مالك يقول ما يشبه أن تلد له النساء إذا جاءت به يلزم الزوج, قلت: أرأيت إن جاءت به بعد الطلاق لأكثر من أربع سنين جاءت بالولد لست سنين, وإنما كان طلاقها طلاقًا يملك الرجعة أيلزم الولد الأب أم لا؟ قال: لا يلزم الولد الأب ههنا على حال؛ لأنا نعلم أن عدتها قد انقضت, وإنما هذا حمل حادث, قال مالك: إذا جاءت بالولد لأكثر مما تلد له النساء لم يلحق الأب. اهـ.
وقال ابن رشد في بداية المجتهد: الذين أوجبوا اللعان في وقت الحمل اتفقوا على أن له نفيه في وقت العصمة، واختلفوا في نفيه بعد الطلاق، فذهب مالك إلى أنه له ذلك في جميع المدة التي يلحق الولد فيها بالفراش، وذلك هو أقصى زمان الحمل عنده، وذلك نحو من أربع سنين عنده، أو خمس سنين، وكذلك عنده حكم نفي الولد بعد الطلاق إذا لم يزل منكرًا له. اهـ.
فعلى مذهب مالك لا تقبل دعوى هذه المرأة بعد طلاقها باثنتي عشرة سنة, بل ويقام عليها الحد، جاء في المدونة: قلت: فإن قعدت إلى أقصى ما تلد له النساء, ثم جاءت بالولد بعد ذلك لستة أشهر فصاعدًا، فقالت المرأة: هو ولد الزوج، وقال الزوج: ليس هذا بابني, قال: القول قول الزوج، ليس هو له بابن؛ لأنا قد علمنا أن عدتها قد انقضت، وهذا الولد إنما هو حمل حادث، قلت: ويقيم على المرأة الحد؟ قال: نعم. اهـ.
وكلام الفقهاء في مسألة أكثر مدة الحمل قد تباين تباينًا عظيمًا، فمن قائل: لا حد لأكثره، كأبي عبيد, والشوكاني, واختاره الشنقيطي - كما ذكر السائل - ومن قائل: سبع سنين، ومن قائل: ست، وهكذا إلى قائل بسنة واحدة، كمحمد بن عبد الحكم، واختاره ابن رشد, ومنهم من قال: بأن أقصى مدة للحمل هي المدة المعهودة تسـعة أشـهر، وبه قال داود وابن حزم من الظاهرية, وقد ذكر الحافظ ابن عبد البر هذا الخلاف في الاستذكار ثم قال: وهذه مسالة لا أصل لها إلا الاجتهاد, والرد إلى ما عرف من أمر النساء. اهـ.
والمعتمد عند جمهور الفقهاء أن المرأة لو طلقت فجاءت بولد بعد أكثر مدة الحمل، فإن الولد لا يلحق بالزوج، دون الحاجة إلى اللعان، قال ابن قدامة في المغني: إن وضعته لأكثر من أربع سنين من حين الطلاق، وكان بائنًا، انتفى عنه بغير لعان؛ لأننا علمنا أنها علقت به بعد زوال الفراش, وإن كان رجعيًا، فوضعته لأكثر من أربع سنين منذ انقضت العدة، فكذلك؛ لأنها علقت به بعد البينونة. اهـ.
وقال الشيرازي في التنبيه في الفقه الشافعي: من تزوج بامرأة فأتت بولد يمكن أن يكون منه لحقه نسبه, ولا ينتفي عنه إلا بلعان، وإن لم يمكن أن يكون منه بأن يكون له دون عشر سنين, أو كان مقطوع الذكر والأنثيين جميعًا ... أتت بولد لأكثر من أربع سنين من حين اجتمع معها انتفى عنه من غير لعان. اهـ. وقد سبق النقل بذلك عن الإمام مالك.
وأما عند الحنفية فأكثر مدة الحمل عندهم سنتان, فلا يثبت نسب ولد المطلقة إن جاءت به بعد هذه المدة، قال الشبلي في حاشيته على تبيين الحقائق: الحكم في المبانة أن نسب ولدها يثبت إلى سنتين من وقت الطلاق. اهـ.
وجاء في لسان الحكام: المبتوتة يثبت نسب ولدها إذا جاءت به لأقل من سنتين، وإن جاءت به لتمام سنتين من وقت الفرقة لم يثبت؛ لأن الحمل حادث بعد الطلاق. اهـ.
وفي خصوص قول السائل: إن الحدود تدرأ بالشبهات، وكل ما يدرأ الحد يلحق معه النسب: فجوابه أن الشبهة التي تدرأ الحد يشترط أن لا تكون ضعيفة، وضابط كون الشبهة قوية أو ضعيفة ـ في حال رجوع الشبهة إلى خلاف العلماء ـ هو النظر في درجة القول المخالف الذي بنى عليه صاحب الشبهة، فإن كان قولًا قويًا فالشبهة قوية، وإن كان قولًا ضعيفًا أو شاذًا فالشبهة ضعيفة, وليس من شك في أن القول بأن أمد الحمل لا حد لأقصاه قول ضعيف, ثم إنه ليس كل قول أو خلاف ما يعتبر شبهة تدرأ الحد؛ بدليل أنه في المذهب المالكي يحد واطئ المستأجرة, وهذا يخالف مذهب الإمام أبي حنيفة جاء في المغني لابن قدامة: وإذا استأجر امراة لعمل شيء فزنى بها أو استأجرها ليزني بها وفعل ذلك، أو زنى بامرأة ثم تزوجها أو اشتراها فعليهما الحد, وبه قال أكثر أهل العلم, وقال أبو حنيفة: لا حد عليهما في هذه المواضع؛ لأن ملكه لمنفعتها شبهة دارئة للحد, ولا يحد بوطء امرأة هو مالك لها, ولنا عموم الآية والاخبار, ووجود المعنى المقتضي لوجوب الحد, وقولهم: إن ملكه منفعتها شبهة ليس بصحيح.
وهنا ننبه على أن إلحاق النسب بالباطل فيه مفاسد كبيرة،
قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام:
إذا أتت الزوجة بالولد لدون أربع سنين من حين طلقها الزوج بعد انقضاء عدتها بالأقراء فإنه يلحقه, مع أن الغالب الظاهر أن الولد لا يتأخر إلى هذه المدة,
فإن قيل:
إنما لحقه لأن الأصل عدم الزنا وعدم الوطء بالشبهة والإكراه،
قلنا: وقوع الزنا أغلب من تأخر الحمل إلى أربع سنين إلا ساعة واحدة،
وكذلك الإكراه والوطء بالشبهة، ولا يلزم على ذلك حد الزنا؛ فإن الحدود تسقط بالشبهات،
بخلاف إلحاق الأنساب فإن فيه مفاسد عظيمة،
منها: جريان التوارث، ومنها: نظر الولد إلى محارم الزوج، ومنها: إيجاب النفقة, والكسوة, والسكنى، ومنها: الإنكاح, والحضانة. اهـ.
والله أعلم. المصدر الاسلام سؤال وجواب

محمدعبداللطيف
2021-01-21, 08:08 PM
جاء في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشيخ محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي بعد ذكر خلاف أهل العلم في أقصى أمد الحمل: ... قال مقيده - عفا الله عنه -: أظهر الأقوال دليلًا أنه لا حدَّ لأكثر أمد الحمل، وهو الرواية الثالثة عن مالك، كما نقله عنه القرطبي; لأن كل تحديد بزمن معين لا أصل له ولا دليل عليه، وتحديد زمن بلا مستند صحيح لا يخفى سقوطه، والعلم عند الله تعالى.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: أما أكثر أمد الحمل فلم يرد في تحديده شيء من كتاب ولا سنة والعلماء مختلفون فيه وكلهم يقول بحسب ما ظهر له من أحوال النساء فذهب الإمام أحمد والشافعي إلى أن أقصى أمد الحمل أربع سنين وهو إحدى الروايتين المشهورتين عن مالك والرواية المشهورة الأخرى عن مالك خمس سنين وذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن أقصاه سنتان وهو رواية عن أحمد وهو مذهب الثوري وبه قالت عائشة رضي الله عنها وعن الليث ثلاث سنين وعن الزهري ست وسبع وعن محمد بن الحكم سنة لا أكثر وعن داود تسعة أشهر -وقال ابن عبد البر هذه مسألة لا أصل لها إلا الاجتهاد والرد إلى ما عرف من أمر النساء وقال القرطبي روى الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال قلت لمالك بن أنس إني حدثت عن عائشة أنها قالت لا تزيد المرأة في حملها على سنتين قدر ظل المغزل فقال سبحان الله من يقول هذا هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان تحمل وتضع في أربع سنين وكانت تسمى حاملة الفيل، وروي أيضاً بينما مالك بن دينار يوماً جالس إذ جاءه رجل فقال يا أبا يحيى ادع لامرأتي حبلى منذ أربع سنين قد أصبحت في كرب شديد فغضب مالك وأطبق المصحف ثم قال ما يرى هؤلاء القوم إلا أنا أنبياء ثم قرأ ثم دعا ثم قال اللهم هذه المرأة إن كان في بطنها ريح فأخرجه عنها وإن كان في بطنها جارية فأبدلها غلاماً فإنك تمحو وتثبت وعندك أم الكتاب ورفع مالك يده ورفع الناس أيديهم وجاء الرسول إلى الرجل فقال أدرك امرأتك فذهب الرجل فما حط مالك يده حتى طلع الرجل من باب المسجد على رقبته غلام جعد قطط ابن أربع سنين قد استوت أسنانه ما قطعت سراره.وروي أيضاً أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إني غبت عن امرأتي سنتين فجئت وهي حبلى فشاور عمر الناس في رجمها فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه يا أمير المؤمنين إن كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل فاتركها حتى تضع فتركها فوضعت غلاماً قد خرجت ثنيتاه فعرف الرجل الشبه فقال أبني ورب الكعبة فقال عمر عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ لولا معاذ لهلك عمر.وقال الضحاك وضعتني أمي وقد حملت بي في بطنها سنتين فولدتني وقد خرجت سني، ويذكر عن مالك أنه حمل به في بطن أمه سنتان وقيل ثلاث سنين ويقال إن محمد بن عجلان مكث في بطن أمه ثلاث سنين فماتت به وهو يضطرب اضطراباً شديداً فشق بطنها وأخرج وقد نبتت أسنانه وقال حماد بن سلمة إنما سمي هرم بن حيان هرماً لأنه بقي في بطن أمه أربع سنين.وذكر الغزنوي أن الضحاك ولد لسنتين وقد طلعت سنه فسمي ضحاكاًوعن عباد بن العوام قال ولدت جارة لنا لأربع سنين غلاماً شعره إلى منكبيه فمر به طير فقال له كش.
قال مقيده عفا الله عنه أظهر الأقوال دليلاً أنه لا حد لأكثر أمد الحمل وهو الرواية الثالثة عن مالك كما نقله عنه القرطبي لأن كل تحديد بزمن معين لا أصل له ولا دليل عليه وتحديد زمن بلا مستند صحيح لا يخفى سقوطه والعلم عند الله تعالى.أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي 2/ 227

محمدعبداللطيف
2021-01-21, 08:13 PM
وهذا بحث جيد فى المسألة
أكثر مدة الحمل
قبل الشروع في بيان هذه النازلة نقول
بأن هذه المسألة ليس فيها نص من القرآن أو السنة،
وإنما هي اجتهادات لأهل العلم المرجع فيها إلى الوجود،
أي: أن من قال بقول ما، ذكر أنه قد وجد في الواقع ما يشهد له ويؤيده.
قال ابن عبد البر -رحمه الله-: "وهذه مسألة لا أصل لها إلا الاجتهاد، والرد إلى ما عُرف من أمر النساء"،ولبيان هذه النازلة نقول:
أولًا: تنازع الفقهاء والأطباء والباحثون قديمًا وحديثًا في أكثر مدة للحمل بعد اتفاقهم على أن أقل مدة للحمل ستة أشهر، لكنهم تنازعوا في أكثر المدة التي تقضيها المرأة وهي حامل على قولين
:الأول: أن أقصى مدة الحمل هي المدة المعهودة تسعة أشهر.
الثاني: أنه يمكن أن يمتد الحمل أكثر من تسعة أشهر،
وأصحاب هذا القول اختلفوا في أكثر الحمل على أقوال منها:
أن أقصى مدة الحمل سنة واحدة لا أكثر،
وفي قول آخر: إن الحمل قد يستمر إلى سنتين،
وفي قول ثالث: إن أقصى الحمل أربع سنين،
وهناك أقوال أخرى في هذه المسألة:
وهذه الأقوال المتعددة إنما حكيت على ما توارد على السمع عندهم من أن هناك حملًا امتد لهذا الأمد.
ثانيًا: موقف الطب من أكثر الحمل:الذي يظهر من خلال أقوال الأطباء أنهم لا يقبلون بأن ثمة حمل يمتد لسنة فضلًا عن سنوات طويلة، وقالوا بأن الفقهاء الذين تعددت آراؤهم في المسألة قد بنوا على ما توارد على أسماعهم وما بلغهم عن نساء امتد عندهن الحمل لفترات طويلة.
ثالثًا: ثمرة الخلاف:
ثمرة الخلاف تظهر في إثبات النسب للزوج المتوفى أو المطلق، وكذلك الإلزام بالنفقة عند من يقول به والميراث للطفل المولود، ولزوم العدة للمرأة وإقامة حد الزنا وغيرها من الأحكام الهامة.رابعًا: بيان القول الراجح في هذه المسألة:الذي يظهر لنا أن أقصى مدة الحمل التي تبنى عليها الأحكام الشرعية هي المدة المعهودة تسعة أشهر، وقد تزيد أسابيع محدودة كما هو الواقع، أما المدد الطويلة فهي نادرة،
والقاعدة الفقهية أن "الاحتمالات النادرة لا يلتفت إليها"،
وأيضًا "العبرة بالغالب، والنادر لا حكم له".
قال ابن رشد الحفيد في هذه المسألة:
"وهذه المسألة مرجوع فيها إلى العادة والتجربة،
وقول ابن عبد الحكم والظاهرية هو أقرب إلى المعتاد،
والحكم إنما يجب أن يكون بالمعتاد لا بالنادر، ولعله أن يكون مستحيلًا"
.قلنا: ولا يعني هذا القطع بنفي وقوع حمل امتد طويلًا كسنة أو سنتين أو ثلاث أو أربع مع كونه نادرًا جدًّا، وذلك للأمور الآتية:
1 - حديث ابن صياد والذي ثبت أنه ولد لسنة: ففي حديث أبي ذر -رضي الله عنه- قال: لأن أحلف عشر مرارًا أن ابن صائد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به،
قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثني إلى أمه: "سلها كم حملت؟ "، قال: فأتيتها فسألتها فقالت: حملت به اثني عشر شهرًا، قال: ثم أرسلني إليها فقال:"سلها عن صيحته حين وقع". قال: فرجعت إليها فسألتها، فقالت: صاح صيحة الصبي ابن شهر
.وعامة العلماء على أن الدجال غير ابن صياد، فقد دخل مكة والمدينة وله ابن من التابعين الأجلاء الذي روى بعض الأحاديث، ومن الثابت أن الدجال لا يولد له ولا يدخل مكة والمدينة إنما كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبعض الصحابة يشكون في أمره، وكان فيه شيء من تلبس الجان. - أنه بين حين وآخر يوجد حمل وصلت مدته ثلاث سنوات أو أكثر أو أقل
2-3 - وجود الشواذ في الخلق مقطوع به، فقد ثبت ولادة سبعة توائم في بطن واحد بخلاف المعهود، ووجود أطفال ولدوا برأسين، وغير ذلك كثير مما هو نادر وواقع، ولا يمتنع أن توجد على جهة الشذوذ مشيمة لها قدرة على إمداد الطفل لفترة طويلة على غير المعهود كما هو حال المعمرين في هذا الزمان والذين تجاوزت أعمار بعضهم قرنًا ونصفًا من الزمان.
[قال العلامة ابن باز رحمه الله :
أكثر مدة الحمل على المذهب أربع سنين ، وذهب بعض أهل العلم إلى أن مدة الحمل لا حد لأكثرها وهو الأرجح دليلا .]
4- ما جاء عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية حيث ثبت لديه حمل دام سبع سنين حين كان يشغل منصب القضاء، وحين أورد ذلك على الأطباء في مناقشات مجمع الفقه الإِسلامي بالرابطة حاروا في الجواب. وهذا ما تناقلته وسائل الإعلام.
فإذا أضفنا هذه الأخبار المعاصرة لما ورد في كتب الفقه والتاريخ من وجود نساء حملن لمدد طويلة، أفادت هذه الأخبار وجود هذا النوع من الحمل وإن كان شاذًّا ونادرًا.
والخلاصة: أن الذي يمكن أن يقال في هذه المسألة:
إنه إذا ثبت طبيًّا ثبوتًا أكيدًا لا شبهة فيه أن الحمل لا يمكن أن يبقى كل هذه السنوات الطويلة، فلا مفر من القول بذلك؛ لأن الشرع لا يمكن أن يأتي بما يخالف الواقع أو الحس، فهما يشهدان على أن أقصى الحمل هي المدة المعهودة تسعة أشهر، والتي قد تزيد بضعة أسابيع، وهو الذي يبنى عليه الأحكام الشرعية.

فإذا ادعت المرأة وجود حمل تجاوز المدة المعهودة يلزم أن تثبت ذلك بالبينة الموجبة لتصديق قولها،
كأن تشهد النساء بوجود هذا الحمل وظهور علاماته الواضحة -التي لا تلتبس مع الحمل الكاذب- كحركة الجنين،
أو تثبت ذلك عن طريق تحليل البول أو الدم أو الموجات الصوتية (السونار)
أو غير ذلك مما يقطع بوجود الحمل من عدمه؛
لأن الأصل عدم امتداد الحمل عن المدة المعهودة،
ولقطع باب الادعاء،
ولكون هذا الحمل ينبني عليه أحكام كثيرة،
ويمكن للقضاة في هذا الزمان الاعتماد على الأجهزة الطبية الحديثة التي تحدد عمر الجنين بدقة،
إضافة إلى البصمة الوراثية والتي تحدد الأبوين بنسبة 99 %.
[ من كتاب الفقه الميسر]

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-22, 04:47 PM
جزاكم الله خيرا

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-22, 04:47 PM
التوجيه السادس

.‏|[ حكم قول ( فلان مثلي الأعلى ) ]|

▪️قال الشيخ صالح ال الشيخ -حفظه الله-:

" فلا يجوز ان يطلق على أحد أنه مثل أعلى لك ، لا في أمورك ولا في سلوكك، مثلًا يقال :
من مثلك الأعلى ؟

فيقال : مثلي الأعلى فلان من الصحابة ، أو من العلماء أو نحو ذلك ،

‏المثل الأعلى هو الله ﷻ فلا يجوز أن يقال : فلان هو المثل الأعلى ...". [١] انتهى

ونذكركم بقوله ﷻ :
﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [٢]

والأجدر والأفضل القول :
من هو قدوتك وأسوتك ؟
‏وكما هو معلوم أن المسلمون قد اختار لهم الله ﷻ سيدنا محمد ﷺ لهم قدوة وأسوة كما قال ﷻ :
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [٣]
‏_____________________
[١] شرح الفتوى الحموية الكبرى.
[٢] سورة النحل آية ٦٠
[٣] سورة الأحزاب آية ٢١


ولذا جاء النهي عنه .

محمدعبداللطيف
2021-01-22, 10:48 PM
التوجيه السادس

.‏|[ حكم قول ( فلان مثلي الأعلى ) ]|

▪️قال الشيخ صالح ال الشيخ -حفظه الله-:

" فلا يجوز ان يطلق على أحد أنه مثل أعلى لك ، لا في أمورك ولا في سلوكك، مثلًا يقال :
من مثلك الأعلى ؟

فيقال : مثلي الأعلى فلان من الصحابة ، أو من العلماء أو نحو ذلك ،

‏المثل الأعلى هو الله ﷻ فلا يجوز أن يقال : فلان هو المثل الأعلى ...". [١] انتهى

ونذكركم بقوله ﷻ :
﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [٢]

والأجدر والأفضل القول :
من هو قدوتك وأسوتك ؟
‏وكما هو معلوم أن المسلمون قد اختار لهم الله ﷻ سيدنا محمد ﷺ لهم قدوة وأسوة كما قال ﷻ :
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [٣]
‏_____________________
[١] شرح الفتوى الحموية الكبرى.
[٢] سورة النحل آية ٦٠
[٣] سورة الأحزاب آية ٢١


ولذا جاء النهي عنه . نعم بارك الله فيك هذا توجيه الشيخ صالح ال الشيخ
وللعلماء توجيهات أخرى
السؤال
ما حكم قول: "أنت مثلي الأعلى"؟
الجواب
فهذا القول يطلق ويراد به: النموذج الذي يقتدى به، ويُتأسى به في جانب معين من جوانب الحياة، وهذا الإطلاق بهذا الاعتبار لا بأس به.
وأما وصف فلان بأن له المثل الأعلى مطلقًا، فهذا لا يجوز؛ لأن المثل الأعلى لا يكون إلا لله تعالى.
وكذا وصف فلان بأنه قدوة مطلقة في جميع شؤون الحياة، فهذا لا ينبغي إلا للرسول صلى الله عليه وسلم القائل فيه ربه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا {الأحزاب:21}.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين: ما رأي فضيلتكم في قول: "إن فلانًا له المثل الأعلى"، أو" فلان كان المثل الأعلى"؟
فأجاب بقوله: هذا لا يجوز على سبيل الإطلاق، إلا لله سبحانه وتعالى، فهو الذي له المثل الأعلى.
وأما إذا قال: "فلان كان المثل الأعلى في كذا كذا"، وقيَّده، فهذا لا بأس به. انتهى.
وقال الشيخ ابن باز: أما إن أريد من هو المثل الأعلى في المنهج والسيرة، فإنه يفسر بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإنه أكمل الناس هديًا وسيرةً وقولًا وعملًا، وهو المثل الأعلى للمؤمنين في سيرتهم وأعمالهم وجهادهم وصبرهم، وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة، كما قال الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21]، وقال في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]، قالت عائشة -رضي الله عنها-: كان خلقه القرآن. والمعنى أنه كان عليه الصلاة والسلام يعمل بأوامر القرآن، وينتهي عن نواهيه، ويتخلق بالأخلاق التي أثنى القرآن على أهلها، ويبتعد عن الأخلاق التي ذم القرآن أهلها. انتهى.
المصدر الاسلام سؤال وجواب

السؤال : سائل من الرياض يقول: يرد سؤال يتكرر دائما في المقابلات الصحفية وخلافها وهو: من هو مثلك الأعلى وتختلف الإجابة باختلاف الأشخاص هناك من يقول: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهناك من يقول: والدي وهكذا.
ما رأي سماحتكم حفظكم الله في هذا السؤال وما علاقته بآية سورة النحل رقم 60 وهي قوله تعالى: لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وكذا آية سورة الروم رقم 27 وهي قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحكيم؟ أفيدونا أثابكم الله.
الجواب
المعنى يختلف فيما أشرت إليه
فإذا أريد بيان من هو الأحق بالوصف الأعلى فالجواب
هو الله وحده؛ لأنه سبحانه هو الذي له المثل الأعلى في كل شيء ومعناه الوصف الأعلى،
وهو سبحانه الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله لا شبيه له ولا كفو له ولا ندَّ له،
وهذا المعنى هو المراد في الآيتين الكريمتين المذكورتين في سؤالك،
وقد قال الله تعالى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 1 - 4] وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11].
أما إن أريد من هو المثل الأعلى في المنهج والسيرة
فإنه يفسر بالرسول صلى الله عليه وسلم فإنه أكمل الناس هديا وسيرة وقولا وعملا،
وهو المثل الأعلى للمؤمنين في سيرتهم وأعمالهم وجهادهم وصبرهم وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة
كما قال الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21]
وقال سبحانه في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4]
قالت عائشة رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن)
والمعنى أنه كان -عليه الصلاة والسلام- يعمل بأوامر القرآن وينتهي عن نواهيه ويتخلق بالأخلاق التي أثنى القرآن على أهلها ويبتعد عن الأخلاق التي ذم القرآن أهلها.
والله ولي التوفيق
-https://binbaz.org.sa/fatwas- (https://binbaz.org.sa/fatwas/942/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84 %D9%89)

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-23, 11:58 AM
وفقكم الله

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-23, 10:30 PM
التوجيه السابع

قال الشيخ العلامة المحدث ابن باز رحمه الله واسكنه فسيح جناته
هم من بني آدم ويخرجون في آخر الزمان، وهم في الشرق من جهة الشرق، وكان الترك منهم فتركوا وراء السد وبقي يأجوج ومأجوج من وراء السد، والأتراك كانوا خارج السد، فالمقصود أن يأجوج ومأجوج هم من شعوب الجهات الشرقية، الشرق الأقصى، والظاهر والله أعلم أنهم في آخر الزمان يخرجون من الصين الشعبية*.....

وكذلك راي للشيخ ابن سعدي رحمه الله واسكنه فسيح جناته

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-24, 08:40 AM
التوجيه الثامن

فائدة حول قول بعضهم:

سبحان من قهر عباده بالموت..

لا يجوز ان يقال مثل هذا اللفظ فهو تحجيم لقهره سبحانه..

فهو القاهر فوق عباده.. وهو الواحد القهار..

محمدعبداللطيف
2021-01-24, 12:34 PM
التوجيه السابع

وكذلك راي للشيخ ابن سعدي رحمه الله واسكنه فسيح جناته
قال الشيخ الامام حمود ابن عبدالله التويجرى فى كتابه الاحتجاج بالاثر على من انكر المهدى
وأما قوله: فبينما هم في غمرة من الجهل ساهون إذ طلع عليهم نور هداية ودلالة، يحمله علامة القصيم الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي -رحمه الله- ويخبرهم عن حقيقة فتح يأجوج ومأجوج، قائلا: لا تبعدوا النظرة ولا تسرحوا في الفكرة، فإن يأجوج ومأجوج عن أيمانكم وعن شمائلكم ومن خلفكم، فما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم.
فجوابه من وجوه؛
أحدها:
أن يقال: هذا الكلام بهذا السياق غير موجود في رسالَتَي ابن سعدي اللتين كتبهما في خروج يأجوج ومأجوج، والظاهر أن ابن محمود أخذه من مضمون كلام ابن سعدي ثم نسبه له، ولو أن ابن محمود نسبه إلى نفسه وذكر أنه أخذه من مضمون كلام ابن سعدي لكان أولى وأوفق للأمانة في النقل.
الوجه الثاني: أن يقال: ما ذكره ابن محمود في يأجوج ومأجوج أنهم أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم، فهو قول مخالف لما أخبر الله به عن ذي القرنين أنه جعل بين الناس وبين يأجوج ومأجوج سدًا من حديد، وأن يأجوج ومأجوج ما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا، وأنه إذا جاء وعد الرب -تبارك وتعالى- جعله دكاء، وحينئذ يخرجون على الناس، وذلك في آخر الزمان عند اقتراب الساعة، كما قال -تعالى-: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}، وإذا في قوله: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي}، وفي قوله: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} لما يستقبل من الزمان،
وهذا يدل على أن يأجوج ومأجوج لم يزالوا وراء السد حتى يأتي وقت خروجهم في آخر الزمان،
وفي قوله: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} دليل على أنهم إنما يخرجون إذا دنا قيام الساعة.وقد أوضح ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عنه النواس بن سمعان -رضي الله عنه- حيث قال بعد ذكر خروج الدجال ونزول عيسى وقتل الدجال: «فبينما هم كذلك إذ أوحي الله إلى عيسى؛ إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرِّز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج» الحديث، وفي حديث حذيفة وحديث ابن مسعود -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، وقد تقدم إيراد هذه الأحاديث قريبًا فلتراجع .ولا يخفى ما في الكلام الذي نسبه ابن محمود لابن سعدي من المخالفة لما أخبر الله به في كتابه، وما كان كذلك فهو باطل وضلال، ومن زعم أنه نور هداية ودلالة فلا شك أنه لا يعرف الفرق بين نور الهداية والدلالة وبين ظلام الضلال والإضلال.
الوجه الثالث: أن يقال: إن أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم قدكانوا موجودين في جميع الجهات شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالا، وعن أيمان المسلمين وعن شمائلهم ومن خلفهم من قبل أن يوجد السد وبعد أن وجد، ولم يزالوا كذلك على ممر الأزمان، ومع هذا فلم يؤثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال إنهم هم يأجوج ومأجوج، ولم يؤثر ذلك عن أحد من الصحابة ولا التابعين وتابعيهم ولا من بعدهم من العلماء، حتى جاء المتكلفون في آخر القرن الرابع عشر من الهجرة فزعموا أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم، فهل يقول مسلم عاقل إن المتكلفين أعلم من النبي - صلى الله عليه وسلم - بيأجوج ومأجوج، أو يقول من له أدنى عقل ودين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ومن بعدهم إلى آخر القرن الرابع عشر من الهجرة كانوا في غمرة من الجهل ساهون، حتى طلع عليهم نور الهداية والدلالة من أحد المتكلفين القائلين في حقيقة يأجوج ومأجوج بغير علم؟ كلا، لا يقول هذا مسلم عاقل.
الوجه الرابع: أن يقال: إن خروج يأجوج ومأجوج إنما يكون بعد نزول عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام- وقتله الدجال، كما جاء ذلك صريحًا في الأحاديث التي تقدم ذكرها قريبًا عن النواس بن سمعان، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهم- فلتراجع ، ففيها أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم.
الوجه الخامس: أن يقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر في حديث النواس بن سمعان الذي تقدم ذكره قريبًا أن يأجوج ومأجوج إذا بعثوا يمر أولهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، وجاء في حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- نحو ذلك، وجاء في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أن يأجوج ومأجوج إذا خرجوا يطئون البلاد فلا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمروه على ماء إلا شربوه، وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم؛ لأن الذين قد ملئوا الأرض شرقًا وغربًا من أمم الكفار لم يقع منهم شيء مما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن يأجوج ومأجوج، فلم يهلكوا ما أتوا عليه، ولم ينقصوا ما عندهم من المياه، فضلا عن أن يشربوا بحيرة طبرية وينشفوها، مع أن بعضهم كانوا مجاورين لها أزمانًا طويلة.
الوجه السادس: أن يقال: قد أخبر الله -تعالى- أن فتح يأجوج ومأجوج إنما يكون عند اقتراب الساعة، فقال -تعالى-: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}، وفي قوله: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} أوضح دليل على أن خروج يأجوج ومأجوج إنما يكون عند اقتراب الساعة، ويدل على ذلك ما أخبر الله به عن ذي القرنين أنه لما أتم بناء السد {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}، قال الله -تعالى-: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا}، قال السدي في قول الله -تعالى-: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} قال: "ذاك حين يخرجون على الناس"، قال ابن كثير: "وهذا كله قبل يوم القيامة وبعد الدجال". انتهى.
الوجه السابع: أن يقال: قد جاء في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أن الله -تعالى- عهد إلى عيسى ابن مريم -عليه الصلاة والسلام- أنه بعد خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم فإن الساعة كالحامل المُتم لا يدري أهلها متى تفاجئهم بولادها ليلا أو نهارًا، وهذا يدل على أن خروجهم إنما يكون إذا دنا قيام الساعة، وقد روى ابن جرير عن حذيفة -رضي الله عنه- أنه قال: «لو أن رجلا افتلى فلوًا بعد خروج يأجوج ومأجوج لم يركبه حتى تقوم الساعة»، ويشهد له ما رواه ابن أبي شيبة عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، فما بعد الدجال؟ قال: «عيسى ابن مريم»، قلت: فما بعد عيسى ابن مريم؟ قال: «لو أن رجلا أنتج فرسًا لم يركب مهرها حتى تقوم الساعة»، وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج قد خرجوا، وأنهم أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم، وأن أول ظهورهم على المسلمين كان في غزوة مؤتة، فكل هذا من التوهمات والتخرصات، وقد ذكرت من الآيات والأحاديث ما فيه كفاية لرد هذا القول الباطل وبيان بطلانه.
الوجه الثامن: أن يقال: قد جاء في حديث ابن حرملة عن خالته أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن المسلمين لا يزالون يقاتلون عدوًا حتى يخرج يأجوج ومأجوج، وقد تقدم هذا الحديث قريبًا وروى الإمام أحمد وابن سعد، والبخاري في تاريخه، والنسائي والطبراني، عن سلمة بن نفيل الكندي -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تضع الحرب أوزارها حتى يخرج يأجوج ومأجوج»، وفي هذا الحديث وما قبله أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم؛ لأن القتال بين المسلمين وبين أمم الكفار لم يزل منذ زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يزال كذلك إلى أن ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ويقاتل الناس على الإسلام، ولو كان الأمر على ما توهمه المتكلفون لكانت الحرب قد وضعت أوزارها منذ وجدت أمم الكفار في مشارق الأرض ومغاربها، وهذا ظاهر البطلان.
الوجه التاسع: أن يقال: ما قرره الشيخ ابن سعدي في رسالته من أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم فهو مخالف لما قرره في تفسيره لسورة الأنبياء، فقد قرر فيها أن يأجوج ومأجوج إنما يخرجون في آخر الزمان، قال في الكلام على قول الله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} الآية، ما نصه: "هذا تحذير من الله للناس أن يقيموا على الكفر والمعاصي، وأنه قد قرب انفتاح يأجوج ومأجوج، وهما قبيلتان عظيمتان من بني آدم، وقد سد عليهم ذو القرنين لما شكي إليه إفسادهم في الأرض، وفي آخر الزمان ينفتح السد عليهم فيخرجون إلى الناس، وفي هذه الحالة والوصف الذي ذكره الله، من كل مكان مرتفع وهو الحدب ينسلون أي يسرعون، في هذا دلالة على كثرتهم الباهرة وإسراعهم في الأرض، إما بذواتهم وإما بما خلق الله لهم من الأسباب التي تقرب لهم البعيد وتسهل عليهم الصعب، وأنهم يقهرون الناس ويعلون عليهم في الدنيا، وأنه لا يد لأحد بقتالهم". انتهى، وهذا صريح في رجوعه عما كان يقوله في يأجوج ومأجوج إنهم أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم، وقال في تفسير سورة الكهف في الكلام على قول الله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ}: "قال المفسرون ذهب متوجهًا من المشرق قاصدًا للشمال، فوصل إلى ما بين السدين؛ وهما سدان كانا معروفين في ذلك الزمان، سدان من سلاسل الجبال المتصلة يمنة ويسرة حتى تتصل بالبحار، بين يأجوج ومأجوج وبين الناس وجد من دون السدين قومًا لا يكادون يفقهون قولا؛ لعجمة ألسنتهم واستعجام أذهانهم وقلوبهم، وقد أعطى الله ذا القرنين من الأسباب العلمية ما فقه به ألسنة أولئك القوم وفقههم، وراجعهم وراجعوه، فاشتكوا إليه ضرر يأجوج ومأجوج وهما أمتان عظيمتان من بني آدم، فقالوا: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} بالقتل وأخذ الأموال وغير ذلك، {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا} أي جعلا، {عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا}، ودل ذلك على عدم اقتدارهم بأنفسهم على بنيان السد ... إلى أن قال على قوله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}: أي الجبلين الذين بني بينهما السد، {قَالَ انْفُخُوا} النار أي أوقدوها إيقادًا عظيمًا، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد فتذيب النحاس، فلما ذاب النحاس الذي يريد أن يلصقه بين زبر الحديد {قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} أي نحاسًا مذابًا، فأفرغ عليه القطر فاستحكم السد استحكامًا هائلا، وامتنع به من وراءه من الناس من ضرر يأجوج ومأجوج، {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} أي فمالهم استطاعة ولا قدرة على الصعود عليه لارتفاعه ولا على نقبه لإحكامه وقوته، وقوله: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي} أي لخروج يأجوج ومأجوج، {جَعَلَهُ} أي ذلك السد المحكم المتقن، {دَكَّاءَ} أي دكه فانهدم واستوى هو والأرض، {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} يحتمل أن الضمير يعود إلى يأجوج ومأجوج، وأنهم إذا خرجوا على الناس من كثرتهم واستيعابهم للأرض كلها يموج بعضهم ببعض، كما قال -تعالى-: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}، ويحتمل أن الضمير يعود إلى الخلائق يوم القيامة، وأنهم يجتمعون فيه فيكثرون، ويموج بعضهم ببعض من الأهوال والزلازل العظام، بدليل قوله: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا * وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} ".قلت والاحتمال الأول أقرب؛ لأن الله -تعالى- عقَّب قوله {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} بقوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}،
فدل هذا على أن موج بعضهم في بعض يكون قبل النفخ في الصور،
وهذا هو الذي قرره ابن كثير في تفسيره، وذكره عن السدي، والله أعلم.وفيما نقلته من كلام ابن سعدي في تفسيره أبلغ رد على ابن محمود، حيث تعلق بالرسالة التي قد قرر ابن سعدي في الجزء الخامس من تفسيره خلاف ما قرره فيها، وهذا الجزء مطبوع في سنة 1375 من الهجرة في المطبعة السلفية بمصر،
وقد أرسل لي المؤلف نسخة منه من حين طبعه وكتب الإهداء إليَّ بخطه، وكان هذا بعد إخراجه للرسالة التي غلط فيها في أمر يأجوج ومأجوج بنحو من سبع عشرة سنة،
وقد أنكر كبار العلماء في البلاد النجدية ما قرره في رسالته في أمر يأجوج ومأجوج غاية الإنكار،
واستدعاه الملك عبد العزيز إلى الرياض بسببها وتهدده وتوعده،
وبعد ذلك لم نسمع عنه أنه تكلم في يأجوج .
https://al-maktaba.org/book/31931/322#p1

محمدعبداللطيف
2021-01-24, 12:45 PM
وقد سبق بيان هذه المسألة فى آخر هذا الموضوع
بخصوص حديث يأجوج ومأجوج (https://majles.alukah.net/t184152/)



أى حس هذا الذى يكابرفى كون الاعتقاد في أن يأجوج ومأجوج خلف السد ويقول ان ذلك مكابرة للحس

فالجواب
النصوص الصحيحة الصريحة تدل على أن يأجوج ومأجوج خلف السد وأن خروجهم لا يحصل إلا في آخر الزمان بعد اندكاك السد، وبعد خروج المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام.
فالواجب على المسلم أن يؤمن بما صح به الخبر من أشراط الساعة، ولا يتأول النصوص بخلاف ما تدل عليه.
فالتمسك بالنصوص وعدم تأويلها هو المنهج الذي سار عليه الصحابة وتابعوهم بإحسان، وهو المنهج الحق الذي لا يجوز العدول عنه.
قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله:
"ومن العصريين من يزعم أن يأجوج ومأجوج هم جميع دول الكفر [فذكر الأدلة ثم قال]: وفي هذه الأحاديث دليل على أن خروج يأجوج ومأجوج، إنما يكون بعد نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وذلك عند اقتراب الساعة كما هو منصوص عليه في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ) أي دنا قيام الساعة .
وفي هاتين الآيتين، مع الأحاديث التي تقدم ذكرها: أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج هم دول الكفر في آسيا وأوربا وأمريكا وغيرها من بلاد المشركين؛ لأن هؤلاء الكفرة لم يزالوا مختلطين بالناس، ولم يكن بينهم وبين الناس سد من حديد يحول بينهم وبين الخروج على الناس...
ومن المعلوم عند كل عاقل أن دول آسيا وأوربا وأمريكا لم تزل في أماكنها منذ زمان طويل، وأنه ليس بينهم وبين غيرهم سد من حديد يمنعهم من الخروج والاختلاط بغيرهم من الناس.
فصفة يأجوج ومأجوج لا تنطبق على الدول المعروفة الآن .
وقد تقدم في عدة أحاديث صحيحة أن يأجوج ومأجوج إنما يخرجون بعد نزول عيسى -عليه الصلاة والسلام- وقتل الدجال، وأنهم لا يمكثون بعد خروجهم على الناس إلا مدة يسيرة، ثم يدعو عليهم نبي الله عيسى فيهلكهم الله جميعًا كموت نفس واحدة، فهم بلا شك أمة عظيمة، قد حيل بينهم وبين الخروج على الناس بالسد الذي بناه ذو القرنين، وهذا السد لا يندك إلا إذا دنا قيام الساعة، كما أخبر الله بذلك في كتابه العزيز.
وأما كون السائحين في الأرض لم يروا يأجوج ومأجوج ولا سد ذي القرنين، فلا يلزم منه عدم السد ويأجوج ومأجوج، فقد يصرف الله السائحين عن رؤيتهم ورؤية السد، وقد يجعل الله فوق السد ثلوجًا متراكمة بحيث لا تمكن رؤية السد معها، أو يجعل الله غير ذلك من الموانع التي تمنع من رؤية يأجوج ومأجوج ورؤية السد.
والواجب على المسلم الإيمان بما أخبر الله به في كتابه عن السد ويأجوج ومأجوج، وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، ولا يجوز للمسلم أن يتكلف ما لا علم له به، ولا يقول بشيء من أقوال المتكلفين المتخرصين، بل ينبذها وراء ظهره ولا يعبأ بشيء منها.
والمقصود ههنا بيان أن إنكار السد ، ويأجوج ومأجوج بالكلية : كفر بلا شك، لما في ذلك من تكذيب ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم عن السد ويأجوج ومأجوج .
وأما الاعتراف بوجود السد في قديم الزمان، والقول بزواله بعد زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وخروج يأجوج ومأجوج واختلاطهم بالناس، فهذا أخف من القول الأول لما فيه من التأويل، ولا ينبغي أن يطلق الكفر على قائله، ولكن لا يجوز اعتقاده؛ لأنه قول باطل مخالف لما أخبر الله به في كتابه ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن السد، أنه لا يندك إلا إذا دنا قيام الساعة، وأن خروج يأجوج ومأجوج إنما يكون بعد نزول عيسى وقتل الدجال.
[ثم] إن أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم : قد كانوا موجودين في جميع الجهات شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالا، وعن أيمان المسلمين وعن شمائلهم ومن خلفهم، من قبل أن يوجد السد وبعد أن وجد، ولم يزالوا كذلك على مر الأزمان، ومع هذا فلم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنهم هم يأجوج ومأجوج، ولم يؤثر ذلك عن أحد من الصحابة ولا التابعين وتابعيهم ولا من بعدهم من العلماء، حتى جاء المتكلفون في آخر القرن الرابع عشر من الهجرة، فزعموا أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم !!
فهل يقول مسلم عاقل إن المتكلفين أعلم من النبي صلى الله عليه وسلم بيأجوج ومأجوج ؟!!
أو يقول من له أدنى عقل ودين : إن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن بعدهم إلى آخر القرن الرابع عشر من الهجرة، كانوا في غمرة من الجهل ساهون، حتى طلع عليهم نور الهداية والدلالة من أحد المتكلفين القائلين في حقيقة يأجوج ومأجوج بغير علم؟ كلا، لا يقول هذا مسلم عاقل.
وخروج يأجوج ومأجوج إنما يكون بعد نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وقتله الدجال، كما جاء ذلك صريحًا في الأحاديث التي تقدم ذكرها قريبًا عن النواس بن سمعان، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، فلتراجع، ففيها أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم.
[كما] أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر في حديث النواس بن سمعان الذي تقدم ذكره قريبًا أن يأجوج ومأجوج إذا بعثوا، يمر أولهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، وجاء في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما نحو ذلك، وجاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن يأجوج ومأجوج إذا خرجوا يطؤون البلاد فلا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرون على ماء إلا شربوه .
وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا أمم الكفار على اختلاف أجناسهم وأوطانهم؛ لأن الذين قد ملؤوا الأرض شرقًا وغربًا من أمم الكفار ، لم يقع منهم شيء مما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج، فلم يهلكوا ما أتوا عليه، ولم ينقصوا ما عندهم من المياه، فضلا عن أن يشربوا بحيرة طبرية وينشفوها، مع أن بعضهم كانوا مجاورين لها أزمانًا طويلة" انتهى من "الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر"
وقال ايضا
ومن أدلتهم:
تأويلهم لقول الله تعالى: (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)(الأ نبياء: 96) أن هذا قد حصل حيث إن أمم الكفر حققوا ذلك بصعودهم إلى الفضاء بالطائرات والمراكب الفضائية وشقهم للبحار والأنهار بالسفن والبواخر، وغير ذلك من وسائل التنقل الحديثة.
والجواب عنه: أن هذا فهم للنص على خلاف مراده، واستدلال في غير محله؛ وذلك لأن هذا الأمر لا يحصل إلا في آخر الزمان عند اقتراب الساعة كما دل على ذلك الآية نفسها والتي تليها حيث يقول الله سبحانه: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ).
فأخبر الله سبحانه في هذه الآية أن خروجهم من كل حدب ينسلون لا يحصل إلا عند اقتراب الوعد الحق وهو يوم القيامة.
وقد دل على ذلك نصوص كثيرة في الكتاب والسنة منها حديث النواس بن سمعان وحديث أبي سعيد الخدري وحديث أبي هريرة، وقد تقدم ذكرها قريباً، وفيها ذكر نزول عيسى وقتله الدجال وأن يأجوج ومأجوج لا يخرجون إلا بعد ذلك، وذلك كله لا يحصل إلا في آخر الزمان. ثم إن تفسير الآية بهذا المعنى تفسير محدث لم يسبق إليه أحد من أئمة التفسير، وكل خير في اتباع من سلف.
بل إن تفسيرهم هذا للآية يتعارض مع ما فسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن ذلك يحصل في آخر الزمان فيعيثون في الأرض فساداً بعد خروجهم وينحاز الناس عنهم إتقاء شرهم.
وذلك كما ورد في حديث أبي سعيد الخدري المتقدم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يفتح يأجوج ومأجوج على الناس كما قال الله عز وجل: (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) فيعيثون في الأرض، وينحاز المسلمون عنهم....." الحديث.

ويقال أيضاً إن هذا التفسير يتعارض مع ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً فيعودون إليه كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله عز وجل أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله ويستثني فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم.
وهذا لم يحصل من أمم الكفر بل هم يتنقلون متى شاءوا إلى أي مكان شاءوا، وليس هناك سد يمنعهم أو حاجز يعوقهم حتى ولو كان تنقلهم بواسطة الأقدام أو الحمير أو غيرها من الوسائل القديمة.
ومن أدلتهم:
قولهم إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن بدأ انفتاح السد في زمانه حيث قال "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها". الحديث - أخرجه البخاري 8/104، ومسلم 4/2207، وغيرهما عن زينب بنت جحش.
ومعنى هذا أن السد كل يوم يزداد في الانفتاح حتى تلاشى في زماننا هذا.
والجواب عن هذا أن يقال: قد أخبر الله ورسوله عن خروج يأجوج ومأجوج وعن اندكاك السد، وأنه لا يتم إلا عند اقتراب الساعة، وبعد خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام.
دل على ذلك قول الله سبحانه: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ* وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ) (الأنبياء: الآيتان 96، 97).
ودل عليه جملة من نصوص السنة منه حديث النواس بن سمعان وحديث أبي هريرة وحديث أبي سعيد الخدري وقد تقدم ذكرها.

والمقصود أنه لا يجوز للمسلم أن يأخذ ببعض النصوص ويترك بعضاًَ، ففي حديث زينب المتقدم أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن انفتاح السد قدر تحليقه إصبعيه، وفي حديث أبي هريرة أخبر أنهم كل يوم يفتحون من السد قليلاً ثم يبيتون فيعود السد كما كان، إلى أن يأذن الله لهم بالخروج في آخر الزمان، وهذا ظاهر الدلالة في أن اندكاك السد لا يكون إلا في آخر الزمان قبل قيام الساعة عندما يأذن الله لهم بالخروج.
ويضاف إلى ذلك أن حديث النواس بن سمعان دل على أن ذلك لا يكون إلا بعد خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام، فيلزم من قولهم هذا أن يكون الدجال قد خرج وعيسى عليه السلام قد نزل وهذا ظاهر البطلان.
ومن أدلتهم:
قولهم إن كثيراً من المعاصرين صرحوا بذلك في كتبهم كشكيب أرسلان ومحمد رشيد رضا وغيرهما.
والجواب عن هذا أن يقال: تصريح المتأخرين أو من هو أفضل منهم من المتقدمين بما يخالف النص، لا يلتفت إليه مهما كانت مكانة قائله العلمية.
وقد تقدم بيان بطلان هذا القول بما يكفي، فلا عبرة بهذه التصريحات، ولا يلتفت إليها
وقد استدلوا بغير هذه الأدلة، وأدلتهم كلها واهية لا تقوم بها حجة، ولا يصلح بها برهان، وفي النصوص الصحيحة الصريحة ما يدل على أمر يأجوج ومأجوج وأن خروجهم لا يحصل إلا في آخر الزمان بعد اندكاك السد، وبعد خروج المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام.
فالواجب على المسلم أن يؤمن بما صح به الخبر من أشراط الساعة، ولا يتأول النصوص بخلاف ما تدل عليه.
فالتمسك بالنصوص وعدم تأويلها هو المنهج الذي سار عليه الصحابة وتابعوهم بإحسان، وهو المنهج الحق الذي لا يجوز العدول عنه.

أما الشيخ ابن سعدي فقد أخطأ في ما ذهب إليه في رسالتيه المشار إليهما آنفا، وجانبه الصواب في ذلك وليس هو بالمعصوم. ثم إنه قد ظهر في بعض مؤلفاته كما تقدم الإشارة إلى ذلك ما يفيد احتمال تراجعه عن هذا القول حيث إنه طبع كتابه التفسير في آخر عمره وقرر فيه عند تفسيره لسورة الكهف وسورة الأنبياء خلاف هذا القول الباطل.
فبين في كتابه التفسير أن الخروج واندكاك السد لا يتم إلا في آخر الزمان وهذا القول هو الصواب الموافق لأقوال السلف المطابق لمفهوم نصوص الكتاب والسنة.

قال ابن حزم رحمه الله:
"حتى لو خفي مكان يأجوج ومأجوج والسد فلم يعرف في شيء من المعمور مكانه ، لما ضر ذلك خبرنا شيئا...
واعلموا أن كل ما كان في عُنْصُر الإمكان، فأدخله مُدخِل في عنصر الامتناع بلا برهان، فهو كاذب مبطل جاهل أو متجاهل، لا سيما إذا أخبر به من قد قام البرهان على صدق خبره.
وإنما الشأن في المحال الممتنع التي تكذبه الحواس والعيان، أو بديهة العقل، فمن جاء بهذا فإنما جاء ببرهان قاطع على أنه كذاب مفتر. ونعوذ بالله من البلاء" انتهى من "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (1/96)-

فالاحتجاج بعدم اكتشاف مكان الردم الذي بناه ذو القرنين لغاية اليوم، فليس دليلا قويما لتأويل جميع هذه الظواهر الواردة في الكتاب والسنة؛ فالإنسان مهما ارتفع بعلمه يظل ناقصا وقاصرا بقصوره البشري، ونحن نشهد اليوم هذا القصور حيث تستمر الاكتشافات الأرضية الجديدة، ويتعرف العلماء على ما لم يشهدوه من قبل، بل ويفقدون الطائرات والسفن في البحار والمحيطات ولا يعثرون لها على أثر، رغم بذلهم الجهود المضنية في هذا السبيل، الأمر الذي يؤكد لك العجز البشري مهما بلغ من العلم والفهم.
يقول رشيد رضا :
"إن دعوى معرفة جميع بقاع الأرض باطلةٌ؛ فإن بقعة كل من القُطْبَيْنِ لا سِيَّمَا القطب الجنوبي لا تزال مجهولةً.
وقد استدل بعض العلماء على أن السدّ بني في جهة أحد القطبين بذكر بلوغ ذي القرنين إلى موضعه بعد بلوغ مغرب الشمس مطلعها، وليس ذلك إلا جهة الشمال ، أو جهة الجنوب.
ولا يعترض على هذا القول بصعوبة الوسائل الموصلة إلى أحد القطبين؛ فإن حالة مدنِيّة ذلك العصر ظن وحالة الأرض فيها غير معروفة لنا الآن ، فنبني عليها اعتراضًا كهذا.
فما يدرينا أن الاستطراقَ إلى أحد القطبين، أو كليهما، كان في زمن ذي القرنين سهلاً!
فكم من أرضٍ يابسةٍ فاضت عليها البحار فغمرتها بطول الزمان, وكم من أرض انحسر عنها الماء، فصارت أرضًا عامرة متصلةً بغيرها أو منفردةً (جزيرةً). وكم من مدينة طُمِسَتْ حتى لا يُعْلَمَ عنها شيءٌ.
ومِن المعلوم الآن من شئون المدنيات القديمة بالمشاهدة أو الاستدلال، ما يجهل بعض أسبابه كالأنوار والنقوش والألوان وجر الأثقال عند المصريين القدماء" انتهى من "مجلة المنار" (11/274).
الخلاصة

والمقصود ههنا بيان أن إنكار السد ، ويأجوج ومأجوج بالكلية :كفر بلا شك، لما في ذلك من تكذيب ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم عن السد ويأجوج ومأجوج .
وأما الاعتراف بوجود السد في قديم الزمان، والقول بزواله بعد زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وخروج يأجوج ومأجوج واختلاطهم بالناس، فهذا أخف من القول الأول لما فيه من التأويل، ولا ينبغي أن يطلق الكفر على قائله، ولكن لا يجوز اعتقاده؛ لأنه قول باطل مخالف لما أخبر الله به في كتابه ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن السد، أنه لا يندك إلا إذا دنا قيام الساعة، وأن خروج يأجوج ومأجوج إنما يكون بعد نزول عيسى وقتل الدجال.

محمدعبداللطيف
2021-01-24, 01:10 PM
سبحان من قهر عباده بالموت..

هذا نوع من انواع القهر الذى جاء فى القرآن
وجاء المعنيين المذكورين فى مشاركتك اخى حسن المطروشى الاثرى فى موضعين من القرآن
"القهار" عز وجل: يَقْهَر ولا يُقهَر، وهو الذي قهر الخلق كلهم بالموت، فلا يستطيع أحد من رده أو دفعه عن نفسه، قال الله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ}
وقال السعدي: "نفذ فيهم إرادته الشاملة، ومشيئته العامة، فليسوا يملكون من الأمر شيئا، ولا يتحركون ولا يسكنون إلا بإذنه.. فإذا كان تعالى هو المنفرد بالخلق والتدبير، وهو القاهر فوق عباده، وقد اعتنى بهم كل الاعتناء في جميع أحوالهم، وهو الذي له الحكم القدري والحكم الشرعي والحكم الجزائي، فأين للمشركين العدولُ عن من هذا وصفه ونعته إلى عبادة من ليس له من الأمر شيء، ولا عنده مثقال ذرة من النفع، ولا له قدرة وإرادة؟".
وفي قوله تعالى: «وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير» «الأنعام:18»،
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: (القهار لجميع العالم العلوي والسفلي، القهار لكل شيء الذي خضعت له المخلوقات وذلك لعزته وقوته وكمال اقتداره) .
فهو سبحانه الغالب على جميع الخلائق، يعلو في قهره وقوته، فلا غالب ولا منازع له، كل شيء تحت قهره وسلطانه الذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله كل شيء، وذل لعظمته وكبريائه كل شيء لا ينازعه أحد في جبروته وقهره له العلو والغلبة، المستعبد لخلقه،علا فوق عباده علو الذات والصفات

يقول العلامة ابن كثير
إنه مالك الضر والنفع، المتصرف في خلقه بما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته الأشياء،
واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه.
وقال الإمام الطبري الله هو القاهر فوق عباده المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم وصف نفسه تعالى بقهره إياهم ومن صفة كل قاهر شيئا أن يكون مستعلياً عليه فالمعنى أن الله الغالب عباده المذل لهم العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه.
وقال الإمام السعدي رحمه الله كل مخلوق فوقه مخلوق يقهره، ثم فوق ذلك القاهر قاهر أعلى منه، حتى ينتهي القهر للواحد القهار، فالقهر والتوحيد متلازمان متعينان لله وحده. و«القاهر» معناه أنه الذي قهر عباده بما خلقهم عليه من المرض والموت والفقر والذل، فلا يستطيع أحد رد تدبيره والخروج من تقديره.
وقال الحليمي الذي يقهر ولا يقهر بحال.
قال الخطابي القاهر هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة، وقهر الخلق كلهم بالموت فهو سبحانه الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، ودانت له الخلائق، وبادت عند سطوته قوى الخلائق أجمعين، وتواضعت واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه
ويقول الزجاج إنه قهر المعاندين بما أقام من الآيات والدلالات على وحدانيته.
****
و"القهار" سبحانه هو الذي يقهر الظلمة و الجبابرة والمتكبرين في الأرض، فقد أهلك قوم نوح وهود وثمود، وقهر فرعون وهامان، فإذا وقع على مؤمن ظلم وقهْر من ظالم، فإنه يعلم أن هذا لحكمة يريدها الله، ولو شاء الله عز وجل أن يُعَجِّل وينتقم من الظالمين لكان، لكنه سبحانه يؤخرهم لوقت قدَّره سبحانه لحكمة يريدها، قال الله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}(إب راهيم: 52:47). قال السعدي: "والله تعالى لا يعجزه شيء فإنه {عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} أي: إذا أراد أن ينتقم من أحد، فإنه لا يفوته ولا يعجزه".
فإن القاهر معناه: الغالب ـ فهوسبحانه وتعالى القاهر بقدرته الغالب بعزته لكل شيء، وهو الذي قهر الخلق على ما أراد،

وكونه تعالى لا يقهر إلا الظالمين، غير صحيح، فهو سبحانه وتعالى القاهر لجميع المخلوقات ـ من الجمادات وغيرها ـ على ما أراد ـ يستوي في ذلك برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم ـ لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ـ وعلى العبد أن يوقن بهذا ويسلم به ويستسلم له.

وأما ما أشكل من القهر بالمرض والفقر:
فإن لله في ذلك حكما بالغة، ومصالح لعباده في العاجل والآجل ـ
علمها من علمها وجهلها من جهلها
ـ وقد بينا طرفا من الحكم في هذه الابتلاءات والمصائب التي تحدث للناس في الدنيا،
******
قال الشيخ حافظ حكمي في (معارج القبول):
قد جمع الله تعالى بين علو الذات والقهر في قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} [الأنعام: 18] أي: وهو الذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله كل شيء، وذل لعظمته وكبريائه كل شيء، وعلا بذاته على عرشه فوق كل شيء.اهـ.


قال الخطابي: (-القهار- هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة، وقهر الخلق كلهم بالموت)
يقول ابن القيم في النونية
وكذلك القهار من أوصافه
فالخلق مقهورون بالسلطان
لو لم يكن حيا عزيزا قادرا
أما كان من قهر ومن سلطان

محمدعبداللطيف
2021-01-24, 07:51 PM
قال الشيخ ابن جبرين على متن سلم الوصول
علــو قـهــر وعـلـو شــان



جـل عــن الأضــداد والأعــوان


علو القهر: يعني الغلبة، قال الله تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=6%20&nAya=18)
يعني: القاهر لهم، الغالب لهم، المتصرف فيهم، فهو القاهر فوق عباده يعني: المتغلب عليهم. القهر قد يوصف به الإنسان؛ كما في قول فرعون وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7%20&nAya=127)[ يعني: غالبون متسيطرون، متسلطون عليهم: وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7%20&nAya=127) ففوقية فرعون يعني: غلبته لهم؛ لبني إسرائيل ونحوهم.
وكذلك علو الشأن، له علو القهر وعلو القدر، وعلو الذات، علو الشأن: هو علو القدر، موصوفا به الرب تعالى؛ علو الشأن. وهذا أيضا قد يوصف به المخلوق كما في قول فرعون أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=79%20&nAya=24)يعني: علو شأن وعلو قدر يعني: أنا أعلى قدرا من هؤلاء؛ من موسى ومن معه، يقول ذلك ليرفع نفسه.
معلوم أن الأشياء تتفاوت في قدرها؛
فأنت تقول: الذهب أعلى من الفضة،
وتقول: الجواهر بعضها أعلى من بعض،
ومعلوم أنها تتفاوت تفاوتا عظيما،
فالرب تعالى له علو القدر،
فلا نسبة بين الرب وبين هذه المعبودات من دونه؛
ولهذا ذُكر أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ظهر في بلدة فيها قبور تعبد من دون الله،
فكانوا يحضرون إلى قبر يقولون:
إنه قبر زيد بن الخطاب مع أنه مخلوق،
فينادونه يا زيد اغفر لنا، يا زيد ارزقنا، يا زيد انصرنا،
فكان الشيخ يحضر معهم ليوبخهم،
ويقول: الله أعلى من زيد الله أقدر من زيد الله أغلب من زيد ولا يقدرون على أن يقولوا: كذبت، فيرجعون إلى أنفسهم باللائمة، فالله تعالى له علو الشأن
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد (https://www.ibn-jebreen.com/books/6-198.html)

حسن المطروشى الاثرى
2021-01-25, 09:37 AM
جزاكم الله خيرا

حسن المطروشى الاثرى
2021-02-12, 05:33 PM
حقيقة مسخ العصاة إلى قردة وخنازير، هل هو ثابت في الشرع:
في الحديث المعلق في صحيح البخاري:
5590-..." لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِي الفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ العَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ "
السؤال: هل هناك حديث ثابت صحيح، -غير هذا الذي علقه البخاري-، يفيد وقوع المسخ في هذه الأمة كما أفاد هذا الحديث/ مع أن استحلال الخمر والزنا واتخاذ المعازف مازال في الأمة، منذ قرون، وهو الآن على أشده، ولم نر مسخاً
وفي ضوء حديث «إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ لِمَسْخٍ نَسْلًا وَلَا عَقِبًا، وَقَدْ كَانَتِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ قَبْلَ ذَلِكَ» صحيح مسلم/2663
ثم ما معنى قوله: ( الى يوم القيامة) هل من يُمسخ يبقى ممسوخا إلى يوم القيامة، أم هو بيان بقاء نسلهم الممسوخ الى يوم القيامة
أم المراد إنهم ما داموا يرتكبون هذه المعاصي لا يزالون يُمسخون إلى يوم القيامة ؟
نرجو الإفادة، خاصة أن الحافظ في الفتح عند شرح الحديث، لم يتعرض لذلك، إنما اكتفى بقوله: " قَالَ بن الْعَرَبِيِّ يَحْتَمِلُ الْحَقِيقَةَ كَمَا وَقَعَ لِلْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ كِنَايَةً عَنْ تَبَدُّلِ أَخْلَاقِهِمْ قُلْتُ وَالْأَوَّلُ أَلْيَقُ بِالسِّيَاقِ"

محمدعبداللطيف
2021-02-13, 12:31 AM
السؤال: هل هناك حديث ثابت صحيح، -غير هذا الذي علقه البخاري-، يفيد وقوع المسخ في هذه الأمة كما أفاد هذا الحديث/ مع أن استحلال الخمر والزنا واتخاذ المعازف مازال في الأمة، منذ قرون، وهو الآن على أشده، ولم نر مسخاً
وفي ضوء حديث «إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ لِمَسْخٍ نَسْلًا وَلَا عَقِبًا، وَقَدْ كَانَتِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ قَبْلَ ذَلِكَ» صحيح مسلم/2663
ثم ما معنى قوله: ( الى يوم القيامة) هل من يُمسخ يبقى ممسوخا إلى يوم القيامة، أم هو بيان بقاء نسلهم الممسوخ الى يوم القيامة
أم المراد إنهم ما داموا يرتكبون هذه المعاصي لا يزالون يُمسخون إلى يوم القيامة ؟
نرجو الإفادة، خاصة أن الحافظ في الفتح عند شرح الحديث، لم يتعرض لذلك، إنما اكتفى بقوله: " قَالَ بن الْعَرَبِيِّ يَحْتَمِلُ الْحَقِيقَةَ كَمَا وَقَعَ لِلْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ كِنَايَةً عَنْ تَبَدُّلِ أَخْلَاقِهِمْ قُلْتُ وَالْأَوَّلُ أَلْيَقُ بِالسِّيَاقِ"

السؤال: هل هناك حديث ثابت صحيح، -غير هذا الذي علقه البخاري-بارك الله فيك اخى الفاضل حسن المطروشى الاثرى
قال الامام ابن باز ررحمه الله
قال الحافظ بعدما نقل كلام ابن الصلاح المذكور بأسطر ما نصه: (وقد تقرر عند الحفاظ أن الذي يأتي به البخاري من التعاليق كلها بصيغة الجزم، يكون صحيحًا إلى من علق عنه، ولو لم يكن من شيوخه، لكن إذا وجد الحديث المعلق من رواية بعض الحفاظ موصولًا إلى من علق عنه بشرط الصحة، أزال الإشكال، ولهذا عنيت في ابتداء الأمر بهذا النوع، وصنفت كتاب [تغليق التعليق] وقد ذكر شيخنا في شرح الترمذي، وفي كلامه على علوم الحديث أن حديث هشام بن عمار، جاء عنه موصولًا في مستخرج الإسماعيلي، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا هشام بن عمار، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين، فقال: حدثنا محمد بن يزيد بن عبدالصمد حدثنا هشام بن عمار، قال وأخرجه أبو داود في سننه، فقال: حدثنا عبدالوهاب بن نجدة حدثنا بشر بن بكر حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر بسنده). انتهى.
وقال العلامة ابن القيم-رحمة الله عليه-في الإغاثة، لما ذكر هذا الحديث ما نصه: (هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه محتجًا به وعلقه تعليقًا مجزومًا به، فقال: باب فيمن يستحل الخمر، ويسميه بغير اسمه، وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثني عبدالرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر، أو أبو مالك الأشعري-والله ما كذبني-أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة، فيقولوا: ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله تعالى ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئًا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع؛ لأن البخاري لم يصل سنده به وجواب هذا الوهم من وجوه:
أحدها: أن البخاري قد لقي هشام بن عمار وسمع منه، فإذا قال: قال هشام، فهو بمنزلة قوله عن هشام.
الثاني: أنه لو لم يسمع منه فهو لم يستجز الجزم به عنه، إلا وقد صح عنده أنه حدث به، وهذا كثيرًا ما يكون لكثرة ما رواه عنه، عن ذلك الشيخ وشهرته، فالبخاري أبعد خلق الله من التدليس.
الثالث: أنه أدخله في كتابه المسمى بالصحيح محتجًا به، فلولا صحته عنده لما فعل ذلك.
الرابع: أنه علقه بصيغة الجزم دون صيغة، التمريض، فإنه إذا توقف في الحديث أو لم يكن على شرطه، يقول: ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكر عنه، ونحو ذلك، فإذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد جزم وقطع بإضافته إليه.
الخامس: أنا لو أضربنا عن هذا كله صفحًا، فالحديث صحيح، متصل عند غيره، قال أبو داود في كتاب [اللباس]: حدثنا عبدالوهاب بن نجدة حدثنا بشر بن بكر عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس قال: سمعت عبدالرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك فذكره مختصرًا، ورواه أبو بكر الإسماعيلي في كتابه: [الصحيح]، مسندًا، فقال أبو عامر ولم يشك
الموقع الرسمى للامام ابن باز


السؤال: هل هناك حديث ثابت صحيح، -غير هذا الذي علقه البخاري-، يفيد وقوع المسخ في هذه الأمة كما أفاد هذا الحديث نعم هناك احاديث صحيحة مع الحديث الصحيح
روى ابن ماجه (4059) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ) . صحيح ابن ماجه (3280) .
وروى الترمذي (2152) عن ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ أَوْ مَسْخٌ أَوْ قَذْفٌ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ- يعني المكذبين به -) . صحيح الترمذي (1748) .
وروى الترمذي (2212) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَتَى ذَاكَ ؟ قَالَ إِذَا ظَهَرَتْ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَشُرِبَتْ الْخُمُورُ ) . صحيح الترمذي (1801) . والقينات هن المعنيات
روى ابن ماجه وابن حبان والطبراني عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، وتضرب على رؤوسهم المعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير. والحديث صححه الألباني في غاية المرام، وغيره.
المسخ يكون حقيقياً، ويكون معنوياً، فقد فسر الحافظ ابن كثير رحمه الله (المسخ) في قوله تعالى: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ [ البقرة: 65].
بأنه مسخ حقيقي وليس مسخاً معنوياً فقط، وهذا القول هو الراجح, وهو ما ذهب إليه ابن عباس وغيره من أئمة التفسير .
وذهب مجاهد وأبو العالية وقتادة إلى أن المسخ كان معنوياً وأنه كان لقلوبهم ولم يمسخوا قردة ونقل ابن حجر عن ابن العربي القولين ورجح الأول ورجح رشيد رضا في تفسيره القول الثاني، وهو أنه كان مسخاً في أخلاقهم .
واستبعد ابن كثير ما روي عن مجاهد وقال: (أنه قول غريب خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وغيره) .
ثم قال بعد سياقه لطائفة من كلام العلماء: والغرض من هذا السياق عن هؤلاء الأئمة بيان خلاف ما ذهب إليه مجاهد - رحمه الله – من أن مسخهم إنما كان معنوياً لا صورياً
بل الصحيح أنه معنوي صوري والله أعلم .
وإذا كان المسخ يحتمل أن يكون معنوياً فإن كثيراً من المستحلين للمعاصي قد مسخت قلوبهم فأصبحوا لا يفرقون بين الحلال والحرام, ولا بين المعروف والمنكر, مثلهم في ذلك كمثل القردة والخنازير –
– وسيقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من المسخ سواء كان معنوياً أو صورياً.
أشراط الساعة ليوسف الوابل-
قال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان 1\ 284
أن المسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذه الأمة ولا بد، وهو في طائفتين
علماء السوء الكاذبين على الله - جل وعلا- ورسوله- صلى الله عليه وسلم - الذين قلبوا دين الله وشرعه فقلب الله تبارك وتعالى صورهم كما قلبوا دينه
المجاهرين المتهتكين بالفسق والمحارم، من المغنين والمفتونين بهم وشربة الخمر والزناة
قال الامام اببن باز
المسخ على الحقيقة. وقد تمسخ القلوب -نسأل الله العافية-، لكن الأصل في إطلاق المسخ هو مسخ الصورة، كما فعل الله في بني إسرائيل لما غيَّروا وبدَّلوا.
***



أم المراد إنهم ما داموا يرتكبون هذه المعاصي لا يزالون يُمسخون إلى يوم القيامة ؟
نرجو الإفادة، بارك الله فيك
الافادة انهم لا يزالون يُمسخون إلى يوم القيامة
وسأنقل ان شاء الله عقوبة المسخ مع العقوبات الاخرى لمزيد الفائدة
قال الامام ابن القيم رحمه الله
فَصْلٌ: بَعْضُ عُقُوبَاتِ الْمَعَاصِي

فَاسْتَحْضِرْ بَعْضَ الْعُقُوبَاتِ الَّتِي رَتَّبَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى الذُّنُوبِ وَجَوَّزَ وَصُولَ بَعْضِهَا إِلَيْكَ
وَاجْعَلْ ذَلِكَ دَاعِيًا لِلنَّفْسِ إِلَى هِجْرَانِهَا ،
وَأَنَا أَسُوقُ إِلَيْكَ مِنْهَا طَرَفًا يَكْفِي الْعَاقِلَ مَعَ التَّصْدِيقِ بِبَعْضِهِ .
الْخَتْمُ عَلَى الْقَلْبِ
فَمِنْهَا : الْخَتْمُ عَلَى الْقُلُوبِ وَالْأَسْمَاعِ ، وَالْغِشَاوَةُ عَلَى الْأَبْصَارِ ، وَالْأَقْفَالُ عَلَى الْقُلُوبِ ، وَجَعْلُ الْأَكِنَّةِ عَلَيْهَا وَالرَّيْنُ عَلَيْهَا وَالطَّبْعُ وَتَقْلِيبُ الْأَفْئِدَةِ وَالْأَبْصَارِ ، وَالْحَيْلُولَة ُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَإِغْفَالُ الْقَلْبِ عَنْ ذِكْرِ الرَّبِّ ، وَإِنْسَاءُ الْإِنْسَانِ نَفْسَهُ ، وَتَرْكُ إِرَادَةِ اللَّهِ تَطْهِيرَ الْقَلْبِ ، وَجَعْلُ الصَّدْرِ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ، وَصَرْفُ الْقُلُوبِ عَنِ الْحَقِّ ، وَزِيَادَتُهَا مَرَضًا عَلَى مَرَضِهَا ، وَإِرْكَاسُهَا وَإِنْكَاسُهَا بِحَيْثُ تَبْقَى مَنْكُوسَةً ، كَمَا ذَكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ : الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ : فَقَلْبٌ أَجْرَدُ فِيهِ سِرَاجٌ يُزْهِرُ : فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ ، وَقَلْبٌ أَغْلَفُ : فَذَلِكَ قَلْبُ الْكَافِرِ ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ : فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُنَافِقِ ، وَقَلْبٌ تَمُدُّهُ مَادَّتَانِ : مَادَّةُ إِيمَانٍ وَمَادَّةُ نِفَاقٍ ، وَهُوَ لِمَا غَلَبَ عَلَيْهِ مِنْهُمَا .
وَمِنْهَا : التَّثْبِيطُ عَنِ الطَّاعَةِ ، وَالْإِقْعَادُ عَنْهَا .
وَمِنْهَا : جَعْلُ الْقَلْبِ أَصَمَّ لَا يَسْمَعُ الْحَقَّ ، أَبْكَمَ لَا يَنْطِقُ بِهِ ، أَعْمَى لَا يَرَاهُ ، فَتَصِيرُ النِّسْبَةُ بَيْنَ الْقَلْبِ وَبَيْنَ الْحَقِّ الَّذِي لَا يَنْفَعُهُ غَيْرُهُ ، كَالنِّسْبَةِ بَيْنَ أُذُنِ الْأَصَمِّ وَالْأَصْوَاتِ ، وَعَيْنِ الْأَعْمَى وَالْأَلْوَانِ ، وَلِسَانِ الْأَخْرَسِ وَالْكَلَامِ ، وَبِهَذَا يُعْلَمُ أَنَّ الْعَمَى وَالصَّمَمَ وَالْبَكَمَ لِلْقَلْبِ بِالذَّاتِ : الْحَقِيقَةُ ، وَلِلْجَوَارِحِ بِالْعَرَضِ وَالتَّبَعِيَّة ِ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [ سُورَةُ الْحَجِّ : 46 ] .
[ ص: 118 ] وَلَيْسَ الْمُرَادُ نَفْيَ الْعَمَى الْحِسِّيِّ عَنِ الْبَصَرِ ، كَيْفَ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ [ سُورَةُ النُّورِ : 61 ] .
وَقَالَ : عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى [ سُورَةُ عَبَسَ : 1 - 2 ] .
وَإِنَّمَا الْمُرَادُ الْعَمَى التَّامُّ فِي الْحَقِيقَةِ : عَمَى الْقَلْبِ ، حَتَّى إِنَّ عَمَى الْبَصَرِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ كَلَا عَمًى ، حَتَّى إِنَّهُ يَصِحُّ نَفْيُهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى كَمَالِهِ وَقُوَّتِهِ ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرْعَةِ ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَان ِ ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَنَظَائِرُهُ كَثِيرَةٌ .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ مِنْ عُقُوبَاتِ الْمَعَاصِي جَعْلَ الْقَلْبِ أَعْمَى أَصَمَّ أَبْكَمَ .
خَسْفُ الْقَلْبِ
وَمِنْهَا : الْخَسْفُ بِالْقَلْبِ كَمَا يُخْسَفُ بِالْمَكَانِ وَمَا فِيهِ ، فَيُخْسَفُ بِهِ إِلَى أَسْفَلِ السَّافِلِينَ وَصَاحِبُهُ لَا يَشْعُرُ ، وَعَلَامَةُ الْخَسْفِ بِهِ أَنَّهُ لَا يَزَالُ جَوَّالًا حَوْلَ السُّفْلِيَّاتِ وَالْقَاذُورَات ِ وَالرَّذَائِلِ ، كَمَا أَنَّ الْقَلْبَ الَّذِي رَفَعَهُ اللَّهُ وَقَرَّبَهُ إِلَيْهِ لَا يَزَالُ جَوَّالًا حَوْلَ الْعَرْشِ .
وَمِنْهَا : الْبُعْدُ عَنِ الْبِرِّ وَالْخَيْرِ وَمَعَالِي الْأُمُورِ وَالْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ وَالْأَخْلَاقِ .
قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ جَوَّالَةٌ ، فَمِنْهَا مَا يَجُولُ حَوْلَ الْعَرْشِ ، وَمِنْهَا مَا يَجُولُ حَوْلَ الْحُشِّ .
مَسْخُ الْقَلْبِ
وَمِنْهَا : مَسْخُ الْقَلْبِ ،
فَيُمْسَخُ كَمَا تُمْسَخُ الصُّورَةُ ، فَيَصِيرُ الْقَلْبُ عَلَى قَلْبِ الْحَيَوَانِ الَّذِي شَابَهَهُ فِي أَخْلَاقِهِ وَأَعْمَالِهِ وَطَبِيعَتِهِ ، فَمِنَ الْقُلُوبِ مَا يُمْسَخُ عَلَى قَلْبِ خِنْزِيرٍ لِشِدَّةِ شَبَهِ صَاحِبِهِ بِهِ ، وَمِنْهَا مَا يُمْسَخُ عَلَى قَلْبِ كَلْبٍ أَوْ حِمَارٍ أَوْ حَيَّةٍ أَوْ عَقْرَبٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَهَذَا تَأْوِيلُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ [ سُورَةُ الْأَنْعَامِ : 38 ] .
قَالَ : مِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ عَلَى أَخْلَاقِ السِّبَاعِ الْعَادِيَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ عَلَى أَخْلَاقِ الْكِلَابِ وَأَخْلَاقِ الْخَنَازِيرِ وَأَخْلَاقِ الْحَمِيرِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَطَوَّسُ فِي ثِيَابِهِ كَمَا يَتَطَوَّسُ الطَّاوُوسُ فِي رِيشِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ بَلِيدًا كَالْحِمَارِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْثِرُ عَلَى نَفْسِهِ كَالدِّيكِ ، وَمِنْهُمْ مِنْ يَأْلَفُ وَيُؤْلَفُ كَالْحَمَامِ ، وَمِنْهُمُ الْحَقُودُ كَالْجَمَلِ ، وَمِنْهُمُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ كُلُّهُ كَالْغَنَمِ ، وَمِنْهُمْ أَشْبَاهُ الثَّعَالِبِ الَّتِي تَرُوغُ كَرَوَغَانِهَا ، وَقَدْ شَبَّهَ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْجَحِيمِ وَالْغَيِّ بِالْحُمُرِ تَارَةً ، وَبِالْكَلْبِ تَارَةً ، وَبِالْأَنْعَام ِ تَارَةً ، وَتَقْوَى هَذِهِ الْمُشَابَهَةُ بَاطِنًا حَتَّى تَظْهَرَ فِي الصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ ظُهُورًا خَفِيًّا ، يَرَاهُ الْمُتَفَرِّسُو نَ ، وَتَظْهَرُ فِي الْأَعْمَالِ ظُهُورًا يَرَاهُ كُلُّ أَحَدٍ ، وَلَا يَزَالُ يَقْوَى حَتَّى تُسْتَشْنَعَ الصُّورَةُ ، فَتَنْقَلِبُ لَهُ الصُّورَةُ بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَهُوَ الْمَسْخُ التَّامُّ ، فَيَقْلِبُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الصُّورَةَ الظَّاهِرَةَ عَلَى صُورَةِ ذَلِكَ الْحَيَوَانِ ، كَمَا فَعَلَ بِالْيَهُودِ وَأَشْبَاهِهِمْ ، وَيَفْعَلُ بِقَوْمٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَمْسَخُهُمْ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ .
فَسُبْحَانَ اللَّهِ ! كَمْ مِنْ قَلْبٍ مَنْكُوسٍ وَصَاحِبُهُ لَا يَشْعُرُ ؟ وَقَلْبٍ مَمْسُوخٍ وَقَلْبٍ مَخْسُوفٍ بِهِ ؟ وَكَمْ مِنْ مَفْتُونٍ بِثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ وَمَغْرُورٍ بِسِتْرِ اللَّهِ عَلَيْهِ ؟ وَمُسْتَدْرَجٍ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ ؟ وَكُلُّ هَذِهِ عُقُوبَاتٌ وَإِهَانَاتٌ وَيَظُنُّ الْجَاهِلُ أَنَّهَا كَرَامَةٌ .

مع أن استحلال الخمر والزنا واتخاذ المعازف مازال في الأمة، منذ قرون، وهو الآن على أشده، ولم نر مسخاًقَدْ شَبَّهَ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْجَحِيمِ وَالْغَيِّ بِالْحُمُرِ تَارَةً ، وَبِالْكَلْبِ تَارَةً ، وَبِالْأَنْعَام ِ تَارَةً ، وَتَقْوَى هَذِهِ الْمُشَابَهَةُ بَاطِنًا حَتَّى تَظْهَرَ فِي الصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ ظُهُورًا خَفِيًّا ، يَرَاهُ الْمُتَفَرِّسُو نَ ، وَتَظْهَرُ فِي الْأَعْمَالِ ظُهُورًا يَرَاهُ كُلُّ أَحَدٍ ، وَلَا يَزَالُ يَقْوَى حَتَّى تُسْتَشْنَعَ الصُّورَةُ ، فَتَنْقَلِبُ لَهُ الصُّورَةُ بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَهُوَ الْمَسْخُ التَّامُّ
كتاب : الْجَوَابُ الْكَافِي لِمَنْ سَأَلَ عَنْ الدَّوَاءِ الشَّاِفي
المؤلف : أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية
(http://www.islamicbook.ws/amma/aljwab-alkafi-002.html)


(http://www.islamicbook.ws/amma/aljwab-alkafi-002.html)

محمدعبداللطيف
2021-02-13, 02:08 AM
وهو الآن على أشده، ولم نر مسخاً.......
أم المراد إنهم ما داموا يرتكبون هذه المعاصي لا يزالون يُمسخون إلى يوم القيامة ؟
نرجو الإفادة، مزيد من الافادة
قال ابن القيم رحمه الله في :
" مفتاح دار السعادة " :
وتأمل حكمته تعالى في مَسْخِ من مُسِخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم ،
فإنها لما مُسِخَتْ قلوبهم وصارتْ على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمة البالغة
أن جُعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشَّبَه ، وهذا غاية الحكمة.
واعْتَبِر هذا بمن مُسخوا قردة وخنازير كيف غَلبتْ عليهم صفات هذه الحيونات وأخلاقها وأعمالها .
ثم إن كنت من المتوسِّمِين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم !
كيف تراها بادية عليها ،
وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية
فاقرأ نسخة القردة من صُوَر أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم ،
بل هم أخفّ الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخِداعا وفسقا ،
فإن لم تقرا نسخة القردة من وجوهم فلست من المتوسمين !
واقرأ نسخة الخنازير من صور أشبهاهم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرُّسُل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فإنّ هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب !
وهي تَظهر وتَخفى بحسب خِنْزِيرية القلب وخُبْثه ،
فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ،
ومن خاصيته أنه يَدَع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رجيعه فيُبادِر إليه !
فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده مُنطبقا عليهم ،
فإنهم عَمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرؤوا منهم ،
ثم والَوا كُلّ عَدو لهم من النصارى واليهود والمشركين ،
فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار ، وصرّحوا بأنهم خير منهم !
فأيّ شَبَه ومُناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير ؟
فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين .
وأما الأخبار التي تكاد تبلغ حد التواتر بمسخ من مُسِخ منهم عند الموت خِنْزيرا فأكثر من أن تُذْكَر ها هنا . وقد أفْرَدَ لها الحافظ ابن عبد الواحد المقدسي كتابا . اهـ .
*********
وقال الامام ابن القيم رحمه الله فى اغاثة اللهفان
المسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذه الأمة ولابد
، وهو واقع في طائفتين :
علماء السوء الكاذبين على الله ورسوله ، الذين قلبوا دين الله تعالى وشرعه ،
فقلب الله صورهم كما قلبوا دينه .
والمجاهرين المنهتكين بالفسق والمحارم،
ومن لم يمسخ منهم في الدنيا مسخ في قبره أو يوم القيامة
https://kalemtayeb.com/hekam (https://kalemtayeb.com/hekam/item/5236)

http://www.marqoom.org/kotob/view/eghathetAlLahfan/349

ومن لم يمسخ منهم في الدنيا مسخ في قبره أو يوم القيامة

حسن المطروشى الاثرى
2021-02-14, 07:20 PM
���� *سلسلة ما انتشر بين الناس ولا يثبت*����

*164-* *زواج نبي الله يوسف من زليخا*

قد قص الله علينا قصة نبي الله يوسف عليه السلام بالتفصيل ولم يذكر هل تزوج من إمرأة العزيز أو لا لكن وردت رواية عن الإمام ابن إسحاق تقول أنه أنه تزوجها .
قال ابن إسحاق فَذَكَّرَ لِي وَاللّهُ أَعْلَمُ أَنَّ إطفير أَيُّ عَزِيزٌ مُصِرٌّ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيَالِيَ وَأَنَّ المَلِكَ زَوْجَ يوسِف اِمْرَأَةُ إطفير راعيل.... آلَخ كَلَامُهُ وأنها أنجبت له ولدين .
وهذا رواه الطبري 16/151 والسند كما ترى بالغ الضعف إذ لا نعلم من ذكر ذلك لابن إسحاق وغالبا أخذ ذلك من الإسرائيليات.
قال ابن كثير :
وَأَكْثَرُ أَقْوَالٍ المفسرين هَا هُنَا مُتَلَقًّى مَنْ كَتَبَ أَهْلَ الكِتَابِ فَالإِعْرَاضِ عَنْهِ أُولَى .
فلا يثبت هذا الزواج بحال .

والحمد لله رب العالمين

محمدعبداللطيف
2021-02-15, 12:48 AM
قد قص الله علينا قصة نبي الله يوسف عليه السلام بالتفصيل ولم يذكر هل تزوج من إمرأة العزيز أو لا لكن وردت رواية عن الإمام ابن إسحاق تقول أنه أنه تزوجها .
قال ابن إسحاق فَذَكَّرَ لِي وَاللّهُ أَعْلَمُ أَنَّ إطفير أَيُّ عَزِيزٌ مُصِرٌّ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيَالِيَ وَأَنَّ المَلِكَ زَوْجَ يوسِف اِمْرَأَةُ إطفير راعيل.... آلَخ كَلَامُهُ وأنها أنجبت له ولدين .
وهذا رواه الطبري 16/151 والسند كما ترى بالغ الضعف إذ لا نعلم من ذكر ذلك لابن إسحاق وغالبا أخذ ذلك من الإسرائيليات.
قال ابن كثير :
وَأَكْثَرُ أَقْوَالٍ المفسرين هَا هُنَا مُتَلَقًّى مَنْ كَتَبَ أَهْلَ الكِتَابِ فَالإِعْرَاضِ عَنْهِ أُولَى .
فلا يثبت هذا الزواج بحال .

والحمد لله رب العالميننعم بارك الله فيك



قد قص الله علينا قصة نبي الله يوسف عليه السلام بالتفصيل ولم يذكر هل تزوج من إمرأة العزيز أو لا نعم لم يرد في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية ، ما يثبت أو ينفي زواج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز والتي قيل إن اسمها "راعيل" ، وقال بعضهم : اسمها "زليخا" ، ولكن استظهر الحافظ ابن كثير أن " زليخا " لقبها .
قال ابن إسحاق فَذَكَّرَ لِي وَاللّهُ أَعْلَمُ أَنَّ إطفير أَيُّ عَزِيزٌ مُصِرٌّ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيَالِيَ وَأَنَّ المَلِكَ زَوْجَ يوسِف اِمْرَأَةُ إطفير راعيل.... آلَخ كَلَامُهُ وأنها أنجبت له ولدين . نعم
ورد في زواج يوسف عليه السلام من "راعيل" خبرٌ عن إمام السير والتاريخ المعروف : محمد بن إسحاق رحمه الله حيث يقول :
"لما قال يوسف للملك : (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) قال الملك : قد فعلت ! فولاه فيما يذكرون عمل إطفير ، وعزل إطفير عما كان عليه ، يقول الله : (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء) ، الآية .
قال : فذكر لي - والله أعلم - أن إطفير هَلَك في تلك الليالي ، وأن الملك الرَّيان بن الوليد ، زوَّج يوسف امرأة إطفير "راعيل" ، وأنها حين دخلت عليه قال : أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين ؟ قال : فيزعمون أنها قالت : أيُّها الصديق ، لا تلمني ، فإني كنت امرأة كما ترى حسنًا وجمالاً ، ناعمةً في ملك ودنيا ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنتَ كما جعلكَ الله في حسنك وهيئتك ، فغلبتني نفسي على ما رأيت .
فيزعمون أنه وجدَها عذراء ، فأصابها ، فولدت له رجلين : أفرائيم بن يوسف ، وميشا بن يوسف ، وولد لأفرائيم نون ، والد يوشع بن نون ، ورحمة امرأة أيوب عليه السلام" انتهى .
رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (7/2161)، والطبري في " جامع البيان " (16/151) .
وورد نحوه عن زيد بن أسلم التابعي الجليل ، وعن وهب بن منبه المعروف بالرواية عن الإسرائيليات .
نقل ذلك السيوطي في " الدر المنثور " (4/553) .

زواج نبي الله يوسف من زليخا

قال ابن القيم رحمه الله :
"الباب السابع والعشرون فيمن ترك محبوبه حراما فبذل له حلالاً أو أعاضه الله خيراً منه
عنوان هذا الباب وقاعدته:
أنَّ مَن ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه ،
كما ترك يوسف الصديق عليه السلام امرأة العزيز لله ، واختار السجن على الفاحشة ،
فعوضه الله أن مكَّنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ،
وأتته المرأة صاغرة سائلة راغبة في الوصل الحلال ،
فتزوجها فلما دخل بها قال : هذا خير مما كنت تريدين .
فتأمل كيف جزاه الله سبحانه وتعالى على ضيق السجن ، أن مكَّنه في الأرض ينزل منها حيث يشاء ،
وأذل له العزيز امرأته ، وأقرت المرأة والنسوة ببراءته ،
وهذه سنته تعالى في عباده قديماً وحديثاً إلى يوم القيامة"
انتهى من "روضة المحبين" (ص/445) .
وهذا لا يعني القطع بثبوت هذه القصة
المصدر الاسلام سؤال وجواب
الرابط
هل تزوج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز في آخر الأمر؟
https://islamqa.info/ar/answers- (https://islamqa.info/ar/answers/130417/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B2%D9%88%D8%AC-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7 %D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A %D8%B2-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%AE%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B1 )

السعيد شويل
2021-02-16, 05:41 PM
أخى حسن ..
ليس هناك خطأ فى قول الإمام العز بن عبد السلام .. لأن :
أهل الطاعة هم أهل الإسلام وأهل التقوى والإيمان .. وأما أهل المعصية فهم أهل الكفر والشرك والباطل ..
..........

حسن المطروشى الاثرى
2021-02-18, 12:01 PM
جزاك الله شيخنا الفاضل

حسن المطروشى الاثرى
2021-02-18, 12:04 PM
ما رايكم بمقالة شيخ الإسلام رحمه الله
"
ليس في الكائنات ما يسكن العبد*إليه*ويطمئ ن*به، ويتنعم بالتوجه*إليه؛ إلا الله سبحانه.
مجموع الفتاوى / لابن تيمية ٢٤/١

محمدعبداللطيف
2021-02-18, 11:42 PM
ما رايكم بمقالة شيخ الإسلام رحمه الله
"
ليس في الكائنات ما يسكن العبد*إليه*ويطمئ ن*به، ويتنعم بالتوجه*إليه؛ إلا الله سبحانه.
مجموع الفتاوى / لابن تيمية ٢٤/١
نعم بارك الله فيك أخى حسن المطروشى الاثرى وجزاك الله خيرا على إثراءك للعلم النافع
- مقالة شيخ الاسلام مقالة العارفين لمقام إخلاص القلب والوجه والعمل لله وحده
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
فليس فى الكائنات ما يسكن العبد إليه ويطمئن به، ويتنعم بالتوجه إليه، إلا الله سبحانه،
ومن عبد غير الله وإن أحبه وحصل له به مودة فى الحياة الدنيا
ونوع من اللذة فهو مفسدة لصاحبه أعظم من مفسدة التلذاذ أكل الطعام المسموم،
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}
، فإن قوامهما بأن تأله الإله الحق، فلو كان فيهما آلهة غير الله لم يكن إلها حقّا؛
إذ الله لا سَمِيَّ له ولا مثل له؛
فكانت تفسد لانتفاء ما به صلاحها هذا من جهة الإلهية. وأما من جهة الربوبية فشىء آخر؛
واعلم أن فقر العبد إلى الله أن يعبد الله لا يشرك به شيئا، ليس له
نظير فيقاس به؛ لكن يشبه من بعض الوجوه حاجة الجسد إلى الطعام والشراب، وبينهما فروق كثيرة.فإن حقيقة العبد قلبه، وروحه، وهى لا صلاح لها إلا بإلهها الله الذى لا إله إلا هو، فلا تطمئن فى الدنيا إلا بذكره، وهى كادحة إليه كَدْحًا فملاقيته، ولابد لها من لقائه، ولا صلاح لها إلا بلقائه.ولو حصل للعبد لذات أو سرور بغير الله فلا يدوم ذلك، بل ينتقل من نوع إلى نوع، ومن شخص إلى شخص، ويتنعم بهذا فى وقت وفى بعض الأحوال، وتارة أخرى يكون ذلك الذى يتنعم به والْتَذَّ غير منعم له ولا ملتذ له، بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده، ويضره ذلك.وأما إلهه فلابد له منه فى كل حال وكل وقت، وأينما كان فهو معه؛ ولهذا قال إمامنا [إبراهيم] الخليل صلى الله عليه وسلم: {لا أُحِبُّ الآفِلِينَ} [الأنعام: 76] . وكان أعظم آية فى القرآن الكريم: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] ، وقد بسطت الكلام فى معنى [القيوم] فى موضع آخر، وبينا أنه الدائم الباقى الذى لا يزول ولا يعدم، ولا يفنى بوجه من الوجوه.
واعلم أن هذا الوجه مبنى على أصلين:
أحدهما:
على أن نفس الإيمان بالله وعبادته ومحبته وإجلاله
هو غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه
كما عليه أهل الإيمان، وكما دل عليه القرآن..
الأصل الثإني: النعيم فى الدار الآخرة أيضًا مثل النظر إليه...أنهم مع كمال تنعمهم بما أعطاهم الله فى الجنة، لم يعطهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه، وإنما يكون أحب إليهم لأن تنعمهم وتلذذهم به أعظم من التنعم والتلذذ بغيره. فإن اللذة تتبع الشعور بالمحبوب، فكلما كان الشىء أحب إلى الإنسان كان حصوله ألذ له، وتنعمه به أعظم
[المجموع 1/ 24].
*************
وقال ابن القيم رحمه الله فى اغاثة اللهفان
لا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا صلاح إلا بأن يكون إلهه وفاطره وحده هو معبوده وغاية مطلوبه, وأحب إليه من كل ما سواه ليس في الكائنات شيء غير الله سبحانه يسكن القلب إليه, ويطمئن به, ويأنس به, ويتنعم بالتوجه إليه!
ومن عبد غيره سبحانه وحصل له به نوع منفعة ولذة,
فمضرته بذلك أضعاف أضعاف منفعته,
وهو بمنزلة أكل الطعام المسموم اللذيذ,
وكما أن السماوات والأرض لو كان فيهما إله غيره سبحانه لفسدتا
كما قال تعالى: {لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتا }[الأنبياء:22]
فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله فسد فساداً لا يرجي صلاحه إلا بأن يخرج ذلك المعبود من قلبه, ويكون الله وحده إلهه ومعبوده الذي يحبه ويرجوه ويخافه, ويتوكل عليه, وينيب إليه.
فأوامره سبحانه,
وحقه الذي أوجبه على عباده,
وشرائعه التي شرعها لهم,
هي قرة العيون, ولذة القلوب, ونعيم الأرواح وسرورها, وبه سعادتها وفلاحها, وكمالها في معاشها ومعادها

حسن المطروشى الاثرى
2021-03-22, 01:52 PM
قد أورد ابن الساعي (ت 674هـ/1275م) -في كتابه ‘أخبار الحلاج‘- نقلا عن تلميذ الحلاج أحمد بن فاتك الصوفي أن الحلاج كان يقول: "من ظن أن الإلهية تمتزج بالبشرية أو البشرية بالإلهية فقد كفر". وقال:
أنا سِرُّ الحق! ما الحقُ أنا ** بل أنا حقٌ ففرِّق بيننا
وقال في مجلس محاكمته: "ظهري حِمَى، ودمي حرام، وما يحل لكم أن تتأولوا علي، واعتقادي الإسلام، ومذهبي السنة، فالله الله في دمي!!


وبعد مقتل الحلاج بقرن ونصف؛ وجدنا أئمة كبارا يدافعون عن الحلاج حتى من داخل المذهب الحنبلي؛ فهذا الإمام ابن عقيل الحنبلي "صنّف في مدح الحلاج جزءا في زمان شبابه تأول فيه أقواله وفسّر أشعاره واعتذر له"؛ وفقا لما قاله سبط ابن الجوزي (ت 654هـ/1256م) في ‘مرآة الزمان‘. بل إن ابن عقيل نفسه اعترف بتأييده للحلاج وإن "تراجع" عن ذلك حين "استتابته" السلطة العباسية بضغط من زملائه في المذهب الحنبلي.

فقد جاء في وثيقة هذه "الاستتابة" -التي حفظ لنا نصَّها ابنُ الجوزي في ‘المنتظم‘ نقلا عن خط ابن عقيل- قولُ الأخير: "واعتقدتُ في الحلاج أنه من أهل الدين والزهد والكرامات، ونصرتُ ذلك في جزء عملته، وأنا تائب إلى الله تعالى منه، وأنه قُـتِل بإجماع فقهاء عصره، وأصابوا في ذلك وأخطأ هو". مع أن نص ابن عقيل هذا –حتى وإن سلمنا بصدوره منه بدون إكراه- لا يتضمن حكما بالزندقة أو الكفر على الحلاج وإنما يصفه فقط بأنه "أخطأ

ما صحة

محمدعبداللطيف
2021-03-22, 09:22 PM
قد أورد ابن الساعي (ت 674هـ/1275م) -في كتابه ‘أخبار الحلاج‘- نقلا عن تلميذ الحلاج أحمد بن فاتك الصوفي أن الحلاج كان يقول: "من ظن أن الإلهية تمتزج بالبشرية أو البشرية بالإلهية فقد كفر". وقال:
أنا سِرُّ الحق! ما الحقُ أنا ** بل أنا حقٌ ففرِّق بيننا
وقال في مجلس محاكمته: "ظهري حِمَى، ودمي حرام، وما يحل لكم أن تتأولوا علي، واعتقادي الإسلام، ومذهبي السنة، فالله الله في دمي!!


وبعد مقتل الحلاج بقرن ونصف؛ وجدنا أئمة كبارا يدافعون عن الحلاج حتى من داخل المذهب الحنبلي؛ فهذا الإمام ابن عقيل الحنبلي "صنّف في مدح الحلاج جزءا في زمان شبابه تأول فيه أقواله وفسّر أشعاره واعتذر له"؛ وفقا لما قاله سبط ابن الجوزي (ت 654هـ/1256م) في ‘مرآة الزمان‘. بل إن ابن عقيل نفسه اعترف بتأييده للحلاج وإن "تراجع" عن ذلك حين "استتابته" السلطة العباسية بضغط من زملائه في المذهب الحنبلي.

فقد جاء في وثيقة هذه "الاستتابة" -التي حفظ لنا نصَّها ابنُ الجوزي في ‘المنتظم‘ نقلا عن خط ابن عقيل- قولُ الأخير: "واعتقدتُ في الحلاج أنه من أهل الدين والزهد والكرامات، ونصرتُ ذلك في جزء عملته، وأنا تائب إلى الله تعالى منه، وأنه قُـتِل بإجماع فقهاء عصره، وأصابوا في ذلك وأخطأ هو". مع أن نص ابن عقيل هذا –حتى وإن سلمنا بصدوره منه بدون إكراه- لا يتضمن حكما بالزندقة أو الكفر على الحلاج وإنما يصفه فقط بأنه "أخطأ

ما صحة
من هو منصور الحلاج ؟
الجواب
الحلاج هو الحسين بن منصور الحلاج ، ويكنى أبا مغيث . وقيل : أبا عبد الله .
نشأ بواسط . وقيل بتستر ، وخالط جماعة من الصوفية منهم سهل التستري والجنيد وأبو الحسن النوري وغيرهم .
رحل إلى بلاد كثيرة ، منها مكة وخراسان ، والهند وتعلم السحر بها ، وأقام أخيراً ببغداد ، وبها قتل .
تعلم السحر بالهند ، وكان صاحب حيل وخداع ، فخدع بذلك كثيراً من جهلة الناس ، واستمالهم إليه ، حتى ظنوا فيه أنه من أولياء الله الكبار .
له قبول عند عامة المستشرقين ويظهرونه على أنه قتل مظلوماً ، وذلك لما سيأتي من أن اعتقاده قريب من اعتقاد النصارى ، ويتكلم بكلامهم .
قتل ببغداد عام 309 هـ بسبب ما ثبت عنه بإقراره وبغير إقراره من الكفر والزندقة .
وأجمع علماء عصره على قتله بسبب ما نقل عنه من الكفر والزندقة .
وها هي بعض أقواله :
1- ادعى النبوة ، ثم تَرَقَّى به الحال أن ادعى أنه هو الله . فكان يقول : أنا الله . وأمر زوجة ابنه بالسجود له . فقالت : أو يسجد لغير الله ؟ فقال : إله في السماء وإله في الأرض .
2- كان يقول بالحلول والاتحاد . أي : أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ، وصار هو والله شيئاً واحداً . تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وهذا هو الذي جعل له القبول عن المستشرقين النصارى لأنه وافقهم على الحلول ، إذ إنهم يعتقدون في عيسى عليه السلام أن الله تعالى قد حَلَّ فيه . ولهذا تكلم الحلاج باللاهوت والناسوت كما يفعل النصارى . فمن أشعاره :
سبحان مـن أظهر ناسوته سـر لاهوته الثاقـــب
ثم بدا في خلقـه ظــاهراً في صورة الآكل والشارب
ولما سمع ابن خفيف هذه الأبيات قال : على قائل هذا لعنة الله . فقيل له : هذا شعر الحلاج . فقال : إن كان هذا اعتقاده فهو كافر اهـ
3- سمع قارئاً يقرأ آية من القرآن ، فقال : أنا أقدر أن أؤلف مثل هذا .
4- من أشعاره :
عَقَدَ الخلائقُ في الإله عقائدا وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه
وهذا الكلام مع تضمنه إقراره واعتقاده لجميع الكفر الذي اعتقدته الطوائف الضالة من البشر ، فإنه مع ذلك كلام متناقض لا يقبله عقل صريح ، إذ كيف يعتقد التوحيد والشرك في آنٍ واحد ؟!
5- له كلام يبطل به أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ، وهي الصلاة والزكاة والصيام والحج .
6- كان يقول : إن أرواح الأنبياء أعيدت إلى أجساد أصحابه وتلامذته ، فكان يقول لأحدهم : أنت نوح ، ولآخر : أنت موسى ، ولآخر : أنت محمد .
7- لما ذُهب به إلى القتل قال لأصحابه : لا يهولنكم هذا ، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . فقتل ولم يَعُدْ .
فلهذه الأقوال وغيرها أجمع علماء عصره على كفره وزندقته ولذلك قتل ببغداد عام 309 هـ . وكذا ذمه أكثر الصوفية ونفوا أن يكون منهم ، فممن ذمه الجنيد ، ولم يذكره أبو القاسم القشيري في رسالته التي ذكر فيها كثيراً من مشايخ الصوفية .
وكان من سعى في قتله وعقد له مجلساً وحكم عليه فيه بما يستحقه من القتل هو القاضي أبو عمر محمد بن يوسف المالكي رحمه الله . وقد امتدحه ابن كثير على ذلك فقال : وكان من أكبر صواب أحكامه وأصوبها قَتْلَهُ الحسين بن منصور الحلاج اهـ (البداية والنهاية 11/172).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( مَنْ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنْ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ : أَنَا اللَّهُ . وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ . . . وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنْ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ . وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنْ الآلِهَةِ : فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ )اهـ مجموع الفتاوى ( 2/480 ) .
وقال أيضاً : ( وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَايِخِ ; وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ ) .اهـ مجموع الفتاوى ( 2/483 ) .[الاسلام سؤال وجواب ]
يحكي الحلاج مناظرة جرت بينه وبين إبليس وفرعون فيقول: (تناظرت مع إبليس وفرعون في الفتوة فقال إبليس: إن سجدت سقط عني اسم الفتوة، وقال فرعون: إن آمنت برسوله سقطت من منزلة الفتوة، وقلت أنا أيضاً إن رجعت عن دعواي وقولي سقطت من بساط الفتوة، وقال إبليس: أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ[الأعراف: 12] حين لم ير غيراً، وقال فرعون. مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي[القصص: 38] حين لم يعرف في قومه من يميز بين الحق والباطل، وقلت أنا: إن لم تعرفون فاعرفوا آثاره وأنا ذلك الأثر، وأنا الحق، لأني مازلت أبداً بالحق حقاً، فصاحبي وأستاذي إبليس وفرعون، وإبليس هدد بالنار وما رجع عن دعواه، وفرعون أغرق في اليم وما رجع عن دعواه ولم يقر بالواسطة أبداً، وإن قتلت أو صلبت أو قطعت يداي ورجلاي ما رجعت عن دعواي) (9) .
فأنت ترى كيف زعم أن إبليس إنما لم يسجد لله لاعتقاده عدم الغيرية: وأن فرعون لم يتبع موسى عليه السلام لإسقاطه الوسائط، ومعناه عندهم في أخف الأحوال: الأخذ عن الله بالمباشرة، ومعناه الآخر نفي التعددية وهو المقصود هنا قطعاً. كما جعل منهما مثله الأعلى في التمادي على الغي والضلال، وهذا النص مما يؤكد أن الحلاج لم يرجع عن عقيدة الحلولية حتى مات، بل لم يزل يدعو إليها حتى وهو أمام خشبة الصلب حيث كان يقول لأصحابه وهو على تلك الحالة: (لا يهولنكم ما ترون فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً). قال الحافظ الذهبي: (فهذه حكاية صحيحة توضح لك أن الحلاج ممخرق كذاب حتى عند قتله)

((الطاسين)) (ص: 51-52)
فأنت ترى كيف زعم أن إبليس إنما لم يسجد لله لاعتقاده عدم الغيرية: وأن فرعون لم يتبع موسى عليه السلام لإسقاطه الوسائط، ومعناه عندهم في أخف الأحوال: الأخذ عن الله بالمباشرة، ومعناه الآخر نفي التعددية وهو المقصود هنا قطعاً. كما جعل منهما مثله الأعلى في التمادي على الغي والضلال،
وهذا النص مما يؤكد أن الحلاج لم يرجع عن عقيدة الحلولية حتى مات، بل لم يزل يدعو إليها حتى وهو أمام خشبة الصلب حيث كان يقول لأصحابه وهو على تلك الحالة:
(لا يهولنكم ما ترون فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً).
قال الحافظ الذهبي:
(فهذه حكاية صحيحة توضح لك أن الحلاج ممخرق كذاب حتى عند قتله)[السير للذهبى](14/346).



وليس غريباً أن يتخذ الحلاج من إبليس مثله الأعلى في الكفر فهو القائل: (وما كان في أهل السماء موحد مثل إبليس حيث إن إبليس تغير عليه العين، وهجر الألحاظ في السير وعبد المعبود على التجريد).
3- ومما صرح فيه بعقيدته أيضاً ما حكاه الخطيب بإسناده والذهبي من طريقه عن أبي بكر بن ممشاد قال: (حضر عندنا بالدينور رجل معه مخلاة لا يفارقها ليلاً أو نهاراً، ففتشوها فوجدوا فيها كتاباً للحلاج عنوانه: (من الرحمن الرحيم إلى فلان بن فلان) فوجه على بغداد وعرض عليه، فقال: هذا خطي وأنا كتبته، فقالوا: كنت تدعي النبوة صرت تدعي الربوبية؟ قال: لا، ولكن هذا عين الجمع عندنا، هل الكاتب إلا الله؟ وأنا والوليد آله)






وهذا النص يؤكد مرة أخرى عقيدة الحلول التي كان يعتقدها الحلاج فإن نفيه عن نفسه ادعاء الربوبية مع قوله: (من الرحمن الرحيم) ثم تفسيره بأن الكاتب هو الله، وأنه مجرد آله من آلاته، وهذه الأمور مجتمعة لا معنى لها غير الحلول.
ويؤيد هذا أن بنت الحلاج أمرت بنت السمري زوجة ابن الحلاج بالسجود له، فقالت على الفطرة: أو يسجد لغير الله، فما كان من الحلاج لما سمع كلامها إلا أن قال: (نعم، إله في السماء، إله في السماء، وإله في الأرض[الطواسين للحلاج -ص -134]





ومن أقاويله في الحلول قوله:






(أنا من أهوى ومن أهو أنا


نحن روحان حللنا بدنا


فإذا أبصرتني أبصرته


وإذا أبصرته أبصرتنا)
((الطواسين)) (ص: 134).

حسن المطروشى الاثرى
2021-03-24, 07:37 AM
س: ما حكم قولهم في التعزية: "انتقل إلى مثواه الأخير"؟

ج: لا أعلم في هذا بأسًا؛ لأنه مثواه الأخير بالنسبة للدنيا، وهي كلمة عامية؛ أما المثوى الأخير الحقيقي فهو الجنة للمتقين والنار للكافرين[1].
مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (13/ 408).

محمدعبداللطيف
2021-03-24, 12:13 PM
س: ما حكم قولهم في التعزية: "انتقل إلى مثواه الأخير"؟

ج: لا أعلم في هذا بأسًا؛ لأنه مثواه الأخير بالنسبة للدنيا، وهي كلمة عامية؛ أما المثوى الأخير الحقيقي فهو الجنة للمتقين والنار للكافرين[1].
مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (13/ 408).بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على إثراء العلم النافع ومدارسته

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله منع استعمالها
قال:
وبهذا نعرف أن ما يذكره بعض الناس الان في الجرائد وغيرها يقول عن الرجل إذا مات: " إنه انتقل إلى مثواه الأخير "، إن هذا كلام باطل وكذب؛ لأن القبور ليس هي المثوى الأخير، بل لو أن الإنسان اعتقد مدلول هذا اللفظ لصار كافراً بالبعث، والكفر بالبعث ردة عن الإسلام، لكن كثيًرا من الناس يأخذون الكلمات ولا يدرون ما معناها، ولعل هذه موروثة عن الملحدين الذين لا يقرون بالبعث بعد الموت، لهذا يجب تجنب هذه العبارة، فلا يقال عن القبر إنه المثوى الأخير؛ لأن المثوى الأخير إما الجنة، وإما النار في يوم القيامة.
ولكن مقصود الشيخ ابن باز رحمه الله كون القبر مثواه الأخير في الدنيا
ومنع ابن عثيمين رحمه الله من ايهام اللفظ معنى الحادى وهو عدم اعتقاد الحياة بعد القبر
ولكن الخلاف بين الشيخين لفظى
فالمسلم لا يعتقد أن القبر هو المثوى الأخير،
فالراجح هو ماذهب إليه الامام عبد العزيز بن باز رحمه الله.

وعَدَّها الشيخ بكر ابو زيد من المناهى اللفظية وجعلها مما يجرى على ألسنة العامة ومن جهالات البعض ممن لا يراعون سلامة الإعتقاد.
قال في معجم المناهي اللفظية (ص492)
مثواه الأخير: انتشرت هذه العبارة في زماننا على ألسنة المذيعين وبأقلام الصحفيين، وهي من جهالاتهم الكثيرة، المبنية على ضعف رعاية سلامة الإعتقاد.
يقولونها حينما يموت شخص، ثم يدفن، فيقولون:" ثم دفن في مثواه الأخير " ونحوها.
ومعلوم أن "القبر" مرحلة بين الدنيا والآخرة، فبعده البعث ثم الحشر، ثم العرض في يوم القيامة، ثم الى جنة أو نار، قال تعالى:" فريق في الجنة وفريق في السعير ".
ولذا فلو أطلقها إنسان معتقدا ماترمي إليه من المعنى الإلحادي الكفري المذكور؛ لكان كافرا مرتدا، فيجب إنكار إطلاقها، وعدم استعمالها.

حسن المطروشى الاثرى
2021-03-27, 08:46 AM
جزاكم الله خيرا

حسن المطروشى الاثرى
2021-03-31, 09:22 PM
حكم قول ونعم بالله
قـال الشيـخ صالـح بـن فـوزان الفـوزان حفظه الله:
- لاتقل ونعم باللـه، هذا لا يجـوز ❎

اللـه نعـم المولـى ونعـم النصيـر ✅

"نعـم باللـه"، هذه عامية ليس لها أصل❎

قل ما جـاء فـي القرآن "ونعم الوكيل"،✅

ولا تقل ونعـم بالوكيـل ❎

���� شرح كتاب التوحيد(2\8\1435)

محمدعبداللطيف
2021-03-31, 09:40 PM
حكم قول ونعم بالله
قـال الشيـخ صالـح بـن فـوزان الفـوزان حفظه الله:
- لاتقل ونعم باللـه، هذا لا يجـوز ❎

اللـه نعـم المولـى ونعـم النصيـر ✅

"نعـم باللـه"، هذه عامية ليس لها أصل❎

قل ما جـاء فـي القرآن "ونعم الوكيل"،✅

ولا تقل ونعـم بالوكيـل ❎

������ شرح كتاب التوحيد(2\8\1435)

حكم قول ونعم بالله
بارك الله فيك
حكم قول أحدهم إذا ذكّرته بالله : " ونعم بالله "
السؤال
نسمع كثيرا من الناس -إذا ذكرهم أحدهم بالله - يقولون لفظ "ونعم بالله" ؛ هل يجوز هذا اللفظ. بارك الله فيكم .
الجواب
الحمد لله.
ما جرت عادة الناس من قولهم : "ونعم بالله" ، كلام حسن ، لا حرج فيه ولا كراهة ؛ بل هو من ممدوح الكلام ؛ لأن مراد المتكلم به مدح التذكير بالله ، أو التعجب من حسنه ، وأنه نعم ما يُذْكَر ، أو يذَكَّر به .
وقد ورد نحو من هذا الأسلوب ، باستخدام صيغة المدح بـ " نعم " في حق الله تعالى ، في الذكر المأثور ، الذي أثنى القرآن على قائله : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) آل عمران/173 .
قال الطبري رحمه الله :
" يعني بقوله:"حسبنا الله" : كفانا الله ، يعني : يكفينا الله ، "ونعم الوكيل" ، يقول : ونعم المولى لمن وليَه وكفَله " انتهى من "تفسسير الطبري" (7/405) .
وقال ابن جزي رحمه الله :
"ثناءٌ على الله ، وأنه خير من يتوكل العبد عليه ، ويلجأ إليه " انتهى من " التسهيل لعلوم التنزيل" ، وهو تفسير ابن جزي (222) .والله أعلم
الاسلام سؤال وجواب

حسن المطروشى الاثرى
2021-04-03, 05:38 AM
هل الالهام مصدر من المصادر عند فقد او ترجيح

لا يعد دليلًا مستقلًّا، ولكنه *يجوز* عمل الشخص الملهم به *بشروط*، وهو قول الجمهور ،ومنهم ابن تيمية.
شروط العمل بالإلهام أربعة:
الأول:* *فقد الأدلة كلها؛ المتفق عليها والمختلف فيها!*.
الثاني:* *اقتصار العمل به في المباحات دون غيرها* من الواجبات والمندوبات والمحرمات والمكروهات.
الثالث:* *جواز عمل* الملهم به *في حق نفسه فقط*، ولا يتعداه إلى غيره.
الرابع:*الإلهام *من جملة المرجحات عند تعذر الترجيح* على المجتهد.
زاد شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه الشروط شرطًا،وهو أن *الإلهام من جملة المرجحات عند تكافؤ الأدلة* الشرعية الظاهرة على المجتهد، و *تعذر الترجيح*، فإذا ألهم المجتهد في هذه الحالة رجحان أحد الفعلين مع إخلاصه وعمارة قلبه بتقوى الله تعالى، فإن هذا يعد دليلًا في حقه دون غيره، بمعنى:*أن *الإلهام تابع لأدلة الشرع*، يصلح لترجيح أحدها على الآخر، و *ليس دليلًا مستقلًّا*.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
“الذين *أنكروا كون الإلهام طريقًا على الإطلاق أخطئوا*، كما *أخطأ الذين جعلوه طريقًا شرعيًّا على الإطلاق*، ولكن *إذا اجتهد السالك في الأدلة الشرعية الظاهرة فلم ير فيها ترجيحًا، وأُلهم حينئذٍ رجحان أحد الفعلين مع حسن قصده وعمارته بالتقوى، فإلهام مثل هذا دليل في حقه*؛ قد يكون أقوى من كثير من الأقيسة الضعيفة؛ والأحاديث الضعيفة، والظواهر الضعيفة، والاستصحابات الضعيفة التي يحتج بها كثير من الخائضين في المذهب والخلاف وأصول الفقه”
مجموع الفتاوى (10/ 473).

محمدعبداللطيف
2021-04-03, 12:24 PM
هل الالهام مصدر من المصادر عند فقد او ترجيح

بارك الله فيك
الجواب


لا يعد دليلًا مستقلًّا، ولكنه *يجوز* عمل الشخص الملهم به *بشروط*، وهو قول الجمهور ،ومنهم ابن تيمية.
شروط العمل بالإلهام أربعة:
الأول:* *فقد الأدلة كلها؛ المتفق عليها والمختلف فيها!*.
الثاني:* *اقتصار العمل به في المباحات دون غيرها* من الواجبات والمندوبات والمحرمات والمكروهات.
الثالث:* *جواز عمل* الملهم به *في حق نفسه فقط*، ولا يتعداه إلى غيره.
الرابع:*الإلهام *من جملة المرجحات عند تعذر الترجيح* على المجتهد.
زاد شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه الشروط شرطًا،وهو أن *الإلهام من جملة المرجحات عند تكافؤ الأدلة* الشرعية الظاهرة على المجتهد، و *تعذر الترجيح*، فإذا ألهم المجتهد في هذه الحالة رجحان أحد الفعلين مع إخلاصه وعمارة قلبه بتقوى الله تعالى، فإن هذا يعد دليلًا في حقه دون غيره، بمعنى:*أن *الإلهام تابع لأدلة الشرع*، يصلح لترجيح أحدها على الآخر، و *ليس دليلًا مستقلًّا*.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
“الذين *أنكروا كون الإلهام طريقًا على الإطلاق أخطئوا*، كما *أخطأ الذين جعلوه طريقًا شرعيًّا على الإطلاق*، ولكن *إذا اجتهد السالك في الأدلة الشرعية الظاهرة فلم ير فيها ترجيحًا، وأُلهم حينئذٍ رجحان أحد الفعلين مع حسن قصده وعمارته بالتقوى، فإلهام مثل هذا دليل في حقه*؛ قد يكون أقوى من كثير من الأقيسة الضعيفة؛ والأحاديث الضعيفة، والظواهر الضعيفة، والاستصحابات الضعيفة التي يحتج بها كثير من الخائضين في المذهب والخلاف وأصول الفقه”
مجموع الفتاوى (10/ 473).

حسن المطروشى الاثرى
2021-04-07, 09:02 PM
✍️قال الإمام ابن تيمية رحمه الله

قوله [سألتك بالله أن تفعل كذا]
فهذا سؤالٌ وليس بقسمٍ ،
وفي الحديث (من سألكم بالله فأعطوه) ولا كفارة على هذا إذا لم يجب سؤاله .

مجموع الفتاوى [1/206]✍️

محمدعبداللطيف
2021-04-07, 11:28 PM
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله
قوله [سألتك بالله أن تفعل كذا]
فهذا سؤالٌ وليس بقسمٍ ،
وفي الحديث (من سألكم بالله فأعطوه) و لا كفارة على هذا إذا لم يجب سؤاله .

مجموع الفتاوى [1/206]بارك الله فيك
من سأل بالله جل جلاله فقد سأل بعظيم،
ومن استعاذ بالله فقد استعاذ بعظيم؛
بل استعاذ بمن له هذا الملكوت وله تدبير الأمر بمن كل ما تراه وما لا تراه عبدٌ له جل وعلا،
فكيف يرد من جعل مالك كل شيء وسيلة حتى تقبل سؤاله،
ولهذا كان من -التعظيم الواجب-
أن لا يرد أحد سأل بالله جل وعلا،
فإذا سأل سؤالا وجعل الله جل وعلا هو الوسيلة فإنه لا يجوز أن يُرد تعظيما لله جل وعلا،
والذي في قلبه تعظيم لله جل وعلا ينتفض إذا ذكر الله
كما قال سبحانه "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ"[الأنفال:2]
بمجرد ذكر الله تجل القلوب لعلمهم بالله جل وعلا وما يستحق وعلمهم بتدبيره وملكوته وعظمة صفاته وأسمائه جل وعلا.
فإذا سأل أحد بالله فإن قلب الموحد لا يكون رادا له؛
لأنه معظم لله مجل لله جل وعلا،
فلا يرد أحدا جعل وسيلته إليه رب العزة سبحانه وتعالى.
أهل العلم قالوا: السائل بالله قد تجب إجابته ويَحرم رده، وقد لا يجب ذلك، وهذا القول قول شيخ الإسلام ابن تيمية واختيار عدد من المحققين بعده،
وهو القول الثالث في المسألة.
أما القول الأول: فهو من سأل بالله حَرُمَ أن يرد مطلقا.
والقول الثاني: أن من سأل بالله استحب إجابته وكره رده.
والقول الثالث: ما ذكرنا عن شيخ الإسلام أنه قد يكون واجبا وقد يكون مستحبا، وقد لا يكون كذلك يعني يكون مباحا.
تفصيل شيخ الإسلام ظاهر؛
وذلك أنه أراد بحالة الوجوب أن يتوجه السؤال لمعين في أمر معين؛
يعني ألا يكون السائل سأل عددا من الناس بالله ليحصل على شيء، فلهذا لم يدخل فيه السائل الفقير الذي يأتي ويسأل هذا ويسأل هذا ويسأل هذا ويسأل هذا،
أو ممن يكون كاذبا في سؤاله،
فيقول: يجب إذا توجه لمعين في أمر معين،
أما إذا توجه لفلان وفلان وفلان عدد فإنه لا يكون توجه لمعين،
فإنه لا يجب عليه أن يؤتيه مطلبه،
ويجوز له أن يرد سؤاله.
وإذا كان كذلك فتكون الحالة على هذه الأحوال تكون ثلاثة:
* حال يحرم فيها رد السائل.
* وحال يكره فيها رد السائل.
* وحال يباح فيها رد السائل بالله.
هذا كلام شيخ الإسلام.
يحرم رد السائل بالله إذا توجه لمعين في أمر معين، خصك بهذا التوجه وسألك بالله أن تعينه، وأنت طبعا قادر على أن تأتيه مطلوبه.
ويستحب فيما إذا كان التوجه ليس لمعين كان يسأل فلان وفلان وفلان.
ويباح فيما إذا كان من سأل بالله يعرف منه الكذب.
فصارت إذن عندنا الأقوال ثلاثة في أصلها:* يحرم رد السائل ويجب إعطاؤه هذا واحد.
* الثاني يستحب ويكره رده.
* والثالث هو التفصيل، وهذا الثالث هو قول شيخ الإسلام وعدد من المحققين.
وقوله هنا (باب لا يرد من سأل بالله) فيه عموم لأجل الحديث الوارد.
قال(عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله ( : «وَمَنْ سَأَلَ بالله فأَعْطُوهُ»)
لماذا؟ تعظيما لله جل وعلا.(مَنِ اسْتَعَاذَ بالله فأَعِيذُوهُ) من استعاذ منك بالله فيجب أن تعيذه،
من قال: أعوذ بالله منك.
تعظيما لله جل جلاله تجيبه إلى ذلك وتتركه؛
لأن من استعاذ بالله فقد استعاذ بأعظم مستعاذ به،
ولهذا في قصة الجونية التي دخل عليها النبي عليه الصلاة والسلام،
فلما دخل عليها واقترب منها عليه الصلاة والسلام
قالت له: أعوذ بالله منك.
فابتعد عنها عليه الصلاة والسلام
وقال «لقد استعذت بمَعَاذ الحقي بأهلك».
استعاذت بالله منه فتركها عليه الصلاة والسلام.
[كفاية المستزيد]

حسن المطروشى الاثرى
2021-04-08, 10:30 AM
كثير ممن استشكل هذا الحديث الصحيح من علماء الكلام والأصول والعربية

قال العيني في عمدة القاري :

(إِنَّمَا خيرني الله أَخْبرنِي) ، كَذَا وَقع بِالشَّكِّ وَالْأول من التَّخْيِير. وَالثَّانِي من الْإِخْبَار، وَوَقع فِي أَكثر الرِّوَايَات: خيرني: يَعْنِي بَين الاسْتِغْفَار وَتَركه، وَكَذَا وَقع بِغَيْر شكّ عِنْد الْإِسْمَاعِيلِ يّ أخرجه من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن أبي أويس عَن أبي ضَمرَة وَهُوَ أنس بن عِيَاض بِلَفْظ إِنَّمَا خيرني الله من التَّخْيِير فَحسب، وَقد اسْتشْكل فهم التَّخْيِير من الْآيَة حَتَّى إِن جمَاعَة من الأكابر طعنوا فِي صِحَة هَذَا الحَدِيث مَعَ كَثْرَة طرقه، مِنْهُم: القَاضِي أَبُو بكر فَإِنَّهُ قَالَ لَا يجوز أَن يقبل هَذَا وَلَا يَصح أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَه: وَمِنْهُم: أَبُو بكر الباقلاني فَإِنَّهُ قَالَ فِي (التَّقْرِيب) هَذَا الحَدِيث من أَخْبَار الْآحَاد الَّتِي لَا يعلم ثُبُوتهَا وَمِنْهُم: إِمَام الْحَرَمَيْنِ. قَالَ فِي (مُخْتَصره) هَذَا الحَدِيث غير مخرج فِي الصَّحِيح، وَقَالَ فِي (الْبُرْهَان) لَا يُصَحِّحهُ أهل الحَدِيث. وَمِنْهُم: الْغَزالِيّ، قَالَ فِي (الْمُسْتَصْفى) الْأَظْهر أَن هَذَا الحَدِيث غير صَحِيح وَمِنْهُم: الدَّاودِيّ، قَالَ: هَذَا الحَدِيث غير مَحْفُوظ، وَأجِيب بِأَنَّهُم ظنُّوا أَن قَوْله: (ذَلِك بِأَنَّهُم كفرُوا) ، الْآيَة نزل مَعَ قَوْله: {اسْتغْفر لَهُم أَو لَا تستغفر لَهُم} وَلم يكن نُزُوله إلاّ متراخيا عَن صدر الْآيَة فَحِينَئِذٍ يرْتَفع الْإِشْكَال وَقد قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ ، مَا فِيهِ رفع للإشكال الْمَذْكُور، وَمُلَخَّص سُؤَاله أَنه قد تَلا قَوْله: (ذَلِك بِأَنَّهُم كفرُوا) قَوْله: (اسْتغْفر لَهُم أَو لَا تستغفر لَهُم) فَبين الصَّارِف عَن الْمَغْفِرَة لَهُم، وَمُلَخَّص جَوَابه أَنه مثل قَول إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: {وَمن عَصَانِي فَإنَّك غَفُور رَحِيم} (إِبْرَاهِيم: 36) وَذَلِكَ أَنه تخيل بِمَا قَالَ إِظْهَار الْغَايَة رَحمته ورأفته على من بعث إِلَيْهِ، وَقد رد كَلَام الزَّمَخْشَرِيّ هَذَا من لَا يدانيه وَلَا يجاريه فِي مثل هَذَا الْبَاب، فَإِنَّهُ قَالَ: لَا يجوز نِسْبَة مَا قَالَه إِلَى الرَّسُول لِأَن الله أخبر أَنه لَا يغْفر للْكفَّار وَإِذا كَانَ لَا يغْفر لَهُم فَطلب الْمَغْفِرَة لَهُم مُسْتَحِيل. وَهَذَا لَا يَقع من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ورد عَلَيْهِ بِأَن النَّهْي عَن الاسْتِغْفَار لمن مَاتَ مُشْركًا
لَا يسْتَلْزم النَّهْي عَن الاسْتِغْفَار لمن مَاتَ مظْهرا لِلْإِسْلَامِ. ....


<< (https://al-maktaba.org/book/5756/1#p1)

محمدعبداللطيف
2021-04-08, 04:24 PM
كثير ممن استشكل هذا الحديث الصحيح من علماء الكلام والأصول والعربية

قال العيني في عمدة القاري :

(إِنَّمَا خيرني الله أَخْبرنِي) ،

....
وَهَذَا لَا يَقع من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم،
ورد عَلَيْهِ بِأَن النَّهْي عَن الاسْتِغْفَار لمن مَاتَ مُشْركًا
لَا يسْتَلْزم النَّهْي عَن الاسْتِغْفَار لمن مَاتَ مظْهرا لِلْإِسْلَامِ. ....

قال ابن حجر فى فتح البارى
ومنهم من قال : إن النهي عن الاستغفار لمن مات مشركا لا يستلزم النهي عن الاستغفار لمن مات مظهرا للإسلام ، لاحتمال أن يكون معتقده صحيحا . وهذا جواب جيد ، وقد قدمت البحث في هذه الآية في كتاب الجنائز . والترجيح أن نزولها كان متراخيا عن قصة أبي طالب جدا ، وأن الذي نزل في قصته إنك لا تهدي من أحببت (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2440&bk_no=52&idfrom=8430&idto=8431#docu)وحررت دليل ذلك هناك ، إلا أن في بقية هذه الآية من التصريح بأنهم كفروا بالله ورسوله ما يدل على أن نزول ذلك وقع متراخيا عن القصة ، ولعل الذي نزل أولا وتمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - به قوله تعالى : استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2440&bk_no=52&idfrom=8430&idto=8431#docu)إلى هنا خاصة ، ولذلك اقتصر في جواب عمر على التخيير وعلى ذكر السبعين ، فلما وقعت القصة المذكورة كشف الله عنهم الغطاء ، وفضحهم على رءوس الملأ ، ونادى عليهم بأنهم كفروا بالله ورسوله . ولعل هذا هو السر في اقتصار البخاري فى الترجمة من هذه الآية على هذا القدر إلى قوله : فلن يغفر الله لهم (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2440&bk_no=52&idfrom=8430&idto=8431#docu)ولم يقع في شيء من نسخ كتابه تكميل الآية كما جرت به العادة من اختلاف الرواة عنه في ذلك . وإذا تأمل المتأمل المنصف وجد الحامل على من رد الحديث أو تعسف في التأويل ظنه بأن قوله : ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2440&bk_no=52&idfrom=8430&idto=8431#docu)نزل مع قوله : استغفر لهم (https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2440&bk_no=52&idfrom=8430&idto=8431#docu)أي نزلت الآية كاملة ، لأنه لو فرض نزولها كاملة لاقترن بالنهي العلة وهي صريحة في أن قليل الاستغفار وكثيره لا يجدي ، وإلا فإذا فرض ما حررته أن هذا القدر نزل متراخيا عن صدر الآية ارتفع الإشكال ، وإذا كان الأمر كذلك فحجة المتمسك من القصة بمفهوم العدد صحيح ، وكون ذلك وقع من النبي - صلى الله عليه وسلم - متمسكا بالظاهر على ما هو المشروع في الأحكام إلى أن يقوم الدليل الصارف عن ذلك لا إشكال فيه ، فلله الحمد على ما ألهم وعلم . وقد وقفت لأبي نعيم الحافظ صاحب " حلية الأولياء " على جزء جمع فيه طرق هذا الحديث وتكلم على معانيه فلخصته ، فمن ذلك أنه قال : وقع في رواية أبي أسامة وغيره عن عبيد الله العمري في قول عمر " أتصلي عليه وقد نهاك الله عن الصلاة على المنافقين " ولم يبين محل النهي ، فوقع بيانه في رواية أبي ضمرة عن العمري ، وهو أن مراده بالصلاة عليهم الاستغفار لهم ولفظه " وقد نهاك الله أن تستغفر لهم " قال وفي قول ابن عمر " فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلينا معه " أن عمر ترك رأي نفسه وتابع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ونبه على أن ابن عمر حمل هذه القصة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بغير واسطة ، بخلاف ابن عباس فإنه إنما حملها عن عمر إذ لم يشهدها . قال : وفيه جواز الشهادة على المرء بما كان عليه حيا وميتا ، لقول عمر " إن عبد الله منافق " ولم ينكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله . ويؤخذ أن المنهي عنه من سب الأموات ما قصد به الشتم لا التعريف ، وأن المنافق تجرى عليه أحكام الإسلام الظاهرة ، . وفيه .....العمل بالظاهر إذا كان النص محتملا .
***************************
وقال ابن حجر رحمه الله: "أما جزم عمر بأنه منافق فجرى على ما كان يطلع عليه من أحواله، وإنما لم يأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله وصلى عليه إجراء له على ظاهر حكم الإسلام، كما تقدم تقريره- واستصحاباً لظاهر الحكم، ولما فيه من إكرام ولده الذي تحققت صلاحيته، ومصلحة الاستئلاف لقومه ودفع المفسدة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول الأمر يصبر على أذى المشركين ويعفو ويصفح، ثم أمر بقتال المشركين، فاستمر صفحه وعفوه عمن يظهر الإسلام ولو كان باطنه على خلاف ذلك؛ لمصلحة الاستئلاف وعدم التنفير عنه، ولذلك قال: "لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" فلما حصل الفتح ودخل المشركون في الإسلام وقل أهل الكفر وذلوا أمر بمجاهرة المنافقين وحملهم على حكم مر الحق! ولا سيما وقد كان ذلك قبل نزول النهي الصريح عن الصلاة على المنافقين، وغير ذلك مما أمر فيه بمجاهرتهم،
وبهذا التقرير يندفع الإشكال عما وقع في هذه القصة بحمد الله تعالى.
قال الخطابي: إنما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع عبد الله بن أُبي ما فعل لكمال شفقته على من تعلق بطرف من الدين، ولتطييب قلب ولده عبد الله الرجل الصالح، ولتألُّف قومه من الخزرج لرياسته فيهم، فلو لم يجب سؤال ابنه وترك الصلاة عليه قبل ورود النهي الصريح لكان سبة على ابنه وعاراً على قومه، فاستعمل أحسن الأمرين في السياسة إلى أن نهي.انتهى.

حسن المطروشى الاثرى
2021-04-09, 10:57 PM
يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى:

(والجماع من أعظم نعيم البدن وسرور النفس وانبساطها وهو يحرك الشهوة والدم والبدن أكثر من الأكل.. والجماع هو غاية الشهوات وشهوته أعظم من شهوة الطعام والشراب)


تكلم في النساء وكأنه أدرى باحوالهن ولا يمكن ان يقال لرجل إلا أن يكون قد عاشر
وقد قيل انه تسرى رحمه الله كما ذكر ذاك جامع آثاره وكتبه في ٣٧ مجلدا ....


هل ثبت عنه أنه تسرى رحمه الله واسكنه فسيح جناته

محمدعبداللطيف
2021-04-10, 01:19 AM
هل ثبت عنه أنه تسرى رحمه الله قال الذهبي في "ترجمتة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله " :
" له شهامة وقوة نفسٍ توقعه في أمورٍ صعبةٍ، ويدفع الله عنه، وله نظمٌ قليلٌ وسطٌ، ولم يتزوج ولا تسرى " انتهى
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
" يذكر مترجموه أنه لم يتزوج ولم يتسر ، كما في تاريخ ابن الوردي (2/411) وغيره.
فهل عزوبته رحمه الله تعالى إيثارا للعلم ؟ أم للعبادة واللهج؟ أم للجهاد والغزو؟ أم لمكاسرة المتعصبة للمذهبية؟ أم لفض جموع الغلو والطرقية؟ أم لمقارعة الخصوم؟ أم بسبب ما جناه عليه خصوم الكتاب والسنة من السجن والإيذاء؟ وكم؟ وكم ؟
وهو رحمه الله تعالى ثابت الجأش ، فرح النفس، قرير العين " انتهى ، من "النظائر" (ص 257 - 258)

محمدعبداللطيف
2021-04-10, 01:29 AM
سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : هل عدم زواج شيخ الإسلام رحمه الله هو من قبيل التبتل والتشدد ؟
فأجاب :
" إذا صار هذا السائل مثل شيخ الإسلام في جهاده وعلمه ، وصار الزواج يعوقه عن الدعوة وعن الجهاد : فهو معذور .
شيخ الإسلام إنما تركه : لأنه مجاهد في سبيل الله، وأيضا مطارد ويسجن ويعذب، وهو لم يتفرغ للزواج " انتهى . الاسلام سؤال وجواب بتصرف

محمدعبداللطيف
2021-04-10, 01:46 AM
تسرى لمزيد فائدة بعض الاحكام المتعلقة بالتسرى-

أباح الإسلام للرجل أن يجامع أمَته سواء كان له زوجة أو زوجات أم لم يكن متزوجا .
ويقال للأمة المتخذة للوطء ( سرية ) مأخوذة من السِّرِّ وهو النكاح .
ودل على ذلك القرآن والسنة ، وفعله الأنبياء فقد تسرَّى إبراهيم عليه السلام من هاجر فولدت له إسماعيل عليهم السلام أجمعين .
وفعله نبينا صلى الله عليه وسلم ، وفعله الصحابة والصالحون والعلماء وأجمع عليه العلماء كلهم ولا يحل لأحد أن يحرمه أو أن يمنعه ومن يحرم فعل ذلك فهو آثم مخالف لإجماع العلماء .
قال الله تعالى : وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا النساء / 3 .
معنى ملكت أيمانكم : أي : ما ملكتم من الإماء والجواري .
وقال الله تعالى : { يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما ) الأحزاب / 50 .
وقال : والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون المعارج / 29 – 31 .
قال الطبري :
يقول تعالى ذكره : والذين هم لفروجهم حافظون ، حافظون عن كل ما حرم الله عليهم وضعها فيه ، إلا أنهم غير ملومين في ترك حفظها على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم من إمائهم .
" تفسير الطبري " ( 29 / 84 ) .
قال ابن كثير :
وكان التسري على الزوجة مباحاً في شريعة إبراهيم عليه السلام وقد فعله إبراهيم عليه السلام في هاجر لما تسرى بها على سارة .
" تفسير ابن كثير " ( 1 / 383 ) .
وقال ابن كثير أيضاً :
وقوله تعالى : وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك الأحزاب / 50 ، أي : وأباح لك التسري مما أخذت من المغانم ، وقد ملك صفية وجويرية فأعتقهما وتزوجهما وملك ريحانة بنت شمعون النضرية ومارية القبطية أم ابنه إبراهيم عليهما السلام وكانتا من السراري رضي الله عنهما .
" تفسير ابن كثير " ( 3 / 500 ) .
وقد أجمع العلماء على إباحته .
قال ابن قدامة :
ولا خلاف في إباحة التسري ووطء الإماء ؛ لقول الله تعالى : والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين .
وقد كانت مارية القبطية أم ولد النبي صلى الله عليه وسلم وهي أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم التي قال فيها " أَعِتَقَها ولدُها " ، وكانت هاجر أم إسماعيل عليه السلام سُرِّيَّة إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام ، وكان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أمهات أولاد أوصى لكل واحدة منهن بأربعمائة ، وكان لعلي رضي الله عنه أمهات أولاد ، ولكثير من الصحابة ، وكان علي بن الحسين والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله من أمهات الأولاد . يعني أن هؤلاء الثلاثة علي والقاسم وسالم كانت أمهاتهم من الإماء .
" المغني " ( 10 / 411 ) .
وأم الولد : هي الأمَة التي تلد من سيدها.
وقال الشافعي رحمه الله تعالى :
قال الله تعالى : والذين هم لفروجهم حافظون - إلى قوله - غير ملومين ، فدل كتاب الله عز وجل على أن ما أباحه من الفروج فإنما أباحه من أحد الوجهين النكاح أو ما ملكت اليمين .
" الأم " ( 5 / 43 ) .
ولا رأي للزوجة لا في ملك زوجها للإماء ولا في جماعه لهن .
والله أعلم .



الاسلام سؤال وجواب

حسن المطروشى الاثرى
2021-04-23, 11:57 AM
س32: هناك من يعطي المصاب بالصرع جلد ذئب، فإذا شمه خرج الجن أو مات فما حكمه؟
الجواب: لا أرى ذلك سائغا، ولا أظنه مفيدا، وإن لم أكن على يقين، وقد ذكر لنا أن الجن يهربون من الذئاب، بل إن الذئب يبصر الجن إذا خرجوا على الأرض، ويطارد أحدهم حتى يفترسه، ولشهرة ذلك عند العامة، وكثرة الوقائع التي تنقل فيه. لا أقول: إنه مستحيل، فإن الجن إنما حجبوا عن أنظار البشر في قوله -تعالى- إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ فنحن لا نبصر الجن لأنهم من عالم الأرواح، وهي خلق لا نعرف كيفيته، لكن نعلم أنهم يلابسون الإنسان ويغلبون على روحه، وأن المصاب بالصرع إذا ضرب أو صفع لا يتألم إلا الجن الذي لابسه، بل إنه ينطق على لسانه ويتغلب على حركاته.
والعلاج الصحيح للمصروع هو الرقية بكلام الله وبالأدعية المأثورة، فإنه يضيق بذلك ذرعا، سيما إذا كان القارئ من أهل الورع والاستقامة والتمسك بالسنة ومعرفة الآيات التي لها تأثير في إخراج الجن وتضرره، وهناك أناس اشتهروا بعلاج الصرع والقراءة على المصابين به، بحيث إذا خرج القارئ سقط المصروع فرقا منه.
وهناك علاج بغير القراءة، من أدوية وأشربة وأشياء تؤثر في خروج الجان أو موته، لا بأس بها إذا لم تشتمل على ما لا يجوز شرعا.
وإذا جرب جلد الذئب ونحوه من أجزائه، وصار له تأثير في تأذي الجان أو خروجه ونحو ذلك - أصبح من الأدوية المباحة؛ حيث لا محذور فيه، فهو دواء معروف، وليس فيه سحر ولا استخدام جن ونحو ذلك مما يفعله الكهنة وغيرهم. والله أعلم.

الشيخ ابن جبرين رحمه الله. انتهى


قال :

ورد مثلها في كتاب آكام المرجان جلد الذئب تربط به الاصابع مع السذاب

محمدعبداللطيف
2021-04-23, 01:34 PM
وهناك علاج بغير القراءة، من أدوية وأشربة وأشياء تؤثر في خروج الجان أو موته، لا بأس بها إذا لم تشتمل على ما لا يجوز شرعا.
وإذا جرب جلد الذئب ونحوه من أجزائه، وصار له تأثير في تأذي الجان أو خروجه ونحو ذلك - أصبح من الأدوية المباحة؛ حيث لا محذور فيه، فهو دواء معروف، وليس فيه سحر ولا استخدام جن ونحو ذلك مما يفعله الكهنة وغيرهم.قال الامام ابن باز فى شرح كلام الامام ابن القيم
قال ابن القيم رحمه الله: النشرة حل السحر عن المسحور،
وهي نوعان: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان. وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.
والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة. فهذا جائز.
الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذا الباب في النشرة، لما كانت البلية تعم بهذا البلاء في زمن المؤلف وغيره، عقد هذا الباب لبيان الحكم الشرعي في النشرة وهي حل السحر عن المسحور، يقال: نشر عنه يعني حل عنه، التنشير حل السحر عن المسحور، وفيها حديث جابر  أن النبي ﷺ سئل عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان أخرجه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد. وسئل أحمد عن ذلك فقال: ابن مسعود يكره هذا كله، يعني يكره التنشير عن المسحور بكل ما لا يُعرف معناه. وفي البخاري عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن ذلك، هذا الرجل به طب يعني به سحر أو يؤخذ عن امرأته يحبس فقال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم يُنه عنه.
وروي عن الحسن البصري رحمه الله التابعي الجليل أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر. قال ابن القيم رحمه الله: النشرة حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل بسحر مثله، فهذا هو الذي من عمل الشيطان، وهو الذي فيه حديث جابر إذا حل بسحر مثله بتقرب إلى الشياطين ودعائهم ونحو ذلك.
الثاني: حل آخر بالرقية الشرعية بالتعوذات بالأدوية المباحة بالدعوات الطيبة، هذا لا بأس به.
والخلاصة: أن النشرة إن كانت من الدعوات المباحة والأدوية المباحة والرقية الشرعية فلا بأس بها، وليست داخلة في قول النبي ﷺ: هي من عمل الشيطان؛ لأن هذا ليس من عمل الشيطان، الدواء والرقية الشرعية والأدوية المباحة والدعوات الطيبة ليست من عمل الشيطان ولا بأس بها، وقد قال ﷺ: عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام وقد رقى نفسه بالمعوذات وقل هو الله أحد، وقال: ما تعوذ المتعوذون بمثلهما، أما إذا كان الحل بشيء آخر من أنواع السحر والأدوية المحرمة فهذا هو الذي من عمل الشيطان، وهو الذي جاء به الحديث وهو ممنوع.
وأما ما كان بالرقى الشرعية والدعوات الطيبة فهذا لا بأس به، وعلى هذا يحمل قول سعيد بن المسيب رحمه الله الرقية التي يراد بها الإصلاح الرقية الشرعية، والدواء المباح هذا لا بأس به، أما النشرة التي من عمل الشيطان فهي التي تكون بالأدوية المحرمة وبالدعوات المحرمة وبالتقرب إلى الشياطين فهذه تمنع.

هناك من يعطي المصاب بالصرع جلد ذئب، فإذا شمه خرج الجن أو مات فما حكمه؟
الجواب: لا أرى ذلك سائغا، ولا أظنه مفيدا، وإن لم أكن على يقين، وقد ذكر لنا أن الجن يهربون من الذئاب، بل إن الذئب يبصر الجن إذا خرجوا على الأرض، ويطارد أحدهم حتى يفترسه، ولشهرة ذلك عند العامة، وكثرة الوقائع التي تنقل فيه. لا أقول: إنه مستحيل،

قال الامام ابن باز
تعليق رجل الذئب، أو شعر الذئب ، أو عظام الذئب ، أو غير ذلك على المريض ، أو الذي يظن أن فيه مس من الجن ، أو غير ذلك هذا لا يجوز ، بل هذا من التمائم التي نهانا رسول الله ﷺ منها ، وحذر منها حيث قال عليه الصلاة والسلام : من تعلق تميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمةً فقد أشرك. فلا يجوز تعليق التمائم سواء كانت عظاماً أو ودع أو شعر أو حلقات من حديد أو غير ذلك ، أو بأي جنس، كل هذا لا يجوز ، ولا يختص بالذئب، ذئب أو أسد أو كلب أو فهد، أو غير ذلك ، كل ذلك مما لا يجوز وكله يعتبر من التمائم التي نهى الرسول عن تعليقها ، ولكن يعالج بالقرآن الكريم ، يعالج بالقراءة ، يعالج بالأدوية الطيبة النافعة. أما التعليق على الأطفال أو على المرضى ، تعليق التمائم من عظام ، عظام الذئب ، أو رجل الذئب ، أو يد الذئب، أو ضرس الذئب ، أو شيء من شعر الذئب ، أو الكلب ، أو الخنزير، أو الأسد ، أو غير ذلك ، كل هذا لا يجوز. وهكذا ما يفعل بعض الناس من كونه يضع آيات في قرطاسة ، أو يضع معها بعض الدعوات ، أو بعض المسامير ، أو بعض الطلاسم ، ثم يجعلها في جلد ، أو في ذلك ، فيعلقها على الطفل ، أو على المريض ، كل هذا لا يجوز. التعليق الذي يراد بها دفع المرض، أو دفع الجن، أو دفع العين ، كل هذا لا يجوز، والنبي ﷺ لما رأى على رجل حلقةً قال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً. وقال: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. والرقى يعني ........أو التي فيها أشياء منكرة ، وهكذا التمائم كلها لا تجوز ، وهي ما تعلق على الأولاد أو على المرضى عن العين أو عن الجن ، كل هذا لا يجوز.
***********************
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله
حكم زعم أن الجن ينفر عند رؤية الذئب؟
شاع عند العامة وعند بعض القرّاء إذا جاءهم الشخص فيه مس من الجن يحضرون ذئبًا ثم يقولون ثبت عندنا بالتجارب أن المسوس بالجن إذا رأى الذئب يخرج، وهذا قد شوهد من ناس ثقات، ويقولون: لا نعتقد في الذئب، لكن جرى العرف في الطب بالتجربة، وثبت أن الذئب يخرج الجن؟
الجواب
محل نظر،
الأصل في التداوي أنه يجوز بكل ما هو من المباحات إذا جُرّب ونفع، فهذا أصل في التداوي.
وكونه ينفر من الذئب ويخرج الجني من الإنسان إذا رأى الذئب هذا يدّعونه، وهذا يُفضي إلى الاعتقاد في الذئب، وتعليق جلده كما يفعل بعض الناس أو تعليق رأسه. والذي أرى أنه ينبغي ترك هذا؛ حتى لا تقع الكوارث بالاعتقاد في الذئب وأنه يسبب براءة المجانين، والأغلب على هذا أنها خرافات من خرافاتهم.
الموقع الرسمى للامام ابن باز

محمدعبداللطيف
2021-04-23, 01:41 PM
الشيخ ابن جبرين رحمه الله. انتهى



فإن ما ذكر من تأثير الذئاب على الجن لا نعلم ما يثبته شرعا، وكذلك من جهة الواقع والتجربة لا نعلم ما يثبت ذلك، وقد ذهب بعض العلماء إلى الجزم بنفي ذلك، وتكذيبه، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: أنهم سئلوا عن شم جلد الذئب من قبل المريض، بدعوى أن يفصح عن وجود جان أو عدمه، إذ إن الجان ـ بزعمهم ـ يخاف من الذئب وينفر منه، ويضطرب عند الإحساس بوجوده ـ وجاء في الجواب: استعمال الراقي لجلد الذئب ليشمه المصاب حتى يعرف أنه مصاب بالجنون، عمل لا يجوز، لأنه نوع من الشعوذة والاعتقاد الفاسد، فيجب منعه بتاتا، وقولهم: إن الجني يخاف من الذئب خرافة لا أصل لها. اهـ.

وأما الشيخ عبد الله بن جبرين: فقد ذكر إمكان ذلك، ولم يجزم بثبوته، ولا بنفيه،
فقد سئل ـ كما في موقعه على الشبكة: يعتقد كثير من الناس أن الجن لا يستطيعون التمثل بالذئب ويخافون من رائحته، وأنه مسلط عليهم فيفترسهم في حالة مواجهتهم، ولذا يعمد كثير من الناس إلى الحصول على شيء من أثر الذئب، كجلده أو نابه أو شعره، والاحتفاظ به لإبعاد الجن، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ وما حكم من يفعلون هذه الأمور؟ فأجاب: هكذا سمعنا من كثير من الناس، وذلك ممكن، فقد ذكر لي من أثق به أن امرأة كانت مصابة بالمس، وأن الجني الذي يلابسها كان يخرج أحيانًا ويحادثها وهي لا تراه، ويجلس في حجرها وهي تحس به، ففي إحدى المرات كانت في البرية عند غنمها، ففجأة خرج ذئب عابر فوثب الجني من حجرها ورأت الذئب يطارده ورأته وقف في مكان، فبعد ذهاب الذئب جاءت إلى موضعه فرأت قطرة من دم وبعد ذلك فقدت ذلك الجني وتحققت أنه أكله الذئب، وهناك قصص أخرى، فلا مانع من أن الله أعطى الذئب قوة الشم لجنس الجن، أو قوة النظر فيبصرهم، وإن كان البشر لا يبصرهم، فلعلهم بذلك لا يتمثلون بالذئب ويخافون من رائحته فليس ذلك ببعيد، وأما الاحتفاظ بجلد الذئب أو نابه أو شعره واعتقاد أن ذلك ينفر الجن من ذلك المكان: فلا أعرف ذلك، ولا أظنه صحيحًا، وأخاف أن يحمل ذلك عامة الجهلة على الاعتقاد في ذلك الناب ونحوه، وأنه يحرس ويحفظ، كما يعتقدون في التمائم والحروز. اهـ.

وسئل أيضا: هناك من يعطي المصاب بالصرع جلد ذئب، فإذا شمه خرج الجن أو مات فما حكمه؟ فأجاب: لا أرى ذلك سائغا، ولا أظنه مفيدا، وإن لم أكن على يقين، وقد ذكر لنا أن الجن يهربون من الذئاب، بل إن الذئب يبصر الجن إذا خرجوا على الأرض، ويطارد أحدهم حتى يفترسه، ولشهرة ذلك عند العامة، وكثرة الوقائع التي تنقل فيه، لا أقول: إنه مستحيل، فإن الجن إنما حجبوا عن أنظار البشر في قوله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ـ فنحن لا نبصر الجن، لأنهم من عالم الأرواح، وهي خلق لا نعرف كيفيته، لكن نعلم أنهم يلابسون الإنسان ويغلبون على روحه، وأن المصاب بالصرع إذا ضرب أو صفع لا يتألم إلا الجن الذي لابسه، بل إنه ينطق على لسانه ويتغلب على حركاته، والعلاج الصحيح للمصروع هو الرقية بكلام الله وبالأدعية المأثورة، فإنه يضيق بذلك ذرعا، سيما إذا كان القارئ من أهل الورع والاستقامة والتمسك بالسنة ومعرفة الآيات التي لها تأثير في إخراج الجن وتضرره، وهناك أناس اشتهروا بعلاج الصرع والقراءة على المصابين به، بحيث إذا خرج القارئ سقط المصروع فرقا منه، وهناك علاج بغير القراءة، من أدوية وأشربة وأشياء تؤثر في خروج الجان أو موته، لا بأس بها إذا لم تشتمل على ما لا يجوز شرعا، وإذا جرب جلد الذئب ونحوه من أجزائه، وصار له تأثير في تأذي الجان أو خروجه ونحو ذلك أصبح من الأدوية المباحة، حيث لا محذور فيه فهو دواء معروف، وليس فيه سحر ولا استخدام جن ونحو ذلك مما يفعله الكهنة وغيرهم. اهـ.
والخلاصة: أن الشيخ ابن جبرين لم يجزم بشيء بخصوص هذا الموضوع، المصدر الاسلام سؤال وجواب

محمدعبداللطيف
2021-04-23, 01:45 PM
سئل الشيخ عبد الرحمن البراك

حكم وضع شعر الذّئب في البيت لطرد الجنِّ

السؤال : ما حكمُ وضعِ شعرِ الذِّئبِ في البيوتِ لطردِ الجنِّ ؟
الجواب : هذه خرافةٌ مِن خرافاتِ النَّاس العامَّة، يذكرون أنَّ الجنَّ يهربون من الذِّئبِ، هذه خرافةٌ، واتِّخاذُ الشَّعرِ أو عضوٍ أو عظمٍ من الذِّئب هذا يفضي إلى.. مِن نوعِ تعليقِ الودْع والتَّمائمِ، (ومَن تعلَّقَ تميمةً فقد أشركَ)، هذا غلطٌ، لا يجوزُ تعليقُ شعرٍ ولا عظمٍ مِن الذِّئب لطردِ الجنِّ، الجنُّ أشرارُهم، وشياطينُ الجنِّ والإنسِ يُقاوَمون بتلاوةِ القرآنِ وبالتَّعوُّذ بالله مِن الشَّياطين .
****************

السؤال :
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، هذا سائل يقول : هل يجوز استخدام الذئب في علاج المس من الجن علما بأنه جرب ذلك وكان له تأثير قوي في خروج الجني ؟
الجواب:
[ ما يجوز استعمال الذيب ، أو قطعة من جلد الذيب ، هذا من الخرافات ، هذا من الخرافات ، والاستعانة بالسباع ، ما يجوز هذا الشي].
الشيخ العلامة صالح الفوزان . رقم الفتوى 2902

محمدعبداللطيف
2021-04-23, 01:47 PM
السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم تعليق عين الذئب على شكل تميمة خوفاً من الجن ويقولون: أنها تطرد الجن, ؟
الجواب:
[ هذا لا يجوز؛ لأن هذا ليس سبباً شرعياً ولا طبيعياً, فهو من التمائم التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها شرك, ثم من قال: إن الجن يهربون من الذئب؟! نسمع هذا كثيراً لكن لا ندري هل هذا حقيقة أو لا, ولهذا بعض الناس يجعل عنده شيئاً من جلد الذئب ويعلقه في بيته ويدعي أن الجن لا تدخل البيت إذا كان ذلك فيها, ولكن هذا خطأ, الذي يمنعك من الجن حقيقة هو قراءة آية الكرسي, (من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح).
الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح".

السؤال: فضيلة الشيخ! بعض الناس يقصون جلدة جبهة الذئب ويحضرونها عند الذي أصابه مس ثم يَخرج هذا الجني بقولهم، وبعض الناس يضع هذه الجلدة في البيت حرزاًَ من الجن حتى لا يدخل بيته. فما الحكم في المسألتين؟
الجواب:
[الحكم في المسألتين: أن هذا لا أصل له، ولا صحة له، ولو كان هذا كذلك لكانت الذئاب بأغلى الأثمان، هذا لا صحة له.
السائل: هل هذا من جنس لبس الحلقة لدفع البلاء؟
الشيخ: إي نعم، يكون هذا من جنس لبس الحلقة ونحوها لدفع البلاء أو رفعه، أوهام لا صحة لها.
السائل: وإذا ثبت يا شيخ؟
الشيخ: لا يثبت، أوهام! احضر لك ذئباً وضعه حول الجن وانظر ماذا يحصل.
السائل: عندنا شخص في حائل عنده ذئب.
الشيخ: أنا أعرف إنساناً ممن كان يقرأ على المصابين بالمس، وأخذ معه ذئباً، والذئب لا يأكل إلا من أطيب اللحم، وصار يشتري له اللحم دائماً، ولكن لا فائدة. الجني يرقص إذا رأى الذئب].
لقاء الباب المفتوح . الشيخ العلامة ابن عثيمين.
والذئب لا يأكل إلا من أطيب اللحم، وصار يشتري له اللحم دائماً، ولكن لا فائدة.
الجني يرقص إذا رأى الذئبإبتسامه

حسن المطروشى الاثرى
2021-04-23, 11:19 PM
جزاكم الله خيرا

حسن المطروشى الاثرى
2021-04-23, 11:20 PM
قال ابن القيم:
"ومن تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة أن من أدمن يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت أورثه ذلك حياة القلب والعقل.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بها جدا، وقال لي يوما: لهذين الاسمين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم، وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث حصلت له حياة القلب، ولم يمت قلبه"


من داوم على دعاء او عبادة

محمدعبداللطيف
2021-04-24, 02:37 AM
حكم المواظبة على دعاء يا حي يا قيوم أربعين مرة بين سنة الفجر وفريضتها

السؤال : فضيلة الشيخ: قال ابن القيم في مدارج السالكين: "ومِن تجريبات السَّالكين التي جرَّبوها فألفوها صحيحة: أنَّ مَن أدمنَ (يا حيّ يا قيوم لا إله إلا أنتَ) أورثه ذلك حياة القلب والعقل، وكان شيخُ الإسلام ابن تيميَّة ـقدس الله روحهـ شديد اللهج بها جدًا، وقالَ لي يومَا: لهذين الاسمين -الحي القيوم- تأثيرٌ عظيم في حياة القلب، وكانَ يشيرُ إلى أنَّهما الاسم الأعظم، وسمعته يقول: مَن واظبَ على أربعين مرة كلَّ يوم بين سنَّة الفجر وصلاة الفجر (يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث) حصلت له حياة القلب، ولم يمت قلبه". [1] (https://sh-albarrak.com/article/19886#_ftn1)
فهل ترونَ ذلك القول متّجهًا مِن جهة الشَّرع؟ بيِّنوا لنا بيانًا شافيًا، كما هي عادتكم ـحفظكم اللهـ.

الجواب : الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، أما بعد:
فلا ريب أنَّ هذين الاسمين (الحي القيوم) لهما فضلٌ على سائر أسماء الله؛ فقد افتتحت بهما آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، وافتُتحت بهما سورة مِن أعظم سور القرآن: آل عمران، و"الحيُّ القيُّوم" اسمان متضمِّنان لمعاني أسماء الله وصفاته، فجميع أسماء الله وصفاته الذَّاتية راجعةٌ إلى اسمه "الحيِّ"، وجميعُ صفاته تعالى الفعليَّة راجعةٌ إلى اسمه "القيوم"، قال معنى ذلك ابن القيم [2] (https://sh-albarrak.com/article/19886#_ftn2)، وهو ظاهر لِمَن تدبَّره، وقد قيل في هذين الاسمين (الحي القيوم): إنَّهما الاسم الأعظم [3] (https://sh-albarrak.com/article/19886#_ftn3)؛ فالتَّوسل بهما إلى الله لا شكَّ أنَّه مِن أعظم التَّوسلات، فكيف بالتَّوسّل بهما مع التَّوسُّل بالتَّوحيد والرحمة؟!
وأما تعيينُ ثواب للتَّوسل بهما وتعيينُ زمان وعدد: فهذا يحتاج إلى دليل عن الصَّادق المصدوق المعصوم، صلَّى الله عليه وسلَّم، قال تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [النساء:59].
والشرائع لا تثبت بالتَّجربة ولا بالاستحسان، بل بنصٍّ مِن كتاب أوسنَّة، ومَن جرَّب شيئًا مِن الأدعية الصَّحيحة وانتفعَ به في دينه أو دنياه فذلك مِن فضل الله، ولا بأس أن يتحرَّاه ويدعو به، لكن لا يدَّعي أنَّه واجبٌ أو مستحبٌّ أو أنَّه سنَّة، فيدعو إليه ويرغِّبُ غيرَه فيه، ولعلَّ ما حصل مِن أحوال باطنة في قلبه لم تكن بسبب هذا التَّوسل وحده، بل لِمَا قامَ بالقلب مِن صدق التَّوجه واللَّجأ، لذلك لا أرى ما ذهبَ إليه شيخُ الإسلام وابنُ القيم -رحمهما الله- مِن خصوصية هذا التَّوسل زمانًا وعددًا، وإنَّما يدعو به المسلم كما يشاء، دون تقييد بزمان ولا عدد، نسأله تعالى أن يحيي قلوبنا بالعلم والإيمان، والله أعلم.
أملاه :

عبدُ الرَّحمن بن ناصر البرَّاك


من داوم على دعاء او عبادةقال علماء اللجنة الدائمة :
" يستحب المحافظة على ما ورد فيه تحديد من الشرع على العدد الذي حدده، أما ما كان مشروعا من الذكر دون تحديد بعدد فيشرع الذكر به دون التزام عدد معين فيه " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (2/ 532)

محمدعبداللطيف
2021-04-24, 02:39 AM
قال ابن القيم:
"ومن تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة أن من أدمن يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت أورثه ذلك حياة القلب والعقل.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديد اللهج بها جدا، وقال لي يوما: لهذين الاسمين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم، وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث حصلت له حياة القلب، ولم يمت قلبه"


من داوم على دعاء او عبادة
السؤال

قرأت أنه:
1- لا يجوز تحديد ذكر للناس ليكرروه بعدد محدد، ومكان محدد، دون نص صريح من السنة.
2- لا يجوز العمل بأدعية وأذكار أوصى بها الصالحون، بناء على تجاربهم الشخصية الناجحة في أثرها عليهم.
لكن هذا يناقض أعمال علماء السلف -كابن تيمية، وابن القيم-، حيث قال: من واظب على: (يا حي يا قيوم)... كل يوم خلال الفجر، أحيا الله بها قلبه. مدارج السالكين.
وذكر أيضًا أن ابن تيمية كان دائمًا ما يكرر سورة الفاتحة بعد صلاة الفجر.
واعتاد عندما تستصعب عليه مسألة أن يقول: "يا معلّم إبراهيم، علمني"
وذكر أنه ذكر آيات محددة، سماها بآيات السكينة، وكان يقرؤها عندما كان يشعر بالحزن.


الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنحن مـأمورون بالإكثار من الذكر، والدعاء على كل حال، وهذا الأصل عام؛ حتى فيما يتخذه المرء لنفسه من أنواع الأذكار المطلقة، والأدعية الخاصة مما يعجبه ويناسبه؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فليدع الله عز وجل. رواه البخاري، والنسائي، واللفظ له.
ويبقى الإشكال في تخصيص ذلك بعدد، أو زمان، أو مكان، أو هيئة معينة، بغير دليل شرعي، بحيث يواظب عليها، أو يجعلها كالسنة المأثورة!
فهذا هو الذي يُنهى عنه، بخلاف ما يفعله المرء أحيانًا في خاصة نفسه، دون أن يجعله سنة راتبة.
ولهذا يفرق شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه، بين استنان ذكر غير شرعي، واتخاذه وردًا، أو أن يجعل للناس نوعًا من الأذكار والأدعية غير المسنون، ويجعلها عبادة راتبة، يواظب الناس عليها، وبين ما يدعو به المرء أحيانًا من غير أن يجعله للناس سنة، فقال -رحمه الله-: لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعباداتُ مبناها على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء .. وليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها عبادة راتبة، يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به، بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله للناس سنة، فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محرما، لم يجز الجزم بتحريمه، لكن قد يكون فيه ذلك والإنسان لا يشعر به، وهذا كما أن الإنسان عند الضرورة يدعو بأدعية تفتح عليه ذلك الوقت، فهذا وأمثاله قريب، وأما اتخاذ ورد غير شرعي، واستنان ذكر غير شرعي، فهذا مما ينهى عنه. اهـ.
وهذا قائم على قاعدة التفريق بين الدلالة العامة المجملة، وبين الدلالة الخاصة على تقييد المجمل بعدد أو زمان أو مكان أو غير ذلك، فما جاء مطلقا يبقى كذلك، ولم يكن للمكلف أن يعمل به على هيئة مخصوصة دون دليل.
قال الشاطبي في الاعتصام: الدليل الشرعي إذا اقتضى أمرا في الجملة مما يتعلق بالعبادات مثلا، فأتى به المكلف في الجملة أيضا، كذكر الله والدعاء والنوافل المستحبات وما أشبهها، مما يعلم من الشارع فيها التوسعة؛ كان الدليل عاضدا لعلمه من جهتين: من جهة معناه، ومن جهة عمل السلف الصالح به. فإن أتى المكلف في ذلك الأمر بكيفية مخصوصة، أو زمان مخصوص، أو مكان مخصوص، أو مقارنا لعبادة مخصوصة، والتزم ذلك بحيث صار متخيلا أن الكيفية أو الزمان، أو المكان مقصود شرعا من غير أن يدل الدليل عليه؛ كان الدليل بمعزل عن ذلك المعنى المستدل عليه.
فإذا ندب الشرع -مثلا- إلى ذكر الله، فالتزم قوم الاجتماع عليه على لسان واحد وبصوت، أو في وقت معلوم مخصوص عن سائر الأوقات؛ لم يكن في ندب الشرع ما يدل على هذا التخصيص الملتزم، بل فيه ما يدل على خلافه؛ لأن التزام الأمور غير اللازمة شرعا، شأنها أن تُفْهِم التشريعَ، وخصوصا مع من يقتدى به في مجامع الناس كالمساجد ... فصارت من هذه الجهة بدعا محدثة بذلك. وعلى ذلك ترك التزام السلف لتلك الأشياء، أو عدم العمل بها، وهم كانوا أحق بها وأهلها لو كانت مشروعة على مقتضى القواعد؛ لأن الذكر قد ندب إليه الشرع ندبا في مواضع كثيرة، حتى إنه لم يطلب في تكثير عبادة من العبادات ما طلب من التكثير من الذكر؛ كقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا} [الأحزاب: 41] الآية، وقوله: {وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} [الجمعة: 10]؛ بخلاف سائر العبادات. ومثل هذا الدعاء؛ فإنه ذكر الله، ومع ذلك؛ فلم يلتزموا فيه كيفيات، ولا قيدوه بأوقات مخصوصة ـ بحيث تُشْعِرُ باختصاص التعبد بتلك الأوقات، إلا ما عينه الدليل؛ كالغداة والعشي ...
فكل من خالف هذا الأصل؛ فقد خالف إطلاق الدليل أولا؛ لأنه قيد فيه بالرأي، وخالف من كان أعرف منه بالشريعة ـ وهم السلف الصالح رضي الله عنهم. اهـ.
وقال الشاطبي أيضا: والحاصل أن وضع الأذكار والدعوات، على نحو ما تقدم من البدع المحدثات. اهـ.
وانظر الفتوى: 132875 (https://www.islamweb.net/ar/fatwa/132875/حكم-المداومة-على-دعاء-غير-مأثور-في-أحوال-معينة).
وإذا تقرر هذا، تبيَّن أنه لا يتعارض مع شيء مما نقله الأخ السائل من أحوال شيخ الإسلام ابن تيمية في الذكر والدعاء، إلا المثال الأول فقط.
وأما الإكثار من قراءة سورة الفاتحة، سواء بعد صلاة الفجر أو غيرها من الأوقات؛ لما فيها من أنواع الثناء والدعاء، فلا حرج في ذلك؛ طالما لم يواظب فيه على عدد أو هيئة معينة، ولم يتخذه سنة راتبة.
وكذلك قراءة آيات السكينة عند الحاجة إلى معناها، ما هو إلا انتفاع بالقرآن واستشفاء به. وليس في ذلك حرج، بالقيد السابق، وهو: عدم المواظبة فيه على عدد أو هيئة معينة، تتخذ كسنة راتبة.
والأمر في باب الرقية والطب واسع، ولا حرج فيه بالعمل بما جربَّه أهل العلم والصلاح، كما بوب شيخ الإسلام ابن تيمية في الكلم الطيب بابا في الدابة الصعبة، قال فيه: قال يونس بن عبيد رحمه الله: ما من رجل يكون على دابة صعبة، فيقول في أذنها: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون} (آل عمران: 83)، إلا وقفت بإذن الله تعالى. ثم قال شيخ الإسلام: وقد فعلنا ذلك، فكان كذلك بإذن الله تعالى. اهـ.
وهذا رواه ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة بإسناده عن يونس بن عبيد. وبوب عليه: باب (ما يقول على الدابة الصعبة) وكذا بوب عليه النووي في الأذكار.
وروى نحوه البيهقي موقوفا على ابن عباس، وبوب عليه في الدعوات الكبير: (باب في رقية الدابة). ولفظه عن ابن عباس : إذا استصعبت دابة أحدكم، أو كانت شموسا؛ فليقرأ هذه الآية في أذنها: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} . اهـ.
وهذا ذكره القرطبي في التذكار في أفضل الأذكار.
وله شاهد رواه الطبراني في الأوسط، وابن عساكر في تاريخه من حديث أنس مرفوعا: بلفظ: من ساء خلقه من الرقيق والدواب والصبيان؛ فاقرؤوا في أذنه: {أفغير دين الله يبغون}. اهـ.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: فيه محمد بن عبد الله بن عقيل بن عمير، وهو متروك. اهـ.
وقال الألباني في الضعيفة: موضوع. اهـ. وضعف الألباني إسناد أثر يونس بن عبيد.
وكذا أثر ابن عباس ضعيف جدا، كما قال محقق كتاب الدعوات الكبير (2/265): فيه الحسن بن عمارة البجلي، وهو متروك. اهـ.
وهذه الأحاديث وإن كانت لا تصح، إلا أن المقصود هو إثبات أصل هذا العمل. ومثل هذا يبوب عليه المصنفون في علوم القرآن بباب: خواص القرآن. وانظر الفتوى: 98362 (https://www.islamweb.net/ar/fatwa/98362/حكم-الرقية-والدعاء-بما-ورد-عن-السلف-من-تجاربهم).
وكذلك الحال في الدعاء بـ (يا معلم إبراهيم) إذا استصعب عليه فهم شيء، داخل في عموم الدعاء بما يعجبه ويليق بحاله، ومع ذلك فقد كان شيخ الإسلام يفعله اقتداء بمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- كما حكى عنه ابن القيم في إعلام الموقعين.
فقال: كان إذا أشكلت عليه المسائل يقول: "يا معلم إبراهيم علمني" ويكثر الاستعانة بذلك؛ اقتداء بمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- حيث قال لمالك بن يخامر السكسكي عند موته -وقد رآه يبكي- فقال: والله ما أبكي على دنيا كنت أصيبها منك، ولكن أبكي على العلم والإيمان اللذين كنت أتعلمهما منك. فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "إن العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما، اطلب العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء، وعند عبد الله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وذكر الرابع، فإن عجز عنه هؤلاء فسائر أهل الأرض عنه أعجز، فعليك بمعلم إبراهيم صلوات الله عليه. اهـ.
هذا .. ولم يكن شيخ الإسلام يقتصر على هذا الدعاء، بل هو نوع واحد من أنواع الذكر والدعاء التي يُستفتح بها المغلق، ويتيسر بها العسير في الفهم.
قال ابن القيم في إعلام الموقعين: شهدت شيخ الإسلام -قدس الله روحه- إذا أعيته المسائل واستصعبت عليه، فر منها إلى التوبة والاستغفار، والاستغاثة بالله واللجأ إليه، واستنزال الصواب من عنده، والاستفتاح من خزائن رحمته، فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدا، وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ. اهـ.
ويتأكد هذا بأن شيخ الإسلام لما كان في محل إرشاد غيره، أَمَرَ بالثابت في السنة.
حيث قال في الفتوى الحموية الكبرى: من اشتبه عليه ذلك أو غيره، فليدع بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يصلي يقول: «اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم». وفي رواية لأبي داود: "كان يكبر في صلاته ثم يقول ذلك". فإذا افتقر العبد إلى الله ودعاه، وأدمن النظر في كلام الله، وكلام رسوله وكلام الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين: انفتح له طريق الهدى. اهـ.
ويبقى المثال الأول، فهو الذي يُشكل على ما سبق تقريره.
حيث قال ابن القيم في مدارج السالكين: ومن تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة، أن من أدمن: "يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت" أورثه ذلك حياة القلب والعقل. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- شديد اللهج بها جدا، وقال لي يوما: لهذين الاسمين -وهما الحي القيوم- تأثير عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم، وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرة كل يوم، بين سنة الفجر وصلاة الفجر: يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث حصلت له حياة القلب، ولم يمت قلبه. اهـ.
فالتقييد بالأربعين مرة، وتخصيص الوقت بما بين الأذان والإقامة، وتعليق هذا الفضل بخصوصه (حياة القلب) بالمواظبة على ذلك: كل هذا يفتقر إلى دليل خاص! ولا يكفي فيه الأدلة العامة على مشروعية هذا الدعاء وحسنه إجمالا. ولم نجد في ذلك ما يصلح كدليل خاص.
فالذي في السنة هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كربه أمر يقول: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث. رواه الترمذي والحاكم وصححه، وحسنه الألباني.
وأنه صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة: ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. رواه النسائي والبزار والضياء والحاكم، وصححه هو والمنذري، وحسنه الضياء والألباني.
وأما الهيئة المخصوصة الواردة في كلام شيخ الإسلام، فلم نجد لها أصلا في السنة. ولكن لعله اعتمد على ما سماه ابن القيم (تجريبات السالكين) حيث ذكر ما ذكر عن شيخ الإسلام بعد أن قال: ومن تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة، أن من أدمن: "يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت" أورثه ذلك حياة القلب والعقل.
وقد تقدم عن شيخ الإسلام متابعته ليونس بن عبيد على قراءة آية: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون} على الدابة الصعبة، وقوله – رحمه الله - : "قد فعلنا ذلك فكان كذلك بإذن الله تعالى". وهذا يعتبر مثالا لاتباع تجريبات الصالحين.
وكذلك قد ورد مثل هذا عن بعض الصالحين من الحنابلة السابقين، وهو أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الزاهد العابد المتوفى سنة 607 هـ.
فقد ذكر ابن مفلح في ترجمته من (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد) أنه: كان يقول بين سنة الفجر والفرض أربعين مرة: (يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت). اهـ.
وكذا ذكره ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة، والذهبي في تاريخ الإسلام.
وأقدم من هذا ما نقله ابن الملقن في (طبقات الأولياء) في ترجمة أبي بكر محمد بن علي بن جعفر الكتاني البغدادي ثم المكي، المتوفى سنة 322 هـ. حيث ذكر عنه أنه قال: رأيت النبي صلي الله عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله! ادع الله ألا يميت قلبي. قال: قل كل يوم أربعين مرة: "يا حي! يا قيوم! لا إله إلا أنت" فإنه لا يموت قلبك، ويكون قلبك حياً. اهـ.
وهذا ذكره القشيري في رسالته.
وقال الدمياطي في إعانة الطالبين: فائدة لتثبيت الإيمان، مجربة عن كثير من العارفين، بإعلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره بذلك في المنام بين سنة الصبح والفريضة: (يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت)، أربعين مرة. وعن الترمذي الحكيم قال: رأيت الله في المنام مرارا فقلت له: يا رب؛ إني أخاف زوال الإيمان. فأمرني بهذا الدعاء بين سنة الصبح والفريضة إحدى وأربعين مرة. اهـ.
وقال السخاوي في المقاصد الحسنة، والعجلوني في كشف الخفاء: ومما قال بعض السادات: إنه ينفع في ذلك قول: (يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت) أربعين مرة. اهـ.
وعزاه الدميري في حياة الحيوان الكبرى للإمام أحمد، فأغرب!! حيث قال: قال الإمام أحمد -رضي الله تعالى عنه-: من قال كل يوم بين صلاة الفجر والصبح، أربعين مرة يا حي يا قيوم، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا الله لا إله إلا أنت، أسألك أن تحيي قلبي بنور معرفتك، يا أرحم الراحمين. أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب. اهـ.
ومثل هذا يمكن الاستئناس به في العمل بذلك أحيانا، بحيث لا يتخذ سنة معتادة تضاهي المسنون.
وهذا المعنى أشار الشاطبي إلى استقامته، طالما لم يواظب عليه صاحبه كأنه سنة ثابتة، أو أمر لازم، كما يفهم من عبارته: وإذا لم يوجد على اللزوم استقام.
حيث قال في كتاب الاعتصام في معرض إبطال الاحتجاج بالمنامات: أضعف هؤلاء احتجاجا قوم استندوا في أخذ الأعمال إلى المنامات، وأقبلوا وأعرضوا بسببها ... وهو خطأ؛ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعا على حال؛ إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية، فإن سوغتها عمل بمقتضاها، وإلا وجب تركها والإعراض عنها، وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة، وأما استفادة الأحكام؛ فلا. كما يحكى عن الكتاني رحمه الله؛ قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: ادع الله أن لا يميت قلبي، فقال: قل كل يوم أربعين مرة: يا حي! يا قيوم! لا إله إلا أنت". فهذا كلام حسن لا إشكال في صحته، وكون الذكر يحيي القلب صحيح شرعا، وفائدة الرؤيا التنبيه على الخير، وهو من ناحية البشارة، وإنما يبقى الكلام في التحديد بالأربعين، وإذا لم يوجد على اللزوم استقام ... . اهـ.
والله أعلم.
المصدر الاسلام سؤال وجواب

حسن المطروشى الاثرى
2021-05-08, 05:45 PM
‏قال العلامة عبدالرحمن المعلمي -رحمه الله-:
( والخوارج عرب فصحاء، بلغتهم نزل القرآن، وإنما أتوا من جهلهم بالهدي النبوي، واستغنائهم عن الاهتداء بالعارفين به من الصحابة).

" آثار المعلمي " (19/64)

نزل القرآن بلغتهم ؟؟؟

محمدعبداللطيف
2021-05-09, 01:14 AM
( وإنما أتوا من جهلهم بالهدي النبوي، ).

نعم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
أَوَّلُ الْبِدَعِ ظُهُورًا فِي الْإِسْلَامِ وَأَظْهَرُهَا ذَمًّا فِي السُّنَّةِ وَالْآثَارِ : بِدْعَةُ الحرورية الْمَارِقَةِ ;
فَإِنَّ أَوَّلَهُمْ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ :
اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ فَإِنَّك لَمْ تَعْدِلْ وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِمْ وَقِتَالِهِمْ وَقَاتَلَهُمْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .
وَالْأَحَادِيثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَفِيضَةٌ بِوَصْفِهِمْ وَذَمِّهِمْ وَالْأَمْرِ بِقِتَالِهِمْ
قَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ : صَحَّ الْحَدِيثُ فِي الْخَوَارِجِ مِنْ عَشَرَةِ أَوْجُهٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { يُحَقِّرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ وَقِرَاءَتَهُ مَعَ قِرَاءَتِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ أَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ . فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } .
وَلَهُمْ خَاصَّتَانِ مَشْهُورَتَانِ فَارَقُوا بِهِمَا جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَأَئِمَّتَهُمْ :
أَحَدُهُمَا :
خُرُوجُهُمْ عَنْ السُّنَّةِ وَجَعْلُهُمْ مَا لَيْسَ بِسَيِّئَةٍ سَيِّئَةً أَوْ مَا لَيْسَ بِحَسَنَةٍ حَسَنَةً
وَهَذَا هُوَ الَّذِي أَظْهَرُوهُ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ { قَالَ لَهُ ذُو الخويصرة التَّمِيمِيُّ : اعْدِلْ فَإِنَّك لَمْ تَعْدِلْ حَتَّى قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْلَك وَمَنْ يَعْدِلُ إذَا لَمْ أَعْدِلْ ؟ لَقَدْ خِبْت وَخَسِرْت إنْ لَمْ أَعْدِلْ } .
فَقَوْلُهُ : فَإِنَّك لَمْ تَعْدِلْ جَعَلَ مِنْهُ لِفِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفَهًا وَتَرْكَ عَدْلٍ
وَقَوْلُهُ :
" اعْدِلْ " أَمْرٌ لَهُ بِمَا اعْتَقَدَهُ هُوَ حَسَنَةً مِنْ الْقِسْمَةِ الَّتِي لَا تَصْلُحُ
وَهَذَا الْوَصْفُ تَشْتَرِكُ فِيهِ الْبِدَعُ الْمُخَالِفَةُ لِلسُّنَّةِ فَقَائِلُهَا لَا بُدَّ أَنْ يُثْبِتَ مَا نَفَتْهُ السُّنَّةُ وَيَنْفِيَ مَا أَثْبَتَتْهُ السُّنَّةُ
وَيُحَسِّنُ مَا قَبَّحَتْهُ السُّنَّةُ أَوْ يُقَبِّحَ مَا حَسَّنَتْ السُّنَّةُ
وَإِلَّا لَمْ يَكُنْ بِدْعَةً
وَهَذَا الْقَدْرُ قَدْ يَقَعُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ خَطَأً فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ ;
لَكِنَّ أَهْلَ الْبِدَعِ يُخَالِفُونَ السُّنَّةَ الظَّاهِرَةَ الْمَعْلُومَةَ . وَالْخَوَارِجُ جَوَّزُوا عَلَى الرَّسُولِ نَفْسِهِ أَنْ يَجُورَ وَيُضِلَّ فِي سُنَّتِهِ وَلَمْ يُوجِبُوا طَاعَتَهُ وَمُتَابَعَتَهُ وَإِنَّمَا صَدَّقُوهُ فِيمَا بَلَغَهُ مِنْ الْقُرْآنِ دُونَ مَا شَرَعَهُ مِنْ السُّنَّةِ الَّتِي تُخَالِفُ - بِزَعْمِهِمْ - ظَاهِرُ الْقُرْآنِ .
وَغَالِبُ أَهْلِ الْبِدَعِ غَيْرِ الْخَوَارِجِ يُتَابِعُونَهُم ْ فِي الْحَقِيقَةِ عَلَى هَذَا ;
فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ الرَّسُولَ لَوْ قَالَ بِخِلَافِ مَقَالَتِهِمْ لَمَا اتَّبَعُوهُ كَمَا يُحْكَى عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ وَإِنَّمَا يَدْفَعُونَ [ عَنْ ] نُفُوسِهِمْ الْحُجَّةَ :
إمَّا بِرَدِّ النَّقْلِ ;
وَإِمَّا بِتَأْوِيلِ الْمَنْقُولِ .
فَيَطْعَنُونَ تَارَةً فِي الْإِسْنَادِ وَتَارَةً فِي الْمَتْنِ .
وَإِلَّا فَهُمْ لَيْسُوا مُتَّبِعِينَ وَلَا مُؤْتَمِّينَ بِحَقِيقَةِ السُّنَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ بَلْ
وَلَا بِحَقِيقَةِ الْقُرْآنِ .
الْفَرْقُ الثَّانِي فِي الْخَوَارِجِ وَأَهْلِ الْبِدَعِ :
أَنَّهُمْ يُكَفِّرُونَ بِالذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ . وَيَتَرَتَّبُ عَلَى تَكْفِيرِهِمْ بِالذُّنُوبِ اسْتِحْلَالُ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَنَّ دَارَ الْإِسْلَامِ دَارُ حَرْبٍ وَدَارَهُمْ هِيَ دَارُ الْإِيمَانِ .
وَكَذَلِكَ يَقُولُ جُمْهُورُ الرَّافِضَةِ ; وَجُمْهُورُ الْمُعْتَزِلَةِ ; والجهمية ; وَطَائِفَةٌ مِنْ غُلَاةِ الْمُنْتَسِبَةِ إلَى أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَمُتَكَلِّمِيه ِمْ .
فَهَذَا أَصْلُ الْبِدَعِ الَّتِي ثَبَتَ بِنَصِّ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِجْمَاعِ السَّلَفِ أَنَّهَا بِدْعَةٌ
وَهُوَ جَعْلُ الْعَفْوِ سَيِّئَةً
وَجَعْلُ السَّيِّئَةِ كُفْرًا .
فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَحْذَرَ مِنْ هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ الْخَبِيثَيْنِ
وَمَا يَتَوَلَّدُ عَنْهُمَا مِنْ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ وَذَمِّهِمْ وَلَعْنِهِمْ وَاسْتِحْلَالِ دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ .
وَهَذَانِ الْأَصْلَانِ هُمَا خِلَافُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فَمَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ فِيمَا أَتَتْ بِهِ أَوْ شَرَعَتْهُ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ خَارِجٌ عَنْ السُّنَّةِ وَمَنْ كَفَّرَ الْمُسْلِمِينَ بِمَا رَآهُ ذَنْبًا سَوَاءٌ كَانَ دَيْنًا أَوْ لَمْ يَكُنْ دَيْنًا وَعَامَلَهُمْ مُعَامَلَةَ الْكُفَّارِ فَهُوَ مُفَارِقٌ لِلْجَمَاعَةِ .
وَعَامَّةُ الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ إنَّمَا تَنْشَأُ مِنْ هَذَيْنِ الْأَصْلَيْنِ .
أَمَّا الْأَوَّلُ فَشِبْهُ التَّأْوِيلِ الْفَاسِدِ أَوْ الْقِيَاسِ الْفَاسِدِ :
إمَّا حَدِيثٌ بَلَغَهُ عَنْ الرَّسُولِ لَا يَكُونُ صَحِيحًا أَوْ أَثَّرَ عَنْ غَيْرِ الرَّسُولِ قَلَّدَهُ فِيهِ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْقَائِلُ مُصِيبًا أَوْ تَأْوِيلٌ تَأَوَّلَهُ مِنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ حَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحِيحٍ أَوْ ضَعِيفٍ أَوْ أَثَرٍ مَقْبُولٍ أَوْ مَرْدُودٍ وَلَمْ يَكُنْ التَّأْوِيلُ صَحِيحًا وَإِمَّا قِيَاسٌ فَاسِدٌ أَوْ رَأْيٌ رَآهُ اعْتَقَدَهُ صَوَابًا وَهُوَ خَطَأٌ . فَالْقِيَاسُ وَالرَّأْيُ وَالذَّوْقُ هُوَ عَامَّةُ خَطَأِ الْمُتَكَلِّمَة ِ وَالْمُتَصَوِّف َةِ وَطَائِفَةٍ مِنْ الْمُتَفَقِّهَة ِ . وَتَأْوِيلُ النُّصُوصِ الصَّحِيحَةِ أَوْ الضَّعِيفَةِ عَامَّةً خَطَأُ طَوَائِفِ الْمُتَكَلِّمَة ِ وَالْمُحَدِّثَة ِ وَالْمُقَلِّدَة ِ وَالْمُتَصَوِّف َةِ وَالْمُتَفَقِّه َةِ .
وَأَمَّا التَّكْفِيرُ بِذَنْبٍ أَوْ اعْتِقَادٍ سُنِّيٍّ فَهُوَ مَذْهَبُ الْخَوَارِجِ .
وَالتَّكْفِيرُ بِاعْتِقَادٍ سُنِّيٍّ مَذْهَبُ الرَّافِضَةِ وَالْمُعْتَزِلَ ةِ وَكَثِيرٍ مِنْ غَيْرِهِمْ .
وَأَمَّا التَّكْفِيرُ بِاعْتِقَادِ بِدْعِيٍّ فَقَدْ بَيَّنْته فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَدُونَ التَّكْفِيرِ قَدْ يَقَعُ مِنْ الْبُغْضِ وَالذَّمِّ وَالْعُقُوبَةِ - وَهُوَ الْعُدْوَانُ - أَوْ مَنْ تَرَكَ الْمَحَبَّةَ وَالدُّعَاءَ وَالْإِحْسَانَ وَهُوَ التَّفْرِيطُ بِبَعْضِ هَذِهِ التَّأْوِيلَاتِ مَا لَا يَسُوغُ وَجِمَاعُ ذَلِكَ ظُلْمٌ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ فِي حَقِّ الْمَخْلُوقِ كَمَا بَيَّنْته فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ . وَلِهَذَا قَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ : أَكْثَرُ مَا يُخْطِئُ النَّاسُ مِنْ جِهَةِ التَّأْوِيلِ وَالْقِيَاسِ

حسن المطروشى الاثرى
2021-05-09, 01:14 PM
*مالك قليل العلم في الحديث؛ لم يعرف الستة أيام من شوال!*
الإمام أحمد رحمه الله...

محمد بن عبدالله بن محمد
2021-05-09, 04:42 PM
*مالك قليل العلم في الحديث؛ لم يعرف الستة أيام من شوال!*
الإمام أحمد رحمه الله...
الإمام أحمد أورع من أن يقول هذا
(كفى بالمرء كذبا [إثما] أن يحدث بكل ما سمع)

حسن المطروشى الاثرى
2021-05-09, 10:46 PM
للمناقشة . وفقك الله
فقط . ومن في العلم مثل الامامين أحمد ومالك رحمهم الله

محمدعبداللطيف
2021-05-10, 01:50 PM
للمناقشة . وفقك الله
فقط . ومن في العلم مثل الامامين أحمد ومالك رحمهم اللهنعم بارك الله فيك حسن المطروشى الاثرى- لعل الاخ محمد ابن عبد الله لم ينتبه لذلك

الإمامِ مالكٍ رحمه الله إمامِ دارِ الهجرةِ إمامٌ متبعٌ ،له مكانةٍ عظيمةٍ فى العلم ، أحدُ أئمةِ المذاهبِ الأربعةِ المعروفةِ في بلادِ المسلمين ، وقد ورد حديثٌ حملهُ كثيرٌ من أهلِ العلمِ على أن المقصودَ به هو الإمامُ مالكٌ . ‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏رِوَايَةً : ‏‏يُوشِكُ أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ ، يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ ، فَلَا يَجِدُونَ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ ‏‏الْمَدِينَةِ .
رواه الترمذي (2680) ، وأحمد (2/299) ، وابن حبان (3728) ، والحاكم (1/90 – 91) .
وقد اختُلف في رفعه ووقفه فرجح الإمام أحمد وقفه كما في " المنتخب من العلل للخلال " (67) لابن قدامة المقدسي ،

وفي " شرح لجامع الترمذي " ( الحديث الثاني ) : بيد أن هذا الخبر مختلف في صحته . فقد أعل بعنعنة ابن جريج ، وهذا ليس بشيء ، وأعل بعنعنة أبي الزبير ، وهذا ليس بشيء ، بينما أعله الإمام أحمد بالوقف على أبي هريرة كما في " المنتخب من علل الخلال "

ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " (20/323 - 325) أن المقصود بالحديث هو الإمام مالك بن أنس فقال : وَهَذَا يُصَدِّقُ الْحَدِيثَ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " يُوشِكُ أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَلَا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ " فَقَدْ رُوِيَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ كَابْنِ جريج وَابْنِ عيينة وَغَيْرِهِمَا أَنَّهُمْ قَالُوا : هُوَ مَالِكٌ .
وَاَلَّذِينَ نَازَعُوا فِي هَذَا لَهُمْ مَأْخَذَانِ :
أَحَدُهُمَا : الطَّعْنُ فِي الْحَدِيثِ فَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ أَرَادَ غَيْرَ مَالِكٍ كَالْعُمَرِيِّ الزَّاهِدِ وَنَحْوِهِ .
فَيُقَالُ : مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ وَأَنَّهُ مَالِكٌ أَمْرٌ متقرر لِمَنْ كَانَ مَوْجُودًا وَبِالتَّوَاتُر ِ لِمَنْ كَانَ غَائِبًا ؛ فَإِنَّهُ لَا رَيْبَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِ مَالِكٍ أَحَدٌ ضَرَبَ إلَيْهِ النَّاسُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ أَكْثَرُ مِنْ مَالِكٍ .

وَهَذَا يُقَرَّرُ بِوَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : بِطَلَبِ تَقْدِيمِهِ عَلَى مِثْلِ الثَّوْرِيِّ والأوزاعي وَاللَّيْثِ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَهَذَا فِيهِ نِزَاعٌ وَلَا حَاجَةَ إلَيْهِ فِي هَذَا الْمَقَامِ .
وَالثَّانِي : أَنْ يُقَالَ : إنَّ مَالِكًا تَأَخَّرَ مَوْتُهُ عَنْ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ وَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ مَاتُوا قَبْلَ ذَلِكَ .
فَمَعْلُومٌ أَنَّهُ بَعْدَ مَوْتِ هَؤُلَاءِ لَمْ يَكُنْ فِي الْأُمَّةِ أَعْلَمُ مِنْ مَالِكٍ فِي ذَلِكَ الْعَصْرِ وَهَذَا لَا يُنَازِعُ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَلَا رُحِلَ إلَى أَحَدٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ مَا رُحِلَ إلَى مَالِكٍ لَا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ رُحِلَ إلَيْهِ مِنْ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَرَحَلَ إلَيْهِ النَّاسُ عَلَى اخْتِلَافِ طَبَقَاتِهِمْ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالزُّهَّادِ وَالْمُلُوكِ وَالْعَامَّةِ وَانْتَشَرَ مُوَطَّؤُهُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى لَا يُعْرَفَ فِي ذَلِكَ الْعَصْرِ كِتَابٌ بَعْدَ الْقُرْآنِ كَانَ أَكْثَرَ انْتِشَارًا مِنْ الْمُوَطَّأِ وَأَخَذَ الْمُوَطَّأَ عَنْهُ أَهْلُ الْحِجَازِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَمِنْ أَصْغَرِ مَنْ أَخَذَ عَنْهُ الشَّافِعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَأَمْثَالُهُمَ ا وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إذَا حَدَّثَ بِالْعِرَاقِ عَنْ مَالِكٍ وَالْحِجَازِيِّ ينَ تَمْتَلِئُ دَارُهُ وَإِذَا حَدَّثَ عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يَقِلُّ النَّاسُ لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّ عِلْمَ مَالِكٍ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ أَصَحُّ وَأَثْبَتُ .

وَأَجَلُّ مَنْ أَخَذَ عَنْهُ الشَّافِعِيُّ الْعِلْمَ اثْنَانِ مَالِكٌ وَابْنُ عيينة . وَمَعْلُومٌ عِنْدَ كُلِّ أَحَدٍ أَنَّ مَالِكًا أَجَلُّ مِنْ ابْنِ عيينة حَتَّى إنَّهُ كَانَ يَقُولُ :
إنِّي وَمَالِكًا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ :

وَابْنُ اللَّبُونِ إذَا مَا لَزَّ فِي قَرْنٍ * * * لَمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ الْبَزْلِ القناعيس

ثُمَّ هَذِهِ كُتُبُ الصَّحِيحِ الَّتِي أَجَلُّ مَا فِيهَا كِتَابُ الْبُخَارِيِّ أَوَّلُ مَا يَسْتَفْتِحُ الْبَابَ بِحَدِيثِ مَالِكٍ وَإِنْ كَانَ فِي الْبَابِ شَيْءٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ لَا يُقَدِّمُ عَلَى حَدِيثِهِ غَيْرَهُ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ النَّاسَ ضَرَبُوا أَكْبَادَ الْإِبِلِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَلَمْ يَجِدُوا عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ مَالِكٍ فِي وَقْتِهِ .ا.هـ.

محمدعبداللطيف
2021-05-10, 02:01 PM
مالك ..... لم يعرف الستة أيام من شوال!*
قال شيخ الإسلام في شرح العمدة في الفقه: وكان أحمد ينكر على من يكرهها, كراهة أن يلحق برمضان ما ليس منه، لأن السنة وردت بفضلها والحض عليها، ولأن الإلحاق إنما خيف في أول الشهر، لأنه ليس بين رمضان وغيره فصل، وأما في آخره فقد فصل بينه وبين غيره يوم العيد، وكان نهيه صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم العيد وحده دليلاً على أن النهي مختص به، وأن ما بعده وقت إذن وجواز، ولو شاء؛ لنهى عن أكثر من يوم
قالت اللجنة الدائمة: صيام الست من شوال رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وهذا حديث صحيح يدل على أن صيام ستة أيام من شوال سنة وقد عمل به الشافعي وأحمد وجماعة من الأئمة والعلماء، ولا يصح أن يقابل هذا الحديث بما يعلل به بعض العلماء لكراهة صومها من خشية أن يعتقد الجاهل أنها من رمضان، أو خوف أن يظن وجوبها أو بأنه لم يبلغه عن أحد ممن سبقه من أهل العلم أنه كان يصومها، فإنها من الظنون وهي لا تقاوم السنة الصحيحة ومن علم حجة على من لم يعلم.
وقال العلامة ابن عثيمين : يسن صوم ستة أيام من شوال وقد استدل بحديث أبو أيوب عند مسلم
من أنكرها من أهل العلم مع بيان حجته والرد عليها:
ورد عن بعض السلف كراهية صوم الستة من شوال وعدها بدعة ولم يتطرق أحدٌ ممن أنكرها للأحاديث التي وردت بفضلها لا تصحيحًا ولا تضعيفًا مما يدل على عدم بلوغ هذه الأحاديث إليهم ,فلو بلغتهم ما أنكروها لعظم قدر الحديث عندهم, وقد نقل عن مالك وأبي حنيفة كراهيتها .
قال مالك رحمه الله: إنه لم ير أحد من أهل العلم والفقه,والفضل يصومها, ولم يبلغه ذلك عن أحد من السلف، وإن أهل العلم كانوا يكرهون ذلك، ويخافون بدعيته. وأن يُلحق برمضان أهل الجفاء، وأهل الجهالة ما ليس فيه، ولو رأوا في ذلك رخصة من أهل العلم. ورأوهم يعملون ذلك .
وقد اعتذر أهل العلم للإمام مالك رحمه الله بأنه لم يبلغه الحديث والدليل على ذلك أنه قال أنه لم يبلغه عن أحد من أهل العلم أنه صامها:
قال ابن عبدالبر رحمه الله: لم يبلغ مالك حديث أبي أيوب ، على أنه حديث مدني, والإحاطة بعلم الخاصة لا سبيل إليه, والذي كرهه له مالك أمر قد بينه وأوضحه, وذلك خشية أن يضاف إلى فرض رمضان وأن يستبين ذلك إلى العامة وكان رحمه الله متحفظًا كثير الاحتياط للدين.
وأما صيام الستة أيام من شوال على طلب الفضل، وعلى التأويل الذي جاء به ثوبان رضي الله عنه فإن مالكًا لا يكره ذلك إن شاء الله لأن الصوم جُنة ، وفضله معلوم لمن رد طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى وهو عمل بر وخير، وقد قال الله: افعلوا الخير  ومالك لا يجهل شيئًا من هذا، ولم يكره من ذلك إلا ما خافه على أهل الجهالة والجفاء، إذا استمر ذلك، وخشي أن يعدوه من فرائض الصيام مضافًا إلى رمضان، وما أظن مالكًا جهل الحديث، والله أعلم، لأنه حديث مدني انفرد به عمر بن ثابت ، وقد قيل: أنه روى عنه مالك, ولولا علمه به ما أنكره، وأظن الشيخ عمر بن ثابت لم يكن عنده ممن يعتمد عليه ، وقد ترك مالك الاحتجاج ببعض ما رواه عن بعض شيوخه إذا لم يثق بحفظه ببعض ما رواه، وقد يمكن أن يكون جهل الحديث، ولو علمه لقال به والله أعلم. أ. هـ
فهذا ابن عبد البر وهو من كبار أتباع الإمام مالك وشارح موطأه قد اعتذر لمالك ولم يتابعه في هذه المسألة ,
بل هذا ابن رشد الحفيد أحد المالكية المعروفين يعتذر لمالك أيضاً فيقول :
وأما الست من شوال فقد ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن مالكاً كره ذلك إما مخافة أن يلحق الناس برمضان ما ليس في رمضان وإما لأنه لعله لم يبلغه الحديث أو لم يصح عنده وهو الأظهر
قال شيخ الإسلام: وكان أحمد ينكر على من ينكرها ... إلخ
قال الصنعاني: بعدما أورد قول مالك أنه بعد ثبوت النص بذلك لا حكم لهذه التعليلات ثم اعتذر لمالك بقول ابن عبدالبر
قال العلامة ابن عثيمين: كره بعض العلماء صيام أيام الستة كل عام مخافة أن يظن العامة أن صيامها فرض ، وهذا أصل ضعيف غير مستقيم لأنه لو قيل به لزم كراهة الرواتب التابعة للمكتوبات، أن تصلى كل يوم وهذا اللازم باطل وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم والمحذور الذي يخشى منه يزول بالبيان
وقال في بدائع الصنائع: قال أبو يوسف كانوا يكرهون أن يتبعوا رمضان صومًا خوفًا أن يلحق ذلك بالفريضة وكذا روي عن مالك .والإتباع المكروه هو أن يصوم يوم الفطر ويصم بعده خمسة أيام فأما إذا أفطر يوم العيد ثم صام بعده ستة أيام فليس بمكروه بل هو مستحب وسنة
أتباع مالك وأبو حنيفة التمسوا الأعذار لهؤلاء الأئمة فتارةً يعتذرون بعدم وصول الحديث إليهم, وهو الأقرب ,وتارةً يفسرون الكراهية فيمن يعتقدون الوجوب, وتارةً يحملون قولهم على من وصل الست برمضان بدون فصل فصام يوم العيد. واعتذروا لسلفهم ,

حسن المطروشى الاثرى
2021-05-15, 09:42 PM
وفقكم الله

حسن المطروشى الاثرى
2021-05-31, 10:28 PM
هل يقال معاوية رضي الله عنه خال المؤمنين !


(وليس المراد بكونهن أمهات المؤمنين أنه يجوز لهن التكشف لهم كتكشف الأم لأولادها، بل المراد به التشبه بالأمهات في التحريم، وبنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يشبهن أخوات المؤمنين؛ لأنه لو كان كذلك لحرمن كما حرم زوجاته، لكن يقال: هن بنات أمهات المؤمنين، ومن ذلك لا يقال: معاوية خال المؤمنين، بل نقتصر على ما جاء التوقيف به ولا نتعداه)

إمام الحرمين الجويني - رحمه الله -، نهاية المطلب، ٢٣/١٢.

محمدعبداللطيف
2021-06-01, 02:47 AM
هل يقال معاوية رضي الله عنه خال المؤمنين !


بارك الله فيك
إطلاق لقب " خال المؤمنين " – باعتبار أن أخته أم حبيبة أم المؤمنين – فقد ثبت هذا عن بعض أئمة أهل السنَّة ، وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .


ومن ذلك لا يقال: معاوية خال المؤمنين، بل نقتصر على ما جاء التوقيف به ولا نتعداه)إمام الحرمين الجويني - رحمه الله -، نهاية المطلب، ٢٣/١٢
.بل يقال معاوية خال المؤمنين
عن أبي طالب أنه سأل أبا عبد الله – أحمد بن حنبل - أقول : " معاوية خال المؤمنين " و " ابن عمر خال المؤمنين " ؟ قال : نعم ، معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما ، وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما ، قلت : أقول معاوية خال المؤمنين ؟ قال : نعم .
" السنَّة " للخلال ( 2 / 433 ) طبعة دار الراية .
وعن هارون بن عبد الله أنه قال لأبي عبد الله – أحمد بن حنبل - : جاءني كتاب من " الرقة " أن قوماً قالوا : لا نقول معاوية خال المؤمنين ، فغضب ، وقال : ما اعتراضهم في هذا الموضع ؟ يُجْفَوْن حتى يتوبوا .
" السنَّة " للخلال ( 2 / 434 ) .
وعن محمد بن أبي هارون ومحمد بن أبي جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال : وجهنا رقعة إلى أبي عبد الله – أحمد بن حنبل - ما تقول رحمك الله فيمن قال لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟ قال أبو عبد الله : هذا قول سوء رديء ، يجانبون هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، ونبين أمرهم للناس .
" السنَّة " للخلال ( 2 / 434 ) .
...وأخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال قلت حصول بن حنبل أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم :"كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي". قال بلى قلت وهذه لمعاوية قال نعم له صهر ونسب قال وسمعت بن حنبل: يقول ما لهم ولمعاوية نسأل الله العافية ".إسناده صحيح.
كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء الثاني / ص 222: " وقد كان لأم حبيبة حرمة وجلالة ولا سيما في دولة أخيها ولمكانه منها قيل له خال المؤمنين".

"أخبرني أحمد بن محمد بن مطر و زكريا بن يحيى أن أبا طالب حدثهم أنه سأل أبا عبد الله أقول معاوية خال المؤمنين وابن عمر خال المؤمنين قال نعم معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما قلت أقول معاوية خال المؤمنين قال نعم ". إسناده صحيح.

(وليس المراد بكونهن أمهات المؤمنين أنه يجوز لهن التكشف لهم كتكشف الأم لأولادها، بل المراد به التشبه بالأمهات في التحريم، وبنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يشبهن أخوات المؤمنين؛ لأنه لو كان كذلك لحرمن كما حرم زوجاتهنعم بيان ذلك
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية): ومن علماء السنة من قال لا يُطلَق على إخوة الأزواج أنهم أخوال المؤمنين، فإنه لو أطلق ذلك لأطلق على أخواتهن أنهن خالات المؤمنين، ولو كانوا أخوالا وخالات لحرم على المؤمنين أن يتزوج أحدهم خالته، وحرم على المرأة أن تتزوج خالها، وقد ثبت بالنص والإجماع أنه يجوز للمؤمنين والمؤمنات أن يتزوجوا أخواتهن وإخوتهن، كما تزوج العباس أم الفضل أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين، وَوُلد له منها عبد الله والفضل وغيرهما، وكما تزوج عبد الله بن عمر وعبيد الله ومعاوية وعبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن أبي بكر مَن تزوجوهن مِن المؤمنات، ولو كانوا أخوالا لهن لما جاز للمرأة أن تتزوج خالها. قالوا: وكذلك لا يطلق على أمهاتهن أنهن جدات المؤمنين، ولا على آبائهن أنهم أجدد المؤمنين، لأنه لم يثبت في حق الأمهات جميع أحكام النسب وإنما ثبت الحرمة والتحريم،
وأحكام النسب تتبعض، كما يثبت بالرضاع التحريم والمحرمية،
ولا يثبت بها سائر أحكام النسب،
وهذا كله متفق عليه،
والذين أطلقوا على الواحد من أولئك أنه خال المؤمنين لم ينازعوا في هذه الأحكام،
ولكن قصدوا بذلك الإطلاق أن لأحدهم مصاهرة مع النبي صلى الله عليه وسلم،
واشتهر ذكرهم لذلك عن معاوية رضي الله عنه كما اشتهر أنه كاتب الوحي، وقد كتب الوحي غيره، وأنه رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أردف غيره،
فهم لا يذكرون ما يذكرون من ذلك لاختصاصه به، بل يذكرون ما له من الاتصال بالنبي صلى الله عليه وسلم كما يذكرون في فضائل غيره ما ليس من خصائصه، كقوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. وقوله (يعني عليا): إنه لعهد النبي الأمي إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. وقوله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي. فهذه الأمور ليست من خصائص علي، لكنها من فضائله ومناقبه التي تعرف بها فضيلته،
واشتهر رواية أهل السنة لها ليدفعوا بها قدح مَن قدح في علي وجعلوه كافرا أو ظالما من الخوارج وغيرهم.
ومعاوية أيضا لما كان له نصيب من الصحبة والاتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم،
وصار أقوام يجعلونه كافرا أو فاسقا ويستحلون لعنته ونحو ذلك،
احتاج أهل العلم أن يذكروا ما له من الاتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم ليُرعى بذلك حق المتصلين برسول الله صلى الله عليه وسلم بحسب درجاتهم. اهـ
منهاج السنة النبوية لابن تيمية [4 /208]

يوسف بن سلامة
2021-06-01, 07:36 AM
وصار أقوام يجعلونه كافرا أو فاسقا
ويستحلون لعنته ونحو ذلك
احتاج أهل العلم أن يذكروا ما له من الاتصال
برسول الله صلى الله عليه وسلم
ليُرعى بذلك حق المتصلين برسول الله صلى الله عليه وسلم
بحسب درجاتهم . اهـ

منهاج السنة النبوية لابن تيمية [4 /208]


وكفى بالله حسيباً

وبعد

أحد أولادي اسميته معاوية حباً لمعاوية وتعظيماً له
وذباً عن دينه الذي أدين الله به دين الإسلام .

والناس لا يعرفون إلا من علم معنى معاوية عند العرب .
معناه المنقذ من الهلكة أو نحو ذلك .

وأرادوا قاتلهم الله أنا يؤفكون بكل حيلة وقتيلة
أن يطفئوا نور إيمانه في قلوب المؤمنين
وعلمه وهداه وحنكته في الحكم وجهاده ودهائهه في الإماره .
تعاورت الرافضة على ثلاثة جبال علم وهدى بين المؤمنين كافة
أمنا الطاهرة عائشة وأبو هريرة محدث الإسلام ومعاوية خال المؤمين .
وجعلوا منهم ثلاثة معاول لهدم الإسلام
لهدم صورة رسول الله بإتهام فراشه صلى الله عليه وسلم
وتكذيب أبي هريرة أكثر زوامل الصحابة حملاً لأحاديث رسول الله
وتقليل معاوية وصهره في بوتقة النفاق ونفوس المسلمين
لجهاده وإتساع رقعة الدعوة في عهده
وقوة السنة بعد فتنة كادت أن تطيح بالإسلام وتمزق المسلمين
لولا رحمة الله ووعدة بحفظ هذا الدين
وإعلاء مجد الصحابة
وحفظ تقريره سبحانه بأنهم خير أمة أخرجت للناس .

أشهد الله تعالى أني أحبه في الله .
من كتاب الوحي كان .
من أمناء الأمة وعظمائها هو .

وهؤلاء الذين يكرهونه فبعزه الله لا بزنون شسع نعله .
وقد نبأنا الله من أخبارهم .

الله أكبر ولله الحمد ،،،

محمدعبداللطيف
2021-06-01, 11:30 PM
وكفى بالله حسيباً

وبعد

أحد أولادي اسميته معاوية حباً لمعاوية وتعظيماً له
وذباً عن دينه الذي أدين الله به دين الإسلام .

والناس لا يعرفون إلا من علم معنى معاوية عند العرب .
معناه المنقذ من الهلكة أو نحو ذلك .

وأرادوا قاتلهم الله أنا يؤفكون بكل حيلة وقتيلة
أن يطفئوا نور إيمانه في قلوب المؤمنين
وعلمه وهداه وحنكته في الحكم وجهاده ودهائهه في الإماره .
تعاورت الرافضة على ثلاثة جبال علم وهدى بين المؤمنين كافة
أمنا الطاهرة عائشة وأبو هريرة محدث الإسلام ومعاوية خال المؤمين .
وجعلوا منهم ثلاثة معاول لهدم الإسلام
لهدم صورة رسول الله بإتهام فراشه صلى الله عليه وسلم
وتكذيب أبي هريرة أكثر زوامل الصحابة حملاً لأحاديث رسول الله
وتقليل معاوية وصهره في بوتقة النفاق ونفوس المسلمين
لجهاده وإتساع رقعة الدعوة في عهده
وقوة السنة بعد فتنة كادت أن تطيح بالإسلام وتمزق المسلمين
لولا رحمة الله ووعدة بحفظ هذا الدين
وإعلاء مجد الصحابة
وحفظ تقريره سبحانه بأنهم خير أمة أخرجت للناس .

أشهد الله تعالى أني أحبه في الله .
من كتاب الوحي كان .
من أمناء الأمة وعظمائها هو .

وهؤلاء الذين يكرهونه فبعزه الله لا بزنون شسع نعله .
وقد نبأنا الله من أخبارهم .

الله أكبر ولله الحمد ،،،



بارك الله فيك

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-03, 04:07 PM
وفقكم الله

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-09, 10:45 PM
تناقض بين مقالتين كلاهما طرفي نقيض

قال الفرنسي بيير كوري ( لو لم تحرق كتب المسلمين لكنا نتجول اليوم بين المجرات )

وللجبرتي كلاما حول سرقة الاستعمار مكتبة والده من قبل الاستعمار / الطريق الى ثقافتنا

محمدعبداللطيف
2021-06-10, 01:12 PM
قال الفرنسي بيير كوري ( لو لم تحرق كتب المسلمين لكنا نتجول اليوم بين المجرات )

لا شك فى فضل التراث الاسلامى والحضارة الاسلامية على جميع النواحى الدينية والسياسية والاجتماعية والادبيه بل و حتى العلوم الفلكية بل وفى جميع النواحى يظهر فضل الاسلام ولا شك ايضا فى فضل الحضارة الاسلامية في الأندلس و ما قدمته للأمة الإسلامية وللبشرية

قال الفرنسي بيير كوري ( لو لم تحرق كتب المسلمين لكنا نتجول اليوم بين المجرات ) هذا الكلام فيه نظر
هل فعلاً تم فقدان وضياع جزء من الموروث العلمي ووالفلكى والطبي بعد سقوط الأندلس (بالإحراق) على يد الفرنجة كما حصل بإتلاف الكتب (بالإغراق) على مغول الشرق عند حادثة سقوط بغداد
، الحدث الكبير الذي حدث لبلاد الأندلس مما يسمى حروب الاسترداد من قبل الجيوش الصليبية والذي استمر لعدة قرون نجد أننا نختزله في نقطة ومرحلة ما من الزمن نسميها (سقوط الأندلس) ونختزلها في حادثة سقوط مملكة غرناطة التي حدثت عام 1492 ميلادي.
في الواقع بداية مشوار الانحدار والزوال العربي في الأندلس حصل قبل ذلك بحوالي أربعة قرون عندما كانت مدينة طليطلة هي أول دويلة من دويلات الطوائف تقع في عام 1085م تحت حكم النصارى ملوك قشتالة.
ما يهمنا هو مصير الكتب العلمية العربية بعد الاجتياحالصليبى وهل كان مصيرها الإحراق أو الإغراق كما حصل بعد سقوط بغداد؟ من الثوابت التاريخية المؤكدة أن مدينة طليطلة بالذات بعد سقوطها في يد النصارى أصبحت أهم جسر ومعبر تم فيه نقل العلوم العربية إلى أوروبا (بالإضافة لجزيرة صقلية). وعندما أصبحت طليطلة هي العاصمة الجديدة لمملكة قشتالة وليون حرص حاكمها الجديد ألفونسو السادس أن يجعلها قبلة العلماء والرحالة من جميع أقطار أوروبا وكانت وسيلة جذبهم ليس بريق الذهب ولكن إشراق صفحات المخطوطات العربية. في نهاية القرن الحادي عشر عند سقوط طليلطة لم يكن مصير الكتب العلمية العربية الإحراقولكن تمت ترجمتها من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية وبهذا كانت تلك الكتب وتلك المدينة محفوظة . وكتب التاريخ الغربية تذكر أسماء عشرات العلماء والمترجمين الذين أقاموا في مدينة طليطلة وقاموا بحركة الترجمة ويكفي للإشارة لتفنيد زعم أن الكتب العلمية العربية قد ضاعت عند سقوط الأندلس أن نشير بأن المترجم الإيطالي جيرارد الكريموني الذي عاش في طليطلة قام لوحده بترجمة سبعة وثمانين كتاباً من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية. أما الكتب العلمية التي ترجمها جيرارد فهي لأبرز الفلاسفة والعلماء مثل الرازي وابن سينا والخوارزمي وابن الهيثم وجابر بن حيان والفارابي والكندي وثابت بن قره في حين أن ترجمته شملت أمهات الكتب العربية الكبرى حيث ترجم أربعة وعشرين كتاباً في الطب وسبعة عشر كتاباً في الهندسة والرياضيات والبصريات و12 كتاب في الفلك وسبعة كتب في الكيمياء. الكتب المترجمة باللغة اللاتينية لهذه المراجع العلمية العربية ما زالت معروضة حتى اليوم في مكتبة طليطلة بينما المخطوطات العربية الأصلية يمكن العثور عليها في العديد من المكتبات الكبرى في إسبانيا. ونخص بالذكر مكتبة الإسكوريال الشهيرة والواقعة في ضواحي مدينة مدريد والتي تحتوي على عدة آلاف من المخطوطات العربية لدرجة أنه صدر كتاب من ثلاثة أجزاء لإعطاء قائمة وفهرسة لهذه المخطوطات العربية الوفيرة.
أمر آخر تجدر الإشارة إليه وهو أن قمة ما يسمى (العصر الذهبي للعلوم العربية) كان خلال القرن الثالث والرابع الهجري وفيه ظهر أغلب العلماء والأطباء الكبار في تاريخ الإسلام ومن حسن الحظ أن أغلب الكتب العلمية العربية معروفة ومخطوطاتها محفوظة ولم يضع منها شيء مهم. قبل قرن من سقوط مدينة طليطلة وقبل حوالي ثلاثة قرون من سقوط بغداد ظهر كتاب الفهرست لابن النديم وذلك عام 377 هجري وفي هذا الكتاب أحصى ابن النديم أسماء أكثر من ثمانية آلاف كتاب لأكثر من ألفين مؤلف، المئات منهم من مشاهير علماء الإسلام وباستعراض كتاب ابن النديم ربما لا نجد كتب عربية مهمة ومحورية ضاعت وتلاشت بسبب أعداء الإسلام.[منقول بتصرف]

أما الكتب العلمية التي ترجمها جيرارد فهي لأبرز الفلاسفة والعلماء مثل الرازي وابن سينا والخوارزمي وابن الهيثم وجابر بن حيان والفارابي والكندي وثابت بن قره في حين أن ترجمته شملت أمهات الكتب العربية .......... في الطب وسبعة عشر كتاباً في الهندسة والرياضيات والبصرياتانا طبعا اخى الفاضل حسن المطروشى الاثرى اتكلم عن بعض العلوم مثل الفلك والهندسة والحساب والرياضيات التى برز فيها هؤلاء الفلاسفة ولم اتكلم عن الناحية الدينية لهولاء فالفلاسفة من أشد الناس كفرا بالكتاب والسنة
وعلى سبيل المثال
إن الفارابي من الذين اشتغلوا بالفلسفة والمنطق الأرسطي فَضَلُّوا وأضلوا من بعدهم، ولقد ذكره الإمام ابن القيم في كتابه (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان) بعد أن ذكر أرسطو وكفره بالله وتعظيم أتباعه له وتلقيبهم إياه المعلم الأول، قال: والمقصود أن الملاحدة درجت على إثر هذا المعلم الأول، حتى انتهت نوبتهم إلى معلمهم الثاني أبي نصر الفارابي... وكان على طريقة سلفه في الكفر بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. انتهى ملخصاً. وأما الكندي، فقد كانت له مصنفات في المنطق والنجوم والفلسفة، قال عنه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: كان يقال له فيلسوف العرب، وكان متهماً في دينه بخيلاً ساقط المروءة. انتهى.
وأما ابن سينا فقد كفره بعض العلماء منهم الإمام الغزالي وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم، وراجع الفتوى رقم: 53754 (https://www.islamweb.net/ar/fatwa/53754/ابن-سينا-في-الميزان)، ولكن نقل الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن خلكان أنه تاب في آخر حياته، فقال: ثم اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم، وأعتق مماليكه، وجعل يختم القرآن في كل ثلاث، ثم مات يوم الجمعة في رمضان...انتهى، فالله أعلم بحاله.
هذه نبذه عن هولاء

وللجبرتي كلاما حول سرقة الاستعمار مكتبة والده من قبل الاستعمار
يقول المؤرخ البريطاني هوبل: “إن أردت أن تلغي شعباً ما تبدأ أولاً بشل ذاكرته، ثم تلغي كتبه وثقافته وتاريخه، ...، وتخترع تاريخاً ,,, وتمنع أي كُتب أخرى عندئذ ينسى هذا الشعب من كان وماذا كان وينساه العالم
وقد فعلوا بأيادى عربية هذا المخطط وعبثوا بالتاريخ الاسلامى فى المناهج الدراسية والتعليمية والاعمال الفنية والتمثيلية وفى الاعلام المسموع والمرئى كل هذا ليس باحراق الكتب ولكن بالتزييف والتضليل والكذب والتحريف وحركة التغريب التى قام بها أدباء ومفكرين من بنى جلدتنا

وهذم نبذه عن دعاة التغريب الذى هو أشد وقعا من احراق الكتب فى الاندلس او بالاغراق لمكتبة بغداد
على رأس هؤلاء
طه حسين كان عميلا وفيا للغرب محاربا لله ولرسوله ولدين الإسلام مفضلا الغرب وحضارته على الإسلام ونوره فهو مرة يهاجم اللغة العربية ويفضل عليها اللاتينية واليونانية ومرة يدعو إلى التجديد وهو السير سير الأوربيين في كل شيء ومرة يهاجم الفتح الإسلامي ويعتبره غزوا واحتلالا لمصر التي لم تسترد حريتها إلا حين رجعت إلى حضارتها الفرعونية – بزعمه – وقد سماه الرافعي " المبشر طه حسين" و " المستر طه حسين" بدلا عن لقبه الأوربي "عميد الأدب العربي"
ومما يذكر أن طه حسين لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة في كتابه " في الشعر الجاهلي" وكرر في كتبه أن القرآن الكريم من الأساطير.
وأما كتابه" في الشعر الجاهلي" فقد كان حاداً جاداً في السخرية بالقرآن الكريم والإشادة بالإلحاد الغربي والزندقة وقد حاكمه مجلس البرلمان في مصر وصدر الحكم بتكفيره وإتلاف كتابه وفصله من الجامعة ولكن القوى التي كانت تدفعه إلى هذا تدخلت لحمايته فأُعيد إلى عمله ورُفع ليكون مديراً للجامعة ثم وزيرا للمعارف ليكمل مهمته من مظلة السلطة.
وكانت لطه حسين صلات حميمة بكثير من مشاهير أعداء الإسلام مثل " كازانوفا" و"مرجليوث" و"ماسينون" و"بلاشير" وغيرهم من أصدقائه الذين يفتخر بصداقتهم وقد استورد كثيرا من المستشرقين والمنصرين الحاقدين استوردهم للتدريس بالجامعة – بحكم وظيفته – وقرب اليهود والنصارى واتخذهم بطانة له.

وإذا كان دعاة التغريب قد جرؤا على محاربة كتاب الله عز وجل وانتقدوه وشككوا فيه إتباعا لمشايخهم من المنصرين والمستشرقين، فما الظن بهم بالنسبة للسنة الشريفة على صاحبها أزكى الصلاة والسلام تلك السنة الغراء التي أقلقت أعداء الإسلام وضاقوا بها ذرعا وخططوا الخطط المتلاحقة والمؤتمرات المتتابعة للتشاور في أمرها وكيفية القضاء عليها ومع تلك المحاولات المستميتة إلا أن السنة النبوية ظلت على صفائها ونقائها ولمعان نورها الذي يكاد يخطف أبصار الذين كفروا.
وقد ذكر الشيخ " محمد حامد الناصر" في كتابه (العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب) من (ص133: 137).بعض دعاة التغريب وذكر منهم من اشتهر أمره بالانحياز للغرب والحضارة الغربية مثل " أحمد أمين" و"محمود أبو رية" و "محمد توفيق صدقي" وإسماعيل أدهم" والشاعر" أحمد زكي أبو شادي" و" صالح أبو بكر"
لعل القارئ الكريم قد أدرك مما سبق إيراده أن المستشرقين لم يكونوا أمناء ولا أصحاب بحوث علمية مجردة عن التعصب – كما زعموا – بل إنهم غزاة العقول ومعاول الهدم قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ [آل عمران:18]
وقد عرف المسلمون كثيرا من حيلهم وأساليبهم الماكرة وعرفوا منهجهم في كتابتهم عن الإسلام والمسلمين وأنها كانت تنفث حقدا وعصبية وأنهم جواسيس لشعوبهم الغربية ولدياناتهم المحرفة وأن ما تظاهروا به من ود وموضوعية ونزاهة فيما يكتبون إنما هو تغرير يقصد به ذر الرماد في العيون ولا أدل على هذا من أنهم لا يستدلون على ما يوردونه عن الإسلام والمسلمين إلا ما يوافق أهواءهم ولا من الأحاديث إلا الساقط منها المفترى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعارضون بها جادين الأحاديث الصحيحة بل والآيات الكريمة من كتاب الله تعالى ويجعلون ذلك من التناقض الموجود في الشريعة المحمدية – بزعمهم – مع أنهم يعرفون تماما أن ما يستدلون به لتشويه الإسلام هو واه كبيت العنكبوت ولكن لا حيلة لهم إلا ذلك.
فإذا وجدوا أدنى شبهة تشبثوا بها وضخموها وصدق بعضهم بعضا في إيرادها على التفسير الذي يرتضونه ولا ينظرون فيها نظرة الفاحص الطالب للحقيقة ولهذا تجد – أخي القارئ – تفسيرات باطلة ومحرفة لنصوص كثيرة سواء كانت في تفسير كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أوفي التاريخ الإسلامي أو الفقه أو غير ذلك ثم يقدمونه للناس على أنه بيان للإسلام وتعاليمه.
ولم يقف الأمر عند تفسير النصوص ولكن جاءوا بما هو أدهى من ذلك إذ أنهم يضعون القضية التي يريدون إلقاءها يصنعونها من تلقاء أنفسهم على أنها محسوبة على الإسلام والمسلمين ثم بعد ذلك يتصيدون لها الأدلة والشبهات والأقوال ويصولون ويجولون حولها حتى يقتنع من لا خبرة له بمكرهم أنهم على شيء وأنهم فطاحل بحث وتحقيق ونزاهة وأن ما قالوه عن الإسلام صحيح لا مرية فيه.[موسوعة المذاهب الفكرية]
فالحرب مستمرة على التاريخ الاسلامى منذ زمن بعيد سواء بالاحراق او الاغراق- او بالتزييف كما فى عصرنا الحاضر

وإِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد ِ

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-10, 01:20 PM
جزاك الله خيرا شيخ محمد كفيت ووفيت وفقك الله لما يحبه ويرضاه

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-12, 04:07 PM
جاء في صحيح مسلم " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لو كان ذلك _ الغِيْلة _ ضارا ضر فارس والروم . "
قال القرطبي رحمه الله تعالى :
( وقوله :" لو كان ذلك ضارا ضر فارس والروم" *دليل : على أن الأصل في نوع الإنسان المساواة في الجِبلات والخَلق ، وإن جاز اختلاف العادات والمناشئ .* )

" المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم "
( ٤ / ١٧٥)

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-12, 10:54 PM
و من أجل هذا لما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية متى يُعدُّ الرجل من أهل الأهواء ؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
كل من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة وما أجمع عليه علماء الأمة خلافا لا يُعذَى فيه ، فهذا الذي يُعامل بما يعامل به أهل الأهواء والبدع

يوسف بن سلامة
2021-06-12, 11:05 PM
و من أجل هذا لما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية متى يُعدُّ الرجل من أهل الأهواء ؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
كل من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة وما أجمع عليه علماء الأمة خلافا لا يُعذَى فيه ، فهذا الذي يُعامل بما يعامل به أهل الأهواء والبدع

ما معنى يُعذَى

بارك الله فيكم ،،،

محمدعبداللطيف
2021-06-12, 11:57 PM
جاء في صحيح مسلم " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لو كان ذلك _ الغِيْلة _ ضارا ضر فارس والروم . "


السؤال
ما حكم الغيلة في الإسلام ؟.
الجواب
الحمد لله.
" الغِيلة " قيل هي : وطء الزوجة المرضع ، وقيل هي : إرضاع الحامل لطفلها .
وقد ثبت في صحيح مسلم (1442) أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلا يَضُرُّ أَوْلادَهُمْ ) .
قال النووي :
" اختلف العلماء في المراد بالغيلة في هذا الحديث , فقال مالك في الموطأ والأصمعي وغيره من أهل اللغة : أن يجامع امرأته وهي مرضع ، وقال ابن السكيت : هو أن ترضع المرأة وهي حامل .
قال العلماء : سبب همِّه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها أنه يخاف منه ضرر الولد الرضيع ، قالوا : والأطباء يقولون : إن ذلك اللبن داء ، والعرب تكرهه وتتقيه .
وفي الحديث جواز الغيلة فإنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها , وبين سبب ترك النهي " " شرح مسلم " ( 10 / 17 ، 18 ) .
وروى مسلم (1443) عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( إِنِّي أَعْزِلُ عَنْ امْرَأَتِي . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : أُشْفِقُ عَلَى وَلَدِهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ كَانَ ذَلِكَ ضَارًّا ضَرَّ فَارِسَ وَالرُّومَ ) .
ولم يأتِ ما يخالف هذه الإباحة إلا حديث ضعيف رواه أبو داود (3881) وابن ماجه (2012) عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها ، فيه : نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيلة .
والحديث : ضعفه الشيخ الألباني في " ضعيف سنن أبي داود " .
وذكر ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن الأحاديث الدالة على الإباحة ثم قال : " وهذه الأحاديث أصح من حديث أسماء بنت يزيد ، وإن صح حديثها فإنه يحمل على الإرشاد والأفضلية ، لا التحريم " انتهى بتصرف .
وقال أيضاً في " زاد المعاد " ( 5 / 147 ، 148 ) :
" ولا ريب أن وطء المراضع مما تعم به البلوى ، ويتعذر على الرجل الصبر عن امرأته مدة الرضاع ، ولو كان وطؤهن حراماً لكان معلوماً من الدين ، وكان بيانه من أهم الأمور ، ولم تهمله الأمة ، وخير القرون ، ولا يصرح أحد منهم بتحريمه ، فعلم أن حديث أسماء على وجه الإرشاد والاحتياط للولد ، وأن لا يعرضه لفساد اللبن بالحمل الطارئ عليه " انتهى .
والحاصل : أن الغيلة ليست حراما ولا مكروهة ، حيث لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها ، ومَنْ تركها على سبيل الاحتياط للولد فلا حرج عليه .
****************
السؤال
قرأت حديثا ثبت في "صحيح مسلم"، أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلا يَضُرُّ أَوْلادَهُمْ ). فهل معنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يشرع من نفسه، ويمكنه الرجوع عن التشريع الذى كان سيشرعه؛ فقد كان ينتوى صلى الله عليه وسلم أن ينهى عن الغيلة ثم تراجع؛ لأنه رأى أولاد الروم بصحة جيدة ؟ فكيف إن لم يرهم فهل كان سينهى عن الغيلة ؟ وهل يستنبط من هذا الحديث أن هناك تشريعات اجتهادية من النبي صلى الله عليه وسلم دون وحي ؟
الجواب
الحمد لله.
روى مسلم (1442) عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، أُخْتِ عُكَّاشَةَ، قَالَتْ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أُنَاسٍ وَهُوَ يَقُولُ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ، فَنَظَرْتُ فِي الرُّومِ وَفَارِسَ، فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلَادَهُمْ، فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ ذَلِكَ شَيْئًا .
والغيلة لها معنيان: أن يجامع الرجل امرأته وهي مرضع، أو أن تُرضع المرأة وهي حامل.
وسبب هم النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن الغيلة، هو الخوف على الرضيع أو الحمل.
وهذا الحديث دليل على جواز الاجتهاد من نبينا صلى الله عليه وسلم فيما لم يرد فيه وحي إليه، فيجتهد كما يجتهد غيره من المجتهدين وهو سيدهم وإمامهم وأعلمهم وأفقههم، لكنه معصوم، فلو أخطأ لم يُقر على خطئه.
فإذا كان مبلغا لما أوحى الله إليه: فالعصمة حاصلة ابتداء، وإذا كان مجتهدا في حكمه صلى الله عليه وسلم: فالعصمة حاصلة انتهاء.
قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (10/ 16): " واختلف العلماء في المراد بالغيلة في هذا الحديث ، وهي الغِيل. فقال مالك في الموطأ والأصمعي وغيره من أهل اللغة: أن يجامع امرأته وهي مرضع، يقال منه أغال الرجل، وأَغْيَل، إذا فعل ذلك. وقال ابن السكيت: هو أن ترضع المرأة وهي حامل، يقال منه غالت وأغيلت.
قال العلماء: سبب همه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها أنه يخاف منه ضرر الولد الرضيع. قالوا: والأطباء يقولون: إن ذلك اللبن داء، والعرب تكرهه وتتقيه.
وفي الحديث: جواز الغيلة، فإنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها، وبين سبب ترك النهي.
وفيه: جواز الاجتهاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال جمهور أهل الأصول، وقيل لا يجوز لتمكنه من الوحي، والصواب الأول" انتهى.
وقال الإمام أبو الوليد الباجي رحمه الله: " وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لقد هممت أن أنهى عن الغيلة ) : يدل على أنه قد كان يقضي ويأمر وينهى بما يؤديه إليه اجتهاده ، دون أن ينزل عليه شيء، ولذلك همَّ أن ينهى عن الغيلة ، لما خاف من فساد أجساد أمته وضعف قوتهم من أجلها ، حتى ذكر أن فارس والروم تفعل ذلك فلا يضر أولادهم ذلك .
يحتمل أن يريد - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يريد أن يضر ضررا عاما، وإنما يضر في النادر ؛ فلذلك لم ينه عنه ، ولم يحرمه ، رفقا بالناس ، لما في ذلك من المشقة على من له زوجة واحدة ، فيمتنع من وطئها مدة ، فتلحقه بذلك المشقة ، وهذه مشقة عامة ، فكانت مراعاتها أرفق بأمته من المشقة الخاصة التي لا تلحق إلا اليسير من الأطفال . والله أعلم .
قال ابن حبيب العرب تتقي وطء المرضع أن يعود من ذلك ضرر على الولد صريح في جسم أو علة." انتهى من "المنتقى شرح الموطأ" (4/156).
ولا شبهة في ذلك ، ولا إشكال بحمد الله، فالغالب والأكثر أن تصدر الأحكام منه صلى الله عليه وسلم بناء على الوحي، وفي القليل النادر يجتهد صلى الله عليه وسلم في بعض الأمور، وينسبها لنفسه، ويعلم أصحابه أن ذلك اجتهاده ، ولهذا تراهم يراجعونه فيه كما في أسارى بدر، ثم يحصل إقرار الوحي له أو مراجعته فيه، وقد يجتهد في الهم بشيء ثم يدعه كما في هذا الحديث.-المصدر الاسلام سؤال وجواب

أن الأصل في نوع الإنسان المساواة في الجِبلات والخَلقلما كان نوع الانسان فى الخلقة متساوى قاس عدم الضرر على فارس والروم

محمدعبداللطيف
2021-06-13, 12:11 AM
و من أجل هذا لما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية متى يُعدُّ الرجل من أهل الأهواء ؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
كل من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة وما أجمع عليه علماء الأمة خلافا لا يُعذَى فيه ، فهذا الذي يُعامل بما يعامل به أهل الأهواء والبدع
نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه علماء الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل الاهواء البدع
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا كسائر الأمور المعلومة بالاضطرار عند أهل العلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان غيرهم يشك فيها أو ينفيها؛ كالأحاديث المتواترة عندهم في شفاعته، وحوضه، وخروج أهل الكبائر من النار، والأحاديث المتواترة عندهم في الصفات، والقدر، والعلو، والرؤية، وغير ذلك من الأصول التي اتفق عليها أهل العلم بسنته كما تواترت عندهم عنه، وإن كان غيرهم لا يعلم ذلك؛ كما تواتر عند الخاصة - من أهل العلم عنه - الحكم بالشفعة، وتحليف المدعى عليه، ورجم الزاني المحصن، واعتبار النصاب في السرقة، وأمثال ذلك من الأحكام التي ينازعهم فيها بعض أهل البدع. ولهذا كان أئمة الإسلام متفقين على تبديع من خالف في مثل هذه الأصول؛ بخلاف من نازع في مسائل الاجتهاد التي لم تبلغ هذا المبلغ"اهـ (مجموع الفتاوى 4/425)

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-13, 01:09 PM
ولعل الحد الذي ذكره استقاه من الالكائي والإمام احمد رحمهم الله تعالى

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-19, 12:38 PM
ماذا أكثر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من التصنيف في مسائل الاعتقاد والرد على المخالفين؟.


قال البزَّار عن شيخ الإسلام: "ولقدْ أكثر - رضي الله عنه - التصنيفَ في الأصول، فضلاً عن غيرها مِن بقيَّة العلوم، فسألتُه عن سببِ ذلك، والتمستُ منه تأليفَ نصٍّ في الفقه، يجمع اختياراتِه وترجيحاتِه؛ ليكون عمدةً في الإفتاء،

فقال لي ما معناه: الفروعُ أمرُها قريب، ومتى قلَّد المسلمُ فيها أحدَ العلماء المقلَّدين، جازَ له العملُ بقوله ما لَم يتيقَّن خطأَه، وأمَّا الأصول: فإنِّي رأيتُ أهلَ البِدع والضلالات والأهواء؛
كالمتفلسفة، والباطنية، والملاحِدة، والقائلين بوَحدةِ الوجود، والدهرية، والقدرية، والنُّصيريَّة، والجهميَّة، والحلولية، والمعطِّلة، والمجسِّمة، والمشبِّهة، والراوندية، والكلاَّبية، والسليميَّة، وغيرهم مِن أهل البدع؛
قد تجاذبوا فيها بأَزِمَّة الضلال، وبان لي أنَّ كثيرًا منهم إنما قصَد إبطال الشريعة المقدَّسة المحمديَّة، الظاهرة العليَّة على كلِّ دِين، وأنَّ جمهورهم أوقع الناسَ في التشكيك في أصولِ دِينهم.
ولهذا قلَّ أنْ سمعت أو رأيت مُعرِضًا عن الكتاب والسُّنة، مُقبِلاً على مقالاتهم إلا وتَزندَق، أو صار على غير يَقينٍ في دِينه واعتقاده.

فلما رأيتُ الأمرَ على ذلك، بان لي أنَّه يجب على كلِّ مَن يقدِر على دفْع شُبهتهم وأباطيلهم، وقطْع حُجَّتهم وأضاليلهم، أنْ يبذل جهدَه؛ ليكشف رذائِلَهم، ويزيِّف دَلائلهم؛ ذبًّا عن الملة الحنيفيَّة، والسُّنة الصحيحة الجليَّة... فهذا ونحوه؛ هو الذي أوجب أنِّي صرفتُ جلَّ همِّي إلى الأصول، وألْزمني أن أوردتُ مقالاتهم، وأجبتُ عنها بما أنعمَ الله تعالى به مِن الأجوبة النقليَّة والعقليَّة ".

الأعلام العلية، للبزار، ( ص:

محمدعبداللطيف
2021-06-19, 02:13 PM
ماذا أكثر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من التصنيف في مسائل الاعتقاد والرد على المخالفين؟.

قال البزَّار عن شيخ الإسلام: "ولقدْ أكثر - رضي الله عنه - التصنيفَ في الأصول، فضلاً عن غيرها مِن بقيَّة العلوم، فسألتُه عن سببِ ذلك، والتمستُ منه تأليفَ نصٍّ في الفقه، يجمع اختياراتِه وترجيحاتِه؛ ليكون عمدةً في الإفتاء،

فقال لي ما معناه: الفروعُ أمرُها قريب، ومتى قلَّد المسلمُ فيها أحدَ العلماء المقلَّدين، جازَ له العملُ بقوله ما لَم يتيقَّن خطأَه، وأمَّا الأصول: فإنِّي رأيتُ أهلَ البِدع والضلالات والأهواء؛
كالمتفلسفة، والباطنية، والملاحِدة، والقائلين بوَحدةِ الوجود، والدهرية، والقدرية، والنُّصيريَّة، والجهميَّة، والحلولية، والمعطِّلة، والمجسِّمة، والمشبِّهة، والراوندية، والكلاَّبية، والسليميَّة، وغيرهم مِن أهل البدع؛
قد تجاذبوا فيها بأَزِمَّة الضلال، وبان لي أنَّ كثيرًا منهم إنما قصَد إبطال الشريعة المقدَّسة المحمديَّة، الظاهرة العليَّة على كلِّ دِين، وأنَّ جمهورهم أوقع الناسَ في التشكيك في أصولِ دِينهم.
ولهذا قلَّ أنْ سمعت أو رأيت مُعرِضًا عن الكتاب والسُّنة، مُقبِلاً على مقالاتهم إلا وتَزندَق، أو صار على غير يَقينٍ في دِينه واعتقاده.

فلما رأيتُ الأمرَ على ذلك، بان لي أنَّه يجب على كلِّ مَن يقدِر على دفْع شُبهتهم وأباطيلهم، وقطْع حُجَّتهم وأضاليلهم، أنْ يبذل جهدَه؛ ليكشف رذائِلَهم، ويزيِّف دَلائلهم؛ ذبًّا عن الملة الحنيفيَّة، والسُّنة الصحيحة الجليَّة... فهذا ونحوه؛ هو الذي أوجب أنِّي صرفتُ جلَّ همِّي إلى الأصول، وألْزمني أن أوردتُ مقالاتهم، وأجبتُ عنها بما أنعمَ الله تعالى به مِن الأجوبة النقليَّة والعقليَّة ".

الأعلام العلية، للبزار، ( ص: نعم بارك الله فيك
قال الذهبيُّ: "عرَف أقوال المتكلِّمين، وردَّ عليهم، ونبَّه على خطئِهم، وحذَّر منهم،
ونصَر السُّنة بأوضحِ حُجج، وأبهر براهين"
لم يكُن يَكتفي بالإنكار؛ بل يَزيد ذلك بالبيان والاستدلال، وإقامة الحُجج،
قال البزَّار عن مؤلَّفاته:
"وقدْ أبان - بحمدِ الله تعالى - فيما ألَّف فيها لكلِّ بصيرٍ الحقَّ مِن الباطل، وأعانه بتوفيقه، حتى ردَّ عليهم بِدعَهم وآراءَهم، وخُدَعَهم وأهواءَهم، مع الدلائل النقليَّة بالطريقة العقليَّة، حتى يُجيب عن كلِّ شبهةٍ مِن شبههم؛ بعدَّة أجوبة جليلة واضِحة، يَعقلها كلُّ ذي عقلٍ صحيح، ويشهَد لصحَّتها كلُّ عاقل رجيح"
خاضَ في الكلام عنِ المخالفين لمعتقدِ السَّلف، حتى ما دَري قوم بمقالة؛ إلاَّ وجَد له كلامًا عنهم،
قال: "وذكَرْنا عامَّةَ طرائق أهلِ الأرض في إثباتِ الصانِع؛ مِن المتكلِّمين والفلاسفة، وطُرق الأنبياء - صلوات الله عليهم - وما سلَكه عامَّة نظار الإسلام؛ مِن معتزلي، وكَرَّامي، وكلاَّبي، وأشعري، وفيلسوف، وغيرهم"
وكلامه عن الفِرق كان بتأصيلٍ وبسطٍ لقواعدهم، واستيعاب لأصولِهم، ومُعلِّمًا خصومَه في مناظرتهم له: "أنا أعلمُ كلَّ بدعةٍ حدَثتْ في الإسلام، وأوَّلَ مَن ابتدعها، وما كان سببَ ابتداعها".
وكثرة رُدوده وترصُّده للمخالفات، التي يأبى على أصحابِها نِسبتَها للإسلام أو السُّنة، جلبتْ له النكيرَ والعداوة ممَّن خالفه، واستهجان بعضِ أتباعه أو مُوافقيه، وقد تمنَّى بعض مَن ترجَم لابن تيمية أنْ لو جعل جهدَه في تفسيرِ القرآن العظيم، وشرْح السُّنة المطهَّرة، بدلاً مِن الإكثار من الرد على أهلِ البِدعِ والأهواء؛
قال الصفديُّ: "وضيَّع الزمانَ في ردِّه على النصارى، والرافضة، ومَنْ عاندَ الدِّين أو ناقَضه، ولو تصدَّى لشرْح البخاري، أو لتفسير القرآن العظيم، لقلَّد أعناقَ أهل العلم بدرُ كلامِه النَّظيم".
وإنْ كان لابن تيمية تفسيرٌ للقرآن؛ فهو لبعضِ آياته مما أشتد فيها الخلاف، أو كثُر في بيانها الكلام،
كما أنَّ ما بسطَه في المجالس مِن تفسير - قيل: يُقارب الخمسين مجلدًا - ضاع جُلُّه.
وممَّا جُمِع من تفسيره غالبه مرتبطٌ بالردود وتقعيد الأصول!
وهو يُرشد مَن أُهِّلَ لدفع شرِّ البدع والضلال، وكشْف خطرِها، ومحْو شبهات أهلها وباطلهم، أنَّ ذا الصنيع واجبُ عينٍ عليه؛ للذبِّ عن المحجَّة البيضاء، ولنُصرة سنة سيِّد المرسَلين.
وقد تحقَّقتْ فيه دعوةُ النووي؛ قائلاً:
"اللهمَّ أقِمْ لدِينك رجلاً يكسِر العمودَ المخلَّق، ويُخرِّب القبر الذي في جيروت"،
فكان لها ابنُ تيمية، كاسرًا للعمود، مكاسرًا لتخاريفِ أهله.
كُتُب ابن تيمية عامرةٌ بالمسائل والقضايا العقديَّة والفقهيَّة والحديثيَّة،
وله مباحثُ في اللُّغة والمنطِق والأصول،
ومباحِث نادرةٌ في التفسير،
وهو عُمدة أهلِه في الفتوى؛
لذا تجِده خاضَ في جميع نوازل عصره،
مِن الوضوء إلى السياسة العامَّة،
ومِن التيمم بالتراب إلى مطالعِ النجوم،
وغالِبُ مؤلَّفاته "لا تقتصر على موضوعٍ واحد،
بل تضمُّ مباحثَ متنوِّعة، فهو لا يَتقيَّد دائمًا بالمحور الأساسي الذي حدَّده مِن خلال العنوان"
فإذا عرض مسألة،
لم يترك دونها شاردةً ولا واردةً إلاَّ أثبتَها،
فيورد أقوالَ مَن يوافقه ومَن يخالفه،
ولا يغفُل عن استدلالاتِهم ومصطلحاتِهم،
فهو وعَى مصطلحاتِ أهل الفنون،
ودرى أصولَ غالب المذاهب، وناظَر في علوم شتَّى.

وطرَق جميعَ أبواب الفِقه الحنبلي ومذاهب الأئمَّة، وأصول الفِقه، والحديث وتقويم الرِّجال وعلوم المصطلَح، والتفسير وعلوم القرآن، وعلوم اللُّغة مِن نحوٍ وصرْف وبلاغة، وخَطابة وغيرها، والتاريخ والسِّيرة والتراجم، والعقيدة، وعِلم الكلام، والفِرق والنِّحل والمِلل، والفلسفة والمنطق، وتَكلَّم في الفلك والنجوم والتقويم؛
قال عنه البزَّار: "وقلَّ كتابٌ مِن فنون العلم إلاَّ وقَف عليه"
وقال ابنُ وردي:
"له خِبرةٌ تامَّة بالرِّجال وجَرْحهم وتعديلهم،
وبالعالي والنازل، والصحيح والسَّقيم،
مع حِفظه لمتونه التي انفرَد به، وهو عجبٌ في استحضارِه واستخراج الحُجج منه!"
وما مِن قارئٍ لمصنفاته؛ إلا ويلحَظ في كتاباته كأنَّما هو يتدفَّق،
حتى إنَّه يأتي بشُعب في البحث لم يسبق لأهلها إيرادها فيها
، فلا يذر لذي عينٍ مطلبًا،
يكرُّ ويفرُّ بين الخصوم في أعوصِ المسائل،
ويدقِّق ويُحقِّق في أندرِ المباحث،
فيَعرِض المسائل ويُطوِّف بينها يفككها مسألة مسألة،
فيُورد ما لم يَذكُرْه غيره مِن متعلقاتها ومضامينها،
ويَعرِض لوازمها،
ويستطرد كثيرًا في فروعها،
حتى يكاد القارئ يُنَسى أصولَها، ويَعرِض غالب الأقوال فيها، وإنِ استقلَّت،
ويُكثِر من النقول والاستدلال والاستئناس بأقوالِ العلماء ممَّن سبقه ومَن عايشه،
حتى يُحيطَ بما يُريد، ويَدري المخاطَب أنَّ الخطيب أحاطَ بما عرض عليه علمًا.
مثال لذاك: في عرضه لمسألة الحقيقة والمجاز استطالَ حتى استغرقتْ 179 صفحة من كتاب الفتاوى، ولما تَكلَّم عن إبطال قول المناطقة: "إنَّ التصور الذي ليس ببديهي؛ لا يُقال إلا بالحد"، أوردَه في تِسعة عشرَ وجهًا مِن 16 صفحة مِن كتاب "نقض المنطق".
فكتُبه "
جمعَتْ فأوعت:
جمعتْ جميعَ الفنون النافِعة،
والعلوم الصحيحة،
جمعتْ علومَ الأصول والفروع،
وعلوم النَّقل والعقل،
وعلوم الأخلاق،
والآداب الظاهِرة والباطِنة،
وجمعتْ بيْن المقاصِد والوسائل،
وبيْن المسائل والدلائل،
وبيْن الأحكام وبيان حِكَمها وأسرارها،
وبيْن تقرير مذاهب الحق،
والردِّ على جميع المبطلين.
وامتازتْ على كثيرٍ مِن الكتب المصنَّفة بغزارة عِلمها،
وكثرتِه وقوَّته، وجودته وتحقيقه،
بحيث يجزم مِن له اطلاع عليها وعلى غيرها؛
أنَّه لا يوجد لها نظيرٌ يساويها أو يقاربها"
فهي غزيرةُ المادة،
جزيلةُ المباحث،
سديدةُ المناهج،
سهلةُ الأسلوب،
عذبةُ الموارد،
ناصعةُ البيان،
واضحةُ التعبير،
مشرقةُ الدلالة،
تُدرَك فوائدها مِن غيرِ مؤونة، ولا كَدِّ ذِهن، ولا جهد فِكر،
مَن تصفَّحها وجدَها مشبعة الفصول،
مستوعبة لأطرافِ الفنون،
جامعة لشتيت الفوائد،
ومنثور المسائِل،
قدِ استوعبت أصولَ العلوم،
وأحاطت بفروعها،
واستقصتْ غرائبَ مسائلها،
وشواذَّها ونوادرَها.
وموسوعيَّته كامِنة في مباحِثِ المسائل العويصة،
والانفراد عنْ أهلِ الفنِّ بفنهم،
مثال ذاك نقضُه للمنطق،
فقد حرَّر فيه ما غاب عن أساطينِه مِن المسلمين،
كما فعَل في الردِّ على المنطقيِّين،
قال الندويُّ عن كتاب "الرد على المنطقيين: "وإذا أمعنتَ النظرَ في هذا الكتاب تجِد مسائلَ منطقيَّة وفلسفية؛ ابن تيمية أبو عُذْرتها، وهي تُطابق كلَّ المطابقة ما قال فلاسفة الإفرنج في هذا العصْر، فمما يجِب عليَّ في هذه الوجيز الإلماع به؛ هو ما قال المصنِّف في حقيقةِ الحدِّ والجنس والفصل واللزوم، وحقيقة العلَّة والقياس والاستقراء، والاستدلال بالمشهورات، والاكتفاء بمقدِّمة واحدة في القياس، وغيره مِن المباحث العويصة التي حلَّ المصنِّفُ مشكلَها، ببيانٍ واضحٍ ودليل راهن، ومسألة اللزوم والعلية مِن المسائل العويصة التي ضلَّت في واديها الأفهام، ونبعَتْ من عيونها ضلالات الطبائعيِّين مِن أهل الإلحاد، وكم لهذا النابغةِ في الكتاب مِن نوادرَ لم يسبقْه إليها أحد"[بليل عبد الكريم بتصرف ]

محمدعبداللطيف
2021-06-19, 02:33 PM
قال البزَّار عن شيخ الإسلام:...........
الأعلام العلية، للبزار، ( ص:
المُنتقى من كتاب “الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية” للحافظ البزار

“أخبرني من أَثِق بِهِ عَن جدته أن الشَّيْخ رحمه الله فِي حَال صغره كَانَ إِذا أَرَادَ الْمُضِيّ إِلَى الْمكتب يَعْتَرِضهُ يَهُودِيّ كَانَ منزله بطريقه بمسائل يسْأَله عَنْهَا لما كَانَ يلوح عَلَيْهِ من الذكاء والفطنة وَكَانَ يجِيبه عَنْهَا سَرِيعا حَتَّى تعجب مِنْهُ ثمَّ انه صَار كلما اجتاز بِهِ يُخبرهُ بأَشْيَاء مِمَّا يدل على بطلَان مَا هُوَ عَلَيْهِ فَلم يلبث أَن اسْلَمْ وَحسن إِسْلَامه” ص 21
” وَأول كتاب حفظه فِي الحَدِيث الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للْإِمَام الْحميدِي، وَقل كتاب من فنون الْعلم إِلَّا وقف عَلَيْهِ وَكَأنَ الله قد خصّه بِسُرْعَة الْحِفْظ وإبطاء النسْيَان لم يكن يقف على شَيْء أَو يستمع لشَيْء غَالِبا الا وَيبقى على خاطره أما بِلَفْظِهِ أَو مَعْنَاهُ وَكَانَ الْعلم كَأَنَّهُ قد اخْتَلَط بِلَحْمِهِ وَدَمه وسائره فَإِنَّهُ لم يكن لَهُ مستعارا بل كَانَ لَهُ شعارا ودثارا” ص 22 “وَلَقَد أمْلى فِي تَفْسِير {قل هُوَ الله أحد} مجلدا كَبِيراً، وَقَوله تَعَالَى {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} نَحْو خمس وَثَلَاثِينَ كراسة، وَلَقَد بَلغنِي أنه شرع فِي جمع تَفْسِير لَو أتمه لبلغ خمسين مجلداً” ص 23 – 24 ” وَمن أعجب الْأَشْيَاء فِي ذَلِك [أي حفظه] أَنه فِي محنته الأولى بِمصْر لما أَخذ وسجن وحيل بَينه وَبَين كتبه صنف عدَّة كتب صغَارًا وكبارا وَذكر فِيهَا مَا احْتَاجَ إِلَى ذكره من الْأَحَادِيث والْآثَار وأقوال الْعلمَاء وَأَسْمَاء الْمُحدثين والمؤلفين ومؤلفاتهم وَعزا كل شئ من ذَلِك إِلَى ناقليه وقائليه بِأَسْمَائِهِمْ وَذكر أَسمَاء الْكتب الَّتِي ذكر فِيهَا وَأي مَوضِع هُوَ مِنْهَا كل ذَلِك بديهة من حفظه لِأَنَّهُ لم يكن عِنْده حِينَئِذٍ كتاب يطالعه ونقبت واختبرت واعتبرت فَلم يُوجد فِيهَا بِحَمْد الله خلل وَلَا تغير وَمن جُمْلَتهَا كتاب “الصارم المسلول على شاتم الرَّسُول” وَهَذَا من الْفضل الَّذِي خصّه الله تَعَالَى بِهِ” ص 24
” وَأما مؤلفاته ومصنفاته فَإِنَّهَا اكثر من أَن أقدر على إحصائها أَو يحضرني جملَة أسمائها بل هَذَا لَا يقدر عَلَيْهِ غَالِبا أحد لِأَنَّهَا كَثِيرَة جدا كبارًا وصغارا وَهِي منشورة فِي الْبلدَانِ فَقل بلد نزلته إِلَّا وَرَأَيْت فِيهِ من تصانيفه” ص 25 “وَأما فَتَاوِيهِ ونصوصه وأجوبته على الْمسَائِل فَهِيَ اكثر من أَن اقدر على إحصائها لَكِن دون بِمصْر مِنْهَا على أَبْوَاب الْفِقْه سَبْعَة عشر مجلدا وَهَذَا ظَاهر مَشْهُور وَجمع أَصْحَابه اكثر من أَرْبَعِينَ ألف مَسْأَلَة وَقل أَن وَقعت وَاقعَة وَسُئِلَ عَنْهَا إِلَّا وَأجَاب فِيهَا بديهة بِمَا بهر واشتهر” ص28 ” وأما مَا خصة الله تَعَالَى بِهِ من مُعَارضَة اهل الْبدع فِي بدعتهم، واهل الاهواء فِي اهوائهم، وَمَا ألفه فِي ذَلِك من دحض اقوالهم، وتزييف أمثالهم وأشكالهم، وأظهار عوارهم وانتحالهم، وتبديد شملهم وَقطع أوصالهم، وأجوبته عَن شبههم الشيطانية ومعارضتهم النفسانية للشريعة الحنيفية المحمدية، بِمَا منحه الله تَعَالَى بِهِ من البصائر الرحمانية والدلائل النقلية والتوضيحات الْعَقْلِيَّة، حَتَّى انْكَشف قناع الْحق وَبَان فيما جمعه فِي ذَلِك وألفه الْكَذِب من الصدْق، حَتَّى لَو أن اصحابها أحياءٌ ووفقوا لغير الشَّقَاء لاذعنوا لَهُ بالتصديق ودخلوا فِي الدّين الْعَتِيق” ص 32 ” حَدثنِي غير وَاحِد من الْعلمَاء الْفُضَلَاء النبلاء الممعنين بالخوض فِي اقاويل الْمُتَكَلِّمين لاصابة الثَّوَاب وتمييز القشر من اللّبَاب، أن كلاً مِنْهُم لم يزل حائرا فِي تجاذب اقوال الاصوليين ومعقولاتهم، وأنه لم يسْتَقرّ فِي قلبه مِنْهَا قَولٌ، وَلم يبن لَهُ من مضمونها حقٌ، بل رَآهَا كلهَا موقعة فِي الْحيرَة والتضليل ، وجلها مذعنٌ بتكافئ الادلة وَالتَّعْلِيل، وأنه كَانَ خَائفًا على نَفسه من الْوُقُوع بِسَبَبِهَا فِي التشكيك والتعطيل، حَتَّى من الله تَعَالَى عَلَيْهِ بمطالعته مؤلفات هَذَا الامام احْمَد ابْن تَيْمِية شيخ الاسلام، وَمَا اورده من النقليات والعقليات فِي هَذَا النظام، فَمَا هُوَ الا ان وقف عَلَيْهَا وفهمها فرآها مُوَافقَة لِلْعَقْلِ السَّلِيم وَعلمهَا حَتَّى انجلى مَا كَانَ قد غشيه من اقوال الْمُتَكَلِّمين من الظلام وَزَالَ عَنهُ مَا خَافَ ان يَقع فِيهِ من الشَّك وظفر بالمرام” ص 33 ” وَلَقَد اكثر رحمه الله التصنيف فِي الاصول فضلا عَن غَيره من بَقِيَّة الْعُلُوم، فَسَأَلته عَن سَبَب ذَلِك والتمست مِنْهُ تأليف نَص فِي الْفِقْه يجمع اختياراته وترجيحاته ليَكُون عُمْدَة فِي الافتاء، فَقَالَ لي مَا مَعْنَاهُ: الْفُرُوع امرها قريب وَمن قلد الْمُسلم فِيهَا اُحْدُ الْعلمَاء المقلدين جَازَ لَهُ الْعَمَل بقوله، مَا لم يتَيَقَّن خطأه، وأما الاصول فَإِنِّي رايت اهل الْبدع والضلالات والاهواء، كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة والقائلين بوحدة الْوُجُود والدهرية والقدرية والنصيرية والجهمية والحلولية والمعطلة والمجسمة والمشبهة والراوندية والكلابية والسليمية وَغَيرهم من اهل الْبدع، قد تجاذبوا فِيهَا بأزمة الضلال، وَبَان لي ان كثيرا مِنْهُم انما قصد إبطال الشَّرِيعَة المقدسة المحمدية الظَّاهِرَة الْعلية على كل دين، وأن جمهورهم أوقع النَّاس فِي التشكيك فِي اصول دينهم، وَلِهَذَا قل ان سَمِعت اَوْ رَأَيْت معرضًا عَن الْكتاب وَالسّنة مُقبلا على مقالاتهم إلا وَقد تزندق اَوْ صَار على غير يَقِين فِي دينه واعتقاده.
فَلَمَّا رَأَيْت الامر على ذَلِك بَان لي أنه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم واباطيلهم وَقطع حجتهم واضاليلهم ان يبْذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذباً عَن المللة الحنيفية وَالسّنة الصَّحِيحَة الجلية، وَ لَا وَالله مَا رَأَيْت فيهم احدا مِمَّن صنف فِي هَذَا الشَّأْن وَادّعى عُلُوم الْمقَام الا وَقد ساعد بمضمون كَلَامه فِي هدم قَوَاعِد دين الاسلام وَسبب ذَلِك اعراضه عَن الْحق الْوَاضِح الْمُبين وَعَن مَا جَاءَت بِهِ الرُّسُل الْكِرَام عَن رب الْعَالمين واتباعه طرق الفلسفة فِي الاصطلاحات الَّتِي سَموهَا بزعمهم حكميات وعقليات وانما هِيَ جهالات وضلالات وَكَونه التزمها معرضًا عَن غَيرهَا اصلا ورأسا فَغلبَتْ عَلَيْهِ حَتَّى غطت على عقله السَّلِيم فتخبط حَتَّى خبط فِيهَا خبط عشواء، وَلم يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل، وإلا فَالله اعظم لطفا بعباده من أن لَا يَجْعَل لَهُم عقلا يقبل الْحق ويثبته وَيبْطل الْبَاطِل وينفيه، لَكِن عدم التَّوْفِيق وَغَلَبَة الْهوى اوقع من اوقع فِي الضلال وَقد جعل الله تَعَالَى الْعقل السَّلِيم من الشوائب ميزانا يزن بِهِ العَبْد الواردات فَيُفَرق بِهِ بَين مَا هُوَ من قبيل الْحق وَمَا هُوَ من قبيل الْبَاطِل وَلم يبْعَث الله الرُّسُل الا الى ذَوي الْعقل وَلم يَقع التَّكْلِيف الا مَعَ وجوده فَكيف يُقَال انه مُخَالف لبَعض مَا جَاءَت بِهِ الرُّسُل الْكِرَام عَن الله تَعَالَى هَذَا بَاطِل قطعا يشْهد لَهُ كل عقل سليم لَكِن {وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور}
قَالَ الشَّيْخ الامام ابن تيمية رحمه الله :
فَهَذَا وَنَحْوه هُوَ الَّذِي اوجب اني صرفت جلّ همي الى الأصول وألزمني أن أوردت مقالاتهم وأجبت عَنْهَا بِمَا أنْعمْ الله تَعَالَى بِهِ من الأجوبة النقلية والعقلية” ص 34-35
” وكَانَ قد عرفت عَادَته لَا يكلمهُ اُحْدُ بِغَيْر ضَرُورَة بعد صَلَاة الْفجْر فَلَا يزَال فِي الذّكر يُسمع نَفسه وَرُبمَا يُسمع ذكره من إلى جَانِبه، مَعَ كَونه فِي خلال ذَلِك يكثر من تقليب بَصَره نَحْو السَّمَاء هَكَذَا دأبه حَتَّى ترْتَفع الشَّمْس وَيَزُول وَقت النَّهْي عَن الصَّلَاة” ص 38 ” فَأنْظر بِعَين الانصاف إِلَى مَا وفْق لَهُ هَذَا الإِمَام وُأجرى عَلَيْهِ مَما ُأقعد عَنهُ غَيره وخُذل عَن طلبه، لَكِن لكل شئ سَبَب، وعلامة عدم التَّوْفِيق سلب الاسباب، وَمن أعظم الاسباب لترك فضول الدُّنْيَا التخلي عَن غير الضَّرُورِيّ مِنْهَا، فَلَمَّا وفْق الله هَذَا الامام لرفض غير الضَّرُورِيّ مِنْهَا انصبت عَلَيْهِ العواطف الالهية ، فَحصّل بهَا كلَ فَضِيلَة جليلة، بِخِلَاف غَيره من عُلَمَاء الدُّنْيَا مختاريها وطالبيها والساعين لتحصيلها فانهم لما اخْتَارُوا ملاذها وَزينتهَا ورئاستها انسدت عَلَيْهِم غَالِبا طرق الرشاد فوقعوا فِي شركها يخبطون خبط عشواء ويحطبونها كحاطب ليل لَا يبالون مَا يَأْكُلُون وَلَا مَا يلبسُونَ، وَلَا مَا يتأولون إلا مَا يحصل لَهُم أغراضهم الدنيئة ومقاصدهم الخبيثة الخسيسة فهم متعاضدون على طلبَهَا يتحاسدون بِسَبَبِهَا، أجسامهم مميتة، وَقُلُوبهمْ من غَيرهَا فارغة، وظواهرهم مزخرفة معمورة، وَقُلُوبهمْ خربة مأسورة، وَلم يَكفهمْ مَا هم عَلَيْهِ حَتَّى اصبحوا قالين رافضها معادين باغضها، وَلما رَأَوْا هَذَا الإِمَام عَالم الْآخِرَة تَارِكًا لما هم عَلَيْهِ من تَحْصِيل الحطام من المشّتبَه الْحَرَام، رافضا الْفضل الْمُبَاح فضلا عَن الْحَرَام ، تحققوا أن احواله تفضح احوالهم، وتوضح خفى أفعالهم، وأخذتهم الْغيرَة النفسانية على صفاتهم الشيطانية المباينة لصفاته الروحانية، فحرصوا على الفتك بِهِ أَيْن مَا وُجدوا، وأنسوا أنهم ثعالب وَهُوَ أَسد، فحماه الله تَعَالَى مِنْهُم بحراسته وصنع لَهُ غير مرّة كَمَا صنع لخاصته، وَحفظه مُدَّة حياتة وحماه وَنشر لَهُ عِنْد وَفَاته علما فِي الاقطار بِمَا وَالَاهُ ” ص42 ” وَلَقَد اتّفق كل من رَآهُ خُصُوصا من أَطَالَ ملازمته أَنه مَا رأى مثله فِي زهْده فِي الدُّنْيَا، حَتَّى لقد صَار ذَلِك مَشْهُورا بِحَيْثُ قد اسْتَقر فِي قلب الْقَرِيب والبعيد من كل من سمع بصفاته على وَجههَا، بل لَو سُئِلَ عَامي من أهل بلد بعيد من الشَّيْخ: من كَانَ أزهد أهل هَذَا الْعَصْر وأكملهم فِي رفض فضول الدُّنْيَا وأحرصهم على طلب الاخرة؟ لقَالَ مَا سَمِعت بِمثل ابْن تَيْمِية رَحْمَة الله عَلَيْهِ. وَمَا اشْتهر لَهُ ذَلِك إِلَّا لمبالغته فِيهِ مَعَ تَصْحِيح النِّيَّة، وَإِلَّا فَمن رَأينَا من الْعلمَاء قنع من الدُّنْيَا بِمثل مَا قنع هُوَ مِنْهَا أَو رَضِي بِمثل حَالَته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا، لم يُسمع انه رغب فِي زَوْجَة حسناء، وَلَا سَرِيَّة حوراء، وَلَا دَار قوراء، وَلَا جوَار، وَلَا بساتين وَلَا عقار، وَلَا شدّ على دِينَار، وَلَا دِرْهَم، وَلَا رغب فِي دَوَاب وَلَا نعم ،وَلَا ثِيَاب ناعمة فاخرة وَلَا حشم، وَلَا زاحم فِي طلب الرئاسات وَلَا رئي ساعيا فِي تَحْصِيل الْمُبَاحَات، مَعَ أَن الْمُلُوك والامراء والتجار والكبراء كَانُوا طوع أمره خاضعين لقَوْله وَفعله وأدين أن يتقربوا الى قلبه مهما أمكنهم، مظهرين لإجلاله أَو أَن يؤهل كلا مِنْهُم فِي بذل مَاله، فَأَيْنَ حَاله هَذِه من أَحْوَال بعض المنتسبين إِلَى الْعلم وَلَيْسوا من أَهله مِمَّن قد أغراه الشَّيْطَان بالوقيعة فِيهِ بقوله وَفعله ،أَتَرَى مَا نظرُوا ببصائرهم إِلَى صفاتهم وَصِفَاته وسماتهم وسماته، وتحاسدهم فِي طلب الدُّنْيَا وفراغه عَنْهَا، وتحاشدهم فِي الاستكثار مِنْهَا ومبالغته فِي الْهَرَب مِنْهَا، وَخدمَتهمْ الامراء وَاخْتِلَافهمْ إِلَى أَبْوَابهم وذل الْأُمَرَاء بَين يَدَيْهِ وَعدم اكتراثه بكبرائهم وأترابهم ومداجاتهم و تعبداتهم، وصدعه إيَّاهُم بِالْحَقِّ وَقُوَّة جأشه فِي محاورتهم، بلَى وَالله وَلَكِن قَتلتهمْ الحالقة حالقة الدّين لَا حالقة الشّعْر وغطى على أحلامهم حب الدُّنْيَا السارقة سارقة الْعقل لَا سارقه الْبدن، حَتَّى أَصْبحُوا قاطعين من يَأْتِيهم فِي طلبَهَا واصلين من واصلهم فِي جلبها” ص45 ” وَأظْهر لي من حسن الْأَخْلَاق وَالْمُبَالغَة فِي التَّوَاضُع بِحَيْثُ أَنه كَانَ إِذا خرجنَا من منزله بِقصد الْقِرَاءَة يحمل هُوَ بِنَفسِهِ النُّسْخَة وَلَا يدع أحدا منا يحملهَا عَنهُ وَكنت أعْتَذر اليه من ذَلِك خوفًا من سوء الْأَدَب فَيَقُول لَو حَملته على رَأْسِي لَكَانَ يَنْبَغِي أَلا احْمِلْ مَا فِيهِ كَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم! وَكَانَ يجلس تَحت الْكُرْسِيّ ويدع صدر الْمجَالِس حَتَّى إِنِّي لأَسْتَحي من مَجْلِسه هُنَاكَ وأعجب من شدَّة تواضعه ومبالغته فِي إكرامي بِمَا لَا اسْتحق ورفعي عَلَيْهِ فِي الْمجْلس وَلَوْلَا قراءتي حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعظم حرمتهَا لما كَانَ يَنْبَغِي لي ذَلِك وَكَانَ هَذَا حَاله فِي التَّوَاضُع والتنازل والاكرام لكل من يرد عَلَيْهِ اَوْ يَصْحَبهُ أَو يلقاه حَتَّى أَن كل من لقِيه يَحْكِي عَنهُ من الْمُبَالغَة فِي التَّوَاضُع نَحوا مِمَّا حكيته وَأكْثر من ذَلِك فسبحان من وَفقه وَأَعْطَاهُ وأجراه على خلال الْخَيْر وحباه” ص50 “وَمَا رَأَيْت احدا كَانَ أَشد تَعْظِيمًا للشَّيْخ من أَخِيه هَذَا أَعنِي الْقَائِم بأوده [يعني خدمته] وَكَانَ يجلس بِحَضْرَتِهِ كَأَن على رَأسه الطير وَكَانَ يهابه كَمَا يهاب سُلْطَانا وَكُنَّا نعجب مِنْهُ فِي ذَلِك ونقول من الْعرف وَالْعَادَة أَن اهل الرجل لَا يحتشمونه كالاجانب، بل يكون انبساطهم مَعَه فضلا عَن الاجنبي، وَنحن نرَاك مَعَ الشَّيْخ كتلميذ مبالغ فِي احتشامه واحترامه! فَيَقُول إِنِّي ارى مِنْهُ اشياء لَا يَرَاهَا غَيْرِي أوجبت عَليّ ان أكون مَعَه كَمَا ترَوْنَ وَكَانَ يسْأَل عَن ذَلِك فَلَا يذكر مِنْهُ شَيْئا لما يعلم من عدم إِيثَار الشَّيْخ لذَلِك” ص52 “و كرامات الشَّيْخ رحمه الله كَثِيرَة جدا لَا يَلِيق بِهَذَا الْمُخْتَصر اكثر من ذكر هَذَا الْقدر مِنْهَا وَمن أظهر كراماته أَنه مَا سمع بِأحد عَادَاهُ اَوْ غض مِنْهُ إِلَّا وابتلي بعدة بلايا غالبها فِي دينه وَهَذَا ظَاهر مَشْهُور لَا يحْتَاج فِيهِ الى شرح صفته” ص58
” وحَدثني من اثق بِهِ أَن الشَّيْخ رحمه الله كَانَ لَا يرد أحدا يسْأَله شَيْئا كتبه … كَانَ الشَّيْخ رَضِي الله عَنهُ يُنكر إنكارا شَدِيدا على من يسْأَل شَيْئا من كتب الْعلم الَّتِي يمكلها ويمنعها من السَّائِل وَيَقُول مَا يَنْبَغِي ان يمْنَع الْعلم مِمَّن يَطْلُبهُ” ص62
” وَأَخْبرنِي من لَا اتهمه أَن الشَّيْخ رحمه الله حِين وشي بِهِ الى السُّلْطَان الْمُعظم الْملك النَّاصِر أحضره بَين يَدَيْهِ، قَالَ فَكَانَ من جملَة كَلَامه: إِنَّنِي أُخبرت أنك قد أطاعك النَّاس وَأَن فِي نَفسك أخذ الْملك، فَلم يكترث بِهِ بل قَالَ لَهُ بِنَفس مطمئنة وقلب ثَابت وَصَوت عَال سَمعه كثير مِمَّن حضر: أَنا أفعل ذَلِك! وَالله إِن ملكك وَملك الْمغل لَا يُسَاوِي عِنْدِي فلسين، فَتَبَسَّمَ السُّلْطَان لذَلِك وأجابة فِي مُقَابلَته بِمَا اوقع الله لَهُ فِي قلبه من الهيبة الْعَظِيمَة: إِنَّك وَالله لصَادِق وَإِن الَّذِي وَشَيْء بك إِلَيّ كَاذِب، وَاسْتقر لَهُ فِي قلبه من الْمحبَّة الدِّينِيَّة مَا لولاه لَكَانَ قد فتك بِهِ مُنْذُ دهر طَوِيل من كَثْرَة مَا يلقى اليه فِي حَقه من الاقاويل الزُّور والبهتان مِمَّن ظَاهر حَاله للطغام الْعَدَالَة وباطنه مشحون بِالْفِسْقِ والجهالة.
وَلم يزل المبتدعون أهل الاهواء وآكلو الدُّنْيَا بِالدّينِ متعاضدين متناصرين فِي عدوانه باذلين وسعهم بالسعي فِي الفتك بِهِ متخرصين عَلَيْهِ بِالْكَذِبِ الصراح مختلقين عَلَيْهِ وناسبين اليه مَا لم يقلهُ وَلم يَنْقُلهُ وَلم يُوجد لَهُ بِهِ خطّ وَلَا وجد لَهُ فِي تصنيف وَلَا فَتْوَى وَلَا سمع مِنْهُ فِي مجْلِس” ص65 “كَانَ رَضِي الله عَنهُ من أعظم اهل عصره قُوَّة ومقاما وثبوتا على الْحق وتقريرا لتحقيق تَوْحِيد الْحق، لَا يصده عَن ذَلِك لوم لائم، وَلَا قَول قَائِل، وَلَا يرجع عَنهُ لحجة مُحْتَج، بل كَانَ إِذا وضح لَهُ الْحق يعَض عَلَيْهِ بالنواجذ وَلَا يلْتَفت الى مباين معاند، فاتفق غَالب النَّاس على معاداته، وَجُل من عَادَاهُ قد تستروا باسم الْعلمَاء والزمرة الفاخرة، وهم أبلغ النَّاس فِي الاقبال على الدُّنْيَا والاعراض عَن الاخرة، وَسبب عدواتهم لَهُ أَن مقصودهم الاكبر طلب الجاه والرئاسة وإقبال الْخلق وراءه” ص 67 “وَقَالَ – شيخ الإسلام في سجنه قُبيل وفاته- مَا مَعْنَاهُ: إِنِّي قد أحللت السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من حَبسه إيَّايَ، لكَونه فعل ذَلِك مُقَلدًا غَيره مَعْذُورًا، وَلم يَفْعَله لحظ نَفسه، بل لما بلغه مِمَّا ظَنّه حَقًا من مبلغة، وَالله يعلم أنه بِخِلَافِهِ، وَقد أحللت كل وَاحِد مِمَّا كَانَ بيني وَبَينه إِلَّا من كَانَ عدواً لله وَرَسُوله” ص7

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-22, 12:50 AM
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واسكنه فسيح جناته

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-22, 12:51 AM
تحرير مسألة مذاهب الأئمة الأربعة وخروج الحق عنها.

قال ابن تيمية رحمه الله:
(قول القائل: «لا بدَّ لكل أحدٍ من التقليد لأحد هذه المذاهب الأربعة» هو قول *طائفة من أصحاب الشافعي وأحمد*؛
لكن الجمهور على خلافه، فإن هذا *لا يجب* على *(((كل)))* أحد.

ومن قال: «أنا متقيدٌ بالكتاب والسنة» لم يجُز لأحدٍ أن يقول له: أنت مارِقٌ.
ومن قال له ذلك أُدِّبَ على ذلك؛ فإن المروقَ هو الخروج، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الخوارج: «يَمرُقون من الإسلام كما يَمرُقُ السهمُ من الرميَّة»، وهؤلاء المارقون مَرَقُوا من السنة وخالفوا الجماعة.

فمن تقيَّد بالكتاب والسنة كان متبعًا لا مبتدعًا، ومطيعًا لا عاصيًا.
ثم الكتاب والسنة يُوجِب عليه طاعةَ الله ورسولِه في كل وقتٍ وحينٍ، ومن أطاع الله ورسولَه دائمًا بحسب استطاعته كان من أولياء الله المتقين.

و *قول القائل: «أنا لا أتقيد بأحد هذه المذاهب الأربعة!!*»
إذا أراد بذلك؛ أي لا أتقيَّدُ بواحدٍ بعينِه دون الباقين، فقد أحسن في هذا الكلام، بل هذا هو الصواب.
وإذا أراد: أني *لا أتقيد بها كلِّها بل أخالفُها، فهذا هو مخطئ في الغالب قطعًا*؛ إذ *الحق لا يخرج عن هذه المذاهب* الأربعة في عامة الشريعة،

ولكن تنازع العلماء: هل يخرج عنها في *بعض* المسائل؟ على قولين، كما قد بُسِط ذلك في غير هذا الموضع.

و *كثيرًا ما يترجح قولٌ من الأقوال، ويظن الظانُّ أنه خارج عنها، ويكون داخلًا فيها*، فيكون كلٌّ من القائلين معذورًا باعتبار نظره.

لكن لا ريبَ أن الله لم يأمر الأمّة باتباع أربعة أشخاص *دون غيرهم*، هذا لا يقوله عالم.

وإنما هذا كما يقال: أحاديث البخاري ومسلم، فإن الأحاديث التي رواها الشيخان وصححاها قد صححها من الأئمة ما شاء الله، بل جمهورها اتفق أهل العلم بالحديث على صحته، فإخراجها لذلك دليلٌ على أنه قد صححه أئمة الحديث، لا أنه مجرد قول شخصٍ يُفيد العلم بصحة الحديث.
فهكذا عامة ما يوجد من أقوال الصحابة والتابعين أو أكثر ذلك يوجد في مذاهب الأربعة).

المصدر: جامع المسائل: المجموعة الثامنة/ ص(442-441)

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 02:20 AM
تحرير مسألة مذاهب الأئمة الأربعة وخروج الحق عنها.

قال ابن تيمية رحمه الله:
(قول القائل: «لا بدَّ لكل أحدٍ من التقليد لأحد هذه المذاهب الأربعة» هو قول *طائفة من أصحاب الشافعي وأحمد*؛
لكن الجمهور على خلافه، فإن هذا *لا يجب* على *(((كل)))* أحد.

بارك الله فيك
هل يجب إتباع أحد المذاهب ؟
السؤال
هل يجب على كل مسلم أن يتبع أحد المذاهب (المالكي أو الحنفي أو الحنبلي أو الشافعي) ؟ إذا كان الجواب نعم فما أفضل مذهب ؟ هل صحيح أن مذهب أبي حنيفة هو أكثر مذهب منتشر بين المسلمين ؟.
الجواب
الحمد لله.
لا يجب على المسلم اتباع مذهب بعينه من هذه المذاهب الأربعة ، والناس متفاوتون في المدارك والفهوم والقدرة على استنباط الأحكام من أدلتها ، فمنهم من يجوز في حقه التقليد ، بل قد يجب عليه ، ومنهم من لا يسعه إلا الأخذ بالدليل . وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة بيان كاف شاف لهذه المسألة ، يحسن أن نذكره هنا بنصه :
السؤال :
ما حكم التقيد بالمذاهب الأربعة واتباع أقوالهم على كل الأحوال والزمان ؟
فأجابت اللجنة :
والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :
أولا : المذاهب الأربعة منسوبة إلى الأئمة الأربعة الإمام أبي حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد ، فمذهب الحنفية منسوب إلى أبي حنيفة وهكذا بقية المذاهب.
ثانيا : هؤلاء الأئمة أخذوا الفقه من الكتاب والسنة وهم مجتهدون في ذلك ، والمجتهد إما مصيب فله أجران ، أجر اجتهاده وأجر إصابته ، وإما مخطئ فيؤجر على اجتهاده ويعذر في خطئه.
ثالثا : القادر على الاستنباط من الكتاب والسنة يأخذ منهما كما أخذ من قبله ولا يسوغ له التقليد فيما يعتقد الحق بخلافه ، بل يأخذ بما يعتقد أنه حق ، ويجوز له التقليد فيما عجز عنه واحتاج إليه.
رابعا : من لا قدرة له على الاستنباط يجوز له أن يقلد من تطمئن نفسه إلى تقليده ، وإذا حصل في نفسه عدم الاطمئنان سأل حتى يحصل عنده اطمئنان .
خامسا : يتبين مما تقدم أنه لا تتبع أقوالهم على كل الأحوال والأزمان ؛ لأنهم قد يخطئون ، بل يتبع الحق من أقوالهم الذي قام عليه الدليل ).
فتاوى اللجنة 5/28 .
وجاء في فتوى اللجنة رقم 3323
( من كان أهلا لاستنباط الأحكام من الكتاب والسنة ، ويقوى على ذلك ولو بمعونة الثروة الفقهية التي ورثناها عن السابقين من علماء الإسلام كان له ذلك ؛ ليعمل به في نفسه ، وليفصل به في الخصومات وليفتي به من يستفتيه . ومن لم يكن أهلا لذلك فعليه أن يسأل الأمناء الموثوق بهم ليتعرف الحكم من كتبهم ويعمل به من غير أن يتقيد في سؤاله أو قراءته بعالم من علماء المذاهب الأربعة ، وإنما رجع الناس للأربعة لشهرتهم وضبط كتبهم وانتشارها وتيسرها لهم.
ومن قال بوجوب التقليد على المتعلمين مطلقاً فهو مخطئ جامد سيئ الظن بالمتعلمين عموما ، وقد ضيق واسعا .
ومن قال بحصر التقليد في المذاهب الأربعة المشهورة فهو مخطئ أيضا قد ضيق واسعا بغير دليل . ولا فرق بالنسبة للأمي بين فقيه من الأئمة الأربعة وغيرهم كالليث بن سعد والأوزاعي ونحوهما من الفقهاء ) فتاوى اللجنة 5/41 .
وجاء في الفتوى رقم 1591 ما نصه :
( ولم يدعُ أحد منهم إلى مذهبه ، ولم يتعصب له ، ولم يُلزِم غيره العمل به أو بمذهب معين ، إنما كانوا يدعون إلى العمل بالكتاب والسنة ، ويشرحون نصوص الدين ، ويبينون قواعده ويفرعون عليها ويفتون فيما يسألون عنه دون أن يلزموا أحدا من تلاميذهم أو غيرهم بآرائهم ، بل يعيبون على من فعل ذلك ، ويأمرون أن يضرب برأيهم عرض الحائط إذا خالف الحديث الصحيح ، ويقول قائلهم " إذا صح الحديث فهو مذهبي " رحمهم الله جميعا .
ولا يجب على أحد اتباع مذهب بعينه من هذه المذاهب ، بل عليه أن يجتهد في معرفة الحق إن أمكنه ، أو يستعين في ذلك بالله ثم بالثروة العلمية التي خلفها السابقون من علماء المسلمين لمن بعدهم ، ويسروا لهم بها طريق فهم النصوص وتطبيقها . ومن لم يمكنه استنباط الأحكام من النصوص ونحوها لأمر عاقه عن ذلك سأل أهل العلم الموثوق بهم عما يحتاجه من أحكام الشريعة لقوله تعالى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " وعليه أن يتحرى في سؤاله من يثق به من المشهورين بالعلم والفضل والتقوى والصلاح )
فتاوى اللجنة الدائمة 5/56 .
ومذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله قد يكون أكثر المذاهب انتشاراً بين المسلمين ، ولعل من أسباب ذلك تبني الخلفاء العثمانيين لهذا المذهب ، وقد حكموا البلاد الإسلامية أكثر من ستة قرون ، ولا يعني ذلك أن مذهب أبي حنيفة رحمه الله هو أصح المذاهب أو أن كل ما فيه من اجتهادات فهو صواب ، بل هو كغيره من المذاهب فيه الصواب والخطأ ، والواجب على المؤمن اتباع الحق والصواب بقطع النظر عن قائله .
المصدر: الإسلام سؤال وجواب

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 02:22 AM
حكم عدم اتباع المذاهب الأربعة
السؤال: لقد ظهر بين الشباب ظاهرة ألا وهي أنهم يقولون: لا نتبع شيئًا من المذاهب الأربعة، بل نجتهد مثلهم، ونعمل مثلما عملوا ولا نرجع إلى اجتهادهم. فما رأيكم في هذا وما نصيحتك لهؤلاء؟
الجواب:
هذا الكلام قد يستنكر بالنسبة لبعض الناس. ولكن معناه في الحقيقة لمن تأهل صحيح، فلا يجب على الناس أن يقلدوا أحدًا، ومن قال: إنه يجب تقليد الأئمة الأربعة فقد غلط، إذْ لا يجب تقليدهم، ولكن يستعان بكلامهم وكلام غيرهم من أئمة العلم، وينظر في كتبهم رحمهم الله وما ذكروا من أدلة، ويستفيد من ذلك طالب العلم الموفق، أما القاصر فإنه ليس أهلا لأن يجتهد، وإنما عليه أن يسأل أهل الفقه، ويتفقه في الدين ويعمل بما يرشدونه إليه، حتى يتأهل ويفهم الطريق التي سلكها العلماء، ويعرف الأحاديث الصحيحة والضعيفة، والوسائل لذلك في مصطلح الحديث، ومعرفة أصول الفقه، وما قرره العلماء في ذلك، حتى يستفيد من هذه الأشياء، ويستطيع الترجيح فيما تنازع فيه الناس.
أما ما أجمع عليه العلماء فأمره ظاهر، وليس لأحد مخالفته، وإنما النظر لأهل العلم فيما تنازع فيه العلماء، والواجب في ذلك رد مسائل النزاع إلى الله ورسوله، كما قال الله تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ الآية [النساء:59] وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10].
أما أن يجتهد وهو لا يستطيع ذلك، فهذا من الأغلاط الكبيرة، ولكن يسعى بالهمة العالية في طلب العلم، ويجتهد ويتبصّر، ويسلك مسالك أهل العلم، فهذه هي طرق العلم في دراسة الحديث وأصوله، والفقه وأصوله، واللغة العربية وقواعدها، والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي.
فيستعين بهذه الأمور على ترجيح الراجح في مسائل الخلاف، مع الترحم على أهل العلم، ومع السير على منهجهم الطيب، والاستعانة بكلامهم وكتبهم الطيبة، وما أوضحوه من أدلة وبراهين في تأييد ما ذهبوا إليه وتزييف ما ردوه.
وبذلك يوفق طالب العلم لمعرفة الحق إذا أخلص لله وبذل وسعه في طلب الحق، ولم يتكبر، والله سبحانه ولي التوفيق[1] (https://binbaz.org.sa/fatwas/2036/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D8%A7 %D9%87%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%A8 %D8%B9%D8%A9#footnote-1).

مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (7/233) (https://binbaz.org.sa/fatwas/2036/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D8%A7 %D9%87%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%A8 %D8%B9%D8%A9).

محمدعبداللطيف
2021-06-22, 02:27 AM
يقول الامام ابن باز رحمه الله
المذاهب الأربعة مذاهب علماء، أربعة علماء تفقهوا في الدين وعلموا من اتصل بهم، أبو حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس الأصبحي، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني هؤلاء علماء اشتهروا فصار لهم فقه وصار لهم علم واسع، ولهم أتباع وأصحاب فاشتهروا وسميت المذاهب الأربعة، ولا يلزم من أحد اتباع واحد معين لا، يلزم المسلمين اتباع الحق، اتباع الرسول ﷺ.
وهؤلاء العلماء الأربعة مثل بقية العلماء كإسحاق بن راهوية وسفيان الثوري والأوزاعي وسفيان بن عيينة وغيرهم من أئمة الهدى، على الجميع -جميع المسلمين- أن يكونوا مثلهم يعني يتبعون الحق ويسألون عن الحق وينظرون في الحق ويتعاونون مع علماء زمانهم في اتباع الحق، وهو اتباع ما دل عليه القرآن أو دلت عليه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وليس يلزم زيدًا أو عمرًا أن يكون حنبليا أو مالكيا أو شافعيا أو حنفيا أو ثوريا أو أوزاعيا لا، الواجب اتباع الحق أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59]، وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]
ولكن يوجد من أتباع هؤلاء الأربعة ومن غيرهم من يتعصب حتى يسبب الفرقة، فالمتعصبون الذين يقولون لا شيء صحيح إلا ما قاله أبو حنيفة، والآخر يقول لا، الصواب مع مالك، والآخر يقول الصواب مع الشافعي، والآخر يقول الصواب مع ابن حنبل، هذا غلط، هذا لأنه هو الذي يسبب الفرقة والتعصب، أما إذا تعاونوا على الخير ونظروا فيما قاله هؤلاء العلماء واتبعوا الحق من أقوالهم وتركوا المرجوح من أقوالهم، هذا هو طريق الهدى، وهذا هو طريق الجماعة، ما يتعصب الحنفي للحنفي، والمالكي للمالكي، والشافعي للشافعي، والحنبلي للحنبلي، والأوزاعي للأوزاعي، والظاهري للظاهري، لا.
يجب أن يكون الهدف اتباع الرسول ﷺ والسير على منهاجه فيما جاء به من العلم والهدى، ويتعاون المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي وغيرهم، يتعاونون على فهم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وعلى اتباع الحق ولا يتعصبون، لا يتعصب هذا لشيخه أو هذا لمذهبه أو هذا لفلان أو فلان لا.
الواجب أن يكون الكتاب والسنة فوق الجميع، وأن تكون نيته صالحة، وأن يكون الهدف والحرص على موافقة الحق الذي جاء به كتاب الله وجاءت به سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، سواء كان وافق مذهب الشافعي، أو وافق مذهب أحمد، أو وافق مذهب مالك، أو وافق مذهب الحنفية، وهذا كلام الأئمة العلماء أنفسهم يقولون هذا، الأئمة الأربعة يقولون لا تقلدونا وخذوا من حيث أخذنا.
أحمد يقول ذلك، ومالك يقول ذلك، والشافعي يقول ذلك، وأبو حنيفة يقول ذلك، وغيرهم ينهون عن تقليدهم وينهون عن اتباع ما قالوه بغير دليل وبغير حجة، يأمرون أتباعهم أن ينظروا في الأدلة ويتبعوا الأدلة ويأخذوا بالحق ويقولون: إذا خالف قولنا ما جاء في الكتاب والسنة فدعوا قولنا، اتركوا قولنا، خذوا بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
الموقع الرسمى للامام ابن باز رحمه الله

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-24, 06:55 PM
وفقك الله وزادك من فضله

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-24, 06:56 PM
قول ابن كثير واصفاً حال الخوارج:


إذ لو قووا هؤلاء لأفسدوا الأرض كلها، عراقًا وشامًا، ولم يتركوا: طفلًا، ولا طفلة، ولا رجلًا، ولا امرأة، لأن الناس عندهم قد فسدوا فسادًا لا يصلحهم إلاّ القتل جملة.


البداية والنهاية (10/584-585)

محمدعبداللطيف
2021-06-24, 09:24 PM
قول ابن كثير واصفاً حال الخوارج:


إذ لو قووا هؤلاء لأفسدوا الأرض كلها، عراقًا وشامًا، ولم يتركوا: طفلًا، ولا طفلة، ولا رجلًا، ولا امرأة، لأن الناس عندهم قد فسدوا فسادًا لا يصلحهم إلاّ القتل جملة.


البداية والنهاية (10/584-585)بارك الله فيك
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): هؤلاء الخوارج المارقون من أعظم ما ذمهم به النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وإذا عرف أصل البدع، فأصل قول الخوارج أنهم يكفرون بالذنب، ويعتقدون ذنبًا ما ليس بذنب، ويرون اتباع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر الكتاب، وإن كانت متواترة، ويكفرون من خالفهم، ويستحلون منه لارتداده عندهم ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: "يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان"، ولهذا كفَّروا عثمان وعليًّا وشيعتهما، وكفَّروا أهل صفين - الطائفتين – في نحو ذلك من المقالات الخبيثة
"الفتاوى (3 /355)
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ : " ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻮﻩ _ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ _ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧﺒﺎﺏ ﺻﺎﺣﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ, ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ, ﺃﺳﺮﻭﻩ ﻭﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻣﻌﻪ ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻣﻞ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧﺒﺎﺏ ﺻﺎﺣﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ, ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻗﺪ ﺭﻭﻋﺘﻤﻮﻧﻲ .
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻻ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻴﻚ, ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻚ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﻲ ﻳﻘﻮﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ, ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ, ﻳﻘﻮﻝ :
«ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ, ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺷﻲ،
ﻭﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﻲ, » ﻓﻘﺎﺩﻭﻩ ﺑﻴﺪﻩ،
ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﺫ ﻟﻘﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺧﻨﺰﻳﺮﺍ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﻓﻀﺮﺑﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﻓﺸﻖ ﺟﻠﺪﻩ
, ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺁﺧﺮ : ﻟﻢ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﻟﺬﻣﻲ؟
ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻣﻲ ﻓﺎﺳﺘﺤﻠﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ.
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﺫ ﺳﻘﻄﺖ ﺗﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﻧﺨﻠﺔ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﺄﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺁﺧﺮ : ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺫﻥ ﻭﻻ ﺛﻤﻦ؟ ﻓﺄﻟﻘﺎﻫﺎ ﺫﺍﻙ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ,
ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧﺒﺎﺏ ﻓﺬﺑﺤﻮﻩ، ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻧﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺣﺒﻠﻰ ﺃﻻ ﺗﺘﻘﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ, ﻋﺰ ﻭﺟﻞ !
ﻓﺬﺑﺤﻮﻫﺎ ﻭﺑﻘﺮﻭﺍ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻭﻟﺪﻫﺎ " ﺍﻫـ
ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ /10)584 )
**********
ولكن هنا مسألة مهمه وهى أن اهل الارجاء المعاصر وكثير من المخالفين والمناوئين لدعوة الامام محمد ابن عبد الوهاب يلصقون فكر الخوارج بدعوة التوحيد ومن يتكلم عندهم فى مسائل التكفير والقتال بعلم وتحقيق لمقتضيات التوحيد - يعتبر عند اهل الارجاء على فكر الخوارج
وقد فند علماء الدعوة هذه المزاعم
-قال الشيخ سليمان بن سحمان عن الشيخ:
فإنه -رحمه الله- كان على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها,
فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله, وأجمع على تكفيره الأمة،
ويوالي كافة أهل الإسلام وعلمائهم,
ويؤمن بما نطق به الكتاب، وصحت به الأخبار،
وجاء الوعيد عليه من تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ولا يبيح من ذلك إلا ما أباحه الشرع، وأهدره الرسول،
ومن نسب إليه خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من سلف الأمة وأئمتها
فقد كذب وافترى،
وقال ما ليس له به علم. انتهى.
***
نعم فى بعض الامكنة والازمنة تشتد غربة الاسلام ويعم ويطم الشرك فيبعث الله للامة من يجدد لها امر دينها وهذا ما حصل فى دعوة الامام محمد ابن عبد الوهاب فقد دعا وجاهد وقاتل اهل الشرك من القبوريين وغيرهم فزعموا من جهلهم بأصل دين الانبياء والمرسلين وجهلهم يالتوحيد انه يكفر ويقاتل اهل الاسلام
قال ابن القيم (قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية، وهذا لأنه إذا لم يعرف الجاهلية والشرك وما عابه القرآن وذمه: وقع فيه، وأقره، ودعا إليه، وصوّبه، وحسنه، وهو لا يعرف: أنه هو الذي كان عليه أهل الجاهلية، أو نظيره، أو شر منه، أو دونه، فينقض بذلك عرى الإسلام عن قلبه، ويعود المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، والبدعة سنة، والسنة بدعة، ويُكفَّر الرجل بمحض الإيمان وتجريد التوحيد، ويُبدَّع بتجريد متابعة الرسول ومفارقة الأهواء والبدع، ومن له بصيرة وقلب حيٌّ يرى ذلك عياناً، والله المستعان) ا.ه. [«مدارج السالكين» 1/344]

وقال في نونيته:
(من لي بشبه خوارج قد كَفَّروا … بالذنب تأويلا بلا إحسان
ولهم نصوص قصَّروا في فهمها … فأتَوْا من التقصير في العرفان
وخصومنا قد كَفَّرونا بالذي … هو غاية التوحيد والإيمان) ا.ه.
قال الشيخ عبد الله بن الإمام محمد: «وهذا الدين الذي ندعو إليه، قد ظهر أمره وشاع وذاع، وملأ الأسماع، من مدة طويلة، وأكثر الناس بدّعونا، وخرّجونا، وعادونا عنده، وقاتلونا، واستحلوا دماءنا وأموالنا، ولم يكن لنا ذنب سوى تجريد التوحيد، والنهي عن دعوة غير الله والاستغاثة بغيره، وما أحدث من البدع والمنكرات، حتى غلبوا وقُهِروا، فعند ذلك أذعنوا وأقروا بعد الإنكار»
قال الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، .
فاعلموا - أن حقيقة ما نحن عليه، وما ندعو إليه ونجاهد على التزامه، والعمل به -
أنَّا ندعو إلى دين الإسلام، والتزام أركانه، وأحكامه،الذي أصله وأساسه: شهادة أن لا إله إلا الله، والأمر بعبادة الله وحده لا شريك له[الدرر السنية]

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-25, 07:19 PM
و الريحاني شاب ملحد وكتابته في العربية لا بأس بها غير أن ميزته أنه في الإنجليزية يساوي كبار أهلها نظماً ونثراً وصحف أمريكا تكتب عنه وتنشر له و المصريون يريدون أن يجعلوه لساناً من ألسنتهم فيدافع عنهم في تلك الصحف وله اليوم كتاب الريحانيات.. وقد أيسر هذا الرجل من ديوان شعر نظمه بالإنجليزية ولخص فيه أفكار المعري في لزومياته فراج رواجاً عظيماً ثم أتبعه بديوان آخر أخذ فيه كثيراً من أفكار الصوفية.
و السر في الاحتفاء به ما ذكرته آنفاً ـ فهي مأربة لا حفاوة ـ ولو كان مصرياً ما حفلوا به و لا اهتموا

#مصطفى_صادق_الرا عي

قال أبو معاوية البيروتي: قرأت منذ فترة أن أمين الريحاني أسلم قبل وفاته، فأرجو أن يكون صح الخبر


الدراسات عنه كثيرة. وإحتفاء وإحتفال المصريين به لأسباب كثيرة منها ماأشير إليه. وقد ترجم له في الأعلام الشرقية والأعلام للزركلي. ودارة الملك عبد العزيز. ذكرته في كثير من مجالس الملك عبد العزيز. وكتاب ملوك العرب وغيره. تدل على فضله وعلمه. ولم يسلم. ولم يتزوج. وله عشيقات من النساء.

محمدعبداللطيف
2021-06-25, 09:16 PM
و الريحاني شاب ملحد نعم يقول أمين الريحانى عن نفسه
(أنا أيها السادة ذاك الكافر المتمرد الأثيم )
[أمين الريحانى-الريحانيات -الحكمة المثلتة -بيروت طبعة دار الجيل ص276]

يوسف بن سلامة
2021-06-26, 12:15 AM
و الريحاني شاب ملحد وكتابته في العربية لا بأس بها غير أن ميزته أنه في الإنجليزية يساوي كبار أهلها نظماً ونثراً وصحف أمريكا تكتب عنه وتنشر له و المصريون يريدون أن يجعلوه لساناً من ألسنتهم فيدافع عنهم في تلك الصحف وله اليوم كتاب الريحانيات.. وقد أيسر هذا الرجل من ديوان شعر نظمه بالإنجليزية ولخص فيه أفكار المعري في لزومياته فراج رواجاً عظيماً ثم أتبعه بديوان آخر أخذ فيه كثيراً من أفكار الصوفية.
و السر في الاحتفاء به ما ذكرته آنفاً ـ فهي مأربة لا حفاوة ـ
ولو كان مصرياً ما حفلوا به و لا اهتموا

#مصطفى_صادق_الرا عي

قال أبو معاوية البيروتي: قرأت منذ فترة أن أمين الريحاني أسلم قبل وفاته،
فأرجو أن يكون صح الخبر

الدراسات عنه كثيرة. وإحتفاء وإحتفال المصريين به لأسباب كثيرة منها ماأشير إليه.
وقد ترجم له في الأعلام الشرقية والأعلام للزركلي. ودارة الملك عبد العزيز. ذكرته في كثير من مجالس الملك عبد العزيز. وكتاب ملوك العرب وغيره. تدل على فضله وعلمه. ولم يسلم. ولم يتزوج. وله عشيقات من النساء.

الحمد لله
يبدو أني لم أتابع أول ما ذُكر عن هذا الريحاني في هذا الموضوع .
ورجعت إلى مشاركات مضت فلم أجد له ذِكر .
فإن كان أول ذِكرك له كان في هذه المشاركة
فحرف الواو يوحي أنه قد ذُكر من قبل هذا وأنت تُتبع أمره بأمر آخر .
في قولك والريحاني شاب ملحد ... انتهى .
وقولهم أنه أسلم قبل وفاته
وقد كانوا من قبل يقولون عن ميشيل عفلق أنه قد أسلم قبل وفاته .
فيظهر من تاريخ هذه الدعوات المناهضة للإسلام أنهم يشيعون هذا
ليكون لفكر هؤلاء الهلكى قبول في نفوس المسلمين وثباتاً .
وربه يعلم بحاله ولا يقدم هذا عند مؤمن ولا يؤخر شيئاً
فإن العبرة بشيوع فكره وليس على أي دين مات لأن هذا بينه وبين ربه
ويعنينا ما بينه وبين عباده من الكفر وحربه وحرابه على الإسلام وأهله .

سؤالي بعد هذا
هل هناك من أخ يعلم ما هو مُعرفه في المعسكر الغربي باللغة الإنجليزية .
جزاكم الله خيراً ،،،

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-28, 01:55 PM
أشرت الى سر مكنون جزاك الله خيرا
وهم إنهم يشيعون لامر جلل وفقك الله





الحمد لله
يبدو أني لم أتابع أول ما ذُكر عن هذا الريحاني في هذا الموضوع .
ورجعت إلى مشاركات مضت فلم أجد له ذِكر .
فإن كان أول ذِكرك له كان في هذه المشاركة
فحرف الواو يوحي أنه قد ذُكر من قبل هذا وأنت تُتبع أمره بأمر آخر .
في قولك والريحاني شاب ملحد ... انتهى .
وقولهم أنه أسلم قبل وفاته
وقد كانوا من قبل يقولون عن ميشيل عفلق أنه قد أسلم قبل وفاته .
فيظهر من تاريخ هذه الدعوات المناهضة للإسلام أنهم يشيعون هذا
ليكون لفكر هؤلاء الهلكى قبول في نفوس المسلمين وثباتاً .
وربه يعلم بحاله ولا يقدم هذا عند مؤمن ولا يؤخر شيئاً
فإن العبرة بشيوع فكره وليس على أي دين مات لأن هذا بينه وبين ربه
ويعنينا ما بينه وبين عباده من الكفر وحربه وحرابه على الإسلام وأهله .

سؤالي بعد هذا
هل هناك من أخ يعلم ما هو مُعرفه في المعسكر الغربي باللغة الإنجليزية .
جزاكم الله خيراً ،،،

يوسف بن سلامة
2021-06-28, 05:42 PM
هل هناك من أخ يعلم ما هو مُعرفه في المعسكر الغربي باللغة الإنجليزية .


الحمد لله

وجدت اسمه بالإنجليزية بأيسر مما كنت أظن فالحمد لله .
أردت أن أرى كتاباته بالإنجليزيه لأتحقق من إنة كان حقاً يتقن الإنجليزية
كما ذكر العقاد .
أذكر أنني قرأت قبل عشرات السنين عن شعراء المهجر وأدبياتهم
وأنهم كانوا يخرجون ألفاظاً عربيه ما تمت بصلة للعربية مثل كلمة تتجوهر.
إن رأيت أن في ذكره شئ فيه فائدة ذكرته .
مع أني لما رأيت صورته كرهته وكرهت ذكره .

وبالله سبحانه التوفيق وله الفضل والثناء كله ،،،

يوسف بن سلامة
2021-06-28, 06:50 PM
الحمد لله

يبدو لي بعد رؤية مجمل القول عن حياته قرأتها قبل قليل
أني قرأت عنه وله شيئاً في صدر الشباب لكني نسيته كله .
والرجل أخطر بكثير مما تصورته عند رؤية اسمه .
كان يحمل راية ووصل الغاية في طمس حق وحقائق وما كان له نُقاية .
والنُّقَايَة من كل شيء خِيارُه .
والعجيب أني نظرت في آخر صفحة ما كتب عنه في ويكيبيديا الإنجليزية
أن الصفحة قد أعيد تحرير شئ منها في الرابع من يونيو لهذا العام 2021
والرجل قد هلك في عام 1940 عن عمر ناهز 64 عاماً .
فلا تدري ما أعيد تحريره .
وهذا يدل دلالة بينة أن حياته وأعماله في دقيق مراجعة ومتابعة
وعناية ومنه جِبَاية وله نكاية بالإسلام وأهله .
ذِكره كأنه جُرح و نُكأ ..
فإنا لله وإنا إليه راجعون .

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-29, 10:16 PM
•||ساجقلي زاده تـ1145هـ: ويلٌ لمن ارتكب الكفر خشية انتقاض: (برهان التطبيق)!


قال محمد بن أبي بكر المرعشي، المعروف بساجقلي زاده تـ1145هـ في رسالته [رد الجلال] (اللوحة:9-أ/مجموع بمكتبة طوكيو-اليابان) ما نصه:
[ما سماه المتكلمون برهان التطبيق مغلطة كاذبة؛ لكذب بعض مقدماته بدلالة انتقاضه، إذ الدليل الصحيح لا ينتقض.
وقال في "التلويح/شرح المقدمة الأولى": وبرهان التطبيق ليس بتمام على ما عرف في علم الكلام، انتهى.
فويلٌ لمن ارتكب الكفر العظيم خشية انتقاضه].

الرد :

ال شيخ الإسلام: وعمدة من يقول بامتناع ما لا نهاية له من الحوادث إنما هي (دليل التطبيق والموازنة والمسامتة) المقتضى تفاوت الجملتين ثم يقولون والتفاوت فيما لا يتناهى محال


مثال ذلك: أن يقدروا الحوادث من زمن الهجرة إلى مالا يتناهى في المستقبل أو الماضي والحوادث من زمن الطوفان إلى مالا يتناهى أيضا ثم يوازنون الجملتين فيقولون إن تساوتا لزم أن يكون الزائد كالناقص وهذا ممتنع فإن إحداهما زائدة على الأخرى بما بين الطوفان والهجرة وإن تفاضلتا لزم أن يكون فيما لا يتناهى تفاضل وهو ممتنع .
منهاج السنة (1|432)


ووجه ذلك:
عند تطبيق السلسلتين على بعضهما تكون السلسلة الثانية ناقصة عن الأولى , والناقص محدود ومحصور والمحصور متناه , والسلسلة الأولى تكون زائدة على الثانية أي الناقصة بعدد محصور وما زاد على المحصور بمحصور يكون محصورا أيضا, فعلى ذلك يكون متناهيا أيضا ثم تطبيق ذلك على السلسلة الواحدة .


قال شيخ الإسلام : وهذه الطريق هي طريق التطبيق ومبناها على أن ما لا يتناهى لا يتفاضل وعليها من الكلام والاعتراض ما قد ذكر في غير هذا الموضع .
درء (5|49)

حسن المطروشى الاثرى
2021-06-29, 10:38 PM
( 2 )
هناك نظرة تفاؤلية جميلة عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقرؤها في أمور يعتبرها كثير من الناس شراً محضا وسببا للحزن والإحباط.
فهو -مثلاً- يؤكد في كتبه أن الله إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه من أهل الباطل، فإذا انتفش أولئك المبطلون وبثوا شبهاتهم وما ينصرون به باطلهم أظهر الله من ينصر الحق بسبب ذلك.






ففي الفتاوى (57/28) قال:
"ومن سنة الله : أنه إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه؛ فيحق الحق بكلماته ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق".
وقال في الجواب الصحيح: (85/1) : "ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين، وبيان حقيقة أنباء المرسلين ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين".
بل من العجيب أنه جعل إرسال النصارى لكتاب فيه شبهاتهم التي يصححون بها دينهم، من اسباب ظهور الدين ونصره، كما في الجواب الصحيح (98/1) حيث قال: (وكان من أسباب نصر الدين وظهوره ، أن كتابا ورد من قبرص فيه الاحتجاج لدين النصارى) لماذا جعله كذلك؟ قال: (فاقتضى ذلك أن نذكر من الجواب ما يحصل به فصل الخطاب، وبيان الخطإ من الصواب؛ لينتفع بذلك أولو الألباب ، ويظهر ما بعث الله به رسله من الميزان والكتاب)
ويقول أيضاً (وكذلك سائر أعداء الأنبياء من المجرمين شياطين الإنس والجن الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا إذا أظهروا من حججهم ما يحتجون به على دينهم المخالف لدين الرسول ، ويموهون في ذلك بما يلفّقونه من منقول ومعقول- كان ذلك من أسباب ظهور الإيمان الذي وعد بظهوره على الدين كله بالبيان والحجة والبرهان ثم بالسيف واليد والسنان) "الجواب الصحيح 87/1




رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

محمدعبداللطيف
2021-06-29, 11:07 PM
يؤكد في كتبه أن الله إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه من أهل الباطل، فإذا انتفش أولئك المبطلون وبثوا شبهاتهم وما ينصرون به باطلهم أظهر الله من ينصر الحق بسبب ذلك.
ففي الفتاوى (57/28) قال:
"ومن سنة الله : أنه إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه؛ فيحق الحق بكلماته ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق".
وقال في الجواب الصحيح: (85/1) : "ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين، وبيان حقيقة أنباء المرسلين ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين".
بل من العجيب أنه جعل إرسال النصارى لكتاب فيه شبهاتهم التي يصححون بها دينهم، من اسباب ظهور الدين ونصره، كما في الجواب الصحيح (98/1) حيث قال: (وكان من أسباب نصر الدين وظهوره ، أن كتابا ورد من قبرص فيه الاحتجاج لدين النصارى) لماذا جعله كذلك؟ قال: (فاقتضى ذلك أن نذكر من الجواب ما يحصل به فصل الخطاب، وبيان الخطإ من الصواب؛ لينتفع بذلك أولو الألباب ، ويظهر ما بعث الله به رسله من الميزان والكتاب)
ويقول أيضاً (وكذلك سائر أعداء الأنبياء من المجرمين شياطين الإنس والجن الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا إذا أظهروا من حججهم ما يحتجون به على دينهم المخالف لدين الرسول ، ويموهون في ذلك بما يلفّقونه من منقول ومعقول- كان ذلك من أسباب ظهور الإيمان الذي وعد بظهوره على الدين كله بالبيان والحجة والبرهان ثم بالسيف واليد والسنان) "الجواب الصحيح 87/1
نعم بارك الله فيك

حسن المطروشى الاثرى
2021-07-03, 11:12 AM
قال ابن تيمية رحمه الله وأسكنه الله الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء :

"فَلَيْسَ فِي الْكَائِنَاتِ مَا يَسْكُنُ الْعَبْدُ إلَيْهِ وَيَطْمَئِنُّ بِهِ، وَيَتَنَعَّمُ بِالتَّوَجُّهِ إلَيْهِ؛ إلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ؛ وَمَنْ عَبَدَ غَيْرَ اللَّهِ وَإِنْ أَحَبَّهُ وَحَصَلَ لَهُ بِهِ مَوَدَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَنَوْعٌ مِنْ اللَّذَّةِ فَهُوَ مَفْسَدَةٌ لِصَاحِبِهِ أَعْظَمُ مِنْ مَفْسَدَةِ الْتِذَاذِ أَكْلِ طَعَامِ الْمَسْمُومِ...... ..................
مجموع الفتاوى 1/25)

حسن المطروشى الاثرى
2021-07-10, 08:05 PM
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية (2/136) ط / دار ابن الجوزي:
((وقوله: "لا ظل إلا ظله"؛ يعني: إلا الظل الذي يخلقه، وليس كما توهم بعض الناس أنه ظل ذات الرب عز وجل؛ فإن هذا باطل؛ لأنه يستلزم أن تكون الشمس حينئذ فوق الله عز وجل. ففي الدنيا؛ نحن نبني الظل لنا، لكن يوم القيامة؛ لا ظل إلا الظل الذي يخلقه سبحانه وتعالى ليستظل به من شاء من عباده)). أ.هـ


قال ابن باز : له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر المخلوقات )
وتاوله بعض العلماء القدامى كابن عبد البر والبيهقي على معنى الرحمة والحفظ
والتاويل اشارة الى تعلقه بالصفات
ومن نفى ان يكون صفة لله عزوجل قال انه ظل العرش .
فان صحت الروايات في ذلك وهو الاقرب فيبقى اثبات ان ظل العرش هو ظل الله عزوجل .

أورد الألباني في الإرواء (3/395) حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – مرفوعاً "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .." الحديث ، خرجه من صحيح البخاري ومسلم وسنن النسائي وموطأ مالك ، ثم قال: وللحديث شاهد من حديث سلمان بلفظ سبعة يظلهم الله في ظل عرشه فذكر الحديث رواه سعيد بن منصور بإسناد حسن كما في الفتح (2/ 121) .


فقول الألباني –رحمه الله- :


(وقد ورد في ظل العرش أحاديث تبلغ التواتر ).

قوله: ( وللحديث شاهد من حديث سلمان (يعني حديث السبعة) يفيد أن الألباني يرى أن الظل إنما هو ظل العرش ، ويرى أن معنى الأحاديث كلها معنىً واحد .


وما أعتقد أن أحداً من علماء السنة السابقين يخالف هؤلا العلماء .

محمدعبداللطيف
2021-07-10, 10:05 PM
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية (2/136) ط / دار ابن الجوزي:
((وقوله: "لا ظل إلا ظله"؛ يعني: إلا الظل الذي يخلقه، وليس كما توهم بعض الناس أنه ظل ذات الرب عز وجل؛ فإن هذا باطل؛ لأنه يستلزم أن تكون الشمس حينئذ فوق الله عز وجل. ففي الدنيا؛ نحن نبني الظل لنا، لكن يوم القيامة؛ لا ظل إلا الظل الذي يخلقه سبحانه وتعالى ليستظل به من شاء من عباده)). أ.هـ
قال ابن بازرحمه الله : له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر المخلوقات )
وتاوله بعض العلماء القدامى كابن عبد البر والبيهقي على معنى الرحمة والحفظ
والتاويل اشارة الى تعلقه بالصفات
ومن نفى ان يكون صفة لله عزوجل قال انه ظل العرش .
فان صحت الروايات في ذلك وهو الاقرب فيبقى اثبات ان ظل العرش هو ظل الله عزوجل .

. بارك الله فيك
سئلت اللجنة الدائمة : ما المراد بالظل المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) الحديث .
فأجابت : " المراد بالظل في الحديث : هو ظل عرش الرحمن تبارك وتعالى ، كما جاء مفسرا في حديث سلمان رضي الله عنه في " سنن سعيد بن منصور " ، وفيه : ( سبعة يظلهم الله في ظل عرشه ) الحديث . حسن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في (الفتح 2/ 144) ..... ، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء – المجموعة الثانية - " ( 2 / 487 ) .
قال الشيخ عبدالرحمن البراك: (الظل مخلوق وإضافته إلى الله سبحانه إضافة ملك وتشريف كما قال عياض والحافظ رحمهما الله تعالى، وليس إضافة صفة إلى موصوف؛ فلا يقال: إن لذات الله ظلاً أخذاً من هذا الحديث؛ لأن الظل مخلوق) .
إلا أن الشيخ عبدالعزيز بن باز أثبت صفة الظل لله تعالى، وفي هذا نظر!
سئل رحمه الله:
حديث السبعة الذين يظلهم الله عزَّ وجلَّ في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فهل يوصف الله تعالى بأن له ظلا؟
فأجاب: (نعم كما جاء في الحديث، وفي بعض الروايات (في ظل عرشه) لكن في الصحيحين (في ظله)، فهو له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات، الباب واحد عند أهل السنة والجماعة والله ولي التوفيق)

حسن المطروشى الاثرى
2021-07-13, 07:13 PM
بارك الله فيكم

قال القسطلاني في " إرشاد الساري "

أن الذات هي المسمى والزائد عليها هو الاسم، فإذا قلت عالم فهناك أمران ذات وعلم، فالذات هو المسمى والعلم هو الاسم. فإذا فهم هذا فالأسماء منها ما هو عين المسمى ومنها ما هو غيره، ومنها ما يقال فيه لا عين ولا غير، فالقسم الأوّل مثل موجود وقديم وذات، فإن الموجود عين الذات وكذا القديم. والقسم الثاني مثل خالق ورازق وكل صفات الأفعال، فإن الفعل الذي هو الاسم غير الذات، والقسم الثالث مثل عالم وقادر وكل الصفات الذاتية، فإن الذات التي هي المسمى لا يقال في العلم الذي هو الاسم أنه غيرها ولا عينها.
هذا تحقيق ما قاله الأشعري في هذه المسألة وما نقل عنه خلاف هذا فهو خبط،

محمدعبداللطيف
2021-07-13, 09:51 PM
قال القسطلاني في " إرشاد الساري "

أن الذات هي المسمى والزائد عليها هو الاسم، فإذا قلت عالم فهناك أمران ذات وعلم، فالذات هو المسمى والعلم هو الاسم. فإذا فهم هذا فالأسماء منها ما هو عين المسمى ومنها ما هو غيره، ومنها ما يقال فيه لا عين ولا غير، فالقسم الأوّل مثل موجود وقديم وذات، فإن الموجود عين الذات وكذا القديم. والقسم الثاني مثل خالق ورازق وكل صفات الأفعال، فإن الفعل الذي هو الاسم غير الذات، والقسم الثالث مثل عالم وقادر وكل الصفات الذاتية، فإن الذات التي هي المسمى لا يقال في العلم الذي هو الاسم أنه غيرها ولا عينها.
هذا تحقيق ما قاله الأشعري في هذه المسألة وما نقل عنه خلاف هذا فهو خبط، بارك الله فيك
من المسائل المشهورة في هذا الباب مسألة: هل الاسم هو المسمى أو غيره؟ والمعروف أن الجهمية حرصوا على تقرير أن الاسم غير المسمى؛ ليسلم لهم مذهبهم الفاسد, القائل بخلق القرآن. فقابلهم البعض فقالوا: بل الاسم هو المسمى، حتى لا يقال: إن أسماء الله غير الله، وهذا قول بعض المنتسبين إلى السنة.
وقد ذكر شيخ الإسلام عدة أقوال في هذه المسألة، وهي:
1- أن الاسم غير المسمى، وهذا قول الجهمية، الذين يقولون: إن أسماء الله غير الله، وما كان غيره .
2- التوقف والإمساك عن إطلاق مثل هذه العبارات نفياً وإثباتاً، وأن كلا من الإطلاقين بدعة، وقد ذكر هذا الخلال عن إبراهيم الحربي, وغيره، وكما ذكره أبو جعفر الطبري في صريح السنة ، وعده من الحماقات.
3- أن الاسم هو المسمى، وهذا قول كثير من المنتسبين إلى السنة، مثل أبي بكر عبدالعزيز، وأبي القاسم الطبري، واللالكائي (14) ، وأبي محمد البغوي في . وغيرهم. وهو أحد قولي أصحاب أبي الحسن الأشعري ، اختاره أبو بكر بن فورك وغيره.
4- والقول الثاني – وهو المشهور عن أبي الحسن الأشعري – أن الأسماء ثلاثة أقسام:
تارة يكون الاسم هو المسمى، كاسم الموجود.
وتارة يكون غير المسمى، كاسم الخالق.
وتارة لا يكون هو ولا غيره, كاسم العليم والقدير.
5- أن الاسم للمسمى، كما يقوله أكثر أهل السنة، فهؤلاء وافقوا الكتاب والسنة والمعقول لقوله تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى [الأعراف: 180] وقال: أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى [الإسراء: 110]. وهؤلاء إذا قيل لهم: هل الاسم هو المسمى أو غيره؟ "فصلوا فقالوا: ليس هو نفس المسمى، ولكن يراد به المسمى، وإذا قيل: إنه غيره بمعنى أنه يجب أن يكون مبايناً. فهذا باطل؛ فإن المخلوق قد يتكلم بأسماء نفسه فلا تكون بائنة منه، فكيف بالخالق، وأسماؤه من كلامه، وليس كلامه بائناً عنه، ولكن قد يكون الاسم نفسه بائناً، مثل أن يسمى الرجل غيره باسم، أو يتكلم باسمه، فهذا الاسم نفسه ليس قائماً بالمسمى، لكن المقصود به المسمى، فإن الاسم مقصوده إظهار المسمى وبيانه" .
فالأشاعرة لهم قولان ضعيفان وقد ناقشهما شيخ الإسلام وبين ضعفهما: ومن ردوده على من قال منهم:
إن الاسم هو المسمى قوله: "قلت لو اقتصروا على أن أسماء الشيء إذا ذكرت في الكلام فالمراد بها المسميات – كما ذكروه في قوله يَا يَحْيَى [مريم: 12] ونحو ذلك – لكان ذلك معنى واضحاً، لا ينازعه فيه من فهمه، لكن لم يقتصروا على ذلك، ولهذا أنكر قولهم جمهور الناس من أهل السنة وغيرهم لما في قولهم من الأقوال الباطلة، مثل دعواهم أن لفظ اسم الذي هو "ا، س، م" معناه ذات الشيء ونفسه، وأن الأسماء – التي هي الأسماء – مثل زيدظ, وعمرو هي التسميات، ليست هي أسماء المسميات، وكلاهما باطل, مخالف لما يعلمه جميع الناس من جميع الأمم ولما يقولونه... وأيضاً فهم تكلفوا هذا التكليف ليقولوا: إن اسم الله غير مخلوق، ومرادهم أن الله غير مخلوق, وهذا مما لا تنازع فيه الجهمية والمعتزلة؛ فإن أولئك ما قالوا الأسماء مخلوقة إلا لما قال هؤلاء هي المسميات. فوافقوا الجهمية والمعتزلة في المعنى، ووافقوا أهل السنة في اللفظ، ولكن أرادوا به ما لم يسبقهم أحد إلى القول به من أن لفظ اسم وهو "ألف، سين، ميم" معناه إذا أطلق هو الذات المسماة، بل معنى هذا اللفظ هي الأقوال التي هي أسماء الأشياء، مثل زيد, وعمرو، وعالم, وجاهل، لفظ الاسم لا يدل على أن هذه الأسماء هي مسماة... ) " إلى آخر مناقشته لهم.
ثم ذكر أن أهل القول الثاني من الأشاعرة – الذي قسموا الأسماء إلى ثلاثة أقسام –
"غلطوا من وجه آخر؛ فإنه إذا سلم لهم أن المراد بالاسم الذي هو "ألف، سين، ميم" هو مسمى الأسماء
فاسمه الخالق هو الرب الخالق نفسه، ليس هو المخلوقات المنفصلة عنه، واسمه العليم هو الرب العليم، الذي العلم صفة له، فليس العلم هو المسمى، بل المسمى هو العليم،
فكان الواجب أن يقال على أصلهم:
الاسم هنا هو المسمى وصفته، وفي الخالق الاسم هو المسمى وفعله، ثم قولهم: إن الخلق هو المخلوق، وليس الخلق فعلاً قائماً بذاته، قول ضعيف، مخالف لقول جمهور المسلمين" .
وبهذا يتبين أن القول الخامس هو القول الراجح, وأن الاسم للمسمى، وأنه لابد من الاستفصال عن المقصود لمن قال: الاسم هو المسمى أو غيره.[موسوعة الفرق - منهج الاشاعرة فى الاسماء والصفات]

حسن المطروشى الاثرى
2021-07-16, 09:29 PM
جزاكم الله خيرا

حسن المطروشى الاثرى
2021-07-22, 07:27 AM
قال الصنعاني رحمه الله:" فإنه ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه وسلم من جهاد الأعداء وتقوية شعائر الدين ونحوها, فإن الحديث عام لكل خليفة راشد لا يخص الشيخين. ومعلوم من قواعد الشريعة أنه ليس لخليفة راشد أن يُشَرِّع طريقة غير ما كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم ... ". (سبل السلام 1/ 493).

قال الألباني:" ... فليس للخلفاء سنة تتبع إلا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم" (السلسلة الضعيفة 1/ 51 - 53).

قال ابن حزم رحمه الله تعالى:" فمن أباح أن يكون للخلفاء الراشدين سنة لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد أباح أن يحرموا شيئاً كان حلالاً على عهده صلى الله عليه وسلم إلى أن مات, أو أن يحلوا شيئاً حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم, أو أن يوجبوا فريضة لم يوجبها رسول الله صلى الله عليه وسلم, أو أن يُسقطوا فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسقطها إلى أن مات, وكل هذه الوجوه من جوّز منها شيئاً فهو كافر مشرك بإجماع الأمة كلها بلا خلاف. وأما أن يكون أمر باتباعهم في اقتدائهم بسنته صلى الله عليه وسلم فهكذا نقول, ليس يحتمل هذا الحديث وجهاً غير هذا أصلاً"

(الإحكام في أصول الأحكام 6/ 76 - 78).

محمدعبداللطيف
2021-07-22, 12:59 PM
قال الصنعاني رحمه الله:" فإنه ليس المراد بسنة الخلفاء الراشدين إلا طريقتهم الموافقة لطريقته صلى الله عليه وسلم من جهاد الأعداء وتقوية شعائر الدين ونحوها, فإن الحديث عام لكل خليفة راشد لا يخص الشيخين. ومعلوم من قواعد الشريعة أنه ليس لخليفة راشد أن يُشَرِّع طريقة غير ما كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم ... ". (سبل السلام 1/ 493).

قال الألباني:" ... فليس للخلفاء سنة تتبع إلا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم" (السلسلة الضعيفة 1/ 51 - 53).

قال ابن حزم رحمه الله تعالى:" فمن أباح أن يكون للخلفاء الراشدين سنة لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد أباح أن يحرموا شيئاً كان حلالاً على عهده صلى الله عليه وسلم إلى أن مات, أو أن يحلوا شيئاً حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم, أو أن يوجبوا فريضة لم يوجبها رسول الله صلى الله عليه وسلم, أو أن يُسقطوا فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسقطها إلى أن مات, وكل هذه الوجوه من جوّز منها شيئاً فهو كافر مشرك بإجماع الأمة كلها بلا خلاف. وأما أن يكون أمر باتباعهم في اقتدائهم بسنته صلى الله عليه وسلم فهكذا نقول, ليس يحتمل هذا الحديث وجهاً غير هذا أصلاً"

(الإحكام في أصول الأحكام 6/ 76 - 78).بارك الله فيك
جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبة أصحابه - رضي الله عنهم - إلى من بعدهم في الأمة الإسلامية كنسبته إلى أصحابه، وكنسبة النجوم إلى السماء.
ومن المعلوم: أن هذا التشبيه النبوي يعطي في وجوب إتباع فهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم للدين نظير رجوع الأمة إلى نبيها صلى الله عليه وسلم؛ فإنه صلى الله عليه وسلم المُبيِّن للقرآن، وأصحابه - رضوان الله عليهم - ناقلو بيانه للأمة.
وكذلك رسول الله معصوم لا ينطق عن الهوى، وإنما يصدر عنه الرشاد والهدى، وأصحابه عدول لا ينطقون إلا صدقاً، ولا يعملون إلا حقًّا.
وكذلك النجوم جعلها الله رجوماً للشياطين في استراق السمع؛ فقال تعالى: { إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * )وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَأِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } [الصافات:6 – 10].
وقال سبحانه وتعالى: { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ } [الملك: 5].
وكذلك الصحابة - رضي الله عنهم - زينة هذه الأمة كانوا رصداً لتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، وتحريف الغالِين الذين جعلوا القرآن عضين، واتبعوا أهواءهم؛ فتفرقوا ذات اليمين وذات الشمال؛ فكانوا عزين.
وكذلك فإن النجوم منار لأهل الأرض ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر؛ كما قال تعالى: { وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 16].
وقال جل شأنه: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الأنعام: 97].وكذلك الصحابة يُقتدى بهم للنجاة من ظلمات الشهوات والشبهات، ومن أعرض عن فهمهم فهو في غية يتردى في ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها.
وبفهم الصحابة نحصن الكتاب والسنة من بدع شياطين الإنس والجن الذين يبتغون الفتنة ويبتغون تأويلها ليفسدوا مراد الله ورسوله فيهما، فكان فهم الصحابة - رضي الله عنهم - حرزاً من الشر وأسبابه، ولو كان فهمهم لا يحتج به لكان فهم من بعدهم أمنة للصحابة وحرزاً لهم، وهذا محال.
عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: وعظنا رسول الله × موعظة بليغة؛ ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب؛ فقال قائل: يا رسول الله! كأنها موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: "عليكم بالسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة، وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة".
قال ابن قيم الجوزية: "وقد قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أصحابه بسنته، وأمر بإتباعها، كما أمر بإتباع سنته، وبالغ في الأمر بها، حتى أمر بأن يعض عليها بالنواجذ، وهذا يتناول ما أفتوا به، وسنّوه للأمة، وإن لم يتقدم من نبيهم فيه شيء، وإلا كان ذلك سنته.
ويتناول ما أفتى به جميعهم، أو أكثرهم، أو بعضهم، لأنه علَّق ذلك بما سنَّه الخلفاء الراشدون، ومعلوم أنهم لم يسنوا ذلك وهم خلفاء في آن واحد، فعلم أن سنَّة كل واحد منهم في وقته من سنة الخلفاء الراشدين".
قلت : هذا الحديث صاعقة على رؤوس المبتدعة المخالفين لمنهج السلف، لأنه يدل على حجيته من وجوه:
أ - قَرَنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة الخلفاء الراشدين وهي فهم السلف، مع سنته؛ فدلّ على أن الإسلام لا يفهم إلا بمنهج السلف.
ب - أنه جعل سنة الخلفاء الراشدين سنته؛ فقال: "عضوا عليها" ولم يقل: "عضوا عليهما"؛ فتبين أن سنة الخلفاء الراشدين من سنته.
ت - أنه قابل ذلك كله بالتحذير من البدع؛ فدل على أن كل مخالف لمنهج السلف واقع في البدع وإن لم يشعر.
ث - أنه جعل ذلك مخرج من الاختلاف والابتداع؛ فمن تمسك بسنة رسول الله وسنة خلفائه الراشدين كان من الفرقة الناجية يوم القيامة؛ كما صرّح ابن حبان عقب حديث العرباض - رضي الله عنه - فقال: "في قوله صلى الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي" عند ذلك الاختلاف الذي يكون في أمته بيان واضح أن من واظب على السنة، ولم يعرج على غيرها من الآراء من الفرق الناجية في القيامة، جعلنا الله منهم بمنّه".
ج - أنه لم يدخل سنته وسنة الخلفاء الراشدين في الاختلاف الكثير؛ فدل على أنها جميعاً من عند الله؛ لأن الاختلاف الكثير ليس من عند الله؛ كما قال تعالى: { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً } [النساء: 82].
من هذه الوجوه مجتمعة يتبين:
أن سبيل النجاة من الاختلاف والافتراق وطوق الحياة من مضلات الهوى ومعضلات الشبهات والشهوات – التي تحيل من اتبعها عن المحجة البيضاء – ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من فهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم أخذوا منها بحظ وافر، وحازوا قصبات السابق، واستولوا على الأمد، فلا مطمع لأحد من الأمة بعدهم في اللحاق بهم فإنهم على هدى وقفوا، وبعلم قد كفوا، وببصر ثاقب نظروا، والسعيد من اتبع صراطهم السوي، والشقي من زاغ ذات اليمين وذات الشمال وسلك سبل الغي، والتائه الحائر في ميدان المهالك والضلال يظن سراب الأهواء ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الشيطان عنده فاستحوذ عليه، نعوذ بالله من الخذلان.
فقل لي بربك :
أي خصلة خير لم يسبقوا إليها؟ وأي خطة رشد لم يستولوا عليها؛ والذي نفسي بيده لقد نهلوا الحق من معينه عذباً زلالاً؛ فأيدوا قواعد الإسلام فلم يتركوا لأحد مقالاً، وألقوا إلى التابعين بإحسان ما ورثوه من مشكاة النبوة خالصاً صافياً، وكان سندهم فيه: نبيهم صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة سنداً عالياً.
لقد كانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلّ في صدورهم، وأعظم في نفوسهم أن يقدموا عليها هوى، أو أن يخلطوها برأي مشوب، كيف وقد عادوا ووالوا عليها؟
فإذا دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمر طاروا إليه زرافات ووحداناً، وحملوا أنفسهم عليها فلا يسألوه عما قال برهاناً.
لذلك فهم أولى الناس برسولهم صلى الله عليه وسلم وسنته فهماً وعملاً ودعوةً، وأن على من بعدهم: أن يتمسك بمنهجهم؛ ليكون موصولاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ودين الله، وإلا فهو كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
كتاب : المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام
جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود

حسن المطروشى الاثرى
2021-07-27, 08:27 PM
قال الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ( الفتاوى ١٦٠/١١):


وقع عندنا قصة منذ عشر سنين - بدويان تنازعا في ولد عمره ثلاثين سنة هو كان عند أبيه الذي ولد على فراشه ومنتف الخطر وهو ولدها بكل حال، ولكن الأم عجوز وجاءت تبكي من حين ألم بها ذلك الشيء جاء على بالها التوبة، وهي صاحبة ديانة نسبياً، وأخبرت بقصتها مع الأول أنها خرجت من عنده وقالت ما وطئني وتزوجت قبل أن تعتد. المقصود أنه وجد وطؤ مع وطئ، هذا أو في الطهر الواحد، ووضع في حكم الوضع في العدة. وبعد البحث والاحتياط والتأمل ما رأينا إلا القافة، فأحضرنا قائفين من أوثق آل مرة في بيتنا فوطئوا على تراب، فقالوا: هو للثاني، حتى من في بيتنا عرفوه قبل، وهو أعقل، ولا عنده ميل لأحدهما. (تقرير) .....

محمدعبداللطيف
2021-07-27, 10:33 PM
قال الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ( الفتاوى ١٦٠/١١):


وقع عندنا قصة منذ عشر سنين - بدويان تنازعا في ولد عمره ثلاثين سنة هو كان عند أبيه الذي ولد على فراشه ومنتف الخطر وهو ولدها بكل حال، ولكن الأم عجوز وجاءت تبكي من حين ألم بها ذلك الشيء جاء على بالها التوبة، وهي صاحبة ديانة نسبياً، وأخبرت بقصتها مع الأول أنها خرجت من عنده وقالت ما وطئني وتزوجت قبل أن تعتد. المقصود أنه وجد وطؤ مع وطئ، هذا أو في الطهر الواحد، ووضع في حكم الوضع في العدة. وبعد البحث والاحتياط والتأمل ما رأينا إلا القافة، فأحضرنا قائفين من أوثق آل مرة في بيتنا فوطئوا على تراب، فقالوا: هو للثاني، حتى من في بيتنا عرفوه قبل، وهو أعقل، ولا عنده ميل لأحدهما. (تقرير) .....بارك الله فيك
القيافة: هي لغة تتبع الأثر للتعرف على صاحبه، والقائف هو الذي يتتبع الآثار ليعرف شبه الشخص بأبيه، أو أخيه. وفي الاصطلاح الفقهي: الفائف هو الذي يعرف النسب بفراسته ونظره إلى أعضاء المولود، وقد اختلف الفقهاء في إثبات النسب بالقيافة حيث ذهب جمهورهم: المالكية على تفصيل، والشافعية والحنابلة إلي إثبات النسب بالقيافة في حين ذهب الحنفية إلى عدم إثباته بها.
ولسنا نحن بصدد أدلة الفريقين ومناقشتها، لكن الراجح هو قول الجمهور؛ للأحاديث الصحيحة الواردة في هذا المجال حيث روى الشيخان بسندهما عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليّ مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال: ((ألم تري أن مجزراً نظر آنفًا إلى زيد بن حارثة، و أسامة بن زيد فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض)) وذلك أن بعض العرب كانوا يقدحون في الجاهلية في نسب أسامة؛ لأنه كان اسود شديد السواد مثل القار، وكان زيد أبيض مثل القطن.
ووجه الاستدلال: أن سرور النبي -صلى الله عليه وسلم- بقول القائف إقرار منه بجواز العمل به، إضافة إلى أن الخليفة عمر -رضي الله عنه- كان يدعو القافة لإلحاق أولاد الجاهلية بمن يدعيهم في الإسلام، ويعمل بقولهم بحضور الصحابة دون إنكار منهم.
وقد اشترط الفقهاء في القائف: أن يكون ذا خبرة عادلًا عند جمهور الفقهاء، وذهب بعضهم إلى عدم اشتراط العدالة مطلقا، وبعضهم إلى عدم اشتراطها إذا كان أكثر من واحد، ونفـس الخــلاف جار في اشتراط الإسلام، كما ذهب الجمهور إلى اشتراط التعدد والذكورة.
كما اشترطوا في صحة حكم القائف: أن لا يكون هناك مانع شرعي من الإلحاق بالشبه، فلا يعتمد على قول القائف في حالة اللعان، لأن الله تعالى شرع اللعان عند نفي النسب، وكذلك لا يعتد بالقيافة في نفي النسب عند وجود الفراش، يدل على ذلك الحديث الصحيح الذي قال فيه الرجل: إن امرأتي ولدت غلاما أسود، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((هل لك من إبل؟ قال: نعم. قال: ما ألوانها؟ قال: حمر. قال فهل فيها من أورق؟ قال: نعم. قال -صلى الله عليه وسلم-: فأنى هو؟ فقال: لعله يا رسول الله يكون نزعه عرق له، قال: فلعل ابنك هذا نزعه)) فبين الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه لا عبرة للشبه عند وجود الفراش؛ وذلك لأن الولد للفراش، ولا يثبت عكسه إلا باللعان.
ويدل على ذلك أيضا الحديث الصحيح المتفق عليه عن عائشة قالت: ((اختصم سعد بن أبى وقاص، وعبد بن زمعة في غلام فقال سعد: هذا يا رسول الله ابن أخي عتبة عهد إليّ أنه ابنه، انظر إلى شبهه، وقال عبد بن زمعة: هذا أخي يا رسول الله ولد على فراش أبي من وليدته، فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى شبهه فرأى شبها شبها بينا بعتبة، فقال: هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش وللعاهر الحجر)).
فالقاعدة الأساسية في هذا الباب: هو لا يعلو على الفراش شيء من الأدلة سوى اللعان الذي حصره الله فيه جواز نفي النسب الثابت به، ولذلك يبقى دور القيافة في الإثبات بشروطها وضوابطها.
ومن المعلوم أن الرجوع إلى القيافة إنما يكون عند تنازع أكثر من واحد على ولد واحد. كما اشترط بعض الفقهاء حكم القاضي بقول القائف عند التنازع، حيث نص الشافعية على أنه لا يلزم بقول القائف إلا بإمضاء القاضي له.
اختلاف القافـــة:
وإذا اختلفت أقوال القافة فإن أمكن الجمع بينهم كما لو الحق أحدهم نسب الولد برجل والآخر لحقه بامرأة فإنه ينسب إليهما، وإن لم يمكن ذلك يحكم بما هو الأقوى والأرجح من حيث العدد، أو من حيث قوة الشبه وكثرته، وإذا لم يتحقق ذلك فقد اختلف الفقهاء، فذهب المالكية والشافعية إلى أنه يرجع الأمر إلى الولد المراد إلحاقه، فإن كان صبيا يؤخر الأمر حتى يبلغ فيلحق نفسه بأي واحد شاء ممن اختلف فيهم القافة، وإن كان بالغا يخير بينهم.
ع2:
شروط العمل بالقيافة
ج1:
الموسوعة الفقهية ا
يشترط في القائف ما يلي:
أ- الخبرة والتجربة: ذهب الشافعية إلى أنّه لا يوثق بقول القائف إلا بتجربته في معرفة النّسب عمليّاً، وذلك بأن يعرض عليه ولد في نسوة ليس فيهنّ أمّه ثلاث مرات، ثم في نسوة فيهنّ أمّه، فإن أصاب في المرات جميعاً اعتمد قوله.والأب مع الرّجال كذلك على الأصحّ، فيعرض عليه الولد في رجال كذلك.
وإذا حصلت التجربة وتولدت الثّقة بخبرته فلا حاجة لتكرار هذا الاختبار عند كلّ إلحاق.
ونص الحنابلة: بأنّه يترك الصبيّ مع عشرة من الرّجال غير من يدعيه ويرى إياهم، فإن ألحقه بواحد منهم سقط قوله لأنّا تبينا خطأه، وإن لم يلحقه بواحد منهم أريناه إياه مع عشرين فيهم مدعيه، فإن ألحقه به لحق، ولو اعتبر بأن يرى صبيًا معروف النّسب مع قوم فيهم أبوه أو أخوه، فإذا ألحقه بقريبه علمت إصابته، وإن ألحقه بغيره سقط قوله. وهذه التجربة عند عرضه على القائف للاحتياط في معرفة إصابته، وإن لم يجرب في الحال بعد أن يكون مشهوراً بالإصابة وصحة المعرفة في مرات كثيرة.
ب- العدالة: اختلفت الرّوايات عن مالك في اشتراط عدالة القائف للعمل بقوله، فرواية ابن حبيب
عن مالك أنّه يشترط العدالة في القائف الواحد، وروى ابن وهب عن مالك الاجتزاء بقول واحد كما تقدم عن ابن القاسم، ولم يشترط العدالة.
أما الشافعية والحنابلة: فيشترطون العدالة للعمل بقول القائف; لأنّه حكم فتشترط فيه.
ج- التعدّد: الأصحّ عند الجمهور: أنّه لا يشترط التعدّد لإثبات النّسب بقول القائف، ويكتفي بقول قائف واحد كالقاضي والمخبر، لكن وجد في هذه المذاهب رأي آخر يقضي باشتراط التعدّد، جاء في "التبصرة" حكاية الخلاف عن مالك في الاجتزاء بقائف واحد كالأخبار، وهو قول ابن القاسم أو لا بد من قائفين، وهي رواية عن أشهب عن مالك، وقاله ابن دينار، ورواه ابن نافع عن مالك، ووجهه: أنّه كالشهادة. قال بعض الشّيوخ: والقياس على أصولهم أن يحكم بقول القائف الواحد، وظاهر كلام أحمد كما جاء في "المغني" أنّه لا يقبل إلا قول اثنين، فأشبه الشهادة. وقال القاضي: يقبل قول الواحد; لأنّه حكم، ويقبل في الحكم قول واحد، وحمل كلام أحمد على ما إذا تعارض قول القائفين، والراجح في المذهب الاكتفاء بقول قائف واحد في إلحاق النّسب، وهو كحاكم، فيكفي مجرد خبره; لأنّه ينفذ ما يقوله بخلاف الشاهد، وهو الراجح عند الشافعية كذلك. ومبنى الخلاف في اشتراط التعدّد أو عدم اشتراطه هو التردّد في اعتبار قول القائف من باب الشهادة أو الرّواية، وقد رجح القرافيّ إلحاق قول القائف بالشهادة للقضاء به في حقّ المعين واحتمال وقوع العداوة أو التّهمة لذلك، ولا يقدح انتصابه لهذا العمل على العموم، فإنّ هذا مما يشترك فيه مع الشاهد، أما السّيوطيّ فيرجّح إلحاق قول القائف بالرّواية، يقول: والأصحّ الاكتفاء بالواحد تغليبًا لشبه الرّواية; لأنّه منتصب انتصابًا عامًّا لإلحاق النّسب.
د- الإسلام: نص على اشتراطه الشافعية والحنابلة، وهو الراجح في المذهب المالكيّ، وقد سبقت الإشارة إلى الرّواية الأخرى في هذا المذهب، وهي القاضية بعدم اشتراط العدالة، ولا يسلّم بعض فقهاء الحنابلة بوجوب اشتراط هذا الشرط للعمل بقول القائف في مذهبهم.
هـ- الذّكورة والحرّية: الأصحّ في المذهب الشافعيّ اشتراط هذين الشرطين، وهو الراجح أيضاً عند الحنابلة، والمرجوح في المذهبين عدم اشتراط هذين الشرطين.
و- البصر والسمع، وانتفاء مظنّة التّهمة: بحيث لا يكون عدوًّا لمن ينفي نسبه، ولا أصلًا أو فرعًا لمن يثبت نسبه، نص على اشتراط ذلك الشافعية.
ويتخرج اعتبار هذه الشّروط كذلك عند من ألحقوا القائف بالشاهد أو القاضي أو المفتي فيشترط في القائف ما يشترط فيهم.
شروط القيافة:
يشترط في القيافة لإلحاق النّسب بها ما يلي:
أ- عدم قيام مانع شرعيّ من الإلحاق بالشبه، فلو نفى نسب ولده من زوجته، فإنّه يلاعنها ولا يلتفت إلى إثبات الشبه بقول القافة; لأنّ الله -عز وجل- شرع إجراء اللّعان بين الزوجين عند نفي النّسب، وإلغاء الشبه باللّعان من باب تقديم أقوى الدليلين على أضعفهما. ولا يعتبر الشبه كذلك إذا تعارض مع الفراش، يدلّ عليه ويوضّحه قضية سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ابن أمة زمعة، فقال سعد: أوصاني أخي عتبة إذا قدمت مكة أن أنظر إلى ابن أمة زمعة فأقبضه فإنّه ابنه، وقال عبد بن زمعة: أخي ابن أمة أبي، ولد على فراش أبي، فرأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شبهًابيّنًا بعتبة، فقال: ((الولد للفراش، واحتجبي عنه يا سودة)) فقد ألغى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الشبه وألحق النّسب بزمعة صاحب الفراش.
ب- وقوع التنازع في الولد نفيًا أو إثباتًا وعدم وجود دليل يقطع هذا التنازع، كما إذا ادعاه رجلان أو امرأتان، وكما إذا وطئ رجلان امرأةً بشبهة وأمكن أن يكون الولد من أحدهما، وكلّ منهما ينفيه عن نفسه، فإنّ الترجيح يكون بقول القافة. أما إذا ادعاه واحد فإنّه يكون له، ولا يقوم التنازع حقيقةً فيما بينهما إذا تعين الولد لأحدهما، فلو ادعى اللقيط رجلان، وقال أحدهما: هو ابني، وقال الآخر: بنتي، فإن كان اللقيط ابنًا فهو لمدعيه، وإن كانت بنتاً فهي لمدعيها; لأنّ كل واحد منهما لا يستحقّ غير ما ادعاه.
ج- إمضاء القاضي قول القائف عند التنازع فيما نص عليه الشافعية، فلا يلزم قوله على هذا إلا بإمضاء القاضي له، جاء في حاشية الجمل: ولا يصحّ إلحاق القائف حتى يأمر القاضي، وإذا ألحقه اشترط تنفيذ القاضي إن لم يكن قد حكم بأنّه قائف. ورأى الزركشيّ أنّ القائف إن ألحقه بأحدهما فإن رضيا بذلك بعد الإلحاق ثبت نسبه، وإلا فإن كان القاضي استخلفه وجعله حاكماً بينهما جاز، ونفذ حكمه بما رآه، وإلا فلا يثبت النّسب بقوله وإلحاقه حتى يحكم الحاكم.
د- حياة من يراد إثبات نسبه بالقيافة، وهو شرط عند المالكية، جاء في مواهب الجليل: أنّها إن وضعته تمامًا ميّتًا لا قافة في الأموات، ونقل الصقلّيّ عن سحنون: إن مات بعد وضعه حيًّا دعي له القافة، قال الحطاب: ويحتمل ردّهما إلى وفاق; لأنّ السماع أي: لابن القاسم فيمن ولد ميّتًا، وقول سحنون فيما ولد حيًّا.
ولم يشترط الشافعية حياة المقوف، فإذا كان ميّتاً جاز إثبات نسبه بالقافة ما لم يتغير أو يدفن.
هـ- حياة من يلحق به النّسب: اشترط كثير من المالكية حياة الملحق به، فعن سحنون وعبد الملك أنّه لا تلحق القافة الولد إلا بأب حيّ، فإن مات فلا قول للقافة في ذلك من جهة قرابته إذ لا تعتمد على شبه غير الأب، ويجوز عند كثير من المالكية عرض الأب على القافة إن مات ولم يدفن، جاء في "التبصرة": ولا تعتمد القافة إلا على أب موجود بالحياة. قال بعضهم: أو مات ولم يدفن، قيل: ويعتمد على العصبة. ولا يشترط هذا الشرط فقهاء الشافعية والحنابلة.
اختلاف القافة:
إذا اختلفت أقوال القافة جمع بينها إن أمكن ذلك، كما لو ألحق أحد القائفين نسب اللقيط برجل، وألحقه الآخر بامرأة فإنّه ينسب إليهما، وإن لم يمكن الجمع بينهما وترجح أحدهما، فإنّ الراجح هو الذي يؤخذ به.
وتفريعاً عليه فإنّه يؤخذ بقول قائفين اثنين خالفهما قائف ثالث، كبيطارين خالفهما بيطار في عيب وكطبيبين خالفهما طبيب في عيب، قاله في المنتخب، ويثبت النّسب، وذلك; لأنّهما شاهدان. فقولهما مقدم على قول شاهد واحد، لكن لا يترجح قول ثلاثة قافة على قول قائفين بزيادة العدد فيما نص عليه ابن قدامة. أما إذا لم يمكن الجمع ولا الترجيح، كأن يلحق القائف المقوف بأحد المتنازعين، ويلحقه الآخر بغيره، ففيه خلاف الفقهاء:
ذهب المالكية والشافعية إلى أنّه لا يلحق الولد إلا برجل واحد، ويؤخر الولد إذ قضى القافة باشتراك رجلين أو أكثر فيه إلى حين بلوغه، فيخير في الالتحاق بمن يشاء منهم، بناء على ما ينعقد من ميل فطريّ بين الولد وأصله قد يعينه على التعرّف عليه، جاء في "بداية المجتهد": الحكم عند مالك إذا قضى القافة بالاشتراك أن يؤخر الصبيّ حتى يبلغ، ويقال له: وال أيهما شئت، ولا يلحق واحد باثنين، وبه قال الشافعيّ.
ع3:
قواعد إثبات النسب بالقيافة
ج1:
سبل السلام، للصنعاني.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الولد للفراش وللعاهر الحجر)) متفق عليه من حديثه، ومن حديث عائشة في قصة، وعن ابن مسعود عند النسائي، وعن عثمان عند أبي داود. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((الولد للفراش وللعاهر الحجر)) متفق عليه من حديثه -أي: أبي هريرة-. قال ابن عبد البر: إنه جاء عن بضع وعشرين نفسًا من الصحابة.
والحديث دليل على ثبوت نسب الولد بالفراش من الأب. واختلف العلماء في معنى الفراش، فذهب الجمهور إلى أنه اسم للمرأة، وقد يعبر به عن حالة الافتراش، وذهب أبو حنيفة إلى أنه اسم للزوج.
ثم اختلفوا بماذا يثبت؟ فعند الجمهور: إنما يثبت للحرة بإمكان الوطء في نكاح صحيح أو فاسد، وهو مذهب الهادوية و الشافعي وأحمد. وعند أبي حنيفة أنه يثبت بنفس العقد وإن علم أنه لم يجتمع بها، بل ولو طلقها عقيبه في المجلس.
وذهب ابن تيمية إلى أنه لا بد من معرفة الدخول المحقق، واختاره تلميذه ابن القيم قال: "وهل يعد أهل اللغة وأهل العرف المرأة فراشًا قبل البناء بها؟ وكيف تأتي الشريعة بإلحاق نسب من لم يبن بامرأته ولا دخل بها ولا اجتمع بها لمجرد إمكان ذلك؟ وهذا الإمكان قد يقطع بانتفائه عادة فلا تصير المرأة فراشا إلا بدخول محقق".
قال في "المنار": "هذا هو المتيقن، ومن أين لنا الحكم بالدخول بمجرد الإمكان، فإن غايته أنه مشكوك فيه، ونحن متعبدون في جميع الأحكام بعلم أو ظن، والممكن أعم من المظنون.
والعجب من تطبيق الجمهور بالحكم مع الشك فظهر لك قوة كلام ابن تيمية وهو رواية عن أحمد. هذا في ثبوت فراش الحرة.
وأما ثبوت فراش الأمة: فظاهر الحديث شموله له، وأن يثبت الفراش للأمة بالوطء إذا كانت مملوكة للواطئ أو في شبهة ملك إذا اعترف السيد أو ثبت بوجه.
والحديث وارد في الأمة ولفظه في رواية عائشة قالت: "اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام فقال سعد: يا رسول الله هذا ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إلي أنه ابنه انظر إلى شبهه. وقال عبد بن زمعة: هذا أخي يا رسول الله ولد على فراش أبي من وليدته، فنظر رسول الله -صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم- إلى شبهه فرأى شبها بينا بعتبة فقال: ((هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش وللعاهر الحجر واحتجبي منه يا سودة)). فأثبت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الولد لفراش زمعة للوليدة المذكورة، فسبب الحكم ومحله إنما كان في الأمة، وهذا قول الجمهور، وإليه ذهب الشافعي ومالك والنخعي وأحمد وإسحاق. وذهبت الهادوية والحنفية إلى أنه لا يثبت الفراش للأمة إلا بدعوى الولد، ولا يكفي الإقرار بالوطء، فإن لم يدعه فلا نسب له وكان ملكا لمالك الأمة، وإذا ثبت فراشها بدعوى أول ولد منها، فما ولدته بعد ذلك لحق بالسيد، وإن لم يدع المالك ذلك.
قالوا: وذلك للفرق بين الحرة والأمة، فإن الحرة تراد للاستفراش والوطء بخلاف ملك اليمين، فإن ذلك تابع وأغلب المنافع غيره. وأجيب بأن الكلام في الأمة التي اتخذت للوطء، فإن الغرض من الاستفراش قد حصل بها، فإذا عرف الوطء كانت فراشا ولا يحتاج إلى استلحاق. والحديث دال لذلك، فإنه لما قال عبد بن زمعة: ولد على فراش أبي ألحقه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بزمعة صاحب الفراش، ولم ينظر إلى الشبه البين الذي فيه المخالفة للملحوق به.
وتأولت الحنفية والهادوية حديث أبي هريرة بتأويلات كثيرة، وزعموا أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يلحق الغلام المتنازع فيه بنسب زمعة، واستدلوا بأنه -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر سودة بنت زمعة بالاحتجاب منه. وأجيب بأنه أمرها بالاحتجاب منه على سبيل الاحتياط والورع والصيانة لأمهات المؤمنين من بعض المباحات مع الشبهة، وذلك لما رآه -صلى الله عليه وآله وسلم- في الولد من الشبه بعتبة بن أبي وقاص.
وللمالكية هنا مسلك آخر فقالوا: الحديث دل على مشروعية حكم بين حكمين، وهو أن يأخذ الفرع شبهًا من أكثر من أصل فيعطي أحكامًا فإن الفراش يقتضي إلحاقه بزمعة، والشبه يقتضي إلحاقه بعتبة، فأعطى الفرع حكما بين حكمين، فروعي الفراش في إثبات النسب، وروعي الشبه البين بعتبة في أمر سودة بالاحتجاب.
قالوا: وهذا أولى التقديرين فإن الفرع إذا دار بين أصلين فألحق بأحدهما فقط فقد أبطل شبهة بالثاني من كل وجه، فإذا ألحق بكل واحد منهما من وجه فيكون هذا الحكم، وهو إثبات النسب بالنظر إلى ما يجب للمدعي من أحكام البنوة ثابتًا، وبالنظر إلى ما يتعلق بالغير من النظر إلى المحارم غير ثابت،
قالوا: ولا يمتنع ثبوت النسب من وجه دون وجه، كما ذهب أبو حنيفة والأوزاعي وغيرهم إلى أنه لا يحل أن يتزوج بنته من الزنا، وإن كان لها حكم الأجنبية. وقد اعترض هذا ابن دقيق العيد بما ليس بناهض. وفي الحديث دليل على أن لغير الأب أن يستلحق الولد؛ فإن عبد بن زمعة استلحق أخاه بإقراره بأن الفراش لأبيه، وظاهر الرواية أن ذلك يصح، وإن لم يصدقه الورثة، فإن سودة لم يذكر منها تصديق ولا إنكار إلا أن يقال: إن سكوتها قائم مقام الإقرار.
وفي المسألة قولان: الأول: أنه إذا كان المستلحق غير الأب ولا وارث غيره، وذلك كأن يستلحق الجد ولا وارث سواه صح إقراره، وثبت نسب المقر به.
وكذلك، إن كان المستلحق بعض الورثة، وصدقه الباقون، والأصل في ذلك أن من حاز المال ثبت النسب بإقراره واحدًا كان أو جماعة، وهذا مذهب أحمد والشافعي؛ لأن الورثة قاموا مقام الميت وحلوا محله.
الثاني للهادوية: أنه لا يصح الاستلحاق من غير الأب، وإنما المقر به يشارك المقر في الإرث دون النسب، ولكن قوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد بن زمعة: ((هو أخوك)) -كما أخرجه البخاري- دليل ثبوت النسب في ذلك.
ثم اختلف القائلون بلحوق النسب بإقرار غير الأب: هل هو إقرار خلافة ونيابة عن الميت فلا يشترط عدالة المستلحق بل ولا إسلامه؟ أو هو إقرار شهادة فتعتبر فيه أهلية الشهادة؟
فقالت الشافعية و أحمد: إنه إقرار خلافة ونيابة. وقال المالكية: إنه إقرار شهادة.
واستدل الهادوية والحنفية بالحديث على عدم ثبوت النسب بالقيافة لقوله: "الولد للفراش" قالوا: ومثل هذا التركيب يفيد الحصر؛ ولأنه لو ثبت بالقيافة لكانت قد حصلت بما رآه من شبه المدعى بعتبة، ولم يحكم به له، بل حكم به لغيره.
وذهب الشافعي وغيره إلى ثبوته بالقيافة إلا أنه إنما يثبت بها فيما حصل من وطئين محرمين كالمشتري والبائع يطآن الجارية في طهر قبل استبراء. واستدلوا بما أخرجه الشيخان من استبشاره -صلى الله عليه وسلم- بقول مجزز المدلجي وقد رأى قدمي أسامة بن زيد وزيد: إن هذه الأقدام بعضها من بعض. فاستبشر -صلى الله عليه وآله وسلم- بقوله وقرره على قيافته وسيأتي الكلام فيه في آخر باب الدعاوى. وبما ثبت من قوله -صلى الله عليه وآله وسلم- في قصة اللعان: ((إن جاءت به على صفة كذا فهو لفلان أو على صفة كذا فهو لفلان)).
فإنه دليل الإلحاق بالقيافة ولكن منعته الأيمان عن الإلحاق، فدل على أن القيافة مقتض لكنه عارض العمل بها المانع، وبأنه -صلى الله عليه وآله وسلم- قال لأم سليم لما قالت: أو تحتلم المرأة؟: ((فمن أين يكون الشبه؟))، ولأنه أمر سودة بالاحتجاب -كما سلف- لما رأى من الشبه، وبأنه قال للذي ذكر له أن امرأته أتت بولد على غير لونه: ((لعله نزعه عرق)) فإنه ملاحظة للشبه، ولكنه لا حكم للقيافة مع ثبوت الفراش في ثبوت النسب. وقد أجاب النفاة للقيافة بأجوبة لا تخلو عن تكلف، والحكم الشرعي يثبته الدليل الظاهر والتكلف لرد الظواهر من الأدلة محاماة عن المذهب ليس من شأن المتبع لما جاء عن الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وأما الحصر في حديث الولد للفراش: فنعم، هو لا يكون الولد إلا للفراش مع ثبوته، والكلام مع انتفائه، ولأنه قد يكون حصرًا أغلبيًا، وهو غالب ما يأتي من الحصر، فإن الحصر الحقيقي قليل فلا يقال: قد رجعتم إلى ما ذممتم من التأويل. وأما قوله: "وللعاهر" أي: الزاني. "الحجر" فالمراد له الخيبة والحرمان وقيل له: الرمي بالحجارة.إلا أنه لا يخفى أنه يقصر.[منقول]

محمدعبداللطيف
2021-07-27, 10:38 PM
[إثبات النسب بالقيافة]اختلف الفقهاء في مشروعية القضاء بالقيافة في إثبات النسب على قولين:القول الأول: إن النسب يثبت بقول القافة وبه قال المالكية والشافعية والحنابلة .القول الثاني: أن النسب لا يثبت بقول القافة وبه قال الحنفية .الأدلة:استدل الجمهور على مشروعية العمل بالقيافة بما يلي:
- روى البخاري ومسلمٌ عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وهو مسرور فقال: "يا عائشة ألم ترى أن مجززًا المدلجي دخل فرأى أسامة وزيدًا وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض" .قال أبو داود: كان أسامة أسود وكان زيد أبيض).
وجه الاستدلال من الحديث: أن القائف ألحق أسامة بأبيه زيد بناء على ما رآه من شبه بينهما وقد سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك فدل سروره على مشروعية القيافة إذ لا يسر إلا بحق.
2 - روى البخاري عن سهل بن سعد الساعدي في قصة عويمر العجلاني وقذف امرأته إلى أن قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "انظروها فإن جاءت به أحمر قصيرًا مثل وحرة فلا أراه إلا قد كذب، وإن جاءت به أسحم أعين ذا إليتين فلا أحسب إلا قد صدق عليها" فجاءت به على الأمر المكروه
(1).وجه الدلالة: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ألحق الولد بمن يشبهه وهذا هو حقيقة القيافة فدل ذلك على مشروعية العمل بها.3 - روى البخاري ومسلمٌ عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام فقال سعد: هذا يا رسول الله ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أنه ابنه انظر إلى شبهه، وقال عبد بن زمعة: هذا أخي يا رسول الله ولد على فراش أبي من وليدته فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شبهه فرأى شبهًا بينًا بعتبة فقال: "هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش وللعاهر الحجر واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة" قالت: فلم ير سودة قط
(2).وجه الدلالة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رتب على شبه الولد بعتبة أنه ليس ابنًا لزمعة ولذلك أمر سودة بالاحتجاب منه فدل على مشروعية العمل بالقيافة.أدلة الحنفية:1 - ما رواه البخاري ومسلمٌ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن أعرابيًا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن امرأتي ولدت غلامًا أسود، وإني أنكرته، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل لك من إبل؟ " قال: نعم، قال: "فما ألوانها؟ " قال: حمر، قال: "هل فيها من أورق؟ " قال: إن فيها لورقًا، قال: "فأنى ترى ذلك جاءها؟ " قال: يا رسول الله، عرق نزعها، قال: "ولعل هذا عرق نزعه" ولم يرخص له في الانتفاء منه وجه الدلالة: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أبطل الاعتماد على الشبه في اللون الذي يكون بين الأصل والفرع فدل ذلك على بطلان الاعتماد على القيافة؛ لأنها تقوم على اعتبار الشبه.ونوقش هذا: بأنه يدل على اعتبار العمل بالقيافة؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ألحق الإبل بأصلها البعيد اعتمادًا على الشبه بينها وهذا هو معنى القيافة.2 - روى البخاري ومسلمٌ عن عائشة -رضي الله عنها- أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الولد للفراش وللعاهر الحجر"
(1).وجه الدلالة: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حصر طريق ثبوت النسب في الفراش دون غيره فدل ذلك على نفي اعتبار القيافة طريقًا لثبوت النسب.وقد أجيب عنه: بأن هذا الدليل لا ينفي القيافة إلا عند وجود الفراش؛ لأن الفراش أقوى منها.الراجح: هو قول الجمهور لقوة ما استندوا إليه.[شروط العمل بالقيافة]
1 - أن يوجد تنازع في ادعاء الولد كما لو ادعى اثنان نسب مولود وليست هناك بينة أو قرينة لأحدهما فيعمل بالقيافة في هذه الحالة.
2 - أن لا يكون مع أحد المتداعيين دليل أقوي من القيافة، فإن وجد مع أحدهما دليل أقوى من القيافة فإنه يعمل به ولا عبرة بالقيافة حينئذ.فلو ادعى الولد اثنان وجاء أحدهما بشهود يشهدون أنه ابنه وجاء الآخر بقافة ألحقوا الولد به، حكم القاضي لمن أقام البينة؛ لأنها أقوى من القيافة. - أن لا يكون مع أحد المتداعيين قرينة أقوي من القيافة، فإذا ادعى شخص ولدًا ولد على فراش رجل فإنه يحكم بالولد لصاحب الفراش ولا عبرة للقيافة.
ومن الوسائل الحديثة كما تقدم الحمض النووي (dna) قد تستخدم هذه التقنية عند الاختلاف في النسب كما إذا ولدت امرأتان في مستشفى واختلط الأولاد وتعذر تمييزهم فيمكن تمييزهم عن طريق الحمض النووي [كتاب الفقه الميسر]

محمدعبداللطيف
2021-07-27, 10:39 PM
مزيد فائدة
السؤال
هناك رجل يمارس القيافة (تتبع وقص الأثر) وأنه بمجرد النظر إلى الأثر في الأرض يستطيع أن يصف صاحب الأثر بكل وضوح وأن يحدد جنسه وشكله وقبيلته وفي أغلب الأحيان يكون قوله صحيحا ويستفاد منهم في كشف المجرمين فما حكمهم وحكم الاستعانة بهم؟
الجواب
الحمد لله.
القائف في لسان العرب هو : الذي يتتبع الآثار ويعرفها , ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه .
ولا يخرج المعنى الاصطلاحي للقيافة ومشتقاتها عن المعنى اللغوي المتعلق بتتبع الأثر ومعرفة الشبه . انظر : الموسوعة الفقهية (34/92).
والقيافة وتتبع الأثر أمر معلوم ، واشتهرت به بعض القبائل ، كبني مدلج في القديم ، وقبيلة المرة في الحديث .
وإصابة الصواب فيها تعتمد على الغريزة ، والفراسة ، والمران ، ولهذا قد يذكر القائف أمورا دقيقة جدا ، ويكون مصيبا .
قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله : " القيافة لا تختص ببني مرة وبني مدلج .
كان مشهورا في الحجاز بنو مدلج . والموجود الآن آل مرة ، وليسوا من بني مدلج ، ولهم الشهرة في ذلك . ويظهر توسيع الدائرة ، فالتمرن والقيافة موجودة في غيرهم من حاضرة وبادي ، فيوجد في الحاضرة أناس فيهم معرفة قوية ، وإنما الشهرة كما تقدم لآل مرة ، ولهم في ذلك من الحذق الشيء المشهور ، وبعضهم يجزمون بأشياء دقيقة شهد الواقع بصدقهم فيها ؛ لكن منهم من حذقه في معرفة السارق . وليس كل ما يجزمون به استنادا إلى الأثر . كما أن لهم توسما بالإشارة ، فلهم توسم بالفراسة ، فالذي عنده شيء من الخوف يجزمون عليه حتى يعترف ...
ومعرفة الأثر تلحق بالقيافة ، إلا أنه لا يستعمل في لحوق الأنساب ، فإنه شيء آخر ، لكن إذا احتيج إلى نظر أقدامها في الأرض صح ، لكن الشبه بالوجه ونحوه أبلغ مما سواه .
الثاني [والأول هو العمل بالقيافة في إثبات النسب] : ما يتعلق بمعرفة الجاني من سرقة أو قتل أو تهمة ، فهذا يعتمد النظر والحذق ، ويعتمد الشطارة ؛ فإن كثيرا من هذه الأمور يأخذونه لا من نفس الأثر بل لهم مِران في ذلك . وقد يصير فيهم وهم ، ووجوده فيهم أحيانا لا يسقط قولهم ؛ فإن البينة قد تغلط ... يشترط في القائف العدالة المعتبرة في الشاهد ، والقاضي ، والإمام ، والخبرة شرط " انتهى من "فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم" (9/31). وأما الاعتماد عليهم : فالفقهاء يذكرون الاعتماد على القافة في إثبات النسب المجهول ، كالولد الناتج عن وطء شبهة ، واللقيط ونحو ذلك .
واختلفوا في الاعتماد على قولهم في تحديد الجاني والسارق .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وقول القافة في الأنساب معتبر ، فهل يعتبر قول القافة في الأموال ؟ بمعنى أن القائف إذا رأى قدم السارق ، وقال : هذا فلان بن فلان ، فهل يؤخذ به ، أو يقال : إنه قرينة ويؤتى بالرجل إن أقر وإلا برئ ؟ فيها خلاف بين العلماء : منهم من قال : إذا عُرف بالإصابة بالتجربة فإنه يؤخذ به ، وكما ذكرنا هؤلاء القافة ربما يشهدون شهادة على أن هذا قدم فلان بن فلان ، وليس عندهم فيه شك ، فيكون قرينة ، وفي قضية داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام : (إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ) الأنبياء/ 78، 79، استدل بالأثر على المؤثر " انتهى من "الشرح الممتع" (10/399).
وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أنه يعتد بقول القائف في المعاملات وفي الجنايات ، وذكر أمثلة لذلك : كأن يدعي شخص أنه ذهب من ماله شيء ، ويثبت ذلك ، فيقص القائف أثر الوطء من مكان إلى مكان آخر ، فشهادة القائف أن المال دخل إلى هذا الموضع توجب أحد الأمرين : إما الحكم به ، وإما أن يكون الحكم به مع يمين المدعي ، وهو الأقرب ، فإن هذه الأمارات ترجح جانب المدعي ، واليمين مشروعة في أقوى الجانبين .
وينظر : "الفتاوى الكبرى" (5/508).
والاعتماد على القافة في هذه الأمور كلها ، يرجع فيه إلى القاضي وما يراه ، وإلى وجود الشروط المعتبرة في القائف من العدالة والخبرة ، وإلى عدم وجود البينة المعارضة للقيافة .
والله أعلم.
المصدر: الإسلام سؤال وجواب

محمدعبداللطيف
2021-07-27, 10:43 PM
سئل الامام ابن باز
السؤال:
ونعرض أولى الرسائل وقد وردت من المستمع عبد الكريم عبد الواسع أثيوبي الجنسية مقيم بجدة، بعث بسؤالين في سؤاله الأول يقول: إذا كشف طبيب على طفل مجهول النسب، وقرر أنه ابن فلان؛ فهل يقبل كلامه وينسب ذلك الطفل لمن نسبه إليه؟ أم لا؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقول الطبيب: إن الطفل مجهول النسب ابن فلان لا يكون معتبرًا على إطلاقه، بل لا بد من النظر في حال الطفل، فإذا إذا كان معروفًا أنه ولد على فراش فلان من زوجته أو من سريته؛ فإنه محكوم له بذلك، لقول النبي ﷺ: الولد للفراش وللعاهر الحجر، أو كان معروفًا أنه ابن فلان بالبينة بشاهدي عدل، يشهدان بأن هذا هو ابن فلان؛ فإنه يحكم به بالبينة الشرعية، فإن كان الحال ليس في ذلك فراش ولا شهادة عدلين؛ فإنه يعرض على القافة بحضرة من يدعيه بوجه شرعي، وإذا كان له منازع كذلك، يحضر عند القافة العارفين بالشبه؛ فتلحقه القافة بمن هو أقرب به شبهًا عند فقد الفراش وعند فقد البينة العادلة.
وأما الطبيب فلا يكفي، القافة العارفين بأشباه الناس هم الذين اعتبرهم الشارع، قد سر النبي ﷺ لما قال القائف في أسامة بن زيد مع أبيه وهما تحت قطيفة لم يبد منهما إلا أرجلهما، قال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، فسر النبي بذلك عليه الصلاة والسلام، وقد عمل المسلمون بهذا، فالحاصل أن القافة مقدمة على الطبيب الذي يعتبر بالدم أو نحوه، القافة العارفون بالأشباه هم المقدمون في هذه المسألة عند فقد البينة التي أقوى منهم، وهي الفراش وشهادة عدلين يشهدان بنسبه من فلان، فإذا كان مجهولًا ولا بينة ولا فراش؛ فإن القافة هي المعتبرة

محمدعبداللطيف
2021-07-27, 10:47 PM
حكم استخدام البصمة الوراثية لتحديد النسب وإثبات صحة الانتساب إلى القبائل
السؤال
ظهر حديثا علم تحليل البصمة الوراثية "D N A " حيث من الممكن معرفة أصول الشخص، ونسبه إلى آدم عليه السلام، والقبائل والعشائر التي يلتقي معها الشخص، وقد أجرته العديد من القبائل، والأسر، وأثبت صحته في تحديد الأنساب، والأقارب من جهة الأب والأجداد، والالتقاء معهم.
فهل يجوز لي عمل هذه الاختبار لتحديد نسبنا؛ حيث إننا حلفاء مع إحدى القبائل، ونجهل نسبنا بسبب نزوح جدنا التاسع، وأود معرفة نسبنا الصحيح، وأقرب القبائل لي نسباً، وليس الهدف الفخر المنهي عنه، أو الطعن في الأنساب، بل لمعرفة نسبي الصحيح؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليست البصمة الوراثية سبيلا شرعيا لإثبات الأنساب، إلا في أحوال خاصة، كالاشتباه في نسب المولود، وحصول التنازع عليه! وراجع الفتوى رقم: 125471 (https://www.islamweb.net/ar/fatwa/125471/لا-يعتمد-على-تحليل-الحمض-النووي-في-نفي-الأنساب-الثابتة).
وأما استعمالها لمعرفة الأجداد، والانتساب إلى القبيلة، فلا نعلم قائلا به ممن يرجع إلى قوله من علماء العصر. ولا يخفى ما قد يجره البحث في ذلك من الطعن في الأنساب، وما قد يترتب عليه من تلويث السمعة، ولحوق العار، إذا أظهرت النتائج بُعْد الفاحص عن نسبه القريب، فضلا عن النسب البعيد الذي يبحث عنه!
ثم إن البصمة الوراثية وإن كانت طريقة علمية، موثوقة في الغالب، ونتائجها شبه مضمونة، إلا إنها ليست قطعية يقينية.
قال الدكتور عمر السبيل في بحثه: (البصمة الوراثية، ومدى مشروعية استخدامها في النسب والجناية): نتائج البصمة قد لا تكون دقيقة؛ لما قد يحصل أثناء إجراءات الفحص من أخطاء بشرية ومعملية، كاختلاط العينات المأخوذة من شخص، بعينات لشخص آخر، أو بسبب خطأ خبير البصمة الوراثية، أو غيره من العاملين في مختبرات الفحص الوراثي في أي إجراء من الإجراءات، أو بسبب عدم العناية التامة بتعقيم، ونظافة آلات الفحص، وغير ذلك من أخطاء بشرية، ومعملية قد تؤثر على نتيجة البصمة، وقد أكد حصول ذلك بعض الأطباء المختصين بقوله: "فإن هناك كثيرا من الأخطاء المعملية، سواء كانت في الإضافات، أو في طريقة الفحص، أو في طريقة العمل، أو في الشخص نفسه، أو في السلوكيات التي يسلكها الباحث، أو مساعد الباحث، فهناك محاذير يجب أن تؤخذ في الاعتبار ...". وقال آخر: "ولو حصل نقطة صغيرة ولو غبار في المعمل، أتى على هذا الدم لخبط النتيجة كلها، ولذلك فإن مكمن خطورة البصمة في دقتها، فأي تلوث بسيط يعطي نتيجة معاكسة" ... اهـ.
وهنا ننبه على أن الأنساب الثابتة بطريقة شرعية، لا يجوز استخدام البصمة الوراثية بقصد التأكد من صحتها.
فقد نص قرار مجمع الفقه الإسلامي على أنه: لا يجوز استخدام البصمة الوراثية بقصد التأكد من صحة الأنساب الثابتة شرعًا، ويجب على الجهات المختصة منعه، وفرض العقوبات الزاجرة؛ لأن في ذلك المنع حماية لأعراض الناس، وصونًا لأنسابهم. اهـ.
وقال الدكتور عمر: النسب إذا ثبت بإحدى الطرق الشرعية، فإنه لا يجوز نفيه البتة، إلا عن طريق اللعان؛ للأدلة الدالة على ذلك، وقد دلت قواعد الشرع أيضا على أنه لا يجوز محاولة التأكد من صحة النسب بعد ثبوته شرعا؛ وذلك لاتفاق الشرائع السماوية على حفظ الضروريات للحياة الإنسانية، ومنها حفظ النسب والعرض، ولما جاءت به هذه الشريعة المباركة من جلب للمصالح، ودرء للمفاسد، وحيث إن محاولة التأكد من صحة الأنساب الثابتة، فيه قدح في أعراض الناس، وأنسابهم يؤدي إلى مفاسد كثيرة، ويلحق أنواعا من الأضرار النفسية، والاجتماعية بالأفراد، والأسر والمجتمع، ويفسد العلاقات الزوجية، ويقوض بنيان الأسر، ويزرع العداء والبغضاء بين الأقارب والأرحام، لهذا كله فإنه لا يجوز محاولة التأكد من صحة النسب عن طريق البصمة الوراثية ولا غيرها من الوسائل، كما أنه لو تم إجراء الفحص بالبصمة الوراثية للتأكد من نسب شخص من الأشخاص، وأظهرت النتائج خلاف المحكوم به شرعا من ثبوت النسب، فإنه لا يجوز الالتفات إلى تلك النتائج، ولا بناء أي حكم شرعي عليها؛ لأن النسب إذا ثبت ثبوتا شرعيا، فإنه لا يجوز إلغاؤه وإبطاله إلا عن طريق واحد، وهو اللعان. اهـ.
الاسلام سؤال وجواب

حسن المطروشى الاثرى
2021-08-07, 09:28 PM
الكلام في الإمامة ليس من أصول الاعتقاد، والخطر على من يزل فيه يربى على الخطر على من يجهل أصلا من أصول الدين، ويعتوره نوعان محظوران عند ذوي الحجاج: أحدهما: ميل كل فئة إلى التعصب وتعدي حد الحق، والثاني: عد المحتملات التي لا مجال للقطع فيها من القطعيات." فلما تطلبوا الأدلة القطعية وجدوها في الإجماع، والمراد من الإجماع أعلى مراتبه وهو إجماع الأمة من العصر الأول استنادا للأدلة القاطعة القائمة مقام التواتر، وهو في الحقيقة مظهر من مظاهر التواتر المعنوي. وأي دليل على اعتبارهم الخلافة من قواعد الدين أعظم من اتفاق الصحابة عليه وهرعهم يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك من غير مخالف.

قال الجويني في الارشاد "

محمدعبداللطيف
2021-08-08, 03:20 AM
وأي دليل على اعتبارهم الخلافة من قواعد الدين أعظم من اتفاق الصحابة عليه وهرعهم يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك من غير مخالف.

قال الجويني في الارشاد " الرسول صلى الله عليه وسلم مكث بمكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى الله ويعلّم التوحيد والعقيدة ويقرأ عليهم الوحي ويجادل الكفار بالتي هي أحسن ويصبر على الأذى مع صلاته وإقامته للعبادات التي شُرعت في ذلك الوقت ولم يترك تعليم الدّين مع أنّ دولة الإسلام لم تقم في مكة حينئذ ، ثم كيف تقوم دولة الإسلام دون أساس عقديّ ومجتمع من المسلمين ينشأون على الإسلام ويتربون عليه ويتعلمونه ويقيمونه ؟ الاسلام سؤال وجواب
ركّز رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خلال دعوته في مكّة على بناء الأساس والنواة؛ وهم الأشخاص الذين قامت الدولة فيما بعد على اكتافهم، حيث بدأت الدعوة في مكّة سرّيّةً لمدّة ثلاث سنواتٍ، صقل فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- شخصيّة بعض الرجال من أصحابه؛ كأبي بكر الصديق، ومصعب بن عمير، وأبي عبيدة عامر بن الجراح وغيرهم رضي الله عنهم، وركّز -عليه الصّلاة والسّلام- خلال هذه الفترة على ترسيخ العقيدة في قلوبهم، وتذكيرهم بأحوال الأمم السابقة، وعاقبة الكافرين والمؤمنين في كلّ أمّةٍ، وأمرهم بالتزام العبادات التي ترتقي بإيمانهم: كقراءة القرآن الكريم وقيام الليل، وبشّرهم بمستقبلٍ مشرقٍ لأمّة الإسلام فيه النصر، والمجد، والتمكين، وكان ذلك بهدف إعدادهم للمرحلة التي تليها
ر

حسن المطروشى الاثرى
2021-08-12, 09:33 PM
وفقكم الله

حسن المطروشى الاثرى
2021-08-14, 09:53 PM
نقل أبو جعفر النحاس وغيره اتفاق العلماء على كراهة قول أطال الله بقاك وقال بعضهم هي تحية الزنادقة. المجموع ج1ص49.
بقاك الله نعم مكروهة
نص عليها أحمد
أما أطال الله بقاءك فالظاهر جوازها قالها عمر رضي الله عنه لعلي رضي الله عنه

وممن رأى الجواز شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله

محمدعبداللطيف
2021-08-15, 12:28 AM
نقل أبو جعفر النحاس وغيره اتفاق العلماء على كراهة قول أطال الله بقاك وقال بعضهم هي تحية الزنادقة. المجموع ج1ص49.
بقاك الله نعم مكروهة
نص عليها أحمد
أما أطال الله بقاءك فالظاهر جوازها قالها عمر رضي الله عنه لعلي رضي الله عنه

وممن رأى الجواز شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه اللهبارك الله فيك
سُئل رسول الله : أي الناس خير ؟ قال : من طال عمره ، وحسن عمله . قيل : فأي الناس شر ؟ قال : من طال عمره ، وساء عمله . رواه الإمام أحمد .
************
سئل الامام ابن باز رحمه الله
الدُّعاء بـ"أمد الله عمرك" أو "أطال الله عمرك" يكون لا ينبغي؟
الجواب -لا، إذا قال: "على خير" مثلما في الحديث الأول مقدرة إلا الدّعاء، إذا قال: "على خير"، "فسح الله في أجلك على خير، أو على هدى، أو على صلاحٍ، أو على الإسلام"، أو ما أشبه ذلك؛ لأنه قد يمده الله بعمرٍ على شرٍّ.
*************
سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : ما حكم قول: " أطال الله بقاءك " و " طال عمرك " ؟
فأجاب قائلاً: لا ينبغي أن يطلق القول بطول البقاء، لأن طول البقاء قد يكون خيراً وقد يكون شراً، فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله، وعلى هذا فلو قال : أطال الله بقاءك على طاعته ونحوه فلا بأس بذلك . انتهى كلامه رحمه الله .
*************
ذكر بعض أهل العلم قيوداً حسنة، لجواز إطلاق هذه العبارة من ذلك: ما ذكره الهيتمي في فتاويه حيث قال: وقيده بعض المحققين بمن في بقائه نفع للمسلمين، فيندب له الدعاء حينئذ، فإن كان نفعه قاصراً فهو دون الأول، قال: ومن عداهما قد يصل للكراهة، والتحريم إن اتصف بضدهما. ا.هـ
وذكر الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - أنه ينبغي أن يقيد ذلك بطاعة الله تعالى ، ونسبه إلى الإمام أحمد - رحمه الله - بأن يقال: أطال الله عمرك في طاعته.
ومما ينبغي أن يعلم أن الدعاء بطول العمر لا يعارض كون الآجال محدودة ومعلومة، فقد ذكر صاحب كتاب: الفواكه الدواني بعد أن رجح القول بالجواز قوله: وما قيل من أن العمر لا يزيد ولا ينقص فباعتبار ما في صحف الملائكة- الاسلام سؤال وجواب
***********
ما حكم قولي لشخص: (أمد الله في عمرك) أو (أطال الله بقاءك)، هل يعتبر هذا من عدم كمال التوحيد؛ لأن الله قد حدد الأعمار؟
الجواب :
لا حرج في ذلك، والأفضل أن يزيد في ذلك: في طاعة الله، أو ينوي ذلك، .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن غديان

حسن المطروشى الاثرى
2021-08-15, 09:49 AM
حديث الدعاء لانس رضي الله عنه " اللهم أطل في عمره "
فلا بأس بالدعاء بطول العمر
وفقكم الله